Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 4 أبريل 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


بن سلمان: اعتذار لإسرائيل وازدراء للمسلمين

Posted: 03 Apr 2018 02:28 PM PDT

تصدّر ظهور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة مع صحيفة «ذا أتلانتيك» الأمريكية الأنباء يوم أمس، وقد أنجز اللقاء جيفري غولدبرغ، وهو صحافي كان ضابطا في الجيش الإسرائيلي خلال فترة الانتفاضة الأولى، وكان مراسلا لصحيفة «جيروزاليم بوست». يثير هذا الاختيار بحد ذاته السؤال، ولكن الأمر، للأسف، لم يقتصر على قبول (وفي الأغلب تقصد) بن سلمان لأن يكون الصحافي يهودياً إسرائيليا (إضافة إلى كونه أمريكياً)، قضى خدمته العسكرية في «قمع المشاغبين من رماة الحجارة».
جوابا على سؤال غولدبرغ إن كان الأمير يؤمن بحق «الشعب اليهودي» بتكوين دولة ـ أمة، «على الأقل في جزء من أرض أسلافهم»، حسب قوله، فإن ولي العهد السعودي لم يعترض، بداية، على توصيف الصحافي لفلسطين التاريخية باعتبارها «أرض أسلاف اليهود»، وهو خطأ سياسي فظيع لأن الصحافي جرّ الأمير إلى تعريفه الخاص وألزمه به من دون اعتراض فعليّ.
ردّ الأمير على السؤال الذي أراد أن يكون عمومياً (كما لو أن الحديث يتمّ عن بلد في أمريكا اللاتينية أو شرق آسيا) كان أنه يؤمن أن كل شعب لديه الحق في العيش في «أمة مسالمة»، لكنّه ما لبث أن تخلى عن عموميته وقدّم لإسرائيل هديّة كبرى بقوله إن لدى الفلسطينيين والإسرائيليين الحق بامتلاك أرض، وهو أمر لم يشرّع ادعاء إسرائيل بملكيتها للأرض فقط، ولكنه ترك الحدود مشرعة لها لامتلاك أرض أكبر عبر «اتفاق سلام يضمن الاستقرار للجميع ويؤمن علاقات طبيعية بينهم».
لم يكتف الأمير بالتطويب المجاني لأرض فلسطين لصالح الاستيطان الإسرائيلي المتوسع ولكنه تابع تقديم خطاب اعتذاريّ طويل، فالأمير ليس لديه اعتراض على «أي شعب»، والسعودية «ليس لديها مشكلة مع اليهود» بدليل أن «النبي محمد تزوج يهودية»، والسعودية تستقبل يهودا من أمريكا وأوروبا، والمملكة، «بغض النظر عن إيران»، لديها «مصالح مشتركة مع إسرائيل»، بل إن الأمير لم يتبرع بإعلان اهتمام المملكة بهذه المصالح مع إسرائيل، بل أشرك دولا خليجية ومصر والأردن، باعتبارها كلّها في سلّة واحدة.
وإذا لم يكن هذا كلّه يكفي فإن الأمير قام أيضاً بوضع محور للشرّ يضمّ إلى إيران وتنظيمات السلفية المسلحة المتطرّفة («القاعدة» وتنظيم «الدولة الإسلامية»)، كلاً من الإخوان المسلمين… وحركة «حماس».
وفي الحالتين الأخيرتين فإن تنسيب الأمير هاتين الحركتين في عضوية «محور الشر» (باستعارة المصطلح البائس للرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش) يعود إلى أن الحركتين «تكافحان لنشر الإسلام»، وهذه المهمة اكتملت و«الرسالة وصلت»، ولم يعد مطلوبا من الدول الإسلامية «أن تقاتل لنشر الإسلام».
الإخوان حسب تعريف الأمير «تنظيم متطرف يريد أن يستخدم النظام الديمقراطي لحكم خلافة في الخفاء في كل مكان»، وبعد ذلك يحولونها إلى امبراطورية للمسلمين. ولكن ماذا عن «حماس»، وما هي الإمبراطورية التي تريد تحقيقها؟ أليس المقصود من وضعها في «محور الشر» مغازلة إسرائيل وإضعاف نضال الفلسطينيين؟
يعلم الأمير طبعا أن كل الأمم تسعى لبناء دول قوية وامبراطوريات، وأن أمريكا نفسها دولة امبراطورية، وكذلك روسيا والصين، لكنّه يعتبر دعوة تنظيم إسلامي ذلك أمرا لا يستوجب مطاردته واعتباره «شريرا» وإرهابيا فحسب، بل هو يرفض النظام الديمقراطي نفسه لأن هذا التنظيم يستخدمه لدخول أجهزة الحكم.
تقدّم مقابلة بن سلمان حاكما اعتذاريا تجاه دينه وهويته وثقافته الإسلامية، يتنازل مجانا للأمريكيين والإسرائيليين ويتقبل تبريراتهم لكنه يستقوي على أبناء شعبه ويرفض الديمقراطية والحرية ويمتدح الاستبداد.

بن سلمان: اعتذار لإسرائيل وازدراء للمسلمين

رأي القدس

التاريخ الصامت والجهد الروائي

Posted: 03 Apr 2018 02:28 PM PDT

اشتغلت الرواية المغاربية على التاريخ الوطني وحوّلته إلى مادة إبداعية تحكمها منظومة التاريخ. تارة من باب الترديد للمقولات السائدة والمتوارثة وتارة من باب الخيبات اللاحقة. ظل التاريخ شغلهم الشاغل. ويتعلق السؤال ههنا، باستعادة التاريخ الوطني المغاربي، وإعادة قراءته في زواياه الأكثر تخفيا. لم يكن يهم الكاتب المغاربي الوطني التاريخ الرسمي إلا من حيث هو مادة متداولة بين عدد كبير من المواطنين ومتاحة للجميع.
وجد نفسه مغلقا عليه داخل سؤال مقلق لا يعبر عنه إلا قلق الرواية: لماذا لم تفض الثورات الوطنية، على الرغم من ضخامة التضحيات، إلى ما كان يفترض أن تفضي إليه؟ شيء ما لم يكن على ما يرام في حالة الوعي الذاتي للثورة الوطنية.
هناك مزلق ما حدث في فترة ما من الفترات، فدمر الثورات من داخلها وأفرغها من محتواها ليحولها إلى مجرد كلمات وخطابات تستنهض في المناسبات الوطنية الكبرى. التاريخ الوطني المكتوب لا يوفر في الأغلب الأعم إلا صيغة سهلة ومتداولة وربما مستهلكة عن هذا التاريخ. وكان لا بد من البحث في التاريخ الجانبي الذي كتبه الصديق والعدو معاً لإيجاد اللحظة الروائية التي أدت إلى الانفجارات المتلاحقة وعصفت في ما بعد بإيجابيات الثورة.
وربما كانت هذه اللحظة الملتبسة بالمتخيل غير المفصول عن الحقيقة التاريخية المقارنة هي التي أنتجت جيلاً مجّد الثورة حتى أجهضها وقتلها وحوّلها إلى مصالح دنيوية صغيرة مع الإصرار على الحفاظ على الخطاب لأنه هو ما تبقى لستر عورة تجربة قُتلت قبل أن تثمر. الغريب هو أن خطابنا التاريخي الذي قال الكثير عن الغطرسة الاستعمارية، صمت أو لم يقل شيئا عما كان يحدث داخل الثورة وكأن ما كان يحدث داخلها لا ينتمي إلى التاريخ ولا إلى الثورة.
ما الذي دفع بالإخوة إلى الاقتتال؟ التاريخ لا يمنحنا كإجابة إلا البياض المقلق. لماذا اغتيل القائد الكبير عبان رمضان الذي نعته الثورة في جريدة المجاهد في 1958 في مربع مجلل بالسواد تحت عنوان: عبان رمضان يسقط في ميدان الشرف، بعد خمسة أشهر من اغتياله: «في النصف الأول من شهر أفريل، وقع اشتباك عنيف بين قواتنا وقوات العدو مما دفع بفيلق الحماية الذي كان يقوده أخونا عبان رمضان إلى التدخل.
و خلال المعركة التي استمرت ساعات طويلة أصيب عبان رمضان بجراحات بليغة أودت بحياته.
الخبر الذي وصلنا كان مفجعا. إن الوجه السمح لعبان رمضان وشجاعته وإرادته الصلبة ستبقى قدوة لنضال الشعب الجزائري. نبكي اليوم بمرارة افتقاد أخ في النضال ستظل ذكراه منارة أبدية لنا… ». لم يعترف أحد باغتياله إلا في السنوات الأخيرة. عندما كنت أكتب عن هذا الرجل وأستعيد الصراعات الداخلية العميقة، بدا لي وقتها كأنني كنت أقول ما يناهض التاريخ وأن الرواية كجنس وجدت للاعتداء على حرمة المقدس والمسلم به. وصودر النص الذي طبع في بيروت ودمشق بعدم إدخاله إلى الجزائر. الطريقة المثلى لحرمان القارئ الجزائري من كتاب هو أول المعنيين به. ولكن بعد أكثر من عشرين سنة من صدور الرواية، يأتي من القادة من يؤكد ما افترضته الرواية حقيقتها، لتصبح حقيقة الرواية التي انبنت على النظرة النقدية للأشياء أكثر صدقاً وأقل ادعاء بالارتباط بالحقيقة التاريخية المطلقة. يجب أن لا ينظر، طبعا، إلى ذلك من باب التنبؤ كما يقول ميلان كونديرا مثلما ينظر إلى كتاب جورج أوريل1984، لأن ما قاله أورويل كان يمكن أن يفصل فيه بدقة أكثر أي بحث تأملي في الموضوع.
و لكن يجب الاعتراف ههنا بقدرة الرواية على اكتشاف ما لا تستطيع الأجناس الأخرى فعله. من هنا يبدو لي أن الكتابة عن التاريخ لا تفترض بالضرورة تمجيد الماضي ووضعه في علبة المقدس، ولكن العمل الهادئ عليه وقراءته من أجل فهم المفاصل التاريخية المهمة التي يمكن للرواية الاستناد عليها. فالتمحيص لمعرفة النواة الحاسمة في كل التغيرات اللاحقة، ليس بالضرورة عملاً مغرضاً أو معادياً للخطابات المتسيدة. عندما تتم السيطرة على كل الخيوط المتشابكة، تصنع الرواية مساراتها الحيوية. فهي تدرج الوقائع التاريخية المرتبكة ضمن متخيل يعطي الإيهام بالحقيقة الموضوعية التي ليست مهمة إلا من حيث هي تعبير عميق عن لحظة متحركة في التاريخ تستطيع الرواية إلقاء القبض عليها في كامل توهجها.
من صلب هذه اللحظة تنجز الرواية عالمها وشخصياتها ومصائر شخصياتها المتضاربة وتحاول إلقاء الضوء على اللحظات الأكثر حساسية والأكثر إنسانية التي يعجز التاريخ عن الدخول في عمقها. فمسار التاريخ خطي بينما مسار الرواية لا يمكنه إلا أن يكون عموديا وأحيانا متعرجا، متوغلا باستمرار في دهاليز المسلمات التي سرعان ما تفقد صفتها العادية لتصبح عالما معقدا ومرتبكا ومهزوزا.
لا يتعلق الأمر ههنا بمعارضة التاريخ أو محاكاته مبتورا أو كاملا فليس هذا من وظائف الرواية كجنس ولكن العمل الأساسي يتطلب الدخول في عملية تحويلية مركبة تتفكك فيها عناصر النص الأول في بنية النص الثاني الذي يمنع عنها أي استقلال ذاتي خارج فضاءات الكتابة الأدبية. فالرواية عندما تقف عند حدود التاريخ مقلدة لوقائعه، تفقد صفتين: صفة الرواية لأنها تحاول أن تضاهي التاريخ عبثا، وتفقد أيضا صفة التاريخ لأنها تنشأ جوهريا داخل نظام المتخيل. تخسر الجنس الذي يحددها، أي هويتها الأساسية التي تنظم بنياتها وعوالمها الداخلية.

التاريخ الصامت والجهد الروائي

واسيني الأعرج

معركة فضائية بين اردوغان ونتنياهو… والعرب يتفرجون! وعالم سعودي يثير زوبعة بإجازته الزواج من القاصرات

Posted: 03 Apr 2018 02:27 PM PDT

بقدر ما حرث «يوم الأرض» في فلسطين مواقف العرب المنبسطة، بقدر ما أعاد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان المسألة إلى جذورها هذا الأسبوع.
ففي الوقت الذي أدار فيه القادة العرب ظهورهم الملتهبة بسياط الصمت لهذا اليوم المقدس، وجبنوا عن أي فعاليات احتجاجية أو تصريح أخلاقي نبيل يشد أزر الفلسطينيين، خاطب اردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي «أنت محتل يا نتنياهو، وبوصفك محتلا وأنت موجود على هذه الأرض. في الوقت نفسه أنت إرهابي».
كما وصف إسرائيل بأنها «دولة إرهابية تقتل الأطفال»، مؤكدا أنه «سيناضل بكل السبل» ضد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس المحتلة عاصمة للدولة العبرية.
وقال في خطاب نقلته كل الفضائيات العربية – على أنه لا علاقة له بالدول العربية – إن «فلسطين ضحية بريئة، أما إسرائيل فهي دولة إرهابية، نعم، إرهابية»، مضيفا «لن ندع القدس تحت رحمة دولة تقتل الأطفال».
ليسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي للرد عليه هذه المرة من باريس في مؤتمر صحافي مع الرئيس الفرنسي، قائلا «السيد اردوغان هاجم إسرائيل. لم أعتد على تلقي محاضرات عن الفضيلة من زعيم يقصف قرى الأكراد في بلده تركيا ويسجن الصحافيين ويساعد إيران للالتفاف على العقوبات ويساعد الإرهابيين بما في ذلك في غزة ويقتل الأبرياء». وهذه حلقة من سلسلة سجالات للرئيس التركي وقادة إسرائيل.
الحيادية تصبح لدى الإعلام العربي هنا قدس الأقداس، وتتسابق المحطات والمقدمون على الإلتزام بها حد الرعب، ويصبح العالم العربي بأسره يسير على خيط دقيق من «الحيادية» و«المهنية و«الموضوعية» في غير مواقعها.
وحينما يتعلق الأمر بشؤون الدول العربية مثلا، ترى المذيعين ومقدمي البرامج في كبريات فضائيات العرب يحشدون عرض الأمهات والأخوات والآباء والجدات وشرف القوم والعشيرة ومفردات «الزعران» تحضر بقوة عجيبة، للشتم والسب والقذف والنيل من الأشقاء على طريقة «أولاد الشوارع».
وفيما لم نسمع زعيما عربيا ولو واحدا يسترجل وينتقد، بشكل مباشر، كما فعل اردوغان، نرى تغطيات معظم الفضائيات العربية أدنى ألف مرة من أن تصل إلى مستوى المنتفضين لأجل أرضهم ومقدسات العرب، بينما يستعدي مذيع إسرائيلي قومه لقول الحقيقة فيتم إيقافه عن العمل بعد احتجاجه على قتل متظاهرين فلسطينيين، بالقول إنه «يخجل من كونه إسرائيليًا»، تعقيبًا على قتل الجيش متظاهرين فلسطينيين سلميين خلال مسيرة «يوم الأرض».
ألا يعد ذلك تغييبا مرضيا وإخصاء للإعلام في البلاد العربية وابعاده عن القضية الفلسطينية، التي تتعرض لابعاد قسري مريب عن تناول معظم الفضائيات العربية، وخاصة الخليجية منها هذه الأيام!

غرائب الفضائيات

ونبقى في غرائب الفضائيات، فنتجه إلى قناة «الرسالة» السعودية وفتوى جديدة عجيبة تصرف انتباه القوم عما يحصل في المنطقة والعالم بأسره، فها هو عضو هيئة كبار العلماء، والمستشار في الديوان الملكي السعودي، الشيخ عبد الله المنيع، يثير جدلا واسعا بإجازته زواج القاصرات، بغض النظر عن أعمارهن.
الشيخ المنيع، خلال إجابته عن أسئلة المتصلين، قال إنه «ليس هناك عمر محدد لتزويج البنت».
ورأى أن «الأب يعدّ أولى ولي للبنت، وأولى من يعنى بمصلحتها، فإذا وجد مصلحة فيمن أتى يخطب بنته، وإن كانت صغيرة، وكان يرى في ذلك مصلحة، فلا مانع من تزويجها». وقال إن «ولاية الرجل على المرأة هي في سبيل مساعدتها، وليس تسلطا عليها».
وأثار تصريح المنيع جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي لم يهدأ، إذ طالب مغردون بسن قوانين صارمة تحد من زواج القاصرات. وأوضح ناشطون أن تزويج الفتاة دون بلوغها سن الرشد يعد ظلما لها، إذ يقرر الوالد شكل حياتها بغض الطرف عن رأيها ورغبتها.
ونستعرض هنا بعض الردود، علها تجلي هذه المسألة، فكتب المدون عبدالله المالكي قائلا: هل يُعقل أن يتزوج رجل بنتا في الثانية عشرة من عمرها ويدخل بها… أليس هذا «بيدوفيليا» أي اغتصاب أطفال؟! بينما كتب إبراهيم المنيف: المرأة عندنا (ناقصة عقل وغير ناضجة)، لذلك يعقدون أمورها في قيادة السيارة ويفرضون عليها وظايف محدودة ويصعبون عليها تولي المناصب الكبيرة! ويضيقون عليها في اختيار التخصصات العلمية، لكن إذا الموضوع فيه (زواج)، يسهلون لها كل الأمور حتى لو كانت قاصرا»!
وذهبت فتاة تدعى «سلطانة» للقول: «أنا تزوجت وعمري 18 سنة، والله الزواج بعمر صغير غلط. استمتعي بعمرك وبداية شبابك وبعدين تزوجي. الزواج مو وردة وكلمة أحبك الزواج مسؤولية كبيرة».
فيما يرى المدون وليد الظفيري أن «هُناك ثمة تشابها كبيرا جداً بين زواج القاصرات ووأد البنات، فالأول يقتلها اجتماعياً والآخر يقتلها جسدياً!
وتحدى المدون محمد دحول الشيخ قائلا: أنا أتكفل بكامل تكاليف زواج أي شخص يتزوج أصغر بنات المنيع، فهل سيوافق الشيخ؟
وبررت مدونة تدعى «شذى» الأمر قائلة: لو واحد عنده بنت عمرها 9 سنوات، وهو مريض وخايف عليها تضيع بعده ممكن يملكها لرجل يخاف الله فيها شرعا، يجوز بس اللي عندنا بعضهم ماخذها تجارة!
كما برر محمد مسال قول الشيخ قائلا: «لا حد يتكلم لو سمحتم… لحوم الشيوخ مسمومة، هو أعلم منكم بالدِّين أنتم ماذا قدمتم للمجتمع؟!
ويصرخ محمود الغامدي قائلا: «يا حبيبي لا تتحمس الشيخ يتكلم عن حكم شرعي ولم يجبر أحدا على تزويج ابنته»!
وناصرته مدونة سعودية تدعى «العنود» قائلة: «إذا عمرها 14 وفوق والله كان زمان عرايس من أجمل ما يكون وفاتحين بيوت، بس الجيل الغبي شوه الحياه وصنع التعقيدات. أي انسانه بالغه تتمنى أنها تتزوج… وش عندكم من اعتراض وليش تسمونها قاصر»؟!
ويبرر فهد العتيبي الفتوى «المنيع ينقل الشرع في ذلك ولا يحرم، فاذا أردت أن تزوجها وهي صغيرة فلك ذلك.
هذا الموضوع قانونيا وانسانيا مرفوض في العالم المعاصر، ويعتبر جريمة تحاسب عليها معظم القوانين الدولية، كما يفرخ أمراضا اجتماعية تقود بدورها إلى الطلاق، الذي يسجل أعلى نسب له في العالم في بعض دول الخليج ودول المغرب العربي.
وهكذا مقدمات تقود حتما إلى هكذا نتائج كارثية، والمجتمعات تدفع ثمن أخطاء الدعاة وبعض من يسمون أنفسهم علماء! وهذا موضوع مطروح للتفاعل.

زعيمة كوريا الجنوبية الباكية

بين لقطات – تظهر دموع وبكاء رئيسة كوريا الجنوبية المقالة «بارك غوين هيه» بحرقة أثناء اقتيادها لزنزانتها، حيث ستقضي ليلتها الأولى، في فضيحة فساد – وأخرى عرضتها قناة «سي أن أن» الأمريكية لها، وقد أعطيت أغراضا شخصية وصينية للطعام وبطانية، وارتدت زي السجينات الشتوي الأخضر، تتجلى فضاءات العدل وأخلاق الأمم والشعوب.
السيدة – التي أكثرت التلفزيونات الكورية، ومعها العالمية عرضها، وتجاهلتها معظم القنوات العربية الرئيسية، اقيلت من منصبها، رغم حصولها على أكبر نسبة تصويت في تاريخ البلاد، وتهمتها هي دعم صديقة لها متهمة باستغلال مكانتها لدفع شركات على «التبرع» بـ 70 مليون دولار لمؤسسات تشرف عليها.
تخيلوا هذا الرقم «التافه»، الذي يدفع أضعافه مسؤولون عرب غير منتخبين للحصول على لوحة أو منزل سياحي أو سيارات أو متعلقات شخصية، دون أن يحاسبهم أحد، ويسّخِر آخرون مقدرات أوطان وشعوبها وتاريخها لغايات شخصية بحتة، ويضيع بعضهم أوطانا ويفقرون شعوبهم ويقوضون مستقبلها، وهم يظهرون ضاحكين طوال الوقت كأنهم يتابعون مسرحية لعادل إمام أو مسلسل «ضيعة ضايعة»!
كيف لا في بلاد كل شيء يندثر فيها وتعيش حاضرا ومستقبلا ضائعا وترى مع كل ذلك شعوبا تصفق لهؤلاء ضاحكة!

كاتب من أسرة «القدس العربي»

معركة فضائية بين اردوغان ونتنياهو… والعرب يتفرجون! وعالم سعودي يثير زوبعة بإجازته الزواج من القاصرات

أنور القاسم

الثقافة العلمية

Posted: 03 Apr 2018 02:27 PM PDT

ظلت الثقافة في التصور العربي الحديث مرتبطة بالإيديولوجيا لأنها تمثل جاهز المعرفة التي يتسلح بها المثقفون، وهم ينخرطون في الجدال الفكري والسياسي الذي يفرضه الواقع اليومي. أما الثقافة العلمية فهم منها براء، ولا يولونها أي اعتبار. فهي إلى جانب كونها تستدعي التكوين الصارم، والمواكبة المتأنية والجهد الدقيق في الفهم والاستيعاب، تفرض عليهم تغيير سلوكهم الفكري، وطرائق تفكيرهم، وهم منشغلون عن هذا. إن جهدهم الأساس تستوعبه «المجالس» وتملأه النقاشات التي يخرج كل واحد منهم مزهوا بإقناعه الآخرين أو إفحامهم، أو فرضه نفسه عليهم.
إن الثقافة العلمية لا تتصل فقط بالعلوم الحقة، ولا حتى بالعلوم الاجتماعية والإنسانية، وهي أيضا ليست شغل الأكاديميين والباحثين فقط. إنها ترتبط ارتباطا وثيقا بالحياة العامة وبالمجتمع. وكلما كان رصيد أفراد المجتمع كبيرا بما يتعلق بها سواء على مستوى المعلومات، أو الرؤية، كان المجتمع أكثر تماسكا وإدراكا لما يحيط به. فالثقافة العلمية المتصلة بالصحة، والبيئة، والعلاقات الاجتماعية،،، تعطي للفرد داخل المجتمع رؤية مختلفة عما تقدمه له مختلف أصناف التفكير التي يلجأ إليها للضرورة. ولا يمكننا تفسير هيمنة الفكر الخرافي، والمعرفة اليومية المبنية على الإشاعات والآراء المغلوطة في مختلف جوانب الحياة في الواقع العربي سوى تأكيد على غياب الثقافة العلمية، بل وعلى التشكيك فيها مع هيمنة الجهل والأمية والوعي المتأخر.
لقد عملت الوسائط الاجتماعية الشعبية على حضور مختلف أصناف الخطابات، وفي كل الاختصاصات، من التي تنشر القيم المعرفية الملائمة، إلى تلك التي تعمل على إشاعة الخرافة وبيع الأوهام. ولما كانت الأصناف الأخيرة أقرب إلى الأهواء الجماعية كانت أكثر تأثيرا في النفوس ضعيفها وقويها. ولذلك نجدها تنتشر انتشارا واسعا بين الناس. بينما التي تعمل على تقديم المعرفة العلمية المبنية على أسس دقيقة لا يتفاعل معها إلا القلة القليلة. ولا يدل ذلك إلا على غياب الثقافة العلمية.
لطالما اهتممنا بالعقل، ودعونا إلى العقلانية في رؤية الأشياء وتمثلها. لكن التنبيه إلى ضرورة العقل، والدعوة إلى ممارسته، إذا لم يستند إلى خلفية أو رؤية علمية يظل بعيدا عن تحقيق أهدافه. كما أن جعل العلم في تعارض مع الدين من التصورات التي ما تزال تدفع في اتجاه التحفظ منهما معا من لدن كل من يتشبث بأحدهما دون الآخر في حل المعضلات الإنسانية العامة. ولا يمكن هذا إلا أن يسهم إلا في انتشار الأفكار السائدة وإعادة تداولها بين الناس.
إن الصراعات المفتعلة بين الدين والعقل والعلم في فضائنا الثقافي العربي الذي لا تزال العلاقات الإيديولوجية هي التي تحدده، تعيق نظرتنا إلى كل منها نظرة موضوعية تحدد مجالاتها التي تشتغل فيها، وتعيِّن حدود كل منها في تقديم الأجوبة الملائمة عن نوع الأسئلة التي يمكن أن يجيب عليها أحدها دون الآخر. وما دمنا نتعامل مع هذه المجالات بدون تدقيق ما يمكن أن يضطلع به أي منها في المجتمع لا يمكننا أن نؤسس للثقافة العلمية بالمعنى الذي نعطيه إياها.
يحتاج العقل إلى الثقافة العلمية، احتياج الدين إليها. ولا يكفي ادعاء العقلانية لنكون قادرين على توظيف العقل بالشكل الملائم. كما لا يكفي أن نتحدث عن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم لندعي أننا نسهم في إشاعة الثقافة العلمية. كما أنه لا يمكننا فقط بدعوى الاشتغال بالعلم الإيهام بأننا ننشر القيم العلمية. إن نشر التفكير العلمي والقيم والمعرفة العلمية من خلال استغلال مختلف الوسائط، وإقامة الجسور بين مختلف المجالات الكبرى، هو ما يمكن أن يوصلنا إلى تصورات جديدة عن دور العلم في الحياة، بدون جعله بديلا عن العقل أو الدين اللذين يمكنهما حين ينبنيان على أسس علمية يشتركان في تقديم رؤية سليمة ومعقولة لكل منهما بعيدا عن السفسطة أو السجال العقيم. بهذا فقط يمكننا جعل ما ينتشر في الفضاءات الوسائطية الجديدة يتراجع عن فرض هيمنته على عقول الناس وأهوائهم.
كما يمكننا، بواسطة الثقافة العلمية، تجاوز التمييز بين العقل والدين، يمكننا تجاوز التقسيم بين العلوم والآداب والفنون، ونحن نفضل أحدهما على الآخر في مدارسنا ومعاهدنا المختلفة. فإذا كان الإبداع الفني أيا كان جنسه له خصوصيته، فإن دراسة الفن والإبداع والأدب ينبغي أن تتأسس بدورها على الأسس العلمية. وهذا لا يلغي أهمية البقاء رهن التأويلات والقراءات المعيارية، لكن شريطة الاستفادة مما تقدمه الإجراءات العلمية المناسبة.
نقصد بالثقافة العلمية التي علينا إشاعتها بجعلها مرتبطة بالمجتمع، وفي خدمته، وليست فقط في المختبرات والمراكز، الثقافةَ المبنيةَ على السؤال النقدي الذي لا يسلِّم بالأشياء التي ينتهي إليها إلا بعد إخضاعها للبحث والتمييز والمقارنة. ولا بد في هذا السياق من انتهاج سياسة تربوية وتثقيفية على أسس البحث العلمي لتكوين أجيال قادرة على التفكير وإعمال النظر، وطرح الأسئلة.
إن مدارسنا، ومنابرنا الإعلامية، وكل أصناف الوساطات في فضاءاتنا تعيد إنتاج أصناف التفكير السائدة، وتغيِّب الثقافة العلمية في النظر والعمل، وفي أي موضوع من الموضوعات التي نحيا بها.

٭ كاتب مغربي

الثقافة العلمية

سعيد يقطين

بن سلمان والموقف الأردني: ضباب في منطقة التفاهم على ثلاثية الشر ومطب «الإخوان»

Posted: 03 Apr 2018 02:27 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: يزج ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مجدداً باسم الأردن على أمل تحقيق معدلات مجاملة وتصفيق سياسي جديدة عندما يتحدث عن مجموعة الدول التي تواجه ما وصفه بمثلث الشر حيث إيران وتنظيمات داعش والقاعدة وجماعة الإخوان المسلمين.
يفعل الأمير السعودي الشاب الذي يمتنع عن تقديم اي مساعدة او مجاملة ثقيلة الوزن تجاه الأردن ذلك مجدداً لغرض سياسي خصوصاً انه قبل نحو شهر طلب من اذرعه الاستثمارية الإيحاء بان مدينة العقبة الأردنية لها حصة ضمن استثمارات ومرافق سياحية ستقام على بوابات البحر الاحمر.
رغم ان ذكر الأردن في التصريح السعودي لم يأت مستقلاً او منفصلاً الا ان بعض الأوساط الإعلامية او السياسية الخفيفة وجدت في الامر رسالة تستوجب بعض التهليل السياسي حيث ان الامير محمد بن سلمان وهو يقدم نفسه بصورة تلمسها الجميع للأمريكيين والغرب وإسرائيل عبر سلسلة من المقابلات إلا ان الإشارة كانت يمكن ان ترتقي إلى رسالة سياسية لو سبقها او لحقها اتصالات في المستوى الثنائي على الاقل. وبكل حال قاموس الامير الشاب الذي يتابعه الأردنيون كغيرهم باهتمام وشغف تضمن وضع الأردن ضمن دول اخرى من بينها الكويت والإمارات والبحرين ومصر تحارب محور الشر الإيراني الإخواني الداعشي.
الدليل الأبرز على ان المسألة لا تتجاوز مجاملة عابرة هو ان الأردن في الواقع لا يتخذ الموقف السعودي نفسه تماماً من ثلاثية الشر المشار اليها. فالعلاقات الأردنية الإيرانية متوترة ومأزومه لصالح الأجندة السعودية… هذا صحيح، لكن الصحيح ايضاً انها ليست علاقات مقطوعة وان السفير الإيراني لايزال يعمل في عمان وان رئيس مجلس النواب الأردني عاطف طراونة ورفاقه تفاعلوا مع المؤسسات الإيرانية أكثر من مرة.
صحيح أيضاً ان الأردن يمتنع عن اعادة سفيره المعين إلى عمله في طهران وان السفير عبد الله ابو رمان عالق في عاصمة بلاده لكنه لا يزال سفيراً وان كان هدف الامتناع عن مزاولة عمله هو البقاء ضمن سقف الموقف السعودي وتجنب إغضاب السعودية.
موقف الحكومة الأردنية من ملف الإخوان المسلمين تحديداً يختلف بالشكل والعمق والمضمون عن الهجمة الاميرية السعودية المفاجئة التي حاولت شيطنة الإخوان المسلمين مؤخرا أملا بطبيعة الحال في ارضاء المتشددين في تل ابيب وواشنطن .
قبل تصريحات بن سلمان الأخيرة ضد الإخوان المسلمين كان الرجل الثاني في جماعة الإخوان الأردنية الشيخ زكي بني ارشيد يعتبر بقاء السعودية على مسافة من الخطابين الإماراتي والمصري علامة فارقة قد لا تكون مريحة ولكنها تؤشر على سعي الرياض لعدم التصعيد خصوصا وان بني ارشيد وفي غالبية نقاشاته المعمقة مع «القدس العربي» لاحظ أن الإخوان المسلمين في اليمن لديهم مثلا نفس الخصم مع السعودية .
بوضوح يتباين موقف الامير الشاب مع موقف والده الملك سلمان من مسألة الإخوان المسلمين. وبوضوح لا يخفي رموز النسخة الأردنية من الإخوان خشيتهم من ان يمتطي بعض خصوم الجماعة في الأردن موقف الامير السعودي الشاب لأغراض التصعيد والتأزيم بين الجماعة والسلطة داخل الأردن وعلى اساس فرية سياسية فكرتها التقرب من العهد السعودي الجديد. وهي مسألة قد تنطوي على حساسية مبالغ فيها لأن الأجندات والمصالح السياسية والاقليمية مع الدول الاخرى مهمة وينبغي عدم التفريط فيها وفقاً لتعبيرات الناشط الإسلامي الأردني البارز مروان الفاعوري لكن دون التفريط بالمقابل بالتوازنات الداخلية الأردنية.
عموماً يتوقع اخوان الأردن الاسوأ في تلك المنطقة الضيقة بعد مجاملة الامير السعودي للأردن ووضعه له في صف الدول التي تحارب محور الشر الثلاثي وبصورة لا تخلو من الدهاء والخبث السياسي وان كانت لا تعكس الواقع والحقيقية. وهي صورة لا تعكس الواقع والحقيقة ليس فقط لان وزير الداخلية الأردني سمير مبيضين اعتبر بالتزامن مع تصعيد بن سلمان ضد الإخوان بأن الحركة الإسلامية الأردنية مكون اساسي في المجتمع.
ولكن ايضاً لان النسخة الأردنية من الإخوان المسلمين جزء من العملية السياسية والبرلمان وبالتالي من السلطة وقد رفض الملك عبد الله الثاني شخصياً تصنيفهم بالإرهاب في مواجهة الادارة الأمريكية نفسها. وهو موقف حسبه مطبخ إخوان الأردن لصالح الدولة الأردنية وبطريقة ساهمت في تراجع النسخة الإخوانية المحلية عن المشاركة تماما في لعبة الشارع حتى عندما تعلق الامر بقضايا وملفات اساسية وكبيرة من بينها اتفاقية الغاز مع الكيان الإسرائيلي وازمة القدس وملف الاسعار. وبالنتيجة يمكن اعتبار حشر الامير محمد بن سلمان للأردن ضمن قائمة الدول التي تواجه الإخوان المسلمين خطوة لا تعكس الواقع ومن الصعب ان يتعامل معها الأردن الرسمي.
لكنها تعرض بذات الوقت على شكل ابلاغ ضمني عن اقصر الطرق لمغازلة العهد السعودي الجديد وفي أحوال سياسية اخرى قد تنتقل إلى مستوى جملة شرطية تلفت نظر الحكومة الأردنية إلى ان الدخول إلى حلقة بن سلمان قد يتطلب في المستقبل القريب وخصوصا بعد فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرة الثانية تغيير قواعد اللعبة الأردنية الداخلية مع الإخوان المسلمين تحديدا وهو امر ان استجابت حكومة عمان لضغوطه سينتج في الواقع الداخلي تعقيدات ومشكلات من كل الاوزان والاصناف.
يبقى ان عنصر المصداقية الأساسي في التكهن السياسي تجاه الأردن بعد تصريحات بن سلمان الأخيرة هو الاشتباك مع تنظيمي القاعدة وداعش. وهنا أيضا ثمة فارق بسيط يتمثل في ان الأردن اشتبك مع تنظيمي القاعدة وداعش في وقت مبكر وبصورة مبدئية ولم يستثمر بورقتهما كما فعل الشقيق السعودي.

بن سلمان والموقف الأردني: ضباب في منطقة التفاهم على ثلاثية الشر ومطب «الإخوان»
رسائل ملغزة مجدداً.. وتضامن لفظي فقط وأجندة متباينة في الملف الإيراني
بسام البدارين

أردوغان يكسر عقوداً من الفيتو الغربي ويبدأ تحقيق حلم تركيا النووي من محطة «أق قويو»

Posted: 03 Apr 2018 02:26 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: عقب محاولات استمرت لأكثر من 50 عاماً اصطدمت جميعها بالفيتو الغربي بطرق مختلفة، بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحقيق حلم تركيا النووي لتقليل اعتماد بلاده على استيراد الطاقة من الخارج وبالتالي تعزيز السيادة التركية واستقلالية قراراها الوطني بعيداً عن الضغوطات والابتزازات الدولية، حسب ما يقول المسؤولون الأتراك.
وأمس الثلاثاء، وضع أردوغان برفقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حجر الأساس لبدء أعمال بناء أول محطة نووية تركية لتوليد الطاقة الكهربائية باستثمار يصل إلى 20 مليون دولار، وهو المشروع المتوقع أن يغطي نحو 10٪ من احتياجات تركيا من الطاقة الكهربائية ويقلل استيرادها للطاقة من الخارج، ليكون انطلاقاً لمشاريع أخرى موازية تسعى تركيا من خلالها للاستقلال أو تقليل الاعتماد ـ كحد أدنى ـ على الخارج في مجال الطاقة بحلول عام 2023.
وخلال مراسم وضع حجر الأساس، لفت أردوغان إلى الأهمية القصوى لمحطة «أق قويو»، مؤكداً أنها «مشروع استراتيجي لتركيا سيغطي 10٪ من احتياجات تركيا من الكهرباء»، وأضاف: «نشهد اليوم لحظة تاريخية على صعيد تطوير بلادنا وتعزيز تعاوننا في مجال الطاقة مع الاتحاد الروسي»، وبينما أشار إلى أن المحطة ستدخل حيز التنفيذ عام 2023 اعتبر ما حصل «تتويج لمشروع استراتيجي تاريخي للجمهورية التركية».
وأشاد الرئيس الروسي بالمحطة التي تشارك بلاده في بنائها، مؤكداً أنها «ستكون آمنة وصديقة للبيئة وستنتج طاقة رخيصة وتلبي جزءاً مهماً من احتياجات الطاقة لتركيا»، فيما أكد وزير الطاقة التركي برات البيرق على أن المحطة «ستكون علامة فارقة في مجال الطاقة والتكنولوجيا».
وطوال العقود الماضية، واجهت تركيا التي تعاني فقراً كبيراً في مصادر الطاقة عقبات جمة في طريقها لتحقيق طموحاتها من أجل بناء محطات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية، وبقيت لسنوات طويلة تعاني من العوائق الأوروبية التي كانت تتذرع دائماً بدواعي الحفاظ على البيئة، وهو ما اعتبرته تركيا «فيتو» غربيا كان يسعى دائماً للحد من تطور تركيا وإجبارها على مواصلة الاعتماد على الخارج ليسهل التأثير على قراراتها.
لكن أردوغان الذي أبدا رفضه المطلق لهذه المعادلة وبذل جهداً كبيراً لتجاوز هذه العوائق، أكد في خطاب له قبل أشهر أن بلاده ماضية قدما في تأسيس مفاعل نووي على أراضيها «شاء من شاء وأبى من أبى»، رغم قلق بعض الأطراف من ذلك. وقال: «بعض الدوائر تسعى جاهدة إلى تقويض نشاط تركيا في مجال الطاقة».
وشدد أردوغان على أن «الجهود المبذولة لتقويض نشاط بلاده في مجال الطاقة ستذهب سدى، وتركيا ستواصل المضي قدما في تأسيس مفاعلها النووي شاء من شاء وأبى من أبى»، وأضاف: «الذين قدموا خدماتهم طواعية بالأمس للانقلابين ولأرباب الوصاية، يعملون اليوم بيادق لمصلحة الجهات الساعية إلى تقويض استثمارات تركيا في مجال الطاقة».
وفي خطاب سابق قال أردوغان: «أين الاتحاد الأوربي من وجود 135 محطة طاقة نووية نشطة حاليا في الدول الأوروبية؟ هناك 444 محطة طاقة نووية نشطة في العالم، وهناك 62 محطة طاقة نووية قيد الإنشاء، لماذا لم يتدخل البرلمان الأوربي ويطلب إيقافها؟ ما هو سبب قلق الاتحاد الأوربي من محطة الطاقة النووية التي يجري بناؤها في تركيا؟ إن سببه الحقيق هو منع تركيا من تحرير نفسها من الاعتماد على المصادر الخارجية في مجالات الطاقة ورفع العجز في الحساب الجاري، الناجم عن واردات الطاقة».
وإلى جانب الفيتو الغربي، عانت تركيا كثيراً من تردد روسيا في مساعدتها ببناء أول مفاعل نووي بالبلاد، وأجلت روسيا مشروع محطة «أق قويو» الذي بدأ الحديث عنه عام 2010 أكثر من مرة، لا سيما عقب تدهور العلاقات بين البلدين نتيجة إسقاط الجيش التركي طائرة حربية روسية على الحدود مع وسوريا، ولكن تعزز العلاقات لاحقاً بين أردوغان وبوتين ساهم في بدء الخطوات العملية بالمشروع.
وعلى الرغم من أن روسيا هي الداعم الرئيسي لتركيا في هذا المشروع، إلا أن أنقرة تهدف بالدرجة الأولى إلى تقليل الاعتماد على استيراد البترول والغاز الطبيعي من روسيا وإيران في محاولة للخروج مع حالة الضغط الكبيرة التي تعرضت لها في السنوات الأخيرة وشملت أزمات كبيرة مع موسكو وطهران.
وتؤكد تركيا الموقعة على اتفاقية الاستخدام السلمي للطاقة النووية منذ عام 1955 على أن أهدافها تنحصر بالوصول للطاقة السلمية، لكن مصادر غربية ووسائل إعلام اعتبرت الطموحات التركية أكبر من ذلك وهي مقدمة لمحاولة امتلاك السلاح النووي لا سيما بعد الاتفاق النووي بين الغرب وإيران التي تعتبر القوة الإقليمية المنافسة لتركيا في المنطقة.
ولم يكن الطموح التركي في الحصول على الطاقة النووية السلمية حديثاً، كونه بدأ منذ العام 1953 إبان حكومة عدنان مندريس أي بعد عام واحد من انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، فبعد مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية تم الاتفاق على بناء مفاعل في إطار برنامج أيزنهاور المعروف بـ «ذرات من أجل السلام».
وتم في عام 1955 التوقيع على اتفاق لبناء مفاعل تركي بمساحة 1 ميجاواط ضمن أول مركز تركي للبحوث النووية على أطراف مدينة إسطنبول بإشراف «هيئة الطاقة الذرية التركية» وتنفيذ شركة أمريكية، وبعد أن وصل البرنامج لمراحل متقدمة، واجه صعوبات كبيرة على اثر الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد بعد الانقلاب العسكري آنذاك.
وتجددت المحاولة التركية إبان حكومة سلمان دميرال وتم تأسيس مركز جديد للأبحاث النووية في العاصمة أنقرة لكن هذا المشروع أيضاً واجه صعوبات عام 1971 بفعل الاضطرابات السياسية التي تجددت في البلاد وتسببت بأزمات اقتصادية منعت الاستمرار في تمويل البرنامج.
وبدأت تركيا منذ سنوات التخطيط لبرنامج نووي ضخم يهدف بالأساس لبناء محطات نووية لتوليد الكهرباء، وقد تم اختيار روسيا لبناء المحطة النووية الأولى في تركيا عام 2010، حيث تبني شركه Rosatom الروسية المحطة النووية Akkuyu في مدينة مرسين، على ساحل البحر المتوسط، والتي تضم 4 مفاعلات نووية، بقيمه تصل إلى أكثر من 20 مليار دولار.
ومؤخرا تم الإعلان عن اختيار اليابان لبناء المحطة النووية الثانية (Sinop)، حيث ستقوم شركه ميتسوبيشي اليابانية ببناء المحطة بالتعاون مع شركه Areva الفرنسية، وستحتوي على 4 مفاعلات نوويه بقيمه 22 مليار دولار، ومتوقع أن يدخل الخدمة عام 2023.
كما تم الإعلان عن تحالف ثلاثي يضم شركه تركيه، وشركه Westinghouse الأمريكية وشركه SNPTS الصينية لعرض مشروع بناء محطة نوويه ثالثه في تركيا، تحتوي على 4 مفاعلات نوويه، لكن أول خطوة عملية في هذا الإطار بدأت بمحطة «أق قويو»، الثلاثاء، وتبقى المشاريع الأخرى بانتظار دخول مرحلة التنفيذ.

أردوغان يكسر عقوداً من الفيتو الغربي ويبدأ تحقيق حلم تركيا النووي من محطة «أق قويو»
وضع مع بوتين حجر الأساس لبناء أول محطة للطاقة النووية
إسماعيل جمال

اليمن: قضية «المعتقلين السياسيين» لدى جماعة الحوثي و«أخطاء غارات التحالف» تعود للصدارة بقوة مع الصمت الدولي حيالهما

Posted: 03 Apr 2018 02:26 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: صعدت قضية المعتقلين السياسيين في اليمن وكذا قضية أخطاء غارات التحالف إلى الصدارة خلال اليومين الماضيين، بعد الصمت الدولي حيالهما وعدم الاكتراث بأي منها، رغم مطالبات المجتمع الدولي المتكررة بضرورة وقف الحرب في اليمن.
وتعد هاتان القضيتان من أهم القضايا على الصعيد الانساني والحقوقي خلال الحرب الراهنة والتي لم يعرها أطراف الصراع في اليمن أي اهتمام، نظرا لعدم وجود أطراف دولية ضاغطة عليها لوقف مثل هذه الانتهاكات الخطيرة، وربما بسبب المحاباة لبعضها وبسبب التواطؤ مع البعض الآخر.
وكانت الحرب في اليمن، بدأت عامها الرابع قبل نحو أسبوع، وأثقلت كاهل المواطنين اليمنيين بالكثير من القضايا وفي مقدمتها قضايا القتل العشوائي المروع، من قبل مختلف أطراف الصراع، وكذا الاعتقالات الجائرة للسياسيين وللنشطاء والإعلاميين في سجون الانقلابيين الحوثيين وكذا في معتقلات المسلحين الموالين لدولة الإمارات العربية المتحدة في المحافظات الجنوبية.
ومن المقرر أن تنطلق مساء اليوم الأربعاء حملة شعبية للمطالبة بالإفراج عن السياسي اليمني المخضرم محمد قحطان في الذكرى الثالثة لاعتقاله، من قبل ميليشيا جماعة الحوثي، في مثل هذا اليوم قبل 3 سنوات من منزله بالعاصمة صنعاء، تحت هاشتاج (#الحرية_لقحطان) بالعربية وكذا (#FreeQahtan ) باللغة الانكليزية.
وعلمت (القدس العربي) من مصدر مقرب من عائلة قحطان أن جهود العائلة وكذا جهود الوسطاء المحليين والدوليين فشلت جميعها في التوصل إلى معرفة مصير محمد قحطان، والذي تتكتم جماعة الحوثي في الإدلاء بأي معلومات عن وضعه، حتى أن مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد عجز عن الحصول على أي معلومة من جماعة الحوثي بشأن قضية قحطان خلال قرابة 3 سنوات من مهمته في اليمن.
وتزامنت الذكرى الثالثة لاختطاف واعتقال قحطان مع استئناف جماعة الحوثي محاكمة 36 معتقلا أمام محكمة أمن الدولة التي تديرها الجماعة بصنعاء، والتي تتخذ من هذه المحكمة وسيلة لإصدار أحكام قاسية ضد المعتقلين تصل حد الإعدام، حيث كانت الأحكام الصادرة من هذه المحكمة الحوثية خلال الشهور السابقة، جميعها أحكاما بالإعدام، والتي شملت صدور حكم بالإعدام ضد صحافي وحكم آخر ضد أحد أتباع الطائفة البهائية في اليمن.
وأعربت العديد من المصادر القانونية والحقوقية عن مخاوفها الشديدة من استخدام الانقلابيين الحوثيين هذه المحكمة وسيلة لتصفية المعتقلين السياسيين في سجونها، والتخلص منهم تحت لافتة القانون، رغم أن الكثير من المعتقلين في سجونها لم يسلموا من الأذى الجسدي الكبير، حيث يتعرض أغلب المعتقلين للتعذيب الشديد من قبل الحوثيين وفارق العديد منهم الحياة تحت التعذيب وفقا للمنظمات الحقوقية.
وأفرجت جماعة الحوثي قبل يومين عن المعقتل اليمني الشهير جمال المعمري، في عملية تبادل أسرى مع الحوثيين عبر وسطاء قبليين، وذلك بعد سنتين من اعتقاله وإصابته بالشلل التام في جسده، إثر تعرضه لأسوأ حالات التعذيب الجسدي، والذي كان المعتقل السابق لدى الحوثيين الطبيب عبدالقادر الجنيد اطلع على حالة المعمري الصحية في السجن وكشف قضيته للإعلام المحلي والدولي منتصف العام الماضي.
وفي قضية مماثلة أعلنت رابطة أمهات المختطفين في بيان لها أمس الأول الاثنين عن مخاوفها الشديدة من استمرار حالات التعذيب التي تطال المعتقلين في سجون جماعة الحوثي، حيث كشفت أن معتقلا آخرا وهو عبدالعزيز أحمد الحكمي، أصبح مقعدا من شدة التعذيب والذي يعتقد أنه أصيب بالشلل، بعد قرابة عام ونصف قضاها في معتقلات جماعة الحوثي بصعاء.
وأوضحت ان الحالة الصحية للمختطف عبدالعزيز الحكمي في تدهور شديد، حيث فوجئت أسرته عند زيارته أمس الأول الاثنين أنه أصبح مقعدا حين جيئ به على كرسي متحرك في غرفة الزيارات داخل سجن الأمن السياسي في صنعاء وأنه أصبح لا يستطيع الحراك ولا يقوى على المشي.
من جهة أخرى، تصدرت قضية الأخطاء المتكررة لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية المشهد الإعلامي من جديد، حيث قامت أمس الأول بقصف عمارة سكنية في مدينة الحديدة، يقطنها نازحون، بعدة غارات جوية، وسقط ضحيتها أكثر من 20 نازحا بين قتيل وجريح.
وكشف مصدر طبي عن وفاة 14 مدنيا على الأقل وأصيب 8 أشخاص آخرين أغلبهم أطفال ونساء، جراء 3 غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي على تجمع للنازحين في مدينة الصالح بمدينة الحديدة غرب اليمن، أمس الأول الإثنين.
واستغرب مصدر حقوقي من الصمت المريع للمنظمة الدولية والمجتمع الدولي حيال الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها ميليشيا جماعة الحوثي ضد المدنيين وكذا قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وقال لـ«القدس العربي»: «اذا كانت السعودية تشتري صمت الأمم المتحدة بواسطة الدعم السخي لوكالات الأمم المتحدة العاملة في صنعاء تحت سلطة جماعة الحوثي، والذي بلغ 10.96 مليار دولار خلال الثلاث السنوات الماضية، حسب تأكيدات المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة يوم أمس، فإنه من المستغرب جدا صمت الأمم المتحدة إزاء الانتهاكات الحوثية ضد المدنيين، إلا إذا كانت متواطأة معها، ومنحازة لصالح تمكينها في البلد».

اليمن: قضية «المعتقلين السياسيين» لدى جماعة الحوثي و«أخطاء غارات التحالف» تعود للصدارة بقوة مع الصمت الدولي حيالهما

خالد الحمادي

أنباء عن طلب «جيش الإسلام» انتشار شرطة روسية «مسلمة» في دوما

Posted: 03 Apr 2018 02:26 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي» : قالت مصادر قريبة من ملف المفاوضات المتعلقة بمدينة دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية في ريف دمشق أن هذه المفاوضات مازالت مستمرة بين الطرف الحكومي السوري ومعه الطرف الروسي من جهة وقيادات تنظيم جيش الإسلام من جهة أخرى، لاسيما في ملفين رئيسيين الأول يتعلق بالمخطوفين الموجودين لدى جيش الإسلام وعددهم بالمئات والثاني بالمدنيين من سكان مدينة دوما.
المصادر تقول لـ «القدس العربي» إن جيش الإسلام طلب بقاء معظم مدنيي مدينة دوما داخل المدينة ولكن بشرط دخول قوات شرطة عسكرية روسية إلى دوما وانتشارها داخل المدينة، وطلب جيش الإسلام أن تكون الشرطة العسكرية الروسية تلك «مسلمة» حصراً من الشيـشان ودول قوقـازية أخـرى تـدين بالإسـلام.
وقالت إن الشرطة الروسية العسكرية التي كانت تُشرف إلى جانب قوات من الجيش السوري على إجلاء مقاتلي حركة أحرار الشام وعائلاتهم من داخل مدينة حرستا كانوا «مسلمين» من جمهورية الشيشان الروسية وذلك بطلب من قيادات حركة أحرار الشام حينها
فيما بقي حوالي 10 آلاف مدني داخل مدينة حرستا دون أن تنتشر شرطة عسكرية روسية «مسلمة» لاحقاً في حرستا، حيث انتشرت وحدات تابعة للجيش السوري إضافة لوحدات أمنية سورية.

أنباء عن طلب «جيش الإسلام» انتشار شرطة روسية «مسلمة» في دوما

كامل صقر

مصدر سياسي رفيع في «جيش الإسلام» لـ «القدس العربي»: لن نخرج من دوما ونترك المدنيين فيها

Posted: 03 Apr 2018 02:25 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: بالرغم من بدء تنفيذ الاتفاق الأولي الذي توصل اليه جيش الإسلام مع الجانب الروسي بشأن مدينة دوما، بالتزامن مع وقف لاطلاق النار، لايزال الغموض يلف تفاصيل الجلسات التفاوضية، ومآلات جيش الإسلام الذي يربط مصيره بمصير أكثر من 180 ألف مدني محاصر في مدينة دوما، آخر معاقل المعارضة في محيط دمشق، حيث يجري ذلك بالتوازي مع تحضير العاصمة أنقرة لانعقاد القمة الثلاثية بحضور بوتين وروحاني لبحث الأزمة السورية، فيما حمّل رئيس الائتلاف الوطني السوري عبد الرحمن مصطفى رسالة رسمية إلى رئيس تركيا رجب طيب اردوغان، دعاه فيها إلى السعي في حلحلة العملية السياسية بما يتناسب مع القرارات الدولية وعلى رأسها بيان جنيف والقرار 2254، وتطبيق وقف اطلاق النار وايصال المساعدات إلى المحاصرين.
مصدر سياسي رفيع لدى جيش الإسلام طلب حجب هويته، قال في اتصال مع «القدس العربي» ان المفاوضات مع الجانب الروسي لازالت قائمة دون التوصل إلى اتفاق نهائي، لكن البنود المتفق عليها حتى الآن بين الجانبين مغايرة لما أعلنه النظام السوري ووكالاته الاعلامية، مضيفاً «لكنني اجزم بأن جيش الإسلام لن يخرج من دوما وهناك مدنيون في داخلها».
وأوضح المصدر المشارك في عملية المفاوضات «ان من خرج من مدينة دوما هم من الجرحى والمصابين، وبعض المقاتلين العالقين في المدينة وهم غير تابعين لجيش الإسلام قطعاً».
وعزا المتحدث تكتم جيش الإسلام عن نتائج الجلسات التفاوضية إلى ان «أجواء المفاوضات اشبه ما يكون بأجواء الحرب، بل هي اقسى من معارك القتال، ولا يمكن ان نتحدث بكل شيء»، رافضاً الحديث عن الاحتمالات المتوقعة حول مصير مدينة دوما وجيش الإسلام، وما اذا كانت عودة المواجهات العسكرية والحصار أمراً متوقعاً حيث قال «الادلاء بأي تصريح من هذا القبيل سوف يؤدي إلى معضلة بين الناس سواء بالنفي او الايجاب، وما يهمنا ان لا يلعب النظام على وتر الحرب النفسية لدى المدنيين في دوما، ولا نستطيع أن نقول إننا وصلنا إلى اتفاق، ولا يمكن القول إننا لم نتوصل لأي اتفاق».
وفي الطرف النقيض، اكدت وسائل الاعلام الناطقة باسم النظام السوري التوصل لاتفاق مع جيش الإسلام، مشيرة إلى ان من يخرج من مدينة دوما هم مقاتلو التشكيل المعارض، حيث قالت وكالة سانا للانباء ان عملية إخراج مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم من مدينة دوما قد استؤنفت يوم امس الثلاثاء في الغوطة الشرقية بريف دمشق عبر ممر مخيم الوافدين، مشيرة إلى إخراج مجموعة من الحافلات كدفعة أولى تقل 1130 من مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم باتجاه جرابلس، بإشراف الهلال الأحمر السوري بعد أن خضعوا لتفتيش دقيق.
يوري يفتوشينكو ممثل المركز الروسي للمصالحة قال ان عملية انسحاب «مسلحي التشكيلات المسلحة غير الشرعية وأفراد عائلاتهم من مدينة دوما تستمر لليوم الثاني، ولهذه الأغراض، يواصل الممر الإنساني الذي يضم نقطة التفتيش بالقرب من مخيم الوافدين عمله، وخرج عن طريق هذا الممر الإنساني خلال الـ24 ساعة الماضية 1146 مسلحاً مع أفراد عائلاتهم، وتم نقلهم إلى قرية قلعة المضيق لمنطقة خفض التوتر في إدلب بصحبة سيارات خدمة الأمن وسيارات الإسعافات من قبل الهلال الأحمر السوري وكذلك عسكريي الشرطة العسكرية الروسية، فيما ذكرت وزارة الدفاع الروسية انه ومنذ 28 شباط/ فبراير، غادر 30376 شخصاً مدينة دوما. وإجمالًا منذ بدء الهدنة الإنسانية، خرج من منطقة الغوطة الشرقية بمساعدة مركز المساعدة الروسي 154286 شخصاً.
وأفاد مصدر ميداني من مدينة دوما لـ «القدس العربي» بأن القافلة المهجرين الأولى، التي تدخل في اطار الاتفاق بين جيش الإسلام والجانب الروسي، غادرت امس الثلاثاء المدينة عبر مخيم الوافدين، وتقل نحو 1000 شخص، وتضم جرحى جيش الإسلام واعلاميين تابعين له مع عائلاتهم، عشرات الحالات الإنسانية من المدنيين، فيما كان قد خرج يومي الاثنين والثلاثاء ضمن اتفاقية «فيلق الرحمن» بالتفاهم مع جيش الإسلام، قافلتين من مقاتلي «فيلق الرحمن» العالقين في مدينة دوما وعشرات المدنيين، إضافة إلى شخصيات سياسية وإدارية خرجت من مدينة «دوما» يوم الاثنين، ووصلت إلى أبواب مدينة جرابلس صباح الثلاثاء حيث منعت من قبل السلطات التركية من الدخول.
وقالت مصادر ميدانية مطلعة لـ «القدس العربي» ان القوات التركية منعت قافلة مهجري مدينة دوما، من دخول مدينة الباب في ريف حلب، وتضم القافلة حوالي 21 حافلة وتقل أكثر من 1200 بينهم شخصيات تابعة للحكومة السورية المؤقتة منها نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة أكرم طعمة، ورئيس مديرية الصحة في دمشق وريفها عماد قباني، وبعض إعلاميي جيش الإسلام، إضافة إلى 400 طفل و316 امراة، و136 مصاباً بحالات حرجة، منعاً لوصولهم إلى مدينة جرابلس التي تسيطر عليها قوات درع الفرات المدعومة من قبل الجيش التركي.
وأفاد الناشط الإعلامي مصطفى الحيدر من مدينة الباب بأن مظاهرات شعبية ضمت ناشطين إعلاميين ومسؤولي إغاثة ومؤسسات مدنية وخدمية خرجت في معبر «ابو الزندين» في مدينة الباب، مطالبة بفتح المدينة، بعد منع القوات التركية قافلة مهجري مدينة دوما من دخول مـدينة الـباب.

مصدر سياسي رفيع في «جيش الإسلام» لـ «القدس العربي»: لن نخرج من دوما ونترك المدنيين فيها
مظاهرات شعبية تطالب أنقرة بالسماح لمهجري الغوطة بدخول جرابلس
هبة محمد

اتساع ظاهرة المطالبين بوقف أي زيادات في الأسعار وأصحاب المعاشات يناشدون الحكومة دفع حقوقهم المتأخرة

Posted: 03 Apr 2018 02:25 PM PDT

القاهرة «القدس العربي»: احتلت تهاني الهيئات والأفراد والشركات الرئيس السيسي بمناسبة فوزه في الانتخابات وكذلك مظاهرات التأييد التي خرجت له في عدد كبير من المحافظات معظم مساحات الصحف الصادرة أمس الثلاثاء، وكذلك الكلمة التي وجهها الرئيس للأمة وتعهد فيها أن يكون رئيسا لكل المصريين وتحقيق المزيد من الإنجازات.
وقد حصل الرسام عمرو سليم على «خبطة» صحافية نشرها في «المصري اليوم» عن مشاهدته مسؤولا يمسك بطبلة في يده اليمنى وصاجة في اليسرى ويقول للرئيس:
مبروك يا ريس وعقبال الفترة التالتة والرابعة. فرد عليه الرئيس قائلا: قلت الكلام ده لكام حاكم قبلي.
وامتزجت تغطيات ومقالات التأييد بشماتة لا حدود لها في الإخوان المسلمين وغيرهم من الذين دعوا لمقاطعة الانتخابات فنزل اثنان وعشرون مليون ونصف المليون للتصويت، أي حوالي أربعين في المئة ممن لهم حق التصويت. وحصل الرئيس على واحد وعشرين مليون وتسعمئة ألف صوت منها. ورغم مظاهر التأييد فقد لوحظ تزايد ظاهرة أعداد المطالبين بوقف أي زيادات في الأسعار لأن الأغلبية التي تحملت في الفترة الأولى وأيدت الرئيس في إجراءات الإصلاح المالي قد لا تتحمل المزيد، أو هي لم تعد مستعدة لذلك خاصة مع تفاخر النظام باستقرار الدولة واستعادة هيبتها. كما تزايدت أيضا المقالات التي تطالب بإصلاحات وحريات سياسية أوسع ومعظم من كتبوها من أنصار النظام. وعلى كل فإن الأغلبية الساحقة لم تهتم بهذه المطالب لأنها مشغولة بما هو أهم من وجهة نظرها وهي احتفالات شم النسيم وأسعار الفسيخ التي وصل سعر الكيلو في المجمعات الاستهلاكية إلى مئة جنيه. كما أن أجهزة الدولة ووزاراتها كلها بدون استثناء رفعت حالة الطوارئ، واقتراب موعد امتحانات الدبلومات والثانوية العامة شد اهتمام ملايين الأسر، وكذلك حكم محكمة القضاء الإداري بضم ثمانين في المئة من آخر علاوات متأخرة لأصحاب المعاشات، ومسارعة رئيس الوزراء للاجتماع مع وزراء المالية والعدل والتضامن الاجتماعي لبحث الأمر.
وإلى معظم ما لدينا….

سؤال آخر للرئيس

أبرز ما نشر عن الوضع السياسي وما يجب أن يكون عليه النظام بعد نجاح الرئيس السيسي في الانتخابات كان لأستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور مصطفى كامل السيد وقوله في «الشروق» معلقا على حديث الرئيس مع ساندرا نشأت وطالبه بالإفراج عن سامي عنان وعبد المنعم أبو الفتوح:
المهم للمواطنين مثلي أن يعرفوا كيف يفكر الرئيس. وقد كشف اللقاء الكثير من جوانب تفكير الرئيس. طبعا كنت أتمنى أن تكون هناك أسئلة أكثر خصوصا حول كيف يتخذ الرئيس قراراته ومن يستمع لهم من المستشارين وهل يثق في المستشارين المدنيين مثل ثقته في رجال القوات المسلحة. الفكرة الثانية التي أثارت قلقي هي اعتقاد الرئيس أن الشعب المصري ليس جاهزا لممارسة الديمقراطية وهو ما قاله من قبله كل من الدكتور أحمد نظيف آخر رئيس وزراء لمبارك وعمر سليمان نائب رئيس الجمهورية أثناء ثورة يناير/كانون الثاني. هل الشعب المصري أقل استعدادا للديمقراطية من شعوب الهند واندونيسيا وباكستان والسنغال وغانا وكلها شعوب تنتمي لما يعرف بالعالم الثالث وليست في أوروبا التي تستحق الديمقراطية مثلما قال الرئيس خلال زيارته الأخيرة لفرنسا؟ وهل الديمقراطية انتخابات فقط أم إعلام حر ومستقل وحرية تنظيم وسيادة القانون واحترام الدستور؟ ولو كان الرئيس يتمنى أن يخوض الانتخابات الرئاسية أمام عدد من المرشحين الأقوياء فلماذا لم يسهل الأمر على مرشحين مثل سامي عنان وأحمد شفيق ومحمد أنور السادات وهو كان سيكسب هذه الانتخابات بكل تأكيد في مواجهة أي منهم؟ ولماذا أودعت أجهزته في السجن عبدالمنعم أبو الفتوح وهو رئيس حزب شرعي معارض لم يحمل السلاح ولم يدع له؟ كنت أتمنى أن تطرح ساندرا نشأت المخرجة القديرة هذه الأسئلة على الرئيس عبدالفتاح السيسي وربما تضيف إليها سؤالا آخر: ألن تكون بادرة طيبة يا سيادة الرئيس أن تظهر احترامك للآراء المخالفة بأن تصدر أمرا بإطلاق سراح سامي عنان وعبدالمنعم أبو الفتوح وهشام جنينة وغيرهم ممن هم في غياهب السجون بلا محاكمة ودون أن تتوافر دلائل جدية على دعوتهم للعنف؟
والحقيقة أن هناك فرقا بين قضية عنان وأبو الفتوح وحلها أسهل بالنسبة للأول لأنه محتجز، لأنه عمل في السياسة وهو في الاستيداع العسكري، وكان عليه أن يقدم أولا طلبا بالاستقالة وممكن تسويتها بقرار. أما أبو الفتوح فهو محتجز بقرار من النيابة العامة على ذمة اتهامه بالاتصال وهو خارج مصر بأعضاء من الإخوان المسلمين وهي جماعة مصنفة قانونيا بأنها إرهابية، وبالتالي فالقرار في يد النيابة وتحقيقاتها التي أما أن تنتهي إلى تبرئته لعدم كفاية الأدلة أو تحيله إلى المحاكمة.

عنف مجتمعي معلن

وفي «الشروق» طالبت داليا سعودي بتخفيف القبضة الأمنية والتدخل لوضع حد للعنف في برامج «التوك شو» وقالت: أتحدث عن العنف المتربص عند ناصية كل حوار عادي المطل برأسه نتيجة لنفير التعبئة المنطلق من برامج الكلام الليلية والمنفلت بخشونة من مزايدات الممسكين بزمام الأدوات القمعية. هذا العنف المجتمعي الذي لم يعد يتخفى تحت قفازات مخملية بل راح يضرب في مواطن الضعف ليقسم المقسم ويوسع خنادق الاحتراب حتى أوشكنا أن نتحول داخل الوطن الواحد إلى جزر متفرقة شبيهة بدويلات الطوائف. مثل هذا العنف المجتمعي أحلم بأن تخف وطأته الثقيلة في بلادي وهو ما لا يمكن أن يتحقق من دون إرادة سياسية حقيقية لفتح صفحة إنسانية جديدة مع الشعب، إرادة تخفف القبضة الحديدية وتفتح مسارات حقيقية لإزالة الاحتقان. لكن في انتظار هذه الخطوة المأمولة أدعو جميع الضمائر أن تتحرى مصلحة هذا الوطن وجميع الألباب أن تتعقل وجميع الألسنة أن تتعفف علنا نأخذ هدنة لازمة للتفكير والمراجعة واستعادة الذات الوطنية المرهقة.
أما محمد عبد الحافظ رئيس تحرير مجلة «آخر ساعة» فطالب بتعديل الدستور لتصبح مدة الرئاسة ثلاث دورات، وقال مبررا أسباب طلبه: بقي أن نفكر في بكرة وظني أن التفكير في المستقبل يبدأ من إعادة النظر في مادة الدستور رقم 140 التي لا تجيز انتخاب الرئيس أكثر من دورتين متتاليتين كل فترة 4 سنوات. وأقترح أن تزيد إلى 3 دورات وهذا معمول به في دول عريقة مثل روسيا بوتين 25 سنة في الحكم، وفي ألمانيا ميركل تم انتخابها 4 دورات متتالية، وأمثلة أخرى كثيرة. 8 سنوات لا تكفي لإصلاح ما أفسده الإخوان وما قبلهم، 8 سنوات لا تذكر في عمر الدول والشعوب، 8 سنوات قليلة على المشروعات المفتوحة التي بدأها الرئيس السيسي، 8 سنوات لا تكفي لجني ثمار الإنجازات، 8 سنوات لا تتناسب مع الظرف الاستثنائي الذي تعيشه مصر، 8 سنوات لا تكفي لطموحات رئيس يعيد بناء مصر من جديد ويطمح أن تكون قد الدنيا، 8 سنوات لا تكفي لتأهيل كوادر لحمل راية البلد وخلق منافسة واسعة بين مرشحين عدة للرئاسة.

ضرورات أمام الرئيس

وفي «الأهرام» طالب أنور عبد اللطيف بما هو آت: مع بهجة الإعلان الرسمي عن فوز الرئيس لفترة رئاسية ثانية أتأمل الضرورات التي تنتظره للانطلاق بثقة نحو المستقبل وأرى أولها: مكافأة صمود المصريين البسطاء قبل الأغنياء بعوائد المشروعات الضخمة والقرارات الصعبة في الفترة الأولى. الضرورة الثانية: التسليم بأن العبرة ليست بطول المدة ولكن بما يبقى بعد الخواتيم وبعد قيادته ثورة 30 يونيو/حزيران لابد من تنشيط سلطات الدولة التشريعية والقضائية لأداء دورها مع السلطة التنفيذية وتفعيل مواد الدستور بقوانين في مجالات الصحة والبحث العلمي وحرية الابتكار. وثالثها إصلاح الحياة السياسية بتنقية الأحزاب وتأهيلها وتشجيعها لتنافس بأمل الوصول للحكم. بقي أمام الرئيس ترجمة «تحيا مصر» إلى تنظيم سياسي في الشارع لتفريخ «نواب» وقيادات جديرة بكسب تأييد المصريين عند التحدي في 2022.
وفي «الوطن» كتب عماد الدين أديب تحت عنوان «الإصلاح الآمن مسألة حياة أو موت « محذرا من عواقب ما سيتم فرضه عند تقديم الشريحة الثالثة من قرض صندوق النقد الدولي: الآن وبعد أن أكرمنا الله بانتخابات رئاسية تجاوزت التوقعات حانت لحظة الجدّ وجاءت فترة المواجهة الصعبة التي تعتمد على دفع الاستحقاقات الاقتصادية لفاتورة الإصلاح والإصلاح الذي تخوضه مصر له ثلاثة أسس جوهرية: إنه محاولة إنقاذ لا غِنى عنها تأخّرت أكثر من نصف قرن. إنه يأتي عن اقتناع كامل من رئيس البلاد بأنه أمر لا بد من إنجازه بأي ثمن. إنه يأتي وفق إلزام تعاقدي صريح ومشروط من قِبل صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الصناعية التي تتأثر به، وفي يونيو/حزيران المقبل، أي بعد أقل من 90 يوما سوف تبدأ الشريحة الثالثة والأصعب من تنفيذ التعهدات المصرية للصندوق تأتي هذه الشريحة بالتزامن مع استمرار مضاعفات وآثار الشريحتين الأولى والثانية على طبقات المجتمع بداية شهر رمضان بتكاليفه دخول موسم المصيف والتزاماته، عيد الفطر، الاستعداد لدخول المدارس، عيد الأضحى، كل ذلك يأتي في فترة من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/ايلول، أي في حيز زمني يبلغ 120 يوما يتلوه دخول الجامعات، أي أننا ببساطة بدون رفع لأي أسعار بعد نعايش مجموعة فواتير اجتماعية مرهقة ومكلفة وضاغطة. السؤال: ماذا يحدث إذا أضيف على ذلك كله فاتورة مؤلمة وصعبة من رفع دعم وغلاء أسعار على جميع أوجه الحياة؟ الخطر وأقولها بصراحة أن تحدث حالة انكسار لدى طبقات وشرائح اجتماعية تحمّلت ما لا يطيقه بشر، وتعالت فوق هذا الألم وتجاوزت همومها ووقفت بكبرياء وعظمة وتجرّد مع تجربة 30 يونيو/حزيران. السؤال الكبير: هل يمكن أن تتحمل هذه الطبقات -مرة أخرى- دفع الفاتورة الجديدة الباهظة فى ظل هذا الحيز الزمني الذى سبق أن حددته من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/ايلول 2018؟ نحن مع الإصلاح ولكن الإصلاح الآمِن وليس الإصلاح الخطر. هنا يأتي السؤال: كيف نضمن الإصلاح الآمِن ونتجنب الإصلاح الخطر؟

من أجل إبعاد الخطر

لكن أبرز ما نشر أمس كان لأحمد الصاوي في «المصري اليوم» تحت عنوان «مهمة رئيس في ولاية أخيرة» طالب فيه الرئيس بتعيين نائب له، وقال عن أسباب ذلك:
يبقى الملمح الرئيسي لنظام حكم يرتكز على ثقل ونفوذ وتأثير وضمانة القوات المسلحة وعلى رأسه أحد أبناء المؤسسة العسكرية. اختار عبدالناصر السادات بعد سلسلة من التبديل والصعود والهبوط لرفاق السلاح. لكن السادات كان من داخل النظام وتولى موقعه بحكم الترتيب الهرمي في هذا النظام. واختار السادات مبارك وأمّن وجود مبارك كنائب لحظة اغتيال السادات استقرارا سريعا واستمرارا لنظام تموز/يوليو بملامحه الأساسية والأهم تجنيب البلاد صراعا على السلطة. جاء الرئيسان التاليان لعبد الناصر وفق منهجٍ فيه قدر كبير من الوصاية واحتكار فهم المصلحة وتعزيز مفهوم الاستقرار لكن مبارك لم يختر بديله وإن كان خيّرنا بين بديلين: توريث لكن هذه المرة ليس لرفيق سلاح في إطار يوليوي وإنما توريث فى إطار عائلي لنجله أو بين الإخوان كجماعة هي الأجهز لملء فراغ سقوط حكمه بعد أن عمدت سياساته إلى إزاحة وتهميش وإضعاف أي بدائل أخرى كان يمكن أن تكون أكثر أمنا وانتماء للدولة الوطنية سواء أكان ذلك رموزا من داخل الدولة نفسها أو أحزابا قائمة قبل لحظة التخيير هذه. مضت سنوات كسر فيها مبارك كل قيم جمهورية يوليو /تموز ومبادئها فيما يخص الحفاظ على حد أدنى من العدالة الاجتماعية مقابل التفويض السياسي والأهم تمكين نجله من ماكينتي الاقتصاد والتنظيم السياسي. لكن هذا النظام الوصائي سقط مرة في عهد ما بعد الثورات والانفتاح السياسي ودساتير تداول السلطة لأنه كان نظاما لم يمنح الناس حق التغيير ولم يخلق أمامهم البدائل الآمنة للتغيير. وبالتالي كانت كلفة التغيير فادحة لأن البدائل الجاهزة المأمونة كانت غير متوفرة. وبما أننا عدنا لصورة يراها البعض استعادة لدولة يوليو/تموز النظام الراسخ على دعم الجيش والرأس المقبل من صفوفه لكن في إطار انتخابي وإجراءات دستورية وشكل ديمقراطي اعتبر البعض الولاية الأولى للرئيس السيسي استثنائية تماما، ومعهم الكثير من الح، الهدف منها استعادة الدولة وإعادة تثبيتها واستعادة الأمن وتحريك ماكينة الاقتصاد وإعادة العافية إلى جسد الدولة. وفي الوقت نفسه تخفيف حدة الاستقطابات والجدل العامربما نجحت الولاية الأولى في ذلك إلى حد إغلاق المجال العام تماما سياسيا وإعادة وضع البلاد على قضبان النمو اقتصاديا واتخاذ إجراءات جريئة وغير مسبوقة في اتجاه الإصلاح الإداري والاقتصادي والطبيعي في الولاية الثانية أن يستكمل الرئيس هذا الاتجاه. لكن تبقى مهمته الأهم قبل نهاية ولايته الثانية أن يختار خَلَفه أو بمعنى أصح يُمكّن المصريين من هذا الاختيار فى جو صحي فيه قيمة الاختيار بين بدائل والنظام الداعم لهذا الاختيارظل المبدأ المهمل في مبادئ ثورة يوليو/تموز باستمرار هو مبدأ «إقامة حياة ديمقراطية سليمة» وما يعنيه إنشاء نظام سياسي قائم على حياة ديمقراطية سليمة أنك تخلق للناس بدائل آمنة للتغيير عبر فتح المجال وتسهيل عملية التنظيم لتكوين هذه البدائل من داخل النظام وفى إطار الدستور. يملك المواطن فى أوروبا والدول المتقدمة البدائل الآمنة للتغيير حين يسأم رئيسا أو يحب أن يعاقب حزبا حاكما أو يتخلى عن سياسة سائدة بعد تجربتها وثبوت فشلها يستطيع أن يختار من بين هذه البدائل دون أن يكون باختياره يُعرّض استقرار الدولة للخطر أو يغير في هويتها واعتباراتها الوطنية لم يساعد مبارك المجتمع على خلق البدائل الآمنة تحت مظلة الدولة الوطنية لأنه كان يفكر في نفسه فقط، لذلك كانت فاتورة إزاحته باهظة ونتيجتها أخطر على الدولة الوطنية وسياق التطور الطبيعي للمجتمع.

الصحوة الوفدية

وإلى أبرز ما نشر عن الآثار التي يمكن أن يحدثها حزب «الوفد» بعد نجاح بهاء الدين أبو شقة في انتخابات رئاسته. ففي «الأهرام» قال الدكتور حسن أبو طالب تحت عنوان « الصحوة الوفدية وحياتنا الحزبية «: يجيء انتخاب المستشار بهاء أبو شقة رئيسا لحزب الوفد بمنزلة نقلة نوعية في حياة هذا الحزب العريق. ولعلها تكون مقدمة لإعادة تنشيط الحياة الحزبية في مصر ككل. فقد مرت ثماني سنوات على الوفد مليئة بالتراجع والانقسامات وهجرة الرموز نظرا لسيادة نظرة ذات طابع تجاري لا تصلح إلا في الأعمال وليس إدارة حزب عريق وتاريخي ومليء بالرموز والكفاءات. ومع اختيار قيادة جديدة تبدو محلا للتوافق العام من القاعدة إلى القمة تلوح أمام الوفد فرصة تاريخية لإعادة هيكلة نفسه كحزب قوي وفاعل وقادر على العطاء لنفسه ولأعضائه ولمصر ككل. فكم نحن بحاجة إلى وجود حزبين أو ثلاثة وربما أربعة على الأكثر يعملون بمفهوم الحزب المُعبر عن كتلة اجتماعية تنتشر في ربوع الوطن ولديه رؤية وبرنامج فضلا عن طموح للمنافسة على السلطة في مستوياتها المختلفة بدءا من المنافسة على منصب رئاسة البلاد ومرورا بانتخابات المحليات ونهاية بالانتخابات البرلمانية التي تؤهله وفقا لمقتضيات الأغلبية والأقلية لرئاسة الحكومة، ومن ثم تحويل رؤيته السياسية والاقتصادية إلى سياسات فعلية. وإذا استطاع الوفد أن يُهيئ نفسه لإعداد مرشح رئاسي بعد أربع سنوات كما أكد الرئيس المنتخب للحزب سيكون قد أدى خدمة كبيرة ليس للوفد فقط بل لمصر وللحياة الحزبية بأسرها. ونذكر هنا بتصريحات الرئيس السيسي في لقائه المعنون «شعب ورئيس» والتي ذكر فيها أنه كان يأمل أن يكون هناك أكثر من مرشح يتنافسون على منصب رئيس الجمهورية ولكن الأمر ليس بيده، في إشارة إلى الدور المفقود للأحزاب المصرية التي لم تستطع رغم بلوغها أكثر من مئة حزب أن تقدم مرشحين رئاسيين ذوي حضور ومكانة لدى الرأي العام.

يحيا الوفد

وفي عدد «الأهرام» نفسه قال الدكتور أسامة الغزالي حرب في عموده « كلمات حرة» تحت عنوان «يحيا الوفد»: إن ازدهار الحياة الحزبية هو الشرط الأساسي لقيام وترسيخ الديمقراطية في مصر، فلا ديمقراطية دون أحزاب سياسية حقا. إن هناك ما يقرب من مئة كيان يطلق على نفسه صفة أو تسمية الحزب في مصر ولكن وجود الوفد يشجع على «غربلة» الأحزاب السياسية القائمة فلا تتبقى سوى الأحزاب الحقيقية. الوفد ليس مجرد حزب حقيقي ولكنه حزب «ليبرالي» حتى ولو لم يهتم مؤسسوه بالتغني بتلك الصفة. هو ليس حزبا اشتراكيا ولكن البعد الجماهيري والاجتماعي ثابت في وثائقه وممارساته، هو ليس حزبا ناصريا ولكن التوجه القومي العربي ثابت في تاريخه وممارساته منذ أن رعى زعيم الوفد مصطفى النحاس باشا إنشاء جامعة الدول العربية في منتصف أربعينيات القرن الماضي. تحية للوفد ونداء ورجاء للإعداد لاحتفال عظيم العام المقبل يليق بمئوية ثورة مصر القومية في 1919.

معارك وردود

وإلى المعارك والردود التي بدأها الدكتور عز الدين شكري فشير في مقال في «المصري اليوم» وكان عنوانه «الرئيس الذي لا يخطئ» رد فيه علي الرئيس السيسي وقارن بين شعبية عبد الناصر وبين الشعبية التي للسيسي وموقف الشعب منهما وغفرانه لأخطائهما: في لقائه مع ساندرا قال الرئيس السيسي إن وضع مصر كان معقولا حتى الستينيات. لم يكن مثاليا لكنه كان معقولا، وما أدى لتدهور أحوالها بشكل حاد هو دخولها حربي اليمن و1967 وتفاقم هذا التدهور حتى عام 1977، ثم أردف بسرعة أن هذا لم يكن خطأ الرئيس عبدالناصر ولا السادات وأعاد التأكيد أن أحدا من الرؤساء لم يخطئ أو يقصر وإنما الظروف هي التي أدت إلى ماحدث. هذا- في رأيي- هو بيت القصيد هذا هو مفتاح أزمة الحكم في مصر منذ 1952: هل الرئيس مسؤول عن نجاح أو فشل سياساته أم تقتصر مسؤوليته على إخلاص النية والعمل؟ هل يمكن أن يكون الرئيس مخلصا ومخطئا في الوقت نفسه؟ هل يمكن أن تكون نوايا الرئيس عظيمة وسياساته كارثية؟ أم أن حسن النوايا والإخلاص في العمل يعصمان الرئيس من الأخطاء وسوء السياسات؟ أما إن كان حدسي وفهمي للشعب المصري سليما فنحن إزاء شعب ناصح لا يأكل من الكلام الفارغ والعاطفيات ولا يهمه سوى النجاح الذي يحققه له من يوكله أمره سواء كان مزارعا مستأجرا لأرضه أو طبيبا أو محاميا أو رئيسا. في كل هذه الحالات هو يبحث عمن يثق في قدرته على الإنجاز طبعا هو لا يريد أحدا يسرقه أو يهينه لكنه لا يقنع بالكلام الحلو وحسن المعاملة والإخلاص في العمل وإنما يريد نتيجة تعود عليه بالنفع وتحسن من حاله. ومحبة الناس لعبد الناصر في أغلبها وراءها ملايين استفادوا من سياساته: من دخلت الكهرباء والوحدات الصحية قراهم ودخل أبناؤهم المدارس والجامعات ونالوا أرضا أو وظيفة بسبب هذه السياسات من أجل هذا بلعوا له الزلط. إن كان تقديري صحيحا فإن أغلبية الشعب مستعدة اليوم لابتلاع الزلط مرة أخرى في سبيل نجاح الدولة في تحسين الاقتصاد والخدمات – بالذات الصحة والتعليم والإسكان والمواصلات – هذه الأغلبية لا تلتفت كثيرا لقضايا الحريات ولا يعنيها في كثير أو قليل إن كان الرئيس ومن معه مدنيين أم عسكريين، ولا يفرق معها في شىء أن يعلن الرئيس بيان ذمته المالية كما يقتضي الدستور أم لا، ولا أن تكون الانتخابات حقيقية أم شكلية، ومستعدة لابتلاع كل أشكال التطبيل الإعلامي وتصديق أحاديث المؤامرات إن لزم. هذه الأغلبية مستعدة للتغاضي عن كل هذه الأمور وعما يشبهها في مقابل شيء واحد: أن ترى تقدما ملموسا وأكيدا في اتجاه بناء دولة عصرية ناجحة. إن كان تقديري سليما فهذه الأغلبية صابرة وعينها على مؤشرات النجاح كما تلمسه في حياتها: هل سيتحسن وضعها الاقتصادي من حيث فرص العمل والدخل والأسعار والعدالة الاجتماعية؟ هل ستتحسن الخدمات من صحة إلى تعليم إلى إسكان إلى مواصلات؟ هل سيتحسن الوضع الأمني ومعاملة السلطات الأمنية للمواطن؟ باختصار عين الأغلبية تبحث عن إجابة على سؤال واحد: هل سيقود الرئيس ومن معه مؤسسات الدولة نحو النجاح أم نحو الفشل؟ ستتوصل هذه الأغلبية إلى الإجابة على هذا السؤال بهدوء ودون الاستماع لرأي المعارضين ولا المؤيدين، لا مقالات «النخبة» ستؤثر على رأيها ولا التطبيل ليل نهار في وسائل الإعلام. ستتوصل للإجابة من خلال حياتها اليومية وما يطرأ عليها أو لا يطرأ من تغيير. السؤال الأهم هو: هل لدى الرئيس والأجهزة التي تسانده تعريفا واضحا لما يشكل نجاحا وفشلا للسياسات التي يتبعها وللرؤى التي تستند هذه السياسات إليها؟ بمعنى آخر: هل سيتوقف الرئيس والأجهزة التي تسانده ويعيدون النظر في المسلمات التي يحكم وفقا لها؟ أم أن الرئيس ومن معه مقتنعون أن الرئيس لا يخطئ أو يقصر طالما كانت نيته مخلصة؟ وأن ما يحدث سيكون نتيجة للظروف لا لاختيارات الرئيس ورؤيته السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟

دروس في الإسلام

وثاني المعارك خاضها مستشار جريدة «الوطن» الدكتور محمود خليل ضد ابن الصهيونية أو المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تحت عنوان «هيخرجنا من الملة ابن الصهيونية « جاء فيه: بعد سقوط 17 شهيدا وإصابة المئات على الحدود الغزاوية – الإسرائيلية في مسيرة يوم الأرض خرج علينا «أفيخاي أدرعي» الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي يعظ الفلسطينيين بـ«قال الفقهاء وقال الله ورسوله» «ابن الصهيونية» لم تعجبه مظاهرات الفلسطينيين المطالبين بتحرير أرضهم المغتصبة ومن بينها مسيرة العودة فما كان منه إلا أن استشهد بفتاوى بعض علماء الدين السعوديين ثم شنّف آذاننا بآية من كتاب الله الكريم. بدأ «أدرعي» حديثه بالإشارة إلى فتوى الشيخ صالح بن فوزان الفوزان وقال إن المظاهرات والاعتصامات ليست من عمل المسلمين ولا عرفت في التاريخ الإسلامي، وأردف قائلا إن هذه من أمور الكفار وهي فوضى لا يرضى بها الإسلام. ثم عرّج على فتوى الشيخ ابن عثيمين التي ذكر فيها أن الاعتصامات والمظاهرات العنيفة شر لأنها تؤدي إلى الفوضى. ثم ختم «حديث الجمعة» بالإشارة إلى الآية الكريمة التي تقول: «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» كأن «ابن الصهيونية» يريد أن يصف مَن يشارك أو يؤيد المظاهرات ضد سلطة الاحتلال بالخروج عن ملة المسلمين يعطينا درسا في الإسلام يستند فيه إلى فتاوى ترددت على لسان بعض المشايخ دون أن يفهم أن بعضا من مشايخ المسلمين يأخذون فقههم عن الحكام وأن تورطهم في هذا الأمر منشأه حماية الملوك والأمراء من غضب الشعوب ليس أكثر. ومؤكد أنهم لم يقصدوا المظاهرات التي تندلع ضد احتلال استيطاني غاشم اغتصب أرض الغير بغير وجه حق ولا يجد غضاضة في قتل أصحاب الأرض حين ينتفضون مطالبين بحقهم السليب. «أدرعي» أخذ من لسان المشايخ. وقال ليخاطب الناس بما ظن أنهم يؤمنون به وواقع الحال أن الشعوب تمر على هذه الفتاوى ولا تكترث لأنها تعلم أنها مسبوكة في مصانع السياسة وليس الدين.

حكومة ووزراء

وإلى الحكومة وحكم محكمة القضاء الإداري بأن تصرف الحكومة قيمة المعاشات المتأخرة وقال عنها في «الأخبار» عبد القادر محمد علي في بروازه اليومي «صباح النعناع»: أصحاب المعاشات يناشدون الحكومة أن تصفي النية وتتحلى بالشهامة ولو مرة واحدة في حياتها وألا تضع العراقيل والخوازيق في طريق تنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري الذي يقضي بإضافة 80٪ من آخر 5علاوات لمعاشاتهم الضئيلة خاصة أنها لن تدفع من جيبها لأن هذه أموالهم التي استولت عليها بالباطل منذ 30 عاما وظلت تنكرها بمنتهي البجاحة لولا حكم القضاء العادل. اتقي الله يا حكومة في أصحاب المعاشات.
كما قال مؤمن الهباء في «المساء» تحت عنوان « ببه يا وزيرة التضامن»:
من حق هؤلاء الناس أن يحصلوا على حقوقهم لا سيما أن هذه الحقوق لن تضر أحدا ولن تؤثر على ميزانية الدولة ومخصصاتها. فأي مبالغ يحصلون عليها اليوم كانت تستقطع من مرتباتهم وأجورهم فهي اذن أموالهم التي دفعوها من قبل والتي أصبحت تقدر بمليارات ودور الحكومة والدكتورة وزيرة التضامن في هذا الشأن هو إدارة الأموال وحمايتها وضمان حسن وعدالة توزيعها طبقا لقانون. ولذلك فإن من واجب الوزيرة اليوم المسارعة إلى إعطاء الحقوق لأصحابها.

اتساع ظاهرة المطالبين بوقف أي زيادات في الأسعار وأصحاب المعاشات يناشدون الحكومة دفع حقوقهم المتأخرة

حسنين كروم

معتقل مغربي يبهر المحكمة بمرافعة طويلة للدفاع عن الخصوصية الثقافية والتاريخية للريف

Posted: 03 Apr 2018 02:25 PM PDT

حوالي أربع ساعات من الحديث أمام محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء حولها المعتقل محمد جلول ، أحد الوجوه البارزة ضمن معتقلي حراك الريف، إلى مرافعة طويلة عن مشروعية انخراطه وباقي المعتقلين في الاحتجاجات التي عرفتها مدينة الحسيمة الواقعة شمال المغرب ، مدافعا عن «الخصوصية الثقافية و التاريخية» لمنطقة الريف وعن رموزها، مدة ساعتان متواصلة منها كانت حجاجا متواصلا له من دون انقطاع لتتبعها بعد ذلك بعض الأسئلة في المرحلة الثانية، من دون أن تنته حصة الاستماع التي امتدت إلى غاية مساء أمس الثلاثاء..
جلول المتابع بجنايتي «المساهمة في تدبير مؤامرة والمس بالسلامة الداخلية للدولة « إضافة إلى جنح أخرى، ركز في مداخلته، التي عرض فيها على وجه الخصوص أفكاره وتوجهاته السياسية، على «أحقية المحتجين في الحسيمة ومختلف مناطق الريف في رفع رموزهم التاريخية و الثقافية، وأن ذلك لا يشكل مساً بوحدة المغرب ولا هو دعوة للانفصال» ، مستدعياً آيات قرآنية وأقوالاً فلسفية في الاستدلال على قناعاته . وقال مخاطبا المحكمة « سيدي الرئيس إن الريفيين لما خرجوا إلى الشارع لم يخرجوا من أجل التمرد ، أو من أجل إنكار الدولة بل كانوا يريدون فقط حقهم العادل في الوطن «، مضيفا « في ما يتعلق سيدي الرئيس بالثقافات والخصوصيات ، فلا يحق لمكون في الوطن أن يقصي مكونا آخر أو أن يزدري ثقافته وتاريخه ، فالخطابات الرسمية تتغنى بالتعدد الثقافي كونها عامل غنى، ولكن من جهة أخرى نحاكم هذه الخصوصية اليوم، فهل يا ترى تبقى الخصوصيات مجرد توابل فولكلورية لتأثيث المشهد؟» مؤكداً أن دواعي تركيزه على الجانب الثقافي وخصوصيته في منطقة الريف راجع لكون «التهم التي نسبت إلى المعتقلين كانت بسبب رفعهم رموزاً ثقافية و تاريخية» .
«يأسر محمد جلول المستمع إليه منذ اللحظة الأولى بمستوى النضج والعمق والرزانة التي يعبر بها عن أفكاره وقناعاته» ، هكذا علّق محمد أغناج أحد أعضاء هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف قائلاً لـ«القدس العربي» «لم ينسب لجلول المشاركة في أي أحداث أو وقائع عنف وستكشف محاكمته عن انعدام أي أفعال جرمية تبرر متابعة واعتقال مناضل مشبع بهموم الريف والوطن «، مضيفا أنه من المنتظر أن «يعرض عليه خلال استكمال الاستماع إليه بعض خطاباته المضمنة في بعض الفيديوهات أو المكالمات الهاتفية»، ومؤكدا أن «جلول متمسك ببراءته ومتمسك بأن حراك الريف كان حراكا سلميا ذا مطالب اقتصادية واجتماعية و ثقافية بحثة نافيا أن تكون للحراك أي أهداف غير معلنة». هذا و أكد أغناج أن الحصة الأولى من الاستماع إلى جلول انتهت بـ» لحظات إنسانية مؤثرة خيمت على قاعة المحكمة حين همت والدة المعتقل السبعينية إلى عناق ابنها عناقا حارا وطويلا وسط المحكمة رفقة ابنه وابنته التي تبلغ من العمر عشر سنوات».
وقد دخلت مرحلة الاستماع لمعتقلي حراك الريف أمام محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، جلساتها الأخيرة بالاستماع للوجوه البارزة في الحراك ، بعد أن انطلقت بداية يناير/كانون الثاني من السنة الجارية ، حيث استمعت المحكمة لحدود الآن ل 51 معتقلا ، وشرعت مساء الاثنين في الاستماع لمحمد جلول، هذا الأخير الذي سبق أن أمضى خمس سنوات سجنا على خلفية احتجاجات حركة عشرين فبراير/شباط و لم يغادر السجن إلا إلى منتصف أبريل/نيسان من سنة 2017 حيث لم يمض سوى ما يقارب شهر ونصف خارج أسوار سجون عدة تم تنقيلها إليها قبل أن يخرج منه من مدينة تيفلت ، ليعود إليه بالدارالبيضاء بسجن عكاشة إلى جانب 52 معتقلا آخرمكثوا به ما يقارب سنة .
و أفاد دفاع المعتقلين أن بعد الانتهاء مع جلول سيتم الاستماع لناصر الزفزافي ، الملقب بقائد حراك الريف و نبيل أحمجيق أحد أبرز القياديين كذلك ، لتنتهي بعد ذلك مرحلة الاستماع للمعتقلين وتبدأ مرحلة الاستماع للشهود الذين قررت المحكمة الاستماع إليهم وهم 31 شاهداً، حسب أغناج ، من ضمنهم إمام المسجد الذي أثار الجدل بخطبته في مايو/أيار من السنة الماضية خلال خطبة لصلاة الجمعة و التي كانت بمثابة الموقد لحملة الاعتقالات حين تدخل ناصر الزفزافي واعتبر خطبة الإمام هجوما على حراك الريف، إضافة كذلك إلى بعض عناصر القوة العمومية ومجموعة أشخاص هم شهود إثبات أو شهود نفي بخصوص بعض الوقائع.
وانطلقت الاحتجاجات شمال المغرب والتي أصبحت تعرف بحراك الريف منذ نهاية تشرين الاول/ أكتوبر 2016، بعد حادثة مقتل محسن فكري بائع السمك طحنا في حاوية للنفايات، وكان الحادث بمثابة شرارة أعطت الانطلاق لاحتجاجات متواصلة وضعت السلطة والأحزاب السياسية محط انتقاد من قبل المحتجين، ونتج عنها ما يقارب أربعمائة معتقل حسب محامين موزعين على سجون عديدة بالمغرب ، منهم من تم الحكم عليه ومن مازالت أطوار محاكتمه مستمرة .

معتقل مغربي يبهر المحكمة بمرافعة طويلة للدفاع عن الخصوصية الثقافية والتاريخية للريف

سعيدة الكامل

4 عقبات تواجه السيسي في ولايته الثانية: سد النهضة وحلايب وشلاتين والإرهاب والوضع الاقتصادي

Posted: 03 Apr 2018 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: مع فوز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بولاية ثانية، تنتهي عام 2022، تبدو هناك ملفات تمثل عقبات أمام حكمه، تتعلق بالحفاظ على الأمن وتنفيذ وعوده بدحر الإرهاب، وملف المياه الذي يمثل الحياة للمصريين في وقت يهدد سد النهضة حصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل، إضافة إلى الملف الاقتصادي الذي عانى منه المواطنون في الولاية الأولى بسبب ارتفاع الأسعار والإجراءات الإصلاحية التي اتخذت مثل تعويم الجنيه، إضافة إلى أزمة ملف مثل حلايب وشلاتين التي تسببت في توتر العلاقات بين القاهرة والخرطوم على مدار السنوات الماضية.
ومن المتوقع، أن تبدأ أثيوبيا عمليات تخزين المياه في سد النهضة مع بداية الولاية الثانية للسيسي، في وقت لا تزال المفاوضات الثلاثية بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، تعاني حالة الجمود، ولا تشهد تقدما يحمي حصة مصر من المياه خلال فترة التخزين.
وتقتصر الاستعدادات التي تتخذها مصر، على إجراءات داخلية، مثل خفض نسبة زراعة الأرز الذي يستهلك كميات كبيرة من المياه، ونشر الوعي بثقافة الترشيد لدى المواطنين، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في الري، وبناء محطات تنقية لسد العجز المتوقع.
ويتوجه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اليوم إلى العاصمة السودانية الخرطوم للمشاركة في فعاليات الاجتماع التاسع بشأن سد النهضة على مستوى وزراء الخارجية والري ورؤساء المخابرات بكل من مصر والسودان وإثيوبيا. وحسب المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، الاجتماع «يأتي في إطار ما تم الاتفاق عليه بين الرؤساء الثلاثة لكل من مصر والسودان وإثيوبيا خلال اجتماعهم على هامش القمة الأفريقية في أديس أبابا في يناير/ كانون الثاني الماضي، بشأن تذليل كافة العقبات القائمة أمام المفاوضات في إطار اللجنة الفنية الثلاثية، ومن أهمها اعتماد التقرير الاستهلالي للمكتب الاستشاري، حتى يتسنى البدء الفوري في إعداد الدراسات الخاصة بتأثير السد على كل من دولتي المصب مصر والسودان».
مصر ستسعى، وفق المصدر «خلال الاجتماع إلى التأكيد على ما تم الاتفاق عليه بين قادة الدول الثلاث بشأن أهمية الالتزام بتطبيق اتفاق إعلان المبادئ لعام 2015، خاصة ما يتصل بضرورة اتمام الدراسات الخاصة بالسد لضمان تجنب أية آثار سلبية محتملة على دولتي المصب».
وأكد «تطلع مصر لتطوير التعاون بين الدول الثلاث في كافة المجالات على ضوء الإمكانيات والفرص الكبيرة للتعاون المشترك، خاصة في مجالات الاستثمار والتجارة والتعاون الفني».
تصريحات الخارجية المصرية تفيد أنه حتى الآن لم يشهد الملف تطورا منذ إعلان وزارة الري المصرية أواخر العام الماضي، عن توقف المفاوضات بعد الاجتماع الذي استضافته القاهرة يومي 11 و12 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بسبب رفض أثيوبيا التقرير الاستشاري، رغم موافقتها على الشركة التي أعدت التقرير.
ويبدو أن الموقف الأثيوبي لم يتغير من المفاوضات، حتى بعد استقالة رئيس الوزراء هايلا مريام ديسالين على خلفية أزمة سياسية شهدتها بلاده، وتعيين أبي أحمد خلفا له، حيث تعمد الأخير خلال كلمته أمام البرلمان بعد المصادقة على تعيينه أمس الأول الاثنين، الحديث عن السد، ووصفه بأنه الموحد للشعوب الأثيوبية، ودعا الشعب الإثيوبي للاستفادة من الروح الوحدوية التي شكلها هذا المشروع في بناء النمو الاقتصادي في البلاد، حسب قوله.

عقدة سيناء

ومن ملف سد النهضة، إلى الملف الأمني، الذي استمد السيسي شرعيته أمام العالم من خلاله، حيث قدم نفسه باعتباره محاربا للإرهاب، ومحافظا على تماسك المنطقة، كما قدم نفسه للشعب بوصفه محافظا على تماسك الدولة في مواجهة المخاطر الأمنية.
ورغم مرور 4 سنوات على توليه الحكم، ومع بداية الولاية الثانية، لا يبدو أن القضاء على الإرهاب في مصر أمر سهل المنال، وهو ما اعترف به السيسي نفسه، خلال حواره مع المخرجة ساندر نشأت قبل أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية، حينما قال إن هدف العمليات التي تجري في سيناء حالياً ليست للقضاء على الإرهاب بشكل مطلق. وأضاف أن من يظن ذلك سيكون واهمًا، موضحاً أن دولا حاولت علاج الإرهاب على سنوات طويلة وفشلت، لكن التحدي في التنمية الحقيقية في سيناء.
وجاء حديث السيسي مفاجئا، حيث سبق وألزم رئيس أركان الجيش الفريق محمد فريد حجازي خلال شهر نوفمبر/ تشرين الماضي، باستعادة الاستقرار والأمن في سيناء خلال 3 أشهر، وانطلقت عملية «سيناء 2018» بمشاركة قوات الجيش والشرطة لتطهير سيناء والظهير الصحراوي في التاسع من فبراير/شباط الماضي، وكانت من المفترض أن تستمر العملية لمدة 3 أشهر، قبل أن يعلن الرئيس المصري استمرارها حتى القضاء على الإرهاب.
وجدد الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة الإسكندرية السبت قبل الماضي التساؤلات حول فعالية السياسة الأمنية التي انتهجها السيسي خلال سنوات حكمه الأربع الأولى.
إذ استهدفت سيارة مفخخة مدير أمن المحافظة ما أسفر عن مقتل رجلي شرطة وإصابة آخرين، وجاء هذا الهجوم قبل يومين من انطلاق الانتخابات الرئاسية.
وتنتقد المعارضة المصرية سياسة السيسي في مواجهة الإرهاب، وتعتبرها ناقصة بسبب اعتمادها على الحلول الأمنية فقط، وتطالب بوضع حلول شاملة تتضمن مواجهة فكرية واقتصادية وسياسية لغلق الباب أمام استقطاب إرهابيين جدد.

مجلس قومي

وبعد مرور 9 أشهر على قرار الرئيس السيسي رقم 355 لسنة 2017، بإنشاء المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، صدق مجلس النواب على مشروع قانون المجلس.
ويشكل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، برئاسة رئيس الجمهورية وعضوية كل من، رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب وشيخ الأزهر الشريف وبابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي ووزير الأوقاف والوزير المعنى بشؤون الشباب والرياضة والوزير المعنى بشئون التضامن الاجتماعي ووزراء الخارجية والداخلية والعدل والوزير المعنى بشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والوزير المعنى بشئون الثقافة والوزير المعنى بشؤون التربية والتعليم والتعليم الفني، والوزير المعنى بشؤون التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس جهاز المخابرات العامة، ورئيس هيئة الرقابة الادارية، ومن مهامه ضع إقرار استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف داخليا وخارجيا كل خمس سنوات.

الفقراء يدفعون الثمن

الأزمة الاقتصادية وتردي الأوضاع المعيشية للمواطنين تشكل أحد التحديات التي تواجه السيسي في فترة ولايته الثانية، خاصة بعد أن ركزت أسئلة المواطنين في حوار «شعب ورئيس» على ارتفاع الأسعار والسياسات الاقتصادية وتعويم الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي.
وترى المعارضة أن الفقراء والطبقة المتوسطة تتحمل نتائج سياسات السيسي الخاطئة في المجال الاقتصادي، من الإذعان لشروط المؤسسات الدولية، وغيابٍ شبه تام للعدالة الاجتماعية وما نتج عنه من تدهورٍ شديدٍ في الأوضاع المعيشية لمعظم الأسر المصرية، ونَهمٍ للاستدانة يصاحبه إهدارٌ استفِزازي للموارد المحدودة بما يُعَّرِضُ استقلال القرار الوطني للخطر.

السودان يشتكي

كذلك، مازال مثلث حلايب وشلاتين يمثل عنوان أزمة ممتدة بين القاهرة والخرطوم، رغم التصريحات الودية التي حملتها الزيارة الأخيرة للرئيس السوداني عمر البشير إلى القاهرة.
فالتصريحات الودية، لم تمنع بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة بالتقدم مطلع الشهر الماضي بشكوى رسمية جديدة ضد مصر إلى مجلس الأمن سُجلت بتاريخ 9 مارس/ أذار الماضي ونُشرت على موقع الأمم المتحدة اعتراضا على إجراء انتخابات الرئاسة المصرية لأول مرة في مثلث «حلايب وشلاتين»، رغم اتفاق الجانب السوداني السابق مع مصر أثناء الاجتماعات الرباعية رفيعة المستوى المنعقدة بين الجانبين في فبراير/ شباط الماضي على وقف التصعيد الجاري والحديث عن إطار نهائي للحل.
وأعلن القائم بأعمال البعثة السودانية الدائمة لدى مجلس الأمن، مجدي أحمد مفضل أنه إلحاقًا بالرسائل السابقة العديدة لمجلس الأمن التي كان آخرها بتاريخ 14 فبراير/ شباط الماضي بشأن ما وصفه بـ«الاحتلال»المصري لمثلث حلايب وشلاتين، واستمرار السلطات المصرية في مساعيها وبرامجها وخططها وأعمالها الهادفة لـ«تمصير المثلث»، وتكريس الوضع القائم وفرض سياسة الأمر الواقع، يتقدم السودان بذلك الخطاب الجديد.
وأوضح في الشكوى أن السلطات المصرية انتهكت الصكوك الدولية المتعلقة بالقانون الدولي عمومًا والقانون الدولي لحقوق الإنسان، من خلال توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر والهيئة القومية للإنتاج الحربي لإنشاء ميناءين للصيد في منطقتي الشلاتين وأبو رماد، وتنفيذ المرحلة الثانية لتوسعة محطة تحلية مياه البحر الأحمر.

الرد المصري

وأعلنت الخارجية المصرية، رفض مصر القاطع لما انطوى عليه الخطاب السوداني، وأعلنت أنها توجهت بخطاب مماثل إلى سكرتارية الأمم المتحدة لرفض الخطاب السوداني، وما تضمنه من مزاعم، وللتأكيد أن حلايب وشلاتين أراضٍ مصرية يقطنها مواطنون مصريون.
وانطلقت أمس قافلة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الدعوية والطبية إلى منطقة حلايب وشلاتين، بالتعاون مع الأزهر الشريف وبيت الزكاة والصدقات المصري.
وتضم القافلة مجموعة من الأطباء لتقديم الخدمة الطبية اللازمة لأبناء منطقة حلايب وشلاتين وصرف الأدوية اللازمة لهم، فضلاً عن مجموعة من العلماء والدعاة من أجل «الالتقاء مع شيوخ وأهالي منطقة حلايب وشلاتين وتبصيرهم بصحيح الدين والتواصل معهم من أجل وضع حد للمشكلات التى تقابلهم في حياتهم اليومية».

4 عقبات تواجه السيسي في ولايته الثانية: سد النهضة وحلايب وشلاتين والإرهاب والوضع الاقتصادي
المعارضة المصرية تعتبر سياسة الحلول الأمنية ناقصة وتطالب بوضع حلول شاملة
تامر هنداوي

 الأمم المتحدة ترد على احتجاج المغرب وتشكّك في وجود تحركات عسكرية للبوليساريو في الصحراء

Posted: 03 Apr 2018 02:24 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : قد يكون من تداعيات تشكيك الأمم المتحدة في الاتهامات التي وجهّها المغرب الى البوليساريو أزمة بين الرباط ونيويورك، تسبق بأيام الدورة السنوية لمجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالنزاع الصحراوي.
وقال ستيفان دو جاريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام الأمم المتحدة مساء الاثنين في الندوة الصحافية الدورية في مقر المنظمة في نيويورك، رداً على احتجاج المغرب من استمرار عمليات التوغل العسكري لجبهة البوليساريو في المنطقة العازلة حيث تتولى المنظمة الدولية مسؤولية مراقبة وقف اطلاق النار بين الطرفين «نعم لديّ معلومات.. زملاؤنا في بعثة المينورسو لم يلاحظوا أي حركة لأي عناصر مسلحة شمال هذا الإقليم، المينورسو تُواصل مراقبة الوضعية عن كثب».
وقالت الأوساط المغربية ان جواب منظمة الأمم المتحدة، يثير غضب الدبلوماسية المغربية، بعد أن أكد المغرب في شكواه الرسمية إقامة الجبهة منشآت جديدة في منطقة المحبس خلف الجدار الذي تزنر به 80 في المائة من المناطق الصحراوية المتنازع عليها فيما تقول جبهة البوليساريو ان المناطق الباقية 20 في المائة مناطق محررة ولها حق التحرك بها.
وقال المغرب أن «نحو 14 عنصراً مسلحاً تابعين لجبهة البوليساريو دخلوا المنطقة على متن أربع سيارات من نوع جيب، فقاموا بنصب خيام وتمركزوا فيها لما يناهز ساعة كاملة قبل أن يغادروا المكان ويسحبوا آلياتهم بعدما نصبوا خيامهم».
كما أظهرت صور مجموعة شبابية من جبهة البوليساريو تدعى «صرخة ضد الجدار» تنظم وقفة احتجاجية برفقة أجانب، نددوا فيها باستمرار هذا الجدار الأمني.
وأفادت تقارير إعلامية مغربية، أن جبهة البوليساريو اخطرت عددا من سكان مخيم «الداخلة» المتواجد في منطقة تيندوف الجزائرية حيث التجمع الرئيسي للاجئين الصحراويين وجبهة البوليساريو، بالاستعداد للرحيل من المخيمات باتجاه مكان قريب من المنطقة العازلة، قرب الجدار الأمني الذي شيده المغرب سنوات الثمانينات، والتي تعتبر منطقة منزوعة السلاح بمقتضى قرار أممي لوقف إطلاق النار في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011.
وقالت ان قوات الجبهة اقتربت يوم الخميس الماضي من منطقة أسا الزاك، تحت مرمى النيران المغربية، وحفروا خندقا واستعملوا ساترا رمليا، كإعلان منهم عن استعدادهم للحرب، كما أعلنت الجبهة عن عزمها تغيير مقر إدارتها إلى منطقة تفاريتي وبئر الحلو في المنطقة العازلة.

المغرب يحذر

وحذر المغرب الأمم المتحدة من أن تحريك أي بنية مدنية أو عسكرية أو إدارية أو أياً كانت طبيعتها للبوليساريو من مخيمات تندوف في الجزائر إلى شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية تشكل «عملا مؤديا إلى الحرب».
وقالت رسالة بعثها عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، لرئيس مجلس الأمن الدولي لدورة نيسان/ ابريل غوستافو ميازا كوادرا أن «هذا العمل غير القانوني للأطراف الأخرى يهدد بشكل خطير المسلسل السياسي الأممي، الذي يعمل الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص، من دون كلل، من أجل إعادة إطلاقه. وانهم بانتهاكاتهم المتكررة التي تمتد الآن إلى عدة مناطق شرق الجدار الأمني الدفاعي في الصحراء المغربية، تهدد الأطراف الأخرى بشكل جدي أي فرصة لإعادة إطلاق العملية السياسية».
وقالت رسالة بعث بها ممثل جبهة البوليساريو في نيويورك احمد البخاري أن جبهته تدحض بشكل قاطع جميع الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة والتي أدلى بها المغرب فيما له علاقة بشروط وقف إطلاق النار الذي تشرف عليه الأمم المتحدة والاتفاق العسكري رقم 1 ذي الصلة في الصحراء الغربية فضلا عن الوضع الحالي على الأرض.
وأضافت الرسالة إن شروط وقف إطلاق النار لعام 1991 والاتفاق العسكري رقم 1 لعام 1997 ، التي قبلت بها كل من جبهة البوليساريو والمغرب، لا لبس فيها ولا تترك مجالا للتفسيرات المغرضة. علاوة على ذلك، فإن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) موجودة على الأرض في الصحراء الغربية، وتشمل ولايتها التي حددها مجلس الأمن، من جملة أمور، مراقبة الحالة المتعلقة بوقف إطلاق النار والاتفاق العسكري رقم 1 ذي الصلة والتقرير عنهما. إلا أنها لم تبلغ عن أي انتهاكات من جانب جبهة البوليساريو ذات الطبيعة التي يدعيها المغرب، وهي حقيقة تشكك بالفعل في مزاعم هذا الأخير وتكشف دوافعه الخفية.
وفي إطار التعبئة التي يقوم بها المغرب لمعركته القادمة وبعد جلسات برلمانية وترأسه اجتماعا لزعماء الاحزاب الممثلة بالبرلمان ترأس سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية مساء الاثنين اجتماعا مع أمناء عامين وكتاب أولين للمركزيات النقابية، وكذا مع الأمناء العامين للأحزاب غير الممثلة في البرلمان، خصص لاستعراض آخر تطورات هذه الازمة.
وقال بلاغ أُرسل لـ«القدس العربي» ان العثماني شدد على أن المغرب لم ولن يسمح بتغيير المعطيات على أرض الواقع بالمنطقة العازلة، لا سيما تشييد بعض البنايات فيها، وأن أي عمل من هذا القبيل يعتبره المغرب اعتداء عليه وأن الملك أبلغ الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة رفضه لما تقوم به الجبهة من استفزازات، كما أن الملك سيبلغ كافة رؤساء الدول الصديقة بآخر التطورات التي تعرفها المنطقة.
وتوجه ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي، بعد توقف في باريس، الى واشنطن حيث يلتقي الثلاثاء مسؤولين أمريكيين، كما سيعقد في نيويورك لقاءات مع مسؤولين في الأمم المتحدة وذلك في وقت تواصل فيه الاحزاب المغرب اصدار بيانات وزعماؤها يصرحون بضرورة الرد الحاسم على تحركات جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة.
وعقدت جبهة البوليساريو امس الثلاثاء اجتماعا طارئا لهيئة أركانها مباشرة بعد التعبئة المغربية، وقال موقع الأيام 24 المغربي ان اجتماع هيئة اركان الجبهة الدي ترأسه ابراهيم غالي حضره لأول مرة ممثلون عن سكان المخيمات ، الدين تحاول البوليساريو تعبئتهم بعد التطورات الأخيرة وان أول قرار اتخدته هيئة أركان الجبهة/ دعوة جميع المجندين الذين كانوا في عطلة او لديهم رخصة غياب.
وكشفت المصادر أن التطورات الأخيرة قسمت آراء قيادات الجبهة، ففي الوقت الدي يدعو البعض إلى التصعيد فإن بعض قياديي البوليساريو لا يحبذون الحرب، معتبرين أنها ليست في صالح جميع الأطراف.
ودخلت إسبانيا على خط الأزمة التي تشهدها الصحراء واتصل الاثنين وزير خارجيتها ألفونسو داستيس بمحمد خداد، منسق جبهة البوليساريو مع مينورسو ورئيس لجنة خارجية الجبهة وطلب منه تهدئة الوضع قدر الإمكان.

 الأمم المتحدة ترد على احتجاج المغرب وتشكّك في وجود تحركات عسكرية للبوليساريو في الصحراء

محمود معروف

تنظيم «الدولة» يهاجم حقل «الشاعر» في ريف حمص ويكبد النظام السوري خسائر عسكرية

Posted: 03 Apr 2018 02:24 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: عاد تنظيم الدولة مجدداً لطرق أبواب حروب النفط وسط سوريا، محاولاً انهاك قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له في حقل «الشاعر» الاستراتيجي بمعارك مباغتة، ليقتل ويجرح العشرات من قوات حماية الحقل الاستراتيجي وسط سوريا.
مصادر محلية، أشارت إلى قيام جماعات من تنظيم الدولة بتنفيذ هجوم سريع على القوات المسؤولة عن حماية حقل الشاعر، في ريف حمص الشرقي، وتحدثت المصادر، بان تنظيم الدولة قتل سبعة من قوات الأسد، وجرح أكثر من 25 عنصراً آخرين، في هجوم فجائي يفتح الباب على مصراعيه، ويطرح أسئلة كثيرة، فيما إذا حقل الشاعر سيشهد حرباً هي الثالثة من نوعها بين تنظيم الدولة والنظام السوري المدعوم بمقاتلات روسية.
تنظيم الدولة، اتبع وفق ما قالته مصادر لـ «القدس العربي»: هجمات مباغتة ومتعددة في آن واحد، مستهدفاً نقاطاً عدة تمركز ومراقبة للنظام السوري والميليشيات المساندة له في حقل الشاعر النفطي، مما أدى لتكبد القوات المدافعة خسائر كبيرة، في هجوم يعد الأول من نوعه من شهر نيسان/أبريل لعام 2017، عندما نجح قوات الأسد بدعم جوي روسي وبري إيراني من طرد التنظيم من الحقل الغني بالغاز الطبيعي.
حقل الشاعر، يعد من أهم المواقع النفطية في سوريا، بطاقة انتاجية تقدر بثلاثة ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، إلا أن الحقل الاستراتيجي، تعرض لتبادل السيطرة على صادرته بين النظام السوري وتنظيم الدولة، وشهد الحقل معركتين كبيرتين، إحداهما عام 2014، والثانية عام 2017، فيما تلوح بالأفق حرب جديدة هذا العام.
التنظيم يعطي الحقل أهمية بالغة، وفق ما يراه مراقبون محليون، بهدف الحصول على إيرادات مالية ونفطية، ويعمل من خلال المبيعات والاستخدام الداخلي له، على كسب الأموال التي تساعده على البقاء، خاصة مع انهياره الكبير في العراق، وخسارته لعاصمته النفطية والقيادية في محافظة الرقة السورية.
الحقل النفطي، يعد هدفاً بالغ الأهمية بالنسبة للنظام السوري، فسيطرة قوات الأسد على الحقل، يجعله المتحكم بأحد أهم الموارد النفطية في البلاد، وسيخفف عنه أعباءً اقتصادية كبيرة للغاية، كما يساعده في ضبط وسط البلاد، وتوليد الطاقة الكهربائية، التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الطبيعي الذي ينتجه الحقل.
كما تسعى القوات الروسية، هي الأخرى للمحافظة على حقل الشاعر، بهدف الحصول على الغاز الطبيعي، وإرساله إلى الداخل الروسي لدعم اقتصادها، أو الاستفادة منه في عملياتها العسكرية وتخديم منشآتها في مراكز انتشار قواتها وقواعدها بالداخل السوري.
معارك السيطرة على حقل الشاعر، تبدو كأنها تدور مرة كل عام، وفي ختام المعارك التي شهدها الحقل بوقت سابق، كان المتغير كبيراً، إذ تبدلت الجهة التي تسيطر عليه بشكل كبير، إلا أن كل الأطراف المتحاربة للسيطرة أو استعادة السيطرة على الحقل، تسعى جاهدة إلى عدم إلحاق أي دمار أو أضرار به خلال المعارك، بهدف الاستفادة مادياً منه بشكل مباشر.
أما جبال حقل الشاعر، فلها أهمية جغرافية كبيرة وحيوية بالنسبة للجهات التي تتحارب للسيطرة عليها، ومن يفرض سيطرته على جبال الشاعر، ينجح في كسب عقدة جغرافية هامة تربط بين ريف الحسكة وريف حمص والرقة وحتى الأنبار، وهذا على ما يبدو ما قد يسعى إليه تنظيم الدولة من هجماته المتكررة في الشرق السوري، وصولاً لآخر تلك الهجمات التي طالت حقل الشاعر النفطي وسط سوريا.
فيما يسعى النظام السوري، لمنع التنظيم من التقدم أكثر في ريف حمص الشرقي، بهدف الحفاظ على مطارين هامين له، وهما الشعيرات، والتيفور، بالإضافة إلى حاجته الكبيرة للطاقة الطبيعية، التي تجعله حراً أكثر في الأمور الاقتصادية والعسكرية.

تنظيم «الدولة» يهاجم حقل «الشاعر» في ريف حمص ويكبد النظام السوري خسائر عسكرية

«شهيد الرياضة» يعيد الجدل حول الانتهاكات المتواصلة التي يقوم بها عناصر الأمن في تونس

Posted: 03 Apr 2018 02:23 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: أعادت حادثة مقتل مشجع نادٍ رياضي الجدل حول الانتهاكات المستمرة لقوات الأمن في تونس، حيث اتهمت عائلة الضحية عناصر الأمن بالتسبب في موته غرقاً في أحد الأودية، وهو ما أكدته إحدى البرلمانيات، فيما قالت وزارة الداخلية إنها ستحاسب كل من تورط في مقتله.
وقال شهود عيان إن الشاب عمر العبيدي مشجع النادي الإفريقي والذي بات يُعرف بـ»شهيد الرياضة»، توفي بعدما تم دفعه من قبل عناصر الأمن إلى أحد الوديان القريبة من ملعب رادس جنوب العاصمة التونسية والذي شهدت صدامات بين مشجعي النادي الإفريقي ونادي «ألومبيك مدنين» عقب مبارا جمعت بين الفريقين.
واتهم علاء الدين العبيدي (شقيق الضحية)، عناصر الأمن بالتسبب في مقتل شقيقه، مشيراً إلى أن أصدقاء الضحية وشهوداً عيان أكّدوا أن عناصر الأمن أجبروا شقيقه على القفز في الوادي المليء بالماء رغم أنه أخبرهم بعدم إتقانة للسباحة، مشيراً إلى أن أحد حرّاس الملعب قام بتصوير ما حدث بواسطة هاتفه الجوّال إلاّ أنّ عناصر الأمن أرغموه على حذف التسجيل.
فيما طالب النادي الافريقي وزارة الداخلية بفتح تحقيق حول أسباب وفاة العبيدي، كما كلّف عدداً من المحامين بمتابعة مجريات التحقيق في الحادثة.
فيما أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خليفة الشيباني أنه لن يفلت أحد من العقاب والعدالة في حال تورطه في حادثة مقتل عمر العبيدي، مضيفا «مثل هذه الحوادث لا تشرّف وزارة الداخلية (…) ولن يفلت أحد من العدالة».
وفي مداخلة لها في البرلمان، قال البرلمانية سامية عبّو «الأمن الذي يُفترض أنه أمن جمهوري، بدأ بمطاردة مجموعة من محبي النادي الإفريقي مطاردة متوحشة وليس فيها ضوابط الأمن الجمهوري، وشهود عيان قالوا إنهم (عناصر الأمن) أجبروا عمر العبيدي على النزول إلى الوادي المليء بالماء رغم أنه قال لهم: لا أستطيع السباحة، فقالوا له: تعلم السباحة، وقاموا بدفعه للوادي».
وتابعت «الشباب التونسي ترك لكم الساحة السياسية والمطالبة واكتفى بالتعبير، نحن ندين العنف في الملاعب، ولكن عندما نقابل العنف بالعنف فليست هناك دولة. هناك محاولة للالتفاف على الشهود (في قضية مقتل العبيدي) ومحاولة تغيير شهادتهم، حيث أخذوا خمسين شخصا لمركز الأمن وعندما لم يستطيعوا أن يأخذوا منهم شهادة تفيد أن الأمن غير متورط، تركوهم ومزّقوا المحضر وهذه فضيحة. حذاري أن تلعبوا بشباب الملاعب الغاضب. نطالب بتدريب الأمن الجمهوري في الملاعب ليقوموا بتطبيق القانون دون أن يتسبب بممقتل الجمهور».
وتفاعل عشرات النشطاء مع حادثة مقتل العبيدي، حيث كتب المدون زياد الهاشمي بتهكّم «في بلاد الأمن والأمان، المواطن عمر العبيدي مشجع النادي الإفريقي رأى مجموعة من رجال الأمن والأمان، من قوّة إحساسه بالأمن هرب لثلاثة كيلومترات وفِي الآخر رمى نفسه في الماء رغم أنه لا يعرف السباحة، من المؤكد أنه لن يأخذ حقه في بلاد الأمن والأمان، لكنه سيأخذه بالتأكيد أم الله». وأضاف أنيس الحراثي عضو حملة «فاش نستناو» (ماذا ننتظر) «شاب في مقتبل العمر، يخيّر في مطاردة أمنيّة أن يُلقي بنفسه في الوادي – رغم أنه لا يعرف السباحة – ويموت غرقا، على أن يسلّم نفسه للبوليس. وزارة ونظام كامل لا يرغب أن يراجع نفسه ويعترف بأخطائه، ويواكب آليات العمل في القرن الواحد والعشرين!».
وتتزايد الانتقادات في الفترة الأخيرة للانتهاكات التي يرتكبها عناصر الأمن في تونس، حيث قام عدد منهم باقتحام إحدى المحاكم القريبة من العاصمة للضغط على القضاة بهدف إطلاق سراح زملائهم المتورطين في تعذيب أحد المتهمين بقضية جنائية، وهو ما أثار جدلا كبيرا في البلاد.

«شهيد الرياضة» يعيد الجدل حول الانتهاكات المتواصلة التي يقوم بها عناصر الأمن في تونس
عائلته تتهم الشرطة بالتسبب في غرقه والداخلية تؤكد التزامها بمحاسبة الجناة

بيروت تفتتح جادة بإسم العاهل السعودي على واجهتها البحرية وعون يلبّي دعوة الملك إلى القمة العربية في الظهران

Posted: 03 Apr 2018 02:23 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»:جمع حفل تدشين جادة بإسم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على الواجهة البحرية للعاصمة اللبنانية بيروت معظم أركان الدولة اللبنانية بإستثناء الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر وحلفاء النظام السوري.وشارك في الاحتفال رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والرؤساء ميشال سليمان وتمام سلام ونجيب ميقاتي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وممثلون لرؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والوزير السعودي المفوض القائم بأعمال السفارة السعودية وليد البخاري وحشد سياسي واجتماعي واقتصادي.
وأكد الحريري في كلمته « ان الكثير من اللبنانيين يعلمون المكانة الخاصة لبيروت في قلب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز «، ولفت إلى انه « لم يلتق الملك سلمان يوماً الا وكان في حديثه ذكرى طيبة عن لبنان، وكأنك تجلس عن مؤرخ في الشؤون اللبنانية «.وقال « بيروت تجتمع اليوم للاحتفال برفع اسم سلمان بن عبد العزيز على واجتها البحرية، ولتكريم قامة عربية كبيرة وقفت إلى جانب لبنان في أصعب الظروف، وللسعودية صفحات مجيدة في تاريخ الدعم للبنان، وبرعايتها اتفاق الطائف وانهاء المأساة اللبنانية، وبين لبنان و السعودية تاريخ لن ينكسر مهما سعوا إلى ذلك سبيلاً، وهذه الامسية البيروتية تؤكد ان عروبة لبنان تتقدم على كل المعادلات».
من جهته، أكد السفير البخاري « ان اهل بيروت درّة الشرق ومنارة الإنسان والتي تزداد اشرقاً بإسم الملك سلمان اليوم «، وقال «يشرّفني ان اكون شاهداً على اصالتكم ومحبتكم وعمق مشارعكم تجاه بلادي».ورأى « ان تدشين جادة الملك سلمان على هذه الواجهة البحرية له دلالة جامعة بين عروبة البحر ومداه وبين حضارة الجبل وصداه»، مؤكداً « ان السعودية كانت ولا تزال وستبقى وبتوجيه من القيادة الرشيدة ضنينة على سلامة لبنان واستقراره والمحافظة على وحدته ووحدة ابنائه وفي هذا الاطار نثني على جهود الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري في مواجهة التحديات»، مؤكداً « ان العلاقات راسخة وستبقى كالارز متجذرة كما هي على مرّ العصور».
اما النائب وليد جنبلاط الذي مرّت علاقته بفتور مع المملكة منذ فترة قصيرة فعلّق على تدشين جادة الملك بالقول « انها صفحة مشرّفة من التاريخ العربي والتضامن في مواجهة الاستعمار، وان تسمية جادة في بيروت باسم الملك سلمان له تذكير بتاريخ بيروت النضالي الناصري والتلاحم الوطني الفلسطيني بيروت الحصار بيروت المقاومة الوطنية «.
وفي خطوة موازية تعزّز العلاقة بين بيروت والرياض تسلّم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين للمشاركة في اعمال مؤتمر القمة العربية التاسعة والعشرين التي ستعقد في مدينة الظهران في المنطقة الشرقية يوم الاحد في 15 نيسان الجاري. ونقل زوار بعبدا تأكيد الرئيس عون ان التوتر الذي خيّم على الاجواء بين البلدين اخيراً زال نهائياً وعادت الامور إلى طبيعتها، وانه ثمّن ما تضمنته الرسالة الخطية التي تسلمها من الملك سلمان ونقلها البخاري الذي بدوره قال كلاماً طيباً حول ما تتطلع اليه الرياض من تعاون بين البلدين الشقيقين.

بيروت تفتتح جادة بإسم العاهل السعودي على واجهتها البحرية وعون يلبّي دعوة الملك إلى القمة العربية في الظهران

سعد الياس

بري راجع… وتجديد انتخابه لدى تيار المستقبل «غير خاضع للنقاش»

Posted: 03 Apr 2018 02:23 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: «بري راجع»…هذه هي خلاصة موقف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي نفى ما تحدث عنه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط من استهداف لرئيس مجلس النواب نبيه بري بالتناغم بين التيار الوطني الحر والرئيس سعد الحريري.
وقال المشنوق «إنّنا مع الرئيس نبيه بري، وكما سمعت من الرئيس سعد الحريري، على خلاف ما تردّد عن أنّ تيار المستقبل لن يجدّد انتخابه بعد الانتخابات النيابية، لأنّه يؤكّد دائماً على وطنتيه وعلى عروبته، وهذه مسألة غير خاضعة للنقاش».
وكان النائب جنبلاط الممتعض من الرئيس الحريري بسبب استبعاد مرشحه الاورثوذكسي النائب انطوان سعد عن لائحة تيار المستقبل في البقاع الغربي أبدى تخوّفه من مرحلة ما بعد الانتخابات وقال «وصلتني معلومات بأن معركة رئاسة مجلس النّواب لن تكون سهلة. هناك استهداف واضح للرئيس نبيه برّي من قبل التيار العوني، وهناك تناغم من الحريري مع هذا الأمر. هذا سيئ جدّاً».
واضاف جنبلاط «استهدافي تحصيل حاصل. لكنّ الرئيس برّي ركيزة أساسية في البلد، الله يطوّل بعمره. استهداف برّي ممنوع من قبل حزب الله ومن قبلنا، وأعتقد أن جبران باسيل وصلت إليه رسالة بهذا الخصوص «. وتابع «المشكلة أن جبران باسيل حاكم بأمره، هو الآمر الناهي اليوم، والحريري لا يردّ له طلباً. ما بيطلع من جبران». وعن رئيس المجلس النيابي، قال جنبلاط «يا ريت عندي حليفين مثل الرئيس نبيه بري. وفيّ ومخلص ورجل دولة. في بيروت، قال لن نرشّح أحداً ضد مرشّح وليد جنبلاط (عن المقعد الدرزي) وقد وفى بوعده «.
تزامناً ، وصف الرئيس سعد الحريري علاقته بجنبلاط بأنها «تشهد صعوداً ونزولاً»، وقال «كلنا يعرف هذا الامر، ولكن ليس بسبب سعد الحريري، لذلك فأنا أنظر دائماً في هذا الموضوع إلى العلاقة الاستراتيجية، اما يوميات هذه العلاقة فهي جزء من السياسة اللبنانية، ونحن ووليد بك لن نختلف فهو يعرف ماذا يمثّل بالنسبة لي وانا اعرف ما امثّله بالنسبة له».
وسئل الحريري بعد زيارته البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اذا كان يتخوّف من وصول مجلس نيابي جديد من لون واحد يعيد الوصاية السورية إلى لبنان من خلال بعض المرشحين المطروحين؟ فأجاب « مع وجود « الخرزة الزرقاء» هذا الامر صعب جداً «.
وأكد الحريري أنه « لم يترك حلفاءه في 14 آذار «. واذا كان يسامح نفسه على قانون الانتخاب المعقّد سأل «أنا؟ هل غيري بريء منه؟ احلى ما في هذا البلد إلقاء اللوم على سعد الحريري، ولا مشكلة لدي في ذلك. ما قمت به هو انني أنجزت قانوناً للانتخابات بعد ان عجزنا عن ذلك على مدى تسع سنوات. بغض النظر، فهذا القانون قد يكون صعباً، ولكن للمرة الأولى تضع الحكومة في لبنان قانوناً للانتخابات يكون ضد مصلحة من يحكمون البلد، وانتم تعرفون جيداً اننا نحن كتيار المستقبل ندفع ثمناً لذلك، ولكن في الوقت نفسه نحن لم ننظر إلى مصلحتنا الشخصية بل إلى مصلحة البلد، ومصلحته هي في وجود قانون للانتخابات. القانون صعب اكيد. وهل هو منصف؟ برأيي كلا. ولكن حتى لو كان غير منصف يجب ان يكون هناك قانون للانتخابات، وان شاء الله المرة المقبلة نحسّنه وندخل عليه الاصلاحات «.

دعوة سعودية لعون

بموازاة ذلك، تسلّم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في اعمال مؤتمر القمة العربية التاسعة والعشرين التي ستعقد في مدينة الظهران في المنطقة الشرقية يوم الاحد في 15 نيسان الجاري.
وجاءت الدعوة في رسالة خطية من العاهل السعودي نقلها رئيس البعثة الديبلوماسية السعودية في بيروت الوزير المفوض وليد البخاري الذي استقبله رئيس الجمهورية قبل ظهر امس في قصر بعبدا.
واعتبر العاهل السعودي في رسالته ان مشاركة الرئيس عون شخصياً في هذه القمة « سيكون لها بالغ الاثر في انجاحها»، آملاً في ان تسهم القمة « في تعزيز العمل العربي المشترك والتصدي للتحديات التي تواجهها امتنا العربية وتحقق ما تصبو اليه شعوبنا من اهداف وطموحات».واعرب العاهل السعودي في رسالته عن تطلعه للترحيب بالرئيس عون في المملكة العربية السعودية خلال القمة، متمنياً للرئيس عون موفور الصحة والسعادة، وللشعب اللبناني دوام التقدم والازدهار. وحمّل عون الوزير المفوض البخاري تحياته إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مؤكداً ترؤس الوفد اللبناني إلى القمة العربية، متمنياً ان تحقق نتائج تعزز الوحدة العربية لا سيما في هذه الظروف الصعبة من تاريخ الدول العربية وشعوبها.

بري راجع… وتجديد انتخابه لدى تيار المستقبل «غير خاضع للنقاش»
علاقة الحريري وجنبلاط على مقياس «المختارة» تشهد صعوداً ونزولاً
سعد الياس

الغزيون يجربون المرايا والكاوتشوك كـ «سلاح شعبي» جديد لمقارعة الاحتلال الجمعة المقبلة

Posted: 03 Apr 2018 02:22 PM PDT

غزة – «القدس العربي» : بشكل عملي جرب عدد من الشبان المشاركين في فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» ما يريدون استخدامه من «سلاح شعبي» جديد، خلال الفعاليات التي ستشهدها مناطق «التخييم» الخمس يوم الجمعة المقبلة، والمتمثلة بشكل أساسي بـ «المرايا العاكسة»، ومن ثم إشعال النيران بعدد كبير جداً من إطارات السيارات، على الرغم من التحذيرات التي خرجت للابتعاد عن «السلاح الثاني».
وعلى أكثر من نقطة حدودية شرق قطاع غزة، حمل شبان خلال اليومين الماضيين «مرايا» كبيرة الحجم، عكسوا من خلالها أشعة الشمس تجاه الجنود الإسرائيليين المتمركزين خلف تلال رملية وابراج عسكرية، في مسعى لتشتيت انتباههم، وإفقادهم السيطرة على أسلحتهم القناصة، التي أدى استخدامها يوم الجمعة الماضية إلى استشهاد 16 شابا فلسطينيا، وإصابة المئات بجراح، بينهم من أصيبوا بحراج خطرة.
وتتمركز الفكرة، حسب ما قال ناشط شبابي يدعى حسام، يحرص على المشاركة في التظاهرات الحدودية لـ «القدس العربي»، على حمل عدد من الشبان «المرايا» بشكل وزاوية محددة، تمكنهم من عكس أشعة الشمس تجاه اعين جنود الاحتلال.
ويقول أن صفاء الأجواء وخلو السماء من الغيوم، يساعد كثيرا في نجاح هذه الفكرة، وحسب هذا الناشط وهو في منتصف العشرينيات، فإنه ورفاق كثر جربوا «السلاح الشعبي» الجديد.
وقد تواردت الفكرة باستخدام هذا السلاح، من خلال تبادل الأفكار والمقترحات من قبل المشاركين في «مسيرات العودة»، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وخلال تواجد الشبان عند مناطق الحدود، هكذا قال الشاب، لافتا إلى أن هناك مقترحات أخرى لابتكار أساليب نضالية شعبية جديدة، ستشهدها مناطق الحدود خلال الأيام القادمة.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صور لشبان على حدود غزة الشرقية، وهم يحملون بين أيديهم «مرايا» يعكسون من خلالها أشعة الشمس صوب الجنود الإسرائيليين، وقد انتشرت صورة لشاب وهو يعمل على تثبيت مرايا ذات حجم معين بعصا خشبية، لحملها وتحريكها من مكان يبعد عن جسده، لتفادي الإصابة. ويلاحظ أن المشاركين في تلك المسيرات لا يعرفون بعضهم البعض، وأن ما يدفعهم للمشاركة، هو تحمسهم لفكرة «مسيرة العودة»، التي تأخذ طابع «النضال الشعبي السلمي»، والمقرر أن يتطور كثيرا حتى الوصول إلى «يوم الزحف» المقرر منتصف الشهر القادم، والذي ينوي خلاله المتظاهرون اجتياز الحدود الفاصلة، وتطبيق «حق العودة» بشكل عملي.
وقد أطلق نشطاء من المقاومة الشعبية، على وسائل التواصل الاجتماعي، وسماً سمّوه «#جمعة المرايا والكاوتشوك»، لاقى الكثير من التعليقات، حيث كتب الشاب مسلم سالم تحت هذا الوسم «ينصح بإحضار أكبر عدد وأكبر قطع من المرايا العاكسة».
وإلى جانب هذه الفكرة التي جربت بشكل عملي، يتم حاليا تبادل الآراء حول تجميع كميات كبيرة من إطارات السيارات البالية «الكاوتشوك» لإحراقها على مقربة من الحدود، في مسعى من النشطاء أولا لتشكيل كتلة كبيرة من الدخان الأسود، بهدف حجب الرؤية أمام جنود القناصة، وحرمانهم من رؤية الأهداف بدقة.
وفي هذا السياق، تجري حاليا عمليات تجميع هذه الكميات الكبيرة من إطارات السيارات. وحسب الدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي لأصحاب الفكرة، فإنهم يريدون تجميع عشرة آلاف إطار، وتوزيعها على كل مناطق المواجهات الخمس جنوب ووسط وشمال قطاع غزة، لإحراقها هناك.
ونشر القائمون على الحملة صوراً لشبان خلال عمليات تجميع هذه الإطارات، فيما نشرت صور خضعت لعملية مونتاج، على موقع «فيسبوك»، تظهر أحد مناطق الحدود وقد غطيت بإطارات السيارات «الكاوتشوك» في مشهد تعبيري عما سيحدث الجمعة القادمة، فيما كتب خالد أحمد على موقع «فيس بوك» يقول «جمعة الكاوتشوك للتغطية على نيران القناصة».
غير أن هذه «السلاح» قوبل بمطالبات تدعو لتجنب استخدامه، لما له من آثار سلبية على الصحة، وعبر النائب في المجلس التشريعي أشرف جمعة، عن خشيته من فكرة حرق الإطارات، التي ينتج عنها «أدخنة سوداء» مما قد يعطي فرصة للاحتلال لاستغلالها وإلقاء قنابل مسيلة للدموع من النوع الخطير المعروف باسم «غاز الادمسايت» الذي ينتج دخانا بلون دخان الاطارات نفسه عند اشتعالها، لافتا إلى أنه «يسبب نتائج وخيمة علي حياة ابناءنا».
وأشار إلى أن هذا النوع من الغاز السام، استخدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2001 في مدينة غزة، وقال أنه سلاح «محرم دوليا».
في المقابل هناك خشية من تأثر المتظاهرين بالأدخنة السوداء التي تتصاعد عند احتراق «الكاوتشوك»، خاصة إذا ما كانت الرياح وقت العملية تأتي من جهة الشرق، حيث ستحمل هذه الأدخنة إلى جهة المتظاهرين.
يشار إلى أن المشاركات في أماكن «التخييم» الخمس، التي وضعت على حدود غزة، استمرت وبأشكال مختلفة، بهدف الحفاظ على استمرار الفعاليات حتى الوصول إلى «يوم الزحف».
وقرر المحاضر في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية الدكتور وائل عبد العال نقل محاضرات طلبته إلى أحدى المناطق الحدودية.
ووضعت الهيئة التنسيقة لمسيرة العودة، صوراً لهذا المحاضر، وقد وضع لوح في منطقة الحدود، شرح فيه أحد الدروس لطالباته اللواتي افترشن الأرض، من دون وجود أي مقاعد.
ومن المقرر كذلك أن تنظم اليوم أطول «سلسلة قراءة» ضمن فعاليات لجنة المسيرة، في مكان «التخييم» المقام على الحدود الشرقية لمدينة رفح جنوب القطاع.
وأكدت اللجنة أن الهدف من الفعالية هو «الحفاظ على سلمية المسيرات لتحقيق أهدافها»، ولتشجيع عادة القراءة في المجتمع.

الغزيون يجربون المرايا والكاوتشوك كـ «سلاح شعبي» جديد لمقارعة الاحتلال الجمعة المقبلة

أشرف الهور:

لاجئون عراقيون يعيشون ظروفاً قاسية في مخيم شمال سوريا

Posted: 03 Apr 2018 02:21 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: لا يزال المئات من النازحين العراقيين، يعيشون أوضاعا قاسية في مخيمات تسيطر عليها قوات «‏سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية، شمال سورية، من دون أي اهتمام من الحكومة العراقية.‏
وأكد لـ«القدس العربي» أحد النازحين، الذين أمضوا أكثر من عام ونصف العام في مخيم عين ‏عيسى، «إهمال حكومة بغداد لمعاناتهم».
وأضاف، رافضا الكشف عن اسمه، أن «الأمم المتحدة التي تواصلنا معها مرات عدة لم ‏تفعل ما يكفي لإخراجنا من هذا المعتقل».
وبيّن أن «الجهات المسؤولة عن المخيم، وهي وحدات عسكرية كردية سورية، ترفض السماح لنا ‏بمغادرته».
وفي غياب للخدمات الصحية، باستثناء الحالات البسيطة، يلجأ النازحون إلى «دفع رشى مقابل ‏السماح لهم بالوصول إلى مستشفى تل أبيض، مع عدم السماح لكامل العائلة بالذهاب إلى هذه ‏المستشفى»، وفق المصدر.
أبو سلام من مدينة القائم العراقية، نجح في الوصول إلى مستشفى تل أبيض، ‏بمساعدة مسعف كردي، مرافقاً شقيقه ‏الذي يعاني من آلام في ساقيه، وذلك ‏من دون علم الجهات المسؤولة عن مخيم عين عيسى.
وتحدث عن عدد من حالات البتر التي شاهدها في المستشفى. وقال: «سمعت من أحد المصابين، ‏وهو من مدينة الرقة، أن هذه الحالات نتيجة مخلفات الألغام التي خلّفها تنظيم الدولة بعد معركة ‏الرقة وعدم تطهير المدينة من الألغام، كما وعدنا الأمريكان».
وحسب قوله، فإن: «شقيقه أصيب بساقيه الاثنين قبل خمسة أشهر بقصف جوي في مدينة القائم ‏قبل فرارنا إلى الأراضي السورية ووصولنا إلى مخيم عين عيسى الذي لا توجد فيه رعاية صحية ‏كافية».‏ وأضاف، أن الأطباء في مستشفى تل أبيض «اخبروني بأن التأخر في علاج الإصابات بأحد ‏ساقيي شقيقي، لم يترك أي حل سوى بترها».
لكن أبو سلام الذي تحدث عن مخيم عين عيسى رأى أن مخيم عين عيسى «أفضل بكثير من مخيم النور ‏في الحسكة الذي يقل سوءاً بكثير عن مخيم أبو الهول في الحسكة أيضا الذي يثير الرعب بين ‏النازحين لمجرد ذكر اسمه نتيجة للتعامل بطريقة مقززة مع العراقيين».
المهندس أكرم هاشم محمد، مواليد قضاء ‏هيت 1973، والذي كان معتقلا عند «الدولة الإسلامية» في القائم بتهمة «قتل قيادي من التنظيم، وصف مخيم عين عيسى بـ«السجن الكبير» ، وتابع في حديث لـ« القدس العربي»: «يصعب علينا مغادرته لكثرة ‏السيطرة الأمنية حول وقرب المخيم وعلى الطرق الرئيسية».‏
ووصل محمد، إلى مخيم عين عيسى بعد «معارك تحرير القائم، هو وسجناء آخرون بسبب شدة ‏المعارك وكثافة القصف الجوي ووصول القوات العراقية أطراف المدينة حيث «هرب جماعة الدولة ‏من القائم باتجاه الأراضي السورية ووضعونا نحن السجناء في شاحنات كبيرة لم تتسع للجميع»، وفق قوله.
وأضاف: «أن من لم يتم نقله من القائم إلى الأراضي السورية تمت تصفيته من قبل التنظيم ومن ‏بينهم ابن عمي المتهم معي بقتل قيادي من تنظيم الدولة».‏

لاجئون عراقيون يعيشون ظروفاً قاسية في مخيم شمال سوريا

رائد الحامد

غزة البطلة أشارت إلى النهج الصائب في التصدّي للدولة الصهيونية

Posted: 03 Apr 2018 02:21 PM PDT

جاءت المجزرة الشنيعة التي ارتكبتها الدولة الصهيونية إزاء مسيرة غزّة السلمية يوم الجمعة الماضي لتكشف مرة أخرى عن طبيعة تلك الدولة العنصرية والإجرامية، وهي التي يرى القائمون عليها أن الفلسطينيين والعرب من الأجناس الدنيا لا قيمة لحياتهم، على غرار نظرة ألمانيا النازية لمن صنّفتهم بين «البشر الدونيين» وأباحت إبادتهم. فيؤكدون يوماً بعد يوم أن دولتهم سائرة على درب إعادة إنتاج المعادلة النازية بنسخة معدّلةً بحيث يحلّ اليهود محلّ «العرق الآري» المتفوّق في العرف النازي، ويبقى العرب وحدهم في صفّ «الساميين» الذين ينتمون إلى حثالة البشرية حسب النظرية العنصرية المقيتة عينها. ومثلما يرى «العدل» الصهيوني أن قتل جندي إسرائيلي لرجل فلسطيني جريح وطريح يستحق عقاباً أقل مما تستحقه صفعة شابة فلسطينية لجندي إسرائيلي، تطلق الدولة الصهيونية نارها بغزارة على متظاهرين عزّل، ثم يبرّر زعماؤها المجزرة، بل يهنئون جنودهم على اقترافها.
وقد يبدو من المفارقة أن نقول مع ذلك إن غزّة البطلة أشارت إلى النهج الصائب في نضال التحرّر الفلسطيني. فقد يرى بعض المناضلين أن المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل إنما تثبت أن النضال السلمي لا جدوى منه إزاء الدولة الصهيونية، وأن العنف هو اللغة الوحيدة التي تفهمها. أما الفكرة الملازمة لمثل هذا الرأي، نظراً لكون الدولة الصهيونية متفوّقة عسكرياً على الفلسطينيين بما لا يُقاس، فهي أن السبيل الوحيد المتبقّي هو ما تسمّيه الاستراتيجية «الحرب اللا متناظرة» (asymmetric warfare). ويصبح المقصود هنا العنف على الأهداف السهلة، الذي كانت «العمليات الاستشهادية» الفلسطينية ضد المدنيين الإسرائيليين وجهه الأبرز في العقود الأخيرة.
من يعود اليوم إلى مثل هذا الاستنتاج إنما يقع من جديد في الفخ الذي نصبته الدولة الصهيونية منذ الانتفاضة المجيدة التي هبّت قبل ثلاثين عاماً في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967. فقد توخّت الدولة الصهيونية من خلال تصعيد حدّة قمعها للانتفاضة الشعبية دفع الفلسطينيين إلى الحيد عن نهج اللا عنف في مواجهتها واعتمادهم القتل الثأري بما يبرّر العنف الصهيوني. فتذرّعت إسرائيل بالعمليات الانتحارية في التسعينيات لتبني جدارها في الضفة الغربية وتضمّ من خلاله جزءًا جديداً من الأراضي الفلسطينية إلى دولتها بحجة حماية أمنها. وكذلك فقد استغلت إسرئيل وقوع رجال «السلطة الفلسطينية» في فخ استخدام السلاح (الذي أتاحت لهم الدولة الصهيونية حمله للذود عنها في إطار اتفاق أوسلو المشؤوم)، استغلت وقوعهم في ذلك الفخ خلال «انتفاضة الأقصى» قبل ثمانية عشر عاماً كي تمارس عنفها ضد أراضي 1967 بما لم يسبق له مثيل، مع استخدامها لكافة أسلحة ترسانتها بما فيها الطيران الحربي.
وهذا بالضبط ما تتوخّاه الدولة الصهيونية اليوم من جرّاء أحدث المجازر التي ارتكبتها إزاء الشعب الفلسطيني. فإن عنفها الشديد وغير المتناظر إزاء المسيرة السلمية التي قام بها أهل غزّة تدشيناً لحملة من النضال الجماهيري المسالم، إنما يدلّ ليس على عقم هذا الشكل من النضال، بل على نجوعه. والغاية الجليّة من هذا التوحشّ الذي تديره الدولة الصهيونية مثلما أدارت جماعة «داعش» توحشّها، أي بوصفه عنفاً تزيد غايته النفسية الإرهابية والسياسية عن غايته العسكرية، الغاية الجليّة من توحشّ الدولة الصهيونية هي تحديداً دفع الفلسطينيين إلى الكفّ عن نهج النضال السلمي الذي تخشاه إسرائيل أقصى ما تخشى، والعودة إلى ذلك العنف اليائس والعقيم الذي تفضّله. وهي بلا شك تنتظر بفارغ الصبر أن يقوم بعض المناضلين في غزة بالعودة إلى إطلاق الصواريخ بما يبرّر لها ارتكاب حلقة جديدة من تدمير القطاع وقتل أهله والقضاء بذلك على نضالهم السلمي.
ومن شديد الاحتمال أن تسعى الدولة الصهيونية إلى تنظيم مثل هذه الأعمال من خلال اختراقها للساحة الفلسطينية، الأمر الذي يفرض على أهل غزّة يقظة قصوى لتداركه.
ونثني في هذا الصدد على ما كتبه جمال زحالقة على موقع «عرب 48» يوم السبت الماضي، قائلا: « في ظل انسداد الأبواب أمام نهج التفاوض، الذي قاده ابو مازن والسلطة الوطنية الفلسطينية، وانسداد الأبواب أيضًا أمام المقاومة المسلّحة، التي حملت حماس رايتها، أصبح النضال الشعبي السلمي موضع اجماع فلسطيني على مستوى النخبة السياسية والجماهير الشعبية. من هنا فإن مسيرة العودة الكبرى هي انطلاقة جديدة ومبشّرة بمرحلة جديدة من النضال الفلسطيني، الذي يمكن أن يحظى بدعم شامل من الجميع، ويمكن ان يكون حجر زاوية في المصالحة، التي يتوق اليها الشعب الفلسطيني».
لقد حان الوقت حقاً ليعود الفلسطينيون بثبات إلى النهج الوحيد الناجع في تصدّيهم البطولي للدولة الصهيونية، وهو النهج الوحيد الذي من شأنه أن يثير حوله موجة تعاطف عارمة تجد لها ترجمة في تصاعد الحملة العالمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ولا سيما حملة المقاطعة، ذلك النضال السلمي الآخر الذي تكرهه إسرئيل أشدّ كره. هذا ويشكّل التضامن العالمي عنصراً حيوياً من عناصر التعويض عن التفوّق العسكري الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
تلك هي أساليب «الكفاح اللا متناظر» الوحيدة الناجعة المتوفّرة أمام الشعب الفلسطيني، ومن الأهمية بمكان ألا تقع أي من جماعاته مرة أخرى في فخّ الحيد عنها.

٭ كاتب وأكاديمي من لبنان

غزة البطلة أشارت إلى النهج الصائب في التصدّي للدولة الصهيونية

جلبير الأشقر

أنا أخجل من سلوك الجنود الإسرائيلي

Posted: 03 Apr 2018 02:21 PM PDT

أنا أخجل من الجيش الذي أقسمت له بالولاء في يوم تأسيسه. فهذا ليس الجيش الذي خدمت فيه. وأنا أخجل من الإعلام الذي كان لي دور في تشكيله. فهذا لم يعد نفس الإعلام. وأنا أخجل من دولتي التي ساهمت في إقامتها والدفاع عنها في يوم إقامتها. الدولة التي قدمنا ذات يوم بفخر جواز سفرها في كل المطارات. الدولة الجميلة الغضة والمشبعة بقيم تلك الايام تحولت إلى دولة قبيحة. أنا خائف.
في اليوم الاول للاحتجاج في غزة تم اطلاق النار وقتل 17 شخصاً وأُصيب المئات بالنار الحية. أحد من هؤلاء لم يعرض للخطر حياة أي مواطن إسرائيلي. وبالتأكيد ليس حياة الجنود. وأحد منهم لم يحمل السلاح، ولم يكن قريباً من الجدار المقدس. لقد شاهدنا الصور في قنوات التلفزة العالمية. العالم العربي شاهدها في «الجزيرة» والأمريكيون شاهدوها في «سي.ان.ان». إطلاق نار عن بعد، إطلاق نار على الصدر، رصاصات على ظهور أشخاص هاربين.
قبل اسبوع من ذلك سئلت كيف سترد حكومة إسرائيل على حرب غير عنيفة. وأجبت «بالنار الحية». لا يوجد لدى حكومة إسرائيل أي رد آخر على مقاومة غير عنيفة.
الحكومة ستحاول تحويل المقاومة غير العنيفة إلى مقاومة عنيفة. لأنه على العنف يوجد لديها رد: عنف مضاعف بأضعاف. هذا ما كان في بداية الانتفاضة الثانية التي بدأت بشكل غير عنيف. الجيش الإسرائيلي قام باطلاق النار وفجأة اصبحت المقاومة عنيفة.
المقاومة غير العنيفة هي أداة سياسية. الرد يمكن أن يكون فقط سياسياً، مثل الاعلان عن الاستعداد لتسليم المناطق المحتلة لحكومة فلسطينية، الدعوة إلى اجراء المفاوضات، ليس مع الممثلين الصهاينة مثل دونالد ترامب، بل مع قيادة الشعب الفلسطيني. لن يكون هناك حل آخر. لا في الغد ولا بعد سنة ولا بعد خمسين سنة. الجيش الذي يطلق النار على جمهور غير مسلح ليس جيشاً، هو بصعوبة مليشيا.
أنا أفكر بـ «القناصة». القنص هو مهنة عسكرية، القناص يطلق النار على عدو مسلح الذي يرد على النار. القناص المدرب والذي يطلق النار من بندقية قنص على أشخاص غير مسلحين من مسافة آمنة ولا يعرض حياته أبدا للخطر، ليس قناصاً وليس جندياً. ماذا نسميه؟
وأنا أتساءل ماذا كنت سأفعل إذا تلقيت أمراً باطلاق النار على اشخاص غير مسلحين. هل كنت سأرفض تنفيذ الامر؟ آمل أن تكون لدي الشجاعة للقيام بذلك، لكن حتى لو لم تكن لدي هذه الشجاعة، كنت سأخطيء الهدف عمدا. لقد كنت سأخطيء حتى لو قالوا لي إن هؤلاء هم «نشطاء من حماس»، أي إرهابيين، مخربين. ولكن نشطاء حماس الذين لا يحملون السلاح ليسوا إرهابيين. هم يخدمون جسماً سياسياً، يشكل الآن الحكومة الفعلية في قطاع غزة، التي تقوم حكومة إسرائيل باجراء اتصالات رسمية أو غير رسمية معها. هل يمكن التفكير بأن نشطاء حماس سيبقون في البيوت عندما يستجيب جيرانهم لدعوة حماس للخروج إلى التظاهرة؟.
أنا أخجل من الإعلام. عندما أقيمت الدولة كان الإعلام أداة حكومية، هكذا عمل وبحق في أيام الصراع التي سبقت اقامة الدولة، كل صحافي اعتبر نفسه جنديا في النضال على الاستقلال. للأسف، الاعلام بقي هكذا حتى بعد اقامة الدولة. «هعولام هزيه»، وهي المجلة الاسبوعية التي حررتها على مدى 40 سنة، كسرت هذه الصيغة. لقد استغرق الامر سنوات، لكن في نهاية المطاف انضم الينا تقريبا جميع الصحافيين وأصبح لدينا إعلام انتقادي. هذا لم يعد موجودا. في هذا الاسبوع تكشف لنا رجال الاعلام ـ رجال الصحافة، قنوات الاذاعة والتلفاز، تقريبا جميعهم وجميعهن ـ كمتحدثين باسم الحكومة ورئيس الاركان. ليس فقط صيغة التقرير أمليت عليهم، بل ايضاً استخدام المفاهيم والكلمات. فقط عدد قليل خرجوا على هذه القاعدة، ونحن نشكرهم. مثال على ذلك، منذ زمن لا يوجد في الاعلام حديث عن الانفاق. الآن يستخدمون فقط مفهوم «انفاق إرهاب»، في كل وسائل الاعلام، حتى لو ورد هذا ست مرات في نشرة اخبارية واحدة. هكذا تم الاملاء، ويجب عدم الانحراف عن ذلك. كل المذيعين والمذيعات. مثلما كان الامر في روسيا السوفييتية. من الذي انتصر حتى الآن؟ لا يوجد أدنى شك أن الفلسطينيين هم الذين انتصروا. لم يكن بالامكان في ذلك اليوم أن تشاهد قناة تلفزة أجنبية من دون رؤية الاعلام الفلسطينية وهي ترفرف أمام ناظرينا. بعد سنوات اختفت فيها تقريبا القضية الفلسطينية من وسائل الاعلام الدولية، عادت وبقوة. لقد اعادت حماس طرح القضية الفلسطينية على جدول الاعمال الدولي. أعلام ومتظاهرون، أعلام وقتلى، أعلام وجرحى. في الأمم المتحدة لم يدافع أحد عن إسرائيل. حتى ولا اصدقاؤنا المخلصون. مندوبنا في الأمم المتحدة وجد ذريعة وغاب.
على شاشاتنا ظهرت كل النماذج. أحدها عرض كمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية. أسلوب عمله كان يشبه أسلوب جوزيف غلبس، وزير الدعاية النازية، الذي أمطر القوات الأمريكية في فرنسا بالمناشير التي ظهر فيها يهودي سمين وهو يداعب فتاة شقراء، والعنوان كان «في الوقت الذي تسفك فيه دمك يقوم اليهودي بمداعبة زوجته». الضابط المتحدث بالعربية وجد صورة لاسماعيل هنية وهو يلعب بالكرة وقال «في الوقت الذي تعرض فيه حياتك للخطر يقوم هنية بلعب كرة القدم»، إلى أين يمكن أن ننحدر أكثر من ذلك؟ مهاتما غاندي ومارتن لوثر كينغ انتصرا انتصاراً كبيراً. أيضاً الفلسطينيون سينتصرون في هذه المعركة.

أوري أفنيري
هآرتس 3/4/2018

أنا أخجل من سلوك الجنود الإسرائيلي
أصبح الجيش والإعلام والدولة جميعها مختلفة عما كانت عليه
صحف عبرية

اتهام أحد وزراء بن علي بتصفية حسابات شخصية مع رئيس حزب

Posted: 03 Apr 2018 02:20 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: اتهم رئيس حزب تونسي وزير التربية الحالي بتصفية حسابات شخصية وساسية معه، مشيراً إلى أنه فشل في طرده من مهنة التدريس عندما كان وزيراً للتربية في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، بعدما أنصفته المحكمة، لكنه عاد بعد ثماني سنوات عقب عودته لمنصبه السابق لاسئتناف الحكم ضده.
وكتب رياض الشعيبي رئيس حزب «البناء الوطني» على صفحته في موقع «فيسبوك» تحت عنوان «وزير التربية يرفع ضدي قضية: سخرية القدر!»: «حاتم بن سالم قام بطردي من العمل سنة 2010 في ولايته الأولى على وزارة التربية، فتقدمت بقضية للمحكمة الادارية التي حكمت لصالحي وبالعودة للعمل. وبعد 7 سنوات من مباشرتي للعمل من جديد توصلت اليوم باستدعاء من المحكمة الادارية تعلمني فيه بأن وزير التربية اعترض على الحكم ويطالب بالحكم لصالحه أي بفصلي من جديد من العمل. لا أعرف ان كان هذا الوزير من قام بالاعتراض أم أحد زملائه السابقين، لكن ليس قدرا عبثيا أن أجد نفسي أقف في محكمة يوم 16 أبريل /نيسان وبعد 8 سنوات في مواجهة نفس رموز السلطة الغاشمة التي مارست الاقصاء ضد أصحاب الرأي الحر والموقف المعارض».
وتعاطف عشرات السياسيين والنشطاء مع الشعيبي، حيث كتب الناشط لسعد البوعزيزي « رضينا بالهم والهم لم يرضَ بنا، هذا المثل ينطبق على المظلمة التي يتعرض لها اليوم الصديق والمناضل رياض الشعيبي، حيث أن نفس هذا الوزير القابع على كرسي وزارة التربية اليوم (حاتم بن سالم) لما كان وزيراً زمن بن علي قام بطرد رياض شعيبي بحكم مهنته كأستاذ سنة 2010 ، ولقد قام رياض شعيبي بالالتجاء للمحكمة الادارية التي أنصفته أنذاك فعاد للعمل، غير أن السيد الوزير بعد سبع سنوات قام بالطعن في قرار المحكمة الادارية لتعين يوم 16 أبريل/نيسان جلسة تنظر في طرد رياض شعيبي من عدمه. هذا الوزير لم يخطئ ، بل نحن الذين أخطأنا وعوض أن يقع طرد كل من كان له صلة بالمنظومة السابقة بعد الثورة ومحاكمته، حان الوقت الآن لمحاكمة رجال الثورة ، ونحن نستحق أكثر من هذا».
وأضاف نبيل بن عميري «حصل لي نفس الشيء في السنة الماضية. أردت استخراج جواز سفر فتم رفض الأمر بسبب معارضتي للنظام. قلت لهم النظام سقط! فقيل لي عدل وثيقة الاستعلامات (لديك)! ما نعانيه هو بسبب التنازلات التي قُدمت بعد الثورة بين قوسين كما يقول منصف المرزوقي».
ويُعد رياض الشعيبي من أبرز المناضلين خلال حكم بن علي، حيث تعرض للسجن والملاحقة لسنوات عدة، وكان حذر في وقت سابق من عودة رموز النظام السابق للحكم في تونس، حيث قال مخاطبا الرئيس الباجي قائد السبسي حين كان رئيسا للحكومة «من يمدح ويشكر بن علي بعد الثورة لا يمكن أن يكون شريكا في بناء الديمقراطية».

اتهام أحد وزراء بن علي بتصفية حسابات شخصية مع رئيس حزب
استأنف قرار طرده من مهنة التدريس بعدما فشل خلال حكم الرئيس السابق
حسن سلمان:

مدير المخابرات المصرية يزور رام الله وينقل للرئيس عباس «رسالة هامة» من السيسي

Posted: 03 Apr 2018 02:20 PM PDT

رام الله – غزة – «القدس العربي»:بحث مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته أمس إلى مدينة رام الله، ملفين هامين، أولهما الملف السياسي، حيث نقل في هذا السياق «رسالة هامة» من الرئيس المصري، وثانيهما ملف المصالحة، بعد أن باشرت بلاده منذ الأسبوع الماضي اتصالاتها الخاصة بهذا الخصوص.
واستقبل الرئيس عباس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله اللواء كامل، الذي نقل إليه «رسالة هامة» من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ورحب الرئيس الفلسطيني بالضيف، مؤكداً «عمق العلاقات الأخوية» التي تربط الشعبين والقيادتين المصرية والفلسطينية، وحرص القيادة الفلسطينية على توطيدها لما فيه مصلحة الشعبين.
وجرى خلال اللقاء، بحث آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وثمّن الرئيس «الجهود الكبيرة» التي تقوم بها مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لـ «تحقيق المصالحة الفلسطينية، ولدعم حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة». ولم يقدم البيان الذي أصدرته الرئاسة الفلسطينية توضيحاً حول «الرسالة الهامة» التي أرسلها الرئيس السيسي، غير أن مصادر سياسية قالت لــ القدس العربي، أن الزيارة والرسالة المنقولة، تؤكد وجود تطورات سياسية هامة في الشأن الدولي والإقليمي لها علاقة بالملف الفلسطيني.
وجاءت الزيارة التي تدل على وجود هذه التطورات، بعد استضافة القاهرة قبل أيام لمدير المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج، مبعوثا عن الرئيس عباس.
إلى ذلك فقد أكدت المصادر لـ «القدس العربي»، أن المسؤولين المصريين المشرفين على ملف المصالحة في جهاز المخابرات المصرية، أجروا خلال الأيام الماضية عدة اتصالات باتجاه رام الله حيث مقر القيادة الفلسطينية وحركة فتح، وغزة حيث مقر قيادة حركة حماس، لتحريك ملف المصالحة من جديد.
وحسب المصادر فإن الاتصالات التي أجريت تحمل «كثير من الإيجابية» في مواقف الطرفين، وأن مصر من أجل ذلك تعد خطة جديدة للتحرك تستند إلى اتفاق تطبيق المصالحة الموقع بين فتح وحماس في القاهرة يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي يبدأ بتمكين حكومة التوافق من أداء مهامها كاملة في القطاع. ولم يكشف بعد إن كانت مصر ستعاود خلال الأيام القليلة المقبلة، إرسال وفدها الأمني من جديد إلى قطاع غزة، أم ستكتفي بإدارة الملف من خلال استضافة وفود من الحركتين على أراضيها.
وقد توسطت القاهرة بعد تصاعد الخلافات، لدى الرئيس عباس، لوقف اتخاذه إجراءات «قانونية ومالية وإدارية» تجاه حركة حماس في غزة.
وتردد أن الرئيس المصري، وعد بمتابعة ملف المصالحة، فور انتهاء الانتخابات الرئاسية المصرية، التي فاز فيها قبل أيام بولاية ثانية.
وكانت الخلافات تصاعدت حدتها بعد حادثة استهداف موكب رئيس الحكومة الدكتور رامي الحمد الله، وبرفته اللواء فرج، عند دخولهم إلى قطاع غزة يوم 13 من الشهر الماضي.
وحملت وقتها حركة فتح والسلطة الفلسطينية حركة حماس مسؤولية ذلك، فيما نفت الأخيرة أي صلة لها، وأعلنت عن اكتشاف الشخص الذي قام بتدبير الهجوم، وهو شاب من شمال غزة يحمل أفكاراً متشددة، قتل في اشتباك مع أفراد قوة أمنية تتبع حركة حماس قبل أسبوعين.

مدير المخابرات المصرية يزور رام الله وينقل للرئيس عباس «رسالة هامة» من السيسي
القاهرة تستأنف جهود المصالحة بين فتح وحماس

الانسحاب الأمريكي من شمالي سوريا قد يخرج من دائرة المستشارين إلى السياسة الرسمية

Posted: 03 Apr 2018 02:20 PM PDT

إنطاكيا – «القدس العربي» : ما زالت التصريحات المتضاربة حول الانسحاب الأمريكي من شمالي سوريا، تشوش على حقيقة الموقف الأمريكي، فبعد نفي وزارة الخارجية علمها بقرار الانسحاب، ونشر قناة «سي إن إن» الأمريكية انباء عن «نقاشات» لزيادة عديد قوات الجيش في سوريا، تشير آخر المعلومات، إلى ان ترامب سيجتمع خلال الساعات المقبلة مع اعضاء مجلس الامن القومي الأمريكي لنقاش استراتيجيته في سوريا.
من الصعب اعتبار حديث ترامب مجرد فلتة من فلتاته، والمرجح ان الرئيس الأمريكي تناقش في هذه المسألة مع حلقة من مستشاريه، ولم يتم اعتماد القرار كسياسة نهائية بعد، وما يؤكد هذا التصور قرار ترامب بتجميد نحو 200 مليون دولار امريكي من التمويل الأمريكي في سوريا، كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، بل ان العديد من المطلعين على آراء المسؤولين الأمريكيين، في دوائر اتخاذ القرار الامنية والسياسية، يقولون إن هناك تنوعاً واختلافاً بين الآراء تجاه السياسات التي يجب اعتمادها في سوريا، وهو ما يعزز فرضية ان ترامب قد مال لأحد هذه الآراء القاضية بالانسحاب، وإن على مراحل وبعد مفاوضات مع الجانب الروسي، فهذا باتريك كلاوسون، مدير الابحاث في معهد واشنطن، المقرب من صانعي السياسات الخارجية الأمريكية، يقر بأن التباين في رؤية المسؤولين الأمريكيين حول الانسحاب من سوريا، خصوصًا بعد الجدل حول إقالة ريكس تليرسون من الخارجية، سيشجع النظام السوري وايران.
ويضيف في مقال نشره في معهد واشنطن «إن الوسائل الأكثر احتمالاً – وفاعلية – المتوفرة للنظام لاستغلال التغيير في المناصب [العليا] في الولايات المتحدة هي تكثيف عمليات المعلومات التي تروّج للفكرة بأن الإدارة الأمريكية تخطط سراً لمغادرة سوريا في وقت أسرع مما تصرّح به.
وقد استغرب الزوار الذين وصلوا إلى واشنطن مؤخراً من التنوع الكبير في وجهات النظر التي يميل المسؤولون الأمريكيون إلى التعبير عنها فيما يتعلق بالسياسة تجاه سوريا – وهو تصوّر تردّد بالتأكيد على مسامع دمشق، وسيستخدمه الأسد بسهولة لزرع عدم اليقين بين حلفاء الولايات المتحدة والمجتمعات المحلية» .
ويرى كلاوسون، ان النظام يعمل فعلاً على فك ارتباط الوحدات الكردية بالغدارة الأمريكية، محاولاً استمالتها لصالحه، مستفيداً من التبدل بالسياسات، ويوضح قائلاً «من المرجح أن تزعم دمشق وإيران أن إقالة تيلرسون تُظهر قلة عزم الولايات المتحدة على تحقيق استراتيجيتها في سوريا».
مراقبون آخرون، يعتبرون ان الانسحاب، بعد المفاوضات، هو بداية لسياسة امريكية أكثر صدامية مع إيران، خصوصاً بعد قدوم وزير الخارجية الجديد بومبيو، ومستشار الأمن القومي بولتون، المعروفين بمواقفهما المتشددة تجاه طهران ودمـشق، علـى اعـتبار ان القـوات الأمـريكية اشـبه بالهـدف الـسهل شمالي سـوريا، ولا بـد من سحـبها قبل الشـروع في المواجـهة.
بل ان الكاتب ارون ستين ذهب إلى أبعد من ذلك، معتبراً في مقال كتبه مؤخراً، في مجلة «فورين أفيرز»، ان الانسحاب الأمريكي سيكون عقوبة لروسيا، التي يصفها الكاتب بأكبر عدو لامريكا «جيوسياسياً» ، والتي يقترح ان يتم الانسحاب الأمريكي بالتفاوض معها، موضحاً ان واشنطن بين يديها «خارطة ضعيفة» في سوريا، وان الاسد تمكن من هزيمة المعارضين وهو في طريقه لاكمال السيطرة على البلاد قريباً، ولذلك فأفضل خيار للامريكيين برأي ارون ستين هو التفارض على الانسحاب، حتى تضطر روسيا لتحمل تكاليف الإعمار في سوريا بعد حرب مستمرة لسبع سنوات، معتبراً ان على الأمريكيبن اعتماد سياسة «ردع مزدوج» ضد روسيا وحليفيها في المنطقة، إيران والنظام السوري.

الانسحاب الأمريكي من شمالي سوريا قد يخرج من دائرة المستشارين إلى السياسة الرسمية
في ضوء اجتماع ترامب بمستشاريه للأمن القومي
وائل عصام

التحالف الدولي يطلب من البيشمركه العودة إلى المناطق «المتنازع عليها»… وبغداد ترفض

Posted: 03 Apr 2018 02:18 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: يسعى «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، إلى إشراك قوات البيشمركه الكردية في حفظ الأمن في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، عقب زيادة وتيرة الهجمات المسلحة التي ينفذها تنظيم «الدولة الإسلامية»، على الطريق الرابط بين بغداد وكركوك، من جهة، وبين ديالى وبغداد من جهة ثانية.
وفرضت قوات البيشمركه، وأيضاً الأسايش (قوات أمنية كردية خاصة) سيطرتها على المناطق المتنازع عليها، منذ عام 2003، غير إنها تمددت في مناطق أخرى تابعة لمحافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين وديالى، في أثناء العمليات العسكرية ضد التنظيم بعد عام 2014.
التمدد الأخير للقوات الكردية، دفع الحكومة الاتحادية في بغداد إلى إطلاق «خطة فرض القانون» في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، وبسط سيطرتها على المناطق المتنازع عليها، وإجبار القوات الكردية إلى العودة إلى مواقعها قبل عام 2014.
الأمين العام لوزارة البيشمركه، الفريق جبار ياور، أعلن، أمس الثلاثاء، عن طلب مقدم من «التحالف الدولي» لإعادة انتشار القوات الكردية في مناطق النزاع مع بغداد، لافتاً إلى مناقشة هذا الملف مع وفدين أحدهما أمريكي والأخر بريطاني.
وقال، في تصريح أدلى به للصحافيين، عقب اجتماع مع مكاتب المفوضية العليا الاتحادية في محافظات إقليم كردستان، والذي عُقد في أربيل: «اجتمعنا الأسبوع الماضي برئاسة وزير الداخلية (في الإقليم) كريم سنجاري، مع وفدين من التحالف الدولي أحدهما أمريكي والثاني بريطاني كل على حدى»، موضّحاً: «ناقشنا في الاجتماعين الأوضاع الأمنية في العراق بشكل عام، وفي كردستان، والمناطق المتنازع عليها بشكل خاص». وأضاف: «الوزارتان ووفدا التحالف أكدوا أن الأوضاع في المناطق المتنازع عليها تسير نحو الأسوأ»، مؤكداً «وجود ضعف في الأمن في كركوك ومناطق في ديالى وطوزخورماتو، وعودة تنظيم الدولة، إلى ممارسة نشاطه وتحركاته فيها والقيام بعمليات اختطاف وقتل على طريقي كركوك ـ بغداد، ديالى ـ بغداد».
وأشار إلى أن الطريقين المذكورين «يتم إغلاقهما في المساء»، مردفاً بالقول أن «التحالف الدولي طلب من وزارتي البيشمركه وداخلية كردستان إلى العودة لتلك المناطق، وفق ما كانت عليه قبل عام 2014، إذ كانت لدينا مع القوات العراقية غرفة عمليات مشتركة وتنسيق مشترك فيها».
وطبقاً للقائد العسكري الكردي، فإن «وزير الداخلية في كردستان كريم سنجاري أبدى الاستعداد التام للعودة إلى تلك المناطق، وفق ما كان معمولاً به قبل 2014»، موضحا أنه «لم تتبق سوى الموافقة من الحكومة الاتحادية».
وتابع قائلاً: «نحن مقبلون على انتخابات، ويجب توفير الأمن بشكل مشترك في المناطق المتنازع عليها لنجاح العملية الانتخابية».
وزاد «ثبت أن خروج البيشمركه من تلك المناطق كان خطأ فادحا ارتكبته الحكومة الاتحادية، ويجب عليها أن تفكر أننا كنا عاملاً مهماً في طرد تنظيم الدولة».
وأضاف: «نحن بانتظار موقف الحكومة الاتحادية حيال الانتشار المشترك»، مؤكداً أن «عودة قوات البيشمركه إلى المناطق المتنازع عليها ليست له أي علاقة بالمواقف السياسية، فنحن جزء من المنظومة الأمنية ـ الدفاعية العراقية». وسبق لرئيس أركان قوات البيشمركه، جمال أمينكي، أن كشف، أواخر آذار/ مارس الماضي، عن تسليم «التحالف الدولي» مقترحاً بشأن إعادة انتشار القوات في المناطق المتنازع عليها التي انسحبت منها بعد 16 أكتوبر/تشرين الأول.
وتشكل المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان العراق، أهم محاور الخلاف بين الجانبين. ومن بين هذه المناطق، شريط يبلغ طوله نحو ألف كلم يمتد من الحدود مع سوريا حتى الحدود الإيرانية، يقع جنوب محافظات الإقليم الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك التي تتمتع بحكم ذاتي.
وتشمل المناطق المتنازع عليها، حيث يعيش قرابة 1.2 مليون كردي، أراضي في محافظات نينوى وأربيل وصلاح الدين وديالى وكركوك (الغنية بالنفط)، التي تعد أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.

العبادي يرد

ورد مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، على تصريحات يارو.
وقال سعد الحديثي، المتحدث باسم رئيس الحكومة، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن «مسألة انتشار قوات عراقية في الأراضي العراقية، هي من مسؤليات الحكومة الاتحادية، وقرار ذلك عراقي سيادي مستقل لا يخضع لأي رغبات وإرادات قوى خارجية»، مؤكداً أن «المصلحة الوطنية هي من تحدد انتشار القوات، وهذا القرار تتخذه الحكومة الاتحادية».
وأضاف: «عندما تم فرض النظام وإخضاع المناطق المتنازع عليها لسلطة الحكومة الاتحادية، أعلنا حينها عن امكانية مشاركة البيشمركه في عملية فرض الامن والاستقرار، على ان تعمل تحت أمرة القوات الاتحادية وتخضع لسلطتها».
وأكد أن «قرار نشر اي قوة عراقية، هي من مسؤوليات الحكومة وهي من تحدد ذلك وفق مقتضيات المصلحة الوطنية، والتنسيق لمواجهة الاخطار في المناطق المتنازع عليها».

انتخابات شفافة ونزيهة

النائبة عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ريزان شيخ دلير، أكدت ضرورة عودة قوات البيشمركه إلى المناطق المستقطعة، لضمان إجراء انتخابات شفافة ونزيهة.
وقالت، في تصريح أورده الموقع الرسمي للحزب، إن «عودة قوات البيشمركه إلى المناطق المستقطعة، وخاصة محافظة كركوك سيضمن استقرار الأوضاع الأمنية وحماية أرواح وممتلكات المواطنين».
وأضافت: «وفقاً للدستور يجب أن تكون إدارة محافظة كركوك مشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، وبما أن أغلب أبناء كركوك هم من الأكراد، لذا من غير المعقول عدم تواجد قوات البيشمركه في المناطق المستقطعة».
وتسائلت النائبة الكردية «إذا لم تعد قوات البيشمركه إلى المناطق المستقطعة فكيف سيذهب الناس إلى التصويت في يوم الانتخابات؟، وكيف سيتمكن المرشحون من إطلاق حملاتهم الانتخابية من دون الحماية اللازمة؟ (…) من الضروري أن تعود قوات البيشمركه إلى المناطق المستقطعة، وخاصة محافظة كركوك».
واعتبرت في الوقت ذاته، أن «عودة قوات البيشمركه لن تخلق المشكلات بل ستسهم في تعزيز الامن والاستقرار في المناطق المستقطعة».

ضعف حكومي

ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، وصف السعي لإشراك القوات الكردية بملف أمن «المتنازع عليها» بأنه يمثل ضعفاً كبيراً للحكومة الاتحادية في بغداد. النائب عن الائتلاف، منصور البعيجي، طالب الحكومة العراقية بـ«عدم السماح لقوات البيشمركه بالرجوع والانتشار في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها»، معتبراً أن «انتشار البيشمركه سيعقد الوضع ويزيد الأمر سوءاً».
وقال لـ«القدس العربي»، إن «هناك رفضاً من قبل المكون التركماني والعربي في محافظة كركوك بعودة قوات البيشمركه»، عازياً السبب في ذلك إلى «الانتهاكات الكبيرة من تهجير وتهميش وسوء معاملة من قبل قوات البيشمركه، أثناء سيطرتهم آنذاك (قبل 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2017) على المحافظة».
وأضاف: «لا يوجد أي مبرر لإعادة انتشار قوات البيشمركه في محافظة كركوك، بعد أن تم انتشار القوات الاتحادية في المحافظة، وتم فرض سلطة القانون والدستور بعد معاناة كبيرة للتركمان والعرب، فما الداعي لإعادة انتشار قوات البيشمركه هناك».
وتابع: «لا يوجد سبب واحد لعودة قوات البيشمركه إلى المناطق المتنازع عليها»، معتبراً ما يحصل من أحداث «استهدافاً لقوات الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية الاتحادية من قبل جماعات مدعومة من قبل القوات الانفصالية (في إشارة لمجاميع كردية مسلحة)، لذلك يجب عدم السماح لعودة قوات البيشمركه للمناطق المتنازع عليها، وان تكون السيطرة من قبل القوات الاتحادية حسب القانون والدستور لحفظ الأمن في محافظة كركوك».

رفض تركماني

وفي السياق، حذّر رئيس الجبهة التركمانية في العراق، أرشد الصالحي، ، من إعادة نشر قوات البيشمركه في المناطق المتنازع عليها، لأن ذلك قد يسبب الفوضى.
وقال في بيان: «على الحكومة العراقية عدم الرضوخ للضغوطات الفرنسية والأمريكية لإنشاء غرفة تنسيق مشتركة بين الجيش العراقي، والبيشمركه، والقوات الأمريكية».
واعتبر أن «أي فكرة لإعادة نشر البيشمركه في المناطق المتنازع عليها، بسبب التنازل إلى ما بعد الانتخابات، من أي جهة سياسية، معناه نشر الفوضى في المناطق المختلطة عرقيا وسياسيا».
والجبهة التركمانية، هي الممثل الرئيس للتركمان في العراق، وتشغل مقعدين في البرلمان من أصل 328، فضلا عن 9 مقاعد من أصل 41 في مجلس محافظة كركوك (شمال).

خلاف في نينوى

كذلك، دعا النائب عن محافظة نينوى حنين القدو، القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي للبدء بتحرير الوحدات الإدارية مما وصفها «ميليشيات» البيشمركه التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني التي مازالت ترفض الانسحاب منها.
وقال في بيان: «نستنكر بشدة تصريحات رئيس أركان قوات البيشمركه جمال امينكي بشأن التنسيق الجاري بين القوات الأمريكية وقوات البيشمركه حول المحاولات الجارية لإعادة انتشار البيشمركه، تحت ذريعة ومظلة تشكيل قوات مشتركة في المناطق التي تجاوزت عليها تلك القوات قبل احتلال تنظيم الدولة لمحافظة نينوى».
وأضاف: «لقد أثبتت التجارب ان قوات البيشمركه كانت غير قادرة في الحفاظ على أمن تلك المناطق قبل احتلال تنظيم الدولة لها وبعد احتلالها في حزيران 2014»، لافتا إلى ان «قوات الامن العراقية وقوات الحشد الشعبي، قادرة على حماية كل الاراضي العراقية من دنس الجماعات الإرهابية ومطاردة فلول الدواعش اينما كانوا».
ودعا القدو، وهو نائب عن المكون الشبكي ويترأس قوات «الحشد الشبكي»، القائد العام للقوات المسلحة إلى «البدء بتحرير الوحدات الادارية من ميليشيات البيشمركه التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني التي لازالت ترفض الانسحاب من قضاء الشيخان وأجزاء كبيرة من قضاء الحمدانية» في محافظة نينوى.
في المقابل، وجّه المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها مزاحم الحويت، «انتقاداً لاذعاً» للنائب الشبكي حنين القدو، لموقف الأخير من عودة قوات البيشمركه إلى تلك المناطق.
وقال في تصريح: «نحن كعشائر عربية في المناطق المتنازع عليها في جميع المحافظات، طالبنا بإعادة انتشار قوات البيشمركهوقدمنا مطالبنا إلى الحكومة الأمريكية في واشنطن».
وأضاف: «على النائب حنين القدو أن يعتقل الدواعش المنخرطين ضمن ميليشياته ويفرج عن الابرياء من أبناء العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها المعتقلين أيضا من قبل تلك الميليشيات الاجرامية الموالية له، والتي تعمل بأجندات طائفية بتلك المناطق لخلق فوضى فيها وخلق فتنة من جديد». على حدّ قوله.
وتابع الحويت إن «العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها طالبت ولا تزال تطالب بعودة قوات البيشمركه وإعادة انتشارها كونها أول من حافظ على العرب هناك»، مؤكداً: «عندما كانت قوات البيشمركه متواجدة في تلك المناطق كان الامن والأمان مستتب بنسبة 100٪».

التحالف الدولي يطلب من البيشمركه العودة إلى المناطق «المتنازع عليها»… وبغداد ترفض
ائتلاف المالكي اعتبر أن هذه الخطوة ستزيد الأمور سوءاً… والجبهة التركمانية حذرت من الفوضى
مشرق ريسان

عناصر من «الدولة» يتواجدون بين القائم والموصل واعتقال مفتي الإعدامات في التنظيم

Posted: 03 Apr 2018 02:18 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: كشف مصدر أمني في قيادة حشد محافظة الأنبار، أمس الثلاثاء، عن تواجد نحو 100 إلى 150 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية» يتجولون بحرية في صحراء الجزيرة بين قضاء القائم غربي الأنبار والموصل.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لوكالة «المعلومة» العراقية إن «نحو 100 إلى 150 عنصراً من عصابات داعش الإجرامية بينهم قيادات من جنسيات أجنبية يتواجدون حاليا في مناطق صحراء الجزيرة بين قضاء القائم ومدينة الموصل». وأضاف : «على الرغم من مخاطبة الجهات الأمنية العليا، ألا أنهم لم يتخذوا أي إجراء باستهدافهم، فضلاً عن قيام الطيران الأمريكي بالتحليق المستمر فوق الصحراء من دون استهدافهم ايضاً».
وأكد أن «وجود الدواعش في تلك المناطق يهدد أمن وسلامة المناطق المحررة».
وفي السياق، أعلنت الاستخبارات العسكرية، قتل ثلاثة عناصر من تنظيم «الدولة»، في صحراء الثرثار في الانبار.
وذكرت الاستخبارات في بيان إن «رجال الاستخبارات العسكرية في الفوج الثاني لواء 41 الفرقة العاشرة وبالاشتراك مع فوج الانبار التكتيكي نفّذت عملية جريئة وشجاعة استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة أثمرت عن محاصرة ثلاثة إرهابيين في إحدى المضافات في صحراء الثرثار في الانبار». وأضافت : «بعد الاشتباك معهم تم قتلهم جميعا والاستيلاء على ما بحوزتهم من أسلحة».
إلى ذلك، أعلن رئيس اللجنة الأمنية لمجلس محافظة نينوى محمد البياتي، اعتقال مفتي إعدامات تنيظم «الدولة»، جنوب مدينة الموصل.
وقال إن «القوات الأمنية اعتمدت العنصر الاستخباراتي وتعاون الناس، حيث تم الإبلاغ عن مكان تواجد مفتي الإعدامات التابع لتنظيم الدولة يدعى حاجم الذيب في ناحية الشورى جنوبي مدينة الموصل»، مبيناً أن «القوات الأمنية ألقت القبض عليه لحظة خروجه من منزله وسط الناحية».
وأضاف أن «الذيب اعترف على أربعة عناصر من معاونيه يتحركون ويتخفون معه وسط السكان»، مؤكداً أن «المعتقل متورط بإعدامات جماعية بحق سكان مدينة الموصل وعدد من المنتسبين».

عناصر من «الدولة» يتواجدون بين القائم والموصل واعتقال مفتي الإعدامات في التنظيم

القيادة الموحدة لفصائل المعارضة في القلمون الشرقي ترفض التهجير

Posted: 03 Apr 2018 02:17 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: رفضت القيادة الموحدة لفصائل المعارضة المسلحة في القلَمون الشرقي في ريف دمشق عرضاً قدمه الجانب الروسي بالخروج من المنطقة والقبول بعملية التهجير على غرار السيناريوهات المعمول بها في محيط العاصمة، وقالت القيادة الموحدة في بيان لها أمس، إنها ملتزمة بالدفاع عن المنطقة ضد أي اعتداء من الميليشيات أو الفصائل المتطرفة، معربة عن استعدادها للتفاوض مع الأطراف الأخرى، وتمكسها بسلامة مدن القلمون الشرقي، وسط رفض لتغيير تركيبة السكان أو تدمير بنيتها التحتية.
المتحدث الإعلامي باسم «قوات الشهيد أحمد العبدو» سعيد سيف قال في تصريحات صحافية له امس أن مقاتلي المعارضة في القلمون بانتظار لجنة المفاوضات وطرح ورقة جديدة تضمن عدم تهجير الاهالي وخروج المقاتلين، وتحفظ حق المدنيين في البقاء داخل مدنهم، رافضا دخول النظام إلى المنطقة.
وكان الجانب الروسي قد عرض على فصائل القلمون ثلاثة خيارات، تتلخص بالخروج من المنطقة وتسليمها لقوات النظام، أو الدخول في «المصـالحة الوطنية» أو تحملها مـغـبة التـطبـيع مع النظام السـوري ورفض التهجــير، عـبر حـملة عـسـكرية واسـعة.

القيادة الموحدة لفصائل المعارضة في القلمون الشرقي ترفض التهجير

حفيد الشهيد أبو يوسف النجار ينافس على كرسي الحزب الديمقراطي للكونغرس

Posted: 03 Apr 2018 02:17 PM PDT

الناصرة : «القدس العربي»: تابعت وسائل الإعلام الإسرائيلية باهتمام بالغ مسألة ترشح حفيد القيادي الفلسطيني الشهيد محمد يوسف النجار في الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي تمهيداً لانتخابات الكونغرس الأمريكي، وسط محاولة لاستغلالها بغية المساس بالرواية التاريخية الفلسطينية. وبثت القناة الإسرائيلية العاشرة الليلة الماضية تقريراً موسعاً عن الشاب عمار- كامبا ياسر نجار(29) حفيد الشهيد محمد يوسف النجار( أبو يوسف النجار) الذي اغتالته إسرائيل في بيروت عام 1973 في عملية إرهابية وحشية استهدفت أيضا القياديين الشهيدين كمال عدوان وكمال ناصر، على مسمع ومشهد من زوجاتهم وأبنائهم بعد اتهامهم بالتخطيط لعملية ميونيخ عام 1972.
ووفق استطلاعات الرأي الأمريكية يتفوق عمار – كامبا النجار بهذه الأيام على منافسية في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي، التي ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني القادم لاختيار مرشحه في انتخابات الكونغرس عن منطقة سان دياغو في كاليفورنيا. وسبق أن عمل عمار النجار في البيت الأبيض لمدة عام خلال ولاية الرئيس السابق باراك أوباما ولاحقا عمل موظفا في وزارة العمل في واشنطن. وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة إن النجار يظهر أمام جمهور يهودي أمريكي أحيانا وهذا ما يقوله : «قتل جدي وجدتي عندما كان والدي في الحادية عشرة من عمري في بيروت ولذا كنت هدفا لمحاولات تجنيدي للعمل العسكري المرفوض». أنا مسيحي وهو مسلم وقد انحزت لأمريكا». يشار أن جده الشهيد أبو يوسف النجار هو من بلدة يبنا قضاء الرملة التي دمرتها إسرائيل في 1948 ولاحقا التحق بالعمل الفدائي وبعدها عين ضابط العمليات في منظمة « أيلول الأسود « و كان أحد مخططي عملية ميونيخ التي قتل فيها أحد عشر رياضيا إسرائيليا خلال الدورة الأوليمبية في ميونيخ عام 1972.
واستذكرت القناة أن الشهيد النجار شغل رئاسة فروع حركة فتح في لبنان ومن هناك تدرج حتى شغل وظيفة قائد الاستخبارات الداخلية في « فتح « حتى عين نائبا للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
كما استذكرت القناة ما كتبه في مذكراته، موكي بيتسر أحد الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في عملية اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة : حينما فتحنا الباب أطل النجار وما أن لحظنا حتى طرق الباب بسرعة فأطلقنا رصاص بنادقنا الرشاشة على الباب ولما دفعناه بقوة وجدناه قد قتل. منوهة أن ياسر النجار والد عمار شاهد وقتها وهو طفل (11 عاما) عملية قتل والده ولاحقا تبناه الملك المغربي قبل أن ينتقل إلى مصر ثم إلى الولايات المتحدة بهدف استكمال تعليمه. وفي الولايات المتحدة تعرف على زوجته، فتاة أمريكية من أصل لاتيني، ورزقا بعمار الذي سمي باسم لاتيني أيضا(كامبا)، وهو قد عرّف نفسه ضمن التقرير الصحافي « نصف عربي ونصف لتيني و 100٪ أمريكي «.
وبعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 انتقل عمار مع والده الذي كان أحد قادة السلطة الفلسطينية. وما لبث أن عاد النجار، الحفيد، للولايات المتحدة عشية عملية برجي التوأم في 2001 التي أطلقت ملاحقات ضد العرب والمسلمين. وبث التقرير مقاطع للنجار وهو يقدم محاضرة أمام أميركيين يهود وهم يبدي تحفظه من طريق جده لكنه ركّز فيها على مواضيع داخلية أمريكية من جدار المكسيك حتى إصلاح البنى التحتية.
وأشارت القناة العاشرة إن المشكلة التي يواجهها عمار- كامبا نجار في منطقة سان دياغو هو ميلها للحزب الجمهوري بشكل تقليدي. وزعمت القناة الإسرائيلية التي تتبنى الرواية الصهيونية أن النجار نجح بتجنيد ميزانيات تتجاوز ميزانيات منافسيه بكثير بفضل تبرعات صغيرة متراكمة، في سياق «تحويل خلفيته من أمر سلبي لإيجابي».
ونسبت له صحيفة « هآرتس « قوله أن والده تيتم وهو بعمر 11 عاما على يد كوماندوز إسرائيلي بقيادة إيهود باراك، وأنه تزوج لاحقا من فتاة مكسيكية. موضحا أن والده انتقل مع القيادة الفلسطينية لغزة في 1994 فيما بقي هو مع أمه في كاليفورنيا ولم يعرف والده وعائلته جيدا حتى الثامنة من عمره حيث عاد والتحق وأمه بالوالد في غزة ومكث فيها أربع سنوات. ويتابع: « في غزة اعتاد الناس على التذكير بجدي ليل نهار حتى فهمت دوره». لكن الحفيد عاد وأمه للولايات المتحدة وهو طفل في الثانية عشرة وما زال يحتفظ بعلاقة ضعيفة مع والده وعمل بعدة وظائف في المؤسسات الأمريكية.
عمار الذي يكرس طاقة كبيرة في الانتخابات للكونغرس تنسب له الصحيفة الإسرائيلية قوله إنه يجد صعوبة في تفهم أفعال ومواقف جده الشهيد لكنه يؤيد تسوية الدولتين ويعتقد أنه على الولايات المتحدة مساعدة طرفي الصراع للتوصل للحل. وتابع: «هذا الصراع تسبب بإراقة دمائ كثيرة ولفترة طويلة وعلى جيلنا أن يسعى جاهدا وأكثر من السابقين لوقف هذا النزيف.» وتقول الصحيفة إنه التقى مجموعات يهودية وحاخامات خلال نشاطه الانتخابي دون أن يتستر على هويته الفلسطينية وخلفيته العائلية. ونقلت الصحيفة عن حاخام شارك في إحد هذه اللقاءات قوله إنه سمع النجار يقول إنه من أجل إحراز السلام على إسرائيل أن تحصل على أمنها وأن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم». وتابع الحاخام « اعتقادي أنه رجل معتدل وجميل وعميق ويدرك دلالة الإصغاء للآخر وليس مرشحا يطلق شعارات.
وتشير « هآرتس « إلى أن عمار- كامبا النجار فخور بعلاقته مع عضو الكونغرس اليهودي بيرني ساندرس ويعتبره «بطله السياسي».
وتنوه أن احتمالات عمار بالفوز بترشيح الحزب الديموقراطي عن ولايته ليست مؤكدة رغم دعمه من قبل أعضاء كونغرس ومنظمات يسارية إذ ينافسه جوش بوتنر جنرال بارز في الاحتياط.

حفيد الشهيد أبو يوسف النجار ينافس على كرسي الحزب الديمقراطي للكونغرس

وديع عواودة:

نتنياهو يلغي اتفاقاً مع الأمم المتحدة حول المتسللين الأفارقة بعد ساعات من توقيعه

Posted: 03 Apr 2018 02:16 PM PDT

الناصرة : «القدس العربي»: أمام ضغوط حزبه وأوساط اليمين أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس عن إلغاء الاتفاق مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، القاضي بوقف حملة طرد طالبي اللجوء إلى رواندا، واستيعاب نصفهم في البلاد ( 16 ألف طالب لجوء) والنصف الآخر في دول غربية.
والحديث يدور عن نحو أربعة آلاف إفريقي وصلوا البلاد من سيناء في السنوات الأخيرة معظمهم من إيرتريا وجنوب السودان ويدّعي كثير منهم أنهم يطلبون اللجوء السياسي بعدما هربوا من مجازر في أوطانهم. وجاء أن نتنياهو قرر التراجع عن الاتفاق رغم التوقيع عليه، وذلك بسبب ضغوط شديدة من جانب شركائه في الائتلاف الحكومي، والانتقادات الحادة التي تلقاها من الشارع الإسرائيلي. وكتب نتنياهو في صفحته على «الفيسبوك» أنه أصغى إلى ملاحظات كثيرة بشأن الاتفاق، وفي أعقاب ذلك، وبعد إعادة النظر في فوائد ونواقص الاتفاق قرر إلغاءه، مدعيا أنه أجرى مشاورات كثيرة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة مع وزير الداخلية، اريه درعي، ومهنيين وممثلين عن سكان جنوب تل أبيب الذين يعارضون إبقاء أي عدد من المتسللين الأفارقة ممن يقيم معظمهم في أحيائهم. وضمن مزاعمه وتبريراته لإلغاء قرار اتخذه بنفسه قبل ساعات وفاخر به، قال نتنياهو أيضا إنه رغم القيود القضائية والمصاعب الدولية التي تتراكم، فإنه «سيواصل العمل بحزم على استنفاد كافة الإمكانيات المتوافرة لديه من أجل إخراج المتسللين». وأضاف أن العمل سيتواصل من أجل إيجاد حلول أخرى. كما أشار إلى أن دائرة تطوير جنوبي تل أبيب ستبقى قائمة، وستبدأ الدائرة عملها في وقت قريب بالتعاون مع ممثلي الأحياء في المنطقة.
وفي ظل حالة الحرج والإرباك الناشئة عن إلغاء الاتفاق، وتحذيرات مستشاريه من احتمال خسارة انتخابية جراء الاتفاق المذكور، قال نتنياهو بالأمس مخاطبا الإسرائيليين: «أصدقائي الأعزاء، أنا أصغي إليكم كما كنت دائما. أولاً، أود منكم أن تفهموا مسار الأحداث: في العامين الماضيين، عملت مع رواندا لكي تكون «البلد الثالث» الذي سيستوعب المتسللين، الذين سنطردهم إليها حتى من دون موافقتهم.
هذه هي الطريقة القانونية الوحيدة التي تبقت لنا لإخراج المتسللين من دون موافقتهم، بعد أن رفضت المحكمة بقية تحركاتنا. وقد وافقت رواندا على هذا وبدأنا عملية الترحيل». وأضاف: «في الأسابيع الأخيرة وتحت ضغط هائل من صندوق إسرائيل الجديد والاتحاد الأوروبي، انسحبت رواندا من الاتفاق ورفضت قبول متسللين من إسرائيل تم طردهم بالقوة. وفي هذا الوضع سعيت إلى اتفاق جديد يسمح لنا رغم ذلك بمواصلة إخراج المتسللين». وهذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها نتنياهو بأن رواندا هي الدولة الثالثة التي تنوي إسرائيل طرد طالبي اللجوء إليها.
يشار إلى أن وزير التعليم ورئيس «البيت اليهودي»، نفتالي بينيت، كان قد دعا، في وقت سابق، إلى إلغاء الاتفاق وقال «إن الاتفاق مع الأمم المتحدة على استيعاب متسللين سيئ لإسرائيل». ولاحقاً أضاف بينيت أنه لا يكفي تجميد الاتفاق، وإنما يجب إلغاؤه تماما، بداعي أنه «سيشكل سابقة مفادها أن إسرائيل باتت جنة عدن للمتسللين غير الشرعيين». وعبر بينيت عن المزاج السائد في إسرائيل التي تناصب غير اليهودي العداء ويلازمها هوس الدولة اليهودية وينتشر فيها الخطاب الديموغرافي العنصري. ولم يشذ عن هذا الخطاب سوى بعض أوساط اليسار الصهيوني.
وهاجم رئيس حزب العمل، آبي غباي، قرار نتنياهو بتعليق الاتفاق، قائلاً: «إنه يوم حزين ومحرج، ومزعج في الأساس. ليس لدينا أي سبب لنفترض أنه في مسائل الأمن، سيكون اتخاذ القرارات من قبل رئيس الوزراء أفضل.» وانضمت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش (المعسكر الصهيوني) إلى رئيس حزبها، وكتبت على حسابها في تويتر: «أي هراء. فهو في كل الأحوال لن يستطيع طرد أي شخص آخر بعد الآن. تعليق الاتفاق يعني أن الجميع سيبقون هنا، بدون أي اتفاق مع أي بلد في الغرب. بؤس».
وقبل ذلك، شجب قادة الحملة ضد طالبي اللجوء في جنوب تل أبيب، توقيع الاتفاق مع الأمم المتحدة. والتقى ناشطو الطاقم، صباح أمس، مع مسؤولين في ديوان رئيس الحكومة، واطلعوا على المخطط الجديد وطلب منهم دعمه.
لكن شيفي باز، من قادة الحملة ضد طالبي اللجوء، أعربت عن معارضتها القاطعة للخطة، وقالت «إن هذا الاتفاق يهين دولة إسرائيل، وهو نتيجة مباشرة للفشل المطلق للسياسة المهملة طوال السنوات الماضية. لقد تم تقديم هذا الاقتراح إلينا كحقيقة نهائية وتم عرضه علينا «كانتصار»، وتوقعوا منا أن نمنحهم الشرعية المطلوبة. نحن لم نعد نصدق أي اتفاق أو وعد.
سكان جنوب تل أبيب سيواصلون النضال حتى خروج آخر متسلل من الأحياء». واللافت أن نتنياهو قال بعد توقيع الاتفاق، إنه ينص على استيعاب دول غربية مثل ألمانيا وإيطاليا وكندا لطالبي اللجوء من إسرائيل. لكن ألمانيا وإيطاليا أعلنتا، لاحقا، أنه خلافا لإعلان نتنياهو، لم يتم التوجه إليهما من قبل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، أو الحكومة الإسرائيلية لاستيعاب طالبي اللجوء. وفي تعقيبها على ذلك، قالت مصادر في ديوان رئيس الحكومة إن نتنياهو ذكر أسماء هذه الدول كمثال، وتابعت: «الأمم المتحدة هي التي ستجري المفاوضات مع الدول الغربية، وإسرائيل ليست ضالعة في تحديد هوية تلك الدول».

نتنياهو يلغي اتفاقاً مع الأمم المتحدة حول المتسللين الأفارقة بعد ساعات من توقيعه
يرضخ لضغوط حزبه والشارع

تقرير حقوقي: الصحافة المصرية رهينة مؤسسات تناهض حرية التعبير

Posted: 03 Apr 2018 02:15 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: قالت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» وهي منظمة حقوقية مصرية غير حكومية، في تقرير أمس الثلاثاء، إن الصحافة المصرية أصبحت رهينة لمؤسسات الدولة المناهضة للصحافة ولحرية التعبير. وحسب تقرير الشبكة، فإن «ممارسة الصحافيين لدورهم المهني باتت محفوفة بالمخاطر، مع زيادة الحصار والمصادرة».
وأشارت في تقريرها، إلى «قرار المجلس الأعلى للتنظيم الإعلام، بإحالة رئيس تحرير جريدة «المصري اليوم» للتحقيق فيما يتعلق بنشر الأخبار على موقع الصحيفة على شبكة الإنترنت حول تعبئة السلطات للناخبين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إضافة إلى إلزام الصحيفة بنشر اعتذار للهيئة الوطنية للانتخابات، وفرض غرامة مالية قدرها 150 ألف جنيه مصري».
وكانت «المصري اليوم»، اتهمت في افتتاحيتها الأربعاء الماضي السلطات المصرية ممثلة في الدوائر الحكومية، باستخدام سياسة الجزرة والعصا مع المواطنين لحثهم على المشاركة في الانتخابات الرئاسية في خرق للمادة 87 من الدستور التي تحظر استخدام الأموال العامة والوكالات الحكومية والمرافق العامة وأماكن العبادة لأغراض سياسية وتنظيم الانتخابات.
جاء ذلك بعد تزايد الدعوات لمقاطعة العملية الانتخابية، ما أدى إلى عزوف العديد من المواطنين عن المشاركة خلال أيام الانتخابات.
وتابعت الشبكة، «في السياق نفسه ووتيرة القمع نفسها، قررت لجنة الشكاوى في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فرض غرامة قدرها 50 ألف جنيه مصري على موقع مصر العربية لترجمة تقرير في 29 مارس/ أذار الماضي ونشره تحت عنوان «نيويورك تايمز.. يسير المصريون للانتخابات مقابل 3 دولارات»، على الرغم من أن الموقع ذكر صحيفة نيويورك تايمز كمصدر لها، مع ذلك، اعتبرته اللجنة مسؤولة عن نشر أخبار كاذبة دون التحقق أو التعليق».
المنظمة، بينت أن «بعض الصحف باتت أكثر نشاطًا في التفوق على دور الرقابة وأجهزة مكافحة حرية التعبير، حيث منعت صحيفة «الشروق» نشر مقال للكاتب الصحافي حسام السكري في الصحيفة للمرة الثانية في أقل من شهر، كما حجبت السلطات المصرية موقع المنصة، لينضم الأخير إلى قائمة المواقع المحجوبة في انتهاك لأحكام المادتين 31 و68 من الدستور، التي تحمي أمن الفضاء السيبراني والوصول إلى المعلومات».
وأوضحت أن «الانتهاكات الصارخة والهجمات المتكررة ضد حرية الصحافة وحرية التعبير كأطر أساسية تقوم عليها الديمقراطية هي شيء من الماضي، والآن إضافة إلى إسكات الأصوات المختلفة أو المهنية وتجاهل القانون بشكل منهجي، نحن نشهد عقوبات فرضت قبل التحقيق، مثل غرامة «المصري اليوم»، التي فرضت قبل إجراء تحقيق مع مسؤوليها في الإدعاءات الموجهة لهم، ما جعل مصر خالية من الصحافة المستقلة وحرية التعبير».
وأدانت، موقف السلطات المصرية «عندما يتعلق الأمر باستخدام سياسة الغموض وفرض قيود على حرية الصحافة وتبادل المعلومات، سواء من خلال منع ظهور الشخصيات في وسائل الإعلام أو من النشر في الصحافة، وصولاً إلى حجب المواقع، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، وإحالة الصحافيين إلى التحقيق وفرض عقوبات مالية على الصحف في انتهاك للمادة 95 من الدستور، التي تنص على أنه لا يجوز توقيع العقوبات إلا بموجب حكم قضائي صادر عن محكمة مختصة. كما تصر الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان على أن منع حجب المعلومات من قبل أجهزة الدولة لن يمنع الحقائق والأفكار من الوصول إلى الجمهور».
ودعت، «سلطات الدولة إلى وضع حد لجميع السياسات التي تنتهك حرية التعبير، واحترام حرية المعلومات، والامتناع عن حجب المواقع والوسائط الإعلامية، والسماح للصحافة الحرة بالعمل بحرية دون قيد أو شرط وفقاً لأحكام الدستور».

تقرير حقوقي: الصحافة المصرية رهينة مؤسسات تناهض حرية التعبير
حجب موقع وتغريم آخر وإحالة رئيس تحرير صحيفة للتحقيق بسبب تغطية الانتخابات

اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني وتتفق على تشكيل رئاسة جديدة وتنجز كافة القضايا باتفاق الفصائل

Posted: 03 Apr 2018 02:15 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: كشف أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عن وجود اتفاق على كيفية تشكيل رئاسة المجلس الوطني القادم، المقرر عقده نهاية الشهر الجاري. وأكد أن هناك هدفين أساسيين لعقد اجتماع المجلس.
وقال محمود إسماعيل عضو اللجنة التنفيذية، خلال مقابلة مع الإذاعة الفلسطينية الرسمية، أنه تم الاتفاق في اجتماعات عقدتها اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني، على «القالب الاساسي» لكيفية ونوعية انتخاب أعضاء جدد للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بالإضافة إلى الاتفاق على تشكيل رئاسة مجلس وطني جديد، خاصة وأن النائبين الاول والثاني لرئيس المجلس قد توفيا.
وأشار إلى انه تم الاتفاق كذلك خلال الاجتماعات السابقة للجنة التحضيرية، على أسماء اعضاء المجلس الوطني الذين سيتغيرون، لافتاً إلى أنهم من الأعضاء الذين ينتمون للفصائل الفلسطينية، حيث يعطي الحق لهذه الفصائل بتغيير ممثليها.
وأوضح إسماعيل أن الهدف الأول من عقد المجلس الوطني هو «تجديد القيادات»، فيما الهدف الثاني يكمن في «وضع استراتيجية جديدة» على ضوء ما يواجه الفلسطينيين في الفترة القادمة لتحقيق الثوابت الوطنية الفلسطينية.
يشار إلى أن اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني التي من المقرر أن تعقد اليوم الأربعاء اجتماعا لها، عقدت في الأيام الماضية ومنذ تحديد تاريخ انعقاد المجلس أربع اجتماعات.
وأكد إسماعيل أنه تم خلالها الاتفاق على «الإطار العام» الذي ستعبر منه الفصائل الى المجلس الوطني، مشيراً إلى أن معظم القضايا المطروحة على أجندة اجتماع المجلس الوطني انجزت باتفاق كافة الفصائل.
وأشار إلى أن اللجنة التحضيرية تريد وضع استراتيجية جديدة قاعدتها الاساسية خطاب الرئيس محمود عباس الأخير في مجلس الأمن.
وقدم الرئيس الفلسطيني خلال خطابه في مجلس الأمن يوم 20 فبراير/شباط الماضي، رؤية فلسطينية لعملية السلام، تقوم على أساس تشكيل ائتلاف دولي لرعاية العملية، التي تقود في نهايتها لإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967، عاصمتها القدس الشرقية، بعد أن رفض الحلول الأمريكية التي شطبت ملفي القدس واللاجئين من التفاوض. ومن المقرر أن تعقد جلسة المجلس الوطني المقبلة في مدينة رام الله بالضفة الغربية، لانتخاب أعضاء لجنة تنفيذية ومجلس وطني جديدين، وتأتي هذه الجلسة بعد غياب طويل، حيث لم يعقد المجلس الوطني بكامل أعضائه اجتماعا منذ العام 1996.
إلى ذلك قال عضو اللجنة التنفيذية، أنه تم الاتفاق على تفعيل اللجان الأساسية في المجلس الوطني، الى جانب اللجنة التنفيذية لـ «تأخذ دورها في تنفيذ قرارات المجلس المركزي الأخير».
وكان المجلس قرر في اجتماعه الأخير في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، تعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات لإطلاق عملية السلام.
إلى ذلك تطرق عضو اللجنة التنفيذية إلى الدعوات التي صدرت بشأن تأجيل اجتماع المجلس الوطني، ووصفها بأنها «دعوات غير مبررة على الاطلاق» في ظل «الهجمة الشرسة» من أمريكا وإسرائيل.
وقال اسماعيل أن «عقد المجلس الوطني الفلسطيني لا يتوقف على حضور فصيل أو غيابه وإنما بتحقيق النصاب القانوني وهو ما توافر لعقد الجلسة المقبلة».
يشار إلى أن كلاً من حركتي حماس والجهاد لن تشاركا في المجلس، كونهم غير أعضاء حتى اللحظة في المنظمة، فيما أعلنت الجبهة الشعبية الفصيل الثاني عن مقاطعتها لتلك الجلسة، باعتبارها لم تحظ بالتوافق الوطني.
ورغم عدم حضور حركة حماس، التي انتقدت بشدة الدعوة لعقد المجلس الوطني من دون توافق، إلا أنه سيتم خلال الأيام المقبلة توجيه الدعوات لعدد من قادتها لحضور الجلسات، كونهم أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني.
يذكر أن من بين نواب حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وأعضاء المكتب خليل الحية ومحمود الزهار وصلاح البردويل، وقيادات كبيرة من حماس من الضفة الغربية.
وكانت حماس قالت في وقت سابق أنها ترفض عقد المجلس الوطني بـ «هيئته وتركيبته الحالية»، لافتاً إلى أن الدعوة لعقده تعد «خروجاً صارخاً عن الإجماع الوطني، وتجاوزاً لكل الاتفاقيات والتفاهمات المعلنة بالخصوص».

اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني وتتفق على تشكيل رئاسة جديدة وتنجز كافة القضايا باتفاق الفصائل

إحالة مهندسين في مكتب الاستشاري العالمي ممدوح حمزة للجنايات بتهمة الرشوة

Posted: 03 Apr 2018 02:14 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أمر النائب العام المصري، المستشار نبيل أحمد صادق، أمس الثلاثاء، بإحالة 6 متهمين، بينهم مهندسان استشاريان يعملان في مكتب الاستشاري العالمي ممدوح حمزة، وموظفون في شركة النصر للتعدين، إلى محكمة جنايات القاهرة، لاتهامهم بارتكاب جرائم طلب وأخذ مبالغ مالية على سبيل الرشوة من صاحب شركة مقاولات خاصة، بلغ إجماليها 607 آلاف جنيه، فضلا عن فوائد على سبيل الرشوة.
وحسب التحقيقات، التي أشرف عليها المستشار خالد ضياء المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، «جرائم الرشوة موضوع القضية جرت مقابل اعتماد الاستشاريين للرسومات الهندسية الخاصة في مشروع تطوير ميناء (الحمراوين) المملوك لشركة النصر للتعدين، واستلام توريدات شركة المقاولات الخاصة به، وإنهاء الموظفين بالشركة لإجراءات صرف مستحقات شركة المقاولات عن ذلك المشروع».
وأحيل المتهمون الأربعة جميعا إلى الحبس احتياطيا على ذمة القضية، في حين أحيل المتهمان الآخران (الراشي والوسيط في تقديم الرشاوى) بعد الإفراج عنهما بضمان مالي.
وباشرت نيابة أمن الدولة العليا التحقيقات فىي ضوء ما كشفت عنه تحريات هيئة الرقابة الإدارية بشأن طلب وأخذ مهندسين استشاريين في مكتب (حمزة ومشاركوه) ورئيس قطاع المراجعة والمراقبة الداخلية في شركة النصر للتعدين، لمبالغ مالية وفوائد على سبيل الرشوة من صاحب إحدى الشركات الخاصة، والمسند إليه من باطن إحدى الشركات الحكومية أعمال مشروع تطوير ميناء الحمراوين.
وأشارت النيابة، إلى أن التسجيلات للمحادثات الهاتفية واللقاءات، والمأذون بها من نيابة أمن الدولة العليا والتحقيقات التي ترأس فريق المحققين فيها المستشار محمد وجيه المحامي العام الأول بالنيابة، قيام المهندسين الاستشاريين في مكتب (حمزة ومشاركوه) باعتماد الرسومات الهندسية الخاصة بالمشروع، واستلام التوريدات الخاصة به، نظير ما تقاضياه من مبالغ مالية وفوائد على سبيل الرشوة.
كما تبين قيام رئيس القطاع التجاري السابق في شركة النصر للتعدين ورئيس قطاع المراجعة والمراقبة الداخلية في الشركة، بإنهاء إجراءات صرف مبالغ من مستحقات شركة المقاولات الخاصة عن مشروع تطوير ميناء الحمراوين، نظير ما تقاضياه من مبالغ وفوائد على سبيل الرشوة.

إحالة مهندسين في مكتب الاستشاري العالمي ممدوح حمزة للجنايات بتهمة الرشوة

رضوان: لا نعلم أين ستصل الجماهير في يوم الزحف

Posted: 03 Apr 2018 02:14 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: حذّر منسق لجنة المسيرة خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، من استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، وقال أن «أحداً لا يتصور ما الذي سيحصل» حال استمرت عملية خنق السكان، فيما أكد إسماعيل رضوان القيادي في حماس، أن أحداً لا يستطيع معرفة أين ستصل الجماهير الفلسطينية التي ستخرج «يوم الزحف» منتصف الشهر القادم.
فخلال ندوة نظمتها «صحيفة الرسالة» المقربة من حركة حماس، بالاشتراك مع الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني «حشد» في مخيم العودة شمال غزة، قال القيادي في الجهاد الإسلامي في كلمة تطرق خلالها إلى تبعات المسيرة: «إن أحداً لا يمكنه أن يتصور ما الذي يمكن أن يحدث خلال المرحلة المقبلة في حال لم يرفع الحصار عن غزة».
وشدد على ضرورة التدخل العاجل لـ «كسر الحصار» المفروض على السكان في غزة منذ 11 عاما، وأكد كذلك على تمسك الفلسطينيين بـ «حق العودة».
وقال منسق لجنة «مسيرة العودة» كذلك في كلمته أن الشعب الفلسطيني، يرفض مقترحات «الوطن البديل»، ولن يقبل إلا بالعودة إلى وطنه ودياره التي هجر منها، كما شدد على رفض الفلسطينيين لخطة «صفقة القرن» الأمريكية، التي تهدف إلى ترحيل اللاجئين الفلسطينيين إلى منطقة سيناء المصرية. وقال أن الشعب الفلسطيني أسقط كل هذه الخيارات بصموده وإصراره على العودة يوم 30 مارس/آذار الماضي»، مشيراً إلى أن ذلك سيتكرر من جديد منتصف الشهر القادم، في ذكرى «النكبة».
ويخطط القائمون على المسيرة لجعل يوم 15 مايو/أيار، الذي يصادف ذكرى تهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم على أيدي العصابات الصهيونية في العام 1948، يوماً لـ»الزحف الجماهيري» لإقرار «حق العودة» بشكل عملي.
وحذّر من خطورة «تجيير الحراك الشعبي واستغلاله وتحميله أكثر مما يحتمل»، مؤكداً أن هذا التحرك يهدف إلى «إعادة توجيه البوصلة نحو تحميل الاحتلال مسؤولية الحصار والقتل والعقوبات الكبرى التي تستهدف الشعب الفلسطيني»، وأكد أن هذه الخطوات التي تهدف لإقرار «حق العودة» سوف تتواصل الشهر المقبل.
ولم يغفل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، التطرق إلى ملف التطبيع الجاري بين دول عربية وإسرائيل، وطالب بوقف كافة أشكال التطبيع، ودعم الشعب الفلسطيني.
كذلك دعا الرئيس محمود عباس للعمل على استعادة الوحدة الوطنية، ووقف كافة «الاجراءات العقابية» تجاه غزة، وأكد كذلك على ضرورة تأجيل اجتماع المجلس الوطني المزمع عقده يوم 30 من الشهر الجاري، بدون مشاركة حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية.
وطالب في ظل الهبة الشعبية الحالية، بضرورة الالتزام بـ «التوافق الوطني»، الذي يدعو لعقد المجلس ضمن أسس اتفاق القاهرة أو مخرجات لقاءات بيروت، مشدداً كذلك على ضرورة بناء «مرجعية وطنية».
وخلال الندوة أكد الدكتور إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس، وعضو الهيئة العليا لمسيرة العودة، على استمرار فعاليات المسيرة، حتى يوم 15 مايو/أيار، مؤكداً أن مئات الآلاف التي خرجت في «يوم الأرض» الجمعة الماضية، والتي ستخرج في ذكرى يوم النكبة «لا أحد يعلم إلى أي مكان ستصل».
وكان بذلك القيادي في حماس وأحد المشرفين على المسيرة، يؤكد على المخطط القائم من قبل المنظمين لتطبيق «حق العودة» بشكل عملي، للاجئين الفلسطينيين، بعد أن فشلت الأمم المتحدة في تنفيذ قراراتها بهذا الخصوص.
وقال رضوان: «القرار متروك للهيئة العليا لكسر الحصار المكونة من كل شرائح المجتمع»، لافتاً في ذات الوقت إلى وجود إجماع على بقاء «الطابع الشعبي والسلمي» للمسيرات.
يشار إلى أن المسيرات على طول الحدود الفاصلة التي قوبلت بقمع عنيف من قبل الاحتلال، أدى إلى استشهاد 16 مواطنا، وإصابة المئات، كانت سلمية، تخللها استخدام وسائل المقاومة الشعبية.
إلى ذلك تطرق رضوان إلى ما يحاك من مؤامرات ضد القضية الفلسطينية، وقال أن الشعب الفلسطيني «لن يقبل بأي مشروع توطين» وأنه سيستعيد حقه بالعودة، مؤكداً كذلك أن هذا الحق يعتبر «مقدساً ولا يسقط بالتقادم».
وأشار إلى أن الحشود الجماهيرية التي خرجت الجمعة الماضية، والتي ستخرج في الأيام المقبلة، تؤكد تمسكها بالثوابت، وترفض التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين.
ودعا إلى محاسبة قادة الاحتلال على «الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني»، مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة «تعزيز المصالحة الفلسطينية وتوطيد اللحمة الوطنية ودعم صمود الشعب الفلسطيني في القطاع».

رضوان: لا نعلم أين ستصل الجماهير في يوم الزحف
خلال ندوة ناقشت الملف السياسي الراهن شارك فيها قادة «مسيرة العودة الكبرى»

المتحدث باسم الحركة المدنية يشبّه انتخابات الرئاسة المصرية بما كان يحدث في ليبيا وسوريا والعراق

Posted: 03 Apr 2018 02:13 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: بات من الممكن، وضع ملامح المعارضة المصرية التي تواجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد تبين مواقف الأحزاب والقوى السياسية من الانتخابات الرئاسية.
فالأحزاب التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات الرئاسية الأخيرة ووصفتها بانها «مسرحية هزلية» بلا ضمانات نزاهة أو مرشحين تمثل عماد المعارضة في مصر.
وكانت أحزاب المعارضة شكلت ما عرف بالحركة المدنية الديمقراطية التي تضم 7 أحزاب هي تيار الكرامة والتحالف الشعبي الاشتراكي والدستور والمصري الديمقراطي الاجتماعي والعدل ومصر الحرية والإصلاح والتنمية.
ولعبت هذه الأحزاب دورا في الدعوة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، ما عرض قادتها إلى مواجهة بلاغات تتهمهم بـ«الإساءة للدولة المصرية» و«الإضرار بالأمن القومي المصري».
وعلق يحيى حسين، المتحدث باسم الحركة على إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات فوز السيسي بولاية ثانية، قائلاً، إنها لم تكن انتخابات.
وكتب على صفحته الرسمية على «الفيسبوك»:»لم تكن انتخابات، حتى ولو استُكمِل الشكلُ ودُبِّجت المَحاضرُ وأُعلِنت النتائج وهَلَّلَ الأفاقون، لم تكن انتخاباتٍ، حتى وإن سِيق الستون مليوناً إلى اللجنة زُمَراً، لم تكن انتخاباتٍ وإنما شيئاً شبيهاً بما كان يحدث فى ليبيا وسوريا والعراق وأوصلها لما وصلت إليه».
وتابع: «قلنا ذلك قبل أن تبدأ وأثبتت المساخر صحة قولنا، إن الانتخابات ليس لها إلا تعريفٌ واحد في الدنيا كلها، اختيارٌ حرٌ بين متنافسين حقيقيين دون أى شبهة تدخلٍ من الدولة، ما عدا ذلك لا شرعية له ولا لنتائجه مهما علا قرعُ الطبل وطبلُ القرع».
وحسب حسين، «السيسي، استغل سلطاته للإطاحة بأي مرشحٍ حقيقىٍ محتمل، ثم أخرج من الثلاجة منافساً على مقاسه».
وأضاف: «إذا تعامَى البعض عن هذه المقدمات، فإن ما حدث بعد ذلك من تدخلٍ سافرٍ وسافلٍ من السلطة ينفي عن أي انتخاباتٍ صفتها».
وواصل «لا أتحدث عن الضغوط الأمنية المباشرة التي يصعب إثباتُها وإن دلَّت عليها اللافتات التى غطت وجه مصر، وأنه يتحدث عن ثلاثة محافظين على الأقل أدلوا بتصريحاتٍ مباشرةٍ وفضائحيةٍ تكفي لا لإسقاطهم فقط لكن لإسقاط الحكومة كلها فى أي دولةٍ أو شِبه دولة».
وبين أن «الأمر نفسه يندرج على التعليمات المكتوبة من مؤسسات الدولة للعاملين والموظفين»، مشيرا إلى «الفيديو الذي خرج فيه مسؤول يُلَقِّن مجموعةً من المدرسين المقهورين بتعليمات الحشد».
واختتم حسين:»هناك نغمةٌ بدأت تسري للأسف بين البعض، مفادها الانصياع للأمر الواقع بمبدأ (عفا اللهُ عما سَلَف) ومطالبة (الرئيس المنتخب) فى فترته الثانية ببعض الإصلاحات التى لم يَفِ بها في فترته الأولى، لا أظن أن الله قد عفا عما سلف، فما سَلَف تفريطاً وديوناً وقهراً وظلماً لا زال قائماً ويتزايد، كما أن مَن لم يَصدُق في الأولى لن يَصدُق في الثانية، ولأنها لم تكن انتخاباتٍ فهو ليس رئيسا منتخبا».
وإضافة إلى الحركة المدنية الديمقراطية، يظهر خالد علي، المحامي الحقوقي والمرشح الرئاسي السابق في الانتخابات والمنسحب من السباق الرئاسي الأخير كأحد قيادات المعارضة المصرية، بعد أن التف حوله جزء من شباب ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وعدد من أحزاب المعارضة خلال ترشحه في الانتخابات الأخيرة، قبل أن يعلن انسحابه متهما نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتنظيم «مسرحية هزلية» بلا ضمانات لنزاهتها.

المتحدث باسم الحركة المدنية يشبّه انتخابات الرئاسة المصرية بما كان يحدث في ليبيا وسوريا والعراق

الحكومة المغربية تجدد تأكيد التزامها دعم المسلسل التنموي في منطقة جرادة

Posted: 03 Apr 2018 02:13 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : تجاوباً مع الإضراب العام الذي دعا إليه نشطاء الحراك، كورقة ضغط على الدولة من أجل إطلاق سراح المعتقلين، وتوفير بديل اقتصادي ينقذ السكان من البطالة والمعاناة أكد محافظ جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد، معاذ الجامعي، أنه تمت برمجة 22 مشروعا بتكلفة إجمالية تصل إلى 900 مليون درهم.
وأبرز الجامعي، في عرض قدمه حول إقليم جرادة في اجتماع برلماني بخصوص تطورات الوضع بالإقليم أن هذا البرنامج يضم مشاريع تهدف إلى إيجاد بديل اقتصادي عبر الفلاحة والصناعة وتشجيع الاستثمار والاقتصاد التضامني (7 مشاريع بتكلفة 655 مليون درهم) وتعزيز التجهيزات الاجتماعية للقرب (12 مشروعاً بتكلفة 70 مليون درهم) والتأهيل الحضري والبيئي (3 مشاريع بتكلفة 175 مليون درهم)، مشيراً إلى أنه من بين الإجراءات الآنية التي تم اتخاذها في مجال التشغيل بالإقليم، توفير حوالي 2000 منصب شغل آني، منها تسجيل 1145 سيدة للاشتغال في عمل موسمي في الجنوب الإسباني، وإدماج شباب الإقليم في الأقطاب الصناعية الوطنية (القنيطرة وطنجة) حيث تم حاليا انتقاء 200 شابة وشاب.
وفي ما يتعلق بتوسيع العرض الصحي، يقول أنه تم توفير سيارتي إسعاف من طرف المكتب الوطني للكهرباء لفائدة سكان الإقليم، ووضعها رهن إشارة مصالح وزارة الصحة بجرادة، وتنظيم قوافل طبية بصفة منتظمة وتوزيع أدوية بالمجان على العمال الذين يشتغلون في آبار الاستغلال التقليدي للفحم الحجري وأفراد عائلاتهم ومتابعة مرضى السيليكوز (أكثر من 1800 مستفيد)، ودعم العرض الصحي عبر توفير ثلاثة أطباء متخصصين التحقوا بالمستشفى الإقليمي في جرادة (أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب، وأمراض العظام والمفاصل)، وأنه تمت أيضا برمجة تشغيل حوالي 100 شخص في إطار عملية تشجير ضواحي المحطات الحرارية بـ10 آلاف شجرة، وإطلاق صفقتين بمبلغ أربعة ملايين درهم من طرف مجلس جهة الشرق لردم الآبار المهجورة، وهو ما سيمكن من تشغيل ما يناهز 200 شخص من عمال آبار الفحم.
وعرفت مدينة وجدة وقفة احتجاجية تزامناً مع محاكمة المعتقلين، نظمها قياديون يساريون، على رأسهم الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، عبد السلام العزيز، وعلي بوطوالة، الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ومصطفى الشناوي، البرلماني عن فدرالية اليسار الديمقراطي، والأمين لحزب النهج الديمقراطي، مصطفى البراهمة.
وقال مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، نحن هنا من أجل دعم الحراك الاجتماعي التي تعرف المنطقة، ومن أجل الدفاع عن الحقوق والحريات وعن حق المغاربة الكامل في المطالبة بحقوقهم. نحن هنا من أجل المطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وكل شباب حراك سواء في جرادة أو منطقة الريف. وشدد البراهمة، في اتصال مع «القدس العربي» على ضرورة وضع سياسات تنموية واجتماعية تنسجم مع طموحات المغاربة في العيش الكريم، وإيجاد حلول جدية لمشاكل الصحة والسكن والتشغيل بمختلف المناطق التي تشهد حراكاً إجتماعياً.

الحكومة المغربية تجدد تأكيد التزامها دعم المسلسل التنموي في منطقة جرادة

فاطمة الزهراء كريم الله

 تونس وأهمية الاستقرار الوزاري

Posted: 03 Apr 2018 02:12 PM PDT

دعا رئيس الحكومة التونسية السابق مهدي جمعة إلى الكف عما سماه «المهاترات السياسية» في بلاده والمطالبة بتغيير الحكومات كل ستة أشهر حيث اعتبر أن مسلسل تغيير الحكومات أضاع الكثير من الوقت خاصة عند إجراء المفاوضات والمشاورات في كل مرة لتشكيل حكومة جديدة.
ووسط أجواء يدعو فيها البعض إلى تغيير رئيس الحكومة الحالية يوسف الشاهد وتشكيل حكومة جديدة مقابل المطالبين ببقائه، رأى جمعة أنه يجب على الممسكين بزمام الدولة «تحمل مسؤولياتهم خلال العام المتبقي لهم في السلطة عوض الحديث عن تقييم الوضع في كل مرة مع أن الجميع يعلم أن الوضع كارثي». جمعة نفسه شاهد على هذا الكلام فهو واحد من سبع رؤساء حكومات عرفتهم تونس منذ الإطاحة بحكم بن علي في يناير/ كانون الثاني 2011، فمنذ ذلك التاريخ ترأس الحكومة كل من محمد الغنوشي، فالباجي قايد السبسي فحمادي الجبالي فعلي العريض فمهدي جمعة وصولا إلى الحبيب الصيد وأخيرا يوسف الشاهد. ومع أن البلاد مقدمة العام المقبل على انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتستعد هذه الأسابيع القليلة لأول انتخابات محلية منذ سبع سنوات، فإن هناك أصوات ترتفع هذه الأيام للمطالبة برحيل حكومة الشاهد سواء داخل قبة البرلمان أو خارجها حتى أن زعيم «الاتحاد العام التونسي للشغل» كبرى النقابات في البلاد وصف هذه الحكومة بأنها «حكومة تصريف أعمال».
مفهوم جدا أن يكون هناك نوع من عدم الاستقرار الحكومي في بلد تخلص من حكم استبدادي امتد لأكثر من عشرين عاما خاصة خلال المرحلة الانتقالية الأولى لكن بعد أن تم خوض أول انتخابات رئاسية و جرت ثاني انتخابات برلمانية أفرزت في كل مرة حزبا مختلفا يتصدر المشهد كان يفترض أن تعطى فرصة لأي حكومة أن تسير البلاد بالطريقة التي تراها بموافقة برلمانية على أن تتم محاسبتها بعد فترة كافية يكون منصفا الحكم فيها على أدائها سلبا أو إيجابا.
للأسف هذا لم يحدث في تونس بل وتحول الأمر إلى نوع من العقلية لا تتيح لأي كان أن يعمل بنوع من راحة البال، بل وتسارع مع أول إشكال أو أزمة إلى المطالبة برحيله أو استبداله. يبدأ هذا مع أصغر مسؤول مرورا بمديري شركات حكومية ومؤسسات كبرى وصولا إلى الوزراء و رئيس الحكومة نفسه. والنتيجة أن لا أحد خلال هذه السنوات السبع أخذ فرصته كاملة بحيث يكون من المشروع تماما وقتها تقديم جردة حساب تشيد بإنجازاته و تتوقف عند إخفاقاته.
لا يتسع المجال هنا للتوقف عند كل وزارة لنرى كم من وزير مر بها وكم مكث فيها، و لماذا أختير ولماذا غادر، وهل كان تعيينه على أساس الكفاءة أولا وأخيرا أم لحسابات سياسية بين الأحزاب لا تقيم وزنا كبيرا لاختيار الرجل المناسب لهذا المنصب أو ذاك. كذلك، لا أحد قدّر انعكاسات هذه التغييرات المتواصلة على موظفي كل وزارة الذين ينظرون إلى كل قادم على أنه لن يبقى طويلا وبالتالي لا موجب لبذل أقصى ما يمكن من الجهد لإنجاح تجربته و تنفيذ تصوراته.
يزداد الأمر سوءا عندما يتعلق بوزارات يفترض ألا تتعرض أصلا لوتيرة تغييرات مبالغ فيها لا يمكن إلا أن تترك أفدح الانعكاسات. مثلا، هناك الآن أزمة معقدة بين وزير التربية والتعليم وعموم مدرسي التعليم الثانوي وصلت حد تهديد هؤلاء بأنهم قد يحجبون تقييمات طلابهم إذا لم تقع الاستحابة لبعض مطالبهم النقابية. هذا الوزير هو الأخير في سلسلة من الوزراء مروا بقطاع التعليم في هذه السنوات السبع، وهو للمفارقة آخر وزير تربية في حكومة بن علي قبل رحيله، بمعنى قامت ثورة… وغادر رئيس… وتغير المشهد السياسي بالكامل… لنعود بعد كل ذلك إلى نفس المسؤول الذي كان اختاره بن علي لهذا المنصب!!
ليس هذا فقط، فمع كل وزير تربية جديد تتغير رزنامة العطل المدرسية وأحيانا أوقات العمل وأيامها فضلا عن هذا المقرر أو ذاك في هذه الشعبة التعليمية أو تلك ومعه نظام الامتحانات و تفاصيله. كل ذلك يحوّل قطاعا استراتيجيا كقطاع التعليم إلى حقل تجارب متحرك لا يستقر على وضع حتى يأتي ما يهزه، لا سيما أن الوزير الحالي جاء بعد وزير عمل المدرسون على ضرورة رحيله إلى أن رحل.
لنفكر قليلا ما الذي يمكن أن يحدث في وزارات أخرى لها علاقة بمقدرات البلاد الاقتصادية وعلاقاتها الدولية مثل المالية أو التجارة أو غيرهما، كيف يمكن أن يتناوب على حقائب بمثل هذه الأهمية وزراء لا يشعرون بأي حد أدنى من الأمان الذي يتيح لهم تقديم تصورات معينة للإصلاح أو مقترح مراجعات لتوجهات كبرى للوزارة أو البلاد، فضلا عما يحتاجه أي وزير جديد من وقت لمعرفة ملفات وزارته، ثم ما يهدر من وقت وموظفوه عارفون أنه راحل وأن الآتي بعده سيقع في نفس هذه الدوامة.
آن لهذا النوع من العبث أن ينتهي لتكون محاسبة رئيس الحكومة ووزرائه بدون اختلاق معاذير أولها أنه «لم يتركونا نعمل!!» للتنصل من أي مسؤولية أو محاسبة.

٭ كاتب وإعلامي تونسي

 تونس وأهمية الاستقرار الوزاري

محمد كريشان

معركة تحرير فلسطين: البصل الأخضر في مواجهة جيش الدفاع الإسرائيلي

Posted: 03 Apr 2018 02:12 PM PDT

كنت أفضل في الحالة الطبيعية والبشرية أن يلتهم الطفل الفلسطيني محمد عياش بعض عروق البصل الأخضر كمحفز غذائي يضاف إلى وجبة دسمة بدلا من استخدامه كوسيلة بسيطة وبدائية تتصدى لتكنولوجيا قنابل الغاز الاسرائيلي.
كنت أفضل لو أن عياش الطفل الغزي لم يضع كمامة على حدود ترابه مع كيان العدو.
الخيارات البشرية والإنسانية الطبيعية أمام طفل من حجم ووزن عمر عياش واضحة ويعرفها الإنسان المتمدن والعصري، فعياش كان ينبغي أن يلهو بعد دوام مدرسي في حديقة عامة وخضراء بدلا من الذهاب للاحتفال بمناسبة يوم الأرض في مواجهة ثكنة جنود كيان ينتحل اسم دولة إرهابية بامتياز.
أطفال غزة الجوعى والمحاصرون جميعا مناضلون على نحو أو آخر وشعب غزة بالتأكيد أسطورة بالتضحية والفداء والصمود والتشبث في الأرض.
أما عياش الذي تحول إلى نجم أكبر من حجمه وعمره تستقطبه الفضائيات ويستخدم قصته مع عرق البصل الأخضر الصحافيون والإعلاميون والبرلمانيون والمثقفون والسياسيون «القاعدون» عن النضال اصلا والذين يمارسون تسلية العصر بتحويل أطفال فلسطين إلى مادة دسمة للترويج لمنتجهم الاعلامي البائس بدلا من تذكير ضمير العالم بأن طفلا مثل عياش من حيث المبدأ ينبغي ان يذهب إلى مدرسة متطورة ويقضي وقته كبقية اطفال خلق الله باكتساب مهارات ومعرفة بدلا من ابتكار تقنية البصل الأخضر في مواجهة جيش الدفاع الاسرائيلي.
القاعدون امثالي والمنظرون في العواصم والمنافي والفنادق بمن فيهم بعض قادة حماس وقادة حركة فتح واجبهم برأيي الشخصي المتواضع تسليط الضوء على الاحتلال وليس اجترار المزيد من قصص بطولة الأطفال لأن الأطفال ينبغي أصلا ان لا يكونوا شهداء ولا مناضلين ولا مادة للإعلام الذي لا يفعل شيئا محددا ضد اسرائيل والذي تموله بالضرورة كل انظمة الاستبداد والفساد التي تغازل بدورها الاسرائيليين وتخطب ودهم وتعيد انتاج حسابات مصالحها الضيقة مع تل ابيب عبر المتاجرة بدم الفلسطينيين والتخلي عن فلسطين وأهلها وشعبها وقصتها.
كأب وكمواطن عربي لا اشعر بأي فخر إذا ما برزت صورة تدعو إلى تحميل طفلة فلسطينية مثل عهد التميمي أكثر مما تحتمل.
كانسان قبل أي اعتبار آخر أرى أن المكان الطبيعي لأطفال ليس فقط في غزة ولا في فلسطين لا بل في سوريا والعراق وافريقيا هو التعلم في المدارس واللهو في الحدائق والملاعب والاستثمار في المهارات وتراكم المعرفة في مهمة انسانية نبيلة يفترض ان يوفرها الكبار امثالنا.
طبعا صورة ابتكار عرق البصل الأخضر فيها من الفداء والبطولة والنضال فائض يكفي لتسلية وتمضية وقت عشرات الملايين من العرب والمسلمين السلبيين والمئات من رموز الاستبداد العربي.
صورة قد تنفخ فينا الأمل وتقول لنا بكل اللغات كم خذلنا هؤلاء الاطفال. هي صورة ايقونية بالتأكيد ستوضع بالمتاحف مستقبلا وستعد عنها رسائل الماجستير والدكتوراه وستحكي قصة الشعب الفلسطيني البطل الذي كتب له ان يتصدى نيابة عن البشرية لأعتى قوة احتلال إرهابية عرفها التاريخ المعاصر والحديث.
لا يمكن بنفس الوقت ومع الاحترام الشديد طبعا لصاحب الصورة ولبصلته الخضراء ولكمامته ولكل الحفاة العراة في غزة أن تؤدي إلى تحرير فلسطين أو أن تكون بديلا عن الأسلوب الأفضل والأنجع في طريق التحرير والمقاومة.
لا يمكن تحرير ذرة تراب فلسطينية بعرق البصل الأخضر بالرغم من الأهمية الشعرية والوجدانية للمشهد التاريخي الذي ظهر به الطفل محمد عياش.
معركة تحرير فلسطين طويلة وتبدأ عندما يخطط الفلسطينيون قبل غيرهم ومع غيرهم بأن يتلقى الطفل عياش واقرانه التعليم الأفضل وبأن يحظى ولو بفرص ضئيلة من الحياة الطبيعية وبأن ينطلق عياش مثل غيره نحو الحياة حيث أساليب مقاومة منتجة لهذا الكيان الغاصب وأهم بكثير من صورة تضاف إلى تلك الجدران التي يتسلى بها الفنانون والمثقفون.
لا يمكن اختزال قضية الاحتلال بصورة عياش مع عرق البصل الأخضر، فاسم عياش يعرفه اهل غزة جيدا ويرتبط في وجدان الفلسطينيين بالمهندس المقاوم الذي لاعب جيش الاحتلال بالطريقة التي يفهمها.
يمكن المقاومة بالعلم والمعرفة وبنجاح الطفل محمد عياش وبمقاطعة مؤسسات الكيان وبالعمل الحقيقي المدني العميق وبعزل الكيان وفضحه من قبل اطفال يتحولون إلى مهندسين وأطباء لكي يتحدثوا عن قصة وطنهم السليب وشعبهم المقهور.
ذلك أجدى اليوم وأنفع مادام السلاح يميل لصالح العدو ومادامت الأمة تخذل الشعب الفلسطيني ومادام النظام الرسمي العربي يتحدث عن حق إسرائيل في الوجود على تراب فلسطين وما دام العالم بلا ضمير والدول الغربية محتلة أيضا من إسرائيل واللوبي المناصر لها.
المقاومة برمزيتها جميلة ومدهشة لكن صورة الطفل محمد عياش ينبغي أن تثير فينا مشاعر الخجل والتقاعس، وهي على أهميتها، من جهتي على الأقل، قد لا تعني أكثر من مجرد طفل خذلته أمته وتركه ضمير العالم في مواجهة ماكينة دولة إرهابية وجيش مجرم مع مجرد عرق من البصل الاخضر.
أعرف أن مثل هذا الرأي سيهاجمه كثيرون ولن يعجب غالبية من الذين يحترفون اليوم التصفيق فقط لتلك الظواهر غير الطبيعية التي ينتجها أطفال فلسطين والتي تعكس عدة حقائق أهمها أن ميزان القوة لا يزال لصالح الرصاصة في الوقت الذي يحاصر فيه نظام العرب وعلى رأسهم النظام المصري تحديدا وأصلا الطفل عياش وأهله.
لولا الحصار المصري ولولا حصار السلطة على أطفال غزة لتمكن الطفل عياش وبصراحة من استخدام قناع واق وعصري وحديث وعلمي بدلا من عرق البصل الاخضر.

٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

معركة تحرير فلسطين: البصل الأخضر في مواجهة جيش الدفاع الإسرائيلي

بسام البدارين

الطائفية العميقة

Posted: 03 Apr 2018 02:11 PM PDT

التوزع الطائفي والقومي في العراق ليس وليد اللحظة، والاشتغال عليه وتأجيجه لاتقف وراءه المؤامرات الدولية كما يحلو للبعض تصويرالأمر، إنه تشكيل وتراكم تاريخي ممتد لقرون، الدولة الحديثة التي قامت في عشرينات القرن الماضي حاولت جاهدة خلق بوتقة جامعة تضم كل الهويات الفرعية الطائفية والدينية والإثنية والقبلية عبر خلق الهوية الوطنية في إطار ما يعرف في علم الاجتماع السياسي بالـ (دولة/أمة)، ونجحت المحاولة بشكل مقبول في ذلك، لكن المشروع انكفأ وتداعى لأسباب كثيرة لا مجال لتناولها هنا، وعاودت الهويات الطائفية ظهورها تدريجيا. لكنها شهدت اندفاعة أو فورة واضحة للعيان منذ حوالي ربع قرن، عندما فرض نظام صدام حسين في منتصف التسعينات ما عرف بالحملة الإيمانية التي أثارت نزعات طائفية حادة في مجتمع عاش ويعيش توازنا قلقا تجاه هذا الأمر نتيجة احتفاظه بسردياته التاريخية في هذا الشأن.
الدارس لمظاهر الطائفية في المجتمع العراقي يمكنه تلمس التوتر بوضوح من مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي التي تغرق مع كل مناسبة دينية أو حدث طائفي/سياسي بصراع محتدم، إذ تشهد صفحات «الفيسبوك» سعي ناشطين ومدونين إلى طرح رؤيتهم لمواضيع وشخصيات (تاريخية / دينية) ذات حساسية وتحظى بقدسية لدى طوائف المجتمع العراقي المختلفة. كما يحاول البعض إعادة قراءة التاريخ الديني مما يتسبب دائما بردود فعل عنيفة تتمثل عادة بالشتائم والتكفير وقد يصل الأمر للتحريض على القتل. وربما كانت النكتة التي تحكى عن (ملحد سني) و (ملحد شيعي) مجرد طرفة سوداء من مجتمعنا، إلا أنها تتحول يوما بعد آخر إلى حقيقة واقعة في عراقنا الطائفي، وهذا ما يمكن تلمسه في صفحات التواصل الاجتماعي من هجوم شخصيات تدعي العلمانية لكنها ومع أول خدش لأيقونات ورموز طائفتها تنزع عنها كل مدنيتها وعلمانيتها وترتد وحوشا طائفية كاسرة.
الطائفية كما هو معلوم مفهوم يتسم بالتنوع تبعا للزمان والمكان. والصراع بين طوائف المجتمعات متشابه في معطياته ومختلف في تفاصيله من مجتمع لآخر، والصراع الطائفي في العراق قائم على أساس الصراع بين الطوائف الإسلامية بشكل رئيس، أي صراع إسلامي – إسلامي بين الشيعة والسنة. وهنا يجدر أن نسأل، هل هو إذن صراع ديني؟ أي هل هو صراع يقوم على رؤية دينية مختلفة لكل مذهب؟ وهل يمكن أن تتعايش هذه المذاهب وتحتفظ بخصوصيتها في دولة واحدة؟ وما هو نمط الدول التي يمكن أن تتعايش فيها المذاهب المختلفة؟
شهد العراق عبر تاريخه الحديث صراعا طائفيا شديدا لأنه مثّل ساحة حرب وتنافس بين الدولة الصفوية وبعدها القاجارية في إيران والدولة العثمانية في تركيا، وبات المجتمع العراقي المنقسم إلى سنة وشيعة يمثل رجع الصدى لهذا الصراع. وقد حصلت محاولات تقريب قليلة وربما لم تكن مهمة بين المذاهب، أبرزها مبادرة نادر شاه افشار الملك القوي الذي حكم بلاد فارس في الفترة ( 1736 – 1747)، والذي حاول مد نفوذ مملكته إلى العراق أكثر من مرة في منتصف القرن الثامن عشر لكنه فشل في ذلك عسكريا. وفي خضم هذا الصراع عقد صلحا مع والي بغداد العثماني أحمد باشا وطلب عقد مؤتمر تقريب المذاهب حضره من بغداد أبرز علماء السنة الشيخ عبد الله السويدي وناظره عدد من علماء الشيعة من العراق وإيران وباكستان بحضور نادر شاه، وتمخض المؤتمرعما عرف بـ ( وثيقة النجف الكبرى ) الصادرة عام 1743م التي اعترف بموجبها لأول مرة بوجود مذهب فقهي خامس في الإسلام أطلق عليه اسم المذهب الجعفري نسبة إلى الإمام السادس لدى الشيعة جعفر الصادق (رض).
لقد تناول د.علي الوردي مؤتمر النجف بالكثير من النقد والتحليل معتبرا أمر التقريب بين الطوائف المختلفة لا يمكن أن يتم تحت تهديد سيف الملك، لأن الحال سيعود إلى ما كان عليه بمجرد زوال الخوف، وإنما يقوم التقريب على سياسات مجتمعية جادة وواقعية تعالج الاختلافات التاريخية بوعي وحذر. وقد حاول البعض تجميل الأمر ونكران وجود الخلاف أصلا، مثال ذلك ما نقله د.علي شريعتي عن الشيخ محمد تقي القمي السكرتير العام لدار التقريب ما نصه: «لو أمعنا النظر في جذور تسمية المذهبين السني والشيعي لاكتشفنا أنّ جميع المسلمين هم شيعة لأنهم جميعاً يُحبون آل بيت النبي الأكرم (ص)، وهم أيضاً سنة لأن جميع المسلمين يعتقدون بوجوب العمل بكل ما ثبت من طريق موثوق أنه صادر عن النبي الأكرم (ص)… وفي ضوء ذلك فنحن جميعاً سنة وشيعة وقرآنيون ومحمديون». وبحسب رأي الشيخ محمود شلتوت إمام الأزهر، فإن هذا التفريق هو من فعل الحاقدين من كلا الفريقين: حقد وضغينة هي من خصائص التشيع الصفوي والتسنن الأموي، وإلا فالتشيع العلوي والتسنن المحمدي بحسب شريعتي هما طريقان متلاقيان من يسير في أحدهما لا بد أن يأتي اليوم الذي يلتقي فيه مع صاحبه ليصبحا معاً وحدة واحدة.
وهذا الرأي عبارة عن إيهام للذات أو إيهام للآخر بأكاذيب لا تصمد أمام بشاعة الواقع. فأمر الإمامة عند الشيعة متعلق بالنص والتعيين الإلهي ومخالفته هو مخالفة للأمر الإلهي المنصوص عليه في اللوح المحفوظ. أما أمر الإمامة عند السنة فهو خلافة بشر لبشر. هو هم إنساني متعلق بالقدرة والإستطاعة والبيعة لذوي الشوكة والعزيمة. وهذان الأمران لا يلتقيان لا في الواقع ولا في تصورات الحالمين لأن أئمة الشيعة يرون أن «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» وفي رواية أخرى «مات ميتة كفر».
إن الأزمة العميقة التي يعيشها العراق اليوم سببها تعميق البنى الطائفية وتحولها من معطيات تاريخية يمكن تجاوزها إلى حدود حياتية متحجرة صعبة التجاوز، وذلك بسبب سيطرة أحزاب الإسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني على الأمر في العراق، ورغم كل ادعاءات هذه الأحزاب بأنها رافضة للطائفية وعابرة للتمثيل الطائفي إلا أن الواقع يشير إلى أنها لا تسطيع بأي حال من الأحوال تجاوز تخندقها الطائفي لأنها قائمة على معطى أسلامي – سياسي، وهذا المعطى لا يتواجد إلا بشكله الطائفي.
واليوم ونحن إزاء موسم تبديل جلود الأحزاب السياسية في العراق قبيل موسم الانتخابات، تجد كل أفاعي الصراع السياسي نزعت جلودها الطائفية ولبست ثوب «المدنية» المصطلح الذي انتشر في المشهد العراقي دون أن يعلم أحد مدى حدوده أو كنهه. وتلك مواربة أخرى ظهرت نتيجة خوف المتعاطين مع الشأن السياسي من التصريح بالمطالبة بنظام علماني يفصل الدين عن الدولة، ليحمي الدولة من تغول الإسلام السياسي الذي لابد أن يكون طائفيا، ويحمي قدسية الدين من التلوث بقذارة السياسة وفسادها الذي زكمت نتانته الأنوف.
المفارقة التي نعيشها اليوم (طائفيا) في العراق أن الأحزاب والتيارات التي قامت على أسس فقهية شيعية تطالب بـ «ولاية الفقيه» وسلطته غير المحدودة تطالب اليوم بتشكيل كتل عابرة للطائفية. وعندما تبحث في أدبيات هذه التيارات والأحزاب تجدها متمسكة وبشدة بكل طروحاتها الداعية لولاية الفقيه. إذن هل نبوب الدعوة إلى المدنية والكتل العابرة للطائفية في خانة الكذب والتدليس السياسي؟ أم إنها تقية ومطية يتم استعمالها في موسم الانتخابات فقط؟
إن أعتى الأحزاب العلمانية، التي عول المواطن على وضوح مشروعها وشجاعة كوادرها دخلت نفق الاتفاقات التكتيكية مع عباءة طائفية في محاولة لكسب عدد بائس من مقاعد البرلمان. أحزاب علمانية عريقة دخلت ائتلافا مع تيارات طائفية بأمتياز واعتقدت أنها ستركب ظهر الوحش وستمسك لجامه وأنها تمتلك القدرة على ترويضه وخلع عباءته الطائفية، دون أن تعي أن ركوبها القلق على ظهر الوحش الطائفي قد يطيح بها في لحظة لتتحول إلى فريسة يسهل البطش بها، لتعود أيام مطاردتها وقتل كوادرها بفتاوى المشايخ الدموية.
الانشقاق الطائفي العميق الذي يقسم مجتمعات مثل المجتمع العراقي سيبقى عاملا رئيسيا في شلل أي عمل مجتمعي وسياسي حقيقي إذا لم يتم التعامل بجدية ووضوح معه. والتعامل الجاد والواضح لا يقوم إلا على أساس إرساء العلمانية بشكل كامل، ومحاربة كل المحرضين الذين يلعبون بوعي البسطاء ويفهمونهم أن العلمانية كفر وإلحاد، وأنها تحارب التدين وتريد أن تقضي على التمسك بالشرائع. فلا ديمقراطية حقيقية ولا بناء سياسي سليم سيقوم في العراق دون إرساء أسس العمل السياسي على أساس مبدأ تكافؤ الفرص العلماني دون تمييز على أساس الدين أو المذهب أو العرق أو الجنس، وأن كل ما عدا ذلك هو محض هراء.
كاتب عراقي

الطائفية العميقة

صادق الطائي

 لماذا ستفشل الإمارات مرة أخرى في تونس؟

Posted: 03 Apr 2018 02:11 PM PDT

هل يصح في حكامها المثل المعروف «في الصيف ضيعت اللبن» أم أن الفرصة ماتزال سانحة لهم ليحققوا ما فشلوا فيه في السابق؟ لاشك أنكم تذكرون القليل، إنْ لم يكن، الكثير من الحرائق والحروب التي سعوا لإشعالها أو ساهموا في تأجيجها. لكن سيصعب عليكم أن تستحضروا ولو حربا واحدة كانوا سباقين لإخمادها أو تطويقها. تأملوا جيدا ما فعله ويفعله حكام الإمارات على مر السنوات الأخيرة. ألم يدافعوا فقط عن المستبدين والانقلابيين ويشدوا أزرهم بالمرتزقة واللصوص؟ ألم يرسلوا المال والسلاح لكل الخارجين عن الشرعية والقانون ويديروا خارج أراضيهم سجونا سرية؟ ألم ينتهكوا برا وبحرا وجوا سيادة الجار والشقيق ويتلذذوا بأن حياة الأنظمة الموالية لهم رهينة كبسة زر منهم بفضل ما يمنون عليهم من «رز»؟ ألم يتخط هوسهم حدود الفوز بأفخم المقتنيات وأغلاها إلى كسب العملاء وتغيير السياسات في أكثر من قطر عربي؟ إنهم موجودون الآن بشكل فعلي أما بقواتهم أو بأموالهم في اليمن وليبيا وسوريا ومصر، أي فيما كان معروفا بدول الربيع العربي، وهذا ما يسمح لهم بالتحكم في جزء مهم مما يجري في المنطقة من تطورات وتحولات. وحتى في الدولة الوحيدة التي نجت مما لحق تلك الدول من انتكاسات فقد تمكنوا من نسج شبكات إخطبوطية أكسبتهم نفوذا وتأثيرا على مجريات الأحداث فيها. غير أن ذلك لم يمكنهم إلى الآن من أن يحققوا مرادهم بالكامل بعد أن عجزوا عن قلب الطاولة ودفن تجربتها الديمقراطية. لقد جربوا ومازالوا يجربون ويبحثون رغم إخفاقهم أكثر من مرة في السابق عن وصفة مثالية تجعلهم يصلون إلى هدفهم ويطفئون آخر شمعة في ليل العرب. لكنهم يعرفون جيدا أن المهمة لن تكون بسيطة أوسهلة، فالتونسيون يملكون من عناصر القوة والأمان الذاتي ما يجعلهم قادرين بدرجة كبيرة على إبطال كل مغامراتهم ومخططاتهم. فلم تتمكن العصبيات العرقية أوالمذهبية التي اكتسحت دولا عربية أخرى ومزقت نسيجها الاجتماعي والسياسي من السيطرة عليهم بعد. وهم يملكون مستوى تعليميا هو الأعلى بالمقارنة بجيرانهم كما أنهم معروفون بانفتاحهم الواسع والملحوظ على الثقافات والحضارات الأجنبية فضلا عن أنهم ينتسبون في غالبيتهم العظمى لعرق واحد ودين واحد وحتى مذهب واحد. كما أن لديهم فضلا عن ذلك مؤسسات صلبة وعريقة وجيشا وطنيا ظل دائما وأبدا بمعزل عن الانخراط المباشر في صنع القرار السياسي أو إدارة الدولة. لكن هل تكفي كل تلك العناصر حتى تضمن تونس اليوم بشكل بات ونهائي أنها لن تنجرف مرة أخرى نحوحرب أهلية كانت قبل سنوات قليلة فقط على وشك الوقوع فيها ولايزال حكام الإمارات وربما آخرون غيرهم يحاولون جرها إليها بشتى الطرق والأساليب؟ ربما لا يدور في أذهان معظم التونسيين مثل ذلك الهاجس بشكل صريح أو ملح فهم لا يرون أن بلدهم يمكن أن يكون يوما ما ليبيا أو سوريا أو يمنيا حيث تتطاحن الفصائل والعشائر والقبائل والملل والنحل في حروب داحس والغبراء التي لا يعلم إلا الله كم ستستغرق من زمن وكم ستقطف من أعمار وأجيال؟
أما تفسيرهم لذلك فهو إنهم لا يرون أن هناك مبررا لأن تقوم حرب أهلية في بلد متجانس بذل أول رؤسائه جهدا جبارا ليكرس فيه مشاعر الانتماء لما كان يطلق عليها أمة تونسية واحدة. وسعى منذ استلامه السلطة إلى محاربة التعصب للقبيلة والعروش وكل مظاهر التعبير أو الانتماء أو الولاء لها. صحيح إنهم كانوا ومازالوا يلمسون إلى الآن أشكالا ومظاهر فاضخة من الحيف والجور والتمييز بين جهة وأخرى من جهات تونس الصغيرة مساحة وسكانا، ولكن مثل ذلك التفاوت يحصل في معظم دول العالم ولا يقود بالضرورة للحروب أو حتى لمحاولات الاحتجاج العنيفة. وربما كان تنصيص الدستور الجديد على ضرورة منح تمييز إيجابي للمناطق الداخلية محاولة لإصلاح ذلك الظلم والخطأ التاريخي الذي لحقها على مرعهود طويلة. لكن ما الذي يمكن أن يكسر كل تلك التحصينات الذاتية ويجعل تونس تنحدر، لا سمح الله، نحوحرب الأخ ضد الأخ؟ ربما سيكون من الصعب عليكم أن تتخيلوا أن التوافق الذي تنعم به الآن هو ما يستخدم حجة وذريعة لا لمنع تلك الحرب والوقوف سدا منيعا أمامها بل للنفخ فيها والدعوة المبطنة والمضللة للقفز نحوها. فليس جديدا أن ترتفع أصوات معروفة بولائها للإمارات لتقول الآن بالذات والبلاد تستعد لانتخابات بلدية هي الأولى بعد هروب الرئيس المخلوع بن علي أن لا معنى ولا مستقبل لالتقاء الأضداد الذي حصل بعد آخر انتخابات رئاسية وبرلمانية بين النظام القديم وبين الإسلاميين. وليس جديدا أيضا أن تكرر تلك الأصوات ما كانت تقوله دوما من أن التوافق هومجرد صفقة شخصية تمت بين شيخين هما الرئيس قائد السبسي والشيخ الغنوشي لن يطول مفعولها أو يمتد في حال غياب أحدهما أوكليهما لسبب من الأسباب أو حتى في حال تغير الظرف ووصول لغة الحوار والتفاهم بينهما إلى طريق مسدود. أما البديل لذلك والذي ستفعله تونس من دون توافق حتى هش ومحدود فهذا ما لا يكشف عنه لا السياسيون ولا الإعلاميون المعارضون له أوالمتضررون من استمراره. ولأجل ذلك فهم يكتفون بتسقط تصريحات الطرفين بحثا عن جملة أو كلمة قد يسارعون لتحويلها فتيلا لتفجير الحرب في أي لحظة. والغريب هنا هو أنه كلما حصل استقرار نسبي في تونس وبدأ الحديث عن بوادر لتعافي الاقتصاد تجدد الحديث عن أزمة حكومية أو برلمانية أو حتى عن أزمة سياسية تقتضي مراجعة نظام الحكم أو حتى نظام الاقتراع. ولعلكم تذكرون جيدا ما قاله الشيخ الغنوشي يوما من أن المسار الديمقراطي في تونس رهين رصاصة. لقد صار ذلك المسار اليوم وبمرور الزمن رهين أشياء أخرى أقل كلفة ودموية من الرصاص الحي مثل كلمة أو قرار أو خطاب. لكن مع ذلك فهناك عوامل موضوعية تجعل فرضية الحرب التي تدفع لها الإمارات رغم كل شيء بعيدة بعض الشيء وغير واقعية. فإشعال حريق إضافي في هذا الظرف بالذات بين ليبيا التي بدأت تظهر عليها علامات التعافي النسبي وباتت تتهيأ، ربما لانتخابات برلمانية وحتى رئاسية، وبين الجزائر التي لا يزال الغموض يلف مستقبلها ما بعد بوتفليقة لن يكون في مصلحة أي من البلدين. وسيلقى بالتأكيد رفضا قاطعا من الجزائر بالخصوص حيث سترى فيه خطرا مباشرا عليها. كما أنه قد يسبب إشكالات ومتاعب إضافية للقوى الأوروبية الكبرى التي لا ترغب في مشاهدة النيران على مرمى بيتها.
ولذا فإن أقصى ما قد تستطيع الإمارات وحلفاؤها إنجازه هو التشويش على تونس. ومادامت المقدمات نفسها تؤدي للنتائج نفسها، ومادام حكامها مصرين دوما على اختيار الجواد الخاسر ذاته، فإنهم سيراكمون بالضرورة فشلا جديدا سيكون وصمة في سجلهم الحافل فقط بصنع الحروب وإشعالها.
كاتب وصحافي من تونس

 لماذا ستفشل الإمارات مرة أخرى في تونس؟

نزار بولحية

العطالة السياسية جذر القضية السورية

Posted: 03 Apr 2018 02:10 PM PDT

استحوذت حالة الاستعصاء السياسي على جبهة الربيع السوري على شتى صنوف التحليلات السياسية والفكرية والاجتماعية التي أفضت إلى تشخيصات صبت في معظمها في خدمة حالة مماثلة من الاستقطاب الحاد بين معسكرين رئيسيين، الموالاة والمعارضة، راحا يتراشقان الاتهامات حول مسؤولية ما آلت إليه الأحداث من صدوع وكوارث، لكن أيا منها لم يصل، بشكل حاسم، إلى خط الاستدراك النهائي والبديهي في ما يتعلق بالمعالجات المنطقية الممكنة للخروج من النفق المظلم الذي طال أجله فاتحا الجرح السوري على امتدادات زمنية مجهولة. خط الاستدراك هذا يتخطى دائرة المقاربات السياسية العابرة، في هذه الحالة، ويشهر بوضوح الحاجة إلى مقاربة تشريعية – قانونية حول ماهية الكيان السياسي السوري بحد ذاته، مقاربة من شأنها أن تنفض الغبار عن أوهام حسم المعركة عسكريا وأن تزيل مفردتي الانتصار والهزيمة من القاموس السياسي السوري المعاصر في هذه المرحلة البدائية من التاريخ السياسي المعطل للبلاد.
في منعرجات الثورة السورية المعاصرة، حتى رأس النظام السوري أقر، ذات مرة، بفشل سياسي وفشل أخلاقي وفشل على المستوي الوطني، لكنه لم يجرؤ على الاعتراف بمسؤوليته التاريخية المطلقة عن ذلك الفشل الذريع. وبذلك يكون قد أعاد التأكيد على ما ذهبت إليه مختلف أطياف المعارضة السورية نفسها منذ زمن بعيد يمتد إلى ما قبل اندلاع الثورة السورية المعاصرة وشقيقاتها العربيات، والذي يفيد بأن الوصف الأقرب إلى واقع ما يجري في سوريا لا يتعدى، عمليا وأكاديميا، عبارة الدولة الفاشلة، التي صاحبت ملامح الإخفاق والخذلان الدامغة فيها إرهاصات تشكلها الأولى في كنف لعبة الأمم ومنظومة المحاصة الجيوسياسية التي كانت سائدة عشية الاستقلال وأثره، بينما تكرست تلك الملامح وتفاقمت وتصدرت المشهد كله مع تكريس حكم العائلة، عائلة الأسد، وامتداده الزمني القياسي، ما أفضى إلى تصفية مطلقة لشروط الحياة السياسية، التي يتطلبها أي كيان سياسي يريد وصف نفسه بالدولة.
لا ترمي هذه المقدمة إلى مراجعة التاريخ السياسي لسوريا بعد الاستقلال أو إثره، بقدر ما هي محاولة لضبط أوتار التشخيص السليم للداء المستفحل المستعصي على العلاج وما يستدعيه من ضرورة للتركيز على معالجات تستجيب له وتقدم الترياق المناسب لحالة الاستعصاء الدامية على هذه الجبهة من ربيع عربي كتب له أن يتمهل الخطى ولو إلى حين. والداء في هذه الحالة يتجلى بوضوح بدولة فاشلة عمرها مديد وقواعدها راسخة في كل مظاهر حياة المجتمع السوري ومكوناته لا سيما على مستوى بناه الفوقية، الأمر الذي شكل ولا يزال العقبة الرئيسية أمام نجاح أي مبادرة سياسية أو تسوية سياسية بين الأطراف المتصارعة على الأرض، تلك المبادرات التي، وإن كتب لواحدة منها الحياة، فإنها لن تخرج، بأي حال من الأحوال، عن دائرة الحلول الترقيعية غير القابلة للحياة طويلا، ولن تعدو كونها تسويفا لاستحقاق التغيير السياسي في سوريا، ومد الدولة الفاشلة القائمة هناك بوسائل إضافية تساعدها على البقاء إلى ما لا نهاية.
أما المتغيرات الاستثنائية الطارئة على مشهد الثورة السورية المعاصرة خلال السنوات السبع الماضية من عمرها، على غرار «العسكرة» و»الأسلمة» و»التطييف» والتدخل الخارجي ومجمل الاحتلالات للأرض السورية وشأن سكانها العام، فإنه لا يمكن قراءتها خارج صندوق الدولة الفاشلة سيئة الصيت ذاتها، التي تنظر إلى استحقاق التغيير السياسي من منظور وجودي حاسم وعلى قاعدة الغالب والمغلوب، التي تتغذى على جراحات سائر مكونات الشعب السوري بمختلف مشاربه، والتي تشكل نقطة الارتكاز الوحيدة لحالة إنكار غير مسبوقة لتلك المكونات وشروط حياتها على مستوى الطموح المشروع في الانتقال من ظلمة الاستبداد إلى فجر الديمقراطية، لا بل إنه يمكن القول إن التداعيات الكارثية للدولة السورية الفاشلة قد فاقت كل التوقعات بعد أن تمكنت من شيطنة الثورة السورية الوليدة بعد استعصاء ومن جر قواها إلى مواجهات جانبية بعيدة كل البعد عن الهدف الرئيسي للثورة متمثلا بإسقاط نظام الطاغية وبناء دولة القانون والمواطنة مكانه.
خط الاستدراك الأول على المقلب الآخر، يشير، إذن، إلى ضرورة استدعاء المرتكزات التي قامت عليها الثورة السورية وإعادتها إلى مفرداتها الأولى المعبر عنها في وجع الناس ونبض الشارع وقواه الحية في الداخل والخارج، التي لا غنى عن حضورها القوي في أي حل سياسي يستجيب لمتطلبات تغيير حقيقي بعيدا عن أوهام التسويات الموضعية العابرة، التي يسعى النظام إلى تكريسها بأساليب رخيصة وقذرة سلاحها الإبادة الجماعية والحصار التجويع والتهجير ومزيدا من القمع، حيث لا تشكل الدعوات إلى وقف إطلاق النار وإبرام صفقة أو تسوية هنا أو هناك سوى خطوة على الطريق المفضي بالضرورة إلى الإيحاء بأن النظام (الدولة الفاشلة) جزء من الحل وليس العقبة الرئيسية أمامه، وكذلك تلك المنتديات والمؤتمرات التي تعقد في غير مطرح، والتي تفتقر إلى أدنى شروط التفاوض لا الحوار، لا لشيء إلا لأنها ناقصة التمثيل والأهلية. وليس المقصود هنا عدم مشاركة قوى سورية أخرى لها ثقلها في تلك الفعاليات العرجاء فحسب، بل لأن التشكيلات السياسية والعسكرية السورية المعارضة لا تزال في مرحلة التشكل الجنيني، التي لم تفصح بعد عن الشكل النهائي للوليد الموعود المؤهل عمليا لتمثيل الشعب السوري بمختلف مكوناته، والقادر على انتزاع حقوقه من بين فكي الأسد.
لا أحد ينكر الحاجة الملحة إلى حل سياسي يوقف شلال الدم ويضع حدا لمعاناة الشعب السوري، لكن ليس على قاعدة الدولة الفاشلة أو حالة «اللادولة» السائدة من أكثر من نصف قرن، وليس على قاعدة تجاهل مفردات طرأت على المشهد خلال محاولات النظام لوأد الثورة وفي مقدمتها ما يرقى إلى تسميته بالاحتلال الإيراني أو الاحتلال الروسي لسوريا والتركيز على مفردة واحدة من تلك المفردات متمثلة بالتطرف، تلك المفردات وغيرها الكثير التي تؤكد بشكل قاطع أن القضية السورية تضرب بجذورها العميقة إلى ما قبل الربيع العربي بزمن طويل تخللته أحداث جسام لا تقل أهمية عن نظيراتها الحالية وعلى رأسها اغتيال الحياة السياسية في البلاد على يد دولة فاشلة تستدعي بناء دولة غير فاشلة تتناقض تماما مع شبه الدولة الجاثمة على صدر الشعب السوري منذ زمن بعيد.
كاتب فلسطيني

العطالة السياسية جذر القضية السورية

باسل أبو حمدة

في وداع شيخٍ صادق

Posted: 03 Apr 2018 02:10 PM PDT

تزدحم المشاعر وتختلط وتتشابك التوصيفات حتى لا يكاد المرء يجد ما يصلح لوصف هذا الرجل الذي رحل عن دنيانا قبل أيام. تعريفه بأنه أحد الرموز المؤسسة لجماعة «الإخوان المسلمين» في السودان يبدو قاصراً ومخلاً، فبرغم أن الرجل ظل وفياً حتى آخر أيامه لهذه الجماعة التي التقى مؤسسها وبايعه في مصر إبان إقامته هناك حين كان طالباً، إلا أن الرجل، كما يوصف من قبل كثيرين، كان أكبر من هذه الجماعة، بل أكبر من كل جماعة وتنظيم.
أتحدث هنا عن شيخ صادق عبد الله عبد الماجد الذي كان مختلفاً عن غيره من «الإسلاميين» في كل شيء. لم يكن مثل كثيرين مهووساً بالتحشيد والتجنيد وضم أكبر عدد من الناس والشباب للجماعة. كان بإمكانك أن تقابله لمرات وأن تجلس معه وتحاوره فيتحدث معك في مئة موضوع لا يكون من بينها الترويج لجماعة أو اتجاه، بما فيها جماعته.
لم يكن الإسلام الذي يحدثك عنه شيخ صادق منفصلاً عن الواقع أو مجرد نظريات لا علاقة لها بدقائق الحياة، بل كان يركز، وسواء في هذا من خلال أحاديثه أو مقالاته، على ما يمس الناس. كان شيخ صادق يولي اهتماماً كبيراً لقضايا تربية الشباب ومعالجة مشاكلهم وعلى نصحهم ومنعهم بشتى السبل من الانحراف سواء في ذلك الانحراف الأخلاقي أو الانحراف المقابل تجاه التشدد أو التطرف أو الإلحاد.
لم يرزق الشيخ بأبناء، لكن منزله كان مفتوحاً لأبنائه من الطلاب الذين كان بعضهم يسكن معه لفترات قصيرة أو طويلة مستفيداً من القرب من الشيخ ومن مكتبته المفتوحة ومناقشاته مع ضيوفه ومساهماً في قضاء حاجاته التي كان يصعب عليه قضاؤها وحيداً خاصة في سنواته الأخيرة مع مرضه وكبر سنه.
على ذكر موضوع المنزل، ربما كان القارئ يظن أن المقصود هو بيت كبير وفاخر وشبيه ببيوت رموز «الإسلاميين» التي يعرفونها في السودان، أو على الأقل بيوت الآخرين من الفاعلين في الساحة السياسة والذين يمتزج عندهم الدور السياسي بالاقتراب من السلطة والحصول على بعض الثروة. هذا الخيال ينتفي بمجرد اقترابك من ذلك المنزل المتواضع داخل أحد الأحياء الشعبية في مدينة «شمبات» وسوف ينتفي أكثر لو سنحت لك فرصة مقابلة ذلك الرجل الذي سيدهشك بتواضعه وبساطته وطريقة حديثه اللطيفة التي تزيل عن قلبك كل الأسوار وتجعلك تحس بالارتياح والرغبة في مواصلة الاستماع لما يقوله ويسرده رغم أنه سيقول لك في النهاية، ومهما كانت أراؤك وخبرتك في الحياة متواضعة، أنه استفاد كثيراً منك ومن أفكارك وأن من المهم أن تعود لزيارته وأن لا تحرمه من هذه الفوائد.
لأجل هذا كان بيت شيخ صادق هو المكان المفضل لكثير من طلبة الجامعات مع اختلاف اتجاهاتهم، فالبيت مفتوح والجلوس مع الشيخ لا يحتاج لمواعيد مسبقة أو إذن من السكرتارية، بل يكفي أن تأتي وتدق الباب وتدخل وأن تنتظر عودته إذا لم يكن موجوداً وإذا كان هناك مكان في غرفة الضيف فإن بإمكانك البقاء هناك حتى الصباح.
كان هذا الربط بين ما هو دعوي وما هو اجتماعي هو سر ذلك القبول الذي وجده الشيخ في حياته من قبل كثيرين أغلبهم من خارج إطار الجماعة، بل من خارج الوسط الإسلامي، فقد كان حديث الشيخ يمس أوتاراً مهمة لا يكاد يختلف عليها أحد، كالوتر الوطني وكيفية العودة بالسودان لسابق عهده حينما كان بلداً متقدماً على غيره وسباقاً في قضايا الثقافة والتطور المدني، وكالموضوعات المتعلقة بالتعليم والصحة وأولوية مكافحة الفساد ومعنى الماسونية التي كانت مصطلحاً جديداً وغير معروف بشكل كبير حينما بدأ الشيخ بالحديث عنها.
من الصفات المهمة التي تميز بها الشيخ والتي يجب ذكرها هنا لعل دعاة هذا الزمان يستفيدون منها هي أنه لم يكن منشغلاً بانتقاد الجماعات الدعوية الأخرى أو العاملين الآخرين في المجال الإسلامي، فلم يكن يضع ما يسمى في بعض أعراف الجماعات اليوم بالتصفية أو «الجرح والتعديل» على رأس أولويات عمله إلا إذا جاء ذلك في سياق حديث أو بذل رأي على هامش فكرة ما، أما أن يخصص وقتاً ومؤلفات ومحاضرات من أجل بيان خطأ قيادي ما أو جماعة فهذا مما لا يمكن أن نجده عنده وهو ما يعود لما ذكرناه آنفاً من كونه لا يعمل بنظرية «التسويق التجاري» التي تخبرك أن بضاعتنا هي الأجود والأكثر أصالة وأن بضائع الآخرين هي فاسدة أو أقل في جودتها. كان ما يهمه هو تحسين السلوك والأخلاق والانشغال بالتربية والاهتمام بالعبادات وتعميق روح التدين، وليس الانشغال بكسب مزيد من الأتباع والمؤيدين.
كان الشيخ كذلك متوازناً، فلم تكن أخلاقه العالية وحياؤه يمنعانه من المجاهرة بقول الحق وتبيان الباطل في المواقف التي يكون فيها السكوت غير مقبول، وكم دفع ثمن مواقفه تلك غالياً بسنوات من عمره قضاها بين السجن والنفي والإقصاء.
قال الداعية المعروف عبد الحي يوسف في رثائه إنه «كان يدعو إلى الله تعالى بلسان حاله قبل مقاله، وبالقدوة الحسنة قبل الموعظة الحسنة؛ فكان يترك أثرا صالحاً في نفس من خالطه أو جالسه أو صاحبه».
كلمات بليغة ولها مدلولها، خاصة في هذا الزمن الذي تحول فيه العمل الإسلامي، في كثير من أمثلته، لمجرد وسيلة للوجاهة أو الكسب السياسي أو المادي.
رحم الله شيخ صادق عبد الله وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كاتب سوداني

في وداع شيخٍ صادق

د. مدى الفاتح

لماذا القلق الأمريكي من التسليح الكوري؟

Posted: 03 Apr 2018 02:10 PM PDT

بعد إعلان كوريا الشمالية عن نجاحها في اختبار قنبلة هيدروجينية في كانون الثاني/يناير العام الماضي ( القنبلة تكفي لتدمير مدينة بأكملها ) و إطلاق صاروخ بالستى عابر القارات في تموز/يوليو الماضي واصفة نجاحها أنه «تحذير شديد» للولايات المتحدة الأمريكية وقال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ- أون إن التجربة تثبت أن عموم الولايات المتحدة بات في مدى ضرب صواريخ بلاده، حسب وكالة الأنباء الرسمية الكورية آنذاك. وقالت كوريا الشمالية إن الصاروخ البالستي عابر للقارات حلق لمدة 47 دقيقة ووصل إلى ارتفاع 3724 كيلومترا.
فصناعة القنبلة النووية يثير قلق الأمريكان من كوريا الشمالية خوفاً من ضربات إستباقية فكلما أحست أمريكا بتقدم كوري علمي جديد قد يضعف سمعتها كأقوى دولة في العالم، وبالتالي يضعف قبضتها في التحكم في الموارد الطبيعية عبر سياستها الإمبريالية كلما زاد قلقها. والجذور التاريخية للعداء الكوري الأمريكي يرجع إلى الحرب العالمية الثانية حين انقسمت شبه الجزيرة الكورية إلى جنوبية خاضعة لحكم أمريكا، وشمالية خاضعة لحكم روسيا «الاتحاد السوفييتي سابقا»، وخروج القوتين زاد في العداوة بين الحكومتين وأدى إلى حرب لم تنته حتى تم إعلان الدولتين المستقلتين في الأمم المتحدة سنة 1991 تحت وثيقة هدنة انسحبت منها كوريا الشمالية سنة 2000 معلنة بذلك رغبتها في السيطرة.
وبعد رحيل أمريكا وروسيا من شبه الجزيرة الكورية تأثر نظام الحكم بهما حيث كوريا الجنوبية دولة رأسمالية «ديمقراطية»، وكوريا الشمالية دولة «اشتراكية» «ديمقراطية». ورغم أن روسيا تروج عن الرأسمالية الأمريكية الحديثة أنها نظام استخباراتي إمبريالي طاغ، وأمريكا تروج عن الاشتراكية الروسية على أنها نظام شمولي ديكتاتوري، لم يمنع هذا البلدين من اعتماد نظام التنمية والتطوير الذاتي، فأصبحت كوريا الجنوبية أكثر البلدان تقدما في التكنولوجيا عالميا، وأصبحت كوريا الشمالية أكثر البلدان تقدما في صناعة الأسلحة عالميا، ولديها فرع في قوتها العسكرية إلى جانب القوات البرية والبحرية والجوية وقوات العمليات الخاصة، اسمه ( قوة الصاروخ) ويعتبر جيشها رابع أكبر جيش في العالم، حيث جندي واحد يقابل كل 25 مواطنا.
وفي محاولات كوريا الشمالية لتوحيد شبه الجزيرة الكورية، تختفي أجندة حربية تعد لها العُدة قصد مواجهة أي تدخلات أجنبية تقف في وجه هذه الوحدة، مع دعم صيني مستمر، ودعم روسي، وحلفاؤها من جنوب شرق آسيا، فييتنام، وكمبوديا. هكذا تزامنت رغبة كوريا الشمالية في السيطرة مع رغبتها في الحيازة على قنبلة نووية منذ عام 2004م.
وبلغت القوة النووية في كوريا ذروتها في الآونة الأخيرة حيث بها 22 رأسا والرأس الحربي هو سلاح حراري نووي دقيق منصهر، صمم ليلقى عبر صواريخ الكروز والغواصات الحربية، وهو السلاح الشائع الاستعمال في القوات الحربية الأمريكية وصممت كوريا الشمالية أيضا صواريخ كروز قادرة على التحليق بمسافة 1000 قدم دون أن يتم كشفها، ومؤخرا نشرت 10 غواصات صغيرة في جميع أنحاء العالم، لديها قدرة فريدة على اتباع أي سفينة في خفاء تام حتى ميناء مرساها.
وعلى قائمة البلدان التي تتوعدها «كوريا الشمالية» بمباغتات صامتة طويلة، إلى جانب أمريكا: اليابان وسنغافورة. وقد تصاعدت حدة التصريحات الأمريكية والكورية رغم أن الكثير من الآراء تتجه إلى أن هذه التهديدات المتبادلة مفتعلة وزائفة، وأن الحرب إن شنت لن تكون ضحيتها كوريا ولا أمريكا، بما أنهما تبادلا اليورانيوم وأعانا بعضهما على تخصيبه، إنما ستكون ضحيتها بلدان العالم الثالث التي سيتم تقسيمها بينهما ككعكة عيد، خاصة الشرق الأوسط.. فكُتلتا أمريكا وأنكلترا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، مقابل روسيا وإيران والصين، هما متعادلتان من ناحية التقدم النووي وصناعة الأسلحة، وفي الجانب الآخر باقي بلدان العالم بأكمله.
والولايات المتحدة الأمريكية تروج عبر الإعلام ردودها تجاه كوريا الشمالية، حيث أعلن وزير «الدفاع الأمريكي» عن استعدادات لمواجهة الضربة الاستباقية الكورية، وعن تطوير لأسلحة أمريكا وتجهيزات يطمئنون بها الشعب الأمريكي المضطرب الذي فقد ثقته حتى في تصريحات مسؤوليه. وإن كانت خطة افتعال حرب نووية بين أمريكا وكوريا الشمالية سيذهب ضحيتها بلدان العالم الثالث.
ولا يزال يحوم حول أي رئيس أمريكي شبح «هيروشيما ونغازاكي»، فلن يخاطر أي رئيس للولايات المتحدة، حتى لو كان ترامب بتكرار تلك التجربة المريرة، ذلك ما ذكرته مجلة «فورين آفيرز» الأمريكية لتحليلها المواقف العسكرية الأمريكية تجاه كوريا الشمالية. تبقى قدرة كوريا الشمالية النووية تثير مخاوف كوريا الجنوبية ومنطقة جنوب شرق آسيا والولايات المتحدة الأمريكية واندلاع حرب عالمية ثالثة نووية ستكون نهـاية الـعالم.

باحث وكاتب في التاريخ الحديث والعلاقات الدولية

لماذا القلق الأمريكي من التسليح الكوري؟

د. صالح محروس محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق