Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 14 يونيو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


هل خططت الإمارات لانقلاب في تونس؟

Posted: 13 Jun 2018 02:33 PM PDT

نشر موقع «موند أفريك» الفرنسي تقريرا قال فيه إن اجتماعا سرّيا جمع بين وزير الداخلية التونسي المُقال لطفي براهم ورئيس المخابرات الإماراتي في جزيرة جربة جنوب شرق تونس في نهاية شهر أيار/مايو الماضي لبحث انقلاب أمنيّ يستولي على السلطة في تونس ويزيح حكومتها الديمقراطية المنتخبة.
وزارة الداخلية التونسية، المعنيّة بالتحقيق في هذه المزاعم الخطيرة، قالت على لسان وزيرها إنها «لا تتفاعل بتسرع مع المعلومات المتداولة في الإعلام»، ولكنّه وعد بإحالة الأمر للقضاء «إذا توفرت القرائن الجدية»، أما بعض الشخصيات القريبة سياسيا من الوزير (والقريبة من الإمارات أيضاً) فقد أسرعت، كما فعل الأمين العام لحركة «مشروع تونس»، إلى اعتبار الأمر برمته «فبركة أجنبية».
ليس سرّاً على أي حال أن الإمارات تحاول التدخّل في الشأن التونسي وأنها ترغب في قبر الثورة التونسية ووأد أنموذجها الذي أشعل «الربيع العربي» برمّته.
استمرار النظام السياسي التونسي القائم على تداول السلطات عبر آليات الديمقراطية ونجاحه في تجاوز العقبات السياسية والأمنية يفشل، ببساطة، آلة البروباغاندا السياسية الهائلة التي تموّلها الإمارات وتقودها ضد الثورات العربية، كما يصدّ اشتغالها، المعلن منه والخفيّ، لجرّ المجتمعات العربية إلى حروب أهلية، والعمل على تنصيب سلطات استبدادية يقودها جنرالات جائعون للسلطة أو مرتزقة سياسيون يرتبطون بها مباشرة.
وعليه فإن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض أبو ظبي لاتهامات خطيرة، والتي كان آخرها الكشف عن «شبكة تجسس» تعمل على تشكيل تكتل برلماني من خلال رشوة عدد كبير من النواب ورؤساء الأحزاب بهدف عزل حركة «النهضة» وإخراجها من المشهد السياسي، كما اتهمت بدعم احتجاجات كبيرة شهدتها تونس في بداية العام الحالي ضد قانون المالية.
تدخل الواقعتان الأخيرتان في باب اللجوء للتأثير المالي – السياسي، ولا تنحدران، بالتالي، إلى مستوى التخطيط لانقلاب عسكريّ، ويمكن أن يندرج في ذلك أيضاً اتهام أبو ظبي باختراق صفحة الإذاعة الوطنية على موقع فيسبوك وإصدار بيان يدعو إلى «انقلاب عسكري» للرد على قرار تونس بتعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية، فالأمر يتعلّق باختراق صفحة على فيسبوك ولا يشكل خطراً حقيقيا على البلاد.
بغض النظر عما ستفعله للسلطات الأمنية التونسية بهذا الاتهام الأخير، فإننا لسنا بحاجة لتأكيد هذه الواقعة أو نفيها لتتبع آثار وبصمات الإمارات وتدخلاتها الفظّة، ليس في تونس فحسب، بل على امتداد العالم العربي، والأمثلة على ذلك فاقعة وكثيرة، بدءاً من دورها في التحريض على المجزرة الكبرى ضد الإخوان المسلمين ومناصريهم في مصر، عبر دعم انقلاب عبد الفتاح السيسي (وهذا هو اسم الحدث الحقيقي)، مروراً بتخطيطها وتنفيذها ودعمها العسكري والأمني والمالي لحركة الجنرال خليفة حفتر في ليبيا، وليس انتهاء بسجونها في اليمن، وقواعدها في الصومال، واعتمادها القائد الفتحاوي المعزول محمد دحلان، وتمويلها أكراد الناتو في سوريا، وكذلك بعض العشائر التي لا تني تبدّل مواقعها السياسية بين طرف وآخر.
من المؤكد و»الطبيعي» أن أبو ظبي تسعى لإفشال التجربة الديمقراطية في تونس، وأن سيناريو الانقلاب العسكري موجود في خطط سياسييها وأمنييها، ولو كان ثمن ذلك دمار تونس وخرابها.

هل خططت الإمارات لانقلاب في تونس؟

رأي القدس

تزوير التاريخ في مؤتمر الرواية والتاريخ!

Posted: 13 Jun 2018 02:32 PM PDT

كتب إليّ بعض الأصدقاء يطالبونني أن أكتب عما حصل في مدينة نابولي، وعن مقاطعتي لبرنامج مؤتمر الرواية والتاريخ الذي عقد هناك مؤخراً. كثير منهم يريدون معرفة الطريقة التي يمكن أن نتجنب فيها الوقوع في مستنقع التطبيع، الذي قد يكون فخّاً مدبّراً، أو مصادفة مدبَّرة، أو سعياً مُعلناً لذلك، أو بين هذا وذاك!
تجربتي في مجال الاصطدام مع فعاليات يعمل بعضها في الخفاء وبعضها في العلن بكل الوسائل من أجل التطبيع، طويلة، وقد علّمتني التجارب أن أسأل دائماً عن أسماء المشاركين في هذا المؤتمر أو ذاك. وفي بعض الأحيان جاء بعض منظّمي هذه المهرجانات إلى عمّان خصيصاً، لإقناعي بالعدول عن موقفي، للمشاركة. بعض المهرجانات الأوروبية، لم تعد تدعوني إليها، أبداً، منذ أكثر من عشرين عاماً، وكذلك بعض البلدان، إلا إذا جاءت الدعوة من جهة عربية، أو مُناصرة للقضايا العربية.
قبل أكثر من عشر سنوات، في مهرجان فوندامنتا في مدينة فينيسيا سألني أحد الحضور خلال أمسيتي الشعرية: ما وجه الشبه بين الشعر الفلسطيني والشعر الإسرائيلي؟!
لست أدري ما هي الإجابة التي كان يتوقّعها منّي في ذلك اللقاء الكبير.
التفتُّ إلى الصديق الراحل جمال الغيطاني في الصف الأول، وجدته متحفّزاً لسماع الإجابة. وأخيراً أجبت باختصار: الشاعر الإسرائيلي يكتب شعره عن البيت الذي أخذه مني وأنا أكتب شعري عن بيتي الذي سأعود إليه.
لا أريد مواصلة سرد حكايات المهرجانات التي تحرص على أن تدعو كتّاباً وأكاديميين إسرائيليين للمشاركة في نشاطاتها، لأنها كثيرة فعلاً، وقد ثبت لي أن المقاطعة أمر ضروري ومُجْدٍ أيضاً، وفي بعض حالات صحوة الضمير، اعتذر منظمو مهرجان أو مؤتمر ما، لأنهم لم يدركوا، من قبل، وجهة نظرنا، كما حدث في معرض تورينو للكتاب، حينما دعاني، وتبين لي في ما بعد أن ضيف (الشرف!) هو الكيان الصهيوني بمناسبة مرور ستين عاماً على قيامه!
رسالة الاعتذار عن المشاركة، التي كتبتها ونُشرت مترجمة في الصحف الإيطالية وصحف أخرى، منها العربية، وكذلك النشاطات المضادة للمعرض، تصاعدت لتغدو مقاطعات عربية ودولية من قبل الكتّاب المدعوين، وتُوِّجتْ بمظاهرات دفعت، أولمرت، رئيس الوزراء الصهيوني حينها إلى التسلل من الأبواب الخلفية للمعرض هرباً من سخط الناس.
توقعتُ أيامها أنني لن أُدعى للمعرض ثانية، لكن المفاجأة أن دعوة وصلتني في العام التالي، وكانت مصر هي ضيفة الشرف. أما المفاجأة الأكبر بالنسبة لي، فهي أن مدير المعرض حضر أمسيتي، وأعلن قبل بدايتها أنه يعتذر لي، لأنني كنت على حق في موقفي المُقاطع! وبالطبع كانت الحرب التي شنّها الجيش الصهيوني على غزة، مباشرة بعد دورة المعرض تلك، هي السبب، والبرهان الجديد على كيان فاشي يحرص باستمرار على تغذية رصيده في مجال المذابح والقتل المستمر.
في مؤتمر نابولي، لم يخطر ببالي، أن تكون هناك مشاركات إسرائيلية، فالجهة الداعية لا غبار عليها أبداً، والأسماء التي جاءت في كتاب الدعوة المكوّن من صفحتين، من أفضل الأسماء وأرقاها.
هكذا ذهبتُ بفرح للمهرجان الذي سأتحدّث فيه عن تجربتي في كتابة الرواية التاريخية كما احتضنتها روايات الملهاة الفلسطينية، وكان اللقاء خارج مبنى الجامعة، الذي تعقد فيه الجلسات البحثية.
اقتربتْ مني، بعد الافتتاح، إحدى المشاركات وحدثتْني بالعربية عن تدريسها لرواياتي في الجامعة، ومحبة طلبتها لرواياتي، والأبحاث التي قدموها حولها.
كان من الطبيعي أن يكون سؤالي: أي جامعة؟
أجابت: بار إيلان! (هي جامعة تضمّ، إلى جانب برنامج دراسات الأدب العربي، برنامجاً خاصاً للجنود والضباط الصهاينة، ولتأهيل المهاجرين الجدد عقائدياً، وتساهم، مثل سواها من الجامعات الصهيونية، في تطوير الأدوات العسكرية ووسائل قمع المتظاهرين والسجناء الفلسطينيين، وغير ذلك.)
ابتعدتُ مصعوقاً.
أحد الأصدقاء المشاركين طلب مني في تلك اللحظة أن التقط صورة معه. لم أستطع أن أقول له: لا، رغم حنقي بسبب المفاجأة غير المتوقّعة.
حين رأتنا المشاركة الإسرائيلية نلتقط صورة، تبعتني مع إسرائيلي آخر يرافقها: هل يمكن أن نلتقط معاً صورة مشتركة!
- طبعاً لا. أجبت.
- إنها صورة شخصية!
- ليس بيننا شيء شخصي، أجبت.
فوجئتُ في ما بعد، وكما جاء في رسالتي لإدارة المؤتمر أن كثيراً من المشاركين لا يعرفون بوجودها، وحين جاء المشرفون لإقناعي بالعدول عن موقفي، بحجة أن مشاركتي هي المشاركة الأدبية الوحيدة، خارج إطار الدراسات، رفضتُ.
وهنا يمكن أن نصل إلى مسألة تتعلق بآراء بعض الناس الذين يرون أن من واجب الكاتب العربي ألا ينسحب، وأن يواجه، لكن الحقيقة التي بتّ أعرفها أن ليس هنالك من يعترض على أن تواجه، وتناقِش، وأن تقول كل ما في قلبك! ففي واقع أوروبي يكون ذلك في إطار حقّ (حرية التعبير!) المهم أن تكون قابلاً بالوجود، مع هذا العدوّ، تحت سقف واحد، في مؤتمر واحد، وفي موضوع واحد، وهو للسخرية، كان هذه المرة هو الرواية والتاريخ!
أي تاريخ إذاً، ذلك الذي سنناقشه بأعصاب باردة، وعلميّة محايدة، ونُقلِّب وجوهَ فنيةِ كتابته روائياً، إذا كان هذا التاريخ متعلّقاً بفلسطين، وإذا كان القادم لمناقشته، هو الذي يسكن بيت الفلسطيني، ويتأمل تاريخ الكتابة الفلسطينية من شرفةٍ مسروقةٍ من الفلسطيني، وهو يستمتع بصوت بحر مسروق، وزرقة سماء مسروقة أيضاً.
كل مشاركة من هذا النوع هي قبول بهذه السخرية الدامية من عذابات شعب اقتلع من أرضه، ولذا لا يمكن للمرء أن يسمح بتمريرها، فمن يريد مناقشة الرواية والتاريخ عليه أن يكون أولاً ضد تزوير التاريخ وسرقته، وسرقة ما تحته من أرض وما فوقه من فضاء، وباختصار: ألا يقبل العيش في ذلك البيت المسروق، أن يكون خارج ذلك الكيان أولاً، وقبل كل شيء، لكي أصدق فعلاً، أنه لا يزوّر التاريخ.

تزوير التاريخ في مؤتمر الرواية والتاريخ!

إبراهيم نصر الله

«الأردن فلسطيني» فكر صهيوني يتبناه المحنطون… في بلاط الولي الفقيه … والحوثي هاشمي يسخر من الرسول!

Posted: 13 Jun 2018 02:32 PM PDT

ليس المطلوب أن نكون محمديين لكي نغضب حين يستفزنا خطاب عصاباتي مارق، يتهم فيه الرسول بالخروج من بيته لإثارة المشاكل، وهو يضحك بسخرية بلهاء، على رجل غيّر الدنيا، ليس لأنه (مشكلجي)، كما يحاول أن يظهره، بل لأنه المشكلة لكل جاهل وعنصري وطائفي، وهناك فرق، لا يمكن لمن يحمل في «طابْته» الدماغية «عقل بورعي» أن يدركه!
المؤلم، في الأمر هو أن يحوّل الإعلام الرخيص هذا الحاقد، إلى بطل مقاوم من نسل بني هاشم، متناسيا أن أبا جهل قرشي كابن عبد الله، وأن لكل عائلة مصرفها، وأن «الجذمي الذي يركب حمارا» على رأي المثل اليمني، لا يمكنه أن يقود سوى من يتقنون النهيق في حظيرة الماشية!
«للكلاب النائمة أن ترقد بسلام» إذن، ما دام العربان يعملون بمبدأ «إن ماتت أختك انستر عرضك»، وهم يشيعون جناتهم الضائعة، إلى مثواها الأخير: مقابر الغزاة أو مخادع الزناة!

كيم راح: «اللي بعدو»!

أمه راقصة، زوجته مغنية، وهو سكير من طراز الدببة، التي تمثل أسطورة الخلق في الثقافة الكورية، دكتاتور مدلع حاله، كما تعرض لك قناة المجلة الالكترونية، شعبه مكدس في كانتونات رديئة، وهو صرّيف محترف، ينفق الملايين على يخوته، ونسائه وحفلاته، غامض وخطير، خاصة في علاقاته العائلية، وقوانين عقوباته الغريبة، التي تثير شهية المخيلة والخرافة، فتستدعي الطيور الجارحة وقطط الشوارع الضارية وسدنة مملكة الظلام، وغيرها من الدعايات المجانية التي تبرع الثرثرات الشعبية بأسطرتها، ليتحول كيم جونغ أون، إلى سفاح مؤله، يحيلك إلى نماذج تاريخية سباقة في فن الموت، وهنا تكمن خفة الصورلوجيا، أو علم الصورة، التي يلتقطها ترامب، ليضعها في برواز أمريكي، مع بعض التعديلات المستوحاة من إمام مسلم: «الصبر على سلطان جائر يجنب الأمة إراقة الدماء وتأجيج الفساد وفتنة السفهاء»، وهي صحوة موت عند عربان، اعتادوا تبديل البنادق، تماما على طريقة تقليب المضاجع؟
السفاح الكوري، الذي نفخه بعض الإعلاميين العرب، ليحوله إلى فقاعة فضائية، قام ترامب بتنفيسه في سنغافورة، بريشةِ مِحبرة، ولا بد أن «كيم» كان يضحك في عبّه عليهم حين رأوا فيه مهديا فاتحا لمكة والقدس، ومثله سيفعل روحاني، وغيره، لما يتعلق الأمر بالمصالح الاستراتيجية، وضمانات الحفاظ على الحكم، ومهما حاول الإيرانيون أن يلعبوا دور الناصحين للزعيم الكوري، فإنهم لن يقنعوا سوى الجهلاء – بندمهم على الوثوق في أمريكا، لأنهم ليسوا نادمين، بقدر ما هم مغتاظون، وما أن تتاح لهم الفرصة مجددا، لن يتوانوا عن مصافحة ترامب، وبيع العرب ألف مرة ومرة لأمريكا وأخواتها، فهل تحزن على داوود أم على مزاميره!
ترامب يعمل بمبدأ «اللي بعدو»، والدور على من يا ترى؟! أكيد مش على العرب!! لأن ترامب لا يصافح هؤلاء ولا يصفح عنهم، بل هو إما يراقصهم وإما يحلبهم وإما يحرقصهم، يتلاعب بأمنهم ولا يأمنهم، مقهقها في عِبِّهِ: (عقربتين على حيط ولا خيمتين في بيت)!

كابوس الملفات المرعبة!

كان يحلم «عوديد يينون» في خطته التي نشرتها مجلة «اتجاهات الصهيونية»، في الثمانينيات، بأردن فلسطيني، ومتشظ على الطريقة اللبنانية، معتمدا على مبدأين أساسيين: تحويل الصهيونية إلى امبريالية عالمية، وتقسيم الشرق الأوسط عرقيا وطائفيا، حتى لتصبح الدول القائمة على أساس طائفي بمثابة أقمار صناعية للعدو، بما يتماهى مع منشور مشابه بعنوان: الإرهاب المقدس لإسرائيل، ومن يعود إلى وثيقة كيفونيم التي نشرت عام 1982 يرى «الفرص بعيدة المدى»، التي ستنزع فلسطين عن فلسطين، معولة على ردتي فعل يتيمتين للعرب: التشكيك أو الصدمة!
يرى المحللون الإسرائيليون، أن الحرب العالمية المدمرة، لم تحن بعد، وأن ما مر به العالم من صراع مسلح لم يكن سوى فترة راحة، تبدو بها الحروب مجرد لعب أطفال مقارنة مع ما ستكون عليه، بما أن عقيدة الروس تدعو لاحتلال الشرق من أجل السيطرة على ثرواته، مع (الإيمان التام بأن الحرب هي استمرار السياسة بالوسائل النووية)، فما الذي لم يحدث بعد في سوريا؟!
من الواضح تماما أن التدمير الذاتي الذي نشهده اليوم، هو حاصل خطة يينون تلك، التي ستمتد قريبا حتى تشمل المغرب العربي، الذي يضطرم فيه الصراع على الصحراء الإسبانية – حسب تعبيره!
المشكلة أن نشر هذه المواد، كان يثير مخاوف الاستخبارات الصهيونية، في تلك الأيام، فكشف النوايا يعني بالضرورة، أخذ الاحتياطات التي تعيق الخطط، وهو طبعا ما لم يحدث، لأنه سرعان ما تبددت المخاوف أمام جهل العربي، وضعف قدرته التحليلية والتفصيلية للفكر اليهودي، واكتفائه بالاعتقاد الأسطوري الذي غالبا ما يجد من يستخف به من جهات لا تقل جهلا عنه، طالما أنها تستعلي على الأسطورة والمعلومة في آن، أما عن القارئ الغربي، فإن المشروع الاستعماري اليهودي، لا يبطل معارضته الناعمة والخفيفة، التي تضمر تأليها لإسرائيل أكثر من الإسرائيليين أنفسهم، بالتالي فإن النشر ضرورة استراتيجية وأمنية أيضا!

الشيعة يختطفون العروبة من مكة إلى تركيا!

معلش أيها المشاهد، هذه الفقرة للأغبياء فقط، لو سمحت، فصعود الخميني، كان مصلحة إسرائيلية باعتراف يينون نفسه، لأنه شكل التهديد الوجودي للعراق الذي يضم شيعة رأوا فيه زعيما روحيا ينتمون إليه أكثر من انتمائهم لوطنهم، أما دول الخليج العربي، حسب تعبيره، فكلها قائمة فوق بيت من الرمال، تحكمه أقلية سنية، وتسكنه أغلبية شيعية، لا تعترف بأنظمتها، حتى اليمن الجنوبي الماركسي، مدجج بالخمينيين، في حين أن الإيرانيين، نصفهم فارسيون، والنصف الآخر أتراك، وأما تركيا فهي خليط من الأكراد والشيعة والعلويين، وثلث الأفغانيين شيعة، وباكستان معقل لخمينيين آخرين، تجد لهم امتدادا في الشمال الأفريقي، الذي سيعمه التأزم الاقتصادي والانحلال عداك عن المخدرات والدعارة والشذوذ، والتمزق على الطريقة السودانية والصومالية، فماذا عن السعودية؟
طبعا هذا التخطيط يثير الأحقاد الطائفية، بدل أن يثير النقمة على الصهاينة، تماما كما يحدث حين يتعلق الأمر بنظرية الوطن البديل، خاصة وأنت تقرأ إصرار عوديد على أن الأردن فلسطيني، تحكمه أقليه بدوية، وللأسف تجد من العرب من يكرر هذا الفكر الصهيوني ويعممه، عن سابق إصرار وتعمد – من عبدة إيران المحنطين في بلاط الولي الفقيه – اليد الوسطى للصهاينة!

دول مفلسة!

يخترع «يينون» دولا مفلسة، تضم أقلية غنية، كما في السعودية، التي تراكم المال لتتمتع به نخبة معينة، تفتقر إلى الثقة في النفس والدعم، بينما يتضخم الفقر بين الفئات الأخرى، وأما الجيش – كما يرى حبايب المطبعين – فلا وازع دفاعي لديه للذود عن فئته الحاكمة، التي ستتنازع في ما بينها على السلطة، وهو ما يدفع الكاتب للاعتراف بالخطأ الجسيم الذي ارتكبه الصهاينة في اليوم التالي لحرب الأيام الستة، حيث لم ينجحوا بتحييد القضية الفلسطينية، فخسروا السوق المفتوحة مع العرب، ولكنهم كما ترون اليوم، تداركوا الخطأ، بالتطبيع، والتمييع، الذي يستعيد سيناء كاحتياط استيراتيجي لإسرائيل، يحول مصر إلى جثة، يمكن إعادتها إلى ما قبل 67 خلال يوم واحد فقط، ثم كسرها إقليميا من خلال مناطق جغرافية، تنقسم بين سنة و أقباط في الصعيد، وهذه حلحلة عرقية على الطريقة العراقية التي برهنت أن العراق مكفول مرشح لأهداف إسرائيل بسبب الولاءات الشيعية لإيران، أما ما نراه الآن في سوريا، فهو تماما كما خطط له هذا الصهيوني: دولة علوية شيعية على الساحل، وسنية في حلب ثم درزية، وكردية، بما يساهم في تشتيت العرب وإعادة توازنهــم الديمـغرافي، فـماذا بعد؟
على رأي المغرد الالكتروني «كرباج»: باقي ثلاثة أيام وننتهي من الدعاء على المشركين والكفار والصهاينة، وبعدها نسافر عندهم لنقضي العيد بين أقدامهم» … وسلامتكم!

كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

7gaz

«الأردن فلسطيني» فكر صهيوني يتبناه المحنطون… في بلاط الولي الفقيه … والحوثي هاشمي يسخر من الرسول!

لينا أبو بكر

لم تحدث المفاجأة!

Posted: 13 Jun 2018 02:32 PM PDT

كما كان مقررا ومتوقعا ومخططا له، خسر المغرب رهان تنظيم مونديال 2026 لصالح ملف الثلاثي (أمريكا والمكسيك وكندا) وعرفنا الأجوبة على كل التساؤلات التي طرحناها خلال الاسابيع الماضية بخصوص القبول التقني لملف ترشيح المغرب من طرف اللجنة الخاصة التي شكلتها الفيفا.
لم تحدث المفاجأة التي كنا نأملها ولم نكن نتوقعها بالنظر لكل المعطيات السياسية والاقتصادية والتقنية التي كنا نعرفها وتأكدنا منها بعد قرار مجلس الفيفا الذي كان في صالح الملف المشترك لبلدان أمريكا الشمالية بـ134 مقابل 65 صوتا.
مجلس الفيفا منح أصواته لملف أمريكا الشمالية، والولايات المتحدة هي التي قررت بكل الوسائل الممكنة، في وقت تراجع عن دعم المغرب الكثير من العرب والأفارقة خوفا من عقوبات ترامب الذي هدد وتوعد بقطع المساعدات على كل من لا يصوت لملف بلاده في سابقة تاريخية يقوم فيها رئيس دولة بالتدخل بشكل علني مفضوح في قلب الموازين كما كان منتظرا. قد يقول البعض أن نجاح ملف الثلاثي الذي تقوده أمريكا هو منطقي لأنه يتوفر على كل الشروط المطلوبة لتنظيم مونديال بـ48 منتخبا بقيادة قوة عظمى أعطت ضمانات سياسية واقتصادية ومالية وفنية وتقنية، ووعدت بعائدات تفوق 16 مليار دولار سيكون نصيب الفيفا منها أحد عشر مليارا على حساب بلد كان سيتوجه الى الاستدانة لتوفير عشرين مليار دولار لاستكمال بناء الملاعب والمرافق، وبلد لم يكن لديه وسائل تهديد ووعيد ولا وسائل اغراء لكل أعضاء مجلس الفيفا، وهو أمر يبدو أنه جنب هيئة إنفانتينو متاعب كان سيتعرض لها لو صوت للملف المغربي!
قد يقول البعض الآخر أن فشل المغرب للمرة الخامسة في الحصول على شرف تنظيم المونديال هو أيضا فشل منطقي ومنتظر رغم توفره على الحد الأدنى من الشروط التقنية المطلوبة، مثلما أكدته لجنة التقييم الأسبوع الماضي والتي تبين أن قبول ملف المغرب ما هو إلا مجرد تمويه من الفيفا الذي كان متأكداً من فوز الثلاثي، وتبين بأن عهد الشفافية لم يحن وقته بعد، سواء كان التصويت لأعضاء المكتب التنفيذي كما عهدناه قبل اليوم، أو لأعضاء مجلس الفيفا مثلما صار عليه الحال بدون أن تتغير النتيجة في المحصلة!
التصويت السري الإلكتروني لم يشفع للمغرب لأن الفيفا وأمريكا كانتا ستعرفان من صوت لمن، وكان سيفضح أمر المقتنعين والمترددين والمتخوفين من أعضاء مجلس الفيفا الذين خضعوا بالتأكيد لتوجيهات حكوماتهم التي هددها وتوعدها سفراء ترامب في الكثير من الدول الافريقية والعربية التي غلبت مصالحها على مشاعرها وانتماءاتها. بين هؤلاء وأولئك لا أحد يتغاضى بالمقابل عن فشل مغربي في الإقناع وفشل مغربي في حشد التأييد الإفريقي والعربي الذي كان يمكن أن يمنحها 107 أصوات اذا اضفنا إليها الاتحادات الأوروبية التي أعلنت منذ زمن دعمها للملف المغربي، ولا أحد كان سيتحمل تبعات خسارة ترامب للرهان ومدى تأثيرها على الفيفا أولا، ثم على البلدان الافريقية المغلوبة على أمرها، رغم سخاء المغرب واستثماراته الدبلوماسية والتجارية في العديد من الدول الافريقية منذ مدة، وفي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم التي صار رئيسها يأتمر بأوامر السيد فوزي لقجح رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم.
السؤال المطروح اليوم بعد هذا الإخفاق، هل سيعاود المغرب الكرة ويترشح لاحتضان مونديال 2030 بعدما حطم الرقم القياسي في الترشح، أم أنه ضيع آخر فرصة له خاصة بعد إعلان ترشح الثلاثي الأرجنتين وباراغواي وأوروغواي وهو الموعد الذي سيصادف الذكرى المئوية لأول مونديال احتضنه أوروغواي سنة 1930؟ هل بقي للمغاربة نفس يسمح لهم بمواجهة ملف ثلاثي أمريكا الجنوبية هذه المرة، وربما ملف الصين عن قارة أسيا وإنكلترا عن أوروبا وحتى أستراليا التي قد تترشح بدورها وتخلط كل الأوراق باعتبارها القارة الوحيدة التي لم تنظم المونديال؟ في انتظار معرفة ذلك وبعدما تعرفنا على منظم مونديال 2026، بقي لنا أن نعرف المتوج بكأس العالم 2018 بعد شهر من الآن إثر مونديال ينظم لأول مرة في أوروبا الشرقية قبل أول مونديال في الشرق الأوسط بعد أربع سنوات من الآن. الكل يتساءل عن خليفة ألمانيا وعما سيفعله ميسي ورونالدو ونيمار، وما ستفعله المنتخبات العربية التي ستشارك لأول مرة بأربعة منتخبات، ثلاثة منها تمثل أيضا القارة السمراء برفقة نيجيريا والسنغال. هل سيستمر التداول على التتويج بين أوروبا وأمريكا الجنوبية أم أن موعد المفاجأة الكبرى قد حان وسيكون مونديال إنكلترا وبلجيكا والبرتغال؟

إعلامي جزائري

لم تحدث المفاجأة!

حفيظ دراجي

دلالات تعيين نجل المناضل منيف الرزاز رئيساً لوزراء الأردن؟… شغف في انتظار «ولادة الطاقم»

Posted: 13 Jun 2018 02:31 PM PDT

عمان- «القدس العربي» : يبدو أن المفاجأة عندما يتعلق الأمر بتشكيلة الطاقم الوزاري الأردني الجديدة ستكون كبيرة، لكن لا أحد يعلم بأي اتجاه بعد.
رئيس الوزراء المكلف الدكتور عمر الرزاز وحتى مساء الأربعاء لم يعلن عن تشكيلة حكومته، الأمر الذي يؤسس لإنتاج احتمالات من بينها مقاومته لضغوط كلاسيكية أو رغبته كما يسر لأصدقاء له بإنجاز «الصدمة الأولى» وعبر التشكيل الوزاري وبصيغة تدفع بالإعلان عنها إما صباح الخميس أو في فترة ما بعد عطلة العيد. وهي صدمة سياسية بامتياز يفترض اذا ما تم تمكين الرزاز منها ان تطيح ايضاً بالسياق الكلاسيكي المألوف في تشكيل الحكومات.
وهو يطمح طبعا بذلك ويعتقد بأن مثل هذه الصدمة لا تخدم فقط الدولة ولا تجربته المثيرة جداً للجدل والنقاش بقدر ما تدفع كل الاطراف للترحيب بالطاقم الوزاري وبالقدر نفسه الذي رحبت به المناخات الاجتماعية.
الرزاز هو ابن المناضل البعثي العربي الكبير منيف الرزاز وهو سجين سياسي سابق في الأردن. تلك إشارة في غاية الأهمية لا بد من قراءتها بتعمق وبصورة تدعو إلى دعم التجديد والتغيير والاصلاح في الأردن لتحصين ثوابت الدولة حسب تقييم الخبير والوزير السابق والمثقف الدكتور طالب الرفاعي.
وفي كل حال الهوية الثقافية للرزاز والبعد العائلي اوراق مفيدة في التحليل لكنها لا تكفيه لمواجهة الواقع الموضوعي المعقد حيث طاقم وزاري سيولد بصعوبة بالغة وبعد اشتعال نقاشات من كل الاصناف خلف الستارة ووراء الكواليس. المولود يفترض ان يفاجئ الجميع اذا ما حصلت عملية الولادة اليوم الخميس لكن ما هو قيد التوقع والجدل شكل وهوية ورسائل وبنية وصحة هذا المولود المنتظر.

ثلاث مهمات

حتى الآن ينجح الرزاز في ثلاث مهمات اساسية لها علاقة بسيناريو بناء حكومة كما يؤمن هو به. التكتم الشديد وضبط التسريبات هي المهمة الأولى التي نجح فيها الرجل ونتجت في الواقع كما توثقت «القدس العربي» من انه يجري اتصالات ومقابلات في مكتب خاص لأحد اصدقائه المقربين واقام غرفة عمليات متنقلة لها علاقة بالتشاور وهو أمر مرحب به منطقياً عندما يتعلق الامر بخلوات ودردشات نوعية تحت عنوان إعادة بناء هيكل حكومي. لكنه أسلوب لا يرضي بالضرورة مؤسسات شريكة بالعادة أو لا يثير حساسيتها.
المهمة الثانية التي يبدو أنه ينجح ايضاً فيها حتى الآن تلك المتعلقة بوضع معايير لكل وزارة قبل اختيار الوزير ثم الاندفاع في التعاطي مع التوازنات على أساس هذه الديناميكية وعلى اساس ان حصة المؤسسات الشريكة الاعتيادية من الحقائب الوزارية وحصة حتى البنية العشائرية والمناطقية يفترض ان تتقرر بعد ترسيم مواصفات الوزارة وليس الوزير.
سبق للرزاز اصلاً أن قدم قبل سنوات للقصر الملكي وصفات علمية مكتوبة لها علاقة باختيار أصحاب الوظائف العليا وبالتالي يمكن توقع أن الرجل يحاول تطبيق هذه المعايير على حكومته قدر الامكان.
في المهمة الثالثة يظهر الرزاز بعض العناد ليس تجاه أفكار لها علاقة بملامح وخارطة فريقه الوزاري. لكن تجاه محاولة فرض أسماء محددة عليه لأنه يبحث عن الموازنة ما بين إيمانه بطاقم على مستوى خطابه وذهنيته شخصياً وتلك الاعتبارات الاجتماعية والسياسية والامنية.
يتحدث الرزاز عن حاجته لسياسيين في الحكومة وعن تقليل عدد حقائب التكنوقراط حتى يضمن وجود محاورين ومفاوضين بمهارات رفيعة.

حصة التكنوقراط

الخلاف مع مؤسسات شريكة على نوعية وهوية هؤلاء السياسيين لأن عدد الذين يمكن أن يقبلوا اصلاً اللعب مع الرزاز قد يكون محدوداً للغاية ولأن كثرة الحديث عن مدنية الدولة والتيار المدني تثير في بعض المفاصل مخاوف وهلع مراكز الثقل المحافظ في الدولة.
بكل حال من الطبيعي ان يهتم الرزاز بتفاضل عددي لصالحه شخصياً في مجلس الوزراء عبر تسريب اكبر عدد ممكن من المحسوبين عليه شخصياً حتى يتجنب المكائد البيروقراطية المألوفة وعدم حصول انقلابات عليه داخل المجلس.
التكنوقراط أيضاً لهم حصة ومنتدى السياسات الاقتصادية الذي يرعى الرزاز له حصة وينبغي توفير وزارة او اثنتين على الاقل لليساريين وللنشطاء الذين ألهبوا المناخ في الدوار الرابع وقدموا رئاسة الحكومة على طبق من ذهب للرزاز. لذلك كل الكتمان والتعتيم على الاسماء دخل إلى مراحل حساسة مبكراً في تجربة الرجل.
ولذلك أيضاً بدأت تتسرب بعض الأسماء والمواصفات وبعض المعطيات عن خلافات الرزاز مع مراكز ثقل اخرى يمكن ان يكون لها رأي مختلف في الأسم والموقع.
على صعيد الأسماء من المرجح أن ضغطاً ما يحصل لكي يلتحق رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات الدكتور خالد الكلالدة بالوزارة وفي موقع متقدم.
ومن الواضح ان الكلالدة يفضل الإفلات من موقع وزير كما فعل عندما حاول استقطابه الملقي معتبراً ان المحطة التالية في مسيرته الصاخبة من معارض وحراكي ومتظاهر في الشارع إلى قمة السلطة ينبغي ان تكون رئاسة الديوان الملكي وليس وزارة في حكومة.
في كل حال لا يمكن توقع نتائج المشاورات الخاصة بالكلالدة لكن من المرجح ان وزير الخارجية ايمن الصفدي يقفز وبقوة ودون اعتراضات نحو البقاء في موقعه وهو خيار قد يشمل على الاقل وزيرين في الحكومة السابقة هما سمير المبيضين في الداخلية وخالد حنيفات في الزراعة.
المحاولات أيضاً مستمرة للضغط على الرزاز حتى يبقي وليد المصري وزيرًا لبلديات وثمة اشكال في عدم وجود بديل عن الوزير علي الغزاوي في الوزارة التي يعتبرها الرزاز في العادة الأهم وهي وزارة العمل.
فرصة بقاء الدكتور عماد الفاخوري وزيراً للتخطيط من ابرز نقاط التجاذب حتى مساء الاربعاء وما يؤرق الرزاز أكثر من مسألة اخرى هي جزئية هوية وزير المالية حيث يبدو ان التفاهم لم يحصل مع الدكتور ابراهيم سيف وزير الطاقة الأسبق لكي يلتحق بمسيرة التشكيل وسط معلومات تردد بأن سيف اعتذر عن العمل مع صديقه الرزاز وغادر البلاد أيضاً وهو ما فعله ابرز وزير تأزيم في الحكومة السابقة وهو الدكتور جعفر حسان الذي سافر فوراً بعد الاستقالة.
تبدو بعض الجهات مهتمة في ضم تجربة مدنية من وزن صخر دودين إلى الفريق ومن الأسماء التي تتردد ويمكن ان تشكل اضافة وطنية كبيرة على الطاقة السياسية النائب السابق والشخصية القانونية الرفيعة مبارك أبو يامين.
قد يلجأ الرزاز لياسين الخياط في وزارة البيئة ولا يبدو متحمساً جداً لاختيار الصحافية جمانة غنيمات لوزارة الاعلام بعدما تلقت اتصالاً هاتفياً واحداً فقط حتى مساء الثلاثاء وثمة من يتحدث عن أحد أعمدة البنك المركزي لوزارة المالية.
في كل حال تبقى تلك مجرد أسماء قابلة للتعديل في اللحظة الاخيرة لأنها قيد التسويات الباطنية المكتومة في المسافة التي تتراوح بين ما يريده رئيس الحكومة وما يمكنه قبوله من إملاءات.

دلالات تعيين نجل المناضل منيف الرزاز رئيساً لوزراء الأردن؟… شغف في انتظار «ولادة الطاقم»
يخطط لـ «صدمة» إيجابية… وبورصة أسماء محتملة وتجاذبات حول أخرى
بسام البدارين

ما حقيقة تراجع دور طهران في سوريا وجدية سحب الميليشيات الطائفية؟

Posted: 13 Jun 2018 02:31 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: لمّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تضاؤل حجم الخطر الإيراني مع ميل طهران إلى الانسحاب من سوريا واليمن في إشارة ضمنية إلى دورها في زعزعة الأمن في الشرق الأوسط، وذلك خلال تصريحات أدلى بها امس في مقابلة مع «فوكس نيوز»، إذ صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن إيران، باشرت بسحب رجالها من سوريا واليمن، منذ خروج الولايات المتحدة من «الاتفاق النووي الإيراني» معرباً عن تغير في سياسة طهـران وتحـويل أهدافهـا عن البحـر المتوسـط.
وقال ترامب في مقابلة مع «فوكس نيوز» إن إيران تغيرت ولا أظن أن الإيرانيين ينظرون الآن نحو البحر المتوسط، نحو سوريا واليمن، لقد باشروا بسحب رجالهم من سوريا ومن اليمن. هذا أمر مختلف تماماً»، وذكر ان إيران تصرفت بشكل إيجابي بعد المشكلة النووية، مشيراً إلى «أن إيران، لم تعد تلك الدولة التي كانت قبل 3-4 أشهر، حينذاك كانت أكثر جرأة».
تزامناً، أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني عن الأمل في أن يتمكن النظام السوري وما وصفها بالقوات الحليفة والرديفة من القضاء على «الإرهاب» بشكل نهائي، مؤكداً خلال اتصال هاتفي امس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجود المستشارين الإيرانيين في سوريا، والذي جاء حسب روحاني «بطلب من حكومتها من أجل مكافحة الإرهاب منتقداً إرسال بعض الدول بشكل غير شرعي قوات إلى سوريا بدون التنسيق مع الحكومة السورية».

الجنوب السوري

أمام هذه التصريحات قال الباحث في العلاقات الدولية د.باسل الحاج جاسم أن الشيء المعروف والمؤكد أن إيران موجودة في سوريا، وهو شيء لا تنكره طهران، بل على العكس تؤكد هذا الحضور وشرعيته، لكن بمتابعة بوصلة الأهداف الإسرائيلية داخل الاراضي السورية، يمكن معرفة حقيقة وجدية تصريحات ترامب.
وأكد أن الإسرائيليين رفضوا وجود إيراني على حدودهم وحتى عمق معين، ودار الحديث عن اتفاق روسي ـ إسرائيلي على ذلك، وهو ما يسمح بموافقة تل أبيب على عودة سيطرة قوات النظام على الحدود في حال إبعاد إيران ومن يتبع لها. لكن الاهم من كل ذلك ما قيل حول اتفاق إيراني – إسرائيلي في سوريا لم تتكشف بعد حقيقته او إذا حصلت تفاصيله، حيث أشار الحاج جاسم إلى ان هذا الاتفاق إن تحقق فعلاً عندها ستكون هناك حسابات اخرى على الأصعدة كافة.
مضيفاً «لا نعرف اذا كان هناك اتفاق ام لا بعد.. لكن تحدثت مصادر عدة عن اجتماع إيراني – إسرائيلي في عمان قبل أسبوع تقريباً». ويشير الخبراء إلى ان ما يحصل في الجنوب السوري محكوم عليه بالإرادة الإسرائيلية والأمريكية، إذ تأتي أهمية هذه المنطقة من الاندفاع الروسي لإخراج ميليشيات إيران منها في ظل ظهور تمسك هذه الميليشيات بوجودها هناك.
علاوة على الملف الاقتصادي والبوابة الحدودية مع الأردن الذي تأذى اقتصادياً من إغلاق هذا المعبر، حيث يعتبر من اهم المعابر الحيوية التي تربطه مع دول الجوار، وكانت هناك مساعٍ أردنية لفتح المعبر وإيجاد توليفة إما من النظام او المعارضة او تشكيل ادارة مستقلة تتقاسم من خلالها الاطراف ريع المعبر.

صفيح ساخن

فالجنوب السوري في رأي الباحث في العلاقات التركية – الروسية هو أمام خيارين، فإما سيناريو الغوطة «مع بعض التعديلات الأمريكية – الإسرائيلية» أو سيناريو الشمال بتدخل طرف ما عسكرياً بشكل مباشر أو عبر نشر نقاط مراقبة.
مضيفاً ان اتفاق خفض التصعيد «الروسي – الأمريكي – الأردني» تم توقيعه بشكل منفرد بعيداً عن طاولة محادثات «أستانة»، «وبالتأكيد فإن الهواجس الإسرائيلية لم تكن غائبة عن أذهان الأطراف الأخرى، وهو ما يشير إلى رغبة أمريكية بتمييز الجنوب عن باقي المناطق السورية، ولكن ما قيل إنها رغبة أمريكية بتعديل الاتفاق قد توحي بتغيير ما، ستتضح ملامحه لاحقاً، لاسيما في ظل الحديث عن موافقة إسرائيلية بتواجد قوات النظام على الحدود مع إبعاد إيران وميليشياتها عن الحدود ولمسافة معينة».
وألقت فصائل الجيش الحر، منشورات ورقية على مناطق سيطرة قوات النظام في مدينة درعا تحت اسم «نداء إلى عناصر جيش الأسد» وكتب على القصاصات الورقية «سارعوا بالانشقاق وترك هذا النظام المجرم، فنحن ندافع لأجل أن يكون الوطن للجميع، وأنتم تدافعون عن عصابة مرتزقة تبطش وتنكل في أهلنا وأعراضنا».
ودعت المعارضة عبر رسائلها التي وصفت بـ « النداء الأخير من درعا.. لأننا سنضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث في ترابها الطاهر».
الرسائل الورقية التي ألقتها المعارضة عبر طائرات مسيرة جاءت رداً على تصرف مماثل لقوات النظام السوري، بيد أنه وبالرغم من تكثيف الحديث عن معركة في الجنوب لكن الامر يبدو بعيداً باستثناء المنطقة الشرقية إلى قد تشهد معارك في بعض الأطراف منها بهدف القضاء على «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «الدولة».
أما ان اشتعلت هناك حرب مفتوحة بين النظام والمعارضة فيرجح البعض ان تلك المنطقة بخصوصيتها لا تحتمل فوضى عسكرية ربما تعود بنتائجها الخطيرة على إسرائيل والأردن، إذ لا بد من ان الجنوب السوري ذاهب نحو تفاهمات تتدخل بها الدول الإقليمية.

ما حقيقة تراجع دور طهران في سوريا وجدية سحب الميليشيات الطائفية؟
في ظل الحديث عن اتفاق إيراني – إسرائيلي وتصريحات ترامب عن انسحاب إيراني
هبة محمد

أهداف تحالف «سائرون» و«الفتح»: إحياء «الكتلة الشيعية» وإقفال ملف «التزوير»

Posted: 13 Jun 2018 02:30 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي» : أدركت القوى السياسية الفاعلة في الساحة السياسية العراقية الشيّعية، والسنّية، والكردية، صعوبة تحقيق تحالف «موحّد» يضمها جميعاً، بسبب «تضارب المصالح» واتساع الهوّة بينهم، وقررت التوجه صوّب إحياء «التحالفات القديمة» المبنيّة على أسسٍ طائفية وقومية منذ عام 2003.
زعيما تحالفي «سائرون» مقتدى الصدر، و»الفتح» هادي العامري، أعلنا التحالف معاً وجمّع بقية القوى السياسية الشيعيّة تحت لواء «تحالف وطني جامع»، يذّكر بالتحالف الوطني «الشيعي» الذي ضم أكثر من 180 نائباً في الدورة البرلمانية الأخيرة.
خطوة إعادة إحياء «التحالف الوطني» ليتولى مهمة تحديد رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة المقبلة، لا تختلف عن التوجهين السنّي والكردي، اللذين يسعيان أيضاً لإعادة إنتاج «اتحاد القوى» الممثل السياسي للسنّة، و»التحالف الكردستاني» الكتلة السياسية الممثلة للأكراد في مجلس النواب العراقي.
المراقبون رجّحوا أن يكون الاتفاق بين التحالفات الثلاثة مرحليا لتشكيل الحكومة، لتعود الخلافات الجديدة ــ القديمة مرة أخرى إلى المشهد السياسي بعد ذلك.

دور العرّاب

الكتل السياسية أيقنت تورط «أغلبها» بعمليات التزوير التي رافقت العملية الانتخابية (جرت في 12 أيار/ مايو الماضي)، لذلك اتجهت إلى التحالف في ما بينها، وترضية «المعترضين البارزين» بمناصب في الحكومة المقبلة، حسب مصدر مطلّع على مجريات الحِراك التحالفي.
وأوضح المصدر لـ«القدس العربي»، أن «تدارك فضيحة التزوير يعدّ أبرز الأسباب التي دفعت البيت الشيعي للتفكير في الاندماج مجدداً بتحالف موحّد»، ملمّحاً إلى اتفاق يقضي «بعد وفرز يدوي جزئي للأصوات، تكون نتائجه مطابقة للنتائج المعلنة، بغيّة تجنب الحرج أمام الشعب والأمم المتحدة».
وعن ملامح «التحالف الشيعي» أضاف المصدر، وهو عضو في ائتلاف دولة «القانون»، بزعامة المالكي، أن «خطوة العامري بالتحالف مع الصدر أتت بتوجيه من المالكي ودعمه»، مبيناً أن «القرار جاء بأن يذهب العامري للصدر في النجف، فيما يتولى مهمة توحيد القوى الشيعية الأخرى الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي».
وبالتزامن مع زيارة العامري إلى مقر الصدر في النجف، أجرى الخزعلي لقاء مع زعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، المتحالف أساساً مع الصدر، ليتوجه بعدها للقاء المالكي. وفيما يستعد الخزعلي للقاء زعيم تحالف «النصر» رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في وقت لاحق، تمهيداً لانضمامه إلى «الكتلة الأكبر»، كشف المصدر عن «ترتيبات تُجرى للقاء مرتقب يجمع المالكي بالصدر».
ضبّط إيقاع التحركات داخل «البيت الشيعي» يأتي بتوجيه ومتابعة مباشرة من قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، الذي وصفه المصدر بأنه «العراب».
وأشار المصدر أيضاً، إلى إن العامري يعدّ الشخصية السياسية الشيعية المقربة من جميع الأطراف الأخرى، سواء داخل البيت الشيعي أم خارجه، فضلاً عن كونه يتمتع علاقات جيدة مع إيران.
وتابع: «العامري يمكن أن يلعب دورا كبيرا في خلق تقارب بين طهران وواشنطن في بغداد»، مبيناً أن «ذلك اتضح جلياً بعد استضافة العامري للسفير الأمريكي في بغداد، وعددا من سفراء البلدان الأخرى، على الإفطار في منزله مطلع حزيران/ يونيو الماضي». ووصف المصدر، وهو مرشح خاسر في الانتخابات الأخيرة، حظوظ العامري في تولي منصب رئيس الوزراء المقبل «كبيرة جداً»، مبيناً أن»في بادئ الأمر، كان المخطط أن يكون هناك تحالف يضم كلاً من الفتح والنصر ودولة القانون لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، وتم ترشيح حيدر العبادي، وهادي العامري، والقيادي في حزب الدعوة الإسلامية طارق نجم، ومستشار الأمن القومي، رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح«الفياض، لمنصب رئيس الوزراء».
ومضى قائلاً: «لكن بعد التوجه الجديد، المتمثل بإحياء التحالف الوطني، أصبحت الأغلبية للعامري».
المتحدث باسم تحالف «الفتح» أحمد الأسدي، علّق على التحالف بين العامري والصدر، بأن سيكون أساساً لتشكيل حكومة خدمة وطنية وانفتاح على جميع الكتل الفائزة.
الأسدي قال في بيان إن «الفتح وسائرون يعلنان تشكيل نواة الكتلة الأكبر، ويدعوان جميع الكتل الفائزة إلى المشاركة في هذا التحالف، وفق برنامج حكومي يتفق عليه، يكون مناسباً لمواجهة التحديات والأزمات والمشكلات التي يمر بها العراق في هذه المرحلة والمراحل المقبلة، وتبنى على أساسه حكومة الخدمة الوطنية، ويكون توفير الاحتياجات ومعالجة الأزمات والإشكالات التي تهم المواطن واحدة من أهم مقدمات هذه الحكومة».
وسبق للصدر، أن أكد، في مؤتمر صحافي جمعه مع العامري في النجف، أن «تحالف الفتح مع سائرون في الفضاء الوطني يحافظ على التحالف الثلاثي بين سائرون والحكمة والوطنية»، معلناً «تشكيل تحالف بين سائرون والفتح لتشكيل الكتلة الأكبر».

«خطوة إيجابية»

في المقابل، اعتبر الحزبان الكرديان الرئيسان (الديمقراطي الكردستاني- بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني)، الثلاثاء، إعلان تشكيل تحالف بين «سائرون» و»الفتح» خطوة إيجابية وبداية لخريطة طريق سياسية، فيما أكدا أنهما سيعلنان عن موقفهما المشترك بأسرع وقت ممكن لبدء المباحثات.
وقال الحزبان في بيان مشترك، «من أجل تجاوز الأزمة السياسية، وبهمة المخلصين أعلن (…) عن تحالف سائرون والفتح»، واعتبرا أنها «خطوة إيجابية وبداية لخريطة طريق سياسية وتحالف جيد في هذه الظرف السياسي المتأزم».
وأضاف البيان أن الحزبين «سيعلنان عن موقفهما المشترك بأسرع وقت ممكن، وسيشكلان وفدا مشتركا لبدء المباحثات»، مشيراً إلى أنهما «حاولا باستمرار إبعاد كردستان والعراق عن المشكلات، وأن يكونا جزءا من الحل وفق الدستور وقوانين الانتخابات».
وأعرب الحزبان عن أملهما بأن تعمل الأطراف الكردستانية والعراقية لـ«هيمنة المشتركات على الخلافات، وأن نتحمل المسؤولية معا لتشكيل حكومة توافقية وطنية لأداء المهام المشتركة والحفاظ على الوحدة الوطنية».
وبعد ساعات أصدر المكتبان السياسيان للحزبين بياناً أعلنا فيه الترحيب بتشكيل تحالف (سائرون والفتح).

موقف كردي مشترك

وقال المكتبان السياسيان في بيان مشترك «في ظل الأوضاع الحساسة والمتأزمة في العراق وكردستان. نحن في الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني جعلنا أنفسنا وشعبنا بعيدين عن مخاطر هذه الازمات، وحاولنا بشكل مستمر أن نكون جزءاً من الحل وفقاً للدستور وقوانين الانتخابات».
وأضاف البيان أن «الوفد المشترك للجانبين بالتشاور بينهما، قام بزيارة جميع الأطراف السياسية في بغداد وأبلغهم بوجهة نظرنا»، معتبراً أن التحالف بين الفتح وسائرون جاء «بهمة المخلصين ومن أجل إنقاذ البلاد من الأزمات السياسية».
وعدّ البيان هذه الخطوة بـ»الإيجابية، وأنها «بداية خريطة طريق سياسية وتحالف جيد».
وأوضح أن «من أجل تجاوز الأزمة السياسية الراهنة بلا شك سيقوم الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي بتوحيد موقف مشترك بأسرع وقت وسيقومان بتشكيل وفد مفاوض مشترك، ونتمنى أن تقوم جميع الأطراف السياسية الكردستانية والعراقية بوضع النقاط المشتركة فوق نقاط الخلاف، وتشكيل حكومة وطنية لتنفيذ المهام المشتركة وحماية الوحدة الوطنية».

أهداف تحالف «سائرون» و«الفتح»: إحياء «الكتلة الشيعية» وإقفال ملف «التزوير»

مشرق ريسان

اليمن: هادي يدعو للحسم العسكري بعد زيارة مقتضبة لأبوظبي والحكومة تعلن استنفادها كافة الوسائل السلمية لتحرير الحديدة من الحوثيين

Posted: 13 Jun 2018 02:30 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي» :طالب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس بضرورة الحسم العسكري في إطار انطلاق العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي لتحرير محافظة الحديدة، غربي اليمن، من الانقلابيين الحوثيين، فيما قالت الحكومة اليمنية انها استنفدت كافة الوسائل السلمية، لتبرير اللجوء الى الهجوم العسكري الذي تقوده القوات الإماراتية نحو محافظة الحديدة.
ودعا هادي، وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة اليمنية، الجيش اليمني والمُقاومة الشعبية المدعومة بقوات التحالف العربي اللجوء الى الحسم العسكري لتحرير مدينة وميناء الحديدة، بعد أن وصلت الأمور في المحافظة إلى درجة الكارثة الإنسانية. وقال «لا يمكن السكوت» على ما يجري في الحديدة، «جراء الممارسات الحوثية وتعنتها في التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة في اليمن».
وأضاف «كنّا ولا زلنا نسعى للحل السلمي المستند على المرجعيات الاساسية الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الامن الدولي رقم 2216». مؤكدا أن حكومته قدمت الكثير من التنازلات لتجنب الحل العسكري «إلا اننا لا يمكن أن نسمح باستغلال معاناة ابناء شعبنا وجعله رهينة لإطالة امد هذه الحرب التي اشعلتها المليشيا الانقلابية» على حد قوله.
وجاءت دعوة هادي للحسم العسكري في الحديدة، بعد عودته من زيارة قصيرة الى العاصمة الإماراتية أبوظبي، أمس الأول، بعد قطيعة استمرت أكثر من عام يبن هادي وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، بسبب التدخلات الإماراتية السافرة في الشأن السياسي اليمني، والذي وصل حد العمل على تقويض سلطات الدولة في اليمن.
وبدأت أمس الأربعاء تحركات عسكرية يمنية وإماراتية كبيرة، نحو مدينة الحديدة من عدة محاور بما فيها تحريك قطع عسكرية بحرية تابعة لقوات التحالف نحوها من جهة البحر الأحمر، الذي تقع مدينة الحديدة على شواطئه.
وقال مصدر سياسي يمني لـ(القدس العربي) «يبدو أن أبوظبي أرادت من التقارب مع هادي إيجاد المبرر والغطاء السياسي للعمليات العسكرية التي تعتزم الإمارات القيام بها في مدينة الحديدة، تحت غطاء التحالف العربي في اليمن، الذي تقوده السعودية وتعد القوات الإماراتية قاني أكبر قوة عسكرية فيه».
وأوضح أن «أبوظبي بتحركها العسكري نحو مدينة الحديدة، تمشي بخطا ثابتة لاستكمال السيطرة على كافة الموانئ البحرية اليمنية، بعد أن سيطرت على موانئ عدن والمكلا وجزيرة سقطرى وغيرها».
وقوبلت العمليات العسكرية الإماراتية لتحرير مدينة الحديدة بمعارضة شديدة من الأمم المتحدة التي أبدت تحيزها الى جانب الانقلابيين الحوثيين في قضية تحرير مدينة الحديدة، وفضلت إبقاءها تحت سيطرت الانقلابيين الحوثيين، بمبرر أنها الميناء الوحيد لوصول المساعدات الانسانية الى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ولذلك حشدت أبوظبي كافة قواتها وطاقتها لإيجاد الغطاء السياسي لقيامها بالعمليات العسكرية نحو تحرير مدينة الحديدة، بشكل غير مسبقوق ومن ضمنها التصالح مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لإظهار الأمور بأنها جاءت بطلب منه كما برر التحالف العربي من قبل دخوله اليمن بدعوة من الرئيس هادي.
وكانت الحكومة اليمنية أعلنت المبررات السياسية للعمل العسكري لتحرير مدينة الحديدة بمشاركة قوات يمنية وإماراتية مشتركة، وقالت في بيان رسمي انها «استنفذت كافة الوسائل السياسية والسلمية لإخراج المليشيا الحوثية من ميناء الحديدة».
واوضحت أن المليشيا الانقلابية الحوثية «دأبت على استغلال ميناء الحديدة كممر لتهريب الأسلحة الإيرانية لإطالة أمد الصراع وقتل أبناء اليمن، حيث بات الميناء منصة لإطلاق الهجمات العسكرية على القوات اليمنية وقوات التحالف، فضلاً عن تهديد حركة الملاحة الدولية عبر تهديد السفن التجارية التي تستخدم مضيق باب المندب».
واتهمت مليشيا جماعة الحوثي بالقيام بالسيطرة على ميناء الحديدة، والاستيلاء على حمولة سفن المساعدات ومنع وصولها للشعب اليمني، والقيام بعد ذلك أما ببيعها في السوق السوداء أو الاحتفاظ بها لتوزيعها على مقاتليها، «الأمر الذي يحرم مستحقي هذه المساعدات من الاستفادة منها».
وأكدت الحكومة اليمنية أنها، بعد التحرير الكامل لمدينة الحديدة بدعم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ستقوم بواجبها الوطني تجاه أبناء الحديدة وستعمل على التخفيف من معاناتهم والعمل على إعادة الحياة الطبيعية لكافة مديريات محافظة الحديدة، «بعد تطهيرها من الإنقلابيين الحوثيين وستعمل بكامل قدراتها وطاقتها على عودة الحياة إلى محافظة الحديدة». وأشارت الى أن الميليشيا الحوثية عملت على تدمير البنية التحتية والمرافق العامة في مدينة الحديدة «عبر تحويلها إلى ثكنات عسكرية للقتل والدمار، ولم تسلم منها المدارس والمستشفيات والمرافق الحكومية التي عاثت فيها نهباً وخراباً».
وجاء الهجوم الواسع بعدما انتهت مساء الثلاثاء مهلة منحتها الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف والتي تقود القوات الموالية للحكومة في محافظة الحديدة، إلى الامم المتحدة من أجل التوصل لاتفاق لاخراج المتمردين من مدينة الحديدة لتجنب وقوع معركة فيها. لكن مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أكد في بيان أمس الاربعاء ان المفاوضات مستمرة لتجنب مواجهات دامية في مدينة الحديدة.
وقال في بيان «لدينا اتصالات دائمة مع كل الاطراف المشاركة للتفاوض حول ترتيبات للحديدة تستجيب للمخاوف السياسية والإنسانية والأمنية لكل الاطراف المعنيين»، داعيا إلى «ضبط النفس ومنح فرصة للسلام».
وكانت الامم المتحدة سحبت في وقت مبكر الاثنين كل موظفيها الدوليين من مدينة الحديدة.
واعربت منظمة الامم المتحدة للطفولة «يونيسف» عن قلقها على حياة نحو 300 ألف طفل في مدينة الحديدة، واوضحت انها تستعد «للاحتمال الاسوأ». ودعت منظمة العفو الدولية إلى ضمان وصول المساعدات إلى السكان رغم الحرب، بينما اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان الحرب ستفاقم الازمة الانسانية في اليمن بشكل «كارثي».
وفي باريس، دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى «حل سياسي تفاوضي» في اليمن «بما في ذلك في الحديدة»، بينما طالبت 15 منظمة غير حكومية دولية الرئيس ايمانويل ماكرون بعدم الابقاء على مؤتمر باريس الانساني حول اليمن والمقرر اقامته نهاية حزيران/يونيو.
وجاء ذلك في اعقاب اتصال هاتفي بين ماكرون وولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعا خلاله الرئيس الفرنسي إلى «ضبط النفس» في اليمن و»حماية السكان المدنيين».
وفي السياق، أعلن مصدر عسكري يمني، أمس الأربعاء، أن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، نفذت عملية إنزال جوي جنوب غربي مدينة الحديدة، غربي البلاد.
وفي تصريح، قال مصدر عسكري رفيع في ألوية «العمالقة» التابعة للقوات الحكومية في اليمن، إن «قوات التحالف نفّذت، امس، عملية إنزال جوي جنوب غرب الحديدة».

اليمن: هادي يدعو للحسم العسكري بعد زيارة مقتضبة لأبوظبي والحكومة تعلن استنفادها كافة الوسائل السلمية لتحرير الحديدة من الحوثيين

خالد الحمادي ووكالات

زعيمة حزب يميني إيطالي تدعو لفرض حصار بحري على ليبيا

Posted: 13 Jun 2018 02:30 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: دعت زعيمة حزب (إخوة إيطاليا) اليميني، جورجيا ميلوني، إلى فرض حصار بحري على ليبيا لإيقاف تدفق قوارب المهاجرين غير الشرعيين صوب السواحل الجنوبية الأوروبية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» الثلاثاء.
ونقلت «آكي» أن ميلوني، قالت في مقطع فيديو بثته عبر منصة «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي لا يوجد سوى حل واحد لمشكلة الهجرة: الحصار البحري على الفور.
وأضافت أنها ستتقدم بمشروع قرار في ضوء القمة الأوروبية في 28 و29 حزيران / يونيو الجاري. وأوضحت قائلة: سنطلب من حكومة رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الذهاب إلى بروكسل والمطالبة ببعثة أوروبية تفرض حصاراً بحرياً قبالة ليبيا.
وأشارت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» إلى أن حزب «إخوة إيطاليا» اليميني غير مشارك في تحالف (حركة خمس نجوم + رابطة الشمال) الحكومي، لكنه لم يرفض منح حكومة جوزيبي كونتي الثقة البرلمانية وامتنع عن التصويت لها.
وفي سياق متصل أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية في الحكومة الإيطالية، ماتيو سالفيني، الثلاثاء نيته القيام بزيارة إلى ليبيا نهاية الشهر الجاري، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية «آكي».
ونقلت «آكي» أن سالفيني كتب على صفحته عبر منصة «فيسبوك»: «لم نعد بمفردنا، هناك مسؤولية يتعين علينا تقاسمها. وأنا سعيد أنه بعد سنوات من الصمت بدأت الحكومة في فرض نفسها في أروقة الاتحاد الأوروبي»، في إشارة إلى إغلاق موانئ بلاده أمام سفينة إنقاذ المهاجرين (أكواريوس)، والإجراءات الجديدة للتصدي لتدفقات الهجرة غير النظامية المنطلقة من الشمال الأفريقي.
وأكد وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني قائلًا: «أعتزم الذهاب إلى ليبيا نهاية الشهر الجاري. يجب حل هذا الوضع مباشرة في القارة الأفريقية وفق ما نقلته «آكي». وأكد الوزير الإيطالي، أن أول التزام له في هذه اللحظة هو على الجبهة الليبية، وهي أقرب وأكثر إثارة للقلق: من غزو روسي محتمل (!)إيطاليا في هذه اللحظة تواجه نوعاً آخر من العدوان، ولذا فأنا أركز في المقدمة على البحر الأبيض المتوسط​.
وقال: «أنا أدرس الرحلة الأولى التي أعتقد أنها ستكون قريباً إلى ليبيا لأن هذا الأمر يتعلق بالاتجار بالمهاجرين والذي يدر مليارات من اليورو». وأضاف سالفيني: «في ليبيا هناك تجار النفط، ومهربو البشر والأسلحة وهي تدر أموالًا تذهب إلى تمويل الإرهاب الإسلامي، لذلك لا أريد أن تكون إيطاليا متواطئة».
وقال وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، في حديث مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا»: لن نغير (موقفنا) من السفن التابعة لمنظمات غير حكومية، مضيفا أن السفن التابعة لمنظمات أجنبية وترفع أعلاما أجنبية لا يمكنها إملاء سياسات الهجرة الإيطالية.
وتبحر سفينة الإنقاذ «أكواريوس» بلا هدف وسط البحر المتوسط منذ يوم الأحد وعلى متنها 629 مهاجراً منهم 11 طفلاً وسبع نساء حوامل بعدما منعتها كل من إيطاليا ومالطا من الرسو في موانئهما.
ونُقل بعض المهاجرين، وأغلبهم من أفريقيا جنوب الصحراء، من على متن السفينة «أكواريوس» إلى سفينتين إيطاليتين تابعتين للبحرية وحرس السواحل وتتجهان إلى ميناء بلنسية الإسباني.
وتسلط مأساة السفينة التي وقعت بعد أسبوع من تعيين حكومة شعبوية جديدة في إيطاليا الضوء على التوترات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن سياسات التعامل مع المهاجرين.
ففي حين تمسكت إسبانيا بلغة حوار دبلوماسية عندما أعلنت أنها ستستقبل المهاجرين، تدهورت العلاقات بين روما وباريس وسط تبادل الاتهامات.
وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقرار منع رسو «أكواريوس»، التي تديرها منظمة (إس أو إس ميديتيران) الخيرية الفرنسية الألمانية، قائلاً إن القانون الدولي يلزم إيطاليا باستقبال المهاجرين.
ونقل الناطق باسم الحكومة الفرنسة، بنيامين جريفو: هناك درجة من الاستخفاف وعدم المسؤولية في سلوك الحكومة الإيطالية في ما يتعلق بهذا الوضع الإنساني المأسوي.
فيما رد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، قائلاً: طإيطاليا لا يمكنها أن تقبل دروسا مشوبة بالنفاق من دول كانت تفضل دائما أن تدير ظهرها لكل ما يتعلق بالهجرة.
وتصاعد الموقف صباح أمس الأربعاء عندما استدعت وزارة الخارجية الإيطالية السفير الفرنسي لتفسير تصريحات ماكرون.
وقال سالفيني: إذا كان لدى فرنسا من التواضع ما يسمح بالاعتذار فإننا يمكننا أن نلقي بذلك وراء ظهورنا ونعود أصدقاء كما كنا من قبل.
ورسا زورق تابع لحرس السواحل الإيطالي يقل 937 مهاجراً صباح أمس الأربعاء في صقلية الإيطالية.
وقال وزير النقل الإيطالي، دانيلو تونينيلي، إن المهاجرين الذين تنقذهم زوارق إيطالية يسمح لهم بالهبوط في إيطاليا، مما يشير إلى أن الحكومة ليست عديمة الإنسانية ولا تعاني من رهاب الأجانب.
واستقبلت إيطاليا أكثر من 640 ألف مهاجر معظمهم أفارقة خلال السنوات الخمس الماضية. وتجاهلت دول أخرى في الاتحاد الأوروبي بشكل كبير محاولات روما لإقناعها باستقبال بعض المهاجرين الجدد وتقاسم تكلفة رعايتهم.

زعيمة حزب يميني إيطالي تدعو لفرض حصار بحري على ليبيا
روما تجدد تأكيد رفضها استقبال مهاجرين على أراضيها

قطر: حزمة استثمارات بـ 500 مليون دولار و10 آلاف وظيفة لشباب الأردن في الدوحة

Posted: 13 Jun 2018 02:29 PM PDT

الدوحة – «القدس العربي» : استقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأربعاء في عمان، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تزامناً مع إعلان دولة قطر عن توفير 10 آلاف فرصة عمل في قطر للشباب الأردني، وحزمة استثمارات بقيمة 500 مليون دولار أمريكي.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان على موقعها الرسمي إنه في ظلّ الظروف والتحديات الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة فإن دولة قطر تعلن عن عشرة آلاف فرصة عمل سيتمّ توفيرها في قطر للشباب الأردني لمساعدته في تحقيق تطلعاته والإسهام في دعم اقتصاد وطنه كما تعلن عن حزمة من الاستثمارات التي تستهدف مشروعات البنية التحتية والمشروعات السياحية بقيمة 500 مليون دولار أمريكي.
ولفت البيان إلى أن دولة قطر تركز في دعمها المقدم على المشروعات ذات الطبيعة المستدامة لخلق قاعدة يستند عليها الاقتصاد الأردني على مدى سنوات كما تركز على دعم فئة الشباب الذين هم أمل المستقبل والقوة الدافعة للإنتاج كما أثبتت تجارب عدد من الاقتصادات الصاعدة.
وأضاف: «إن من شأن توفير فرص العمل للشباب الأردنى وتنفيذ المشروعات التي تنوي دولة قطر تنفيذها فى الأردن من خلال انشاء صندوق استثماري للبنية التحتية والمشروعات السياحية أن تخلق حراكاً لعجلة الاستثمار وفرصاً استثمارية مباشرة وغير مباشرة سواء خلال فترة تنفيذ هذه المشروعات أو بعد دخولها مرحلة تقديم الخدمات أو الإنتاج».
وتابع: «إن دولة قطر في دعمها ووقوفها بجانب المملكة الأردنية الهاشمية حكومةً وشعباً إنما تنطلق من العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة مع الأردن الشقيق ومن مبادئها الراسخة وقيمها العربية الأصيلة، وإن دولة قطر تؤكد أن التباينات وإن وجدت فإنها لا يمكن أن تؤثر على قيامها ووفائها بواجبها القومي والإسلامي تجاه الدول العربية الشقيقة وشعوبها. كما من الواجب الاشادة في هذا السياق بعدد من المواقف الأردنية الثابتة تجاه عدد من القضايا القومية وفِي القلب منها القضية الفلسطينية والتي تشكّل المملكة الأردنية الهاشمية عمقاً استراتيجياً وتاريخياً وشعبياً لها لا سيّما في المحافظة على الحقوق الإسلامية والعربية في مدينة القدس الشريف التي تنضوي تحت الوصاية الهاشمية الكريمة وإن دعم دولة قطر للأردن في هذا الوقت لهو دعمٌ لهذا الثبات والصمود».
واختتم البيان: «نحن بعون الله واثقون من قدرة المملكة الأردنية الهاشمية وشعبها الشقيق على تجاوز هذه المرحلة التي لن تزيدهم إلا تلاحما واصرارا على بناء وطنهم متجاوزين لتحديات الحاضر».
وتعدّ زيارة وزير الخارجية القطري إلى عمان الأولى لمسؤول قطري منذ تخفيض الأردن تمثيله الدبلوماسي مع قطر إلى مستوى القائم بالأعمال في يونيو/حزيران 2017، إثر ضغوطات تعرضت لها عمان عقب قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وفرض حصار جوي وبري وبحري.
وبرّر الأردن قرار تخفيض العلاقات مع قطر وقتها على لسان وزير الإعلام والاتصال المتحدث الرسمي باسم الحكومة محمد المومني وقتها، بالقول «بعد دراسة أسباب الأزمة، التي تشهدها العلاقات بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وبين قطر، قررت الحكومة تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة».
وتأتي زيارة المسؤول القطري بعد أيام من دعوة السعودية لعقد قمة رباعية لدعم الأردن الذي يتخبط في مشاكل اقتصادية، بحضور الكويت والإمارات ومصر، في خطوة اعتبرها البعض شبيهة بسياسة العصا والجزرة التي تمنح الأردن مساعدات، مقابل الضغط عليه لتغيير مواقفه المبدئية من رفض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والموافقة على «صفقة القرن» حول القضية الفلسطينية.

قطر: حزمة استثمارات بـ 500 مليون دولار و10 آلاف وظيفة لشباب الأردن في الدوحة
تزامناً مع استقبال العاهل الأردني لوزير الخارجية القطري في عمان
إسماعيل طلاي

أطباء مغاربة بلباس عسكري يسعفون مصابي غزة على أرض ترابية داخل «المشفى الميداني»

Posted: 13 Jun 2018 02:29 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: ارتدى جنود مغاربة بينهم أطباء وممرضون، اللباس العسكري في منطقة تقع جنوب مدينة غزة، وشرعوا من على أرض «المستشفى الميداني» بتقديم العلاج لمصابي فعاليات «مسيرة العودة»، بعد أيام قليلة فقط من دخولهم وعتادهم إلى القطاع، من معبر رفح، بناء على تعليمات عاجلة من الملك محمد السادس.
ومن داخل خيام مجهزة طبيا، استقدمت ضمن الشاحنات التي أقلت المشفى الميداني، وقف أطباء وممرضون يقدمون الخدمات الطبية للمصابين، من ضمنهم من حضر إلى المشفى المغربي الجديد، على كرسي متحرك.
وشرع الفريق المغربي بتجهيز المشفى وتركيبه منذ يوم الأحد الماضي، في منطقة «الزهراء» الواقعة جنوب مدينة غزة، بعد دخولهم إلى القطاع في ساعة متأخرة من ليل الجمعة، وأعلن رسميا عن افتتاح المشفى لاستقبال مرضى غزة، أول من أمس الثلاثاء.
وعملت جرافات على تسوية المنطقة الترابية التي أقيم فيها المشفى الجديد على مدار الساعة، لتجهيز المكان أمام طاقم العمل لنصب الخيام والمعدات الطبية اللازمة، قبل موعد الافتتاح. ووضعت لافتة كبيرة على مدخل المشفى الترابي، كتب عليها «المستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي»، وبدا المنظر العام للمشفى كتلك المشافي التي تقام في ساحات النزاع العسكري، لتقديم الخدمات العاجلة، حيث لم تعبد أرضية الغرف الطبية، كما لم تعبد الممرات الواصلة بين الأقسام، واستعيض عن ذلك بقطع جلدية وضعت لإخفاء الرمال.
ورفع العلم المغربي إلى جانب العلم الفلسطيني في المشفى الذي يقدم إضافة إلى خدمات الفحص أقساما لإجراء عمليات جراحية، وغرف كشف من بينها عيادة للأسنان، وعيادة للعيون، إضافة إلى 30 سريرا للمرضى، مع احتمالية أن يتسع لـ 60 سريرا.
ويضم المشفى طاقما طبيا مكونا من 165 شخصا، وصل القطاع برئاسة السفير المغربي لدى مصر والجامعة العربية أحمد التازي. وحملت قافلة المشفى مساعدات غذائية لسكان غزة. وهناك من بين العدد الإجمالي لطاقم المشفى 13 طبيباً من تخصصات مختلفة،، و24 ممرضاً، إضافة إلى الطاقم التقني والإداري المسؤول عن إدارة العمل.
وقال السفير التازي إن إنشاء المستشفى جاء مبادرة إنسانية صرفة أمر بها الملك محمد السادس لـ «التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف الصعبة». وأكد أن المشفى يعد «شكلا جديدا من أشكال التضامن الموصول بين المملكة المغربية والفلسطينيين»، مشيرا إلى تحرك المملكة لنصرة القضية الفلسطينية.
ومن المقرر أن يبدأ الطاقم الطبي بإجراء عمليات جراحية. وقال أحمد بو نعيم، العقيد المغربي والطبيب المسؤول عن المستشفى، إنهم سيقدمون مساعدة طبية لجرحى «مسيرة العودة». وسبق أن طالبت وزارة الصحة في قطاع غزة، بمدها بفرق طبية مختصة في بعض الجراحات، لافتقار مشافي غزة لهذه التخصصات.ومنذ انطلاق فعاليات «مسيرات العودة» استشهد 132 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، فيما أصيب أكثر من 14 ألفا آخرين برصاص الاحتلال وحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، حيث لا يزال الخطر يهدد حياة عشرات المصابين الذين يرقدون على أسرة العلاج.
وشرع طاقم المستشفى منذ اليوم الأول للعمل، باستقبال حالات مرضية، وعجّ بالمراجعين، بينهم نساء وأطفال ورجال كبار في السن.
وكان طاقم المشفى قد وصل إلى غزة ليل الجمعة الماضية، من معبر رفح، بعد إنزال معدات المشفى من خلال طائرات مغربية في أحد مطارات مصر. وجاء إرسال المشفى بناء على تعليمات من الملك محمد السادس للمسؤولين عن الأمر قبل ثلاثة أسابيع، بسبب تزايد أعداد مصابي «مسيرات العودة»، وخطورة وضعهم الصحي.
وشكر إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الملك والحكومة المغربية، على وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني، بعد افتتاح المستشفى الميداني، وقال في تصريح صحافي «إنه في الوقت الذي يحاول أعداء الشعب الفلسطيني تشديد الحصار وفرض انماط متعددة من المعاناة عليه ينبري الأوفياء من الأمة للقيام بواجبهم بمد يد العون إليه». وأثنى على الدور المصري في تسهيل دخول المشفى المغربي وكذلك تسهيل مرور قافلة «أميال من الابتسامات.» وقال إن ذلك يشير الى «الحرص على التخفيف عن شعبنا».

أطباء مغاربة بلباس عسكري يسعفون مصابي غزة على أرض ترابية داخل «المشفى الميداني»
الطاقم الطبي أقام المشفى بعد يومين من الوصول

سقف التعبير عن الرأي أصبح شديد الانخفاض والنفاذ إلى الإعلام مقصور على المؤيدين للحكومة

Posted: 13 Jun 2018 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : اهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 12 يونيو/حزيران بالكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل إفطار الأسرة المصرية الذي ينظمه كل سنة لأمرين، الأول تزامنه مع إعلان وزير الكهرباء عن الزيادات الجديدة في أسعار الكهرباء بحيث ستصل إلى 26٪ مؤكدا استمرار الدعم المستهلكي لشرائح المتوسطة والقليلة. ولأن الرئيس أكد أن كل قرارات الإصلاح الاقتصادي هو صاحبها وبموافقته، في خطوة شجاعة حتى لا يلصقها أحد برئيس الوزراء شريف إسماعيل قبل رحيله.
ومن الأخبار الأخرى التي اهتمت بها الصحف استمرار المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة، وامتحانات الثانوية العامة، ومباريات المنتخب المصري في كأس العالم، وكيفية قضاء إجازة عيد الفطر المبارك وأسعار كحك العيد المرتفعة، وطرح وزارة التموين كميات منه بأسعار مخفضة، ومع ذلك أخبرنا الرسام محمد عبد اللطيف في «اليوم السابع» أنه شاهد أما تنصح ابنتها العروسة وتقول لها: خليكي واعية واختاري شبكتك كحك العيد لأنه أغلى ومش هيعرف يبيعه.
وإلى ما عندنا من تفاصيل الأخبار وأخبار غيرها متنوعة..

النظام والمعارضة

إلى النظام ومعارضيه ومؤيديه أيضا ومن لا يعجبهم شيء في البلد ومشاكله والمصاعب التي يواجهها وقال عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته في حفل إفطار الأسرة المصرية نقلا عن إسماعيل جمعة في «الاهرام»: «دعا الرئيس خلال كلمته أمس في حفل إفطار الأسرة المصرية جميع أفراد الشعب المصري إلى الوقوف على خط واحد لمواجهة التحديات والمصاعب الاقتصادية التي تمر بها مصر قائلا: «إن كل هذه التحديات والمصاعب تصبح أمرا سهلا في حالة تحمل المصريين هذه الظروف التي تمر بها الدولة». وأكد على أنه لكي نكون دولة حقيقية ومتقدمة علينا أن نتألم ونقاسي، وأنه ليس هناك من سبيل لكي نحقق ما نصبو إليه من آمال وتطلعات طموحة إلا العمل الجاد والمضني. وطالب كل من يقول غير ذلك بأن يأتي ليقف مكانه ويقول ماذا نفعل لكي نحل هذه المشكلات التي نمر بها مؤكدا: «إن علينا أن ندفع معاً الثمن»، مشيرا إلى ما تتحمله الميزانية العامة للدولة من أعباء لتقدم الدعم للمواطنين وأشار الرئيس إلى إطلاق يد المؤسسات الرقابية على الفساد، مؤكدا أنه لن يسمح بتجاوز أحد بدون محاسبة، مطالبا المجتمع بمساعدة الحكومة في هذا الأمر قائلا: «كلنا مع بعض دولة ومؤسسات وشعب في مواجهة الفساد ولن أسمح لأحد أن يعبث بأمن ومستقبل مصر. مطالبا الإعلام بضرورة العمل على تشكيل وعي المواطنين لمعرفة التحديات التي تواجه مصر للتغلب عليها. كما طالب رجال الأعمال بسداد التزاماتهم من ضرائب تجاه الدولة خاصة «الملاءة المالية للضريبة المتنازع عليها».
لكنني لاحظت أن كل الصحف أغفلت فقرة مهمة من كلمة الرئيس أكد فيها أنه وراء كل القرارات الصعبة باستثناء صحيفة «المصري اليوم» لدرجة أن عنوان الخبر كان: الرئيس أنا مسؤول عن القرارات الصعبة» وذلك في تغطية محسن سميكة وقول الرئيس «مفيش حاجة هتتعمل أنا مش مسؤول عنها ومش بستخبى، لو كان فيه حد تاني يقدر يحل يجي ويتحمل المسؤولية».

«ما سمات المرحلة الجديدة؟»

وإلى «الشروق» التي قال فيها عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان جورج إسحق تحت عنوان «ما هي سمات المرحلة الجديدة؟»: «كنت أحلم بمرحلة جديدة بالفعل حسب ما أشيع وقيل من أمنيات في مرحلة جديدة، ولكن الهجوم على إفطار الحركة المدنية في النادي السويسري، أطاح بكل هذه الأحلام، فقد أقسم الرئيس للمرة الثانية على الحفاظ على الدستور، ولم يقسم على تعديله، وهذا للتأكيد أن الدستور خط أحمر غير قابل للتعديل، فهذا الاستهلال وهذا القسم لابد أن يكون رادعا لكل من تسول له نفسه أن يدعو لتعديل الدستور الذي لم يطبق بعد. الدستور الذي حصّن نفسه بنفسه. الدستور الذي أقر أن تعديله غير جائز إلا بمزيد من الضمانات، وليس بانهيار ضماناته القائمة على تداول السلطة وعدم احتكارها قبول الآخر، وخلق مساحات مشتركة يتطلب أولا وقبل كل شيء الإفراج عن معتقلي الرأي من السجون المصرية، الذين ازداد عددهم بشكل كبير الفترة الأخيرة، فمنهم الكثيرون الذين تم اعتقالهم بسبب آرائهم السياسية الناقدة لسياسة الحكومة، فأي توافق وأي سلام مجتمعي سيتحقق بسجناء رأي يقبعون خلف الأسوار، ويزداد عددهم كل يوم عن اليوم الآخر، فهم لم يدعوا إلى عنف وليسوا ضمن جماعات متطرفة، هم فقط معارضون لسياسات النظام على حساباتهم على الفيسبوك أو عبر بعض اللقاءات في وسائل الإعلام، فهل فعلا النظام جاد في بناء مرحلة جديدة؟ وبدايتها الاعتداء على المعارضين أثناء تجمعهم للإفطار؟ سؤال يحتاج إلى تحقيق ما سبق أن طالبنا به على أرض الواقع فلم تعد الكلمات والخطابات كافية».

الشباب الرقم الأصعب

ومن «الشروق» إلى «الأهالي» وقول عضو المكتب السياسي للحزب وأستاذ الاقتصاد في جامعة القاهرة ووزير التموين الأسبق الدكتور جودة عبد الخالق معلقا على خطاب الرئيس بعد أدائه اليمين الدستورية: «نحن في حاجة إلى وجود إطار منظم تتم من خلاله مشاركة جميع الأطراف في مناقشة قضايا الإصلاح السياسي، وبهذه المناسبة أجدد دعوتي لعقد مؤتمر للإصلاح السياسي، يشارك فيه الخبراء والمفكرون وتشارك فيه الأحزاب، وفي تقديري أن هذا أمر شديد الإلحاح في هذه المرحلة الحاسمة من تطور مجتمعنا، ويمكن أن توضع على جدول أعمال هذا المؤتمر أساليب تنشيط الأحزاب ووسائل زيادة المشاركة في الحياة السياسية بالذات من جانب الشباب، فما زال الشباب هم الرقم الأصعب في المعادلة السياسية عندنا، ولا بد من بذل كل الجهود لإدماجهم في العملية السياسية. إن أي حديث عن بناء الإنسان وتحقيق تنمية سياسية يظل من قبيل الأمنيات، ما لم يتم فتح المجال العام أمام الجميع، ومن هذا المنبر فإنني أطالب برفع سقف التعبير عن الرأي بعد أن اصبح هذا السقف شديد الانخفاض، وبمنتهى الصراحة أقول أن الفضاء العام والنفاذ إلى الإعلام أصبح مقصورا على المؤيدين للحكومة الذين تحولوا إلى مجرد أبواق، نردد ما تقوله الحكومة. إن مجتمعنا الآن يعاني من فراغ سياسي مخيف نتيجة عمليات التجريف السياسي التي استمرت لفترة طويلة ونتيجة للممارسات الحالية».

مؤيدون ومعارضون

لا شيء مخيف ولا يحزنون، إنما الأمر كما قال في مجلة «المصور» المؤرخ ووزير الثقافة السابق حلمي النمنم: «في كل بلاد الدنيا على مستوى النظم السياسية والحكومات هناك المؤيد وكذلك المعارض، والتأييد مستويات ودرجات وكذلك المعارضة، سوف نجد ألوان الطيف جميعها. في كل ناحية يوجد من يؤيد اقتناعا بالتوجه العام أو بالسياسات العامة للدولة، ومن يؤيد اقتناعا بشخص أو بأشخاص، يوجدون في الحكم بغض النظر عن السياسات التي ينفذونها. وبين المؤيدين من يتحرك حفاظا على ما هو قائم ودفعا به إلى الأمام، أو من يساند لأهداف ذاتية خوفا على وضع اجتماعي معين له أو لفئة يمثلها، وهناك المؤيد لأنه لا يستطيع أن يكون غير ذلك بحكم تكوينه وبنائه الثقافي والنفسي، ويوجد من يؤيد على طول الخط بحماس بالغ أو اندفاع شديد، ويسب كل من لا يؤيدون، وهؤلاء يطلق عليهم في بلادنا من الذين لا يحبون هذا الأسلوب، المنافقون أو المطبلاتية. وهناك أخيرا من يؤيد ابتغاء تحقيق مصلحة شخصية مباشرة أو منفعة محدودة يبتغيها لشخصه هو، أو لأحد أفراد أسرته، وربما مجموعة تهمه. هناك أيضا من يعارض التوجه العام والسياسات العامة للدولة كلها أو بعضها، ومن يعارض لأنه يكره شخصية أو الشخصيات القائمة بالأوضاع والمتحملة المسؤولية، بغض النظر عما تمثله أو تعبر عنه من سياسات. وقد يعارض البعض النظام العام بأكمله، ولعلها ليست مصادفة أن بعضا من الأشد نفاقا في جناح التأييد في بعض الحالات ثبت تورطهم في قضايا وعمليات فساد وإفساد مالي وإداري، وأدانهم القضاء سواء قبل 25 يناير/كانون الثاني أو بعدها، والأسماء معروفة كما تبين أن بعض الصاخبين المعارضين ذوي الصوت الأكثر تشنجا فاسدون أيضا وأدينوا قضائيا في وقائع وابتزاز شهيرة».
الملف الصحي

أيام قليلة مرت على تجديد الثقة في سيادة الرئيس.. التي تلاها استقالة حكومة المهندس شريف إسماعيل وتكليف المجتهد الدكتور مصطفى مدبولي بتشكيل الحكومة الجديدة. أيام قليلة والترقب هو عنوانها الرئيسي.. كما يقول الدكتور محمد صلاح البدري في «الوطن»، فالكل ينتظر ما سيبدو من ملامح للمرحلة المقبلة من اختيار للوزراء الجدد أو تجديد الثقة لمن هو في منصبه بالفعل. وإذا كانت الفترة السابقة قد تميزت ببناء الوطن، فكانت المشروعات الكبرى وشبكات الطرق والكهرباء ومشاريع الإسكان هي أبرز إنجازاتها، فالخطاب الذي ألقاه سيادته أمام البرلمان عقب اليمين الدستورية ألقى ظلالاً حول ملامح المرحلة المقبلة.. وأبرز الملفات التي تنتظر الوزارة الجديدة بفارغ الصبر، التي أتى على رأسها ملفا التعليم والصحة باعتبارهما أول الطريق السليم للاستثمار في المواطن نفسه، الذي سيسكن الوطن الجديد. ولهذا السبب.. ولأنني أثق في اجتهاد السيد رئيس الوزراء الجديد، ربما كان لزاماً علينا أن نقف بجواره – كل في موقعه- لنعينه على هذه الملفات الصعبة التي عانت طويلاً من الإهمال، حتى وصلت لمستوى اعترف الرئيس نفسه أكثر من مرة بأنه غير راض عنه حتى الآن. وإذا كانت المرحلة المقبلة ستصب تركيزها على الصحة والتعليم، فلعل الفرصة سانحة.. لنطلب من سيادته أن يتم التركيز في الفترة المقبلة على ملف الصحة، فهو أول الطريق لمواطن منتج فعال. نعم.. نريده عاماً يشهد تطويراً ملموساً سريع الخطوات – كما عهدنا من الدكتور مصطفى مدبولي- في الرعاية الصحية.. فلا نرى في هذا الوطن مريضاً لا يجد مكاناً في مستشفى حكومي، أو نجد من لا يثق في جودة المستشفيات الحكومية. نريد اهتماماً بكل عناصر المنظومة الطبية التي يأتي الطبيب على رأسها، نريده أن يتعلم جيداً، ويجد موقعه الذي يستحقه في نسيج هذا الوطن، بدون أن يشعر بأنه لا مكان له فيه. نريد تغييراً في استراتيجية الصحة بالكامل لتحمل شقاً عاجلاً سريع التأثير بجانب خطة 2030 القائمة بالفعل. نريد مضاعفة لميزانية الصحة وتعزيزاً لمواردها الذاتية عن طريق الاستثمار المباشر وغير المباشر في العملية الصحية.. نريد إقراراً لكادر الأطباء وبدل العدوى للطبيب الذي عانت النقابة فيه أعواماً طويلة.. وأصبح حلماً بعيد المنال حتى بعد صدور أحكام قضائية بتنفيذه، الذي إن تحقق سيكون بالتأكيد كفيلاً بحل أزمة نقص الأطباء الذين يلجأون للهجرة إلى الخليج.. نريد تطبيقاً سليماً وحقيقياً لقانون التأمين الصحي الجديد بعيداً عن تصريحات الوزير «السابق» المستهلكة إعلامياً.. التي لا تقترب من الحقيقة شكلاً أو موضوعاً.. نريد خطوات واضحة المعالم لتنفيذ ذلك التشريع المهم والمؤثر، نريد حلاً جذرياً لأزمة نواقص الأدوية التي تكررت وما زالت منذ فترة.. والتي تعصف بكل ما يتم من تطوير.. والتي لن تحل إلا بتوفير ميزانية للأبحاث العلمية للتمكن من تطوير الأبحاث الدوائية، وحل مشاكل قطاع تصنيع الأدوية ليتمكن من تصنيع نسبة معقولة من احتياجات مصر من الدواء.. فلا تقع المنظومة تحت رحمة شركات خاصة لا تبتغي إلا الربح. إنه الخيار الاستراتيجي الذي لا أرى سواه لنبني البشر الصالح لإعمار هذا الوطن».

الجمعيات الخيرية

أما عباس الطرابيلي في «المصري اليوم» فقال: «حملات دعوة المصريين للتبرع لإنشاء- أو لدعم- المستشفيات الجديدة، تعيد إلى الذاكرة حمالات مشابهة شهدتها مصر منذ قرن كامل.. وللغرض نفسه وإن اختلفت الأسباب. فقد نشطت الجمعيات الخيرية زمان ليؤدي الناس دورهم «الخيري» مادامت يد الدولة أيامها قصيرة.. والعين بصيرة.. ولذلك وجدنا الجمعية الخيرية الإسلامية التي أنشئت في أواخر القرن الـ19 تدعو الناس للتبرع لإنشاء مستشفى عصري جديد، وأيضاً على النيل، فإذا كانت الدولة قد أقامت مستشفى قصر العيني على نيل القاهرة.. فلماذا لا تنشئ الجمعية مستشفى مماثلاً على نيل العجوزة، ووجدنا مستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية يقف شامخاً بأجنحته المتعددة منذ عشرينيات القرن الماضي، كأكبر مستشفى خيري في مصر وقتها. وهنا تشجع الأشقاء الأقباط واندفعوا يجمعون التبرعات لإنشاء المستشفى القبطي الشهير في شارع عباس، الذي هو شارع الملكة نازلي بعد ذلك، وهو شارع تمثال نهضة مصر أي رمسيس الحالي. وللحقيقة كما كان مستشفى العجوزة إسلامي النشأة يقبل أي مريض من أي ملة أو دين، وفي مقدمتهم الأقباط، فإن المستشفى القبطى لم يرفض أبداً قبول أي مريض مسلم، تلك هي مصر. وانطلق المصريون في هذه المهمة الإنسانية.. فوجدناهم يتبرعون لإنشاء أحد أكبر المستشفيات في الإسكندرية- هو مستشفى المواساة- ولكن العمل الرائع الذي قام به الدمرداش باشا ابن القليوبية، وأكبر أثريائها يتبرع بمساحة كبيرة من أرضه في العباسية، ثم يتولى إنشاء أكبر مستشفى تعليمي علاجي- بعد قصر العيني- ويقدمه جاهزاً لجامعة عين شمس.. هو هذا المستشفى الرائع الذي كان نواة لكلية الطب فيها. وفي دمياط عانى أحمد بك يوسف الطويل من مرض صدري، وأقسم لو شفاه الله فسوف ينشئ أكبر مستشفى للأمراض الصدرية في دلتا مصر.. هناك في مدينة دمياط وقد كان، إذ أنشأ هذا المستشفى على أرض يمتلكها أمام كوبري باب الحرس وجهزه بكل الاحتياجات وقدمه مفروشاً جاهزاً لوزارة الصحة لتتولى إدارته. وهكذا كان الشعب المصري سباقاً لتعويض أي نقص في الخدمات الصحية، ومازالت هذه المستشفيات التي بدأت بتبرعات الناس تواصل دورها الرائع ومعها غيرها من المستشفيات مثل دار الشفاء.. ولا ننسى هنا دور عائلة الاقتصادي المصري طلعت حرب- التي تبرعت بعشرات الملايين لإنشاء أكبر مستشفى لعلاج أمراض القلب بجوار مستشفى الدمرداش. وتلك هي عظمة شعب مصر الذي لم يبخل أبداً واقتنع بأنه من الجنيهات القليلة يمكن أن يفعل المستحيل».

الإبداع الكاشف

أما خالد منتصر في «الوطن» فيطلب من ربه أن يحفظ له غوغل والخواجة يوتيوب في مقاله قائلا: «من يتخيل أنه سيستطيع إحكام رقابة أو تنفيذ مصادرة في زمن الإنترنت فهو واهم ومخدوع، لا أقول هذا الكلام بسبب فيلم المخرج خالد يوسف فقط، لكنني أفتح القوس وأوسع الكادر وأقوله بمناسبة ما يدور دائماً في مكاتب مؤسسات الإعلام وهيئاته وأروقة البرلمان وجلسات نميمة كبار المسؤولين من مطالبات بمنع ومصادرات وتضييق وملاحقات لكتاب أو فيلم أو مسرحية أو لوحة، إلخ. تارة بحجة أن الفن هو الذي شوه الواقع، وتارة أخرى بحجة حماية الشباب والحفاظ عليه، والحقيقة أن الواقع المشوه هو من صناعة المتحذلقين المطاردين للفن المتأفّفين من الإبداع، والفن لا يفعل شيئاً إلا أنه يرصد وينقل ويعكس ويوضح ويشرح، أما الشباب فهو لا يحتاج وصايتكم، بل يحتاج لأن تمنحوه مساحة تنفّس، فأنتم لا تحتكرون الحقيقة والكمال، والكثير من تجاعيد الزيف تُخفي نياتكم المبيتة في كتم أصواتهم حتى لا يكشفوا المسكوت عنه، أنتم تسمون الإبداع الكاشف فضيحة، بينما هو كشف لا فضيحة، كنس التراب تحت السجادة ليس حلاً، فهو تخزين للعفن وتكريس للقبح. يا سادة في زمن مستر غوغل وعصر الخواجة يوتيوب انسوا حاجة اسمها رقابة ومصادرة ومنع، وعلى رأي الفنان الراحل مدبولي «كل شي انكشف وبان»، كل المستور تعرّى والمسكوت عنه ظهر للعلن، الشاب الذي كان مضحوكاً عليه من رجال الدين وكان كسولاً عن البحث في عشرين مجلداً للحصول على معلومة، صار بضغطة زر كيبورد يعرف الحديث، الذي كان الداعية قد أخفاه وراهن على ذاكرتنا السمكية للجهل به وكتاب التراث المحرّض على قتل الآخر، الذي يخدعوننا بأنه كتاب لتنسيق الزهور، أخرج مستر غوغل للحاج فلان بن علان لسانه وقال له نحن هنا «مش حينفع من النهارده تضحك على شاب»، المواطن الذي كان السياسي يزيف وعيه بصناعة تاريخ مزور مواز، قطع الخواجة يوتيوب الطريق على هذا السياسي بالصوت والصورة، بالإفحام، بالوثيقة التي لا تكذب. الإنترنت وغوغل ويوتيوب وفيسبوك وتويتر.. إلخ دفنوا عالم المصادرات والرقابات، وتقبّلوا العزاء، وانفض السرادق، ونحن ما زلنا نظن أن الفقيد حي، ونتوهم أن مقبرته بستان حياة».

شهر الصيام

«والله لسه بدري- مش أوي يعني- يا شهر الصيام. بعد أيام نفطر ويمصمص البعض شفاهه وهو يؤكد أن رمضان (عدى بسرعة) مع إنه بينه وبين نفسه كان يدعو (اللهم بلغنا العيد). هذا ما بدأ به محمد فتحي مقاله في «المصري اليوم» مواصلا، ستعود الشياطين المسلسلة وقد أدرك كل منا أن «الموضوع فينا» ولو شهدت الشياطين ما فعله كثير منا في رمضان لاستغفروا الله لنا. بعد أيام يبدأ موسم (بعد كأس العالم وعليك خير) وذلك عقب انتهاء موسم بعد رمضان وبعد العيد بنجاح ساحق لشعب التسويف العظيم وبلد (الحركرك). بعد أيام تتحرك الأسعار حركتها التي سيتاجر بها الجميع حسب اتجاهه السياسي من التطبيل أو فجر الخصومة. بعد أيام ستظهر قضايا فساد جديدة وسيكون أصحابها متبعي مبدأ «عشان نحميكم من الوحوش اللي برة» بينما الحقيقة أن الوحوش أحيانا أرحم. كان رمضان صعبا هذا العام. بعد أن شهد هجمات منظمة من أيقونات كنا نظنها كذلك على مؤسسات مجتمع مدني تعالج الغلابة، بحجة حمايتها، بينما اتضح أن الأيقونات أصنام لا تنتظر سوى فأس إبراهيم في رأس مصداقيتها «وهو جاهز»، وهم الذين دخلوا «عركة» بلدي رخيصة استعانوا فيها بما يروجه الإخوان ويا 100 خسارة على الأساتذة الذين ظنناهم كذلك فصدق الله حين قال «إن بعض الظن إثم». وما بين بدلة المنتخب وكتف محمد صلاح وانتقال عمرو أديب وجنوح تركي آل شيخ الذي يكفيه ردود المصريين على صفحته، نبتهل إلى الله ألا يشمت فينا من لا يخافه ولا يرحمنا والكابتن مجدي عبدالغني. قال لسه بدري قال».

كأس العالم

وعن البهجة بكأس العام كتب حسن المستكاوي في «الشروق» قائلا: «نحن نؤمن بشيء ما ونحلم نحن هناك، حيث كان الناس ينتظروننا وحتى عن طريق الرياح لدينا هدف واحد فقط في قلوبنا». هذه كلمات من الأغنية الرسمية لكأس العالم في روسيا، وتعكس مشاعر الشعوب ووحدتهم واتحادهم والتفافهم حول تلك البالونة المستديرة. وقد أطلقت بعض الدول المشاركة في المونديال أغنيات مبهجة تعبر عن روحها أو فرحتها، كونها طرفا في تلك الحفلة الإنسانية الكبيرة التي تتكرر كل أربع سنوات.. فالعالم يعيش حالة بهجة وسعادة، وفي أجواء احتفالية، على الرغم من تقارير لوكالات أنباء تشير إلى أن تلك الحالة غير موجودة في روسيا وفي مدنها وشوارعها، كأن الروس لا يهتمون بالمونديال ولا بكرة القدم. بينما في البطولات السابقة كانت شوارع الدول التي تستضيف كأس العالم تتحول إلى ساحات كرنفال احتفالا باللعبة الشعبية الأولى. إذا كانت الألعاب الأولمبية تعد أكبر حركة سلام عرفتها البشرية، من واقع تاريخها ونشأتها كهدنة توقف الحروب بين دول الإغريق، ومن واقع حاضرها، حيث يشارك فيها الآلاف من شباب العالم ويتجاورون ويتحاورون في محبة وسلام، فإن المونديال يعد بمثابة أكبر حفل عرفه البشر.. فبطولة كأس العالم «دورة ألعاب» رياضية وحضارية واقتصادية وثقافية وسياسية. فكرة القدم هي الظاهرة العالمية الأوسع والأعرض.. والمونديال احتفال كبير حاشد وهائل، يقام كل أربع سنوات، ويشهد لقاء بين الحضارات والثقافات، وتسقط فيه حواجز اللغات والأديان والأيديولوجيات.. والواقع أن كرة القدم باتت في حياة الشعوب بحجم الكرة الأرضية وأصبحت نتائجها تمس كبرياء الأمم. وتحولت من مجرد لعبة رياضية إلى ظاهرة سياسية واجتماعية عالمية. لقد تعدت كرة القدم حدود الساحة الخضراء. وعكست كل أشكال الصراع المشروع. وهي اللعبة التي سيطرت على النفوس وخلبت الألباب، وتعد جزءا من ثقافات الغرب والشرق، بل إن كرة القدم تكون أحيانا مظهرا للتأييد أو للرفض السياسي… ونتائج كرة القدم من انتصار وانكسار تمثل عند شعوب سببا للفخر والتباهي، وسببا أيضا لذرف الدموع. إن علاقة كرة القدم بالهوية الوطنية تكون شديدة التناقض في أحيان أيضا. فقد ولدت اللعبة وتطورت عندما نشأت الدول في أوروبا وترسخت. وحملت تلك الرياضة مهمة ترسيخ الهوية الوطنية، فعن طريق الاحتشاد والاحتفال بفريق يشعر أنصاره بالانتماء المشترك. ويقال إنه ظهرت بوادر تصدع الاتحاد اليوغوسلافي في أثناء مباراة كرة قدم بين فريقي زغرب (المدينة الكرواتية الأولى) وبلغراد (المدينة الصربية) في مارس/آذار 1990. وحصدت المشادات بين مناصري الفريقين نحو 60 إصابة خطيرة. وتكرر الأمر بين فريقي سلوفاكيا وتشيكيا، جناحا تشيكوسلوفاكيا سابقا. إن الرياضة ومنافساتها ومباريات كرة القدم هي ساحة إعلاء الكبرياء، في صراع حضاري كامل، وتلك الساحة ليس لها مثيل، وهي أصدق الساحات وأعدلها، فالنتيجة مثل الحُكم ليس فيها نقض، ولا دفاع، ولا مناقشات، ولا تعليق. فالفائز يفوز والأول هو الأول.. هو الأفضل بمعايير القدرة البشرية والمنافسة.. ولعل ذلك يجعل الذين يرون كرة القدم مجرد لعبة أو لهو وقضاء وقت فراغ يدركون أهمية اللعبة ومغزاها، وعمقها وجوهرها.. ولماذا يعيش العالم حالة بهجة الآن احتفالا بكأس العالم؟».

الاردن والتضامن العربي

لا تزال الأحداث التي تعرض لها الأردن والمؤتمر الذي عقد في مدينة مكة بحضور السعودية والكويت والإمارات والملك عبد الله لتقديم الدعم المالي له وتفاؤل الكثيرين بعودة روح التضامن العربي التي قالت عنها في «الأهرام» أسماء الحسيني: «مثلت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بعقد الاجتماع الرباعي في مكة المكرمة لدعم الأردن الشقيق نموذجا لما يجب أن يكون عليه العمل العربي المشترك وما تمخض عنه الاجتماع من قرارات بضخ مليارين ونصف المليار من الدولارات في الاقتصاد الأردني المنهك، هو في الحقيقة مسار يجب أن يحتذى به ويبنى عليه في العلاقات العربية العربية. إن اجتماع مكة الرباعي في هذه الأيام المباركة هو بارقة أمل في سماء عربية ملبدة بالغيوم، وعلى الدول العربية الكبيرة والقادرة أن تدرك أن مد يد العون لشقيقاتها إنما هو في الحقيقة دعم لوجودها هي ومصيرها ومستقبل المنطقة كلها، فسقوط أي دولة عربية سينعكس سلبيا ويتداعى على الدول العربية الأخرى».

الغطرسة الترامبية

وإلى «الشروق» ورئيس تحريرها عماد الدين حسين وقوله: «يبقى السؤال الجوهري كيف تصمد الأردن ومصر والخليج وبقية الأمة العربية في وجه الطلب الأمريكي الإسرائيلي الفج بالتنازل عن القدس وغالبية فلسطين في إطار ما يريده ترامب في صفقة القرن؟ الإجابة أن يدرك العرب أن «الحداية لا تحدف كتاكيت» وأن ترامب جاء ليخدم الأساطير التوراتية الإسرائيلية، والحل أن يتم التعامل معه بمنطقه نفسه، وأن هناك فارقا كبيرا بين الحرص على علاقات طيبة مع أمريكا والانبطاح الكامل لكل أوهام اليمين الصهيوني، وبالطبع فلن يستطيع قادة المنطقة مواجهة أمريكا وإسرائيل من دون دعم شعبي لن يتحقق إلا بالعدل والعدالة الاجتماعية والتنوع والتوافق الوطني. على القادة العرب أن يدرسوا بعناية كيف تعاملت أوروبا والصين وكندا مع غطرسة ترامب في قمة السبع الاقتصادية قبل أيام وقتها سيدركون أن هناك إمكانية للتصدى للضغوط ليس فقط على الأردن، ولكن على كل المنطقة العربية لكن هل قادتنا العرب جاهزون لذلك؟ عليكم التريث قبل الإجابة».

زكاة الفطر

وفي ما يتصل بعيد الفطر وزكاته نقرأ في باب «أسألوا فضيلة المفتي» في جريدة «اللواء الإسلامي» قال الدكتور الشيخ شوقي علام موضحا لنا ما يجب فعله وهو: « ما وقت وجوب زكاة الفطر؟ تجب زكاة الفطر بدخول فجر يوم العيد عند الحنفية بينما يرى الشافعية والحنابلة أنها تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وأجاز المالكية والحنابلة إخراجها قبل وقتها بيومين؛ لقول ابن عمر «رضي الله تعالى عنهما»: «كانوا يعطون صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين» ولا مانع شرعًا من تعجيل زكاة الفطر من أول دخول رمضان، كما هو الصحيح عند الشافعية، وهو قول مصحح عند الحنفية وفي وجه عند الشافعية أنه يجوز من أول يوم من رمضان لا من أول ليلة وفي وجه يجوز قبل رمضان. لمن تعطى؟ زكاة الفطر تخرج للفقراء والمساكين وكذلك باقي الأصناف الثمانية التي ذكرهم الله تعالى في آية مصارف الزكاة قال تعالى: «إِنَّمَا ألصَّدَقَتُ لِلْفُقَرَاءِ وَلْمَسَكِينِ وَلْعَمِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَرِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ «فَرِيضَةً مِّنَ اللَّه» وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (التوبة: 60) ويجوز أن يعطي الإنسان زكاة فطره لشخص واحد، كما يجوز له أن يوزعها على أكثر من شخص والتفاضل بينهما، إنما يكون بتحقيق إغناء الفقير فأيهما كان أبلغ في تحقيق الإغناء كان هو الأفضل، وإخراجُ زكاة الفطر طعامًا هو الأصل المنصوص عليه في السنة النبوية المطهرة وعليه جمهور فقهاء المذاهب المتَّبَعة، إلا أن إخراجها بالقيمة أمرٌ جائزٌ ومُجْزِئ وبه قال فقهاء الحنفية وجماعة من التابعين وطائفة من أهل العلم قديمًا وحديثًا».

من أجل مصر

وعن تضارب الفتاوى قال الدكتور إبراهيم السايح الأستاذ في جامعة الإسكندرية في مقاله الأسبوعي في جريدة «الوطن» تحت عنوان «أبلع ريقك»: «الفتاوى الرمضانية لا تتوقف على الشأن الصيامي ففى الشهر الحالي قال رئيس تحرير إحدى الصحف اليومية، إن عمرو بن العاص أبلى في الإســــلام بلاءً حســناً يضعه على رأس الصحابة أصحاب الفضل العظيم على هذه الأمة. وقال السيد رئيس التحرير إن أروع دليل على عظمة وعبقرية عمرو بن العاص هو قبوله التفاوض والهدنة والصلح مع جيش علي بن أبى طالب، وما أن ألقى جيش علي سلاحه حتى حنث عمرو بن العاص بالعهد والقسم، وعاد للقتال ونجح في إلحاق الهزيمة بالعدو. ويرى الكاتب رئيس تحرير الصحيفة اليومية أن هذه هي الأخلاق التي يأمرنا بها الإسلام! وفي صحيفة أخرى قال كاتب آخر من السادة الدكاترة أن برنامج الأستاذ رامز جلال هو أفضل ما يقدمه التلفزيون طوال رمضان وإن صاحب هذا البرنامج معشوق الجماهير والنجم الأول في أوساط الشباب والرجال والنساء والأطفال، وإنه يتحمل سخافة وقلة أدب ضيوفه في برنامجه الشهير من أجل الجمهور، لأنه فنان صاحب رسالة ومستعد يتبهدل ليل نهار من أجل مصر وحبايب مصر وتلفزيون مصر».

سقف التعبير عن الرأي أصبح شديد الانخفاض والنفاذ إلى الإعلام مقصور على المؤيدين للحكومة

حسنين كروم

المغرب: معتقلو حراك الريف يعلنون مقاطعة جلسات محاكمتهم المستمرة منذ أكثر من عام

Posted: 13 Jun 2018 02:28 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أعلن معتقلو «حراك الريف» في سجن «عكاشة» في الدار البيضاء، يوم أول أمس الثلاثاء، من داخل قفصهم الزجاجي أثناء انعقاد إحدى جلسات محاكمتم، مقاطعة جلسات محاكمتهم المستمرة منذ أكثر من سنة وطلبوا من دفاعهم أن يلتزم الصمت أثناء حضور قاعة المحكمة، احتجاجاً على كون محاكمتهم سياسية و»تفتقد لأبسط شروط العدالة».
وجاء في بلاغ لهيئة دفاع معتقلي «حراك الريف» أن المعتقلين أبلغوا قرارهم إلى المحكمة من خلال مذكرة كتابية أعلنوا فيها «مقاطعة المحاكمة في ما تبقى منها من جلسات» وان قرار المقاطعة جاء «تعبيراً منهم عن احتجاجهم عن مسارها وما شابها من إخلالات أفرغتها من قيم المحاكمة العادلة، والتي وقف الدفاع عنها وسجلها في حينه».
وتلى ناصر الزفزافي قائد حرك الريف في القاعة 7، في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، أمام القاضي علي الطرشي وهيئة الحكم، رسالة المعتقلين التي استحضر فيها أطوار الجلسات والقرارات التي اتخذتها المحكمة، ابتداء من قرار الابقاء على المعتقلين في القفص الزجاجي، وانتهاء باستجواب الشهود.
وقال: «لقد كانت انتظاراتنا في البداية من هذه المحاكمة أن تكون عادلة ومنصفة، وذلك عبر التزام المحكمة بالحيادية، وانحيازها فقط إلى جانب الحق والحقيقة وعدم السماح لأي جهة كانت أن تجعلها أداة لتصفية حساباتها ضد طرف آخر، مهما كان شأن هذه الجهة أو نفوذها».
وأضاف : «كان أملنا أن تبرهن هذه المحاكمة عن مدى مصداقية الشعارات الرسمية التي ترفعها الدولة في مجال القضاء، وتثبت فعلاً أن الإصلاحات التي عرفها هذا الجهاز في السنوات الأخيرة ليست مجرد إصلاحات شكلية، وأنه تم القطع فعلاً مع العهد القديم حيث القضاء الموجه والمسخر، وألا تكون هذه المحاكمة نسخة مكررة من التجارب السابقة السيئة الذكر في المحاكمات السياسية التي عرفتها بلادنا».

المحكمة منحازة لطرف الادعاء

وقال قائد حراك الريف: «لم يكن أملنا يصل إلى حد الانتظار من هذه المحكمة أن تعلن بكل الجرأة المطلوبة مباشرة بعد إطلاعها على الملفات، عن وجود خلفية سياسية تحكمت في ملف دعاوي الاعتقالات في ما يتعلق بقضيتنا، وما يستتبعه ذلك من إعلان عن بطلان أساس الدعاوي، والحكم بإخلاء سبيل المعتقلين، ولقد كان أملنا على الأقل أن تعتبرنا المحكمة كطرف مكافئ للطرف المدعي، وبذلك تفتح لنا صدرها وتستمع إلى تظلماتنا ذات الصلة بالخروقات والانتهاكات التي شابت مسطرة الاعتقال والحراسة النظرية والتحقيق، وتأخذها مأخذ الجد، وتفتح تحقيقا استعجاليا في شأنها. كذلك أن تسمح لنا بتقديم كل ما لدينا من أدلة نعتبرها تثبت برائتنا، وتثبت بطلان دعاوي الاعتقالات وذلك انطلاقا من كون المحكمة هي بمثابة الحكم المحايد الذي من المفروض أن يتعامل مع الأطراف على حد سواء من دون ميل أو انحياز الى طرف على حساب طرف آخر مهما كان شأنه».
وأضاف: «على أساس هذه الانتظارات تعاطينا مبدئيا بحسن النية مع هيئة المحكمة وبشكل جدي ومسؤول مع جلساتها منذ البداية، إلا أنه ومع الأسف الشديد أخذ أملنا في هذه الانتظارات يخبو مع توالي الجلسات في ظل المنحى الذي سارت فيه المحاكمة وانحيازها السافر لصالح طرف الادعاء وميلها المسبق نحو الإدانة حتى قبل أن تنظر في ما لدينا من أدلة. وهذا الأمر لا يعدو مجرد انطباع منا، ولكن قناعة تشكل لدى كل المتتبعين لأطوار هذه المحاكمة».
وأكد الزفزافي في الرسالة أنه «رغم اعتراض دفاعنا، فلقد دشنت المحكمة افتتاح جلساتها بقرارها على محاكمتنا من داخل القفص الزجاجي غير الشفاف، بما يتناسب مع رغبة النيابة العامة في إظهارنا لدى الرأي العام كمجرمين خطيرين، رغم كونه يهدم قرينة البراءة التي تعد أساس المحاكمة العادلة ويجعل المحكمة متناقضة حتى مضمون قرارها، ورغم ذلك تغاضينا عن هذا الأمر واعتبرنا أن إصدار حكم الى هذه المحاكمة سابق لأوانه، ولا يمكن أن يتم بناء على هذا القرار، ولكن للأسف الشديد ستكرس المحكمة هذا الانحياز من خلال النهج الذي ستسير عليه لاحقا، بدءاً باللامبالاة التي قوبلت بها تظلماتنا المذكورة سلفاً ولا سيما منها التعذيب وتزوير المحاضر وكذلك الأوضاع المزرية التي نعيشها داخل السجن حيث كان من المفروض على المحكمة أن تبث فيها في الحين قبل الانتقال إلى مناقشة أي مضامين».
وأكمل ناصر الزفزافي ورفاقه، عاما في زنزانة سجن عكاشة، ودخل في إضراب عن الطعام، منذ بداية شهر رمضان، انخرطت فيه عائلته كذلك، وانضم إليه معتقلون آخرون من شباب الحراك، احتجاجا على ما يعتبرونه سوءاً في المعاملة من طرف إدارة سجن عكاشة، وهو الإضراب، الذي أوقفه الزفزافي، مطلع الأسبوع الجاري، بعدما قالت عائلته إن مسؤولين كباراً زاروه في السجن وتوصلوا معه لتسوية حول موضوع إضرابه.

النيابة العامة سيدة المحكمة

وذكر أمثلة على الدفوعات قائلاً: «وانسجاما مع هذا النهج ستقوم المحكمة برفض مجمل الدفوعات الشكلية والطلبات الأولية التي تقدم بها دفاعنا والتي من ضمنها ما يعد أساسيا في إثبات برائتنا مثل رفض طلب استدعاء مجموعة من الشهود الذين يعدون من المحوريين في القضية ورفض طلب السماح بعرض الأدلة ووسائل الاثبات المقترحة من قبل دفاعنا، والتي من شأنها أن تثبت براءتنا والاكتفاء بما هو متضمن في ملف الادعاء من أدلة، وتالياً غياب تكافؤ الأسلحة والفرص التي لطالما تغنت بها النيابة العامة ورفض طلب السماح بإجراء خبرة طبية للمعتقل جمال بوحدو، للنظر في حالته النفسية وإصرارها على متابعته كشخص سليم، انسجاما مع رغبة النيابة العامة، رغم أن هذه الخبرة وحدها هي المخولة لها إثبات ذلك».
وقال الزفزافي في الرسالة التي وقّع عليها معتقلو الحراك «استمراراً في نفس النهج غير المحايد ستعرف مختلف أطوار الجلسات، استئثار النيابة العامة بالكلمة وتفرض نفسها سيدة المحكمة، وتفرض جميع قراراتها، على حساب أعضاء دفاعنا الذين كانت جل ملتمساتهم محل الرفض كما يرغب طرف الادعاء، وغالبا ما تقاطع مداخلاتهم من طرف المحكمة، بينما تسمح لممثل الحق العام بأخذ راحته في الكلمة بل حتى أنها تتغاضى عن هفواته التي تصدر عنه من قبيل وصف المعتقلين كونهم يحملون جينات التمرد ووصفهم بالمجرمين».
واعتبر أن المحكمة «لم تستطع إخفاء انحيازها إلى طرف الادعاء وحكمها المسبق تجاه معتقلي حراك الريف على خلفية أن كل من يبدي اعتزازه برموز الريف وتاريخه وخصوصياته يعد انفصالياً ويشكّك في وطنيته، وعلى هذا الاساس كانت تحاكم المعتقلين، فحمل أعلام الريف أو صور الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، او الأعلام الامازيغية أو أحد من رموز المقاومة الوطنية… كلها تعتبر شبهة يسائل عليها المتهم بمجرد إظهار إعجاب بها».
واسترسل «كما ان المحكمة لم تستطع أن تخفي تعاونها مع النيابة العامة وذلك بتعاملها بانتقائية وتصرف في عرض وسائل الاثبات المتضمنة بالملف بشكل يسمح بتأويلها حسب رغبة النيابة العامة في اثبات الإدانة، ومن ضمن ذلك الإصرار على عرض أدلة مستفزة باستمرار لا علاقة لها بوقائع الحراك الريفي من قبيل الشريط الذي يظهر منزلاً يقيم فيه رجال الامن وهو يحترق، ومن قبيل إقحام المكالمة الهاتفية من مجهول مع الصحافي حميد المهداوي كدليل إثبات في الملف».
ووصف الزفزافي المحكمة بأنها تعاملت بسياسة «الكيل بمكيالين مع شهود الطرفين الذين تقرر استدعاؤهم، وانحيازها بشكل لا غبار عليه الى الطرف المدعي، حيث لم تسمح لهيئة دفاعنا باستجواب شهود الادعاء إلا في حدود ما سمحت به النيابة العامة، ودفاع الطرف المدني اللذان قاما بالاعتراض على أهم الأسئلة التي من شأنها كشف تناقضات هؤلاء الشهود، وإظهارهم على حقيقتهم باعتبارهم شهود زور، ثم استخدامهم لتكوين التهم غير الموجودة في الأصل، في حين كان العكس تماما أثناء استجواب شهود المدعى عليهم». وأكد في نهاية كلامه انه «رغم كل ما سجلناه كان موقفنا أن لا نقاطع هذه المحاكمة قبل مثولنا جميعا أمام المحكمة حتى لا يقال عنا أننا خائفين من مواجهة أسئلتها وادعاءات النيابة العامة وما لديها من أدلة وشهود. لذلك واصلنا حضور الجلسات الى غاية امتثال جميع المعتقلين واستجواب جميع الشهود حيث أبلى كل المعتقلين بلاء حسناً وواجهوا بكل جرأة ادعاءات النيابة العامة، وكشفوا عن زيفها باقتناع كل المتتبعين لملف القضية الذين قطعوا الشك باليقين، أنه إذا كانت هناك مؤامرة فهي مؤامرة تحاك ضد هؤلاء المعتقلين بسبب مواقفهم المناهضة للفساد ولسياسات الإقصاء والتهميش».
واختتم المعتقلون رسالتهم «وأخيراً وبعد أن أدينا واجبنا في إبراز الحقيقة لم نجد جدوى من مواصلة ما تبقى من أطوار الجلسات، ولم نجد بداً من اتخاذ قرار المقاطعة، تعبيراً عن احتجاجنا على مسار هذه المحاكمة التي نزعت عن نفسها صفة العدالة والحيادية. هذا مع التأكيد على برائتنا ومطلب الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين. وختاما ندعو هيئة دفاعنا إلى التزام الصمت وعدم الترافع انسجاما مع الخطوة التي اتخذناها، هذا ونحن نحييكم عالياً على ما تجشمتموه من عناء، وما بذلتموه من مجهودات في سبيل الدفاع عنا مؤكدين تشبثنا بكم كموكلينا في هذه القضية».
والتقى المحامون مع قادة الحراك، وعلى رأسهم الزفزافي، المجاوي، جلول، اجمجيق، أصريحي، الحنودي، اليخلوفي، والحمديوي…، لمدة 45 دقيقة تقريبا، داخل مكان مخصص للتخابر في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، اعلنوا داخل جلسة المحاكمة عن تشبتهم بالدفاع عن معتقلي الحراك، ولكن سيلتزمون الصمت طيلة مجريات الجلسات القادمة وعبر المعتقلون عن شكرهم لهيئة الدفاع عن مساندتها لهم واستماتتها في الدفاع عن قضيتهم.
وأوضحت هيئة دفاع معتقلي حراك الريف في بلاغ لها الاستمرار في مؤازرة جميع المتهمين، ومواصلة الحضور لباقي أطوار المحاكمة في صمت وقالت أنه «فور انطلاق أطوار الجلسة وقف المعتقلون داخل قفصهم الزجاجي، وأعلنوا، بمقتضى مذكرة كتابية معللة، عن قرار مقاطعة المحاكمة في ما تبقى منها من جلسات، وأن قرار المعتقلين هذا تعبير عن احتجاجهم عن مسار المحاكمة وما شابها من إخلالات أفرغتها من قيم المحاكمة العادلة، والتي وقف الدفاع عنها وسجلها في حينه، متشبثين ببراءتهم، ومطالبين بالإفراج الفوري عنهم، وموجهين في الوقت نفسه النداء إلى هيئة دفاعهم من أجل عدم المرافعة، ومشيدين بتفانيهم في الدفاع عنهم، وفي ما بذلوه من مجهودات جبارة».
وأضافت هيئة الدفاع في بلاغها «إننا كهيئة دفاع معتقلي حراك الريف الذين يحاكمون بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، وبعد أن اطلعنا على مذكرة مؤازرينا وملتمساتهم وتخابرنا المباشر معهم بمقر المحكمة، نعلن بأننا سجلنا أمام هيئة القضائية الاستمرار في مؤازرة جميع المتهمين، ومواصلتنا الحضور لباقي أطوار المحاكمة في صمت، هذا وسنبلغ الرأي العام بمستجدات هذه المحاكمة».
ويُتابع في ملف «معتقلي حراك الريف» 49 متهماً في حالة اعتقال منذ أكثر من سنة، وشهدت أطوار محاكمتهم جلسات طويلة ناهزت 80 جلسة. وقرر القاضي علي الطرشي عقب ذلك رفع الجلسة الى يوم الثلاثاء المقبل، الموافق لـ19 حزيران / يونيو، وإعطاء الكلمة لدفاع الطرف المدني للانطلاق في المرافعات.
وما زال ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف في السجن الانفرادي، وهو ما اعتبرته منظمات دولية مهتمة بحقوق الإنسان منافياً للمواثيق الدولية. ووجّه عمر بلافريج، النائب البرلماني عن فدرالية اليسار الديمقراطي، أول أمس الثلاثاء، سؤالاً لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني قال له فيه إنه «رغم أن قانون السجون يمنع الوضع في زنزانة انفرادية خارج أي أمر قضائي، فإنه للأسف تستمر إدارة سجن عكاشة بالدار البيضاء في وضع المعتقلين السياسيين على خلفية حراك الريف ناصر الزفزافي وحميد المهداوي في زنزانة انفرادية وتخضعهما للعزل الانفرادي، بما في ذلك حتى في فسحة الاستراحة».
وأضاف أن «هذا الإجراء فوق أنه غير قانوني فهو يتناقض مع المواثيق الدولية، ويعتبر شكلاً من أشكال الانتقام والعقاب غير المبرر في حق هذين المعتقلين».

هيومن رايتس تستنكر احتجاز الزفزافي

وأعلنت منظمة «هيومن رايس ووتش»، حملتها الجديدة من أجل ناصر الزفزافي، معتبرة أن إمضاءه لسنة كاملة في السجن الانفرادي إجراء مناف لمعايير الاعتقال، التي سطرتها منظمة الأمم المتحدة، مطالبة الدولة المغربية بوقف هذه المعاملة في حقه.
وقال أحمد بنشمسي، مدير التواصل والمرافعة لمنطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا للمنظمة، إن «ناصر الزفزافي، الذي يحاكم بسبب قيادته لحراك الريف في المغرب، يغلق عليه في زنزانة الانفرادية لمدة 23 ساعة في اليوم منذ سنة، هذه معاملة قاسية، ولاإنسانية».

المغرب: معتقلو حراك الريف يعلنون مقاطعة جلسات محاكمتهم المستمرة منذ أكثر من عام

محمود معروف

سفارة المغرب تنفي عرقلة تأشيرات عبور الموريتانيين القادمين من أوروبا

Posted: 13 Jun 2018 02:28 PM PDT

نواكشوط ـ «القدس العربي»: نفت سفارة المغرب في نواكشوط أمس ما نشرته مواقع إخبارية موريتانية خاصة قبل أيام بخصوص رفض البعثات الدبلوماسية المغربية والمراكز القنصلية المعتمدة في الدول الأوروبية منح تأشيرات عبور للموريتانيين العائدين إلى بلادهم براً، عبر الأراضي المغربية.
وأكد ناطق إعلامي باسم السفارة في توضيحات لوكالة الوئام الوطني للأنباء «أن البعثات الدبلوماسية المغربية والمراكز القنصلية في أوروبا لم يسبق لها أن رفضت منح تأشيرات العبور للموريتانيين، بل إن السلطات المغربية المختصة أصدرت مؤخراً، تعليمات للبعثات والمراكز الديبلوماسية في البلدان الأوروبية لتقليص المدة التي يستغرقها إصدار التأشيرات للمواطنين الموريتانيين لتصبح 72 ساعة فقط، مع منحهم تأشيرات عبور صالحة لمدد تسمح لهم بعبور الأراضي المغربية في ظروف جد ملائمة».
واعتبر الناطق الإعلامي باسم السفارة «أن ترويج أخبار لا أساس لها من الصحة، في هذا التوقيت بالذات، ليس له من تفسير غير السعي للتشويش على الدينامية التي تشهدها العلاقات المغربية – الموريتانية حالياً، المحصنة، حسب قوله، بما يجمع قائدي البلدين من وشائج الأخوة وما يربط الشعبين الشقيقين من علاقات التلاحم، والملقحة بعزم المغرب وموريتانيا التوجه نحو المستقبل، عبر الانخراط في شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد تروم تحقيق مزيد التنمية والإزهار».
وأوضح الدبلوماسي المغربي «أن منح تأشيرات الدخول لفائدة المواطنين الموريتانيين، من طرف المصالح القنصلية في نواكشوط ونواذيبو التابعة للسفارة، يتسم بما يلزم من السلاسة، وبكثير من المرونة والسرعة، بحيث لا تتعدى مدة الاستجابة لطلب التأشيرة 24 ساعة، مع تقليص هذه المدة كلما تعلق الأمر بملفات تتضمن ما يثبت جانب الاستعجال».
وعلق عدد من المدونين الموريتانيين المستاءين من بطء إجراءات منح التأشيرات ومن منح تأشيرات قصيرة لا تمكن المسافرين الموريتانيين القادمين من أوروبا من عبور الأراضي المغربية
وأكد المدون رائد فضاء «أن الحل هو إغلاق معبر «الكركرات» بين موريتانيا والمغرب، وفتح معبر تندوف شوم بين الجزائر وموريتانيا».
وذهب النجيب ولد كبد لأبعد من ذلك حيث أكد «أن المعاملة سيئة بكل المقاييس، والمعمول به عند المغاربة هو رفض تأشيرة العبور وأحيانا إعطاؤها لمدة ثلاثة إيام فقط لعبور الأراضي المغربية وهو ما يشكل بحد ذاته مخاطرة».
وقال: «التأشيرة الموريتانية معروضة للمزاد العلني وعلى قارعة الطريق والمغربي يدخل موريتانيا بتأشيرة لا تتطلب منه أكثر من نصف ساعة وعند نقطة العبور الحدودية، ومع حصوله على ثلاث تأشيرات يحق له طلب الإقامة في موريتانيا».
وأضاف «طالبنا وما زلنا نطالب بالمعاملة بالمثل، ولا حياة لمن ننادي».
وكان الموريتانيون المقيمون في إسبانيا والذين اعتادوا على رحلة شتاء وصيف إلى موريتانيا عبر الأراضي المغربية، قد احتجوا على «منحهم تأشيرة ثلاثة أيام يعتبرونها قصيرة لا تمكنهم من عبور ميسور لثلاثة آلاف ميل».
واحتج على فرض السلطات القنصلية المغربية عليهم انتظار ثلاثة أسابيع على الحدود عند معبر الجزيرة الخضراء للحصول على تأشيرة عبور لثلاثة أيام فقط.
ويواصل نشطاء إتحاد الموريتانيين المقيمين في إسبانيا منذ فترة احتجاجاتهم أمام القنصلية المغربية في إسبانيا، وضغوطهم على الحكومة الموريتانية في نواكشوط لإيجاد حل لمشكلتهم المتعلقة بقصر صلاحية تأشيرة العبور التي يريدونها أكثر من ثلاثة أيام.
وتضطر السلطات المغربية، حسب تأكيدات لمصادر مقربة منها، للتدقيق في جوازات الموريتانيين بسبب اختلاطهم بالصحراويين المعارضين لضم المغرب للصحراء، خوفاً من تسرب نشطاء البوليساريو للأراضي المغربية باستخدام جوازات سفر موريتانية رسمية أو مزورة. وتتزامن هذه القضية مع تحسن طفيف في العلاقات المغربية – الموريتانية بعد فترة توتر طويلة، تمثل في تقديم حميد شبار سفير المغرب الجديد في نواكشوط نسخة من أوراق اعتماده لوزير الخارجية الموريتاني، وكذا تقديم محمد الأمين ولد آبي سفير موريتانيا في الرباط صورة من أوراق اعتماده لوزير الخارجية المغربي.

سفارة المغرب تنفي عرقلة تأشيرات عبور الموريتانيين القادمين من أوروبا
حذرت من التشويش على دينامية العلاقات الحالية

الجزائر: جدل حول إمكانية ترشح رجل الأعمال «ربراب» في الانتخابات الرئاسية!

Posted: 13 Jun 2018 02:27 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: عاد الجدل مرة أخرى حول رجل الأعمال الجزائري إيسعد ربراب خامس أثرياء العرب حسب تصنيف مجلة «فوربس» في ظل وجود شكوك حول إمكانية ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في وقت تتزايد فيه الضغوط على استثمارات ربراب في الجزائر، والتي تأتي في سياق تخوفات من «تغول» رجل الأعمال المحسوب على منطقة معينة، وعلى جناح في السلطة خفت وهجه.
وقال مصدر مقرب من رجل الأعمال إيسعد ربراب لـ«القدس العربي» إن ما يتداول عن نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة غير صحيح، موضحا أن ربراب ليست له طموحات سياسية، وسبق له أن عبّر عن ذلك صراحة، لكن هناك من يريد إلصاق هذه النية به.
وشدد على أن صاحب مجموعة «سيفيتال» مقاول يعمل على تأسيس مشروعات والقيام باستثمارات تعود بالفائدة على البلد، بدليل تقنية تطهير المياه بشكل غير مسبوق، والتي يتم عرضها في فرانكفوت الألمانية، والتي أثارت انتباه واهتمام الكثيرين، لأنها تمثل ثورة تكنولوجية في هذا المجال، وستسمح بتوفير مياه نقية بشكل كبير.
ويأتي هذا الجدل في وقت ترتفع فيه أصوات تندد بتعرض استثمارات ربراب في الجزائر إلى تضييق من طرف بعض المسؤولين، فقد جرت أمس الأول في بجاية ( 240 كيلومتراً شرق العاصمة) محاكمة مراد بوزيدي رئيس لجنة مساندة رجل الأعمال إيسعد ربراب بعد طعنه في قرار المحكمة الأول بالسجن ثلاث سنوات غير نافذة، بتهمة القذف في حق مدير ميناء بجاية، وهذا بعد تصريحات أدلى بها بوزيدي بشأن تجميد مشروع ضخم لربراب بالمنطقة، والذي من شأنه توفير مئات مناصب الشغل، بقرار من مدير الميناء لأسباب واهية، على حد قول رئيس لجنة المساندة.
واعتبر بوزيدي في تصريحات صحافية أن ما يتعرض له ربراب هو تحامل غير مفهوم وغير مبرر، والمستهدف من ورائه هو الاستثمار المنتج على حساب الاستثمار القائم على الاستيراد، مشدداً على أن لجنة المساندة التي تأسست ليست لها أية أهداف سياسية، وكل ما يهمها هو رفع التجميد المفروض على المشروع، حتى يتمكن سكان المنطقة من الاستفادة مما يعود به عليهم من فائدة، مع العلم أن مدير الميناء حصل أمس على ترقية.
جدير بالذكر أن متاعب رجل الأعمال إيسعد ربراب لم تبدأ بالأمس، بل إنه بدأ يشتكي من تضييق منذ سنوات، الأمر الذي دفعه للاستثمار في دول أجنبية مثل إيطاليا وحتى أمريكا اللاتينية. ودخل ربراب في ملاسنات مع وزير الصناعة الأسبق عبد السلام بوشوارب الذي اتهمه بالتحايل على القانون، واستيراد تجهيزات قديمة على أساس أنها جديدة، وهو الأمر الذي نفاه جملة وتفصيلا، قبل أن يقرر فجأة السفر إلى أمريكا اللاتينية، ومن هناك أعلن أنه لن يعود إلى الجزائر، لأنه علم من مصادره الخاصة أن هناك أمراً بالقبض عليه سيصدر، الأمر الذي أثار جدلا واسعا، قبل أن يتدخل قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح الذي طلب منه العودة ووعده أن أحداً لن يتعرض له.
وبعد هذه القضية ببضعة أشهر قرر إيسعد ربراب شراء مجمع «الخبر» الإعلامي الأمر الذي تصدت له السلطة عن طريق وزير الإعلام السابق حميد قرين، الذي لجأ إلى القضاء الإداري واستصدر قراراً بعدم قانونية صفقة البيع التي تم إبطالها، ورغم الحجج القانونية التي قدمت إلا أن دفاع رجل الأعمال والكثير من المراقبين أكدوا أن الأمر لا علاقة له بالقانون، وأن خلفية القضية سياسية بامتياز، وأن هناك تخوفاً من امتلاك ربراب لذراع إعلامية قوية قد يوظفها سياسيا، وهذا التخوف يكون قد عاد في وقت تستعد فيه السلطة للحصول على ولاية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

الجزائر: جدل حول إمكانية ترشح رجل الأعمال «ربراب» في الانتخابات الرئاسية!
مقربون منه يشتكون من تضييق على استثماراته

مخاطر وتحديات عالية جدا أمام ترامب رغم حصوله على مكاسب سياسية قصيرة الأجل من قمة سنغافورة

Posted: 13 Jun 2018 02:26 PM PDT

واشنطن – «القدس العربي» : أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب ان كوريا الشمالية لم تعد تمثل تهديدا نوويا للعالم اثناء استعراض لتقييم متفائل لمحادثات القمة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وقال في سلسلة من التغريدات ان الجميع يشعر الآن بأنه اكثر أمنا من اليوم الذى توليت فيه المنصب .
هذا الإعلان سيمنح الرئيس الأمريكي دفعة سياسية من قمة سنغافورة التى عقدها مع زعيم كوريا الشمالية كيم دونغ أون ولكن الخبراء حذروا من ان ترامب يواجه مخاطر عالية من أى تحديات مستقبلية تنشأ من بيونغ يانغ .
وحذر مشرعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من ان أى مكاسب من ترامب قد تكون قصيرة الأجل بالنظر إلى السياسة المشحونة في شبه الجزيرة الكورية، وقال سياسيون أمريكيون ان بيونغ يانغ شريك غير جدير بالثقة، وهناك بالفعل حالة من عدم الارتياح حول استعداد ترامب لتقديم تنازلات . وقال خبراء في الاستراتيجيات من كلا الحزبين إن المشهد والهيكل السياسي لهذا الحدث، وهو أول لقاء من نوعه على الاطلاق بين رئيس امريكي وزعيم كوري شمالي، يفيد ترامب على المدى القصير اذ اوضح أليكس كونانت، وهو استراتيجي جمهوري، ان القمة منحت ترامب انتصارا سياسيا على المدى القصير مشيرا إلى ان الصور كانت تاريخية واظهرت ترامب على المسرح العالمي ولكن كونانت اكد، ايضا، بأنه لا يزال هناك الكثير من الأسئلة دون إجابة . وأوضح كونانت الذى عمل لصالح منافس لترامب، السناتور ماركو روبيو، في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 ان ترامب يملك مشكلة كبيرة في كوريا الشمالية فالاتفاق سيكون لصالحه إذا انتشر السلام في شبه الجزيرة الكورية ولكنه سيضطر إلى تقديم الكثير من التوضيحات اذا فشل كيم في نزع السلاح النووي. ويشير التاريخ إلى ان الانتصارات السياسية الخارجية قد تكون عابرة إذ انخفضت نسبة التاييد للرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش بعد أن أعلن على متن حاملة طائرات في عام 2003 ان المهمة قد انجزت في العراق اذ شعر الجميع بأن الحرب ما زالت مستمرة على الرغم من هذا الخطاب . وحصل الرئيس الأسبق جورج اتش بوش ( الأب ) على ارقام استطلاعات عالية في اعقاب حرب الخليج الاولى عام 1991 ليخسر في محاولة اعادة انتخابه امام بيل كلنتون، وبالنسبة لترامب، قال المحلل الامريكي نيال ستينج ان شخصيته السياسية الاستقطابية تتشابك مع أى تطور فردى في شعبيته . ووصف دوغ ماغي، مدير الاتصالات السابق للجنة الوطنية الجمهورية، الرئيس الامريكي كمصارع يجذب الكثير من الاهتمام على الحلبة، اذا كنت تعتقد بأنه جيد فانك ستشجعه، واذا كنت تعتقد بأنه رجل سئ فانك ستستغله ولكنك ستشاهده في كلا الحالتين ولكن الخبير ستينج يعتقد بأن عالم الدبلوماسية اكثر من ذلك . وتسود حالة من عدم اليقين تمنع من التنبؤ بشكل سليم بكيفية النظر إلى مقاربة ترامب تجاه كوريا الشمالية على المدى الطويل، وقد اعرب العديد من خبراء السياسة الخارجية بالفعل من قلقهم إزاء الاختلافات بين لغة ترامب تجاه رئيس وزراء كندا جاستين ترودو وكيم اذ وصف ترامب جاستين بعد اجتماع منقطع لمجموعة الدول الصناعية السبع قبيل قمة سنغافورة بالضيق والضعف في حين اعرب عن تعاطفه الكامل مع كيم الذى يريد رؤية أشياء رائعة لبلاده على الرغم من كوريا الشمالية تعد من بين أسوأ المخالفين في العالم بسبب انتهاكات حقوق الإنسان .
واعرب بعض الجمهوريين عن قلقهم من ان ترامب قد يكون حريصا جدا على تحقيق نصر في السياسة الخارجية إلى ان ينته الامر به إلى مرحلة مزعجة للغاية مزدحمة بمطالب من كوريا الشمالية، وقال جميل جعفر، وهو من مساعدى الرئيس الأسبق جورج بوش، بأنه لا يمكن السماح لكوريا الشمالية بالاستمرار في لعبة ( لوسي وتشارلي) لكرة القدم مع الولايات المتحدة مثل الموافقة على (تجميد) المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية مقابل موافقة كوريا الشمالية على( تجميد) انشطتها النووية .

مخاطر وتحديات عالية جدا أمام ترامب رغم حصوله على مكاسب سياسية قصيرة الأجل من قمة سنغافورة

رائد صالحة

حريق قطار الصعيد في مصر… نفي رسمي ومواطنون ينشرون فيديوهات

Posted: 13 Jun 2018 02:26 PM PDT

القاهرة- «القدس العربي» : في الوقت الذي نفت فيه هيئة السكك الحديدية المصرية، نشوب حريق في أحد القطارات المتوجهة إلى الصعيد، أمس الأربعاء، كشفت فيديوهات نشرها مواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي عن حريق نشب في عربة قطار «القاهرة – أسيوط» رقم 978 أمام قرية القصبجي في عزبة البكباشي جنوب المنيب، ما أدى إلى توقف القطار، واندلاع حالة من الذعر بين الركاب.
وظهرت حالة من الهلع بين ركاب عربة القطار نتيجة تصاعد الأدخنة، وساد الهرج والصراخ بين الركاب.
وقال شهود عيان إن «الركاب فوجئوا بتوقف القطار بعد اشتعال النيران بين عربة توليد القوى الخلفية والعربة قبل الأخيرة، ما أدى لفصل التكييف نهائيا عن القطار، ولا توجد أي إصابات حتى الآن».
وكتب الصحافي حفيظ سعد على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» : أنه كان ضمن ركاب القطار.
وأضاف:» ما حدث اليوم كان سيمثل كارثة لن تقل عن كارثة القطار الذي اشتعل في السابق، المفروض أن القطار من أعلى الفئات لدى الهيئة. اشتعلت النيران في المحولات والكهرباء في العربة الأخيرة، وهي بجوار المحرك الخلفي الذي يحوي الوقود «.
وأشار إلى «حالة الرعب التي انتابت الركاب والناس، وهم يصرخون سنحترق»، قائلا:»رأيت أما تركت طفلتها وهربت، وشابة فقدت حقيبة يدها، ويد الشباب تحولت لمطارق لكسر النوافذ، وحالة هلع لم أعشها من قبل».
هيئة السكك الحديدية نفت ما تم تداوله حول حدوث حريق في القطار، مؤكدة أن «شرارا خرج من كابل التكييف بين عربة توليد القوى الخلفية والعربة التي أمامها نتج عنه دخنة، ما تسبب في تعطل التكييف».
وذكرت في بيانها «فور وقوع الحادث اتخذت الهيئة إجراءات السلامة للقطار، وعمل اللازم بمعرفة فريق الصيانة لعدم تعطيل القطار، مقدمة اعتذارها لركاب القطار على التأخير نتيجة هذا العطل المفاجئ».
وناشدت الهيئة وسائل الإعلام «الرجوع إلى المصادر الرسمية قبل نشر أي أخبار تخص مرفق السكة الحديد الذي يخدم طبقة عريضة من المواطنين».
وأعاد الحادث إلى أذهان المصريين حادث احتراق قطار الصعيد في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 350 مسافرا يوم وقفة عيد الأضحى.

حريق قطار الصعيد في مصر… نفي رسمي ومواطنون ينشرون فيديوهات

إسرائيل تستخدم الرياضة لعقاب الأسرى وتقرر حرمانهم من مشاهدة كأس العالم وتشكل لجنة لفرض قيود إضافية

Posted: 13 Jun 2018 02:25 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: كشف مركز فلسطيني يهتم بقضايا الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، أن سلطات السجون الإسرائيلية قررت حرمان الأسرى من مشاهدة مباريات كاس العالم، التي تنطلق اليوم في روسيا، في سياق سياسات العقاب، في الوقت الذي كشف فيه وزير الأمن الداخلي عن تشكيل لجنة خاصة، لوضع توصيات تهدف إلى فرض قيود وتشديدات على حياة الأسرى، تفوق حرمان الزيارات.
وذكر «مركز حنظلة للأسرى والمحررين»، أن إسرائيل قررت هذه الخطوة في تجاوز جديد لحقوق الأسرى، وفي إطار السعي المستمر من قبل إدارة مصلحة السجون لـ «التضييق والتنغيص» على الأسرى. وأشار إلى أن مصلحة السجون أبلغت الأسرى بمنعها عرض مباريات المونديال «كأس العالم» ومنع الأسرى من متابعتها.
وأوضح أن حالة من الغضب والاستياء تسود صفوف الأسرى نتيجة هذا القرار الذي يرون فيه «ضرباً بعرض الحائط لكل مطالب الأسرى واحتياجاتهم واتصالهم بالعالم الخارجي؟» وأكد أنه ينظر لهذا القرار بـ «عين الخطورة» كونه يمثل حلقة جديدة من «حلقات القهر والحرمان للأسرى الأبطال في سجون الاحتلال ضمن السياسة الممنهجة لإدارة مصلحة السجون في سحب كل منجزات الحركة الأسيرة والامتيازات التي سبق ان انتزعها الأسرى بتضحياتهم ونضالهم».
وطالب المركز كافة المؤسسات الحقوقية والرياضية أيضاً، وفي المقدمة منهم الاتحاد العالمي لكرة القدم واللجان الاولمبية بـ»ضرورة الضغط على الكيان الصهيوني من أجل التراجع عن هذا القرار الظالم». وشدد على أهمية «فضح» هذه الممارسات التي قال إنها «تكشف الوجه الإجرامي الحقيقي للاحتلال».
ويوجد من بين الأسرى الفلسطينيين الكثير من الرياضيين، ومن ضمنهم لاعبو كرة قدم، وكذلك هناك من بين الأسرى مهتمون بمتابعة مباريات كرة القدم، خاصة المونديال، الذي ينظم مرة كل أربع سنوات، ويحظى بمتابعة كبيرة في كل العالم.
وتعتقل إسرائيل أكثر من 6500 أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء ورجال كبار في السن ومرضى، وجميعهم يعاملون معاملة قاسية، حيث يشتكون من التعرض للتعذيب والعزل الانفرادي، وحرمان الزيارة، ومن الإهمال الطبي، ومن سوء الطعام كما ونوعا.
وبسبب الإهمال الطبي والضرب الذي يتعرض له الأسرى، قضى العشرات منهم في سجون الاحتلال، فيما لا يزال الكثيرون يشتكون من عدم حصولهم على العلاج اللازم.
وفي سياق التضييق على الأسرى بشكل أكبر، أوعز وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد أردان، بإقامة لجنة عامة لفحص ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين. وقال إن مهمة اللجنة هي تقديم توصيات حول السبل الكفيلة بـ «تشديد ظروف اعتقال هؤلاء السجناء حتى الحد الأدنى الذي يلزمه القانون». وطلب من اللجنة دراسة ظروف الأسرى، وأن تكون الإجراءات الجديدة أكثر من المنفذة حاليا، بمنع الأسرى من مشاهدة المونديال، وحرمانهم من الزيارات، ومنع تسليم جثث الشهداء. وقال متوعدا في كلمة له خلال مؤتمر حول الإرهاب عقد في مدينة القدس المحتلة «يتعين على كل من يرتكب اعتداء، أن يعلم أنه إما سيدفع حياته ثمنا لذلك أو أنه سيقبع في السجن سنين طويلة».
وحسب ما ذكرت مصادر إسرائيلية، عقب قرارات الوزير الإسرائيلي، فإن اللجنة ستعرض عليه بعد استكمال عملها في غضون ثلاثة أشهر، توصيات بشأن قرارات التشديد الجديدة على الأسرى، والتي من شأنها أن تنتهك حقوقا جديدة لهم أقرتها القوانين الدولية.

إسرائيل تستخدم الرياضة لعقاب الأسرى وتقرر حرمانهم من مشاهدة كأس العالم وتشكل لجنة لفرض قيود إضافية

لبنان: باسيل يقذف بكرة النازحين إلى ملعب المجتمع الدولي: كفى

Posted: 13 Jun 2018 02:25 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : لم تتحقق أمنية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري بتأليف الحكومة قبل عيد الفطر ، هذا ما أعلنه بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو حيث يشارك من دون تشكيلة في افتتاح المونديال موضحاً أنه تاريخياً مع فريق البرازيل ولكن بوجود دولة عربية تلعب فسيكون معها.
وقال الحريري «لست متخوفاً من التأخير في تشكيل الحكومة وعلينا ان نفكّر بالانتاجية».وأكد على انه «يجب توضيح القانون رقم 10 وحثّ النظام في سوريا على شرح هذا الأمر بشكل واضح وتحديد حقّ اللاجئين في العودة إلى سوريا «.
وفي غمرة الاشتباك الذي فجّرته الإجراءات الأخيرة التي اتخذها وزير الخارجية جبران باسيل إزاء موظفي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، اعتراضاً على ما يعتبرها سياسات المجتمع الدولي القائمة على منع عودة اللاجئين السوريين، جال باسيل في عرسال التي كان من المفترض أن يخرج منها عدد من النازحين، حيث أكد « أن الوقت حان للقول للمجتمع الدولي: كفى «، مشدداً على أنه « لا يمكن انتظار الحل السياسي للأزمة السورية لعودة اللاجئين، بل العكس هو الصحيح»، مشيراً إلى « أن الإجراءات التي اتخذها أولية وتندرج في إطار صلاحياته في ملف سيادي لبناني».
واغتنم باسيل فرصة زيارته إلى البلدة للقاء رئيس البلدية باسل الحجيري وعدد من اللجان الممثلة للنازحين الراغبين بالعودة إلى بلدهم.
وقد أكد متحدث باسم اللاجئين في البلدة «أننا نريد العودة إلى بلادنا لأنها باتت آمنة»، داعياً الدولة اللبنانية إلى «تأمين الأمان للنازحين». واعتبر أنه « لو كانت الأمم المتحدة تريد أن تعيدنا إلى بلادنا فعلاً لأوقفت الحرب منذ الشهر الأول».
ورحّب الحجيري بباسيل في عرسال، شاكراً له وللدولة اللبنانية اهتمامها الجدي بمعالجة ذيول وتداعيات الأزمة السورية السلبية على لبنان»، مشدداً على أن «قرار عودة النازحين السوريين نابع من كامل إرادتهم في العودة طوعاً إلى سوريا». وأكد « أننا نحترم إرادتهم، علما أنهم يعتبرون أن الوضع في سوريا بات يسمح لهم بالسكن هناك بدلاً من الاقامة في المخيمات، علماً أننا غير نادمين على استضافتهم بيننا».
كذلك، تحدث عضو كتلة المستقبل النائب بكر الحجيري. فلفت إلى أنه « بعدما سمعنا السوريين وعرفنا عن الأمن والأمان في سوريا، نكون قد أدينا واجبنا «، وقال « تكفينا عذابات، علماً أنهم قالوا إنهم لم يأتوا مطرودين، وإن أحداً لم يعان بقدر عرسال».
واعتبر « أن زيارة وزير الخارجية لها وقع جديد لأننا نكون دخلنا في مكان اتهمنا فيه طويلاً «.واضاف « أرى أمامي أكثرية وسائل الاعلام التي تجنّى بعضها لشيطنة عرسال، فيما هي بلدة مناضلة وآمنة. ونتمنى للنازحين عودة ميّسرة ونأمل من اللجنة المختصة أن تواصل تسجيل أسماء الراغبين في العودة لأن من حقنا أن نرتاح».
وأوضح باسيل أنه « تذكّر حادثة دخول الإرهابيين إلى عرسال، وأنه طالب الجيش بتحرير الأرض اللبنانية «، مؤكداً أنه « لم يشكك يوماً في أن هذه البلدة ستعود آمنة. ونحن اليوم نعود إلى الوضع الطبيعي في عرسال «.
وقال « أتينا إلى عرسال لأن هناك نزاعاً بين لبنان والمجتمع الدولي، يتلخّص كالآتي: المفوضية تتحدث على منصتها الالكترونية عن منع العودة المبكرة، ونحن نريد تشجيع وتسريع العودة الآمنة والكريمة. وهذا فرق كبير. وما سمعته اليوم هو فحوى ما كنا ننادي به»، معتبراً « أن النازحين في عرسال فئتان: إحداهما تعتبر أن العودة مؤمنة وهم أهل القلمون الذين أمهلوا 3 أيام للتسجيل، فتسجّل منهم 3 آلاف، علماً أنهم لو أعطوا وقتاً كافياً، لبلغ العدد 31 ألفاً لأن الجميع يرغبون في العودة». وأشار إلى « أن الفئة الثانية، وهم أهل القصير، تعتبر أن ظروف العودة إلى هذه المنطقة غير مؤمنة وهم يريدون العودة وينتظرون السماح بذلك». واضاف « نقول إن العودة ليست قسرية ولا فورية، بل تتدرج على مراحل. إلا أنهم لا يتيحون لنا إطلاق المرحلة الأولى «.
وشدد على أن «العاملين للعودة أهم بالنسبة إلينا من الأمم المتحدة، ذلك أنه عندما تتجلّى إرادة اللبنانيين والسوريين في العودة، فهذا يكفي لتأمينها. ونحن نحتاج مساعدة الأمم المتحدة للتشجيع على العودة. ولتقدم المساعدات في سوريا ليتمكن أصحاب البيوت القائمة من العودة إليها، وليبني أصحاب البيوت المهدمة منازل جديدة»، مؤكداً « أننا لا نقبل إلا أن تكون العودة كريمة وآمنة. غير أن الوضع ما عاد يحتمل لأن الاقتصاد ينهار والشباب اللبناني يهاجر».
ولفت إلى «أنني راسلت وزير الخارجية السوري عندما شعرت أن هناك مساً بالحقوق، فأكد صون الملكية في الدستور، وأنهم يريدون عودة كريمة في سوريا وأن المصالحات جارية مع من قاتلوا ضد الجيش السوري، وهذه هي الضمانة الأهم للاجئين، وآن أوان العودة التي لا عودة عنها «.
وفي حوار مع الصحافيين، لفت باسيل إلى « أنني لا أعتقد أن الرئيس سعد الحريري أو أي لبناني يريد ما يجري للبنانيين والسوريين، ولا أحد يريد إشكالاً لا مع المفوضية ولا مع الأمم المتحدة، وأنا الأول في ذلك. لكن حان الوقت لنقول لهم كفى. ونحن نؤمن مصلحة لبنان التي يجب أن يحترمها الجميع، بعيدا من السياسات الكبيرة والصغيرة».
وأكد وزير الخارجية أنه « ليس غاضباً إزاء ما قامت به المفوضية»، معرباً « عن مفاجأته لأن المجتمع الدولي لا يحترم معياراً واحداً للعودة، وهناك من لا يلتزم ارادة وسيادة الدولة اللبنانية لجهة رسم سياستها الخاصة لحفظ استقلال لبنان وأمن الشعب اللبناني، وخيره وخير السوريين».
وتابع: «لا يمكن أن نقبل أن تهدف وكالة أممية، في 2018، إلى منع أو وقف العودة المبكرة للاجئين، فيما يجب أن يكون هدفهم تشجيع وتسهيل العودة الآمنة والدائمة للاجئين. لذلك، فإن كل ما أطالب به هو عودة تحترم مبادئ حقوق الانسان. يمكن أن تتحدث المفوضية مع اللاجئين لكن يجب أن تشجعهم، لا أن تسألهم إذا كانوا على دراية بأن العودة إلى سوريا خطرة، وأنها ستحرمهم المساعدات الأممية، فيما المنظمة قادرة على تقديم المساعدات نفسها إليهم في سوريا، بدليل أنهم يساعدون النازحين داخل سوريا، ما يعني عملياً أن، المفوضية تدعو النازحين إلى عدم العودة».
ودعا باسيل «المفوضية إلى تقديم خطتها لتشجيع السوريين على العودة»، معتبراً «أن سياسة المفوضية قائمة على منع العودة، فيما الدولة اللبنانية تشجع هذه العودة وتسهّلها».
ورداً على هجوم وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي عليه بعيد اتخاذه الإجراءات، أوضح « أن الخلاف على هذا الملف ليس جديداً، بل بدأ عام 2011، وسنتفق على صياغة هذا الأمر في البيان الوزاري»، مؤكداً « أن الحكومة العتيدة ستصدر ورقة جديدة لسياسة النزوح، وأن إرادة اللبنانيين ستجعلنا نتفق بعيداً من الانقسام السياسي لأن بلدنا سيقع واقتصادنا ينهار، ما يعني أننا لا يمكن أن ننتظر أكثر».
وإذ شدد على أنه « لا يمكن انتظار الحل السياسي»، أعلن « أن العودة هي الكفيلة بايجاد هذا الحل»، معتبراً « أن لبنان لم يوقّع معاهدة جنيف للاجئين (1951)، غير أنه قدّم النموذج الأفضل عن استضافتهم. وكل ما نطلبه من المفوضية هو احترام مفهوم اللاجئ. فأي شخص معرّف عنه على أنه لاجئ، يستطيع العودة إلى بلاده، لا يجوز أن يسمح له بالعودة إلى البلد المضيف».
وأوضح «أننا نريد من المفوضية أن تزودنا بلائحة بالعائدين إلى سوريا، وعدم السماح لهم بالعودة مجدداً إلى لبنان»، مشدداً على « أن بعبدا والسراي وقصر بسترس تريد عودة سريعة، وقد اتخذت إجراءات أولية تندرج ضمن صلاحاتي كوزير خارجية، وهي تتيح لي أكثر من ذلك. لكنني سأزور جنيف للقاء المفوض الأعلى للاجئين لأشرح له السياسة التي نريدها ومطبات عدم تنفيذها من قبل الأمم المتحدة، وأننا لا نريد مشكلة مع المنظمة ولا مع سواها في ملف سيادي. عليهم أن يحترموا السياسة التي نرسمها نحن ما دمنا أكثر إنسانية من أي دولة في العالم».

لبنان: باسيل يقذف بكرة النازحين إلى ملعب المجتمع الدولي: كفى

سعد الياس

 سجّل ترامب إنجازاً رمزياً وفشلاً جوهرياً

Posted: 13 Jun 2018 02:24 PM PDT

مناحيم بيغن قال ذات مرة إن «صعوبات السلام أفضل من آلام الحرب». بهذا المعنى فإن القمة بين دونالد ترامب وكيم جونغ أون التي عُقدت صباح يوم الثلاثاء في سنغافورة هي بشرى للانسانية. زعيمان كانا قبل أشهر معدودة هدّدا بعضهما بكارثة نووية، عقدا لقاء ودياً وتعهدا بتحسين العلاقة بينهما والسعي إلى السلام. في العالم الذي فيه الشكل أهم أحياناً من المضمون، يدور الحديث عن إنجاز مثير للانطباع، والذي في يوم ما سيعتبر تاريخياً.
ولكن الرغبة الطبيعية لتسوية النزاعات بالطرق الدبلوماسية، والاعتراف بأنه أحياناً أهمية اللقاء هي في مجرد عقده – من دون الحديث عن ميل الاعلام إلى تضخيم الاحداث إلى أبعاد غير واقعيةلا يمكنه إخفاء حقيقة أن المنتصر الاكبر في سنغافورة لم يكن رئيس الدولة الديمقراطية الاكبر في العالم، بل طاغية قاتل من إحدى الدول الظلامية في العالم.
كيم حظي بالشرعية والاحترام والمجاملات والعناق من رئيس الولايات المتحدة من دون التنازل عن أي شيء.
ترامب غمره بالمديح ووصفه بأنه زعيم حكيم ومسؤول وكفؤ. في مقابلة مع شبكة «إي.بي.سي» ادعى ترامب بأنه يبدو أن شعب كيم «يحبه بحماسة شديدة» وكأن كوريا الشمالية هي ديمقراطية مشتعلة وليست دولة معسكرات الاعتقال والقمع والاعدامات السياسية.
في إعلان المبادىء الذي وقّع عليه الزعيمان، منح ترامب كيم «ضمانات أمنية»، التي تعني مصادقة أمريكية على نظامه الفظيع. الرئيس الامريكي واصل منح كيم هدايا مجانية أيضاً في المؤتمر الصحافي المطول الذي عقد في نهاية المحادثات. بدون أن يبلغ مسبقا البنتاغون أو حلفاءه في سيئول، أعلن ترامب عن وقف المناورات العسكرية المشتركة في كوريا الجنوبية، حتى أنه سمّاها بـ «استفزازية»، وهذا تعبير معتاد عليه من قبل رجال الدعاية في بيونغ يانغ. واضاف أنه ينوي في نهاية الامر سحب القوات الامريكية من كوريا الجنوبية وهو الهدف الذي سعى اليه كل زعماء كوريا الشمالية منذ انتهاء الحرب الكورية قبل 65 سنة.
كيم وترامب قدما عرضاً جيداً للاعلام، لكن من ناحية جوهرية الجبل تمخض فولد فأراً. بقدر ما كان الظهور الاستعراضي كبيراً كانت الانجازات الاساسية صغيرة. على الرغم من محاولات ترامب لتعظيم وتمجيد صيغة الاعلان المشترك الذي وقّع عليه مع كيم، إلا أن الامر يتعلق بوثيقة عامة وفارغة، وربما كان من الافضل لترامب أن لا يوقع عليها أبداً.
منذ العام 1992 توافق كوريا الشمالية على «نزع سلاح شبه الجزيرة الكورية»، من السلاح النووي، كما يظهر في الصيغة التي وقّع عليها الآن كيم.
إلا أنه في الاطار المتفق عليه والذي وقع مع كوريا الشمالية في العام 1994، وفي إعلان مشترك لست دول أجرت مفاوضات على تجريد بيونغ يانغ من سلاحها النووي في العام 2005، وفي إعلان آخر للدول الست في 2007، فقد أخذت كوريا الشمالية على مسؤوليتها تعهداً أبعد بكثير من الذي نجح ترامب من أخذه من كيم. فقط رئيس يعتقد أن العالم خلق من جديد في يوم أدائه للقسم، يمكنه الادعاء بشكل جدي أن الامر يتعلق بانجاز جوهري وليس فقط رمزياً.
علاوة على ذلك، فقد تميز البيان أكثر بما ليس فيه مما يوجد فيه. خلافا للتعهدات التي اخذتها بيونغ يانغ على نفسها في الماضي، فليست هناك في البيان كلمة عن استعداد كوريا الشمالية للانضمام من جديد لميثاق منع نشر السلاح النووي، وليست فيه كلمة واحدة عن وسائل للتحقق من تنفيذ تعهدات كوريا الشمالية والرقابة عليها، كما لا توجد فيه أيضاً كلمة واحدة عن وقف انتاج البلوتونيوم أو جهود التوصل إلى القنبلة الهيدروجينية.
في المؤتمر الصحافي قال ترامب إن كيم قدم تعهدات شفوية لتفكيك قواعد إنتاج محركات الصواريخ. ولكن ليست هناك أية كلمة عن ذلك في البيان المشترك. هذا رغم أن تطوير القدرة القارية لصواريخ الشمال هو الذي دفع الولايات المتحدة إلى البحث عن حل سياسي للتهديد المتزايد الموجه ضدها.
صحيح أن البيان تضمن أيضاً تعهداً بإعادة جثث مفقودين أمريكيين من فترة الحرب، لكنه لا يذكر المواطنين اليابان ومواطني كوريا الجنوبية الذين اختطفوا على أيدي كوريا الشمالية. بشكل عام، ليس فيه أي ذكر لهاتين الدولتين حليفتي الولايات المتحدة والمهددتين بصورة متواصلة من قبل بيونغ يانغ. البيان أيضاً تجاهل تماما خرق حقوق الانسان من قبل نظام كوريا الشمالية، وبالتأكيد ليست فيه أية إشارة إلى أن كيم ينوي حقا تحرير شعبه من الاضطهاد ومن العوز. بناء على ذلك: كيم تلقى من ترامب ختم الصلاحية على مواصلة طريقه الاستبدادي.
ترامب ربما اعتقد أن القمة ستسكت منتقديه، وتثبت قدراته الفريدة في «فن الصفقات» وتثبت تفوقه على سلفه. لقد حاول تفصيل انجازاته في المؤتمر الصحافي، لكن غياب هذه الانجازات، اضافة إلى عدم إلمامه بالتفاصيل، خلق أقوالاً متفرقة ذكّرت بصيغة نبوءة «النبي الممل» في فيلم «حياة بريان» لمونتي بايتون: «سيأتي يوم تكون فيه شائعات عن أمور لا تنجح، ويكون هناك تشويش كبير بخصوص وضع الامور في نصابها، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث مع الامور الصغيرة».
أكثر من تحليل للوقائع، فإن تبجح ترامب كان سيعتبر معلومات خيالية، التي ذكرها كيم في بداية محادثاته مع الرئيس.
نتائج قمة سنغافورة والبعد بينها وبين التوقعات العالية التي خلقها ترامب قبلها، لم تخفف الانتقاد الذي تعرض له الرئيس على سلوكه في قمة «الجي سبعة»، بل ستزيده. الفجوة بين اللعوب المتحمس الذي يمثله ترامب وبين الطاغية من بيونغ يانغ مقابل تنكيله بجستين ترودو الكندي، زعيم الحليفة الاقرب للولايات المتحدة، فقد أصبح أكثر فظاظة وإثارة. ترامب أيضاً لم يأخذ أي عبرة: في الوقت الذي كان يثني فيه على صديقه الجديد كيم، واصل ضرب ترودو أيضاً من سنغافورة وقال «إنه سيدفع المزيد من المال» على مواقفه في موضوع ضرائب الحماية.
من المفهوم أنه بقي أمل أن تثمر المحادثات العتيدة بين وزير الخارجية مايك مومبايو وبين ممثل كبير من كوريا الشمالية، اتفاقات أكثر عملية. إذا صدقنا ترامب فإن كيم سيتخذ في المستقبل القريب خطوات ستثبت حسن نواياه: خطوات كهذه إذا كانت مقنعة، ستسجل القمة كنجاح كبير أكثر مما تبدو عليه اليوم. في هذه الاثناء، مع ذلك، فإن الانجازات الوهمية لترامب تضع محط الهزء استهزاءه المتواصل بالاتفاق النووي مع إيران، وهو أحد الاتفاقات المتشددة والمفصلة التي وقعت في يوم ما لتقييد التزود بالسلاح النووي.
إذا قمنا بالمقارنة التي تحولت إلى كليشيه، لو أن باراك أوباما عاد من سنغافورة مع بيان شامل وفارغ مثل الذي وقع عليه ترامب لكانوا اتهموه بالاستخذاء أمام الديكتاتور إذا لم يكن خيانة الوطن.
لقد أثبت ترامب من جديد أن البيانات الصاخبة واللهجة الشديدة لا يمكنها ان تشكل بديلا مناسبا عن التعمق في المادة والانشغال في التفاصيل، التي تشكل اللبنات الاساسية لعمل سياسي جدي. لقد قفز عن أعداد الارضية، وتنازل عن العمل التحضيري وانتقل مباشرة إلى قمة مغطاة إعلامياً. ترامب، مثل إسرائيليين كثيرين، يعتقد أنه الوحيد، وهو يعتقد أنه هو، فقط هو، الذي يستطيع تربيع الدائرة وتحقيق انجازات تاريخية لم يحققها سلفه. عندما سيعود إلى الولايات المتحدة ويقرأ عناوين الصحف، سيصاب بخيبة أمل شديدة. سيكتشف أن الواقع مر وأن منتقديه يواصلون ضربه بلا رحمة وأن جزءاً بارزاً من مؤيديه باستثناء شبكة فوكس بالطبع، يملأون أفواههم بالماء بسبب كثرة الاحراج. الآن يجب البدء بالاهتمام بكيفية رده على الاحباط ومن هو الذي سيقع عليه غضبه لأنه عرض ثانية كهاو ودجال.

هآرتس 13/6/2018
حيمي شليف

 سجّل ترامب إنجازاً رمزياً وفشلاً جوهرياً

صحف عبرية

النظام وروسيا يرتكبان عشرات المجازر في إدلب خلال عام من «خفض التصعيد»

Posted: 13 Jun 2018 02:24 PM PDT

أنقرة – «القدس العربي»: كشفت منظمة حقوقية أن اتفاق «خفض التصعيد» في مدينة إدلب، الذي وقعت عليه روسيا قبل عام، شهد مئات الانتهاكات وعشرات المجازر وسقوط أكثر من ألف شهيد بينهم أطفال ونساء.
وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير لها حول تطبيق الاتفاق في إدلب بعد مرور عام كامل على التوقيع عليها في اجتماعات «آستانة»، أن القوات الروسية وقوات نظام الأسد ارتكبت أكثر من 30 مجزرة مروعة في مناطق مختلفة في محافظة إدلب، ما تسبب باستشهاد نحو 1109 مدنيين بينهم 255 طفلاً، و209 سيدات.
وأبرزت اعتداء روسيا ونظام الأسد على 233 منطقة حيوية وخدمية، بينها 50 مدرسة و34 مشفى ومركزاً صحياً، و16 سوقاً يتجمع فيه المدنيون. وبيّنت الشبكة في تقريرها، أن القوات الروسية ونظام الأسد، لم تتوقف عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وقالت إنه تم استخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة خان شيخون في ريف إدلب، بالإضافة لاستخدام الذخائر العنقودية 19 مرة، والذخائر الحارقة 16 مرة، وإلقاء أكثر من 700 برميل متفجر.
واتهمت الشبكة روسيا وإيران ونظام الأسد، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مطالبةً بإحالة تلك الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية، لمحاسبة المسؤولين عنها بشكل مباشر، وتوسيع العقوبات الدولية لتشمل النظام الروسي والإيراني المتورطين بشكل مباشر في تلك الجرائم ودعم نظام الأسد في استخدامه للأسلحة الكيميائية والمحرمة دولياً.
وتشهد مناطق إدلب وريفها، تصعيداً عسكرياً من روسيا ونظام الأسد، وتتعرض المدن والبلدات لقصف شبه يومي بالطيران الحربي والمروحي واستهداف مدفعي وصاروخي، ما تسبب باستشهاد عشرات المدنيين ووقوع مجازر عدة، وتدمير مراكز صحية.
وشدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، على ضرورة تأمين الحماية الكاملة من الأمم المتحدة لإدلب وريفها، على اعتبار أنها باتت تضم نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم من المهجرين قسرياً. ودعا المنظمات الإنسانية إلى تقديم الدعم العاجل للمهجرين الذين لا يجدون مأوى ويفتقرون لأبسط مقومات الحياة.

النظام وروسيا يرتكبان عشرات المجازر في إدلب خلال عام من «خفض التصعيد»

رئيس حزب تونسي: شخصيات سياسية نافذة تحمي وزير الداخلية السابق المتهم بالخيانة

Posted: 13 Jun 2018 02:24 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قال رئيس حزب تونسي إن شخصيات سياسية نافذة تحمي وزير الداخلية السابق ناجم الغرسلي المُتهم بـ«الخيانة»، فيما نفى وزير الداخلية المكلف غازي الجريبي تكليف فرقة أمنية خاصة للقبض عليه.
وقال الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق إنه ليست هناك أي رغبة أو إرادة سياسية للقبض على وزير الداخلية الأسبق ناجم الغرسلي المتهم بالتآمر على أمن الدولة، مضيفاً: «كيف يمكن لشخص مطلوب للعدالة أن لا يتم إيقافه خاصة بعد مرور مهلة 48 ساعة التي أمهلها رئيس الحكومة لوزير الداخلية المقال للقبض على الغرسلي؟»، مشيراً إلى وجود شخصيات سياسية نافذة (لم يحددها) تُوفّر الحماية للغرسلي.
وكانت مصادر صحافية أكدت أن وزارة الداخلية التونسية كلّفت فرقة أمنية خاصة بمكافحة الإرهاب، بالقبض على وزير الداخلية الأسبق، ناجم الغرسلّي.
إلا أن وزير الداخلية المكلف غازي الجريبي أكد أن هذه الأخبار «لا أساس لها من الصحة»، لكنه أشار إلى أن الوزارة تتعامل «بكل مسؤولية» مع كل الملفات التي تضم بطاقات جلب وتفتيش.
ويواجه الغرسلي تهماً تتعلق بـ«التآمر على أمن الدولة ووضع النفس على ذمة جيش أجنبي زمن السلم». وقد صدرت بحقه بطاقة جلب من قبل القضاء التونسي الذي صنفه في وقت سابق كفارّ من العدالة بعد امتناعه عن حضور جلسات محاكمته.

رئيس حزب تونسي: شخصيات سياسية نافذة تحمي وزير الداخلية السابق المتهم بالخيانة

قرابة 250 ألف مغربي في اسبانيا في وضع غير قانوني بسبب التطبيق المجحف لقانون الهجرة عليهم

Posted: 13 Jun 2018 02:23 PM PDT

مدريد – «القدس العربي» : كشفت أرقام رسمية عن وجود 250 ألف مغربي في وضع غير قانوني في إسبانيا، ولا يتعلق بالمهاجرين المغاربة أتوا في ظروف الهجرة السرية بل بمهاجرين مغاربة كانوا يقيمون في هذا البلد الأوروبي وفقدوا وضعهم القانوني نتيجة التطبيق المجحف لقانون الهجرة ضد المغاربة دون باقي الجنسيات.
وكشفت وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي» في خبر لها خلال الأسبوع الجاري عن هذا الرقم الكبير جداً، معتمدة على إحصائيات مغربية وإسبانية، وهذا يعني وجود تقرير أنجزه البلدان حول هؤلاء المهاجرين. وتتحدث الوكالة عن وجود عائلات بكاملها في وضع غير قانوني في إسبانيا، وتشير الى تسامح السلطات الإسبانية التي لا تطبق الطرد إلا في حالات تورط المهاجرين في الإجرام. ويبقى رقم 250 ألفاً تقريبي فقط لأن الكثير من الخبراء يتحدثون عن رقم لا يتجاوز 200 ألف في أقسى الحالات. كما يطالب الخبراء بالفصل بين المغاربة الذين كانوا في وضع قانوني وفقدوا الإقامة وبين أولئك الذين يأتون في قوارب الهجرة.
ورغم ذلك، 200 ألف يبقى الرقم مهولاً وخطيراً للغاية، ويبرز أن ربع المهاجرين المغاربة في هذا البلد الأوروبي يعيشون في وضع غير قانوني وبالتالي يتعرضون لخروقات حقوق الإنسان وللتهميش المطلق.
وتوجد عوامل متعددة وراء هذا الرقم الكبير جداً من المهاجرين المغاربة في وضع غير قانوني، ويعود هذا الى سنة 2010 أساساً. وفي هذا الصدد، الأزمة الاقتصادية العميقة التي ضربت إسبانيا تقف وراء ارتفاع المهاجرين السريين المغاربة. ولم يستطع الكثير من المهاجرين تجديد بطاقة الاقامة بسبب عدم تأدية الضمان الاجتماعي وبسبب عدم تقديم عقد الشغل الذي يثبت استطاعة المهاجر العيش في إسبانيا اقتصادياً. وبهذا، يسقط المهاجر القانوني في فخ الوضع غير القانوني. وهذه من الحالات القليلة في أوروبا بحكم بنود قانون الهجرة غير المناسب.
وفي المقام الثاني، ارتفع عدد المهاجرين السريين بسبب ارتفاع ظاهرة قوارب الهجرة خلال الأربع سنوات الأخيرة، حيث تقدم إسبانيا رقم المهاجرين الذين يتم إيقافهم، ويكون بضعة آلاف بينما نسبة كبرى تنجح في الوصول الى هذا البلد. وعادت ظاهرة قوارب الهجرة بسبب الوضع الاجتماعي المظطرب في البلاد نتيجة ارتفاع الفقر وانسداد آفاق المستقبل لدى الشباب، علماً أن شريحة الشباب هي الغالبية في المغرب.
في غضون ذلك، يعتبر قانون الهجرة الإسباني مجحفاً للغاية في الكثير من بنوده، فلا يضمن استمرار المهاجر في وضع قانوني إذا فقد العمل ولم يؤد الضمان الاجتماعي. ويبقى المثير هو تطبيق السلطات الإسبانية قانون الهجرة بشكل متشدد ومبالغ فيه على المغاربة دون غيرهم من باقي الجنسيات وخاصة أمريكا اللاتينية. ويلجأ الكثير من المهاجرين المغاربة الى القضاء للطعن في قانون الطرد، لكن الدعاوى تبقى لمدة طويلة أمام القضاء بسبب الاكتظاظ.
وفي الوقت ذاته، لا يتمتع المغاربة بالحقوق التي يتمتع بها مهاجرو أمريكا اللاتينية، فمهاجرو هذه الدول يحصلون على الجنسية بمجرد قضاء سنتين، بينما يضطر المغربي الى الانتظار عشر سنوات من الإقامة القانونية، وانتظار ما بين سنتين وخمس سنوات في إجراءات الحصول على الجنسية.

قرابة 250 ألف مغربي في اسبانيا في وضع غير قانوني بسبب التطبيق المجحف لقانون الهجرة عليهم

حسين مجدوبي

تأييد دولي لحل إشكالية اسم «مقدونيا» بين اليونان وجمهورية مقدونيا الشمالية

Posted: 13 Jun 2018 02:22 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة)- «القدس العربي» :رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالاتفاق الذي توصلت إليه اليونان وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة والذي حسم الفرق بين الجانبين االمعنيين في قراري مجلس الأمن للأمم المتحدة 817 (1993) و 845 (1993).
جاء ذلك في بيان صدر أمس الأربعاء عن المتحدث الرسمي للأمين العام ستيفان دوجريك. وأثنى الأمين العام في بيانه على الأطراف المعنية لتصميمها على إنهاء هذا النزاع الطويل الأمد، والذي يؤثر على إستقرار المنطقة بشكل خاص وأوروبا بشكل عام.
كما هنأ الأمين العام جميع الذين شاركوا بشكل بناء في الجهود التي أدت إلى الاتفاق وخاصة جهود «مبعوثه الشخصي، ماثيو نيميتز الذي جسّد قيم المثابرة والصبر والدبلوماسية الهادئة في تيسير هذا الاتفاق التاريخي على مدى سنوات عديدة». وحث الأمين العام جميع المواطنين في البلدين على الاجتماع سوية لدفع العملية السلمية إلى الأمام سواء من خلال مبعوثه الشخصي أو من خلال وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها ذات الصلة. وأضاف البيان: «إن الأمين العام مقتنع بأن حل هذا النزاع الطويل الأمد سيكون له تداعيات إيجابية في أوروبا وخارجها، ويأمل في أن يستلهم الأطراف في الصراعات التي طال أمدها من هذا التطور والعمل من أجل التوصل إلى تسوية تفاوضية دون مزيد من التأخير». وكانت القيادتان اليوناينة والمقدونية قد توصلتا الثلاثاء إلى اتفاق حول الاسم المتنازع عليه ليكون «جمهورية مقدونيا الشمالية» وبالتالي ينتهي إستعمال «جمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة» والذي ظل قيد الاستخدام لمدة 27 سنة. من جهة أخرى أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا، وصل «القدس العربي» نسخة منه، يرحب بالاتفاق ويعبر عن تهاني الولايات المتحدة لرئيس الوزراء اليوناني، الكسيس تسيبراس، ونظيره المقدوني، زوران زايف، بالاتفاق التاريخي لحل النزاع حول الاسم. وأكد البيان أن هذا الحل سوف يفيد البلدين وسيعزز الأمن والازدهار الإقليمي. وأضاف البيان: «لقد أظهر رئيسا الوزراء زايف وتسيبراس الرؤيا والشجاعة والمثابرة في سعيهما للتوصل إلى حل مقبول من الطرفين». كما أشاد بيان وزارة الخارجية الأمريكية بمعبوث الأمم المتحدة، ماثيو نيميتز، على جهوده الثابتة على مدار أكثر من عقدين لإنهاء هذا النزاع.

تأييد دولي لحل إشكالية اسم «مقدونيا» بين اليونان وجمهورية مقدونيا الشمالية

عبد الحميد صيام

إيران قلقة إزاء احتمال تزويد كوريا الشمالية أمريكا بمعلومات حساسة عن الجزء السري لبرنامجها النووي

Posted: 13 Jun 2018 02:22 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: أظهرت تقارير صحافية قلقا إيرانيا متزايدا إزاء إمكانية تزويد كروريا الشمالية الولايات المتحدة الأمريكية بمعلومات حساسة عن الجزء السري لبرنامج إيران النووي والصاروخي، التي تعتبر بيونغ يانغ بأنها مزود إيران الرئيسي بالتقنيات الحساسة العسكرية النووية والصاروخية خلال العقود الـ3 الماضية.
وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» نقلاً عن كبير خبراء مركز دراسات «أتلانتيك كاونسول» للشؤون الدولية، بأن القلق في طهران يتزايد إزاء صفقة محتملة بين واشنطن وبيونغ يانغ حول تزويد الأخيرة الجانب الأمريكي بمعلومات حساسة عن الجزء السري لبرنامج إيران النووي والصاروخي.
وأضافت أن طهران تراقب بدقة إمكانية حصول توافق شامل بين بيونغ يانغ وواشنطن وانعكاس ذلك سلباً على ملفاتها السرية المتعلقة بتطوير قدراتها لامتلاك القنبلة الذرية والصواريخ القادرة على حمل الرؤوس النووية.
وأوضحت الصحيفة بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تخف تذمرها من «قمة سنغافورة» بين الرئيسين الأمريكية والكوري الشمالي، دونالد ترامب وكيم جونغ أون، وأنها انتقدت جلوس الأخير مع نظيره الأمريكي على طاولة واحدة، وأنها تراقب عن كثب ما يحصل في هذا الملف، لأن طهران تعلم جيداً بأنه من الوارد جداً أن يكون تزويد بيونغيانغ واشنطن بمعلومات حساسة عن الجزء السري لبرنامجها النووي والصاروخي، كجزء من اتفاقية شاملة بين العاصمتين. ولفتت «واشنطن بوست» النظر إلى أن سجل التعاون العسكري والنووي بين إيران وكوريا الشمالية هو تاريخي وقديم، وأنه يعود إلى فترة الحرب بين العراق وإيران، حينما كانت كوريا الشمالية تزود الأخيرة بالصواريخ البالستية، واستمر هذ التبادل السري حتى الآن.
وعلى صعيد آخر، أقر مجلس العموم الكندي مشروع قانون لإيقاف جميع المفاوضات بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وصنف الحرس الثوري على قائمة التنظيمات الإرهابية. وأفادت صحيفة «تورنتو سان» الكندية بأن برلمان البلاد أقر مشروع إيقاف جميع المفاوضات بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران، كما أن هذا القرار ينص على إدراج الحرس الثوري في قائمة الإرهاب.
ويشار إلى أن «غارنت غينويس» النائب المحافظ في البرلمان الكندي، هو من قدم اقتراح هذا القانون. الجدير بالذكر أن الحكومة الكندية قامت بإيقاف علاقاتها الدبلوماسية مع إيران منذ عام 2012 في عهد الرئيس السابق «ستيفن هاربر»، ألا أن أوتاوا أعلنت عن استعدادها لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع طهران بعد إبرام الاتفاق النووي بين إيران ودول «5+1» عام 2015 وذلك عقب وصول «جاستن ترودو» إلى سدة الحكم وبعد فوز حزبه الليبرالي في الانتخابات البرلمانية في كندا. والملفت في الأمر هو أن جاستين ترودو كان من بين مؤيدي القانون الجديد.
فيما أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، بهرام قاسمي، قرار مجلس العموم الكندي الرافض لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران وكذلك وضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب.
وأشار إلى قرار مجلس العموم الكندي الرافض لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران وكذلك كيل الاتهامات ضد مؤسسات عسكرية إيرانية، وأعرب عن عدم ارتياحه لهذا القرار، واعتبره قراراً غير بناء يصوت عليه مجلس العموم الكندي.
وأضاف «رغم أن التصويت على هذا القرار لا يزال في مراحله الأولى، وسيحتاج مزيدا من الوقت والإجراءات لكي يتحول إلى قانون لكن وفي حال تم التصويت عليه بشكل نهائي، فإنه يعتبر خطأ استراتيجيا ومحوريا».
وحذر من تبعات المصادقة على هكذا قرارات ومشاريع غير مدروسة، معرباً عن أمله بأن تعمل الحكومة الكندية-انطلاقاً من معرفتها التامة بالسياسات الواضحة للجمهورية الإسلامية-على منع المصادقة النهائية على هذا المشروع وتحول دون آثاره المخربة على العلاقات بين البلدين.

إيران قلقة إزاء احتمال تزويد كوريا الشمالية أمريكا بمعلومات حساسة عن الجزء السري لبرنامجها النووي

محمد المذحجي

حزب التقدم والاشتراكية المغربي: الأوضاع العامة في البلاد لا تبعث على الارتياح وتتطلب من الجميع تحمّل المسؤولية

Posted: 13 Jun 2018 02:21 PM PDT

الرباط – «القدس االعربي»: قال حزب مغربي مشارك في الحكومة أن الأوضاع العامة في البلاد لا تبعث على الارتياح ويستلزم من الجميع الجرأة والجدية والإقدام في تحمل المسؤولية.
وأكد حزب التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي المغربي سابقا) أن «الأوضاع العامة في بلادنا لا تبعث على الارتياح، وأننا أمام ارتباك حقيقي في كيفية التعاطي مع هذه الأوضاع ومع ما يتم التعبير عنه من مطالب ملحة لا تحتمل السقوط في المزايدات الرخيصة، أو في ردود فعل ذاتية خاطئة».
وقال بلاغ للحزب بعد اجتماع مكتبه السياسي إن الأمر يستلزم، «خاصة بالنسبة لمكونات الغالبية الحكومية، الجرأة والجدية والإقدام في تحمل المسؤولية، و اتخاذ المبادرات الكفيلة بالتفاعل الايجابي والمسؤول مع التعبيرات السياسية والاجتماعية النابعة من أوساط شعبية مختلفة». وقال البلاغ ان المكتب السياسي تدارس مساء أول أمس الثلاثاء تطورات الوضع الوطني في مختلف أبعاده، ومواصلة تدارس منهجية عمل المكتب السياسي للحزب خلال الولاية الحالية. وجدّد نداءه «بضرورة بث نفس ديمقراطي قوي في مسار الإصلاح بما يضمن فتح آفاق جديدة تجعل المواطنات والمواطنين يستعيدون الثقة في هذا المسار، ويتعبأون للإسهام في بلورة الإصلاحات الأساسية التي تمكن من تعزيز البناء الديمقراطي والمضي قدماً في تفعيل مضامين الدستور وإرساء عدالة اجتماعية حقيقية تضمن العيش الكريم في كنف الحرية والاستقرار».
وعبّر الحزب الحكومي (3 حقائب) على «ضرورة أن تحرص الحكومة وباقي أطراف الغالبية التي تسندها، ومنها حزبنا، على تكثيف الحضور السياسي والتواصل مع المواطنات والمواطنين، واتخاذ ما يلزم من مبادرات كفيلة بمباشرة الإصلاحات الأساسية، خاصة على صعيد بلورة نموذج تنموي اقتصادي واجتماعي جديد، وتعزيز دولة القانون في المجال الإقتصادي بدءاً بتفعيل دور مجلس المنافسة، ومحاربة الاحتكار وحماية المنتجين».
وشدّد الحزب على «ضرورة الاهتمام بأوضاع صغار الفلاحين والتعاونيات المنظمة لهم، وتعبئة الإمكانات المتاحة، باستعجال وبكيفية استثنائية، لدعم الفلاحين المتضررين خاصة عبر صندوق تنمية المناطق القروية والجبلية، واعتماد سياسة عمومية جريئة للنهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني على المدى المتوسط تهم دعم التعاونيات بمختلف أنواعها والفلاحية منها على وجه الخصوص».
ودعا إلى «المواكبة الفعالة للعاملات والعمال المتضررين من تداعيات المقاطعة عبر حماية حقهم في الشغل أساساً وكذا الحقوق و التعويضات التي يضمنها القانون في حالة فقدانه». واعتبر أن «ملف الحوار الاجتماعي يتعين أن يحظى بالأولوية وذلك في أفق التوصل إلى نتائج ملموسة تنعكس إيجاباً على مستوى عيش الشغيلة، خاصة عبر إرساء شبكة فعالة للحماية الاجتماعية والزيادة في الدخل وضمان حد أدنى منه يمكن من العيش بكرامة».

حزب التقدم والاشتراكية المغربي: الأوضاع العامة في البلاد لا تبعث على الارتياح وتتطلب من الجميع تحمّل المسؤولية

السيسي: لا بدّ أن نتألم لنصبح دولة

Posted: 13 Jun 2018 02:21 PM PDT

القاهرة ـ « القدس العربي»: دافع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن زيادة أسعار الكهرباء، مؤكدًا أنها «أقل بكثير من تكلفتها الحقيقية».
وقال في كلمة له خلال حفل إفطار، شرقي القاهرة مساء الثلاثاء: «أؤكد لكم يا مصريين أن هذه الشرائح هي أقل بكثير من تكلفتها الحقيقية». وأضاف السيسي: «إذا أردنا أن نصبح دولة، لا بد أن ننظر إلى التحدي الذي أمامنا، ونقف على خط واحد، ولا بد أن نتألم ونقاسي للوصول إلى هدفنا».
وقررت الحكومة المصرية، الثلاثاء، رفع أسعار شرائح استهلاك الكهرباء للاستخدام المنزلي، بمتوسط 26 في المئة وتصل حتى 69.2 في المئة، اعتبارًا من مطلع يوليو/ تموز المقبل الذي يمثل بداية السنة المالية في مصر.
يأتي ذلك ضمن برنامج للإصلاح الاقتصادي تنفذه القاهرة تحت إشراف صندوق النقد الدولي، في نوفمبر/ تشرين ثاني 2016، لإصلاح الاختلالات الهيكلية التي يعانيها الاقتصاد، وحصلت بموجبه على 6 مليارات من إجمالي قرض بقيمة 12 مليار دولار.

السيسي: لا بدّ أن نتألم لنصبح دولة

الحكومة الفلسطينية تمتدح 27 دولة لدعمها قرارا لصالح المرأة وتعيب على أمريكا وبريطانيا وكندا تصويتها ضده

Posted: 13 Jun 2018 02:20 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: قدمت الحكومة الفلسطينية الشكر لـ 27 دولة في العالم، صوتت لصالح مشروع قرار دولي بحق المرأة الفلسطينية، فيما عابت على كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا، لتصويتها ضد القرار الذي امتنعت عن التصويت عليه13 دولة. ورحب المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود، بالقرار الذي طالب بامتثال اسرائيل «السلطة القائمة بالاحتلال امتثالا تاما لأحكام ومبادئ القانون الدولي ذات الصِّلة من أجل حماية حقوق النساء الفلسطينيات وأسرهن».
ووجه التحية الى المرأة الفلسطينية، التي قال إنه رغم كافة المعيقات ورغم صلف الاحتلال وداعميه وبطشه «قدمت نموذجا فريدا ومميزا في استمرار حضورها على كافة المستويات الكفاحية والثقافية والمجتمعية والسياسية». وأكد أن المرأة قدمت الصورة الحقيقية للمرأة في العالم ودورها في هندسة الحياة البشرية واستمراريتها وسلامتها، وحافظت بذلك على قداسة رمزيتها التي حملتها لنا الحقب والمراحل الحياتية الإنسانية المتتابعة منذ فجر التاريخ.  
وكان القرار الأممي الذي اعتمده المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، قد جدد التأكيد على ان الاحتلال الاسرائيلي ما زال يشكل العقبة الرئيسيّة التي تحول بين النساء الفلسطينيات وتقدمهن ومشاركتهن في تنمية مجتمعهن. وأعرب المجلس الذي اعتمد القرار، عن بالغ أسفه لمرور 50 سنة على الاحتلال الإسرائيلي. وأهاب بالمجتمع الدولي أن يواصل تقديم المساعدات والخدمات الملحة والمساعدات الطارئة بصفة خاصة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تعاني منها النساء الفلسطينيات وأسرهن والمساعدة في إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية ذات الصلة.
وأهاب القرار أيضاً بالمانحين الدوليين بالوفاء دون إبطاء بجميع التعهدات التي قطعوها على أنفسهم في مؤتمر القاهرة في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014، من أجل التعجيل بالمساعدة الإنسانية وعملية إعادة الإعمار في قطاع غزة.
وطالب القرار بأن تمتثل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، امتثالا تاماً لأحكام ومبادئ وصكوك القانون الدولي ذات الصلة من أجل حماية حقوق النساء الفلسطينيات وأسرهن.

الحكومة الفلسطينية تمتدح 27 دولة لدعمها قرارا لصالح المرأة وتعيب على أمريكا وبريطانيا وكندا تصويتها ضده

جمعية حقوقية مغربية تدين قرار السلطات منع إفطار «التعايش بين الأديان» في كنيسة في الرباط

Posted: 13 Jun 2018 02:20 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أدانت الجمعية المغربية للحقوق والحريات الدينية قرار السلطات المغربية، بمنع إفطار «التعايش بين الأديان» الذي كان مقرراً أول أمس الثلاثاء في كنيسة القديس بطرس في الرباط، على إثر ما اعتبرته «تدخلاً للسلطات في الساعات الأخيرة خارج القانون».
واستنكرت الجمعية، في بلاغ ارسل لـ»القدس العربي» اعتداءات متكررة تتعرض لها الحريات الدينية في المغرب، منها «منع مجموعات دينية من ممارسة شعائرها، وعسكرة محيط المعابد البيتية بعد غلق الكنائس الرسمية في وجه المسيحيين المغاربة وغياب المعابد الرسمية بالنسبة للأحمديين والبهائيين فضلاً عن خروقات أخرى متمثلة في صعوبة الحصول على وثائق الزواج إذا لم يكن المواطن مسلماً سنّياً، في إطار تمييز عنصري تمارسه سلطات الدولة على أساس الدين».
وأضافت الجمعية أن «هذا التضييق الذي استهدف مؤخراً حتى المسلمين داخل المساجد، بمنعهم في العديد من المدن المغربية من الاعتكاف داخل المساجد، يعد حلقة من سلسلة ممنهجة تروم القضاء على غير المسلمين على المذهب المالكي الأشعري السنّي الذي تتبناه وتدعمه السلطة». وأشارت إلى إدانة حقوقيين ومثقفين وجمعويين لسلطات ولاية الرباط على خلفية رفضهم تسلم الملف القانوني للجمعية المغربية للحقوق والحريات الدينية، بدعوى أنها تستهدف النظام الملكي والدين الإسلامي وطالبت الجمعية بـ»ضمان حق كل فرد في الحرية الدينية من دون تمييز على أساس العرق أو السلالة أو الأصل الإثني، ومعالجة وتأمين الحق في التعريف الذاتي، وإدانة التفضيل والتمييز الديني والقضاء عليه، مع القضاء على التمييز الشائع ضد الأقليات الدينية، ومكافحة الأحكام المسبقة، والاعتراف الرسمي بالأقليات الدينية بموجب الاتفاقيات الدولية ذات الصلة التي وقع عليها المغرب، والترويج لثقافات أديانها داخل المجتمع».
وأوصت بـ«وضع ضمانات ملموسة للحفاظ على تواجد الأقليات الدينية والسماح بمزيد من التقدم في مجال الحريات الدينية (وضع حد للتمييز العنصري الذي يستهدفها، حق تأسيس الجمعيات الخاصة بها في إطار حقها في المشاركة في الحياة العامة، السماح بالزواج المدني، وحريات الاحتفال بمناسباتهم الدينية..) ، وذلك عبر التحلي بما يكفي من الإرادة السياسية التي لا لبس فيها، لتعزيز القوانين والمؤسسات من أجل حماية حقوق وحريات الأقليات الدينية وتهيئة المناخ السياسي لذلك».
ودعت الجمعية إلى «إجراء إحصاء للحصول على معلومات أساسية عن حالة الجماعات المنتمية إلى الأقليات الدينية ووضعها في المغرب، ومن شأن رصد حالتهم وأعدادهم رسم سياسات عمومية للنهوض بالأوضاع الحقوقية والثقافية والاجتماعية للأقليات، بما في ذلك وضع برامج تعالج إشكالية الاستبعاد والتمييز، اعتباراً لهذا النوع من الانتماء، مع تكريس اهتمام مؤسساتي في شكل آليات متخصصة لتيسير وتصميم وتنفيذ التشريعات والسياسات والبرامج المتصلة بالأقليات الدينية، تسمح بالتعددية الدينية والمذهبية وذلك من أجل إمكانية الحفاظ على هويات تلك الأقليات».

جمعية حقوقية مغربية تدين قرار السلطات منع إفطار «التعايش بين الأديان» في كنيسة في الرباط

رئيس الشاباك: أحبطنا 250 عملية فلسطينية منذ مطلع العام

Posted: 13 Jun 2018 02:19 PM PDT

الناصرة -«القدس العربي»: قال رئيس المخابرات العامة ( الشاباك) نداف أرغمان «إن جهازه الأمني تمكن منذ بداية 2018 من إحباط 250 عملية جدية ضد أهداف إسرائيلية، تضمنت محاولات تنفيذ عمليات انتحارية واختطاف وإطلاق نار». جاء ذلك في كلمة ألقاها أرغمان في المؤتمر الدولي لوزراء الأمن الداخلي في فندق «أوريينت» في القدس المحتلة، قال فيها إنه في عام 2017 تم اعتقال 1384 فلسطينيا خططوا لتنفيذ عمليات.
وفي حديثه عن كيفية مواجهة الشاباك لظاهرة منفذي العمليات المنفردين، الذين لا تربطهم علاقات بأية تنظيمات فلسطينية، قال أرغمان إن «خريطة التهديدات والتحديات متنوعة وتمتد على عدة جبهات غير مستقرة ومليئة بالتحديات»، زاعما أنه علاوة على «الإرهاب الممؤسس، برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة منفذ العملية المنفرد، الذي يعمل في الغالب انطلاقا من الاقتداء بآخرين واستلهام عملياتهم، وفي حالات كثيرة في أعقاب الحوار المتطرف والمحرض الذي يدور على شبكات التواصل الاجتماعي». واعتبر أن «مواجهة «الإرهاب» ممكنة وناجحة بفضل الدمج بين الثروة البشرية النوعية، وبين التكنولوجيا المتطورة وأساليب العمل الخاصة والمهنية». موضحا أن « الشاباك « يستثمر كثيرا في التطويرات التكنولوجية، مثل منظومات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي حقق قفزة جدية في الانتقال من «الاستخلاص إلى التنبؤ الاستخباري لغرض إحباط نوايا وعمليات إرهابية مسبقا». وقال أيضا إن « الشاباك جهاز متطور وتكنولوجي ويتعلم ويدمج ويعتمد على التكامل والابتكار، ويشدد على التعاون الإستراتيجي مع شركاء استخباراتيين في البلاد والخارج، وصناعة الهايتك الإسرائيلية، وهيئات مدنية أخرى». وقال إنه الى جانب ذلك، فإن «الشاباك « يواصل عمله في إحباط « الإرهاب الكلاسيكي» من خلال تفعيل أدوات جمع المعلومات والإحباط الخاصة به.
يشار الى أن أرغمان كان قد ادعى في كانون الأول/ ديسمبر الماضي خلال مداولات لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أن الشاباك أحبط نحو 400 عملية في عام 2017، بينها 13 عملية انتحارية، و 8 عمليات اختطاف، وأنه أحبط نحو 1100 عملية عزم على تنفيذها منفذون منفردون محتملون.
أما رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية تمير هايمن فقال في المؤتمر ذاته إن الرشقات الصاروخية الإيرانية باتجاه إسرائيل من سوريا في أيار/ مايو كانت نجاحا بالنسبة لهم رغم الفشل العملياتي. واعتبر أن إعلان إسرائيل عن الهجوم الإيراني وفتح الملاجئ كان نجاحا بالنسبة للإيرانيين. وأضاف «أدركوا قوة الإرهاب، ويحاولون الآن تعزيز جهودهم في إطلاق صواريخ باتجاه الجولان، وتشكيل مجموعات إرهابية تحاول التسلل إلى إسرائيل».
وتوقف رئيس الموساد يوسي كوهين عند القوات الإيرانية في سوريا منبها من أن قوات شيعية تصل جنوب سوريا تمهيدا لحالة حرب مع إسرائيلي. وادعى أن إيران لا تزال تتطلع لحيازة أسلحة نووية، وتواصل إرساليات السلاح إلى المنظمات في كافة أنحاء الشرق الأوسط في محاولة لزعزعة الاستقرار في المنطقة. ودعا كوهين إسرائيل «للعمل بكل الوسائل من أجل منع إيران من حيازة أسلحة نووية»، مضيفا أن إيران تواصل دعم حزب الله وحماس. كما زعم أن إيران تعمل أيضا على بناء قوة حزب الله، ولا تكتفي بتمويله فقط، مضيفا «نحن نرى إرساليات السلاح الإيرانية عن طريق البر والبحر في كل المنطقة»، موضحا أن الموساد لا يكتفي بنقل معلومات استخبارية فقط، وإنما يعمل في هذا الشأن أيضا. وتابع «للموساد علاقات مع دول لا يوجد لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهو ليس مؤتمنا على المعلومات الاستخباراتية فحسب، وإنما على العمليات التي يقوم بها. يجب علينا أن نعمل وندخل ونخرج ونفعل ما يجب علينا فعله». وأعلن وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان عن نيته خلال المؤتمر في تشكيل لجنة تهدف لتضييق الخناق على الأسرى الفلسطينيين وانتهاك ما تبقى لهم من حقوق. وقال رئيس سلطة السجون إن هناك 20 أسيرا أمنيا محتجزون في الزنازين الانفرادية لكونهم حاولوا تنفيذ عمليات. وبحسبه فإن «الأسرى الأمنيين لديهم الدافعية لتوجيه عمليات إرهابية من داخل السجن».

رئيس الشاباك: أحبطنا 250 عملية فلسطينية منذ مطلع العام

قانون انتخابات السودان: المعارضون أمام «أمر واقع» والكلمة للبرلمان

Posted: 13 Jun 2018 02:19 PM PDT

الخرطوم ـ الأناضول: مضت الحكومة السودانية في مسعاها لتمرير قانون الانتخابات الجديد لانتخابات عام 2020، غير عابئة باعتراضات أحزاب مشاركة في الحكومة، والحوار الوطني، وأحزاب المعارضة.
وأودع وزير شؤون مجلس الوزراء، أحمد سعد عمر، الإثنين، «مشروع قانون الانتخابات لسنة 2018»، على منضدة البرلمان السوداني بعد إجازته في مجلس الوزراء.
وأحال البرلمان مشروع القانون إلى «لجنة التشريع والعدل» المختصة، ووجه رئيس البرلمان، إبراهيم أحمد عمر، اللجنة المختصة بدراسة القانون بصورة تفصيلية للوصول إلى اتفاق حول القانون.
وكان مجلس الوزراء السوداني أجاز الأحد مشروع قانون الانتخابات الجديد لعام 2018، معتبرًا أن هذا المشروع «سيقود إلى ممارسة سياسية راشدة وانتخابات حرة ونزيهة في 2020».
وبذلك، وضعت الحكومة، وحزبها الحاكم (المؤتمر الوطني)، الرافضين لمشروع القانون من شركائها في الحوار الوطني، أمام الأمر الواقع، حسب مراقبين.
والحوار الوطني مبادرة دعا لها الرئيس السوادني عمر البشير في عام 2014، وأنهت فعالياتها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقاطعتها غالبية فصائل المعارضة بشقيها المدني والمسلح.
وشاركت فيه أحزاب متحالفة مع المؤتمر الوطني مثل: «الاتحادي الديمقراطي» (الأصل) بزعامة محمد عثمان الميرغني، أو انقسمت عنه، مثل «المؤتمر الشعبي»، و»حركة الإصلاح الآن».
كما شارك في الحوار عدد من الحركات المسلحة في دارفور، التي انشقت في أوقات سابقة عن الحركات الرئيسية، ووقعت اتفاقيات سلام مع الحكومة، على رأسها «التحرير والعدالة» بزعامة التجاني سيسي.
وتركزت توصيات الحوار على التأسيس الدستوري والسياسي والمجتمعي في إطار توافقي بين السودانيين، لتنشأ دولة عادلة وراشدة ونظام سياسي فاعل.
كما تناولت ضرورة الاتفاق على نظم مستقلة، لحماية تلك الحقوق مع التوافق على التشريعات والإجراءات الضرورية لقيام انتخابات عادلة ونزيهة تحت إشراف مفوضية مستقلة سياسيًا وماليًا وإداريًا.
أول الرافضين
منذ الإعلان عن مناقشة مجلس الوزراء مشروع قانون الانتخابات، الخميس الماضي، ارتفعت أصوات أحزاب الحوار الوطني معلنة رفضها، وعلى رأسها حزب «المؤتمر الشعبي» (أسسه الراحل حسن الترابي)، أكبر الأحزاب المشاركة في الحكومة.
واتهم «المؤتمر الشعبي» الحزب الحاكم بصياغة القانون منفردًا دون مشاورة، معلنًا وقوفه ضد القانون في البرلمان.
وقال الأمين العام للحزب، علي الحاج، السبت، إن «مجلس الوزراء استعجل مناقشة مسودة القانون لإجازتها والدفع بها إلى البرلمان والمصادقة عليها».
أما حركة «الإصلاح الآن»، المشاركة في الحوار الوطني، فاعتبرت أن الأمر يمثل خروجًا عن توصيات الحوار، وعلى الممارسة السياسية السلمية.
وقال رئيس الحركة، غازي صلاح الدين، (مستشار الرئيس السوداني الاسبق) في تصريحات صحافية، الإثنين، إنهم «فوجئوا بالطريقة التي تجيز بها الحكومة قانون الانتخابات».
ونصح الحكومة بأن توقف إجراءات إجازة القانون بصورته الراهنة، وتعود إلى منصة التأسيس لإصدار قانون يحقق الوحدة الوطنية.
أما «قوى الاصطفاف الوطني» (تحالف يضم 15 حزبًا وكيانًا شارك في الحوار الوطني أبرزها الإصلاح الآن، ومنبر السلام العادل، والإخوان المسلمون)، فأعربت عن أسفها لإجازة مشروع قانون الانتخابات في مجلس الوزراء.
وقالت في بيان إن «الخطوة تعتبر تجاوزًا جديدًا لشركاء الحوار في القضايا المتفق عليها».
لكن حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم رفض اتهامه بصياغة قانون الانتخابات منفردًا، ونقلت وسائل إعلام محلية تصريحات لرئيس القطاع السياسي في الحزب، عبد الرحمن الخضر، قال فيها: «للأسف هذه مزايدة سياسية في قضية أنشأنا فيها عشرين لجنة».
وأشار إلى أن «كل الأحزاب خوطبت كتابة ومباشرة من خلال تلك اللجان، والنقاش تم فيها مع الأحزاب من خلال ورشة عمل تمت في وقت سابق مطلع هذا العام».

أهم ملامح القانون

يعد أبرز ملمح في القانون إسناد مهمة تكوين مفوضية الانتخابات لرئيس البلاد، مع استشارة القوى السياسية.
وكفل المشروع لمفوضية الانتخابات شخصية اعتبارية، واستقلالًا ماليًا وإداريًا وفنيًا لممارسة اختصاصاتها.
ويتضمن القانون اعتماد السجل المدني لأول مرة في تحديد عدد المقاعد الانتخابية.
وحدد المشروع عدد أعضاء المجلس الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) بـ300 عضو منتخب، نصفهم يتم انتخابهم لتمثيل الدوائر الجغرافية، وثلاثون في المئة (30%) نساء ينتخبن على أساس التمثيل النسبي، وعشرون في المئة (20%) يتم انتخابهم على أساس التمثيل النسبي.
بينما يتكون مجلس الولايات (الغرفة الثانية) من ثلاثة ممثلين لكل ولاية (18 ولاية) ينتخبهم أعضاء برلمان الولاية.
كما نظم القانون إجراءات الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية وعضوية البرلمان، وتأييد الترشيح وسحب الترشيح والطعون وأهلية الترشيح، وكذلك حقوق وواجبات المرشحين والأحزاب السياسية أثناء الحملة الانتخابية وضوابط الحملة ومصادر تمويلها.

تفاؤل حكومي

رفض بعض الأحزاب المبكر لقانون الانتخابات لا يبدو أنه يقلق الحكومة، وبرلمانها، ظهر ذلك جليًا في حديث مستشار رئيس البرلمان السوداني، عبد الماجد هارون.
وقال إن «المشاورات التي جرت بشأن مشروع القانون المعدل بين القوى السياسية كانت في حكم النوافل، وبات الحوار حول مشروع القانون المعدل بعد إيداعه منضدة البرلمان فرضًا وواجبًا وطنيًا على كل القوى السياسية».
وأضاف أن «الفترة حتى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ستكون وقتًا ثمينًا يجب على الاحزاب السياسية داخل وخارج البرلمان أن تغتنمه، لتحقيق أكبر قدر من التوافق فيما بينه».
لكن حسب محللين سياسيين، فإن اتساع رقعة الرافضين، قد تضع الحزب الحاكم أمام خيارين، أولهما إجازة القانون في البرلمان رغم الاعتراضات، وحينها يتعرض ما أنجزه من حوار وطني إلى الانهيار.
والخيار الثاني، هو إيقاف إجراءات المصادقة على القانون من البرلمان، وهو أمر مستبعد لدى الكثير من المحللين السياسيين في الوقت الراهن، باعتبار أن هذه الخطوات لم تأت بشكل عشوائي.
ويرى البعض أنه مخطط من الحزب الحاكم للانتقال إلى مربع آخر، قد تكون معركته أشد ضراوة، وهو تعديل الدستور لإتاحة الفرصة أمام الرئيس الحالي عمر البشير للترشح لدورة انتخابية جديدة في 2020.
علاوة على ذلك، تجد الدعوة لإعادة ترشيح البشير تأييدًا من قطاعات الحزب الحاكم؛ لا سيما في الولايات التي أعلن عدد منها تأييد ترشيح البشير للرئاسة.
ولا يسمح دستور السودان الانتقالي لعام 2005 بأكثر من دورتين رئاسيتين للشخص الواحد، مدة الواحدة خمسة أعوام.
وانتخب البشير في 2010، ثم أعيد انتخابه ثانية في 2015، لدورة رئاسية تنتهي 2020، دون احتساب الفترات السابقة منذ يونيو/حزيران 1989.

المعارضون أكثر تشدداً

أولى الإشارات السالبة، أتت من تحالف «قوى الإجماع الوطني» المعارض، (يضم 11 حزبًا أبرزها: الشيوعي، والبعث، والعربي الناصري)، ليس حول مشروع قانون الانتخابات فحسب، بل حول الانتخابات في حد ذاتها، وذلك بإعلانه عن تبني برنامج «مقاطعة إيجابية» للانتخابات العامة المقررة عام 2020.
وقال السكرتير الإعلامي للتحالف، محمد ضياء الدين، الإثنين، إن «مقاطعة الانتخابات هي عملية سياسية بامتياز، وبرنامج المقاطعة الإيجابية يهدف، عبر حراك سياسي للتحالف ولجان شعبية داخل الأحياء، إلى توضيح العيوب في القانون (الخاص بالانتخابات) وعدم جدوى العملية الانتخابية».
وأشار إلى أن «المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) أقر قانون الانتخابات، الذي رفضته القوى المتحالفة معه، وأبرزها حزب المؤتمر الشعبي (مشارك في الحكومة)».
تهديد «المؤتمر الشعبي» بالوقوف ضد القانون حال عرضه على البرلمان، لا يبدو ذا أثر، إلا أنه يشكل تحالفا أكبر من الرافضين للقانون حتى من عضوية الحزب الحاكم.
لكن ذلك يبدو مستبعدًا بحسب محللين، لأن «المؤتمر الوطني» هو صاحب الأغلبية في البرلمان، ويمكنه أن يمرر القانون بكل سهولة ويسر.
ويبلغ عدد أعضاء البرلمان السوداني حاليًا 490 عضوًا، وذلك بعد إضافة 64 نائبًا برلمانيًا في مايو/أيار الماضي، بالتزامن مع إعلان حكومة «الوفاق الوطني» المكونة بناء على توصيات الحوار الوطني.
ويستحوذ «المؤتمر الوطني» الحاكم على أغلبية ميكانيكية في البرلمان، حيث يبلغ عدد نوابه حوالى 323 عضوًا.
وهذا العدد كاف لتمرير مشروع قانون الانتخابات، إذا أضيفت إليه أصوات لنواب أحزاب متحالفة مع الحزب الحاكم في البرلمان، لم تبد اعتراضها على «قانون الانتخابات»، مثل: «الاتحادي الديمقراطي» (الأصل)، و«الاتحادي الديمقراطي المسجل»، و«حزب الأمة الفدرالي»، و«الأمة القيادة الجماعية»، بحوالى 53 عضوًا في البرلمان السوداني.

قانون انتخابات السودان: المعارضون أمام «أمر واقع» والكلمة للبرلمان

استنفار عام لأمن المعارضة في ريف حلب و«أحرار الشام» تداهم مساكن مهجري الغوطة في عفرين

Posted: 13 Jun 2018 02:19 PM PDT

عفرين – «القدس العربي»: تستمر قوات النظام السوري وأجهزة المخابرات التابعة للأسد، في مدينة حلب، شمال سوريا، في تنفيذ العديد من الاعتقالات القسرية بحق السوريين، بهدف إخضاعهم للخدمة العسكرية الإلزامية أو الاحتياطية، بشكل إجباري.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر محلية، أن المخابرات الجوية التابعة للنظام السوري، اعتقلت أكثر من 11 مدنياً سورياً في مدينة حلب، بينهم جامعيون وموظفون، فيما أشارت مواقع إعلامية معارضة إلى أن أحياء حلب الشرقية، والتي استعاد الأسد السيطرة عليها أواخر عام 2016، قد شهدت اعتقالات قسرية بحق مدنيين قاموا بتسوية أوضاعهم مع النظام.
ونوهت المصادر، إلى أن غالبية الذين تم اعتقالهم في حلب الشرقية، وتجنيدهم بشكل قسري، كانوا من المدنيين الذين صالحوا النظام، وقاموا بأداء تسوية معه، وأن المخابرات السورية، تطارد العشرات منهم، وذلك بهدف زجهم في الجبهات المشتعلة.
من جهة أخرى أعلنت قوات الأمن العام والشرطة، التابعان للمعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، الثلاثاء، عن رفع حالة الاستنفار لدرجتها العليا، ضمن قواتها كافة في المنطقة خلال فترة أيام عيد الفطر، وذكرت قوات الشرطة والأمن العام، عبر المعرفات الخاصة بهم على وسائل التواصل الاجتماعي، إن حالة الاستنفار العام تشمل مدن وبلدات «اعزاز- صوران- مارع واخترين»، وتستمر حالة التأهب، طيلة أيام العيد.
الشرطة الحرة والمجالس المحلية في غالبية مناطق الشمال السوري، كثفت من حالة الاستنفار والمراقبة الأمنية، مع اقتراب عيد الفطر، تجنباً للمشاكل وخوفاً من حدوث هجمات أو تجاوزات، خاصة مع انتشار تفجيرات وعمليات اغتيال بحق مدنيين ومعارضين مسلحين على امتداد الشمال السوري.
وقالت «قيادة الشرطة في منطقة الباب» إن الجميع في قيادة الشرطة من ضباط وصف ضباط وأفراد يعتبرون تحت القانون، مضيفة أنها على استعداد لاستقبال أي شكوى بخصوص أي شخص يتبع لقيادة الشرطة، وفق قولها.
فيما شهدت ناحية «جنديرس» التابعة لعفرين، في ريف حلب، والتي تمت السيطرة عليها من قبل الجيشين التركي والسوري الحر، خلال عملية «غصن الزيتون»، تجاوزات من قبل فصائل في المعارضة السورية المسلحة، بحق مهجرين من الغوطة الشرقية.
إذ داهمت حركة أحرار الشام الإسلامية، منازل وشققاً يسكنها مهجري الغوطة في ناحية «جنديرس»، لتطالبهم بالخروح من المساكن على وجه السرعة، وذلك بهدف تقديم تلك المنازل والشقق لمقاتلي أحد الألوية العسكرية التابعة لأحرار الشام.
وكالة «سمارت» المحلية، نقلت عن أحد المتضررين من اقتحام حركة أحرار الشام، قوله: «عناصر ملثمة من «لواء بدر»- التابع لأحرار الشام، داهموا الاثنين، منزلهم إلى جانب شقق أخرى في البناء الذي يقطن به وعدة أبنية محيطة، وأن العناصر الملثمة هددوا الرجال بالبنادق للنزول من الشقق والاجتماع مع قائدهم، وسط حالة من الرعب انتابت الأطفال والنساء.
وشدد المصدر، على أن القائد (لم يذكر اسمه) أبلغهم بضرورة إخلاء الأبنية «لأن عناصر اللواء هم من حرروها ويريدون السكن فيها»، مضيفاً أنه أعطاهم مهلة حتى نهاية شهر رمضان لإخلائها، وسبق أن أنذر فصيل «جيش الشرقية»مهجرين من غوطة دمشق الشرقية، بضرورة إخلاء منازل سكنوها في ناحية جنديرس لإسكان عناصرهم.

استنفار عام لأمن المعارضة في ريف حلب و«أحرار الشام» تداهم مساكن مهجري الغوطة في عفرين
اعتقـالات قسرية لمخابرات النظام السوري في حلب

شَاعرات وَشُعَراءُ المُغادَرَةِ الطَّوْعِيَّة

Posted: 13 Jun 2018 02:18 PM PDT

في مشهدنا الأدبي المغربيّ نوع من الكُتّاب لا يوجد في أي قطر من الأقطار العربية والغربية على السواء، كتائبُ من الشاعرات والشعراء نبتوا وولجوا عوالم الكتابة من رحم الفراغ، لم يسمع المتتبع بهم يوما، وفجأة تعلو رؤوسهم فوق عِلْية القوم، وحين أقول من رحم الفراغ، إنما لا أعني خواء الزاد والعتاد في أقلامهم، بل أقصد الفراغ بمعناه الزمنيّ الماديّ. ذلك أن العديد من الشاعرات والشعراء الذين ظهرت أسماؤهم في الساحة الشعرية مؤخرا توجهوا نحو هذا الاشتغال بعد استفادتهم مما يُسمّى بالمغادرة الطوعية، وهي المبادرة التي أطلقتها الحكومة المغربية سنة 2004، في إطار ورشِ إصلاحٍ للإدارة العمومية، يهدف إلى تحفيز الموظفين على مغادرة وظائفهم قبل وصولهم سن الإحالة على التقاعد، مقابل منحهم تحفيزات مالية مغرية.
في تقديري، وجد هؤلاء أنفسهم في وضعية فراغ قاتل، وفائض من الأحياز الزمنية اليومية، زائد عن حاجة المرء للأكل والتسوق والنوم وغسل الملابس والصحون وتعويم الكلام في المقاهي والشوارع والأزقة… الأبناء تجاوزوا عتبة الحاجة للاهتمام، والصديقات والأصدقاء تساقطوا عن السؤال بفعل انشغالاتهم الأسرية والمهنية، وأقساطُ حديدِ وإسمنتِ المنزل الفسيح دُفعت بالكامل، لكن البيت أوسع من أن تملأه رئتان، بيت فسيح فارغ، والنتيجة أن أضحى الفراغُ شبحا قاتلا، واليأسُ عدوا نفسيا يُنبئ بقرب مصيبة الموت إن هم لم يتحركوا، وفي الحركة بركة.
نعلم يقينا أن الشاعر يدفع لأجل الشعر ضرائب كثيرة من أجل اختياراته، ضرائب تحمل سمة الخطر على الحياة الخاصة، خطر العزلة والتنكر من المحيط القريب قبل البعيد، وخطر الانتهاء وحيدا بدون بيت ولا عائلة، وخطر الإفلاس المتعمد والموت البطيء جوعا وعطشا وفقدا للكرامة، في شارع لا فرق على أرصفته بين مُشرّدٍ شِعرا ومُشرّدٍ شعيرا، أخطار بالجملة تتهدد الشاعر الحقيقيّ الذي ولج يقينا وإدراكا إلى ساحة الشعر والكتابة، فكان الشعر وسيلة للموت ثمنها حياة الشاعر نفسِه، بيد أن الأمر لم يكن كذلك عند شاعرات وشعراء المغادرة الطوعية، بل كان وسيلة لدفع الموت ومعانقة الحياة من جديد، وسبيلا للتملص من شبح الموت فراغا ويأسا، سبيلا سَهَّلت مواقع التواصل الاجتماعيّ من السير فيه بفعل الاحتكاك، وانفلات عجلة النقد من التأصيل إلى الانطباعات العابرة، التي تُعبِّر عنها ترددات الإشادة المجانية والتعليقات العابرة.
نعلم، أيضا، أن الكتابة حقّ مشروع، وليس من حقّ كائنٍ من كان أن يمنع إنسانا من التعبير بأي شكل من أشكال الفنون السائدة أو المبتكرة، لكن الكتابة، التي تروم التأصيل والإسهام في بناء الحضارة وتوجيه مداركِ الإنسان نحو المُنْفَلِتِ من المعنى وقضايا الوجود والموجودات، ليست ترفا ولا مطية لتحقيق مآرب خاصة أو تجاوز وضعية فراغ فُجائيّ لم تكن مُنتظرة، الكتابة جزء من هوية الأوطان، وتأريخ غير رسمي لتاريخ الإنسان وسيرورته في الزمان والمكان، حقّ المجتمع في كتابة أصيلة وعميقة ومُشْرِقة ومُشَرِّفة كحقه في الحياة الكريمة أكلا ومشربا ومسكنا وتعليما… حتّى إن لم تعِ مُكوِّناتُ المجتمع جميعُها أحقيّة هذا الحقّ، إنّ الفرق بَيِّنٌ بينَ كاتبٍ – شاعراً كان أو قاصّا أو روائيا ـ باع الحياة الهنيئة الدافئة من أجل الكتابة، وكاتب اشترى الكتابة من أجل تمديدٍ مُؤقتٍ لحياته الشخصية.
قد يقول القائل: وما الضَّيْرُ؟ أجيبُ: إنّ الضرر يكمن في ما يلحق الذوق الفنيّ الأدبيّ من فساد، وما يَسِمُ مشهدنا الأدبيّ من سلوك يُسيء إليه وطنيا ودوليّا، ذلك أن شاعرات وشعراء المغادرة الطوعية بحكم الفراغ المتحدث عنه آنفا، وبحكم الإمكانات المادية المتوفرة لديهم، هم أكثر من غيرهم قدرة على الحضور وتمثيل هذا الاشتغال، ولو أنّ هؤلاء سعوا لتطوير ذواتهم في المجال، واكتساب آليات الكتابة لهانَ الأمرُ، ولكن المَيْسم العامّ هو الميل إلى إشباع فراغ الوقت مجّانا، وفي الأغلب يكون حضورا بالجسد نحو سياحة جسدية مجانية لا همّ لها في أجناس الكتابة ولا نصيب.
إنّ ألسنة النقد في هذه الورقة لا تتوجه لشاعرات وشعراء المغادرة الطوعية فقط، بل إن المُلام حقيقةً هو ناقد له من الباع ما يكفي ليَمِيزَ البقر عن البشرِ ولا يفعل، بل تضرب آراؤه تمجيــــدا وإعلاءً لكلّ جسدٍ عابرٍ وفنجان قهـــوة مُؤَدًّى عنه، ولكل شاعر يُطري على كتاباتٍ فارغة المعنى مُهترئة المَبنى، ويمنح جواز عبور لنصوص تزيدُ من حدّة التراكمات التي لا معنى لها.. قد لا يُلام القارئ العاديّ ولا يَستبينُ، لكنّ أصحاب البيان والتبيين أولى بالمَلامة. وأختتم بأن ما سبق القول به ليس دعوة للعودة إلى نُخبوية هذا الاشتغال، بل هو دعوة صريحة لتمييز يراع الإبداع من يراع الفراغ.

٭ شاعر مغربي

شَاعرات وَشُعَراءُ المُغادَرَةِ الطَّوْعِيَّة

عبد الله بن ناجي

ترامب: هل سيترك أمريكا جريحة منقسمة؟

Posted: 13 Jun 2018 02:16 PM PDT

يبدو أن الرئيس ترامب سيدخل التاريخ من الباب الواسع. لقد دخل التاريخ لأنه فاجأ العالم والأمريكيين بوصوله للبيت الأبيض بالأساس، ودخل التاريخ من خلال لغته الغارقة بالسوقية التي لم يعتد المواطن الأمريكي على سماعها من رئيس سابق. لغة الرئيس حول المرأة وتجاه الذين يختلفون معه قلما يستخدمها القادة السياسيون. ترامب عمليا أول رئيس وصل للبيت الأبيض في ظل حملة عنصرية ضد الأقليات والملونين. إنه بلا منازع رئيس الخوف والقلق من الأقليات التي ستكون أغلبية ديمغرافية خلال عقدين ونصف(2045). إن ترامب هو أول رئيس أمعن في إثارة مزيد من النزاعات في الوسط الأمريكي. لقد شق الأمريكيون على كل صعيد. بل إنه أول رئيس بدأ عهده بمنع المسلمين من رعايا دول عربية وإسلامية من دخول الولايات المتحدة، وقد نتج عن ذلك حراك مجتمعي أمريكي كبير لمنع تطبيق هذا القرار. وهو أيضا أول رئيس جاء إلى البيت الأبيض بلا أي خبرة سياسية في العمل السياسي. وجوده في البيت الأبيض سابقة.
الرئيس الأمريكي هو أول رئيس يمحو بجرة قلم وبسلسلة مواقف وتوقيعات متسرعة كل ما قام به الرئيس الذي سبقه، فقد ألغى الاتفاق النووي الإيراني، وألغى الضمان الصحي، وانسحب من اتفاقية المناخ، ورفض التوقيع على بيان الدول الاقتصادية الكبرى السبع، بل وخلق مشكلات مع دول أوروبا وكندا والمكسيك، وطرح إقامة جدار مع المكسيك، وحرب اقتصادية مع حلفاء بما فيهم الصين، لكنه تفاهم مع كوريا الشمالية والتقى كيم جونغ رئيسها.
وترامب أول رئيس ترفع ضده الكثير من القضايا، فبمجرد انتخابه بدأت القضايا والتحقيقات تلاحقه من كل مكان، فهناك قضايا تتعلق بعلاقته وعلاقة فريقه في الحملة الانتخابية مع روسيا وقضايا تم رفعها من قبل سيدات اتهمن الرئيس بالتحرش. وقد تطور الأمر لأنه أصبح مطروحا في كبرى المؤسسات الإعلامية. وترامب أول رئيس ضرب القانون الأمريكي بعرض الحائط، إذ أقال مسؤولين للتأثير على مجرى التحقيق، ووضع وزيرا للعدل لأنه من فريقه، وأعلن إنه سيعفي نفسه من كل الملاحقات رغم وجود قانون صريح يمنع أن يكون الرئيس في حالة توجيه إتهام له طرفا في عملية العفو. سيسجل التاريخ بأن من استقالوا وفصلوا من إدارة ترامب ( أكثر من 16) في أول عام ونصف كانوا أكثر ممن استقالوا وأقيلوا من أي من الإدارات السابقة.
ويدخل ترامب التاريخ بسبب الحرب التي شنها ضد الإعلام، وبسبب قدرته على تجاهل الإعلام. لم ينجح رئيس في السابق بتجاوز وسائل الإعلام الأمريكية بصفتها السلطة الرابعة، فكل الرؤساء اهتموا بصورتهم وبسمعتهم بصفتهم متوازنين وعقلانيين وقادة حقيقيين إلا ترامب. ترامب أول رئيس لا يبالي بالإعلام للحد أنه يغرد وكأنه ليس رئيسا لأكبر وأهم دولة. و ترامب أصبح أول رئيس يرد عليه خصومه باللغة السوقية ذاتها التي يستخدمها كما حصل منذ أيام في احتفال جوائز توني مع الممثل الشهير روبرت دينيرو.
سيسجل التاريخ أن ترامب كان أول رئيس أمريكي يعترف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة إسرائيل، وأول رئيس سعى بكل قوة بالتفاهم مع أطراف عربية وصهيونية وإسرائيلية لإنهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها بلا حل عادل بل من خلال فرض شروط استسلام على كل الأطراف العربية والفلسطينية. لكن من دون معرفة منه أضاف على نزاع الشرق والغرب، وخلق روح مقاومة متجددة في العمق الفلسطيني، كما وأضر بسمعة ومكانة الولايات المتحدة بسبب تشجيعه للاحتلال والاستيطان والظلم وبسبب تحديه لقرارات دولية ساهمت الولايات المتحدة في صياغتها. ترامب أول رئيس شجع دول متحالفة مع الولايات المتحدة علي التصادم مع بعضها البعض كما فعل في أزمة الخليج وحصار قطر، إنه أول رئيس تحدث بلغة تبرر أخذ أموال دول الخليج مقابل الحماية، وهو أول رئيس خرج من اتفاق مع دولة تلتزم بالاتفاق كما فعل مع الاتفاق النووي الإيراني.
وترامب هو أول رئيس أمريكي يثير حوله زوبعة كل يوم، فكل تصريح ينطق به ترامب يؤدي للإثارة، إنه رئيس الإثارة والانقسامات. فترامب هو أول رئيس أمريكي لا يملك رؤية، ولا يحمل موضوعات جديدة للعالم، ولا يهمه مستقبل الأجيال الصاعدة أو مستقبل العالم والبيئة أو العدالة والإنصاف. إنه أول رئيس يكشف لنا وجها أكثر قبحا للولايات المتحدة. فترامب يمثل النقيض لقوة أمريكا الناعمة ولقيمها حول الديمقراطية والعدالة. مع ترامب وجه آخر للولايات المتحدة لا يعبأ بالشعوب والحقوق والقيم، ويمارس بلا تردد عبادة المال ونشر الكراهية والخوف. لهذا بالتحديد فهو أول رئيس يتعامل مع رؤساء وقادة الدول بأسلوب البلطجة والفوقية. إنه أول رئيس يصافح الآخرين بأسلوب لا هو رئاسي ولا هو طبيعي. إنه أول رئيس لديه صور وفيديو وهو يلعب المصارعة مع المصارعين الأمريكيين. وهو أول رئيس أدت سياساته وشخصيته لهذا الضمور في مكانة الولايات المتحدة المعنوية، الرئيس ترامب أضعف الولايات المتحدة وحجم مكانتها. لكن ترامب هو أول رئيس لا يحب القراءة ولا المعرفة، ولديه قدرة محدودة على التعبير الثقافي، وهذا قد يفسر عدد من سياساته المرتبطة بضحالة فهم لمسارات العالم الراهنة والمقبلة.
ترامب سيترك الولايات المتحدة في لحظة قد تكون مفاجأة، وقد يكون مصيره كمصير الرئيس السابق نيكسون الذي استقال قبل نهاية عهده. ومن جهة أخرى كلما طال أمد ترامب في البيت الأبيض، خاصة إنْ وصل للرئاسة مرة ثانية في 2020، كلما تعاظم الأثر السلبي الذي سيتركه على الولايات المتحدة والعالم. ترامب سيغادر البيت الأبيض آجلا أم عاجلا، لكنه سيغادر بعدما يحول الولايات المتحدة لدولة أضعف مما كانت، سيترك الولايات المتحدة جريحة منقسمة وأقل من دولة كبرى، سيتركها ضحية لصعود الصين وروسيا ولمكانة أوروبا، سيتركها بلا حليف كندي أو مكسيكي أو لاتيني وسيتركها وهي في قمة اهتزازها في الشرق الأوسط مع حليفها الإسرائيلي. مهما كان الرأي الذي يحمله البعض تجاه الرئيس الأمريكي السابق أوباما، إلا أنه ترك الولايات المتحدة قوية ومتماسكة وعرف عنه العمق الثقافي والاتزان والعقلانية. مع ترامب تراجعت الولايات المتحدة وهي الآن تعاني من العزلة بينما ينفض الحلفاء من حولها. على الأغلب لن تشهد الولايات المتحدة رئيسا آخر كترامب، سيكون ترامب آخر رئيس أمريكي على هذا المقاس المتوتر والمبعثر.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت

ترامب: هل سيترك أمريكا جريحة منقسمة؟

شفيق ناظم الغبرا

بطل على أنقاض مدينة!

Posted: 13 Jun 2018 02:16 PM PDT

أثنى الكثير من النقاد على حبكة الفيلم، الجمهور تسمر مشدوهاً بأداء وحنكة البطل، الذي يؤدي دوره في مهارة «حائك سجاد»، وببسمة مواربة تشبه باباً نصف مفتوح، يؤدي إلى مشاهد أخرى من فيلم عنوانه «بطل على أنقاض مدينة»، قام بدور بطولته النجم الإيراني الشهير، قاسم سليماني.
يقول خبراء صناعة السجاد والسينما إن الإيرانيين بارعون في السوق والمسرح، وإنهم ينتظرون إلى أن تحلب البقرة، ثم ينقضون على القدح الممتلئ. لكن تلك ليست القصة، الجزء الأكبر من الرواية أن هناك رضى كبيرا عن دور بطل الفيلم، لأن هذا الدور تماهى مع حبكة الفيلم الذي يعد الأكثر رواجاً خلال السنوات الأخيرة.
هناك أحداث مزلزلة في الفيلم، كان فيها سلوك البطل متطابقاً مع سلوك أبطال الـ»كاوبوي» الملعونين في الأدبيات السياسية الإيرانية، لدرجة لا يمكن معها أن نعزو هذا التطابق إلى المصادفات، أو التقاء مصالح آني، قدر ما يمكن الاطمئنان إلى تفسير يعتمد على رؤية أبعد، تكون إيران فيها رأس حربة مشروع يقوم على ضرب الدول العربية، وخلخلة النسيج الاجتماعي لشعوبها بشكل باعث على الذهول.
قتال البطلين: الأمريكي والإيراني – جنباً إلى جنب – في العراق وسوريا ليس مجرد التقاء مصالح آنية، قدر ما هو عمل مدروس، يأتي ضمن مشروع أوسع لا تعدو طهران فيه أن تكون مجرد أداة لضرب البنى الثقافية والسياسية والاقتصادية العربية، للقضاء ليس على المنظومات السياسية، ولكن لتفتيت الأنسجة الاجتماعية في المنطقة العربية، وإفراغ الحواضر العربية في بغداد ودمشق والموصل وحلب وحمص من نسغها العربي.
والسؤال هنا هو: هل كانت إيران تعي أنها أداة في يد المشروع الذي تقول إنها تحاربه؟ أم أنها كانت مندفعة بعمى إمبراطوري وبدافع غرائزي، يشكل مزيجاً من الحقد والطمع والتشفي، لتكون أداة تخريب في جوارها العربي؟
أغلب الظن أن إيران كانت تدرك أنها تنفذ ما يريده صانع التحولات في منطقتنا، لكنها كانت ترى تطابقاً في الاستراتيجيات بين مشروعها ومشروعه. لكن هذه ليست نهاية القصة، هذا مجرد فصل قصير جداً، أو لقطة سريعة من هذه التراجيديا المخضبة بالدم، وصراخ الضحايا، وغبار الحروب التي كان لإيران قسط كبير في إشعالها في المنطقة. واليوم يمر بطل الفيلم بمشهد آخر، وهو المشهد الذي يسدل الستار فيه على قاسم سليماني، واقفاً على أنقاض مدينة عربية ظاناً أنه قد أنهى معركته، قبل أن ينتبه إلى صواريخ إسرائيلية تدك قواعد جيشه، وتقتل خبراءه في قواعدهم في سوريا. هل أراد مخرج هذا الفيلم أن يقول هذه ليست النهاية؟ هل أراد أن يقول للبطل إنه سُمح لك أن تكون بطلاً بنظرنا نحن الذين صنعناك، ولكنك بعد أن أنجزت «المهمة البطولية»، يجب أن تعود ممثلاً عادياً ضمن أحداث فيلم الرعب الطويل؟ الطيران الإسرائيلي الذي يضرب الإيرانيين وحلفاءهم في سوريا يمر أمام الرادارات الروسية، وتراقبه «أس 400»، حتى يلقي حمولته على رأس قاسم سليماني، الواقف بدوره على أنقاض حلب الشهباء.
ما الذي يجري؟
يبدأ المشهد بمونولوج يظهر فيه مسؤول روسي كأنما يحدث نفسه، في تصريحات عن ضرورة «انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا»، وهي التصريحات التي أعقبت زيارة قام بها ممثل آخر اسمه بنيامين نتنياهو إلى موسكو، الأمر الذي بدا معه سليماني «متحسساً الريشة على رأسه». وتتوالى المشاهد قبل وبعد الضربة الثلاثية التي نفذتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا على مواقع للنظام السوري، والتي كانت رسالة واضحة للبطل الملحمي الواقف على الأنقاض. في الفترة الأخيرة تصاعدت شكوى مسؤولين في طهران مما يسمونها «خيانة الروس» لهم في سوريا، مذكرين بتنسيق روسي تركي أمريكي، ومذكرين بتغاضي الروس عن ضرب مواقع لميليشياتهم في سوريا، وبالتنسيق مع تركيا للدخول إلى مناطق واسعة شمال البلاد. لكن الصدمة الكبرى لقاسم سليماني – الذي أدى في العراق دوراً أمريكياً بامتياز- كانت هذه المرة من بطل كبير في صلب حبكة السرد اسمه دونالد ترامب، الذي وإن دخل المشهد متأخراً، لكنه يقوم بدور «ملعون»، خرّب على جواد ظريف فرحة لقاءاته البهيجة مع طيب الذكر جون كيري، لوضع اللمسات الأخيرة للاتفاق النووي. انسحب ترامب من الاتفاق، وهرولت الشركات الغربية خارج إيران، وهرع ظريف إلى بروكسل، فطبطبت السيدة موغريني على كتفيه، لخسارته صفقة «السجاد» الفاخر في مزاد واشنطن. ليس في يد موغريني أن تفعل أكثر من ذلك، رغم «مشاغبات ماكرون»، على هامش المشهد، فالعاقل لا يدخل في مزاح مع الدببة ليسلي الجمهور. المحاولات الأوروبية لإبقاء الاتفاق النووي على أجهزة التنفس الصناعي في غرفة العناية المركزة ذهبت أدراج الرياح مع صفعة قوية من ترامب لأوروبا بفرض رسوم جمركية على السلع الأوروبية، الأمر الذي خطط له ترامب بعناية، ليجعل أوروبا تفكر بمشكلتها مع «الدب الأمريكي»، عوضاً عن الالتفات لتجارة السجاد مع طهران، وهكذا كان.
هل أدت إيران دورها بجدارة، وهل حان الوقت لمكافأتها على دورها التخريبي بإخراجها من المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، كما فعل ملك قديم مرة مع سنمّار؟ ليس إلى هذا الحد. لكن الضربات التي تلقتها طهران مؤخراً تشير إلى أن المخرج يريد للبطل الإيراني دوراً آخر، دوراً هامشياً بعيداً عن نشوة السيطرة على «أربع عواصم عربية»، و»حدود إيران الممتدة من باب المندب إلى سواحل الأبيض المتوسط». لكن الفاتورة لا تقتضي مجرد تخلي إيران عن «طموحاتها النووية»، كما ذكر خامنئي محقاً، ولكنها تمتد إلى تقليم الدور الإقليمي لطهران، وتقليم مخالبها البالستية، وأنيابها النفطية والغازية. وبخروج أول قُلامة من أصابع «الحائك الماهر» بدأ الريال الإيراني يتهاوى، ومع تهاويه يخشى الحائك من تكرار مشاهد غير سارة في شوارع طهران وشيراز وأصبهان، وهذا في ما يبدو السيناريو المرسوم لإخراج البطل من مشهد البطولة، مع ذروة النهاية للفيلم الذي يعرض هذا الموسم، على شاشة عملاقة ممتدة من خليج عدن إلى الأبيض المتوسط، ومن اللاذقية إلى بغداد.
بقي أن نشير إلى مقولة لعلماء النفس تذكر أن بعض الممثلين يعانون فترات طويلة عقب تمثيل دور البطولة من استمرار سيطرة دور البطل عليهم حتى في حياتهم الواقعية، لأنهم تقمصوا الدور- أثناء التمثيل – إلى درجة يصعب عليهم فيها الخروج من دوائر الدور المرسوم.
هذا بالضبط ما يعاني منه بطلنا قاسم سليماني الذي ظن ـ في لحظة معينة ـ أنه قادر على صياغة الأحداث، ليجد نفسه فجأة مجرد بطل في فيلم رخيص، مارس فيه دور بطولة قذرة على حساب مقدرات وإمكانات وحواضر عربية شارك في إضرام حرائق التاريخ في جغرافيتها.
لم ينته الفيلم بعد، ولا نستطيع التكهن بنوعية النهاية التي يريدها هذا المخرج الدولي، لكننا اليوم أقرب إلى اليقين بأن طهران «الذكية» ما كانت ذكية بالقدر الذي ظننا وظنت نفسها، ولكن أريد لها أن تتوهم الذكاء لتوريطها في منطقة الرمال المتحركة، التي لابد أن إيران سوف تدفع فواتيرها المستحقة لاحقاً، حيث لا تنسى ذاكرة الرمل آثار من مروا عليه، وإن محتها الريح.

كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

بطل على أنقاض مدينة!

د. محمد جميح

عن التصعيد الروسي في إدلب

Posted: 13 Jun 2018 02:15 PM PDT

تعرضت مدن وبلدات في محافظة إدلب، الأسبوع الماضي، إلى قصف جوي عنيف من طيران النظام، بعد أشهر من الهدوء النسبي في إطار مسار آستانة. وكانت الكلفة البشرية مرتفعة جداً، في بلدة زردنا، بصورة خاصة، حيث قتل 48 مدنياً، فيما استهدف القصف مشفى أطفال في تفتناز قتل فيها عشرة أشخاص نصفهم أطفال. كما استهدف القصف بلدات وقرى بنش وأريحا ورام حمدان وقرى أخرى. وشهدت تلك المناطق حركة نزوح كثيفة باتجاه الحدود التركية المغلقة في وجه اللاجئين.
ويمكن إدراك خطورة ما تواجهه منطقة «خفض التصعيد» هذه من قراءة تصريحات منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، بانوس موميتز، الذي حذر من موجات نزوح كبيرة قد تصل إلى مليونين ونصف المليون هم عدد السكان الأصليين إضافة إلى النازحين من مناطق أخرى على مدى السنوات السابقة. وتحدث موميتز عن «حالة تأهب قصوى» لدى فرق الإغاثة التابعة للأمم المتحدة في المناطق المستهدفة.
اللافت أن تركيا، بمسؤوليها وإعلامها، لزمت الصمت بشأن هذا التصعيد الخطير في منطقة مجاورة لحدودها، تنتشر فيها نقاط مراقبة للجيش التركي، ومن المفترض أنها تحت الحماية التركية وفقاً لتفاهمات آستانة مع روسيا وإيران. وإذا كانت روسيا قد نفت مشاركة طيرانها في قصف تلك المناطق، فهذا لا يعفيها من مسؤولية ما يقوم به طيران النظام الكيماوي الذي لا يستطيع الإقلاع من أي مطار بدون موافقة روسية.
هذا ما يسمح لنا بطرح افتراضات عما يدور تحت الطاولة أو وراء الأبواب المغلقة. من المحتمل أن روسيا التي لم تنجح، إلى الآن، في الوصول إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة بشأن سوريا، شبيهة بتفاهماتها مع الإدارة الأمريكية السابقة، تعمل على تخريب التقارب المحتمل بين أنقرة وواشنطن بصدد ما سمي بخارطة الطريق بشأن منبج. مع العلم أن القراءتين التركية والأمريكية مختلفتان، إلى الآن، لخارطة الطريق المذكورة. ففي حين تسعى تركيا إلى تسويقها كإنجاز لسياستها الخارجية، يحقق مطالبها بطرد القوات الكردية من المدينة، يحتفظ الأمريكيون بالغموض بشأنها، فيما يستمر تحالفهم الميداني مع «قوات سوريا الديموقراطية» في مطاردة بقايا قوات «تنظيم الدولة» شرقي نهر الفرات.
يمكن، إذن، قراءة كل من الغموض الأمريكي والتصعيد الروسي، كفكي كماشة تضغط على أنقرة لتحدد خياراتها الاستراتيجية وتموضعها في التنافس الأمريكي – الروسي، في وقت تنام تركيا وتستيقظ على وقع حملة انتخابية مزدوجة، برلمانية ورئاسية، يقترب موعد إجرائها باطراد، ويشتعل التنافس فيها بين الحكم والمعارضة، ولا يبدو فيها كل من الرئيس أردوغان وحزبه في أفضل حالاتهما.
حتى منافسي أردوغان في الانتخابات الرئاسية، وأحزاب المعارضة، لا يتوقعون أن يخسر أردوغان في الانتخابات الرئاسية، لكن حزب العدالة والتنمية قد يخسر غالبيته البرلمانية أمام مجموع أحزاب المعارضة، وإن كان سيبقى صاحب الحصة الأكبر في مقاعد البرلمان الـ600. وفي هذه الحالة قد لا يتمكن من تشكيل حكومة بمفرده أو مع حليفه الصغير «حزب الحركة القومية»، ما لم يتمكن من استمالة أحد أحزاب المعارضة، وتبدو هذه في حالة إجماع على وجوب تغيير الحكم.
خسارة الغالبية البرلمانية قد ترغم السلطة على إعادة الانتخابات، بعد ثلاثة أشهر، وهو ما يحتم إعادة الانتخابات الرئاسية أيضاً، وفقاً للتعديلات الدستورية التي ربطت بين البرلمانيات والرئاسيات.
الطريقة الوحيدة لعدم خسارة «العدالة والتنمية» وحليفه القومي الغالبية البرلمانية، هي في إفشال «حزب الشعوب الديموقراطي» في تجاوز حاجز العشرة في المئة المشترطة لدخول نوابه إلى البرلمان. ففي هذه الحالة تذهب أصوات ناخبي الحزب الكردي إلى منافسه التقليدي في مناطق نفوذه، أي حزب العدالة والتنمية. ويتراوح عدد المقاعد النيابية التي قد يخسرها «الشعوب الديموقراطي» ويكسبها «العدالة والتنمية»، في هذه الحالة، بين 60 – 70 مقعداً، من شأنها ترجيح الكفة للحكم أو مجموع المعارضة في مجلس النواب.
هذا ما يفسر غياب تصعيد إدلب، في المعركة الانتخابية، مقابل الحضور البارز لـ»خريطة طريق منبج» والحملة العسكرية على جبل قنديل حيث تتمركز القيادة الميدانية لحزب العمال الكردستاني. وحيث أن موضوع منبج لم يعط ثماراً واضحة وفورية، وبقي موضوع طرد قوات قسد منها، على ما تأمل القيادة التركية، غارقاً في الغموض الأمريكي، تصاعدت نبرة الوعيد بشأن جبل قنديل التي تتعرض لقصف الطيران التركي فعلاً منذ أشهر، ومن المتوقع أن يليه اجتياح بري «لتطهير تلك المنطقة من الإرهابيين»، كما توعد وزير الخارجية مولود شاويش أوغلو، اجتياح بري «يمكن أن يبدأ في أي لحظة» كما قال. وبالنظر إلى رغبة الحكومة في توظيف هذه الحملة العسكرية المرتقبة لمصلحة الحزب الحاكم في الحملة الانتخابية، سواء بكسب مزيد من أصوات التيار القومي المنقسم على نفسه، أو بدفع الحزب الكردي إلى ارتكاب حماقة ما عشية الانتخابات (كالدعوة إلى التظاهر مثلاً، أو إطلاق تصريحات تخل بـ»الوحدة الوطنية»)، بما من شأنه دفنه تحت حاجز العشرة في المئة.
بالعودة إلى التصعيد الروسي في منطقة «خفض التصعيد» التركية في إدلب، لا بد من التذكير بما قاله وزير الخارجية الروسي، بعد لقاء بوتين – بشار في سوتشي، عن ضرورة انسحاب جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية. ولا تقتصر هذه على الإيرانيين وحدهم، بل تشمل تركيا أيضاً التي تسيطر على منطقتي «درع الفرات» وعفرين، إضافة إلى 12 نقطة مراقبة في محافظة إدلب. من المحتمل، إذن، قراءة التصعيد الأخير بوصفه ضغطاً مباشراً على تركيا يهدد بإخراجها من الأراضي السورية، ما لم تخضع خضوعاً تاماً للمطالب الروسية، والتزاماً بالتحالف مع موسكو بدلاً من التقارب مع واشنطن.

كاتب سوري

عن التصعيد الروسي في إدلب

بكر صدقي

جبّة الفقيه وبنطلون العلمانية

Posted: 13 Jun 2018 02:15 PM PDT

من بين الثغرات الكثيرة المتوزعة على طول وعرض الخطابات الإصلاحية والتنويرية، القولُ باستحالة مغادرة العالم العربي لدهاليز التخلف، ما لم يتشبع بروح الحداثة وقيمها، وهو شرط لن يتحقق في نظرها، إلا بتخلصه النهائي من جُبَّة الفقيه، التي تشُلُّ بثقلها الدلالي والرمزي، حركية العقل والمشاعر، ما يجعل الذات عاجزة عن استيعاب الأسئلة الجديدة، التي تطرحها إكراهات الحياة اليومية.
والجدير بالذكر، أن جبة الفقيه هذه، تحولت إلى «قضاء وقدر» من طول التصاقها بالجلد والعظم، حتى ليجوز اعتبارها من بين أهم العوامل المتحكمة في آلية تفسيرنا وفهمنا لعوالمنا الصغيرة والكبيرة، لكونها، لا تني تبرهن على كفاءتها العالية في صيانة نسيجها الرمزي، عبر استخلاصها للعبر والدروس، من صلب الهزات الاجتماعية والسياسية، المترددة تباعا على الفضاءات العربية، التي على الرغم من إطاحتها بالكثير من التابوهات والثوابت، إلا أنها نادرا ما تفلح في المّسِّ بقداسة الجبة، التي من فرط تحكمها في روح وجسد الإنسان العربي، تجعله مدعوا للتيمُّن ببركاتها، كلما انتبه إلى ظهور أعراض توحي باحتمال حدوث انقلاب ما، في وتيرة حياته، لتكون بذلك ملاذه الرحيم الذي يحتمي به من المخاطر المتربصة بهويته، لاسيما أنه لا يملك ما يكفي من الوقت لإعمال عقله، كي يهتدي إلى معرفة عِلل الأعراض المريبة ومسبباتها، لأن هذا العقل غير متعود أصلا على الاستجابة العملية والمباشرة، لما تبثه هذه الأعراض من رسائل وإشارات، نتيجة تغييبه الدائم عن المشهد، وإعفائه التام من مسؤولياته الطبيعية، التي أمست وعلى امتداد أزمنة طويلة من اختصاصات جبة فقيه، يحظى بإجماع ذوي»الرأي» و»المشورة»، بصفته «المنقذ الدائم من الضلال» والمصطفى من قِبل العناية السماوية.
وتجدر الإشارة إلى أن الفقيه الذي يهمنا في هذا السياق، غير مقيد بإطار تاريخي معين، أو بمكان جغرافي معلوم، لأنه رمزٌ لهوية مركبة، تحيلنا إلى مواكب الفقهاء الذين تستمر الأزمنة في مراكمتهم، منذ فجر الرسائل السماوية إلى الآن، بمختلف انتماءاتهم الجغرافية والعرقية، فحيث تعثر الشريعة على موطئ قدم ثابتٍ لها هنا أو هناك، توجد ثمة الجبة ذاتها، للفقيه ذاته، بصرف النظرعن هويته اللغوية، أو الإثنية. ولعل هذا التراكم اللانهائي والمتنوع في مرجعيات الخيوط العقدية التي يتشكل منها نسيج الجبة «المباركة « هو أحد العوامل الفاعلة في تقوية لحمتها وسداها، كما أنه إلى جانب ذلك، أحد أهم العوامل المساعدة على تواجدها في قلب مدارات ثابتة، لا تنال من خطاباتها التحولات والمتغيرات، لتظل محتفظة بفاعليتها في إحباط كافة المخططات الهادفة بشكل أو بآخر، إلى تمزيق نسيجها، أو تعريضه للبلى والزوال. إنها بهذا المعنى، حريصة على تدارك ما يطال مهامها التنظيمية من اختلالات، باحتوائها للمزيد من الخيوط الاحتياطية، المنتمية للتوجهات العقدية المتواجدة في شمال الأرض وجنوبها، بما يحافظ على مناعة نسيجها، كي تتصدى لمختلف الأنواء التحديثية. والكلام هنا، ليس بالضرورة توصيفا لجوهر العقيدة الإسلامية، بقدر ما هو توصيف عام وشامل، لفائض الحماس العقدي، المعتلج في دواخل شعوب وقبائل الأرض المنضوية تحت لواء الجبة ذاتها، الذي يتبلور في صيغة خطابات وعادات وطقوس، تتفاعل وتتكامل في ما بينها، على الرغم مما يشوبها من تناقضات جذرية، تنعكس آثارها بشكل مباشر، على فهم وتأويل النصوص الأصلية، ذلك أن الهويات المتعددة التي يتميز بها الوعي الجمعي لهذه الشعوب والقبائل، تتكامل في إنتاجها لتصورات تخييلية، تلقي بظلالها الكثيفة على منابع العقيدة الأصلية، مُحْدثة فيها سلسلة طويلة من التحويرات والتشويهات، هي خليط من سرديات خرافية وأسطورية، يتم تكريسها وتبنيها على امتداد الزمن، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الهوية الدينية، وأيضا باعتبارها سلطة، تحكم قبضتها على الوجدان الفردي والجماعي، وفي تصورنا أن هذا الخليط المتعدد من الخطابات الذي يهيمن فيها المتخيل الجمعي، على التعاليم العملية الحاضرة في النص الديني، وبمساهمة تلك الكائنات الغامضة واللامرئية المقيمة في أقبية اللاوعي، هو المحرك الرسمي للقناعات الدينية، والمتميز بقوته التأثيرية التي تتجاوز سلطة العقل والتفكير. وفي اعتقادنا أن السبب المباشر في ذلك، يعود إلى اهتمام الكائن ومنذ القدم، بأسئلة الوجود، خاصة منها أسئلة الخالق والمخلوق، باعتبارها الأصل في اشتغال الملكة التخييلية، التي يتفرد بها الكائن، دون غيره من المخلوقات، بما يضعه مباشرة في قلب دوامات البحث عن أسرار الغيب، حيث تتراجع فعالية العقل، مفسحة المجال لفعالية المتخيل الديني، كي يقوم بمهمة وضع الفرضيات والاحتمالات، وبناء الوقائع، والتكهن بما كان وما سيكون، والحديث هنا عن التخييل في علاقته باستكناه أسرار الغيب، هو حديث عن مقارباتٍ لتصورات، وحقائق، تشكو من تشوش كبير في دلالاتها، كما أنه حديث عن تساؤلات، تقع خارج مجال العقل التجريبي، بفعل اندراجها ضمن اختصاصات متخيل، تُسند إليه مهمة تفسير الظواهر الطبيعية والإنسانية، بأسلوب مستقل عن غيره من الأساليب والمنهجيات، لأن القضايا المندرجة ضمن اختصاصات التخييل الديني – وفي مقدمتها قضايا الغيب – تظل منفلتة، وهلامية، ما يساعدها على التنامي والتوالد العشوائي، إلى أن تأخذ شكل أخطبوط أسطوري، يُحكم قبضته على مختلف أنماط الوعي، فردية كانت أو جماعية، معززا بسلطة جبة الفقيه، التي لا تصمد أمامها أغلب التوجهات النقدية المضادة.
ومرد ذلك، أن الأسلوب الذي يتعامل به التخييل الديني مع الرسائل السماوية، يقتصر على «الحد الأدنى» من مضامينها المتفرعة والمتشعبة، بتركيزه على عناصرها الأكثر تأثيرا في العواطف والانفعالات البشرية، من قبيل الأحداث المتعلقة بالخوارق والمعجزات، وبكل ما من شأنه استقطاب واستضافة أفواج متتالية من المؤمنين، الذين يتوافدون زرافات ووحدانا، وقد تزودوا باختياراتهم الخاصة لمفهوم «الحد الأدنى»، بمنهاجياتهم المستقلة التي يوظفها مِخيالُ الجبة، في تأطير مكوناتِ هذا الحد، انسجاما مع خصوصيتهم الثقافية والاجتماعية، ما يعني حضورَ تعدد وتنوع ملموسين في استراتيجيات التخييل، التي يتعرض بموازاتها النص الأصلي إلى تصدعات وتشظيات، تؤثر بشكل ملموس في تفكيك وحدته، وتماسك بنياته.
إن أهم ما تنبهنا إليه إشكالية «الحد الأدنى» في هذا السياق، هو تعذر التعامل من النص الديني من منطلق اعتباره بنية متكاملة ومتناسقة، أسوة بالنصوص المتمحورة عادة حول قضايا مادية وملموسة، تخص إشكاليات حقل معين من الحقول التجريبية، التي تستدعي مقاربتُها إعمالَ العقل والمنطق، عوض ملكة التخييل، أي أن»الحد الأدنى» المستنبطَ من النص الديني، يتميز بلغة اختراقية تتوجه مباشرة إلى مشاعر الإنسان وأحاسيسه الداخلية والحميمية، مخاطبة فيه تلك الكائنات الغامضة، التي سبق للأزمنة القديمة أن راكمتها في لاوعيه ومخياله كلما وجد نفسه عرضة للتيه، وهو بصدد البحث عن تأويلات شافية لما يجِدُّ في حياته اليومية من قضايا، تخص الظواهر الطبيعية الغامضة، خاصة منها ظاهرة الموت والانبعاث. فقوة التأثير التي تحدثه هذه الظواهر في اللاوعي، تصرف جبة الفقيه عن الاهتمام بغيرها من القضايا النصية، ذات البعد العقلاني، كما أنها تحفز مخيالها ليتولى مسؤولية فهم وتأويل المعطيات الحاضرة في ما سميناه بالحد الأدنى.
تأسيسا على ذلك، يمكن القول إن القناعات الدينية لدى العامة، ونسبة غير قليلة من الخاصة، تنهض على قاعدة المقولات المستخلصة من المادة التي يوفرها «الحد الأدنى» بدعم من ملكة التخييل العقدي، التي تتحول بفعل تغييب العقل، إلى قوة خفية، تمارس هيمنتها على الوجدان، كي يظل حيثُ هو، سجينَ دهاليز التخلف، بشكل يصعب معه التكهن بإمكانية اندماجه في رؤية مُخَلِّصَة، اسمها العلمانية .
شاعر وكاتب من المغرب

جبّة الفقيه وبنطلون العلمانية

د.رشيد المومني

المسلمون على شفا كارثة تاريخية

Posted: 13 Jun 2018 02:15 PM PDT

يعيش المسلمون أزمة خطيرة، في مختلف أماكن تواجدهم على سطح الكرة الأرضية، يكفي الآن أن يقوم مسلم واحد بعملية طعن أو إطلاق نار ويصيح الله أكبر في أي بلد أوروبي، حتى يؤدي هذا الحدث الفردي إلى نفور مئات آلاف جدد ودفعهم إلى دائرة كراهية المسلمين، وربما إلى ردود فعل قاسية، وعقوبات جماعية ضد أبرياء من المسلمين والمسلمات.
هذا يعني أن المسلمين باتوا يؤخذون كمجموعة بجريرة فرد مهووس هنا أو هناك. هذا الوضع الخطير، لم يصل إليه المسلمون بين ليلة وضحاها، بل استغرق سنوات طويلة من التحريض، ومن الأحداث على أرض الواقع، في مختلف بقاع العالم، خصوصاً في بلاد العرب والمسلمين أنفسهم، وضعتهم في هذا الموقع الحَرج والمثير للحذر والتخوّفات، الذي ينذر بكارثة إذا ما استمر في هذا الاتجاه.
المسلمون الآن، في الموقع الذي وجد اليهود أنفسهم فيه بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث أن التحريض الشعبوي المنهجي والدموي وتلفيق الدعاية النازية ضدهم، أدى إلى موجة حادة وقذرة من اللاسامية، أوصلت في النهاية إلى المحرقة، ومجازر كثيرة بحقّهم على الأرض الأوروبية.
نحن الآن في مرحلة من التاريخ الحديث، ممكن أن نسميَها اللاإسلامية.
بات واضحاً أنه بعد انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين السوفييتي والإمبريالي الأمريكي، بدأت بلورة عدو جديد، هو الإسلام والمسلمون. والمصالحة بين كوريا الشمالية وأمريكا هي تطهير لآخر جيوب سني الحرب الباردة، للتفرغ للعدو الجديد، ألا وهو الإسلام.
إلا أن الذي يميز الإسلام عن اليهود في أوروبا وعن الرأسمالية والشيوعية، هو أن المنخرطين في العداء له أكثر بكثير، ذلك أن قوى دولية كثيرة تلتقي مصالحها في العداء والتحريض ضد الإسلام، ولأهداف شتى، وكل من زاويته. ما يجمعُ هؤلاء، هو حاجتُهم إلى إسلام متطرّف، منهم أحزاب وشخصيات قذرة تطمح إلى السلطة في أوروبا، فكلما ارتفعت نبرتها ضد الإسلام المتطرف وخوّفت الجماهير منه، اتسعت شعبيتها، وهذا كان أحد وسائل ترامب لدخول البيت الأبيض رئيساً، وهذا اتخذ كمبرر لتثبيت سلطات الاستبداد في الوطن العربي وقمع المعارضين، وكذلك هو ذريعة للاحتلال بممارسة كل جرائمه، من دون معارضة دولية جديّة لهذا الجرائم، تخيّلوا العكس مثلا، لو أن الفلسطينيين قتلوا سبعين يهوديا مدنيا وجرحوا ثلاثة آلاف في يوم واحد ماذا كان سيحدث؟ حتى بعض من تتهمهم أمريكا بالإرهاب، صاروا يعلنون أنهم منهمكون بمحاربة الإرهاب.
قطاع غزة محاصر من قبل الاحتلال ومصر وسلطة رام الله، وبالذريعة ذاتها، تقطع الرواتب عن آلاف الموظفين في القطاع. أما بنيامين نتنياهو، فقد بزّ الجميع بـ»محاربة الإرهاب الإسلامي»، وكلما ازدادت وتيرة جرائمة ارتفع صوته باتهام التطرف الإسلامي، هذا التطرف الإسلامي قد يكون شيعيا تارة، وقد يكون سنّيا، وقد يكون لا دينيا من أساسه، ولكنه تطرف إسلامي، ما دام يرفض الصفقات والاستسلام لها.
دائرة العداء للمسلمين في تزايد، وإذا لم تتوقف فهي ستشكل خطراً في السنوات القريبة، خصوصاً على مسلمي أوروبا وأمريكا. الاعتداء على المسلم، لا يلقى استنكارا واضحاً وقوياً لدى فئات آخذة بالاتساع في كل مناطق العالم، حتى في الدول التي تعتبر ديمقراطية، وتتيح للمسلمين إقامة شعائرهم، صارت تضيّق عليهم، وتزعجهم. في الصين يرغمون المسلمين على دخول مخيمات لغسل الدماغ، خلاصتها أن يعبدوا الحزب الشيوعي الصيني، وأن يتنازلوا عن شعائرهم الإسلامية، مثل الصيام. هل يتحمل المسلمون مسؤولية ما حدث ويحدث من تطرف ضدهم في العالم؟ نعم، وبلا شك يتحملون جزءا من المسؤولية، والعرب بالذات، هم أكبر المحرضين على الإسلام والمسلمين.
الكثير من الجرائم البشعة التي سُجلت على المسلمين المتطرفين، نُفِّذت بأيدي رجال الأنظمة ومخابراتها، وبأيدي مخابرات دولية داعمة للأنظمة الاستبدادية، خصوصاً في سوريا، سواء أجهزة داعمة للنظام نفسه، أو تلك التي اختطفت الثورة بهدف إجهاضها لمنع انتقالها إليها. السنين المقبلة ستكشف الكثير من أسرار هذه الجرائم، مثلما كُشفت تفجيرات قامت بها أذرع الحركة الصهيونية في أحياء يهودية في الدول العربية، لحثّ اليهود على الهجرة إلى فلسطين.
بلا شك يوجد مسلمون يدفعون إلى الهاوية، شيوخ يكفّرون الآخرين، إلا أن التكفير بحد ذاته ليس المشكلة، المشكلة هي بمن يظن أن من حقه معاقبة الكفّار، ويحرض على إيذائهم، وبعدم احترام خصوصية الناس، والتدخل بشؤونهم الخاصة وعلاقاتهم الشخصية، وإسماعهم كلاماً فيه تهديد ووعيد، قد يتحول إلى اعتداء فعلي في بعض الأماكن على يد بعض الجهلة، هذا ما ينفر حتى أكثر الناس تسامحًا، ويصبّ زيتا على نار العنصرية، ويمنح الاستبداد والعدوان والاحتلال المتدثّر بعباءة محاربة التطرف شرعية، في الوقت الذي يدمّرون فيه شعوباً ويحرمونها من الحريّة، ويسعون لإبقائها في دائرة التخلف.
الإسلام المتطرف هو صناعة يمارسها ويستفيد منها كثيرون، من الطامعين بالسلطة حتى الاحتلال، مروراً بابتزاز مئات المليارات من الدولارات من دول النفط بذريعة تمويل الحرب على الإرهاب، فهل يستطيع المسلمون كسر هذا الطوق الآخذ بِغّلّ أعناقهم؟ هل يستطيعون الخروج من عنق الزجاجة إلى هواء طلق وإبداع صورة جميلة للإسلام، الذي يجب أن يعني التسامح والمحبة ونصرة الضعفاء والمظلومين، والأهم هو تقبّل المختلف مهما كان متباينا في عقيدته وقناعاته، إنها مسؤولية كل حر وشريف، في منع جريمة تاريخية بحق الملايين من أبناء البشر.
كاتب فلسطيني

المسلمون على شفا كارثة تاريخية

سهيل كيوان

هل تدرك روسيا حقيقة إسرائيل؟

Posted: 13 Jun 2018 02:14 PM PDT

بمنتهى الصّراحة والوضوح، لا يستوعب المرء هذا التقارب المتزايد بين روسيا ودولة الكيان الصهيوني، والزّيارات المتكرّرة لنتنياهو إلى موسكو.
ندرك،أنّ بوتين لن يكرّر تجربة الحزب الشيوعي السوفييتي سياسيا، الذي ورث موقف ستالين من الاعتراف السّريع بالدولة الصهيونية فور إنشائها، حتى أن موسكو سبقت باعترافها بإسرائيل، أمريكا، وكانت أوّل وأسرع دولة تعترف بهذا الكيان على صعيد العالم.
أتذكر الأجوبة التي كان يتذرّع بها مدرّس تاريخ الاتحاد السوفييتي في الكلّية التحضيرية عندما كان يُسأل من الطلبة الفلسطينيين والعرب عن هذا الاعتراف؟ تمحورت إجاباته في منحى تبريري غير قابل لإقناع أحد، مثل أن الاتحاد السوفييتي انخدع بالاشتراكية التي سيبنيها «الصهيونيون الاشتراكيون» في فلسطين المحتلّة ـ على الرغم من عدم توافق الاشتراكية مع الصهيونية، فهما متناقضتان تماما ـ وكان المندوبون العرب يخرجون من القاعة عندما يبدأ المندوب السوفييتي في إلقاء كلمته. بالطبع، موقف آباء الماركسية معروف من «المسألة اليهوديّة» عندما أثيرت، ويتمثّل في التّالي: «إن فكرة الأمّة اليهودية هي فكرة رجعية المحتوى» و»إن اليهود بقوا بفضل التاريخ لا رغماً عنه، و»إن حلّ المسألة اليهودية يتمثّل بعيش اليهود بين مجتمعات الأمم التي يعيشون بين ظهرانيها»، ولذلك رفض لينين دخول «حزب البوند» المشكّل من اليهود إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي الرّوسي عام 1905 ككتلة واحدة، وطلب منهم الدّخول أفرادا خشية منه على تسميمهم لوعي الحزبيين الآخرين من الشيوعيين.
المؤسف، أنه بحسب التقارير الصحافية، وجهّت السفارة الروسية في تل أبيب، الدعوات لاحتفال يقام بمناسبة اليوم الوطني الروسي (عيد الاستقلال) الذي هو يوم تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1990، وإعلان روسيا دولة مستقلة، الذي صادف يوم 12 يونيو/حزيران الحالي، بحيث سيقام الحفل هذا العام في القدس الغربية، لأول مرة، يوم 14 يونيو. علماً أن كل السفارات تعقد احتفالاتها في تل أبيب.
هذا أعطى الفرصة للإعلام الصهيوني للرّبط بين هذه الخطوة، بإعلان روسي مفاجئ آخر، في إبريل/ نيسان عام 2017، حيث اعتبرت موسكو حينها أن القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، وأن القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين.
سيقام الحفل في مبنى أثري، معروف باسم المسكوبية، تعود ملكيته للروس، بني في القرن التاسع عشر، وكان الإسرائيليون قد اشتروا جزءا كبيرا منه من الاتحاد السوفييتي عام 1964، بقيمة 3.5 مليون دولار، فيما سمّي حينها «صفقة البرتقال» لأن الإسرائيليين دفعوا المبلغ على شكل حمضيات صدّروها لموسكو حينها. وقد حدث خلاف على شمول جزء من المجمّع المذكور (المسكوبية)، وأعيد هذا الجزء للروس عام 2008، والآن ينوي الروس عقد الاحتفال الوطني في مبنى فيه. اللافت، أن الصحافة الإسرائيلية (على الأقل ما أتيح الاطلاع عليه)، لم تهتم بالحديث مع الروس، لسؤالهم عن معنى وسبب خطوتهم. وقد حرص الإعلام الصهيوني على الإشارة إلى أن الخطوة الروسية تأتي بعد أسابيع من نقل السفارة الأمريكية للقدس.
أيضا، فإن أنباء صحافية تتحدّث عن تنسيق روسي – إسرائيلي بشأن سوريا! وللعلم، فإن إشارة زعيم حزب الله في خطابه الأخير في ذكرى (يوم القدس) إلى أنّه لو طلب كلّ العالم من الحزب الخروج من سوريا، فلن يخرج، وأنه سيخرج متى طلبت القيادة السوريّة منه ذلك.
إنّ مجرّد ذكر هذه المسألة من السيّد حسن نصرالله، يعني وجود طلب من دولة/دول بهذا الخصوص (مثلما ذكرت الأنباء) والدولة هي روسيا التي طلبت من إيران وحزب الله إخراج قواتهما من سوريا.
اللافت للنظر كذلك ما نشرته وكالة «تاس» الروسية من نفي مصدر عسكري روسي صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تسليم سوريا منظومة الدفاع الجوي الروسية «S-300». ونقلت وكالة «تاس» عن المصدر ذاته، قوله: «إن لدى القوات المسلحة السورية منظومات دفاع جوي مختلفة سوفييتية، وكذلك روسية حديثة، مثل منظومة بانتسير، وكلها أظهرت نجاعتها من خلال التصدي للهجوم الصاروخي، الذي شنّته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سوريا في 14 أبريل الماضي، في الوقت الذي أعلن فيه السفير السعودي في روسيا رائد قريملي، أن المفاوضات حول توريد صواريخ «إس -400» الروسية إلى المملكة، بلغت مراحلها النهائية. وكان مساعد الرئيس الروسي للتعاون الفنّي فلاديمير كوزين، قد صرّح في مقابلة مع صحيفة «كوميرسانت» بأنه تم التوقيع على وثائق شحنات «إس – 400» إلى السعودية، وتمت الموافقة على جميع المعايير بشأنها.
معروف بالطبع، أن دولة الكيان الصهيوني ترتبط بعلاقات استراتيجية مع حلف شمال الاطلسي (الناتو)، وھي تشارك بشكل متواصل في المناورات العسكریّة السنویة للحلف، خصوصاً منذ أن افتتحت إسرائيل بعثة لھا في مقر الاتحاد في العاصمة البلجیكیة بروكسل عام 2016.
شاركت إسرائيل قبل أسبوعين في مناورات للحلف جرت في بلدان من دول في شرق أوروبا، منھا دول البلطیق الثلاث: «لاتفیا. استونیا ولیتوانیا»، التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفیيتي السابق، فضلا عن بولندا التي كانت عاصمتھا المقّر الدائم لحلف وارسو، قبل انهيار الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية. كذلك، فإن هذه الدول قبلت بوضع قواعد صواريخ استراتيجية أمريكية على أراضيها، بالطبع أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة. كما نذكر تهديدا لمناحيم بيغن خلال الحقبة السوفييتية قال فيه إن الصواريخ الإسرائيلية قادرة على الوصول إلى حدود الاتحاد السوفييتي.
ندرك، حجم النفوذ الصهيوني في روسيا، وتحكّمه في مفصلين رئيسيين في الفيدرالية الروسيّة وهما المؤسسات المالية والإعلاميّة! وعند سؤال كاتب هذه السطور لمستشارين سياسيين روس، في التحضير لكتاب له عن روسيا، لماذا لا يحارب بوتين هذا الدور التخريبي للّوبي الصهيوني في روسيا؟ أجيب، بأن بوتين لا يستطيع فتح معركة مع أقطاب هذا اللوبي، وهم المتحكّمون في الاقتصاد الرّوسي. بالفعل تمّ تعيين فلاديمر بوتين ليخلف يلتسين، وكان مرتبطا بالمافيا التي شكّلها أقطاب هذا اللوبي. وساد اعتقاد حينها أن بوتين عقد اتفاقا مع أثرياء روسيا الجدد يتعهد لهم باحتفاظهم بالأموال التي لديهم إذا حافظوا على أنوفهم خارج السياسة.
البعض منهم رفض هذا العرض ومن بينهم قطب قطاع الإعلام بوريس بيريزوفسكي، وميخائيل خودوركوفسكي الذي كان يعتبر أغنى رجل في روسيا والرئيس التنفيذي لأكبر شركة نفط روسية «يوكوس». وقد دفع كلاهما ثمناً غاليا لذلك التحدي، إذ انتقل بيريزوفسكي للعيش في المنفى في لندن حيث وجد مقتولاً عام 2013، أما خودوركوفسكي فسيقضي 10 سنوات من الأعمال الشاقة داخل سجن في سيبيريا، وهو يعيش الآن في المنفى أيضاً. ولم ينج من أزمة الركود العالمية عام 2008 أولئك الأوليغارشيون الروس الذين يبحرون داخل يخوتهم الفاخرة، إذ بلغت خسائرهم بالبلايين، وبعدها بسنوات قليلة، في عام 2014، أصابتهم العقوبات الأمريكية، بعد أن قامت روسيا باستعادة شبه جزيرة القرم.
لكن وفقا للإحصائيات، يوجد في روسيا اليوم 96 بليونيراً معظمهم من اليهود، ممن لهم صلات بالرئيس ترامب. هؤلاء الأوليغارشيون من أمثال رومان ابراموفيش، الذي يملك نادي «تشيلسي» لكرة القدم هو ومنذ فترة طويلة صديق مقرّب لكوشينر وزوجته ايفانكا ترامب، وفي السياق نفسه يأتي الأوليغارشي الروسي أوليغ ديريباسكا وغيرهم! هؤلاء يلعبون دورا تخريبيا في السياسة الروسية وتحويرها لصالح إسرائيل.
اللوبي اليهودي في روسيا يكرّر تجربة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، أصبح دوره ملموسا في الاتحاد الروسي بهدف القيام بخطوات لإنتاج أدوات ضغط على دوائر صنع القرار في موسكو، في سعي واضح منه لضمان توظيف ثقل روسيا العالمي والإقليمي في خدمة بعض السياسات الإسرائيلية.
نقول ذلك بأسف شديد غير متناسين دور روسيا المهّم في المنطقة ودفاعه عن وحدة الأراضي السورية، والوقوف مع القضايا العربية، غير أنه مطلوب من روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي أن تقوم بقصّ أجنحة هذا اللوبي الذي يقوم بتخريب روسيا من جهة، والتدخّل في سياساتها لصالح إسرائيل، التي تلعب دورا أكثر من تخريبي في الفيدرالية الروسية. المطلوب من روسيا إدراك حقيقة إسرائيل ودورها في روسيا.
كاتب فلسطيني

هل تدرك روسيا حقيقة إسرائيل؟

د. فايز رشيد

عندما تحرق العملية السياسية في العراق أحزابها

Posted: 13 Jun 2018 02:14 PM PDT

تتصاعد الدعوات ويحتدم الجدل عن مصير مستقبل النظام السياسي العراقي القائم منذ 2003، بعد أن انكشفت حقيقة تزوير الانتخابات العراقية، وسعي الفاسدين إلى طمسها عن طريق حرق الصناديق الانتخابية، نتيجة لفشل ما سمي «بالعملية الديمقراطية» الهادفة إلى إقامة نظام شرعي، يُسمح من خلاله للشعب في التصويت للتعبير عن حق المواطن للإدلاء برأيه في الانتخابات لاختيار ممثليه، انطلاقا من المصلحة الديمقراطية، القائمة على مبدأ تبادل السلطة.
ونتيجة لهذه التطورات الخطيرة، تباينت آراء العديد من الخبراء المتخصِّـصين في السياسة والقانون الدولي، حول مستقبل بقاء العملية السياسية بعد فشل النموذج الحالي، الذي حملته الأحزاب والنخب الحاكمة، في بناء الدولة لإعادة اللحمة الوطنية التي مزقها الاحتلال الأمريكي، والتدخل الإيراني والإقليمي، ليزيد من حدة تصاعد المطالب، بضرورة تدخل الأمم المتحدة، والأطراف الدولية لإعادة الانتخابات ومراقبتها سعياً لضمان نزاهتها.
وبغض النظر عن أهمية وجود مراقبة دولية أممية، للإشراف والرقابة على الانتخابات التشريعية العراقية، واحتمالات تأثيرها سلبا وإيجابا، على سيادة واستقلالية الدولة، إلا أن تولي الأطراف الدولية، تنظيم وإدارة العملية الانتخابية، وإصلاح ما يشوبها من أخطاء، قد يوفر لها، شئنا أم أبينا، صلاحية التدخل في جوهر العملية السياسية وعلى اختلاف مراحلها، حيث يبدو من الطبيعي أن يتخذ الإشراف الدولي على الانتخابات درجات متفاوتة من التأثير في أجندات الدول العظمى والإقليمية المرتبطة بمستقبل العراق في المنطقة، توافقا مع الوضع المتأثر الإقليمي للعراق المرتبط بحالة الاحتقان الطائفي، الذي أوصل العملية السياسية إلى نهاية النفق المظلم، بعد ان أشعلت الثقافة الفئوية المذهبية، الشارع العراقي، لتحرق في النهاية أصابع مزوري احزاب العملية السياسية وصناديق ديمقراطيتهم المُصطنعة.
لا شك في أن العملية السياسية التي اُريد لها أن تعمل بالغش والتبعية والفساد، قد انفجرت أخيرا في وجوه صانعيها من القِوى والأحزاب المهيمنة على السلطة، بعد ان أوصلت ثقافة تعددية الانتماء للطوائف والمكونات، العراق إلى النفق المسدود، في ظل تعدد المرجعيات الدينية والعشائرية المنبثقة من تلك التعددية الفئوية، وتغييب ومحاربة النُخب السياسية الوطنية البديلة، عن طريق الفاعل الخارجي ودوره في تغييب شرعية السيادة الوطنية، حيث كان للفاعل الأمريكي والإيراني الأثر الكبير في إدارة هذه المسيرة «الديمقراطية» العرجاء في العراق، التي تنقصها الشرعية الوطنية، التي هي أساس وجود الدولة وقدرتها في إرساء أسس الديمقراطية، التي تضمن تطبيق القانون وتمنع المرتشين والمزورين من التأثير على نزاهة الانتخابات وتشريع القوانين، حيث يرتبط مفهوم السيادة بالدولة ارتباطا جوهريا، انطلاقا من ‬كون مفهوم السيادة يُمثل رمز هيبة ووجود الدولة، ‬كما إنها الأساس الذي ‬يُثبت ‬حق الشرعية في ‬الحكم وفرض السيطرة أو السلطة الشرعية للمجتمع العراقي والدولي.‬ ‬‬‬‬‬
وعلى الرغم من انكشاف حقيقة الأمور وفشل عملية المحاصصة ووصولها إلى هذا الطريق المسدود، نتيجة لغياب سيادة الدولة ودورها الموضوعي في محاسبة الفاسدين ومنع مزوري الانتخابات، ثمة من يطالب الآن بإعادة الانتخابات، ردا على احتراق مخازن صناديق الاقتراع، في الوقت الذي يصر البعض الآخر على أن عملية الانتخابات قد انتهت، ولا مجال لتغيير نتائجها، وهذا ما يؤكد على إصرار الفاسدين على إدامة بقاء واستمرار العملية السياسية بشكلها الحالي على الرغم من فشلها واحتراق أوراقها، نتيجة لغياب سيادة الدولة وإبدالها بسيادة الأحزاب الطائفية المرتبطة بسيادة أسيادها.
فبغياب السيادة تغيب الدولة، وبغياب الدولة تغيب السلطة التي وجب ان تكون اليد العليا، التي ‬لا ‬تعلو عليها سلطة في تنظيم العملية السياسية، وإدارة شؤون الدولة، من خلال تنظيم الانتخابات بشفافية واستقلالية، خلافاً للوضع العراقي الحالي الذي يعيشه العراقيون في ظل دولة الأحزاب الفئوية المتناحرة على كراسي النظام وثروات العراق.‬ ‬‬‬‬
من هنا وبعد أن حرقت العملية السياسية صناديق الاقتراح بأيادي أحزابها، أصبح من المُلزم العمل إلى عقد مؤتمر وطني شامل لرسم ملامح الفترة المقبلة، من خلال تشكيل حكومة إنقاذ وطنية مستقلة تكفل إتاحة الفرصة للعراقيين لتغيير جذري كامل لطبيعة العملية السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية، والبدء بتثبيت حكومة شرعية بسيادة وطنية عراقية خارج التأثير الأمريكي، الإقليمي والإيراني.
كاتب عراقي

عندما تحرق العملية السياسية في العراق أحزابها

أمير المفرجي

ما بين إسرائيل وإيران… الأسد في عنق الزجاجة

Posted: 13 Jun 2018 02:13 PM PDT

إنه من المهم لنا كباحثين ومراقبين سياسيين لفهم إلى أين تتجه منطقة الشرق الأوسط عموماً أن نراقب تطور الصراع ما بين إسرائيل وإيران في سوريا خصوصاً. فرغم رفض العديد من المراقبين فكر أن التصادم قادم ما بين إسرائيل وإيران في المرحلة المقبلة إلا أن المؤشرات الأخيرة في الساحة السورية تؤكد أن المسألة مسألة وقت لا أكثر.
فتل ابيب على دراية كافية من أن استتباب النفوذ الإيراني ضمن الأراضي السورية يضعها في موقف التخوف المستمر، كما قد يؤدي إلى تغيير في موازين القوى الإقليمية والتي تعد تل أبيب أكثرها قوة ونفوذا عسكرياً، وبالتالي فإن صناع القرار في تل أبيب لن يسمحوا بوصول الأمور لحد تكون فيه إسرائيل مضطرة لإعطاء تنازلات في المنطقة عموماً وعلى حدودها البرية والبحـرية.
إيران بقيادة الإكليروس الشيعي دخلت مرحلة الانتعاش العسكري والتوسعي مع سقوط نظام البعث في العراق بداية الألفية الحالية ، ومن ثم زاد النظام الإيراني من مستوى دعمه العسكري لميليشيا حزب الله اللبناني فصواريخ الحزب التي كان مداها لا يتجاوز الـ 40 كم أصبح يملك ترسانة صواريخ ذات مدى يفوق الـ 150 كم بالإضافة لمنظومة صواريخ بر بحر روسية الصنع « ياخونت ».
ومع انطلاق الثورة السورية زادت إيران من تواجدها في الأراضي السورية فتحول الوجود من سري مختصر في قاعدتين عسكريتين تابعتين للحرس الثوري الإيراني واحدة في جنوب مدينة حلب وثانية في غرب مدينة حمص لتنشر إيران ما يزيد على الخمسة آلاف جندي وضابط بالإضافة لعشرات الآلاف من الميليشيات الطائفية متعددة الجنسيات، كما أن النفوذ الإيراني لم يتوقف عند هذا الحد فحاجة نظام الأسد دفعته للانحناء والسجود لترجي الدعم الإيراني فتوغل اللوبي الإيراني في العديد من مفاصل النظام السوري فالاقتصاد تحول معظم تجاره لرجالات عند طهران، والعسكر السوري تحول لأداة تقودها الأوامر الإيرانية قبل التدخل الروسي ولايزال جزء كبير منهم يكن الولاء ما بعد التدخل الروسي، كما أن نشر التشيع الذي بدأ مع بداية الألفية الحالية وفشل مع الوعي الاجتماعي السوري عاد وبقوة من خلال استغلال الأوضاع المادية الصعبة للمجتمع السوري.
أما الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد فمعظم قيادتها هم من أذرع طهران وعلى رأسهم فرعي الأمن الجوي والأمن العسكري واللذين يعدان الأقوى والأكثر سلطة وإجراماً في سوريا، وبهذا الشكل يتوضح للقارئ مستوى التداخل ما بين إيران ونظام الديكتاتور الأسد وصعوبة الفصل بينهما.
أما العلاقات الإسرائيلية مع نظام الأسد الأب والابن كانت ولاتزال مستتبة فقيادات إسرائيل ترى فيه شخصية ضعيفة ومهتزة مناسبة لتجبرهم فيما يعلم الأسد علم اليقين أن تل ابيب قادرة على إنهائه شخصياً في أي وقت تريده، فلا طهران قادرة على حمايته كما أن موسكو التي استجداها لتحميه من السقوط نهاية عام 2014 هي الأخرى لاتزال تعطي الضوء الأخضر للطيران الحربي الإسرائيلي ليضرب يمينا ويسارا من دون رادع ، وبالتالي فإن الخيار الأمثل له أن يبقي رأسه منخفضاً.
شهدت الأراضي السورية خلال الأسابيع الماضية ضربات إسرائيلية قوية وموسعة تختلف عن سابقاتها والتي كانت محصورة بموقع أو موقعين يتم فيها استهداف إما مخزن سلاح كان يجهز للنقل لحزب الله أو شخصية عسكرية هامة إيرانية أو لبنانية، أما هذه الضربات التي استهدفت ما يزيد عن 25 موقعا عسكريا تابعا بشكل مباشر لفيلق القدس في سوريا تؤكد أن مرحلة جديدة قد دخل فيها التوتر بين طهران وتل أبيب، كما أن العديد من مراكز الاستخبارات الدولية أكدت انطلاق طائرات حربية إسرائيلية من شمال تل بيب ووصلت للحدود الإيرانية الغربية مما يعد إشارة واضحة للتجهيز من قبل إسرائيل لضربات في الداخل الإيراني، وقرار خامنئي بإعادة العمل على تخصيب اليورانيوم برأيي الشخصي شرارة لما هو أكبر.
إسرائيل تمكنت في ربيع العام الماضي من الحصول على 9 طائرات من نوع اف 35 عالية التطور التي بمقدورها ضرب مواقع ضمن الأراضي الإيرانية والعودة دون الحاجة للتزود بالوقود، كما أن ما نشرته وزارة الدفاع الإسرائيلية مؤخراً عن تفاصيل عملية ضرب موقع البوكمال النووي السوري والتي تمت في 2007 يعد بشكل شخصي رسالة واضحة موجهة لطهران تؤكد بها تل أبيب أنها قادرة على إنهاء البرنامج النووي الإيراني بنفسها وبأقل الخسائر إلا أن التساؤل الأهم هنا عن ردة فعل إيران إذا ما أقدمت تل ابيب على هذه الخطوة؟
إن الصراع الإيراني الإسرائيلي الذي بدأ مع التوغل الإيراني في الأراضي اللبنانية إبان الحرب الأهلية هناك، ومع دراسة تفاصيل سيطرة طهران على القرار العراقي بوابة الشرق الأوسط الشرقية سيتوضح بما لا شك فيه أن إسرائيل لم تمانع ذلك ، كما أن انسحاب تل ابيب من جنوب لبنان ومن ثم افتعال حرب يوليو/تموز والتي أدت لتموضع عشرة آلاف جندي أممي حماية لشمال إسرائيل، وبعدها دعم طهران بقاء ديكتاتور حي المهاجرين في سوريا بضوء أخضر إسرائيلي امريكي يؤكد أن مخطط طهران المتمثل بالهلال الشيعي لم يكن سوى مخطط إسرائيلي أريد به حرف بوصلة العداء لدى المجتمعات العربية والإسلامية عن إسرائيل واستبداله بطهران.
إلا أن الخط الذي رسمه نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 2015 هو نقطة النهاية لأداة عاثت في الشرق الأوسط فساداً. هذا الصيف سيكون ساخناً على طهران وأحلام الأسد الوردية سيغزوها مصير علي عبد الله صالح بأيد إيرانية أو مصير سفاح البوسنة بأيد روسية.

محللة سياسية يونانية مختصة بشؤون الشرق الأوسط

ما بين إسرائيل وإيران… الأسد في عنق الزجاجة

إيفا كولوريوتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق