Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 2 أبريل 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


حروب الجواسيس: السمكرية ماي والخياط بوتين

Posted: 02 Apr 2018 02:27 PM PDT

في رد فعل على محاولة تسميم العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال وابنته في مدينة ساليزبري البريطانية، لجأت لندن وحكومات أكثر من 20 دولة غربية حليفة في أوروبا وأمريكا وأستراليا إلى طرد أكثر من 150 دبلوماسياً روسياً، وإغلاق قنصليات ومراكز إعلامية تابعة لموسكو. كما صدر بيان مشترك عن رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جاء فيه أن استخدام غاز أعصاب «نوفيشوك» في اعتداء ساليسبري هو أول هجمة من نوعها بعد الحرب العالمية الثانية، وتشكل انتهاكاً واضحاً لميثاق الأسلحة الكيميائية وخرقاً للقانون الدولي. وكما كان متوقعاً، نفت موسكو أي مسؤولية عن الواقعة، ولكنها ردت بالمثل وطردت أعداداً مماثلة من الدبلوماسيين الغربيين، وأغلقت قنصليات، وتنذر باتخاذ المزيد من الإجراءات.
أجواء تعيد إلى الذاكرة مناوشات الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي، والحالات السابقة لطرد الدبلوماسيين وتبادل الجواسيس، وتثبت بالتالي أن الوئام المعلن بين القوى العظمى وتوافقها على السلام والأمن العالميين ليس سوى واجهة كاذبة تخفي صراعاً محتدماً قوامه التجسس والرصد وجمع المعلومات، وبالتالي توسيع مناطق النفوذ وميادين الهيمنة. وما دام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد جاء إلى الكرملين من قلب المؤسسة الاستخباراتية التي كانت تدير حروب التجسس مع الغرب، فكيف يُستغرب منه أن يأمر بالثأر من جاسوس خان تلك المؤسسة وأفشى أسرارها؟ ثم هل هذه هي حادثة تصفية الجواسيس الأولى بين موسكو ولندن، أم انها تتمة طبيعية لتسميم الجاسوس الروسي ليتفينينكو في العاصمة البريطانية، سنة 2006؟
ولكن أجواء استئناف الحرب الباردة على صعيد طرد الجواسيس تلفت الانتباه إلى مفارقة أولى هي أن حكومة ماي، التي تبنت الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، تعود لاهثة إلى حضن القارة العجوز ذاتها بحثاً عن التضامن السياسي والدبلوماسي. وإذْ تجده بالفعل في مسارعة الحكومات الأوروبية إلى طرد عشرات الدبلوماسيين الروس من باب الاستجابة للطلب البريطاني، فإن التضامن الآخر الذي جاء من خارج الاتحاد الأوروبي، من ألبانيا وملدوفيا وأوكرانيا فضلاً عن الولايات المتحدة، يثبت أن المملكة المتحدة لا تستطيع التفكير بعقلية الجزيرة المنفصلة المنعزلة فقط.
المفارقة الثانية هي أن طرد الدبلوماسيين، حتى إذا تكفل بإضعاف النشاط الجاسوسي لبلد مثل روسيا، فإنه لا يمس عمق الشبكة الحقيقية الخفية للتجسس والجواسيس. فهؤلاء لا يعملون بجوازات سفر دبلوماسية كما برهنت وقائع تواريخ الاستخبارات، بل تتخذ أشباحهم صفات السمكري أو الخياط أو الجندي مثلاً، كما في رواية جون لوكاريه الشهيرة عن اختراق السوفييت للهرم الأعلى في الاستخبارات البريطانية. وهذا يعني أن عمليات الطرد والرد على الطرد لن توقف في قليل أو كثير تلك الحروب الطاحنة التي تواصل الأجهزة خوضها على أصعدة سياسية واقتصادية وتكنولوجية، وربما على نحو أكثر شراسة من حروب المعلومات الأمنية والعسكرية.
وبذلك فإن من تحصيل الحاصل بقاء سمكري بريطاني هنا، أو خياط روسي هناك.

حروب الجواسيس: السمكرية ماي والخياط بوتين

رأي القدس

الأرض والعودة والحرية

Posted: 02 Apr 2018 02:27 PM PDT

لا يصدق الإسرائيليون ما يرونه بأعينهم، فمسيرة الأرض- العودة في غزة لا يمكن أن تكون في اقتناعاتهم سوى عمل إرهابي منظم، إذ لا يستطيعون الاقتناع بأن الفلسطينيين لا يزالون يحلمون بالعودة بل هم على استعداد للموت في سبيلها، رغم مرور سبعين سنة على نكبتهم.
هنا يقع سوء التفاهم الكبير، على الفلسطينيين أن يصدّقوا ذاكرة يهودية أسطورية أعطت فلسطين لليهود منذ ألفي عام في صيغة «وعد إلهي»، وأن يكذّبوا عيونهم التي ترى أرضهم وهي تستباح وقراهم المدمرة، وحياتهم التي حوّلها الاحتلال الإسرائيلي إلى ركام، والحصار الذي يخنقهم.
علينا أن نصدّق الأسطورة ونكذّب الحاضر، هذا هو جوهر اللعبة الإسرائيلية، التي لم تعد تستند سوى إلى الحجة الدينية الأسطورية، التي تلائم اليوم مزاجا فاشيا عالميا، تغذيه الترامبية الأمريكية والإسلاموفوبيا بصفتها الشكل الجديد للاسامية، وتتطابق أيضا مع شهوة إحتلال الأرض وإذلال أصحابها والتي تهيمن على المزاج السياسي الإسرائيلي، كما أعاد اليمين القومي- الديني صوغه.
لقد فقدت إسرائيل القدرة على الرؤية وأصيبت بالصمم، وهذا نتاج فائض القوة العسكرية والسياسية التي تتمتع به اليوم. فبعدما خرج العالم العربي من الصراع، تجد إسرائيل نفسها حرة التصرف، فتكشف طبيعتها العميقة، وتعلن نفسها، وبلا مواربة، دولة تمييز عنصري.
يعتقد الإسرائيليون أنهم ارتاحوا من عالم عربي مشغول بحروب ملوك الطوائف وجنون المستبدين وتورم الثروة النفطية، وهم على حق في ذلك. لكن سرعان ما سينكشف أن هذه الراحة النسبية ليست سوى وهم، فلقد جردت إسرائيل نفسها من نظام عربي كان شريكها الأول في قمع الفلسطينيين، ورهانها اليوم على دور الأنظمة العربية في تمرير «صفقة القرن» وفرضها على الفلسطينيين ليس سوى وهم، فالنظام العربي أكثر جبنا من القدرة على الجهر بالموافقة على التخلي عن القدس، وأكثر خوفا من ضم ما تجود به إسرائيل على الأردن ومصر، عبر ضم مدن الضفة إلى الأردن، وعودة الإدارة المصرية إلى غزة.
كما أن تداعي السلطة الفلسطينية والانقسام الفلسطيني، يزّين للإسرائيليين بأنهم قادرون على فرض ما يريدونه على الفلسطينيين، وهذا عين الخطأ. إذ لا توجد قيادة فلسطينية قادرة على شرعنة نظام الأبارتهايد المقترح، ولن يعطي الضغط الإسرائيلي- الأمريكي على السلطة أي نتائج، سوى المساهمة في عملية تفككها.
في الواقع الراهن، فإن إسرائيل حوّلت الفلسطينيين إلى مشكلة إسرائيلية داخلية، وجعلت من احتلالها المستمر نقطة ضعفها الكبرى. أي أن ما يبدو نقطة قوة يتحول إلى نقطة ضعف.
لم تعد إسرائيل قادرة على التنعّج بصفتها ضحية. فالهولوكست، على وحشيته صار ماضيا لا يبرر شيئا. بل أن هذا الماضي نفسه، صار أداة إدانة لإسرائيل، إذ كيف يبرر أبناء وأحفاد ضحايا العنصرية الوحشية، التي مورست ضد اليهود في أوروبا النازية، لأنفسهم تحويل الشعب الفلسطيني إلى ضحية دائمة، وممارسة إرهاب الدولة المنظم ضده، ونسف البيوت والاستيلاء على الأرض وجرف القرى وتغطيتها بالغابات؟
في بداية تأسيس الدولة العـــبرية نجح الصهاينة في إخراس الضحية التي تم تجريدها من اسمها ومن حقها في الوجود، أما ما نشهده اليوم فهو انقلاب جذري، فالجلاد لم يعد قادرا على الكلام، لأنه فقد القدرة على التبرير ولا حل أمامه سوى في تبني لغة عنصرية فاشية فارغة من أي معنى إنساني.
ما لم يلاحظه الإسرائيليون هو أن النكبة ليست ذاكرة كي تُنسى، بل هي حاضر يومي. كل ما فعله الإسرائيليون منذ نهاية حرب النكبة عام 1948، هو الإصرار على استمرار هذه النكبة، وجعل الحاضر الفلسطيني دوامة يومية من النكبات. قبل حرب حزيران/ يونيو، لم تتوقف إسرائيل عن نهب أراضي الفلسطينيين الذين بقوا في بلادهم، وفرضت عليهم العيش في غيتوات مغلقة كحاضرين-غائبين، أما بعد حرب حزيران/يونيو 67، فقد صارت كل فلسطين ملعبا للاستيطان الكولونيالي المتوحش، وانتصب الجدار العنصري كي يسلب الأرض ويحاصر الناس، وتحولت القدس والخليل إلى نموذجين صارخين للتمييز العنصري الممزوج بحمى دينية حمقاء.
أن يكون الفلسطينيون وحدهم فهذا يدعو إلى الأسى ويُشعر العرب بعار من الصعب محوه، لكنها الحقيقة التي لم يعد عدم التعامل معها ممكنا، وهي حقيقة تضعنا وجها لوجه أمام مسار سياسي جديد بالغ الصعوبة والتعقيد.
فبعد انهيار وهم السلام، الذي كشفت المعاهدات العربية-الإسرائيلية المعلنة والمستترة حقيقة أنه سلام مقابل السلام، أي مقابل لا شيء، يجد الفلسطينيات والفلسطينيون أنفسهم وحيدين في مواجهة احتلال دائم ينكر أبسط حقوقهم، ولا خيار أمامهم سوى الدفاع عن بقائهم ووجودهم.
غير أن الحقيقة الجـــديدة التي ترتسم في الأفق، هي أننا نرى للمرة الأول جلادا منتصرا لكنه أخـــرس وعاجز عن الكلام. في العادة يخرس الجلاد عندما يكون على مشارف الهزيمة، أما حين يخرس الجلاد المنتصر فهذا يعني أنه يؤسس لهزيمته.
هذا الواقع يجعلنا شهودا على ولادة خطاب فلسطيني مقاوم جديد، ويدفعنا إلى المساهمة في بلورة هذا الخطاب الذي تصنعه الممارسة ويرسم ملامحه الدفاع عن البقاء، واحتضان قضيتي الحق والحرية باعتبارهما تعبيرا عن الانتماء إلى فكرة العدالة.
كانت مسيرة الأرض- العودة، أحد المؤشرات التي بدأ الوعي الفلسطيني الجديد في استشراف ملامحها، فحق العودة إلى الأرض لا يساويه في الأهمية سوى حق الشعب في الحرية، وهما حقان متلازمان.
وسط أمواج الأسى واليأس في عالمنا العربي، يأتي هذا الألم الفلسطيني الكبير ليشير إلى الطريق. فالمقاومة هي دفاع عن حرية الناس، وفلسطين هي أحد أسماء الحرية في عالم اليوم.

الأرض والعودة والحرية

الياس خوري

محاكمات في مناطق الأكراد: عقيدة بعقيدة… ورشا عمران: حافظ الأسد لم يسجن كاتباً سورياً

Posted: 02 Apr 2018 02:27 PM PDT

في معرض الحديث عن المهرجان الثقافي، الذي كان يقام في قرية الملاجة السورية يدور هذا الحوار بين المذيع السوري أنس أزرق (في برنامج «المنعطف» على قناة «سوريا») وضيفته الشاعرة رشا عمران:

«أزرق: محمد عمران كان إلى حدّ ما جزءاً من النظام.
رشـا عمـران: مثل كل المثقفين الذيـن كانوا..

أزرق: وكـان بعثيـاً.

رشا عمران: طبعاً، هو ممن أسسوا «حزب البعث» في مراحل النضال السري للحزب، وترك في العام 1963. محمد عمران أو غيره من المثقفين، الكل، ما كان في حدا… إذا بدنا نحكي بموضوعية أكثر، حافظ أسد، أظن، لم يسجن كاتباً سورياً، لمجرد أنه كاتب. كان يسجن الكتاب المنتمين لأحزاب سياسية. لكن الكاتب حكى، أو الكاتب أعطى رأي، أو الكاتب شتم.. حافظ أسد كان ذكياً، ديكتاتور ذكي. على عكس بشار الأسد.»
عبارة «حافظ أسد لم يسجن كاتباً سورياً»، تذكّر بجدل قديم، حول أن حافظ الأسد لم يسجن صحافياً (وكأن لدى الرجل احتراماً خاصاً للكتاب وأصحاب الرأي!) ، وهي عبارة أطلقها إعلاميو النظام السوري للقول إن النظام لم يسجن صاحب رأي، وإنما مخالفين للقوانين! كان من السهل أيامها أن يقال لصحف العالم إن لا معتقلي رأي في سوريا، لأن قلة من سيجرؤون آنذاك على القول إن النظام نهض على قمع الرأي، والأقلام الحرة لصحافيين وكتاب. ولم يكن من المجدي أن يجادل الناس في تلك العبارة، فحين تعترض وتأتي باسم كاتب اعتقله الأسد الأب سيجد أنصار تلك المقولة أن من الأسهل التشكيك بأن هؤلاء كانوا كتاباً أو صحافيين من الأسـاس: «ومن أين لفـلان أن يكـون كاتبـاً».
هذا يذكر أيضاً بحادثة شهيرة رفض فيها الشاعر أدونيس توقيع بيان للمطالبة بالإفراج عن مواطنه الشاعر السوري فرج بيرقدار متذرعاً بأنه «لا يعرف شاعراً بهذا الاسم». (هذا مثلاً كاتب اعتقله الديكتاتور الأذكى، إلى جانب كثيرين غيره، من كتّاب ومسرحيين وصحافيين).
من جهة ثانية، ما هذا الميل للتبرير لأشخاص عبر اتهام شعب بأكمله! تقول إن فلاناً كان مع النظام فيأتي التبرير «ومن لم يكن مع النظام في تلك الأيام؟». الطريقة نفسها استخدمت أخيراً في جدل دار حول أنس أزرق (صاحب البرنامج ومدير تلفزيون «سوريا»)، فعندما قيل كيف يمكن الركون إلى إعلامي كان حتى وقت متأخر من سنوات الثورة السورية مراسلاً لـ «المنار»، تلفزيون «حزب الله»، مقدماً عبرها رسائل مصورة لم يقدر عليها حتى جوزف غوبلز نفسه، عندما اتهم الثوار السوريين بأفظع الاتهامات، قال المدافعون عنه «ومَن من الشعب لم يكن مع النظام؟»، هكذا، ببساطة، لم يجدوا طريقة للدفاع عن أزرق إلا باتهام شـعب بأكمـله.

حكمت المحكمة

تحت عنوان «سوريا: حكمت المحكمة» يسلط تقرير لـ «فرانس24» الضوء على جانب من حياة السجون التي تديرها الأحزاب الكردية في الشمال السوري، في تلك المنطقة التي أطلقوا عليها اسم «روج آفا»، وفي ظل دستور أسموه «العقد الاجتماعي» طال، حسب التقرير، النظام القضائي وطريقة إدارة المحاكم وطريقة تطبيق العدالة.
ورغم أن التصوير وزيارة مراسلة القناة الفرنسية (مايسة عواد) كانا تحت بصر الأكراد وإدارتهم، إلا أن التقرير نجح، إلى جانب تصوير جانب من السجن والمحاكم ومقابلات مع القضاة والسجانين والمساجين، في تصوير هيمنة الزعيم الكردي الجاثمة صوره فوق المكان، فلم تقصّر الكاميرا في التقاط صور الزعيم الكردي، وخصوصاً تلك الصورة الهائلة لأوجلان في قلب المحكمة، والتي يجري النطق بالأحكام في ظلّها. بل إن المراسلة لم تتردد في الاستنتاج: «تكريس قيم الاعتدال تعني هنا استبدال أيديولوجية بأخرى».
ما من محامي دفاع هنا، ولا استئناف، هناك فقط تخفيف أحكام معتمد بناء على تقارير حسن سلوك، تبنى على المداومة في قاعة المحاضرات، في التخلص من الأفكار العنصرية والتخريبية، كما يرد في وصف أحد المخفف عنهم، وهنا يقول أحد المشرفين: «كثر بعد ما خلصوا محكوميتهم انضموا للعمل في مؤسسات روج آفا، مدنية أو أمنية أو عسكرية. ناس وصلت للشهادة والتضحية بأرواحهم بعد خروجهم».
يقول التقرير إن الإدرايين يرون في السجن إعادة تثقيف للسجناء، إبعاداً لهم عن التطرّف. ويؤكدون «أن الممارسات العنيفة ممنوعة هنا تطبيقاً لتعاليم عبدالله اوجلان المسجون هو نفسه في تركيا».
«هذه العقيدة قد تكسب أتباعاً جدداً خلف القضبان»، يقول التقرير، ويرينا كيف يرسم السجناء صور القائد (لم يُلحظ أي خبر عن إجبار لعبدالله أوجلان في سجنه على رسم اردوغان)، لكن ذلك يبدو بديهياً في سجون الأحزاب الكردية، أن يُرسَم القائد اوجلان، بعد أن تقرأ كتبه الخمسة، ممن لم يكن من قبل يعرف عنه شيئاً.
لسنا نناقش في السياسة هنا، لسنا نجادل في حق الناس في عبادة القائد والتبشير بعقيدته، إنما نتحدث عن أصول المحاكمات، وأي حياد يبقى حين يكون الزعيم هو قوس المحكمة، وحين يصبح التدرب على أفكار حزب بعينه، بل زعيم بعينه، هو النجاة والخلاص.
ثم أليس في إجبار سكان منطقة تعج بأجناس شتى بعقيدة حزب قومي واحد، أليس في ذلك إعادة إنتاج لـ «البعث»؟ وهذا في أقل الأحوال؟ أي عدالة إذاً، وأي صورة للدول الموعودة؟

كاتب فلسطيني سوري

 

محاكمات في مناطق الأكراد: عقيدة بعقيدة… ورشا عمران: حافظ الأسد لم يسجن كاتباً سورياً

راشد عيسى

الهروب من السياسة

Posted: 02 Apr 2018 02:26 PM PDT

أنظر بداخلي، فأرى الاهتمام بقضايا الوطن تتغير معانيه يوميا.
هل لدي حقا ما أستطيع أن أقدمه عن بعد إن قراءة لأحوال السياسة والمجتمع أو بحثا عن فرص للعودة إلى مسارات ديمقراطية؟
هل تستدعي أحوال مصر الكتابة المنتظمة، وكل ما بها يشير إلى اشتداد عود حكم الفرد وتواصل صعود السلطوية وسطوة لا تتراجع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وتنفيذ لبعض السياسات الاقتصادية والاجتماعية الضرورية وتمسك بسياسات أخرى محدودة الجدوى؟ ثم لمن أتجه بالكتابة عن مصر، إلى نظام حكم لا يستمع إلا لخدمة السلطان، أم إلى فئات من المواطنات والمواطنين يؤيدون الحاكم الفرد الذي رفعوه إلى مصاف المنقذين ويضعون على عاتقه آمال الاستقرار والأمن ويتجاهلون انتهاكات الحقوق والحريات ولا تعنيهم تلك المسمى «ديمقراطية» من قريب أو بعيد، أم إلى المصريين الآخرين الذين يرفضون الظلم ويعانون من غياب الحرية ويقاطعون أحداث السياسة (الانتخابات الرئاسية 2018 نموذجا) ويعزفون عن الشأن العام ويعيشون في عوالم منفصلة نفسيا واجتماعيا عن الفئات المؤيدة عن الحكم والحاكم، أم إلى بني وطني الذين صاروا مثلي من رواد المنافي ويتبنون إزاء أحوال مصر الجامد من المواقف إن تأييدا أو رفضا أو عزوفا؟
أضحت تلك أسئلتي التي لا تفارقني، وبات الشك في جدوى الكتابة عن أحداث السياسة وأوضاع المجتمع المصري رفيقا دائما.
أذهب إلى الهوامش، بل أهرب إلى هوامش اهتماماتي كاتبا هنا عن قضايا سياسية واقتصادية وإنسانية أوروبية موظفا ذلك الشق في حياتي الشخصية والمهنية الذي يربطني بألمانيا وما يدور بها وحولها في بلدان الاتحاد الأوروبي، ومدبجا هناك مقالات عن السياسة الأمريكية وتقلباتها في ظل وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض ونخبته القادمة من خارج أطر الحكم التقليدية، ومستدعيا في مقام ثالث لتخصصي في العلوم السياسية لصياغة بعض الأفكار عن الأزمة العالمية للديمقراطية وصعود الحكومات السلطوية والموجة الشعبوية بمكونيها العنصري واليميني المتطرف التي تجتاح الغرب الأوروبي والأمريكي.
أفعل ذلك بين الحين والآخر في مقالاتي، وأنا لا يعنيني عقلا ووجدانا غير حال مصر التي يضنيني تمكن السلطوية من مفاصلها وضعف الحركة الديمقراطية في المتبقي من حياتها السياسية ومجتمعها المدني.
أفعل ذلك، وأنا بعد مصر لا أفكر سوى في مآلات الأوضاع العربية بين الانفجارات المتتالية للحروب الأهلية وللصراعات العسكرية في اليمن وسوريا وليبيا والمآسي الإنسانية الناجمة عنها، وبين فلسطين ذات الجرح النازف وشهداء اليوم وكل يوم الذين ما عاد يتحدث عنهم أحد، وبين يوميات الحكومات السلطوية الممتدة من الخليج إلى المحيط وأصبحت تشكل في نظر الكثير من العرب الضمانة الوحيدة للاستقرار والأمن ومواجهة الإرهاب في شرق أوسط يعيش منذ سنوات على فوهة بركان وفي نظر آخرين حائط الصد الأول ضد آمال المواطنين العرب في حكم ديمقراطي وشيوع قيم الحرية والكرامة والعدل التي ليس لغير المنتخبين ديمقراطيا والمراقبين مؤسسيا وشعبيا أن يأتوا بها.
أذهب إلى هوامش أخرى، هوامش الكتابة عن الأعمال الأدبية والفنية وتقديم عروض تارة لكتب وتارة لأفلام سينمائية وأعمال مسرحية أيقظت وجداني وخاطبت عقلي.
لست في هذا السياق من الهاربين أو المتهربين، بل أقلب في دفاتري القديمة والجديدة مؤملا في زاد يعينني ويعين القراء من المصريين والعرب الذين يقفون في نفس خانات الشك ويراوحون بين العزوف والهروب والمقاومة على تذكر جمال الحياة وحقائقها الكبرى التي دوما ما حملت للشعوب المقهورة انفراجات غير متوقعة وحرمت المستبدين من البقاء الأبدي في مواقعهم أو قضت مضاجعهم على الأقل. بالأدب والفن السينمائي والمسرحي معين لا ينضب للتعامل مع مراحل الشك بصبر يحول بين المرء وبين الاستسلام، بينه وبين تغيير الموافق المبدئية، بينه وبين اليأس من أن يستيقظ يوما ليسمع عن استعادة بني وطنه لتوازنهم الأخلاقي والإنساني المفقود بحيث ينشدون الاستقرار والأمن ويرفضون الظلم والانتهاكات ويطلبون الحرية للمقهورين خلف الأسوار، ويرى جذوة الحرية والعدل وقد عادت ترفرف فوق الوجود العربي كما فعلت في 2011 مهما كانت لحظات الاشتعال قصيرة ونتائجها أبعد ما تكون عن مرغوبة. معين الأدب والفن يحميني من الاستسلام لفقدان الأمل في أن ألفي نفسي يوما عائدا إلى بلادي ومنهيا لأيام الغربة اللعينة.
فتحملوني أعزائي القراء، وأقبلوا المراوحة في كتاباتي بين السياسة وأضدادها.

٭ كاتب من مصر

الهروب من السياسة

عمرو حمزاوي

رسالة لن تصل إلى الجنرال!

Posted: 02 Apr 2018 02:26 PM PDT

لم يكن يريد أن يكون كبش فداء مثل والده، لم يكن يرغب في أن يسامح الطاغية وأعوانه، لأنه رأى نفسه غير جدير بمنح الغفران، ولا غير الغفران، كل ما كان يطلبه هو النسيان، ألا يتذكر المشاهد التي سمّمت حياته، ليتوقف عن الكتابة، ويتوقف شريط ذكرياته عن عرض صور مآسي الحرب الأهلية، فيتنفس عندها كحديثي الولادة هواء بلا تلوث، لأنه كان يعتبر النظام القديم كمرض السل الذي سمم رئته وخنقه.
هكذا كتب فرناندو أرابال الروائي والمسرحي والشاعر والسينمائي الإسباني، في مطلع الرسالة التي وجهها إلى الجنرال فرانكو عام 1971 بعد أكثر من ثلاثة عقود من مأساة اختفاء والده الملازم الجمهوري الذي تعرض للاعتقال وهو في الثامنة والثلاثين من عمره، بسبب رفضه للانقلاب العسكري الذي قاده فرانكو. برغم تهديده بالإعدام إذا لم يؤيد حكم فرانكو، رفض الأب فاختفى منذ تلك اللحظة دون أن يعرف أحد مصيره، وبقيت رسالة ابنه إلى الجنرال ممنوعة ومصادَرة داخل إسبانيا حتى لقي فرانكو حتفه، لتنتشر بعدها في إسبانيا، ويكتب أرابال أنه لن يحتفل بموت فرانكو الذي دمّر عائلته وعائلات أصدقائه، لأن موته ليس انتصارا للشعب الإسباني ولن يكون للحرية، «لهذا لن أحتفل بهذا الموت، لن أطلق الصرخة التي سمعناها طوال أربعين سنة: ليحيا الموت».
يصرخ أرابال في وجوه الذين يحاولون التغطية على جرائم فرانكو بالحديث عن عبقريته العسكرية في الأراضي الأفريقية، مع أن معاركه كانت مصائب تاريخية، والحديث عن النجاح الاقتصادي لإسبانيا، مع أنه تحقق على حساب عمال مكمومي الأفواه، حرموا من حق الإضراب مع قادتهم في السجون، مؤكدا أن «المعجزة الإسبانية الوحيدة كانت عائلة فرانكو، البارحة فقيرة في بورغوس واليوم من أثرى أثرياء العالم… لم يعلن فرانكو الحرب إلا على الحرية والعدالة وعلى طبقة العمال الكادحة، كما أعلن الحرب على الثقافة والشعر، نظامه بدأ باغتيال غارثيا لوركا، واستمر في رقابة دفعت الثقافة الإسبانية في عمق الزجاجة حارمة إياها من مراحلها الأكثر نقاوة».
يكتب فرناندو رسالته بمزيج من الألم والأمل والهذيان والحب، دون أن يعتقد بوجود أخيار وأشرار، بل بوجود «عنف أعمى وضحية مغمورة بالرماد»، يتمنى فرناندو النسيان في مطلع رسالته، لكنه يعلن في متنها عدم قدرته على النسيان، ينبه إلى أهمية النظر إلى ما هو آت، لكنه لا يكف عن التذكير بما جرى في الماضي من جرائم، لأنه لن يذهب شيء إلى النسيان، إلا بعد أن تتم إدانة ما جرى من جرائم، وبعد أن يعترف الجنرال وأنصاره بها. يقول للجنرال في صرخات يعلم أنها لن تجدي نفعا لكنه يتمنى أن تجدي نفعا: « أعتقد أنك معذّب بلا حدود، إذ أن الإنسان المقهور فقط من يستطيع فرض القهر حوله.. حياتك متشحة بالحداد، أتخيلك محاطا بحمام بلا أرجل، بأكاليل سوداء، بأحلام تطحن الدم والموت… لقد أخفيتم في إسبانيا جبالا من البراز بمروحة يد صغيرة…حدادٌ عميقٌ من ضباع تجهش قيحا يسقط على رجال إسبانيا، ألم تكن من صرّح في تلك الأعوام: إذا تطلب الأمر سنقتل نصف البلد؟… الجميع هم أعداء لنظامك، يهددون أمن حكمك، ابتداء من عمل مسرحي بسيط وصولا إلى اجتماع ثلاثة عمال، مرورا بالكتيبات وبالأعلام.. أنت منهمك في إرهابك، قابع في قصرك، تعيش كابوس إسبانيا السوداء ثم تفرضه على باقي الإسبان، فهل من أحد يرغب بإسبانيا هذه».
لكي لا ينسى، يحكي فرناندو في رسالته عن العالم الذي نسي إسبانيا، وتجاهل آلام أحرارها في السجون التي استقبلت خمسين ضعفا عن طاقتها الاعتيادية، عن القمع والرعب والذعر والاتهامات، عن أبناء وشوا بحق أهلهم وأخوة تشاجروا عن تعصب ورقابة على الرسائل والأحاديث والخطوات، عن جنود صنعوا أحزمة من آذان الجمهوريين كأنها غنائم حرب، عن انتخابات هزلية لا يملك فيها أحد حق الرفض، عن ضرورة العيش في الخداع والكذب والطأطأة والانسحاق ليتمكن المواطن من العيش، عن الفن الذي تم القضاء عليه بدعوى حماية المجتمع والأخلاق، عن الكتابة التي لم تعد ممكنة إلا في المنفى، عن منع صحيفة فرنسية لأنها وجهت نداء لديغول بالاستقالة لكي لا يتذكر المواطن أن من حق مواطن عادي أن يقول لرئيسه: لا، عن دولة تتوهم إمكانية التقدم بدون نقد، عن كلاب شرسة مستعدة لنهش كل معترض أو منتقد، عن تعليم مهمته التضليل، عن فقر مدقع يعذب الملايين، عن جعل السواد الأعظم من الناس يقاتلون طواحين مؤامرات ماسونية ليبرالية ديمقراطية ماركسية، عن مناخ للانتقام والخوف والكذب مُنعت فيه كل أشكال النقد، عن نظام يخيف كل الناس ويخشى من كل شيء.
ينسخ فرناندو أرابال للجنرال فرانكو داخل رسالته، نص رسالة وصلت إلى عائلة رجل حكم عليه نظام فرانكو بالإعدام، مع أن أفكاره «التخريبية» لا تتعدى أعمالا خيرية وبعض الإحسان، كتب الرجل رسالته قبل لحظات من إعدامه ووصلت لزوجته بأعجوبة قائلا: «عزيزتي فلورا: في هذه اللحظات يتم نقلي من السجن لألقى نهايتي المحزنة، وهكذا ستكون لي ولكِ ولأبنائنا الأعزاء. تعرفون جيدا كم أردت أن أكون صالحا دائما ومن أجل الجميع. أود أن تنهوا حياتكم بحظ أوفر مما لقيته…أما أنا فسوف أحافظ حتى اللحظة الأخيرة على إحساسي بالعدالة والإنصاف الإنسانيين. ولأبنائي أتمنى أن يظلوا طيبين كما هم، كونوا كذلك محافظين على قيمكم. لا تفكروا بالانتقام من أحد ولا تثأروا لموتي. كونوا جيدين يا أبنائي مع والدتكم وحاولوا أن تكونوا نافعين لمجتمعكم قدر ما استطعتم، فربما تعيشون في مجتمع أفضل قليلا يفيض بمشاعر إنسانية أرقى، فساعدوا في بنائه. نمّوا وعيكم، وقودوه دائما لتكونوا سعداء وراضين، حتى وإن جار الزمن عليكم، فإن أحدا لن يحرّف نهجكم وحسن سيرتكم. أبنائي سيموت والدكم خلال ساعات، إني أرى الموت قادما، ولكني هادئ، صدقوني. أحبكم جميعا وأرحل عنكم مرسلا لكم قبلاتي التي تخرج من صميم قلبي، ولكِ عزيزتي فلورا، عناقٌ أبدي، صورتكِ مطبوعة في قلبي ولا يستطيع أحدٌ انتزاعها مني. وتأكدي أنه عندما يطلقون النار عليّ سأبعث لكِ بقبلتي الأخيرة، كوني مطمئنة فإن زوجك سيعرف كيف يموت، كما عرف كيف يعيش، قبلة أخيرة للجميع مع الزفير الأخير. التوقيع: مكاريو».
وصلت رسالة مكاريو إلى أسرته، ولا أحد يدري هل بقيت في وجدانهم كما بقيت في وجدان كثيرين ممن قرأوها، لم تصل رسالة فرناندو أرابال إلى قلب وعقل فرانكو، الذي مات بعد نشرها بثلاث سنوات، ليلعنه بعد ذلك كثير من الذين أيدوه، ويتنصل منه كثير من الذين عاونوه في قمعه، وكغيرها من بلاد الدنيا، ما زالت إسبانيا تعاني من أزمات كثيرة توارثتها عبر السنين، ولم تنجح الديكتاتورية إلا في زيادتها تعقيدا واستفحالا، ما زال الإسبان يكافحون من أجل حياة عادلة كريمة، لكن عودة جنرال باطش إلى الحكم تبدو مستحيلة، بفضل التضحيات التي قدمها مكاريو ووالد فرناندو وغيرهم من الذين رفضوا أن تبقى حياة بلادهم رهينة لقرارات «جنرالات محاطين بصحبة أقزام ومسوخ وحمقى ومتملقين».

ـ رسالة إلى الجنرال فرانكو ـ فرناندو أرابال ـ ترجمة عمار الأتاسي ـ دار ممدوح عدوان

٭ كاتب مصري

رسالة لن تصل إلى الجنرال!

بلال فضل

الناطق باسم عائلة الزعيم الليبي السابق: معمر القذافي ما زال حياً وساركوزي دبّر محاولة اغتيال بشير صالح

Posted: 02 Apr 2018 02:26 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : شكّك باسم الصول الناطق باسم عائلة الزعيم الليبي السابق معمر القذّافي في حادثة مقتله، مشيراً إلى وجود رواية تؤكد أنه ما زال على قيد الحياة. وأشار إلى أن القذافي «هو من عيّن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وليس أصوات الفرنسيين»، مشيراً إلى أن أمواله أوصلت عدداً من القادة الأوروبيين والأفارقة إلى السلطة. كما أشار إلى وجود معلومات لديه حول «تورط» ساركوزي في محاولة اغتيال بشير صالح مدير مكتب القذافي، في جنوب إفريقيا.
كما نفى وجود أي تواصل بين عائلة القذافي والجنرال خليفة حفتر. ورفض الإفصاح عن مكان سيف الإسلام القذافي في ليبيا، لكنه أكد أنه في صحة جيدة وهو على تواصل دائم مع المقربين منه، مشيراً إلى أنه سيوجه «قريباً جداً» خطاباً لليبيين حول أسباب ترشحه للرئاسة عبر وسيلة إعلام فضل عدم الكشف عن هويتها.
وعاد الجدل مؤخراً حول حادثة مقتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي عام 2011، حيث أكد محمد سعيد القشاط السفير الليبي السابق لدى السعودية أخيراً أن مكان دفن جثمانه غير معروف حتى الآن.
وقال باسم الصول في حوار خاص مع «القدس العربي»: «موضوع مقتل معمر القذافي مازال غامضا منذ 2011 إلى هذه اللحظة، ولا أستطيع أن أقول لك إنه حي أو شهيد، ولكن هناك رواية تؤكد أنه مازال حيا، وربما تستند هذه الرواية إلى أن وسائل الإعلام لم توثق لحظة «مقتله» المفترضة، فنحن شاهدنا العملية عبر شاشات الهواتف النقالة فقط وهذا يقلل من مصداقية الحادثة، ولذلك نتساءل لماذا لم تقم وسائل الإعلام بتصوير الأمر رغم أنها وثقت جميع عمليات قصف حلف الناتو في ليبيا، باستثناء عملية قصف الرتل الأخير الذي كان الزعيم معمر القذافي ضمنه، ولذلك فرضية مقتله من عدمه ما زالت غير مؤكدة».
ويستعد القضاء الفرنسي للحكم على الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، بتهمة الفساد على خلفية تلقيه أموالا من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، خلال حملته للانتخابات الرئاسية عام 2007.
وعلّق الصول على ذلك بقوله «عائلة القذافي والشعب الليبي بأجمعه ينتظر محاكمة ساركوزي لأنه سبب البلاء الذي حلّ بليبيا وخاصة أنه استعجل قصف الشعب الليبي حتى قبل صدور قرار مجلس الأمن حول هذا الأمر. كما أن المتورط الأساسي في محاولة اغتيال بشير صالح (مدير مكتب القذافي)، وهو من الأطراف التي تعمل على عدم ظهور سيف الإسلام القذافي للعلن كي لا يكشف حجم الأموال التي استلمها من ليبيا».
وأضاف «وسيكون الحبل على الجرار لباقي الزعماء في أوروبا الذين كانوا سبب البلاء في ليبيا، رغم أن أغلبهم أخذوا أموالا من ليبيا، وهناك رؤساء أوروبيون وزعماء أفارقة كانوا يأتون إلى خيمة معمر القذافي لاستلام التبريكات (الأموال)، وأستطيع القول إن معمر القذافي هو من عيّن ساركوزي وليس أصوات الفرنسيين أو الانتخابات «المزورة»، وهو من عيّن أيضاً عدداً من القادة الأوروبيين والأفارقة، الذين أتحفّظ عن ذكر أسمائهم».
وكان سيف الإسلام القذافي أعلن أخيراً عبر مدير حملته الانتخابية، أيمن بوراس، ترشّحه رسميا للانتخابات الرئاسية المقبلة في ليبيا، وهو ما دعا البعض للتساؤل حول مكان وجوده وسبب عدم قيامه بالإعلان بشكل شخصي عن هذا القرار الهام.
وقال الصول «سيف الإسلام بغض النظر عن كونه ابن معمر القذافي أو مؤيداً لنظامه الجماهيري، فهو لديه شعبية كبيرة في ليبيا تفوق ثمانين في المئة، وهو ولي الدم (الآخذ بالثأر) ولديه مشروع لتوحيد الليبيين لطرد كل تجار المال العام والمرتزقة، وثمة عدد كبير من الليبيين يعتقدون أنه الشخصية المناسبة لإنقاذ ما تبقى من ليبيا. وهو سيخرج قريبا جدا في إحدى وسائل الإعلام ليبين للناس فحوى مشروعه «ليبيا الغد» والذي يهدف لبناء ليبيا وووقف سفك الدماء وتوحيد الليبين وطرد الدخلاء منها».
وحول مكان سيف الإسلام في ليبيا، قال «حتى لو كنت أعرف مكانه فلا أستطيع أن أخبرك به، لأننا مررنا بتجربة قاسية عام 2011 من ملاحقة أمنية ومراقبة اتصالات وغيرها. ولكن هو بصحة جيدة حاليا ولديه تواصل معنا ومع بعض الأشخاص لإيصال خطابه للداخل والعالم، وهو شخص غير دموي بل يحمل ثقافة راقية ولديه علاقة وطيدة بالنسيج الاجتماعي وكل القبائل في ليبيا».
ومن جانب آخر، نفى الصول وجود أي تواصل بين الجنرال خليفة حفتر قائد القوات التابعة لبرلمان طبرق وعائلة الزعيم الليبي السابق، لكنه أشار إلى أن العائلة موجودة حاليا في مصر حيث تحظى بترحيب كبير، و«هناك شخصيات سياسية عدة في الشرق طالبت بعودة عائة القذافي إلى ليبيا ولكن لا يوجد رد من قبل العائلة حتى هذه اللحظة».
وكان إبراهيم قرادة السفير الليبي السابق في السويد دعا إلى عودة صفية فركاش أرملة معمر القذافي إلى ليبيا «لتعيش في وطنها وبين أهلها، محترمة ومعززة. ولها أن تختار ان تعيش في أي مكان في ليبيا. ولعلها تكون بادرة خير جميلة لكل الأمهات والأسر المهجرة والمنفية بعيداً عن حضن الوطن».

الناطق باسم عائلة الزعيم الليبي السابق: معمر القذافي ما زال حياً وساركوزي دبّر محاولة اغتيال بشير صالح

حسن سلمان:

مصريون يردون على نتيجة فوز السيسي بـ 97.08٪ بهاشتاغ «كدابين»

Posted: 02 Apr 2018 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: دشن عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاغ «كدابين» الذي تصدر مؤشر تريند موقع التغريدات القصيرة «تويتر»، للرد على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلنت بشكل رسمي، أمس الإثنين، وأظهرت فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بنسبة 97.08٪ من الأصوات الصحيحة.
وكانت دعوة انتشرت على مواقع التواصل منذ مساء أمس الأول، تطالب باستخدام الهاشتاغ في مواجهة إعلان النتائج، جاء فيها: «لحظة اعلان نتيجة المهزلة الانتخابية ومع بدء المؤتمر الصحافي للجن، ننشر على فيسبوك وتويتر هاشتاغ من كلمة واحدة فقط هي كدابين، حملة بسيطة في توقيت واحد ستخلق موجة واسعة جدا، وتحفر صفتهم في التاريخ».
وتفاعل كثيرون مع الهاشتاغ، وكتب الناشط السياسي شريف دياب ساخرا: «قالوا إنه حصل على 97٪ في الانتخابات، هذا رقم لم يحصل عليه في امتحانات الثانوية العامة».
وكتبت مديحة زكي: «كلهم كاذبون.. ويعرفون أنهم كاذبون.. ويعرفون أننا نعرف أنهم كاذبون.. لكنهم مستمرون في الكذب».
الناشطة السياسية ماهينور المصري، علقت « جمعوا الشباب من الشوارع والمقاهي وأجبروا الموظفين على انتخابه، وبعد كل ذلك يحصل على 97٪ فقط».
وكتب جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: «فوز مجروح ونصر مهزوم وفرح مكسور وبهجة كئيبة وتهليل مصنوع وابتسامة وصفراء صراخ صامت كلام ساكت».
أما الناشط السياسي شادي الغزالي حرب، فقال: «اليوم يوم تزييف الإرادة، اليوم يوم شرعنة السرقة بالإكراه، اليوم يوم صانع الكذبة وهو يصدق كذبه، يوم كئيب أسود».

رفض حقوقي

وأعربت 5 منظمات حقوقية مصرية مستقلة عن استنكارها للنتائج، مؤكدة أن «الاعتراف بها وما ترتب عليها هو بمثابة منح رخصة جديدة للقمع والتطرف العنيف والإرهاب لأربع سنوات أخرى على الأقل».
وتضمنت قائمة المنظمات الموقعة على البيان، كلا من مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ومركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف، ومركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب، والجبهة المصرية للحقوق والحريات.
وأضافت المنظمات أن «الانتخابات فقدت مشروعيتها السياسية قبل أن تبدأ، بعد أن تحول الحق في المشاركة السياسية تحت سمع وبصر الهيئة إلى مناسبة لممارسة أبشع أشكال البلطجة السياسية والأمنية في تاريخ الانتخابات المصرية منذ يوليو/تموز 1952، ضد كل مرشح كان يمكن أن يشكل خطرًا على تمديد أجل الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي في رئاسة مصر».
وحسب المنظمات «بعد أن أزاح السيسي كافة المرشحين المنافسين المحتملين في هذه الانتخابات منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي بالحبس تارة سواء المنزلي أو في السجن الحربي، وبالتهديد تارة أخرى، تكفلت أجهزته الأمنية بالانتقام ومعاقبة كل من تجرأ على الدعوة لمقاطعة هذه الانتخابات أو شكك في نزاهتها، وفتحت النيابة تحقيقات ضد قوى المعارضة، أو كما اعتبرهم النائب العام قوى الشر».
واتهمت «أجهزة الإعلام بشن حملة مسعورة لتخوين كل من يدعو لمقاطعة المشاركة في هذه المسرحية، والمجلس الأعلى للإعلام بمعاقبة من ترجم ونقل عن صحف أجنبية انتقادات لهذه الانتخابات».
وأشارت إلى أن «الهيئة العامة للاستعلامات تدخلت لدى مواقع أجنبية لسحب موضوعاتها».
واتهمت حكومة السيسي «بإغلاق كافة الطرق السلمية للاعتراض على هذه النتائج، وأوصدت كل الطرق للتغيير السلمي للسلطة، أو ممارسة المعارضة وطرح بدائل سياسية».
وعن دعوات تعديل الدستور، قالت المنظمات، إن «المقربين من السيسي بدأوا يسوقون لتعديل دستوري يزيل القيود عن مدد الرئاسة، ويسمح له بأن يبقى في الحكم مدي الحياة».
وجددت المنظمات التعبير عن مخاوفها، من أن «يعزز هذا الكبت السياسي من فرص الترويج للطرق غير السلمية للتعبير، ويغذي نزاعات التطرف العنيف والإرهاب، ويدفع الدولة لمزيد من عدم الاستقرار».
ووصفت مشهد إعلان النتائج، بـ«المؤسف الذي يأتي حصادا لما يقرب من خمس سنوات من القمع غير المسبوق في تاريخ مصر الحديث، والقتل خارج نطاق القانون، والتوسع غير المسبوق في إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام، وتدمير البنية التشريعية لتصبح أكثر عدائية للعمل العام في إشارة لقوانين التظاهر، والكيانات الإرهابية، ومكافحة الإرهاب، وتعديلات قانون الإجراءات الجنائية».
وكانت الهيئة الوطنية المصرية للانتخابات، أعلنت أمس فوز السيسي بولاية رئاسية ثانية وحصوله 97.08٪ من نسبة الأصوات الصحيحة في الانتخابات التي جرت خارج مصر في الفترة من 26 إلى 28 مارس/ أذار الماضي، وفي الداخل المصري في الفترة من 26 إلى 28 مارس/ آذار الماضي.
وحسب بيان الهيئة الذي تلاه رئيسها، المستشار إبراهيم لاشين، فإن السيسي حصل على 21 مليون و835 ألف و387 صوتا، من نسبة الأصوات الصحيحة في الانتخابات، بينما حصل منافسه موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد الليبرالي، على 356 ألف صوتا بنسبة 2.92 ٪ من نسبة الأصوات الصحيحة.
وبلغت الأصوات الباطلة، طبقا لبيان الهيئة، مليونا و960 ألف صوت بنسبة 7٪ من عدد المصوتين في الانتخابات.
وأوضح أن عدد من صوتوا في الانتخابات 24 مليونا و245 ألفا و152 صوتا، ما يمثل نسبة مشاركة بلغت 41.05٪ ممن لهم حق التصويت الذين يبلغ عددهم، 59 مليونا و 78 ألفا و 180 ناخبا.

«ملحمة في حب مصر»

وكان إبراهيم بدأ كلمته التي أعلن فيها فوز السيسي، بوصف الانتخابات بأنها «بمثابة ملحمة في حب مصر، من أجل تحقيق حلم الديمقراطية التي ثار من أجله المصريون مرتين».
ووجه التحية والشكر لكل من ساهم في خروج هذه الانتخابات بهذا الشكل، كما توجه التحية للقضاة على دورهم في هذه الانتخابات، مؤكداً على أنهم ضربوا مثالا بالانتظام وتحملوا عناء المهمة في سبيل خروج الانتخابات بهذا الشكل.
وحيّا للشعب المصري قائلاً إن «الشعب لم يلتفت لأي من الدعوات المغرضة أو الأصوات السلبية التي كانت تدعو للعزوف عن المشاركة، و اصطف المصريون في طوابير أمام لجان الاقتراع في مشهد رصدته كافة وسائل الإعلام المحلية والدولية».
وأشار إلى أن «هذه الانتخابات هي الأولى التي تجرى تحت إشراف الهيئة الوطنية للانتخابات المنوط بها تنظيم كل الانتخابات في البلاد، وهي رابع انتخابات تعددية تشهدها مصر».
موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد الليبرالي والمرشح الخاسر في الانتخابات، عقد مؤتمرا صحافيا عقب إعلان النتائج في مقر حزبه، هنأ خلاله السيسي بالفوز، وبرر ضعف نسبة الأصوات التي حصل عليها، بأنه كان يواجه منافسا قويا، قائلاً: «أي شخص غيري لم يكن ليحصل على هذه النسبة في مواجهة السيسي، ولو كنت في مواجهة منافس آخر لحصلت على نسبة أكبر».
ووجه موسى الشكر لجموع الشعب المصري المشاركة في التصويت بالانتخابات الرئاسية وإثباته للعالم أنه قادر على التصدي لكل أعداء الوطن وكل من يحاول ممارسة الضغوط عليها، ونقول لهم لن يصيبها أي ضرر طالما وحدة شعبنا متماسكة والله وإلى والمعين في كل خطواته».
وفور إعلان النتائج تلقى السيسي اتصالاً هاتفياً من الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية.

اليمين الدستوري

سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب، أكد في مداخلة هاتفية لبرنامج «الآن»، الذي يعرض على فضائية «إكسترا نيوز»، مساء الإثنين، أن «من المتوقع أن يؤدي السيسي، اليمين الدستورية، أمام مجلس النواب بداية شهر تموز/ يونيو المقبل».
وأضاف «أعتقد أن الولاية الجديدة للسيسي سوف تبدأ رسميًا يوم 7 يونيو»، مشيرا إلى أن «مؤسسة الرئاسة هي التي ستحدد موعد تنصيب السيسي».
في السياق، هنأ شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، بالأصالة عن نفسه وبالإنابة عن أعضاء الحكومة، السيسي، بفوزه. وأكد على «استمرار تكاتف كافة الجهود لاستكمال مسيرة البناء والتنمية والتي بدأت منذ أعوام تحت قيادة وتوجيهات السيسي في مختلف القطاعات، بما يحقق الخير والرخاء لمصر وشعبها العظيم، هذا جنبا إلى جنب العمل على استعادة مكانتها اللائقة، واستمرار تطهير الوطن من بؤر الإرهاب الغادر، متمنيا لسيادته دوام التوفيق والسداد لتحقيق تطلعات وآمال شعب مصر العظيم».
كذلك، هنأ أحمد الطيب شيخ الأزهر السيسي، مشيداً بـ«الصورة الحضارية التي خرجت بها الانتخابات الرئاسية، وتضافر جهود مؤسسات الدولة لتمكين ملايين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم في سهولة ويسر وطمأنينة وحرية، منوهًا بما بذلته الهيئة الوطنية للانتخابات والقوات المسلحة ووزارة الداخلية ورجال القضاء، من جهد مخلص في هذا الصدد».

ترامب يهنئ

في الموازاة، تلقى السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن «الرئيس ترامب تقدم بخالص تهنئته للرئيس السيسي على الفوز في الانتخابات الرئاسية وما أظهرته النتائج النهائية من ثقة الشعب المصري في سيادته، معرباً عن أطيب التمنيات لمصر بدوام التقدم والازدهار، وحرص الولايات المتحدة على تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تربطها بمصر ومواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك».
وأعرب السيسي، حسب المصدر «عن خالص الشكر والتقدير للرئيس ترامب، مؤكداً عمق وخصوصية العلاقات المصرية والأمريكية، وحرص مصر على مواصلة العمل على تعزيز التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين خلال الفترة المقبلة، بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين».
وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت في بيان الولايات المتحدة «تتطلع إلى مواصلة العمل مع السيسي»بعد إعلان فوزه بولاية ثانية في مصر «للمضي قدما في شراكتنا الاستراتيجية».
وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناورت ان «»الولايات المتحدة متمسكة بشراكتها القوية مع مصر».
وإذ تطرقت إلى معلومات تحدثت عن «قيود على حريتي التعبير والتجمع في الفترة التي سبقت الانتخابات»، شددت ناورت على «تشجيع احترام حماية الحقوق والحريات الأساسية».
واكدت أن واشنطن «تشجع» انفتاحا أكبر على «المشاركة السياسية» من جانب المصريين مع «التركيز على أهمية حماية حقوق الإنسان والدور الحيوي للمجتمع المدني».

بوتين يريد تعاونا أوسع

إلى ذلك، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السيسي، على فوزه، معربا عن أمله في زيادة التعاون المشترك بين البلدين في جميع المجالات.
وكتب بوتين ـ في خطاب وجهه للرئيس السيسي وفقا لوكالة أنباء تاس الروسية ـ «إن نتيجة الانتخابات أثبتت سلطتك العظيمة بين مواطنيك ودعمهم الواسع لسياستك الهادفة إلى حل القضايا الاجتماعية والاقتصادية الملحّة، بالإضافة إلى تعزيز الاستقرار في البلاد».
وأضاف الرئيس الروسي: «تقدر روسيا الشراكة الاستراتيجية مع مصر، وأتوقع أن تحرز جهودنا المشتركة تقدما في التعاون المفيد للطرفين في كل المجالات، بالإضافة إلى تنسيق الأنشطة على المستوى الدولي والإقليمي، لا سيما في مواجهة التهديدات الأمنية العالمية. بلا شك، يصب ذلك في مصلحة شعبي بلدينا».
كذلك، هنأ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، السيسي، قائلاً إنه يسعى لتعزيز العلاقات بين البلدين وتنميتها.
جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه السيسي، من الملك سلمان، عقب إعلان فوزه رسميًا بولاية رئاسية ثانية، وفق بيان لرئاسة الجمهورية.
وأعرب العاهل السعودي عن «أطيب التمنيات لمصر وشعبها بدوام التقدم»، مؤكدًا «حرص المملكة على استمرار وتعزيز علاقات الأخوة والصداقة التاريخية التي تربطها مع مصر».
السيسي أكد «عمق ومتانة الروابط المصرية السعودية وما يجمعهما من مصير واحد، وحرص مصر على مواصلة العمل على تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين خلال الفترة المقبلة لصالح البلدين، والأمتين العربية والإسلامية».
وفي هذا الصدد، بعث الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي برقية تهنئة للسيسي بمناسبة إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، حسب وكالة الأنباء الرسمية السعودية.

مصريون يردون على نتيجة فوز السيسي بـ 97.08٪ بهاشتاغ «كدابين»
واشنطن وموسكو والرياض تبارك… ومنظمات حقوقية: رخصة جديدة للقمع والتطرف والإرهاب

 السلطات الأردنية تستجيب لمطالب إسلاميين متهمين بالترويج لتنظيمات مسلحة

Posted: 02 Apr 2018 02:25 PM PDT

عمان – «القدس العربي»: استجابت السلطات الأردنية وبعد ضغوط متواصلة لمطالب الإسلاميين والمتهمين بقضايا الترويج ومحاولة الالتحاق بالتنظيمات المسلحة داخل أحد السجون في البلاد.
وجاءت الاستجابة بعد إضراب عن الطعام استمر ثمانية أيام للمعتقلين الإسلاميين في سجن (الموقر 2) الذي يبعد حوالي 45 كلم جنوب شرقي العاصمة عمان، وفق ما أكده أهالي بعض المعتقلين لـ»القدس العربي».
وأعلن المضربون، وعددهم 150 شخصًا، وقف إضرابهم، حيث تمت الاستجابة إلى بعض مطالبهم وهي: زيادة وقت الزيارة المخصصة للأهل من 10 دقائق إلى 15 دقيقة، زيادة وقت الاتصال الهاتفي من 5 دقائق إلى 10 دقائق، وزيادة وقت التشميس، وتحسين نوعية الطعام المقدم للمعتقلين، وإدخال بعض الحاجيات الخاصة مثل إدخال الطعام من خارج السجن مرة واحدة في الأسبوع. فيما لا يزال مطلبا السماح لهم بالصلاة جماعة يوم الجمعة، ومقابلة ذويهم بدون قيود، موضع دراسة.
وتزامنت موافقة إدارة السجون على 80% من مطالب المعتقلين، بمؤتمر صحافي دعت إليه لجنة الدفاع عن المعتقلين السياسيين حضره أكثر من 100 شخص من أهالي المعتقلين للحديث حول مطالب وظروف احتجاز أبنائهم المضربين عن الطعام.
وكان وكيل التنظيمات الإسلامية موسى العبداللات دعا لهذا المؤتمر باسم لجنة الدفاع في منزله يوم الثلاثاء، إلا أنه لم يحضره، حيث عقد المؤتمر بغيابه، بسبب «استدعائه من مدعي عام محكمة أمن الدولة»، فيما طلب منه عدم تنظيم أي مؤتمرات صحافية تتعلق بمعتقلي التنظيمات الإسلامية.
وأكد أن هناك أكثر من 150 إسلامياً في زنازين انفرادية منذ أكثر من عام ونصف، معتبراً أن ذلك جزء من التعذيب النفسي للمعتقلين الذين يتجاوز عددهم 500 معتقل إسلامي موزعين على سجون عدة ، مطالباً بنقلهم إلى سجون قريبة من أهاليهم بسبب زيادة العبء الاقتصادي عليهم.
الناشطان في لجنة الدفاع عن المعتقلين السياسيين الشيخان أبو عبدو الكاتب ومحمد الحديد، تحدثا أثناء المؤتمر عن أوضاع المعتقلين الإسلاميين داخل السجون والمطالب الحقوقية للمضربين عن الطعام. وناشدا الملك عبد الله الثاني بالنظر في هذا الملف ومحاسبة المسؤولين عن التجاوزات والانتهاكات داخل السجون واصدار عفو خاص عن المعتقلين.
وبحضور «القدس العربي»، روى أهالي المعتقلين الإسلاميين شهادات حية مباشرة وحكايات عن ظروف التوقيف والسجن لأبنائهم، وإفادات تطالب بلفت نظر القصر الملكي لبعض الممارسات لما يجري داخل السجون ومراكز التوقيف.

 السلطات الأردنية تستجيب لمطالب إسلاميين متهمين بالترويج لتنظيمات مسلحة
بعد ضغوط متواصلة داخل أحد السجون
طارق الفايد

المغرب لا يستبعد المواجهة العسكرية في الصحراء

Posted: 02 Apr 2018 02:25 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : انطلقت طبول الحرب بين المغرب وجبهة البوليساريو، قبل بدء مجلس الأمن الدولي دورته السنوية ذات الصلة بالنزاع الصحراوي وقبل أن يتسلم أعضاء المجلس رسميا تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول تطورات النزاع والاتهامات المتبادلة بالاستفزاز وخرق قرارات وقف إطلاق النار.
ودقت جبهة البوليساريو الدقة الأولى في التوتر الجديد بعد نشر قوات لها وإقامة مقرات لمؤسساتها داخل المنطقة الحرام والتي تفصل بين الأراضي المغربية والأراضي الجزائرية والتي تعتبرها جبهة البوليساريو مناطق محررة وتقدمها كجزء من أراضي الدولة التي تنادي بها. وإذا كان المغرب الرسمي ما زال يؤكد رفضه لاجراءات الجبهة من خلال التصريحات أو المذكرات المقدمة للأمم المتحدة، فإن أصواتاً مغربية نادت باستخدام الهجمات المسلحة على هذه المقرات والقوات، ولم يتبين حتى الآن إن كانت هذه الاصوات تعبر عن توجه داخل الدولة المغربية، من دون ان تستبعد أوساط الدولة خيار المواجهة العسكرية في الصحراء، مع تقارير تتحدث عن تحركات عسكرية مغربية في الصحراء، أم أنها أصوات أخذ الحماس أصحابها فأطلقوها.

المغرب ينتظر رد الأمم المتحدة

وأبلغ المغرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء هورست كوهلر بهذه التطورات، مؤكداً أن الرباط لن تسمح بأي تجاوزات تمس سيادتها على كامل تراب الأقاليم الجنوبية وأنه ينتظر رد الأمم المتحدة، ودول إقليمية، تجاه إقدام جبهة البوليساريو على تشييد خيام في الشريط العازل وإجرائها إنزالاً عسكريا في المنطقة المحاذية «المحبس» التي تعتبر منطقة مغربية تابعة لمحافظة أسا الزاك في الجنوب الشرقي للبلاد، مؤكدا أن «كل الخيارات مطروحة للتعامل مع هذه الاستفزازت التي تأتي عشية تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع في الصحراء، والقرار الذي سيتخذه مجلس الأمن على أساس ذلك خلال اجتماعه في نيسان/ أبريل الجاري.
وحذر المغرب في رسالة بعثها سفيره الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، إلى غوستافو ميازا كوادرا، رئيس مجلس الأمن، من أن تحريك أي بنية مدنية أو عسكرية أو إدارية أو أياً كانت طبيعتها لـجبهة البوليساريو من مخيمات تندوف في الجزائر إلى شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية تشكل «عملا مؤديا إلى الحرب».
وأكد عمر هلال أن «هذا العمل غير القانوني للأطراف الأخرى يهدد بشكل خطير المسلسل السياسي الأممي الذي يعمل الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص، وان انتهاكاتها المتكررة والتي تمتد الآن إلى عدة مناطق شرق الجدار الأمني الدفاعي في الصحراء المغربية، تهدد الأطراف الأخرى بشكل جدي أي فرصة لإعادة إطلاق العملية السياسية» وان «انتهاكات الاتفاقات العسكرية ووقف إطلاق النار وتفاقم التوترات على الأرض تتناقض والعملية السياسية التي تحتاج، بالضرورة، وفقا للأمين العام للأمم المتحدة، إلى بيئة مواتية ومستقرة».
وانتقد هلال تقاعس المجموعة الدولية وسلبيتها تجاه هذه الانتهاكات «تم تفسيره من قبل الأطراف الأخرى كتشجيع للتمادي في تحديهم» وأن «مجلس الأمن مدعو، على وجه الاستعجال، إلى استخدام سلطته لفرض احترام وقف إطلاق النار والاتفاقات العسكرية وإلزام «البوليساريو» بالانسحاب الفوري وغير المشروط والكامل من المنطقة الواقعة شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية».
وقال أن «الإبقاء على الوجود غير المشروع للعناصر المسلحة لجبهة «البوليساريو» في المنطقة العازلة في الكركرات (يشكل انتهاكا صارخا للاتفاق العسكري رقم 1)»، و»كررت، مرة أخرى، منذ ثلاثة أيام، انتهاكاتها للاتفاق العسكري رقم 1، بمنطقة أخرى من الصحراء المغربية، وهي المحبس»، موضحا أن العديد من العناصر المسلحة لـ«البوليساريو» دخلت هذه المنطقة على متن مركبات عسكرية ونصبت الخيام، وحفرت خندقا، وأقامت سواتر بأكياس من الرمل وان الأخطر من ذلك انها «تستعد لنقل مقرات بعض منشآتها الإدارية والعسكرية من مخيمات تندوف في الجزائر التي أقيمت بها منذ بداية النزاع في 1975، إلى المنطقة الواقعة شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية، والتي تضم جماعتي بئر لحلو وتيفاريتي».
وأكدت جبهة البوليساريو أن قواتها «في منتهى الجاهزية والاستعداد والصرامة، للرد وبقوة على أي تحرك مغربي يُحاول المساس من الأراضي المحررة أو تغيير الأمر الواقع». وقال أمحمد خداد المنسق مع بعثة المينورسو «إن جبهة البوليساريو وبقدر ما هي ملتزمة بالاتفاق العسكري رقم 1 وكافة الاتفاقيات العسكرية التي تحكم وقف إطلاق النار، بقدر دعمها الجاد والجدي لمجهودات الأمين العام الأممي ومبعوثه الشخصي من أجل التوصل إلى حل سلمي عادل ودائم يدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير» وأن «أي تحرك عسكري مغربي سيجد في مواجهته جيش التحرير الشعبي الصحراوي، الذي قاد الميدان وخبر كيف يدير المعارك ويحسمها».
وعقد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية مساء أول من أمس الاحد اجتماعا مع زعماء الأحزاب السياسية والنقابية الممثلة في البرلمان بغرفتيه، لاطلاعهم على آخر المستجدات المتعلقة بالصحراء. وقال إن «هذا اللقاء هو محاولة لوضع أمناء الأحزاب في الصورة عن التطورات الجديدة التي يعرفها ملف الصحراء وتبادل وجهات نظر بين ممثلي الهيئات الحزبية للتعرف على رأيها بشأن التطورات الأخيرة في الصحراء»، مؤكداً أنه «ستكون هناك اتصالات أخرى للقيام بتعبئة شعبية وحزبية لمواكبة التطورات التي يمكن أن تقع في هذا الملف الحساس والمهم بالنسبة لكل المغاربة».

استنفار مغربي

وأجمع الأمناء العامون للأحزاب السياسية على أن المنعطف الحاسم الذي تمر به قضية الصحراء، على ضوء الاستفزازات التي تقوم بها جبهة البوليساريو خلال الآونة الأخيرة، بـ»دعم من خصوم المغرب، يستوجب القيام بتعبئة وطنية شاملة على مختلف الجبهات». وقالوا أن هذه الانتهاكات الخطيرة على مستوى المنطقة العازلة تدق ناقوس الخطر وتحث الأمم المتحدة والمنتظم الدولي على التدخل بكيفية عاجلة من أجل وضع حد لهذه التصرفات اللامسؤولة، مؤكدين على أهمية تعزيز الجبهة الداخلية والاصطفاف في خندق واحد من أجل الدفاع عن وحدة المغرب. وكانت سيارات عسكرية تابعة للبوليساريو، دخلت منطقة المحبس المغربية على دفعتين، وتوقفت على بعد كيلومتر واحد من الجدار الأمني، حيث نزل منها عناصر مسلحة ونصبوا خياما عدة.
وقال وزير الخارجية المغربي في اجتماع برلماني إن المغرب لن يسمح أبداً بأي تغيير للوضع التاريخي والقانوني للمنطقة العازلة التي تعتبر جزءاً من التراب الوطني، مسجلاً أن «تعامل الأمم المتحدة مع استفزازات البوليساريو في الكركرات لم يكن بالحزم الكافي مما جعل هذه المجموعة تعتبر ذلك بمثابة تشجيع لها».
وأكد ناصر بوريطة أن «المغرب سيتعامل بالحزم الضروري مع الاستفزازات التي تقع في المنطقة العازلة، ولن يسمح أبداً بأي تغيير للوضع التاريخي والقانوني لهذه المنطقة التي تعتبر جزءاً من التراب الوطني، والتي كانت تعرف دائما تواجدا مغربيا إلى غاية سنة 1991».
وقال أن «المغرب لما سلّم هذه المنطقة للأمم المتحدة فكان ذلك فقط من أجل تدبير وقف إطلاق النار، وبالتالي فعلى الأمم المتحدة والقوى الكبرى تحمل مسؤوليتها»، مشدداً على أن بلاده تحتفظ بحقها في أن تدافع عن هذا الجزء من ترابها لأن «المغرب لا يمكنه القبول بهذه التحركات وسيقوم بخطوات دبلوماسية ليس للمهادنة أو في إطار التدبير العادي، ولكن من أجل إثارة الانتباه بأن الذي يقع هو أمر خطير ولا يعد فقط خرقا لإطلاق النار وتهديدا للاستقرار الإقليمي، بل يمكنه أن يدفع بالمنطقة إلى المجهول».
وقال عبد الوافي الفتيت وزير الداخلية المغربي إن بلاده كانت «تتعامل دائما بمسؤولية ولكن هذا لا يعني أنها ستبقى مكتوفة الأيدي أمام اعتداءات تستهدف تغيير وضع أراضيها»، وإنها «مستعدة لكل الاحتمالات للحفاظ على أراضيها».
وتحدث عن استفزازات سابقة للبوليساريو، وقال إنه قبل أقل من شهر لقي شابان في مدينة الداخلة مصرعهما في حادث سير، فيما راسلت «البوليساريو» الأمم المتحدة متهمة المغرب بالضلوع في قتل شباب في المناطق الجنوبية.

المغرب لا يستبعد المواجهة العسكرية في الصحراء

محمود معروف

تعليقا على مذبحة غزة قال صحافي بارز: « كإسرائيلي أشعر بالخجل» وبعدها أوقف عن العمل فورا

Posted: 02 Apr 2018 02:24 PM PDT

الناصرة ـ « القدس العربي»: غداة دعوة مدير منظمة « بتسيلم « للتحقيق في قتل إسرائيل للمدنيين في غزة، أثار صحافي بارز ضجة واسعة بقوله « كإسرائيلي أشعر بالخجل «، وما لبث أن تم إيقافه عن العمل وتعرض لحملة تشويه وشيطنة محمومة. وكتب الصحافي والإذاعي الإسرائيلي البارز كوبي ميدان تغريدة قصيرة أثارت حملة كبيرة عليه قال فيها « أشعر بالخجل كإسرائيلي « في إشارة لجرائم جيش الاحتلال الأخيرة في غزة.
وقاد وزير الأمن أفيغدور ليبرمان بنفسه حملة التهويش على كوبي ميدان حيث كتب في صفحته في الفيسبوك « أشعر بالخجل أن لدينا مذيعا من هذا القبيل في إذاعة الجيش. إذا كان يخجل من إسرائيليته فليفصل بنفسه للاستنتاجات الصحيحة ويترك الإذاعة. اعتقد أن المثير للخجل هو عمل أمثاله في إذاعة عسكرية، ولكن هذا أيضا جزء من واقع حياتنا «. وتحاشي ليبرمان إصدار تعليماته لمدير إذاعة الجيش بإبعاد ميدان، واكتفى بالتلميح الغليظ، معبرا عن أمله بأن يفعل واجبه بهذه الحالة. وتابع « لا أريد أن أتدخل بعمل مدير الإذاعة ولكن إذا كان هناك القليل من الاستقامة، فعلى المذيع مغادرتها». وسارعت إدارة إذاعة الجيش حيث يقدم ميدان برنامجا يوميا لإغلاق مايكروفونه ووقفه عن العمل أمس. وقرر قائد الإذاعة شيمعون الكابس وقف ميدان عن بث برنامجه لأنه « كتب عن غزة قبل أن تتضح الصورة والتفاصيل الكاملة «. ولم يتضح بعد ما إذا كان ذلك يعني تجميد برنامجه أم إبعاده عن الإذاعة. وحسب تسريبات صحافية فإن الكابس ينوي عدم تمديد وقف ميدان عن العمل في حال بادر الأخير بتوضيح ما كتبه علانية، وهذا يعني الضغط عليه كي يتراجع عن موقفه رغم أنه عبّر عنه خارج الإذاعة وبشكل شخصي. ونسب للكابس قوله إنه يطالب بالحرص على « القيم الوطنية الرسمية « ويستعد للقيام بخطوات حقيقية تجسد رؤيته هذه. وقالت مصادر في إذاعة الجيش إن ميدان شرح في محادثة التوضيح أنه كتب تعليقه ذاك في أعقاب نشر صور قاسية يوم الجمعة من «مسيرة العودة» على حدود قطاع غزة، وأوضح أنه «لم يخرج ضد الجنود، وبالتأكيد ليس كأب لجندي يخدم في الجيش حاليا». وقال ميدان إنه كتب التعليق على صفحته الشخصية على الفيسبوك – وليس على منبر يرتبط بالإذاعة . وأضاف: « لاحقا اتضح أن الأحداث المتعلقة بالمسيرة مختلفة بعض الشيء».
يشار أن إذاعة الجيش شهدت حادثة مشابهة في العام الماضي بعدما قالت صحافية فيها تدعى حين الميليح معقبة على دهس الشرطي الإسرائيلي في النقب خلال هدم بيت فلسطيني في قرية أم الحيران في كانون الثاني/ يناير 2017 «  أنا أيضا كنت ساقوم بدهس شرطي إذا قاموا بإخلاء بيتي بالقوة لكي يبنوا بلدا للناس الأقوياء أكثر مني، فلا تتحدثوا معي عن التربية». كما تعرضت زميلتها رافيت هيخت لحملة مشابهة في أبريل/ نيسان 2017 يوم قارنت في برنامج بثته إذاعة الجيش بين منفذي العمليات الفلسطينيين وبين عناصر المنظمات الصهيونية في فترة الانتداب. وعبر بعض زملاء ميدان عن تضامنهم معه احتراما لحرية التعبير لاسيما أنه عبر عن رأيه بشكل شخصي، وليس من خلال إذاعة رسمية. وقالت المعلقة اريانا ملميد في مقال ساخر نشرته صحيفة « هآرتس « أمس إنه في الإذاعة التي كانت تحظر فيها المقارنات بين ممارسات إسرائيل وبين جهات أخرى في العالم يحظر اليوم التعبير عن الخجل. وتابعت باستهزاء « في الواقع ما زال الخجل مسموحا في إسرائيل لكن في القلب فقط، أما علانية فهو محظور على السياسيين والإعلاميين والمواطنين. لقد كان على الصحافيين توجيه الأسئلة هل حقا كان يفترض أن تطلق النيران على كل واحد من المتظاهرين الفلسطينيين في غزة. وأضافت « هذه أسئلة ممنوعة ومنذ اليوم فصاعدا يسمح فقط بالتباهي بالجيش الأكثر أخلاقية كما علمنا رئيس الحكومة في تراشقه اللفظي مع الرئيس التركي رجب أردوغان».
وخلصت للقول « علينا الافتخار بالوطن بكل ثمن، وفي كل وقت دون نقد على أفعال نظام الحكم الحالي وعلى إخفاقاته. علينا التباهي بالكثير مما لدينا من مساعدة جرحى الحرب الأهلية السورية حتى إنجازات السفاح باروخ غولديشتاين منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل وبفعلة الجندي ليؤور أزاريا الذي أعدم الشاب عبد الفتاح الشريف. عندما يسمح بالمفاخرة ويحظر الخجل يعني أنه ممنوع التفكير خاصة إذا كان نقديا وهذه رسالة لكل مذيع ومذيعة لئلا يتعرضوا للفصل من عملهم
ويبدو أن هذا ما سيفعلونه». وقبل شهرين أصدر ليبرمان تعليمات لمدير الإذاعة ذاتها بوقف بث أغاني فنان إسرائيلي، يونتنان غيفن، لأنه فاضل بين الفتاة عهد التميمي وبين آنا فرانك وبجان دارك ناعتا إياها بالبطلة الشجاعة «.
يشار إلى أن إسرائيل حظرت التعبير عن الحزن من خلال قانون النكبة الذي سنته قبل عشر سنوات، ومنعت فيه إحياء ذكرى النكبة، وقبل ذلك حظرت الحب بين الفلسطينيين بمنعها زواج فلسطينيين من طرفي الخط الأخضر من خلال قانون منع لم الشمل المعروف بقانون المواطنة الذي جاء لمنع « ممارسة حق العودة من النافذة «.

تعليقا على مذبحة غزة قال صحافي بارز: « كإسرائيلي أشعر بالخجل» وبعدها أوقف عن العمل فورا
« إسرائيل تحظر الخجل والحب والحزن»

المشهد السياسي في حاجة إلى إنعاش حقيقي وتمويل الموازنة لا يتم من جيوب الفقراء

Posted: 02 Apr 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تنطبق أغنية المطرب الشعبي أحمد عدوية «زحمة يا دنيا زحمة» على تقرير اليوم بسبب كثرة الموضوعات الهامة المنشورة في الصحف بحيث تحتاج تغطيتها إلى صفحات لا صفحة واحدة لأنه بانتهاء انتخابات الرئاسة بدأ الكثيرون حتى من أنصار النظام يتقدمون بطلبات عديدة للرئيس السيسي منها منح حريات أوسع للمعارضين والاستماع إليهم، وتنشيط الحياة السياسية لتشجيع الأحزاب، وضرورة تشكيله حزبا سياسيا له، وكذلك وقف فرض مزيد من الأعباء على الطبقات المتوسطة والفقيرة، وإعادة النظر في سياسة القروض لتمويل مشروعات عقارية لأن فوائدها تلتهم جانبا كبيرا من الميزانية العامة للدولة.
ووصلت الأمور إلى حد أن الرسام أنور في «المصري اليوم» أخبرنا أمس بأنه شاهد شيخا يدعو دعاء الحاجة ويقول لصديق له: قول ورايا اللهم عليك بالدين الداخلي قادر يا كريم.
وقد أعطت الأغلبية ظهرها بسرعة للسياسة وتركز اهتمامها على الاحتفال بشم النسيم الأسبوع المقبل وأين ستقضيه، وبأسعار الرنجة والفسيخ والبصل والبيض الملون والليمون، وطرح وزارة التموين كميات كبيرة منها في المجمعات الاستهلاكية ومصادرة الشرطة كميات فاسدة منها لدى عدد من الباعة. والاهتمام أيضا بقرب موعد امتحانات الثانوية العامة واستعدادات الوزارات لهذا اليوم. وحفلات الأغنياء في القرى السياحية وفنادق الخمس نجوم. كما بدأت الاستعدادات لشهر رمضان المبارك من الآن بأن اتفق وزير الأوقاف مع وزير التموين على إعداد «شنط» رمضان لتوزيعها على الفقراء في عدد من المحافظات على أن تدفع ثمنها الأوقاف. ولم يلتفت أحد إلى أخبار محاكمات قادة جماعة الإخوان المسلمين أمام محاكم الجنايات.
وإلى بعض مما عندنا….

ما بعد الانتخابات

ونبدأ بأبرز ما نشر عن الانتخابات وما بعدها حيث قدم دندراوي الهواري في «اليوم السابع» تفسيرا لكثرة الأصوات الباطلة: الذين خرجوا مهللين فرحين ومفسرين بنظريات «فنكوشية» عن الأسباب التي دفعت هؤلاء إلى إبطال أصواتهم وأن هناك حالة خنق سياسي واقتصادي بدون علم أو محاولة البحث عن معلومة تزكي نظرياتهم «الفنكوشية». نعم آلاف الأصوات الباطلة ناجمة عن «التاتش المصري» في التجويد ومحاولة التعبير بعواطفهم الجياشة تجاه المرشح عبدالفتاح السيسي دفعهم إلى كتابة «بنحبك يا سيسي» و«تحيا مصر» و«إحنا وراك» كما كتب البعض «نحن نحبك ونحب محمد صلاح» من دون الوضع في الاعتبار أن هذه العبارات تبطل الصوت. ولا ننكر أن هناك عبارات مسيئة دوّنها البعض في بطاقات التصويت لكن عددها قليل. وفي كل الأحوال فإن مشاركة أي مواطن في العملية الانتخابية أمر رائع وكونه أبطل صوته بشكل محترم فهو حق أصيل له ولا يمكن لأحد أن يلومه. لكن اللوم كل اللوم يُوجه إلى الذين بادروا بـ«التاتش المصري» في التجويد تعبيرا عن مشاعر فياضة للمرشح عبدالفتاح السيسي في معزوفة حب تتشابه إلى حد كبير مع حب «الدببة» القاتل فلا هم أفادوا مرشحهم بأن ارتفعت حصيلته من الأصوات المؤيدة له إنما تسببوا في زيادة حصيلة الأصوات الباطلة التي يحاول خونة الداخل والخارج توظيفها واستثمارها للهجوم على الرئيس عبد الفتاح السيسي.

بعيدا عن عبارات التملق

وفي «الأهرام» قال حسين الزناتي تحت عنوان «سيادة الرئيس لا تستمع إلى هؤلاء»:
لم يكن هناك شك من بقاء الرئيس السيسي لفترة ولاية ثانية يستكمل خلالها خطته لمصر لأربعة أعوام أخرى. وبعيدا عن عبارات التملق فإن أحدا لا يستطيع أن ينكر أهمية ما تحقق خلال السنوات الأربع السابقة من مشروعات والخطوات التي تم اتخاذها في طريق الإصلاح الاقتصادى ونجاح الرئيس في قيادة الدولة للحفاظ على كيانها وبقائها وسط تحديات عاتية من اتجاهات عدة. ولكن الواقع أيضا والذي استشعره الرئيس نفسه وعكسه بتلقائية الفيلم التسجيلي الذي شاهده ومعه كل المصريين أن هناك أناسا يريدون أن يتنفسوا الصعداء هم على استعداد لمزيد من التضحية من أجل بناء بلدهم، لكنهم يريدون الإبقاء على الحدود الدنيا للعيش ويخشون موجات جديدة من الغلاء رُبما لايقدرون عليها. هم يريدون لبلدهم المزيد والمزيد من استقلال قرارها السياسي وعدم التبعية لأي قوة مهما تكن، لكنهم يريدون فرصا أفضل لإبراز كفاءاتهم ومنحهم فرصا لتحقيق الذات بموضوعية بعيدا عن أي محسوبية. لا يستطيع أحد أن ينكر أن السنوات الأربع الماضية كانت لها حالاتها الضرورية مع التحديات الكبيرة التي واجهتها الدولة بعد ثورتين وثبوت المؤامرات الدولية علينا. أما الآن ونحن على مشارف فترة جديدة تختلف فيها التحديات فإننا نرى أنها تحتاج أكثر إلى تصويب بعض الأخطاء والإنصات بعناية لكل وجهة نظر مختلفة رُبما نجد فيها تصحيحا لمسار يعود بفائدة علينا. أما أصوات النفاق وأصحاب عبارات «التطبيلـ« ذوي الوجوه الجاهزة لكل عصر ونظام فلسنا في حاجة إليهم، فليس كل من يختلف غير وطني ولا شريف، وليس كل من يقول «آمين» على كل شيء أكثر وطنية أو كفاءة. لذا يمكننا أن نقول للرئيس: لا تستمع إلى هؤلاء.
وفي «الأخبار» نقرأ ما كتبه نبيل زكي: أتمنى تطبيق ما ورد في الدستور حول حظر تأسيس أحزاب على أساس ديني. وإصدار القوانين التي من شأنها تفعيل وترجمة ما جاء من مواد في هذا الدستور حول الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمواطنين مع التمسك بهذا الدستور الذي وافق عليه الشعب بأغلبية ساحقة وعدم التجاوب مع مطالب غير مقنعة بإجراء تعديلات في بعض مواده التي تعتبر مكسبا حقيقيا لصالح الديمقراطية. وأنتظر تسارع عمليات التنمية وتمكين الدولة من قيادة هذه التنمية في إطار تعدد أشكال الملكية وتوظيفها للسوق في إطار التخطيط الشامل مع تطبيق سياسة التوزيع العادل لثمرات التنمية وتوفير حق المواطن في نصيب عادل من الثروة القومية.

اللاعبون بالنار

وإلى «المصري اليوم» وطارق الشناوي في بابه اليومي «أنا والنجوم» حيث طالب الرئيس بعدم الانصات للمنافقين الذين يطالبون بتعديل الدستور ليبقى في الحكم مدى الحياة. وقال تحت عنوان: «التجربة الصينية واللاعبون بالنار»: مع الأسف هناك من يزايدون حتى على البديهيات بحجة أنهم يريدون الخير للوطن رغم أن سجلهم مرصع بمواقف مشابهة عندما كانوا يمهدون لتوريث الحكم لجمال مبارك… وصف الرئيس السيسي مصر في توقيت ما بأنها شبه دولة لو تجرأنا على تعديل الدستور سنتحول إلى دولة افتراضية. يجب أن يستيقظ الحريصون على مصر لينشئوا جبهة لحماية الدستور فلا أحد يريد انقساما داخل الوطن. هؤلاء في الحقيقة لم يستيقظوا فقط اليوم ولا بعد ما حدث في الصين عندما غيرت الدستور ليظل الرئيس الحالي مدى الحياة وحجتهم (براغماتية) ومباشرة «إللي تكسب بيه إلعب بيه» رغم أن الالتزام بالمدتين هو المكسب الحقيقي لمصر. المقصود بحتمية تغيير الرئيس بعد نهاية ولايته الثانية ليس إعلانا أنه غير قادر على العطاء لمرحلة ثالثة ولكن العمق الذي قصدته لجنة الخمسين هو خلق مناخ صحي وسلمي لتداول السلطة في مجتمع عاش قبل 60 عاما في ظل رئيس واحد يواصل البقاء على كرسي الحكم حتى الموت مثل عبد الناصر والسادات. لم تعرف مصر الديمقراطية في تغيير رأس الحكم بطرق سلمية. حسني مبارك أجبر على التنحي بإرادة الناس بينما مرسي عندما رفض الاستجابة لصوت الناس أسقطوه وهو الآن يحاكم أمام العدالة.

مصر هي الباقية

في جريدة «الوطن» هاجم مستشارها الدكتور محمود خليل من يحرضون الرئيس على تعديل الدستور: كل الأطراف التي شاركت في 30 يونيو/حزيران ذهبت مع الريح ولم يبقَ إلا «جماعة النخبة» من فلول عصر مبارك أرادت هذه الجماعة -كعادتها – الاستفراد بالمشهد وإعادة إنتاج سيرتها ومسيرتها المباركية. وكان «التيار الينايري» أول خصم لا بد لها من أن تتخلص منه ووظفت في ذلك خطابا إعلاميا وسياسيا يصف هذا التيار بـ«التآمر ضد وطنه»، وأصبحت «النخبة المباركية» الجهة المسؤولة عن توزيع «صكوك الوطنية» على المصريين وقدمت نفسها لرئيس الدولة وكأنها المحامي الشرعي القادر على الدفاع عنه ضد «الثورجية الأعداء» الذين يريدون تخريب البلاد والعباد. رئيس أي دولة تدافع عنه شعبيته المؤسسة على إنجازاته وليس على ثرثرة نخبة. لا يخفى على أحد أن الرأي العام أصبح ينظر إليها كمجموعة من الأبواق الدعائية التي يتسبب الاستماع لها في صداع مزمن. الضربة الثانية الأهم لمركب ثورة يونيو/حزيران توجهت إلى الطبقة الوسطى (من غير المسيسين: الينايرجية والكنبوية) التي عصفت بها إجراءات الإصلاح الاقتصادي بالإضافة إلى ما تعرضت له من تخويف – وأحيانا إهانة – من جانب من نصّبوا أنفسهم كهنة لسلطة ما بعد 30 يونيو/حزيران. في ظني أن طريق الرئيس خلال ولايته الثانية واضح لا بد من وضع النخبة المباركية في حجمها الطبيعي وغل يد أراجوزات الإعلام والسياسة عن معادلة «رقص الغوازي للملوك» وإفساح المجال العام أمام كل التيارات لكي تعبر عن نفسها بحرية وطمأنينة، والبحث عن حلول أخرى لتمويل الموازنة العامة للبلاد بعيدا عن جيوب الطبقة الوسطى والفقراء المشهدان السياسي والاقتصادي في مصر في حاجة إلى إنعاش حقيقي حتى نتهيأ للمقبل عام 2022. مصر هي الباقية والجميع إلى زوال.

صاحب الإنجازات

وفي العدد نفسه قال ياسر عبد العزيز تحت عنوان «أربع سنوات صعبة «: سيتسلح الرئيس خلال ولايته المقبلة برصيد ضخم من الإنجازات وبخبرة وحنكة سياسية تم تجريبها والبرهنة عليها، وبمعسكر موالاة واسع وصلب. لكن هذا المعسكر بالذات قد يطرح على الرئيس تحديا كبيرا وهو التحدي الخاص باحترام الدستور وعدم تغييره من جانب وفتح المجال السياسي بما يخلق حالة سياسية تنافسية نشطة تأخذنا إلى انتخابات تعددية شكلا وموضوعا في 2022. من جانب آخر اجتاز الرئيس السيسي معركة الانتخابات الرئاسية بنجاح ليس لأنه اكتسح المرشح المؤيد له موسى مصطفى موسى ولا لأن الساحة خلت تماما من وجود أي منافس معتبر يمكن أن يهدد حظوظه ولكن لأنه ربح المعركة ضد الغياب، غياب المصوّتين عن الذهاب إلى الصناديق. كانت معركة السيسي الحقيقية ضد الغياب وليس ضد منافس طامح إلى شغل المقعد الرئاسي، إذ كيف يمكنك إقناع الجمهور المؤيد بالذهاب إلى الصناديق للتصويت لك إذا كنت وحدك في الميدان؟ ومع ذلك فقد ذهب الناخبون المؤيدون بالفعل إلى الصناديق لأنهم يؤمنون بأن السيسي «صاحب الإنجازات» الذي أنقذ البلاد من مصير سوريا وليبيا واليمن، وأطاح حكم «الإخوان» الذين أرادوا العبث بهوية البلد وتغييرها. لو لم يفعل السيسي في تاريخه السياسي سوى الانتصار لإرادة المصريين وتخليصهم من حكم «الإخوان» لكان ذلك كافيا لكي يحكم ولايتين رئاسيتين بشرعية وتأييد لا تطالهما شكوك.
وفي «الوفد» حذر مصطفى عبيد من استماع الرئيس لمن يطالبون بتعديل الدستور وقال تحت عنوان «تعديل فترة الرئاسة في الدستور»: للمحبة حدود وللإعجاب سقف. استحسان سياسة ما أو مساندة رئيس أو تأييد مسؤول أمر طبيعي ومقبول لكن ما هو مُر ومُستقبح وكريه كم المزايدات وإدعاءات المحبة المزعومة وبعثرة الكرامة الإنسانية تعبيرا عن رضا. السيسي لا يريد نفاقهم يعرفهم بسيماهم على وجوههم، بتلونهم بتصريحاتهم السابقة زمن الإخوان ومبارك، بمدحهم غير المُنطلق من القلوب، بطلبهم نفوذا أو منصبا، بمخازيهم المعروفة وفضائحهم المتداولة في جلسات النميمة. لا يحتاج الرئيس تصفيقهم. لا ينتظر لافتات تأييدهم هُنا وهُناك. لا يعنيه رضاهم وإنما يعنيه أولا وأخيرا رضا الناس والتاريخ. من بعد فوز الرئيس السيسي باكتساح لفترة رئاسية ثانية يبادرون إلى المزايدة، يطل واحد خلف واحد، مفكر بعد آخر نخبوي مُتثاقف مُخضرم أو يدعي الحكمة ليطرح تعديل الدستور ومد فترة الرئاسة. ويسوق هؤلاء تصورات عن ضرورة الضغط على الرئيس لقبول ما لا يرضاه والاستمرار حاكما لاستكمال مشروعاته عشر سنوات أخرى وأكثر. يعرف الرئيس أن هناك «هتيفة» لكل عهد بعضهم عن سوء نية والبعض الآخر عن قلة علم بالسياسة. يعلم الرجل أن الاحتفاظ بحب الناس أعظم من حُكمهم، ويعتقد أن الإيمان بالديمقراطية والعدل أبقى من الاستفادة بهما.

حكومة ووزراء

وإلى الحكومة والمقالب التي تعدها لنا التي قال عنها أحمد جلال في «الأخبار»:
مشروع الموازنة الجديدة الذي قدمته الحكومة لمجلس النواب للعام المالي 2018 2019 تضمن 27 مليار جنيه زيادة في أجور العاملين في الدولة… خبر سعيد وجميل ويخليك تتنطط من الفرحة، لكن أيضا سوف تكون هناك زيادة في أسعار فواتير الكهرباء والبنزين والسولار وتذاكر القطارات وخلافه، يعني الحكومة بتديك جنيه باليمين تاخده ألف بالشمال، تاخدك في حضنها وتبوسك وهي بتجز على سنانها والمواطن غلبان يروح فين وييجي منين، على رأي المثل تروح فين الشمس من على قفا الفلاح.
كما قال عبد القادر محمد علي: بمناسبة الاحتفال بأول أبريل/نيسان يوم الكذب يسعد محدود الدخل أن يخرج من جحره ليقول للحكومة الرشيدة: بحبك يا حكومة ويبلغها أنه عايش مبسوط ومزأطط آخر زأططة وفلوسها مكفياه وزيادة، كما يود إبلاغها أنه بيتمرمغ في خيرها هو وعياله والأكل يوماتي بدل المرة اتنين لحمة وفراخ وبط وسمك وجبنة رومي وبيض وعيش فينو وعنده صابونة ويبتهل محدود الدخل إلى الله أن يطيل عمر الحكومة ويجعل أجلها أطول من أجل أي حكومة وكل أول أبريل وهي بخير.
وفي «الأهرام» كتب أحمد عبد الحكم: لا يعكر صفو المصريين ولا يزيد قلقهم ويصعد شكاواهم إلا الأسعار. هي غول مطلق السراح لا يجد من يلجمه أو يكبح جماحه. الناس ليست لديهم مشكلة مع الحكومة. يؤمنون تماما بأن الرئيس لا يدخر جهدا ولا يبخل بفكر أو إجراءات لتخفيف الأعباء عن الجماهير. الناس موقنة أن بلدهم في تقدم وإلى الاستقرار يسير بسرعة والمشكلات إلى زوال. لقد منح الشعب تفويضا على بياض للرئيس عبدالفتاح السيسي لأربع سنوات جديدة. الكل يدرك أن بلده يتغير إلى الأفضل وأن مستقبلا زاهرا يلوح في الأفق لكنهم بكل صراحة يشكون مر الشكوى من أزمة وحيدة هي الأسعار. ولأنهم يثقون في رئيسهم وإنه إذا قال فعل وإنهم ينتظرون إجراءات لوقف جشع التجار وكسر الاحتكارات التي باتت تتحكم في الأسعار ولا تخفضها مهما تكن آليات السوق. المصريون ينتظرون من رئيسهم المنتخب وضع آليات عملية ونافذة لضبط السوق لا أن تكون سداحا مداحا لكل تاجر جشع أو وسطاء لا يرون إلا جيوبهم.

الوفد بعد أبو شقة

وإلى أبرز ما نشر عن حزب الوفد بعد انتخاب بهاء الدين أبو شقة رئيسا له فقد كتب عبد المحسن سلامة قائلا: حزب الوفد يمتلك 45 نائبا في البرلمان ويمكن أن تكون له أضعاف هذه الحصة إذا اندمج مع الأحزاب الليبرالية الأخرى الموجودة في البرلمان ومعظمها، إنْ لم يكن كلها، تحن إلى الوفد وتتمنى العودة إلى بيت الأمة. الكرة الآن فى ملعب المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس الحزب الجديد لكي يقود سفينة إصلاح الأحزاب المصرية من خلال بوابة إصلاح حزب الوفد وعودته بيتا للأمة كلها فهل يستطيع أن يفعل ذلك؟
في «المصري اليوم» قال صاحبها ورجل الأعمال صلاح دياب في عموده «وجدتها» الذي يوقعه باسم نيوتن: حتى إذا عادت الطيور المهاجرة التي كانت تزين الهيئة العليا ذات يوم أرجو أن يجمعهم مجلس «رعاة الوفد» ليكون هذا المجلس بقيادة الرئيس المنتخب الجديد وهو بهاء أبوشقة. أما الهيئة العليا فيجب أن تضم شبابا أربعينيا أو ما حوله، شبابا مدربا متعلما أثبت نجاحه عمليا. هناك عناصر كثيرة من الشباب المجتهد الناجح من الممكن أن تنقل الوفد وتنقل مصر معه إلى آفاق رحبة. الشباب الذين تلقوا تعليما على أعلى مستوى ووصلوا إلى ذروة النجاح في حياتهم العملية آن الأوان أن يأتي هؤلاء الشباب ليدفعوا مصر إلى الأمام متخصصين كل في مجاله ليرسموا برنامجا يسرع باستكمال خريطة مصر في 2030 ولهم أن يقدموا فيما بينهم من هو جدير بإدارة طريق الوفد الحديث إلى المستقبل. الغرفة التجارية الأمريكية مثلا تضم شبابا في الثلاثينيات من العمر أثبتوا نجاحهم عمليا من قبل وأكدوا نجاحهم في مواقعهم الجديدة. إذا حدث ما أتمناه من عودة الطيور المهاجرة وحضور الشباب الأربعيني بقوة في الهيئة العليا سيكون الوفد هو المثال، هو مسطرة القياس لأي حزب مقبل يطمح لاكتساب اهتمام المصريين وثقتهم بعدها سوف يغادر محترفو التطبيل والنفاق مواقعهم تلقائيا ليتركوها للقادرين على بناء مصر.
أما في «الأخبار» فإن رئيس تحريرها الأسبق جلال دويدار قال تحت عنوان «انتخاب رئيس جديد لحزب الوفد وأمل إحياء الحياة السياسية والحزبية «: كم أتمنى لصالح مستقبل الحياة السياسية والحزبية في مصر أن يكون انتخاب بهاء أبوشقة‬ رئيسا جديدا لحزب الوفد بداية مرحلة جديدة لوجود أحزاب قوية تؤسس وتثري تطلعاتنا لإرساء دعائم الديمقراطية. هذا الأمل نابع من الجذور العميقة لحزب الوفد في كل ربوع الوطن المصري لسنوات طويلة. كان بداية هذا التواجد ثورة الشعب على الاستعمار 1919. هذا الحراك الوطني جسدته زعامة الراحل العظيم سعد زغلول ليخلفه بعد ذلك الزعيم مصطفى النحاس. هذه اللمحة التاريخية كانت ضرورية لإلقاء الضوء على التاريخ العظيم لحزب الوفد الذي عملت الظروف ضده منذ ثورة 1952 تجلى ذلك في محاولة تقزيم شعبيته المرتبطة بكفاح ونضال الشعب المصري ضد الاستعمار وضد إفساد الحكم الملكي للحياة السياسية والاجتماعية. تضافرت الجهود منذ السماح بعودة الحزب إلى مباشرة نشاطه بعد تولي الرئيس الراحل أنور السادات ولكنها لم تتمكن من تحقيق الآمال المرجوة. انطلاقا من هذه الحقائق التاريخية فإن الآمال معقودة على الولاية الثانية للرئيس السيسي للعمل على إحياء الحياة السياسية وبالتالي ظهور الأحزاب وتعاظم دورها رغم التطورات والأحداث التي تعرضت لها مصر المحروسة. فلا جدال في أن حزب الوفد ما زال أبرز الكيانات الحزبية على الساحة السياسية. إن ما يحتاجه هو توافر الظروف الملائمة والقيادة الحكيمة التي تحظى بالثقة لاستعادة وجوده وشعبيته.

معارك وردود

وإلى المعارك والردود المتنوعة وصلاح منتصر في «الأهرام» الذي قال في عموده اليومي «مجرد رأي»: سمعت مذيعا من قمم الشر أصابه اليأس مما شاهده واعترف بالإقبال على اللجان، لكنه أراد أن يبرر ذلك فقال نصا: إن هؤلاء الذين ذهبوا إما «أنهم ناس بتحب السيسي ودول شواذ» أو أصحاب مصالح أو مضحوك عليهم وفاهمين إن الوطن هو السيسي والجيش، أو ناس لهم مصالح طائفية أو ناس بتكره ثورة يناير ورايحين يؤكدوا انتقامهم من هذه الثورة، أو ناس غلابة قالوا لهم حتاخدوا تموين زيادة لما تصوتوا، أو ناس بيشتغلوا فى مصانع سيراميك ثم عندما وجد أنه قال « كل القطط الفاطسة « في ملايين المصريين المخلصين الوطنيين الذين ذهبوا إلى اللجان ختم تصنيفه لأنواعهم بقوله: أو غير كده واحد ماعندوش حاجه يعملها راح يتفرج على ست حلوه. هل هناك شهادة نجاح لملايين المصريين ورئيسهم أروع من هذا الوصف الذي يقطر حقدا وكرها؟
لكن محمد سعد عبد الحفيظ اختار في «الشروق» عنوانا لعمودة «إحن رأسك يا أخي» ونصه: لم يمر على جيلي من أبناء المهنة أسوأ من تلك الأيام التي اختلط فيها «هباب برك» السياسة بـ «وحل» الاقتصاد حتى صار المشهد الصحافي «أسود من قرن الخروب». المجال السياسي ضاق إلى درجة صار فيها الصحافيون يترحمون على عصر مبارك. خاضت صحف خاصة وحزبية معارك شرسة مع النظام جعلت من رأسه هدفا، مد الكُتّاب أقلامهم في مشروع التوريث، حاصرت التغطيات الصحافية تزوير انتخابات برلمان 2010. فشل إعلام «طشة الملوخية» و«ولدت يوم ولدت مصر» في الدفاع بالكذب والنفاق عن نظام بدأ مشوار السقوط في وقت خاض فيه الإعلام الحر معركة تعرية هذا النظام حتى قضى الله أمرا كان مفعولا في 25 يناير/كانون الثاني 2011. بعد سقوط مبارك ومشروع التوريث تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي المسؤولية فنُسفت الأسقف وصارت السماء هي السقف الوحيد للإعلام. حاول الإخوان بعد وصولهم إلى السلطة في عام «الرمادة» إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الثورة تارة بالترهيب والتهديد بنسف مدينة الإنتاج الإعلامي وتارة بالترغيب وشراء الذمم، وتارة ثالثة بصناعة إعلام يعبر عنهم، لكنهم فشلوا وخرج الإعلام منتصرا.
الاقتراب من المشروعات الكبرى مثل «تفريعة قناة السويس» أو «العاصمة الإدارية» أو «المليون ونصف المليــون فدان» له سقف التعامل مع أي طرح لشخصيات من عينة البرادعي أو عبدالمنعم أبو الفتوح أو حتى أحمد شفيق له سقف آخر. التعاطف مع حالات إنسانية لأفراد تم القبض عليهم بتهمة الانضمام إلى جماعة محظورة له سقف ثالث، حتى يقترب سقفك من الأرض فتشعر بأن الهواء بدأ ينفد من حولك.
وأما ثالث وآخر المعارك في تقرير اليوم فستكون من نصيب خالد حريب في جريدة «البوابة» وكانت عن الأحزاب وانتخابات الرئاسة: نشير إلى ظاهرة عامة واضحة ومحددة وهي الغياب التام للأحزاب بتنظيماتها المعروفة وتشكيلاتها في المحافظات وأثرها في سير الأحداث سواء كانت تلك الأحزاب مؤيدة أو معارضة. وهنا لا ألتفت إلى دعوة المقاطعة وذلك لسبب بسيط وهو أن أصحابها لا يوجد أي تأثير لهم على الناخبين وأن أصحاب تلك الدعوة قد أطلقوها وخلدوا إلى النوم في بيوتهم. نقف عند الأحزاب لنرى بكل أسف حالة من الجمود والكسل التي لا تبشر بأى مستقبل للحياة الحزبية في مصر. والكلام هنا عن مُجمل الأحزاب سواء الأحزاب المشهرة قانونا أو تلك التي تحت التأسيس. البعض اكتفى ببيان يحدد من خلاله موقفه من المرشحين والبعض الآخر اختفى تماما ولم نسمع له صوتا. ولكن العجيب بالفعل رغم اختلافي الجذري معهم هو بروز «حزب النور» السلفي بشكل منظم وفاعل ومؤثر على الأرض. شاهدنا حشودهم في المؤتمرات وتحركهم الملتزم أمام اللجان. ورغم اختلافي معهم إلا أنني لا يمكن أن أقول مع القائلين إنهم أبطلوا أصواتهم فهم أعلنوا تأييدهم للرئيس عبدالفتاح السيسي والتزموا ونفذوا ولا وصاية لأحد عليهم. تبقى الخيبة عندنا نحن أبناء الأحزاب المدنية. لم يعد من السهل العبور بالبلاد إلى شاطىء الأمان من خلال البناء والتشييد فقط، وهو مهم بالطبع، ولكن على خط مواز نرى أن بناء حياة حزبية جديدة هو أمر مهم وهو مسؤولية الجميع وأن إبداع الطرق والآليات وتحديد الأهداف يحتاج إلى تضافر الجهود وإلى ورش عمل، فلا يسعدنا أبدا وجود أكثر من مئة حزب على الساحة السياسية بينما الحصاد على الأرض صفر كبير.

المشهد السياسي في حاجة إلى إنعاش حقيقي وتمويل الموازنة لا يتم من جيوب الفقراء

حسنين كروم

مصير «دوما» على المحك وتضارب بين روايتي المعارضة والنظام حول حصول اتفاق

Posted: 02 Apr 2018 02:23 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : وسط تساؤل أهالي الغوطة الشرقية هل طوت المعارضة السورية سجلاً حافلاً من المقاومة والتصدي للنظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين، في محيط العاصمة دمشق، وذلك تزامناً مع اقتراب الاعلان عن خروج او مصالحة أكبر تشكيلات المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، وتحديداً مدينة دوما ضمن اتفاق ذكر ان جيش الإسلام توصل اليه مع الجانب الروسي بقي الغموض يلف بنوده وكذلك استمر الالتباس في مشهد ومصير المدينة، في وقتٍ نفى جيش الإسلام الخروج من دوماوبينما أكدت وزارة الدفاع الروسية ووسائل الإعلام الناطقة باسم النظام السوري خروج مقاتلين من جيش الإسلام والمدنيين الرافضين للتسوية إلى جرابلس بريف حلب.
مصادر خاصة من مدينة دوما قالت لـ «القدس العربي» ان باب التسجيل من أجل الخروج قد فُتح في المدينة أمام المدنيين والجرحى من عسكريين ومدنيين مع عائلاتهم والمقاتلين غير التابعين لجيش الإسلام، للخروج باتجاه جرابلس في ريف حلب، دون التمكن من الوصول إلى اعداد المسجلين الراغبين بالخروج من رافضي مصالحة النظام السوري، مشيراً إلى انه تم تجهيز أكثر من 17 حافلة حتى مساء أمس الاثنين، وبعض الحافلات التي اقلت مدنيين وعسكريين قد انطلقت فعلاً.
وقالت المصادر إن شرخاً واضحاً بدا ما بين المدنيين والعسكريين، عازياً السبب إلى ان «الأهالي والحاضنة الشعبية ضد قرار جيش الاسلام» وما عزز هذا الشرخ «تكتم جيش الإسلام على الاتفاقية وآلية تنفيذها، فيما يطوف قائد جيش الإسلام «عصام بويضاني» في شوارع المدينة، يحث العسكريين والمدنيين على البقاء في مدينة دوما وسط رفض الحديث عن تسليمها للنظام مقابل خروج المقاتلين منها».
وذهب المصدر إلى أن مآلات جيش الإسلام سوف تقود إلى بقاء قسم كبير منه في اطار عقد مصالحة مع روسيا واعتبار جيش الإسلام بمثابة «فيلق سادس» بالاستناد إلى قبول الأخير بدخول الشرطة العسكرية الروسية إلى المدينة، وأضاف «جيش الإسلام أخذ تعهداً من دول عدة بدعم موقفه وثباته في مدينة دوما».

نسخة من الوثيقة

«القدس العربي» اطلعت على نسخة من الوثيقة الروسية المقدمة لقيادة جيش الإسلام، ولم يتنس التأكد من دقتها، ونصت الوثيقة على بقاء الراغبين من مقاتلي جيش الإسلام في مدينة دوما بعد تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والسماح بدخول المؤسسات الحكومية التابعة للنظام إلى المدينة، على ان يتسلم جيش الإسلام أمن المدينة إلى جانب الشرطة العسكرية الروسية، دون السماح بدخول قوات النظام السوري اليها، فيما نقلت مصادر تابعة لميليشيات «حزب الله» بنداً إضافياً نص على تشكيل مجلس محلي يوافق عليه النظام السوري لإدارة شؤون المدينة بعد انسحاب مقاتلي المعارضة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية انه تم توصل إلى اتفاق مبدئي حول إخراج مسلحين من «جيش الإسلام» من الغوطة الشرقية، ووفقاً لمتطلبات الجانب الروسي أثناء الخروج من مدينة دوما يجب على المسلحين أن يوفرا خرائط حقول الألغام والأنفاق تحت الأرض وإزالة الألغام من المباني طوعاً وازالة المتاريس وطرق المرور الرئيسية.
وكالة سانا التابعة للنظام السوري قالت «ان إجراءات خروج مقاتلي «جيش الإسلام» وعائلاتهم عبر الحافلات من مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق إلى منطقة جرابلس، بدأت» وذلك تمهيداً لإخلاء المدينة من المعارضة وعودة جميع مؤسسات النظام إليها.
ونقلت الوكالة عن مصادرها دخول الحافلات منذ صباح يوم امس الاثنين بإشراف الهلال الأحمر السوري إلى مخيم الوافدين لتجهيزها ومن ثم الخروج إلى نقطة التجمع الرئيسية قرب اوتوستراد حرستا ليتم نقلهم في وقت لاحق إلى جرابلس، وذلك عقب التوصل «الى اتفاق يقضي بخروج «جيش الإسلام» من دوما في الغوطة الشرقية إلى جرابلس وتسوية أوضاع المتبقين وعودة كل مؤسسات الدولة إلى مدينة دوما إضافة إلى تسليم جميع المختطفين المدنيين والعسكريين وجثامين الشهداء» وتسليم المقاتلين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة حسب المصدر.
فيما قالت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام السوري أن بنود الاتفاق شملت «خروج جيش الإسلام في اتجاه مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا في ريف حلب الشمالي الشرقي بسلاحهم الخفيف وتشكيل فريق عمل برئاسة روسية يضم ممثلين عن الجانب السوري والدول الضامنة لعملية «أستانة» لترتيب موضوع تسليم المختطفين من المدنيين والعسكريين الموجودين في سجون «جيش الإسلام» وكشف مصير الباقين إضافة إلى تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة الموجودة في حوزة «جيش الإسلام» مع التشديد على منع وجود أي سلاح خفيف في مدينة دوما وسيكون تنفيذ هذا البند بعد تشكيل مجلس محلي في دوما توافق عليه الدولة السورية».

«الكل تائه في دوما»

الناشط الإعلامي «محمد النجار» من أهالي دوما قال لـ «القدس العربي» ان «المشهد في المدينة كأهوال يوم القيامة وكل منا له ظرفه الخاص، والجميع تائه يسأل عن مصير الخارجين ومصير الصامدين في المدينة، وكل هذا إلى المجهول، في ظل تسجيل اعداد كبيرة من العسكريين والمدنيين للخروج إلى جرابلس».
وكانت قد صلت الدفعة الأولى من مهجري مدينة دوما إلى قلعة المضيق في ريف حماة، صباح امس الاثنين، حيث غادرت القافلة يوم الأحد، وتضم 30 حافلة أقلت أكثر من 1300 حالة إنسانية ومقاتلي فيلق الرحمن وعائلاتهم من العالقين في مدينة دوما، وفقا للاتفاقية التي نصت على خروج المصابين والجرحى والحالات المرضية المستعصية ومرافقيهم في اطار الاتفاق الاولي بين الجانب الروسي وجيش الإسلام.
مركز المصالحة الروسي قال انه خلال الـ 24 ساعة الماضية خرج 100 مدني، وفي المجموع، منذ بداية تشغيل الهدنة الإنسانية خرج 29330 شخصاً. كما تم انسحاب 153240 شخصاً.
من جهته قال مركز الاستجابة في الشمال السوري قال انه قد وصل إلى مدينة قلعة المضيق خلال شهر آذار الفائت ثماني دفعات من مهجري القطاع الأوسط وقطاع حرستا في الغوطة الشرقية، وبلغ تعداد المهجرين حوالي 48 الف شخص، ووثق «منسقو الاستجابة في الشمال السوري» خلال شهر آذار/مارس من عام 2018 (47450) شخصاً، موزعين، حي القدم 1351 شخصاً، وحرستا 5204 شخصاً، ومن عربين 40895 شخصاً، وبلغت إحصائيات الحالات الطبية الوافدة من الغوطة الشرقية 4370 حالة مرضية، منها 991 إصابة أطفال و1064 حالات نسائية، وإضافة لحالات سوء تغذية بالمئات، فيما لا تزال عمليات الإحصاء مستمرة للمهجرين لتوثيق أعداد جميع العائلات التي ما زالت تصل يومياً من مناطق الغوطة الشرقية.

مصير «دوما» على المحك وتضارب بين روايتي المعارضة والنظام حول حصول اتفاق
مصادر لـ «القدس العربي»: تسليم جيش الإسلام أمن المدينة إلى جانب الشرطة الروسية
هبة محمد

ريفي: من يقصفون الرياض دمروا حلب والموصل

Posted: 02 Apr 2018 02:23 PM PDT

بيروت – القدس العربي»: أشار الوزير السابق اشرف ريفي إلى أنهم «قالوا عنا أنه ليس لدينا مرشحون واننا لن نشكل لائحة لكننا شكلنا لوائح وذكروا أيضاً أننا لن نسجل لائحة وسجلنا لائحتنا، ويمكننا ان نتابع المشوار».
جاء ذلك في كلمة خلال إعلان لائحة «لبنان السيادة» عن دائرة طرابلس المنية الضنية، حـيث أضاف أن «طرابلس خلافها كان فقط مع فريق محدد وجه سلاحه اليها»، لافتـاً إلى «اننا نتـرك الأمر للعـدالة».
وأوضح أن الكل يعلم أنه منذ البداية لن يشكل لوائح سياسية مرتبطة بحزب الله أو النظام السوري ، ومن الأول رفض ما يسمى بالتحالف الانتحابي الذي هو احتيال على صوت الناس، ورفض التحالفات الهجينة، واعتبر أن التحالفات اليوم ليست انتخابية بل هي انتهازية.
وتابع أن «التحالف بلوائح سياسية هو التزام وطني أمام اللبنانيين»، منوهاً إلى «اننا اليوم نفذنا الوعد، فنحن نريد هذه النوعية من الشباب والناس الذين لديهم اخلاق والتزام بقضايا الشعب». ولفت ريفي إلى انه لا يقبل أن يأتي أحد بالمظلة اطلاقاً، موضحاً «أننا لم نختر المرشحين عشوائياً».
كما شدد إلى أن «السني في لبنان والمنطقة يتعرض للاستهداف والاستهداف الأكبر هو من المشروع ال إيران ي الذي يستخدم تطرف بعض القوى لخطف الإسلام ولوضعه بخدمته»، مشيراً إلى أنه «من مظاهر الاستهداف هو تحالف الأقليات الذي تتبناه إيران بالمنطقة»، مشدداً على أن «ايران هي الوجه الآخر لداعش ولا هدف لها سوى التدمير في المنطقة».
واكد ريفي «من لم يحافظ على كرامته الوطنية غير مؤهل ليقول انه يحافظ على كرامتنا»، و«اننا سرنا بقناعة خلف خيار رفيق الحريري أن لبنان هو أولاً ونحن ثايناً ونحن عرب لن نكون اللبنانيي».
وبخصوص السعودية وخصومها اعتبر أن «الأمر بات واضحاً فمن يقصفون الرياض هم أنفسهم الذين دمروا حلب والموصل والذين قتلوا السوريين والعراقين هم من قتلوا ايضاً الشهيد رفيق الحريري و وسام الحسن و وسام عيد «، منوهاً إلى «أننا نرفض ان يتم تشريع واعتقال أهلنا وتعذيبهم تحت عنوان الإرهاب ، فديننا هو دين التسامح والمحبة والاعتدال، والاسلام هو الضحية الأكبر للارهاب».

ريفي: من يقصفون الرياض دمروا حلب والموصل
«الذين قتلوا السوريين والعراقيين هم أنفسهم من قتلوا رفيق الحريري»

ترامب والسعودية ينسقان المواقف

Posted: 02 Apr 2018 02:22 PM PDT

الكليشيه القديم يقول إنه «في الشرق الأوسط كل شيء ممكن»، أي أنه لا يوجد شيء غير متوقع. وكأن الزعماء العرب لا يعترفون بالمفهوم الغربي «المنطق»، وهم يتخذون قرارات ارتجالية، وفي الحالات الاكثر سوءاً هم يتلقون الوحي الإلهي. يبدو أنه جاء للشرق الأوسط منافس لا يمكن هزيمته، يجلس في البيت الأبيض، وهو قلق طوال الوقت من كيفية تحطيم هذا المفهوم بصورة أفضل.
في الاسبوع الماضي أبقى الرئيس الأمريكي مساعديه ووزراءه في دهشة عندما أعلن أن الولايات المتحدة ستخرج قريبا جدا من سوريا. فقط قبل بضعة أيام من ذلك قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أموراً معاكسة لذلك عندما قال إن الوجود الأمريكي في سوريا «سيكون بدون سقف زمني». في الشهر الماضي قالت شخصيات أمريكية رفيعة المستوى أموراً مشابهة، وشرحت كيف أن الوجود الأمريكي حيوي في سوريا إلى أن يتم إيجاد حل سياسي فيها. هذه فقط صيغة مصقولة أكثر لنفس الرسالة.
ما الذي بالضبط دفع ترامب، والذي أيضاً جمّد في نفس الوقت مبلغ 200 مليون دولار كانت مخصصة للإعمار في سوريا، لإصدار هذا الاعلان. يبدو أن المحادثات التي أجراها مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دفعت ترامب إلى الاعتراف النهائي بأن واشنطن ليس لديها ما تبحث عنه في سوريا. صحيح أن محمد بن سلمان في مقابلة مع المجلة الاسبوعية «التايم» قال إنه من المهم أن تبقى القوات الأمريكية التي يصل عددها إلى 2000 مقاتل، في سوريا، من أجل صد توسع النفوذ الإيراني فيها. ولكن في نفس المقابلة قال إن «الأسد سيبقى في الحكم، وأنا فقط أعتقد أن مصلحة الاسد هي أن لا يسمح لإيران بأن تفعل ببلاده ما تشاء».
إذا عرض ترامب انقلابا في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط فإن الامير محمد بن سلمان قام بكسر الأدوات. السعودية التي كانت الدولة العربية الاخيرة التي وقفت كسور منيع ضد امكانية أن يواصل الاسد الحكم تنزل من برج الحراسة، وعملياً تعترف بفشل سياستها في سوريا كاستمرار مباشر لفشل جهودها في تشكيل النظام في لبنان.
يبدو أن الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي بقيت لديهما ورقة لعب واحدة في المنطقة، وأيضاً هذه الورقة ليست مؤثرة بشكل خاص، وهي النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، الذي فيه ما زالا يريان «صفقة القرن» لترامب مثل كنز محفوظ لأصحابه. فقط هذا الكنز هو سري جداً، لا أحد يعرف بشكل صحيح ما الذي يحويه، باستثناء فتات من التسريبات والاقتراحات غير الواقعية عن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها أبوديس، التي في داخلها ترتاح بهدوء المستوطنات الإسرائيلية.
ترامب وولي العهد ينسقان معا بشكل جيد مسألة التظاهرات والقتلى في قطاع غزة ومكانة حماس. واشنطن وقفت في يوم الجمعة ضد مبادرة الكويت في مجلس الامن، التي أرادت صياغة مشروع قرار يدين إسرائيل. السعودية ساهمت بدورها في ذلك عندما رفضت الاستجابة لطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد جلسة طارئة للجامعة العربية من أجل مناقشة قتل الفلسطينيين في غزة. عباس تلقى فتوراً سعودياً عندما أوضحت له السعودية أنه بعد بضعة أسابيع ستعقد القمة العربية الدورية، لذلك ليست هناك حاجة لقمة طارئة.
إن التعامل البارد لترامب وابن سلمان مع ما يحدث في غزة واستسلامهما للواقع في الموضوع السوري، يرسم استراتيجية أمريكية ـ سعودية أكثر وضوحاً تقضي بأن النزاعات الاقليمية يتم علاجها من قبل جميع الدول التي تجري فيها هذه النزاعات، وفقط النزاعات التي فيها امكانية كامنة لحرب عالمية ستحظى بالاهتمام وحتى بالتدخل. هكذا هي الحال، مثلا، النضال ضد إيران التي ستواصل اثارة اهتمام ترامب والسعودية، لأنه يعتبر نزاعاً هاماً على المستوى الدولي، وليس فقط نزاع يهدد إسرائيل والسعودية.
في المقابل، سوريا لا تهدد العالم. وطالما أن الامور تتعلق بتهديد إسرائيل فإن مهاجمة المفاعل والتدخل العسكري الإسرائيلي الجاري في سوريا يدل على ان إسرائيل ليست بحاجة، وحتى لا ترغب، في إشراك دول عظمى أخرى. أيضاً النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني لم يعد يعتبر تهديداً دولياً، وحتى ليس تهديداً اقليمياً، لذلك، من الزائد «أن يبدد» عليه جهد دولي أو عربي. إذا كانت مصر تريد وتستطيع التعامل معه من الجانب العربي، سيكون ذلك، لكن في هذه الاثناء ليس أكثر من ذلك.
النتائج العملية من هذه السياسة ستستنتجها الآن روسيا وإيران اللتان تديران منذ زمن النزاع في سوريا، من دون تدخل أمريكي أو سعودي. المنافسة بين إيران وروسيا على السيطرة على الموارد الضحلة في سوريا خفتت بعد سيطرة روسيا على معظم حقول النفط السورية وعلى معظم الاتفاقات المستقبلية لاستغلالها. إيران ستكتفي بمكانة ضيفة استراتيجية للأسد، وكما يبدو ستحافظ على قدرة عسكرية وسياسية دائمة للوصول إلى لبنان.
قبل بضعة أسابيع أصبح معروفاً للأكراد أن الولايات المتحدة لا تنوي مد رقبتها من أجلهم، عندما سمحت لتركيا بغزو عفرين واحتلالها. الآن لن يحصلوا على كامل المساعدات الأمريكية التي تم التعهد لهم بها. كما تبين أن أنقرة مهمة لترامب أكثر من الاكراد، الذين حسب الأمريكيين، أنهوا دورهم عند استئصال داعش. وكما هو الامر في النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني أو في الحرب «المحلية» في سوريا، فان النزاع بين الاكراد وتركيا أيضاً سيدار في إطار محلي بين الطرفين وليس بواسطة الولايات المتحدة.
بدون الدعم والتدخل الأمريكي والسعودي، يتوقع أيضاً أن تقوم مليشيات المتمردين بإعادة تقييم مسارها والفهم بأنها لم تعد تستطيع تجنيد العداء بين الدول العظمى والسعودية تجاه سوريا من أجل تحقيق امتيازات سياسية. الإملاء الروسي سيكون اللاعب الوحيد في الساحة. ربما هنا تكمن في كل ذلك بشرى للمواطنين السوريين الذين يستمر قتلهم بالعشرات يوميا.

تسفي برئيل
هآرتس 2/4/2018

ترامب والسعودية ينسقان المواقف
يتنازلون للرئيس السوري ويتجاهلون ما يجري في قطاع غزة
صحف عبرية

رئيس الأركان الإسرائيلي يحدد موعد «الحرب المدمرة» ضد «حزب الله»

Posted: 02 Apr 2018 02:22 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: واصل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، تهديداته ضد لبنان وحزب الله وحدد موعد اندلاع الحرب التي وصفها بـ «المدمرة» والتي ستأتي على حزب الله اللبناني، مستبعدًا أي تدخل إيراني في هذه الحرب.
جاء ذلك في حديث ذكره موقع «المصدر» الإسرائيلي، ونقلته وكالة «معا» الفلسطينية، توقع أيزنكوت، اندلاع حرب كبيرة مع حزب الله اللبناني في 2018، وقال: «الفرص قائمة هذا العام لاندلاع حرب أكبر مما شهدته السنوات الثلاث السابقة من ولايتي، ومن المحتمل أنني سأقود الجيش في حرب ستندلع خلال سنتي الأخيرة في الخدمة».
وأضاف: «الخطر العسكري الأكبر على إسرائيل يكمن في الجبهة الشمالية للدولة العبرية، المتمثل في إيران وسوريا ولبنان»، مشيراً إلى أن عمليات بلاده العسكرية في سوريا لا تزال مستمرة «ولن تتوقف».
واكـد، أن هـذه الحـرب في حال اندلاعهـا، لن تـكون مثل سابقاتها، وأن «كل ما يقع تحت استخدام حـزب الله في لبنان سيدمر، من بيروت وحتى آخر نقطة في الجـنوب».
وأضاف أن إسرائيل سبق وحددت آلاف الأهداف في لبنان لضربها في حال نشوب حربها المرتقبة مع حزب الله، مؤكداً أن «صورة الدمار التي ستخلفها الحرب لن ينساها أحد في المنطقة، وأن «الحصانة لن تمنح للمدنيين».
وفي إجابة عن سؤال حول إمكانية تدخل إيران ودعمها لحزب الله في حال نشبت الحرب، قال أيزنكوت إن «احتمال حدوث ذلك منخفض جداً». وفيما يخص أحداث قطاع غزة الأخيرة، قال، إن التصعيد العسكري في قطاع غزة بات اليوم مرتفعاً أكثر منه خلال العقد الماضي، وفرضية أن «يقوم أحد أعدائنا بمبادرة هجومية ضدنا ما زالت ضعيفة، لكن إمكانية التصعيد وصولاً للحرب تزداد بصورة ملحوظة، رغم أن إسرائيل لا تريدها»، مضيفا أن «احتمال تدهور الوضع يتعزز مع مرور الوقت، وهذا يعني أننا نقترب من حرب جديدة».

رئيس الأركان الإسرائيلي يحدد موعد «الحرب المدمرة» ضد «حزب الله»
مستبعدًا أي تدخل إيراني فيها وستمتد من بيروت إلى الجنوب

الجزائر: وزير الصحة يقدم اقتراحات لإقناع الأطباء المقيمين بوقف الإضراب!

Posted: 02 Apr 2018 02:21 PM PDT

الجزائر- «القدس العربي»: التقى وزير الصحة الجزائري مختار حسبلاوي بممثلي الأطباء المقيمين لتقديم اقتراحات جديدة بخصوص المطالَب التي يرفعها الأطباء منذ أكثر من أربعة أشهر، وهي اقتراحات لم يسبق أن قدمتها الوزارة الوصية.
وكان قد التقى بممثلي الأطباء الأحد في جلسة دامت حتى وقت متأخر، والتي كانت فرصة للوزير من أجل تقديم اقتراحات جديدة بغرض إقناع الأطباء بوقف الإضراب الذي دخل فيه هؤلاء منذ شهر تشرين الثاني / نوفمبر،خاصة ما تعلق بالمطلب الرئيسي المتمثل في إلغاء إجبارية الخدمة المدنية بالنسبة للأطباء المتخرجين حديثا.
وبدل إلغاء الخدمة المدنية اقترح الوزير تحديد فترة الخدمة بأربع سنوات في المدن الكبيرة وسنتين بالنسبة للمناطق الصحراوية (الجنوب) بالإضافة الى تمكين الأطباء المتخصصين الجدد الذين يتم إرسالهم لأداء الخدمة المدنية من الحصول على سكن وظيفي، والعمل على تجميع العائلات في حالة ما إذا كان الزوج أو الزوجة طبيباً أو طبيبة.
واقترح أيضاً رفع المنحة التي يحصل عليها الأطباء الذين يتم إرسالهم الى الجنوب من حوالي 200 دولار إلى حوالي 600 دولار، أما بالنسبة لمطلب تمكين الأطباء المتخصصين من الحصول على إعفاء من الخدمة العسكرية اقترح وزيرالصحة أن يتم خصم مدة الخدمة العسكرية لمن أداها من سنوات الخدمة المدنية.
واستمع ممثلو الأطباء المقيمين إلى الاقتراحات الجديدة التي جاء بها الوزير، وطلبوا مهلة لمناقشة الأمر مع القواعد، قبل الرد على هذه الاقتراحات التي تبين أن الوزارة تحاول تقديم بعض التنازلات، في ظل إصرار الأطباء على مواصلة الإضراب الذي دخلوا فيه منذ أكثر من أربعة أشهر.
ورغم التهديدات والعقوبات والخصم من الرواتب، ومنعهم من التظاهر، واستصدار قرار بعدم شرعية إضرابهم، إلا أنهم أصروا على الاستمرار حتى تحقيق مطالبهم، وفِي مقدمها إلغاء إجبارية الخدمة المدنية. ورغم أن ممثلي الأطباء طلبوا مهلة لمناقشة الاقتراحات التي جاءت بها الوزارة، إلا أن الاتجاه العام هو رفض الاقتراحات، لأنها لا تلبي المطالَب المرفوعة، خاصة في ما يتعلق بإلغاء الخدمة المدنية، التي لا يقبل الأطباء بأي تنازل بشأنها.
من جهة ثانية وافق الوزير على فتح ملف الإطار القانوني الخاص بالطبيب، واتخاذ أي إجراءات من شأنها تصحيح الاختلالات الموجودة في القانون الحالي، كما وافق على منح الطبيبات الحق في عطلة أمومة، وإعطاء الأطباء الغطاء القانوني وتمكينهم من العطل الخاصة، والموافقة على منحهم الحق في ممارسة العمل النقابي، علماً وأنه من بين المبررات التي تم الاعتماد عليها لاستصدار حكم قضائي بعدم شرعية الإضراب الحالي، هو أن الإطار القانوني للطبيب المقيم لا يسمح له بممارسة العمل النقابي.
واشترط لتطبيق الإجراءات الجديدة كاملة أن يعلن الأطباء المقيمون عن وقف الإضراب واستئناف العمل بشكل طبيعي عبر كامل المستشفيات الجامعية التي تعاني من شلل منذ أكثر من أربعة أشهر.

الجزائر: وزير الصحة يقدم اقتراحات لإقناع الأطباء المقيمين بوقف الإضراب!

 إيغلاند: نحن في حاجة لإنهاء ازدواجية مواقف دول تتاجر بالأسلحة التي تقتل المدنيين اليمنيين

Posted: 02 Apr 2018 02:21 PM PDT

صنعاء ـ «القدس العربي»: ينعقد في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف اليوم (الثلاثاء) مؤتمر دولي للمانحين لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية الأممية في اليمن للعام 2018م، تنظمه الأمم المتحدة مع حكومتي سويسرا والسويد.
لكن في حال افترضنا نجاح المؤتمر في الحصول على التمويل المطلوب…هل هذا التمويل هو ما تحتاجه جهود الإغاثة في اليمن خلال العام 2018؟ وهل المال هو اللازم لوقف تداعيات الكارثة الإنسانية في اليمن؟
ما تحتاجه اليمن هو أكثر من المال على أهميته؛ وهو قرار شجاع بإنهاء الحرب وقبل ذلك إيقاف ازدواجية المواقف ذات العلاقة بتأييد الحرب ودعم المساعدة الاغاثية في آن؛ لأن هذه المواقف تُعبّر عن موقف مؤيد لاستمرار القتل وتفاقم المأساة مقابل ضخ بعض المال بهدف خلط أوراق المأساة الإنسانية اليمنية التي تتفاقم ليس بسبب نقص المال الإغاثي وحده وإنما أيضاً بسبب موقف دولي مخاتل يدعم بشكل غير مباشر استمرار الحرب من خلال استمرار دعم تصدير السلاح اللازم لاستعار الحرب هناك.
المجلس النرويجي للاجئين أكد، في بيان له أمس (الاثنين) نقلاً عن عمال إغاثة في اليمن أن الأمر يحتاج أكثر من تبرعات المجتمع الدولي لإبقاء ملايين اليمنيين على قيد الحياة.
وتبلغ تكلفة خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لهذا العام 2.96 مليار دولار بزيادة 80 في المائة منذ عام 2016.
وقال الأمين العام للمجلس جان إيغلاند: «نحن بحاجة إلى أكثر من المال بمفردنا، فنحن بحاجة إلى المساعدة لضمان أن نتمكن من تقديم المساعدات الحيوية في أشد الحاجة إليها. قبل كل شيء، نحن بحاجة إلى رؤية نهاية ازدواجية مواقف الدول التي تتاجر في الأسلحة والقنابل التي تستخدم على المدنيين اليمنيين بينما تتعهد بالمال في محاولة لإبقائهم على قيد الحياة».
ودمرت الحرب في اليمن خلال ثلاث سنوات بشكل منتظم شبكات الأمان الاجتماعي ودفعت ملايين الناس نحو الاعتماد على المساعدات حتى أصبح ثلاثة أرباع السكان هناك (أكثر من 22 مليون شخص) يحتاجون الآن إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية، لكن التدابير المستمرة التي تقيد حركة العاملين في المجال الإنساني تعني أن نصفهم تقريباً يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها بمساعدة.
بالإضافة إلى التحديات التي تواجه الأشخاص المحتاجين، تصارع الجهات الفاعلة في المجال الإنساني مع انهيار منظومة الخدمات العامة واقتصاد متدهور، مما أدى إلى تفشي الكوليرا والتي تهدد الآن بالعودة مع موسم الأمطار المتوقع أن يبدأ هذا الشهر حسب البيان مؤكداً: لم يحصل 1.2 مليون موظف حكومي في اليمن على رواتبهم المعتادة منذ أغسطس 2016، تاركين أكثر من نصف السكان دون الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، والتعليم، والمياه النظيفة، أو الصرف الصحي. وأضاف: «وقد تزامن تعطل الخدمات مع تضخم دراماتيكي واسع النطاق في أسعار السلع الأساسية، والذي نتج جزئياً عن تدابير تمنع وتحدّ من الحركة عبر الموانئ اليمنية الرئيسية. وأدى فرض حصار كامل على ميناء الحديدة في نوفمبر 2017 إلى حدوث تضخم دراماتيكي مستمر منذ ذلك الحين، على الرغم من استئناف الواردات».
وحسب البيان فإن الأثر المشترك لإعاقة الوصول وتآكل الخدمات العامة والعوائق في الموانئ اليمنية يؤدي إلى تحويل الضغط غير المبرر إلى استجابة إنسانية غارقة في حجم الحاجة.
وقال إيغلاند «إن العالم يتحمل مسؤولية تجاه الشعب اليمني ويجب أن يتعهد بسخاء لهذه الاستجابة الإنسانية».
«لكن يمكن للمجتمع الدولي بل يجب عليه أن يقدم أكثر من مجرد المال: اليمن بحاجة إلى خطوات تحافظ على فتح الموانئ، واستعادة الخدمات العامة وجعل الوصول إلى المساعدات الإنسانية ممكنًا. لن نوقف هذه الكارثة التي هي من صنع الإنسان في اليمن إلا بالقيادة الواعية» يضيف ايغلاند.
وتسعى خطة الاستجابة الإنسانية اليمنية لعام 2018 إلى الحصول على 2.96 مليار دولار لتصل إلى 13.1 مليون شخص في أشد الحاجة إلى المساعدة والحماية الإنسانية، من بين 22.2 مليون شخص في حاجة للمساعدة (76٪ من إجمالي سكان اليمن). وقد ساهم المانحون بمبلغ 290 مليون دولار (9.8 في المائة) حتى الآن من عام 2018.
يشار إلى أن مجموع سكان اليمن يصل إلى 29.3 مليون نسمة، نزح منهم ثلاثة ملايين يمني بسبب النزاع أو الكوارث الطبيعية منذ اذار/ مارس 2015م ولايزال 2 مليون منهم نازح داخلي في 21 محافظة، فيما تصل مخاطر الجوع إلى 8.4 مليون شخص بزيادة 24 بالمئة منذ عام 2017م.
ويشهد اليمن حرباً منذ ثلاث سنوات بين قوات الحكومة مسنودة بتحالف تقوده السعودية وبين مسلحي وقوات جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) الذين يسيطرون على صنعاء وعدد من المحافظات الشمالية منذ 21 أيلول/ سبتمبر 2014م.

 إيغلاند: نحن في حاجة لإنهاء ازدواجية مواقف دول تتاجر بالأسلحة التي تقتل المدنيين اليمنيين
هل المال وحده ما تحتاجه الأزمة الإنسانية؟
أحمد الأغبري

تبادل الاتهامات بين وزير الداخلية المغربي وأطراف سياسية وحقوقية بالتخطيط لتأزيم الوضع في مدينة جرادة

Posted: 02 Apr 2018 02:21 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : جدّد وزير الداخلية المغربي اتهاماته لأطراف سياسية وحقوقية مغربية معارضة بتأجيج الوضع في مدينة جرادة فيما تحمّل الأوساط الحقوقية والسياسية الدولة مسؤولية التصعيد في التوتر والاحتجاجات التي تعرفها المنطقة.
واتهم عبد الوافي لفتيت في اجتماع للجنة الداخلية في مجلس النواب حول الأوضاع في مدينة جرادة، كلاً من جماعة العدل والإحسان والنهج الديمقراطي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بـ«التخطيط» لتأزيم الأوضاع في جرادة. وقال: «ما باغينش هاد الشي يبرد وما كرهوش لو كان المغرب كامل فيه العافية..» ( لا يريدون للمغرب ان يهدأ ولا يكرهون لو اشتعلت النار بالمغرب كاملة) وان هذه التنظيمات تحرص على الترويج لمغالطات لجعلها محوراً للنقاش العمومي».
وأضاف ان هذه التنظيمات تلجأ بعد تراجع عدد أعضائها إلى التغلغل في أي بؤرة احتجاج في مهدها لمحاولة إحراج الدولة أمام الرأي العام الوطني والمنظمات الدولية.
واندلعت احتجاجات جرادة منذ كانون الاول/ ديسمبر بعد مقتل شقيقين من عمال المناجم وتصاعدت في آذار/ مارس الماضي بعد أن منعت وزارة الداخلية، التظاهرات غير المرخصة في جرادة، لأن «القانون يفرض توافر ترخيص من السلطات للسماح بالتظاهر في الأماكن العامة».
وأحالت الشرطة في مدينة وجدة، منذ أحداث الأربعاء الأسود، على القضاء 54 موقوفا، بينهم 4 قاصرين، حسب محامي هيئة الدفاع، وعقدت امس الاثنين جلسىة محاكمة11 من النشطاء، بعد ان قرّرت المحكمة، الأسبوع الماضي، إرجاء الجلسة، وتواصل محاكمة عزيز بودشيش، وأمين أمقلش، ومصطفى أدعنين، وطارق العمري، و7 آخرين ووجهت للموقوفين، تهم «إهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بمهامهم، والمشاركة في ارتكاب العنف في حقهم، والعصيان ومقاومة أشغال أمرت بها السلطة العامة، والاعتراض عليها بواسطة التجمهر، والتهديد والمشاركة في ذلك».
وأكد وزير الداخلية التزام الحكومة القوي بالسهر على دعم المسلسل التنموي بالمنطقة وعلى مضاعفة الجهود للوفاء بالالتزامات التنموية المعلن عنها، كتجسيد عملي لمسؤولياتها في الاهتمام بشؤون المواطنين في مختلف البلاد.
وقال ان الحكومة حريصة على تقديم أجوبة عن انشغالات ممثلي الأمة بشأن الوضعية بإقليم جرادة، وإحاطتهم والرأي العام الوطني علما بمختلف التطورات والملابسات المحيطة بالموضوع.
وأوضح ان منطلق الأحداث بالإقليم انطلق حين تسجيل الواقعة المؤسفة لغرق مواطنين، بتاريخ 22 كانون الاول/ ديسمبر 2017، داخل بئر عشوائية لاستخراج الفحم، وأن هذا الحدث سلط الضوء على الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للإقليم التي تشكل الهاجس الأكبر للحكومة ومحور سياساتها العمومية، شأنه في ذلك شأن جميع مناطق المغرب.
وقال ان الدولة تحرص منذ الشروع في تطبيق مضامين «الاتفاقية الاجتماعية» الموقعة سنة 1998 إثر إغلاق أكبر منجم في الإقليم، على إعطاء نفس جديد للمسار التنموي في المنطقة، حيث كلفت عملية التنزيل حينئذ ما يناهز 2.2 مليار درهم (250 مليون دولار)، كما تم بالموازاة مع ذلك دعم البرامج التنموية بالإقليم. وانه على الرغم من هذه المجهودات المبذولة، فإن المنطقة، كما العديد من العمالات والأقاليم، مازالت تعاني من الخصاص على مستوى عدد من المجالات الاجتماعية والاقتصادية، الأمر الذي تعمل الحكومة جاهدة على تداركه من خلال برامج تنموية طموحة تستجيب لانتظارات الساكنة.
وأشار الوزير المغربي أن الحكومة حرصت على إبداء تفاعلها الإيجابي مع المتطلبات التنموية للإقليم، من خلال استبعاد أية مقاربة أمنية في التعامل مع الوقفات الاحتجاجية المنظمة من طرف الساكن لما يقارب ثلاثة أشهر، وتغليب منطق الحوار والتشاور من خلال اللقاءات التي عقدتها السلطة الولائية والإقليمية مع جميع الفرقاء بالإقليم وزيارة المنطقة من قبل وفود حكومية قصد الإنصات للانشغالات والمطالب المعبر عنها وبحث الحلول الممكنة لمعالجتها. وهي المقاربة التشاركية التي عملت على أساسها الحكومة بغية اتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بدعم المسار التنموي في المنطقة والتي تشمل مجموعة من المشاريع ذات النفع الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، في إطار خطة واضحة تم الإعلان عنها، والتي أقرت ونوهت غالبية الفعاليات المحلية بأهميتها وجديتها وأعربت عن ارتياحها الكبير للتفاعل الإيجابي للسلطات العمومية مع انتظارات وتطلعات الساكنة.
وردت الهيئات التي اتهمها الوزير وقالت ان لفتيت يبحث عن شماعة لتعليق فشل الدولة في إيجاد حل للأزمة المتفاقمة في مناطق عديدة من المغرب من ضمنها جرادة. وقال مصطفى البراهمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي: « نحن لن نكون كبش فداء»، مضيفا في تصريح لـ«القدس العربي « ان جواب وزير الداخلية هو هروب للدولة من تحمل مسؤوليتها تجاه المطالب التي ترفعها الساكن في جرادة، معتبراً أن «من الطبيعي ان يتواجد النهج الديمقراطي الى جانب الساكنة و يتضامن معها الى جانب القوى الديمقراطية الاخرى و كذا الحقوقية» ، ويرد البراهمة التهمة الى الدولة قائلاً : « المسؤول عن الاحتجاجات هو الدولة فهي عِوَض ان تستجيب لمطالب السكان المشروعة تجابههم بالدهس و القمع والاعتقالات.»
وأفادت خديجة رياضي الحقوقية الحائزة على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الانسان والرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن جواب وزير الداخلية « هروب للأمام وهو عِوَض ان يبحث عن الحلول يبحث عن شماعة «. وقالت لـ»القدس العربي»: «المعضلات الحقيقية التي يطرحها الحراك بجرادة من فقر وبطالة ومشاكل تنمية هي ما يجب أن ينظر فيه لفتيت وغيره من كل من يتحمل المسؤولية في السلطة «، معتبرة انه لا جدوى من تصريف الأزمة بـ« خلق نقاش جانبي تحل به الدولة أزمتها عِوَض مواجهة المشاكل الحقيقية «، وهو ما أبان عنه الواقع من خلال تدبير أزمة الريف وكذا زاكورة حيث « القمع لم يزد إلا في تأجيج الأوضاع «.
ورد حسن بناجح، القيادي في جماعة العدل و الإحسان بأن اتهامات الوزير للجماعة بـ»اشعال النيران» بأنها «أسطوانة قديمة «، محملاً الدولة مسؤولية إخراج الاحتجاجات ومعتبراً ان «السياسة الفاشلة وتفاقم البطالة وغلاء المعيشة هي السبب الحقيقي».
وقال لـ«القدس العربي» انها ليست المرة الاولى التي يحدث ان تتهم السلطة الجماعة بالوقوف وراء إشعال فتيل الاحتجاجات، فقد سبق ان تمت الإشارة اليها من طرف وزير الداخلية السابق في شأن احتاجات الأساتذة المتدريبن، وفي كل مرة يذكر اسمها وراء اَي احتجاج كبير حتى في موضوع حراك الريف وكان رد الجماعة في كل مرة أن تشير للأوضاع الاجتماعية والسياسية التي تؤدي إلى الاحتجاجات .
وتعيش مدينة جرادة على وقع حراك أخذ بعدا صداميا مع السلطة بعد قرار وزارة الداخلية و (مباركة احزاب الغالبية الحكومية ) منع الاحتجاجات واعتبارها غير قانونية، وعرفت المدينة صداما عنيفا بين المحتجين والسلطات نجمت عنه إصابات واعتقالات بلغت سبعين معتقلا حسب البراهمة .

تبادل الاتهامات بين وزير الداخلية المغربي وأطراف سياسية وحقوقية بالتخطيط لتأزيم الوضع في مدينة جرادة

سعيدة الكامل

واشنطن تسعى لتشكيل غرفة عمليات مشتركة لتأمين المناطق «المتنازع عليها»

Posted: 02 Apr 2018 02:20 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: يسعى التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين القوات الاتحادية من جهة، وقوات البيشمركه الكردية من جهة ثانية، لتأمين المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.
وعقدت وزارة البيشمركه في حكومة إقليم كردستان العراق، عدة اجتماعات مع وزارة الدفاع الاتحادية بحضور قادة التحالف من أجل تشكيل غرفة عمليات مشتركة.
وقال اللواء قارمان شيخ كمال، نائب رئيس أركان قوات البيشمركه في تصريح تناقله عدد من وسائل الإعلام الكردية: «منذ فترة يسعى التحالف الدولي لتشكيل غرفة عمليات مشتركة ونقاط تفتيش في المناطق المستقطعة من أجل حفظ الأمن والاستقرار وحماية المواطنين المدنيين».
وأضاف أن «تشكيل غرفة العمليات المشتركة هوة مطلب التحالف الدولي وأبناء المناطق المستقطعة، من أجل عودة قوات البيشمركه إلى تلك المناطق».
وأشار إلى أن «اجتماعات عديدة عقدت بين وزارتي البيشمركه والدفاع باشراف قادة التحالف الدولي، وهناك جهود جدية لتشكيل غرفة عمليات مشتركة بين قوات البيشمركه والقوات الاتحادية في المناطق المستقطعة».
في الأثناء، دعا المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها مزاحم أحمد الحويت، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى إعادة نشر قوات البيشمركه في المناطق المتنازع عليها.
وقال في تصريح، إن «على العبادي أن يقبل بمبادرة القوات الأمريكية والتحالف الدولي بإعادة انتشار قوات البيشمركه في جميع المناطق المتنازع، عليها تحت غرفة عمليات مشتركة بين بغداد وأربيل، لمحاربة تنظيم الدولة والخلايا النائمة في جميع المناطق»، حسب الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.
واضاف أن «على العبادي أن يترك الخلافات مع أربيل وفتح صفحة جديدة لمحاربة تنظيم الدولة»، مبيناً أن «أكثر الدواعش اليوم ممن شاركوا بسبي النساء الآيزيديات وشاركوا في ساحات الاعتصام وتسببوا بدمار المحافظات، يعملون مع القوات الأمنية وتم ترشيحهم على القوائم الانتخابية».
وتابع: «القوات الأمنية والجيش غير قادرين على حفظ الأمن في المناطق المتنازع عليها»، مشدداً على «أهمية اعادة انتشار قوات البيشمركة وتشكيل غرفة عمليات مشتركة».
وزاد :»عندما كانت قوات البيشمركه مسيطرة على هذه المناطق كانت لديها معلومات دقيقة عن أي عملية تحصل داخل أي منطقة، تحت حمايتها، وكان لها دور كبير بعمليات تحرير الموصل».
واشار إلى أن «أغلب المشجعين على محاربة كردستان إلى جانب العبادي هم من السياسيين والنواب العرب السنة، واليوم تخلوا عن العبادي». على حدّ قوله.
وسبق للأمين العام لوزارة البيشمركه، الفريق جبار ياور، أن أعلن في وقت سابق عن جولتين من المفاوضات دارتا بين وزارة البيشمركه في حكومة إقليم كردستان، وقادة من الجيشين الأمريكي والبريطاني، لإحياء «مشروع العمليات المشتركة».

واشنطن تسعى لتشكيل غرفة عمليات مشتركة لتأمين المناطق «المتنازع عليها»

الرئيس المصري: سأعمل لكل الشعب دون تمييز من أي نوع

Posted: 02 Apr 2018 02:20 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: وجه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، كلمة بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية، وجه فيها الشكر إلى منافسه موسى مصطفى موسى رئيس حزب «الغد» الليبرالي.
وقال إن «موسى وأعضاء حملته الانتخابية خاضوا منافسة وطنية شريفة ومتحضرة دلت على ما يتمتع به من حس وطني عال وأداء سياسي راق». كما وجه رسالة إلى المصريين، قال فيها إن «الشعب المصري يثبت في كل وقت وحين، أنه شعب نابض بالحياة وقادر على تحدي التحدي ذاته، شعب قادر على إنفاذ إرادته الحرة وإعلائها فوق أية أهـواء أو مصالـح إلا مصالح الوطن وغاياته».
وأكد تجديد «عهد الصدق والشفافية، الذي عاهد عليه الشعب».
وعبر عن «فخره واعتزازه وهو يتابع مشاهد احتشاد المواطنين أمام لجان الاقتراع»، قائلاً:»لم يكن الاحتشاد بهذه الصورة الوطنية المبهرة من أجل اختيار شخص يرأس الدولة بل كان احتشادا لتجديد العهد على مسار وطني انحاز أبناؤه له وقرروا الاستمرار في خوض معركتي البقـاء والبناء».
وعبّرعن ثقته في «عبقرية الأمة المصرية التي لا تحتمل الشك أو التأويل، وأن اختياراته الوطنية المنحازة لإرادة المصريين كانت دوما نابعة من هذه الثقة ومن يقينه أن مصر أمة عظيمة تستشعر الصدق وتصدقه، بمقدار ما تستشعر كذب من يتاجر بأحلامها ومستقبلها وتثور عليه».
وزاد: «أقـول لكم بكـل الصـدق والتجــرد، إن كـل التحديـات التي واجهنـاهـا، وكـل المشكلات التي اقتحمناهـا، وكـل الأزمات التي عبرناها، كان السـر في تحقيق الانتصار عليها، هو الرهان الصادق على عبقرية هذا الشعب وثراء خلفيته الحضارية والثقافية، وتاريخــه الممتـد بامتـداد الحضـارة ذاتهـا، ولم يخـب رهاني على المصريين يوما، ولم يخذلني إخلاصهم وحماسهم وتجردهم».
وواصل: «استنهضنا سويا قدرات الأمة بكل مكوناتها وأعمدتها، وها هو الوطن العظيم يرسم لنا وبنا لوحة وطنية رائعة مرة أخرى لوحة لم يستثن منها أحد، وكان مشهد الاصطفاف الوطني لكل أطياف النسيج المصري، مبهـرا وباعثـا علـى الأمل. فها هي الأسرة المصرية تتقدم بثبات وطمأنينة، شبابا مفعما بالحماس والأمل، وشيوخا يؤدون حق الوطن، وعمالا يصنعون المجد، وفلاحين يزرعون الحلم، وتقدمتهم المرأة المصرية صوت الضمير، وأيقونة التحدي، رمز التضحية والصلابة في مواجهة التحديات.. مما رسخ لدى اليقين بأنها هي أعظم جملة مصرية في سجل الشرف الوطني».
واعتبر أن «مشاركة المصريين في الانتخابات مثلت دليلا دامغا على قوة ومتانة البناء المصري وصلابته في مواجهـة مـن أرادوا هدمـه».
وحيّا الجيش المصري والشرطة المدنية، وقال «إنهما عقدا العزم على توفير أقصى درجات التأمين والسلامة لجموع الشعب المصري وحمايتهم وهم يعبرون عن إرادتهم، وتحت إشراف قضائي كامل من قضاة مصر الأجلاء الذين عبروا عن الشفافية والتجرد بكل صـدق وإخـلاص».
ووعد بأن «يظل مخلصاً في عمله غير مدخر لجهـد، من أجل رفعة مصر، وسعيا لبناء مؤسسات الوطن وباحثا عن مكانته بين الأمم، عاقدا العزم على تحقيق التنمية والاستقرار، وتوفير الحد اللازم من جودة الحياة لأبنائه».
واختتم بالقول: «أعدكم بأن أعمل لكل المصريين دون تمييز من أي نوع، فالذي جدد الثقة بي وأعطاني صوته لا يختلف عمن فعل غير ذلك، فمصر تسع كل المصريين، ما دام الاختلاف في الرأي لم يفسد للوطن قضية، والمساحات المشتركة بيننا أوسع وأرحب، من أيديولوجيات محددة أو مصالح ضيقة، ولعل العمل على زيادة المساحات المشتركة بين المصريين سيكون على أولويات أجندة العمل الوطني خلال المرحلة المقبلة».

الرئيس المصري: سأعمل لكل الشعب دون تمييز من أي نوع

إسرائيل تواصل التهديد والوعيد بفتح النيران على المتظاهرين في غزة

Posted: 02 Apr 2018 02:19 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: رغم الانتقادات الدولية الموجهة لها بعد ارتكاب مذبحة بحق المتظاهرين المدنيين في غزة، تواصل إسرائيل التهديد والوعيد، ويبقي جيشها على أنظمة إطلاق النار المعتمدة حتى الآن، فيما تتساءل أوساط إسرائيلية غير رسمية عن الخسارة الإعلامية أمام العالم. كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية قولها إنها مقتنعة بعدم مبادرة أي جهة دولية للتحقيق بأحداث غزة على غرار التحقيق بعد عدوان « الرصاص المصبوب « في نهاية 2008. ويأتي هذا الموقف لجيش الاحتلال في ظل مطالبة جهات من اليسار الصهيوني بفتح تحقيق بقتل عشرات المتظاهرين الفلسطينيين. كما نقلت صحيفة «هآرتس» عن كبار ضباط جيش الاحتلال قولهم إن الجيش لن يغير من انتشار القناصة على حدود غزة. وشدد الضباط أنه لن يتم تغيير أوامر وتعليمات فتح النار على المتظاهرين على طول الحدود مع قطاع غزة، لمجرد دعوة بعض الجهات لفتح تحقيق بقتل 16 فلسطينيا بنيران القناصة على الحدود مع القطاع يوم الجمعة الماضي.
بالتزامن كرر وزير الأمن أفيغدور ليبرمان هذه القناعات، زاعما أن «جيشه هو الأكثر أخلاقية على مستوى العالم». وواصلت إسرائيل أمس الزعم بأن قتلها للفلسطينيين يوم الجمعة، كان دفاعا عن سيادتها وحدودها.
ويواصل الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته، وقام بإرسال لواءين آخرين لتعزيز لواء غزة، بالإضافة إلى جنود وقناصة من الوحدات الخاصة. وكتب منسق أعمال الحكومة، الجنرال يوآب مردخاي، على صفحة «المنسق»، على الفيسبوك، أن «إسرائيل لن تهدأ ولن ينعم سكان غزة بالراحة والاطمئنان حتى …نقل جثتي جنديينا إلى إسرائيل لتشييعهما». وتوجه إلى سكان غزة وقال لهم إن حماس تحرمهم حتى من حق الصلاة على أولادهم، في إشارة لجثماني الشهيدين مصعب سلول من زويدة، ومحمد رباعية اللذين تحتجزهما إسرائيل بغرض المساومة، متذرعة بأنهما كان يحملان سلاحا.
وفي إطار التحضير للمواجهات على السياج في الأسابيع المقبلة، كشفت «يسرائيل هيوم»، أن الجيش الإسرائيلي بدأ بإقامة سياج من الأسلاك الشائكة أعلى بثلاث مرات، على طول حدود غزة، ليتم صد الفلسطينيين في حال تمكنوا من اجتياز السياج الحالي والعبور إلى اراضي 48. وتم الإيعاز إلى الجنود بالحفاظ على اليقظة والاستعداد لاحتمال استمرار المظاهرات لشهر ونصف شهر آخرين. وباستثناء المسيرات، تخشى إسرائيل محاولة التسلل إلى إسرائيل وتنفيذ عمليات قنص وإطلاق نيران وصواريخ على قوات الجيش. ولا يستبعد الجيش إمكانية إطلاق صواريخ على مستوطنات غلاف غزة، بسبب كثرة عدد القتلى الفلسطينيين، ويقوم بالاستعداد لذلك.

عالقون على أبواب غزة

ودعت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها الرئيسية أمس إسرائيل لرؤية مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين، على أنها إشارة تحذير للمستقبل، ولصب الجهود لمنع التصعيد، والذي قد ينتقل إلى مواجهة واسعة. وقال إنه منذ صعود دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، يبدو أن حلم اليمين الإسرائيلي قد تحقق : رؤية حل الدولتين اختفت من الحوار الإسرائيلي والعالمي، السفارة الأمريكية في طريقها إلى القدس، الانتقادات على توسيع المستوطنات أصبحت معتدلة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس يقترب من نهاية عهده بدون إنجازات، وحماس معزولة بين الحصار الإسرائيلي والإغلاق المصري. وتتابع « هآرتس» : حقا جنة عدن التعبير المفضل لدى وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، الذي وعد بتكثيف الرد الإسرائيلي إذا واصل الفلسطينيون «مسيرة العودة». وانتقدت الصحيفة تهرب حكومة نتنياهو من مناقشة جدية للسياسة الاسرائيلية تجاه غزة مختبئة وراء عائلة غولدين، التي تطالب باشتراط أي تخفيف للحصار بعودة جثة ابنها، وخلف الرفض العام لليمين لكل ما يفسر على أنه «تنازل للعرب». كما اتهمتها بتجاهل تحذيرات رئيس الأركان غادي إيزنكوت حول احتمال اندلاع العنف في الساحة الفلسطينية. وتابعت « أرسلت الحكومة الجيش الإسرائيلي للدفاع بوسائل عسكرية عن طريق سياسي مسدود، على أمل كسر الفلسطينيين، بكل ما يعنيه ذلك.لقد فشلت الحكومة أيضا بتجاهلها لعباس وإضعافه وتقوية حماس في الساحة الفلسطينية. والأهم من ذلك كله، اتضح مرة أخرى، أن إسرائيل لا تعرف كيف ترد على شكل جديد من الاحتجاج – كما حدث في حالة البوابات الإلكترونية في الحرم – عندما لا يستخدم الطرف الآخر العنف ضدها، أو الإرهاب أو إطلاق الصواريخ.
كما دعت لتغيير التوجهات، وقالت انه بدلا من تهديد الفلسطينيين بقتل غير ضروري آخر وانتظار كارثة ستؤدي، كما في الماضي، إلى تغيير في السياسة الإسرائيلية، يجب على نتنياهو أن يمنع تصعيد النزاع:الحد من النيران، وتخفيف الحصار القاسي على غزة وتجديد المفاوضات الدبلوماسية مع عباس. وتابعت « تبدو مثل هذه الاقتراحات كالخيال في عهد الحكومة اليمينية المتطرفة، التي تنتشي بـ «النصر» على الفلسطينيين، والتي تحاول حل كل مشكلة بالوسائل العسكرية، لكنها لا تملك طريقة أخرى للالتفاف على فخ غزة. وانضم بالانتقاد والتحذير المحلل العسكري عاموس هرئيل، في «هآرتس» موضحا انه حتى إذا كانت المسؤولية على غزة مقسمة بين إسرائيل وعدة عوامل – مصر، السلطة الفلسطينية، نظام حماس في قطاع غزة – فإن الوضع سينفجر في النهاية، سواء في كارثة إنسانية أو في مواجهة عسكرية أخرى بين إسرائيل وحماس.

كيف انتصرنا مرة أخرى
في المعركة وخسرنا في الجولة

وزعم المعلق بن درور يميني، في «يديعوت أحرونوت» أن المسيرات الجماهيرية، التي تحظى بتغطية عالمية، هي فرصة ممتازة لإسرائيل لكنها مجددا كسبت المعركة وخسرت الجولة. وخلص للقول « إن قادتنا، ويجب أن نعترف للأسف، يعانون من الافتقار الفكري. هذا لم ينته. سيكون هناك المزيد من المسيرات. ستكون هناك المزيد من الفرص. ولكن وفقا لما حدث حتى الآن، هناك قلق، وقلق أكبر من التظاهر وكأنه لا يوجد شيء. ولن يكون هناك أي شيء في مجال الاستعداد للمعركة الإعلامية «.

إسرائيل تواصل التهديد والوعيد بفتح النيران على المتظاهرين في غزة
تتحدى المجتمع الدولي وتواجه انتقادات محلية لخسارتها المعركة الإعلامية
وديع عواودة:

الاحتجاجات تتواصل في السليمانية وحلبجة ودعوة لاستئناف الدوام اليوم

Posted: 02 Apr 2018 02:19 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: تجددت، أمس الاثنين، تظاهرات الموظفين والمعلمين في إقليم كردستان العراق، للمطالبة بإلغاء نظام الإدخار الإجباري وصرف رواتبهم كاملة، وسط انتقادات وجهها الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، لحكومة حيدر العبادي، واتهامها بعدم إرسال رواتب الموظفين «بشكل كامل».
وطبقاً لمصادر متطابقة، صحافيين وشهود عيان، فإن العشرات من المعلمين والموظفين في وزارة الصحة في إقليم كردستان، جددوا تظاهراتهم في محافظتي السليمانية وحلبجة، وأيضاً قضاء كفري، للمطالبة بإلغاء الإدخار الإجباري لرواتب الموظفين.
وأكدت أن المتظاهرين حملوا شعارات تطالب بإجراء إصلاحات في حكومة الإقليم، فضلاً عن تأكيدهم مواصلة الاحتجاجات لحين الاستجابة لمطالبهم.
وتسيطر حركة التغيير الكردستانية «المعارضة» على محافظتي السليمانية وحلبجة، فيما يسيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني على محافظتي أربيل (عاصمة الإقليم) ودهوك.

دعوة لفتح المدارس

الاحتجاجات دفعت مدير تربية السليمانية، دلشاد عمر، إلى عقد مؤتمر صحافي دعا المعلمين والتدريسيين إلى إنهاء الاعتصامات والاحتجاجات، محذراً في الوقت نفسه من ضياع عام دراسي في المحافظة.
وقال: «أرجو من المعلمين البدء بالدوام في مدارسهم اعتباراً من يوم غد (اليوم) وإنهاء المقاطعة»، محذراً من «ضياع عام دراسي في المحافظة».
وأضاف «أساند مطالب المعلمين. وسأنضم إلى الاعتصامات في حال عدم اتخاذ حكومة الاقليم الخطوات اللازمة لتعديل للرواتب مستقبلا».
وتابع: «المعلم له مهام مقدسة، واستمر في عمله خلال أوقات عصيبة ورغم جميع التحديات التي واجهها»، مشيراً إلى أن «العملية التربوية تواجه مخاطر كبيرة بسبب مقاطعة الدوام من قبل قسم من المعلمين في محافظة السليمانية».
وشدد على أهمية «عدم تعريض مستقبل الطلاب إلى خطر ضياع عام من دراستهم»، لافتاً إلى أن «مديرية التربية تدعم مطالب المعلمين، ولم تتبق سوى فترة قصيرة لإنهاء العام الدراسي الحالي».
وخاطب، المعلمين، قائلاً: «حكومة الإقليم نفذت قسماً من مطالبكم في تحسين الأوضاع المعيشية لكم، ومن المهم أن نجعل هذا القرار مكسباً لنا، وأن نفسح المجال لكي يدخل حيز التنفيذ».
وأوضح: «نحن نعمل على إعداد قوائم الرواتب وفقا للنظام الجديد لإدخار الرواتب وصرف رواتبكم بأسرع وقت»، داعياً في الوقت عيّنه إلى «فتح أبواب المدارس اعتباراً من يوم الثلاثاء (اليوم) أمام ابنائنا الطلاب واستئناف الدراسة».
وحسب المصدر «إن لم تقم الحكومة بتنفيذ وعودها فسنكون نحن قبلكم في اتخاذ موقف آخر»، داعياً إلى «انهاء التظاهر واستئناف الدوام، وازالة الخطر الذي يواجه العملية التربوية».
كذلك، دعا رئيس مجلس محافظة السليمانية، آزاد حمه امين، حكومة كردستان، إلى انهاء العمل بنظام «إدخار رواتب الموظفين».
وقال، في تصريح تناقلته عدد من المواقع الكردية: «خلال اجتماعنا من ممثلي الدوائر وموظفي محافظة السليمانية اتفقنا على مطالبة حكومة اقليم كردستان بالغاء العمل بنظام ادخار رواتب الموظفين»، مؤكداً أن «مجلس المحافظة يعمل من اجل اعادة الثقة بين المواطنين والحكومة».
ودعا الموظفين إلى «العودة إلى أعمالهم ومنح الحكومة فرصة لتنفيذ وعودها في تحسين الاوضاع المعيشية للموظفين خلال 12 يوماً، والعمل بالنظام الجديد لإدخار رواتب الموظفين»، موضحاً أن «النظام الجديد الذي أعلنته حكومة إقليم كردستان مناسب للمرحلة الراهنة».

إسقاط فرض

في الأثناء، دعا النائب عن كتلة التغيير النيابية، هوشيار عبد الله، الحكومة الاتحادية، إلى إيجاد آلية فعلية من أجل «إلزام» حكومة كردستان، بإيقاف تطبيق نظام الإدخار، مشيراً إلى أن لدى حكومة الإقليم إمكانية لتوزيع الرواتب كاملةً.
وقال في بيان: «في الوقت الذي نثمن فيه استجابة الحكومة الاتحادية لمطالبنا المتكررة بالضغط على حكومة إقليم كردستان لإيقاف سياسة الإدخار الإجباري لرواتب موظفي الإقليم ومطالبتها على لسان الناطق باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي بصرف رواتبهم كاملة من خلال حصة الإقليم من الموازنة إلى جانب الواردات النفطية وغير النفطية، نعطي الحق لموظفي الإقليم في قلقهم من احتمالية بقاء هذه التصريحات مجرد تسجيل موقف عبر وسائل الإعلام أو كإسقاط فرض، في حين أن القضية تتطلب التعامل معها بجدية نظراً لما تنطوي عليه من مخاطر تهدد المجتمع الكردستاني في الصميم».
وأضاف: «في حال اكتفاء الحكومة بإعلانها عن موقفها هذا عبر وسائل الإعلام وعدم اتخاذها أية خطوة جدية ستترتب عليها مسؤولية تضعها في خانة واحدة مع حكومة الاقليم، لأنها على دراية تامة بأن هناك إمكانية لدى حكومة كردستان لتوزيع الرواتب كاملة باعتبار أنها اعترفت بذلك، وبالتالي لا يحق لها أن تكتفي بإصدار بيانات فقط دون اتخاذ أية خطوة عملية بهذا الصدد».
وشدد على ضرورة أن «تكون هناك آلية فعلية من قبل الحكومة الاتحادية لإلزام حكومة الاقليم بإيقاف هذه السياسة الظالمة تجاه الموظفين وتوزيع رواتبهم كاملة غير منقوصة، مع الاسراع بتسديد كافة مستحقاتهم بأثر رجعي للشهور السابقة».
وسبق لرئيس حكومة كردستان، نيجرفان بارزاني، أن أعلن أواخر آذار/ مارس الماضي، اتخاذ حكومة الاقليم قراراً لإجراء تغييرات في رواتب الموظفين، مشيراً إلى أن حكومة إقليم كردستان تعمل على أنهاء نظام الادخار نهائياً.
في شباط/ فبراير الماضي، أرسلت الحكومة الاتحادية رواتب موظفي كردستان، بعد إجراء تدقيق شمل جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية في الإقليم، عبر لجان فنية مختصة.
ورغم ذلك، لا تزال حكومة الإقليم تتبع نظام الادخار الإجباري، عازية السبب في ذلك إلى أن المبالغ المرسلة من بغداد لا تكفي لتأمين جميع الرواتب.
ويقول النائب سرحان أحمد، عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ بزعامة مسعود بارزاني، لـ«القدس العربي»، إن «الحكومة الاتحادية غير جادة بإرسال رواتب موظفي إقليم كردستان بشكل كامل»، مبيناً أن الحكومة الاتحادية أرسلت «مبالغ ضئيلة جداً، لا تكفي لتأمين رواتب موظفي وزارة واحدة» من وزارات الإقليم.
وأضاف: «المبالغ المرسلة (من بغداد إلى أربيل) ليست مستحقات الإقليم القانونية أو الدستورية»، مطالباً في الوقت ذاته «حكومة العبادي بإرسال كامل المبلغ المخصص لرواتب الموظفين، على اعتبار إن الإقليم هو جزء من العراق وموظفو الإقليم جزء من موظفي العراق».

الاحتجاجات تتواصل في السليمانية وحلبجة ودعوة لاستئناف الدوام اليوم
حزب بارزاني: المبالغ المرسلة من بغداد لا تكفي لتأمين رواتب وزارة واحدة
مشرق ريسان

عضو في «الحقيقة والكرامة»: نجحت الهيئة وفشل السبسي في تجميع التونسيين

Posted: 02 Apr 2018 02:19 PM PDT

تونس -»القدس العربي»: قال عضو في هيئة «الحقيقة والكرامة» إن الهيئة نجحت في أن تكون محايدة تجاه جميع التونسيين رغم المحاولات المتكررة لتسييسها، فيما اعتبر أن الرئيس الباجي قائد السبسي «فشل» بالمقابل في أن يكون رئيساً لكل التونسيين، مؤكداً أنه عمل دوماً عل تجاهل الهيئة ومارس ضغوطا عدة على أعضائها.
وكتب عادل المعيزي على صفحته في موقع «فيسبوك» تحت عنوان «في نجاح هيئة الحقيقة والكرامة وفشل رئيس الجمهورية»: «من المفروض ان تنتهي عُهدة هيئة الحقيقة والكرامة بمصالحة وطنية بين التونسيين جميعا ضحايا وجلادين مواطنين ومؤسسات الدولة، ولكن هذا لم يتم إلى حد الآن بسبب تعنّت المذنبين في الاعتراف بما اقترفوه واعتذارهم للضحايا الذين يقبلون في الغالب ذلك الاعتذار بل وينتظرونه ويعتبرون أنّ الاعتراف بما تعرّضوا له من ظلم وقهر وانتهاكات في السابق كاف ومنصف لهم (…) ومن المفروض أن تتحمل الدولة مسؤوليتها وتتعهد بجبر الضرر للضحايا ابتداء بالاعتذار الرسمي على لسان رئيس الجمهورية إلى كل التونسيين على ما لاقوه زمن الاستبداد والتعهد بعدم تكرار ما حدث أبداً والتعهد بعدم إهدار كرامة التونسيات والتونسيين مستقبلا وانتهاء بالتعويضات المادية والرمزية».
وأضاف: «نجحت الهيئة في أن تكون قدر ما استطاعت محايدة ومتجرّدة من كل النوازع وأدارت أعمالها بمنهجيّة واقتدار لا يتوافر في الحكومات المتعاقبة منذ انتخاب الهيئة إلى اليوم رغم تسييس مسار العدالة الانتقالية منذ البداية ورغم تضخيم الخلافات الداخلية ورغم الصخب اليومي الذي يدور حول أعمال الهيئة والتجاذب السياسي الحاد ورغم الاستهداف الإعلامي وتظليل الرأي العام الممنهج والتحريض المستمر والتشويه المتتالي لرئيستها وأعضائها. في حين أنّ أعمالها كان من المفروض أن تتمّ في أجواء هادئة تضفي عليها نوعا من السكينة والقداسة باعتبار أنّها تتناول عذابات الضحايا ومعاناتهم وتبحث في أكثر الأعمال البشرية إهداراً للكرامة الانسانية».
وتابع المعيزي «في مقابل نجاح الهيئة، فشل رئيس الجمهورية في أن يكون رئيسا لكل التونسيين وفشل في أن يكون متعاليا عن الانتقام حين سحب جوازات سفر أعضائها وفشل حين تجاهلها ولم يستقبل أعضاءها ولو لبعض الدقائق وفشل في أن يكون ديمقراطيا حين غلّب رأيه وقدّم مبادرة تشريعية للمصالحة مع الفاسدينمن دون مقابل وفشل في احترام القسم الذي أدّاه حين لم يضمن احترام دستور الجمهورية وتشريعها رغم طلبنا له بالتدخل ومخاطبة مجلس نواب الشعب الذي قامت غالبية غامضة داخله بدورها في عدم الالتزام بتطبيق منظومة العدالة الانتقالية. (كما) فشل رئيس مجلس نواب الشعب في احترام الدستور وفشل في احترام التشريع المتعلق بالعدالة الانتقالية وفشل حتّى في تطبيق النظام الداخلي للمجلس، فتدخلت اللجان في عمل الهيئة وحاولت تنصيب نفسها رقيباً على أعمالها وامتنع مكتب المجلس عن إقرار سد الشغور لمدّة ثلاث سنوات ورفض الاعتراف بقرار سيادي للهيئة يتعلق بالتمديد».
وكان البرلمان التونسي صوّت أخيراً ضد تمديد عمل الهيئة لسنة إضافية، وهو ما تسبب بجدل كبير وتراشق بالاتهامات بين نواب الحزب الحاكم والمعارضة حول تعطيل مسار العدالة الانتقالية، فيما أكدت رئيسة الهيئة سهام بن سدرين أنها ستتابع عملها وفق قانون العدالة الانتقالية، مقللة من أهمية قرار البرلمان الأخير.

عضو في «الحقيقة والكرامة»: نجحت الهيئة وفشل السبسي في تجميع التونسيين

المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان يدق ناقوس الخطر إزاء تراجع الحريات

Posted: 02 Apr 2018 02:18 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: دق المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان ناقوس الخطر إزاء ما سمّاه «تراجع الحريات في ظل نظام حكم شديد المركزية، وقضاء ضعيف ومؤسسة تشريعية هامشية».
واعتبر المرصد في تقريره السنوي عن حالة حقوق الإنسان في موريتانيا لعام 2017، «أن أبرز ما شهده العام 2017 في مجال نظام الحكم، قيام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بتعديل دستوري لتوسيع صلاحياته، في آب/ أغسطس 2017، ألغى بموجبه مجلس الشيوخ الغرفة البرلمانية الوحيدة التي لا يمتلك رئيس الدولة صلاحية حلها دستوريا».
وأسف المرصد في تقريره «لاستمرار تراجع موريتانيا على مؤشر الديموقراطية للعام السادس على التوالي بعد أن صُنّفت قبل ذلك لعدة سنوات كإحدى الديموقراطيات الهجينة على مستوى العالم، حسب نفس المؤشر، فعلى الرغم من وجود برلمان يعمل من الناحية الشكلية، يضيف المرصد، إلا أنه ضعيفُ الأداء في علاقته بالسلطة التنفيذية، وهي نفس المشكلة التي تعاني منها المؤسسة القضائية».
وأكد المرصد في تقريره الذي تصفحته «القدس العربي»، ووزعه المرصد أمس «أن تصنيف موريتانيا كأحد الدول الاستبدادية، رافقه تراجع على المؤشرات العالمية لحرية التعبير والصحافة، والشفافية، وجودة التعليم، وغيرها، بل الأهم من ذلك، رافقه تراجع على مستوى الواقع، ضعفاً في السياسات المتبعة للقضاء على الرق ومخلفاته واستمراراً للتعذيب والعنف البوليسي وتزايداً في الاعتقالات التعسفية وعمالة الأطفال».

دولة استبدادية

«فالصورة القاتمة لوضعية موريتانيا على مستوى المؤشرات الدولية، يقول المرصد، إنما هي انعكاس للواقع الحقوقي على الأرض، حيث شهد العام 2017 في موريتانيا، تسجيل أكبر عدد سنوي من حالات تدخل السلطة التنفيذية في مساطر القضاء، خلال النظام الحالي، مما جعل المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان يعتبر العام الماضي عام الاستغلال السياسي للقضاء». «وعلى الرغم من أهمية توفير خدمات الحياة الضرورية كحق إنساني لكل المواطنين، يضيف المرصد، فلا يزال مئات الآلاف من الموريتانيين يعانون من نقص مياه الشرب وضعف التغطية الصحية وانهيار شبه شامل لمؤسسات التعليم، مع ما تتحدث عنه السلطات من تحسن على مستوى هذه الخدمات، فيما استمر النظام الحاكم بإجراء بعض الإصلاحات النظرية للمدونة القانونية الموريتانية، لتتلاءم مع متطلبات المنظومة الدولية». وبخصوص القوانين والتشريعات المتعلقة بحقوق الإنسان، أكد المرصد « أن أزمة الحريات العامة وحقوق الإنسان في موريتانيا هي أزمة تطبيق القوانين على أرض الواقع».
وتوقف التقرير مطولا أمام قضية التعذيب، حيث أكد أن الحكومة «أسست الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب المكلفة بتلقي شكاوى ومزاعم التعذيب»، مبرزاً «أن عدة مواطنين تقدموا بشكايات من التعذيب والإهانة من قبل قوات الأمن والشرطة، إلا أن السلطات الرسمية تجاهلت كل ذلك حتى الآن، ولم تقم الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب حتى نهاية العام 2017 بالتوصية بفتح أي تحقيق بخصوص الاستمرار في ممارسة هذه الجريمة». وعن ظروف السجون ومراكز الاحتجاز، أكد المرصد «أن السجون في موريتانيا عبارة عن مخازن بشرية، يُجمع فيها كبار المجرمين مع السجناء الاحتياطيين الذين ينتظرون المحاكمة، حيث شكلت مكاناً لانتهاك حقوق النزلاء والتعذيب بشكل واسع».
وحول تطورات ملف السلفيين، أكد المرصد «أن السلطات قامت في كانون الثاني / يناير 2015 بالتغريب القسري لمجموعة من السجناء المدانين بقضايا من هذا النوع في سجن قاعدة صلاح الدين، بولاية آدرار شمال البلاد، بعيدا عن ذويهم وموكليهم، وهو ما يعني بكل أسف، تبني الحكومة لمنطق يعتبر بأن حكم الإعدام يسلب الإنسان، حتى قبل تطبيق ذلك الحكم، جميع حقوق الحياة الإنسانية، وبالتالي تبرير تعرضه للإعدام البطيء، في مخالفة صريحة للقوانين الوطنية والدولية». وفي الجانب المتعلق باستقلالية القضاء، أكد التقرير «أن السلطة القضائية لا تعتبر مستقلة، ولا فعالة كذلك، بسبب ما تعانيه من ضعف أمام السلطة التنفيذية، على الرغم من أن الدستور والقانون الموريتاني يتبنى المبدأ الأساسي للاستقلالية».

حرية الصحافة

وحول حرية الصحافة والتعبير، أوضح المرصد «أنه لا توجد في المجمل قيود كبيرة على الرأي والتعبير، وتكاد تكون حرية الصحافة في موريتانيا هي المؤشر الإيجابي الوحيد على المستوى الدولي، وعلى الرغم من أنها لا تزال تتصدر الدول العربية على مؤشر منظمة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة، إلا أن موريتانيا انتقلت من المرتبة 48 سنة 2016 إلى المرتبة 55 سنة 2017 على هذا المؤشر، أي أنها تراجعت العام الماضي في مجال حرية الصحافة بمقدار 7 درجات».
وتوقف المرصد أمام حرية التجمع ليؤكد «أنه على الرغم من أن المادة (10) من الدستور الموريتاني تنص على ضمان حرية التجمع، ومن أن الأحزاب السياسية المشرعة لا تتطلب تراخيص للتظاهرات وعقد اللقاءات، إلا أن السلطات الحاكمة تتعامل بازدواجية مع هذه النظُم في كثير من الأحيان، حيث تم قمع العديد من الاحتجاجات والمظاهرات السلمية، التي تكون مرخصة أحيانا، بدون أسباب مقنعة، بدعوى تهديدها للأمن الوطني أو الإخلال بالنظام العام، وبخاصة المظاهرات الرافضة لاستفتاء 5 أغسطس من قبل منتدى المعارضة الديمقراطية و حركة «محال تغيير الدستور» و«حركة 25 فبراير». وانتقد التقرير في تناوله لحرية تكوين الأحزاب والجمعيات عدم التزام السلطات قانون حرية تشكيل الأحزاب والجمعيات، حيث أكد «أن السلطات الموريتانية مع ترخيصها خلال السنوات الثلاث الماضية لسبعة حزاب سياسية جديدة وحوالي 1100 جمعية ومنظمة غير حكومية، إلا أنها لا تزال تمتنع من ترخيص عدد من الأحزاب والجمعيات، منها حزب القوى التقدمية للتغيير، الذي تقوده شخصيات من حركة تحرير الأفارقة الموريتانيين، و الحزب الراديكالي «الرك» الذي يشكل ذراعا سياسية لحركة «إيرا» الحقوقية، وحزب الأصالة والتجديد المحسوب على التيار السلفي».
وتناول مرصد حقوق الإنسان في تقريره حرية التنقل داخل وخارج البلاد، فأوضح أنه «على الرغم من أن القانون الموريتاني لا ينص على النفي القسري، إلا أنه وبسبب الضغوط الحاصلة أو المتوقعة، يمكن القول بوجود عدة شخصيات موريتانية في حالة نفي اختياري خارج البلاد، بسبب الخوف من الاضطهاد والانتقام، من أبرزهم رجلا الأعمال محمد ولد بوعماتو ومحمد ولد الدباغ، والسياسي مصطفى الشافعي، والصحافي حنفي ولد دهاه، ومجموعة أولاد لبلاد».
وحول قضية الرق، أكد المرصد «أنه فيما لا تزال العبودية ممارسة في موريتانيا، رغم غياب إحصاءات دقيقة، فإن مخلفات قرون من الاستعباد جعلت فئة «الحراطين» (الأرقاء السابقون) تعاني، أكثر من غيرها، تخلفاً كبيراً ومشاكل بنيوية بسبب الفقر والجهل والتمييز.
وحول حق التعليم أكد المرصد «أن الأمية تتزايد في موريتانيا بشكل مقلق، حيث بلغت سنة 2014 نسبة 42% حسب تقرير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وعلى الرغم من أن القانون الموريتاني، يضيف التقرير، ينص على إجبارية التعليم الأساسي للأطفال البالغين من 6 إلى 14 سنة، إلا أن هذا الأمر لا يتم العمل على إنفاذه من قبل السلطات ولا الالتزام به من قبل المربين، وخاصة بالنسبة للإناث، وتكون هذه الحالة أسوأ إذا ذهبنا إلى الداخل، وعلى مستوى فئة «الحراطين» بشكل أخص».
يذكر أن المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان هو هيئة حقوقية غير حزبية، أسسها عدد من المثقفين الموريتانيين المقيمين في أوروبا وأمريكا الشمالية، لتتولى، عبر النضال السلمي ونشر الوعي المدني بالحقوق والواجبات، توسيع مساحة الحريات المدنية في موريتانيا.

المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان يدق ناقوس الخطر إزاء تراجع الحريات

داعية تونسي: «النهضة» تشكل القبة الحديدية التي تحمي البلاد من الاستبداد

Posted: 02 Apr 2018 02:18 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قال داعية تونسي إن حركة «النهضة» تشكل «القبة الحديدية» والتي قال إنها ما زالت تحمي ما بقي من الثورة التونسية، مشيراً إلى أن محاولة إقصاء النهضة من المشهد السياسي ستؤدي للعودة إلى مربع الاستبداد وتؤثر سلباً على استقرار البلاد.
وكتب الشيخ عبد القادر الونيسي عضو الاتحاد العالمي للمسلمين على صفحته في موقع «فيسبوك»: «مسألة الإتفاق أو الإختلاف مع النهضة لا تمثل أي خطر على مستقبل الحرية في تونس. الخطر هو محاولة البعض تغييب الحركة عن المشهد السياسي من دون الإنتباه أنها المعطى الوطني الرئيس في إستقرار البلاد وهامش الحرية الذي يتحرك داخله الجميع».
وأضاف: «لا ينكر إلا جاحد كسب الحركة النضالي في مقارعة الفساد والضريبة التي دفعتها لوحدها بعد ما انحنى الجميع أمام عاصفة القمع. لا ينكر إلا جاحد أن البعيد والقريب يستظل بظلها فهي التي تلاعب أفاعي النظام القديم الذين يريدون العودة بالبلاد إلى الأيام الخوالي لطبع الفساد والإستبداد الساكن في أعماقهم . تخسر كذلك البعض من صفها في تقديم التنازل تلو الآخر للعدو المتربص خارج الحدود لطمأنته وإتقاء شره وهو الذي كان يتهيأ لتنزيل سيناريو الإنقلاب المصري في تونس».
واعتبر الونيسي أن إقصاء النهضة واضطهادها «يعني العودة إلى مربع الإستبداد وعندها سيسقط السقف على الجميع. جربت النخبة والأحزاب سابقاً مع بن علي لعبة الديمقراطية بدون النهضة والحصاد كان الفتك بهم جميعا ومرت البلاد بأسوأ سنوات الفساد و الإستبداد في تاريخها المعاصر».
وأضاف «إن مازال للثورة صوت اليوم تحت قبة البرلمان أو في الشارع وأحيانا في القضاء وفي وسائل الإعلام الشعبي فذلك يعود بأقدار كبيرة إلى توازن القوى الذي تمثله النهضة في المشهد السياسي. القوى الثورية لن تربح المعركة إلا مع النهضة وليس ضدها. النهضة ليست فوق الجرح والتعديل لكن القصف المتواصل بغير وجه حق في أحيان عدة والتآمر عليها في الغرف المغلقة سيأتي على القبة الحديدية التي مازالت تحمي ما بقي من الثورة وحينها لا ينفع ندم».

داعية تونسي: «النهضة» تشكل القبة الحديدية التي تحمي البلاد من الاستبداد

السفير الإسرائيلي يقدم شكوى رسمية ضد الكويت لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن في ليلة عيد الفصح

Posted: 02 Apr 2018 02:17 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: قدم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، بسبب الاستجابة لطلب البعثة الكويتية لعقد جلسة طارئة حول الوضع في غزة خلال الليلة الأولى من عطلة عيد الفصح. جاء ذلك في رسالة رسمية، وصلت «القدس العربي» نسخة منها، موجهة لسفير بيرو، رئيس مجلس الأمن الجديد لهذا الشهر.
وجاء في الرسالة التي أرسلها دانون «إن دولة الكويت، وبعلمها الكامل أن البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة واليهود في كل مكان كانوا يحتفلون بالليلة الأولى من عيد الفصح، قد اختطفت المشاورات غير الرسمية وأجبرت المجلس على عقد جلسة مفتوحة وقامت بدعوة الوفد الفلسطيني لتقديم ملاحظات أعدت جيدا في وقت مبكر بينما لم تعطَ إسرائيل نفس الإشعار المسبق وتم منعها من المشاركة في المداولات بسبب الاحتفال بأعيادنا الدينية».
«مرة أخرى، استغلت حماس النساء والأطفال كدروع بشرية، بما في ذلك ارتداء الأطفال الصغار الزي العسكري وتزويدهم بالأسلحة والذخائر. وبالرغم من إصرار القيادة الفلسطينية على الطبيعة السلمية لهذه المظاهرات، فإن حماس والفصائل التابعة لها وزعت الإرهابيين المسلحين بين المدنيين، فقتل عدد منهم نتيجة لهجماتهم المباشرة على المواقع الإسرائيلية»، كما جاء في الرسالة.
واختتم السفير دانون رسالته قائلا: «أود أن أذكّر المجلس بأن استغلال القواعد الإجرائية للمجلس بحيث يمكن لأحد الطرفين أن يشرح قضيته في غياب الطرف الآخر يتناقض مع روح الأمم المتحدة، وهو إهانة مباشرة للمبادئ الأساسية للمداولات الصادقة». وكانت البعثة الكويتية قد طرحت مسودة مشروع بيان صحافي وطالبت مجلس الأمن بأن يكون له موقف، ووضعته تحت «الإجراء الصامت» حتى صباح السبت، إلا أن أحد أعضاء المجلس كسر الإجراء ورفض اعتماد البيانـ مما يعني عدم إصداره.
وهذا هو نص البيان الصحافي المخفف حسب النسخة التي وردت لـ«القدس العربي» من مصادر دبلوماسية:
تم إطلاع مجلس الأمن من قبل وكيل الأمين العام للشؤون السياسية بالنيابة، تايي بروك زيريهون، على الوضع على حدود غزة في 30 آذار/مارس 2018 .
- يعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم البالغ إزاء الوضع على حدود غزة.
- يؤكدأعضاء مجلس الأمن من جديد على الحق في الاحتجاج السلمي ويعربون عن أسفهم لفقد أرواح الفلسطينيين الأبرياء.
- ويدعو أعضاء مجلس الأمن إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في هذه الحوادث ويدعون كذلك إلى احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي ، بما في ذلك حماية المدنيين.
- ويدعو أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس ومنع المزيد من التصعيد.
- ويشدد أعضاء مجلس الأمن على ضرورة تعزيز احتمالات عملية السلام في الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، استنادا إلى الحل القائم على دولتين والسلام العادل والدائم والشامل.
 وقد حرصت بعثة الكويت على تقديم بيان صحافي متوازن يكون مقبولا للجميع، آخذة بالإعتبار مواقف جميع أعضاء المجلس. وحرصت البعثة على أن يكون هناك موقف من المجلس، إلا أن مندوب الولايات المتحدة اعترض على البيان الصحافي وبالتالي انتهت المحاولة الكويتية إلى طريق مسدود. 

السفير الإسرائيلي يقدم شكوى رسمية ضد الكويت لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن في ليلة عيد الفصح

عبد الحميد صيام:

الهيئة التنسيقة لـ «مسيرة العودة» تشكل لجنة قانونية دولية لمحاكمة قادة الاحتلال

Posted: 02 Apr 2018 02:17 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: تراجعت حدة المواجهات في المنطقة الحدودية داخل قطاع غزة بعد يوم الجمعة الدامي، لكن التوتر لا يزال قائماً مع استمرار الاعتصامات والدعوة الى مزيد من المسيرات والتجمعات.
وأعلنت الهيئة الوطنية العليا المشرفة على مسيرة «العودة الكبرى» أن المواطنين يواصلون لليوم الرابع «التدفق اليومي الى الخيام» المقامة على بعد مئات الأمتار من الحدود الشرقية والشمالية للقطاع مع إسرائيل تأكيداً «للتمسك بحق العودة الى ديارهم التي شردوا منها عام 1948 وصولا ليوم الزحف الكبير في الذكرى الـ70 للنكبة» في 15 أيار/مايو المقبل.
وأكد أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة «استشهاد فارس الرقب (29 عاما) صباح الإثنين متاثرًا بجروح أصيب بها الجمعة بعيار ناري في البطن شرق خان يونس». ونعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين «ابنها البار فارس الرقب شهيد».
وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 17 في هذه المواجهات التي جرح فيها نحو «1490 فلسطينيا منذ الجمعة حتى مساء الأحد من بينهم 815 بالرصاص الحي والمتفجر، منها 154 في منطقة الرأس والرقبة، و52 في الصدر والظهر، و3 في البطن والحوض، و97 في الأطراف العلوية، و89 في الأطراف السفلية وغيرها «، كما أعلن القدرة.
وأضاف القدرة ان «46 مصابا لا يزالون في حالة خطرة او حرجة. وأوضح أن من بين المصابين 196 طفلا و57 سيدة، مؤكدا في الوقت ذاته وجود نية مبيته لدى الاحتلال لاستهداف المدنيين العزل خلال المسيرة»، مشيرا أيضا أن معظم الإصابات كانت تحتاج لعمليات جراحية طويلة. وتجمع عشرات من أقارب الرقب عند بوابة ثلاجة الموتى في مستشفى «غزة الأوروبي» في خان يونس قبل تشييعه. وقال أحد أقاربه انه «لم يكن يشكل أي خطر» على الجنود الإسرائيليين عندما جرح بينما كان يساعد في نقل مصابين الى سيارات الإسعاف. والتقط مصور وكالة فرانس برس الجمعة صورة لفارس الرقب وهو يساعد في نقل جريح في منطقة شرق خان يونس.
وتواصلت المواجهات قرب السياج الحدودي حيث احتشد الإثنين عشرت الشبان والصبية على بعد عشرات الأمتار من السياج شرق مدينة غزة. وأشعل بعضهم إطارات السيارات وأطلق الجيش قنابل الغاز المسيل للدموع وأحيانا العيارات النارية لتفريقهم.
واعتصم عدد من عائلات اللاجئين داخل الخيام المواجهة للحدود والتي تحمل أسماء بلدات فلسطينية وعائلات لاجئة، قرب منطقة المنطار – كارني شرق غزة. وتجمع عشرات الفتية قرب الخيام المنصوبة بالقرب من معبر ايريز.
وأعلنت الهيئة الوطنية العليا التي تضم الفصائل الفلسطينية والمجتمع الأهلي تشكيل «لجنة قانونية دولية تضم خبراء قانونيين وحقوقيين من عدة دول حول العالم لملاحقة جنود وقادة جيش الاحتلال لارتكابهم جريمة حرب ضد المدنيين العزل» خلال أحداث الجمعة.
وأشارت إلى أن المتظاهرين كانوا يطالبون بحقهم بتطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بحق العودة وفي مقدمتها قرار الجمعية العامة رقم 194، وأكدت انها ستسعى لملاحقة الاحتلال «في كل الأروقة القضائية الدولية».
ودعت كل من يملك أدلة أو صوراً أو فيديوهات تثبت «جرائم الاحتلال وجيشه» ضد المشاركين العزل في «يوم الأرض»، لأن يسلمها لها عبر بريد إلكتروني خاص بها، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي مسعى إسرائيلي لحرف الأنظار والانتقادات الدولية الموجهة إليها على خلفية مهاجمة تظاهرات الحدود الشعبية، زعم جيش الاحتلال قيامه بتفجير عبوات ناسفة زرعت على الحدود الشمالية لقطاع غزة، وقال الجيش إنه اكتشف عبوتين على الحدود وقام بتفجيرهما تحت السيطرة. واتهم الناطق باسم جيش الاحتلال حركة حماس بمحاولة استغلال المظاهرات لزرع عبوات على الحدود.
وضمن مخططات إسرائيل للتصدي المتظاهرين، باشرت قوات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي وضع أسلاك شائكة جديدة على طول حدود القطاع، بعرض يصل لنحو ثلاثة أمتار، وبطول مماثل، تجهيزا ليوم «الزحف الكبير» المقرر يوم 15 مايو المقبل.

الهيئة التنسيقة لـ «مسيرة العودة» تشكل لجنة قانونية دولية لمحاكمة قادة الاحتلال
ارتفاع ضحايا يوم الأرض إلى 17 قتيلا والاحتجاجات مستمرة في قطاع غزة
أشرف الهور:

لجنة المهجّرين تنظم جولة في قضاء غزة التاريخي وقراه المدمرة

Posted: 02 Apr 2018 02:17 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: تعتبر مدينة غزة المكان الأكثر ازدحاما في العالم، لكنها لم تولد مكتظة كما هي اليوم . كانت جرائم التهجيرالصهيونية والتطهير العرقي عام 1948 هي التي» نظفت» القضاء من سكانه ما أدى الى تحويل المدينة الساحلية الجميلة الى سلسلة من مخيمات البؤس واللجوء وتقليص مساحتها من 1111 كم مربع الى 300 كم. وقد تضاعف سكان المدينة من 40 ألف نسمة عشية النكبة الى أكثر من 300 ألف نسمة اليوم باتوا يعيشون في معازل ويتجرعون مرارة الحصار والاضطهاد الاسرائيليين. وبات قضاء غزة الكبير بعد احتلال 48 شريطا أو قطاعا ضيقا.
الصهيونية التي زرعت أراضي غزة ومحيطها بالمستوطنات عقب احتلالها عام 67 سبق وشردت معظم» بناتها «، أي نحو 50 قرية، والتي كانت منتشرة على بقعة واسعة امتدت شرقا وشمالا الى يافا، اللد والرملة وبئر السبع وشكلت مجتمعة واحدا من أهم أقضية فلسطين التاريخية. وقرى قضاء غزة التي دمرت بالكامل حتى أصبحت مجرد أطلال ، بعد أن كانت معروفة بخصوبة اراضيها ووفرة مياهها هي : اسد، بربرة، برقة، برير، البطاني الشرقية، البطاني الغربي،بعلين، بيت جرجا ، بيت دراس ، بيت طيما، بيت عفا، تل لترس، جسير، الجلدية، الجورة،جولس، الجية، حتا، حليقات، حمامة، الخصاص، دمرة، دير سنيد، سمسم، سوافيرالشرقية، سوافير الشمالية، سوافير الغربية، صميل، عبدس، عراق السويدان، عراق المنشية، عرب صقرير، الفالوجة، قسطينة، كرثيا، كوفخة، كوكبا، المحرقة، المسمية، نجد، نعليا، هربيا، هوج، ياصور، سدود، مجدل عسقلان.
ضمن برنامجها لتعريف الناشئة على القرى المهجرة نظمت أخيرا لجنة الدفاع عن المهجرين داخل أراضي 48 جولة الى قضاء غزة التاريخي شملت الكثير من قراه المدمرة. وكان ابن قرية أسدود عبد الله زقوت، ابو نجم، المقيم في الرملة المرشد المركزي لها.
زقوت ابن الثانية والثمانين من عمره رافق المشاركين في الجولة الميدانية، فكان يحث خطاه بين الأشواك وحيوية الشباب قد دبت فيه من جديد ابتهاجا بلقاء مرتقب مع بلدته المدللة، أسدود.
في أفياء شجرة جميز وارفة الظلال التقط ابو نجم انفاسه وبلحظة واحدة عاد للوراء 60 عاما، فقال وهو يشير الى مبنى قديم « هناك مدرسة اسدود للبنات وهنا في مدرسة اسدود للبنين، انهيت دراستي الابتدائية وعدت اليها مدرسا طيلة 26 عاما». وبعد ان شرح ابو نجم المعالم الجغرافية والتاريخية لبلدته أشار الى ان أهاليها رفضوا مطالب الجيش المصري في ربيع 1948 بإيداع اسلحتهم فدافعوا عن بقائهم حتى الرمق الأخير قبل ان يقتل 60 مدنيا منهم ويهجر الباقين للبلدة المجاورة ، مجدل عسقلان ومن ثم الى غزة او الرملة. وقد احيطت البلدة المكتظة بأشجار الصبار والزيتون والتين بأسلاك ثبتت عليها لافتات تحظر الدخول، غير ان ابو نجم لم يابه بها فأخذ الزائرين الى سائر أنحاء البلدة وهو لا يزال يحفظ أسماء أحيائها وعائلاتها. وفي الطريق الى مقام عبد الله بن ابي السرح توقف هنيهة وأشار ببنانه نحو كومة من الركام « هنا بيت عائلة الصحافي عبد الباري عطوان». وداخل المقام الذي أفرط أهالي سدود في تبجيله، مقام عبد الله بن ابي السرح، كاد ابو نجم ان يقع مغمى عليه حيث احمرت وجنتاه وبدا الاحتقان في ملامحه واضحا لمشاهدته القبر قد نبش وبعثرت حجارته من قبل متطرفين يهود او لصوص الآثار. واستذكر المرشد الكهل أحاديثه مع ضباط الجيش المصري الذي وفد لإنقاذ فلسطين أمثال محمد نجيب وجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر حيث قال إنهم توقفوا عند وادي الدوير الفاصل بين حدود الدولتين العربية واليهودية بموجب قرار التقسيم من 29.11.47 لافتا الى صدمتهم فور اكتشافهم حقيقة فساد الذخائر والأسلحة التي كانت أحد أهم أسباب تراجع المصريين وفشلهم في تحقيق الغاية التي جاؤوا من أجلها قبل توقيع الهدنة في 9.06.49.
كما استذكر ابو نجم قدوم قائد سلاح الجو الصهيوني هبوط عازر وايزمن (الرئيس السابق لإسرائيل) برفقة طيارين أمريكيين واستراليين وإنكليز( عملوا طيارين مرتزقة وشاركوا في قصف مواقع المصريين والمواطنين الفلسطينيين) الى أسدود بحثا عن رفات زملائهم الذين أسقطت طائراتهم اثناء المواجهات.
ومن هناك واصل الزائرون جولتهم نحو مدينة مجدل عسقلان مرورا بالكثير من القرى المهجرة، هذه المدينة التي تميزت بثقافة اهلها ورخاء معيشتهم بفضل ازدهار انتشار صناعة النسيج والحياكة حيث شبهها ابو نجم بـ«يوركشير» البريطانية والتي تشتهر بالصناعة ذاتها .في ساحة ترابية توقفت الحافلة قبالة بيت ضخم مهجور بجواره شجرة نخيل عملاقة يعود لآخر رئيس بلدية في المجدل بيت يوسف تميم نجم. من هناك تكشفت معالم مسجد الحسين الكبير المبني على الطراز المعماري المملوكي والذي يئن تحت وطاة انتهاك حرماته وحيدا منذ النكبة، بعد ان حولته أيادي قادة « واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط» الى خمارة وناد ليلي وحمامات عامة. وفي المكان لا تزال تنتشر أبنية عربية جميلة مكونة من طابقين بعضها مهجور فيما سكن بعضها الآخر مستوطنون من أصل روسي. وعلى بعد كيلومترين صوب البحر المتوسط غربا بقي بيت متداع واحد من قرية الجورة المدمرة مسقط رأس الشهيد احمد ياسين والمجاورة لبلدة الخصاص الساحلية التي نجا منها مقام الشيخ محمد عوض فقط وعلى أراضي هذه البلدات الفلسطينية أنشئت مدينة اشكلون الإسرائيلية وذلك بعد طرد أهاليها ومن لجأ اليها في نهاية عام 1950 الى غزة والرملة . وفي المساحة الممتدة من عسقلان الى الجنوب حتى حاجز ايريز القائم على انقاض قرية دمرة المهجرة تنتشر قرى مهجرة كثيرة لم يبق منها سوى مشهد واحد بعض البيوت والمقامات والآبار المهجورة وغابات من أشجار الصنوبر والكالبتوس التي زرعتها الوكالة اليهودية لطمس ملامح الجريمة ولإخفاء أشجار الزيتون والرمان والتين شاهدة العيان والحارسة للهوية العربية للمكان. الى الشرق من مدينة سديروت وعلى مسافة عشر دقائق تقوم مزرعة رئيس حكومة الاحتلال الراحل ارئيل شارون» حفاة هشكميم» نموذجا مختصرا لحكاية التهجير والسطو المسلح على الأرض، حيث استأثر الأخير لوحده أربعة الاف دونم كانت تتبع لقرية هوج المهجرة حولت الى مراع لماشيته، فيما احيط منزله بالأسلاك الشائكة وأبراج الحراسة حتى بدا كثكنة عسكرية.

لجنة المهجّرين تنظم جولة في قضاء غزة التاريخي وقراه المدمرة
عروس الساحل..حولتها الصهيونية لـ «غيتو فلسطيني»

العبادي في ذكرى تحرير تكريت: الإرهاب الذي أراد أن يفرقنا فشل وشعبنا انتصر

Posted: 02 Apr 2018 02:16 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: إحياء لذكرى تحرير تكريت مركز محافظة صلاح الدين، من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» عام 2015، توجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، امس الإثنين، إلى المدينة تكريت وألقى كلمة من داخل جامعتها.
وأكد أن «العراق اليوم أفضل مما كان عليه، وسيكون غدا أفضل بتعاون أبنائه ووحدتهم»، فيما أشاد بالجهود التي بذلت في مراحل استعادة محافظة صلاح الدين واستقرارها.
وبين أن «الإرهاب الذي أراد أن يفرقنا فشل وشعبنا انتصر، وهاهي جامعاتنا تتحول مرة أخرى إلى رموز للعلم والتعايش».
وأعرب عن سعادته بـ«عودة جامعة تكريت لممارسة دورها بعد أن كانت أحد مقرات تنظيم الدولة خلال سيطرته على المدينة».
وأضاف، أن «الهدف الأساسي من العمليات العسكرية هو تحرير الإنسان، ولا بد من استكمال الجهود لإعادة جميع النازحين إلى ديارهم والإسراع بتوفير الخدمات الأساسية».
وخلال زيارته لمقر قيادة عمليات صلاح الدين، اجتمع رئيس الحكومة، مع القيادات الأمنية في المحافظة، حيث أشاد بجميع الجهود والتضحيات التي بذلت في مراحل استعادة المحافظة واستقرارها وإعادة إعمارها.
ووجه القوات الأمنية إلى أداء مهماتها الوطنية بالتزام ومهنية والحفاظ على هيبة المؤسسة العسكرية، كما جرى بحث واقع المحافظة ومتطلباتها. وأصدر العبادي، التوجيهات اللازمة لتوفير احتياجات صلاح الدين، داعياً لبذل اقصى جهد لبسط الأمن والاستقرار وتهيئة الظروف المناسبة للنشاط الاقتصادي والزراعي وإعادة الحياة الطبيعية للمحافظة، حسب بيان لمكتب رئيس الوزراء..
وكان العبادي، في 31 آذار/ مارس 2015، أعلن في تغريدة له على «تويتر» تحرير مدينة تكريت من أيدي تنظيم « الدولة الإسلامية»، وهنأ قوات الأمن والمتطوعين.
وعند سيطرة التنظيم على المدينة، في حزيران/ يونيو 2014، أقدم على ارتكاب «مجزرة» بحق 1700 منتسب وطالب من طلبة القاعدة العسكرية الجوية المعروفة باسم «سبايكر».
وتناقلت المواقع التابعة للتنظيم، صوراً ومقاطع فيديو وثّقت إعدام الطلاب ورمي جثثهم في النهر في منطقة القصور الرئاسية بفي تكريت، التي تعتبر منتجعاً سياحياً لصدام حسين والمقربين منه.
ورغم اكتشاف العشرات من المقابر الجماعية، ورفات القتلى، غير أن العدد المكتشف لم يصل حتى الآن إلى ما هو معلن (1700 شخص).
وبالتزامن مع استذكار تحرير تكريت، أعلن مدير عام دائرة الطب العدلي ـ في وزارة الصحة العراقية، زيد علي عباس، العثور على رفات 158 شخصاً من ضحايا مجزرة سبايكر من الموقع رقم 15 داخل منطقة القصور الرئاسية في تكريت.
ونقل بيان للوزارة، عن عباس قوله: إن «فريقا من الملاكات الطبية والصحية وبالتعاون والتنسيق مع مؤسسة الشهداء (مؤسسة حكومية) استخرج 158 من رفات شهداء مجزرة سبايكر، ليصبح العدد الكلي للحالات المرفوعة 1153 شهيداً»، مؤكداً أن «دائرة الطب العدلي مستمر باجراء المطابقات الخاصة بالحمض النووي لبقية الجثامين وأن عمليات البحث ما تزال جارية للعثور على بقية المقابر».
وأضاف أن «الفريق المشترك عثر على مقبرة جماعية أخرى داخل مجمع القصور الرئاسية سيتم العمل عليها تباعاً وتضم مجموعة أخرى من شهداء قاعدة سبايكر، ضمن حدود المنطقة بعد إكمال الاجراءات القانونية للعمل»، مشيرا إلى أن «غالبية هؤلاء الضحايا كانوا طلاب قاعدة سبايكر الجوية».

رفات 38 عاملا هنديا

في السياق، وصل وصل رفات 38 عامل بناء هندي خطفوا وقتلوا بأيدي عناصر تنظيم «الدولة» في العراق في 2014، إلى بلادهم بعد أربع سنوات من خطفهم.
وانتظرت الأسر الهندية المكلومة، التي أبلغهم مسؤولون حكوميون لسنين أن ذويهم أحياء، في مطار في ولاية بنجاب شمال غرب الهند لتسلم الجثامين التي وصلت من بغداد.
وغالبية هؤلاء العمال من أسر فقيرة في ولاية بنجاب، وكانوا يعملون لحساب شركة إنشاءات في الموصل، عندما تعرضوا للخطف في حزيران/يونيو 2014 مع سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من اراضي العراق واستيلائه على الموصل.
والشهر الفائت، أبلغت سوشما سواراج، وزيرة الخارجية الهندية، البرلمان، بالعثور على رفاتهم في مقبرة جماعية في قرية بادوش شمال غرب الموصل. وأثبتت تجارب الحمض الريبي النووي هوية 38 من الرفات الـ39.
ولم تتلق الحكومة الهندية أي مطالب بدفع فدية أو اتصالا مباشرا من الخاطفين، بسب ما أكدت سواراج الشهر الفائت.
وأصر المسؤولون الهنود على أن مواطنيهم المخطوفين لا يزالون على قيد الحياة حتى اثبات العكس، ما حمل ذوي الضحايا على اتهام الحكومة بإخفاء الحقيقة عنهم.
لكن سواراج، تنفي أن تكون الحكومة لأعطت ذوي الضحايا أي أمل كاذب.
إلى ذلك، قال مصدر أمني عراقي، إن قوات تابعة للفرقة الخامسة من الجيش، استهدفت مواقع لخلايا تنظيم «الدولة»، في مناطق شرقي محافظة ديالى (شرق).
وأوضح النقيب حبيب الشمري، في شرطة ديالى،، إن «قوات من الفرقة الخامسة في الجيش استهدفت،، خلال عملية أمنية مواقع لخلايا تنظيم الدولة، في منطقة الخلاوية، شمال شرقي مدينة بعقوبة (مركز ديالى)».
وأضاف أن «العملية العسكرية جاءت بعد ورود معلومات استخبارية عن نشاط محتمل لخلايا داعش، في المنطقة».
وأشار إلى أن «القوات الأمنية دمرت عددا من المخابئ للمسلحين».

نزوح في ديالى

وفي سياق متصل، أفاد مصدر عشائري، أن عددا من العائلات اضطرت إلى ترك منازلها في منطقة حوض الندا، شرقي ديالى، بعد تعرضها لهجمات من عناصر «الدولة».
وقال كريم النداوي، (المصدر العشائري)، إن «بعض العائلات، وخوفا على حياتها، اضطرت، خلال اليومين الماضيين، إلى ترك منازلها في منطقة حوض الندا، بعد هجمات نفذها عناصر الدولة، واستهدفت أهالي المنطقة، آخرها هجوم استهدف منزل أحد شيوخ عشائر المنطقة، قبل يومين».
وتصاعدت وتيرة الهجمات، التي تشنها في الغالب خلايا نائمة لـ«تنظيم الدولة»، في المناطق الواقعة على حدود محافظتي كركوك (شمال) وديالى، حيث يتخذ عدد كبير من خلايا التنظيم المنطقة الجبلية الوعرة في حمرين، ملاذا للاختباء من القوات الحكومية، ومن هناك يشنون هجمات في المنطقة المحيطة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، أعلن العراق استعادة جميع أراضيه من قبضة «الدولة»، الذي سيطر عليها في 2014، والتي قدرت بثلث مساحة البلاد، إثر حملات عسكرية متواصلة منذ ثلاث سنوات بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ولا يزال «الدولة»، يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجيا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي اتبعها قبل 2014.

العبادي في ذكرى تحرير تكريت: الإرهاب الذي أراد أن يفرقنا فشل وشعبنا انتصر
العثور على رفات 158 من ضحايا مجزرة سبايكر… وقصف على موقع لتنظيم «الدولة» شرقي العراق

مطالبات بدعم دولي لإعادة إعمار جامعة الموصل

Posted: 02 Apr 2018 02:16 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي»: قبل أيام، احتفلت جامعة الموصل بذكرى تأسيسها الـ51، وكان الدمار والخراب قد خيّم على معالمها بعد ما تعرضت له من عمليات عسكرية خلال تحرير المدينة من تنظيم «الدولة الإسلامية».
أساتذة وطلبة مواطنون، أعربوا عن أملهم أن تكون هناك التفاتة دولية ودعم من أجل إعادة إعمار وبناء مباني الجامعة التي دمرتها الحرب ودعمها بالأجهزة والمختبرات العلمية الحديثة، إضافة إلى دعمها بالكتب والمجلدات بمختلف أنواعها، بعد أن عمد التنظيم إلى إحراق المكتبة المركزية في الجامعة.
محمد صلاح، قال لـ«القدس العربي»: إن «من الواجبات التي يجب القيام بها من الجانب الحكومي أو المجتمع الدولي وأولى الخطوات، هي إعادة إعمار ما تدمر من الجامعة جراء العمليات العسكرية».
وأعتبر أن «أول ما يجب إعادة إعماره هو بناء المكتبة المركزية، وذلك لأهميتها كونها قلب الجامعة والمحرك الرئيسي للأساتذة والطلاب».
وطالب أيضاً أن «تكون هناك منح دراسية للأساتذة والطلاب وإرسالهم إلى جامعات عريقة ورصينة في دول العالم الأخرى»، داعياً إلى «دعم الأساتذة كونه وقع عليهم ظلم كبير خلال السنوات السابقة».
الأستاذ الجامعي، بشير صالح بيّن لـ«القدس العربي» أن «على العالم بأسره أن يلتفت إلى هذا الصرح العلمي العظيم ودعمه من خلال إعمار البنايات المهدمة جراء الحرب الأخيرة».
وتابع: «يجب أيضا تجهيز الجامعة بالمختبرات العلمية الحديثة لمواكبة عجلة تطور البحث العلمي والتطبيقي، وكذلك عقد الندوات والمؤتمرات من داخل أروقة الجامعة، ولفت الانتباه لما لهذه الجامعة من دور كبير في تطوير المدينة ودفع عجلة التقدم العلمي فيها خلال العقود الماضية».
أما الطالبة حنين الدباغ، فأعتبرت أن «في بداية الأمر نحتاج إلى تغيير المناهج كوننا لازلنا نعتمد على كثير من المناهج القديمة على الرغم من حدوث تغيير في فترة ما قبل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، ولكنه لم يكن بالمستوى المطلوب».
وأكدت على «ضرورة إعادة الإعمار، وأن يكون ذلك بيد المنظمات أو الدول المانحة لعدم حصول حالات سرقة أو اختلاس للأموال في حال تحويلها إلى العراق».
وواصلت: «نحن في حاجة إلى الشباب وضخ دماء جديدة والاستفادة من خبراتهم في النظام الحديث، إضافة إلى البعثات والدورات التدريبية والتخلص من الروتين من المعاملات المعقدة وغيرها».
كذلك، أوضح الطالب أحمد أبو هاجر، أن «على الدول الاهتمام بجامعة الموصل على أقل تقدير، وينبغي أن يكون هذه الاهتمام أولا دعم عمران الجامعة وإصلاح ما يمكن إصلاحه وكذلك دعم الطلاب معنويا وعلميا من خلال فتح دورات مناقشة صحية واضحة ترسخ في ذهن الطالب مبدأ السلام والتساوي ونبذ الخلافات والحقد والكراهية على كل الصعد من قومية أو طائفية أو عرقية».
ابراهيم، وهو طالب من الموصل، تحدث عن معاناته هو وزملاؤه قائلاً: «أنا أتكلم كطالب نزحت من نينوى في وقت سيطرة تنظيم الدولة، وكنت أتمنى أن أعود للدراسة في جامعة الموصل التي رأيتها قبل سقوط المدينة، لكن بعدما رأيتها عند رجوعنا تغير رأيي تماماً، حيث أن مبانيها المدمرة وسوء خدماتها خنجر في خاصرة طموح أي طالب كان ينوي الدراسة هناك».
ولفت إلى أن «احتفال الطلبة في ذكرى تأسيس الجامعة، هو رسالة يناشد فيها طلابها العالم أجمع بالنظر إلى حال هذا الصرح العلمي العريق والمطالبة بمساهمة الدول في إعادة إعمارها ودعمها في كافة المجالات».

مطالبات بدعم دولي لإعادة إعمار جامعة الموصل

عمر الجبوري

هنية يهاتف أبو الغيط ويبحث «جريمة الاحتلال» ضد مسيرة العودة

Posted: 02 Apr 2018 02:15 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: بحث إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، خلال اتصال هاتفي، الأحداث التي شهدتها مناطق قطاع غزة الجمعة الماضية، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى كثر.
وأكد خلال الاتصال على أهمية التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لـ «مقاضاة الاحتلال وقادته»، وكذلك على ضرورة التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لـ «بحث الجريمة الإسرائيلية».
وأكد مكتب هنية أنه دعا إلى تشكيل «لجنة تحقيق دولية خاصة» في ظل عرقلة الولايات المتحدة لإصدار الأمم المتحدة بيانا منصفا للشعب الفلسطيني ولضحايا المجزرة الإسرائيلية.
وشدد أبو الغيط على موقفه القاطع بإدانة الجريمة الإسرائيلية بحق المشاركين في المسيرة السلمية، مشيرا إلى أن الجامعة العربية ستعقد اليوم الثلاثاء اجتماعا لمناقشة هذا الأمر، وستخذ القرارات اللازمة والمتناسبة مع الحدث.
وعبر أبو الغيط عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وتعازيه الحارة لأهالي الشهداء، وأمانيه بالشفاء العاجل للجرحى.
وتم الاتفاق خلال الاتصال على «استمرار المشاورات والتواصل» لمتابعة التطورات، «لاسيما وأن ما قام به جنود الاحتلال له تأثيراته في الرأي العام الدولي والإقليمي لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية».

هنية يهاتف أبو الغيط ويبحث «جريمة الاحتلال» ضد مسيرة العودة

«الأونروا»: قطر ستصبح واحدة من كبرىات الجهات المانحة في فترة تعاني فيها الوكالة من أزمة مالية كبيرة

Posted: 02 Apr 2018 02:15 PM PDT

الدوحة «القدس العربي» : ثمنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، الدعم المالي الذي أعلنته دولة قطر خلال المؤتمر الوزاري الاستثنائي لدعم الوكالة، الذي عقد في منتصف آذار/ مارس الماضي في العاصمة الإيطالية، روما، ووصفته بـ «غير المسبوق».
وأكدت في بيان أمس الإثنين نقلته كالة الأنباء القطرية، أن «قطر بتعهدها غير المسبوق بالتبرع للوكالة بمبلغ 50 مليون دولار، ستصبح واحدة من كبرى الجهات المانحة، وسيكون لها أثر رئيس في قدرة «الأونروا»، على مواصلة خدماتها الحيوية لمجتمع لاجئي فلسطين المعرض للمخاطر وذلك خلال فترة تعاني فيها الوكالة من أزمة مالية كبيرة».
وأشار البيان إلى أن دولة قطر قدمت «التعهد الأكبر» خلال المؤتمر الوزاري الذي عقد تحت عنوان «المحافظة على الكرامة، والتشارك بالمسؤولية، والحشد لعمل جماعي من أجل الأونروا»، وهو ما من شأنه أن يحمي سبل وصول أطفال لاجئي فلسطين إلى التعليم في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان لما تبقى من السنة الدراسية الحالية، علاوة على ضمان استمرار الخدمات الأساسية والضرورية الأخرى التي تقدمها الوكالة للاجئي فلسطين في الشرق الأوسط.
وأعرب بيير كرينبول المفوض العام للأونروا في كلمة تضمنها البيان، عن امتنانه لدولة قطر، قائلا «إنني أحيي قطر على قيامها بترجمة التزامها السياسي إلى أفعال وعلى دعمها لمجتمع لاجئي فلسطين في المنطقة، وإنني ممتن للغاية للحكومة على هذا الإعلان الرائع وللشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية على ثقته القوية في الأونروا».
وأكد البيان أن «الشراكة بين الأونروا وبين دولة قطر دأبت على النمو منذ سنوات، وستدخل الآن مع هذا التبرع غير المسبوق مرحلة جديدة، مع تركيز كبير على التعليم، بما في ذلك التعليم في حالات الطوارئ، وتحديدا في كل من سوريا وغزة».
وقد أعرب أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم ، في 23 آذار/ مارس الماضي عن شكره وامتنانه لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على تعهد دولة قطر السخي بتقديم 50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».
وكان المفوض العام لـ «الأونروا»، قد دعا الدول الأخرى في مؤتمر صحافي، إلى «أن تحذو حذو دولة قطر»، والتبرع للوكالة الأممية لمساعدتها على مواصلة تقديم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني.
وأضاف «يجب أن نعمل بجد من أجل تأمين النقص الحاصل في ميزانية «الأونروا»، والـ 100 مليون دولار الإضافية التي دفعت لنا خطوة جيدة لكنها ليست كافية.. علينا العمل بشكل أكبر لتوفير تمويل يكفي لنهاية العام»، مبينا أن الوكالة تتخذ كل الإجراءات الضرورية من أجل حماية التفويض الممنوح لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويعد تبرع دولة قطر خلال المؤتمر الوزاري الاستثنائي الأخير هو التبرع الأكبر ضمن التعهدات التي قدمتها الدول المانحة المشاركة، وبلغ 50 في المئة من مجمل التعهدات للوكالة التي بلغ عجزها التمويلي أخيرا مستويات حرجة.
وقد عقد المؤتمر الاستثنائي بعد أن قررت الولايات المتحدة الأمريكية تعليق 65 مليون دولار من مجمل مساهمتها في تمويل الوكالة، بذريعة أنها بحاجة إلى إعادة تقييم جذري «للطريقة التي تعمل بها وتمول بها»، فيما أعلنت نكي هيلي السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة قبل ذلك أن بلادها ستوقف مساهماتها المالية للأونروا لإجبار الفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل.
وبدأت وكالة الأونروا عملياتها فعليا في أيار/مايو 1950 وتأسست نتيجة النزاع العربي الإسرائيلي عام 1948، وتدير711 مدرسة و143عيادة، وتقدم خدمات اجتماعية وإغاثية وإقراضية لتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين والحفاظ على كرامتهم وحقوقهم.
وعند تأسيسها كانت الوكالة تقدم الخدمات لحوالى 750 ألف لاجئ فلسطيني، أما اليوم فهناك أكثر من 5.9 مليون لاجئ فلسطيني يحق لهم الاستفادة من خدماتها، ويعتبر لاجئا فلسطينيا كل من كانت فلسطين مكان إقامته الفعلية في الفترة الواقعة بين حزيران/ يونيو 1946 وأيار/ مايو 1948، وفقد كل ممتلكاته وأمواله ومنزله بسبب الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948.

«الأونروا»: قطر ستصبح واحدة من كبرىات الجهات المانحة في فترة تعاني فيها الوكالة من أزمة مالية كبيرة

الجهد العرفاني في الكلام اليومي

Posted: 02 Apr 2018 02:14 PM PDT

أن تقول لي: (صباح الخير) في الصباح وأردّ تحيّتك بمثلها فأقول: (صباح النور)، فذلك لا يكلفني ولا يكلفك جهدا إدراكيا في فهمه لأنّه كلام عاديّ رتيب نقوله كل يوم في هذا التوقيت ولأنّه كلام مباشر ليست تحته دلالات ضمنيّة. لكن أن أقول لك صباح الخير بطريقة غير مألوفة من نوع: (ليكُنْ صباحُك كنور قلبكǃ) أو (الخير مع صباحك حلّ)،فسأكلّف ذهنك جهدا أكبر في معالجة هذه التحية التي تخرج عن المالوف.
الجهد العرفانيّ هو جهد ذهنيّ في التفكير وفي معالجة نشاط يسمّى عرفانيّا كالكلام والمشي والتذكّر وغيرها من الأعمال التي يعالجها ذهننا يوميّا مرّات. فعند الكلام يبذل المتكلم جهدا في بنائه وتأليفه ليقول ما يريد وما يراد للمتلقّي أن يفهمه كي يتمّ التواصل؛ وعند الاستماع إلى ما يقوله المخاطب،يبذل المستمع جهدا لكي يفهم هذا هو الجهد العرفاني الذي يعنينا ههنا.
بساطة (صباح الخير) على ذهني وذهن كلّ من يسمعها منّي تكمن في أنّها عبارة متداولة تعودنا على فهمها مثلما تعودت سيقاننا على المشي. المشي حركة معقّدة جدّا ومعالجة الذهن لها معقّد أيضا وإدراكنا لتعقيدها حدث حين كنا صغارا ننتقل من الحبو إلى المشي، لكنّنا بتنا نمشي مثلما نتنفّس وبتنا نقول صباح الخير ونفهمها مثلما نمشي بكل يُسر. لكن ليس للكلام اليومي دائما هذا الوقع البسيط على الذهن دائما؛ ففي الكلام اليومي ما يقع إدراكه بشقّ الأنفس حتّى إنّ الجهد العرفاني لا يوصل إلى مدارج الفهم فيعود الفهم بخفّي حنين.
حين أستعمل المثل «عاد بخفي حنين» في هذا السياق يبذل ذهن القارئ الآن وهنا جهدا أكبر في الفهم ؛فهو لا شكّ يعرف السياق النظامي لهذا المثل إذ يقال لمن عاد بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها وسيذكر قصّة المثل كما ورد في التراث العربي ثمّ سينظر في السياق الذي أوردتُ فيه العبارة وهو سياق مجازي يشخّص مجرّدا أو «يُحَسْحِسُه» ليجعله يعود من رحلة الفهم خاوي الوفاض. مسكين هذا الذهن كم سيتعب وهو يسعى إلى فهم هذا المثل بما هو قول ثابت مسكوك يستعمل في سياق التعبير عن الفشل والفشل أنواع والفاشلون أضرب. هذا التعب الذهني في فهم عودة غير حنين بخفّي حنين سيهون حين يصل الذهن إلى الفهم: أنّ ذهنا ما لن يفهم؛ لكن تصوّروا قارئا لا يفهم المجاز الدائر حول المثل لأنّه لم يسمع به ولا بقصّته سيكون ذهنه في وضعيّة من عاد بخفيّ حنين والمأساة أنّه لا يعرف لا حُنين ولا خفه الذي عاد به غيره.
في الكلام اليومي البسيط لا توجد رسالة أحاديّة الدلالة وأن نتحدّث عن دلالة أحاديّة للكلام فذلك من باب التبسيط لا غير ؛ حين أسأل التّاجر: هل عندك ملح؟ يمكن ألاّ يفهم السؤال فهما بريئا براءة من صاغه فسيجيبني: وماذا أفعل هنا إن لم يكن عندي الملح؟ لقد فهم التاجر غير ما قصدته : فهم أنّ سؤالي ما كان عليه أن يطرح وأنّ دكّان تاجر بلا ملح هو كقدر طعام بلا ملح وسأفهم من سؤاله أنه لا يسألني بل يتعجّب وأنّه منزعج مني وربما فهمت من ذلك أنّه عصبي أو مزاجي أو سيئ الخلق وربّما تأففت من تأوليه فأقول «أوف ǃ» وأخرج.. وربما قال عندئذ: «ولا تقل لهما أفّ» فأجيبه : ما أبعدك عن أبي.. حديث يوميّ كهذا ليس يسيرا، إذ فيه جهد إدراكي كبير من الطرفين. فيه يعالج الذهن لا الدلالة المباشرة بل المتخفية وراءها. في معالجة الكلام اليومي قرار يتخذه الذهن لتغليب دلالة على أخرى وهذا القرار يتطلب بذل مجهود في الفرز والاختيار. أن يجيب التاجر : نعم عندي ملح، وهو يعلم أنّ سؤالي ساذج ليس له أن يطرح، ففي ذلك الجواب اختيار بعد اتّخاذ قرار بالجنوح إلى جهة غير مشاكسة. لكن تصوّروا أن يقول لي التاجر بعد تأفّفي «ولا تقل لهما أف» ولكني لا أفهم ما قصد إمّا لأنّي لا أعرف الآية أو لأنّي أعرف الآية ولم أتبيّن القصد من استخدامها، فإنّي عندئذ سأفشل بعد جهد إدراكي كبير في الفهم وبالطبع سيكون من الهزليّ جدا أن أعود إلى التاجر و أرجوه أن يشرح لي ما قصد؛ سيكون طلبي الشرحَ حجة عليّ وبرهان هزيمة مدوّية لذلك سأتحمّل خذلان ذهني لي وقلّة ذات اليد الثقافيّة وسأنصرف لا هازما ولا مدحورا.
الجهد الإدراكي يبرز أكثر في التواصل بكلام غير صريح أو مباشر في ذلك الكلام على المتكلم أن يفهمه بجهده الذاتي. نحن نجنح إلى الكلام الضمني هروبا من الإزعاج أو رغبة في التخفي. هناك ضربان من الضمني: المقتضى والتلميح. المقتضى هو معلومة ضمنية تستنتج من كلمة أو أكثر موجودة في الملفوظ فحين أقول :( توقّف زيد عن التدخين) فإنّ في هذا الكلام اقتضاء معلومتين :أولاهما أنّ زيدا لا يدخّن الآن و الثانية أنّ زيدا كان يدخّن سابقا. ذهني سيعالج المعلومة وسيتّخذ قرارا يجعل مضمون الأولى هو الهدف المؤكّد من التواصل، وسيجعل مضمون المعلومة الثانية شيئا كماليّا أو معلومات إضافية ملحقة أو أكسسوارات. تصوّروا أني أسأل عن المعلومة الثانية سؤالا صريحا: هل كان زيد يدخّن؟ لن يكون هذا السؤال ساذجا لأنّي قصدت أني لم ألاحظ أنّه دخّن حين كان يدخّن وعلى ذهن سامعي أن يفهم هذا الفهم وسيجيبني مثلا: «زيد يحترم أساتذته احتراما كبيرا» سننتقل بذلك من المقتضى إلى التلميح في ثوان.
التلميح حسب أوركيوني هو كلّ المعلومات القابلة لأن تستثار بواسطة قول معطى ولكنّ تحقّقه يظلّ رهينا بخصوصيّات السياق الذي قيل فيه؛ فعلى سبيل المثال قول من نوع (إنّها التاسعة صباحا) يمكن أن يدلّ حسب السياق على أنّ الوقت متّسع أ وضيّق؛ فإن قلتها لشخص له موعد في منتصف النهار وفي مكان قريب، فأنت تذكّره بأنّ الوقت الكافي ما يزال أمامه؛ وإن كان الموعد على الساعة التاسعة والنصف في مكان بعيد، فهذا يعني أنّ الوقت ضيّق والموعد يمكن أن يبطل. الجواب التلميحي يسْتنتج بالاعتماد على ما يسمّى الحوسبة التأويلية أي اعتمادا على ما لدينا من مواضعات ومن قدرة تأويلية تجعلنا نحوسب الكلام لا في ضوء ما يحمله من دلالة مباشرة بل ما يرمي إليه عبر مسافات.
نحن نبذل يوميّا في نشاطنا الكلاميّ جهدا عرفانيا مهمّا يقبل الحوسبة الذهنية ويقبل القياس و العدّ بمقاييس ليس هذا المقام صالحا للخوض فيها لدقتها، لكنّه يظلّ خفيّا لا يمكن أن يرى بل لا يمكن أن يُلمس أو يشتكى منه؛ فقد يشكو المرء من طول المشي ومن عناء الحفر بالفأس غير أنّه لن يشكو من فرط التّعب من الفهم أو من قلّة الفهم ربّما لأنّ فكّ شيفرة الكلام في مرات كثيرة تنسي حلاوته مرارة الجهد المبذول فيه: أي أنّ الذهن يسعد في تحصيل الفهم فلا يشعرنا بأنّه أشقانا.

٭ أستاذ اللسانيّات في الجامعة التونسية

الجهد العرفاني في الكلام اليومي

توفيق قريرة

الممثل الفلسطيني محمد بكري ينال جائزة أفضل دور رجالي في مهرجان تطوان

Posted: 02 Apr 2018 02:14 PM PDT

تطوان- «القدس العربي»: فاز الممثل الفلسطيني محمد بكري بجائزة أحسن دور رجالي عن دوره في فيلم «واجب» لمخرجته آن ماري جاسر، وذلك ضمن مسابقة الأفلام الطويلة الروائية والوثائقية المعروضة في مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط في دورته الرابعة و العشرين، حيث تبارت تسعة أفلام من أصل عشرين فيلما تم عرض أغلبها للمرة الأولى.
محمد بكري، الذي اختارته لجنة التحكيم، كأحسن دور رجالي، شارك بطولة «واجب « إلى جانب ابنه صالح بكري، وفاز الفيلم نهاية السنة الماضية بجائزة أفضل فيلم روائي في مسابقة «المهر الذهبي» في مهرجان السينما الدولي في دبي وحصل بكري على جائزة أفضل ممثل في المهرجان مناصفة مع ابنه، وكانت وزارة الثقافة الفسلطينية قد أعلنت عن ترشيح الفيلم في جوائز الأوسكار عام 2018 .

بعد 15 سنة

وعبر بكري، الذي حضر أول مرة لمهرجان تطوان، عن سعادته بتواجده ضمن مسابقة تطوان بعد خمس عشرة سنة من رغبته في الحضور، كان قد تفاجأ بعد عرض الفيلم وفتح النقاش أمام الجمهور بنقد لاذع من قبل بعض المتفرجين، حيث وصف أحدهم الفيلم بأنه «يجسد نوعا من التطبيع مع الكيان الصهيوني»، فيما عاتب آخرون بكري على ما سموه «غياب فلسطين مقابل حضور المحتل».. إلا أن بكري تفاعل مع المتدخلين متفهما التعاطف الذي تحظى به القضية الفلسطينية وسط المغاربة واعتيادهم على صورة البطل في كل عمل فلسطيني، وهي صورة نمطية تحاكم الإبداع الفسلطيني من زاوية رغبة المتلقي أن يرى الفلسطيني الشهيد والمقاوم الحامل للسلاح في وجه الاحتلال، وهو رد فعل طبيعي عن فيلم فاجأ الجمهور بالخروج عن النمط.
وقال لـ «القدس العربي» تعليقا على تفاعل الجمهور، إنه وجد نفسه مع جمهور مثقف، يحترم السينما وجمهور مسيس له اطلاع على الوضع السياسي الفلسطيني وغالبية الأسئلة كانت ذكية»، مضيفا في تعليقه على الحدث الذي أثاره أحد المشاهدين بنقده الحاد «أنا فوجئت بالسؤال، لكني تفهمت الرجل وأحترمته رغم أني لا أوافق على ما قال لكني أحترم مشاعره لأنه يعبر عن لسان حال الإنسان المغربي المتعاطف مع الشعب الفلسطيني، والذي يريد لهذا الشعب أن يتحرر ويريد أن يحافظ على تلك الصورة الجملية عن المناضل الفلسطيني البطل، لكنه في الوقت نفسه بعيد عن الواقع الذي نعيشه»، قائلا إن بعض المواقف أحيانا يكون فيها نوع من المزايدة في العالم العربي وإن الإنسان العربي لا يعرف جيدا معادلة الصراع مع إسرائيل التي يحيا على وقعها الإنسان الفلسطيني، وإن «واجب» الذي تم تصويره في الناصرة واجه الطاقم صعوبات أثناء التصوير، خاصـة في الناصرة العليا حيـث تسـكن الأغـلبية اليهـودية الإسرائيلة، وحيث تم منع الطاقم من التصوير منعـا باتا.
وقال الأكاديمي والناقد السينمائي التونسي كمال بنوناس، إن «واجب» فيلم «جريء لأنه يحاول إعطاء نظرة عن حياة الفلسطيني بعيدا عن الوضعية السياسية البحتة» وإنه «يعطي نظرة إنسانية فيها حوار بين الفرد والمجموعة»، لافتا الانتباه لكونه مرتبطا بفكرة الحدود و»الحدود هي مكان للتوتر وأيضا للتصالح» وبأن هناك مستويين من الحدود في الفيلم، المستوى الأول بين فلسطين وإسرائيل وهي حدود سياسية وهوياتية وثقافية ودينية، وفي الوقت نفسه حدود بين الأب والابن، حدود بين جيلين ورؤيتين مختلفتين للعلاقة مع المحتل، علاقة فيها قطيعة وتصادم وتوتر، لكن الاثنين يبقيان على التواصل، الأب يرى أنه وراء الحدود هناك إمكانية للتواصل باسم العلاقات الإنسانية والصداقة وهو ما يظهر في المشهد حيث يحتدم التوتر بين الابن وأبيه حين يصر هذا الأخير على رغبته في دعوة إسرائيلي لحفل زفاف ابنته، في حين أن الابن في نظر بن وناس يريد التخلص من سيطرة الأب حيث خلف الاختلاف مع أبيه تكمن علاقة «عقدة أوديب» مع إمكانية دائمة للتواصل، وفي الحالتين الفيلم لا يعطي حلا في رأي الناقد ويترك للمتفرج الحرية لأن الإشكالية ليست هي الحل بل في النقاش، يقول بنووناس.

تجسيد لرأيين

وقال محمد بوعيادي، ناقد سينمائي مغربي، لـ «القدس العربي» حول الفيلم وهو يرى فيه تجسيدا لرأيين داخل فلسطين، رأي يرفض وجود الاحتلال يمثله الجيل الشاب في شخص الابن ورأي مع التعايش يجسده الأب، الـذي يعيـش داخـل الأرضي المـحتلة وكلاهـما ضـحايا للاحـتلال، قائلا إن «الفـيلم كان مفاجئا أن يظـهر في سنة 2017 بما تعـرفه القضـية الفلسـطينية من مــسـار».
وأضاف أنه «كان ملفتا محاولة الفيلم الدفاع عن فكرة أن هناك إمكانية للتعايش وللانطلاق الآن، يعني نسيان جراح الماضي والتركيز على اليوم و الغذ». ومن الناحية السينمائية يقول الناقد إن «الفيلم فيه كتابة جميلة ونحن نتابع تسلسل الأحداث، خاصة أثناء التنقل عبر الفضاءات لتوزيع بطائق الدعوة للعرس، والدعوات كانت مطية للحكي لترصد لنا المخرجة واقع المجتمع الفلسطيني».
«واجب»، الذي حظي بطله بكري بجائزة مهرجان تطوان، من الأفلام القليلة التي تتناول حياة الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، فرغم أن الاحتلال لا يظهر بشكل قوي في الفيلم ويكون خلفية في بعض المشاهد، ّإلا أنه يلقي بثقله داخل البيوت الفلسطينية التي يفتحها الفيلم أمام المشاهد أثناء جولة الأب والابن للقيام بواجب الدعوات لعرس زفاف ابنة أبو شادي، هذا الأخير يعيش في الناصرة وتركته زوجته منذ زمن بعدما اختار حياة أخرى خارج البلد، في حين الابن شادي يعيش في إيطاليا مع صديقته الفلسطينية الأمر الذي لا يستسيغه الأب، العلاقة بين شادي وأبو شادي فيها شد وجذب طيلة الفيلم تزداد ويصل التوتر أقصاه حين يصر الأب على دعوة شخص إسرائيلي للعرس ويرفض الابن ذلك فيطفو للسطح نقاش حاد بين الاثنين حول الاحتلال وفلسطين ومن غادرها ومن بقي فيها، ليفترقا في الطريق ويعود كل واحد منهما أدراجه لوحده، وفي الطريق يصادف الابن أحد الجيران الذي يحدثه عن طيبة أبو شادي وتضحياته، يجتمع الأب والابن في الأخير يدخنان معا بعدما كانا قد توقفا عن ذلك ويخوضان في الحديث من جديد.

الممثل الفلسطيني محمد بكري ينال جائزة أفضل دور رجالي في مهرجان تطوان
بعد إثارة الفيلم جدلا داخل قاعة السينما المغربية
سعيدة الكامل

فن العمالة أو عمالة الفن في العراق

Posted: 02 Apr 2018 02:13 PM PDT

نشر موقع جمعية التشكيليين العراقيين، خبرا عن زيارة وفد من الجمعية لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم، يوم 28 آذار / مارس. ضم الوفد نائب رئيس الجمعية حسن ابراهيم وأمين السر قاسم حمزة فرهود وسعد الربيعي و محمد شوقي.
كان من الممكن ان يمر الخبر، كما غيره، دون ان يلاحظه أحد، لولا نشره على صفحات التواصل الاجتماعي، واثارته تعليقات تراوح ما بين الاتهام بالنفاق والعمالة للمحتل والانحطاط الفني. فما الذي فعله الوفد بالضبط ليثير هذه الضجة؟ يشير بيان الزيارة إلى ان أعضاء الوفد، استعرضوا، خلال اللقاء، مشاريع الجمعية والمشاكل والمعاناة التي تواجه الفنانين ومتطلبات تسهيل مشاركة الفنانين المغتربين في معارض الجمعية. فعبر رئيس الجمهورية « عن الاستعداد لدعم الفنانين… ومفاتحة الجهات الرسمية ذات الصلة». ثم قدم الوفد لوحة تشكيلية هدية له « تعبيراً عن تقدير الفنانين لمواقفه الداعمة للثقافة ومبدعيها».
هناك، طبعا، هلامية سياسية تحيط بتصريح رئيس الجمهورية حول دعمه للفنانين كما تحيط برد الوفد المثير للاستغراب حول طبيعة ونوعية « مواقفه الداعمة للثقافة ومبدعيها»، وتخويل اعضاء الوفد، انفسهم، النطق باسم المثقفين.
الا ان معظم التعليقات على الفيسبوك، لا تتطرق إلى مصداقية التصريحات أو جوفائيتها بل إلى سبب آخر، وهو التساؤل عن دافع توجه وفد يمثل الفنانين العراقيين لزيارة سياسي، هو وجه من الوجوه المعروفة بتعاونها التاريخي مع المحتل، وتقديم هدية له، بتوقيت يستحق الادانة لا التكريم، أي بمناسبة مرور 15 عاما على الاحتلال، والشعب يعيش ما سببه الاحتلال، من خراب عمراني وبشري، باعتراف شعوب دول الاحتلال نفسها ؟ لا يجد قارئ التهم المتبادلة، بين فنانين اعضاء بالجمعية، أجوبة مقنعة مما يقوده إلى تساؤلات اضافية، على غرار: لم التعليقات الجارحة، وشخصنة المواقف، وتوجيه الاتهامات المعاكسة بالداعشية، ودعم الإرهاب باسم المقاومة… هل هذه هي المرة الاولى التي يزور فيها الفنانون مسؤولين حكوميين، أو يساهمون بمعارض تقام في سفارات دول، لعبت دورا باحتلال العراق وتدميره؟ ماذا عن المعرض الذي إقامته السفارة البريطانية، ببغداد، يوم 4 ـ 3 ـ 2018 « لنخبة من التشكيليات العراقيات وبالتعاون مع جمعية التشكيليين العراقيين وقد حضر المعرض مجموعة من الشخصيات وفِي مقدمتهم السفير البريطاني في بغداد والسيد فلاح العاني مدير العلاقات الثقافية ـ في وزارة الثقافة، والسيد محمد التميمي مدير عام دائرة المنظمات غير الحكومية والفنان قاسم السبتي رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين»؟ أليس هناك ما يثير المرارة في اقامة المعرض بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة، وكأن المرأة العراقية تعيش الفردوس الارضي منذ « تحريرها» من قبل القوات البريطانية؟
ولكن، ما الذي يتوجب على الفنان، والمثقف عموما عمله، وهو يعيش تحت الاحتلال أو حكوماته بالنيابة؟ هل يبين رأيه صراحة فيعرض حياته وعائلته للخطر، أو يصمت، أو يماشي القوى الموجودة لحين انقضاء المحنة؟ هذه الاسئلة لا تقتصر على الفنان العراقي بل واجهها، عام 1940، جيل كامل من الفنانين والمثقفين الفرنسيين، الذين كانوا حتى ذلك الحين، يفتخرون بقيادة عاصمة العالم الثقافية، حين وجدوا انفسهم، بعد توقيع اتفاقية « سلام» مهينة، يعيشون تحت الاحتلال النازي وحكومة فرنسية متعاونة مع الاحتلال.
كان الوضع معقدا. اختار الفنانون السورياليون مغادرة فرنسا هربا من التصفية الجسدية فاتهمهم المتعاونون مع الاحتلال بما هو أكثر من الجبن. اتهموهم بان فنونهم وكتاباتهم « المنحلة» مهدت الارضية لاحتلال فرنسا! كان هذا تبريرهم « الاخلاقي» لخيانة بلدهم أو التعاون، بدرجات مختلفة، مع المحتل، لتقويض الثقافة الفرنسية من الداخل، خاصة وان النازيين، كان يهدفون إلى محاربة الثقافة بنفس القوة المستخدمة لتحقيق الانتصار العسكري.
يميز فريدريك سبوتس في كتابه « السلام المخجل: كيف نجح الفنانون والمثقفون الفرنسيون في البقاء تحت الاحتلال النازي»، بين العمالة السلبية والعمالة النشطة. فتحت « العمالة السلبية» يدرج سلسلة التنازلات التي يبديها «المجتمع الفني» للمحتل ووكلائه، المتراوحة بين الاستمرار في النشر، وأقامة المعارض، أو المشاركة في المسرحيات إلى القبول بالمنح والدعم المادي. أما « العمالة النشطة» فمعناها ان يتصرف المثقف كوكيل للدعاية الألمانية.
وحسب سبوتس « لم يكن هناك نقص في المتطوعين على جميع مستويات المجتمع الباريسي». من بينهم من كان يحلم بحل الماني للوضع السياسي المتدهور بفرنسا ما قبل الاحتلال. من بين أولئك الذين تم تعظيمهم في تلك الحقبة، كتابا وفنانين، قبلوا بشكل متكرر، دعوات كارل هاينز بريمر، نائب القنصل ومدير المعهد الالماني بباريس، إلى حفلات الاستقبال الفخمة في المعهد الألماني. وكان من أهم الأسماء النحات شارل ديسبياو، والشاعر والروائي أبيل بونار، وعازف البيانو ألفريد كورتوت، والكاهن جان مايول دي لوبيه.
ان وضع الفنان والمثقف العراقي، على تعقيداته، ليس فريدا من نوعه، وان التاريخ، رغم التطورات العلمية المذهلة، وتغير هيكلة الجيوش وتحديث اساليب الحرب والهيمنة، لا يزال يكرر نفسه من ناحية تفاعلات السلوك الانساني. حيث تقودنا قراءة تفاصيل عن حياة الشعوب تحت الاحتلال إلى اكتشاف التماثلات إلى حد التطابق، احيانا. فموقف المثقف الفرنسي الحالم بالحل الالماني عبر الاحتلال مماثل لوهم مثقفين عراقيين بـ « التغيير» أو « التحرير « الامريكي.
واذا كان الكاهن الفرنسي لوبيه معروفا بتراتيله الدينية للغزاة وهم يؤدون التحية النازية « هايل هتلر»، فان أكبر وليمة حضرها قائد الاحتلال بول بريمر اقامها له رجل دين عراقي. وبينما كان دخان حرق المكتبات والمسارح والجامعات لايزال يغطي بغداد، وصدى قاذفات « الصدمة والترويع» يرعب الاطفال، وفي لحظة تماثل موسيقى الامبراطور نيرون وهو يراقب حرق روما 68 عاما قبل الميلاد، توجه اعضاء الفرقة السمفونية العراقية، منتصف كانون الأول/ديسمبر2003، إلى واشنطن، برعاية وزارة خارجية دولة الاحتلال، لاقامة حفل حضره وصفق له مجرم الحرب جورج بوش وزوجته، ووزير الخارجية كولن باول، وعددا آخر من المسؤولين الامريكيين، بحضور عضو مجلس الحكم عدنان الباججي، الذي يهوى الموسيقى الكلاسيكية ويعتبرها ضرورية لحياته، ولا يستطيع الاستغناء عنها، كما يذكر بمذكراته « في عين الاعصار». ما اود التأكيد عليه هنا، ان الامثلة المذكورة اعلاه، مثيرة للأسى، أكثر من غيرها، لأنها تمت بشكل تطوعي، ولم يخضع القائمون بها لأي ضغط كان، الا انها تبقى افعالا استثنائية، لا تشمل كل الفنانين أو المثقفين، فهناك من يخاطر بحياته لقول الحقيقة ومواصلة العمل بلا مساومة أو استخذاء، لأنه يؤمن بأنه يمتلك ثروة من الكلمات والالوان لا يستطيع الغزاة والطغاة، مهما حاولوا، الاستحواذ عليها.

٭ كاتبة من العراق

فن العمالة أو عمالة الفن في العراق

هيفاء زنكنة

أنبياء مصر الجدد!

Posted: 02 Apr 2018 02:13 PM PDT

نشأت في مصر، وتأصلت، طريقة جديدة، عجيبة يجب أن نقول، من طرق العمل التلفزيوني. ونشأت معها، وتأصلت، فئة جديدة، عجيبة هي كذلك، من المذيعين ومقدمي البرامج. لا أعتقد أنها كثيرة المحطات التلفزيونية في العالم، التي تسمح لمذيع أو اثنين باحتلال ساعتين من الزمن التلفزيوني، وفي وقت الذروة، يقول خلالهما ما يشاء عمّا يشاء، ويفتي في قضايا محلية وإقليمية ودولية، ثم يمضي. وفي الغد يعيد الكرة. وفوق هذا، يبدو أن القنوات المصرية تمنح رواتب مجزية وامتيازات مادية مغرية للأنبياء الجدد الذين باتوا يتنافسون في ما بينهم ويتنافس عليهم المعلنون.
الموضوع مثير للفضول ويطرح أكثر من سؤال: كيف يُسمح لهؤلاء المذيعين بكل هذا الهامش من الحرية في بلد مأزوم بمجتمع يغلي ومنطقة ملتهبة؟ الجواب، كما قد يرد، يكمن في أنهم ماضون في أسلوبهم «طالما لم يقتربوا من العرش ولم يغردوا خارج سرب الواقع السياسي الموجود». والحال أن هناك جهات عليا تشجعهم وتحميهم لأنهم بمثابة جيش تلفزيوني (على طريقة الجيوش الإلكترونية التي اخترعتها الأنظمة الديكتاتورية في السنوات الأخيرة).
الوجه الآخر للسؤال هو: كيف يسمح هؤلاء المذيعون لأنفسهم بكل هذه الأدوار الخطيرة من دون أدنى شعور بالمسؤولية، وبلا حرج أو حياء؟ ومن أين يأتون بكل تلك الثقة في النفس وكأنهم لا ينطقون عن هوى؟ الجواب، كما قد يأتي، يكمن في أن هؤلاء الرجال والنساء «يؤمنون بأنهم يؤدون واجبا وطنيا مقدسا، ولتذهب مفاهيم وأخلاقيات العمل الصحافي والتلفزيوني إلى الجحيم».
أحد هؤلاء المذيعين قال بالفم الملآن قبل أسبوعين ـ من بين ما قال ـ إن أمير قطر «باع» كورنيش العاصمة الدوحة لقوات حلف الناتو وهي الآن تمنعه عن العامة. وقال بثقة كبرى إن الجيش التركي أخذ قطعة من الكورنيش ذاته فلم يبق منه شيء. يحق للمرء أن يتساءل كيف يمتلك صاحب هذا الهراء كل هذه الجرأة على الإدلاء بكلامه هذا من على شاشة تلفزيون من دون أن يرف له جفن.
تناقشت مع صديق مصري على اطلاع جيد بالواقع الإعلامي في بلاده، فقلل من أهمية الأمر كله، وكان رأيه أن هؤلاء المذيعين لا مكان لهم في أوساط عوام المصريين المطحونين الذين يشكلون مصر الحقيقية. وقال إن برامجهم تلك لا يشاهدها أحد، وإن وُجد مَن يشاهدها فلا يوجد مَن يثق فيها ويصدق أصحابها. وقال بثقة إن الناس ستضرب هؤلاء المذيعين «بالجزمة» لو صادفتهم في الشارع!
كان رأيي أن هذه البرامج لها شعبية وجمهور، حتى في غياب دراسات علمية موضوعية وجادة. وحجتي أن هذه الشعبية، وإن قلّت، هي ما يفسر تنافس القنوات المصرية في تقديم ما يسمى برامج «التوك شو» حتى بات المضمون التلفزيوني في مصر وقت الذروة نسخة طبق الأصل.
على منصات الإعلام الاجتماعي (يوتيوب مثلا) تبدو أرقام المشاهدة مرتفعة بوضوح. ويبدو أن المعلنين اقتنعوا بأن تلك البرامج هي الأنسب للترويج لسلعهم حتى باتت بعض الفواصل الإعلانية طويلة ومملة.
وتحليلي أن تلك البرامج «ابنة بيئتها» وتناسب المزاج المصري.. تتحدث لغته وتنتقي موضوعاته وتدغدغ عواطفه وتلامس نقاط ضعفه. ثم نصل إلى الأهم وهو أن السلطة الحاكمة تؤمن هي الأخرى بأهمية هذه البرامج وبقوة الرسالة السياسية عندما تخرج عبر أحد أولئك المذيعين. لا يهم مضمون الرسالة بقدر ما يهم الرسول! السلطة (في مصر والدول التي تشبهها) تعرف سحر التلفزيون ومدى تأثيره على الناس، لذا تصون هذا النوع من البرامج وتجتهد في إبعاد عنها كل ما من شأنه أن يسيء إليها أو يطعن في مصداقيتها.
اكتملت الحلقة وتوفرت لهذه البرامج ومقدميها شروط الانتشار والتأثير. سيكون من ضروب المستحيل إقناع أي متابع بأن تلك البرامج مجرد ثرثرة بلا جمهور.
نظريا، وبالبناء على فرضية الشعبية، يستطيع أولئك المذيعون قيادة ثورة على من يشاؤون. وتستطيع تلك البرامج أن توجه المجتمع المصري كيفما شاءت. بيد أن الواقع عكس ذلك تماما. ففي الحالة المصرية لا تشكل تلك البرامج أي إزعاج لأحد. ولا يشكل مذيعوها أدنى خطر على أيٍّ كان. بل تحوَّلوا إلى أدوات لا تشرِّف العمل الصحافي والتلفزيوني.
يهمُّ التنويه إلى أن هذه البرامج تعيش على وجود أعداء. حتى إن لم يوجدوا، فيجب «خلقهم» من العدم. الأزمات والأعداء يزيدون شعبية المذيعين ويرفعون أسهم البرامج. في الغالب الأعم هم ذاتهم أعداء السلطة الحاكمة، مؤقتون ودائمون: مرة حماس الفلسطينية، ومرة أمريكا، ومرة الجزائر، ومرة إيران ومرة السعودية.. حسب الظروف والطلب. هذه الأيام دور قطر، ويبدو أنها ستبقى طويلا في مرمى النيران. لقد وفرت الأزمة الخليجية «دواما كاملا» لهؤلاء المذيعين، على الرغم من أن مصر مجرد كومبارس فيها.

٭ كاتب صحافي جزائري

أنبياء مصر الجدد!

توفيق رباحي

يوم الأرض: حتمية العودة رغم خيانة الحكام

Posted: 02 Apr 2018 02:12 PM PDT

في آذار/ مارس عام 1976 تجرأت سلطات الاحتلال الصهيوني على مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي المسجلة بأسماء مواطنين فلسطينيين، آلت إليهم ملكيتها من الآباء والأجداد على مر عقود من السنين. ولأن الأرض أحد أبرز العوامل المحورية في حياة الإنسان، فقد انتفض أهلنا في كل مدن فلسطين ضد هذا الإجراء التعسفي، وحصلت مواجهات مع قوات الاحتلال دفع فيها شعبنا العديد من الشهداء والجرحى والمعتقلين. وبات الثلاثين من مارس/آذار يوما في الذاكرة الجمعية الفلسطينية، يعني المزيد من الإصرار على حق العودة والتشبث بالحق.
ولأن الذكرى الثانية والأربعين لهذه المناسبة تمر هذا العام والقضية المركزية تواجه محاولات عربية وإقليمية ودولية ليست في صالحها، ولأنها تتعرض لهجمة كبرى تستهدف تصفيتها فقد عزم الشباب والشيوخ والنساء والأطفال في كل مدن وحارات الوطن السليب على أشهار رفضهم لكل تلك المحاولات، من خلال مسيرة أطلق عليها اسم (مسيرة العودة الكبرى)، حيث نصبت الهيئة الوطنية لكسر الحصار خيام العودة على طول الحدود الشرقية مع إسرائيل، وعلى بعد مئات الأمتار من المواقع العسكرية الإسرائيلية، بينما في الجانب الآخر من الحدود نصبت قوات الاحتلال القناصة، واستعملت الطائرات بدون طيار، وواجهت المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع. ورغم أن أقرب نقطة للمتظاهرين من السياج الأمني الإسرائيلي كانت تبعد بحدود أربعمئة متر حتى وصل عدد الشهداء لحد كتابة هذا المقال إلى ما يقرب من عشرين شهيدا وأكثر من ألف وخمسمئة جريح، سقطوا جميعهم داخل الأراضي الفلسطينية في غزة وليس خلف الحدود من جهة الكيان الغاصب، مما يعني أن إسرائيل اتخذت قرارا مسبقا باستعمال العنف ضد التظاهرات السلمية. وهو قرار معروفة دوافعه، لأن أكثر مايقلقها هو الحراك السلمي الذي تجد فيه تعرية تامة لها. وبذلك بررت هذا التحول من التعامل السلمي مع تظاهرات سلمية إلى تعامل عنفي، بمبررات معروفة ترددت على لسان كل المسؤولين الصهاينة في أكثر من مرة. فمرة يقولون إن بعض من سقطوا شهداء في التظاهرات كانوا من كتائب القسام، وهذا دليل على أن النية كانت مبيته لمهاجمة إسرائيل، على حد قولهم، وتارة يقولون إن بعض المتظاهرين كانوا يحملون الأسلحة، وأخرى يحاولون إلصاق التحرك ضد إسرائيل بمنظمة حماس. وهي كلها تبريرات زائفة وغير منطقية تماما. فالحراك في (مسيرة العودة الكبرى) فعل اشتركت فيه جميع الأطراف الفلسطينية، ولم يقتصر على فئة أو فصيل أو تنظيم واحد. وإذا كانت غزة تحت سيطرة حماس ويمكن أن يتهمها العدو الصهيوني بأنها من تُحرك التظاهرات، فلماذا سقط عشرات الجرحى في الضفة الغربية إذن ؟ كما أن جميع الشهداء الذين سقطوا في المواجهة لم يكن أي منهم يحمل سلاحا بيده، ويمكن إثبات ذلك من خلال الكاميرات التي كانت تحملها مناطيد الجيش الإسرائيلي، إذا كانوا فعلا صادقين فيما يقولون.
لقد راهن العدو الصهيوني على الزمن ظنا منه أن ينسى أصحاب الأرض الشرعيين أرضهم بموت الشيوخ منهم. وراهن على الشباب من الأجيال الفلسطينية الجديدة، متوهما أنهم سيولدون بدون عقدة الأرض السليبة، وعقيدة الوطن الذي لابد أن يعود إليهم. لكن شعبنا وفي كل يوم يؤكد للمحتلين بأنهم واهمون في كل تصوراتهم وفاشلون في كل رهاناتهم. وهاهم يرون بعد أربعة عقود من حادثة يوم الأرض هذه الحشود المؤلفة تطالب بعودة أراضيهم وعودتهم إليها. كما ظن العدو بأن الانتقالة الأمريكية من موقع المنحاز إلى أسرائيل، إلى موقع المتبني لكل السياسات الإسرائيلية، سيعني أنبطاح شعبنا وقبوله ما يسمى الأمر الواقع، فراح يعزز من سياساته العدوانية ويمارس أقصى أنواع العنف، مستبقا تحضيرات انتقال السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، كي يكون تحذيرا استباقيا لأهلنا في فلسطين، أن لا تحاولوا فعل شيء تجاه الخطوة اللاحقة. لكن غاب عن ذهن الإسرائيليين بأن أنسداد أفق أي حل سياسي بينهم وبين أصحاب القضية، سيعني عودة أهلنا إلى خيارات أخرى على طريق النضال الوطني. ولن يعني ذلك مطلقا استسلامهم وركوعهم أمام الضغوطات الدولية. فالعامل الدولي لم يكن في يوم من الأيام في صالح القضية الفلسطينية، وكان في أقسى ظروف القتل والدمار التي تعرض لها شعبنا، لم نسمع منه سوى الشجب والاستنكار والإدانة، في الوقت نفسه الذي يؤكد فيه على حق الصهاينة في العيش الآمن. وحتى في هذه المجزرة الأخيرة لم نجد سوى الاستنكار من الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، بينما قامت الولايات المتحدة بحجب بيان مجلس الأمن الدولي، الذي طالب بأجراء مجرد استجواب حول العنف الذي شهده قطاع غزة أثناء المسيرة، في وقت وصف فيه وزير الدفاع الإسرائيلي الاستجواب خطوة حمقاء ومنافقة. وهي موازنة غير عادلة تماما تضع الجلاد والضحية في الموقف نفسه. كما أن طريق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لم يجلب أي منفعة، كما لم يدفع أي ضرر عن شعبنا، وعلى جميع من أكدوا مرارا وتكرارا على أن التفاوض خيار ستراتيجي العودة عن هذه الكذبة الكبرى.
يقينا أن معادلة الأمن الإسرائيلية، ومحاولات فصل مصير غزة عن الضفة الغربية والقدس، والاستهانة الأمريكية بالمقدسات، ستجعل إرادة شعبنا في فلسطين تبدو بمثابة كرة نار قد تتدحرج وربما تشعل المنطقة، وتعيد خلط كل الأوراق من جديد، على عكس ما يخطط له البعض ويتمناه آخرون. وإذا كان النظام الرسمي العربي يعتقد بأن الدفع بالوفود الرسمية والشعبية لزيارة إسرائيل، والمفاوضات العلنية والسرية معها، وفتح المجال الجوي العربي أمام خطوط الطيران المتجه إلى إسرائيل، ودفع مئات المليارات من الدولارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، سيسهم في تصفية القضية الفلسطينية، فإن ذلك لن يزيد أهلنا إلا إصرارا وتحديا. فعلى مدى عقود كانت إسرائيل تحتفظ بعلاقات جيدة مع القادة العرب، لكنها فشلت في وأد النظرة الكارهة لها لدى الشعب العربي.
لقد عرف أهلنا في فلسطين أنهم وحدهم من يخلقون الأحداث، وهم وحدهم من يتركون بصماتهم عليها، لأن نفوسهم وعقولهم تحمل هم الشعب والوطن والأمة. أما من يبحثون عن الحلول الترقيعية في البيت الأبيض وفي تل ابيب، من فوق الطاولة أو من تحتها، بوفود رسمية أو شعبية، سيمضون إلى نهاياتهم دون أن يتركوا أثرا وغير ماسوف عليهم.
باحث سياسي عربي

يوم الأرض: حتمية العودة رغم خيانة الحكام

د.مثنى عبدالله

النتائج المعروفة وما بعدها

Posted: 02 Apr 2018 02:12 PM PDT

منذ سنوات طويلة غابت حالة الترقب التي كانت تصبغ فترة ما قبل حلول شهر رمضان المبارك بعد أن دخلت التكنولوجيا على المشهد وغيرت من طريقة الحساب وأصبح الموعد معروفا بشكل شبه مؤكد قبل استطلاع الهلال. وربما لهذا السبب نفسه أصبحت الفرحة خاصة ومضاعفة عندما يأتي الإعلان عن الشهر مخالفا للموعد المفترض فلكيا لأنها الحالة الوحيدة التي تأتي خارج المتوقع وتحقق قيمة الانتظار وتثير ارتباك المفاجأة. على الطريقة نفسها تغيب مع غياب الديمقراطية أشياء كثيرة منها حالة التنافس الحقيقية التي يمكن أن تأتي بنتائج غير معروفة سلفا، ونصبح أمام مشهد تم رسم تفاصيله في غرف مغلقة، ولا تختلف نتائجه النهائية إلا في التفاصيل التي تختلف حسب رغبة الحاكم ومن حوله في الظهور بالشكل المتواضع الذي يقبل بنسب معقولة للنجاح، أو الحاكم الراغب في الحصول على الإطار الكامل الذي يؤكد من خلاله على سيطرته التامة على الحكم وتأكيد حب الجماهير المطلق والحصول على كل الأصوات الممكنة.
بدورها لم تختلف الانتخابات الرئاسية المصرية، التي تعلن نتائجها في الثاني من أبريل/نيسان الجاري عن تلك الحالة، لدرجة أن بعض الأخبار التي نشرت على هامشها لا يمكن التحقق منطقيا حدوثها من عدمه، وتبدو أكثر ملائمة للأول من أبريل/نيسان بوصفه موعد الكذبة الشهيرة خاصة التصريح الذي أكد على انتخاب المرشح الرئاسي موسى مصطفى موسى للمرشح المنافس عبد الفتاح السيسي لأنه لم يستطع أن يرى اسمه وصورته ويتذكر إنجازاته ولا ينتخبه. 
تكتشف كيف يأتي الواقع بصور أكثر كوميدية من قدرة الكتاب أحيانا على التصور خاصة وأنه كوميديا الواقع التي نعيشها وندفع ثمنها مرات مضاعفة من عمر الوطن وموارده. وإنْ كان المرشح الوحيد يعلن عن ترشيح منافسه، معيدا مرة أخرى مشهد الحاج الصباحي والرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الشهير في انتخابات 2005 إلا أنه لم يكن المرشح الوحيد لأن مبارك نفسه استطاع إخراج مشهد أكثر تنوعا من انتخابات 2018.
على هامش كل هذا يبدو من الطبيعي أن تزداد الأخبار الكاذبة والتي لا تعود إلى كذب موقع خبري أو صحافي معين بالضرورة، ولكن إلى اختراع القصص وعدم وجود أصل لها في الواقع. نصبح أمام أخبار كاذبة من المصدر فتنقل صورا عن زيارة وفد من الكونغرس الأمريكي لعدد من اللجان الانتخابية في محافظة المنوفية، ومشاركة أعضاء الوفد الناخبين في الرقص والأكل قبل أن تكتشف أن الكونغرس لم يرسل وفدا ولم يشارك في الرقابة على الانتخابات، ولأن الحقيقة مؤلمة فالعقاب يقع على الموقع الذي نقل الحقيقة وليس على من وقف خلف الكذبة أو نشرها.
يضاف موقع آخر إلى مواقع تم حجبها ومعها حملة ضد جريدة أرادت أن تتميز بأن تنشر الحقيقة وسط الكذب، وتمارس الدور المفترض لمهنة البحث عن المتاعب قبل أن تواجه بحملة شرسة من النقد والهجوم والتخوين لأنها أعلنت وبوضوح ما يعرفه ويشارك فيه الجميع وهو أن أجهزة الدولة تقوم بحشد الناخبين. لم يكن الخبر والعنوان الذي أثار الغضب إلا كلمة الطفل في مواجهة السلطان، ولكن الطفل لم يكن يكشف عري السلطان وحده إنما زيف كل ما حوله، ويعلن بوضوح عن مشاركة الجميع في حالة الكذب الجماعية وإنكار أنها كذبة لا يمكن التعايش معها بوصفها حقيقة مهما زاد عدد المشاركين في تسويقها.
في النهاية يستمر الرسام في وضع الرتوش المطلوبة على صورة الانتخابات والأجواء المحيطة بها من أجل مشهد الإخراج النهائي عندما تعلن اللجنة العليا عن نسب المشاركة ونسب الفوز من تلك المشاركة والتي ستأتي كبيرة بما يؤكد على حالة التفويض المستمرة دون أن يتوقف أحد أمام حقيقة أساسية وهى غياب الديمقراطية عن أجواء المشهد وتفاصيله، وحقيقة عدد من انتخب من عدد من له الحق في التصويت وهي أمور مسكوت عنها لأنها سوف تزيد من كشف الحقيقة وتغيب حالة التفويض ونسب النجاح المرتفعة المطلوبة للمرحلة والمستقبل.
الغريب أن هناك من قدم بلاغا للنائب العام ضد الجريدة، وتم تحويل البلاغ للتحقيق في نيابة أمن الدولة العليا بشكل سريع بتهمة «احتقار المصريين» ولا نعرف هل كان الحديث عن حشد الناخبين أكثر احتقارا للوطن والمواطن أم التنازل عن تيران وصنافير في الغرف المغلقة وتوقيع معاهدة دون نقاش أو إعلان ونشرها دون خبر، وتوجيه كلام مباشر بالتوقف عن الحديث في الموضوع، أم الحديث عن بيع المزيد من الشركات العامة والتي تعني التخلي عن المزيد من الأصول التي تباع بعد أن انخفض سعر الجنيه وأصبحت أشياء كثيرة مثيرة لاهتمام من يملك المال، أو الحديث عن اتفاقات يتم بموجبها تسوية الديون بين الجهات الحكومية على أن تباع أصول أخرى يفترض أنها مملوكة لتلك الجهات الحكومية الرسمية لتسديد الديون وغيرها من الأشياء التي تجري في الغرف المغلقة والمؤتمرات السرية؟ يظل سؤال احتقار المواطن مطروحا في خلفية المشهد إن كان هناك توجه لتحويل كل حدث إلى قضية، وكل خبر إلى اتهام، وكل نقد إلى خيانة، لأن الغيوم التي تحيط بالحقيقة لن تستمر بتلك الكثافة إلى الأبد.
تلك الغيوم نفسها تكشف أحيانا زيف القضية، وأحيانا زيف الأقنعة. يظهر على هامش الحديث عن إعادة النظر في القرار الخاص باتهام اللاعب محمد أبو تريكة بالإرهاب ومنعه من التصرف في أمواله كيف يتم التلاعب بالأسس نفسها التي تستخدم في البداية لتأكيد الاتهام وبعده تستخدم للتشكيك في البراءة. وبدلا من الحديث عن قدسية أحكام القضاء التي تعلن في لحظات تخدم أجندة المتحدث، يبدأ الحديث عن أن أبو تريكة إرهابي في نظر البعض وأن قرار محكمة لن يغير تلك «الحقيقة»، أو أن القرار النهائي لم يصدر بعد وأن المتحدث لا يستطيع تحديد شخصية أبو تريكة لأنه متلون. وفي النهاية سوف يحترم القرار النهائي للقضاء وغيرها من الآراء التي تختلف عن القرارات القطعية التي تعلن عندما يكون القرار متوافقا مع المتحدث.
تلك الرؤية الفضفاضة نفسها في التعامل مع الأدوات القائمة للاتهام والإدانة، أو البراءة والوطنية تظهر واضحة بصورة مختلفة عندما يخرج كاتب من كل الصور التي تحيط بالحديث عن اللاعب المصري محمد صلاح وتأثيره على الجماهير ورؤيتها للإسلام في الغرب برسالة مغايرة تثير النقد في الداخل والخارج بعد أن يتوقف أمام «ذقن» اللاعب ويعتبرها مجرد تعبير عن الإرهاب ويجب التخلص منها حتى يتسق مع الصورة التي يقدمها للعالم.
ردود الفعل التي انتقدت الموضوع أبرزت جزءا من الفجوة القائمة وجزءا أساسيا من الخلل الذي تواجهه مصر لأن البعض يصر على تصور امتلاكهم لصكوك ما سواء أكانت صكوكا دينية أو وطنية، وأن المؤمن الحق أو المواطن الصالح لابد أن يتطابق مع تلك الصور الموجودة في كتاب السلطة أو الجماعة أو التنظيم. هناك في النهاية محاولة للتنميط ومن يخرج عن صورة النمط المعد سلفا لا يمكن التعامل معه، ويصبح عليه أن يعود إلى شكل محدد في الإنماط القائمة حتى يسهل التعامل معه. وإذا كان محمد صلاح ليس إرهابيا فعليه أن يتخلص من «الذقن» لدى البعض، وإذا كان مؤمنا فعليه أن يحافظ على شكل معين منها، وهكذا. 
ما حدث بشكل عارض مع صلاح حدث مع أبو تريكة بصورة ما ويحدث مع كل من ينتقد أو يطالب بالإصلاح. في النهاية هناك محدودية في الخيارات الموجودة في قائمة الإنماط، وحتى يمكن التعامل مع الشخص من قبل الدولة او الجماعة أو أي تنظيم مشابه لابد أن يتطابق مع النمط. أن تكون وطنيا الآن يعني أن توافق وتؤيد وتدعم دون أن تفهم أو تشارك، وأن تختلف وتنتقد وتطالب بالإصلاح يعني أنك عدو وخائن حتى وإنْ جاء الحدث بشكل عارض مثل خبر حشد الجماهير. الخبر هنا مثل «ذقن» صلاح يخالف صورة النمط ويخالف القدرة على التعامل والتصنيف. وما دام هناك شك فالأسهل أن تصنف كل مختلف بوصفه عدوا من الأشرار حتى يتوب ويثبت العكس سواء بحلق «الذقن» أو التوقف عن النقد والحديث عن وطن أفضل لأن الوطن هو ما تريد السلطة وما يرى الحاكم في اللحظة والمستقبل الممتد معنا باسم: «اخترناه وبايعناه… وإحنا معاه لما شاء الله».
كاتبة مصرية

النتائج المعروفة وما بعدها

عبير ياسين

«ملف سكريبال» يدشن الجزء الثاني من الحرب الباردة

Posted: 02 Apr 2018 02:11 PM PDT

«ملف سكريبال» قد يصلح لعنوان فيلم سياسي – بوليسي مشوق منسوج من الخيال، لكنه اسم الملف الذي فجر رسميا الجزء الثاني من الحرب الباردة بين الغرب وروسيا في انتظار الجزء الثالث الذي قد تصبح فيه الصين مستقبلا، ورغما عنها، محتلة مكان روسيا كعدو للغرب. ويبقى هذا الملف مؤشرا على تحرك الغرب لضمان استمرار قوته وتعزيز مكانته للحفاظ على ريادته للعالم اقتصاديا وسياسيا.
يوم الأول من مارس/آذار الماضي أعلن الرئيس الروسي فلادمير بوتين في أجواء من العظمة التاريخية تحول روسيا إلى قوة عسكرية لا تقهر بفضل الأسلحة التي طورها هذا البلد خلال السنوات العشر الأخيرة، ولم يتردد في تهديد الولايات المتحدة بالرد العسكري إذا استهدفت مصالح روسية في سوريا.
خطاب بوتين يعتبر بمثابة شهادة ميلاد عالم جيوسياسي جديد، نهاية حقيقية للعالم الأحادي القطب الذي هيمنت عليه الولايات المتحدة طيلة عقدين ونصف تقريبا، وبداية حقيقية لعالم متعدد الأقطاب. إذ يؤكد التاريخ أن مستوى القوة العسكرية هي التي تصنع القطب الواحد أو العالم المتعدد الأقطاب وليس فقط الاقتصادية لأن اليابان قوة اقتصادية عالمية ولكنها بدون تأثير في العلاقات الدولية. عندما قال بوتين إن صاروخ سامارات لا مضاد له في الغرب بما فيه الدرع الصاروخي كان تحديا حقيقيا للغرب. وتابع قائلا إن روسيا ستدافع عن حلفائها إذا تعرضوا لهجوم نووي أو هجوم يهدد الكيان الوطني لهذه الدول الحليفة.
لقد استشعر الأستبلشمنت العميق في الغرب من خبراء في مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية بخطورة روسيا التي لم تعد تتخبط في مشاكلها بل تساهم بقوة وأحيانا لوحدها في قرارات عالمية. يحدث هذا في وقت وصل إلى رئاسة الولايات المتحدة دونالد ترامب الذي يؤمن بالانفرادية الوطنية، أي شعار «الولايات المتحدة أولا» دون اهتمام حقيقي بالحلفاء والشركاء التاريخيين. ومن قراراته محاولة التخلي عن اتفاقية التجارة الحرة بين ضفتي المحيط الأطلسي، الولايات المتحدة وكندا مع الاتحاد الأوروبي ثم الضغط على دول الحلف الأطلسي لتحمل جزء كبير من ميزانية الدفاع العسكري.

وتحتاج المنعطفات التاريخية الكبرى إلى حدث رمزي لتشكيل واقع جديد بعدما تكون الظروف مهيئة ومواتية للتغيير الكبير. ونستعرض من التاريخ مثالين، الأول من القارة الأمريكية، في أواخر القرن التاسع عشر، ارتأت الولايات المتحدة أنه حان الوقت لطرد آخر قوة استعمارية في القارة الأمريكية وهي اسبانيا. وكانت حادثة ماين، الفرقاطة الأمريكية التي جرى تفجيرها في ميناء هافانا الكوبي سنة 1898، واتهمت واشنطن اسبانيا بهذا العمل، وطردت هذا البلد الأوروبي من القارة الأوروبية مجسدة بهذا العمل العسكري حلم أطروحة مونرو «أمريكا للأمريكيين» التي صاغها الرئيس الأمريكي مونرو في العشرينات من القرن 19 وتمت ترجمتها النهائية مع نهاية القرن نفسه بطرد الاسبان بعدما منعت واشنطن استعمار فرنسا وبريطانيا لأجزاء من أمريكا اللاتينية.
ويتجلى الحدث الثاني في قيام التونسي البوعزيزي بإحراق نفسه خلال كانون الأول/ ديسمبر 2010 ليفجر أكبر الانتفاضات السياسية في تاريخ الشعوب العربية – الأمازيغية بعدما كانت الأرضية من ظلم وفساد وقهر في العالم العربي مهيئة للانتفاضة والانفجار السياسي والاجتماعي.
ويمكن النظر إلى «ملف سكريبال» من هذه الزاوية الجيوسياسية، الحدث الذي يشكل منعطفا لترجمة تداعيات أجواء مهيئة مسبقا. منذ سنوات، والدول الغربية تعرب عن قلق عميق من سياسة روسيا، سواء في دعمها لنظام بشار الأسد الذي عجزت الآلة الغربية بدعم من أنظمة ملكية عن إسقاطه، أو قرار الكرملين ضم جزيرة القرم، وقبلها سحق التحدي الجيورجي وتنفيذ مناورات عسكرية مثل «زاباد» خلال سبتمبر/ايلول الماضي التي تجسد غزو جزء من القارة الأوروبية علاوة على التحكم في الغاز الروسي بشأن الإمدادات للأوروبيين.
ويعتبر «ملف سكريبال» غامضا للغاية، فالأمر يتعلق بموظف في الاستخبارات الروسية عمل لصالح البريطانيين وجرى اعتقاله سنة 2004 ثم تسليمه لبريطانيا سنة 2010 في إطار تبادل الجواسيس. ويبقى التساؤل: لماذا تنتظر موسكو ثماني سنوات للانتقام من سكريبال علما أنه كان محتجزا في سجون روسيا قبل تسليمه للغرب؟ استهداف سكريبال جنوب بريطانيا يوم 4 مارس/آذار الماضي بغاز الأعصاب لاغتياله، شكل السبب الرئيسي الذي جعل لندن وواشنطن تحركان دول الغرب برمته لطرد قرابة 160 دبلوماسيا، وترد موسكو بالمثل. كما شكل بداية إعادة الغرب لبناء دفاعه العسكري.
ويعتبر الملف غامضا إذ لم تقدم بريطانيا الأدلة الكاملة ولا تسعى إلى لجنة تحقيق دولية لتبيان الحقيقة. وعليه تتعدد الروايات حول هذا الملف وكلها تنهل من فكر المؤامرة السياسية وكذلك من معطيات الواقع. هناك اتهام لروسيا بالوقوف وراء الاغتيال، ثم اتهام روسيا لبريطانيا باختلاق هذا الملف، وأصابع تشير إلى المخابرات الأمريكية ثم أخرى تشير إلى إسرائيل بهدف تأليب الغرب ضد روسيا التي تسلح سوريا وإيران.
ويبقى المعطى الأهم حتى الآن هو أن ملف سكريبال عمل مخطط له بدقة لخلق واقع جديد في العلاقات الدولية بعدما أصبحت الظروف مواتية، الهدف هو تدشين الجزء الثاني من الحرب الباردة. التاريخ يؤكد أن الدول الكبرى لا يمكنها أن تبقى بدون عدو ومنافس، فأطروحة العدو من العوامل الرئيسية للحفاظ على القوة والهيمنة ومن محركات التاريخ الرئيسية كذلك.
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

«ملف سكريبال» يدشن الجزء الثاني من الحرب الباردة

د. حسين مجدوبي

مبادرة أحمد سعدات المهمة

Posted: 02 Apr 2018 02:11 PM PDT

رسالة بالغة الأهمية بعث بها الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات من داخل سجنه الإسرائيلي، وهي مقال نشرته مجلة الدراسات الفلسطينية الصادرة من بيروت في مقدمة عددها الأخير، وهي الرسالة التي يبدو أنها جوبهت بتعتيم وتجاهل متعمد بسبب كونها – على الأغلب – غير مرضية لكل من حركة فتح وحركة حماس على حدٍ سواء وفي آنٍ واحد.
مقال أحمد سعدات، الذي خصّ به مجلة الدراسات الفلسطينية وجاء في صفحات قليلة، يشكل مشروعاً أو مبادرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني على قاعدة الضرورة الملحة التي تستوجبها المستجدات الأخيرة في المنطقة وفي القضية الفلسطينية، بما في ذلك ضرورة مجابهة القرار الأمريكي بنقل السفارة واعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وهذه المبادرة تستحق أن تُمنح الاهتمام من قبل مختلف الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها بطبيعة الحال أطراف الأزمة الداخلية: فتح وحماس.
أهم ما يلفت له سعدات هو أن أزمة الانقسام الفلسطيني لم تبدأ في أعقاب انتخابات العام 2006، وإنما بلغت ذروتها في ذلك الحين عندما لم تكن حركة فتح مستعدة لفوز حماس ولم تكن تتوقع ذلك الفوز، أما بدايات ذلك الانقسام فتعود إلى العام 1993 عندما تم توقيع اتفاق أوسلو وبدأت الثورة الفلسطينية تنحرف عن مسارها.
أما مشروع إنهاء الانقسام أو وصفة العلاج التي يقدمها سعدات فتقوم في الأساس على قاعدة واحدة لا ثاني لها، وهي «إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية»، بما يعيد للمنظمة دورها التاريخي في قيادة الشعب الفلسطيني، وبما يعيدها إلى المربع الصحيح كممثل شرعي وشامل للفلسطينيين في الداخل والخارج، على اعتبار أن السلطة ليست سوى هيئة لتسيير أعمال وشؤون الفلسطينيين في الداخل.
يشير سعدات إلى أنَّ كلاً من الرئيس عباس والمجلس التشريعي الذي تهيمن عليه حركة حماس، والحكومة، كلهم يعانون من «تآكل الشرعية»، بسبب أن ولاياتهم قد انتهت وأنه يتوجب إجراء انتخابات عامة تُعيد لهم الشرعية، فضلاً عن أن منظمة التحرير ومعها المجلس الوطني الفلسطيني يعانون من الأزمة ذاتها، وعليه فيتوجب إعادة شرعنة كل هذه المؤسسات الفلسطينية عبر انتخابات شاملة يشارك فيها كل الفلسطينيين بلا استثناء ويجدون أنفسهم فيها.
مبادرة سعدات للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن تمثل تحركاً بالغ الأهمية، فالرجل ليس كاتباً صحافياً ولا محللاً سياسياً ولا مواطناً فلسطينياً عابراً، وإنما هو رأس واحد من أهم الفصائل المكونة لـ»منظمة التحرير الفلسطينية»، أما مطلب إصلاح منظمة التحرير فهو ملف قديم جديد لا يقل أهمية عن أي مكون آخر من مكونات النضال الوطني الفلسطيني.
إنهاء الانقسام الفلسطيني وإعادة البوصلة إلى اتجاهها الصحيح يجب أن يمر عبر إصلاح حقيقي لمنظمة التحرير، وإصلاح المنظمة يشكل مطلباً مهماً وملحاً ومستعجلاً، ويستوجب من أجل إنجازه تنظيم انتخابات عامة لإعادة انتخاب المجلس الوطني الذي توفي عدد كبير من أعضائه، إضافة إلى إعادة تشكيل المنظمة بما يضمن تمثيل حركتي حماس والجهاد الإسلامي فيها، وصولاً إلى تكوين جسم أو كيان يمثل الفلسطينيين تمثيلاً حقيقياً.
مبادرة أحمد سعدات يتوجب عدم تجاهلها، وإصلاح منظمة التحرير مطلب بالغ الاهمية والاستعجال في هذه الظروف الراهنة، خاصة مع تزايد القناعة بضرورة حل السلطة الفلسطينية وعدم جدواها في أعقاب القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
الفلسطينيون اليوم بحاجة لعملية إنتاج المنظومة السياسية والنضالية بالكامل، وإجراء مراجعة شاملة لكل المؤسسات والمرجعيات، بما يُمكن في النهاية من مواجهة الانحياز الأمريكي لإسرائيل، وبما يتيح للفلسطينيين أيضاً التصدي للسياسات الإسرائيلية التي تقوم باستغلال الواقع العربي والإسلامي المتردي من أجل تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي ويجعل من المستحيل مستقبلاً للفلسطينيين أن يتمكنوا من إقامة دولتهم المستقلة والقابلة للحياة.
كاتب فلسطيني

مبادرة أحمد سعدات المهمة

محمد عايش

عن الحراك «الهوياتي» في الأهواز

Posted: 02 Apr 2018 02:11 PM PDT

تشهد مدينة الأهواز، ومدن اخرى (عبادان، المحمرة، الخفاجية، الحميدية، معشور، شادكان، شيبان، كوت عبدالله، كوي علوي، وعشرات القرى…) في محافظة خوزستان، منذ نحو 10 ايام تظاهرات سلمية عفوية، تصدرها شباب وشابات، ضد السلوك العنصري الاستفزازي الذي تتعرض له هويتهم العربية، من قبل مسؤولين رسميين ومؤسسات حكومية.

التعرض للهوية العربية

كان آخرها، ما بثته القناة الإيرانية الثانية، في برنامج «كلاه قرمزي» الذي جاء على فقرة تناولت القوميات الإيرانية، متجاهلا العرب، ومستبدلا إياهم بالقومية «اللورية» حينما وضعت مجسمات للقومية اللورية على موقع محافظة خوزستان ومدينة الأهواز في الخريطة الإيرانية، فضلاً عن بث قناة «نسيم» للأطفال برنامجا ساخرا ظهر فيه 4 أشخاص بالزي العربي وهم يصدرون مواء القطط، إلى جانب احتفالية أخرى في مدينة معشور تظهر شخصا يرتدي الزي العربي وهو يمارس «الاستجداء» بطريقة ساخرة من شخص يرتدي الزي «اللوري».
وردد المتظاهرون هتافات غير سياسية، معظمها، دعت إلى منح المكون العربي الحقوق المدنية في التعليم والتراث القومي ومكافحة العنصرية ضدهم من قبل مؤسسات رسمية، ومن بين أبرز تلك الشعارات «الأهواز لنا وما نعطيها، لا للعنصرية.. بالروح بالدم نفديك يا اهواز»..
وتعرّض العشرات من شباب عرب الاهواز بينهم فتيات، إلى الاعتقال، في مواقع التظاهرات أو من منازلهم وأماكن عملهم، حسب ناشطين من الداخل.
وحسب مراقبتي للتظاهرات منذ انطلاقها وحتى الآن، في خوزستان، فقد لاحظت تميزها عن كافة التظاهرات التي انطلقت خلال السنوات السابقة في الأهواز:
تظاهرات «مستقلة» بمعنى؛ أنها شعبية لم تقف خلفها جهات حزبية داخلية أو خارجية معارضة.
تظاهرات سلمية، لم يلجأ المتظاهرون فيها إلى استخدام العنف مع القوات الأمنية أو ممارسات تخريبية لمؤسسات الدولة سواء كانت أمنية أو غيرها، وهو ما حدث في تظاهرات سابقة.
مشاركة نسوية واضحة. وهي المرة الأولى التي تشارك فيها فتيات عربيات متعلمات في تظاهرة تطالب بحقوق مدنية.
لجوء المتظاهرين إلى تكتيك «التظاهر في أماكن متعددة»، وعدم التحشيد لها علنا، والاقتصار على اتصالات أو رسائل أو «كروبات» خاصة في برامج الفايبر والواتساب والتلغرام، ومفاجئة القوات الأمنية في خروجها في أماكن غير تقليدية (متنزهات، اسواق، ساحات غير كبيرة، مطار الأهواز…. ).
اعتماد وسيلة احتجاج جديدة مؤثرة، عبر قيام الكثير من العرب باستبدال صورهم الشخصية في شبكات التواصل الاجتماعي بصورة موحدة ذات خلفية صفراء خُطّ عليها «أنا عربي».
انتشار #هاشتاك أنا عربي _ أنا أهوازي في جميع مواقع «السوشيال ميديا».
تأييد واسع من قبل مختلف الفئات الاجتماعية العربية، وهو ما لم تحصل عليه تظاهرات عربية سابقة، لجهة عفوية تظاهراتهم وعدم تسيسها.
غياب تغطية التظاهرات في وسائل الإعلام الإيرانية التابعة للأحزاب الاصلاحية والمحافظة، يؤكد عدم تبعيتها لأي من التيارين.
عدم حجب مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل السلطات الرسمية والاكتفاء بالقطع الجزئي، عن بعض المناطق، ليوم أو بعض ساعات.
فشل الحركات العربية الأهوازية المعارضة للنظام والمقيمة في الخارج، في تحريض المتظاهرين على التصعيد ضد النظام ونشر صور ومقاطع مزيفة او مجتزأة تزعم أن المتظاهرين يدعون إلى اسقاط النظام الحاكم، وهو ما لم يستجب له المتظاهرون (حتى الان) وابقوا على مطالبهم المحددة.
عدم تبني شعارات سياسية او عنصرية وكذلك عدم رفع اي صور لشخصيات دينية او سياسية او قومية.
لم يلجأ الخطاب الحكومي والرسمي (مع استثناءات محدودة) إلى اتهام المتظاهرين بالتخوين أو تمثيل أجندات خارجية ضد النظام السياسي الرسمي، بل دعا المتظاهرين إلى انهاء تظاهراتهم مع وعود بمعالجة مطالبهم.
كما حاولت القنوات التلفزيونية الرسمية، استضافة شخصيات عربية أهوازية للحديث عن ثقافة العرب «الإيرانيين» واعرافهم وتقاليدهم، والتطرق إلى بعض «التصورات الخاطئة» في الإعلام الرسمي عن القومية العربية في الأهواز.
ارتداء أغلب المتظاهرين الزي العربي مع حرص واضح على الظهور بالمظهر الأنيق.
استمرار التظاهرات واتساعها حتى الآن، مع تمسك المتظاهرين بسلميتها ومطالبهم الخاصة بالحقوق المدنية (تعليم اللغة العربية، احترام القومية العربية، توظيف عادل، الاهتمام بمناطقهم، رفض التغيير الديموغرافي ووو).

اعتقالات علنية

قيام القوات الأمنية بتنفيذ اعتقالات «علنية» لعشرات المتظاهرين، وعدم لجوئها (حتى الآن) إلى «الاختطاف» كما حصل في تظاهرات سابقة. وبالرغم من أن الشرطة المحلية، وقوات مكافحة الشغب، فضت العديد من التظاهرات، عبر القوة المفرطة، واستخدام الغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه، وفي أحيان لجأت إلى اعتداء مباشر على المتظاهرين، واستخدام الرصاص الحي في الهواء، وتنفيذ حملة اعتقالات طالت شبابا وفتيات، لكن ما يلاحظ ايضا، أن القوات الأمنية، في أكثر من موقع من مواقع التظاهرات، اكتفت فقط بفرض طوق أمني، وفتحت قنوات اتصال مع المتظاهرين، تطالبهم بإنهاء تظاهراتهم تحت ذريعة عدم الحصول على إجازة رسمية، وهو ما لم تلجأ إليه في تظاهرات سابقة.
كما يلاحظ، حتى الآن، عدم نزول قوات الحرس الثوري والبسيج لمواجهة المتظاهرين، ربما الأمر يعود إلى الانضباط العالي الذي تمتعت به جموع المتظاهرين في سلميتهم ووحدة مطالبهم، أو تأثير العاملين الإقليمي والدولي على السياسة الداخلية الإيرانية -عقب صعود ترامب وبزوغ نجم محمد بن سلمان وحصار الدب الروسي، الحليف القوي- ما أرغم المؤسسة الأمنية الرسمية، على عدم التصعيد ضد المتظاهرين السلميين، الذين خرجوا منددين بإهانات عنصرية رسمية.
هذه جملة من النقاط التي ميزت التظاهرات الحالية في خوزستان، عن غيرها من تظاهرات «عربية» سابقة في الإقليم الإيراني ذاته، غير أن الجهاز الأمني في إيران، ولأنه مرتبط بالقرار السياسي الذي يخضع بدوره إلى مزاج مؤسسة ولاية الفقيه، ربما يلجأ إلى المزيد من العنف إزاء المتظاهرين، ويعيد تجاربه العنيفة والدموية السابقة، مع كافة التظاهرات التي شهدتها إيران خلال العقد الأخير.
كما لا يمكن التنبؤ باستمرار سلمية التظاهرات او عدم ارتفاع سقف مطالبها، في حال عدم الاستجابة إلى مطالبها (على الأقل تقديم اعتذر رسمي عن الممارسة العنصرية من قبل الإعلام الرسمي، ووعود رسمية من الحكومة بمنح هامش للعربي الأهوازي في ممارسة حقوقه المدنية) اما في حال اعطاء المتظاهرين «الأذن الطرشاء» وفي ظل نظام شمولي مركزي «عنصري» إزاء القومية العربية وقوميات إيرانية أخرى، كل شيء سيكون مرشحا للتصعيد الخطير في العاصمة الاقتصادية الإيرانية، والمصدر الأساسي لخزينة الدولة.

كاتب وصحافي من العراق

عن الحراك «الهوياتي» في الأهواز

علي الحسيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق