Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

السبت، 2 يونيو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


كفيل سعودي لجنود أمريكا الأكراد (والعرب) في سوريا!

Posted: 01 Jun 2018 02:30 PM PDT

انصاعت السعودية لتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي طالبها فيها بتحمّل الأعباء المالية التي تدفعها واشنطن للميليشيات الكردية الموالية لها وإلا قام بسحب قوّاته.
وسواء اقتنع السعوديون فعلاً بأن ترامب يريد سحب قوّاته تاركاً الساحة السورية لخصم المملكة اللدود: إيران، ولروسيا وتركيا (والنظام طبعا)، أم أنهم يعرفون أن الأمر ابتزاز ماليّ مكشوف وأن عليهم التجاوب معه صاغرين، فقد شهدنا بدايات فعلية لتدخّل سعودي (وإماراتي) بدأ بلقاء بعض قادة الأكراد الذين تموّلهم وتسلحهم الولايات المتحدة، في الرقة، والواضح أن ذلك أثمر اتفاقاً هجينا لا يُفهم منه إن كان التمويل الأمريكي للأكراد وحلفاء عشائريين عرب معهم صار من مسؤولية السعودية أم أن المطلوب من أولئك الكرد والعرب أن يعملوا كمقاولي أنفار للتنظيم السعودي الجديد الذي سيتكفّل مهمة «حراسة» الحدود لمنع دخول الإيرانيين، وربما لصد الأتراك أيضاً أو إشغالهم بهذه المعادلة العسكرية ـ السياسية المستحدثة.
اشتهر لدى أكراد العراق في سبعينيات القرن الماضي مصطلح «الجحوش»، والذي أطلقه الأكراد على الذين يقاتلونهم من أبناء شعبهم لصالح قوميّة أخرى، وكانت المعادلة في تلك الأيام تنوس بين نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والسلطات الإيرانية، وهو أمر ظل ثابتا اثناء حكم الشاه وبعد سقوطه وتأسيس الجمهورية الإسلامية.
بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011 انحاز أكراد حزب العمال الكردستاني التركي، لصالح النظام السوري، وفتكوا بخصومهم السياسيين من الأكراد، ولكنّ اللقب العراقيّ الشهير لم يطلق عليهم لأن «الغلّة» كانت وافرة، كما كانت التبريرات الأيديولوجية جاهزة، فالحزب الذي كبار قادته أتراك، اعتبروا أن الصراع الأكبر هو مع الدولة التركية وليس مع النظام السوري الذي سلّمهم مناطق كبيرة في الحسكة والقامشلي ليكونوا «حراس الحدود» مع تركيا، وليبعدوا الأكراد السوريين عن أشقائهم الثائرين على النظام. لقد استعملهم نظام الأسد لكنّهم راهنوا أيضاً على جريان الرياح العالمية لصالحهم عاملين بقوة على تأسيس دولة كرديّة وتوطيد أركانها في سوريا لتكون عونهم وقاعدتهم في كردستان تركيا والعراق، وبعد فشل الخطط الأمريكية الخجولة لدعم أقسام من المعارضة السورية صار الأكراد خيار أمريكا المفضّل وأداتهم لتنفيذ أجندتهم في مقاتلة تنظيم «الدولة» ولو كان ذلك على حساب العلاقة الاستراتيجية مع تركيا، أو مصالح السوريين أنفسهم.
حدث التدخّل السعودي يبدو تكبيراً لكاريكاتور غير معقول، فالمملكة تنوء تحت أعباء مالية وعسكرية طائلة، وهي تخوض حرباً دموية باهظة الأكلاف المادية والبشرية في اليمن، وإلزام ترامب لها بـ«الدفع» للقوات الكردية يجعل منها كفيلاً بغير إرادتها لتنظيمات لا تأتمر بأمرها بل بأوامر الأمريكيين رغم أنها ستدفع رواتب جنودها، أما القوات الكردية (ورديفها العربيّ الهزيل) فستكون (ظاهريا على الأقل) في حالة تابع التابع ومأمور المأمور، وستضطر، سواء لحفظ راتب جنودها المتواضع، أو لمجاراة الكفيل السعودي، للتحول إلى حرس حدود، وهو مآل بائس لتنظيم ماركسي لينيني تموّله «الامبريالية الأمريكية»، ودول عربية تدور في فلكها، على جاري مجرى السرديّات الأيديولوجية اليسارية التي صارت مهزلة ما بعدها مهزلة.

كفيل سعودي لجنود أمريكا الأكراد (والعرب) في سوريا!

رأي القدس

بيروت عاصمة سيريالية

Posted: 01 Jun 2018 02:30 PM PDT

دوماً أعود إلى الوطن لتعبئة بطارياتي الروحية والأبجدية. وعلى الرغم من أنني عشت معظم عمري في الغرب المرفّه بين جنيف ولندن وروما وباريس التي أقيم فيها منذ أكثر من ثلاثة عقود جارة لبرج إيفل وأكرر: لم ازرعه في قلبي بدلاً من ياسمينة البيت الأول في دمشق القديمة خلف الجامع الأموي، ولا بدلاً من منارة بيروت على شاطئ البحر (كورنيش المنارة)..
في أيامي الأولى في إجازتي في بيروت ذهبت لزيارة صديقة لي في حي بيروتي عريق، وكنا نشرب القهوة حين سمعنا ضجيج الدراجات النارية في موكب استفزازي ولحسن الحظ لم يطلق أحد النار على عشرات الشبان بقمصان حزبية في موكب «الغزاة» ولو فعل لعشت اشتباكاً مسلحاً من ذيول الانتخابات النيابية.. ولتساقط القتلى من الطرفين.
وتم تدارك الفتنة حين سارع أحد زعماء انتمائهم الحزبي إلى شجب ذلك.. ولكن استعراض القوة أيقظ جرحاً سبق القيام به على نحو أكثر إيذاء وقال زعيم الكتلة المضادة أنه من المعيب تكرار استباحة بيروت..
ومن طرفي أقول وأنا لا أفهــــم شيئاً في الســـياسة بل في الجغرافيا أن الطـــريق إلى القــدس ومقـــاومة العدو لا تمر من بيروت.. ولا يفيد (القضية) جرح (البيارتة) أي أهل بيروت.
تمت محاصرة تلك الحادثة والسيطرة على نتائجها كما عشرات سواها تعرت خلال فترة الانتخابات النيابية ولكن الجمر لا يزال متقداً تحت الرماد.. وبيروت المدينة السيريالية أقامت بعد تلك التظاهرة الاستفزازية بالدراجات النارية حفلاً غنائياً في قلب (البلد) دام ساعات وتعاقب فيه المطربون والدعوة مجانية وتمايل مئات الناس طرباً وحبوراً. كأن شيئاً لم يكن قبل ذلك، فحب الحياة لدى اللبناني أقوى من شهواته العنفية والحربية والعدوانية..

لبنان وطن اللامعقول

هذا بلد صغير إسمه لبنان تجاوره الزلازل والبراكين وتتعايش فيه (على مضض أحياناً) عشرات (الفرق) الدينية والطائفية والحزبية وتختلط فيه الصرخات بالميكروفونات والأصابع المهددة، هذا اللبنان نجده منذ الآن يُعِدُّ لمهرجانات الصيف وثمة مخاوف من عقبات أمام مجرد تشكيل مجلس وزراء!!
وها هو أحد المهرجانات يعلن عن قـــدوم المغنـــية كارلا بروني (زوجـــة الســـيد ساركوزي الرئيس السابق للجمهورية الفرنسية) إلى جانب عودة زياد الرحباني ومهرجان في جبل لبــــناني آخر يعلـــن عن حضور الشهيرة شاكيرا للغناء فيه ومهرجان بعلبك والد المهرجانات يعلن عن برنامجه الذي ينتقده البعض لكنهم سيذهبون بالتأكيد إليه على الرغم من المخاوف من زيارة بعلبك حتى في مجرد زيارة سياحية وكان فندقها الوحيد خاوياً حين ذهب اليه صحافي فرنسي كتب عن لبنان في «مجلة الفيغارو» وأحبه… ورافقه مصور ذكّرتنا صوره بجماليات هذا الوطن اللامعقول الذي يرقص فوق الجمر بحبور رافضاً ان ينتزع أحد منه بهجة العيش.
لبنان الوطن الصغير المحاط بالحرائق والزلازل من الأنواع كلها ما زال يمنحنا كعرب ظواهر إيجابية..

تحت قبة البرلمان

ها هي المرأة اللبنانية مثلاً تقوم بنقلة نوعية في الانتخابات التي أُجريت مؤخراً. فهي لم تخضها بصفتها إبنة أو زوجة أو أخت زعيم سياسي ما فحسب، بل بصفتها الشخصية أولاً كمواطنة لبنانية لها برنامج انتخابي. ثمانون إمرأة حلمن بإجراء تبديل تحت قبة البرلمان بين حزبية ومستقلة وناشطة وأحياناً على لوائح تضم الرجال ويخضن ما كان معركته وحده.
ظاهرة أخرى إيجابية وهي اهتمام المجلات والصحافة (النسائية) عامة بهن وبخوضهن «معركة الرجال» فالمجلة النسائية لم تعد وقفاً على أحدث صيحات الأزياء والتجميل والطبخ بل صارت أيضاً تهتم (برأس المرأة) خارج إطار حلاق الشعر!..
وترسخت تلك الظاهرة في منابر ترأس تحريرها نساء شابات ناجحات في حقل الصحافة..

غسان صار أسطورة

في الطائرة التي حملتني إلى بيروت جلس في المقعد إلى جانبي شاب عرفت من لهجته أنه فلسطيني على الرغم من أنه ولد في لبنان يوم اغتال العدو الشهيد غسان كنفاني! لقد انتقلت إليه اللهجة من والديه وجدته الذين اضطروا لمغادرة وطنهم إلى لبنان.. ولبنان صار يضيق باللاجئين إليه من فلسطينيين وسوريين وعددهم يكاد يفوق عدد سكانه، لكنه يحتضنهم فهو وطن اللامعقول..
وقال لي الشاب أنه قرأ كتب غسان كنفاني وسألني: هل سمعت به؟ قلت: طبعاً.. وعرفته أيضاً..
سألني كطفل: هل صافحته؟ هل لمست يد ذلك البطل؟
وكدت أروي له حكاية طويلة وأبوح له بكل ما كان.. فالطائرة تفك عقدة الألسنة والمرء على ارتفاع ثلاثين ألف قدم عن الأرض ـ على الأقل ـ … لكنني كروائية ظللت صامتة لأنني كنت أخطط فجأة لكتابة رواية عن سيدة تروي للشاب الصغير جارها في الطائرة حكاية مشوّقة كما حدث في فيلم «التيتانيك» حيث تروي إمرأة نجت من غرق تلك الباخرة قصة حب عاشتها فوق الباخرة الشهيرة وانتهت بموت الفنان الذي أحبها غرقاً أمام عينيها.
ولكن غسان كنفاني لم يغرق في البحر المتجلد ويتم نسيانه بل تحوّل من رجل إلى رمز وإلى أسطورة والأساطير تظل حيّة وملهمة للناس.. وصار مجرد قولي أنني صافحته يثير إعجاب شاب فلسطيني ولد يوم استشهد غسان!

بيروت عاصمة سيريالية

غادة السمان

«النيل للأخبار» في زمن التفريط في «النيل»!

Posted: 01 Jun 2018 02:30 PM PDT

في احتفال فقير، احتفل العاملون في قناة «النيل للأخبار» بالعيد العشريني لإطلاق القناة، فتقول المعلومات الواردة من مبنى «ماسبيرو»، إن الاحتفال هو من «حر مال» القوم، فلا توجد جهة رسمية متحمسة للاحتفال بالقناة أو بغيرها من قنوات التلفزيون المصري.
بدأ بث القناة بأربع ساعات، قبل أن يصبح بثها على مدار الساعة، وقد كان اطلاقها في محاولة من أهل الحكم لمنافسة قناة «الجزيرة»، وكل المشروعات التي جعلت هذا هدفها فشلت، وكأن لـ»الجزيرة» لعنة، كلعنة الفراعنة.
وقد بدأت «قناة مصر الاخبارية» كفكرة، عندما زار الرئيس مبارك مبنى القناة القطرية، وقد هاله أن يخرج كل هذا من مبنى وصفه بعلبة الكبريت، ويقول الراوي، إنه وهو يقول هذا الكلام نظر إلى وزير الإعلام صفوت الشريف، فأنتجت النظرة قناة «النيل للأخبار»، وقد كانت بداية مبشرة، وأذكر أنني كتبت عنها بشكل ايجابي، وأكثر من مرة، وأنا الذي لا أقبل بالدنية في مهنتي، وإن كان انحيازي في الأصل للصحافة الورقية، ويحزنني أن تتوقف أي صحيفة مطبوعة ولو كانت «الحياة» السعودية، وفي تقديري أن الأمر ليس مرده لفشل الورقي، فقد جاء التوقف في وقت، يواجه فيه الإعلام الرقمي تحديات كبيرة، حتى صار شبيها بـ «النعجة دولي»، التي شاخت وهي في السنة الأولى من عمرها، وماتت مبكراً وقد عانت من كل أمراض الشيخوخة!
وتعد «النيل للأخبار» أيضاً كـ «النعجة دولي»، فقد أصابتها الشيخوخة مبكراً، بعد البداية الواعدة، على يد الإعلامي المرموق «حسن حامد»، الذي اختار من يعملون فيها بعناية، وكان من الطبيعي في مبنى لم يؤسس على التقوى من أول يوم، ويعرف «الواسطة» و»المحسوبية»، أن ينال القناة من الحب جانباً، فيلتحق بها «تامر أمين» مثلاً، لأن والده هو رئيس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون الراحل «أمين بسيوني»، ومبنى «ماسبيرو» تسيطر عليه عائلات كاملة: «الأب والأم والأنجال وما أُهل لغير الله به»، وقد تسبب صفوت الشريف وتساهله في عملية التعيين والإلحاق في أن أصبح دولة، استغلها دائما في الانتخابات، حيث كان توجد داخل المبنى لجنة انتخابية، وكانت الصورة المكررة له في كل انتخابات رئاسية في عهد مبارك، هو تقدمه لطابور طويل عريض من الموظفين، في التصويت ولتقديم فروض الولاء والطاعة، وكأنها ليست انتخابات، ولكنها «فرح العمدة»!

الخياط أيضاً

بدأت «النيل للأخبار» بمن لا تنقصهم المهارات المطلوبة، وبمذيعات على درجة عالية من المهنية، أذكر من بينهن «سها النقاش»، و»منى الشايب»، لكن هل تعلم أن «أماني الخياط» كانت بدايتها في هذه القناة؟ وقد تحولت الآن من مذيعة إلى «عسكري مراسلة»، فتبالغ في إثبات الولاء، حتى تحولت واحدة من الأذرع الإعلامية للعسكر، وقد تكون معذورة، لأنها عندما وجدت الثورة، اعتبرها فرصتها، فتهورت حد التورط، وهتفت بسقوط حكم العسكر في زمن المجلس العسكري، ومن المعروف أنك كلما وجدت متطرفاً في تأييد النظام الحاكم في مصر، فعليك أن تفتش في دفاتره القديمة، فالحقوقية «داليا زيادة» مثلاً التي «ترش» بالنار من «يرش» السيسي بالماء، هي ضمن قائمة المتهمين في قضية التمويل الأجنبي، وهي من القضايا التي تنتظر الظرف السياسي المناسب للتحقيق فيها، بجانب قضية اقتحام بعض مقار جهاز مباحث أمن الدولة بعد الثورة، وإن كان هناك تخوف من فتح القضية الأخيرة لأن الجنين في بطن أمه يعلم أن الثوار دعوا في يوم الاقتحام فلبي بعضهم للمشاركة في «وليمة» لم يكونوا هم أصحابها في مرحلة المراهقة الثورية.
لا بأس، فليست «أماني الخياط» وحدها من هتفت بسقوط حكم العسكر، ثم التحقت بهذا الحكم في وقت لاحق، فجميع مؤسسي حركة «تمرد»، ومنهم من أكرمه السيسي بعضوية البرلمان، لهم سوابق في هذا المضمار، لهذا هم يتحسسون عوراتهم ويسترونها بطرف ثيابهم بالمبالغة في إثبات الولاء، واللافت أن أحداً منهم لم يعلن توبته، لأنه لا يريد أن يُذكر بماضيه، فربما نسيت هذه السلطة هذا الماضي!

الجمع بين الأختين

ما علينا، فبعد أصابت الشيخوخة قناة النيل للأخبار مبكراً، وحرص موفد جمال مبارك للتلفزيون المصري ورئيس قطاع الأخبار «عبد اللطيف المناوي»، على ضمها لـ «ابعاديته»، فجمع بين الأختين: «قطاع الأخبار»، و»النيل للأخبار» وقد كانت قناة مستقلة بذاتها، ومن المعروف أن «المناوي»، دخل مبنى التلفزيون المصري يتمطى من خارجه، بترشيح من قبل صفوت الشريف، لأسباب لا تعلمونها الله يعلمها، لكنه سرعان ما جعل من نفسه خياراً لمبارك الإبن، تماماً كما استغل الثورة، ليقيم علاقة مع المجلس العسكري، فيصبح خيارهم، وقد حاولوا استمراره في موقعه، إلا أن الثوار في المبنى أخرجوه ذات يوم من مكتبه بالقوة، بعد أن فاض بهم، بسبب تمسك العسكر به.
ووجد الثوار أنه من العار أن يستمر شخص بعد الثورة في موقعه، وقد عمل ما في وسعه من أجل تسفيه الثورة وتشويهها، عبر التلفزيون الرسمي للدولة المصرية، وحفاظاً على ماء الوجه عينه العسكر مستشاراً، فهل لا يزال يتقاضى راتبه من هذه الوظيفة إلى الآن؟!
قبل عملية الضم، كان جرى للنيل للأخبار ما جرى لـ «النعجة دولي»، وقد تغير اسمها وتبدل، وتقريبا صار اسمها الآن «النيل»، لأسباب غير معروفة، لكن «النيل» عامة لم يعد بخير، فقد فرط قائد الانقلاب العسكري، في حصة مصر التاريخية من مياه النيل، عندما منح موافقة مصر كتابة على بناء سد النهضة، دون أن يضمن الاتفاق قطرة مياه واحدة لمصر، كما جاء في تصريحات لخبير السدود «أحمد المفتي» في برنامج «بلا حدود».
وليست «النيل للأخبار» فقط هي من تستحوذ على اسم «النيل»، فالنيل هو القاسم المشترك لما سمي بالقنوات المتخصصة، وقد صار أهل الحكم الآن لا يجدون شجاعتهم إلا في مواجهة «مايك الجزيرة»، للتغطية على تفريطهم في «مياه النيل»!
وعندما لا تحتفل أي جهة رسمية في مصر بمرور (20) عاماً على إنشاء قناة «النيل للأخبار»، فهذا أمر طبيعي، فهذه سلطة وقد فقدت حماسها لنهر النيل، لا تلام إن لم تتحمس لقناة «النيل»، فهي تفتقد الحماس تماماً لكل القنوات التلفزيونية الرسمية وتراها عبئا عليها، فالمبنى نفسه يقع في زمام «مثلث ماسبيرو»، الذي بيع في صفقة سرية لدولة الإمارات وبدون «مناقصة»، أو «مزاد»، أو «إعلان»، وقد بدأت عملية ازالة المنازل المحيطة بالمبنى التاريخي، وليس هناك ما ينفي أن يكون البيع شمل مبنين آخرين، الأول مبنى مؤسسة «الأهرام» والثاني مبنى «دار أخبار اليوم»، وربما ساعتها يقال إن الصحافة الورقية انتهت، فلا معنى لبقاء المبنيين!
لقد توافرت الرغبة في منافسة «الجزيرة»، مع افتقاد القدرة فكانت نهاية «النيل الأخبار» مبكراً، تماماً كـ «النعجة دولي».

برنامج سما المصري

انتهى النصف الأول من شهر رمضان، ودخلنا في النصف الثاني، دون أن يسأل أحد عن البرنامج الديني للراقصة «سما المصري»؟، فلم يكن لها برنامج كما توقعت، فهي في كل سنة تتحدى الملل، وتكافح النسيان بالاعلان عن برنامج ديني لها في شهر رمضان، دون ذكر اسم القناة التي ستذيع هذا البرنامج، ويجدها جماعة المتدينين فرصة للصياح: «واسلاماه»، وسينتهي رمضان هذا العام، كما انتهى رمضان العام الماضي، وفي رمضان القادم ستعلن نفس الراقصة عن برنامج ديني، فيتصايح القوم من جديد: «واسلاماه»، ويلطموا الخدود لهذه المصيبة التي حلت بالإسلام!
المصائب التي حلت بنا أكثر من أن تعد، ومع ذلك يجد البعض فرصته في هذا الإعلان الزائف في كل عام، فيقيم مأتماً وعويلاً للمهانة التي لحقت بدين الله، ولأسباب أعتقد أن علم النفس هو الأكثر قدرة على التعامل معها!

أرض – جو

لجنة الدراما في المجلس الأعلى للإعلام قالت إن دراما رمضان أساءت إلى ضباط الشرطة. المجلس الأعلى للإعلام ذاته قال إن المخابرات راجعت دراما رمضان. انتهت النشرة بصوت جميل عازر.

صحافي من مصر

7gaz

«النيل للأخبار» في زمن التفريط في «النيل»!

سليم عزوز

هل أصبحت مواقع التواصل كابوساً مرعباً للمخابرات العربية؟

Posted: 01 Jun 2018 02:29 PM PDT

إذا أردت أن تعرف تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأنظمة العربية، عليك فقط النظر إلى العقوبات التي تنزل ببعض المغردين على تويتر ورواد فيسبوك في السعودية ومصر وسوريا وغيرها. قبل أيام فقط ألقت الشرطة السعودية القبض على عدد كبير من المغردين والمغردات، وأصبح اعتقالهم على لسان القاصي والداني. وبالأمس أيضاً تناقلت وسائل الأنباء اعتقال السلطات المصرية للناشط الالكتروني الشهير وائل عباس الذي يحظى بشعبية كبرى عربياً ومصرياً. لا تستخفوا أبداً بالعصفور الصغير (تويتر)، فهو يرعب الحكومات العربية، ويقض مضاجع أجهزة الأمن وكلابها ليل نهار.
ولو لم تكن تلك التغريدات الصغيرة التي لا يزيد عدد أحرفها على مائة وأربعين حرفاً ومؤخراً وصل إلى مائتين وثمانين حرفاً، لو لم تكن مخيفة ومرعبة بالنسبة لأنظمة القمع والاستبداد العربية، لما تحركت المباحث والمخابرات وألقت القبض على المغردين، وأودعتهم السجون دون محاكمة، واعتبرتهم مجرمين من الدرجة الأولى، ولما شكلت خلايا من عشرات الألوف من المغردين المخابراتيين أو ما أصبح يسمى بالذباب الالكتروني أو الجيش الالكتروني للتصدي للمغردين المؤثرين والتشويش عليهم وشيطنتهم.
وقد عمدت السعودية مثلاً إلى توظيف ألوف المرتزقة الالكترونيين كي يتصدوا فقط للمغردين والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي ويشيطنوهم دفاعاً عن نظام الحكم ورموزه. لكن رواد المواقع باتوا يميزون أدوات المخابرات والمباحث في «تويتر» و«فيسبوك» بسهولة، وبات الجميع ينظر إليهم نظرة احتقار وإزدراء على أنهم كلاب صيد مخابراتية لا أكثر ولا أقل.
لقد أصبحت مواقع التواصل كابوساً يؤرق الحكومات وأجهزة القمع، ويجعلها تقف دائماً على رؤوس أصابعها، لأن التغريدة أو المنشور الفيسبوكي المكتوب جيداً ينتشر على مواقع التواصل وفي الأوساط الاجتماعية والسياسية وبرامج الاتصالات كواتساب وغيره انتشار النار في الهشيم، لا بل يصبح حديث الناس في المجالس والاجتماعات والمناسبات. وكلما كان البوست مؤثراً ولاذعاً زاد انتشاره وتأثيره السياسي، وجعل أهل السلطة يتململون على كراسيهم. وغالباً ما نرى مغرداً معارضاً يحظى بشعبية بين الناس أكثر مما يحظى به الحاكم نفسه.
أليس المغرد السعودي الشهير «مجتهد» أكثر شعبية وتأثيراً من العاهل السعودي وولي العهد؟ ولطالما رأينا بعض الإعلاميين السوريين المعارضين يمتلكون عشرات الملايين من المتابعين على «تويتر» و«فيسبوك»، وهو رقم أكبر بكثير ممن يتابعون الرئيس السوري وكل أعضاء حكومته وحتى كل وسائل الإعلام السورية مجتمعة. مغرد واحد أقوى من نظام كامل إعلامياً وتأثيراً، فلا عجب إذاً أن يُصدر نظام الأسد مثلاً حكماً بالإعدام على إعلامي سوري كفيصل القاسم، مع العلم أن القاسم لم يضع يده يوماً إلا على مفاتيح الكيبورد، ولم يطلق سوى الكلمات عبر الأثير التلفزيوني، ولا عجب إذاً أن بدأت تظهر القوانين الجديدة لضبط النشر على مواقع التواصل التي تحولت فعلاً إلى ما يشبه البرلمانات الشعبية الحقيقية التي يتداول فيها الناس كل القضايا السياسية والاجتماعية والمعيشية. وهو شيء لم تألفه المجتمعات العربية من قبل. وبما أن البرلمانات العربية عبارة عن مجالس دمى تختار أعضاءها أجهزة المخابرات عادة، فقد بدأت الشعوب في زمن الانفتاح تبحث عن مجالس حقيقية توصل أصواتها إلى الحكومات بدل أعضاء مجالس الشعب الذين يعملون بوظيفة خدم أذلاء لدى السلطة بدل أن يكونوا رقباء عليها كما هو الحال في البرلمانات الغربية، حيث تلعب السلطة التشريعية المملثة بالبرلمان دوراً رقابياً على الحكومات لصالح الشعوب. وبما أن هذا الدور ممنوع في مجالسنا الكوميدية المسماة برلمانات، فقد راح ملايين العرب يلجؤون إلى مواقع التواصل المفتوحة لمناقشة قضاياهم والتعبير عن آرائهم بأداء الحكومات والسلطات، ومتابعة الأصوات الحرة التي جمعت حولها ملايين المتابعين.
وبما أن حرية التعبير والتنظيم السياسي معدومة في معظم البلاد العربية، فقد تحولت منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي أيضاً إلى منابر حقيقية لجماعات المعارضة المهاجرة، بحيث باتت المعارضة الالكترونية قوة لا يستهان بها داخل البلاد وخارجها. ولو لم تكن مؤثرة لما هاجمها الإعلام الرسمي وشيطنها وأصدر عليها أحكاماً جائرة.
وبما أن السلطات الحاكمة في بلادنا تعلم علم اليقين أنها لا تمثل إلا نفسها، وأنها تقترف مئات الخطايا بحق الشعوب يومياً، فهي باتت تحسب كل صيحة تويترية أو فيسبوكية عليها، لهذا فهي تضرب بيد من حديد كل من يعكر صفوها أو يؤلب الشارع ضدها في مواقع التواصل. ولعلنا نتذكر أن النظام السوري الذي خبر تأثير مواقع التواصل عليه على مدى السنوات السبع الماضية أصدر قبل أسابيع مرسوماً جمهورياً جديداً لإنشاء محاكم خاصة لملاحقة الناشطين في مواقع التواصل. ويتجه القضاء السوري إلى التشدد في محاسبة الناشطين الالكترونيين، بعدما أقرّ مجلس وزراء النظام مشروع قانون جديد يعاقب على الجريمة المعلوماتية. واعتقل النظام خلال العامين 2011 و2012 ما لا يقل عن 3500 ناشط الكتروني مع 600 آخرين مازالوا في عداد المفقودين أو الميبين قسراً حسب تقرير لـ «الشبكة السورية لحقوق الإنسان».
وقد أخبرني كثيرون في سوريا أن مجرد وضع لايك على منشور فيسبوكي قد يودي بصاحبه في سوريا إلى غياهب السجون. ولطالما اقتحمت أجهزة الأمن البيوت للقبض على شاب عمل شير لبوست لأحد المعارضين على فيسبوك. ولطالما حذرت سلطات الأمن اشخاصاً أعرفهم لمجرد أنهم يتابعون مغرداً على «تويتر». لكن هل تنجح الدول العربية في وقف البرلمات الالكترونية بمحاكمها وقوانينها القراقوشية؟
لا أبداً، فقد فلت الأمر من أيديها تماماً في عصر السماوات المفتوحة وانتشار برامج التواصل كانتشار في الهشيم عبر الموبايلات وأجهزة الكومبيوتر في زمن الانترنت. وما أسهل إنشاء الصفحات عبر أسماء وهمية في مواقع التواصل ونشر كل فضائح الحكومات العربية. الزمن الأول تحول. وإذا لم يصبح لدى العرب برلمانات حقيقية تمثل الشعوب بدل أن تمثل عليها، فسيزداد الإقبال الشعبي على البرلمانات الالكترونية وعلى منصات المعارضات عبر مواقع التواصل، وسيزداد معها رعب الحكومات وخوفها من ذلك العصفور المغرد الصغير (تويتر) وشريكه صاحب الحرف الأزرق الشهير (فيسبوك) وأمثاله.

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

هل أصبحت مواقع التواصل كابوساً مرعباً للمخابرات العربية؟

د. فيصل القاسم

فضائح خروقات الانتخابات العراقية تتواصل… تزوير وبيع أصوات ومساومة الخاسرين

Posted: 01 Jun 2018 02:29 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: كشف مصدر مطلع في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، عن تصدر محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وكركوك، نسب عمليات «التزوير» في الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 أيار/ مايو الماضي.
وقال لـ «القدس العربي» إن الاحصائية «شبه النهائية» تفيد بأن نسبة التزوير والتلاعب في نتائج الانتخابات في نينوى بلغت 41٪، تلتها الأنبار 35٪، فصلاح الدين 33٪، وكركوك 32٪.
وطبقاً للمصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن محافظة نسبة التزوير والتلاعب في السليمانية بلغت 14٪، تلتها أربيل 12٪، وديالى 9٪، ودهوك 8٪، والبصرة 7٪، وبغداد وواسط وكربلاء بواقع 5٪ لكل محافظة، وميسان وبابل 4٪ لكل منهما، والنجف وذي قار والمثنى 2٪ لكل محافظة، وأخيراً القادسية بنسبة 1٪.
وتحدث عن فتح مراكز «وهمية» في داخل العراق وخارجه، بإشراف أعضاء في المفوضية، لبيع الأصوات، لافتاً إلى أن هناك أسماء محددة لنواب حاليين، جرى تجديد الولاية لهم «بدفع وتأثير الأحزاب المتنفذة»، فيما تم بيع بقية الأصوات للمرشحين الراغبين بشرائها.
وأضاف: «هناك تلاعب آخر جرى عبر (بطاقة الذاكرة المتنقلة) الموجودة في كل جهاز داخل كل محطة»، لافتاً إلى أن «مهمة هذه الذاكرة هي تخزين البيانات ـ كحل بديل، في حال فشل إرسالها عبر الأقمار الاصطناعية، حيث قام بعض الموظفين بعدم إرسال البيانات للقمر، واكتفوا بإرسال الذاكرة يدوياً للمركز الوطني في بغداد، الأمر الذي يسهل عملية التلاعب بالأصوات وتغيير النتائج».
ولفت أيضاً إلى حدوث «عمليات تلاعب بالأصوات في مخيمات النازحين، من خلال سيطرة جهات «متنفّذة» على عددٍ من المخيمات بعضها كُشفت فيما مرّ البعض الآخر، وإجبار النازحين أو تهديدهم أو إغرائهم مالياً، للتصويت لشخصيات محدّدة، أو عبر ملء أوراق الاقتراع الفارغة، خصوصاً إن التصويت في المخيمات لم يشترط استحصال بطاقة الناخب».
الحال لم يكن مختلفاً في انتخابات الخارج، حسب المصدر، الذي أكد «حدوث عمليات تلاعب وبيع أصوات أيضاً»، منوهاً في الوقت عينه أن «تلك العمليات تتم عبر أشخاص وسماسرة من داخل المفوضية، تتولى عملية حذف وإضافة الأصوات من المرشحين مقابل مبالغ مالية طائلة».
وتابع: «العمليات أعلاه تم بعضها عبر الاتصال بأغلب الخاسرين (الاحتياط) ومساومتهم على مبالغ مالية، أو عبر انتماءات سياسية تدفع لفوز مرشحين محددين»، مبيناً أن ذلك الأمر جرى على نطاق واسع في «محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك».

تلاعب داخل الكتل

في المقابل، كشف أحد المرشحين «الخاسرين» عن صعود تسعة شخصيات سياسية بارزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة من خلال «التزوير».
وقال المصدر لـ«القدس العربي»، إن «عمليات التزوير جرت على نطاق واسع في مخيمات النازحين وانتخابات الخارج»، عازياً السبب في ذلك إلى «اعتماد موظفي المفوضية على وثيقة ثبوتية للتصويت بدلاً عن البطاقات الانتخابية الإلكترونية، ناهيك عن وجود 300 ألف نازح يحق لهم التصويت».
وأكد المصدر مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إن «رؤساء الكتل السياسية كان لها دور كبير في صعود شخصيات محددّة ـ أما لمكانتها الحزبية، أو مقابل دفع مبالغ مالية وصلت إلى أكثر من مليار ونصف المليار دولار»، لافتاً إلى أن «هناك 9 شخصيات سياسية بارزة صعدت للبرلمان من خلال تلك الطرق». من دون ذكرها.
وتابع: «هناك تلاعب داخل الكتلة نفسها، بمعنى إن الأصوات تؤخذ من بعض المرشحين الفائزين وتضاف إلى أسماء أخرى»، مؤكداً أن «الكتل التي اتبعت هذه الطريقة هي من تعارض اليوم إعادة العدّ والفرز اليدوي».
يأتي ذلك في وقت نفت فيه وزارة الهجرة والمهجرين الاتحادية، تسليمها أي معلومات عن أسماء الجالية العراقية خارج البلاد إلى مفوضية الانتخابات، مشيرة إلى أن الأخيرة لم تطلب منها ذلك.
وقالت في بيان، إن «وزارة الهجرة والمهجرين ابدت استغرابها من التصريحات التي أدلت بها مفوضية الانتخابات وما تناقلته وسائل الإعلام عن بعض السياسيين بأن الوزارة زودت المفوضية بأسماء الجالية العراقية في الخارج لغرض الانتخابات البرلمانية الأخيرة».
وأوضحت، إنها «لم تسلم المفوضية أي معلومات بهذا الخصوص، فضلاً عن أنها لم يطلب منها ذلك».
أغلب الكتل السياسية تقرّ بحصول عمليات تزوير وتلاعب في نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، وأعلنت موقفها المؤيد لعزم البرلمان إعادة انتخابات الخارج والتصويت الخاص، فضلاَ عن إعادة عملية العد والفرز «يدوياً».
ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، انتقد «تجاهل» الحكومة العراقية لتحذير الأمم المتحدة وجهاز المخابرات والأمن الوطني بعد تأكيدهم على اختراق الأجهزة الالكترونية الخاصة بالانتخابات.
النائب عن دولة القانون، محمد الصيهود، قال في تصريح، إن «ائتلاف دولة القانون عازم على تصحيح المسارات الخاطئة من خلال البرلمان واعادة العد والفرز لأوراق الاقتراع يدوياً من اجل الوصول إلى الحقيقة».
وأضاف: «أجهزة الاقتراع زُوّدت من مصدرين وهميّين من كوريا واستراليا، وهذه الأجهزة مبرمجة من هناك لاختراق الانتخابات وتغيير نتائجها لاتجاهات محددة ومعروفة»، لافتاً إلى أن «الحكومة تعلم بعدم وجود شركات فاحصة للاجهزة المذكورة، كما أن الأمم المتحدة حذرت قبل الانتخابات من فشل هذه الأجهزة، واستمعت كذلك إلى جهازي الأمن الوطني والمخابرات بشأن اختراق الاجهزة ولكنها تجاهلت ذلك الأمر».
وتابع: «سكوت الحكومة عن اختراق الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالانتخابات، هو نفسه السكوت على دخول الإرهابيين إلى العملية السياسية أمثال خميس الخنجر».
أما تحالف الفتح، بزعامة هادي العامري، فطلب «رسمياً» من مفوضية الانتخابات إجراء العد والفرز اليدوي لأوراق الاقتراع، معلناً تأييده لإجراءات البرلمان بشأن إعادة العد والفرز اليدوي لنتائج الانتخابات بنسبة 10٪.
وقال المتحدث باسم التحالف، أحمد الأسدي في تصريح متلفز، إن «تحالف الفتح رفع كتاباً إلى المفوضية مع بداية الانتخابات يطالبها فيه بإجراء العد والفرز اليدوي على مستوى المحطة الواحدة، من أجل الاطمئنان على نتائج الانتخابات وضمان عدم حدوث أي خرق في عملية الاقتراع».
وأضاف: «تحالف الفتح يثق بإجراءات المفوضية، ولكن من الافضل القيام بخطوات لطمأنة الكتل السياسية والشارع العراقي»، مبيناً ان «قرار البرلمان باجراء العد والفرز اليدوي بنسبة 10٪ يزيد طمأنة الشارع العراقي بشأن الانتخابات».
وأوضح أن «تحالف الفتح يؤيد اتخاذ أي إجراءات قانونية تطمينية تصب في مصلحة جميع الكتل السياسية بشأن الانتخابات».

اتهامات لحزب طالباني

وتصدّر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في محافظة كركوك، ما اعتبره تركمان المدينة أنه جاء عبر «التزوير»، متعهدين بـ«كشف الحقائق».
نواب عن الجبهة التركمانية، عقدوا مؤتمراً صحافياً تحت قبة البرلمان، أكدوا فيه إنه «بعد كشف التزوير الذي قام به الإتحاد الوطني الكردستاني في الانتخابات النيابية في محافظة كركوك، أصدر نوابه بيانًا في الـ29 من ايار/ مايو الماضي، يكيلون فيه التهم للتركمان وللجبهة التركمانية العراقية، وواصفين جهاز مكافحة الإرهاب الذي قارع تنظيم داعش الإرهابي وحرر العراق منه بالميليشيات، وطال اتهامهم لبعض الموظفين التركمان الأكفاء الذي يشهد الكل بنزاهتهم والذين لم يتركوا محل وظيفتهم كما فعل باقي الموظفين التابعين للاتحاد الوطني الكردستاني».
وأضافوا أن «ما حدث من تزوير في كركوك لا يمكن القبول به او السكوت عنه، بل أصبح مدار بحث المجتمع الدولي كما أورد السيد يان كوبيتش في كلمته (…) امام مجلس الامن الدولي»، مشيرين إلى أن «الاحزاب الكردية في إقليم كردستان شخصت التزوير في الإقليم حيث تلاعب الإتحاد الوطني بنتائج الانتخابات».
وتابعوا أن «الحل الوحيد لكشف التزوير في محافظة كركوك هو إجراء العد والفرز اليدوي»، لافتين إلى أن «الجبهة ستكشف الحقائق وسيظهر حجم التزوير الذي قام به هذا الحزب والذي يتحمل مسؤولية تخريب السلم المجتمعي في محافظة كركوك».
إلى ذلك، دعا زعيم جبهة الحوار الوطني ونائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق صالح المطلك، رئيس الجمهورية فؤاد معصوم إلى اتخاذ موقف واضح من «تزوير الانتخابات» والعمل على حماية الدستور.
وقال في بيان «بعد ما أفرزته العملية الانتخابية من نتائج مشوهة بسبب ما شابها من عمليات تزوير وتحريف لإرادة الناخبين، وفي الوقت الذي تطالب فيه الكتل السياسية بمحاسبة المزورين وتصحيح النتائج، يأتي موقف رئاسة الجمهورية منتقدًا لقرار البرلمان وللإجراءات التي تهدف إلى تصحيح العملية الانتخابية».
وأضاف: «نحن في الجبهة نعتقد أن هذا الموقف من رئاسة الجمهورية فيه ابتعاد عن حماية الدستور وعن حماية حقوق الشعب ويسيء إلى سمعة العراق التي تشوهت بسبب التزوير الذي حصل في الانتخابات».
وطالب، الرئيس العراقي بـ«اتخاذ موقف واضح من عمليات التزوير والعمل على حماية الدستور بشكل لا يسمح للمزورين بتحقيق أهدافهم غير المشروعة».

فضائح خروقات الانتخابات العراقية تتواصل… تزوير وبيع أصوات ومساومة الخاسرين
تحالفا المالكي والعامري يؤيدان إعادة العدّ والفرز اليدوي
مشرق ريسان

الغزيون يحيون الجمعة العاشرة «من غزة إلى حيفا» وإصابات في صفوف المتظاهرين

Posted: 01 Jun 2018 02:28 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: أحيا سكان قطاع غزة الجمعة الثالثة في شهر رمضان، والعاشرة منذ انطلاق فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» تحت شعار «من غزة إلى حيفا وحدة دم ومصير»، على طول الحدود الشرقية للقطاع، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف المتظاهرين برصاص جيش الاحتلال، وسط تأكيدات من الهيئة المشرفة على هذه الفعاليات الشعبية السلمية، بالاستمرار في هذه الفعاليات حتى تحقيق هدفها المنشود بكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن إصابة عدد من المشاركين في فعاليات يوم أمس، مع ساعات الظهر، وتواصل توافد حشود كبيرة من المواطنين الى «مخيمات العودة الخمسة».
ولم تمنع أجواء الصيام وارتفاع درجات الجرارة الشبان المشاركين من الاقتراب من منطقة السياج الإسرائيلي العازل، ومحاولة قطع أجزاء منه، ورشق جنود الاحتلال بالحجارة على غرار أيام الجمع الماضية.
وظلت فعاليات جمعة «من غزة إلى حيفا» قائمة حتى ساعات الليل، حيث أدى هناك المشاركون بعد تناول وجبة الإفطار صلاة المغرب، ومن ثم صلاة العشاء والتراويح.
وقالت الهيئة الوطنيّة العليا لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، إن استمرار المسيرات في غزة بمشاركة كافّة القوى والقطاعات الشعبية «تأتي لحماية حقّنا في العودة وكسر الحصار». وأشادت في الوقت ذاته بصمود الفلسطينيين القاطنين في المناطق المحتلة عام 1948، مؤكدة على أن وحدة المصير المشترك معهم، هي من دفعتها لإطلاق هذا الاسم على جمعة الأمس.
وتقيم الهيئة خمسة مخيمات عودة على الحدود الشرقية لقطاع عزة، اثنان منها على حدود مدينتي خانيونس ورفح جنوب القطاع، وثالث على حدود مخيم البريج وسط القطاع، ومخيم شرق مدينة غزة، وآخر شرق بلدة جباليا شمالا، وجميعها تشهد فعاليات يومية منذ انطلاق «مسيرة العودة» يوم 30 آذار/مارس الماضي.
وكان الدكتور خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، قد أكد أن مسيرات العودة وكسر الحصار» لن تتوقف حتى تحقيق جميع أهدافها»، لافتا إلى أن هذه المسيرات أظهرت للعالم مظلومية الشعب الفلسطيني أمام ترسانة الاحتلال، مبيناً أن أهدافها كسر الحصار، وأن «يستيقظ العالم من غفلته ويدرك ان للشعب الفلسطيني أرضًا ويريد العودة إلى بلاده».
وأكد كذلك أن هذه المسيرات «فضحت الصورة البشعة للاحتلال»، لافتا إلى أن الحركة توافقت مع الكل الوطني على «مسيرات العودة السلمية» منذ يوم 30 مارس/ آذار الماضي، وأضاف «أردنا أن نظهر للعالم أننا شعب مظلوم أعزل أمام ترسانة عسكرية تضرب في كل مكان».
ودعا لاستمرار مشاركة الفلسطينيين في هذه الفعاليات، وقال «بقدر خروجكم بالساحات وتوجهكم لحدودنا بقدر ما تثبتون للعالم أننا شعب مصمم على تحقيق أهدافه، وأننا شعب له قضية ولدينا في غزة ألم كبير».
وفي السياق أعلن مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير، أن 83 شهيدا ارتقوا على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، من بينهم 10 أطفال خلال الشهر الماضي.
وأوضح المركز في تقريره الشهري حول أبرز الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، أن ارتفاعاً كبيراً في عدد الشهداء والجرحى طرأ خلال الشهر الماضي، بسبب الأحداث التي واكبت عملية نقل السفارة الامريكية للقدس الذي تصادف ايضاً مع الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى ان من بين الشهداء 79 مواطناً قتلتهم سلطات الاحتلال على حدود قطاع غزة خلال «مسيرات العودة السلمية»، وأربعة شهداء في الضفة الغربية والقدس، فيما لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز في ثلاجاتها جثامين 23 شهيداً من الضفة الغربية وقطاع غزة.
يشار إلى ان أحداث «مسيرات العودة» أدت لاستشهاد 123 مواطنا منذ انطلاقها يوم 30 مارس الماضي، وأكثر من 13 ألفا آخرين، المئات منهم لا يزالون يعانون من خطورة أوضاعهم الصحية.
الى ذلك نقلت وزارة الصحة في غزة، عن الدكتور هاني الخازندار، رئيس قسم العظام في المشفى الإندونيسي شمال القطاع، قوله إنه على مدار 24 عاماً من عمله كجراح للعظام لم يشاهد هذه الأنواع من الإصابات والجروح والكسور «المعقدة». وأكد أن الطواقم الطبية في قسم جراحة العظام في المستشفى، تعرضت لضغوط هائلة جراء الأعداد الكبيرة التي وصلت إلى أقسام الاستقبال والطوارئ.
يشار إلى أن قناصة الاحتلال المنتشرين على حدود غزة، تعمدوا إطلاق النار على المتظاهرين السلميين، من أجل إحداث ضرر مباشر وعلى المدى الطويل، من خلال استهداف عظام الساق، وهو ما أدى إلى بتر أطراف عدد من الشبان.

الغزيون يحيون الجمعة العاشرة «من غزة إلى حيفا» وإصابات في صفوف المتظاهرين
تقرير لمنظمة التحرير: 83 شهيدا ارتقوا الشهر الماضي بينهم 10 أطفال

السيسي يؤدي اليمين الدستورية اليوم وسط أزمات الغلاء وسد النهضة والاعتقالات

Posted: 01 Jun 2018 02:28 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: يؤدي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية عن مدة ولايته الثانية أمام البرلمان، اليوم السبت، في وقت تحاصر الأزمات المصريين، فمن عطش متوقع نتيجة اقتراب إثيوبيا من إنهاء بناء سد النهضة الذي سيؤثر على حصة البلاد التاريخية من مياه النيل، إلى موجة جديدة مرتقبة من ارتفاع أسعار الوقود، في ظل تنفيذ النظام لسياسات الإصلاح الاقتصادي التي فرضها البنك الدولي وتقضي برفع الدعم نهائيا على مراحل عن الوقود، مروراً بحملة اعتقالات واسعة نفذتها الأجهزة الأمنية في صفوف نشطاء سياسيين، وفي مجال الدفاع عن حقوق الإنسان خلال الأسابيع الأخيرة دفعت منظمات حقوقية ومؤسسات دولية لإصدار تقارير تنتقد فيها السياسات القمعية التي يتبناها السيسي.
وشهدت منطقة وسط البلد في العاصمة المصرية القاهرة إجراءات أمنية غير مسبوقة لتأمين وصول السيسي إلى البرلمان، حيث انتشرت الطائرات الحربية في سماء القاهرة، فيما شهد محيط مجلس الشعب وميدان التحرير انتشارا مكثفا للقوات الأمنية والخاصة ومدرعات الشرطة.
وانتهت الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية من تنفيذ خطة لتأمين الجلسة، تتضمن نشر خدمات أمنية نظامية وسرية ثابتة، إضافة إلى نشر خبراء المفرقعات أمام المنشآت المهمة والحيوية، مع التأكيد على نشر الخدمات المرورية على مستوى العاصمة بكثافة، لتسيير الحركة المرورية وإعداد طرق بديلة في حالة حدوث ازدحام مروري، فيما تم تفعيل دور القوات الأمنية ووحدات التدخل السريع المنتشرة على مستوى العاصمة، لضمان التدخل الفوري حال حدوث أي شيء يعكر صفو الأمن العام.
وفي السياق ذاته، رفعت وزارة الداخلية حالة الاستنفار الأمني إلى الحالة «ج طوارئ قصوى»، حيث شددت الإجراءات الأمنية، ونشرت الأكمنة والارتكازات في جميع الميادين والمحاور المؤدية للبرلمان في شارع قصر العيني، مع مواصلة الحملات الأمنية، وكذلك نشر خبراء المفرقعات ورجال الحماية المدنية لتمشيط جميع المناطق الحيوية القريبة من البرلمان، ومراقبة الحالة الأمنية من خلال كاميرات المراقبة التابعة للإدارة العامة للمرور، إضافة إلى تكثيف ونشر وحدات التدخل السريع المزودة بأحدث التقنيات الفنية لضمان التدخل الفوري في حالة ملاحظة أي أمر.
وحسب الخطة، بدأ قطاع البحث الجنائي بمتابعة قاطني الشقق المفروشة في منطقة وسط البلد.
ويتضمن نص اليمين الدستورية، وفقا للمادة 144، التالي: «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مُخلصًا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه». ودعا علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، المجلس للانعقاد في جلسة خاصة اليوم السبت عملًا بحكم المادة «144» من الدستور، والمادة «109» من اللائحة الداخلية للمجلس.

أسعار الوقود

يأتي ذلك في وقت ينتظر المصريون بين لحظة وأخرى، إعلان الحكومة قرار رفع أسعار الوقود، حيث بدأت حملة حكومية منظمة، بشكل متزامن، شاركت فيها وسائل إعلام محلية، عن فاتورة دعم المحروقات بشكل واسع هذا الأسبوع، خاصة مع ارتفاع أسعار البترول ومشتقاته عالميا، ما يمثل تمهيدا لـ«قرار تم اتخاذه» برفع أسعار المحروقات خلال فترة لا تتخطى أياما، وربما ساعات.
وتوقع محللون اقتصاديون أن تتراوح نسبة الزيادة المقبلة في أسعار الوقود محليا بين 30 إلى 45٪ في ظل الزيادات المستمرة في أسعار النفط عالميا.
وتعد الزيادة الجديدة الرابعة على أسعار الوقود منذ وصول السيسي إلى سدة الحكم قبل 4 سنوات، إذ كانت الأولى في يوليو/تموز 2014، بنسب اقتربت من الضعف، والثانية في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بنسب تراوحت بين 30 إلى 47 ٪، ثم جاءت الزيادة الثالثة في الثلاثين من يونيو/حزيران الماضي بنسب تصل إلى 55 ٪.
ومنذ قرار الشروع في برنامج الإصلاح الاقتصادي، الذي انطلق بتعويم الجنيه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، يعاني المصريون من موجات ارتفاع أسعار متلاحقة، كان آخرها قبل أيام من انطلاق شهر رمضان، تمثلت بارتفاع أسعار تذاكر «قطارات الأنفاق» للمرة الثانية خلال عهد السيسي بنسب تراوحت بـ 250 ٪، ما سبب موجة غضب ظهرت في تظاهرات شعبية في محطات المترو، دفعت الحكومة لتأمين المحطات بسيارات الأمن المركزي. ويدخل السيسي ولايته الثانية، في وقت تقترب فيه إثيوبيا من إنجاز بناء سد النهضة، وبدء عملية تخزين المياه، ما سيؤثر على حصة مصر التاريخية من مياه النيل، في وقت تعثرت المفاوضات الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية عن علاج الأزمات العالقة بين البلدان الثلاثة الخاصة بالسد.
السفير الإثيوبي لدى الخرطوم، ملوقيتا زودي، كشف قبل أيام عن أنه سيتم الاحتفال قريبا جدا بانتهاء بناء سد النهضة بعد إنجاز أكثر من 65٪ من عمليات التشييد.
وبينما تواصل إثيوبيا البناء دون النظر للخلافات مع مصر، تستضيف القاهرة يومي 18 و19 يونيو/ حزيران المقبل أعمال «اللجنة التساعية «بين دول مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة بمشاركة وزراء الخارجية والري ومديري أجهزة المخابرات في الدول الثلاث، لاستكمال مع اعتبرها ممثلو الدول الثلاث انفراجة في المفاوضات المتعثرة منذ شهر نوفمبر الماضي.
ففي منتصف مايو/ أيار الماضي حدث اتفاق مفاجئ بين الدول الثلاث بعد عدد من الجولات المتعثرة.
واتفقت الدول الثلاث على تشكيل فريق علمي مستقل ومشترك لدرس ملء سد النهضة وقواعد تشغيله، بالتوازي مع دراسات الاستشاري.
وتمثل مسألة ملء السد وتشغيله عقبة بين مصر وإثيوبيا، إذ تخشى مصر أن تؤثر نسبة المياه المحتجزة خلف بحيرة السد على حصتها المائية، وتأتي 80٪ من المياه الواردة إلى مجرى النهر الرئيسي من النيل الأزرق الذي يبنى عليه السد.

قمع الناشطين

دفعت حملة الاعتقالات التي شنتها الأجهزة الأمنية المصرية خلال الأسابيع الماضية، منظمات حقوقية ومؤسسات دولية، إلى توجيه انتقاد لما وصفته بالسياسات القمعية التي يتبناها نظام السيسي.
وندد الاتحاد الأوروبي، الأربعاء الماضي، بتوقيف معارضين وشخصيات من المجتمع المدني في مصر بعد إعادة انتخاب السيسي.
كما اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في تقرير حمل عنوان «زوار الفجر يعتقلون النشطاء»، الشرطة المصرية وجهاز الأمن الوطني بتنفيذ حملة اعتقالات ضد منتقدي النظام، خلال مداهمات جرت فجراً، منذ بداية مايو/أيار 2018. واكدت أن «أجهزة الأمن احتجزت النشطاء لفترة وجيزة سرا بمعزل عن العالم»، مشيرة إلى أن «التهم التي وجهت إلى النشطاء مستندة إلى منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ونشاطهم السلمي فقط»
أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل السيد قال في تصريحات صحافية إن هذه التوقيفات تشير إلى أن «شيئا لم يتغير في السياسات الأمنية للنظام».
وأضاف: «ما زال هناك تخوف من تكرار ما جرى في كانون الثاني/يناير 2011، وهو ما عبر عنه الرئيس السيسي أكثر من مرة» في تصريحاته.
وتابع «مع الزيادة المنتظرة في أسعار المحروقات والكهرباء»، يخشى «صناع القرار من أن يستغل الناشطون، خصوصاً ممن ارتبطت أسماؤهم بثورة 2011، الظروف لتعبئة المواطنين ضد نظام السيسي»، موضحاً أن «برنامج الإصلاح الاقتصادي تقع آثاره المتمثلة في ارتفاع الأسعار على الغالبية العظمى من المصريين».
أما الباحث في معهد العلاقات الاستراتيجية الدولية في فرنسا كريم بيطار، فبين أن التوقيفات «تشكل استمرارا لسياسات القمع التي انتهجت خلال السنوات الأخيرة والرامية إلى القضاء على كل السلطات القادرة على إحداث التوازن مع السلطة التنفيذية مثل البرلمان والقضاء والإعلام والمنظمات غير الحكومية والمثقفين وغير ذلك».
وأوضح أن التوقيفات «مرتبطة من دون شك بالشعور المتنامي بالاستياء لدى قطاعات واسعة من المصريين وكذلك بشعور النظام بأنه قادر على الإفلات من العقاب بسبب قرار الغرب غض النظر عنه».
وأعتبر أن «التفضيل الغربي للسلطوية العربية يمنح الحكام في الشرق الأوسط شيكات على بياض تجعلهم يشعرون بأنهم مطلقو الأيدي في ما يتعلق بالقمع».
وكانت حملة الاعتقالات طالت حازم عبد العظيم الناشط السياسي وعضو الحملة الرئاسية للسيسي عام 2014 قبل أن ينقلب عليه ويوجه له انتقادات في تغريدات على موقع تويتر، إضافة إلى الناشط السياسي شادي الغزالي حرب وهيثم محمدين؛ والناشطة أمل فتحي، وشادي أبو زيد، معد برنامج تلفزيوني ساخر، وشريف الروبي المتحدث باسم حركة 6 أبريل.
ويترقب مجلس النواب إجراء حركة محافظين جديدة، مع انتهاء ولاياتهم اليوم، مع انتهاء الفترة الرئاسية الأولى للسيسي، حيث تقضي الفقرة الأخيرة من المادة 25 من القانون 43 لسنة 1979 في شأن الإدارة المحلية بـ«يعتبر المحافظون مستقيلين بحكم القانون بانتهاء رئاسة رئيس الجمهورية ولا يترتب على ذلك سقوط حقهم في المعاش أو المكافأة ويستمرون في مباشرة أعمال وظائفهم إلى أن يعين رئيس الجمهورية الجديد المحافظين الجدد».
كما يترقب المصريون تغييرا وزاريا واسعا ربما يشمل رئيس الوزراء نفسه، حيث توقع مراقبون تكليف مصطفى مدبولي وزير الإسكان بتشكيل الوزراة خلفا لرئيس الوزراء الحالي، خاصة أن مدبولي وقع عليه اختيار السيسي للقيام بأعمال رئيس الوزراء أثناء فترة علاج اسماعيل خارج البلاد.

السيسي يؤدي اليمين الدستورية اليوم وسط أزمات الغلاء وسد النهضة والاعتقالات
توقعات بإجراء تغيير وزاري وحركة محافظين قريبا

مراقبون يطالبون الرئيس التونسي بكبح طموح نجله وإيقاف مشروع «التوريث الديمقراطي»

Posted: 01 Jun 2018 02:28 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: أعاد الخلاف القائم بين رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد ونجل الرئيس، حافظ قائد السبسي، الجدل حول موضوع التوريث، حيث دعا عدد من المراقبين الرئيس التونسي إلى كبح طموح نجله الساعي للسيطرة على الحزب الحاكم عبر إبعاده خصومه السياسيين، وهو ما قد يؤثر سلباً على استقرار المشهد السياسي في البلاد.
وكان الشاهد شنّ هجوماً كبيراً على نجل الرئيس التونسي، حافظ قائد السبسي (المدير التنفيذي لحزب نداء تونس)، حيث اتهمه بتدمير الحزب الحاكم، مشيراً إلى أنه حان الوقت للبدء بإصلاح الحزب ليستعيد ثقة التونسيين.
وكتب زياد كريشان رئيس تحرير صحيفة «المغرب» اليومية: « من المفارقات العجيبة في البلاد أن هجوم يوسف الشاهد على الابن قد يحرر الأب ويطلق يده لإيقاف مشروع «التوريث الديمقراطي» بصفة نهائية، وذلك لأنها المرة الأولى التي سيضطر فيها رئيس الدولة للحسم في الدور السياسي المتعاظم لنجله وللمجموعة المحيطة به من المنتدبين الجدد من الفريق البديل لنظام بن علي».
وأضاف في مقال له في الصحيفة: «مشروع «التوريث الديمقراطي» هو ذلك المشروع الذي بدأ تنفيذه على مراحل من قبل المجموعات الملتفة حول نجل الرئيس منذ سنة 2014 والقاضي بإبعاد الخصوم داخل حزب النداء الواحد تلو الآخر حتى لا يبقى سوى هو. هذا المشروع الذي يتحمل الأب مسؤولية عدم وأده في المهد، قد استقلّ تدريجيا عن إرادة رئيس الدولة وخاصة مع الوافدين الجدد ليصبح مشروعا قائم الذات بحكم الشبكة الزبونية الواسعة التي نسجها النجل بمعية جماعته، وبحكم تفرده المطلق في القرار الحزبي باعتباره صاحب الباتيندة (السجل التجاري) الجديد. ولكن اليوم وبعد هذه الدقائق الإحدى عشرة (خطاب الشاهد) تسارعت عقارب الساعة بما سيفرض نهائيا على الباجي قائد السبسي إما تعميد هذا المشروع أو القضاء عليه بدعمه وتأييده لرئيس الحكومة».
وكتبت الباحثة رجاء بن سلامة على صفحتها في موقع «فيسبوك» تحت عنوان «لا للتّوريث الدّيمقراطيّ، لا لإعادة تجارب الزّبونيّة الأسريّة»: «نطلب من سيادة رئيس الجمهوريّة – الذي نحترمه ونجلّه – أن يُبعد أسرته عن دائرة الحكم، والزّبونيّة، وأن ينأى بنفسه عن مشروع «التّوريث الدّيمقراطيّ» الذي ترفضه نُخب البلاد ويرفضه الشعب فعلا، بل وتقشعرّ منه الأجساد، ولا تقبله إلاّ مجموعة من دائرة نجله ليست لها أدنى مصداقيّة، وليست لها أيّ رأفة بهذا الوطن، وليس لها من همّ إلاّ اقتسام الكعكة. من يشاركني الرأي ينشر، ويفكّر في تحرّك جماعيّ مواطنيّ لإنقاذ البلاد من هذا الانحدار. عندما نجد أنفسنا أمام اللاّمقبول واللامحتمل وأمام تكرار مهازل الماضي، يصبح الصّمت جريمة».
وكانت قيادات سابقة تحدثت عن اتصالات بين مؤسسي «نداء تونس» لترميمه وإصلاح ما «أفسده» نجل الرئيس، حافظ قائد السبسي، واستعادة الشعبية التي كان يتمتع بها الحزب عام 2014.

مراقبون يطالبون الرئيس التونسي بكبح طموح نجله وإيقاف مشروع «التوريث الديمقراطي»
اعتبروا أن «استيلاءه» على الحزب الحاكم يؤثر سلباً على استقرار المشهد السياسي
حسن سلمان:

أراض وتلال تحوي آثارا تباع لمن يدفع الثمن وإفطار بعض أهالي الإسكندرية قبل 7 دقائق بسبب خطأ إذاعي

Posted: 01 Jun 2018 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : ازدانت الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 1 يونيو/حزيران بصور الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث من المقرر أن يؤدي اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية اليوم السبت، كما أبرزت أيضا دعوة الرئيس لوفد النواب الأمريكي للتوصل لتسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تقوم على إنشاء دولة مستقلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، وتأكيده كذلك على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة. والجهود التي يبذلها مقاتلو القوات الجوية للدفاع عن سماء مصر.
واهتمت الصحف كذلك بتشديد سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة إيفان سوركوش، على التزام الاتحاد بدعم مصر في حربها ضد الإرهاب. كما تابعت الصحف تطورات الأوضاع في قطاع غزة، في أعقاب القصف المتبادل بين جيش الاحتلال وحركتي حماس والجهاد، وأبرزت تحذيرات منسق الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، من أن قطاع غزة على حافة حرب شاملة. وعن تطور الأوضاع الميدانية في اليمن، حاز تقدم قوات المقاومة الوطنية بعمق 3 كيلومترات نحو مدينة الحديدة واقترابها من حسم معركة الساحل الغربي، اهتمام الصحف أيضا، التي واصلت متابعتها للشأن السوري، ونقلت تعهدات الرئيس بشار الأسد باستعادة المناطق الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية في شمال وشمال شرق البلاد.
وعلى الصعيد الدولي أبرزت الصحف آثار تطبيق قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على استيراد الصلب والألومنيوم الأوروبي على دول الاتحاد الأوروبي، كما اهتمت الجرائد بآخر التحركات الأمريكية الكورية الشمالية لعقد قمة ترامب- كيم التاريخية.

حكمة المستضعفين

بشق الأنفس يسعى عمار علي حسن في «المصري اليوم» إلى التعبير عن أفكاره من غير أن يلفت أنظار أهل السلطة خشية ما لا يحمد عقباه: «فالصمت إن كان آفة الشعوب المغلوبة فقد يكون حِكمتها في الوقت نفسه، حتى تملي للظالم ثم تأخذه بعد أن يكون قد تردى في الفساد والاستبداد، بل يمكن تحويل الصمت من طاقة سلبية تنطوي على الاستسلام إلى فعل مقاوم، قد لا يقلّ في بعض الحالات عن النضال المسلح.
وهناك حالتان أساسيتان كان فيهما الصمت مقاومة جلية بكل المقاييس. الأولى ترتبط بصمت المحكومين عن التجاوب مع نداء السلطة المستبدة لهم، حين تسعى إلى حشد الجمهور في اللحظات الحرجة، التي تجد فيها هذه السلطة نفسها مضطرة إلى استدعاء الناس بعد طول تغييب وتذكرهم بعد طول نسيان، وذلك وقت أن تكون مهددة بالانهيار، وتتوقع السلطة في هذه الحال أن الناس ستستجيب لها طواعية، إما خوفا أو طمعا، وقد تدفع التابعين لها للنزول إلى الشارع لتحفيز الجماهير الغفيرة على مساندة النظام الحاكم.
فإذا ردّ الناس بالصمت، وأداروا ظهورهم للسلطة، وأشعروها بأنها باتت مجردة من أي شرعية، وأن الشعب يرفضها كلية، فإن سلوكهم هذا ينصرف إلى المقاومة، ولاسيما إن حدث شعور جمعي بهذا الموقف، ووصلت فحوى الرسالة إلى السلطة وأتباعها. وتزداد فاعلية هذا الموقف إن كانت السلطة مُقدِمَة على خطوة تحتاج فيها إلى موافقة الناس عليها، ففي مثل هذه الظروف تلهث السلطة وراء النداء على الناس، فإن أبَوا فلا تجد السلطة بُداً من تقديم تنازلات متدرجة، تصب في نهاية المطاف في مصلحة الشعب، فإن استهان الناس بهذه التنازلات ولفظوها فقد لا يكون أمام هذه السلطة من طريق سوى الاستعداد للرحيل، أو أن تفقد أعصابها وتنزلق إلى ممارسة عنف مفرط ضد الشعب».

وصفة للأمل

«ما المدى الزمني الذي تحتاجه مصر لكي تنجو من المعاناة المرتبطة ببرنامج الإصلاح الاقتصادي؟ يؤكد خالد صلاح في «اليوم السابع» أن المصريين يتحملون اليوم بشجاعة وصبر واجتهاد كل عمليات التصحيح، قدرنا أن نتحمل اليوم ما عجز آباؤنا عن تحمله في الماضي، وما عجز عنه سياسيون ورجال دولة عبر أنظمة حكومية متعاقبة منذ ثورة يوليو/تموز 1952، وقادونا إلى هذه الدوامة التي كادت أن تضع البلاد على حافة انهيار كامل، وسقوط بلا فرصة للنجاة.
الآن، هذا التصحيح، وهذه الثورة الإصلاحية، تمنح لمصر قبلة الحياة من جديد، ويسترد اقتصاد البلد أنفاسه، وتنطلق روح جديدة في الاستثمارات العامة، وفي مشروعات البنية التحتية، وتحقق نسب النمو معدلات مرتفعة، وتتراجع البطالة، ويرتفع الاحتياطي النقدي، وكل هذه الإنجازات تتم بآلام كبيرة من المجتمع المصري الذي فهم أخيرًا أن الدولة بمفردها لا تستطيع أن تفعل شيئًا، وعرف أنه بدون تسعير صحيح لكل السلع فإن النزيف سيبقى مستمرًا، ولن يتحقق أي تطور في ملفات التعليم والصحة وغيرها من الملفات الأساسية، الشعب الآن يعرف أنه المسؤول الأول، ويعرف أنه هو المسؤول عن المواجهة.
المشكلة تبقى في السؤال «لحد إمتى» الحكومة تقول إن مدة برنامج الإصلاح الاقتصادي 7 أو 8 سنوات، بدءًا من عام 2016، أي سيمتد البرنامج حتى عام 2023 أو 2024. فهل هذا هو المدى المحتمل للمعاناة بالفعل؟ الناس جاهزة للتحدي، والناس تعرف أنه لن يساعدنا أحد سوى أنفسنا، لذا يتمنى خالد من هالة السعيد وزيرة التخطيط، أن ترسم لنا خطة للأمل، وتصورا شاملا لمراحل الإصلاح وتحدياته المقبلة، حتى نعرف متى يطلع الفجر».

ما الجديد هذه المرة؟

«اليوم يحلف الرئيس السيسي اليمين الدستورية فما الجديد هذه المرة؟ يوسف أيوب في «اليوم السابع»، يرى أن السيسي يستحق أن نوجه له تحية تقدير وإجلال، لأنه نجح في أن يعيد للدولة المصرية وضعها مرة أخرى، وبذل كل ما هو غالي وثمين من أجل الحفاظ على اسم الدولة المصرية من مصير الصراعات في المنطقة، والاستقطاب الذي حول مواطني الدول إلى أدوات لهدم دولهم.
تحية التقدير هذه أيضا يستحقها الشعب المصري، الذي وقف خلف القيادة السياسية، وتحمل كثيرا من الصعاب والمخاطر، وكان واعيا للمخاطر التي كانت تهدد أمنه في الشارع المصري، وتجاوز مع قيادته السياسية خطوات استعادة مؤسسات الدولة لدورها، بل انطلق إلى مرحلة جديدة من التنمية من أجل المستقبل. إننا يجب أن نتوقف كثيرا لنتأمل المشهد السياسي هذه المرة بكافة عناصره بالكامل، لنقارن بين أين كانت الدولة المصرية منذ أربع سنوات، وأين أصبحت الآن. كما يجب علينا جميعا أن نفتخر بهذا المشهد الذي تنقله كافة وكالات الأنباء العالمية، وكيف تمثل لحظات وقوف الرئيس أمام أعضاء مجلس النواب كأحد مظاهر استعادة سيادة الدولة المصرية».

الحل في المصالحة

المصالحة التي يقصدها عبد اللطيف المناوي في «المصري اليوم» ليست سياسية بل اقتصادية: «بالتأكيد ليست بين الدولة ومن اقترفوا جرائم فساد واحتكار، وساهموا في الوصول بمصر إلى وضع اقتصادي حرج، بل مع القطاع الخاص. لابد أن نعترف بأنه لا سبيل لنهضة اقتصادية حقيقية إلا باستثمارات أجنبية مباشرة وقوية، تسهم في إحداث حالة حراك اقتصادي تزيد معه معدلات النمو وتقل معه نسب التضخم والبطالة، وهو الأمر الذي يبدو كـ«فريضة غائبة» بفعل الظروف السياسية التي مرت بها الدولة خلال السنوات السبع الماضية، وبفعل بعض السياسات الاقتصادية والقانونية التي أحدثت نوعاً من ترهيب المستثمر الأجنبي الذي (في النهاية) يريد استثمار أمواله بشكل آمن ومفيد، وبدون أي عوائق أو مطبات في طريقه.
ربما غاب عن الكثيرين من واضعي تلك المطبات- بحسن النوايا- فكرة أن المستثمر الأجنبي لن يتحرك في مناخ يعوق المستثمرين المصريين أنفسهم، أو يفرض حالة من التقييد على أعمالهم، فكيف يأتي مستثمر أجنبي ونظيره المصري يعاني؟ وبالتالي علينا أن نواجه حقيقة مهمة، أنه مازالت هناك شوائب في العلاقة أو لنقل «عدم وضوح رؤية»، أو حالة من التوجس، يتم إشعال وتيرتها كل فترة بين الدولة من جهة، والقطاع الخاص من جهة أخرى، والمطلوب في هذه المرحلة هو إحداث مصالحة حقيقية بين الأطراف جميعها، ليس تعظيماً من شأن القطاع الخاص ولا تقليلاً من شأن الدولة، لأن الطرفين عضوان مكمّلان في نسيج المجتمع والدولة. المطلوب كذلك هو الحل السحري الذي أؤمن به تماما، هو «دولة القانون» وفرض مناخ استثماري قانوني يُضمن فيه المنطق وعدالة التنفيذ، وأن يتم ضبط العلاقات بحيث تُضمن عدالة المنافسة ومنع الاحتكار، وأن تكون هناك التزامات واضحة بين كل الأطراف».

جل من لا يسهو

«فوجئ أهالي محافظة الإسكندرية، بإذاعة أذان المغرب قبل موعده بـ7 دقائق على إذاعة الإسكندرية، وقال الشيخ سيد خطاب إمام وخطيب أحد المساجد في أوقاف الإسكندرية، لـ«الوطن» إن بعض الأسر أفطرت بعد سماعها أذان المغرب من إذاعة الإسكندرية الذي تمت إذاعته قبل موعده بـ 7 دقائق. وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامجه «العاشرة مساء» المُذاع عبر فضائية «دريم»، أن المواطنين يفطرون على أذان إذاعة الإسكندرية في محافظتي الإسكندرية والبحيرة نظرًا لاختلاف توقيت الأذان عندهم عن القاهرة وتابع: «فيه ناس فطرت قبل الميعاد وذنبهم في رقبة إذاعة الإسكندرية»من جهتها كشفت إيمان فتح الله مديرة إذاعة الإسكندرية، تفاصيل الواقعة والتي تعتبر الأولى من نوعها، حيث تم عمل قائمتين للتشغيل إحداهما فيها خطأ والأخرى صحيحة، وأنه تم تشغيل القائمة الخطأ بدلا من القائمة الصحيحة. وأكدت مديرة إذعة الإسكندرية أنه تمت إحالة المسؤولين عن الواقعة للتحقيق، وأنه سيجري تحقيق معهم في الإذاعة. وقدمت الإذاعية منال زيدان كبيرة مذيعي إذاعة الإسكندرية التي كانت متواجدة أثناء الفترة التي حدث بها الخطأ اعتذارها لمستمعي إذاعة الإسكندرية ممن أفطروا على أذان المغرب والذي أذيع قبل موعده».

محظوظون بعلم الدولة

«كوارث الآثار لا تقتصر على عصابات التنقيب غير المشروع وسرقة الآثار وبيعها في الداخل أو الخارج، فهناك أيضاً، وفق ما اكتشف إبراهيم السايح في «الوطن»، تلال أثرية تباع لمن يدفع الثمن، وهناك أراضٍ لا حصر لها حصل أصحابها على تصريح من هيئة الآثار بالبناء عليها رغم أنها تحتوى على آثار من كل الأنواع وكل العصور، ولكن أصحابها يدفعون الملايين رشاوى لمن يملك حق المعاينة وتحرير التصريح اللازم، الذي ينفي وجود آثار في هذه المواقع. وفي أحوال كثيرة يضطر مراقبو حفر الأساسات للصمت أمام جبروت أصحاب الأراضي الذين يملكون استبدالهم بآخرين يقبلون الرشوة أو طاعة رؤسائهم المتعاونين أو المتواطئين.
الآثار ليست وحدها ضحية ديمقراطية وضع اليد التي تحرص عليها الدولة المصرية في شتى عهودها، ففي مصر يمتلك البدو مساحات شاسعة من أراضي الدولة لا ينازعهم فيها أحد، وفي مصر مناجم ذهب يتولى شأنها أشخاص تعرفهم الدولة ويعرفهم الناس، ولكن الحكومة لا تملك اتخاذ أي إجراءات قانونية ضدهم، وتكتفي أحياناً بالاتفاق الودي مع زعمائهم، حتى يقبلوا اقتسام ثمن الذهب مع الدولة أو ممثليها! وفي مصر جزر كاملة وبحيرات ومناطق كثيرة في شتى المحافظات يملكها الناس بوضع اليد ولا تملك الدولة في شأنهم سوى محاولة إقناعهم بالتخلي عن الأرض مقابل تعويضات مالية ضخمة، أو تتصالح معهم مقابل منحهم مساكن جديدة. وفي مصر قرى وأحياء كاملة يحتلها تجار المخدرات والبلطجية وعصابات النشل والسرقة وسائر الجرائم الأخرى، ولا يستطيع أحد التصدي لهم، لأن بعضهم يعمل في مهام مرشدي المباحث وبعضهم الآخر لا تتعامل معه الشرطة من الأصل إلا في حالة الحملات الموسمية».

منافقون والله أعلم

في الشهر الفضيل انتابت بعض كتاب السلطة مسحة زهد فقرر عماد أديب في «الوطن» أن يحاضرنا عن النفاق: «النفاق في اللغة هو: إظهار المرء غير ما يبطن.
والنفاق في الشرع هو: إظهار الإيمان وإبطان الكفر، أي الذي يستر كفره ويظهر إيمانه. واللفظ مأخوذ من «النافقاء» ويقال نافق ينافق منافقة ونفاقاً، وهو مأخوذ من النافقاء أي أحد جحرى حيوان اليربوع، أي إذا حوصر في جحر هرب من الجحر الآخر.
والخطوة الأولى في فعل النفاق هي الكذب، حتى يصل إلى الخيانة لأن المنافق يقول ما لا يفعل، ويفعل ما يبطن. وفى سورة البقرة يتضح وصف الكفار بأنهم يخادعون الله والمؤمنين، وأنهم يفسدون في الأرض بكفرهم ومعصيتهم. وآفة مشاكل الحياة السياسية في عالمنا العربي منذ الدولة الأموية، وظهور نظم الحكم والدواوين الحكومية وهياكل السلطة وتراكم الثروات وعلاقة السلطة بالثروة هي حالة النفاق السياسي. النفاق السياسي هو نفاق المحكوم للحاكم بهدف الحصول على مكاسب شخصية لنفسه.
وهناك نوع آخر لا يقل خطورة، وهو نفاق الحاكم للمحكومين، وهو حينما يقول الحاكم للمحكومين ما يريدون سماعه ويسعى لتخديرهم ودغدغة مشاعرهم بهدف استمالتهم بأي ثمن بصرف النظر عن إيمانه بما يقوله لهم أو قيامه بتحويل الوعود إلى أفعال. والنفاق السياسي مجالاته متعددة تبدأ بحوار الغرف المغلقة، إلى وسائل الإعلام العلنية، إلى المؤتمرات والندوات السياسية، ويكثر ذلك في زمن الأزمات أو الصراعات أو الانتخابات بكافة مستوياتها».

وداعاً للدعم

«يرجو علاء ثابت في «الأهرام» أن تواجه الحكومة الأوضاع بشجاعة، وأن تقدم موازنة تواصل بها طريق الإصلاح الذي مضت فيه طويلا، وقطعت الأشواط الأكثر صعوبة وعلينا أن نتفهم تلك السياسات التي تأخذ بحقائق الواقع وتواصل طريق الإصلاح الجذري، الذي يمكن البناء عليه بدلا من الخداع والتمويه والتسكين الذي يضر بقواعد الاقتصاد، وتجعله هشا وضعيفا ومثقلا بالأعباء، ولا يمكن أن تبني فوق تلك الأعمدة المتداعية.
لقد تحققت إنجازات مهمة بخفض العجز في الموازنة، وإصلاح في الميزان التجاري والارتفاع المتزايد في قيمة الصادرات مع خفض الواردات، وهو الطريق الصحيح لبناء اقتصاد يقوم على رفع قدراتنا الإنتاجية والتصديرية، وإنعاش الصناعات المحلية. إن أسوأ اختيار هو عدم اكتمال مشوار الإصلاح، بعد كل هذا الجهد وتحمل الشعب تبعات هذا الإصلاح من أجل الوصول إلى بر الأمان، أما قطع أكثر من نصف الطريق ثم الوقوف أو التراجع فمن شأنه أن نتحمل تبعات أكثر، وأن تضيع خطوات الإصلاح التي تحملنا أعباءها هباء، وندخل في نفق مظلم من جديد، بعد أن رأينا الضوء يقترب والإصلاح بدأ ينبت ثماره، ولم يعد أمامنا إلا القليل لنجني ثمار ذلك الإصلاح. نعلم أن الخطوات الأخيرة قد تكون الأكثر صعوبة بعد سنوات من عملية منهكة، لكنها ضرورية من أجل الإصلاح، فدائما ما يكون الإحساس بالمشقة أكبر في نهاية المشوار، لكن ما يعوضنا هو أن نجد العائد من تلك الإصلاحات، وأن تتحمل تلك الخطوات القليلة من أجل الفوز باقتصاد صحيح ومتعاف يحمل لنا الأمل في حياة أفضل لنا ولأبنائنا».

تخاريف إمام

نتحول للمعارك الفنية وأبرزها الهجوم الذي يتعرض له مسلسل عادل إمام الجديد على يد عمرو حسني في «التحرير»: «مسلسل عوالم خفية لعادل إمام وضعني منذ حلقاته الأولى في مأزق ضرورة التعامل معه، باعتباره قصة ساذجة للمغامرين الخمسة، وهو الأمر الذي يصعب أن يتقبله أي شخص ناضج تخطى سن المراهقة، فانسحبت من متابعته بعد أن أكملت مشاهدة حلقته العاشرة على مضض. تأمل معي قليلاً في بعض تفاصيله لتدرك أبعاد ما أقول: عادل إمام صحافي كبير مخضرم فوق السبعين، تم اختياره رئيسا لتحرير صحيفة قومية بكل ما يحيط بذلك من اعتبارات سلطوية لا يجهلها أحد، ثم يقبل بعد إقالته من ذلك المنصب الأبهة أن يتم تعيينه محررا في صحيفة معارضة، بينما الأمر الواقعي، لمن في عمره ومكانته، أن يقوم بكتابة المقالات بالقطعة أو بالتعاقد. الأغرب بالطبع هو قيامه بالجري في الطرقات كمخبر صحافي صغير السن، يقوم بعمل تحقيقات فيها شبهات جنائية، يتحرى بنفسه عن أبطالها كأنه المفتش كولومبو، ويتعرض خلالها للضرب من البلطجية! الأدهى أن يقوم بالتشهير بوزير في الحكم بناء على مذكرات تحتوي على كلمات مرسلة، ثم يخبرنا متوترًا قبل عرضه على النيابة بساعات بضرورة حصوله على دليل دامغ لا يعرف شيئًا عن وجوده لإدانة الوزير! الأعجب أنه يجد بالفعل ذلك الدليل الدامغ بمصادفة يخجل «تختخ ولوزة» وأصدقاؤهما بقية المغامرين الخمسة من استخدامها في مغامراتهم. هذا استسهال واستهانة بالمشاهد وعدم فهم للواقع، قبل أن يكون جهلاً بمهنة الصحافة. التعامل مع فكرة البطل الشريف المغامر بدون الاستناد إلى أي قدر من المصداقية الدرامية يفشل أي عمل حتى لو أسندنا بطولته إلى آل باتشينو».

أضرب المربوط

«أضرب المربوط يخاف السايب»، من هو المربوط؟ ولماذا تبدأ به؟ ولماذا أجلت السايب؟ ومن هو السايب؟ وهل الهدف منه العمل بمقولة « من خاف سلم»، لم يقل لنا أحد شيئا، وما سمعناه مجرد تخمينات مرتبطة باجتهادات البعض. أسئلة يطرحها علاء عريبي في «الوفد»: «قيل: إن المثل ضرب في الحيوان، فقد نصح أحد الفلاحين بضرب الحيوان المقيد أمام الحيوانات غير المقيدة، لكي يدب فيها الخوف وتمتثل لقائدها، وقيل: إنه من الأمثلة السياسية، ضرب لكي يتمكن الحاكم من فرض سيطرته على الرعية، وقيل: إن المثل اخترعه أحد البلطجية، عند دخوله مشاجرة مع أكثر من شخص، ينصح بأن يختار أضعفهم ويعنفه أو يضربه بقسوة لكي يزرع الخوف في قلوب مرافقيه. على أي حال، فـ «أضرب المربوط يخاف السايب»، هو من الأمثلة التي تحرض على العنف والقهر والظلم، ففي كل الحالات هناك قسوة غير مبررة، تهدف إلى تعميم الخوف. نحن لسنا ضد معاقبة من يتجاوزون القانون، ولا نقبل أبدا بترك من تعمدوا نشر الأكاذيب أو الشائعات بغرض زرع الفتن أو الرعب في قلوب المواطنين، أو بهدف زعزعة الاستقرار، نحن مع محاكمة هؤلاء ومعاقبتهم بالعقوبة التي تتوافق والجرم الذي قاموا به، لكن عندما تتضمن هذه القوانين صياغات ومصطلحات مطاطة يمكن تطويعها، وتأويلها، وتفصيلها، هنا يجب أن نشعر بالقلق ونبدى مخاوفنا، لأن المصطلحات المطاطة غير محكمة التعريف قد تطال الأبرياء. بالطبع لن نعدد في هذا المقام القوانين والمواد التي فصلت تفصيلاً منذ سنوات طويلة وغير منضبطة، ومصطلحات غير محكمة، والحاصل في النهاية مواطن يشعر بالقلق والخوف».

دعواتك يا أم صلاح

الكاتبة نيفين عمارة لديها ابنة في الثانوية العامة لذا تأمل لو كانت مستجابة الدعوة كأم اللاعب محمد صلاح متابعة في «الأهرام»: «بدأ العد التنازلي واقتربت امتحانات الثانوية العامة، ولم يعد لابنتي سوى طلب واحد، الدعاء، تلقائياً وبدون تفكير أجدني أردد دعوة جدتي (روحى يا بنتى إلهي يكتبك في كشوف الناجحين) الطريف في الأمر هو موقف أبنائي من ذلك الدعاء، فهم لا يرونه مناسباً، بل كان عليّ أن أحصل على كورس دعوات لدى الحاجه أم محمد صلاح علني أعرف سر بركة دعواتها.. وأزعم أنني أعرف السر؟ أرى أنا العبد الفقير إلى الله أن السر يكمن في قول الله تعالى: «وإذا سَألَكَ عِبَادِي عَنِّي فإنِّي قَريبٌ أُجِيبُ دعوةَ الدَّاعِ إذا دَعانِ فلْيستجيبوا لي ولْيُؤمِنُوا بي لَعلَّهُم يَرشُدونَ» (سورة البقرة186). فالله تعالى يزيل بهذه الآية كل الحواجز الَّتي قد يتوهَّم المرء وجودها بينه وبين الله، ويدفعه للتوجُّه إليه بقلب نقيٍّ صافٍ، واثق من حسن إجابته عزَّ وجل، ويؤكد ذلك حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ الله يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إذَا دَعَانِي» متفق عليه. كما أكد المصطفى عليه الصلاة والسلام قائلا: «ما من مسلم يدعو الله بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاثٍ: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها»، قالوا: إذن نكثر. قال: «الله أكثر». رواه الترمذي وأحمد. إن السر ببساطة يكمن في قلب صادق ونيه خالصه لله.. فلا تجعلوا الدعاء كالدواء لا نستعمله إلا عند المرض».

مسلسلات

«ما يحدث على شاشات التلفزيون في رمضان، إهانة للمشاهد، الطريقة التي استولت بها «الإعلانات»علي المشهد أصبحت، كما يصفها جلال عارف في «الأخبار»، مسيئة إلى أبعد حد. أن يجلس المشاهد ساعتين لكي يتفرج على حلقة من مسلسل لا يتجاوز وقتها الطبيعي نصف ساعة، مع التجاوز عن المط والتطويل، هو تعذيب للمشاهد، وإهانة للعمل الفني، وهو أيضا شهادة بأن الإبداع هنا أصبح رهينة في قبضة دولة الإعلان. دولة الإعلان أصبحت هي التي تحدد ما يعرض على القنوات المختلفة، وهي التي تختار النجوم وتضع تسعيرة النجوم، وتضع الشروط التي تمكنها من تسويق العمل الدرامي. ولا يهمها في ذلك أن تتحول الشاشات الصغيرة إلى وسائل «‬تعذيب اعلاني»، وأن تتحول المسلسلات إلى مجرد فقرات تفصل بين الاعلانات، أو أن تتحول الدراما إلى مجرد «‬افيهات» تحاول الإضحاك، أو حواديت ساذجة تبدد طاقات فنية كان باستطاعتها أن تواصل مسيرة الدراما التلفزيونية الرائعة التي قدمها أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبدالرحمن ووحيد حامد ومحسن زايد، والتي تستطيع الأجيال الجديدة أن تضيف إليها لو تحررت من قضبة دولة الإعلان. الإعلان مهم كمورد أساسي للإعلام، ولكن القضية هي أن يتحدد دوره ليكون داعما للإعلام، وليس صاحب الكلمة التي تقرر، والتي تجعل المعلن هو المتحكم، وتجعل مصالحه فوق كل مصلحة، والأمر يتجاوز المسلسلات الرمضانية إلى ما هو أهم وأخطر! على أيامنا دخلت الإعلانات على استحياء إلى الشاشة الصغيرة، ثم تطورت بعد مشاركة فنانين مثل عبدالعزيز محمود الذي جعل من »»الميلامين» أغنية شعبية يطلبونها في الأفراح التي كان نجمها الأول. ومثل سيد مكاوي الذي قدم عدداً من الألحان الناجحة لإعلانات جميلة وقبلها كان العبقري صلاح جاهين قد بدأ حياته العملية مع الإعلانات».

جيوش سرية

«لمحمد بن زايد علاقة حميمة مع ترامب وفريقه، كما يؤكد محمد المنشاوي في «الشروق»، بن زايد رتب اجتماعا سريا في يناير/كانون الثاني قبل الماضي بين مؤسس شركة بلاك ووتر، السيد إيريك برنس (أخته بيتسى تعمل وزيرة للتعليم في إدارة ترامب) ومسؤولين روس مقربين من رئيسها فلاديمير بوتين في جزيرة سيشيل، لإقامة خط اتصال خلفي بين موسكو والرئيس الأمريكي الجديد. ويعرف إيريك برنس ترامب منذ عقود، وله معه روابط مالية وتجارية متشعبة. بدأت خيوط هذه الترتيبات في الظهور مع محاولة بن زايد المجيء سرا لمدينة نيويورك ليلتقي في برج ترامب مع ثلاثة من مستشاري ترامب، هم مايكل فلين وجاريد كوشنر وستيفن بانون، للاتفاق على تفاصيل الاجتماع. وباءت محاولة بن زايد في السفر السري للولايات المتحدة بالفشل، وهو ما يمثل خرقا للبروتوكول، إذ لم تخطر الإمارات إدارة أوباما قبل الزيارة، على الرغم من أن المسؤولين اكتشفوا ظهور اسم بن زايد في أوراق شركات الطيران بالمصادفة. ولمن لا يعرف فإن بلاك ووتر التي أسسها إيريك برنس هي الشركة الأمنية التي اقترفت جرائم لا تحصى في العراق، من أهمها حادثة وقعت عام 2007 اتهم فيها حراس الشركة، وأدينوا في وقت لاحق جنائيا بعدما قتلوا مدنيين في أحد ميادين بغداد المزدحمة. بعد ذلك غير برنس اسم الشركة لتصبح «مجموعة الخدمات الحدودية» وليبرم عقدا مع حكومة الإمارات قيمته 529 مليون دولار، لجلب مقاتلين أجانب لتصبح قوة شبه عسكرية قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية في دول كاليمن وليبيا، إضافة لمهام سرية، ويهتم المحقق مولر بمعرفة تفاصيل زيارة ولقاءات محمد بن زايد في برج ترامب. وفي سبيل ذلك تم توقيف مستشار بن زايد اللبناني الأصل جورج نادر والتحقيق معه».

انتهازيون بلا حدود

«في تونس أجريت انتخابات البلدية، وجاءت النتيجة، كما يؤكد حلمي قاعود في «الشعب»، على غير هوى السادة العلمانيين، فقد نجح حزب النهضة الإسلامي، وتقدم على حزب نداء تونس العلماني الحاكم، وتفوق المستقلون المدعومون من الإسلاميين على الحزبين الرئيسيين. كان حزب النهضة قد رشح السيدة سعاد عبد الرحيم على مقعد بلدية تونس العاصمة، وهي غير محجبة، ونجحت السيدة التي ستصير شيخة البلدية (= محافظ المدينة)، وهنا قامت قيامة العلمانيين (الشيوعيين واليساريين والليبراليين والانتهازيين)، وقالوا كيف لهذه السيدة أن تتولى منصب شيخة المدينة؟ وعللوا رفضهم بأنها لا تعرف أنْهُج المدينة (شوارعها وميادينها وأحيائها). تناسى القوم كل ما سطروه وأعلنوه عن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل، وأغمضوا عيونهم عن ادعاءاتهم ومزاعمهم بشأن الديمقراطية وقبول نتائج الصندوق، وكان من الطريف أن تشارك في هذه السقطة نساء في عواصم عربية يزعمن أنهن متحررات، وهددت إحداهن بعد أن مارست تحريضا رخيصا على الديمقراطية التونسية، بأن حزب النهضة، يمارس التقية، وأنه يمارس تنفيذ مخطط ما يسمى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وبشرت بأن الشعب التونسي سيقوم – مثل الشعب المصري – بثورة عارمة ضد الإخوان التوانسة وسيقضي عليهم، أي سيكون هناك انقلاب مثل انقلاب يونيو/حزيران مدعوما من الأعراب بأموالهم والصهاينة بتخطيطهم، والقوى الاستعمارية بتأييدهم ومؤازرتهم. هكذا يتحول الحداثيون المستنيرون التقدميون إلى خدم صغار في بلاط القوى الانقلابية الدموية التي تنزع الحرية من الشعوب، وتدوس على البشر والحجر، انتهازية بلا حدود، وتناقضات بلا منطق، وتدليس مطلق السراح، وتضليل لا يعرف الخجل.

لمن يهمه الأمر

يبدو رضا حمودة في «الشعب» مبهوراً بما حدث في ماليزيا مؤخراً بشأن حصاد التداول السلمي للسلطة، عبر خيار الديمقراطية التي تحتكم لرأي الشعب، والأهم من وجهة نظره هو: «خلو المشهد السياسي من الدبابة أو من أي جنرال عسكري يدير دفة الأحداث ويتحكم في خيوط اللعبة، حتى لو من وراء الستار، وهذا هو سر نجاح التجربة الماليزية عموماً، رغم وجود بعض الانحرافات والأخطاء والصراعات، على اعتبار أنها تجارب بشرية تحتمل الخطأ والصواب، تحركها دوافع شخصية في بعض الأحياء، لكنها كانت داخل إطار التحول الديمقراطي السلمي المتعارف عليه والمتفق عليه بين جميع الأطراف (الحكومة والمعارضة والشعب). ثمة درس قاس مستفاد من الحالة الماليزية الأخيرة لمن يهمه الأمر، لا سيما في المحيط العربي، وهو تغليب المصلحة الوطنية العليا على الخلافات الشخصية، عندما قبل أنور إبراهيم اعتذار مهاتير محمد، ودخل مع أحزاب المعارضة في ائتلاف مع مهاتير للتخلص من ائتلاف الجبهة الوطنية الحاكم، بقيادة عبد الرزاق، لإنقاذ البلاد من الفساد المستشري، الذي طال رأس السلطة، حسب تقارير محلية ودولية موثقة. الأمر الذي كان له أثر إيجابي بالغ الأهمية على الشارع الماليزي، على الرغم من مرارة تلك الخلافات بين الرجلين، لتكون دليلاً مبهراً على مدى نجاعة التجربة الماليزية، لاسيما مع الهزات السياسية العنيفة قبيل مراحل التغيير من نظام لآخر، هذا في الوقت الذي نأمل أن نكون قد التقطنا الرسالة سريعاً من كوالالمبور، التي مفادها أن سياسة المكايدة والتعامل بمبدأ الاستئصال (إما أنا أو الطوفان) في ظل خطاب الكراهية المتجذر في العقلية الحاكمة، لن تبني وطناً ولن تكون بحال من الأحوال سبيلاً للتمكين والاستقرار».

أراض وتلال تحوي آثارا تباع لمن يدفع الثمن وإفطار بعض أهالي الإسكندرية قبل 7 دقائق بسبب خطأ إذاعي

حسام عبد البصير

إسرائيل لفرنسا: لا مشكلة لدينا في بقاء الأسد في الحكم

Posted: 01 Jun 2018 02:26 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: بعد يوم من الكشف عن تفاهمات بين روسيا وبين إسرائيل حول مستقبل سوريا، بحث رئيس حكومة الأولى بنيامين نتنياهو مع رئيس الثانية فلاديمير بوتين الموضوع مجددا ليلة الخميس. وأوضحت القناة الإسرائيلية العاشرة أمس أن المحادثات الروسية – الإسرائيليّة التي وصفت بالمتقدّمة تأتي بغطاء أمريكي كامل، وأنها تتقدّم في «المسار الصحيح». وأوضحت أن المدّة الزمنية للتفاهمات الروسية – الإسرائيليّة غير واضحة بعد، وقد تأخذ وقتًا لتنفيذها، لكنها، في نهاية المطاف «ستسفر عن إزالة التهديد الإيراني من سوريا. وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة إن إسرائيل أبلغت حلفاءَها أن لا معارضة إسرائيليّة لبقاء الأسد في الحكم، طالما أن الإيرانيين سيُغادرون سوريا.
وذكر المراسل السياسي للقناة العاشرة، باراك رافيد، عن مصادر إسرائيلية رفيعة قولها إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شابات، أبلغ نظيره الفرنسي، فيليب آتاين، يوم الأحد الماضي، في القدس المحتلة أن إسرائيل لن تعارض بقاء الأسد رئيسًا، بعد انتهاء «الحرب الأهلية» طالما أن الإيرانيين وجنود حزب الله اللبناني «والميليشيات الشيعيّة» سيغادرون سوريا.
ومن المقرّر أن يتصدّر التموضع الإيراني في سوريا مباحثات نتنياهو مع الرّئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في باريس، يوم الثلاثاء المقبل، وجاءت زيارة مستشار الأمن القومي الفرنسي للبلاد تحضيرًا لهذه الزيارة. ولفتت القناة العاشرة الى أن مستشار الأمن القومي الفرنسي أحاط بن شابات بتفاصيل اللقاء الذي عقد بين بوتين وماكرون، الأسبوع الماضي، وبحثا في جانبٍ منه، محاولة التوصّل إلى اتفاق بتسوية سياسيّة تنهي «الحرب الأهليّة» السورية.
واهتمّت فرنسا بأن تعرف ما هو الموقف الإسرائيلي من المباحثات الثنائية الفرنسية – الروسية. وذكرت القناة أن بن شابات أوضح لنظيره الفرنسي أن مشكلة إسرائيل «ليست مع الأسد، إنما مع القوات الإيرانيّة وتموضعها في كل سوريا». وتتشارك إسرائيل، بذلك، في موقفها من نظام الأسد، مع الموقف الروسي، الذي يرى أن الأسد ليس عقبة أمام أي تسوية سياسيّة مستقبليّة في سوريا. وأبلغ بن شابات نظيره الفرنسي أن إسرائيل ستستمر في الضغط عسكريًا وسياسيًا على القوّات الإيرانية في سوريا حتى يطلب الروس أو النظام السوري من الإيرانيين مغادرة كل سوريا. كما ناقش الجانبان، الإسرائيلي والفرنسي، الأوضاع في لبنان، وأوضحت إسرائيل، خلالها، أنها «لن تسمح ببناء مفاعل صواريخ دقيقة لحزب الله في لبنان» وأن ذلك خط أحمر».
وتأتي المباحثات الهاتفيّة بين نتنياهو وبوتين بالتزامن مع مباحثات يجريها وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في العاصمة الروسيّة، موسكو، مع مسؤولين روس رفيعي المستوى، بينهم وزير الدفاع ورئيس الأركان.
وسبق وقالت وكالة «تاس» الروسية للأنباء إن شويغو وليبرمان ناقشا الوضع وخفض التصعيد على الحدود السورية الأردنية، والمناطق التي تحتلها إسرائيل في الجولان السوري، فيما أشارت مصادر إسرائيلية إلى بلورة تفاهمات مشتركة حول اتفاق جديد يتم صياغته بشأن التواجد العسكري جنوب سوريا، ومناطق خفض التصعيد.
وألمح محلّل الشؤون الأمنية في صحيفة «معاريف» الإسرائيليّة، يوسي ميلمان أنه خلال اللقاء توصل الطرفان (الإسرائيلي والروسي) إلى تفاهمات جديدة حول مناطق خفض التصعيد والوجود العسكري في جنوب سوريا. وأشار إلى أن التحرك الإسرائيلي في سوريا مشروط بعدم استهداف قوات نظام الأسد، إنما القواعد الإيرانية فقط.
وعلى خلفية هذه التطورات، تتواصل أنباء عن بدء قوات إيران وحزب الله في سوريا بالاستعداد لمغادرة مواقعها على الحدود في منطقة الجولان السوري المحتل عام 1967.
ونقلت صحيفة « يديعوت أحرونوت «عن مصادر عربية قولها إنه من غير المفهوم إذا كان الحديث عن تراجع نحو 60  كيلومترا كما تطلب إسرائيل أو 5 كيلومترات كما تقترح سوريا. ونوهت الصحيفة إلى أن التغيير في الموقف الروسي جاء نتيجة اتصالات وضغوط إسرائيل التي تبارك عودة قوات الأسد للحدود معها شريطة انسحاب القوات الإيرانية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس عن ليبرمان قوله إن إسرائيل تثمّن التفهم الروسي للاحتياجات الأمنية الإسرائيلية. كما قالت إنهما تباحثا في كيفية انسحاب القوات الإيرانية من المناطق الحدودية. ونوهت أن وزير الخارجية الروسي سارغي لافروف يؤيد انسحاب كل القوات الأجنبية من الحدود الجنوبية في الجولان بالسرعة القصوى. ووسط كل ذلك حاول بشار الأسد إعطاء انطباع وكأن كل شيء طبيعي بنفيه وجود قوات إيرانية في سوريا، وأن هناك فقط عشرات القادة والخبراء الإيرانيين واعدا بتطوير الدفاعات الجوية بغية التصدي للاعتداءات الإسرائيلية «.

إسرائيل لفرنسا: لا مشكلة لدينا في بقاء الأسد في الحكم
تأكيدات بوجود تفاهمات روسية إسرائيلية حول القوات الإيرانية

مسؤول فرنسي كبير: باريس تخطط للانسحاب من الاتفاق النووي وتدشين مفاوضات جديدة مع إيران

Posted: 01 Jun 2018 02:26 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: كشف مسؤول فرنسي كبير أن بلاده تخطط لتدشين مفاوضات جديدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والانسحاب من الاتفاق النووي.
وأفادت صحيفة «إيزفيستيا» اليومية المقربة من الحكومة الروسية بأن نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ الفرنسي، روبرت ديل بيتشيا، صرح بأنه من الوارد أن تنسحب باريس من الاتفاق النووي، وأنها تخطط لتدشين مفاوضات جديدة مع طهران.
وأكد ذلك لصحيفة «إيزفيستيا» أيضاً مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الفرنسية وطلب عدم الكشف عن اسمه، أن بلاده ستنسحب من الاتفاق النووي مع إيران في نهاية المطاف.
وأضافت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ناقش مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، صياغة توافق جديد مع إيران يرضي الولايات المتحدة الأمريكية، خلال لقائهما الأخير.
وأوضح نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ الفرنسي «يجب وضع ملفات المحاولات الإيرانية لحيازة القنبلة الذرية وصواريخها البالستية وتواجدها العسكري في الشرق الأوسط على طاولة المفاوضات الجديدة. ويستوجب ذلك تدشين مفاوضات جامعة».
وقال روبرت ديل بيتشيا إن الرئيس الفرنسي يعمل جاداً على إعادة التفاوض مع إيران حول الاتفاق النووي، رغم أنه يؤكد في العلن بأنه يجب الحفاظ على الاتفاق النووي، مضيفاً أن باريس مستعدة للانسحاب من الاتفاق النووي الحالي بهدف تدشين جولة جديدة من المفاوضات. وعلى صعيد ذي صلة بالموضوع، كتب موقع «ستراتفور» الاستخباراتي أن أوروبا لن تستطيع الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران تحت ظل الضغوط الأمريكية الكبيرة.
وأضاف أن خيارات أوروبا في هذا الجانب ضيقة جداً وغير مؤثرة، موضحاً أن غالبية الشركات الأوروبية الكبرى فيما يتعلق بالخلاف الأمريكي الإيراني لها خيار واحد لا ثاني له، ألا وهو «الولايات المتحدة»، بالإشارة إلى انصياع هذه الشركات للمطالب الأمريكية ومواكبتها للعقوبات.
وأكد أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه أن يفي بشكل كامل بأي وعود قد يقطعها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اعتماد اليورو بدلاً من الدولار في المبادلات التجارية، لأن هناك ارتباطا عضويا بين النظام المالي الأوروبي ونظيره الأمريكي.
وقال الموقع أن العواصم الأوروبية بالتنسيق مع واشنطن كانت تلعب دور دورا حذرا خلال السنوات الماضية فيما يتعلق بالملف الإيراني، لكن إدارة دونالد ترامب لا تريد أن يلعب أحداً دور الحذر هذه المرة، وأنها لم تعلن عن أي حزمة محفزات.

مسؤول فرنسي كبير: باريس تخطط للانسحاب من الاتفاق النووي وتدشين مفاوضات جديدة مع إيران
«ستراتفور»: أوروبا لن تستطيع الحفاظ على الصفقة النووية
محمد المذحجي

لبنان: كرة الاعتراض تكبر على مرسوم التجنيس في ظل صمت رسمي وتوجّه للطعن

Posted: 01 Jun 2018 02:25 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : كبرت كرة الاعتراض على مرسوم التجنيس الذي جنّس حوالى 360 إلى 380 شخصاً من التابعية السورية والأردنية والفلسطينية والعراقية والإيرانية والبريطانية في ظل صمت رسمي في دوائر قصر بعبدا والسراي الحكومي ووزارة الداخلية زاد من الريبة وفي ظل عدم نشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية ليتمكن البعض من الاطلاع عليه والطعن فيه أمام مجلس شورى الدولة في ظل توجّه لدى بعض الأطراف لتقديم طعن فيه.
وأجمعت تعليقات كثيرة على أن توقيع هذا المرسوم إنعكس سلباً على العهد وزاد القلق من احتمالات توطين النازحين السوريين والفلسطينيين في لبنان ولاسيما بعد إقرار المادة 49 من الموازنة التي تتيح لكل عربي وأجنبي يتملّك وحدة سكنية بالاستحصال على اقامة دائمة في لبنان.
وكان النائب نديم الجميل أورد نسخة عن لوائح اسمية تضم عشرات الأسماء من المجنسين، وقال» اعتدنا ان نشهد مرسوم تجنيس في آخر العهود الرئاسية، ومن أجل مكافأة معيّنة. اما ان يبدأ العهد بهكذا نوع من المراسيم، فبماذا سينتهي يا ترى؟». ورأى ان «صدور المرسوم اليوم لا يفسَّر سوى بعملية تجارية غير مقبولة».
وتردّد أن المرسوم صدر قبل اعتبار الحكومة مستقيلة وهو أعد خلال فترة الانتخابات لكن ارتؤي عدم نشره لئلا يؤثر على نتائج الانتخابات.
على خط آخر، وبعد انفلات الوضع الأمني في منطقة بعلبك الهرمل أفيد عن سلسلة إجراءات سيتخذها الجيش اللبناني والقوى الأمنية لضبط الوضع وذلك بعد زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى قصر بعبدا برفقة محافظ بعلبك- الهرمل بشير خضر، ونقل عن الرئيس ميشال عون قوله ان اجتماعات مكثفة ستعقد مع القيادات السياسية والأمنية لوضع حدّ للفوضى المنتشرة في المنطقة بأسرع وقت، وانه سيتابع الوضع مع رئيس الحكومة وأعضاء مجلس الدفاع الأعلى والفاعليات السياسية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات. وكانت كتلة «الوفاء للمقاومة» رأت « ان الفلتان الأمني في بعلبك- الهرمل لم يعد مقبولاً التغاضي عنه، ولم يعد يحق للسلطة التغاضي عن مسؤولياتها، ودعت المؤسسات الأمنية لتنفيذ خطة أمنية حازمة في المنطقة».
وسألت قناة «المنار» التابعة لحزب الله «من يعكّر أمن هذه المنطقة الحيوية؟».وأكدت أن « ما يجري لم يعد يحتمل يقول البقاعيون، ويردد معهم السياسيون الرسميون والأمنيون، فهل من خطة سريعة لمعالجة الأزمة المستفحلة؟ أم ان هناك من يعاقب البقاعيين على وفائهم وعلى تغلّبهم على الإرهاب وداعميه، عبر دعم أو غض الطرف عن السلاح المتفلت الذي يصيب اهل بعلبك الهرمل وسمعتهم؟».

لبنان: كرة الاعتراض تكبر على مرسوم التجنيس في ظل صمت رسمي وتوجّه للطعن
إجراءات للجيش لضبط الفوضى الأمنية في بعلبك الهرمل
سعد الياس

«حقوق الإنسان القطرية» تثمّن إدانة البرلمان الأوروبي لانتهاكات السعودية وتطالب بالضغط لإنهاء الحصار

Posted: 01 Jun 2018 02:25 PM PDT

الدوحة «القدس العربي»: رحبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر بالقرار الصادر أمس عن البرلمان الأوروبي، والذي أكد على انتهاكات حقوق الإنسان جراء الحصار الجائر على دولة قطر من قبل السلطات السعودية وغيرها من دول الحصار.
وقال بيان للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، تلقت «القدس العربي» نسخة منه إن قرار البرلمان الأوروبي أكد على «تأثير العقوبات التي وضعتها المملكة العربية السعودية ودول أخرى ضد دولة قطر في مجال حقوق الإنسان على المستويين المحلي والإقليمي، وما تضمنه التقرير الخاص بتأثير أزمة الخليج على حقوق الإنسان الذي أصدرته المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة في ديسمبر 2017».
كما أشادت اللجنة بإشارة البرلمان الأوروبي إلى «الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري للمواطن القطري نواف طلال الرشيد والذي لم تُتبع فيه الإجراءات القانونية الواجب اتباعها وفقاً لبيان المفوضية السامية لحقوق الإنسان»، إلى جانب التأكيد على «دعوة السلطات السعودية إلى وضع حد للتحريض على الكراهية والتمييز… ضد جميع الأفراد والمجموعات الآخرين الذين يتعرضون لانتهاكات حقوق الإنسان الخاصة بهم من قبل المملكة العربية السعودية بما في ذلك الرعايا الأجانب من دول أخرى».
ومن ثمّ، اعتبرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن «هذه الخطوة الإيجابية من البرلمان الأوروبي والتي تُضاف إلى مواقف المفوضية السامية لحقوق الإنسان والمقررين الخواص بالأمم المتحدة بشأن إدانتهم للإجراءات التعسفية أحادية الجانب التي اتخذتها دول الحصار»
ودعت البرلمان الأوروبي إلى مزيد من الإجراءات والخطوات لإدانة دول الحصار وتحديد مسؤولياتهم القانونية عن الانتهاكات وإنصاف الضحايا».
كما طالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان إلى «دول الاتحاد الأوروبي بدعم الموقف الصادر عن البرلمان الأوروبي، وممارسة ضغوطاتها لوقف انتهاكات حقوق الإنسان الناجمة عن حصار دولة قطر».
وكان البرلمان الأوروبي دعا في بيان له السلطات السعودية إلى وقف التحريض على الكراهية والتمييز ضد الأقليات الدينية، وضد جميع الأفراد والجماعات الآخرين الذين يتعرضون لانتهاكات حقوقهم الإنسانية من قبل المملكة العربية السعودية، بما في ذلك الرعايا الأجانب من بلدان من مناطق أخرى.
وأدان البرلمان الأوروبي بعبارات صريحة وواضحة انتهاكات المملكة العربية السعودية لحقوق الإنسان، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة الإفراج عن المواطن القطري المحتجز لديها نواف الرشيد.
ودعا البرلمان الأوروبي سلطات المملكة العربية السعودية إلى وقف كل أشكال التحرش ومتابعة المدافعين عن حقوق الانسان، وخاصة حقوق المرأة، بعد اعتقال 7 ناشطات، و4 ناشطين في المجال منذ 15 أيار/ مايو الحالي.
وطالب في قرار تبناه بالأغلبية الساحقة السلطات السعودية إلى الالتزام بالقوانين الدولية في التعامل مع كل السجناء. كما طالب الرياض بتبني تشريعات لمواجهة العنف المنتشر ضد النساء، ونزع كل الحواجز أمام بوصولهن للعدالة والخطوات اللازمة لحماية حقوقهن.
ويأتي موقف البرلمان الأوروبي أياما بعد جلسة الاستماع التي عقدها الدكتور علي بن صميخ المري، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي بالعاصمة بروكسل، طالب خلالها بضرورة إصدار البرلمان الأوروبي والبرلمانات الدولية والمنظمات الحقوقية مواقف صريحة وصارمة تدين الانتهاكات التي تسببت فيها دول الحصار في حق المواطنين والمقيمين في قطر ودول مجلس التعاون، لوضع حد لمعاناة آلاف المواطنين والمقيمين في قطر ودول مجلس التعاون، نحن قاب قوسين من مضي عام كامل على استمرار تلك الانتهاكات.
ودعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السعودية، لتقديم معلومات بشأن محتجزين من النشطاء في مجال حقوق المرأة وغيرهم وضمان حقهم في الإجراءات القانونية السليمة.
وقالت ليز ثروسيل المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان خلال إفادة صحافية في جنيف، «يتضمن ذلك الحق في التمثيل القانوني والحق في معرفة سبب اعتقالهم وطبيعة التهم الموجهة لهم والحق في التواصل مع أسرهم والحق في المثول أمام محكمة مختصة ومستقلة ومحايدة خلال فترة معقولة من الوقت».
وطالب شيخ مشايخ قبيلة «شمر»، الشيخ عبد الله حميدي عجيل الياور، السلطات السعودية، بإطلاق سراح، ابن القبيلة نواف طلال الرشيد، الذي أكدت الكويت أنها سلمته للسعودية السبت الماضي.
وفي بيان نشر على «تويتر»، قال الياور إنه بعث برسائل إلى العاهل السعودي، وأميري الكويت، وقطر، طالبهم فيها بالإسراع بإطلاق سراح نواف الرشيد، وإعادة الحرية له وعدم المساس بحياته وأمنه.

«حقوق الإنسان القطرية» تثمّن إدانة البرلمان الأوروبي لانتهاكات السعودية وتطالب بالضغط لإنهاء الحصار

إسماعيل طلاي

«تأزيم» في الأردن: «خشونة الشارع» مقابل «نعومة الإضراب»… تلاشي نظرية «ذوبان الحراك»

Posted: 01 Jun 2018 02:25 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: احتاج الأمر لأكثر من 1000 رجل أمن على الاقل بعد ظهر أمس الجمعة لتأمين مساحة صغيرة حول مقر رئاسة الوزراء بعدما تجدد اعتصام عفوي بمئات الشباب بالرغم من تراجع حكومة الرئيس هاني الملقي وبـ «أمر ملكي» عن قرار»غريب» برفع أسعار المحروقات اتخذ مساء الخميس.
حصل ذلك بعد «ليلة عاصفة» من الاعتراض في الشارع الأردني انفلتت فيها مناخات الحراك في عموم المملكة وتم خلالها تعطيل الوصول لمقر رئاسة الحكومة حتى الفجر، الامر الذي دفع رجال الشرطة اولا للسيطرة على الازقة الفرعية لتخفيف عدد المحتجين ثم لفض الاعتصام بالقوة.
وبدا ان المحتجين على رفع الاسعار من الأردنيين معنيون بالتجمع حصرياً حول مقر رئيس الوزراء في الوقت الذي استمرت فيه مظاهر الحراك والاحتجاج لليوم الثاني على التوالي بعد «غلطة بيروقراطية» للحكومة حاول استدراكها القصر الملكي بالتدخل للتراجع عن رفع الاسعار.
الشارع الأردني كان قد شعر بإستفزاز غير مسبوق لأن «لجنة تسعير المشتقات النفطية» رفعت الأسعار بعد اقل من 24 ساعة على إضراب منظم شكل علامة فارقة في تاريخ الحراك الأردني الاربعاء الماضي.

حراسة خاصة لوزراء

تدخل القصر الملكي بالجزئية وإجبار الحكومة على تقديم تنازل سريع يؤشر سياسياً على مسألتين تتمثل الأولى بأن المؤسسة المرجعية بدأت تعيد تقييم أداء حكومة الرئيس الملقي أما الثانية فتشير إلى ان الشارع بدأ يتحرك بدون حساب «أمني» تحت ضغط البعد المعيشي في وضع «حرج وجديد» تماماً على مؤسسات السلطة لا يزال مفتوحاً على كل الاحتمالات.
الأمر الملكي بالتراجع عن رفع الأسعار إشارة قوية جداً توحي بأن وزارة الملقي لم تعد تستطيع متابعة توجهاتها الاقتصادية الخشنة خصوصاً بعدما أطاح إضراب الاربعاء الماضي بمشروعها بخصوص الضريبة بوضوح وبدأت ملامح إنقلاب مجلس النواب عليها.
طاقم الملقي الذي يثير سلسلة «احتقانات وأزمات» في الشارع يفقد أهلية الاستمرار حالياً ومع مرور الوقت وسط تزايد إحتمالات الارتباك الداخلي حيث تقرر في مجلس الوزراء قبل ثلاثة ايام «وقف إطلالات» وزير المالية عمر ملحس الإعلامية بسبب مشاعر الكره الشديدة له وسط الشارع مع تزويده بحراسة خاصة أمنياً ترافقه وهو ما يحصل لأول مرة في تاريخ الحكومات الأردنية.
كما رفض وزير الصناعة والتجارة بدوره القيام بمهمة «التحدث للناس» وقت الأزمة المتفاعلة وبرزت حالة «تلاوم» بين الوزراء بعدما اثارت تصريحات لوزير الاتصال الناطق الرسمي غضباً عارماً فيما يميل الرئيس الملقي نفسه ومعه نائباه جمال الصرايرة وجعفر حسان إلى»الصمت التام» الذي يصل لمستوى «التواري عن الانظار» والإحتجاب. وكان الوزير ملحس قد طالب مرات عدة الزملاء المختصين بالنمو الاقتصادي والبعد الاجتماعي بالتحدث.
في الاثناء يفترض ان يجتمع مجلس السياسات والأمن القومي اليوم السبت للبحث في أزمة الشارع في مرحلة ما بعد الإضراب المنظم الذي لفت الانظار وفجر العديد من الاسئلة قبل بروز إتهامات لخلية وزارية «تأزيمية» بالمجازفة في تصعيد الحراك الخشن والإنفلات الامني رداً على «نعومة «الاضراب اللافتة التي اقلقت جميع أطراف القرار في مغامرة من المرجح ان كلفتها أصبحت عالية مع صدور أمر ملكي استدراكي خلال غياب الملك في رحلة عمل خارجية يكشف عن «ضعف حسابات» الطاقم الوزاري وعدم وجود «مطبخ حقيقي فيه».

أجواء مربكة للأمن

قبل ذلك كانت على مستوى التقييم المرجعي قد إنكشفت مع فعاليات الإضراب ولاحقاً فعاليات حراك فجر الجمعة تلك النظرية البيروقراطية التي تمأسست حساباتها على «ذوبان الحراك» وصعوبة عودته حتى تحت غطاء الواقع المعيشي حيث علمت «القدس العربي» بوجود تقيميين تجاهلتهما الحكومة تماماً في السياق حاول الأول التحذير من «رماد الاعتراض» ومال الثاني إلى تقديم معلومات ثبت اليوم انها «غير دقيقة» لمركز القرار.
قبل ذلك وقبل اجتماع أركان الأمن حتى فجر الجمعة وإقرار برنامج أمني وقائي شامل على مستوى «الأزمة المتجددة» حراكياً تضمن الاستنفار بأقصى إمكاناته وتحمل المؤسسة الأمنية لعبء التخطيط الحكومي البائس عايش الشارع الأردني واعتباراً من منتصف ليلة الخميس أجواء عودة سريعة وخاطفة أربكت أجهزة الدولة لمظاهر الاعتراض.
وبعد ساعات فقط من قرار مجموعة شباب منظمين تعطيل حركة السير حول مقر رئاسة الحكومة لست ساعات ركبت الحركة الإسلامية الموجة وقررت اعتصاماً في ساحة المسجد الحسيني وسط العاصمة في الوقت الذي انتشرت فيه وفجأة وفي مدن عدة عملية إغلاق الطرق وإشعال إطارات وحرائق وفي بعض البلدات إطلاق رصاص على مراكز أمنية.
وحصل ذلك رغم ان أجهزة الحكومة لم تحصل على الوقت الكافي لتقييم ما حصل أصلاً في إضراب الأربعاء الذي حقق «سابقة» في منتهى الحساسية بسبب نظاميته ونعومته والأهم بسبب «تمرد» عدد كبير من موظفي القطاع العام ومشاركتهم في اشارة يخشى مسؤولون اليوم ان تؤسس لحالة «تمرد إداري» على هامش دعوات متطرفة لـ»عصيان مدني».
لاحقاً وفي التتابع اعلن 16 نائباً في البرلمان نيتهم الاستقالة جماعياً تضامناً مع الشارع ونظمت احتجاجات في غالبية بلدان وقرى ومحافظات المملكة وعقد مجلس النقباء اجتماعات طارئة وعادت لهجة التصعيد على اساس المطالبة بإسقاط حكومة هاني الملقي وليس نهجها الاقتصادي فقط.

«تأزيم» في الأردن: «خشونة الشارع» مقابل «نعومة الإضراب»… تلاشي نظرية «ذوبان الحراك»
مخاوف من «عصيان مدني» بعد «تمرد موظفين»… ووزراء الملقي»صامتون أو يتلاومون»
بسام البدارين

تقرير حقوقي يوضح إستراتيجية النظام وحلفائه في تدمير المدن وهدم كل أشكال المعارضة

Posted: 01 Jun 2018 02:24 PM PDT

عواصم – «القدس العربي»: تعيش غوطة دمشق الشرقية، وفق ما أكدته مصادر أهلية لـ «القدس العربي»: حالة من الفلتان الأمني المتعمد من قبل مخابرات النظام السوري، الذي بدأ وفق المصادر، بمشاريع لتحسين صورته أمام الحاضنة الشعبية للثورة السورية، والتي باتت وحيدة وضعيفة عقب خروج التشكيلات العسكرية للمعارضة، نحو الشمال السوري.
وتأكيداً لاستراتيجية النظام في ضرب النسيج الاجتماعي وهدم كل أشكال المعارضة له كشف تقرير حقوقي مرفق بصور الأقمار الصناعية عن «عمليات التدمير الممنهج» التي قام بها نظام الأسد وحلفاؤه في سوريا، مبيّناً أن ذلك أدى إلى مسح بعض المدن والبلدات من الوجود وتهجير سكانها قسراً. ولفتت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير صدر عنها، الخميس، إلى أن حجم المنازل المدمرة في سوريا بلغ 3 ملايين مسكن، مؤكدة أن 90 في المائة منها على يد قوات نظام الأسد وحليفه الروسي، وأن 70 في المائة من إجمالي الدمار الحاصل، هو مسؤولية سلاح الجو الذي لا يملكه سوى النظام وروسيا.
أبو صالح – اسم مستعار لأحد ابناء الغوطة الشرقية – أكد، أن الأفرع الأمنية للأسد، سمحت للأهالي بإدخال كل ما يرغبون به من المواد الغذائية والفاكهة، بدون أي تفتيش أمني على الحواجز أو أي مضايقات.
وأشار المصدر، إلى أن هذه التسهيلات واكبتها، كمائن متزامنة نصبتها تلك الأفرع الأمنية للأهالي، حيث غيبت قواتها الأمنية والعسكرية عن الأحياء السكنية في الغوطة الشرقية بشكل متعمد، ولكنها في الوقت ذاته، بدأت بضخ مئات الصناديق من المشروبات الروحية، والحبوب المخدرة، والحشيش المخدر، بشكل علني عبر أزلامها، والذين بدأوا بنشر تلك المواد بأسعار رخيصة وعلى مرأى ومسمع الجميع. في حين قال «صهيب»، وهو أحد أبناء غوطة دمشق المطلعين على خفايا الأمور فيها: أن المخابرات العسكرية للأسد، بدأت بإحصاء اسماء العائلات والأفراد الذين خرجوا نحو الشمال السوري، سواء كانوا من المدنيين- حتى النساء، أو من منتسبي فصائل المعارضة.
وأشار، إلى أن هذه الخطوة، قد تكون لإرهاب الموجودين في الغوطة حالياً، وكغوطة لاحقة لمصادرة أملاك الاسماء التي أحصتها المخابرات، عبر أزلامها الذين ينشطون في قطاعات الغوطة، إبان سيطرة المعارضة عليها.
وقال صهيب: النظام السوري، قام بتجنيد شخصيات «غير أخلاقية – عميلة» داخل الغوطة الشرقية، وقام بمد تلك المجموعات بالأموال، والمواد المخدرة، وقدم لهم تسهيلات لا توصف، فيما يخص إدخال المشروبات الروحية، والتي كانت معدومة في الغوطة منذ سنوات، إلا عبر طرق التهريب. واعتبر المصدر، أن ما يقدمه النظام من تسهيلات وهالة لتلك المجموعات، يكمن بجعلها صاحبة الكلمة العليا في الغوطة، وخاصة بأن أفرادها-اشبه بقطاع الطرق، وهذا هدفه واضح بأن إرهاب الأهالي وزرع الرعب في قلوبهم هو المطلوب. والهدف الثاني هو تحويل تلك المجموعات إلى «شعب تجنيد»، تقوم بتجنيد ابناء الغوطة الشرقية، ضمن قوات النظام مقابل 150 دولاراً أمريكياً، وأكد «صهيب»، أن عشرات الشبان على أقل تقدير انخرطوا مؤخراً ضمن قوات النظام السوري أو الميليشيات الموالية له.

مخدرات على البسطات

وأجمعت المصادر كافة الذين تواصلت معهم «القدس العربي»، على أن الحشيش والمواد المخدرة، والمشروبات الروحية، باتت تباع عبر «بسطات الطرق»، والتي عادةً تستخدم لبيع بعض الخضار، أو الخبز، أو المحروقات. ولكنها اليوم، باتت وسيلة لبيع تلك المواد، والتجول بين الأحياء السكنية، تحت رعاية وكنف النظام السوري وقواته.
وكانت قد اعتقلت قوات النظام، منذ سيطرتها على الغوطة في شهر نيسان/ أبريل الماضي. عشرات الشبان المدنيين فور دخولها المدن والبلدات في الغوطة الشرقية في الأسابيع القليلة الفائتة، وسط انتشار عمليات السرقة خاصة لمجوهرات النساء.
المعارض السوري، والمهجر نحو الشمال يوسف البساتي، قال لـ «القدس العربي»: النظام السوري، قبل دخوله إلى الغوطة الشرقية، عقب الاتفاق الأخير، كان يقوم عبر التجار الموالين له، بإدخال كميات كبيرة من المواد المخدرة والحشيش إلى الأحياء السكنية.
وأشار، إلى أن كل من كان يتعامل مع النظام من داخل الغوطة، إبان حصارها، كان يقوم بتجارة المخدرات والحشيش، وبعد سيطرة النظام على المنطقة، استمر ذلك التعاون بين الجانبين، علماً أن هذه المواد بما فيها المشروبات الروحية كانت غير منتشرة في الغوطة قبل الثورة السورية.

استمالة الشباب

بعد السيطرة الأخيرة لقوات النظام على الغوطة، قام بتجنيد أعداد كبيرة من الشبان ضمن صفوف قواته، ورأى البستاني، أن اتباع مثل هذه السياسة، الهدف منها استمالة أكبر عدد من الشباب، والسيطرة على هذه الفئات العمرية، عبر دفعهم للانحراف بداية، ومن ثم تجنيدهم ثانياً. وفق «البستاني»، فإن رأس الفساد، والذراع الأكبر للأسد في مدينة دوما، هو طارق غنوم، وهو مقرب جداً من النظام، ويمده الأخير بكميات كبيرة من المخدرات وتوابعها، بالإضافة إلى المال، والدعم اللوجستي، والوظيفة التي يقوم بهاد «غنوم» هي تطويع الشباب في مدينة دوما، ضمن قوات النظام، وتقديم المغريات المالية والمشروبات لهم.
في حين، ذكرت بعض المصادر، أن النظام السوري يقوم بتقديم مبلغ 90 ألف ليرة سورية – 150 دولاراً أمريكياً لكل شاب في الغوطة يقوم بالتطوع ضمن قواته النظامية أو ضمن الميليشيات الموالية له.
وأشارت مصادر معارضة إلى النظام، يسعى حالياً لتشكيل ميليشيا محلية، قوامها من أهالي مدينة دوما، وذلك بعد طمأنتهم بعد الزج بهم بمعارك خارج أسوار العاصمة، ونوهت إلى أن النظام نجح بتجيد المئات من أهالي الغوطة الشرقية ضمن صفوفه.
مصدر مسؤول، قال لـ «القدس العربي»: السياسة التي ينتهجها النظام السوري اليوم في الغوطة الشرقية، لا تقل «إجراماً» عن الحرب العسكرية، والحصار، والكيميائي، الذي اتبعهم الأسد من قبل. وأن هذه السياسة، هدفها واحد، وهو طمس قيم الغوطة وعاداتها، وتدمير نسيجها الاجتماعي المحافظ، بشكل لا يسمح لها بالعودة إليه لعقود طويلة.
والدور الروسي لم يكن أقل شأناً في ذلك فقد أشار التقرير الحقوقي المرفق بصور الأقمار الصناعية الذي جاء تحت عنون «صور أقمار صناعية تُثبت أنَّ الهجمات الروسية مسحت بلدات في الغوطة الشرقية من الوجود»، إلى تعمد نظام الأسد ومن ثم روسيا لاحقاً في قصف وتدمير أكبر قدر ممكن من المساكن، خاصة المنشآت الحيوية، بهدف إيصال رسالة للمناطق، التي تفكر بالخروج عن سيطرة النظام بأن مصيرها التدمير والتخريب، ولن يحميها أحد، سواء الأمم المتحدة أو مجلس الأمن. وأظهرت الشبكة من خلال تحليل الاستراتيجية التي اتبعتها قوات نظام الأسد وروسيا والميليشيات الإيرانية الإرهابية، أن التَّدمير قد استخدم على نحو واسع بهدف إنهاء وتحطيم كل أشكال المعارضة للحكم وتهشيم المجتمع بشكل كامل، كأداة تخطيط للحرب ضدَّ كل من خرج ضدَّه.
وأوضحت الشبكة في تقريرها أن حملة القصف الأخيرة على الغوطة الشرقية، نفَّذتها روسيا بشكل أساسي بقواتها الجوية والمدفعية ونظام الأسد وإيران تالياً، تسببت باستشهاد نحو 1850 مدنياً، حيث تركزت 85 في المائة من عمليات القصف على مناطق سكنية بعيدة عن خط المواجهة.
وقال التقرير إن حملة القصف الكثيف والوحشي التي بدأت في شباط المنصرم على الغوطة الشرقية لا تشابه أياً مما حصل منذ اندلاع الثورة السورية في آذار/ 2011، بما في ذلك الهجمات الوحشية على أحياء حلب الشرقية نهاية عام 2016. وأكد أنَّ نظام الأسد قد تعمَّد تدمير المساكن بداية في مدينة حمص، وتمدَّد إلى جميع المناطق التي ثارت ضدَّه؛ بهدف تشريد سكانها قسرياً بعد أن فقدوا مساكنهم، أو مقرات أعمالهم، ما يعني عملياً إنهاء أية مقاومة ضدَّه، وإن كان ذلك على حساب تدمير البنية التحتية والمراكز الحيوية والمساكن.

تقرير حقوقي يوضح إستراتيجية النظام وحلفائه في تدمير المدن وهدم كل أشكال المعارضة
بهدف استمالة الشباب للنظام وضرب النسيج الاجتماعي… المخدرات علـى «بسـطات» الغوطة الشرقية
هبة محمد – وكالات

«سلاح الطائرات الغزاوي «لعبة أطفال تخوض «حرب استنزاف» مع إسرائيل على الحدود وتحرج منظوماتها الدفاعية

Posted: 01 Jun 2018 02:24 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: لا تكلف الطائرات الورقية التي أصبحت أداة أساسية في «مقاومة غزة الشعبية» لمقارعة إسرائيل، سوى ثمن تلك الكمية القليلة من الوقود، الذي يسكب على قطعة قماش، يشعل فيها النيران، وتثبت عبر سلك حديدي يلحق بذيل الطائرة الورقي، قبل أن تقلع عن طريق تحكم يدوي أرضي، يستند إلى حركة الرياح، إلى أحراش إسرائيلية لإشعال النيران فيها.
ففي تلك المنطقة الحدودية الشرقية لقطاع غزة، وعلى مقربة من «مخيمات العودة الخمسة» التي أقيمت في 30 مارس/ آذار الماضي، ضمن نهج جديد تبنته الفصائل الفلسطينية بما فيها تلك التي تتبنى نهج «المقاومة المسلحة»، أقرت خطة لـ «العمل الشعبي السلمي»، بدلا «العمل المسلح» في هذه المرحلة، واستبدل شبان الحدود «نار البنادق» بـ «نار اللهب» ليتماشى مع شكل المقاومة الجديد.
وهناك لم يعد يخترق الحدود الفاصلة مع إسرائيل كتلة لهب تذيل أسفل صاروخ أو قذيفة تطلق من قطاع غزة على غرار المواجهات العسكرية السابقة، التي تصدت لها إسرائيل بمنظومة صد صواريخ أرضية طورتها للتعامل مع صواريخ غزة المصنعة محليا، بل بات الاختراق هذه المرة باستخدام ألعاب الأطفال الورقية.
تحديدا بعد أسبوع من انطلاق فعاليات «مسيرات العودة»، شرع شبان يضعون على وجوههم أقنعة بالوقوف على مقربة من الحدود الفاصلة، مستغلين حركة الرياح الغربية، القادمة من جهة البحر الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا مشددا أيضا، ويطيرون في السماء بشكل يومي «طائرات ورقية» تحمل كتلا نارية، يسقطونها بدقة متناهية في حقول وأحراش إسرائيلية قريبة من منطقة «غلاف غزة» لتحدث حرائق ضخمة كبدت حتى اللحظة إسرائيل خسائر كبيرة، وحولت كثيرا من مناطق التنزه إلى مناطق جرداء.
ولا يمكن لأحد أن يتخيل الصناعة البدائية لتلك الطائرات التي يمكن أن توصف بـ»السلاح الجوي الغزاوي»، دون أن يراها على الأرض قبل انطلاقها في الجو، فالشكل الطائر يخفي الأدوات البسيطة التي استخدمها الشبان في صناعة هذا السلاح الغزي الجديد.
عند الحدود الشرقية لمدينة غزة، حيث يقام هناك أحد مخيمات العودة، وقف ثلاثة شبان في ركن جانبي، وشرعوا بتفقد إحدى قطع «سلاح الطائرات الغزاوي»، كما يسميه البعض، في مشهد يحاكي العمليات التي تتم في قواعد أسلحة الطيران. ويتفقد الفريقان هيكل الطائرة سواء الورقية أو الحربية، وإذا كان الفريق الحربي يتفقد خزان الوقود، فإن فريق المقاومة الشعبية، يتفقد وقود كتلة اللهب، فيما يطمئن الفريقان على سلامة عملية الطيران وحركة الرياح.
هناك وقف الشاب المسؤول عن التحكم في الطائرة الورقية، وشرع بشد الخيط الموصول بها بالطريقة المناسبة، فيما حرص شاب آخر على ربط قطعة القماش المبللة بالوقود في أسفل الذيل، من خلال اختيار ثقل بشكل دقيق يعمل على توفير التوازن، فيما قام الثالث بمساعدة الأول في جعل الطائرة تواكب الرياح لتغادر إلى ما بعد السياج الحدودي. لكن الفارق بين السلاحين الحربي والشعبي، أن الأول يكلف ملايين الدولارات ثمنا للطلعة الواحدة، فيما لا يكلف الثاني سوى دراهم معدودة، تكون بالغالب ثمنا لكمية الوقود المستخدمة.
أحد المشغلين لـ «طائرات غزة الورقية» الذين التقتهم «القدس العربي» مصادفة، قال بنبرة صوت هادئة، وهو يضع قناعا على وجهه، إن الهيكل الأساسي للطائرة مكون من ثلاثة عيدان خشبية رفيعة ومتساوية في الطول والوزن، ويقول إن هذه القطع يحصل عليها من مخلفات ورش النجارة، فيما أشار إلى القطعة التي غطت تلك العيدان، وكانت من البلاستيك الخفيف، وقال هي والخيط المخصص لإطلاق الطائرة لا يكلفان مالا كثيرا.
ولم يدفع الشبان الثلاثة سوى ما يعادل دولارا واحدا ثمن الخيط الموصول بالطائرة مضافة إليه كمية الوقود التي كانت بيد أحدهم، وكان يستعد لسكبها على قطعة القماش.
وهناك الكثير من شبان غزة الذين انخرطوا في فعاليات «المقاومة الشعبية السلمية» على الحدود، يقومون بتصنيع هذه الطائرات، إضافة إلى ما تعرف باسم «البالونات النارية» وهي بالونات معبأة بغاز الهليوم، وتحمل هي الأخرى كتلة نارية، يجري إطلاقها أيضا من مناطق قرب الحدود الفاصلة، لإحداث حرائق مماثلة في الأحراش.
ويستغل هؤلاء الشبان قرب الحدود، من المنطقة التي تطلق منها «الطائرات الورقية المحترقة»، ولا يحتاج التحكم في طيرانها سوى خمس دقائق على أبعد تقدير، لتكون قد وصلت فوق الأحراش الإسرائيلية القريبة من الحدود، فيقطع الحبل الذي يوصل هيكل الطائرة الورقية بالشاب الذي أطلقها، لتسقط على الأرض محدثة حريقا هائلا، تساعده في هذه الأوقات درجات الحرارة المرتفعة، وجفاف الأعشاب الربيعية.
وخلال مقابلة أولئك الشبان قبل عدة أيام، كان المشاركون في هذا النشاط قد شرعوا بحملة مكثفة لإطلاق هذه الطائرات صوب مناطق إسرائيل الواقعة في «غلاف غزة»، وخلال الأسبوعين الماضيين، لم يمض يوم لم تعلن فيه إسرائيل عن حدوث حرائق في أحراشها بسبب «طائرات غزة»، ففي يوم الجمعة قبل الماضية مثلا أعلنت إسرائيل عن نشوب 14 حريقا، وهو العدد الأكبر منذ الفعالية الكبيرة التي شهدتها حدود غزة في «مليونية العودة» التي خرجت يوم 14من الشهر الماضي، ضد نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس المحتلة.
وتسبب هذا السلاح الجديد في إلحاق خسائر مالية كبيرة بالإسرائيليين القاطنين في مناطق غلاف غزة، بعد أن أتى على مساحات كبيرة من الحقول الزراعية قدرت بآلاف الدونمات، ومن بينها حقول قمح، ما جعلها تدخل في إطار ما يعرف باسم «حرب الاستنزاف».
واشتكى المزارعون الإسرائيليون القاطنون قرب الحدود من تلك الطائرات، حتى أن بعضهم اضطر لجمع المحصول قبل موعد الحصار خشية من حرقه، فيما تحدث آخرون عن مراقبتهم طوال ساعات اليوم لحقولهم عن قرب، للقيام بإطفاء الحرائق في بداياتها حال وصلت لأراضيهم قطع جديدة من السلاح الغزاوي.
وتقف منظومة الأمن الإسرائيلية عاجزة عن صد هذه الطائرات، حيث لم تنجح خطط الجيش في إسقاط الطائرات الورقية كما أعلن سابقا. وتقول تقارير إسرائيلية تستند إلى تحركات فرق الإطفاء التي تلازم مناطق الحدود بكثرة، وقد دخلت بفعل «طائرات غزة» في حالة طوارئ، إن المتظاهرين الفلسطينيين أطلقوا أكثر من 300 طائرة ورقية حارقة منذ بداية «مسيرة العودة».
وفي إسرائيل ومع تزايد هذه الطائرات الحارقة، كشف النقاب عن نية الإسرائيليين القاطنين في مناطق الحدود، التقدم بدعوى قضائية الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد قادة حركة حماس، كونها المسؤولة عن غزة، جاء ذلك بعدما فشلت تهديدات إسرائيل باستهداف مطلقي الطائرات، وكذلك بعد فشل الخطط العسكرية التي وضعت لصد الطائرات، في وقف هذا السلاح الجديد.
وفي دلالة على استمرار استخدام هذا السلاح الجديد، ذكرت تقارير إسرائيلية بعد انتهاء موجة القتال المسلح فجر يوم الأربعاء الماضي، بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنه على الرغم من توقف إطلاق صواريخ من قطاع غزة، إلا أن سكان الغلاف ما زالوا يعانون من «الطائرات الورقية الحارقة»، إذ لم يتوقف إطلاق هذا الطائرات منذ الأيام الأولى لمسيرات العودة في غزة.

«سلاح الطائرات الغزاوي «لعبة أطفال تخوض «حرب استنزاف» مع إسرائيل على الحدود وتحرج منظوماتها الدفاعية
يحتاج إلى عشر دقائق لتصنيعه ولا يكلف سوى دولار أمريكي
أشرف الهور:

هذه الجولة من القتال مع غزة لن تمنع التالية وربما لن تؤجلها

Posted: 01 Jun 2018 02:24 PM PDT

ظهر أول أمس، بعد بضع ساعات من الصلية الأخيرة، عادت العصافير في غلاف غزة تغرد. فلديها ذاكرة قصيرة، هذه العصافير. الحقول تلونت بالاصفر وبالاسود، لوني بيتار يروشلايم، بقع بقع، مثل اللحاف المرقع، أصفر بسبب القمح المحصود، وأسود بسبب الحريق. في القدس انعقد الكابنت. رئيس الوزراء قال اننا انتصرنا والوزراء كرروا وراءه كالصدى. لم يصدقوا كلمة قالوها، لا في اليوم السابق، حين دعوا إلى احتلال غزة، ولا الآن، حين رحبوا بوقف النار. فقد كانت الاكاذيب ثمنا دفعوه كي يظهروا للجمهور بأنهم مطلعون. لا تسألونا ما الضربة التي تلقتها حماس في غزة. كنا سنروي لكم بسرور، بفخار، ولكننا ممنوعون من ذلك، لاعتبارات أمنية.
انتصرنا، قال الناطق بلسان حماس في غزة، هو الآخر كذب، بالطبع: هذا ما يفعله الناطقون بلسان حماس لنيل رزقهم. الحقائق غير هامة ـ العنوان الرئيس هو فقط الهام. انتصرت إذ قلت أنني انتصرت. ماذا سيفعل نتنياهو بنصره، ماذا ستفعل حماس، ماذا سيفعل بهما السكان في الطرفين.
المجلس الإقليمي أشكول، 32 بلداً، يغلف قطاع غزة من الشرق، من كيبوتس باري جنوبا وذيل قصير آخر على طول حدود سيناء. يوم الثلاثاء تعرضت أراضي المجلس لمعظم قذائف الهاون. وتراكض رئيس المجلس غادي يركوني في من لقاء إلى لقاء محاولا الافادة من اللحظة المناسبة التي نالها سكانه قبل ان تتبدد.
يركوني، 51، هو عضو كيبوتس نيريم. قذيفة هاون اطلقت من غزة في الساعة الاخيرة من حملة الجرف الصامد، في آب/أغسطس 2014، قتلت اثنين من أعضاء الكيبوتس وقطعت ساقيه. جلسنا على مقعد في الشمس، امام مبنى المجلس، حيث تكون الساحة تعج بالحياة عادة. أما أول أمس فكادت تكون فارغة. فقال يركوني «لا ادري لماذا توقفوا بهذه السرعة. هذا ما يقوله السكان لي اليوم. الجيش الإسرائيلي لم يعد في هذا الحدث قوة ردعه».
فقلت أنني اعتقدت ان السكان في غلاف غزة غير معنيين بالحرب.
فقال: «السكان يريدون الهدوء. وهم مستعدون لتصعيد لحظي كي يحققوا هدوءاً طويلاً».
ليس للمدنيين فقط كان صعبا أن يفهموا ما الذي اشتعل هكذا لدى القيادة السياسية كي توافق على وقف النار. وقد حصلوا على هذا الاحساس ايضا من ضباط في الميدان. 70 سنة وإسرائيل توافق على وقف النار، و 70 سنة وهي تواصل النار لبعض المزيد، بنشاط مضاف، بهدف سرقة مزيد من بعض الارض، وقصف مزيد من بعض الاهداف، والايضاح للطرف الآخر بأنها هي، وليس هو، قالت الكلمة الاخيرة. أحياناً يكون هذا لازماً، أحيانا صبيانيا، أحيانا محمل بالمصيبة.
القصة في غزة مشابهة ومختلفة. في التاسعة مساء توجهت قيادة حماس في غزة إلى المخابرات المصرية بطلب للتوسط لها بوقف النار. نتنياهو استجاب. ولكنه سمح لقيادة الجنوب وسلاح الجو باصدار جولة واحدة أخرى من القصف، الذي يحل في منتصف الليل. وهكذا يكون بوسعه أن يقول للكابنت انه لم يكن اتفاقاً مع حماس. هم توقفوا ونحن توقفنا. «المناجاة»، كما علمنا شايكا أوفير، «هي شخص واحد يتحدث إلى نفسه، أما الحوار فهو شخصان يتحدثان إلى نفسيهما». نتنياهو يسوق الاتصالات بين إسرائيل وحماس على طريقة شايكا أوفير.
في القصف المكثف للجيش الإسرائيلي، والذي لم يكن مثله منذ الجرف الصامد، لم يقتل شخص واحد في غزة، لم يصب شخص واحد. معجزة في غزة: لا كبير، لا صغير، لا شيخ، لا امرأة، لا طفل، في غزة المزدحمة، المحشورة، عديمة الغرف الامنية. إما أن يكون إلوهيم معهم، الامر الذي ينبغي ان يخيف كل السموتريشيين من البيت اليهودي ـ أو ان من اختار الاهداف للقصف هي عبقري في الجراحة. لشدة المفاجأة، في حماس تبنوا الامكانية الثانية: ليس الله هو من حرص على سلامة اجساد الغزيين، بل الجيش الإسرائيلي، ردعنا الإسرائيليين.
لقد عرف نتنياهو بأن وقف النار المبكر سيستقبل بمشاعر مختلطة. حموضة، هكذا سيدعوه في أحد خطاباته التالية. كان يعرف ماذا كان سيقول عن هذا القرار لو أنه كان رئيس المعارضة: استسلام للإرهاب، ضياع الردع، هدوء بكل بثمن، تسييب الامن، عندما سأكون رئيس الوزراء أنا سأصفي حماس، كان يقول للكاميرا على خلفية شارع في عسقلان، ويطلق إلى الفيسبوك.
ولكنه كان يعرف أيضا بأنه لن تجرى جنازة في أي مقبرة عسكرية. والاهالي الثكلى لن يصرخوا لماذا وإلى متى ومن أجل ماذا. وفي غزة أيضاً لن تجرى جنازات، بعدها تخرج جموع متحمسة نحو الجدار. أنا لست يساريا: لا أحتاج لأن اثبت أنني قوي على حماس. وفي اليوم الثاني اقلع إلى برلين وإلى باريس، المدينة المحببة علي. اذا تحقق الهدوء، فان ميركيل وماكرون لن يزعجاني بأسئلة عن الوضع في غزة. وسنتحدث فقط عن إيران.

خيبة أمل

الجولة التي انتهت مخيبة للآمال ليس لأنه لم يكن هناك مصابون في قصف سلاح الجو. فهي مخيبة للآمال لأننا ألقينا أطنانا من القذائف والصواريخ باهظة الثمن ـ نحن دولة غنية، مبذرة ـ ولم نحقق شيئا. رغم سقوط 15 قذيفة هاون في يوم واحد، زائد عشرات الصواريخ، لم نوضح للطرف الاخر بأن قواعد اللعب تغيرت. في الجيش الإسرائيلي أرادوا، ولكنهم صدوا.
لم نمنع الجولة التالية، ومشكوك ان نكون أجلناها. وهي مخيبة للآمال لأننا نعيش في كذبة متواصلة. نسمّي الاتصالات غير المباشرة مع حماس «لا اتصالات والتعادل مع حماس «انتصار». حان الوقت لأن نقول الحقيقة للإسرائيليين: إسرائيل تريد ان تواصل حماس الحكم في غزة. هي لا تريد أن تحكم هناك بنفسها، لا تريد ان تحكم السلطة هناك. تخشى أن يولد انهيار حماس الفوضى والإرهاب. ولكن التسهيلات الهامة في الحصار على غزة، مع أو بدون تسوية مع حماس، ستجبي ثمنا سياسيا نتنياهو غير مستعد لدفعه، ليس في سنة انتخابات.

الجرف الصامد

قبل الجرف الصامد، اقترح يوفال شتاينتس تأهيل مصاف في ميناء في قبرص ـ لارنكا او ليماسول كميناء بديل لغزة. إسرائيل والامم المتحدة تشرفان على عبور البضائع والاشخاص. وبين قبرص وغزة يعمل مسار بحري نقي. إسرائيل تشرف على حركة السفن من البحر ومن الجو. الاقتراح رفض رفضا باتا، من دون نقاش حقيقي. المصريون طرحوا اقتراحا مشابها. هو الاخر رفض رفضا باتا.
«يجب الحديث مع حماس»، يقول غادي يركوني. «لا مفر. أنا اقول هذا لأنني ايثاري. أنا أؤمن بأنه اذا كان لهم الحال افضل، سيكون لنا هدوء أكثر. نحن الراشد المسؤول. انا أقول للاطفال الذين يعيشون هنا: قولوا شكراً لأنكم هنا وليست هناك. المستقبل الوحيد المضمون للاطفال هناك هو أن يكون مخربين.
«لا تخطئوا: هم عدو مر. هم ليسوا بشراً. ولكنني تعلمت من التجربة في محل كل عدو صفيناه جاء عدو كبير، اسوأ منه».
في أثناء حملة الجرف الصامد انضممت إلى قوة لواء المظليين النظامية التي تمركزت في المنازل الشرقية لخانيونس، بين دفيئة ونفق. جذبت العيون غربا، نحو خانيونس وغوش قطيف. ولكن ليس اقل من هذا كان مشوقا النظر شرقا، نحو حقول كيبوتس نيريم، إلى هناك اجتذبت عيون الفلسطينيين: قريب جدا، مغري جدا. التقيت بالمقدم عدي غانون، قائد كتيبة 51 من غولاني، أول أمس في حرش جنوبي الكيبوتس. هو ابن كريات غات ومقيم في المدينة. وقام بحياته العسكرية بأدء خدمته العسكرية في الكتيبة 51، من مقاتل حتى قائد كتيبة، بفخار عظيم.
أربعة اشهر وهو يقود كتيبته في الجبهة الجنوبة، أمام رفح وخانيونس. الجرحى الثلاثة في هجوم قذائف الهاون يوم الثلاثة هم جنوده. إثنان أُصيبا بجراح طفيف، عولجا وسرحا إلى بيتيهما. الثالث مصاب بجراح متوسطة. وهو يقول «كانوا مع تحصين وكل شيء كما ينبغي. قذيفة الهاون سقطت في استحكامهم. اخذت زاوية وتسللت إلى الداخل. مثل هذه الامور تحصل».
طلبت منه أن يصف تصديه لمسيرات حماس فقال: «الاسابيع الاولى كانت من ناحيتي أمنا جاريا عاديا. في 30 اذار/مارس خرجت المسيرة الاولى.
هذا حدث عملياتي باعث على التحدي، يختلف عما اعتاد مقاتل غولاني عمله.
«في غولاني ان تهيىء نفسك لحرب ضد حزب الله. عندما تشخص عدوا، تهاجمه وتطلق النار عليه. أما هنا فقد كنا مطالبين بقواعد لعب أخرى ولإعداد ذهني. لقد طور نظام قتالي كامل، تدربنا عليه قبل الحدث. وقد تشكلت وحدات خاصة، بما فيها القناصة. وكان في كل موقع ضابط، حرصنا على السيطرة الكاملة.
«انا جلست على مسافة 200 متر من خلف القوة. وكانت لدي وسائل تشخيص. عرفت من هو الذي الذي يدفع الجموع إلى الامام. وفهم الجنود بأنهم ليسوا في حرب ضد مسلحين. وأكثروا من إطلاق قنابل الغاز.
«عندي ثلاثة أطفال في البيت. رأيت حماس تدفع الأطفال إلى الأمام، إلى الجدار، وفكرت، لماذا يفعلون هذا، فلا علاقة للاطفال باللعبة.
عندما بدأت هجمة قذائف الهاون يوم الثلاثاء، استعد جنود غولاني لحماية الجدار. لم يكن على الجدار أي نشاط. ويقول غانون: «الكتيبة تعرف كي تستعد لاعمال الإخلال بالنظام وتعرف كيف تستعد للتسلل. عندنا الوسائل والعتاد الاكثر تقدما. ونحن نعرف كيف نفعل كل شيء». فقلت ان حماس أعلنت انها انتصرت.
فقال: «أنا لا أتأثر. أنا أحترم الطرف الآخر».

ناحوم برنياع
يديعوت 1/6/2018

هذه الجولة من القتال مع غزة لن تمنع التالية وربما لن تؤجلها
القمح سيحرق مرة أخرى
صحف عبرية

أنباء عن نوايا البيت الأبيض لإخضاع القنصلية في القدس للسفير فريدمان

Posted: 01 Jun 2018 02:23 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: يبدو أن الإدارة الأمريكية الحالية تتبنى مواقف الاحتلال بالكامل وأكثر مما توقعته إسرائيل نفسها، فبعد نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة كشف أمس أنها تفكّر بتوسيع صلاحيات السفير دافيد فريدمان ومنحه المزيد من السلطة على القنصلية الأمريكية التي تتعامل مع الشؤون الفلسطينية. هذا ما أكده خمسة مسؤولين أمريكيين أمس ويعكس تحولا إضافيا في الموقف الأمريكي يجعل إقامة دولة فلسطينية في الأرض المحتلة عام 67 غاية لا تدرك. ويعني خفض درجة استقلالية القنصلية الأمريكية العامة في القدس المحتلة المسؤولة عن العلاقات مع الفلسطينيين بشكل مباشر اعترافا أمريكيا بالسيطرة الإسرائيلية على القدس بشطريها الغربي والشرقي. ولذا فإن التغيير ليس فنيا وبيروقراطيا بل ينطوي على تداعيات سياسية محتملة.
وكانت القنصلية في القدس المحتلة تنقل رسائل دبلوماسية مستقلة عن السفارة في تل أبيب إلى وزارة الخارجية في واشنطن، تتعلق بالأوضاع في الساحة الفلسطينية ورصد الاستيطان وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي. ومن شأن خفض استقلالية القنصلية أن يؤدي إلى المزيد من تشويه الوقائع على الأرض في الأراضي المحتلة، ووفقا لتوجهات فريدمان الصهيونية المؤيدة للاحتلال والاستيطان ونهب أراضي وموارد الفلسطينيين.
يشار الى أن الرئيس دونالد ترامب أعلن أنه لا يؤيد حلا بعينه للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وأن حلولا غير «حل الدولتين» وارد، وبينها حل الدولة الواحدة، وأنه يترك الخيار لطرفي الصراع. ومع ذلك ادعت إدارة ترامب أنها بصدد طرح خطة سلام تحت مسمى «صفقة القرن».
وتأتي المداولات حول ذلك في الوقت الذي يواجه فيه فريدمان ضغطا من أجل إدخال تغييرات على القنصلية منذ وصوله إلى إسرائيل في العام الماضي. كما يواجه سخطا متناميا في الولايات المتحدة بسبب التعليقات الحزبية وغيرها من الأفعال التي كان قد انحاز فيها علانية وبفظاظة إلى إسرائيل. واقترح أحد كبار المشرعين الديمقراطيين أنه ينبغي إقالة فريدمان بعد أن خاض في السياسة المحلية الأمريكية نيابة عن إسرائيل، وقال لصحيفة «يسرائيل هيوم» إن الديمقراطيين فشلوا في دعم إسرائيل بقدر دعم الجمهوريين».
ومنذ عقود عملت القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة بشكل مختلف عن كل القنصليات الأخرى تقريبا حول العالم وبدلا من تقديم التقارير إلى السفارة الأميركية في إسرائيل، تقدم تقاريرها مباشرة لوزارة الخارجية في واشنطن، معطية الفلسطينيين قناة مباشرة للتواصل مع الحكومة الأميركية وهذا ما يرغب بتغييره الان. كما عملت القنصلية الأمريكية على تقديم الخدمات للأميركيين في المدينة وعملت بمثابة السفارة الأميركية الفعلية لدى الفلسطينيين الذين يطالبون بالشطر الشرقي من القدس عاصمة لدولة مستقلة في المستقبل.
وأصبح الوضع أكثر تعقيدا منذ أن قام ترامب بنقل السفارة إلى القدس المحتلة. والآن تحتفظ الولايات المتحدة بسفارة في جزء من المدينة وقنصلية منفصلة على بعد أقل من 1.6 كيلومتر، مما قد يخلق ارتباكا بشأن من له السلطة المطلقة إذا، على سبيل المثال، احتاج مواطن أميركي إلى المساعدة واتجه إلى حكومة الولايات المتحدة.
ولم يتخذ قرارا نهائيا بشأن التغييرات التي يجب إجراؤها على سلسلة القيادة في القنصلية وهو قرار تعقّده الظروف الفريدة للقنصلية. لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن السفارة التي يديرها فريدمان من المتوقع أن ينتهي بها المطاف بسلطة مطلقة على القنصلية. ولم يكن المسؤولون مخولون بمناقشة هذه المسألة علنا وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم في أحاديثهم لصحيفة «هآرتس».
وحذر السفير الأمريكي السابق في إسرائيل دان شبيرو من أن الخطوة المذكورة من شأنها تقويض الأماني الفلسطينية بدولة مستقلة. وتساءل في حديث لموقع «واينت» الإخباري ماذا يتوقعون أن يتحدث الفلسطينيون مع الولايات المتحدة بواسطة إرساليتها في إسرائيل؟ موضحا أن الفلسطينيين راغبون بإيصال موقفهم لواشنطن بشكل مباشر. وأضاف «عادة ينقل القنصل تقارير حول ما يحدث في منطقته للسفير لكن القنصل الأمريكي في القدس تمتع بصلاحية تاريخية، والمثال الأقرب على ذلك هو القنصلية الأمريكية في هونغ كونغ صاحبة الصلاحيات المستقلة، فهي ترفع تقاريرها مباشرة وليس من خلال السفير الأمريكي في بكين.
وقالت مصادر رسمية لـ «وينت» إن فريدمان يسعى لبسط سيطرته الكاملة على القنصلية في القدس المحتلة، لكن وزارة الخارجية تحول دون ذلك حتى الآن رغم أن هناك حليفا له في البيت الأبيض هو مستشار الأمن القومي جون بولتون. ونوه موقع «واينت « إلى أنه من غير المعروف بعد متى تتحقق التغييرات. وينقل عن مصادر محلية ترجيحها بأن هناك من ينتظر استبدال القنصل في الشهر المقبل وستنجلي الصورة عندما تصل مذكرة الرئيس ترامب التي يوضح فيها للقنصل الجديد وللسفير حدود صلاحيات كل منهما.

أنباء عن نوايا البيت الأبيض لإخضاع القنصلية في القدس للسفير فريدمان

بعثيو موريتانيا يفتحون حزبهم لحركة «إيرا» الحقوقية الممنوعة من التحزب

Posted: 01 Jun 2018 02:23 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: استكمل حزب الصواب الذي ينتظم فيه بعثيو موريتانيا أمس إجراءات فتح أجنحته لحركة «إيرا» الناشطة في مجال محاربة الرق والتي منعتها الحكومة من تأسيس حزب خاص بها متذرعة بطابعه الطائفي.
وبموجب هذا القران ستجد حركة «إيرا» المتحمسة لدخول البرلمان، إطاراً سياسياً لتقديم مرشحيها للانتخابات النيابية والبلدية المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل، وكذا لترشيح رئيسها بيرام ولد الداه لمنصب الرئاسة في انتخابات 2019.
وحيت الساحة السياسية الموريتانية على نطاق واسع هذا القران السياسي المستغرب لما توصم به حركة «إيرا» من كره لعرب موريتانيا الذين تعتبرهم مسترقين سابقين.
وتحفظت الحكومة الموريتانية أولاً على تنظيم الندوة التي أعلن فيه عن هذا الاقتران السياسي قبل أن تسمح لاحقاً بعقدها يوم أمس.
وأكد الوزير الناطق باسم الحكومة الموريتانية محمد الأمين الشيخ «أن حزب الصواب حزب سياسي مرخص له، ويحق له أن يمارس أي نشاط كسائر الأحزاب، أو أن يتوسع أو يضم مجموعة أخرى أو أشخاص آخرين، من أجل جلب للمناضلين والمناصرين، لكن دون وجود أي شعارات أو لافتات لجهة أخرى غير مرخصة».
وأكد الوزير «أن وزارة الداخلية لما علمت في البداية بأن هناك جهة تعبئ باسمها وبلافتاتها وبشعارها أوقفت النشاط حتى تعهد لها حزب الصواب والتزم بأن النشاط نشاط خاص به، وليست فيه لافتات ولا شعارات لجهة أخرى».
وأعرب الطرفان في بيان أصدراه أمس «عن أملهما في أن يكون هذا التحالف خطوة أولى في وضع لبنات مشروع وطني جامع يخطو بالبلاد نحو إحقاق الحق ونحو خيارات السلم الأهلي والانتقال الديمقراطي الحقيقي».
وجاء في ديباجة البيان «أن هذا التحالف يهدف إلى مواجهة التحدي الذي يهدد موريتانيا، وذلك عبر تحصين المجتمع من عوامل الاحتراب الداخلي وتوفير شروط إعادة صياغة عقد اجتماعي وطني يتكفل برفع المظالم وإرساء قواعد العدل والإنصاف وجبر الضرر والمحافظة على وحدة مكونات المجتمع».
وأكد بيرام ولد الداه رئيس مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية «إيرا» في تعليق له على التحالف «أن النظام القائم في موريتانيا ينظر إلى حركته كما لو كانت مجرد عامل تخريب اجتماعي وركيزة هدم أيديولوجي».
وأضاف «عمل النظام والسائرون في فلكه على إبقاء انطلاقة حركة «إيرا» رهن حالة من اللاشرعية المحافظ عليها بعناية فائقة، وإدراكا منهم لأهمية إقصائنا بشكل أفضل، كان يتوجب تركنا على مسافة من الكلمة المشروعة، ومن أجل تحقيق رغبتهم الكامنة في المصادرة، تمكّن متعصبو الماضي، وخُدّام الاستثناء اللاديمقراطي، وعلماء المتاجرة بالمُقدّس، وهم في الحقيقة «باعة المَعْبَد بالمعنى المسيحي»، وكافة الأشخاص المسكونين بتكريس وإعادة إنتاج مؤسسة الرق والفئات، من جعلنا ننزوي في الهوامش، مستغلين، لأجل ذلك، القانون الموجه والقوة الغاشمة وأحكام الجمهور المسبقة».
وقال «لا شك أننا ربحنا معركة تثبيت قناعات جُموعنا والأمم الحرة، غير أننا نظل مكمّمين بين ظهرانينا وعلى عتبة التجمعات المحلية والبرلمان، أمَا وقد أخذنا العبرة اليوم، فإنه من حقنا أن نترجمها في ميدان التنافس عبر صناديق الاقتراع بحثا عن المقاعد».
وأكد ولد الداه «أن الاتفاق بين حركته وحزب الصواب، المحدود، زمانيا ومكانيا، أو المستمر، يشكل تقدما نوعيا على درب النضج»، مبرزاً «أن الحركة ستربط حبل الوصل بالعديد من التشكيلات السياسية، المدنية والشبابية، كلما سنحت الفرصة لتعزيز دينامية التقدم من أجل موريتانيا متحررة من الشعبوية والعنصرية والغلو الديني، خمائر السلب الثلاث التي تصرف انتباه البسطاء، طريحي الفراش والجوعى، عن ماهية معاناتهم وغضبهم».
وليست هذه أول مرة يتحالف فيها القوميون العرب الموريتانيون مع عرب موريتانيا السمر المعروفين محليا باسم «الحراطين»، حيث فتح الناصريون عام 2003 حزبهم حزب التحالف الشعبي التقدمي أمام الزعيم مسعود بلخير الذي يقود فصيلا مهما من «الحراطين».
وسيجد البعثيون في تحالفهم مع حركة «إيرا» شعبية تزيد حزبهم النخبوي نشاطا وحيوية، بينما سيجد الإيراويون في حزب الصواب لافتة قانونية رسمية لممارسة نشاطاتهم وتقديم ترشحاتهم للمناصب الانتخابية.
يذكر أن «مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية» المعروفة بحركة «إيرا» قد تأسست في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2008 من طرف مجموعة من النشطاء المدافعين عن الأرقاء السابقين، من أبرزهم رئيس الحركة بيرام ولد الداه.
وبرغم أن الكثير من مؤسسيها يرونها حركة إصلاحية تهدف إلى التغيير، فإنها انتهجت خطابا صداميا مع المنظومة التي تحكم المجتمع، وقامت رؤيتها على رفض المصالحة مع واقع اعتبرته مسؤولا عن تكريس الظلم.
وكان للمنظومة الفقهية المالكية المعتمدة في موريتانيا في نصوصها وشخوصها نصيب الأسد من النقد والرفض، حيث رأت الحركة في الفروع والفتاوى الفقهية مرتكزا لتكريس الاستعباد، واعتبرتها فهما خطأً للإسلام، وحاربتها في خطاباتها وأدبياتها.
وتقدم حركة «إيرا» نفسها على أنها حركة حقوقية، خرجت من رحم معاناة الأرقاء السابقين، ورفعت شعار المطالبة بإنصافهم، لكنها ما لبثت أن اشتغلت بالعمل السياسي، وزاوجت بينه وبين الحقوقي في نشاطها وحراكها.
وفي أبريل/نيسان 2012 حرق زعيم الحركة مجموعةً من أمهات كتب المذهب المالكي ووصفها بكتب فقه النخاسة، وبرر حرق الكتب بأنه «دعوة لتجاوز الفهم الخطأ للإسلام والعودة إلى الإسلام الصحيح الذي جاء ليحرر الإنسان من كل أنواع العبودية».
وفي عام 2013 تقدمت الحركة بطلب لترخيص حزب سياسي، لكن وزارة الداخلية رفضته بحجة مخالفته القانون الذي يرفض تشكيل الأحزاب السياسية على أساس عرقي أو فئوي أو قبلي.
ورغم عدم الترخيص ظلت الحركة تمارس نشاطها، فرشحت رئيسها بيرام ولد الداه أعبيد للانتخابات الرئاسية التي أُجريت في يونيو/حزيران 2014 وحل ثانياً في الترتيب بعد الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز.

بعثيو موريتانيا يفتحون حزبهم لحركة «إيرا» الحقوقية الممنوعة من التحزب
قران سياسي غريب تحفظت عليه الحكومة ورحب به الجميع

قناة إسرائيلية : نتنياهو طلب من رئيس المخابرات التجسس على رئيسي الجيش والموساد

Posted: 01 Jun 2018 02:22 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: شهدت إسرائيل ضجة واسعة أمس بعد الكشف عن أن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو كان قد طلب من رئيس المخابرات «الشاباك» يورام كوهين التجسس على رئيس الموساد الاسبق تمير باردو، وعلى رئيس الأركان السابق، بيني عانتز من خلال تتبُّع اتصالاتهما الهاتفية.
وحسب برنامج تحقيقات بثته القناة الثانية فقد طلب نتنياهو من كوهين، استغلال قدرة « الشاباك» لرصد اتصالات عدد من الشخصيات، منها رئيسُ الأركان، ورئيس الموساد، لكن كوهين رفض طلب نتنياهو. وأشار التحقيق إلى أنّ كوهين غضب من هذا الطلب، لا سيّما أنَ الأشخاص الذين طُلِبَ منه التنصّت عليهم، كانوا زملاء قريبين له، إذ كانت المهامُ المنوطة بهم، تفرض عليهم العمل معا بشكل دائم. كما أن كوهين يرى أن «من المهم الحفاظ على أمن المعلومات، ولا يجوز للشاباك استخدام هذه التدابير القاسية ضد الأشخاص الذين يقفون على رأس الجيش والموساد.
وعقّب رئيس الموساد الأسبق، تامير باردو، في مُقابلة مع القناة الثانية على هذا الموضوع بالقول» أريد أن أصدق، أنه وفي دولة ديمقراطية مثل إسرائيل، يطلب رئيسُ حكومتها التنصت على رئيس الأركان، أو عليّ»، دون أن ينفي ما جاء في التحقيق.
وأضاف «التنصت هو أعظم عدم ثقة ممكن أن يكون، وأنا لم أكن لِأطلب في حياتي من أي أحد التنصّت على أحد من موظّفي الموساد». وسارع نتنياهو لنفي ما ذكر وقال إن الادعاء بأن رئيس الحكومة طلب من الشاباك التنصت على الموساد، لا أساس له من الصحة. معتبرا أن هذا تشويه كامل للجهود الشاملة التي تُبذَل بشكل دوري لحماية أمن المعلومات المُتعلّقة بالمسائل الحساسة، التي تُمثّل أهمية قصوى بالنسبة لأمن إسرائيل.
وفي حسابه على تويتر قال نتنياهو «هذا حديث أوله كذب وآخره كذب. يبدو أنه لا حدود للكذب. وحمل رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية آفي ديختر على تمير باردو لعدم نفيه «البث الكاذب» واتهمه بالمساس بالموساد وإلحاق الضرر به. زاعما أن باردو تحدث في البرنامج في مواضيع سرية وتسبب بالكشف عنها وبأضرار لأمن إسرائيل رغم أن الرقابة العسكرية صادقت على مضامين البرنامج. وتوجه عدد من نواب المعارضة بطلب من لجنة الخدمات السرية في الكنيست عقد اجتماع طارئ للتداول بما كشف عنه البرنامج والتثبت مما قيل فيه حول تصرف نتنياهو.
يشار الى أن البرنامج كشف أيضا عن أن نتنياهو طلب قبل عدة سنوات من الأجهزة الأمنية الاستعداد لحرب محتملة مع إيران على خلفية التهديدات النووية.

تدخلات سارة نتنياهو

وبالتزامن مع ما تعتبره أوساط إسرائيلية واسعة فضيحة لنتنياهو، كشف أن زوجته سارة نتنياهو هاجمت مدير ديوان زوجها المستقيل إيلي غرونر بعد خلاف معها حول تمويل ترميم بيتها الخاص في قيسارية. وقالت صحيفة «هآرتس» نقلا عن مصادر في ديوان نتنياهو إنها همت لتوجيه صفعة لغرونر وكادت تفعل ذلك لولا تدخل آخرين للفصل بينهما.
من جهتها نفت سارة نتنياهو ذلك واعتبرته حلقة جديدة في مسلسل الأكاذيب والافتراءات ضدها. غرونر الذي نفى هو الآخر ما ذكر أبلغ بنيامين نتنياهو برغبته في إنهاء عمله بعد شهرين. وتشير «هآرتس» إلى أن استقالته تأتي على خلفية توتر دائم بينه وبين سارة نتنياهو التي تتدخل بكل صغيرة وكبيرة في شؤون ديوان رئيس الوزراء، وفق تقارير صحافية كثيرة.

ازدياد شعبية نتنياهو وليبرمان

وفي سياق متصل وعلى خلفية تصعيد الاحتلال مع غزة وتقدم نتنياهو في مسار التعاون مع روسيا بموازاة العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة، كشف استطلاع رأي جديد عن ارتفاع  شعبيته وشعبية وزير الأمن أفيغدور ليبرمان.
وحسب استطلاع نشرته صحيفة «معاريف» أمس سيحصل الحزب الحاكم»الليكود» بقيادة نتنياهو على 34 مقعدا في حال جرت الانتخابات العامة اليوم. وقال 58 %من الإسرائيليين إنهم راضون أو راضون جدًا عن أدائهما في حين قال %47 إنهم غير راضين أو ليسوا راضين بما يكفي عن أداء نتنياهو وليبرمان.
وأشارت الصحيفة إلى أن مؤشر رضى الإسرائيليين عن أداء كل من نتنياهو وليبرمان ارتفع بنسبة %7 عن آخر استطلاع. وتأتي نتائج الاستطلاع لصالح ليبرمان، الذي أظهرت معظم استطلاعات الرأي السابقة عن تراجع تمثيل حزبه «يسرائيل بيتينو»، فيما شكك العديد من المحللين الإسرائيليين عند تعيينه بمدى ملاءمته للمنصب الأمني في ظل الخبرة العسكرية المحدودة التي يمتلكها. وعبّر 22 %من المستطلعين في الاستطلاع الأخير عن رؤيتهم أن ليبرمان هو الشخص الأكثر ملائمة لمنصب وزير «أمن» إسرائيل، تلاه في الاستطلاع رئيس أركان الجيش السابق، غابي أشكنازي، بنسبة %21 ، ثم وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، موشيه يعالون، بنسبة 17 %، فيما يرى 11 % من الإسرائيليين أن وزير التعليم، نفتالي بينيت هو الأكثر ملاءمة للمنصب الأمني. وتذيل القائمة أكثرهم خبرة عسكرية في صفوف جيش الاحتلال، وزير الأمن ورئيس الحكومة الأسبق، إيهود باراك.
ويظهر رضى الإسرائيليين عن ليبرمان ونتنياهو جليًا كذلك في الاستطلاع حول التمثيل في الكنيست، إذ يقفز الليكود إلى 34 مقعدًا، مقابل 30 في الكنيست الحالي. ويليه حزب «يش عتيد» بقيادة يائير لبيد بـ17 مقعدًا، مقارنة بـ11 مقعدًا في الكنيست الحالي، «المعسكر الصهيوني» برئاسة آفي غباي، يهوي بالاستطلاع إلى 11 مقعدا مقابل 24 مقعدا حصلت عليها في الانتخابات الأخيرة، فيما تحصل القائمة المشتركة على 12 مقعدا.

قناة إسرائيلية : نتنياهو طلب من رئيس المخابرات التجسس على رئيسي الجيش والموساد
تثير ضجة  واسعة في إسرائيل
وديع عواودة:

270 ألفا يصلون جمعة رمضان الثالثة في الأقصى والاحتلال يقمع الآلاف بالنيران لمنع دخولهم القدس

Posted: 01 Jun 2018 02:22 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: أدى أكثر من ربع مليون فلسطيني صلاة الجمعة يوم أمس في باحات المسجد الأقصى المبارك، رغم الحواجز والقيود التي فرضها جيش الاحتلال، ووصلت لحد منع وصول سكان الضفة الغربية إلى المدينة المقدسة باستخدام الأسلحة النارية وقنابل الغاز، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال عمليات التفتيش الواسعة في منازل تقع في مدينة الخليل جنوب الضفة، حيث اعتقلت تسعة فلسطينيين بينهم نائب عن حركة حماس.
وقدرت تقارير محلية عدد المصلين بـ 270 ألفا، حيث بدأ هذا العدد الكبير بالتدفق إلى المدينة المقدسة منذ ساعات الفجر، مسجلين زيادة عن الجمعتين السابقتين.
وحذر خطيب صلاة الجمعة الشيخ عكرمة صبري، من مخطط تمرير «صفقة القرن» الأمريكية، وقال إن هذه الصفقة تعتبر «إسرائيلية بثوب أمريكي». واستعرض خلال الخطبة ما يتعرض إليه المسجد الأقصى من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، ومحاولات التزييف والتزوير.
ووصل هذا العدد الكبير، رغم الإجراءات العسكرية الإسرائيلية المشددة في كافة أحياء المدينة المقدسة، من خلال نشر دوريات وجنود بأعداد كبيرة، وإقامة العديد من الحواجز العسكرية، على أطراف القدس وفي مناطق الوسط ومحيط المسجد الأقصى في البلدة القديمة، ما حول المدينة إلى «ثكنة عسكرية».
وأغلقت سلطات الاحتلال بموجب خطة الانتشار العسكري الكبير، محيط البلدة القديمة أمام المركبات، وتعزيز الانتشار العسكري والشرطي وسط المدينة، وشهدت كافة مداخل القدس ازدحامات كبيرة، بسبب وصول هذا العدد الكبير من المصلين، الذين توافدوا من كافة مناطق الضفة الغربية.
ووصل هذا العدد الكبير من المصلين، رغم إبقاء جيش الاحتلال على تعليماته السابقة، بعدم السماح للرجال دون سن الـ 40 عاما من دخول القدس للصلاة، وكذلك مع استمرار منع سكان غزة من الصلاة في المدينة المقدسة.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال هاجمت مواطنين حاولوا دخول مدينة القدس عن طريق وادي ابو الحمص القريبة من قريتي النعمان والخاص، شرق مدينة بيت لحم، ومنعوهم من التوجه لأداء صلاة الجمعة.
وأفادت المصادر أن قوات الاحتلال أطلقت على المواطنين لدى محاولتهم الدخول للقدس، قنابل الغاز والصوت، ما أدى لإصابة عدد منهم بحالات اختناق، إضافة إلى إصابة صحافية فلسطينية بقنبلة صوت في منطقة الظهر.
وتحضيرا للجمعة الثالثة من رمضان، شرع القائمون على تقديم الخدمات للمصلين في المسجد الأقصى، منذ ساعات الفجر الأولى بإجراء الاستعدادات لاستقبال عشرات آلاف المواطنين، وذلك رغم المضايقات الإسرائيلية.
وأعلن الهلال الأحمر في مدينة القدس، قبل وصول المصلين عن تعزيز جاهزيته لتقديم الخدمات الإنسانية والصحية للمصلين، الذين أموا المسجد الأقصى، من خلال مركز إسعافه الذي يعمل فيه فريق طبي كامل مكون من أكثر من 100 مسعف ومتطوع، وأقيمت عيادة ميدانية في داخل باحات المسجد الاقصى وأخرى بالقرب من باب الاسباط.
إلى ذلك قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مسيرة قرية نعلين الأسبوعية السلمية المناهضة للاستيطان والجدار الفاصل، حيث هاجم جنود الاحتلال المشاركين بالمسيرة، بقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لدى وصولهم، ما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق.
كذلك أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في البطن، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال أعقبت انطلاق مسيرة قرية كفر قدوم السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمنددة بالقرارات الأمريكية المتعلقة بالقدس المحتلة.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال، فجرا من مدينة القدس، النائب عن كتلة حماس في المجلس التشريعي إبراهيم أبو سالم (70 عاما) بعد مداهمة منزله في بلدة بير نبالا شمال غرب المدينة المحتلة، حيث جرى نقله عقب عملية اعتقاله إلى جهة مجهولة.
وأمضى النائب أبو سالم ما مجموعه عشر سنوات في سجون الاحتلال، جراء اعتقاله عدة مرات سابقة، وكان من بين من أبعدتهم إسرائيل عام 1992 إلى مرج الزهور في جنوب لبنان. وباعتقال النائب أبو سالم، يرتقع عدد النواب الفلسطينيين الأسرى في سجون الاحتلال إلى سبعة نواب، أربعة منهم من حماس، واثنان من الجبهة الشعبية وواحد من فتح.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، حملة دهم وتفتيش في مناطق متفرقة في الضفة الغربية، واقتحمت بلدات دورا ونوبا والظاهرية ويطا في الخليل، وأجرت هناك تفتيشا للعديد من المنازل، ضمن الحملة المستمرة منذ ثلاثة أيام.
واندلعت مواجهات في المنطقة الجنوبية من الخليل، بعد اقتحام قوات الاحتلال لها، حيث قام شبان الحي برشق جنود الاحتلال بالحجارة، فيما رد الجنود بإطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان ومنازل المواطنين.
كذلك شهدت بلدة نوبا مواجهات مماثلة، عندما اقتحم الاحتلال منازل المواطنين هناك، وانتهت بانسحاب الجنود من المنطقة، وتخلل عمليات التفتيش الواسعة التي أجرتها قوات الاحتلال، إقدام الجنود على الاعتداء على سكان المنازل، وتخريب محتوياتها.
وقالت مصادر محلية إن عمليات الدهم والتفتيش في الخليل وفي مناطق أخرى شمال الضفة الغربية، انتهت باعتقال تسعة فلسطينيين، من بينهم أسرى محررون ينتمون لحماس. وأكدت الحركة أن حملة الاعتقالات والمداهمات التي يشنها الاحتلال في الضفة المحتلة ومحافظة الخليل على وجه الخصوص ضد كوادر الحركة ومناصريها ونوابها في المجلس التشريعي «لن تثني عزيمة الحركة في مواصلة كفاحها وجهادها ضد المحتل الغاشم».
وقال القيادي في الحركة عبد الحكيم حنيني في تصريح صحافي «إن شعبنا لن ترهبه اعتقالات الاحتلال ولا تهديداته، وإن الجيل الفلسطيني أصبح على قدر من المسؤولية والوعي بضرورة التحرر من نير الاحتلال مهما كلف ذلك من ثمن».

270 ألفا يصلون جمعة رمضان الثالثة في الأقصى والاحتلال يقمع الآلاف بالنيران لمنع دخولهم القدس
جيش إسرائيل واصل مداهماته في الخليل واعتقل 9 أشخاص بينهم نائب من حماس

المغرب: الحكومة تختار الاصطفاف بجانب شركة للحليب وتدعو المواطنين إلى عدم مقاطعة منتجاتها

Posted: 01 Jun 2018 02:22 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»:«حكومة سنترال» هو اللقب الذي أطلقه عدد من المعلّقين على الحكومة المغربية، في إشارة إلى اسم الشركة الفرنسية التي يقاطع المواطنون المغاربة منتجاتها منذ أكثر من شهر، وذلك بسبب اصطفاف الوزراء بجانب الشركة موضوع المقاطعة، وتحوّلهم إلى ناطقين باسمها، وعدم استجابتهم للمطالب الشعبية بمراجعة أثمان المواد الاستهلاكية.
وفي الوقت الذي تعدد فيه حكومة سعد الدين العثماني بعض خسائر الشركة المعنية، وتدعو المواطنين إلى الكفّ عن مقاطعة منتجاتها، تتنامى الدعوة إلى الإسراع بإسقاط هذه الحكومة، من خلال عريضة إلكترونية منتشرة عبر المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب «اعتماد سياسة تفقير الشعب وضرب القدرة الشرائية، والاستمرار في إهانة الشعب عبر تصريحات صحافية متتالية».
وأصدرت الحكومة المغربية، عشية أول أمس الخميس، بلاغا أوضحت فيه أنها تابعت باهتمام بالغ تطورات مقاطعة مادة الحليب والتي تميزت أساساً بقرار الشركة المعنية تقليص كمية الحليب التي تقتنيها من تعاونيات الحليب بنسبة ثلاثين في المئة، وما لذلك من تأثيرات على الفلاحين والقطاع الفلاحي، حيث صدرت عن العديد من تعاونيات الحليب ومن المهنيين ردود فعل عديدة تطالب فيها بتدارك الموقف، بالإضافة إلى وجود تأثيرات سلبية على مستوى التشغيل (العمل) في الشركة المعنية وفي تعاونيات الحليب المرتبطة بها.
وأكدت الحكومة أن قطاع الحليب يكتسي أهمية كبيرة في المنظومة الاجتماعية والاقتصادية في المغرب، لأنه يهم شبكة من المتعاملين مع الشركة المعنية يصل إلى 120000 فلاح ومعهم أكثر من 600 ألف من أسرهم وعائلاتهم.
واعتبر البلاغ أن استمرار المقاطعة من شأنه أن يلحق الضرر الجسيم بتعاونيات الحليب والمنتجين المنضوين فيها، وأغلبهم فلاحون صغار، وبالنسيج الاقتصادي المغربي في هذا القطاع وفي قطاعات مرتبطة به. وأضاف أن استمرار المقاطعة قد تكون له تأثيرات سلبية على الاستثمار المحلي والأجنبي وبالتالي على الاقتصاد المغربي.
وقالت في بلاغها إنها حريصة على القيام بمبادرات تهدف إلى تحسين القدرة الشرائية للمواطنين وحزمها في مراقبة السوق وجودة المنتجات، والتصدي للمضاربين والمحتكرين. وناشدت المواطنين والمواطنات «تقدير دقة الموقف والعمل على تفادي المزيد من الضرر للفلاحين والقطاع الفلاحي، والاستثمار الوطني عموما».
وأفاد مصطفى الخلفي، الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، أن سعد الدين العثماني رئيس الحكومة أجرى اتصالات هذا الأسبوع مع القطاع المعني، وطلب عقد اجتماع مناقشة في البرلمان حول الموضوع، «لأنه بالنسبة لنا هذا موضوع ليس بالسهل ونحن واعون بالتحديات التي يطرحها علينا كحكومة» يقول المسؤول المذكور.

تسريح العمال!

وكانت شركة «سنطرال – دانون» قد قررت الاستغناء عن ما يقارب 900 عامل تابع لها، وذلك بسبب تداعيات حملة المقاطعة التي كبدت الشركة خسائر كبيرة وتسببت في تراجع رقم معاملاتها. وجاء الإعلان عن ذلك الخبر في برنامج إذاعي الأربعاء المنصرم، من طرف نائب مدير المشتريات الناطق الرسمي باسم الشركة المذكورة، حيث كشف أن الشركة اتخذت «قرارات مؤلمة»، أولها إنهاء عقود عمال تابعين للشركة، والثاني التراجع عن إقرار التغطية الصحية لصغار الفلاحين البالغ عددهم 20 ألفاً. وقال المسؤول نفسه إن هامش الربح في منتجات الحليب ضئيل، مضيفاً أن الثمن لا يمكن تخفيضه حالياً بسبب ما سمّاه «ارتفاع تكاليف الإنتاج».
وفي السياق نفسه، قال لحسن الداودي، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة، إنه حان الوقت أن يكف المغاربة عن مقاطعتهم لحليب «سنطرال» التي تسببت في الإضرار بالفلاح وأصحاب التعاونيات وكذا بعمال الشركة الفرنسية التي قامت بتسريح حتى الآن 900 عامل من وحداتها الصناعية.
وأوضح في حديث تلفزيوني للقناة الأولى المغربية مساء الخميس، إنه ليس ضد حرية التعبير التي يكفلها الدستور للمغاربة، لكنه يرى من الواجب التحذير من تبعات هذه الحملة «التي تضر بالبلاد ككل وليس فقط الشركة الفرنسية المستثمرة»، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة تبيع بأسعار شركات الحليب الأخرى، ولم تقم بأي زيادة، ما يجعلها حملة غير مبررة، حسب الداودي الذي أكد ان أرباح الشركة لا تتعدى 0,9 في المئة، في الوقت الذي تتجاوز أرباح شركات أخرى 24 في المئة. وأضاف المسؤول الحكومي أن «المقاطعة» تسببت بالفعل في مشكلة كبيرة في البلاد، نافيا أن تكون هناك أي زيادة في الأسعار في المواد الأساسية، عكس ما تروّجه بعض الأخبار «الزائفة» في رأيه.
وقال الداودي «أخاطب ذوي النيات الحسنة ومَن يحبون بلادهم أن يتحلوا باليقظة وعدم تصديق كل ما يروّج عن ارتفاع الأسعار… وأنه حان الوقت لأن تتوقف مقاطعة شركة (سنطرال) لتجنيب الضرر للفلاحة وللاستثمار».

ردود فعل غاضبة

تصريحات ومواقف خلفت ردود فعل ساخطة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف الباحث المغربي إدريس الكنبوري بلاغ الحكومة حول المقاطعة بـ«البائس»، لأنه ـ برأيه ـ يكشف العجز عن التصرف السليم وغياب الحنكة السياسية. وأضاف قوله: «ليس دور الحكومات الدفاع عن الشركات أمام المواطنين بل أمام المنافسة الأجنبية إن كانت فعلا حريصة على مسمّى الاقتصاد الوطني». واعتبر أنه ما زاد الطين بلة تصريح الوزير لحسن الداودي الذي قال إن شركة سنطرال لا تربح سوى 0.9 في المئة وأن هناك شركات تربح 25 في المائة. إذا كان هذا صحيحا فلماذا لا تتخذ قرارات سياسية لضبط السوق وحماية المستهلك؟ أم أن الحكومة تريد رفع المقاطعة عمن يربح القليل ومقاطعة من يربح الكثير؟.

الحكومة تحولت الى ناطق باسم الشركة

وقال الكاتب والإعلامي عادل الزبيري إنه يتوجب على الحكومة أن تنتصر لأصوات الناخبين، لأنها حكومة سياسية، أما أن تتحول لناطق رسمي باسم أي شركة فهذه مقاربة أثبت زيادة لا شعبية هذه الحكومة. كما تساءل الزبيري: لماذا تدافع الحكومة أولاً عن شركة الحليب، وتتعامل برؤية ثانوية للمستهلك المغربي؟ إذا أفلست الشركة المُقاطَعة، ألن تستفيد الشركات المنافسة وفق قانون السوق؟
وجاء في تدوينة الصحافي جمال اسطايفي: «يملك لحسن الداودي وزير الحكامة «سنطيحة» (جبينا) من فولاذ، فقد جاء الرجل إلى بلاتو الأخبار في القناة التلفزيونية الأولى، ليقول إن المغاربة يخربون بيوتهم بأيديهم، في إشارة منه إلى الخطوة التي أقدم عليها جزء كبير من المغاربة بمقاطعة منتجات شركة سنترال دانون. الداودي قال أيضا إن صورة المغرب ستتضرر جراء خطوة المقاطعة، لأن الشركات الأجنبية على حد قوله ستخشى الاستثمار في بلد يقاطع فيه مواطنوه الشركة بدون سبب، وأن المتضرر الأكبر هم الفلاحون الذين يزودون الشركة بالحليب، قبل أن يشير إلى أن ارباح سنطرال دانون لا تتجاوز 0.9 في المئة، وأن الشركة سرحت ألف عامل.» وأضاف المدوّن نفسه: «في برنامج «زيرو ميكا» (حملة محاربة أكياس البلاستيك) الذي أغلق شركات لصناعة البلاستيك وقطع أرزاق العديد من المغاربة، وجعل آخرين على حافة الهاوية، لم نسمع صوتا للداودي، أو غيره من وزراء الحكومة، فهل ضحايا ذلك البرنامج ليسوا مغاربة!؟ من المعيب أن يتحول وزير في الحكومة إلى ناطق رسمي باسم شركة أجنبية، بدل أن يصطف إلى جانب مواطن اختل ميزان قدرته الشرائية».
وكتب الناشط السياسي سفيان خليهن (من حزب «الأصالة والمعاصرة» المعارض) أن الداودي يدافع عن شركة «سنطرال»، وتساءل: ألا يوجد من بين 40 مليون مغربي من يستطيع تسيير شركة وطنية لإنتاج الحليب؟
وأثار العديد من الكتابات المفارقة التي أبانت عنها الحكومة في التعامل مع الشركات، حيث تبدو متوجسة حيال مستقبل العاملين بشركة سنطرال المهددين بالتسريح، في حين لم تصدر ولو بلاغاً صحافياً واحداً، تطمئن فيه العاملين بشركة البلاستيك ولاسامير الذين تم تسريحهم، وسخروا من هذا الكيل بالمكيالين، معتبرين أن عدداً من المسؤولين الحكوميين يجسدون نوعاً من «البرّ بالوالدة التي أرضعتهم» في إشارة إلى فرنسا. وكتب أحدهم: «إذا أعلنت شركة سانطرال الإفلاس ورحلت إلى باريس، فلا تنس أن تأخذ معها الوزير لحسن الداودي!».

المغرب: الحكومة تختار الاصطفاف بجانب شركة للحليب وتدعو المواطنين إلى عدم مقاطعة منتجاتها

مقترح قانون يتيح للأجنبي المتزوج من مغربية الحصول على الجنسية

Posted: 01 Jun 2018 02:21 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: في الوقت الذي يسمح القانون المغربي الحالي، للرجل بمنح جنسيته المغربية لزوجته الأجنبية، تقدمت فرق الغالبية البرلمانية في مجلس النواب المغربي، بمقترح قانون يتيح للأجنبي المتزوج من مغربية الحصول على الجنسية المغربية.
وقالت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، بثينة القروري: إن «هذا المقترح يقضي بتعديل الفصل 10 من قانون الجنسية، وذلك بتمكين الزوج الأجنبي المتزوج بمغربية من الحصول على الجنسية على غرار الزوجة الأجنبية المتزوجة بمغربي». وأضافت القروري، في تدوينة عبر حسابها على فيسبوك: «نعتبر أن هذا الفصل يكرس تمييزاً ضد النساء، في تناقض صريح مع المقتضيات الدستورية ذات الصلة».
وأشارت إلى المعاناة التي يعيشها العديد من الأسر الناشئة عن زواج مختلط، خاصة في ما يتعلق بتجديد بطاقة الإقامة والحصول على التأشيرة وغيرها من المشاكل التي نتمنى أن تحل بالمصادقة على هذا المقترح. وكان آخر تعديل على قانون الجنسية بالمغرب قد تم سنة 2007، وبموجبه تم تعديل الفصل 6 منه وإقرار حق المرأة المغربية المتزوجة من أجنبي بمنح جنسيتها لأبنائها، حيث أصبحت الجنسية التي تمنحها الأم المغربية لأبنائها جنسية أصلية وليست مكتسبة.
وأكد وزير العدل والحريات المغربي السابق مصطفى الرميد، أن المغرب يتجه نحو منح أزواج المغربيات الأجانب الجنسية. ونوّه الرميد، إلى أن الوزارة مع المقترح الذي قدمته الغالبية في البرلمان، والقاضي بتمكين أزواج المغربيات الأجانب من الحصول الجنسية المغربية.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على مشروع قانون في الموضوع، وأن المشاورات جارية على أكثر من مستوى لتثبيت هذا المستجد، غير أنه أكد أن الكلمة الأخيرة في هذا الصدد ستكون للحكومة.
وقالت لمياء العمراني، الباحثة في الشؤون القانونية: إن «هذا المقترح إذا تمت المصادقة عليه سيعتبر مكسباً جديداً للأسرة المغربية، لأنه من غير المعقول أن يمنح الرجل جنسيته لزوجته، ولا تمنحها المغربية لزوجها. كما أنه تضيف العمراني، من شأنه إنهاء معاناة المغربيات المتزوجات بغير المغاربة من نقل الجنسية المغربية لأبنائهن، وسيعفيهن من عراقيل إدارية وقانونية كثيرة».

مقترح قانون يتيح للأجنبي المتزوج من مغربية الحصول على الجنسية

فاطمة الزهراء كريم الله

السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة: التعديلات الأمريكية على مشروع قرار توفير الحماية الدولية معادية لشعبنا

Posted: 01 Jun 2018 02:21 PM PDT

غزة – «القدس العربي»:أعلن مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، رفض التعديلات الأمريكية على مشروع قرار توفير الحماية الدولية للفلسطينيين، وأكد أن هذه التعديلات «معادية لشعبنا».
وقال خلال مقابلة مع التلفزيون الفلسطيني الرسمي، إن الولايات المتحدة «تمارس ضغوطا» في مجلس الأمن لتأجيل مشروع قرار توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، بهدف التعديل على المشروع.
وأكد أن مشروع القرار في جوهره يدعو لتوفير الحماية للمدنيين، معربا عن أمله في أن يتحمل المجلس مسؤولياته، وأن لا يتم تعطيل المشروع بـ «فيتو أمريكي».
وأشار إلى أنه في حال عرقلة الولايات المتحدة القرار ونفذت تهديدات باستخدام «الفيتو»، فإن الجانب الفلسطيني سيسلك طرقا وخيارات أخرى كالتوجه للجمعية العامة، لافتا إلى أنه سيتم الإفصاح عن ذلك في حينه.
وكان صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قد قال في وقت سابق إنه وفي حال استخدمت أمريكا «الفيتو» سيقوم الفلسطينيون بتطبيق الخطة البديلة، والتوجه لدعوة الجمعية العامة لعقد اجتماع استثنائي تحت بند «متحدون من أجل السلام» لإقرار المشروع ذاته.
بشار إلى ان مجلس الأمن قرر أول من أمس الخميس تأجيل التصويت على مشروع قرار يدعو الى حماية الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة، بعد سعي الولايات المتحدة الى إجراء تعديلات عليه.
وقال سفير دولة الكويت منصور العتيبي الذي قدم مشروع القرار، إنه تلقى تعديلات متأخرة للغاية من الولايات المتحدة.
وعقب الإعلان عن عملية التأجيل أعلنت المندوبة الأمريكية نيكي هيلي، ان بلادها ستستخدم «الفيتو»  ضد مشروع القرار الذي قدمته الكويت.
وانتقدت هيلي في بيان أصدرته، المشروع الكويتي، قائلة «إن الولايات المتحدة سوف تصوت ضد مشروع القرار الكويتي»، زاعمة أن القرار «منحاز وأحادي الجانب ومفلس أخلاقيا، ولن يؤدي إلا إلى خدمة وتقويض الجهود الجارية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام».
وهاجمت المندوبة الأمريكية المعروفة بانحيازها لإسرائيل الدول التي تنوي التصويت لصالح القرار، قائلة «أولئك الذين يختارون التصويت لصالح هذا القرار سيكشفون افتقارهم إلى مؤهلات المشاركة في أي مفاوضات ذات مصداقية بين الطرفين».
ونددت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، بما وصفتها بـ «أكاذيب» السفيرة هايلي، لتشكيكها بسلمية مسيرات العودة وتبرير قتل المشاركين العزل.
وقالت في بيان لها «لن تنطلي محاولات العدو البائسة لتمرير روايته على أحد، وكل محاولاته لرسم المشهد حسب مقاييسه ستبوء بالفشل»، مؤكدة على استمرار المسيرات السلمية للمطالبة بالحقوق الفلسطينية الثابتة وفي مقدمتها المحافظة على الحق في العودة وكسر الحصار. ودعت المجتمع الدولي لـ «كبح جماح الاحتلال» ووضع حد لـ «غطرسة القوة ولعدوانه على شعبنا ومحاسبته على جرائمه بحقنا».

السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة: التعديلات الأمريكية على مشروع قرار توفير الحماية الدولية معادية لشعبنا
هيئة مسيرات العودة تهاجم المندوبة هيلي وتصفها بـ «الكاذبة»

التحليل العسكري الإسرائيلي لأوضاع غزة: قدرة الردع محدودة وحماس تخوض معركة بقاء

Posted: 01 Jun 2018 02:21 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: لم تنته جولة القتال الأعنف التي شهدتها قطاع غزة، بين المقاومة الفلسطينية المسلحة وإسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي، وتوقفت بتدخل مصري، دون أن تفتح الباب على مصراعيه في تل أبيب، لتحليل الظروف التي أدت لنشوب تلك المعركة التي عادت فيها المقاومة لاستخدام الصواريخ، وكادت أن تسفر عن «حرب رابعة»، وهو أمر بدا أن قيادة إسرائيل لا تفضله في المرحلة الحالية.
أكثر التصريحات الإسرائيلية التي أشارت لتلك الواقعة، كانت من مصدر عسكري كبير في قيادة المنطقة الجنوبية، وهي الجهة العسكرية التي تشرف على «جبهة غزة»، قال في حديث مع المراسلين العسكريين في تل أبيب، إن قدرة الردع الإسرائيلية «لا تزال قائمة».
لكن هذا المسؤول قال حسب ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية إن هذه القدرة «محدودة»، مرجعا السبب إلى تغير الأوضاع في قطاع غزة. وفي تفسيره لمجريات الأحداث بسبب هذه الأوضاع التي يعيشها القطاع، رأى أن خطر اندلاع حرب في القطاع بات «أكبر من أي وقت مضى». غير انه قال رغم ذلك إن هناك فرصا جديدةً للتوصل الى تسوية، مشيرا الى ان قيادة حماس في «ضائقة وتخوض معركة من أجل البقاء»، معتقدا أن المناخ مهيأ لـ «التنازلات مقابل تغيير الواقع».
ورأى أن هذا الأمر يحتاج الى «قرارات استراتيجية» بدلا من الانزلاق إلى المنحدر والدخول في دوامة التصعيد»، كاشفا النقاب على أن التعليمات الأخيرة التي وصلت الجيش للتعامل مع غزة خلال المواجهة العسكرية الثلاثاء الماضي، لم تكن تحمل تعليمات بتوسيع الضربات العسكرية، خشية من انزلاق الأمور.
جاء ذلك حين تطرق الضابط الإسرائيلي الكبير إلى الانتقادات التي وصفت الرد الإسرائيلي بـ «الضعيف»، لافتا إلى أن التوجيهات التي وصلت قيادة الجيش من المستوى السياسي، كانت إعادة استتباب الأمن، لتتفرغ إسرائيل للتعامل مع «التهديد الإيراني»، باعتباره أكبر من حماس.
ورأى الضابط أن «حماس مضغوطة، وهي في ضائقة كبيرة الآن، وبدون أي إنجازات أو حلول»، معلنا دعمه لتقديم سلسلة من المساعدات الإنسانية للقطاع، مقابل تنازلات من قبل الحركة. داعيا إسرائيل الى «تعزيز الجزرة»، كالمعابر والمياه ومنشآت تحلية المياه والأجهزة الطبية، لمنع تدحرج الأمور وعدم السيطرة على الوضع، مشيرا إلى أن حجم التسوية التي ستقدمها إسرائيل سيكون بحجم ما ستتنازل عنه حماس، ومن بين ذلك إعادة الجنود الأسرى لدى حماس.
ويكابد سكان القطاع كثيرا بسبب القيود الإسرائيلية التي رفعت نسب الفقر لـ 65٪، والبطالة إلى 43٪، مع استمرار أزمات نقص الدواء والكهرباء. وحذر العديد من الجهات الدولية والأمم المتحدة من خطورة الأوضاع التي يعيشها سكان القطاع في هذه الأوقات، وقالت إن ذلك قد يدفع السكان لـ «الانفجار».
وخلال مشاورات أجراها مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع الفلسطينية قبل عدة أيام، قال منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، إن غزة على «حافة الهاوية» وإنه يجب التوصل إلى استراتيجية طويلة الأمد في غزة، وإنهاء «دائرة العنف»
ويتردد أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية سيصادق على سلسلة من المشاريع، لتحسين الظروف المعيشية في القطاع، حسب وسائل إعلام إسرائيلية، ذكرت أيضا أنه جرى إحراز تقدم ملحوظ في المشاورات التي تجري لإقامة مؤتمر لتقديم المساعدات لقطاع غزة، وسيعقد في القاهرة خلال يونيو/ حزيران الحالي، بحضور السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة وإسرائيل والجانب المصري.
وقد ترافق ذلك مع تحليلات صحافية إسرائيلية، أرجعت سبب الدخول في المواجهة العسكرية الأخيرة بين المقاومة وإسرائيل إلى عدم وجود شيء يخسره سكان غزة، مع اتساع دائرة المأساة التي يعيشونها، بسبب الحصار وزيادة نسب الفقر والبطالة.

التحليل العسكري الإسرائيلي لأوضاع غزة: قدرة الردع محدودة وحماس تخوض معركة بقاء

الحكومة المغربية: تقرير الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية مخالف للواقع

Posted: 01 Jun 2018 02:20 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قال المغرب أن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية بشأن الحريات الدينية في المغرب 2017 غير مبني على معطيات علمية دقيقة ومخالف للواقع ويحمل مبالغات حول الأقليات الدينية. وأكد الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي «ان ما ورد من ادعاءات في التقرير بوجود عمليات تضييق بشأن الحريات الدينية غير مبني على معطيات علمية دقيقة ولهذا فيه أحكام ومبالغات». واضاف أن «المغرب بلد متسم بالحرية الدينية ولهذا فإن هذا التقرير مخالف للواقع».
وأفاد التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية لعام 2017، ان الحكومة المغربية مستمرة في فرض قيود على حرية الاعتقاد وان بعض المسيحيين والبهائيين، والمسلمين الشيعة يتعرضون للضغط الاجتماعي، والعائلي والثقافي بسبب دينهم، في المغرب. وحسب التقرير، فعدد اليهود في المملكة يتراوح ما بين 3000 و4000 شخص، ويقدر عدد المسيحيين بين 2000 إلى 6000 مسيحي، موزعين في جميع أنحاء البلاد. وقال الخلفي أن اللجنة الوزارية التي تقوم بدراسة التقارير الدولية أو التقارير التي تصدر عن هيئات أو حكومات بشأن الوضع الحقوقي بالمغرب، ستعكف على دراسته من أجل إعداد جواب يهم هذا الأمر. من جهة أخرى قال نشطاء عن «لجنة المسيحيين المغاربة»، إن السلطات المغربية «رفضت» منح مغربيين مسيحيين في مدينة تطوان/ شمال البلاد، رغبا في الزواج على الطريقة المسيحية، شهادة العزوبة.
وأفاد النشطاء اللجنة، ان الأمر يتعلق بشابين مسيحيين (ك.ر) و(لـ.ب) كان يسعيا إلى الزواج على الطريقة المسيحية، وفقا لديانتهم، لكن السلطات المحلية لمدينة تطوان، «رفضت تسليمهم شهادة العزوبة». وتحدث المغربيان المعنيان بهذا الزواج في ندوة صحافية مساء أول أمس الخميس بالرباط عن تعرضهم لـ»تضييق» من قبل السلطات، وأعلنا زواجهما خلال الندوة بحضور قص كنيسة في تمارة، الذي طلب من الصحافيين الحاضرين الوقوف لمباركة الزواج، كـ«شهود» لهما. واعتبر النشطاء هذا المنع «تضييقا» على المسيحيين المغاربة، و»فرض طقوس دينية إسلامية على غير المسلمين» وياتي ضمن مجموعة من «الملاحظات» سجلتها في علاقة السلطات بالمغاربة المسيحيين».
ونفت المديرية العامة للأمن الوطني «مضايقة أو اعتقال أي مسيحي».

الحكومة المغربية: تقرير الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية مخالف للواقع

مقتل وإصابة أكثر من 250 عراقياً الشهر الماضي

Posted: 01 Jun 2018 02:20 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»، أمس الجمعة، مقتل 95 عراقياً وإصابة 163 آخرين خلال أيار/ مايو الماضي.
وقالت في بيان، تصدره بشكل شهري، إن «الأرقام التي سجلتها أفادت بمقتلِ ما مجموعه 95 مدنياً عراقياً وإصابة 163 آخرين، جرّاء أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح التي وقعت في العراق خلال شهر أيار/مايو 2018». وأضافت أن «هذه الأرقام تشمل سائر المواطنين وغيرهم ممن يعدُّ من المدنيين وقت الوفاة أو الإصابة كالشرطة في مهام غير قتالية والدفاع المدني وفرق الأمن الشخصي وشرطة حماية المنشآت ومنتسبي قسم الإطفاء».
يأتي ذلك في وقت، كشفت فيه حكومة إقليم كردستان العراق أن أكثر من 3 آلاف مواطناً كردياً وأيزيدياً، لا يزالون مختطفين لدى تنظيم «الدولة الإسلامية».
قال منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كردستان، ديندار زيباري، في تصريح أورده الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني، إن «إرهابيي داعش ارتكبوا جرائم كبيرة بحق المكونات الدينية المختلفة في محافظة نينوى، فقد ارتكب هؤلاء العشرات من الجرائم البشعة بحق المواطنين، وخاصة بحق المواطنين الكرد من قتل وتنكيل وتشريد وخطف».
وبين أن «الأكراد والأيزيديين أصبحوا ضحية أبشع تلك الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية، وقتل وخطف تنظيم الدولة الآلاف منهم».
وطبقاً للمصدر، فإن «عدد المختطفين بلغ 6417 شخصاً، منهم 3548 من النساء»، لافتاً إلى «تعرض النساء المختطفات إلى شتى أنواع الاعتداء والتعذيب النفسي والجسدي، الذي لا يقبل به أي قانون أو عرف».
وكشف عن تأسيس مكتب خاص في حكومة كردستان في أواخر 2014، يتولى مهمة ملف المختطفين وسبل تحريرهم، معلناً تحرير «أكثر من (3275) شخصاًـ منهم (1148) إمرأة و(336) رجلاً و(935) فتاة و(956) من اليافعين والشباب، حتى 23 أيار/ مايو الماضي».
وأكد المسؤول الكردستاني أن «ما تبقى منهم في قبضة التنظيم، يصل عددهم إلى نحو (3146) شخصاً، منهم (1465) من النساء و(1685) من الرجال».
وتابع: «مواطنو جميع المناطق التي استولى عليها داعش بكافة مكوناتهم، تعرضوا إلى الظلم والاضطهاد، وليس الكرد الأيزديين فقط، لكن معاناة الأيزديين كانت أكبر كونهم أكرادا أولاً وديانتهم الخاصة مختلفة ثانياً».
ومن بين المختطفين أيضاً، «نحو 250 مواطناً مسيحياً، 82 منهم من النساء»، حسب المصدر الذي أكد «هدم التنظيم ومحو عدد كبير من الكنائس وبيع ودور العبادة الخاصة بهم للمكونات الدينية المختلفة. داعش هدم نحو 68 مزاراً ومعبداً للأيزديين، و85 كنيسة و3 مقابر للمسيحيين».
وأشار إلى أن «بعض المنظمات تحاول استغلال ملف الأيزديات المختطفات لأغراضهم الخاصة، وبعض من يسمون أنفسهم نشطاء إنسانيين يتحدثون في الندوات والتجمعات عن هذا الملف ويجمعون الأموال باسم مساعدة الأيزيديات الناجيات، لكن تلك الناجيات لم يرين من أولئك شيئا يذكر، وخاصة في مجال إعادة تأهيلهن وإعادتهن إلى أحضان المجتمع»، لافتاً إلى أن «قسماً من أولئك الدعاة يقومون بمرافقة عدد من الناجيات والطواف بهن في الدول الأوربية والعربية ليعقدوا الندوات والمحاضرات بهن بهدف جمع المال والتبرعات باسم الناجيات».

مليونا نازح

ويأتي تصريح المسؤول الكردي، بعد أقل من 48 ساعة، من كلمة يان كوبيتش، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، في اجتماع مجلس الأمن نيويورك، وأعلن خلالها عن وجود أكثر من مليوني نازح في العراق لم يتمكنوا من العودة إلى مدنهم المحررة.
وقال المسؤول الأممي: «في 6 نيسان/إبريل، وفي مدينة الموصل، تم اكتشاف مقبرة جماعية تضم 22 جثة تعود لمنتسبين سابقين في قوات الامن وموظفين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. وفي 2 نيسان/إبريل، وفي قضاء يقع في جنوب الموصل، تم اكتشاف مقبرة جماعية تضم 51 جثة تعود إلى منتسبين في قوات الامن العراقية. المقبرتان تضمان ضحايا داعش».
وحسب المصدر «منذ حزيران/يونيو 2014، تم اكتشاف 122 مقبرة جماعية على الأقل، ويعتقد أن الأغلبية الساحقة منها تضم ضحايا تنظيم «الدولة». وتبقى عملية الحفاظ والحفر الممنهج لهذه المواقع أمرا حاسماً حيث يمكن أن تحتوي على أدلة تقود إلى مرتكبي هذه الجرائم وكذلك الأدلة المهمة التي تقود إلى معرفة هوية الضحايا».
وقال أيضاً: «لا تزال الأزمة الإنسانية في العراق مستمرة رغم ازدياد عدد الأسر العائدة إلى مناطقها الأصلية»، مبيناً إن :أزمة النزوح بلغت ذروتها في نيسان/إبريل 2016، عندما أُجبر 3.4 مليون شخص على ترك منازلهم. وبعد مرور عامين، لا يزال أكثر من 2.1 مليون شخص نازحين وبحاجة إلى مساعدات إنسانية».

عودة متذبذبة

وأضاف: «لاتزال عملية عودة الأُسر النازحة متذبذبة. ففي الفترة من 31 آذار/ مارس، إلى 30 نيسان/ أبريل، عاد أكثر من 75 ألف شخص إلى أربع محافظات بشكل رئيسي، وهي نينوى وصلاح الدين وكركوك والأنبار. وعلى الرغم من ذلك، رصدت حالات نزوح جديدة وثانوية. على سبيل المثال، في نهاية شهر نيسان/إبريل، عاد قرابة 51 ألف نازح إلى مخيمات في محافظة نينوى، من بينهم 27 ألف شخص نزحوا نزوحا ثانوياً»، عازيا السبب في ذلك إلى «انعدام الخدمات الأساسية وفرص كسب العيش في مناطقهم الأصلية، فضلاً عن المخاوف الأمنية وانتشار مخاطر المتفجرات».
وتابع: «في شهر نيسان/ أبريل، أُنشئت أولى لجان عودة النازحين في محافظات الأنبار وكركوك وصلاح الدين لتيسير عملية عودة النازحين بشكل كريم وبتعاون تام من قبلهم»، مرجحاً أن «يتم قريباً تشكيل لجان مماثلة أخرى في محافظتي بغداد ونينوى. وتتألف هذه اللجان من ممثلين عن الحكومة والمنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة، وتهدف إلى التأكد من أن عودة النازحين تتم بشكل طوعي وآمن وكريم، فضلا عن تلبية احتياجات النازحين الباقين في المخيمات من خلال إعادة توطينهم في مخيمات أخرى تتوافر فيها خدمات أفضل وتشهد عدداً أقل من انتهاكات إجراءات الحماية، ويسهل الوصول إليها من قبل الجهات الفاعلة في المجال الإنساني».

مقتل وإصابة أكثر من 250 عراقياً الشهر الماضي
نحو 3 آلاف كردي وإيزيدي ومسيحي مختطف لدى «الدولة»

مؤيدون للبوليساريو يغلقون معبر الكركرات الحدودي

Posted: 01 Jun 2018 02:19 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أفادت تقارير مغربية أن حركة السير في معبر الكركرات الحدودي البري بين المغرب وموريتانيا، متوقفة منذ الخميس بعدما عمد شباب مؤيدون لجبهة البوليساريو على ايقاف سياراتهم بالمعبر مشكلين سداً أمام السيارات العابرة والقادمة من موريتانيا.
وحسب مصادر مطلعة فإن حركة السير توقفت بشكل كامل بعدما قرر بعض شبان جبهة البوليساريو والذين يُمارسون مهنة النقل البري عبر هذا الطريق التصعيد والاعتصام بعين المكان وتعمدوا إيقاف سياراتهم وسط الطريق مانعين عبور المركبات من وإلى المعبر الحدودي الكركرات، ما تسبب في شلل في حركة السير و تعطيل مصالح عدد من التجار المغاربة.
ولا تزال اسباب إقدام هؤلاء على خطوتهم التصعيدية هذه مجهولا .
ويشهد معبر الكركات أزمات متوالية منذ 2016 بين المغرب والبوليساريو من جهة والمغرب وموريتانيا من جهة ثانية خاصة بعدما قام المغرب بتعبيد الطريق الممتدة لبضع كيلومترات تفصل بين نقطتي الحدود لتسهيل عبور المركبات وقطع الطريق على المهربين وتجار المخدرات.

مؤيدون للبوليساريو يغلقون معبر الكركرات الحدودي

الجزائر: تأجيل جلسة مجلس الوزراء واستمرار الجدل حول الزيادات في قانون الميزانية!

Posted: 01 Jun 2018 02:19 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: تأجل اجتماع مجلس الوزراء الذي كان من المفروض أن يعقد الخميس في آخر لحظة، بسبب وفاة والدة رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي، الأمر الذي أدى بالوزراء إلى الذهاب إلى مدينة تلمسان من أجل حضور تشييع جنازة والدة مدلسي، في انتظار تحديد موعد جديد لعقد مجلس الوزراء.
وكانت كل الاجراءات اتخذت لعقد مجلس الوزراء، وخاصة الأمنية منها، التي كانت ظاهرة للعيان، والتي أصبحت تتكرر في كل مرة يغادر فيها الرئيس مقر إقامته باتجاه الرئاسة، إذ انتشرت قوات الشرطة والدرك والأمن الرئاسي على طول الطريق السريع شرقي غرب في شطره ما بين زرالدة وحيدرة، لكن في آخر لحظة تقرر تأجيل مجلس الوزراء بمبرر وفاة والدة مراد مدلسي، ليتم تأجيل مجلس الوزراء إلى وقت لاحق، علما أن مجلس الوزراء الذي كان يجتمع مرتين في الشهر أصبح لا يلتئم إلا بضع مرات في السنة، بسبب الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة.
ومع تأجيل مجلس الوزراء يستمر الترقب بخصوص ما سيقوله الرئيس بشأن الزيادات التي تضمنها مشروع قانون الميزانية التكميلي، الذي كان يفترض أن يعرض على مجلس الوزراء قبل رمضان، لكن الاجتماع تأجل بسبب رفض الرئيس النسخة الأولى التي قدمها رئيس الوزراء، ليندلع بعدها جدل بخصوص الزيادات التي تريد الحكومة فرضها في ما يتعلق بالوثائق البيومترية، من دون أن تتمكن من الإقناع بها، الأمر الذي جعل الكثير من الجزائريين ينتظرون معرفة مدى موافقة الرئيس على تلك الزيادات المبالغ فيها بشهادة الكثيرين، والتي تفوق ما هو موجود في دول الجوار مثل تونس والمغرب، وحتى فرنسا التي أراد بعض المسؤولين عقد مقارنة معها لتبرير الزيادات.
كما أن الحكومة تعتزم من خلال المشروع نفسه فرض ضريبة على القيمة المضافة بالنسبة للسيارات التي يتم تجميعها محليا، علما أن قرار الإعفاء من الضريبة كان قد اتخذ من طرف الدولة من أجل تشجيع المستثمرين في قطاع السيارات على إقامة مصانع تجميع، وهو ما حدث فعلا، ورغم أن الكثير من أصحاب تلك المصانع استغلوا حالة الندرة في سوق السيارات، والتي خلقتها السلطات نفسها بوقف الاستيراد من دون سابق إنذار، من أجل تحقيق هوامش ربح كبيرة، إلا أن انتشار حملات مقاطعة لهذه السيارات حمل الكثير من شركات التجميع على مراجعة الأسعار في مرحلة أولى، مع توقع انخفاض آخر مستقبلا، لكن إعادة فرض الضريبة من شأنه رفع الأسعار مجدداً، وخلق مزيد من الاحتقان لدى الكثير من الجزائريين الذين حرموا من شراء سيارات بسبب السياسات المنتهجة من طرف السلطات، وإذا كانت الحكومة قد فكرت في فرض ضريبة مخفضة في حدود الـ9 بالمائة، وهو ما سيجعل المواطن البسيط هو من يدفع الثمن، لأنه من غير المعقول أن تقوم الشركات بتحمل الزيادة من هامش ربحها، بل ستقتصها من جيب المواطن، وهو ما يدل مرة أخرى على عدم استقرار في التشريع، وهو لا يشجع المستثمرين في القدوم، لأنه لا يوجد صاحب مال يغامر في مناخ يتغير بتغير الأهواء، لأن أي امتيازات يتم منحها اليوم يمكن التراجع عنها غداً بجرة قلم.

الجزائر: تأجيل جلسة مجلس الوزراء واستمرار الجدل حول الزيادات في قانون الميزانية!

شعراء بأسماء مستعارة

Posted: 01 Jun 2018 02:19 PM PDT

تلك ظاهرة قديمة وإن كانت لها تجليات معاصرة، إذ غالبا ما حمل الشعراء ألقابا هي أشبه بالأسماء المستعارة، ومنهم من اختاروا لأنفسهم ألقـــابا ذات دلالات فنية أو نفســـية أو تاريخية، مقابل آخرين أطلق النقاد عليهم ألقــابا من باب التصنيف على طريقة طبقات فحول الشعراء، وعلى سبيل المــــثال فإن أسماء كالفــــرزدق والأخطل والشــنفرى والمتنبي وديك الجن وتأبط شرا وأبي نواس، ليست الأسماء الحقيقية لهؤلاء الشعراء ولكل اسم مستعار منها دلالته اللغوية، وقابليته للتأويل، ولم تكن تلك الظاهرة حكرا على الشعراء العرب، ففي عصرنا نجد واحدا من أبرز الشعراء الفرنسيين هو سان جون بيرس قد غيّر اسمه الأصلي، وهو اليكسي ليجيه وكأنه أراد من ذلك فك الارتباط بين مهنته دبلوماسيا وعمله شاعرا.
وإذا كانت دلالات الأسماء المستعارة بالنسبة لشعرائنا القدامى تبقى في نطاق التوصيف، فإن الأسماء المستعارة للشعراء المعاصرين تحمل بعدا قيميا، ومنها تسمية أحمد شوقي أمير الشعراء، وحافظ إبراهيم شاعر النيل، وقد أطلق النقاد ألقابا على شعراء من باب التعظيم وتمييزهم عن أبناء جيلهم، فالجواهري حمل لقب الشاعر الأكبر تمييزا له عن الكبير، وكأن صفة الشاعر وحدها لا تكفي، وهذا يندرج في خانة ما يسمى الانتحاء في اللغة، بحيث لا تعود الصفات مكتفية بذاتها والعرب يميلون بالفطرة إلى الإفراط في إطلاق الألقاب، سواء تعلق الأمر بالشاعر أو الزعيم، وهناك رؤساء عرب حملوا عشرات الألقاب، وتنافس فقهاء السلطة في نحت الألقاب، بحيث بدت الحاجة إلى عدة أشخاص لاقتسامها، على الأقل بالطريقة التي أشار إليها سارتر عندما زار القاهرة عام 1966 وقدمه أحد المضيفين بستة ألقاب، ما دفعه إلى الاحتجاج، ونادى على أحد مرافقيه قائلا له: إحمل عني بعض هذه الألقاب، فأنا أنوء بها، والحقيقة أنني مجرد إنسان يقرأ.
ويبقى اختيار الشاعر علي أحمد سعيد للقب أدونيس أقرب إلى الاستثناء في هذا السياق، لأن أدونيس بدلالاته الأسطورية، وما يرمز إليه من الخصب والانبعاث هو في الصميم من الشعر، خصوصا في خمسينيات القرن الماضي، عندما ترجم جبرا إبراهيم جبرا فصولا من «الغصن الذهبي» لجيمس فريزر، وأصبح موضوع الخصب من أكثر الموضوعات الشعرية جذبا، لأن المرحلة كانت في أعقاب الحرب العالمية الثانية غسقية بامتياز،، وكان احتلال فلسطين أحد أهم الدوافع للبحث عما تبقى من نبض في جسد يحتضر.
والفارق بين أسماء الشعراء المستعارة في عصرنا والأسماء التي برزت في العصور العربية القديمة، هو أن الأسماء في تلك المرحلة كانت تقتصر على مواصفات عضوية، فالفرزدق هو الرغيف النيئ المستدير والممتلئ الذي لم تمسه النار، والأخطل هو كبير الأذن، وتأبط شرا هو الذي روي عنه أنه قتل غولا وعاد متأبطا رأسه بعد أن قطعه، والشنفرى صفة لشفاه غليظة تشبه شفتي البعير، أما المتنبي فإن لقبه كما هو معروف جاء من ادعائه النبوة.
هكذا نجد أن أسماء الشعراء القدامى في معظمها جاءت تعبيرا عن ملامح جسدية وذات دلالات عضوية، وأحد أسباب ذلك هو العيش بالقرب من الحيوان، وأن امرئ القيس يشذ عن هذه القاعدة، فقد حمل لقب الملك الضليل، لأنه سليل أسرة ظفرت بالمُلك زمنا، وحين أراد استعادة مجد أسلافه دفع الثمن، والقيصر الذي لاذ به من أبناء عمومته طلبا للثأر أهداه ثوبا مسموما أدى إلى تقرح جلده وأخيرا موته في سفح جبل عسيب.
ولو قام باحث معاصر بتقصي ظاهرة الألقاب في مختلف مجالات حياتنا لانتــــهى إلى نتيجـــة حاســمة تذكرنا ببيت شعر طريف هو قومي رؤوس كلهم، أرأيت مزرعة البصل؟ فالزعيم ملهم ومعصوم وقادم من المستقبل ومجترح معجزات، حتى لو كانت سيرته السياسية والعسكرية سلسلة من الهزائم. وهناك روائيون عاديون بكل المعايير النقدية قد يتقدمون بالشكاوى إلى القضاء على ناقد يقتصر وصفه لهم بأنهم روائيون فقط، وليسوا كبارا أو استثنائيين.
وما أطلق من صفات على ديستويفسكي وبلزاك ومارسيل بروست وهمنغواي وفولكنر وغيرهم لم يتجاوز وصفهم بأنهم روائيون، لأن الإبداع لا يقبل توصيفات سيمترية، منها الروائي الصغير والمتوسط والكبير، والإلحاح على إضافة ألقاب يعني بالضرورة التشكيك في الصفة الحقيقية وهي من صميم الكتابة، خصوصا حين لا ترتكز التوصيفات وتحديد القامات على أسس نقدية وجمالية، بقدر ما ترتهن للسائد الإعلامي . وما قاله سارتر عن نفسه مكتفيا بصفة إنسان يقرأ، لا يختلف كثيرا عما قاله نيلسون مانديلا عن حياته كلها، فقد طلب أن يكتب على قبره هنا يرقد رجل حاول القيام بواجبه.
إن الإفراط في البحث عن الألقاب لا يغير من الحقيقة شيئا، خصوصا إذا تعلق بالشعر، وهناك عبارة شهيرة ليوجين يفتشنكو تختصر المسألة كلها هي، أن الشاعر في نهاية المطاف حاصل جمع قصائده، لا أكثر ولا أقل.

٭ كاتب أردني

شعراء بأسماء مستعارة

خيري منصور

18 فلسطينيا في قائمة الـ100 الأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية

Posted: 01 Jun 2018 02:18 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي» : أعلن «مركز السينما العربية» قائمة الـ100 الأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية، والتي تضم الأشخاص والمؤسسات المؤثرة والداعمة في صناعة السينما في العالم العربي في السنوات الأخيرة. وتوجد القائمة في العدد الثامن من مجلة «السينما العربية»، الذي أصدر خلال الدورة الـ71 من مهرجان «كان» السينمائي.
واشتملت قائمة المئة الأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية خلال لـ12 شهراً الأخيرة أو السينما الناطقة باللغة العربية.
ويصل عدد الدول العربية، التي تمثلها الشخصيات الموجودة في القائمة إلى 13 دولة، بينما وصل عدد الدول غير العربية إلى 10، وجاء لبنان صاحب التمثيل الأكبر عبر 23 شخصية، تليه الإمارات (19) ثم فلسطين (18) ومصر (13) ومـثَّل النسـاء في القـائمة 32 اسمـاً.
وضمت القائمة 18 مخرجاً، من بينهم هاني أبو أسعد وهيفاء المنصور وعمرو سلامة، مروان حامد وزياد دويري ورشيد مشهراوي و3 مؤلفين هم أحمد عامل وباسل غندور ورامي عليان.
وثلاثة داعمين هم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية أحمد بن عقيل الخطيب، ووزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية نورا الكعبي.
وحوت 15 ممثلاً من بينهم عادل كرم وعمرو واكد ومحمد بكري وكامل الباشا وهيام عباس وظافر العابدين وصبا مبارك وياسمين رئيس ومنة شلبي.
و10 منتجين منهم أيمن جمال وهاني أسامة ورولا ناصر وحبيب عطية ومن ألمانيا رومان باول.
و16 رئيساً ومديراً للمهرجانات، ومنهم المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي يوسف شريف رزق الله، ورئيس مهرجان دبي السينمائي عبدالحميد جمعة ومدير مهرجان الجونة السينمائي انتشال التميمي ومؤسس مهرجان الجونة نجيب ساويرس، ومدير مهرجان قرطاج السينمائي نجيب عياد.
إضافة إلى 17 موزعاً من بينهم علاء كركوتي وماهر دياب وكولين براون وعبدالله الشامي وماريان خوري ويوسف شاذلي وطوني مسيح وماريو حداد وسليم راميا، و8 من مديري المنصات، ومنهم الوليد بن طلال وهديل كامل ومارتن ستيورات وريا أبي راشد ولانا الجندي، و8 ممولين ومنهم عبدالمطلب الحمدي وريما مسمار واليساندرا سبيشيالي، و6 أشخاص مؤثرين في الهيئات الحكومية العربية، ومنهم جمال الشريف وجاسم النويس والأميرة ريم علي وندا دوماني، إضافة إلى وكلاء المبيعات الدولية وهم 14 مديراً للمؤسسات السينمائية.

7akh

18 فلسطينيا في قائمة الـ100 الأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية
بينهم رشيد مشهراوي وهاني أبو أسعد ومحمد بكري
فايزة هنداوي

جرائم الاحتلال الإسرائيلي

Posted: 01 Jun 2018 02:18 PM PDT

جرائم الاحتلال الإسرائيلي

وباء التطبيع والصهينة ينتشر بين مراكز القرار المصري!

Posted: 01 Jun 2018 02:17 PM PDT

وباء التطبيع والصهينة يجتاح الأوساط الرسمية وشبه الرسمية المصرية، وينتشر بين مجالات المال والتجارة والصناعة والإعلام والثقافة، وامتدت عدواه إلى أوساط ومجالات عربية وإسلامية بدرجة لم يشهدها التاريخ العربي والإسلامي الحديث، ومع استمرار بحثنا عن من حضر حفل الذكرى السبعين لنشأة دولة الاستيطان العنصري الذي أقامته السفارة الصهيونية بالقاهرة رجعنا لدراسة للباحث المصري رفعت سيد أحمد على موقع «فلسطين اليوم»، وكانت قد نُشرت عام 2009؛ عن مؤامرة الاحتلال البريطاني ضد «القارة العربية» إنطلاقا من فلسطين، فهو الذي حرم أهلها من حق تقرير المصير ومنعهم من إقامة دولة أو بناء مؤسسات سياسية وتشريعية محررة ومستقلة؛ يديرونها بأنفسهم، ومنحت سلطات الاحتلال صلاحيات مطلقة للمندوبين الساميين البريطانيين، فضيقوا الخناق، ونشروا الفساد، وعمقوا الانقسامات والفتن القبلية والطائفية، ومن جهة أخرى شجعوا الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين المقدسة، فزاد عدد اليهود من 55 ألفاً؛ بنسبة 8٪ من السكان سنة 1918 إلى 650 ألفاً ونسبة 31٪ من السكان في عام النكبة 1948.
مع ذلك لم يستطع اليهود سلب غير القليل من الأرض، ولم يتعد 6.5٪ من أرض فلسطين التاريخية، وكان معظم ما ضاع إما أراضي حكومية أو أراضي بيعت من غير الفلسطينيين، وهي التي بنى عليها اليهود 291 مستوطنة، ونزعت سلطات الاحتلال السلاح الفلسطيني، ومكنت اليهود من التسليح، وتشكيل عصابات ومليشيات مقاتلة؛ تجاوز عددها سبعين ألف مقاتل عند اندلاع حرب 1948؛ منهم 64 ألفا من «الهاغاناه»، وخمسة آلاف من «الأرغون»، وألفين من «شتيرن»، وغيرها، وكانوا أكثر من ثلاثة أضعاف الجيوش العربية السبعة مجتمعة التي دخلت الحرب تحت إمرة الجنرال البريطاني غلوب باشا.
وازدحمت قوائم المطبعين والصهاينة المصريين؛ بتشجيع السلطات الحكومية وشبه الحكومية، بطريق العلاقات والمكاسب المالية وتبادل المنافع والخدمات العقارية والاقتصادية والمالية؛ بين السياسيين (حزبيين وغير حزبيين)، وملاك الأراضي وأصحاب شركات الاستثمار والإعلاميين ورجال الدين، ومسجل تاريخيا أن أول من افتتح ذلك الباب بعد السادات كانت سناء حسن زوجة الدبلوماسي المصري الراحل تحسين بشير؛ سافرت إلى تل أبيب بعد حرب أكتوبر، وتحديدا في عام 1974، وأصدرت كتابا عن الزيارة بعنوان «عدو فى أرض الميعاد».
وسبق لها لقاء الصحافي الصهيوني «عاموس إيلون» عام 1971 بجامعة «هارفارد» الأمريكية، عقب محاضرة له هناك، وبعد نشر مقال لها بعنوان: «دعونا نَشْرَع فى السلام»، وتكررت المقابلات عام 1973، واتفقا على إصدار كتاب مشترك نشراه عام 1974، وفيه ذهبت سناء حسن لتل أبيب في «رحلة علمية» لستة أسابيع؛ ترتب عليها سحب جواز سفرها المصري وطلاقها من زوجها، وقررت الهجرة واستقرت في تل أبيب حتى سنة 1977، وهاجرت للولايات المتحدة، وأعاد لها السادات جنسيتها وجواز سفرها المصري بعد خطاب الكنيست، وطلب منها العودة لمصر، لكنها رفضت!!.
ونستطيع أن نؤرخ للتطبيع والصهينة رسميا بزيارة السادات ووفده المرافق، وضم مصطفى خليل، وعثمان أحمد عثمان، وبطرس بطرس غالي، وأنيس منصور؛ زيارتهم للقدس المحتلة وحضوره خطاب السادات في الكنيست، وتوالت الزيارات من رؤساء مصر ومسؤوليها؛ سافر حسني مبارك في تشرين الثاني/نوفمبر 1995 للمشاركة في تشييع إسحق رابين، وكشفت وثيقة أمريكية أن سجلات صالة كبار زوار مطار «بن غوريون»، سجلت دخول وخروج مبارك «ترانزيت» لتل أبيب 6 مرات، فيما بين أعوام 2005 إلى 2010، وهذا أكده اللواء شفيق البنا مسؤول القصر الجمهوري في حوار تليفزيوني عقب تنحي مبارك.
وزارها عمرو موسى في آب/أغسطس 1994 كوزير للخارجية، وفي 1995 ذهب مشاركا في جنازة اسحق رابين، وكذلك أحمد ماهر وزير الخارجية الراحل، وزار الشيخ علي جمعة مفتى الديار المصرية الأسبق القدس المحتلة عام 2012، وعاد وأفتى عام 2017 بأن زيارة «المسجد الأقصى» واجب على كل قادر، وزعم أن ذلك يصيب اليهود بالرعب الشديد، ويؤخر المخططات الصهيونية!!.
ومؤخرا وجه أئمة مساجد يافا وتل أبيب؛ من بينهم الشيخ سليمان سطل، إمام وخطيب مسجد النزهة بيافا، والشيخ سميح الطوخي إمام وخطيب مسجد المحمودية بتل أبيب؛ وجهوا دعوة إلى شيخ الأزهر أو من ينوب عنه لزيارة الدولة الصهيونية، وإلقاء كلمة عن وسطية وسماحة الإسلام. أما البابا تواضروس الثاني فقد كسر تقاليد الكنيسة المصرية وأنهى قطيعة دامت قرابة 35 عامًا منذ عهد البابا الراحل شنودة الثالث، وزار الزعيم الروحي للمسيحيين المصريين القدس عام2017 للصلاة على جثمان الأنبا إبراهام، مطران القدس والكرسي الأورشليمي بالكنيسة المصرية.
وجاء في مقدمة المطبعين والصهاينة المصريين الكاتب الراحل علي سالم، وصلاح دياب مالك صحيفة «المصري اليوم»، الذي تمكن مع عائلته أن يشكلوا أخطر مراكز النفوذ الصهيو أمريكي، ويستحوذون على أكبر التوكيلات الأمريكية والصهيونية في مجالات الزراعة والمواد الغذائية والمقاولات والألكترونيات وتكنولوجيا المعلومات، ومجالات أخرى من الصعب حصرها في عموم إقليم الشرق الأوسط. هذا بالإضافة لسعد الدين ابراهيم صاحب ورئيس مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، وعلينا ألا نغفل مباركة أدباء من وزن توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وحسين فوزي الصلح والسلام مع الدولة الصهيونية، وما بدا من ارتياح إحسان عبد القدوس لتوقف الحروب!!. ومن المؤكد أن السفارة الصهيونية قد وجهت الدعوة لكل من له علاقة بالتطبيع والصهينة ومن لف لفهم، والسؤال هو لماذا حُجبت الأسماء؟
ونتناول هنا واحدة لبت دعوة السفير الصهيوني وذهبت إلى حفل «النكبة».. اسمها الكامل شاهيناز عبد العزيز عبد الوهاب النجار.. تبلغ من العمر 49 عاما، حازت على مقعد في برلمان 2005 عن دائرة المنيل بالقاهرة، وورثت ثروة طائلة عن والدها؛ فندق كبير في المهندسين، وعدة شركات سياحية ومنتجعات. وحاصلة على شهادة في علم النفس من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ودرست الطب النفسي في أمريكا واستكملته بجامعة القاهرة. وشدها هواها الصهيو أمريكي للزواج من الملياردير أحمد عز؛ أمين التنظيم وعضو لجنة السياسات في الحزب الوطني المنحل، بعلاقاته ومصالحه المتشعبة مع الرئيس الموازي السابق جمال مبارك، وكان لأحمد عز دور مؤثر في توقيع اتفاقية «الكويز»، وفرض إدخال مكون إنتاجي صهيوني في المنتج المصري ليدخل الأسواق الأمريكية، واستقالت شاهيناز النجار من البرلمان وتفرغت للبيت والزوج.
وكشفت معلومات جديدة عن وجود الإعلامي عمرو أديب؛ الشقيق الأصغر لعماد الدين أديب، الذي ورد اسمه في المجموعة الأولى التي نُشرت من قبل، وجلال الزوربا رئيس اتحاد الصناعات وعضو مجلس النواب، ومحمد فريد خميس صاحب مجموعة «النساجون الشرقيون» ورئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية بمصر، وهاني سري الدين رئيس هيئة سوق المال المصري الأسبق، ووزير الخارجية الأسبق وعضو البرلمان النائب محمد العرابى، وعبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الأسبق، ورئيس مجلس إدارة صحيفة المصري اليوم. وكذلك الفنانة إلهام شاهين، القريبة من مؤسسة الرئاسة وقد زكاها لذلك إعلان عدائها الصريح لثورة يناير.
ويلاحظ المراقبون والمهتمون أنه منذ جلوس «المشير» على مقعد الرئاسة في حزيران/يونيو 2014، تشهد علاقات القاهرة بتل أبيب عصرا ذهبيا على كل المستويات؛ بدرجة فاقت التصور وتجاوزت القدرة البشرية على الفهم والاستيعاب!!.

٭ كاتب من مصر

وباء التطبيع والصهينة ينتشر بين مراكز القرار المصري!

محمد عبد الحكم دياب

تونس ونابولي: أزمة بسبب السحور!

Posted: 01 Jun 2018 02:17 PM PDT

لعل العنوان ذاته قد تكرر في نشرات الأنباء في معظم البلدان الإسلامية. لست أدري. ولكني فوجئت الخميس، الموافق للنصف من رمضان المعظم، أن بين عناوين نشرة الأنباء في التلفزة الوطنية التونسية عنوانا يقول: العائلات التونسية تبدأ الاستعدادات لعيد الفطر المبارك! منذ الآن؟ أي نعم. والاستعداد المقصود، بطبيعة الحال، هو الإقبال على الأسواق لشراء هدايا الأطفال والمواد اللازمة لصنع الحلويات. وكانت الأيام السابقة على بداية رمضان قد حفلت هي أيضا بالتقارير التلفزيونية بشأن الاستعدادات لشهر الصيام. والاستعداد المقصود، بطبيعة الحال، هو الإقبال على الأسواق لشراء المواد الغذائية اللازمة لتحويل شهر الصيام إلى شهر الإفراط في إشباع شهوة الطعام.
ويبدو أن الاهتمام المفرط بالأكل في رمضان ليس أمرا طارئا علينا، بل إنه من قديم عاداتنا.
حيث أن حادثة تتعلق بالأكل في رمضان كادت تتسبب، عام 1833، في اندلاع حرب بين المملكة التونسية ومملكة نابولي! إذ مما يرويه المؤرخ أحمد ابن أبي الضياف في كتابه الممتع «إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان «أن القيّمين على قصر الباي (الملك) أوقعوا بالخدم، الذين كان جميعهم من رعايا مملكة نابولي، أشد العقاب الجسدي لأن النوم غلبهم ذات ليلة فتخلفوا عما جرت عليه العادة من إيقاظ أهل القصر قبل الفجر لتناول السحور. يقول ابن أبي الضياف: «وفي رمضان من السنة 1248 وقعت وحشة بين حسين باشا باي ودولة النبلطان بسبب أنفار من نابولي مستخدمين في سرايته لتنظيفها ومناولة سكانها ما يلزم لضرورياتهم، غلبهم النوم في ليلة من ليالي رمضان، فلم يسمعوا علامة السحور، وأيقظتهم علامة الإمساك، فلم يهيئوا موائد السحور للمماليك حتى حان وقت الفجر وأمسكوا بلا سحور. فاغتاظ عليهم رئيس المماليك بالسراية، وهو أبو النخبة مصطفى باش مملوك، فأمر بضربهم. وعاثت في أرجلهم أيدي الضرب المبرح، ففزعوا إلى قنصلهم بحرارة ما نالهم. فلم يسعه إلا القدوم إلى الباي (…)».
سأل قنصل نابولي الباي إن كان قد بلغه ما حل بالخدم النابوليتان، فأجابه: بلغني، وقد غفلوا عن واجب خدمتهم، وكل من غفل عن واجبه يلزمه الأدب. فقال له القنصل إن العقاب (بالفلقة) كان مفرطا في العنف ولم يكن مجرد ضرب للتأديب، «وإن شئت فانظر إلى أرجلهم وما حل فيها من الأثر». ثم تمت مقابلة ثانية في اليوم ذاته أعاد فيها القنصل على أسماع الباي ما وصفه ابن أبي الضياف بـ«خطاب التحنّن وما يقتضيه الحق». فماذا كان جواب الباي أثناء ذلك كله؟ ظل يقول: «عادة بلادنا تأديب خدمنا بالضرب وغيره»!
ولكن هذا التعنت لم يدم طويلا، حيث يروي ابن أبي الضياف، وقد كان شاهد عيان، أن القنصل كاتب دولته «فأتى منها أسطول به البرنجبي الكولير كراشلو، فطلب عقاب المتعدي على هؤلاء بالضرب، ونشر راية دولة نابولي وإظهار احترامها بإطلاق واحد وعشرين مدفعا حتى يظهر للعيان أن احترام الدولة لم يمسه شيء، والاعتذار عن هذا الخطأ بالكتابة، وما لزم الدولة من مصروف الأسطول». فما كان من الباي ـ بعد أن أدرك أن مجرد سحور زائد أو ناقص في رمضان ليس سببا كافيا لإحداث أزمة، ناهيك عن إعلان الحرب ـ إلا أن استجاب لكل هذه المطالب! فتمّ توبيخ رئيس المماليك ومنع من الخروج شيئا من الزمن لما صدر منه من الخطأ (باعتبار أن) تعظيم الراية بالمدافع اعتراف بالخطأ. وكاتب الباي البرنجبي بمكتوب محبة واحترام في الثاني من ذي الحجة 1248.
بل إن هذه القضية كادت توقع ابن أبي الضياف نفسه في محنة. ذلك أن هؤلاء الخدم النابوليتان قد كانوا في الأصل أرقّاء، وأنهم لما أعتقوا اختاروا المكوث في تونس والعمل أجراء. ولهذا قال القنصل للباي إنه ليس من حق المستأجر أن يضرب أجيره، بل قصارى الأمر إنهاء خدمته وطرده. يقول ابن أبي الضياف: وكدت أن أمتحن في النازلة، لولا لطف الله وصفاء باطنة هذا الباي، لأنه نظر إلي وهو حنق، مع أخلاق الصائمين، وقال لي: ما تقول؟ فقلت له: يا سيدي الضرب غير مدخول عليه في الإجارة لأنه أمر مجهول، وهؤلاء أحرار. فعظم ذلك عنده، وقال: يقال بحضرتي لفظ حر؟! وجعل يكررها وينقمها علي. ونادى أبي وقال له: هذا كيف تربّى؟ فقال له: نعلم أنه لا يصلح للخدمة (..) فدونك وإياه. فقال: يقول هؤلاء أحرار! فقال له أبي: هذا من جهله وعدم تخلّقه بالسياسة.

٭ كاتب تونسي

تونس ونابولي: أزمة بسبب السحور!

مالك التريكي

لو يتذكر «المتأسرلون» مصائر من سبقوهم

Posted: 01 Jun 2018 02:16 PM PDT

لو يتعلم السعوديون المتأسرلون الجدد من دروسهم ودروس الآخرين، ما هرولوا نحو التطبيع مع دولة الاحتلال (إسرائيل).
الحقيقة التي لا يعيها الكثيرون منهم، أو الأصح لا يريدون رؤيتها، هي أنه سيأتي اليوم التي ستلفظهم فيه إسرائيل وأمريكا، وربما يندمون حيث لا ينفع الندم، وإن هذا اليوم لن يكون بعيدا، والدلائل كثيرة، سواء على صعيد الأفراد أو التجمعات أو الدول.
وقد تذوق أسيادهم طعم الخذلان عندما أهملتهم إدارة أوباما وتجاهلت مخاوفهم بتوقيع الاتفاق النووي مع ايران. وهذا الموقف أكيد سيتكرر كما تمليه عليهم المصلحة الأمريكية.
لو يتذكر هؤلاء أن أمريكا هي التي فتحت الباب أمام إيران للسيطرة على العراق، والتفسير الوحيد لهذه الحقيقة، لا يحتاج إلى ذكاء لإدراكه، وهو إثارة النعرات والحروب الطائفية التي امتدت إلى مناطق اخرى في الإقليم، حروب طائفية لا نهاية لها، حروب تخلط الأوراق والمفاهيم والتحالفات القائمة، وتزيل العقبات وتمهد الساحة لإجراء التغييرات في المنطقة وشرذمتها إلى كيانات طائفية، استعدادا لإقامة «شرق أوسط جديد»، وهو بالمناسبة من بنات أفكار شمعون بيريز. وستكون إسرائيل في النظام الجديد الدولة العظمى والمهيمنة، وقائدة للتحالف الجديد في مواجهة «الشيطان الأكبر» ايران. باختصار تغيير المفهوم القائم منذ خلق هذا الكيان، وهو كيان دخيل استعماري احتلالي سرطاني عنصري قائم على حساب الشعب الفلسطيني في قلب إقليم الشرق الاوسط.
والاعتقاد السائد أن إسرائيل ستخلصهم من «الشيطان الإيراني»، هو أضغاث أحلام، لأن إسرائيل تفعل كل ما تفعله لإقحام هذه الدول، في حرب مع ايران لا تبقي ولا تذر من دون أن تورط نفسها فيها. يجب أن يدركوا أن إسرائيل لن تفرط بنقطة دم يهودي من أجلهم.
ونذكر، إن نفعت الذكرى، ولا أظنها نافعة، لأن السعوديين، ومن ورائهم الخليجيون المتأسرلون حسموا أمرهم، وحزموا متاعهم وانتقلوا إلى الجهة الأخرى، إلى جهة العدو، نذكّر هؤلاء بان صدام حسين كان يوما حليفا للغرب، وعلى الخصوص الولايات المتحدة، التي خططت لإسقاط العراق في وحل الطائفية، بعد دعمها بالسلاح والمعلومات العسكرية والاموال الخليجية،30 مليار دولار لتسديد فاتورة السلاح الامريكي/الغربي خلال حربه العبثية مع ايران، التي خلفت وراءها أكثر من مليون قتيل، ناهيك عن الجرحى والدمار الذي لا يزال الشعب العراقي، بسنته وشيعته وأقلياته الأخرى، يعاني منها، فماذا كانت النتيجة، إضعاف العراق وكذلك إيران ذات الزخم البشري. وجاء دور العراق لاحقا لإغراقه بحرب طائفية لا تزال قائمة رغم مرور15 عاما على الغزو الامريكي.
لم يتعلموا الدرس في العراق، وسقطوا مجددا في وحل الحرب الطائفية هذه المرة في سوريا، وهدروا مئات مليارات الدولارات ثمنا لسلاح لا يسمح لـ»حلفائهم» بالتفوق على النظام أو القضاء عليه، سلاح يبقي الحرب الطائفية قائمة إلى اطول فترة، من دون غالب ولا مغلوب، تبقى فيها مصانع السلاح الامريكية مزدهرة، ويتفتت نتيحة لها هذا البلد العربي الأصيل لمستنقعات طائفية. والأدهى من ذلك أنها فتحت الأبواب على مصراعيها مجددا أمام إيران، للسيطرة عليه وهذا ما يحصل. والهدف كما في العراق إذكاء الطائفية.
إن الدول الكبرى الثلاث في المنطقة ايران وتركيا وإسرائيل، تعمل بما تمليه عليها مصالحها، إلا العرب وتحديدا الدول المستحدثة، التي تخدم مصالح هذه القوة أو تلك. ومرة أخرى أقول إن هذه الدول، إما أنها وقعت في الفخ في أحسن الحالات، أو كانت جزءا من المؤامرة الكبرى التي صنعت من أجلها، وأرجح الاخيرة.
واذَكّر أيضا بأن إيران يمكن أن تغير مسارها، وتقرر التعاون مع أمريكا وإسرائيل في الموضوع النووي، وهذا ليس مستبعدا، فقد فعلت ذلك من قبل، في توقيع الاتفاق مع إدارة اوباما، وقد يتكرر ذلك مجددا، فينقلب السحر على الساحر، ويغير الامريكيون والاسرائيليون مسارهم ويتحالفون معها، باعتبارها القوة الاقليمية الاقوى والأضمن في المنطقة. وينتظر السعوديون إدارة امريكية جديدة.
ما قادني إلى ما تقدم هو قصة عميل فلسطيني لحساب إسرائيل، اكتشف متأخرا حقيقة أسياده، روايته ممجوجة وهي رواية كل العملاء، جماعات وأفرادا من أمثاله «بعدما يبلعون السكين»، حقيقة أن أسيادهم يستخدمونهم حتى تتحقق مآربهم، ثم يلفظونهم. وما ينطبق على الأفراد ينطبق على الدول، كما أسلفنا، كما ينطبق على التجمعات، مثل حال جيش لبنان الجنوبي، الذي وجد نفسه بين ليلة وضحاها عاريا من حماية كانت توفرها له قوات الاحتلال، قبل هرولتها من لبنان، وتركه وجها لوجه مع المقاومة، فمنهم من نجح في الهروب إلى إسرائيل، ومنهم من غيّر مساره وعرض خدماته وسلم نفسه للمقاومة.
سأنقل اليكم قصة عميلين الفلسطيني كمال حماد واللبناني فواز، والحال الذي وصلا إليه بعد نحو عقدين من الزمن في اسرائيل
قال العميل الفلسطيني كمال حماد الذي لعب دورا جوهريا في جريمة اغتيال المهندس يحيى عياش قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الذي دوخ أجهزة الأمن الاسرائيلية لسنوات، وخطط لعدد من العمليات التفجيرية هزت كيان الاحتلال. يقول هذا العميل، الذي بقي صامتا لنحو عقدين، للتلفزيون الاسرائيلي إن دولة الاحتلال، غدرت به، وسحبت منه جميع الامتيازات، بعد الانتهاء من عملية الاغتيال في 1996. ويضيف أن إسرائيل ترفض إعطاء زوجته الجنسية الإسرائيلية. وللتذكير فقط فإن حماد هو من نقل الهاتف الجوال المفخخ إلى المهندس عياش، الذي كان متخفيا في شمال غزة، وانفجر الهاتف في رأسه. واعتبر بيريز، الاغتيال، انتصاراً كبيراً.
والقصة الثانية هي لضابط أمني كبير في ما كان يسمى «جيش لبنان الجنوبي». يقول الخبر إن هذا العميل الذي عرف باسمه الأول فواز، يعيش متشردا هو وزوجته المصابة بالسرطان في حظيرة أبقار مهجورة في مستوطنة كريات شمونة، في شمال فلسطين، بعد أن تخلت عنه إسرائيل. وهو حسب صحيفة «معاريف» عميل ورث الخيانة أبا عن جد، ففي أربعينيات القرن الماضي كان والده وعمه عضوين في عصابة الهغاناه، وشاركا بتهريب اليهود من لبنان وسوريّا إلى فلسطين. ولم يشفع له تاريخه هذا لينتهي به المطاف كغيره من آلاف العملاء في سلة المهملات. وعلى الرغم من أن فواز هرب من لبنان إلى الداخل الفلسطينيّ قبل 18 عاماً فإنه حتى الآن لم يحصل على مخصصاته المالية التي وعد بها، رغم أن قصته مع العمالة بدأت قبل أن يُولد.
وقال فواز، الذي التحق بجيش الاحتلال ضمن وحدة504 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»: «لم تعطني إسرائيل حتى قرشاً واحداً، لقد استعملوني ببساطة ثم قذفوني إلى سلة الزبالة».
وأخيرا أعود إلى حيث بدأنا أن من يزعم أن إيران بريئة هو جاهل سياسيا، فإيران تعمل لخدمة مصالحها، وفرض سطوتها ما أمكنها على المنطقة، ويمكن أن تكون تعمل لإعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية، كما قال قارئ، في رده على مقال سابق لي، وهذا ينطبق على تركيا أردوغان، التي ربما تسعى، إلى إحياء الامبراطورية العثمانية، وينطبق أيضا على دولة الاحتلال التي تريد تطبيق شعار «أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل». وهذا يقودني إلى السؤال: أين هي أحلامنا، لماذا لا تكون لنا أحلام تعيد «أمجاد» الماضي إن وجدت. وأقول لهذه الدول المستحدثة، الأولى بكم أن تتصالحوا مع إيران البلد الاصيل في المنطقة، لا إسرائيل الدولة الدخيلة والمارقة والقائمة على حساب شعب عريق آخر هو الشعب الفلسطيني.
واختتم بالقول للعرب وخصوصا السعوديين المتأسرلين، استيقظوا من أحلامكم، إن التحالف مع إسرائيل ضد ايران لن تكون نهاية المشكلة بل بدايتها، وستكونون أنتم الخاسرين في النهاية لأنكم الحلقة الأضعف وخذوا العبر من مصير حماد الفلسطيني وفواز اللبناني و«جيش لبنان الجنوبي».
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

لو يتذكر «المتأسرلون» مصائر من سبقوهم

علي الصالح

 حلول دولية شائكة في سوريا

Posted: 01 Jun 2018 02:16 PM PDT

منذ بداية الأزمة السورية وتركيا تحاول التقريب بين أطرافها، كانت البداية في التقريب بين موقف الرئيس السوري بشار الأسد وفصائل المعارضة السورية، في المرحلة التي كانت الاحتجاجات السلمية هي السائدة في سوريا من شهر مارس 2011 وحتى نهاية ذلك العام تقريبا.
حاولت الحكومة التركية برئاسة رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية داود أوغلو تقديم النصائح لبشار الأسد، لسماع مطالب المعارضة والتفاوض معها على تعديلات دستورية، وتعددية سياسية، وتمثيل سياسي للمعارضة السورية في البرلمان والحكومة السورية، مع بقاء النظام على حاله بيد بشار الأسد، ولكن هذه المرحلة انتهت بالفشل بالنسبة لتركيا، بسبب اتباع الأسد النصائح الإيرانية والروسية، التي اختارت قمع المعارضة بالقوة العسكرية والبطش الشديد، فكانت النتيجة بعد ست سنوات، مقتل أكثر من مليون مواطن سوري، وتشريد أكثر من نصف الشعب السوري خارج سوريا وداخلها، منهم اكثر من ثلاثة ملايين سوري في تركيا وحدها، والنتيجة الأخطر هي تدمير المدن الحضارية السورية، وتحويل سوريا إلى أرض مستباحة للصراع الدولي بين الدول الكبرى عالميا وإقليميا.
لقد لحق التدمير معظم المدن السورية في دمشق وحلب وحمص وحماة وغيرها، وهي من أكبر المدن الحضارية العربية والإسلامية التاريخية، على أيدي الجيش الروسي والجيش الإيراني، برضا وسكوت الأسد وجيشه، بل مشاركتهم بمجازرهم الكيماوية والبراميل المتفجرة، وأصبحت هذه المدن أطلالاً مدمرة لا حياة فيها، فكانت حربا انتقامية وإبادة بشرية عنصرية، وكأن الهدف إبادة جزء من الشعب السوري، ليبقى الجزء الآخر. الأول مصيره القتل والتدمير والتشريد، والثاني مصيره الخنوع والخضوع، ليبقى تحت حكم الأسرة الأسدية العلوية الطائفية، مع قبولهم في الوقت نفسه بالهيمنة الروسية والإيرانية على سوريا ومستقبلها، ومن يريد العودة من المهجرين فبشرط التنازل عن الحقوق السياسية، والعيش كمواطنين من الدرجة الثانية. ويظل الشعب السوري، سواء كان من المعارضة أو من المحايدين أمام خيار واحد وهو العيش باستسلام لنظام أسرة الأسد، وما يقرره الاستعمار الروسي له.
أما إيران، فقد أدت ما تم إحضارها لأجله، وهي اليوم أمام ضغوط داخلية وخارجية للرحيل، فالضغوط الإسرائيلية والأمريكية تعمل لإخراجه من سوريا، وهذا ما توافق عليه روسيا، بل هو من لوازم انفراد وإنجاح الاستعمار الروسي لسوريا، الذي تكفل بمنع نجاح الثورة السورية أولاً، ومنع إقامة دولة مدنية ديمقراطية في سوريا ثانياً، وتكفل بحماية الأمن الإسرائيلي ثالثاً، واستعمار سوريا من روسيا لعقود مقبلة، سواء في كسب المشاريع الاقتصادية لصالحها، أو التواجد العسكري على سواحلها الدافئة.
الرحيل الإيراني، سيبدأ من الجنوب السوري، حيث التفاوض اليوم على رحيل الايرانيين وتوابعهم من هذه المنطقة، وقد تكفل الروس بذلك لوزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان قبل يومين، ونتنياهو يشترط رحيل المليشيات الإيرانية من كل سوريا، وإلا فسيتم تدميرها في سوريا، ولن تستطيع إيران أن تحارب اسرائيل لا في سوريا ولا في غيرها، والاشتباكات السابقة بينهما دليل على عجز إيران وحزب الله اللبناني عن خوض معركة عسكرية حقيقية مع اسرائيل.
أما الرؤية الاستراتيجية الأمريكية لسوريا، فقد نجحت في إبقاء الحرب مشتعلة لسبع سنوات أولاً، وهي تقبل أن يكون دورها التاريخي، هو المساهمة بتدمير المدن السورية بأحدث طائراتها الحربية (أف 18) وغيرها، بحجة محاربة «داعش»، فأمريكا لم تسمح لإيران وروسيا بتدمير المدن السورية وحدهما، بل تريد حصتها من القتل والتدمير، كشهادة تاريخية لخوضها حربا على السوريين كما خاضتها على العراقيين، فهذه حرب تاريخية للشرق والغرب لتدمير بلاد العرب والمسلمين، فلم تفوت أمريكا هذه الفرصة للمساهمة والمشاركة فيها، وقامت بتسليم المدن السورية العديدة في تل أبيض ومنبج والرقة وغيرها، بعد طرد اهلها منها إلى قوات سوريا الديمقراطية، وهي القوات التي اتفقت معها أمريكا لخدمة مصالحها فيها، وهذه القوات كانت تعرف باسم قوات حماية سوريا، وهي ميليشيات «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» السوري نفسها، والحزب بدوره جناح حزب العمال الكردستاني في تركيا، أي أن أمريكا تراهن في سوريا على قوات قسد وحزب العمال الكردستاني لتحقيق مصالحها، ومن أهمها تقسيم سوريا داخليا، وإن بقيت دولة واحدة خارجياً إلى حين، وهو ما عملته أمريكا في العراق بالضبط، ولكن بدون ان تضطر لاحتلال سوريا عسكريا، كما احتلت العراق من قبل، وتكبدت خلالها الكثير من الخسائر البشرية والمالية.
هذه صورة الصراعات القائمة في سوريا الآن، بين روسيا وإيران وإسرائيل وامريكا، وليست بين السوريين أنفسهم، وكل طرف من الأطراف الدولية يراهن على جزء من الشعب السوري، ليكون جنودا مرتزقة له، وتمسك روسيا ببشار الأسد ضروري لها لحين إيجاد البديل، الذي يحفظ حقوق الاستعمار الروسي لسوريا لعقود مقبلة أيضاً.
والتواجد الإيراني هو رهن التوافق الروسي الإسرائيلي والأمريكي، وعندما تعلن أمريكا انها سوف تنسحب من سوريا، فإنما بقصد ترك نفوذها وأسلحتها وقواعدها العسكرية التي بنتها في سوريا بأيدي قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، وبالتالي الحفاظ على مشروع تقسيمها لسوريا في المستقبل، فالتقسيم هو الذي يحفظ نفوذ أمريكا ومصالحها في مستقبل سوريا، ولذلك اعتبر بشار الأسد في مقابلة مع التلفزيون الروسي قبل يومين أن المشكلة الكبرى التي يواجهها هي مع وجود قوات سوريا الديمقراطية، التي تعمل لصالح امريكا، فقوات قسد هي التي تحول دون سيطرته على باقي الأراضي السورية، وقال إنه يحاول التعامل معها عن طريق التفاوض للانصياع إلى حكمه أولاً، وإلا فإن الطريقة الثانية هي المواجهة بالقوة، وهو ما حذرته منه أمريكا مرارا، بل استعملت قوتها العسكرية بضرب جيش الأسد قبل شهرين، عندما حاول الاقتراب من قاعدة التنف العسكرية شرق سوريا.
وكما يزداد الحديث عن منطقة التصعيد جنوب سوريا، وطرد النفوذ الإيراني منها، والتي تحكمها اتفاقية خفض التصعيد بين الاردن واسرائيل وامريكا وروسيا، كذلك يزداد الحديث عن التفاهم التركي الأمريكي حول منبج، فامريكا لا تريد التصادم مع تركيا، وتحاول بكل دبلوماسيتها السياسية والعسكرية إقناع تركيا بتقبل وجهة النظر الأمريكية، القائمة على منح الشمال السوري وشرقي الفرات إلى قوات قسد، وإلى قوات عربية يتم إعدادها وتدريبها عسكريا، ودعمها ماليا لتولي شؤون المدن والقرى العربية، بينما تسيطر قوات قسد على المدن والقرى الكردية، وإجراء تفاهمات بينهما لمنع عودة جيش بشار إليها، وهو ما تخشاه تركيا، لأنها إن ضمنت عدم التأثر السلبي من القوات العربية على أمنها القومي، فهي لا تأمن بحال مستقبل أمنها القومي من سيطرة قوات قسد إطلاقاً، وهذه نقطة خلاف كبرى بين تركيا وأمريكا، وفي الوقت نفسه فإن الارجح ألا تطمئن الحكومة التركية للقوات العربية في حال كانت هذه القوات تحت رئاسة قوات قسد نفسها أيضاً.
كل ذلك يعني أن مستقبل سوريا لا يزال شائكا في حله السياسي، كما هو شائك في حله العسكري، وإذا أخذ الحل العسكري سبع سنوات بدون جدوى، فإن الحل السياسي سيكون أكثر مرارة وصعوبة وأطول زمنا، لأن الضغوط العسكرية والاقتصادية قد تكسر الصمود الإيراني في مدة زمنية قصيرة، ولكن كسر الصمود الروسي في سوريا سيحتاج إلى مدة زمنية أطول، لأن بوتين لن يستسلم بسهولة في سوريا بعد الخسائر الكبرى التي مني بها، وخسائره العسكرية ستكون في المستقبل أكبر حتى الانسحاب الكلي. أما تركيا فإن وجودها في سوريا مؤقت ومحدود بنفسه، وهو قابل للانتقال إلى الشعب السوري ممثلا بالجيش السوري الحر، وتركيا تدعم تطلعات الشعب السوري الطامح لفرض إرادته الوطنية على أراضيه المحررة من الاحتلال الخارجي، أو الاستبداد الداخلي، والمفاوضات الحالية مع أمريكا حول منبج لا بد أن تحقق شروط الأمن القومي التركي أولاً، وان تكون المدن والقرى السورية العربية بحكومة بإدارات محلية من سكانها الأصليين ثانيا، وأن يكون مستقبل سوريا السياسي والدستوري بأيدي الشعب السوري وحده، وبدون وصاية خارجية ثالثا، وعدم إبقاء أسباب التوتر والصراع القومي او الطائفي لصالح الصراع الدولي في سوريا.
كاتب تركي

 حلول دولية شائكة في سوريا

محمد زاهد جول

مخاطر تحول الفاعل الاجتماعي إلى محور المعارضة للسلطة في الجزائر

Posted: 01 Jun 2018 02:16 PM PDT

لا يصعب على الراصد للمشهد الجزائري، في حاصل أزمته المتشعبة والمترابطة على صعيدي التاريخ والواقع، أن يرى تلك المفارقات الكبرى التي يصنعها تصرف سلطة ناشئة من نظام مارق، عن كل بُنى سياسية أتت بها أنماط الحكم في العلوم السياسية، وتطبيقات السياسة المعاصرتين، حين تضغط على المجتمع من كل جوانبه في الوقت نفسه، بما لا يسمح لفكر وحركة التغيير أن ينبلجا وينقلا المجتمع والأمة إلى حيث تفرضه المتغيرات الحاصلة في التاريخ.
إذ في الوقت الذي لا تزال فيه المعارضة واقعة بين كماشة هذه السلطة على مستويي الخطاب والممارسة، من خلال التضييق والتكسير الممنهج من الداخل، تواجه حركات الاحتجاج القطاعية ذات المطالب الاجتماعية بالصلف والشطط العنتري ذاتهما، حتى تضمن عدم خروج المجتمع إلى الخلاص من باب «الاجتماعي»، بعد أن ضمنت عدم حدوث ذلك من باب «السياسي»، فما هي حقيقة هذا السلوك الناشز عن كل أعراف الممارسة السلطوية في التاريخ؟ ما هي جذوره وأسباب بقائه واستشرائه في المجتمعين السياسي والمدني في الجزائر؟
قبل الاسترسال في الإجابة عن تلكم الأسئلة، تقتضي منا حاجة التحليل الموضوعي للإشكال، الرجوع إلى المناشئ الأولى للوعي بالجماعة الوطنية، وبداية العمل النضالي النقابي منه والسياسي، لتأكيد الهوية الخاصة، فجوهر الإشكال الذي صاحبها، إنما تمحور حول الظاهرة التصارعية بين الزعيم والجماعة، فعلى سيناريو كهذا لقصة طويلة تمتد إلى راهن الجزائريين اليوم، تشكل العقل السياسي الوطني، الذي أريد له أن ينهض وينشأ على فكرة أن القضية الوطنية ومشروع الأمة ومسارات تجسيد كل الأحلام العامة على أرض الواقع، إنما يتوجب أن تتجسد في شخص الزعيم، أبو الوطنية، باني الاشتراكية، برنامج فخامته.. إلى غير ذلك من أنماط التعبير المضلة.
وعي زائف شكّل عقل الجزائريين السياسي المعاق في ظل صمت العديد من النخب وخيانة بعضها، وفوّت عليهم فرصة القبض على مدارك الحقيقة الكبرى، من أن مصادرة تضحيات المجتمع وجهوده في تصحيح مسارات التاريخ، بإزاحة الاستعمار وتثبيت الهوية، وإعادة الوجود الوطني إلى طبيعته، إنما هي خاصته هو (أي المجتمع) المتولدة عن تفاعلاته المستمرة مع التاريخ، وليس لزعيم أي كان حضوره في مسارح الخطاب الوطني من فضل في ذلك، وهكذا تسليم واستسلام قواعد الوعي الشعبية الطبيعية إلى وهم الزعيم، عطّل كل محاولات التوجه نحو بناء دولة القانون والمؤسسات، والعلاقة التعاقدية التي تربط بين جل هذه المكونات، وبالتالي عطّل تطور السياسة ومجتمعها في الجزائر، وهو ما يتجلي من فشل التعددية، التي هي على أعتاب طي عقدها الثالث، تحت إمرة شخص يرأس البلاد منذ نهاية القرن الفائت، ووزير أول يروح ويجيء على رأس وزارته في سراء الاقتصاد البازاري للبلاد وضرائه!
كما أن حقيقة البنية السلطوية في الجزائر، البعيدة كليا عن نظائر ونظريات السياسة في العالم، توضح أن الزعيم ليس أكثر من إرادة جماعة غير مرئية، يحقق مطامحها ومطامعها، وفي حال تمرد استدعى من الجماعة إسقاطه، بتحريك معاول التخريب الذاتي واستعمال الاستعلام وتفتيح ملفات الماضي والحاضر، لتأليب الرأي العام، بل تحريكه ضده، وهو ما حصل مع الشاذلي ومع زروال في التجربتين الشهيرتين.
سوء إدارة فعل المعارضة للجيل المعارض الثاني بعد ذاك، الذي تولد عن خطيئة بناء النظام الناشز عن التاريخ، الذي جاء في أعقاب انقلاب جماعة وجدة، والذي احتكر الوعي والتاريخ والإنسان بشكل أحادي، أخر مجددا نشوء مجتمع السياسة بأدواته التغيرية الراقية، التي على رأسها قوة العزل القانوني، وسيادة الاقتراع العام، فالمعارضة في جيلها الثاني مارست نشاطها بمعزل عن أي اتصال معرفي بجذور وأسس تشكل العقل السياسي الوطني، وخطايا تضليله وضلال المهيمنين عليه، فسقط جل تشكيلتها بمختلف توجهاتها وأحجام قواعدها الشعبية، وأوعيتها الانتخابية في آلية التأزيم والتكسير من الداخل، أفقدتهم وحدتهم ومصداقيتهم لدى قواعدهم، وانفرط عقد جل التنظيمات الكبرى، بما في ذلك السمت الأيديولوجي الواضح (التياران القبائلي والإسلامي)، ليستباح حقل السياسة بشكل نهائي من طرف المفسدين، ويسقط السياسي من وعي التغيير الجماهيري، بعد أن استحال إلى انتهازي عالق بوحل الفساد.
سقوط السياسي الممنهج والمبرمج لدى القواعد الشعبية، وإعلان إفلاس النخب بشتى مواقعها وأطيافها وولائها للمصلحة الخاصة على حساب العامة، جعل المواطن يلتجأ إلى جزئية المطلب الاجتماعي المهني، يبني عليها احتجاجه على قرارات السلطة الاقتصادية، وطبعا المعارضة الاجتماعية والمهنية، رغم خطورة قوتها وقدرتها، التي قد لا تقف عند حد تغيير سلطة، بل لها أن تصل إلى حد تدميرها، مثلما حدث مع نقابة التضامن المحظورة في بولندا، مطلع ثمانينيات القرن الفائت، في مواجهة النظام الشيوعي الأحادي، لكن حالة الانفصال التكويني، التي لازمت العلاقة بين النقابي والسياسي على صعيد المعارضة، عكس ما هو حاصل على مستوى السلطة حين يتكامل الطرفان بشكل فوقي تام وكامل، سيجعل من قدرة التغيير الاجتماعي محدودة، وهيمنة السياسي السلطوي كبيرة، وهذا ما يتجلى في عراك الشارع بين عدة قطاعات مهنية واجتماعية، أبرزها حركة الأطباء المقيمين المطلبية، التي تواجه بقسوة وعنف غير مسبوقين وسط سكوت عجيب وغريب من السياسي المعارض دونما شهادة على كل ما يجري من على مسرح الهزيمة.
لكن ما ينبغي التنبيه إليه هو أنه بارتهان السلطة للآلة الاجتماعية بإقصائها للفاعل السياسي، تكون قد جازفت بوجودها، طالما أن الاقتصاد الجزائري الذي أقامته هي عبر سلسلة أجيالها على النفعية والانتفاعية الريعية، لم يعد لها القدرة على إلجام مجتمع تتضاعف بنيته الديموغرافية، وتتسع نطاقات مطالبه الاجتماعية، التي قد تغدو في احتجاجاتها قوة جارفة، لا تسع كل الطفرات النفطية على إسكاتها مثلما حدث مع نظام مبارك، الذي أطاح به غضب العشوائيات والفئات المحرومة، التي لم تجد استعمالا ذكيا من سياسيي المعارضة، فانهارت أمام الثورة المضادة التي مولتها دول الخليج، وأغدقت على جياعها بالمال والغذاء الآني الذي في حقيقته غذاء لا يسمن ولا يغني من جوع التاريخ.
من هنا يتضح أن عورة السياسي الجزائري هو في عدم قدرته على اكتشاف عورة النظام المركب، مذ تراءت إرهاصات الذات الوطنية السياسية، وبداية تشكل وعي الدولة المستقلة قبيل فترة الاستقلال بقليل، لأن شمولية السلطة وقدرتها على التستر خلف ممارستها للشمولية تلك بتوظيف أدوات الجذب والسحر النفعي الخاص، كما كان الشأن مع تحالف الرئاسة في عهدتي بوتفليقة الأوليين، أعاق التمشي الطبيعي الذي كان قد بدأه المجتمع باتجاه التغيير، عبر تعددية صاخبة وصادقة تم التعجيل بتنكيسها وتشويهها، رغم أنها لم تعمر أكثر من ثلاث سنوات، فالحقل الاجتماعي، قد يكون فيصل التغيير، والفاصل في معركة السلطة المركبة مع مجتمع جديد متكاثر العدد، يخلو من أداة القيادة السياسية المعارضة، ويسعى للتحرر من القيادة النقابية للسلطة، وهو ما سيجعل التكهن بالمآل أكثر من صعب على الأقل على المدى المنظور.
كاتب جزائري

مخاطر تحول الفاعل الاجتماعي إلى محور المعارضة للسلطة في الجزائر

بشير عمري

ماذا تستفيد المعارضة السورية من انسحاب الإيرانيين من جنوب سوريا؟

Posted: 01 Jun 2018 02:15 PM PDT

من يستمع لمواقف بعض الشخصيات السياسية السورية، التي تشدد على ضرورة سحب القوات الإيرانية من جنوب سوريا، قد يعتقد للوهلة الأولى أن من سيدخل مكان هذه القوات هي فصائل موالية للمعارضة، وليس قوات النظام السوري الموالية لطهران؟ وما هي الحاجة أصلا من وجود هذه الميليشيات بعد خمس سنوات من إنجاز أهدافها، بدعم استعادة الأسد لسلطته، أو حتى انسحابها من درعا اليوم، من دون مشاركتها في المعارك؟
قد يكون مفهوما أن يهتم الإسرائيليون والأمريكيون بإبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدود إسرائيل، لإبعاد أو تأجيل خطر تحويل جبهة الجولان لمرتع لنشاطات منظمات، أشد ارتباطا  بالحرس الثوري الإيراني، كما حصل في جنوب لبنان مع حزب الله، لكن أن يصبح هذا الهدف محل اهتمام بالغ من قبل المعارضة السورية، فهو أمر يدعو للتوقف، فما الجدوى السياسية من تطور كهذا إن حصل، وإلى أي درجة تتطابق مع أهداف الثورة السورية وأولوياتها بإسقاط النظام، وليس بتمكينه من استعادة أراض محررة!
التفاهمات التي توشك أن تتوافق عليها الأطراف المعنية في جنوب سوريا، قد تقود كما يبدو، لانسحاب سلس لقوات المعارضة في درعا، من دون مواجهات مسلحة كبيرة، وهو تكرار لما حدث في بعض مناطق الغوطة الشرقية، بل إن  مقاومة الفصائل لدخول النظام قد تكون أقل بدرجة كبيرة، مما حصل في الغوطة الشرقية، نظر لطبيعة علاقة فصائل درعا مع الداعمين الدوليين في غرفة الموك والأردن، وكلاهما يتفاوض الآن مع النظام عن وضع درعا، وكأنه من يملك القرار النهائي وليس فصائل المعارضة، ومن الواضح كما أثبتت الوقائع الأخيرة في سوريا، أن الداعمين الغربيين والدول الإقليمية في المنطقة لم يعودوا يرغبون في مواصلة مشروع دعم المعارضة لإسقاط الأسد، بل إنهم أصبحوا مقتنعين أكثر من أي وقت مضى، بأن توسع سيطرة الأسد على البلاد هو خيار أفضل. وفي مقابل انسحاب قوات المعارضة المرتقب، وابتعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود، ستدخل قوات النظام، ويدور حديث عن طلب روسي بإخلاء قاعدة التنف الأمريكية جنوب سوريا، فتصريحات لافروف عن سحب القوات الأجنبية، تبين أنه يعني فيها الامريكيين، إضافة إلى الإيرانيين.
وسواء انسحب الامريكيون من قاعدة التنف في هذه المرحلة، أو لاحقا، فإن تواجدهم في هذه القاعدة لم يعد ذا قيمة عسكرية كبيرة، بعد أن أصبحوا كجزيرة وسط قوات الميليشيات الإيرانية في البادية السورية، وتراجعوا عن مشروع الوصول للحدود السورية العراقية ودير الزور، بدعم فصائل مثل «مغاوير الثورة» انطلاقا من قاعدة التنف، لذلك فإن الانسحاب الأمريكي من التنف يبدو مرجحا، وهو يندرج أيضا في إطار الرغبة الامريكية التي أعلنها ترامب في الانسحاب الكامل من سوريا، وهو القرار الذي تأجل تنفيذه لنهاية العام حيث انتخابات الكونغرس الأمريكي. وبعيدا عن قاعدة التنف، فإن مجرد حضور الميليشيات الايرانية، كورقة ايرانية للمساومة والتفاوض، بحيث اصبح مجرد إبعادها عدة كيلومترات عن حدود اسرائيل، يحقق لها الهدف الرئيسي الذي جاءت من أجله هذه الميليشيات، وهو تمكين النظام السوري من استعادة الاراضي الخارجة عن سيطرته، يعني أن الإيرانيين باتوا يحققون أهدافهم في سوريا، سواء هاجمت قواتهم أو انسحبت. وهنا يثار تساؤل آخر، بالنسبة للقوى المعارضة التي تشن حملة لإخراج الميليشيات الإيرانية من سوريا، فماذا يعني سحب هذه الميليشيات الآن، ومعها حزب الله حتى، بعد أن اتمت مهمتها بإعادة معظم مناطق المعارضة لسلطة الأسد؟
وماذا سيكون موقف القوى الدولية، التي تطالب بإبعاد القوى الموالية لإيران، أن اجابهم الاسد كما فعل في لقائه الاخير، بأنه لا وجود لقوات ايرانية في سوريا، إنما هم ضباط ايرانيون، من دون أن يتطرق للميليشيات الشيعية المرتبطة بالحرس الثوري؟
الاشكالية هنا، أن إيران تستغل هذا التداخل بين أجهزتها العسكرية وقوات حلفائها في انظمة دمشق وبغداد، فالقوات النظامية الإيرانية هي فعلا غير متواجدة في هذه البلدان، ولكن إيران تسيطر وتدير قوات أكثر فاعلية منها، تناسب طبيعة الحرب الأهلية التي تتطلب ميليشيات محلية لا كتائب عسكرية مدججة بالدبابات، كتائب نظامية ثقيلة الحركة والكلفة المالية، ميليشيات أهلية كـ»النجباء» الشيعية العراقية التي تتمركز جنوب سوريا، وستكون مستهدفة، إلى جانب «فاطميون» الافغانية، بالابتعاد عن الحدود الاسرائيلية، فهذه الميليشيات مكونة من فقراء الأحياء الشعبية الشيعية العراقية من التيار الصدري، الذين لم يكلفوا الخزينة المالية الإيرانية ميزانية مالية كبيرة، كالتي تنفق عادة على تجهيز الفرق العسكرية النظامية وآلياتها، وهم يقاتلون في سوريا منذ نحو خمس سنوات، بقيادة مساعد مقتدى الصدر السابق، أكرم الكعبي، الذي يرفع صورة خامنئي إلى جانب مؤسس التيار الصدري محمد صادق الصدر.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

ماذا تستفيد المعارضة السورية من انسحاب الإيرانيين من جنوب سوريا؟

وائل عصام

سيدة تزور ذكرياتها

Posted: 01 Jun 2018 02:15 PM PDT

في ربيع عام 1996 سلكت الطريق البري من عمان إلى بغداد بواسطة سيارة (شوفرليت كابريس (وهو المعبر الوحيد لدخول العراق، تدرك وزوجها أن البلد عانى الكثير من الويلات والحروب ويتشحه الغموض، ولا يوجد ضمان أن أحدا يود رؤيتهم ! وتستمر دواليب السيارة بالدوران لمدة 14 ساعة.
تحتفظ السيدة إليزابيث وارنوك فيرنيا بملامح الحياة العامة في العراق من خلال رحلتها الأولى عام 1956، ولقبت حينذاك بـ (بيجا) وذكريات نساء قرية النهرة في مدينة الديوانية، وقد أخضعت نفسها لتقاليد القرية، وذكرت ذلك في كتابها (Sheik Of The Guests) الذي لم يسبق له مثيل في تسجيل حياة الناس هناك، ويتبادر إلى ذهنها بأن شخصيات القرية الذين احتلوا صفحات الكتاب، منهم من غادر الحياة، والآخرون تقدم بهم السن، ولا بد من العودة إلى العراق لتقييم ومراجعة الماضي.
منذ أن غادرت إليزابيث العراق في العام 1958 حدثت مآسي كثيرة في ذلك البلد (انقلابات عسكرية، وحروب، ودمار…) وأخر فصولها معاناة الناس جراء الحصار الاقتصادي، لذلك أحضرت معها هدايا (أدوية وفيتامـينات وقـهوة وبسـكويت…).
الرحلة من بغداد إلى الديوانية لم تكن بحرية مطلقة مثلما حدث قبل أربعين عاماً، ولم يكن القطار في انتظارهما، حيث قامت «الرقابة الحكومية» بتخصيص سيارة وسائق حكومي لمرافقة (بيجا و بوب) في رحلتهما.
تستذكر (بيجا) الرحلة الليلية في شتاء 1956 من بغداد إلى الديوانية… القطار، وكوخ الطين، ونزولهما وقتذاك ضيوفاً عند الشيخ لمدة عامين، وكرم القبيلة، والنسوة صديقاتها، ترى ما حل بهن بعد كل تلك السنين؟ تحاول أن تتخيل التغييرات الذي طرأت على القرية؟ هل ستحظى بالحفاوة وحسن الاستقبال كما حدث قبل أربعين عاما؟.
تتزامن مشاهد الذكريات مع تساؤلات (بيجا)، وتأتي الشاعرة نازك الملائكة تلك الشابة الخجولة – كما تصفها إليزابيث، والتي صنعت مجداً عظيماً في الشعر الحر، ويوم التقت بنازك الملائكة عام 1958 في بيتها في بغداد واستمعت لبعض قصائدها، و بدأت تتحرر من حالة الصمت لتنشد قصيدة (أنا) لنازك : (والذات تسأل من أنا – أنا مثلها حيرى – أحدق في ظلام – لا أحد يمنحني السلام – أبقى أتساءل والجواب – سيظل يحجبه سراب – وأظل أحسبه دنا – فإذا وصلت إليه ذاب – وخبا وغاب).
تواصل سيدة الكوخ زيارة ذكرياتها، ولطالما رافق مشهد الوداع مخيلتها.. استحضرت سؤال إحدى النسوة عن ساعة مغادرتها القرية… ترد (بيجا) : لحظة الرحيل.. آخر شيء أفكر فيه في هذا المساء، وهل ستكتبين لنا؟ أجابت : نعم بالتأكيد !. وكادت العبرة أن تخنق صوتها، واجتمعت النسوة، وفي أعماقهن تسكن آلام وأحزان مخبئة تترقب لحظة الوداع، وما أن حضرت سيارة الأجرة حتى بدأت موجات البكاء تتعالى من قبل النسوة، ولم تتمالك (بيجا) نفسها، وقادتها عاطفتها لمشاركة صديقاتها لحـظة حـزن لم تتخـيلها من قـبل.
يصلان إلى مشارف النهرة.. يقول(بوب) إنها لم تعد قرية، لقد أصبحت مدينة ! وعينا (بيجا) تلتقطان مشاهد الحداثة، مبنى البلدية، والجامع بمنارة وزخارف إسلامية، وإحدى عشرة مدرسة، وبيوت من الإسمنت بدلا من الطين، والنساء يذهبن إلى التسوق من دون قيود.. أين الكوخ؟. لقد تلاشى مشهد الكوخ كما اختفى (مضيف الشيخ) – دار الضيافة المشيدة من القصب والبردي وفق الطراز السومري.
تتـساءل (بيـجا) مع نفسـها : يا تـرى هـل يعـلم أصدقـائنا بـأننا قادمـون؟ بالـطبـع لا !
أول المستقبلين (ابن الشيخ) إنه الصديق العزيز ل (بوب) صافحه وأخذه بالأحضان، وعلمت (بيجا) بان شيخ القبيلة قد رحل عن الحياة منذ خمسة عشر سنة، كما رحل العديد من الرجال والنساء، ومن ثم تحضر النسوة لاستقبال (بيجا). بعدما عرفت إحدى صديقاتها بنيتها تأليف كتاب جديد، قالت أرجوكِ لا تتحدثي أو تكتبي عن السياسة والحروب… !
تقول إحدى النسوة وبروح الدعابة : سمعت أنها لم تكن تجيد طبخ الرز، ويبدأن بالضحك.لاحظت (بيجا) هامش الحرية الكبير التي حظيت به النسوة، ولم يعد هنالك تمييز كما في السابق، وأصبحن يجدن القراءة والكتابة باللغة العربية وحتى الإنكليزية، وتلحظ (بيجا) أن عادات وتقاليد الكرم والضيافة والاهتمام بالضيوف لم يتغير منها شيء، وقد وثقت السيدة إليزابيث تلك المشاهدات والانطباعات في كتاب حمل عنوان:
In Search of Islamic Feminism

كاتب من بغداد

سيدة تزور ذكرياتها

نجم الدراجي

تنظيم «القاعدة» يعتبر أعمال محمد بن سلمان الإصلاحية «نذير هلاك»

Posted: 01 Jun 2018 02:07 PM PDT

دبي ـ أ ف ب: اعتبر تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب المشاريع الإصلاحية التي يقودها ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان في المملكة «نذير هلاك»، محذرا من تداعيات ما اسماها هذه «المصائب» على البلاد، وذلك في نشرة دورية صادرة عنه.
ويقود الأمير الشاب (32 عاما) سلسلة تغييرات اجتماعية في السعودية، البلد الخليجي المحافظ، تشمل السياسة والمجتمع والاقتصاد، وقد سمح بفتح دور سينما، وللنساء بقيادة السيارات.
وجاء في البيان الذي تم تداوله على حسابات جهادية على الانترنت «منذ أن أعلن ابن سلمان عــن العهد الجديد والمصائب تتوإلى… فما كان معروفا أصبح منكرا والمنكر الذي أجمع الناس عليه اصبح معروفا».
وقال التنظيم إن «عهد ابن سلمان قد استبدل المساجد بدور السينما»، وتابع ان مشروع بن سلمان استبدل «كتب ائمة التوحيد بسخافات الملحدين والعلمانيين من الشرق والغرب وفتح الباب على مصراعيه للفساد والانحلال الأخلاقي».
ونشط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في خضم الحرب في اليمن حيث تقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا يقاتل المتمردين الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران.
وتحاول الحكومة السعودية، من خلال الهيئة العامة للترفيه الحكومية، تشجيع العروض وأشكال اخرى من نشاطات الترفيه في اطار خطة طموحة تكلف مليارات الدولارات للاصلاحات.
وفي 20 نيسان/ابريل، شهدت السعودية اول عرض سينمائي للجمهور منذ 35 عاما في الرياض تم خلاله بث الفيلم الأمريكي «بلاك بانتر». ونظمت السعودية في 27 نيسان/ابريل الفائت بطولة للمصارعة بحضور أبرز مشاهير هذه اللعبة الترفيهية الاستعراضية على استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية في محافظة جدة وسط حضور جماهيري تجاوز 45 ألف متفرج من محبي اللعبة الاستعراضية. وقال التنظيم في بيانه «أظهر شذاذ الأفاق من الكفرة المصارعين عوراتهم وعلى أغلبهم شارة الصليب أمام جمع مختلط من شباب ونساء المسلمين».
وتابع التنظيم الجهادي «ولم يتوقف المفسدون عند هذا الحد، ففي كل ليلة يعلنون عــن حفلات غنائية وأفلام سينمائية وعروض سركية وأمــوال طائلة تسفك عــلى عتبات المفسدين في الأرضي مــن المؤسسات والشخصيات تحت شعار الترفيه».
وانتقد التنظيم هيئة الترفيه و«مشاريعها الهدّامة»، معتبرا أن الكثير يرونها «نذير هلاك» على البلاد.
ويواجه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب حملة غارات تنفذها طائرات أمريكية بدون طيار. وتعتبر الولايات المتحدة هذا الفرع الأكثر خطرا بين شبكات القاعدة.
وتقود السعودية في اليمن تحالفا عسكريا منذ آذار/مارس 2015 دعما لقوات الحكومة المعترف بها وفي مواجهة المتمردين الحوثيين.
ومذاك، قُتل نحو عشرة آلاف يمني وأصيب أكثر من 50 ألفا بجروح، فيما قضي أكثر من 2200 شخص جراء انتشار وباء الكوليرا، وتقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد في الوقت الراهن أسوأ أزمة إنسانية في العالم مع 22,2 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية ونحو 8,4 ملايين شخص على حافة المجاعة.

تنظيم «القاعدة» يعتبر أعمال محمد بن سلمان الإصلاحية «نذير هلاك»

الجمهوريون غاضبون ازاء قرار ترامب فرض رسوم على الفولاذ والألومنيوم

Posted: 01 Jun 2018 02:00 PM PDT

واشنطن – أ ف ب: ندد أعضاء كبار في الكونغرس من الحزب الجمهوري أمس الأول بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم على الفولاذ المستورد من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، مُحذرين من ان القرار يجب ان يستهدف الصين وليس حلفاء الولايات المتحدة.
وأعلن رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين في بيان «لا أتفق مع هذا القرار»»
وأضاف «إن قرار أمس يستهدف حلفاء أمريكا في وقت علينا التعاون معهم من أجل التصدي للممارسات التجارية غير المنصفة لدول مثل الصين»، مضيفا إنه يعتزم العمل مع الرئيس على «خيارات أخرى» لمساعدة العمال والمستهلكين الأمريكيين.
وقال كيفن برادي، رئيس «لجنة السبل والوسائل» في مجلس النواب «هذه الرسوم تضرب الهدف الخطأ»، مضيفا إن أوروبا والمكسيك وكندا «ليست المشكلة بل الصين».
وفيما أثار الاعلان عن الرسوم تهديدات بالرد وإجراءات فورية من المكسيك، حض عدد كبير من نواب الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، على مواصلة إعفاءات لمثل هؤلاء الشركاء الكبار بدلا من اتخاذ إجراءات تنذر بحرب تجارية.
وقال السناتور ماركو روبيو أنه مع وجود عدم توازن تجاري بين واشنطن وأوروبا، فإن الفوارق الأكبر بكثير هي مع بكين.
وقال روبيو «بدلا من فتح جبهة أخرى في الخلافات التجارية، يتعين أن نتكاتف مع أوروبا لمواجهة الصين» مرددا مواقف العديد من الديموقراطيين.
وتعمل ادارة ترامب على وضع اللمسات الاخيرة على نص لعقوباتها التجارية على الصين المعلنة في مارس/آذار، والتي تتضمن قيودا على الاستثمارات الصينية وضوابط على التصدير ورسوماً بنسبة 25 في المئة على ما قيمته 50 مليار دولار من سلع التكنولوجيا الصينية.
ووصف أورين هاتش، رئيس لجنة المال في مجلس الشيوخ، الرسوم بأنها «زيادة ضرائب على الأمريكيين» لها عواقب مضرة على المستهلكين والمُصَنِّعين والعمال على حد سواء.
وقال في بيان «في ضوء تزايد الأدلة على أن هذه الرسوم ستؤذي الأمريكيين، سأواصل الضغط على الادارة للعودة عن قرارها».
وقدم زميله الجمهوري السناتور بن ساس، الذي ينتقد ترامب من وقت لآخر، موقفا أقل كياسة، حيث قال « إن هذاالقرار غبي …ولا يتعين معاملة الحلفاء كما تعامل الخصوم» محذرا من أن الحمائية الشاملة كانت أحد اسباب الركود العظيم في أمريكا في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي

الجمهوريون غاضبون ازاء قرار ترامب فرض رسوم على الفولاذ والألومنيوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق