Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 18 يونيو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


أهداف السياسة في شباك الرياضة

Posted: 17 Jun 2018 02:32 PM PDT

هدد تركي آل الشيخ، المستشار الملكي السعودي، ورئيس الهيئة العامة للرياضة في بلاده بمقاضاة شركة «بي إن» سبورت القطرية المسؤولة عن بث مباريات المونديال في العالم العربي بسبب ما سماه «أفعالها السيئة ضد المملكة ورياضاتها ومسؤوليها، ولاستغلالها الرياضة لتسديد أهداف سياسية».
جاء التهديد بعد مزاعم عن عرض بعض المعلقين الرياضيين آراء سياسية خلال بث المباريات، من قبيل أن معلقا اتهم السعودية ببيع القضية الفلسطينية، وأن معلقا آخر مازح المشاهدين، بعد النتائج المخيّبة للمنتخب السعودي في مباراة الافتتاح ضد روسيا، بالقول إن مسؤولي الرياضة السعوديين يمكن أن «يزوروا فندق الريتز كارلتون»، وهو الفندق الذي اشتهر باعتقال عدد كبير من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين بدعوى الفساد.
يثير الأسف، بداية، أن تتعرّض فرق عربية مشاركة في المونديال، بما فيها السعودية، لهزائم، فرغم المرارات السياسية الهائلة التي تفرّق بين البلدان العربية (وبين شعوب الدول وحكامها)، فإن من الطبيعي أن يتحمّس العرب، على اختلاف مشاربهم، لفرق عربية ضد فرق غير عربية (حسب تقرير ينشر اليوم، فإن الجمهور السوري، من الموالين والمعارضين، كان متعاطفا مع المنتخب المغربي وضد المنتخب الإيراني).
غير أن ردّ فعل تركي آل الشيخ، من جهة أخرى، مردود عليه، فهو، من دون منازع، أكثر شخصية عربية انتهكت أي حياد ممكن في الرياضة، وهو يجسّد في تاريخه الشخصي معاني هذا الخرق، فهو لم بأت إلى منصبه هذا من باب السياسة وحسب، بل كذلك من باب الأمن فهو خريج كلية فهد الأمنية التي كانت بطاقته لدخول المناصب السياسية، ويؤكد ذلك مسلسل أفعاله المثيرة للجدل طويل جداً، ابتداء من تصريحاته السياسية الفالتة من عقالها، إلى تدخلاته المباشرة في شؤون الرياضة العربية لأهداف سياسية، كما حصل في النادي الأهلي المصري، والمنتخب الفلسطيني، ووصولاً إلى موقفه المسيء حقاً للرياضة والسياسة (والعروبة الخ…) معاً بانحيازه المعلن لملف استضافة الولايات المتحدة الأمريكية لمونديال 2026 وتحريضه الصريح ضد ملف استضافة المغرب المنافس لها.
مفـروغ منه أن الشعوب العربية، كغيرها من أمم العالم، ترغب حقاً في الاستمتاع بألعاب المونديال، وتتمنى أن يكون الفوز للعب الجيد والنظيف (والعادل)، وأن تترك همـومها لمدة 90 دقيقة (فترة مباراة كرة القدم الواحدة)، ولثـلاثين يومـا (مـدة المونديال) خـارج البـاب، وأن تشارك بأشواقها في كرنفـال المشاعـر العالمي هـذا من دون تحفظ.
لكن يبدو أنه حتى هذه الأمنية البسيطة، للأسف، غير ممكنة لملايين من العرب، الذين أمسكت مخالب السياسيين بخناقهم، ويدخل في هؤلاء جموع الهاربين من النازحين واللاجئين من أهوال الحرب في سوريا واليمن وليبيا، وأمثالهم من بلدان عربية أصبحت، بفضل حكامها الفاسدين، دولا فاشلة، فملأوا قوارب الهجرة إلى أوروبا والغرب. مثال آخر على استخدام الرياضة كفعل انتقامي، ما فعلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي منعت الأسرى الفلسطينيين من متابعة المونديال في السجون.
يثبت استخدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أساليب تهديد مكشوفة لبلدان العالم التي لا تصوّت لملفّ بلاده لاستضافة المونديال خواء دعوى فصل السياسة عن الرياضة، لكنّه لا يبرّر أبداً العداء المكشوف الذي أبدته السلطات الرياضية السعودية، تحت قيادة آل الشيخ، للمغرب، ولا يفعل تهديد آل الشيخ للشركة القطرية، لأن بعض معلقيها أشاروا إليه، غير أن يجعل ادعاء حياد الرياضة برمّته مسخرة تثير الضحك.

أهداف السياسة في شباك الرياضة

رأي القدس

كرة القدم وتهذيب الحَكَم

Posted: 17 Jun 2018 02:31 PM PDT

في البدء كان حَكَم كرة القدم آدمياً من لحم ودم وأعصاب، ومن صواب تارة وخطأ طوراً، وحسن تقدير هنا أو سوء قرار هناك، فالكمال المطلق ليس من سمات بني البشر. لهذا أفلح الأرجنتيني دييغو مارادونا، قبل 32 سنة، في تسجيل هدف ــ «تاريخي»، والحقّ يُقال! ــ مستخدماً يده، التي تواضع بعدئذ فاعتبر أنها «يد إلهية». يومها كان الحكم التونسي علي بن ناصر قد شاهد الكرة تدخل مرمى بيتر شلتون، حارس منتخب إنكلترا، لكنه لم يشاهد اليد، البشرية أو الإلهية، فاحتسب الهدف وأرسل المنتخب الأرجنتيني إلى نصف النهائي، ثمّ النهائي ضدّ ألمانيا الغربية. ولهذا، أي انتماء الحكم ابن آدم وحواء إلى صفّ الخطّائين، وقع عشرات الحكّام في مئات الأخطاء القاتلة، على امتداد 170 سنة من تاريخ اللعبة الحديث.
اليوم، بفضل تقنية الفيديو كحكم مساعد، لم يعد في وسع أيّ مارادونا جديد أن يستخدم أيّ يد في تمرير الكرة إلى المرمى؛ بل بات شبه مؤكد أنّ الأهداف المسجلة، أو ضربات الجزاء المشكوك في احتسابها أو إغفالها، أو رفع بطاقة حمراء مباشرة، أو الخطأ في هوية اللاعب الذي تمّ توجيه الإنذار أو البطاقة الحمراء إليه؛ كلها خاضعة لقرار شاشة الفيديو. صحيح أنّ المرجع الأول لا يزال الحكم ابن البشر، لكن الحكم ابن التكنولوجيا ليس صاحب القول الفصل إذا ارتاب المرجع في قراره، فحسب؛ بل إنه ببساطة مرجع المرجع أيضاً، وأصلاً!
الفارق بين التونسي بن ناصر، والأوروغوائي أندريس كونها (الذي احتسب ضربة جزاء لفرنسا في مباراتها مع أستراليا مؤخراً بعد العودة إلى الفيديو)، لا يقتصر على تثبيت القفزة الهائلة التي شهدتها اللعبة في جزئها التحكيمي، الحاسم والمركزي بالطبع. ثمة هنا افتراق سيكولوجي وشعوري ودرامي، والبعض يتحدث عن تحوّل جوهري في «فلسفة» اللعبة؛ عماده الانتقال من سطوة القرار الآدمي الخطّاء، إلى سلطة الجزم التكنولوجي الذي لا يأتيه الباطل. كانوا، في الاتحاد الدولي للعبة مثلاً، يقولون إنّ أخطاء الحكّام جزء من «آدمية» اللعبة، حتى إذا كان هذا البُعد يتحقق على حساب العدل في القرار. لكنهم اليوم يرجحون إحقاق الحقّ، حتى إذا انتقص من تلقائية اللعبة وحيوية استقبالها في المدرجات.
وضمن صفوف المعترضين على تطبيق تقنية الفيديو في تحكيم كرة القدم، والرياضات المشابهة التي تجتذب الحشود، يسود رأي فيه نظر بالفعل، يساجل بأنّ كرة القدم هي رياضة البرهة الحارّة، المتقدة حماساً وترقباً، فرحاً وسخطاً، مناصرة أو عداءً، اعتدالاً أو غلوّاً… ولذلك فشتان بين أن تقفز المدرجات عندما يصفر الحكم ضربة جزاء، تاييداً للقرار أو اعتراضاً عليه، وبين أن تنتظر الأقدام نصف دقيقة، أو حتى دقيقة كاملة من جمر مشتعل، حتى ينتهي الحكم ابن آدم من الحملقة في شاشة الحكم ابن التكنولوجيا، فيطلق الصفارة المقدسة التي تؤذن باتخاذ القرار النهائي سلباً أو إيجاباً. هذا رأي أحد ثقاة الكرة المعاصرة، المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي لا يعترض على استخدام تقنية الفيديو، بل يطالب بتحسينها على نحو يكرّم حاجة الجمهور إلى الانطلاقة العفوية، سواء في الأفراح أم في الأتراح.
والحال أنّ النفور من تطبيق التقنيات المعلوماتية الأحدث على الرياضة، وبالأحرى على الفنون بصفة عامة، لا يخلو من حسّ الاتباع والتشبث بالتقاليد وتكريس الأعراف السائدة؛ الأمر الذي يسفر عن موقف متزمت، أو حتى رجعي، في تسخير التكنولوجيا لصالح هدي الآدمي إلى سُبُل أفضل لتذوّق الإبداع، والمباهج عموماً. فإذا تأثرت بخدمات الكومبيوتر حقول مثل السينما والمسرح والأوبرا والفنون التشكيلية (مثال المعارض التي تعتمد الرشق الضوئي للأعمال، مصنفة وفق منظومات الموضوع أو الحقبة أو الأسلوبية، بدل عرض الأعمال ذاتها)، فلماذا تحجم رياضة مثل كرة القدم عن سبيل مماثل، طمعاً في تهذيب الحكم وتصويب قراراته، وبالتالي تحكيم التحكيم؟
المرء هنا يتذكر الأكاديمي الألماني ألبريخت سونتاغ، في كتابه «هوية كرة القدم الأوروبية»، الذي نافح بقوّة ضدّ الفكرة القائلة بأنّ اللعبة أفيون الشعوب، ورأى في المقابل أنها ملاط يرصّ حجارة الشعور القومي الجَمْعي في معمار فريد من نوعه، يتجاوز الحساسيات السياسية والاجتماعية والفكرية والطبقية في البلد الواحد. وهو يضرب مثال فوز ألمانيا على إنكلترا في بطولة أوروبا لسنة 1996، فيعتبر أنّ كرة القدم انقلبت إلى بوتقة هائلة صهرت الذات الوطنية الألمانية في وحدة متجانسة، وطوت الكثير من المشاعر التي أعقبت اندحار الفلسفة النازية وانهيار الإجماع الشعبي حول خصوصية «النموذج الألماني». فللمرء أن يتخيّل، في ضوء هذا المثال، ما الذي كانت ستفعله « يد إلهية» إنكليزية ما، إذا حشرت الكرة في الشباك الألمانية وغفل عنها حكم غير أوروبي، أسيوي، أو مسلم، مثلاً!
وإذا آمن المرء ذاته بأنّ كرة القدم، وليس العولمة، هي الظاهرة الأكثر كونية من حيث القدرة على اختراق الحدود وتحطيم الحواجز وعبور الموانع؛ فإنّ الشراكة بين الحكم الآدمي في الساحة، والحكم الافتراضي الجاثم في شاشة الفيديو، تكتسب صفة الضرورة.
شاء من شاء وأبى من أبى، غنيّ عن القول!

كرة القدم وتهذيب الحَكَم

صبحي حديدي

الأردني عندما «يلطم»: وزيرة تجر كلبا ووزير هتف باسقاط النظام… عن «الديمقراطي الميت» علي عبدالله صالح ومحافظ نابلس الحي

Posted: 17 Jun 2018 02:31 PM PDT

حسنا، عاد الأردنيون للحياكة التقليدية بحثا عن أي كلمة عابرة يمكنهم مهاجمتها لبعض الوزراء الجدد والأرشيف في الفضائيات تكفل بذلك.
أشد التركيز هنا طال وجهين جديدين، وزيرة الثقافة بسمة النسور ووزير الاتصالات مثنى الغرايبة.
السيدة الوزيرة، أعاد القوم الفضوليون بث مقابلة تلفزيونية لها مع «أورينت» تتحدث عن مشاركة الفلسطينيين والشركس والشوام في تأسيس العاصمة عمان.
قصفت السيدة بكل ما في جعبة «الوطنيين الأفذاذ» من تكفير وطني لأنها تحدثت بمسألة علمية بحتة واردة في كل الكتب التي يعتمدها أرشيف الدولة الأردنية، بما فيها تلك النسخ التي توزعها بلدية العاصمة على ضيوفها.
نعم أسست العاصمة عمان مكونات إجتماعية من بينها قبائلها البدوية في جوارها والشركس والتجار الشوام وبعض الفلسطينيين. لماذا اللطمية… ما الضير في ذلك؟!
في العادة لا تظهر الحكومات أي إهتمام نوعي بوزارة الثقافة حتى أنها وزارة حمولة زائدة تقلدها سابقا مسؤول أمني وطبيب وتاجر بيض ودبلوماسي، وكان فيها يوما وزير يصيح بالممر: بيكاسو مات… عليكم اللعنة… لماذا لا تخبروني حتى نقوم بواجب العزاء؟!
وزيرة تجر كلبا وأخرى لا تتحدث العربية ووزير شارك في وصلة فنية على الطبل… يا مصيبتنا، هذه ملاحظات مئات الأردنيين على الوزارة الجديدة.
حاول أحدهم إعادة تذكير وزير الاتصالات الشاب الجديد في مقابلة تلفزيونية له على شاشة محطة «رؤيا» يندد فيها بقانون الضريبة المتوفى.
الفتى الوزير من خارج العلبة والنادي والعائلات المترفة، لذلك لم يبث تلفزيون الحكومة سيرته الذاتية كالعادة.
التهمة التي يوجهها كثيرون للوزير الشاب كالتالي: هتف أيام الربيع العربي لإسقاط النظام… لديه صورة مع فرقة فنية… زوجته فنانة سورية من نجوم مسلسل «باب الحارة» على «أم بي سي».
كما يحصل مع العنب تماما عندما يصر البعض على رؤيته باعتباره «حصرما» وسرعان ما يصرح برلماني برتبة مصارع بأنه لن يمنح الثقة لحكومة فيها وزير هتف لإسقاط النظام.
على حد علمي هتف الغرايبة لإصلاح النظام، وليس لإسقاطه والارتباط بزوجة فنانة في أخطر مسلسل درامي في التاريخ العربي الحديث هو امتياز لا تملكه غالبية النخب، التي تتسلى بالشعب والنظام في نادي الوزراء.

تنبيه للحراك

غريب فعلا أمر الأردنيين… هجوم شرس على شباب تقلدوا الوزارة وفي كل الأسلحة البشعة فقط لأنهم من غير النمط التقليدي مع قناعتي طبعا بأن حتى هؤلاء لن ينجزوا مع فريق وزاري مخيب للأمال.
عموما نقول ذلك عن الوزير، الذي لا نعرف خيره من شره بعد، مع تحذير حراكات الشارع من اللعبة المتذاكية الجديدة، حيث «اصطياد» أحد الناشطين بإسم الحراك وتحويله إلى «نكهة في وزارة محافظة» وبصورة سرعان ما يتحول فيها إلى «رقم على الرف» أو ماكينة «تسحيج» بامتياز.
حصل ذلك مرتين على الأقل مع «رفاق يساريين» وها هو يحصل مع «ليبراليين».
وباختصار من يريد إشراك المعارضة فعلا في «الإدارة والحكم» لديه نماذج من شخصيات وطنية وسياسية يمكن هضمها تلاحظ من أجل العرش والدولة وليس عليهما.
شاهدنا المهندس ليث الشبيلات على شاشة «الميادين» مناورا وهو يتحدث عن «الأصلي والجوهري» في قصة «الدوار الرابع» وشاهدنا قبله الشيخ زكي بني إرشيد على شاشة فضائية «اليرموك»… هذه النماذج يمكن تأسيس شراكة معها عندما ننشد التحول للإصلاح بدلا من «حراكيين» سرعان ما ينضمون للسرب وتحكمهم القيود ويخضعون للهندسة إياها وهم في كل حال «أغرار» في علم الاشتباك السياسي.

الديمقراطي الميت

الخطبة المتلفزة الأخيرة للرئيس اليمني المخلوع والقتيل علي عبدالله صالح وبعد تسريبها مؤخرا فقط تعيد تنشيط الذاكرة بكل ما هو حزين.
الخطبة، التي أذاعتها قناة «يمن اليوم» لأول مرة يندمج فيها صوت المغدور الصلب مع أصوات القصف حول وعلى مقره السكني.
فجأة كان الرجل يدعو إلى تمتين الحوار والديمقراطية باعتباره الحل الوحيد لبلاده.
جميل هو الحل الوحيد، لكن الدعوة حضرت متأخرة جدا.
طبعا الجرائم، التي يرتكبها التحالف في اليمن يندى لها الجبين.
لكن الزعيم العربي عموما لا يعترف بالحرية والديمقراطية إلا عشية الموت أو قرب لحظات اليأس والهزيمة.
في كل الأحوال ينسى الزعماء دورهم في تكريس ثنائية الاستبداد والفساد التي تطيح بهم في النهاية لتأتي بغيرهم أكثر فسادا.
تذكرت «سي أن أن» وهي تبث آخر لقطة في حياة الزعيم معمر القذافي، حيث كان الرجل يصرخ قبل معالجته برصاصة في الرأس.. «أنا القايد يا أولاد».
و«الجزيرة» وهي تنقل العبارة الشهيرة لزين الدين بن علي.. «الآن فهمتكم».

محافظ نابلس

محافظ نابلس المدعو أكرم الرجوب له رأي آخر في التقويم لهذا التاريخ فعلى شاشة «القدس» تابعت تحذيراته العلنية التي تصلح لمخاطبة لصوص برتقال في السوق المركزي للخضار وليس لشعب تحت الإحتلال.
الجنرال المحافظ يستعمل كل كلمة نابية متاحة وسط تصفيق الجمهور، فلا يأتي على ذكر إسرائيل ويصر على التحدث عن كل خصوم السلطة ورئيس الشرعية.
على كل، احتفى تلفزيون فلسطين بالرجل بعد فضيحة القمع الأخيرة لأهل الضفة الغربية المتعاطفين مع أهل غزة.
وأغلب الظن أن الرئيس محمود عباس لا يحتاج لأعداء جدد مع معاونين لديهم هذه القدرة على التبجح في تهديد الشعب.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

7gaz

الأردني عندما «يلطم»: وزيرة تجر كلبا ووزير هتف باسقاط النظام… عن «الديمقراطي الميت» علي عبدالله صالح ومحافظ نابلس الحي

بسام البدارين

لماذا انقلب الغرب على تركيا باختصار؟

Posted: 17 Jun 2018 02:30 PM PDT

منذ إنهاء الخلافة العثمانية في مارس/آذار 1924 لم تشيُطن تركيا من قبل الغرب رغم اجتياحها لقبرص، ونزاعها مع اليونان، لأنها كانت تحت حكم أنظمة وظيفية تؤدي أدواراً مطلوبة، بل حاول الغرب جعل النموذج التركي العلماني مثالاً للمنطقة، فضلاً عن استخدام تركيا قاعدة متقدمة عسكرية في الصراع مع المعسكر الشرقي .
لم يعترض الغرب على الانقلابات التي كان يقودها الجيش، والتي كانت تمنع عودة تركيا لشخصيتها الإسلامية أو للتقارب مع محيطها الإسلامي. وتم عزل نجم الدين أربكان لأنه أعلن عن تأسيس دول السبع الإسلامية. وقد وصل حزب العدالة إلى السلطة في أسوأ أوضاع تركيا الاقتصادية، فقد كانت تقبع في المرتبة 111 وكانت تقديرات الاتحاد الأوروبي أن اقتصادها يحتاج 150 مليار دولار للنهوض بها، وهي دولة غارقة بالفساد وغياب الشفافية، ومدينة للبنك الدولي. وهذا يعني أن نجاحات حزب العدالة الاقتصادية مسموح بها ما دامت في الإطار المحلي وعدم تحول تركيا إلى أنموذج إسلامي .
بدأت الحرب الحقيقية على تركيا بعد ثورات الربيع العربي وتأثر شعوب المنطقة بالنجاح الاقتصادي التركي وكذلك السياسي، وبمعنى أدق فإن المشروع البديل للحكم العسكري سيكون الحكم المدني من أصحاب التوجه الإسلامي، وهذا يعني أن المنطقة من مراكش حتى اسطنبول ستكون تحت أنظمة حكم متشابهة، وهذا سيؤدي لنهضة تلغي معادلة الغرب مع المنطقة بجعلها حديقة خلفية له يُمنع عليها النهوض والتقدم.
نجاح أردوغان حطم ما صاغه الغرب عبر السنوات الماضية من تخويف شعوبه بالإسلاموفوبيا، ولذلك كان لا بد من إيجاد تنظيم متوحش يتموضع في أهم منطقة حضارية «سوريا العراق»، ويعطي صورة سلبية عن الإسلام، وقد لعب تنظيم «الدولة» (داعش) هذا الدور المرسوم على أكمل وجه.
عملت الأنظمة العربية الوظيفية على دعم الثورات المضادة، ورأت أن نهاية الربيع العربي لا تكون بنهاية الثورات وإعادة انتاج الأنظمة الاستبدادية، بل لا بد من إنهاء النموذج الملهم لها «تركيا»، وهذا يتسق تماماً مع الرغبة الأمريكية .
بدأ التدخل في الشأن الداخلي التركي وتضخيم ما يحدث منذ أحداث ساحة تقسيم 2013 والتي عمل الإعلام التابع لبعض الدول العربية على تصويرها على أنها ثورة ضد أردوغان، ثم جاء دعم التنظيم الموازي، وعلاقة غولن ببعض الدول العربية، فضلا عن إقامته في أمريكا، ثم كان الانقلاب 2016. ومن المعروف أن الانقلابات العسكرية هي إحدى أساليب وكالة الاستخبارات الأمريكية السي آي إيه والسلاح الذي تهدد به أمريكا خصومها. وقد بدا الإعلام التابع لمدبري الثورات المضادة في العالم العربي داعماً لذلك الانقلاب ومبشراً بنهاية أردوغان! وعندما فشل الانقلاب كان لا بد من ورقة أخرى، ورقة الأكراد ودعم البككا (حزب العمال الكردستاني) في سوريا بالمال والسلاح وصناعة جيب انفصالي جنوب تركيا، ومن ثم استنزاف تركيا والعمل على تقسيمها لإنشاء دولة كردية ضمن رؤية البككا .
ثمة حقيقة يجب عدم إغفالها تتمثل بوجود دولة سنية قوية تشكل مرجعاً للسنة أو شعوراً بالحماية. وهذا أمر مرفوض، فأمريكا تخوض حرباً ضد السنة، ولكنها تعتمد على الوكلاء السنة في تلك الحرب.
بعد الثورة السورية وسحب صواريخ الباتريوت التابعة لحلف شمال الأطلسي من تركيا، اتجهت أنقره للصناعة العسكرية، وباتت الآن تنتج نحو 65 في المئة من سلاحها، وتصنع معدات عسكرية تضاهي السلاح الغربي، وهذا خط أحمر في تغيير المعادلة المتبعة منذ نحو مئة عام في احتكار صناعة السلاح !
من ينظر إلى ما أوردناه أعلاه سيجد أن ثمة قاسماً مشتركا بين الحلف المعادي لتركيا تتمثل بنقاط عدة :منع تركيا من النهوض والعودة لقيادة العالم الإسلامي .أمريكا تحارب الديمقراطية في العالم العربي والإسلامي وتفضل الحكم الاستبدادي. إنهاء الثورات العربية هو مطلب أمريكي لأن نجاحها يعني انهيار البناء العربي الرسمي وكذلك الإقليمي، وهذا ما ترفضه أمريكا . نجاح التجربة التركية في دولة لا تملك نفطاً ولا غازاً، وكانت متخلفة اقتصادياً، وذلك بسبب الحرية السياسة والشفافية يؤثر على الأنظمة العربية الخليجية حيث الثروة الهائلة مع ضعف التنمية وغياب الحريات ووجود الفقر .وآخر وأهم أهداف الحلف المعادي لتركيا طبعاً شيطنة أردوغان والعمل على إنهائه قبل أن تعود تركيا دولة كبرى في العالم، وعندها لا يكون أمام أعدائها مزيد من التآمر أو الحرب العسكرية بعد فشل الحرب الوكالة والحرب الاقتصادية والانقلاب العسكري.

لماذا انقلب الغرب على تركيا باختصار؟

د. فيصل القاسم

عن لاهوت سياسي للعهد الرئاسي

Posted: 17 Jun 2018 02:30 PM PDT

عندما سُئلَ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وهو يدلي بورقته في انتخابات السادس من مايو/أيار الماضي في قلم الاقتراع بحارة حريك، في الضاحية الجنوبية أجاب: «أنا صوّتُّ للعهد».
أما صهره، وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر (التيار العوني) جبران باسيل فكرّر أكثر من مرّة على مسامع الناس طيلة الموسم الانتخابي بأنّ العهد، بمعناه الفعلي والشامل، لم يبدأ بعد، وأنّ حكومة العهد الأولى الفعلية ستكون تلك التي تعقب الاستحقاق الإنتخابي. الانتخابات كانت من وجهة النظر العونية، استفتاء لـ«تمكين» بل «تفويض» بل «ظهور» العهد، والملموس الأوّل في كل هذا تكريس «ولي للعهد»، جبران باسيل. أما إذا ابتعدنا عن ملموسية هذا التكريس، ستجد «الإطناب في العهد» كما لو كان العهد مقاماً من مقامات الرّوح، لا يختزل في مؤسسات، كما لو أنّه دعوّة للتأمّل الصوفيّ.
في هذا الإطناب، العهد أتى وما زلنا ننتظره. سالف الحضور. حاصل في «الليس بعد». هو مقام للروح، لكنه مقام للوجود نفسه. عندما يصوّت الرئيس للعهد في قلم اقتراع، معنى هذا أن «الرئيس بذاته» ينتخب «الرئيس لذاته». العهد العوني يكون بهذا المعنى عين الكائن السارتري الحرّ: موجوديته لا تتضمن ماهيته، ولأجل ذلك فهو حرّ يصنع حرّيته من لاشيء.. ولأجل ذلك هو «رئيس قوي» يمكنه أن يطالب في الحكومة المقبلة بحصته الوزارية كصاحب أكبر تكتل نيابي مسيحي، وبحصة وزارية إضافية للمقام الرئاسي في ذاته.
تعامل الرئيس وتياره مع الاستحقاق الانتخابي التشريعي على أنّه استفتاء على العهد يتجلى فيه العهد نفسه. لم يخض في المقابل أي فريق الاستحقاق على أنّه استفتاء ضدّ العهد، ولو اتخذ «التململ من العهد» ضروباً ومسالك شتّى. رست الانتخابات على مجلس متطبع بأكثريته المطلقّة مع قوامية سلاح «حزب الله»، وهذا فحوى ما قصده قائد فيلق القدس في حرس الثورة الجنرال قاسم سليماني في كلامه الأخير عن البرلمان اللبناني، الذي ردّ عليه فريق العهد نفسه بنفي التبعية لإيران. جاءت الانتخابات في المقابل بمجلس هو إلى حد كبير «غير متأقلم» مع مناخ العهد، ولو كانت أشكال انعدام التأقلم (كتل بري وجنبلاط وفرنجية والقوات) من الصعب جمعها في إطار مشترك في الأمد المنظور. في المقابل، تظهر بين الفينة والفينة عوارض الاحتقان. فالسجال «حول العهد»، فكرته وحصيلته ومآله، ما زال في بداياته، وما زالت بداياته أصوات صاخبة يصعب عليها الانتظام في كلمات مفهومة.
يغيب عن كل هذا أنّ العهد في الدستور غائب. فلا ورود لهذا المصطلح في المواد الدستورية المتصلة بانتخاب الرئيس وصلاحياته وعلاقته بالسلطتين التنفيذية والتشريعية أو بعموم اللبنانيين. في النصّ الدستور مدّة الرئيس في السدّة تسمّى «ولاية» لا عهداً. يشخّص الدستور الرئيس بأنه رمز وحدة الوطن، يسهر على احترام الدستور والمحافظة على الاستقلال، لكنه لا يصيغ علاقة «عاهد ومعهود» بينه وبين الآخرين. درجت العادة على اعتبار خطاب القسم الذي يلقيه الرئيس فور أدائه يمين القسم بمثابة «صكّ العهد» هذا، لكنّ الدستور في مادته الخمسين لا يطلب من الرئيس تلاوة خطاب قسم، بل إن المادة تكتفي بتحديد صيغة ثابتة ليمين القسم لا تتبدّل من رئيس إلى آخر. صحيح أنّ المادة نفسها تتحدّث عن قبض الرئيس لـ«أزمّة الحكم» (بالشدّة على الميم) والأزمّة هنا جمع زمام، أي مقاليد الأمور، و«زمام قومه» هو صاحب الأمر فيهم، إلا أنّ هذا التوصيف لوحده لا يكفي لـ«تأصيل» مفهوم العهد الرئاسي دستورياً.
الطريف في المقابل أنّ الدستور اللبناني يستخدم كلمة «عهد» في إطار الحديث عن «عهد النيابة» في المادتين 41 و55 منه، والمعنى هنا «مدّة وكالة» النواب عن ناخبيهم. دستورياً إذاً، ثمة 128 «عهداً»، هي العهود النيابية، لكن ليس ثمّة، في النص، من «عهد رئاسي».
«العهد» وإكثار الحديث عنه في لبنان، بالإيجاب أو بالسلب، بالتثمين أو بالتبخيس، فكرة «مبهمة العلاقة» مع الدستور. فالعهد بمعنى من المعاني فكرة ملكية أكثر منها فكرة جمهورية. للرؤساء ولايات، وللملوك عهود. ويحمل المصطلح شحنة نوستالجيا لدستور ما قبل الطائف، حين كان الرئيس هو من يتولى السلطة التنفيذية «بمعاونة الوزراء»، وباستطاعته التقدم للبرلمان باقتراح القوانين، وباستطاعته الدعوة لعقود استثنائية، وله نظرياً، صيغة سهلة نسبياً لحل المجلس النيابي. مع هذا، يمكن أن يحدث «القلب الدلالي» هنا، ويبنى على أنّ الرئيس خسر من «صلاحياته التنفيذية» بعد الطائف، لكنه كسب هالة تحكيمية ومرجعية أكثر، وبالتالي هالة ملكية أكثر، تتحول إلى «عهد» كامل في حال تولاها الشخص الذي يتمتع بشرعية شعبية مزمنة. طبعاً، لم يكلّف أحد خاطره لتسويغ «عهدية العهد» على هذا النحو، بمن في ذلك فريق العهد نفسه. عندهم أنّ الرئيس القوي في غنى عن تسويغ مفهوم العهد القوي نفسه.
لا غنى في المقابل عن تفكيك مفهوم العهد. ومن السكك المتاحة الاستعانة بالفقيه الدستوري والفيلسوف السياسي الألماني المحافظ كارل شميت حين اعتبر أنّ كل المفاهيم السياسية الحديثة هي في واقع الحال مفاهيم دينية جرت علمنتها. هنا سيظهر أن «العهد» ليس إلى هذه الدرجة مفهوم ديني جرى إحياؤه حداثياً بعلمنته. إنّه مفهوم دينيّ، كتابيّ، توراتي، بامتياز. ليس «تعاقداً» بقدر ما هو «وصيّة». آليات التفاعل مع هذه الوصيّة قد تتخّذ بعض وجوه العقد، لكنها تبقى بأعمها الغالب آليات إيمانية، شهودية، انتظارية، رجائية. هو مفهوم ديني بامتياز، لم «تجر علمنته» إذا ما استعدنا كارل شميت، بقدر ما جرت إضاعة أصله وفصله، والاكتفاء منه بالمؤثّرات، وببعد محدّد: إن العهد وصية، وإنّ القائم بالعهد، رئيس الجمهورية، بهذا المعنى، هو «الدستور الحيّ» للمملكة الداودية، في مقابل «الدستور النصيّ». ثمّة وراء «العهد الرئاسي» لاهوت سياسي مضمر، مشتت، ضائع، مغفل، لكن «العهد» لا يمكن أن يعني شيئاً من دون هذا اللاهوت السياسي الذي لا يقتصر على العونيين، بل هو أقرب ما يكون إلى «مشترك» بين القوى السياسية المسيحية. فكرتها عن العهد ملكية أكثر منها جمهورية، وملكية داودية أكثر من أي شيء آخر: ملك يخرج من «الشعب» ليقارع «جالوت» ويصير «عهداً»، ويصير وجوده في هذا المقام بمثابة حفظ لمقام المسيحيين الللبنانيين في الوجود. شيء من هذا، جانب من جوانب الأساطير اللبنانية الحديثة العديدة.

٭ كاتب لبناني

عن لاهوت سياسي للعهد الرئاسي

وسام سعادة

الوكالة الأدبية

Posted: 17 Jun 2018 02:30 PM PDT

من الأسئلة التي أطرحها على نفسي دائما ولا أستطيع أن أجد لها جوابا، مسألة خلو منظومة النشر العربية على الرغم من تضخمها في السنوات الأخيرة، من وجود الوكيل الأدبي للكاتب أو الشاعر، أو المبدع عموما، وهو ضلع مهم في النشر الغربي، ويمكنه أن يؤدي كثيرا من الخدمات الكبرى والصغرى، على حد سواء للمبدع، يقيه مسألة الوقوف على عتبات دور النشر، ومفاوضتها من أجل أن يحصل على حقوق ما.
أيضا يمكن للوكيل أن ينظم ندوات ولقاءات للكاتب هنا وهناك، يحشدها بالجماهير، وفي صفحات كثير من الوكلاء الأدبيين المهمين، نشاهد عبارة تقول: يمكنك لقاء مؤلفينا، وهي عبارة بدا لي فيها شيء من الاحترام للمؤلفين، حين تجعل منهم أعلاما بعيدة، يحتاج القارئ إلى وسيط من أجل لقائهم، ولا أعني هنا النجومية، لأن لا نجومية حقيقية في الكتابة الإبداعية، تقترب من نجومية الفن، إلا ما ندر، ولكن مجرد رفع قيمة مؤلف يبذل جهدا من أجل الكتابة. ويحاول أن يقدم شيئا للتنوير أو إكساب المعرفة، بحسب اعتقاده، ولأن في كل عصر لا بد من وجود من يكتب ومن يقرأ، لتكتمل منظومة ما، يمكننا تسميتها المنظومة الثقافية.
يمكن للوكيل الأدبي تنظيم حفلات إعلامية، مع الصحف والمجلات، وقنوات التلفزيون، وبذلك تختفي تلك العشوائية التي نراها دائما في حواراتنا، التي تأتي بلا موعد، وتمارس فيها ضغوط كبيرة من قبل المحاورين على الكاتب، بغض النظر عن ظروفه الشخصية، وإن كان متفرغا للإجابة عن حوار أم لا؟
وأذكر أنني كنت مرة في السوق، أتنقل بين دكاكين مزدحمة بالسلع والناس، حين كلمني أحدهم هاتفيا طالبا مني الإجابة على أسئلة بخصوص نهاية عام ميلادي وبداية عام جديد، وأثر ذلك في الكتابة، وأن تكون إجابتي الآن لأن الجريدة على وشك الذهاب للمطبعة.
أخبرته بأنني في سوق السمك، أطالع أنواعه المختلفة، وذهني خال من الثقافة ومعطياتها، وعليه إمهالي حتى أكون مستعدا، فأبى بشدة، طلبت إعفائي من الإجابة إذن، فدلق المحاور تلك الفقرة التي أسمعها كثيرا، ولا تعني أي شيء في الحقيقة، ويمكن أن تقال لأي أحد آخر، فقرة عن ضرورة وجودي، في الاستطلاع، لأن رأيي مهم للغاية.
عند ذلك أجبت على أسئلته بلا وعي، وأنا أتحدث لتاجر السمك عن كيفية تقطيعه، وإعداده للمائدة، وأظنني قلت أشياء لم تكن لتقال حين أكون في وضع الكاتب، لا في وضع رب البيت.
الوكالة الأدبية بالقطع صرح لا يمكننا الاستهانة به، وأعرف كثيرا من الوكلاء صنعوا لكتابهم مجدا لم يكن ليصنع لولا وجودهم، وكلاء عثروا على كتاب صغار لكن شموا في كتابتهم رائحة موهبة، وقاموا بنقلهم بما وفروه من خدمات إرشادية وتحريرية، وعلاقات بدور النشر المختلفة، إلى أفق بعيد حافل بالقراء، والجمهور الذي يتعطش للأدب الراقي كثيرا، وكنت تعرفت مرة بوكيل أدبي من أصل لاتيني أمريكي، وعرفت أنه ساهم بجهد كبير في التعريف بكتاب أمريكا اللاتينية، حين تبنى نتاجهم وروج له بشتى اللغات، كان الوكيل هو توماس كولشي، وأظنه ما زال يعمل حتى الآن في خدمة الأدب اللاتيني، وله صلات أيضا بالآداب العربية، ويروج لبعض الكتاب العرب، ومنذ عام تقريبا، قرأت رثاء مؤلما من الكاتبة التشيلية الرائعة إيزابيل أليندي، عن وكيلتها الأدبية التي رحلت، حيث وصفتها بأنها كانت الأم التي التقطت طفولة كتابتها وأوصلتها إلى النضج، وسعت بكتابتها الناضجة إلى كل اللغات، وبحيث لم يعد هناك مهتم بالأدب، في كل اللغات تقريبا، لم يسمع بإيزابيل أليندي.
ومنذ فترة قليلة، لمعت رواية أحمد سعداوي «فرانكشتاين في بغداد» لمعانا كبيرا خارج الحدود العربية، وكادت أن تحصل على بوكر الرواية العالمية، لولا تلك العثرات التي تلازم تلقي الأدب العربي، والنظر إليه بنزاهة، في كل مكان، وأي وقت.
كان ذلك اللمعان، وتلك الترجمات المتعاقبة، بالتأكيد من جهود وكيل جيد، ونشيط، ومهتم بكتابه، ويساندهم في كل وقت.
أعتقد أيضا أن الهم الأساسي للكاتب، هو الكتابة، أن يقرأ باستمرار ليكتب، وأن يعثر على أفكار في كل مرة، ليشكلها عملا جديدا، ربما يكون هناك من ينتظره، ومعروف أن للكتابة اكتئابها وإحباطاتها الخاصة، والذي ينتهي من صياغة رواية، لا يكون مستعدا للركض المجدد من أجل العثور على ناشر، وأيضا من أجل الإعلان هنا وهناك عن روايته، وقد يكون الكاتب مجدا فعلا لكن لا يملك علاقات، تؤهله للوصول إلى الترجمة، والانتشار الواسع، وغير ذلك من أشياء تخص الكتابة، لا بد من حدوثها أو حدوث بعضها على الأقل، ونأتي لدور الوكيل إذن الذي يقوم بكل ما يخطر على ذهن الكاتب، بينما يبدأ الأخير إجازة من العناء.
أقترح أن نشرع في بناء وكالات أدبية عربية، وكالات ستبدأ صغيرة محدودة عدد الزبائن، لكنها ستكبر، وستتسع مجالاتها، وقد تتولى بعد ذلك تقديم الروايات للسينما، إنها صناعة النشر الحديثة، ولا بد من مواكبة للصناعة الحديثة ما دمنا نكتب إبداعا، ونسعى إلى نشره وترجمته إن استطعنا إلى ذلك سبيلا.
ولا أعتقد أن وجود الوكالات الأدبية سيؤثر في عمل الناشرين، أو يقلص من عائدهم التجاري، على العكس قد يمد دور النشر المختلفة بأعمال راقية ربما لا ينتبهون إليها وسط ذلك الكم الكبير من الأعمال الإبداعية الذي يتلقونه يوميا، فالوكيل الأدبي في الغالب هو ناشر قديم، أو على الأقل عمل في صناعة النشر، وأحيانا محرر أو كاتب لم يرد أن يستمر في الكتابة، ولجأ لصياغة عمله التجاري، إن جاز التعبير.

٭ كاتب سوداني

الوكالة الأدبية

أمير تاج السر

اغتيال العقل

Posted: 17 Jun 2018 02:30 PM PDT

أين يتموقع التيار العقلاني التنويري اليوم في المشهد الفكري العربي؟ بعد تصفيات طالت الأدمغة المخاطبة للعقل خلال ثلاثة عقود من الزمن، هل يمكننا الحديث عن حركة تنويرية في العالم العربي، أوعلى الأقل عمّا تبقّى من تلك الحركة النهضوية التي بزغت في وقت ما وغربت بسرعة؟
إن كانت نوال السعداوي على سبيل المثال لا تناسبنا كمجتمع ولا نخبة تنويرية، فلماذا ناسبت جامعات مثل هارفرد، ويال، والسوربون وجامعات عالمية أخرى؟
ولماذا شغل حامد نصر أبوزيد «كرسي كليفرينخا» في جامعة ليدن، و«كرسي ابن رشد» في جامعة أوترخت في هولندا، في الوقت الذي وجّه له القضاء المصري ضربة قاضية تطعن فكره وعقيدته، مع أن العقيدة عند أي شخص بالغ علاقة خاصة بين العبد وربِّه؟
لماذا حين هُدِّد سيد القمني بالقتل بسبب آرائه، تكاثرت عليه الخناجر، وهوت عليه بشكل مباشر أو غير مباشر من زملاء مهنة، ومخالفي رأي، حتى أُسكِت لعدة سنوات وأُرغِم على الانسحاب من المشهد الثقافي حتى خفّت وطأة التكفيريين؟
لماذا لم يحدث أي تدخل لحماية فرج فودة من القتل، مع أن تكفيره حدث بشكل علني من طرف دعاة وصفوا بالاعتدال والوسطية؟ بل حتى الأزهر تبنى فكرة التكفير تلك وكانت القلة التي دافعت عن فودة غير فاعلة في الحقيقة بحكم أنها خارج صرح السلطة والهرم القضائي والمؤسسة الدينية المتفقة على إهدار دمه؟
نجيب محفوظ بقامته العالمية أيضا لم تشفع له سمعته الأدبية ليكون له جناح آمن يأويه ولا يعرّضه لإهانة طعنة جاءته في آخر العمر من أحد أبناء بلده. أين نصنف أنفسنا في هذا السلم المكسور الذي لا يبلغ لا قمة ولا ربوة؟ هل يمكن أن نجد اليوم المبرر الذي سلّم رقاب التنويريين للطغمة الظلامية التي بسطت سيطرتها على المجتمعات العربية وأدخلتها في نفق سحيق لا مخرج له ولا بريق نور في الأفق.
بعد ست وعشرين سنة من اغتيال فرج فودة، ما الذي تغيّر؟ وهل يمكن اعتبار هذه السنوات كافية لمراجعة أنفسنا وحساباتنا؟ أم أنها ليست أكثر من مرحلة من مراحل الهتك بالعقول العربية في انتظار إفراغ خريطتنا تماما من مفكرينا؟ ما الذي نسجله اليوم غير اغتيالات متفرقة هنا وهناك، تتم وسرعان ما نجد لها مبررات، بدون التوقف عند الجريمة في حدِّ ذاتها، وفي طبيعة أسبابها خارج الإطار الذي تُزَجُّ فيه لتبدو مقبولة اجتماعيا. كتلفيق تهمة الكفر أو المعارضة السياسية للضحية، فصاحب الفكر تحديدا يقف في النقطة الحرجة التي يتقاطع فيها الجميع، بدون انتماء واضح لطرف معين.
بعض التبريرات تنتهي إلى تشريع القتل بسبب جملة عابرة، وهذا كاف لنشر الرعب في الفئات جميعها، وتكميم أفواهها إلى أجل غير مسمى. هل في الأفق ما يشير إلى توقف آلة الموت من حصد الأدمغة العربية؟ مسبقا علينا أن نضع في الحسبان عدد الأدمغة الناجية من الموت، وتلك التي نفذت بريشها من أقفاص الصمت والقمع، حين اختارت الهجرة إلى الغرب. حسب الأرقام تتربع البلدان الإسلامية المرتبة الأولى في تصدير ثروتها الفكرية المنتجة للغرب، ما يفوق ثروة البترول والغاز الطبيعي وثروات أخرى.
لكن هذه الصادرات «الخاصة» يقدمها العالم الإسلامي بدون مقابل للغرب، بعد أن يهدر مبالغ طائلة حتى عمر تخرجها من الجامعات، إذ تصطدم هذه الأدمغة بعراقيل توظيفها، أو تعطيلها، أو إتلافها باكرا، إن حاولت التعبير عن امتعاضها بطريقة ما.
خمسون في المئة من مجموع أدمغتنا هو متوسط الأدمغة المهاجرة نحو الغرب لأسباب تختلف تماما عن هجرة الأدمغة الغربية من بعض البلدان إلى بلدان الجوار، مثلما يحدث منذ سنوات بالنسبة لأدمغة يونانية أو فرنسية إلى ألمانيا وبريطانيا على سبيل المثال، لا بسبب القمع والتهميش، بل من أجل تحقيق ثروة والهروب من الضرائب. المشتغلون في حقل الفلسفة والفكر يبحثون عن جامعات تحترم فكرهم، يفتحون نوافذ وأبواب على العالم المضيء الذي حرموا منه، لكن إن لم يتحقق لهم ذلك، فما هي البدائل الممكنة أمامهم؟
في تسعينيات القرن الماضي بالغ المتطرفون دينيا في تصفية أسماء بالغة الأهمية، بدءا ببلد عظيم مثل الجزائر، التي لم تكد تقطف ثمار استقلالها حتى هبت عليها رياح التطرف التي عصفت بالمجتمع كله وبعثرت نخبه، وألقت بعدد كبير منهم إلى الضفة الأخرى، إلى الغالية تونس التي ضربها الوباء نفسه مؤخرا، وها هي الأرقام تصدمنا لعدد أدمغتها التي شدت الرحال نحو ضفاف الشمال، يجب عدم ذكر بقية البلدان، لأنها تعيش الظاهرة بشكل إمّا أقل أوأكثر..
العراق، وسوريا وفلسطين، بلدان تطوف على خشبة الموت فوق بِرَكٍ آسنة، ومهما غابت الإحصائيات الدقيقة بشأن خساراتها البشرية بما فيها الأدمغة، فإنها بلدان تنزف بدون توقف. إنها الكارثة الحقيقية التي يعجز اللسان عن وصفها، منذ الحروب التي أقحمت فيها إلى الحروب التي تندلع في عقر أراضيها لأسباب مفهومة وأخرى غير مفهومة. بعض الأنظمة تكتفي بإهانة العقل بتسليم إدارة أمور رعاياها لمن هم بلا عقل، ليعيش الجميع في دوّامة التسيير السيئ، والأخطاء القاتلة، وانتشار الأمراض الاجتماعية والفقر والجريمة والتهافت على لقمة العيش.
بعد ست وعشرين سنة من اغتيال فودة، لا اعتذار صدر من المؤسسات الدينية المعروفة ، ولا تكفير للتكفيريين، ولا دعوة لإيقاف فتاوي الموت، ولا خطاب معتدل في الحقيقة… إذ من حين لآخر نسمع بتكفير كاتب أو شاعر أو مفكر، والتكفير في المجتمعات الإسلامية دعوة علنية لإهدار دم المقصود، يحدث هذا بدون ملاحقة هؤلاء المحرضين على القتل، وكأن مؤسسات القانون موافقة على ذلك.
والغريب أيضا أن التغيرات التي نشعر بها وهي تنبثق من بعض المجتمعات المغلقة، على أنّها إصلاحات جذرية وخطة جادة لإعادة الاعتدال للمؤسسة الدينية والتفكير الشعبي، يقابله الكثير من الخوف والتّخوُّف من التقدم خطوة واحدة إلى الأمام، وسط الألغام التي زرعت منذ عصور في العقل المدبِّر الاجتماعي.
لا ثقة في تلك الأطراف التي تعتمد في تصفيتها للأدمغة على العناصر الأضعف في المجتمع، على مراهقين لم يكتمل نضجهم، على الفاشلين الذين دمرتهم عقدة النقص ومنحت لهم فرصا للانتقام، على الضالين في الدنيا بحثا عن طريق يوصلهم للجنة بفعل واحد ليس فيه من العناء ما يتطلبه الاجتهاد اليومي على مدى سنوات لتحقيقه، وكل هؤلاء ذخيرتهم الأساسية الكثير من الفشل، والعجز لتحقيق الذات.
لا أبشع من جريمة قتل يذهب ضحيتها شخص مسالم أعزل، لكن الأبشع من ذلك أن تكون شاهدا على الجريمة وتسكت، في مناظرة فودة الأخيرة أمام الشيخ محمد الغزالي، تابع جمهور مهول تلك المناظرة الفكرية، التي لم يتلفظ فيها فودة بعبارة واحدة يعترف فيها بالكفر، ومع هذا سكت ذلك الجمهور حتى حين أطل القاتل عبر شاشات التلفزيون ليعلن أنه غير نادم على فعلته…
أليس في هذا الاعتراف المخيف إصرار على الاستهتار بالعقل، وضرب أصحابه عرض الحائط؟ أليس تقزيما لمؤسسات القانون، وتجاوزا لأنظمة تعتقد أنها تحمي نفسها بهذه الطريقة، فيما هي بتكريسها للجريمة واغتيال العقل تفتح الباب لكل أنواع المرتزقة واللصوص والقتلة ليعبثوا بشعوبها وبخيراتها في عقر بيتها؟
شاعرة وإعلامية من البحرين

اغتيال العقل

بروين حبيب

اليمن: القوات الحكومية تصل محيط مدينة الحديدة وأبوظبي تتقارب مع هادي لشرعنة السيطرة عليها

Posted: 17 Jun 2018 02:29 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: وصلت القوات الحكومية اليمنية إلى محيط مدينة الحديدة، وأصبحت تحاصر مطار المدينة منذ عدة أيام، دون القدرة على اقتحامه إثر التحصينات الشديدة وكثرة الألغام الأرضية التي زرعتها الميليشيا الحوثية في المناطق المحيطة بمطار الحديدة.
وشهدت المناطق المحيطة بمطار الحديدة خلال الثلاث الأيام الماضية مواجهات عنيفة واشتباكات غير مسبوقة سقط خلالها العشرات من المسلحين الحوثيين الذين دافعوا باستماتة عن مطار الحديدة، الواقع جنوب مدينة الحديدة، والذي وصلت القوات الحكومية إلى محيطه.
وذكر مصدر عسكري لـ(القدس العربي) ان القوات الحكومية المدعومة بقوات المقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي استطاعت اختراق كافة التحصينات التي تسبق مدينة الحديدة من جهة الشريط الساحلي، واستطاعت الوصول إلى أطراف مدينة الحديدة والسيطرة على محيط مطار الحديدة، وتتوغل حاليا باتجاه اقتحامه، حيث يعد بمثابة الحديقة الخلفية لمدينة الحديدة من جهة الجنوب، لكبر المساحة التي يسيطر عليها والبوابة الرئيسية للمدينة من جهة الساحل.
وأوضح أن «السيطرة على مطار الحديدة سيؤدي إلى سهول السيطرة على ميناء الحديدة، التي تقع في شمالي المدينة، فيما ستبقى السيطرة على المدينة الواقعة بينهما تحصيل حاصل».
وأكد أن السيطرة الكاملة على مطار وميناء ومدينة الحديدة أصبحت وشيكة ومسألة وقت فقط، حيث تأخرت عملية الحسم نتيجة كثرة الألغام المزروعة بشكل جنوني في كل شبر من المناطق المؤدية إلى مطار الحديدة وفي المناطق المؤدية إلى مدينة الحديدة من جهة الجنوب، والتي انفجر بعضها بالمسلحين الحوثيين أنفسهم أثناء فرارهم من المواقع التي كانوا يسيطرون عليها.
وتسعى القوات الحكومية إلى التمدد في نطاق واسع من الجهة الجنوبية لمدينة الحديدة للسيطرة عليها وقطع طريق الإمداد الرئيس لها من جهة العاصمة صنعاء، وكذا قطع طريق الامداد لصنعاء من جهة الحديدة، وهذا من أبرز الملامح لممارسة الضغط على الميليشيا الحوثية هناك واجبارهم على الاستسلام بدون مواجهات مسلحة وتفادي سقوط خسائر بشرية كبيرة.
وقررت القوات الحكومية اليمنية المدعومة ميدانيا بقوات المقاومة الشعبية في محافظة الحديدة ولوجستيا بقوات التحالف العربي تحرير مدينة الحديدة لاستعادة مينائها الذي أصبح المورد المالي الرئيس لدعم الميليشيا الحوثية، في محاولة من الحكومة لاجبار المسلحين الحوثيين على الانصياع لمفاوضات سلام دون شروط، والقبول بتسليم السلاح الثقيل للدولة وانسحاب مسلحيهم من المؤسسات الحكومية ومن المدن.
وذكر مصدر دبلوماسي أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث يمارس ضغوطا كبيرة على الحكومة اليمنية وكذا على الانقلابيين الحوثيين من أجل وقف الاقتحام العسكري لمدينة الحديدة من قبل القوات الحكومية، وضرورة تسليم الحوثيين للحديدة بدون قتال، وذلك بمبرر تفادي الكارثة الإنسانية التي قد تطال سكان مدينة الحديدة.
وذكر مصدر حوثي رسمي أمس أن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية شن امس أكثر من 20 غارة جوية على مطار الحديدة الدولي. وأوضح مصدر أمني بمحافظة الحديدة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يديرها الحوثيون في صنعاء أن طيران التحالف العربي «استهدف بأكثر من 20 غارة مطار الحديدة الدولي من بعد ظهر اليوم (الأمس) الأحد».
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عاد إلى محافظة عدن، عشية عيد الفطر، مساء الخميس، بعد قيامه بزيارة رسمية إلى أبوظبي، والتي شهدت مصالحة مع القيادة الإماراتية حيال إدارة الشئون العسكرية والأمنية في المناطق التي تم تحريرها من الانقلابيين الحوثيين، والتي يلعب فيها الإماراتيون بدرجة رئيسية دورا بارزا في النفوذ والسيطرة.
وجاءت زيارته لأبوظبي عشية التحرك العسكري باتجاه تحرير مدينة الحديدة، والذي تتزعمه القوات الإماراتية، بقوات موالية لها بالإضافة إلى الغطاء الجوي والبحري العسكري الإماراتي الداعم لتحركات القوات اليمنية على الأرض. واعتبر محللون سياسيون يمنيون أن مصالحة أبوظبي للرئيس هادي في الوقت الراهن جاءت بمثابة (شرعنة) السيطرة على مدينة الحديدة ومينائها البحري من قبل القوات الإماراتية أو القوات اليمنية المدعومة إماراتيا.
وأشاد بالدور المحوري الذي تقوم به دول التحالف العربي وقواتها في مختلف المناطق المحررة في إطار دعمها ومساندتها لليمن وشرعيته الدستورية لوأد المشروع الحوثي في اليمن والمنطقة.
وعبر هادي خلال استقباله قائد قوات التحالف العربي في عدن العميد محمد خميس الحساني ونائبه مصلح الثبيتي وعدد من الضباط من القوات السعودية والاماراتية عن «تقديره وامتنانه للموقف الثابت الذي اتسموا ويتحلون به في دعم أشقائهم اليمنيين والمساندة الميدانية الفاعلة في مختلف الجبهات والاسهام في ترسيخ الأمن والاستقرار المنشود».
وقال «وجودكم مع اخوانكم اليمنيين شرف كبير للجميع وجسّد الروابط الأخوية في اروع وأنقى صورها واكد حتمية روح المصير الواحد بين اليمن وأشقائه في الخليج العربي».
والتقى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أمس الأحد، بوزير الخارجية ونائبه في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً.
ونقلت وكالة الأنباء الخاضعة للجماعة، أن «غريفيث التقى مع الوزير هشام شرف، ونائبه حسين العزي، واستعرضوا مساعي المبعوث الأممي التي قام بها خلال الفترة الماضية».
وأوضح «أن التفاؤل ساد عند اللقاء مع المبعوث الأممي خلال زيارته الأخيرة إلى صنعاء مطلع الشهر الحالي، بشأن خطوات السلام المقترحة».
وأضاف شرف، أن هناك عراقيل توضع أمام أية احتمالية لاستئناف عمليات المفاوضات للسلام. مشيرًا إلى أن «دول العدوان (التحالف العربي) صعدت من العمليات العسكرية ضد المدنيين على طول الساحل الغربي».
ولفت «شرف» إلى من موقفهم «ما زال مع مد اليد نحو التسوية السياسية والسلام المشرف للشعب اليمني».
وقال القيادي الحوثي حسين العزي نائب الوزير، إن التصعيد العسكري الأخير «يهدف إلى إحباط عملية السلام ووضع العراقيل أمام مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة».
وأعرب «عن أمله في أن تضطلع الأمم المتحدة بدورها في وقف العدوان»، في إشارة للعمليات العسكرية للتحالف العربي.
بدوره أكد المبعوث الأممي «استمراره في بذل الجهود والمساعي الحميدة لوقف العمليات العسكرية والولوج المباشر في عملية المفاوضات السياسية وصولاً لتسوية سياسية شاملة تعيد الأمن والاستقرار إلى الشعب اليمني وتلبي طموحاته».
وأشار»غريفيث» إلى أن مهمته وزيارته الحالية «تعد مهمة خاصة تأتي في وقت حرج بُغية وقف أي تهديد لجهود السلام»، وفقاً للوكالة.

اليمن: القوات الحكومية تصل محيط مدينة الحديدة وأبوظبي تتقارب مع هادي لشرعنة السيطرة عليها
المبعوث الدولي يلتقي وزير خارجية الحوثيين
خالد الحمادي

الأردن في انتظار «كوشنر»: حجب اتصالات من اردوغان أياماً ومماطلة في عودة «سفير قطر» ورسالة «سلبية» لإيران

Posted: 17 Jun 2018 02:29 PM PDT

عمان- «القدس العربي» من بسام البدارين: لا يوجد جديد على صعيد ملف العلاقات بين إيران والأردن. الجديد الاساسي الذي يظهر ضمن ملامح تصريح مكرر عشية العيد لوزير الخارجية أيمن الصفدي بعنوان التضامن مع السعودية ورفض تدخلات إيران بالدول العربية هو التأكيد على «عدم وجود جديد» أصلاً بالرغم من الإجراء الأخير المتمثل بصدور إرادة ملكية تعيد السفير الأردني المعين في طهران والجالس في عمان منذ عام ونصف عام على الأقل إلى المركز. بمعنى آخر قررت عمان إعادة سفيرها في طهران عبدالله ابو رمان للمركز وبصورة تظهر انها ليست بصدد إعادته لعمله ودون أن يعني ذلك بانها تستبدله بآخر.
أغلب التقدير ان السفارة الأردنية في طهران ستواصل عملها وبدون سفير ومن المرجح ان الإجراء ليس سياسياً بقدر ما هو «إداري ومالي ووظيفي» يخص السفير المسحوب اصلاً حتى يتسنى تعيينه في مكان آخر.
طبعاً تصمت الخارجية الأردنية عن التحليلات التي تعتبر الاجراء تصعيدياً رغم انه ليس كذلك وكل ما يقوله هو أن الاتصالات مع إيران لا تزال تدار بدون « سفير» مجاملة للسعودية التي التزمت مؤخراً باجتماع مكة بمساعدة الأردن بمليارين ونصف المليار خلال خمس سنوات لم تتحرك وثائقها بعد. لكن خطوة سحب السفير المعين إلى المركز وعدم تعيين سفير جديد تبدو مفيدة على جبهة أخرى حيث تستعد عمان لإغضاب المحور السعودي بعودة السفير القطري إلى عمان بعد تعزيز الاتصالات بين البلدين كما لم يحصل من قبل.

خلية حيوية

فقد قدمت قطر 500 مليون دولار ونحو 10 آلاف وظيفة احتفى بها الأردنيون وبدأوا في التسابق عليها بازدحام حتى اضطرت السفارة القطرية في عمان لتحذير الأردنيين من روابط وهمية وغير شرعية تتعلق بوظائف في قطر. يقال ان العنصر المخفي الاهم بالنسبة للأردنيين والذي تقرر في اجتماع مكة قبل عطلة العيد يتمثل في وعد والتزام بما يخيف الحكومة الأردنية أكثر من اي شيء آخر وهو عدم «طرد او فصل» العمال الأردنيين في اسواق السعودية والكويت والامارات وهو إلتزام في القياسات الأردنية اهم بكثير من المساعدات المالية.
على الجبهة القطرية استغرب عضو البرلمان المخضرم خليل عطية أمام «القدس العربي» من مبررات للمماطلة في مسألة عودة السفير القطري إلى عمله وسط أهله في عمان. عطية انتقد التباطؤ هنا علناً وقال بأن عودة سفير قطر إلى عمان مطلب للشعب الأردني فيما تكفلت «خلية حيوية» في عمان والدوحة بهندسة عودة العلاقات بين الأردن والدولة القطرية إلى سابق عهدها في وقت قريب وخلف الستارة. عموماً يبدو أن عمان تقترب إلى حد كبير من قرار بتسمية سفير جديد لقطر والسماح له بالعودة.
ويتزامن ذلك مع تعزيز اسهم قطر في الشارع الأردني بعد ان تقدمت ببيان سياسي تضامني مع الشعب الأردني الذي يقاوم ضغوطاً بسبب مواقفه القومية والمبدئية في القضية الفلسطينية. وتريد عمان ان تكتمل عملية المفاوضات مع المنحة القطرية قبل عودة السفير وتقدر بأن قرار سحب السفير الأردني في طهران وعدم استبداله خطوة على مقياس التشويش على أي محاولة سعودية للشغب على استعادة العلاقات بين الدوحة وعمان.
وفي كل حال… المماطلة مع قطر والحرص على الخصومة مع إيران من المسائل التي بدأت تثير ضجة في الأردن داخلياً على المستوى الشعبي والنخبوي لأن الشارع لم يعد يفهم الأسس التي تدار بها حسابات المملكة الخارجية والدبلوماسية. ويزداد التشويش والتساؤل مع غياب المعطيات والمعلومات خصوصاً أن البلاد تنتظر زيارة يشعر الجميع بانها «خطيرة جداً» لصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر وهي نفسها الزيارة التي قد تؤسس لأول «تلامس حساس» بين الأردن والخطة الأمريكية الجديدة للسلام في الشرق الاوسط.
هنا يمكن ببساطة ملاحظة أن السلطة الفلسطينية وقبل مرور كوشنر إلى عمان حذرت من ان خطة السلام الجديدة «لا يمكنها العبور». كما تجاهلت الادارة الأمريكية وخلافا للعادة اي تعليق له علاقة بالاحداث الاخيرة في الشارع الأردني والتي ساهمت في اقلمة ثم تدويل الأزمة المالية الأردنية في موقف «مريب» لحليف قوي او على الاقل «غير مفهوم».

مجسات عميقة

في الأفق تسريبات عن عدم وجود سبب حقيقي منطقي لإلغاء الاتفاقية التجارية الحرة مع تركيا ولاضطرار الرئيس رجب طيب اردوغان للانتظار أربعة أيام على الاقل حتى يتصل هاتفياً بالملك عبدالله الثاني للاطمئنان على الأردن اثناء موجة الحراك الشعبي الاخيرة.
حلقات التوصيل والمجسات العميقة تبدو منشغلة في إعاقة اي علاقة تنمو مع تركيا ومع اردوغان..هذه المسألة محتاجة لتفسير وتحليل ايضا عندما يتعلق الأمر بمحاولة فهم إتجاهات البوصلة الأردنية التي ينبغي ان تركز على تنويع وتعدد المصادر والاتصالات وبدون المجازفة بأي علاقات مع النادي السعودي، الأمر الذي سمعت «القدس العربي» شخصية من وزن الدكتور طالب الرفاعي تتحدث عنه.
في المقابل لا تبدو البوصلة العميقة مهتمة فعلاً بإظهار أي مرونة أو تجاوب مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي أدلى بتعليق «إيجابي جداً» مؤخراً متمنياً الخير والاستقرار للأردن فبعد سلسلة رسائل ودية من الجانب السوري ضمن تشكيلة الحكومة الأردنية الجديدة ثلاثة من رموز التصعيد الجذري ضد النظام السوري.
عمليا انتهى الأردنيون من وزراء «التأزيم الاقتصادي» لكن بوصلة «التأزيم» السياسي الإقليمي لا تزال فعالة وبدون تفسير منطقي او مفهوم للأولويات والاعتبارات خصوصاً عندما يتعلق الأمر بحرص بعض المستويات على «إعاقة» التواصل مع تركيا واردوغان او العبث مع طهران أو عدم التفاعل مع ايجابيات القصر الجمهوري السوري والتأخير مع قطر. ويسأل كثيرون: هل الأردن دولة مترفة حتى تفلت منها مثل هذه التفصيلات؟..الأهم من يدير الملفات وعلى أي أساس بانتظار وقفة كوشنر التي قد تتضح فيها بعض الإجابات.

الأردن في انتظار «كوشنر»: حجب اتصالات من اردوغان أياماً ومماطلة في عودة «سفير قطر» ورسالة «سلبية» لإيران
ازدحام يتابع «وظائف قطر» المعروضة وثلاثة وزراء ضد النظام السوري
بسام البدارين

أول رئيسة وزراء في تاريخ تركيا تظهر فجأة بجانب أردوغان… هل تصبح نائبة الرئيس؟

Posted: 17 Jun 2018 02:28 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي» ووكالات: بعد فترة قصيرة من التكهنات والتوقعات ظهرت أول رئيسة وزراء في تاريخ تركيا «تانسو تشيلر»74عاماً في مهرجان حزب العدالة والتنمية المركزي الذي عقد في مدينة إسطنبول، أمس الاحد، استعداداً للانتخابات البرلمانية والرئاسية الحاسمة التي تشهدها تركيا الأحد المقبل وذلك بمشاركة مئات الآلاف من أنصار الحزب والرئيس رجب طيب أردوغان.
هذا الظهور المفاجئ إلى جانب أردوغان جاء عقب تكهنات بأن تكون «تشيلر» مرشحة قوية لتولي منصب نائب الرئيس التركي في حال فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية المقبلة وذلك بموجب النظام الرئاسي الجديد.
وتوقعت مصادر تركية أن يكون الرئيس التركي قد اختار «تشيلر» لتولي منصب أحد نواب الرئيس، حيث قال أردوغان في وقت سابق إنه بموجب النظام الرئاسي سوف يعين نواباً للرئيس أحدهم امرأة.
وتحدثت مصادر غير رسمية عن وجود «تقارب لافت» بين أردوغان وتشيلر في الآونة الأخيرة، وسط أنباء عن عدة لقاءات جمعت بينهما خلال الفترة الماضية.
وفي تصريح لها عقب وصولها ساحة المهرجان، قالت تشيلر إنها تشارك في التظاهرة الشعبية «بدافع الحس الوطني»، معتبرةً أنه «من الصعب جدًا إرضاء الشعب وإيجاد حلول للمشاكل العالقة، عن طريق الحكومات الائتلافية»، وتابعت: «الكل يقول ما لديه الآن، لكن الكلمة الأخيرة للشعب، وأنا هنا اليوم بدوافع وطنية».
وتشيلر هي من مواليد إسطنبول عام 1946وتعتبر سياسية واقتصادية تركية بارزة، تولت منصب رئاسة وزراء ثلاثة حكومات تركية متتالية وأصبحت بذلك أول سيدة تركية تتولي منصب رئاسة الوزراء.
وعقب رحلة دراسة طويلة عملت أستاذة في العديد من الجامعات الكبرى خارج وداخل تركيا دخلت «تشيلر» عالم السياسة عام 1990وانضمت إلى حزب الطريق القويم المحافظ.
جرى انتخابها نائبة في البرلمان التركي لأول مرة عام 1991 عن مدينة إسطنبول، وشغلت منصب وزير الدولة المسؤول عن الاقتصاد في الحكومة الائتلافية برئاسة سليمان ديميريل، ولاحقاً في عام 1993تولت منصب رئاسة الوزراء لأول مرة واستمرت في رئاسة الوزراء عبر ثلاثة حكومات ائتلافية متتالية حتى عام 1996.
ولاحقاً، شغلت منصب وزير الشؤون الخارجية ونائب رئيس الوزراء بين عامي 1996 و1997، وخلال رئاستها للحكومة وقعت تركيا اتفاقية الاتحاد الجمركي الهامة مع الاتحاد الأوروبي عام 1995. وتشهد تركيا في الرابع والعشرين من الشهر الحالي انتخابات برلمانية ورئاسية حاسمة سيطبق عقبها النظام الرئاسي الذي جرى تمريره بموجب الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي أجري في أبريل من العام الماضي.
وقبل اسبوع من انتخابات حاسمة لمستقبل بلدهم، يتابع الأتراك باهتمام المنافسة الحادة بين الرئيس رجب طيب اردوغان وخصمه الأبرز محرم اينجه الخطيب اليساري المعروف بحدته في أفعاله أيضا.
ومنذ أسابيع يتبادل الرجلان اللذان يتمتع كل منهما بحضور قوي، الانتقادات ويردان على بعضهما خلال تجمعات انتخابية، ما يؤدي إلى تزايد التوتر قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية المبكرة في 24 حزيران/يونيو.
واردوغان الذي يحكم تركيا منذ 2003 في منصب رئيس الوزراء أولا ثم كرئيس للجمهورية، اعتمد دائما على موهبته في الخطابة ليتفوق على منافسيه. وعادة ما يختم خطبه بعبارات شعبية واشارات دينية وشعر قومي.
لكن هذه المرة، عليه ان يواجه خصما مشابها ممثلا في شخص اينجه. فهذه الشخصية المهمة في حزب الشعب الجمهوري المعارض واستاذ الفيزياء السابق، معروف بطبعه المتصلب وعباراته الحادة.
شهدت يالوفا (شمال غرب) مسقط رأس اينجه ويمثلها في البرلمان، معركة طاحنة بين الرجلين قبل الانتخابات.
وفي مهرجان انتخابي الخميس وفي معقل خصمه الرئيسي، ضاعف اردوغان هجماته. وقال ان «السيد محرم (…) في ولايته النيابية الرابعة ممثلا ليالوفا. لكن هل حقق شيئا لهذه المدينة؟»، مذكرا بان حكومته شيدت جامعة في يالوفا.
ورد اينجه الذي شعر بالاستياء، في تجمع انتخابي في اليوم التالي في المكان نفسه قائلا «ماذا حققت ليالوفا؟ المرشح الذي سيفوز في الانتخابات الرئاسية!».
ويتابع اردوغان بدقة كبيرة المرشحين الآخرين للانتخابات مثل ميرال اكشينار التي تلقب بـ«المرأة الحديدية» والزعيم الكردي المسجون صلاح الدين دميرتاش، لكنه يركز انتقاداته على اينجه.

أول رئيسة وزراء في تاريخ تركيا تظهر فجأة بجانب أردوغان… هل تصبح نائبة الرئيس؟
مئات الآلاف يشاركون في مهرجان العدالة والتنمية الانتخابي في إسطنبول
إسماعيل جمال

تغريدة لجنبلاط عن «العهد الفاشل» تشعل ردوداً غير مألوفة على مواقع التواصل

Posted: 17 Jun 2018 02:28 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : على خلفية تعاطي التيار الوطني الحر مع موضوع الناحين السوريين ومرسوم التجنيس والإصرار على توزير الامير طلال ارسلان من ضمن الحصة الدرزية ، أطلق رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط تغريدة أشعلت الردود السياسية من قبل نواب « تكتل لبنان القوي « مثلما اشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري الطرفين بلغت حد الباب وتوجيه أفظع النعوت لكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والزعيم الدرزي.
فصبيحة عيد الفطر كتب جنبلاط مغرداً « أما المهجرون في الارض فلا عيد لهم ولا راحة، يلاحقهم الموت في البحار وفي الصحاري تجار البشر، يهربون من الظلم والحروب من اجل حياة احسن، فإذا بجدران الكراهية والعنصرية ترتفع في كل مكان.وفي لبنان يطالبون بتسليمهم إلى الجلاد، بحجة تحميلهم سوء الأحوال، ومصيبتنا في عهدٍ فاشل منذ اول لحظة «.
وسرعان ما توالت الردود من نواب التيار فقال وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال سيزار ابي خليل: «أنجز هذا العهد بسنة واحدة ما لم تنجزه كل العهود التي كنتم من أركانها.. يشهد اللبنانيون على فشلكم وفسادكم في كل الملفات التي استلمتموها…قدرنا والتزامنا ان نصلح ما أفسدتم ».
وسأل وزير الاقتصاد رائد خوري «هل يدفع وليد بيك من جيبه الكبيرة إذا انهار الاقتصاد من جراء عبء النزوح؟». وردّ النائب السابق أمل أبو زيد على مواقف جنبلاط فقال في تصريح «غريب أمر وليد بك يتقاعد من النيابة ولا يتقاعد عن مهاجمة العهد لأن مصيبته أنه لم يعتد على عهد قوي. والغريب حديثه عن المهجرين في الأرض وهو الذي كان بطل التهجير ولم يترك راحة ولا عيداً لمهجر».
وقال وزير العدل سليم جريصاتي: «مريب هجومك على العهد يا وليد فور عودتك من المملكة. لماذا توريط المملكة بالإيحاء بأنك تنفذ أمر عمليات فاشلا بالذخيرة الخضراء ضد عهدٍ أصبح سيده خارج مرماك ومرمى أزلامك ؟».وأضاف:» وصفك الرئيس ذات يوم في 26/9/1997، فعد إلى الارشيف، ولا تورث تيمور الواعد إستحالة الإجابة عن سؤال واحد : لماذا الاستكانة إلى النزوح السوري الكثيف على أرضنا وما هو رهانك عليه؟».
ودخل النائب طلال ارسلان على خط السجال بين التيار الوطني الحر والاشتراكي متضامناً مع العهد فقال:»كل من يدّعي حرصه على النازحين، كان وراء نزوحهم وتهجيرهم بمواقفه الدامية ودعواته لهدر الدماء، نحن أخبر وأعلم الناس بأوضاع سوريا والحل يبدأ بعودة آمنة لهم وبالتنسيق بين الدولتين، وسبق ودعينا للتنسيق مراراً لحل هذا الملف وغيره من الملفات…ونحن أدرى في الفضائح التي ارتكبت بحق المهجرين والمقيمين في الجبل على حد سواء من ظلم وتعدٍ وبيع حقوقهم…».وأضاف: «في ظلّ العهد القوي والنظيف لا خوف على لبنان.. أمّا التهجّم الممنهج عليه فسببه الأساسي كسر الأحادية والإحتكار».

ردود على الردود

وفي رد على ردود التيار الوطني الحر، قال وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة «منذ الأسابيع الأولى بمشاركتي في الحكومة، بعد الإنفراد بعدم التصويت للعماد ميشال عون في تشرين الأول 2016 وشعوري بأن عملية إسقاط إتفاق الطائف وضرب علاقات لبنان العربية قد انطلقت، أستطيع أن اصف في أول تجربة هذا العهد بالأكثر فشلاً منذ الإستقلال وهذه الحكومة بإنجازاتها الفضائحية بالأسوأ في تاريخ الحكومات».
وأضاف: «والأفظع في هذه المرحلة أن بعض زملائنا قرروا الإستفادة من الوقت الضائع بعد الإستحقاق الإنتخابي لتمرير ما تبقى من صفقات كهربائية وموبقات تجيشية واستعمال المزور أحياناً في محاضر مجلس الوزراء».
وقال النائب هادي أبو الحسن «مهلاً يا أصحاب النخوة المستجدة، يا من تدعون الديمقراطية والشفافية، وتتغنون بحرية الرأي والتعبير، هالكم قول الحقيقة من قبل وليد جنبلاط، يا ليتكم أسهمتم ببناء الوحدة بدلاً من نبش القبور، ولجمتم من هدد بتكسير الرؤوس. إتعظوا ولا تتسرعوا.. كفى».

عهد جبران

وكتب مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس عبر «تويتر»: «‏علامات فشل العهد لا تكفيها أحرف تغريدة، بعضها: مراسيم تجنيس فضائحية، صفقات بواخر مشبوهة، تعيين الأقارب والأصهر والأحفاد، نبش القبور والعظام، صدام مع المجتمع الدولي، غياب العداء الإيديولوجي مع إسرائيل، تدجين المؤسسات.اللائحة تطول…ولا يبقى من الإصلاح إلا الشعار!»
واستغرب النائب هنري حلو «الهجوم التحريضيّ غير المبرّر» على جنبلاط، قائلاً «جنبلاط أدلى بمجرّد رأي سياسيّ في أداء السلطة، وهو أمر مألوف في السياسة وفي اللعبة الديموقراطية، وخصوصاً من زعيم وطني له وزنه كوليد جنبلاط، لكنّ الردّ عليه جاء، يا للأسف، بأسلوب الفتنة ونبش القبور». وأضاف: «اعتقدنا أن هذا الأسلوب طوي بطيّ صفحة الحملات الإنتخابية، وأن العقلانية عادت إلى الخطاب السياسي، ولكن يبدو أن البعض يعيش على شتم الآخرين، ويصرّ على الاستهداف الشخصي».
وأكد النائب أكرم شهيب «نحن أردنا إنقاذ الدولة فانتخبنا العماد ميشال عون رئيساً وإذا بنا في عهد الوزير جبران. يركّب التحالفات واللوائح ويعقد الصفقات ويعيّن السفراء والقناصل ويمنح الجنسية وإذا انتقدنا قامت الدنيا ولم تقعد. قال وليد جنبلاط الجبل ومصالحته خط أحمر ومدّ يده فذهبتم في الاتجاه المعاكس وعقدتم تحالفاً هجيناً، لكن الجبل قال كلمته. «ركّب كتلة» لا تقوم «على قوس قزح». والكلام عما يدور من صفقات يملأ الصالونات. ونقول لبعض من انتقد: تطاول الصغار على الكبير لا يصنع منهم حجماً «. ومساء عاد جنبلاط وغرّد عبر حسابه على تويتر قائلاً «إلى محبي الضجيج أقول: ما بالكم تكأكأتم علي كتأكئكم على ذي علة افرنقعوا عني».
وفي وقت بقي الجمر تحت الرماد في ظل ردود الفعل العنيفة من الطرفين التي تجاوزت المألوف بدأت اتصالات لتفادي الاستفزازات التي فاقمت السجال السياسي ودعت منسقية التيار الوطني الحر في بعبدا «الى تهدئة النفوس، وتمنت على الأطراف الأخرى، أن تحذو حذو التيار في تهدئة النفوس، وإدانة كل الإساءات، وإبقاء الاختلاف السياسي في إطاره الديمقراطي الراقي». وجرت اتصالات بين النواب آلان عون وهادي أبو الحسن، ومنسق تيار بعبدا في التيار الوطني الحر ربيع طراف ووكيل الداخلية في الحزب الاشتراكي في المتن الأعلى عصام المصري واتفقوا على التهدئة وطي صفحة السجالات الحادة.

تغريدة لجنبلاط عن «العهد الفاشل» تشعل ردوداً غير مألوفة على مواقع التواصل
على خلفية الموقف من النازحين السوريين وتوزير أرسلان و«التجنيس»
سعد الياس

النظام المصري يستغل العيد لزيادة أسعار المحروقات وانتشار أمني في مواقف الركاب

Posted: 17 Jun 2018 02:28 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: استغل النظام المصري إجازة عيد الفطر، ليعلن عن زيادة جديدة في أسعار الوقود، خوفاً من اندلاع احتجاجات شعبية رافضة للسياسات الاقتصادية التي يتبناها والقائمة على إلغاء الدعم المقدم للمواطنين.
الزيادة الجديدة هي الثالثة التي ترفع فيها الحكومة أسعار الوقود منذ تحرير سعر صرف الجنيه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 ضمن اتفاق قرض قيمته 12 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي.
وفأجات الحكومة المواطنين صباح ثاني أيام العيد بزيادة أسعار الوقود بنسبة بلغت 66٪.
وزارة البترول قالت في بيان: «تقرر رفع سعر البنزين 92 أوكتين إلى 6.75 جنيه (0.38 دولار) للتر من خمسة جنيهات بزيادة نحو 35 ٪ وسعر البنزين 80 أوكتين الأقل جودة إلى 5.50 جنيه من 3.65 جنيه بزيادة 50 ٪».
وزاد سعر البنزين 95 إلى 7.75 جنيه للتر من 6.60 جنيه بارتفاع 17.4 ٪.
ورفعت مصر سعر السولار إلى 5.50 جنيه للتر من 3.65 جنيه بزيادة حوالى 50 ٪.
وتقرر أيضا رفع سعر أسطوانات الطهي 66.6 ٪ إلى 50 جنيها للاستخدام المنزلي و100 جنيه للاستخدام التجاري.
وتأتي تلك الإجراءات في إطار خطة مصر لخفض دعم المواد البترولية في الموازنة الجديدة إلى 89.075 مليار جنيه من 110.148 مليار جنيه مستهدفة في السنة المالية الحالية 2017 ـ 2018، لكن وزارة البترول أوضحت أن التقديرات أصبحت تشير إلى دعم تكلفته 125 مليار جنيه بنهاية السنة المالية الحالية.

إصلاح اقتصادي

وتنفذ الحكومة المصرية برنامجا للإصلاح الاقتصادي لمدة 3 سنوات يشمل تحرير سعر الصرف وخفض دعم الطاقة والمياه سنويا وزيادة إيرادات الدولة وإقرار عدد من القوانين الجديدة المحفزة للاستثمار.
وفي الآونة الأخيرة رفعت الحكومة أسعار مترو الأنفاق والمياه والكهرباء وعدد من الخدمات المقدمة للمواطنين.
وعانت الطبقات الوسطى والفقيرة في مصر في العامين الأخيرين من ارتفاع حاد في أسعار جميع السلع والخدمات وتضخم جامح في الأشهر التي أعقبت قرار تحرير سعر صرف العملة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، لكن معدلات زيادة الأسعار انحسرت في الأشهر الأخيرة، وعلى مدى الأعوام القليلة الماضية، انتشرت شاحنات الجيش في أنحاء البلاد لبيع منتجات غذائية بأسعار رخيصة وزادت منافذ البيع التابعة للقوات المسلحة.
ومع إعلان الزيادة الجديدة في أسعار الوقود، انتشرت قوات أمنية في محطات الوقود ومواقف سيارات الركاب.
وزارة الداخلية المصرية قالت في بيان إن «الأجهزة الأمنية كثفت الخدمات الأمنية والمرورية في محيط محطات الوقود ومواقف سيارات الركاب لضبط ما يقع من مخالفات».
ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية عن مصدر أمني مسؤول قوله من يخالف التعليمات ولم يلتزم بالتعريفة الجديدة للنقل بين المحافظات المختلفة، وفقا للأسعار المحددة والمعتمدة بهذا الشأن، سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده.
وأكد رئيس الوزراء المصري الجديد مصطفى مدبولي أن وزارة التموين ستتحمل فروق أسعار السولار الجديدة عن المخابز، وأن سعر رغيف الخبز لن يتأثر.
محمد معيط، وزير المالية المصري أرجع اتخاذ «قرار تخفيض الدعم الموجه للمواد البترولية، والذي نتج عنه تحريك أسعار المواد البترولية (..) إلى تجاوز خطر قد يواجه الدولة» دون تحديد هذا الخطر.
وقال في بيان: «أمر ضروري للحفاظ على استقرار الأوضاع المالية بعد مضاعفة أسعار البترول العالمية وتخطيها حاجز الـ 80 دولارا للبرميل، ولذا تدخلت الدولة لتصحيح الأسعار المحلية حتى لا تؤثر سلبيا على وضع المالية العامة للدولة وتعرضها مرة أخرى للخطر».
ووصف وزير البترول والثروة المعدنية، طارق الملا الزيادات في بيان بأنها ضمن «قرارات تصحيح منظومة دعم المنتجات البترولية وتعديل التشوهات السعرية».
وأضاف: «رغم أن دعم المنتجات البترولية تم إقراره في الأساس لحماية البعد الاجتماعي، إلا أن الواقع يؤكد أن هذا الدعم كان أكبر عامل سلبي يعيق تحقيق العدالة الاجتماعية داخل المجتمع». ‎
ومضى قائلا إن «الفئات الأعلى دخلاً والأكثر قدرة تستفيد من الجانب الأعظم من الدعم الموجه للمنتجات البترولية والغاز الطبيعي، بينما لا تستفيد الفئات الأقل دخلاً إلا بالنسبة الأقل، وهو الأمر الذي تؤكده كافة الدراسات والتقارير عن الدعم».

هدوء شعبي

وبين الأكاديمي المصري، مصطفى السيد، أن توقيت القرار اختير بعناية، رابطًا بين توقيته والهدوء الشعبي حياله بـ«التطبيق في مستهل حكومة معدلة، وليلة ثاني أيام العيد، وعقب مباراة كرة قدم انشغل بها الرأي العام (مباراة مصر وأوروغواي بكأس العالم في روسيا)، ومتابعة المصريين لكأس العالم».
وأضاف عبر فيسبوك: «كل إجراءات ما يسمي بالإصلاح الاقتصادي هي تطبيق لفكرة عتيقة أكل الدهر عليها وشرب، ولم تثبتها التجربة في أي من بلدان العالم، وهو أن ترك تحديد الأسعار لقوى السوق سوف يؤدي بعد فترة إلى تساقط ثمار النمو على عامة المواطنين، هذه التوليفة العجيبة من إفقار المواطنين وحرمانهم من حرياتهم الأساسية لم تنجح في أي بلد».
كما انتشرت هاشتاغات (وسوم) بشأن قرار زيادة الوقود، والتي تصدرت قراءات موقع «تويتر»، وأبد أغلب التغريدات غضبه، واستياءه من تأثيره على الطبقات المتوسطة والفقيرة.

النظام المصري يستغل العيد لزيادة أسعار المحروقات وانتشار أمني في مواقف الركاب
غضب واستياء من تأثيرها على الطبقات المتوسطة والفقيرة
تامر هنداوي

إسرائيل تلجأ لاستخدام طائرات الاغتيال لوقف «الطائرات الحارقة» وتستهدف شبانا قرب الحدود

Posted: 17 Jun 2018 02:27 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي» : في مؤشر خطير يدلل على مخططات إسرائيل العسكرية تجاه قطاع غزة، نفذت قوات الاحتلال سلسلة هجمات بالصواريخ آخرها قصف سيارة مدنية، بزعم مواجهة مطلقي «الطائرات الورقية الحارقة»، ما أدى إلى وقوع إصابات.
وقالت مصادر محلية إن طائرة استطلاع إسرائيلية، استهدفت فجر أمس سيارة مدنية خالية من الركاب، خلال وقوفها في منطقة تقع إلى الشرق من مدينة غزة.
وحسب المصادر فإن السيارة كانت متوقفة لحظة استهدافها بصاروخ من طائرة إسرائيلية، ولم يكن بداخلها أحد ، ولم يحدث القصف إصابات.
وقبل هذا القصف استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية بصاروخ مجموعة من الشبان، أثناء محاولتهم إطلاق «بالونات حارقة» تجاه المناطق الإسرائيلية الواقعة في محيط «غلاف غزة». وكان الشبان لحظة الاستهداف موجودين في منطقة حدودية تقع إلى شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة شابين.
وعقب جيش الاحتلال على الحوادث بالقول، إن طائرة من سلاح الجو أغارت على سيارة تابعة لأحد قياديي مطلقي «البالونات والطائرات الورقية الحارقة» الى الشرق من مخيم البريج في وسط قطاع غزة، مما أدى الى إصابة اثنين من ركابها. وأكد الناطق بلسان جيش الاحتلال أن السلطات العسكرية أصدرت خلال الأيام الاخيرة، عدة تحذيرات ونفذت عدة غارات استهدفت خلايا مسؤولة عن اضرام النار عمدا في الأراضي الإسرائيلية وإلحاق أضرار بها. وشدد على ان هذا يعد «إرهابا يعرض سكان جنوب البلاد للخطر». وأكد أن جيشه مصمم على مواصلة العمل بحزم ضد هذه الاعتداءات، كلما اقتضى الأمر وبجميع الوسائل.
وحمل الناطق بلسان جيش الاحتلال حركة حماس المسؤولية عما يجري في القطاع، زاعما أنه عثر في صباح أمس في محيط القطاع على أسطوانة صغيرة تحتوي على مادة قابلة للاشتعال. وقال إن قوات من الجيش أطلقت النار باتجاه موقع تابع لحركة حماس في منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة.
وكانت قوات الاحتلال استبقت هذه الغارات بإطلاق صواريخ تحذيرية صوب عدد من الشبان، بزعم تحضيرهم لإطلاق «طائرات وبالونات حارقة»، دون أن يتسبب ذلك في وقوع إصابات. وتنذر الاعتداءات الإسرائيلية بإمكانية سقوط ضحايا خلال الأيام المقبلة، إذا ما واصلت إسرائيل استخدام سلاح الطيران في التعامل مع مطلقي الطائرات الورقية، خاصة وأن وزراء في حكومة تل أبيب، أنذروا سابقا بمعاملة مطلقي «الطائرات الحارقة» معاملة مطلقي الصواريخ، آخرهم وزير التعليم الاسرائيلي، نفتالي بينيت الذي قال إن «الطائرات والبالونات الحارقة التي تطلق من غزة، هي تماماً كصواريخ القسام، في تأثيرها المادي والمعنوي على الإسرائيليين».
ومنذ انطلاق شرارة «مسيرات العودة» على حدود غزة في 30 مارس/ آذار الماضي، لجأ الشبان المشاركون في تلك الفعاليات لاستخدام هذه الطائرات، في مقارعة الاحتلال، ما أدى إلى نشوب حرائق عدة في مناطق «غلاف غزة»، في أحراش ومزارع، عند سقوط هذه الطائرات والبالونات.
وأول أمس أعلنت إسرائيل أنه كان يوما صعبا للغاية، حيث نشب 20 حريقا، بفعل سقوط تلك الطائرات التي أتت على أراض وأحراش زراعية واسعة.
يشار إلى أن «الطائرات الورقية الحارقة» هي ذاتها الطائرات المخصصة للهو الأطفال، فيما يتم وضع كتلة من اللهب مثبتة في ذيلها، كما هو الحال مع البالونات المعبأة بغاز «الهيليوم»، ويحرص الشبان على إسقاطها داحل الأحراش الإسرائيلية القريبة من الحدود، وهو ما نجم عنه تكبد إسرائيل خسائر مالية كبيرة، تعهد نتنياهو باقتطاعها من عوائد الضرائب الفلسطينية.
في المقابل حذرت اللجنة القانونية والتواصل الدولي في «مسيرة العودة»، من عمليات الاستهداف الاسرائيلية، وتهويل «خطر الطائرات الورقية»، وقالت إنها تعد محاولة إسرائيلية لـ «جر المسيرات السلمية الى العسكرة وقتل الأبرياء العزل».
واعتبرت في بيان لها أن تكرار «جرائم استهداف المتظاهرين سلميا» ومستخدمي الطائرات الورقية بالطائرات الحربية بدون طيار «يؤكد عدم احترام الاحتلال للمبادئ القانونية الدولية». وجددت تحذيرها للاحتلال الإسرائيلي من سياسة استهداف مستخدمي الطائرات الورقية، وسياسة الإمعان في استهدافها للمدنيين والمتظاهرين سلمياً، وحملتها المسؤولية القانونية عن ذلك، محذرة المجتمع الدولي من مغبة استمرار الصمت على الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق المتظاهرين.
وطالبت اللجنة المجتمع الدولي بممارسة الضغوط السياسية والدبلوماسية والقانونية الكافية على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف ارتكاب أي جريمة أو انتهاك أو مخالفة دولية تجاه المشاركين في «مسيرات العودة»، مؤكدة أن ادعاءات الاحتلال بأنه يمارس حقه في الدفاع عن النفس تعد ادعاءات باطلة وغير قانونية».
وطالبت قيادة السلطة بإحالة جرائم الاحتلال بحق المتظاهرين سلمياً في مسيرات العودة وكافة الملفات إلى المحكمة الجنائية الدولية الدائمة.
الى ذلك لا تزال تتواصل تحضيرات اللجنة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، من أجل تنظيم فعاليات جديدة في «مخيمات العودة الخمسة» في الأيام المقبلة، خاصة بعد انقضاء شهر رمضان وانتهاء إجازة العيد، حسب ما جرى الإعلان عنه سابقا.
وفي سياق متصل أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الرصاص تجاه رعاة أغنام، خلال عملهم في منطقة حدودية تقع إلى الشرق من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. ولم يسفر الاستهداف عن وقوع إصابات، غير أنه أجبر الرعاة على ترك المنطقة، خشية من تعرضهم وقطعانهم للخطر جراء النيران الإسرائيلية.وكثيرا ما تقوم قوات الاحتلال باستهداف المناطق الحدودية القريبة من القطاع، وكذلك الصيادين في عرض البحر، بشكل يخالف اتفاق التهدئة القائم بعد حرب صيف عام 2014 برعاية مصرية.

إسرائيل تلجأ لاستخدام طائرات الاغتيال لوقف «الطائرات الحارقة» وتستهدف شبانا قرب الحدود
اللجنة القانونية لمسيرة العودة حذرت من جرّ المسيرات السلمية للعسكرة
أشرف الهور:

إعادة محاكمة مدوّن جزائري متهم بالتجسس بسبب مقابلة أجراها مع مسؤول إسرائيلي!

Posted: 17 Jun 2018 02:27 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: برمج مجلس قضاء بجاية ( 240 كيلومتراً شرق العاصمة الجزائرية) إعادة محاكمة المدوّن الجزائري مرزوق تواتي يوم 21 يونيو/حزيران، وذلك بعد مثوله أمام المحكمة في وقت قبل بضعة أيام، والحكم عليه بالسجن النافذ لمدة 10 سنوات، بتهمة التجسس لصالح جهة خارجية، وهو الحكم الذي اعتبره دفاع المدوّن وكذا الكثير من المنظمات الحقوقية الجزائرية والدولية مبالغ فيه، ولا يتناسب مع الوقائع المنسوبة إلى المتهم.
وينوي حقوقيون ونشطاء وموطنون عاديون تنظيم وقفة أمام مجلس قضاء بجاية يوم إعادة إجراء المحاكمة، للتعبير عن تضامنهم ومؤازرتهم للمدوّن الشاب، الموجود خلف القضبان منذ قرابة عام ونصف، والذي حوكم قبل أيام منذ بضعة أيام، وقد نزل الحكم الصادر في حقه كالصاعقة على أقارب وأصدقاء المدوّن والمتعاطفين معه، فضلاً عن دفاعه الذي عبّر عن صدمته وأسفه بعد صدور حكم بعشر سنوات سجناً نافذاً في حق المدّن الشاب، الذي وجهت له تهم خطيرة مثل الجوسسة والتخابر مع إسرائيل، بما من شأنه الإضرار بأمن الوطن، الأمر الذي جعل وكيل الجمهورية يطالب بتسليط أقصى العقوبة، وهي السجن المؤبد، قبل أن تقرر هيئة المحكمة تقليص العقوبة نسبيا، وأنزلت به عقوبة عشر سنوات سجناً، التي جاءت صادمة بالنسبة لكثيرين، وفي مقدمهم المتهم نفسه.
وكان الحقوقي والمحامي صالح دبوز قد أكد أن عقوبة السجن النافذ لمدة عشر سنوات ضد موكله حكم قاس، موضحا أن التهم الموجهة إليه غير مثبتة بالأدلة، وأنها فقط مشحونة بجرعة العواطف، وأن الحكم لا يتناسب مع الوقائع التي تم تكييفها على أساس التخابر مع إسرائيل.
واعتبر دبوز أنه لو كانت هناك فعلا وقائع لها علاقة بالتخابر مع جهة أجنبية، فإن جهاز الاستخبارات هو الذي كان من المفروض أن يحقق في هذه القضية، لأن هذا الجهاز فقط من يحق له أن يقول إن هذا الشخص ارتكب جريمة التخابر أم لا، في حين نجد أن الذي حقق في قضية المدوّن هو شرطي غير متعود على مثل هذه القضايا التي تتجاوزه.
واعتبر المحامي أن تهمة التخابر لكي تكون قائمة، بحسب ما هو منصوص عليه في القانون يجب أن يكون المتهم به قد سرب معلومات سرية وخطيرة من شأنها الإضرار بأمن واقتصاد البلد، لذا ففي مثل هذا الحالة يمكن التساؤل عن نوعية المعلومات السرية التي يمتلكها المدوّن الشاب وما هي المعلومات التي من شأنها الإضرار بالأمن القومي والاقصاد الوطني التي سربها، وهذه الأدلة التي يفترض أنها تدين موكله لا وجود لها في الملف.
واعتبر أنه بالرغم من أن موكله أجرى مقابلة بالفيديو مع مسؤول في الخارجية الإسرائيلية وقام بنشره على مدونته، لكن هذا لا يمكن اعتباره تخابراً أو جوسسة، وأنه فعل ذلك كرد فعل على ما قاله رئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون عندما صرح بداية 2017، أن الحركات الاحتجاجية والاضطرابات التي عرفتها البلاد في تلك الفترة تقف خلفها جهات في إسرائيل، مؤكداً أن مرزوق أراد أن يتأكد من كلام رئيس الوزراء، ولكنه فوجئ بتوقيفه والزج به في السجن.

إعادة محاكمة مدوّن جزائري متهم بالتجسس بسبب مقابلة أجراها مع مسؤول إسرائيلي!

العراق: الكتل الشيّعية تتراجع عن مطلب الفرز والعدّ اليدوي لنتائج الانتخابات

Posted: 17 Jun 2018 02:26 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أيقن قادة الكتل السياسية في العراق، خطورة إجراء عملية العدّ والفرز اليدوي، على ما حققوه من نتائج في الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي جرت في 12 أيار/ مايو الماضي، لذلك قرروا التوجه صوب تشكيل كتلة «موحّدة» للوقوف بوجه «دعاة» كشف المزوّرين.
أغلب قادة الكتل الذين كانوا «متحمسين» لإجراء العدّ والفرز اليدوي، تراجعوا عن مواقفهم، بحجّة الخشّية من الدخول في فراغ دستوري.
وينتهي عمر الدورة التشريعية الحالية لمجلس النواب العراقي في 30 حزيران/ يونيو الجاري، الأمر الذي يتطلب الإسراع في المصادقة على أسماء المرشحين الفائزين، ليدعو رئيس الجمهورية مجلس النواب الجديد للانعقاد، واختيار الكتلة البرلمانية الأكبر المكلّفة بتشكيل الحكومة.
لكن إجراءات العدّ والفرز اليدوي لنحو 10 ملايين صوت، قد تحتاج إلى نحو ثلاثة أشهر، وهذا ما يحذّر منه قادة الكتل السياسية.
تحالفات، «سائرون» المدعوم من التيار الصدري، و«الفتح» بزعامة هادي العامري، و«تيار الحكمة» بزعامة عمار الحكيم، إضافة إلى الحزبين الكرديين الحاكمين (الديمقراطي ـ بزعامة بارزاني، والاتحاد الوطني ـ بزعامة طالباني)، سبق أن أعلنوا مواقفهم الداعمة لتعديل قانون الانتخابات، وإجراء العد والفرز اليدوي، غير إنهم «تراجعوا» عن ذلك مؤخراً.
حملة «التراجعات» شملت أيضاً زعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، الذي أعلن ذلك قبل نحو أسبوع، خلال حديثه أمام مرشحي ائتلافه عن العاصمة بغداد.
مصدر مطلع على تفصيلات الاجتماع، قال لـ«القدس العربي»، إن «المالكي دعا مرشحي ائتلاف دولة القانون عن العاصمة بغداد على مأدبة إفطار، لكننا تفاجئنا بأن الحضور اقتصر على المرشحين الخاسرين فقط، ولم يحضر الإفطار أي مرشح من الفائزين باستثناء وزير العمل والشؤون الاجتماعية».
وأضاف: «تفاجئنا بتبدل طرح المالكي الذي كان من أشد المتحمسين لإعادة العدّ والفرز اليدوي، وكشف حجم التزوير الذي حرم دولة القانون من 5 مقاعد إضافية في العاصمة، و5 مقاعد أخرى ببقية المحافظات».
ورغم إقرار المالكي بحجم «الظلم» الذي تعرض له الائتلاف بسبب التزوير، حسب المصدر، لكنه (المالكي) راح يحذّر من خطورة دخول البلاد في فراغ دستوري، وربما حرب أهلية، في حال تم إعادة عدّ وفرز الأصوات يدوياً.
وطبقاً للمصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، فإن المالكي دعا إلى «تمشية الأمور كواقع حال».
لكنه اعتبر أن الهدف الأساس من اللقاء هو «ضمان عدم مضي المرشحين الخاسرين بالطعون»، لأن ذلك سيكشف حجم التزوير الذي حصل داخل الائتلاف نفسه، وأخذ نسب من أصوات المرشحين إلى زعيم الائتلاف أو لرفع شخصيات أخرى تم تحديد صعودها إلى البرلمان سلفاً (عبر المال أو بتوجيه خاص)».
المصدر بين أن «عراب هذه العملية في ائتلاف دولة القانون هو أحد المرشحين الذين تربطهم بزعيم دولة القانون صلة قرابة»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «هذا الأمر ينطبق على جميع الكتل السياسية الأخرى».

ورقة ضغط

أبرز المتحمسين لإعادة العد والفرز اليدوي، هو رئيس الوزراء العراقي، زعيم تحالف «النصر» حيدر العبادي، لكونه يسعى إلى استعمال ذلك «ورقة ضغط» على الكتل السياسية للتحالف معه وتجديد الولاية له، حسب المصدر، الذي أضاف: «بعد أن حدث شبه اتفاق بين المالكي والعامري وعلاوي والحزبين الكرديين الرئيسين على التحالف معاً، واتفاق الصدر والحكيم (قبل إعلان تحالف الصدر والعامري) واستبعاد العبادي من تلك الاتفاقات، قرر الأخير الضغط عليهم بموضوع إعادة العدّ والفرز اليدوي».
ووفقاً للمصدر، عضو في ائتلاف «دولة القانون»، فإن المالكي كسب حزبي بارزاني وطالباني، بالموافقة على شروطهم، تطبيق المادة 140، ومشاركة البيشمركه بإدارة المناطق المتنازع عليها، إضافة إلى تعديل نسبة الإقليم في الموازنة المالية، إضافة إلى أن الحزبين الكرديين يعتبران الانضمام إلى المالكي ردّا على «انتزاع كركوك منهم».
وفي المقابل، لم يحسم العبادي أمره بالانضمام إلى تحالف «سائرون»، كونه لم يتخل عن حزب الدعوة بعد، وهو الشرط الوحيد لتجديد الولاية له.
وعلى إثر ذلك، قرر العبادي «ضرب» التحالفين بتشكيله لجنة رفيعة المستوى للتحقيق بالخروقات التي شهدتها العملية الانتخابية، حسب المصدر، الذي أكد أن العبادي «يريد من خلال هذا الإجراء الضغط على الأكراد للتحالف معه، وأيضاً التحالف مع سائرون لتجديد الولاية له، مقابل ضمان أن تكون نتائج العد والفرز مطابقة، لبعض الكتل، ومختلفة لدى البعض الآخر».
وتابع: «قادة الكتل قرروا تشكيل تحالف موحّد يجمعهم، لإنهاء ملف تهديدهم بفقدان المقاعد التي حصلوا عليها، والضغط باتجاه إجراء عدّ وفرز جزئي يكون مطابقاً للنتائج المعلنة».

«إخفاء التزوير»

في الأثناء، أكد النائب عن التحالف الوطني، الممثل السياسي للمكوّن الشيعي، رحيم الدراجي، أن بعض الكيانات السياسية تمارس ضغوطاً على القضاء من أجل «إخفاء معالم جريمة التزوير» خلال الانتخابات، داعياً إلى مساندة القضاء، فيما طالب العراقيين بالحذر من «الالتفاف» على إرادتهم.
وقال في بيان، إن «عراقنا يشهد اليوم تطورات خطيرة بين مد المزورين وجزر الحاكمين، نشهد مؤامرة التسلق على حقوق المرشحين وسرقة إرادة وأصوات الناخبين من قبل طبقة سياسية فاشلة وعاجزة عن إدارة وقيادة البلاد، ومع ذلك فهي لا تزال مصممة على استمرار هذا الفشل والتردي».
واستنكر ما وصفها بأنها «ضغوط تمارسها بعض الكيانات السياسية على سلطة القضاء العراقي، من أجل إخفاء معالم جريمة التزوير التي قادتها هذه الكتل الفاشلة وتوجت تزويرها بحرق صوت الناخب العراقي في تحدٍ سافرٍ لإرادة العراقيين».
وأضاف: «لكن مع هذا يبقى الأمل هو ثقتنا العالية في كل الإجراءات التي سيسلكها القضاء العراقي الشجاع في التصدي لهذه الجريمة الكبرى بحق الدولة العراقية والتصدي أيضاً لكل الضغوط التي تمارسها بعض الكتل السياسية، والتي تريد وأد العملية الديمقراطية في عراقنا الجديد من خلال مصادرة إرادة الشعب وسلب حقوقه وتزييف واقعه».
وطبقاً للدراجي فإن «العملية الانتخابية شابها الكثير من التزوير والشبهات والتهم، مما يوسمها بفقدان الشرعية والقدرة على النهوض بالواقع المحتضر، لذا نرى أن مسؤولية القضاء العراقي الشجاع تتمثل في وقف هذه التداعيات الخطيرة واتخاذ قرارات حاسمة بحقها كجريمة مخلة بالشرف أولاً وانتصاراً لأرادة الشعب ثانياً، قبل أن يذهب لمحاسبة المقصرين والمتورطين في استهداف العملية الانتخابية التي صادرت وشوهت صوت الناخب وتجاوزت على حقوقه».
ومضى إلى القول، «إننا نرفض أي محاولة لعقد جلسة لمجلس النواب أو السعي لتشكيل حكومة بحجة الفراغ الدستوري، ونقولها بصدق وأمانة تباً للنظام السياسي وتباً للعملية الديمقراطية التي يتشدقون بها والتي تطير بجناحين أحدهما التزوير والآخر الحرق».
وناشد العراقيين بـ«اليقظة في الدفاع عن إرادتهم التي عبروا عنها في صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم وأن يكونوا رافضين لكل المزورين الذين يريدون أن يجلسوا تحت قبة البرلمان ليشرعوا القوانين وهم فاقدون للشرعية ومرتكبو الجريمة بل وعدم السماح لهم بالتسلق على إرادتكم وتحديد مصيركم، ونحن معكم في خندق المواطن لحماية مستقبل أبناء العراق».
وتابع: «نذَكر الشعب العراقي بتصرفات هذه الطبقة السياسية المزورة التي جلبت لنا الذلة والمهانة في إدارتها السيئة لمقدرات دولة محورية في الإقليم بحجم العراق، وعليه نطالب الشعب أن يتحلى باليقظة والحذر من الالتفاف على إرادته والدفاع عنها بكل الطرق التي كفلها الدستور العراقي، وأن لا يرضخ لأباطيلهم وتخرصاتهم، بل يكون لزاماً عليه الوقوف أمامهم وانتزاع حقوقه المشروعة في العيش الكريم في وطن حر بقي بهذه الحدود وبهذا الفضاء بدمائه الزكية وليس بمنة من أحد».
ودعا «الجميع إلى مساندة القضاء العراقي في إجراءاته لحماية حقوق الناخبين والمرشحين وحماية العراق مما يراد له وإرجاع الأمور إلى نصابها، كما ندعو إلى مساندة الحكومة لحفظ الأمن والاستقرار وفقاً للقانون والدستور».

العراق: الكتل الشيّعية تتراجع عن مطلب الفرز والعدّ اليدوي لنتائج الانتخابات
«الفراغ الدستوري» أبرز الحجج… وتحذير من الالتفاف على إرادة الناخب
مشرق ريسان

الحكومة تشعل غضب الملايين في العيد… وفتنة «المغرب» تزيد موجة الهجوم ضد السعودية

Posted: 17 Jun 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : فعلتها الحكومة وأفسدت على الأغلبية بهجة العيد بعد قرارها المباغت برفع أسعار مواد الطاقة، وسعت الصحف المصرية الصادرة أمس الأحد 17 يونيو/حزيران لتجفيف منابع الغضب الذي سيطر على الرأي العام، فذهب عدد من كتابها للحديث عن الكلفة الباهظة لدعم الطاقة، الذي يذهب معظمه لمالكي السيارات، غير أن تبرير السلطة التي لجأت لاستخدام أذرعها لم ينجح في تحقيق أهدافها.
وبالأمس صرخت الراقصة فيفي عبده في وجه المعارضين لرفع أسعار الوقود مرددة «مصر نعمة واللي يكرهها يعمى» داعية الناس للمقارنة بين الأسعار في مصر والخارج. وفي السياق ذاته قال الملياردير نجيب ساويرس: «الغلا صعب، لكن اللي عايزين يصطادوا في المية العكرة أصعب.. فنصبر معلش.. وبكرة إن شاء الله أحسن.. وأنا مش بقول كدة عشان أنا مرتاح لا.. بس دايمًا العلاج مر». أما أنور الهواري فقد اختلط عليه الأمر، فلم يعد يعرف إذا كان هدف خطط الإصلاح هو القضاء على الفقر، أم الفقراء مؤكداً على أن القضاء على الفقر له مسارات اقتصادية مختلفة كليا عما نسير عليه حاليا. أما السفير فوزي الشماوي فغرد: «حينما يكون سعر لتر السولار والجاز خمسة جنيهات ونصف الجنيه، فإن الدولة تقتل البسطاء وأصحاب المصانع والمشروعات الصغيرة والزراعة والفلاحين.. وحينما يكون الفارق بين البنزين 92، 95 جنيها واحدا فقط فإن الدولة تعلن انحيازها السافر للأثرياء واستمرار جبايتها لكل جنيه في جيب الطبقة الوسطى التي لم تزد دخولها شيئا.. وحينما تكون زيادة الكهرباء والمحروقات هي هدية العيد للشعب المصري فإنها دولة فاقدة الرشد والتمييز.. عامة هي في النهاية شبه دولة.

شكراً يا ريس

لم يفرح محمد أمين كما يؤكد في «المصري اليوم»، لشيء في العيد كما فرح بإطلاق سراح الغارمين والغارمات: «منذ شهور أطلقت هذه المبادرة.. طالبت الدولة بأن تصنع «حالة سعادة».. طالبتها بتصدير صورة مختلفة.. مهمة الدولة إسعاد شعبها.. ومهمة كتابها ومفكريها أن يقدموا المبادرات.. كنت متفائلاً بطرح الفكرة.. واستعدت الدولة بدراستها، وقدمت مصدر التمويل واختارت العيد للتنفيذ. وكانت المبادرة من شقين، هما إطلاق الغارمين وعودة الغائبين.. وكنت أتحدث عن عودة الأستاذ إبراهيم سعدة، وقلت إننا يجب أن نصحح صورة مصر في الخارج.. وبهذه المبادرات الصورة «هتطلع حلوة» فمن المهم أن نصنع صورة مغايرة تماماً. ومما كتبته أن صناعة الصورة تعتمد على أشياء كثيرة، منها القرارات الرئاسية، وقد صدر القرار «أخيراً» بالعفو. الفكرة كانت تحت شعار «أريد حالة سعادة» وتساءلت يومها: كيف نصنع حالة سعادة؟ مهمة الدول إسعاد شعوبها.. ومهمتها أن تعمل على تحسين الحياة وجودتها. إبحثوا عن لحظة سعادة.. غيروا المناخ العام، ستحتاجون يوماً لهذا الكلام. قد يكون خروج الغارمين السجناء باباً من أبواب السعادة، فقد يغير «المزاج العام».. نحن نحتاج للتغيير ونحتاج للفرح. والآن أقول شكراً للرئيس السيسي لاستجابته لـ«مبادرة السعادة».. وأقول لمن يشتغلون بالكتابة: أكتبوا بضمير وطني بدون يأس.. فهناك من يأخذون مبادراتكم بعين الاعتبار، قد ينتظرون اللحظة المناسبة للتنفيذ، وكان العيد أحلى لحظة، وكانت التعليمات أن يعود الغارمون والغارمات إلى ذويهم في العيد. تخيل هؤلاء تم حبسهم في ثمن بوتاجاز أو ثلاجة أو غسالة».

عيد سعيد

«فجأة، والناس تتبادل التهاني بالعيد، وتتنفس بعض الصعداء من أيام الكرب والغلاء، وتمني نفسها بأيام أفضل في المستقبل، إذا بالحكومة تقرر، كما أشار جمال سلطان في «المصريون»، ثاني أيام العيد، رفع أسعار الوقود بنسب كبيرة، تصل إلى قرابة الضعف، وهو القرار الذي أصاب الناس بالصدمة، وولد شجارات وعنف في مواقف الركاب في أكثر من مدينة، وجعلت ملايين المصريين يلجأون إلى الآلات الحاسبة لكي يضربوا الأخماس في الأسداس ليعرفوا ميزانية بيوتهم الجديدة. وقبل أيام أعرب سلطان عن مخاوفه قائلاً، إن تلك الحكومة متخصصة في التنكيد على الناس في الأيام المفترجة، وفي أيام الإجازات، وإنني أخشى أن تفعلها مع الناس في العيد وتقرر رفع أسعار الوقود استغلالا لوضع الناس المسترخية والإجازات ونحو ذلك، وللأمانة كنت أكتب ذلك وأنا أشعر بأنه من الصعب أن تفعلها في العيد، لأنها «جليطة وجلافة» يصعب استيعابهما، كما أنه لم يحدث في تاريخ الجمهورية كله أن فعلت سلطة مثل هذا الأمر، كان الرؤساء والقادة دائما يراعون مشاعر الناس حتى وهم يضطرون إلى رفع الأسعار، كانت هناك لياقة واحترام لمشاعر الناس، ولكن المفاجأة أنهم فعلوها اليوم، في العيد يا مؤمن، هذا أمر لا سابق له، لا يوجد في تاريخ مصر حكومة أو سلطة تحتقر الناس إلى هذا الحد، ولا تعبأ بوجودهم ولا آلامهم ولا مشاعرهم إلى هذا الحد، سلطة تشعر بأنها ليست بحاجة إلى الشعب أصلا»

جنون الحكومة

أنور الهواري رئيس تحرير «المصري اليوم» الأسبق ما زالت تعلو وجهه الدهشة، بسبب ارتفاع أسعار مواد الطاقة خلال العيد، وبنسبة مبالغ فيها تعصف بالفقراء وتقضي على أي أمل لهم في المستقبل وتدفع بالطبقة المتوسطة لقاع المجتمع قال الهواري: «البعض يستغرب أن الناس مش فاهمة ليه تم رفع سعر البنزين، وفعلا في ناس مش قادرة تفهم زيادة ميزانية مجلس الشعب علشان يسافروا يحضروا كأس العالم في موسكو أو بناء عاصمة صيفية في العلمين بجانب، طبعا، العاصمة الإدارية الجديدة في فندق أتكلف 900 مليون جنيه، غير أكبر جامع في الشرق الأوسط، غير مدينة ألعاب مائية في جبل الجلالة، ده طبعا غير 64 مليارا تم جمعها لرفع الروح المعنوية، وسياسة مالية عبقرية ضاعفت ديون مصر الخارجية لـ 83 مليار دولار، بدون حساب الديون الداخلية وتخفيض العملة لأكثر من النصف. ولن اتحدث عن سوء الإدارة وإهدار الموارد وإضاعة الفرص وإهمال الصناعة والزراعة لصالح سياسات لا يستفيد منها سوى جماعات معينة، هذا ناهيك عن الفساد الذي نسمع عنه، والأخطر الذي لا نسمع عنه، وبعدين البعض يقول علينا لا نفهم، طيب فهمونا بقى».

السلف تلف

«هي فعلاً مهمة ثلاثية كما يسميها عباس الطرابيلي في «المصري اليوم» أمام حكومة الدكتور مدبولي، رغم أنها بدأت عملها هي وكل الشعب في إجازة عن العمل.. وما أبرع شعبنا، عندما يموت في الكسل. المهمة الأولى هي بداية المشوار ببرنامج «قومي» للتقشف، فليس أمامنا لكي ننهض وننطلق إلا أن نحارب الإسراف، حكومة وشعباً، وأن نتظاهر بأننا أغنياء.. بينما الحكومة على وشك الإفلاس.. بشرط أن نكون جادين. والمهمة الثانية هي استكمال تلك المشروعات القومية الكبرى.. حتى لا تثبت في ذاكرتنا أن كل حكومة – وأي حكومة – مهمتها أن تنفذ مشروعاتها هي.. وتسدل الستار على كل ما قبلها من مشروعات، والضمان هنا أن الرئيس السيسي يقود المسيرة بنفسه، والويل لمن يخرج على هذا المسار. والمهمة الثالثة هي أن تحارب الفساد بكل شراسة، وربما عليها أن تطلق يد الأجهزة الرقابية – وفي مقدمتها – الرقابة الإدارية، وأن تثبت للناس ألا أحد فوق المساءلة، أو فوق الحساب، وأن تنطلق في مطاردة كبار المفسدين وألا تطول التحريات ولا التحقيقات، إلا إذا كان الهدف الوصول إلى كل الأطراف الفاسدة. بهذه المهام الثلاث تحصل الحكومة على تأييد الشعب.. لكي يساهم الناس، كل الناس، في برنامج التقشف الشامل، لكي نحقق خفضاً في ما ينفقه الشعب والحكومة معاً.. والمطلوب هنا – ولا تستهينوا – هو الوصول إلى خفض نفقاتنا بمقدار النصف: الشعب في ما ينفق ويسرف.. والحكومة في ما يصل إلى حد السفه الإنفاقي، وأن يقول التاريخ عنا أن الشعب يريد فعلاً النهوض، وأن تنتهي عبارة: إننا شعب غني.. وحكومة فقيرة. وعلينا أن نعترف: بأننا نأكل «بالدين» ونشرب بالدين، ونركب بالدين.. بل ونعالج أيضاً بالدين».

الدور عليك يا شعب

أول اختبار لحكومة الدكتور مصطفى مدبولي من وجهة نظر سكينة فؤاد في «الأهرام»: «هو مواجهة التوابع الاقتصادية والاجتماعية لموجات رفع الأسعار الجديدة، التي بدأت بشرائح الكهرباء ثم أسعار المحروقات وما سيتبعها من اشتعال جديد في جميع أسعار الحياة والخدمات، ألا توجد دراسات اقتصادية واجتماعية تقول، هل تستطيع دخول الطبقة الوسطى التي انهارت والملايين تحت خطوط الفقر أن تواجه المشتعل بالفعل من أسعار وصلت إلى أرقام تناسب فقط إمكانات وقدرات القوى المالية التي تضخمت وتوحشت، وتفرض مواجهاتها بسياسات وقوانين حماية وعدالة اجتماعية؟ لم يعد الأمر يكفيه برامج تكافل وكرامة، الأمر أكبر في قوانين مجلس النواب تؤكد أن السادة النواب يدركون معاناة وآلام الملايين، الذين من المفروض أنهم أدخلوهم المجلس مقابل الإنابة عنهم في حل مشكلاتهم. لم يتوقف الرئيس عن توجيه التحية للشعب، وتأكيد أنه لولا صموده وصبره ما استطاعت مصر أن تعبر التحديات والأزمات والمخططات الخارجية والداخلية التي واجهتها ومازالت. أبطال الصمود البطولي يستحقون أن تحمل الأيام المقبلة إجراءات لتخفيف توابع القرارات الاقتصادية واتخاذ ما تفرضه العدالة السياسية والإنسانية والاجتماعية، واقتحام واستثمار مصادر تمويل كثيرة مازال لا يُفهم أسباب عدم اقتحامها، وكل ما تستطيعه في أن تنوب عن الملايين من الأرصدة الشعبية في تحمل توابع الأزمات، مثل ما أشرت إليه مرارا ـ على سبيل المثال من مليارات المتأخرات الضريبية والصناديق الخاصة ومليارات التأمينات والمعاشات، وما نهب من أراض وثروات طبيعية، بدون دفع أسعارها الحقيقية. نعم يجب أن نتألم ونقاسي حتى نكون دولة ذات شأن وقيمة.. ولكن هل يستوي الذين يقدرون والذين لا يقدرون والذين نهبوا والذين صبروا وتحملوا توابع الأزمات؟».

التطوير المستحيل

من معارك أمس الصحافية ضد وزير النقل ما ورد على لسان عمرو جاد في «اليوم السابع»: «أتمنى ألا ينسى وزير النقل في ذروة انشغاله بالحديث عن ديون هيئة السكة الحديد، أن التطوير لا يعني فقط أن ترفع سعر التذكرة لتقلل الخسائر، لأن الخسارة الكبيرة تكون في كل هؤلاء المسافرين الذين لا يجدون مكانًا في القطارات، وبقية وسائل النقل العامة. وهؤلاء الذين يستقلون القطارات ولا يلاحظون فرقًا يذكر بين عربات الدرجة الأولى في النظافة والانضباط، وإن كانت الصورة ليست قاتمة، كما في السابق، لأن الأمانة تقتضي منا الاعتراف بالتقدم الملحوظ في دقة بعض المواعيد، ما يؤكد كذب الادعاء بأنه لا توجد حلول لمشكلاتنا المزمنة. يتبقى لفت انتباه الوزير إلى أهمية ومستقبل استثمارات النقل في مصر، وعدم حصرها في تقليل الخسائر فقط، لأن لدينا سوقا واعدة تمتد عبر مئات الكيلومترات، وزبائن بالملايين يقبلون بأي سعر للتذكرة، طالما اقتنعوا بأن الخدمة تستحق، نريد فقط من الوزير وفريق معاونيه أن يفكروا للحظات كمسافر لم يجد تذكرة».

الحرب على الإسلام

في العيد كان حلمي القاعود حزينا كما كشف في «الشعب»: «لقد أشاع الرافضون لمنهج الإسلام، أو الجاهلون به، أن الإسلاميين لا يملكون مشروعا سياسيا، ولا يملكون خطة للمستقبل، ولا يفقهون غير وظيفة مقيم الشعائر، أو المؤذن، أو الواعظ، أو الخطيب، أو تخويف الناس من الآخرة، ويتجاهلون أن آلاف الإسلاميين في جيل واحد، أو عقد واحد فقط، يجيدون تخصصات علمية دقيقة في السياسة وإدارة الأعمال والاقتصاد، والدبلوماسية، والطب والصيدلة والهندسة والزراعة والصناعة والبحث العلمي، والفنون والآداب والإعلام، وعلوم البحار والصحارى، والرياضة، وغيرها (منهم مئة ألف معتقل الآن، غير من لقوا ربهم شهداء في رابعة وأخواتها). المفارقة أن الذين يصمون الحركة الإسلامية بالسذاجة وعدم امتلاك رؤية أو مشروع إسلامي، لا يشيرون ولو بجزء من كلمة إلى أصحاب الثورة المضادة. فهؤلاء الذي سطوا على إرادة الشعب بحجة إنقاذه (ممن؟ من في السجون أو المعتقلات أو القتل أو التصفيات الميدانية؟) لا يملكون رؤية ولا مشروعا ولا خطة، ومع ذلك لا يسائلهم أحد عن الخطة أو المشروع أو الرؤية، ولكنهم يسخرون من رئيس دولة محترم يعد من العلماء البارزين في تخصصه العلمي، ويعدونه مجرد مقيم شعائر أو واعظ. إن المسلمين لا يقدسون إلا الله، ولا يؤمنون بعصمة أحد إلا الأنبياء، ودينهم يحثهم على اختيار الورع الصالح الذي يؤمن بالله وكلماته، ويحمل رسالة العلم والفهم والتخطيط، وهو ما يؤكد أن العاطفية في حياتهم حق، ولكنها لا تلغي العقل والموضوعية، والأولى أن يتحلى الانقلابيون أو أصحاب الثورة المضادة بالعقل والموضوعية، وليس بخداع الجماهير والتدليس عليها عبر أبواق مأجورة».

وحياة عينيك وفداها عينيه

اثار طلب الرئيس السيسي من رئيس الوزراء الإثيوبي القسم بعدم المساس بحصة مصر من المياه جدلاً واسعاً، ومن جانبه يؤكد عبد المحسن سلامة في «الأهرام»: «أن الرئيس كان ماهراً في طلبه: كان قسم رئيس الوزراء خلال المؤتمر الصحافي «والله والله لن نلحق الضرر بمصر» يحمل معنى مهما وضروريا، وهو تأكيد حسن النيات لدى الجانب الإثيوبي بعد الشكوك الكثيرة التي أثيرت حول غموض الموقف الإثيوبي، نتيجة التأخير والمماطلة والتسويف في التعامل مع الملفات العالقة حول قواعد الملء والتشغيل، والدراسات الفنية، ومدى الالتزام بنتائج دراسات المكاتب الاستشارية، وغيرها من الملفات التي تحتاج إلى ترجمة واقعية، تعطي الاطمئنان للشعب المصري، وفي الوقت نفسه تعطى لإثيوبيا الحق في استغلال مواردها وتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة لتحقيق التنمية والتقدم للشعب الإثيوبي.
انتقل ملف سد النهضة عبر ثلاثة رؤساء حكومات إثيوبية، بدءا من رئيس الوزراء الراحل مليس زيناوي، ثم رئيس الوزراء السابق ديسالين، وأخيرا رئيس الوزراء الحالي آبيي أحمد، وخلال تلك الفترة استطاعت إثيوبيا أن تستكمل ما يقرب من 90٪ من أعمال بناء جسم السد، وهو ما يجعل من الضروري التوصل إلى اتفاق واضح وصريح حول قواعد الملء والتشغيل، حتى لا يتم إلحاق أي ضرر بحصة مصر المائية السنوية المقررة بـ55.5 مليار متر مكعب، لا تستطيع مصر أن تستغني عن متر مكعب واحد منها، نظرا لحالة «الشح المائي» التي تعانيها مصر واعتمادها الأساسي على نهر النيل، وعدم وجود مصادر مياه أخرى، لندرة الأمطار التي تسقط على مصر».

الإعلام في ورطة

أسئلة مهمة يطرحها عماد الدين حسين في «الشروق»: «ما هي قيمة أن يكون لديك كل وسائل الإعلام من صحف وإذاعات وفضائيات، لكنها بدون أي تأثير يُذكر؟ وسؤال ثانٍ: هل الأهم هو الامتلاك أم التأثير؟ سؤال ثالث ومهم هو: إذا وجد الجمهور أن الصحف والإذاعات والفضائيات نسخة واحدة، فلماذا يُقبل عليها، طالما أنه يعرف ما سيحصل عليه مقدما؟ وسؤال رابع: إذا تشابهت وسائل الإعلام، فلماذا تكلِّف الدولة نفسها كل هذه النفقات، أليس الأفضل في هذه الحالة، أن نكتفي بصحيفة واحدة وإذاعة واحدة وفضائية واحدة وموقع إلكتروني واحد، ونوفر بقية النفقات الكثيرة التي يتحملها في النهاية المواطن الغلبان دافع الضرائب؟ الأسئلة السابقة بأكملها تتردد في الوسط الإعلامي منذ شهور، ولا يجهر بها كثيرون إيثارًا للسلامة، رغم أن معظم هؤلاء من أنصار الدولة والحكومة والرئيس عبدالفتاح السيسي، وظيفة أي وسيلة إعلام هي الأخبار أي تقديم الأخبار والمعلومات والبيانات والوقائع للجمهور، حتى يتشكل رأيه بصورة سليمة، وحتى يحصل صانع القرار على الصورة الكاملة لاتخاذ القرار السليم.
وهناك ايضا وظيفة التسلية والإمتاع. وبين الأخبار والإمتاع هناك التأثير بالصورة والعناوين والرأي والتحليل وجميع فنون الصحافة والإعلام، تنفق الدولة المليارات على وسائل الإعلام، نظرا لأهميتها في تشكيل الرأي العام. حسنا دول وحكومات كثيرة تفعل ذلك بطرق مختلفة، والهدف أن تضمن الدولة أو الحكومة أو النظام توصيل وجهة نظرها بصورة واضحة».

ثمن الإصلاح

توقف وائل لطفي في «الوطن» كثيراً أمام كلمة الرئيس في إفطار الأسرة المصرية: «كانت الكلمة مهمة على المستوى الأخلاقي حين قال الرئيس إنه يتحمل مسؤولية القرارات ولا يحمّلها لمن يشغل منصب رئيس الوزراء. في التحليل الأخير كان الرئيس يقول بوضوح إنه لن يتم التراجع عن القرارات، كما حدث في دول أخرى، وأنه مؤمن بما يفعل.
الجزء الذي لا يقل أهمية كان ذلك الذي تحدث فيه الرئيس عن الضرائب المتنازَع عليها، لم يعلن الرئيس رقماً، ولكن من الواضح أن المبلغ كبير، وأن النزاعات تمتد لسنوات طويلة في المحاكم (قدَّرها الرئيس بخمس سنوات)، من وجهة نظري فإن هذه من المرات القليلة التي يقترب فيها الرئيس من فكرة مشاركة الطبقات الأكثر ثراءً في عملية الإصلاح، ثمة حذر وحرص رسمي في التعامل مع هذه القضية، الأسباب بالطبع مفهومة وواضحة، لكن من الواضح أنه آن الأوان للحديث بصراحة أكثر، والخروج من حالة الفعل إلى حالة الكلام. مشاركة رجال الأعمال في دعم الإصلاح قد يكون لها أكثر من شكل، أكثرها التزاماً بالقانون هو دفع متأخرات الضرائب، والتصالح بخصوص الضرائب المتنازَع عليها. من أشكالها أيضاً أن يبادر أصحاب الأعمال لرفع أجور العاملين لديهم لتجاري نسب التضخم، وفي ذلك ما يخفف العبء عن الدولة والمجتمع بكل تأكيد، من أشكال تقاسم أعباء الإصلاح أيضاً أن يتم التبرع للتنمية، كما فعل رجل الأعمال محمد فريد خميس الذي تبرع بمبلغ كبير، وكما يفعل آخرون».

دفن الاقتصاد

من بين الذين صدقت توقعاتهم الاقتصادي البارع إبراهيم نوار، وقد عبر مؤخراً عن مرحلة صعبة مقبلة ستواجهها البلاد، مشيراً في «البداية» للتوابع المتوقعة لزيادة أسعار الوقود: «الزيادات التي بدأ تطبيقها ستنتشر فورا بآثار مضاعفة في كل قطاعات الاقتصاد. قطاع النقل سيكون الأكثر تأثرا، وستزيد تعريفة النقل بنسبة 50٪ في المتوسط. وربما تتوقف تماما حركة النقل بين المحافظات بالميكروباصات، حتى يتم الاتفاق على تعريفة ركوب جديدة.
وفي كل الأحوال ستسود حالة من العشوائية في قطاع النقل حتى يتم استيعاب الآثار المركبة لهذه الزيادات. قطاع نقل البضائع سيتعرض لزيادة هائلة دفعة واحدة في تكاليف التشغيل، بنسبة تزيد على 70٪، وربما تزيد تكاليف نقل البضائع على الطرق بنسب تصل إلى 100٪ دفعة واحدة. وهذا يعني أن تكاليف نقل مواد البناء مثل الرمل والزلط والإسمنت والحديد والطوب، سترتفع بقوة. قطاعات الاقتصاد الأخرى جميعا ستتأثر تأثرا مضاعفا، بما في ذلك صناعة الطوب وصناعة الدواجن، والمخابز والمطاعم والفنادق، لكن الأشد تأثرا سيكون ميزانية الإنفاق الشهري للأسر، التي تعتمد على البوتاجاز في الأعمال المنزلية. أكرر قطاعات الاقتصاد كلها ستتأثر سلبا برفع أسعار الوقود، وما ذكرته هو مجرد أمثلة. هذا يعني ببساطة أنه يتم خنق الاقتصاد الحقيقي لغرض الوفاء بالتزامات الحكومة مع صندوق النقد الدولي».

أخيراً الضفة تستيقظ

«أخيراً انتفضت الضفة الغربية احتجاجاً على ما يجرى من عزل وحصار وعقوبات جائرة على قطاع غزة، أخيراً، كما تصف جيهان فوزي في «الوطن» شعرت الجغرافيا بأنها مهما كانت بعيدة ومتفرقة وممزقة فهي قريبة ومتوغلة مثل شريان الحياة لا يمكن بتره أو اجتثاثه من جذوره، فلطالما كان الرهان على الانفصال التام بين الضفة وغزة انفصالاً جغرافياً واجتماعياً وسياسياً، وكانت تلك مخططات الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود لتشتيت الهمة والوحدة الفلسطينية، كي يصيبها الشلل ويغزوها العطب المعنوي والوجودي، فضلاً عن يقينه بأن التمييز والعنصرية وزرع الفتنة بين طرفي الوطن هو قوة ومكسب له وبحكم الجغرافيا المختلفة في تفاصيلها بين الضفة والقطاع، لقد نكأت العقوبات التي فرضها الرئيس الفلسطيني محمود عباس على قطاع غزة، ومن قبلها حصار الاحتلال الإسرائيلي الجائر الذي امتد لأكثر من عشر سنوات، والعزلة المفروضة على السكان، الجراح، وعاد أهالي القطاع بالذاكرة إلى جو الاحتلال الذي طالما مارس سياسة «فرق تسد»، وحاول بكل الطرق زرع الفتنة والضغينة بين أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة، بتوفير المناخ المستقر لسكان الضفة الغربية من اقتصاد وبنية تحتية ومشاريع تنموية، بينما يعاني القطاع من الإهمال المتعمد والجسيم، الذي تراكم سنوات طويلة حتى بات قطاع غزة قنبلة موقوتة مهيأة للانفجار في أي لحظة. بعد صمت طويل واحتجاجات متقطعة انتفضت الضفة الغربية نصرة لغزة، فقد طفح الكيل ولم يعد بمقدورها الصمت على ما تواجهه غزة من ظلم وفقر وعزلة، وخرجت المظاهرات رافضة فرض العقوبات على قطاع غزة وقيام السلطة الفلسطينية بتضييق الحصار عليه ومعاقبته على تمسكه بالثوابت الوطنية».

الحلم المصري

الأمل المشوب بالحذر يسيطر على كثير من الكتاب بشأن لقاء المنتخب المصري مع نظيره الروسي غداً، غير أن حازم صلاح الدين يبدو أكثر تفاؤلاً في «اليوم السابع»: «الأداء المشرّف الذي قدمه لاعبو المنتخب الوطني، وعلى رأسهم محمد الشناوي أمام أوروغواي رغم الخسارة بهدف بدون رد، منحنا الأمل نحو تحقيق حلم التأهل إلى الدور التالي، وعلى الرغم من صعوبة الموقف فإنه لا يوجد في قاموس كرة القدم شيء اسمه المستحيل، لذلك يجب على هيكتور كوبر ومعه كتيبة معاونيه واللاعبون وتحديدًا محمد صلاح، الذي وضح عليه الحزن والتأثر الشديد عقب هدف أوروغواي القاتل، نسيان حالة الصدمة والتركيز في المواجهة المقبلة أمام روسيا، لأنه سيكون لها «القول الفصل» صوب تحقيق هذا الحلم. ما قاله النجم الأوروغوياني إدينسون كافاني بأنه ذهب إلى صلاح للحصول على قميصه من أجل إهدائه إلى أبنائه المهووسين جدًا بالنجم المصري رسالة فخر جديدة لابن النيل. «ولا انهزام ولا انكسار.. ولا خوف ولا ولا حلم نابت في الخلا في الخلا.. علّى صوتك علّى صوتك بالغنا.. لسه الأغاني ممكنة ممكنة».. هذه الأغنية بصوت «الكينج» محمد منير دائمًا ما تبعث روح الأمل في داخلنا.. وهنا أوجه رسالة لمحمد صلاح وكل لاعبي المنتخب أنه مازال في الحكاية بقية، وينتظر المصريون منكم الكثير والكثير من أجل إسعادهم».

الأشرار بالقرب منا

من أشد الغاضبين خلال إجازة العيد عصام العبيدي في «الوفد»: «حزنت بشدة عندما طالعت أخباراً عن قيام سبع دول عربية بمنح صوتها لتجمع أمريكا في تنظيم بطولة كأس العالم ورفضت منحه لدولة المغرب الشقيق. وضع مأساوي يعكس الواقع العربي المتدهور، ويكرس حالة الانقسام والتشرذم التي تسود في ربوعه، والتي أدت إلى استئساد القوى الإقليمية كتركيا وإيران وإسرائيل، وكذلك القوى الدولية ممثلة في أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي، كلهم أصبحوا طامعين فينا وفي عالمنا العربي المتهاوي. وبالطبع ليست هذه هي الواقعة الأولى، فقد صوتت بعض البلاد العربية للمرشح الفرنسي في اليونسكو، وحرمت المرشح المصري منه، بل حتى عندما حصلت مصر على صفر في المونديال، فبالتأكيد هناك دول عربية أيضاً حرمت مصر من أصواتها. والسؤال المنطقي: هنا لماذا تلجأ بعض الدول العربية لمثل هذا السلوك الشاذ الذي يتنافى مع كل قيم الأخوة والمحبة بين أشقاء تجمعهم روابط الدين واللغة والدم، فالمثل الشائع يقول «أنا وأخويا على ابن عمى.. وأنا وابن عمى على الغريب»، فلماذا انعكست الآية في عالمنا العربي حتى أصبحت أنا والغريب على ابن عمي وأنا وابن عمي على أخويا؟ هل وصلت الخلافات بيننا إلى هذا الحد؟ هل هو نوع من المكايدة السياسية بين القادة؟ أم أنه انعكاس لمشاعر الشعوب العربية.. تجاه بعضها بعضا؟».

الهزيمة لا تستحق الفرح

«بعد انتهاء مباراتنا مباشرة مع أوروغواي كنا في حالة شعور بالصدمة، لأن هدف الهزيمة، كما يشير فراج إسماعيل في «المصريون» جاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي، ثم سرعان ما تحول ذلك الشعور إلى احتفال بالأداء المشرف، وهي حالة نتفرد بها نحن العرب، ليس في المنافسات الرياضية فقط، بل في كل معارك حياتنا، والمحصلة أن أكثر ما نحتفل بذكريات الانتصار فيها، هي احتفالات بالهزائم المشرفة الهزيمة هزيمة سواء بهدف أو بخمسة.. لا فرق، وسواء جاءت بعد أداء دفاعي جيد كما في حالة مصر، أو توهان من جميع الخطوط واستسلام عجيب، كما في حالة السعودية، أو بعد هجوم كاسح وأهداف ضائعة بالجملة أمام المنتخب الإيراني الضعيف، كما في حالة المغرب، ثم هدف مفاجئ في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع وبرأس مغربية، مشكلة العرب أنهم لا يثقون في إمكانياتهم، خصوصا تلك التي وهبها لهم الخالق سبحانه وتعالى كالمال والخير الوفير، الذي جرى توظيفه بصورة خاطئة، مثل الخطط التي نضعها وتقوم على أفكار عنصرية كتعلية قدر الجنس المحلي ورفض تقليد الأمم المتقدمة في استيراد الجنس المتفوق الموهوب ومنحه الجنسية. فرنسا مثلا يظهر منتخبها وكأنه يمثل دولة أخرى غير فرنسا ذات البشرة البيضاء والشعر الأصفر. غالب المنتخب من الأفارقة المتجنسين سواء من غرب وشرق أفريقيا أو من شمالها العرب، لكنهم موهوبون أصبحوا يحملون الهوية الفرنسية ويدافعون عن مواطنتهم الجديدة بكل شرف».

في انتظار صلاح

«كنا نستحق التعادل مع أوروغواي بلا شك بعد الأداء الراقي الذي قدمه المنتخب في أولى مبارياته في نهائي المونديال، وإذا كان الحظ قد عاندنا في اللحظات الأخيرة، كما يؤكد جلال عارف في «الأخبار» فإن هذا لا يقلل مطلقا من تقديرنا لجهد لاعبينا وللجهاز الفني القدير برئاسة كوبر‬. قدمنا مباراة كبيرة. دافعنا جيدا، وهاجمنا في فترات كثيرة، وصنعنا فرصا للتهديف. لكننا لم نوفق في التسجيل، ثم استقبلنا الهدف الذي أضاع منا تعادلا مستحقا بأخطاء تكررت، ولابد من التعامل معها جيدا في المباراتين المقبلتين. «‬فاول» من خطأ لا لزوم له، ثم ارتباك مع الكرات العرضية، وغياب للتركيز لثوان بسبب الإرهاق بعد بذل الجهد الخارق طوال المباراة. لكن المكاسب كثيرة. اطمئنان على مركز حراسة المرمي مع تألق الشناوي، أداء راق من معظم اللاعبين. ثقة في النفس رغم التأثير الهائل من غياب صلاح.. ورغم قوة الفريق المنافس. المهم الآن أن يتجاوز الفريق أي آثار سلبية لنتيجة المباراة الأولى. أمامنا مباراتان فاصلتان ونستطيع أن نقدم فيهما الأفضل. فرصة التأهل للدور التالي قائمة ولاعبونا قادرون. مشاركة صلاح سوف تصنع الفارق بالتأكيد، ولكن ‬كوبر تهمه سلامة اللاعب الكبير أولا. سيكون جيدا أيضا أن يستعيد عبدالله السعيد معظم لياقته الذهنية والبدنية حتى يستطيع أن يقوم مع «‬النني» بصنع الهجمات المرتدة بالسرعة المطلوبة. عندما أحرزت أوروغواي هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة، نقلت لنا كاميرات التلفزيون مشاعر الأسى على وجه نجمنا الكبير محمد صلاح. تعودنا منه ومن رفاقه في المنتخب أن يكون الرد سريعا. فرصتنا في التأهل مازالت قائمة. فليكن المقبل أفضل ففريقنا يستحق أن يمضي إلى الأدوار التالية مع الفرق الكبيرة».

الحكومة تشعل غضب الملايين في العيد… وفتنة «المغرب» تزيد موجة الهجوم ضد السعودية

حسام عبد البصير

النظامان السوري والإيراني يحاولان استفزاز المعارضة لإحداث خرق قرب الحدود مع إسرائيل جنوباً

Posted: 17 Jun 2018 02:26 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : أصالة عن دولتيهما ونيابة عن إسرائيل، يشتغل الوفدان الأمريكي والروسي مع الوفد الأردني للحفاظ على أمن إسرائيل وتأمين مصالحها ومراعاة محاذيرها، إذ يدخل في هذا الاطار ما كشفه المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، عن محاورة موسكو لواشنطن وتل أبيب ولأطراف سورية «معارضة وموالية» حول المنطقة الجنوبية لخفض التوتر. كاشفاً وجود اتصالات مع الأردنيين والأمريكيين والإيرانيين، وممثلي النظام السوري، وممثلين عن المعارضة فضلاً عن الجانب الإسرائيلي نظراً لوجود أسباب معـينة للقـلق لـديها.
بيد ان كل الدلائل تشير إلى ان المناورات السياسية القائمة بين اللاعبين الدوليين المعنيين بالملف الجنوبي، لم تصل إلى النتائج المرجوة منها بعد حسب ما يرى خبراء ومراقبون للوضع، وعلى ضوء هذه المعطيات يصدر النظام السوري ضجيجاً إعلامياً وصخباً سياسياً على محاور عدة تتجه جميعها إلى الجنوب السوري، ابتداءً من نقل تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الاستراتيجية المعروفة بـ «مثلث الموت» نظراً لالتقاء ارياف «درعا والقنيطرة ودمشق الغربي»، مروراً بالتحشيدات العسكرية الضخمة في محيط درعا، وليس انتهاء بزيارات مسؤولين عسكريين ومسؤولي التفاوض لدى النظام السوري إلى المنطقة، حاملين رسائل مختلفة.
ويوظف النظام السوري برأي مطلعين صخباً اعلامياً كبيراً محاولاً زرع الخوف والرعب لدى الحاضنة الشعبية للجيش الحر في المدينة والقرى المحيطة بدرعا، متجاهلاً التحذيرات الأمريكية المتكررة، فيما يبدو ذلك متناغماً مع تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي الذي اعلن خلّو المنطقة الجنوبية من الجنود الإيرانيين، إلا من بعض عشرات المستشارين، حيث نقل المركز الصحافي لوزارة الأمن الإسرائيلية عن ليبرمان قوله «في جنوب سوريا من الممكن أنه يوجد عشرات ممن يسمونهم بالمستشارين، لكن لا يوجد هناك أي عسكريين» مشيراً إلى أن «المطلب الإسرائيلي في المسألة السورية واضح تماماً، وهو إبعاد حزب الله وإيران بالكامل عن الأراضي السورية، إذ لا تثير منظومة الدفاع الجوي السورية أي قلق في إسرائيل».
وهذا ما اعطى الضوء الأخضر في رأي خبراء ومحللين، لنظام بشار الأسد بموافقة إسرائيلية على العملية العسكرية ضد قوى فصائل المعارضة وحاضنتها جنوبي سوريا.
المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية محمد العطار تساءل عما إذا كان النظام السوري ومن خلفه موسكو يجلس على طاولة المفاوضات مع أمريكا جلوس الند للند، إذ يطالب النظام الولايات المتحدة الامريكية بالانسحاب من قاعدة التنف العسكرية «مقابل تراجعه عن حملة درعا العسكرية، وعن إمكانية حصول تراجع بالموقف الأمريكي المتصلب بمنعها النظام من القيام بحملة عسكرية في درعا، بناء على رغبة إسرائيل، فيما يبدو الأكثر أهمية موقف الفصائل العسكرية المعارضة وخياراتها المتاحة.
وأوضح لـ «القدس العربي» أن موقف المعارضة وخياراتها محصورة باحتمال قبولها بمبدأ المصالحة التي أصبحت نتائجها في مناطق خفض التصعيد الأخرى واضحة للجميع، بالرغم من إعلانها جاهزيتها للخيار العسكري، او إمكانية ابرامها تفاهمات تقبل بالحلول الوسط وتقاسم ريع معبر نصيب وتحديد آلية عمل موظفين حياديين في معبر نصيب، وإمكان تواجد نقاط مراقبة قوات النظام في المنطـقة.
عضو هيئة التفاوض السورية المعارضة، ورئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك بشار الزعبي قال لـ «القدس العربي» ان المفاوضات مع المعارضة السورية بشأن درعا والمنطقة الجنوبية لم تبدأ فعلياً، وأكد الزعبي «تواصلنا مع الجانب الأردني وأخبرونا انه لا توجد مفاوضات الآن، مؤكدين ان المباحثات تأجلت حتى الاسبوع المقبل، او نهاية الاسبوع الجاري» مشيراً إلى تأجيل الاجتماع الأردني – الروسي أيضاً إلى ما بعد أيام عيد الفطر، على ان تكون هناك دعوة للفصائل حيث سيتم التفاوض معها. وأضاف الزعبي، من الممكن ان تجري اجتماعات تحضرية بين الدول المعنية، وبعد الاتفاق على رؤية معينة سيتم التفاوض مع فصائل المعارضة.
واكد ان النظام يحاول استفزاز المعارضة بتحركاته العسكرية وتصعيده وقصف مناطق المدنيين، عازياً السبب إلى محاولة جر فصائل الثوار إلى الرد العسكري وإحداث خرق من قبل الطرفين، من أجل اختلاق الاعذار امام المجتمع الدولي. وقال الزعبي «النظام يكثف القصف ويجهز للمعركة فيما نحن سوف ننتظر حتى اكتمال بلورة العملية السياسية، وفي حال تطور التصعيد العسكري في ظل التفاهمات السرية فإننا في فصائل المعارضة جاهزون للرد على أي حماقة قد يرتكبها النظامان السوري والإيراني».
وهو ما يتماشى مع مزاعم وزارة الخارجية الروسية التي ذكرت سابقاً «أن محافظة درعا تشهد سعياً من المعارضة السورية وتنظيمي «جبهة النصرة» و»داعش» إلى إنشاء كيان ذاتي الحكم جنوب سوريا، بدعم من الولايات المتحدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقسيم البلاد». ونفى الزعبي أي انسحاب للميليشيات الإيرانية او التابعة لها من المنطقة الجنوبية، مشيراً إلى ان «الانسحاب الايراني هو عبارة عن تكتيكات حيث تقوم تلك الميليشيات بتغيير المواقع العسكرية مع تغير اللباس، إذ أنها تنسحب وتعود مع تعزيزات قوات النظام متماهية معها بذات الزي العسكري، ومن ثم تعود إلى معسكراتها على السياج الحدودي مع إسرائيل» حسب المتحدث.

النظامان السوري والإيراني يحاولان استفزاز المعارضة لإحداث خرق قرب الحدود مع إسرائيل جنوباً
ضوء أخضر من وزير الأمن الإسرائيلي: المنطقة الجنوبية خالية من الإيرانيين
هبة محمد

«المونديال» يتفوق على الحرب في سوريا

Posted: 17 Jun 2018 02:25 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: لا شيء في سوريا هذه الأيام أهم من مونديال روسيا 2018، أحداث هذا المونديال ومواجهاته الكروية وأخبار نجومه ونتائجه تشغل بال السوريين وتسيطر على حواسهم واهتماماتهم ومتابعتهم وتشغلهم حتى عن شؤونهم الشخصية، هذا عدا عن أنها تشغلهم عن شؤون البلاد وحربها التي خفتت أصواتها بنسبة كبيرة عما مضى من أيام وسنين سابقة.
مواقع التواصل الاجتماعي وهي «تيرموميتر» الشعوب، تمتلئ بالحديث عن كأس العالم 2018، السوريون على هذه المواقع في فيسبوك وتويتر معظمهم لا يتحدث إلا عن أحداث المونديال، حتى المولعون منهم بالسياسة أو بالاقتصاد أو الذين كانوا لا يتابعون سوى المعارك والمواجهات المسلحة، صاروا يكتبون عن المونديال، وعن الأرجنتين وميسي ورونالدو ومحمد صلاح نجم المنتخب المصري، وعن مواجهات المنتخبات العربية في روسيا، ويكتبون عن منتخبهم المفضل وعن المرشح الأكثر حظاً للفوز بالذهب وبالبطولة العالمية.
التحسن الأمني الملموس في المدن السورية ساعد آلاف السوريين على الاستمتاع بالمونديال ومشاهدة المباريات النارية التي تجري بين المنتخبات المشاركة، بعض الشوارع في دمشق وحمص وحلب واللاذقية مثلاً تمتلئ بأعلام الدول المشاركة بالمونديال كتقليد معمولٍ به منذ زمن ما قبل الحرب، وكذلك المطاعم غصت بالزوار الذين جاؤوا يستمتعون جماعياً بالكرة الساحرة وكأن الحرب لم تأتِ ولم تمر في سوريا، الكثير من رواد هذه المطاعم فقد أخاً أو أباً أو ابناً أو زوجة ورغم ذلك يُمكن لكرة القدم أن تُنسيه بعضاً من آلامه.
مونديال روسيا 2018 تزامن مع هدوء كبير في جبهات الحرب السورية، هدوءٌ غير مسبوق لم تعشه المدن السورية منذ ثماني سنوات. حتى جبهة درعا جنوبي البلاد الجبهة المرتقبة والمرشحة للاشتعال الناري مازالت هادئة لا رصاص فيها، ومَن يدري ربما لن تنطلق معاركها حتى ينتهي العرس الكروي العالمي في روسيا، لا سيما وأن روسيا الشريكة والحليفة لدمشق ستكون في قلب هذه المعركة إذا ما انطلقت، وربما تفضل روسيا ألا تنطلق مواجهات درعا حتى تنتهي موسكو من تنظيم أكبر منافسة كروية على كوكب الأرض، وأغلب الظن أن دمشق تتفهّم ذلك بعمق وهي غير مستعجلة على معركتها جنوباً، وربما لن تحتاجَ دمشق لعملية عسكرية في درعا فالمفاوضات مستمرة لتجنيب المدينة حرباً عبر تسوية سياسية قد تنجح في الوقت المناسب.
تحالف طهران الوثيق مع الحكومة السورية لم يمنع المئات من السوريين المؤيدين لحكومة بلادهم من تمني الخسارة للمنتخب الإيراني، والسبب هنا رياضي لا سياسي، من باب أن إيران كانت سبباً في عدم تأهل المنتخب السوري لا سيما وأن المنتخب الإيراني لعب بكل طاقته لمنع نظيره السوري من الظفر بنقاط مباراة الإياب التي أقيمت في ملعب أزادي بطهران خلال التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا العام الماضي وانتهت حينها المباراة بالتعادل بهدف لمثله رغم أن المنتخب الإيراني كان قد ضَمِن التأهل للمونديال مسبقاً ولم يكن في حاجة لأيةنقطة من مباراته مع المنتخب السوري.

«المونديال» يتفوق على الحرب في سوريا

كامل صقر

بدائل «الخيار الأمني» تطرح على طاولة قيادة السلطة للرّد على دعوات تصعيد حراك الضفة الغربية لإنهاء أزمات غزة

Posted: 17 Jun 2018 02:25 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: لا يستطيع أحد التنبؤ بما يحمله قادم الأيام في الضفة الغربية، التي شهدت تظاهرات ضد السلطة الفلسطينية، تنادي بـ «رفع عقوبات غزة»، بعد التعامل الأمني الفظ مع آخر الفعاليات قبل عيد الفطر بيومين، وذلك بعد إعلان منظمي الفعاليات عن العودة مجددا للاحتجاج في رام الله، وهو ما يضع قيادة السلطة الفلسطينية أمام خيارات جديدة للتعامل مع الحدث، بعد انقضاء سبب منعها السابق، خاصة وأن تقييمها للتظاهرات يحمل اتهامات للمنظمين باستغلال اسم غزة للهجوم على «الشرعية». 
ووسط حالة الرفض التي أبدتها المؤسسات الحقوقية وفعاليات شعبية وتنظيمات فلسطينية، للطريقة التي تعامل بها الأمن الفلسطيني في رام الله، مع المتظاهرين الذين خرجوا ليل الأربعاء الماضي، للمطالبة بـ «رفع عقوبات غزة»، جدد القائمون على الحملة دعواتهم لتنظيم فعاليات جديدة، أولها ستكون مساء بعد غد الأربعاء في مدينة بيت لحم، وثانيها مساء يوم السبت المقبل، على دوار المنارة في مدينة رام الله الذي شهد قمع المحتجين.
وجددت «الحملة الشعبية لرفع العقوبات عن غزة « في بيان لها دعواتها لـ «رفع العقوبات»، وأكدت على استمرارها في التظاهر والفعاليات الاحتجاجية، حتى استجابة الرئيس الفلسطيني والحكومة لمطالبها. ووجهت في بيان لها التحذير من مغبة «التدخل الأمني» على غرار أحداث الأربعاء الماضي. وجاء في بيانها أن صوتها «لا تقمعه الهراوات ولا ترهبه التهديدات».
وحين تطرق البيان لما حدث الأربعاء الماضي، ذكر أن المتظاهرين تعرضوا لـ «حملة ممنهجة من القمع والاعتقال والضرب والسحل على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية – باللباس العسكري والمدني»، معتبرة أن ما قامت به الأجهزة الأمنيّة هو «دليل آخر على تأثير الحملة وصداها والتفاف الجماهير حولها وحول مطلبها الوطني، وعلى إفلاس السلطة وغياب أي مبرر سياسي أو وطني في استهداف ومعاقبة أهلنا الصامدين في قطاع غزة».

دعوات للتظاهر
أمام سفارة فلسطين في عمان

ودعت الحملة  كذلك لتظاهرة أمام السفارة الفلسطينية في الأردن، ودعت الشعب الأردني للمشاركة في الوقفة يوم الأربعاء المقبل، لمطالبة السلطة الفلسطينية بـ «إلغاء الإجراءات العقابية» على غزة،  وللتنديد بالقمع الذي تعرض له متظاهرو رام الله.
وبات واضحا أن الحراك الذي يشهد تفاعلا في الضفة الغربية، يلاقي تأييدا من فصائل فلسطينية منها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، اللتان أعلنتا ذلك في بيانات رسمية، نددتا فيها بالتعامل الأمني الخشن مع المتظاهرين الذين خرجوا في التظاهرة الثالثة، وكذلك من قبل الجبهة الشعبية، التي يشار لها في الخفاء من قبل السلطة الفلسطينية، بدعم هذا الحراك والترويج له.
جاء ذلك بعد انتقادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لطريقة تعامل الأمن مع المتظاهرين، حيث أشاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي بوقفة «أهل الضفة الغربية الوطنية الأصيلة»، وبالمسيرات التي خرجت تطالب بـ «وقف الإجراءات والعقوبات الانتقامية ضد أهلهم في قطاع غزة»، وذلك في كلمة متلفزة ألقاها بمناسبة العيد
وبالرغم من أن الحراك الحالي لا يحمل مضامين سياسية، غير أنه يثير العديد من الشكوك لدى قيادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح، التي تنظر إليه على أنه يحمل «مآرب أخرى»، في مقدمتها إحراجها وزعزعة الأمن، وتقليب الشارع الفلسطيني ضد القيادة الفلسطينية، في هذا التوقيت بالذات الذي تريد أن تظهر فيه بموقف القوي جدا والمرتكز لقاعدة جماهيرية عريضة وقوية، في مواجهة مبعوثي الإدارة الأمريكية الذين يستعدون لتسويق «صفقة القرن» خلال الأيام المقبلة.
ولم يعد ذلك خفيا، فتصريحات قادة حركة فتح والسلطة الفلسطينية، كانت تدور حول هذا المضمون، حين تطرقت لتظاهرة الأربعاء الماضي، التي أظهرت تدخل قوى الأمن بشكل خشن، لمنع التظاهرة، مستندة إلى قرار من مستشار الرئيس لشؤون المحافظات، الذي حظر التظاهر فترة الاحتفال بالأعياد، حيث سيزول سبب المنع بعد انتهاء فترة العيد، كما ورد في القرار.
ومن باب تجنيب الدخول في مواجهة جديدة مع المتظاهرين، يطرح حاليا إخراج قوات الأمن من حلقة الاحتجاج، على غرار الاحتجاجين الأول والثاني، اللذين راقبهما الأمن عن بعد، وانتظر حتى تفرق المظاهرات، على خلاف التظاهرة الثالثة، التي سجلت حالات اعتداء واعتقال، ومنع تغطية، دفعت وقتها نقابة الصحافيين إلى مقاطعة أخبار الحكومة والأجهزة الأمنية.
وبدأت تطرح على الطاولة عدة خيارات، حول كيفية التعامل مع الاحتجاجات المقبلة، دون اللجوء لـ «التعامل الأمني»، وفي مقدمتها التركيز بشكل أساسي على «التعامل الجماهيري»، على غرار فعالية نابلس يوم الأربعاء الماضي، التي شهدت خروج مناصرين للرئيس محمود عباس، قبل موعد تظاهرة لحملة «رفع العقوبات»، بوقت قصير وفي ذات مكان الفعالية، جرى خلالها التنديد بالمخططات التي تهدف لإضعاف السلطة، وترفض مخططات الإدارة الأمريكية، التي تربطها فتح بما يدور في الساحة الفلسطينية من احتجاجات.

فتح تدرس المشاركة في فعاليات الحراك

وبالترافق مع هذه الخطوة، يدور أيضا نقاش في الأطر الداخلية للحركة، يدفع باتجاه مشاركة الحركة في أي مطالب تخص غزة، كون الأمر (رفع إجراءات السلطة) لاقى دعما وتأييدا من المجلس الوطني واللجنة المركزية، لكن هذا الطرح بالمشاركة يرفض استغلال التظاهر من قبل الآخرين، للهجوم على «الشرعية الفلسطينية»، على أن يتم توجيه التظاهر والاحتجاج صوب الاحتلال. فحركة فتح كانت قد أرجعت ما يجري لضغوطات إسرائيلية أمريكية، وداخلية مدعومة من حماس، لثني القيادة الفلسطينية عن موقفها الرافض لـ «صفقة القرن».
وقال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية للحركة، إن هناك قرارا من الرئيس محمود عباس، بإنهاء مشكلة الرواتب في قطاع غزة، مضيفا وهو يشير إلى مآرب أخرى للتظاهرات التي خرجت في رام الله «بالتالي لا داعي لاتخاذها غطاء لأغراض أخرى لا علاقة لها بالموضوع، وإنما بالموضوع السياسي والتآمر الأمريكي الاسرائيلي على الوضع الفلسطيني لتمرير صفقة القرن».
وليس بعيدا عما يدور في الضفة الغربية، من المقرر أن تنظم اليوم وسط مدينة غزة، وقفة احتجاجية واسعة النطاق، يشارك فيها أسرى محررون وأهاليهم وذوو الشهداء والموظفون، للمطالبة بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وإنقاذ غزة «من ويلات غول الانقسام» الذي طال كل مناحي الحياة، حسب ما أعلن المسؤول في حركة فتح تيسير البرديني، أحد من يقف على رأس هذه الفعالية. وستركز الفعالية التي تنادي بإنهاء أزمات غزة كافة، على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني الممتد منذ عام 2007، وتطبيق بنود اتفاق المصالحة.

بدائل «الخيار الأمني» تطرح على طاولة قيادة السلطة للرّد على دعوات تصعيد حراك الضفة الغربية لإنهاء أزمات غزة
منظمو الحراك أعلنوا عن فعاليات خارج الوطن .. وأطر فتح ترفض استغلاله ضد»الشرعية»

 العاهل المغربي يصدر عفواً عن مئات السجناء بمناسبة عيد الفطر لم يشمل معتقلي الحراك الاجتماعي

Posted: 17 Jun 2018 02:24 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : قالت وزارة العدل المغربية ان الملك محمد السادس أصدر، بمناسبة عيد الفطر، الذي احتفل به يوم الجمعة الماضي، عفواً عن مئات الأشخاص المعتقلين أو الموجودين في حالة سراح، المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المغرب إلا أنه استثنى معتقلي الحراكات الاجتماعية وخاصة حراك الريف الذين لم يشملهم هذا العفو.
ولم تفوّت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب، المناسبة وذكّرت بـ»مصير مئات من الشبان الذين لن يشاطروا فرحة العيد مع عائلاتهم نظراً لوجودهم في السجون، هؤلاء المعتقلون ذنبهم الوحيد أنهم رفعوا مطالب مشروعة بطرق سلمية وطالبوا بالشغل والصحة والتنمية لمناطقهم، فكان مصيرهم السجن والمتابعات العبثية، نطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين من النشطاء والصحافيين، بمن فيهم نشطاء حراك الريف، حراك الماء بزاكورة، حراك البديل الإقتصادي بجرادة، حراك الصحة بأوطاط الحاج، و أيضاً في باقي مناطق المغرب الأبي».
وطالبت بـ«الإفراج الفوري عن كل معتقلي حراك الريف، ليعودوا إلى عائلاتهم لتَنْعَمَ هي الأخرى بفرحة العيد، ومن أجل إبقاء الأمل في بناء مغرب جميل ديمقراطي يسود فيه التوزيع العادل للثروة». وقالت في شريط مصور عنون بـ»مبروك العيد .. طلقوا الدراري»، إن «المعتقلين ليسوا بمجرمين، بل هم نشطاء طالبوا بأن تَصِلَ الجامعة والمستشفيات إلى جِهتهم وتُحَقَّقَ فيها التنمية»، وطالبت بأن يبقى المغاربة متضامنين «على عادتهم مع المعتقلين».
وتمنت منيب «عيداً سعيداً لمختلف الشعوب والبلدان التي صامت رمضان»، مذكرة بأن «هناك عائلات لم تفرح بقدوم العيد، بسبب بقاء أبنائها في السجون ووراء القضبان».
ووجّه أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي رسائل لـ«أولائك الذين سرقوا منا فرحلة العيد». وقال في مقطع فيديو نشره بمناسبة أول أيام عيد الفطر، إن من سرقوا فرحة العيد من عائلات معتقلي الحراك «خزيهم في انتصارهم» غير أن العائلات «عزها في هزيمتها».

والد الزفزافي : الحكومة انفصالية

ووصف الزفزازفي الأب الحكومة الحالية، بـ«الانفصالية»، وتحدث عن «ما يطاول منطقة الريف من تهميش ولعنة» الزفزافي، «في هذه المنطقة نعيش لعنة مقاومتنا للاستعمار …ارحمونا وارحموا أبناءنا في هذا الوطن لأننا تعرضنا للكثير في منطقتنا منذ عقود خلت …ألا يكفينا هذا؟».
وأضاف: «أخاطب الحكومة التي ظلمتنا بغالبيتها، والتي وصفتنا بالانفصاليين، رغم أنها هي الانفصالية .. فحتى المعلمة الوحيدة التي توجد هنا وتربطنا بتاريخ الراحل محمد الخامس قمتم بهدمها من دون سبب»، متحدثاً عن «مسجد محمد الخامس الذي يعتبر من المآثر التاريخية في المنطقة». وقال: «إتركوا لنا الوطن وأبناءنا، لقد انتظرنا من دون جدوى، سنظل ننتظر ولن يموت الأمل فينا، إذ علينا أن نهنأ في وطننا وأن نلمس حريته وديمقراطيته، فنحن نطلب فقط ما يقوله الدستور والشرائع السماوية».
من جهة أخرى انتقد أحمد الزفزافي بعضاً من نشطاء الحراك في أوروبا الذين يلجأون إلى تخوين نشطاء آخرين، بسبب توجهاتهم الفكرية والطي لم يسلم منه شخصيا. وقال: «.. منذ ولادتي قبل 75 سنة، لم ينعتني أحد بالخائن أو العميل كما فعل البعض الآن»، مضيفاً: «الأشخاص الذين أوصلوني إلى البرلمان الهولندي أو البرلمان الأوروبي أو حتى المفوضية العليا للإتحاد، هم نشطاء بمعنى الكلمة، وهؤلاء من يعتز بهم الريف ويريدون الخير للريف والريفيين، وهم من رفعوا كلمتي، عكس من وصفني بأخبث الأوصاف التي لم تسلم حتى عائلتي منها».
وقال: «ناصر الزفزافي لم ينكر أي أحد من نشطاء أوروبا ممن تضمنتهم محاضر الشرطة، حيث دافع عنهم واعتز بهم أمام المحكمة، مؤكداً أنه يحترم توجهات كل واحد منهم». ووصف سلوكات الذين يلجأون الى التخوين بـ»الصبيانية»، متحدياً إياهم بـ «إتيانه بدليل واحد على خيانته أو عمالته التي يصفونه بها»، داعيا إياهم في نفس الوقت إلى التوقف والكف عن ذلك لأن ليس في مصلحة أحد ولا يخدم قضية المعتقلين والريف عموماً».
وكان معتقلو «حراك الريف» الذين تتم محاكمتهم في استئنافية الدار البيضاء قد «أعلنوا يوم الأربعاء الماضي، مقاطعتهم لباقي الجلسات التي بلغت مرحلة تقديم مرافعات الطرف المدني بعد الانتهاء من الاستماع للشهود». وقرر المعتقلون منذ أكثر من سنة، خلال الجلسة التي عقدت بغرفة الجنايات في الملف الذي يتابع فيه 49 متهما، وفق مذكرة كتابية سلمت لرئيس الهيئة، علي الطرشي، مقاطعة ما تبقى من جلسات المحاكمة، تعبيراً منهم عن احتجاجهم على مسارها.
وقال ناصر الزفزافي، زعيم حراك الريف: «الذي قام بتلاوة المذكرة، إن «الانتظارات المبدئية للمعتقلين من هذه المحاكمة تتجلى في أن تكون عادلة ومنصفة، وذلك عبر التزام المحكمة بالحياد، وانحيازها فقط إلى جانب الحق والحقيقة، وعدم السماح لأي جهة كانت أن تجعلها أداة لتصفية حساباتها ضد طرف آخر مهما كان شأن هذه الجهة أو نفوذها».
وأضاف: «لم يكن أملنا يصل إلى حد الانتظار من هذه المحكمة أن تعلن بكل الجرأة المطلوبة مباشرة بعد اطلاعها على الملفات عن وجود خلفية سياسية تحكمت في ملف دعاوى الاعتقالات في ما يتعلق بقضيتنا، وما يستتبعه ذلك من إعلان عن بطلان أساس الدعاوى، والحكم بإخلاء سبيل المعتقلين».

مقاطعة احتفالات العيد

وقاطعت عائلات معتقلي حراك الريف، عيد الفطر لهذه السنة، احتجاجا على استمرار اعتقال أبنائها، وخاضت إضرابا عن الطعام لـ24 ساعة وثمّنت لجنة عائلات المعتقلين انسحاب ابنائهم من جلسة محاكمتهم في استئنافية الدار البيضاء.
ونظمت لجنة دعم معتقلي حراك الريف بالدار البيضاء، تزامنا مع احتفالات عيد الفطر، مساء يوم الجمعة، وقفة تضامنية مع المعتقلين في الدار البيضاء، حضرها عدد من النشطاء المنتمين لأحزاب اليسار والمناضلين، وبعض أفراد عائلات المعتقلين تضامنا مع إعلان معتقلي حراك الريف في الدارالبيضاء إلى مقاطعة الجلسات المحاكمة بشعار «خليهم احكموا». وقالت اللجنة أن «هدف هذه الوقفة هو التضامن مع معتقلي حراك الريف وإيصال رسالة للسلطات مفاداها أنه في يوم العيد ثمة أسر تعاني من غياب أبنائها المعتقلين، بالإضافة إلى دعوتنا إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين». وتعتبر هذه الوقفة هي الثانية من نوعها، إذ سبق في السنة الماضية أن نظمت لجنة الدعم لمعتقلي حراك الريف وقفة تضامنية أخرى مع معتقلي حراك الريف خلال عيد الفطر.
وأعلنت تنظيمات حقوقية في إقليم الحسيمة عن قرارها الاحتجاج يوم الجمعة المقبل للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وقررت فروع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ومنتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان، برمجة برنامج احتجاجي، مؤكدة أن خروجها يأتي من أجل «المطالبة بالإفراج الفوري والعاجل عن جميع معتقلي حراك الريف وكافة المعتقلين السياسيين وإلغاء جميع المتابعات في حق النشطاء سواء المتواجدين داخل المغرب أو خارجه».
وطالبت الجمعيات بالاستجابة للمطالب التي رفعها الحراك، ومن بينها المطالَب الحقوقية، المتعلقة بوفاة الشبان الخمسة إثر أحداث 20 فبراير/شباط والشاب كريم لشكر، وتسوية أوضاع الضحايا وإعادة الاعتبار إليهم.
ويخوض الناشط الريفي، ربيع الأبلق، معركة الأمعاء الفارغة، وسط أنباء عن تدهور حالته الصحية، خصوصا بعد دخوله اليوم العشرين لإضرابه عن الطعام تحت شعار «اللاعودة».
وأكد شقيقه عبد اللطيف الأبلق، أنه تلقى اتصالا، يوم أول أمس السبت، من شقيقه ربيع داخل سجن عكاشة، وذلك بشكل استثنائي، لأن الهاتف داخل هذه المؤسسة كان معطلاً يوم العيد، وطوال الأسبوع الماضي. وقال أن ربيع «وعلى غير العادة سمح لأمه، بزيارة أخيرة، ليودعها، ويرسل معها الحاجيات، والملابس، التي يملكها في السجن، والتي ما عادت له رغبة فيها..».
وأوضح في تدوينة له في صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه أوصل رسالة إلى ربيع من شخص عزيز، جاء فيها «الريف بحاجة إلى عنادك وحكمة جلول.. انتصر للحياة يا ربيع، وحكم عقلك بدل الانسياق للعواطف، تطالب بمحاكمة عادلة، وتتناسى أنك بذاتك محاكمة عادلة»، إلا أن ربيع استوقفه، وقال: «فلندع للريف حكمة جلول فقط، ولأكن حطبا في سبيل أن ينعم الريف بهذه الحكمة» وأنه لا يملك وسيلة أخرى غير الإضراب عن الطعام للمطالبة بـ»الإنصاف وعدالة المحكمة».

تجدد الاضراب عن الطعام

ويخوض عدد من نشطاء موقع التواصل حملة تضامنية مع ربيع الأبلق، لتسليط الضوء على قراره بخوض إضراب عن الطعام للمرة الثانية داخل سجن عكاشة. ويصر الناشط ربيع الأبلق على إجراء خبرة تقنية عن هواتفه، وعرض مكالماته الهاتفية، التي يرى أنها تشكل دليل براءته وبراءة معتقلي الحراك السلمي في الريف، إضافة إلى فتح تحقيق في التعذيب، الذي مورس عليهم في أقبية مخافر الشرطة، والتزام المحكمة للحياد.
من جهة أخرى أثارت صورة إبنة المعتقل محمد المحدالي، الناشط في حراك الريف، وهي تحمل صورة والدها، صباح يوم عيد الفطر، تعاطف رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وحملت إبنة المحدالي، القابع في سجن عكاشة، صورته، ولافتة مكتوب عليها «لا عيد لنا من دونك أبي.. محمد المحدالي»، وهو ما بث حزناً واسعاً على الفيسبوك وأعرب عددٌ من المدونين والمغردين، تضامنهم المطلق، مع المعتقل المحدالي، وبقية نشطاء حراك الريف، الذين سجنوا على خلفية الاحتجاجات الشعبية بالريف.
ويتابع المحدالي، في حالة اعتقال، بتهمة تهريب شخص مطلوب للعدالة، وهو ناصر الزفزافي، زعيم حراك الريف، بعد حادثة المسجد الشهيرة. وكان المحدالي، نفى في جلسة محاكمة سابقة، التهمة الموجهة إليه، وذرف الدموع أمام هيئة الحكم، على إبنته التي لم يرها طيلة مدة إعتقاله.

 العاهل المغربي يصدر عفواً عن مئات السجناء بمناسبة عيد الفطر لم يشمل معتقلي الحراك الاجتماعي

محمود معروف

مثقفون فلسطينيون يحذرون من تحديات خطيرة ويدعون لاستراتيجية نضال جديدة

Posted: 17 Jun 2018 02:24 PM PDT

الناصرة ـ»القدس العربي»: يؤكد مثقفون فلسطينيون في الوطن والشتات أن شعبهم العربي الفلسطيني يواجه أربعة تحديات خطيرة، داعين لتغيير استراتيجيات النضال التي تحفظ له وحدته وتقر طريق تحرره بالإفادة من تجاربه الطويلة.
جاء هذا في بيان كان ثمرة جهد مجموعة مثقفين فلسطينيين من كل العالم جمعهم تطبيق «ملتقى فلسطين» ، وهم يخططون لعقد لقاء  لهم في الخريف المقبل في اسطنبول على ما يبدو.
ويقول البيان الذي تولى رعايته الكاتب ماجد كيالي والأستاذ الجامعي أسعد غانم، إن الشعب الفلسطيني يواجه في المرحلة الراهنة عدة تحديات، منها الفراغ السياسي المتمثّل بتآكل وتقادم وضعف كياناته السياسية (المنظمة والسلطة والفصائل)، لصالح سلطة تحت الاحتلال، وهي سلطة مقيّدة في مواجهتها للسياسات الإسرائيلية، العدوانية والاستيطانية والاحتلالية والعنصرية، ولا تستطيع تطوير الفلسطينيين وتعزيز صمودهم وتنمية مواردهم البشرية، وصياغة إجماعاتهم الوطنية.
وأشار الى تحد يتمثل بنشوء وقائع تهدد بمخاطر تحوّل الشعب الفلسطيني الواحد إلى شعوب عدّة، بأولويات مختلفة ومتباينة، نتيجة تآكل البنى السياسية الفلسطينية، وانخراط أغلبها في مشاريع لا تدخل في جوهر البعد الوطني للقضية الفلسطينية، مما أضر بوحدته ووحدة قضيته ومصيره، في مواجهة سياسات إسرائيل المتنوعة، وهو ما تجلّى، مثلاً، في ضعف علاقات التعاضد، وضعف التضامن، مع الأهوال التي عانى فلسطينيو سوريا منها، سيما في مخيم اليرموك، عاصمة اللاجئين الفلسطينيين وعنوان حق العودة، وهو ما تعرض له قبلهم فلسطينيو العراق. وتابع البيان «وها نحن نشهد ذات الوضع في ضعف الإسناد لشعبنا في غزة، الذي يعاني منذ 12 عاما الحصار، من قبل إسرائيل، أو مصر، أو من قبل السلطة بإجراءاتها «العقابية»، الذي يخوض وحيدا، منذ أسابيع الحراكات الشعبية والسلمية للتعبير عن حقه في العودة، وهو ما حصل سابقاً في الحراكات التي قادها شعبنا في القدس». ووجه الموقعون تحية تقدير للفلسطينيين الصامدين في أرض فلسطين التاريخية، وفي الضفة مؤخراً، الذي عبّر عن إرادته في مظاهرات حيفا ورام الله، بتأكيده أننا شعب واحد، في حيفا ويافا وعكا والناصرة والجليل والقدس ورام الله والخليل ونابلس وجنين، كما في مخيمات اللاجئين في البلدان العربية وفي كل بلدان الشتات.

التحدي الثالث: التحول
من حركة تحرر إلى سلطة

أما التحدي الثالث بنظر المثقفين الموقعين فيكمن بتحول الحركة الوطنية من حركة تحرر إلى سلطة «.ويرى أن هذا ما أوصلنا إلى هذا الدرك من الاختلاف والانقسام والتفكّك وانعدام المصداقية، الأمر الذي يسهّل على إسرائيل سياساتها العدوانية والاستيطانية والعنصرية ضد شعبنا في كافة أماكن تواجده». وهذا يعني بنظرهم أن كل الكيانات السياسيّة تتحمّل مسؤولية ما وصل الشعب الفلسطيني إليه، لاسيما الحركتان الكبيرتان، او المهيمنتان، فتح وحماس. وأضاف البيان «فكما أخذتنا «فتح»، وعبر هيمنتها على المنظمة، إلى اتفاق أوسلو الجزئي والمجحف والناقص بتداعياته الكارثية، وأوصلتنا إلى ما نحن فيه، بقيادتها الأحادية، وتهميشها المنظمة، أخذتنا «حماس» إلى خيارات غير محسوبة ولا مدروسة، أدت إلى الانقسام، والتسهيل على إسرائيل فصل شعبنا في القطاع عن شعبنا في الضفة، وفرض هيمنة أحادية وإقصائية في القطاع، وضمن ذلك انتهاج أشكال مقاومة حملت شعبنا أكثر مما يحتمل، الامر الذي جعل إسرائيل تكرر اعتداءاتها عليه وتحوله لسجن كبير لمليوني فلسطيني.
من هنا يتوافق المثقفون الفلسطينيون أولاً على ضرورة إعادة بناء الكيانات السياسية لاسيما المنظمة والسلطة، على أسس وطنية وتمثيلية وديمقراطية ومؤسسية، لأن ذلك هو المقدمة الضرورية لتعزيز إدراكات شعبنا لكونه شعبا واحدا، وأساسا لا بد منه لحمل أي خيار وطني فلسطيني، واعتماد الانتخابات والوسائل الديمقراطية لتعيين التوازنات والحسم في الخلافات الداخلية، كذلك الإقلاع عن التصورات والتصرفات القائمة على اعتبار أننا إزاء سلطة ناجزة، او كسلطة سيطرة وقمع واعتقال، كما يحدث في الضفة وفي غزة، في حين لا يزال الشعب الفلسطيني يعاني الاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري والتشريد. ويأتي ضمن ذلك، إعادة الاعتبار للمنظمة ككيان سياسي للشعب الفلسطيني كله، والتعامل بمسؤولية وطنية لرفع الحصار عنه في غزة، وإنهاء أية إجراءات إدارية أو مالية تفاقم معاناته. وأكدوا أن رفع «العقوبات» المالية والسعي لرفع الحصار بكل اشكاله واجب وطني ملح وصارم، ويجب الا يكون مشروطا بالقضايا الأخرى على أهميتها، لأن إفقار وإذلال أهلنا في غزة لا يخدم أية قضية وطنية ذات شأن، ناهيك عما يسببه من معاناة إنسانية.
من جهة ثانية دعا المثقفون الفلسطينيون حركة حماس لإنهاء سيطرتها على غزة وإنهاء الانقسام، كما دعوا فتح الى توفير المعطيات المناسبة لذلك على صعيدي السلطة والمنظمة.

دعوة لتخفيف معاناة اللاجئين

كما يدعون لبذل مزيد من الجهود مع الدول المعنية لتخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان، وضمن ذلك قيام منظمة التحرير الفلسطينية بمنح جوازات سفر للاجئين الفلسطينيين، باعتبارهم جزءا من الشعب الفلسطيني، وباعتبار أن جواز السفر قد يسهل عليهم، لاسيما في ضوء مأساة فلسطينيي سوريا، وبحث الطرق التي يمكن ان تساهم في تمكين من يريد من اللاجئين من العودة إلى أرضه ووطنه.
وفي توصية رابعة دعوا لانتهاج أشكال النضال التي يمكن أن تعزز من صمود الشعب الفلسطينية في كافة أماكن تواجده، وتمكّنه من بناء وتطوير كياناته السياسية والاجتماعية، وتنمية موارده البشرية، التي تنمي التعاطف مع قضيته العادلة والمشروعة، وتاليا عدم الانجرار إلى مربع الصراع العسكري الذي تريده إسرائيل، وضمن ذلك الحرب بالصواريخ، الذي يبرّر لها البطش بشعبنا واستنزافه، وهو أصلاً المربع الذي تتفوّق فيه. وتابعوا «هذا مع علمنا أن الصواريخ، وهي متدنّية التأثير، لا تؤثّر على إسرائيل، ولا تغيّر من معادلات القوى، وهي فقط تستخدمها إعلامياً ضدنا، وبإظهار نفسها كضحية، كما ثبت بالتجربة، ومع تأكيدنا بأن المقاومة ليست عملاً مزاجيا ولا تجريبيا ولا هواية، ولا للتوظيف في أجندات لا علاقة لشعبنا بها».

المقاومة الشعبية الأنسب والأجدى

ويرون أن المقاومة الشعبية هي الأنسب والأجدى، على المدى الطويل مع الإدراك التام بأن المقاومة الشعبية والسلمية لا تحرر أرضاً، لكن المقاومة المسلحة لم تفعل ذلك طوال أكثر من خمسة عقود، وتجربة الانتفاضة الثانية، وثلاث حروب على غزة، أكبر دليل، بيد أن المقاومة الشعبية تربك إسرائيل وتعزلها، وتستثمر في التناقضات فيها، وربما يمكن أن تثمر على المدى الطويل. معتبرين أن في ذلك عزل إسرائيل، أو في عدم تدفيع الفلسطينيين أثمانا باهظة، كما أنها تمكنهم من بناء مجتمعاتهم وتطوير مواردهم، بانتظار الظروف الدولية والعربية التي تمكن من استثمار هذه المقاومة، على نحو ما جرى في تجربتي الهند، او جنوب أفريقيا مثلا. وخلص هؤلاء للقول « بعد أكثر من نصف قرن على الكفاح الفلسطيني المعاصر آن لنا ان نراجع تجربتنا بطريقة نقدية، وأن نستفيد من هذه التجربة في تجنيب شعبنا مزيدا من المخاطر في غير محلها، وآن لنا أن نتصرف كشعب واحد له عدو واحد وقضية واحدة «.

مثقفون فلسطينيون يحذرون من تحديات خطيرة ويدعون لاستراتيجية نضال جديدة

 لا يريدون أن يكونوا على حق

Posted: 17 Jun 2018 02:24 PM PDT

في المحاضرة التي ألقاها قبل نحو عام في الولايات المتحدة وصف رئيس محكمة العدل العليا المتقاعد أهارون براك كيف أن الإرهاب الدولي ـ الإسلامي بمعظمه ـ والمعارضة الاوروبية للهجرة من افريقيا والشرق الاوسط قلّلت من تمسك الشعوب المتنورة بالنظام الديمقراطي. إن خوف الواقع يضعف احترام حقوق الفرد والمواطن والخاضع للتحقيق أمام استبداد النظام.
في وعي الجمهور هذه الحقوق يتم التعبير عنها بكلمات «سلطة القانون»، «العدل»، «التعقل» و«قيود القوة». أيضاً لهذه القيم يديرون ظهورهم. وكدليل على ذلك نجده في خشونة الانظمة الحالية في الولايات المتحدة وبولندا والتشيك وهنغاريا وايطاليا. أيضاً في الدول الحريصة على نظام سوي، هناك تعبير للنفور من الديمقراطية من جانب جهات متطرفة التي تزداد قوة في صناديق الاقتراع، مثل بولندا والمانيا، وهناك عملية مشابهة تجري في إسرائيل على الرغم أن مظاهرها الاولى اكتشفت منذ زمن، وقد تعاظمت في السنوات التسع من حكم بنيامين نتنياهو.
على مدى السنين فإن الجوهر والمقاربة الشكلية كانت مختلفة تماما. الحركة الصهيونية كانت ما زالت سريعة الزوال عندما صاغ د. ثيودور هرتسل في بازل طموح الشعب اليهودي للعودة إلى وطنه حسب «القانون العام». دافيد بن غوريون لم يشطب من خطاباته «مثال للأغيار» و«حلم أنبياء إسرائيل». مناحيم بيغن كتب في عدة مقالات ان اليهود موجودون في أرض إسرائيل «بقوة الحق وليس بحق القوة». نتان الترمان كتب قصيدة بقيت مخفية وكشفها موشيه شمير، التي تقول إن فقدان الثقة بعدالة الطريق هو خط أحمر لفشل قريب.
في بداية الاستيطان في يهودا والسامرة حرص كثير من رؤساء المستوطنين على التشديد على مفاهيم مثل العدل وعدم المس بالفلسطينيين. اليكيم هعتسني من كريات أربع كان منذ فترة محامياً للعرب في الخليل. طوال سنوات حرص المستوطنون على هذا المظهر وادعوا أنهم لن يسرقوا أرضاً من فلسطيني، والحكومة سهلت عليهم الادعاء أنها توطنهم فقط على أراضي دولة.
هذا لم يعد قائما. في كل مرة تجد فيها المحكمة العليا أنه تمت سرقة أرض خاصة من فلسطيني تدور معركة على تطبيق الحكم القضائي لإعادتها إلى إصحابها. أول أمس تجددت المواجهات بين المستوطنين وسلطة القانون. كل سياسي في الائتلاف الذي يحتاج إلى أصوات في الانتخابات التمهيدية نشر بيان ادانة للمحكمة. كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ هل في نظرهم لم يكن هناك في يوم ما حتى إخلاء محق واحد؟ ألم يكن للارض التي أقاموا عليها بيوتهم أصحاب فلسطينيون؟.
حتى المستوطنون يفهمون ذلك، إلا أنهم اندمجوا في الروح الشريرة التي حسبها ليس من المهم أن تكون على حق أو أن تبدو كذلك. الرياح التي تزيد حدة صياغات الكذب وكأنهم في المحكمة العليا يعينون قضاة بأسلوب «صديق يجلب صديق»، تهب للجهاز القانوني لاييلت شكيد ومدعومة بمبادرات برلمانية من كل الكيشيين والامسلميين والسموتريتشيين والزوهريين واليوغفيين، الذين يشكلون الائتلاف. انتهت مصلحتهم في أن يكونوا على حق حتى في نظر أنفسهم.
في يهودا والسامرة هم يريدون قانون التسوية، الذي ليس فقط غير محق، بل هو أيضاً يضر بإسرائيل في المحكمة الدولية في لاهاي، كما يشرح لنا المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت وهم يرفضون السماع. فعلياً هم يريدون عدم التحقيق مع بنيامين نتنياهو ويشلون قدرات الشرطة عن طريق عزل روني الشيخ ويسمحون لرئيس الحكومة ووزير الدفاع بإعلان الحرب على عاتقهم فقط. هم يمنعون أعضاء الكنيست العرب من طرح للنقاش في الكنيست مشروع قانون بأن تكون إسرائيل دولة كل مواطنيها، وشكيد تتدخل في قرار مهني للنائب العام من أجل اطلاق سراح سجين في فترة مبكرة لأنها معنية به.
الصيغة التي أعادت نفسها أول أمس في موقع «نتيف افوت» هي إعادة صياغة لعمانويل كانط: «أنا قوي، معناه أنني على حق». ولكن لن يكون بعيداً ذلك اليوم الذي ستختفي فيه رياح الجنون من العالم وتجد إسرائيل نفسها مع صوغ القوانين التي وضعتها حكومتها الحالية. ليس هناك اتفاق بعيد المدى بدون عدل، كما قال ذلك هنري كيسنجر.

دان مرغليت
هآرتس 14/6/2018

 لا يريدون أن يكونوا على حق
علينا العودة إلى ما قاله كيسنجر بأنه لا يوجد إتفاق طويل المدى بدون عدل
صحف عبرية

اشتباكات بين الأهالي والقوات الأمنية في مخيمات للنازحين جنوب الموصل

Posted: 17 Jun 2018 02:23 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي»: وقعت اشتباكات بالأيدي بين الأهالي والقوات الأمنية في مخيمات الجدعة للنازحين جنوب مدينة الموصل.
شهود عيان، قالوا لـ«القدس العربي»، إن «الاشتباكات اندلعت جراء قيام أحد الموظفين في المخيم بدهس غير متعمد لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات، ما أدى إلى مقتله في الحال».
وعلى إثر حادثة الدهس قامت قوات الشرطة بحجز الجاني في مركز الشرطة، غير أن أهل الطفل، والذين ينتمون لقبيلة شمر طالبوا بتسليم من قتل ابنهم ليقتصوا منه، الأمر الذي رفضته القوات الأمنية، وفق الشهود.
وقال جمال، وهو أحد شهود العيان، لـ«القدس العربي»: إن «أهالي الطفل هجموا على مركز الشرطة، واشتبكوا مع قوات الشرطة المحلية، واستولوا على أسلحتهم، كما قاموا باختطاف أحد عناصر الشرطة وضربه ضرباً مبرحاً، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة».
الاشتباكات انتهت بإصابة تسعة من العناصر الأمنية جرى نقلهم إلى المستشفى، وإصابة أحدهم خطيرة، وفق المصدر الذي أضاف أن «قوات من الجيش العراقي والاستخبارات قامت بالتدخل لفض النزاع غير أن الأهالي اشتبكوا أيضاً معهم، وحصل إطلاق نار كثيف في المخيم قبل أن تقوم القوات العراقية بفرض حظر للتجوال من أجل احتواء الموقف واستعادة السيطرة عليه».
جمال أشار إلى أن «الحادثة حصلت بعد قيام سائق صهريج ينقل المياه للمخيم بدهس طفل دون قصد، ما أدى إلى مقتله وحدوث الاشتباكات التي كانت شديدة وخرجت عن السيطرة بعد تدخل ذوي وأقارب الطفل الذين يسكنون في المخيم».
وأوضح أن «ذوي الطفل هم من القبائل الذين يسكنون في صحراء غرب العراق نزحوا إلى المخيم بعد العمليات العسكرية التي شهدتها البلاد».
وتشهد مخيمات النازحين في العراق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، منذ أن تم فتحها لاستقبال النازحين.
وحسب مراقبين، لا يمكن أن تستقر هذه المخيمات في الأوضاع التي تشهدها البلاد، داعين إلى إغلاقها وإعادة أهلها إلى مناطقهم من أجل إعادة الاستقرار إلى البلاد.
من جهة أخرى، عثرت القوات الأمنية على جثة امرأة في ناحية القيارة جنوب مدينة الموصل بعد أن تم قتلها ورميها في نهر دجلة.

اشتباكات بين الأهالي والقوات الأمنية في مخيمات للنازحين جنوب الموصل

البوليساريو تطعن في مفاوضات تجديد اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي

Posted: 17 Jun 2018 02:23 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قدمت جبهة البوليساريو طعناً أمام محكمة العدل التابعة للاتحاد الاوروبي للمطالبة بإلغاء قرار مجلس الاتحاد الأوروبي بفتح مفاوضات مع المغرب حول اتفاقية الصيد البحري وحفزت منظمات حقوقية أوروبية للاحتجاج والضغط على الاتحاد للتراجع عن قراره والالتزام بقرار سابق للمحكمة.
وتطالب جبهة البوليساريو، التي تسعى لفصل الصحراء الغربية عن المغرب، بإلغاء قرار مجلس الاتحاد الأوروبي الصادر في 16 نيسان/ أبريل 2018 والذي يفوض بموجبه اللجنة بفتح مفاوضات، مع المغرب من أجل تمديد اتفاقية الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لتشمل الصحراء ومجالها البحري.
وقررت محكمة العدل التابعة للاتحاد الاوروبي ان اتفاق الصيد المبرم في 2006 مع المغرب ويتيح للسفن الاوروبية الصيد في منطقة الصيد البحري المغربية مقابل مساهمة اقتصادية أوروبية سنوية بقيمة 30 مليون يورو وتنشط في المنطقة سفن 11 بلداً بينها اسبانيا وفرنسا وهولندا وليتوانيا «قابل للتطبيق على أراضي المغرب» ولا يشمل المياه المحاذية للمنطقة المتنازع عليها من الصحراء الغربية والتي لم تتم الإشارة اليها في نص الاتفاق وهو القرار الذي رفضه المغرب وأدى لتوتر في علاقاته مع الاتحاد الاوروبي. وقال محمد خداد، القيادي في الجبهة والمنسق مع بعثة الامم المتحدة أن جبهته رفعت دعوى جديدة أمام القضاء الاوروبي ضد إعادة التفاوض بشأن اتفاقية مصائد الأسماك بين الاتحاد الأوروبي والمغرب التي تعرف تقدما ملحوظا، وصادقت هيئة المفوضين الإثنين الماضي على تبادل الرسائل الذي يدمج الصحراء الغربية في الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
وأفادت وزارة الخارجية المغربية في وقت سابق، أن جولة ثانية من مفاوضات تجديد اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي استؤنفت الخميس 31 أيار/ مايو في الرباط وتم «تحقيق تقدم هام» نحو التوصل إلى «اتفاق متوازن دائم ومربح للطرفين». وقالت أن هذه الجولة أُجريت في «أجواء هادئة وبناءة»، وفي سياق تداعيات قرار محكمة العدل الأوروبية بشأن استثناء مياه الصحراء من الاتفاق الحالي بين الطرفين، والذي تنتهي صلاحيته في 14 تموز/ يوليو القادم.
وقال خداد، في تصريح مكتوب وزع على وسائل الإعلام أن جبهة البوليساريو رفعت دعوى جديدة أمام القضاء الاوروبي ضد إعادة التفاوض بشأن اتفاقية مصائد الأسماك بين الاتحاد الأوروبي والمغرب وانها بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للصحراويين، تقدمت الجمعة في 15 حزيران/ يونيو الجاري بطعن جديد أمام محكمة العدل التابعة للاتحاد الاوروبي للمطالبة بإلغاء قرار مجلس الاتحاد الأوروبي الصادر في 16 نيسان/ أبريل 2018 والذي يفوض بموجبه اللجنة بفتح مفاوضات، مع المغرب من أجل تمديد اتفاقية الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لتشمل الصحراء الغربية ومجالها البحري. وأوضح في تصريحه الذي نشره موقع الجبهة الرسمي ووسائل الاعلام المغربية، انه وفي سنة 1986، ومع انضمام اسبانيا الى الاتحاد، وفي الوقت الذي كان عليه تجاهل اتفاقيات مدريد السرية اختار الاتحاد الأوروبي، تأييد الممارسة الناجمة عن تلك الاتفاقيات، ودمج الصحراء الغربية بشكل ممنهج في إطار علاقاته التجارية مع المغرب وان الأضرار التي لحقت بالصحراويين المترتبة عن تلك الاتفاقيات كبيرة جداً، ليس فقط لكون فوائد تلك الاتفاقيات مكنت المغرب من تمويل سياسته في الإقليم بل ساهم الاتحاد الأوروبي أيضاً في هذه السياسة من خلال دعمه المباشر لإنشاء البنية التحتية المغربية في الأراضي الصحراوية وهي السلوكات التي أدانتها محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي ، في حكمها الصادر في 21 كانون الاول/ ديسمبر 2016 و 27 شباط/ فبراير 2018.
وأضاف المسؤول في جبهة البوليساريو انه على الرغم من ذلك واصلت اللجنة عنادها في مواصلة التفاوض مع المغرب، بدل سكان الإقليم، حول اتفاقيات دولية من أجل تطبيقها على الصحراء، ومع ان الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لا يعترفون بسيادة المغرب على الأراضي الصحراوية ، فإن الجولتين الأوليين من المفاوضات تمتا في الرباط ، في انتهاك صارخ للوضع المنفصل والمتميز للصحراء الغربية.
وقال خداد انه أمام عجز وعدم قدرة المفوضية الأوروبية على ضمان الامتثال لأحكام المحكمة فانه لا خيار أمام جبهة البوليساريو، وباسم شعب الصحراء الغربية، غير مطالبة الاتحاد الاوروبي بوقف وإلغاء المفاوضات الجارية التي تنتهك بشكل صارخ حق تقرير المصير للصحراويين والحقوق المرتبطة بهذا الحق وسوف لن تؤدي إلا الى اتفاق غير قانوني جديد، وتشكل عرقلة أمام جهود المبعوث الشخصي هورست كوهلر، لأنه مادام الاتحاد الاوروبي يتعامل مع الصحراء الغربية كامتداد للمغرب فإن المغرب سيظل يرفض المفاوضات المباشرة مع جبهة البوليساريو. وجندت الجبهة أكثر من 90 منظمة حقوقية أوروبية للتأثير في الاتحاد الاوروبي، وثنيه عن التراجع عن إبرام الاتفاقية، وقدمت تبريرات رفضها المجلس التنفيذي للاتحاد الأوربي، الذي لم يتسثن مياه الأقاليم الجنوبية من الاتفاقية المقرر إبرامها، الأسبوع المقبل، مع المغرب، على الرغم من القرار، الذي أصدرته محكمة العدل الأوربية، والرامي إلى استثناء الأقاليم الجنوبية المغربية من أي اتفاقيات بين المغرب، ودول أخرى.
وقالت المنظمات الحقوقية في بيان وجهته للاتحاد الأوروبي «إن المجلس التنفيذي للاتحاد يقوم بمناورات لصالح المغرب عبر إعلانه ضم الأقاليم الصحراوية المتنازع عنها إلى اتفاقية الصيد البحري، من دون الرجوع إلى ممثلي الشرعية البوليساريو ومن دون موافقة ساكنة الصحراء».
واعتبر البيان أن «قرار الاتحاد الأوروبي يجهض كل محاولات السلام، التي تسعى إليها الأمم المتحدة، عبر تجاهله لجبهة البوليساريو في مثل هذه الاتفاقيات المهمة، كاتفاقية الصيد البحري».

البوليساريو تطعن في مفاوضات تجديد اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي

باحث لـ «القدس العربي»: تقسيم سوريا قنبلة موقوتة… ومُقرَّب من النظام: على «القيادة» التعاون مع الشياطين

Posted: 17 Jun 2018 02:22 PM PDT

إسطنبول – «القدس العربي»: فجرت صحيفة روسية، من بعيد مفاجأة مدوية، إذ ذكرت «نيزافيسيمايا غازيتا» في تقرير لها السبت:» القيادة الإسرائيلية تناقش الاستقلال الكردي، ويوجد فريق داخل حزب الليكود يدعو لدعم الجهود الكردية لإقامة دولة كردية».
وأضافت الصحيفة، وفق ما نقله موقع «سبوتنيك» الروسي:» تركيا أبدت استعدادها للتعاون مع إيران لمحاربة حزب العمال الكردستاني في الأراضي العراقية، في مساع من أنقرة لتوطيد مواقعها في المنطقة، وهذا يتناقض مع الموقف الإسرائيلي الداعم للاستقلال الكردي».
وأكدت أن القيادة الإسرائيلية بدأت تناقش قيام دولة جديدة في الشرق الأوسط، بالتزامن مع تنسيق إيراني وتركي لمحاربة قيام هذه الدولة. ونقلت «نيزافيسيمايا غازيتا»، عن مصادرها تأكيدات بأن مسؤولين إسرائيليين التقوا قادة أكراداً سوريين في الفترات الماضية، دون إيراد المزيد من التفاصيل.
فريدريك هوف المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، توقع أن تدعم تل أبيب قيام دولة كردية بهدف إزعاج أنقرة، مشيراً إلى وجود علاقات جيدة بين إسرائيل والأكراد وخاصةً في كردستان العراق.
يُذكر أن الحكومة التركية أعلنت قبل أيام عن إطلاق عملية عسكرية واسعة في «جبال قنديل» في العراق، أبرز معاقل حزب العمال الكردستاني، حيث شنت الطائرات الحربية عشرات الغارات على مواقع للحزب.
الدولة الكردية شمال العراق باتت وفق ما يراه الباحث في الشؤون التركية الروسية باسل الحاج جاسم، موجودة بحكم الأمر الواقع، وهذا الأمر ليس بالجديد، صحيح انه لا يوجد اعتراف دولي رسمي بها حتى الآن، إلا أن هذا الاعتراف قد يحصل في مراحل لاحقة لاسيما في ظل سرعة التطورات التي تمر بها المنطقة في السنوات الأخيرة.
وقال لـ «القدس العربي»: في سوريا الوضع مختلف عن شمال العراق، جغرافيًا وديمغرافيًا، فلا مقومات لدى الاكراد في سوريا كتلك التي يمتلكها نظراؤهم في شمال العراق، حيث لا يوجد تواصل جغرافي بين المناطق التي ينتشرون فيها، كما ان نسبتهم الديموغرافية في تلك المناطق لا تؤهلهم حتى لإقامة إدارة ذاتية، باعتبار أن العرب يشكلون الأغلبية المطلقة في كل المناطق. بالإضافة لوجود التركمان والآشوريين في بعض المناطق، إلا أن استغلال الحرب على داعش جعلهم يسيطرون على مناطق كثيرة بدون أرضية واقعية للسيطرة عليها.
لكن في نهاية المطاف إذا استمر الخلاف السوري – السوري بين النظام والمعارضة، من وجهة نظر «جاسم»، سيتيح الفرصة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة والانفصالية بالتمدد لخلق واقع جديد يتعلق بالتغيير الديمغرافي والتركيبة السكانية، وأي تغيير للواقع في سوريا يحتاج إلى 20 سنة كحد أدنى.. لذلك استمرار الفوضى في البلد يخدم أهداف كيانات انفصالية. وتقسيم سوريا أو فدرلتها سيكون بمثابة قنبلة موقوتة، ستطال كل دول المنطقة وتصل إلى روسيا فنحن هنا نتحدث عن مناطق يتداخل فيها التاريخ والجغرافيا وما هو ديني بما هو عرقي.
موقف إيران وتركيا محوري حيال قيام اي كيانات جديدة في المنطقة باعتبار أن دولهم ستكون مستهدفة في مراحل لاحقة، لكن هناك اليوم الكثير من الملفات التي تجعلهم يتصرفون كمنافسيين وهذا اذا استمر سينعكس سلبا على كليهما.
المحلل السياسي المقرب من النظام السوري «صلاح قيراطة»، قال لـ «القدس العربي»، من المتوقع أن يتم انشاء هذه «الدولة ضمن المنطقة الحدودية السورية – العراقية، وإن دولة الكيان وهي الحاضر الدائم في اي كارثة عربية عموما وسوريا خصوصاً، ولا بد ان يكون لها حصة من ميراث غضب الحرب السورية».
كسوريين، وفق قيراطة لا بد ان نشد على أي يد وأي مسعى لجهة اسقاط اي خطوة انفصالية، تسعى اليها جهة ما لأبعاد اثنية او دينية او سواها من أمراض اجتماعية تعمد إلى تفتيت الجسد السوري بالقوة او عبر دستور مقولب يكتبها الخمسة الكبار حسب مصالحهم في سوريا.
فآخر المعلومات تنبئنا بأن حكومة دولة الكيان «إسرائيل»، تناقش فكرة الاستقلال الكردي، ويوجد فريق داخل حزب الليكود يدعو لدعم الجهود الكردية، من جهتها تركيا فقد أبدت استعدادها للتعاون مع إيران لمحاربة حزب العمال الكردستاني في الأراضي العراقية، في مساعٍ من أنقرة لتوطيد مواقعها في المنطقة، وهذا يتناقض مع الموقف الإسرائيلي الداعم للاستقلال الكردي.
اللافت هنا، وفق المحلل المقرب من النظام السوري، أنه في هذا إزعاج لأنقرة لجهة ان علاقات جيدة بين (إسرائيل) والأكراد وخاصةً في اقليم (كردستان) العراق. وقال «قيراطة»، يجب «دعم أي مجهود سياسي او عسكري تعتمده القيادة السورية للقضاء على اي خطوة انفصالية في سوريا وفي المنطقة والإقليم حتى ولـو ادى هذا ان تتـعاون مع الشـياطين».

باحث لـ «القدس العربي»: تقسيم سوريا قنبلة موقوتة… ومُقرَّب من النظام: على «القيادة» التعاون مع الشياطين
«دولة كردية بإسناد تل أبيب»… صحيفة روسية: مسؤولون إسرائيليون يلتقون قيادات كردية سورية

خشية فلسطينية من لجوء واشنطن لـ «مبادرات شكلية» تستغل ملف غزة لتسويق «صفقة القرن» ومخططات العزل

Posted: 17 Jun 2018 02:22 PM PDT

غزة ـ«القدس العربي»: تراقب القيادة الفلسطينية في هذه الأوقات المخططات الأمريكية الرامية لتمرير مشروع «صفقة القرن»، مع اقتراب جولة مبعوثي واشنطن للمنطقة، من أجل تسويق الأفكار الجديدة، خاصة وأن هذه التحركات الهادفة لترويج المخطط الجديد، بدأت بالحديث عن «مبادرات شكلية»، تحت شعار «مساعدة غزة» للتغطية على ما تحمله الصفقة من بنود تلبي احتياجات إسرائيل على أكمل وجه.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر مطلع أن الاجتماعات السابقة التي عقدتها اللجنة الخاصة بتطبيق قرارات المجلس المركزي، والمشكلة من أعضاء من اللجنة التنفيذية، ناقشت ذلك الأمر بشكل مستفيض، خاصة عملية «استغلال ملف غزة»، للترويج لأفكار المبادرة الأمريكية، التي يصعب قبولها فلسطينيا، بسبب ما تحتويه من أفكار ومقترحات تنتقص من الحقوق الفلسطينية، بإخراج ملفي القدس واللاجئين من عملية التفاوض، باعتبار الأولى عاصمة لدولة الاحتلال. وأعاد التذكير بالتحركات الأمريكية التي ظهرت قبل شهرين تقريبا، تحت مزاعم مساعدة غزة، وخلق مشاريع هناك، حيث ربط بينها وبين تقليص واشنطن لمساعداتها لوكالة «الأونروا»، التي كانت سببا في تدهور وضع غزة، إلى جانب الحصار الإسرائيلي المستمد قوته من «الفيتو» الأمريكي.
وتربط كذلك القيادة الفلسطينية بين الأفكار الأمريكية تجاه غزة، وبين مخاوفها من احتواء المخطط الأمريكي على بنود هدفها «فصل غزة» ضمن مبادرة الحل النهائي، عن باقي أجزاء الدولة الفلسطينية المنشودة.

كوشنر يلتقي غوتيريش

وكان مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر، والموفد الخاص للمفاوضات جيسون غرينبلات، والمندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، قد التقوا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وناشوا الوضع في الشرق الأوسط، وجهود واشنطن لـ «تعزيز السلام في المنطقة»، وضمان الاحتياجات الإنسانية في غزة، حسب بيان صدر عن البيت الأبيض.
وحسب المصدر فإن اتصالات على أعلى مستوى أجرتها مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، خلال الأيام الماضية مع العديد من الدول العربية والإقليمية والغربية، لمناقشة سبل التصدي للخطة الأمريكية الجديدة، خاصة أن ما أوصله مبعوثو الإدارة الأمريكية قبل طرح الخطة من معلومات، يؤكد أن هذه الخطة «غير مفتوحة للنقاش»، وأن على الطرفين قبولها كما كتبت، في رسالة موجهة بالقدر الأول إلى الجانب الفلسطيني الذي أعلن رفضها سابقا، بعد حصوله عبر أطراف إقليمية على الخطوط العريضة.
وتدرك القيادة الفلسطينية أن المخطط الأمريكي الإسرائيلي، للضغط على الفلسطينيين، من أجل تمرير الخطة، سيبدأ باعتراض إسرائيلي شكلي على الخطة المطروحة، وعلى بعض بنودها، قبل الإعلان رسميا عن قبولها لإظهار الطرف الفلسطيني بأنه من يعطل الحل السلمي في المنطقة. ولا تخفي قيادات فلسطينية كبيرة، الخشية من تعرض الفلسطينيين لضغوط من أطراف عربية وإقليمية للقبول بـ «صفقة القرن»، في قادم الأيام، وتستند في ذلك الى عدم مبادرة أطراف عربية عدة لنفي تصريحات لها تداولتها وسائل إعلام أمريكية، أعلنت قبول هذه الأطراف أفكار واشنطن الجديدة، وأبدت حرصها على التقارب وفتح علاقات مع إسرائيل، وهو ما يضعف الموقف العربي. غير أن القيادة الفلسطينية، حسب ما جرى التأكيد عليه في اجتماعات اللجنة التنفيذية، ستستند في موقفها المعارض للخطة، على عدم وجود أي طرف فلسطيني من داخل المنظمة أو خارجها، يؤيد هذه الأفكار الأمريكية، وهو ما يمنع تمريرها أو تطبيقها على الأرض. ومن المقرر حسب ما أعلن في واشنطن، أن يبدأ كوشنر وغرينبلات الأسبوع المقبل جولة في المنطقة تقودهما إلى إسرائيل ومصر والأردن ومنطقة الخليج، بهدف تسويق مخطط «صفقة القرن».

مضيعة وقت

واستبق نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة، الحديث عن الجولة بالتأكيد على أنها «مضيعة للوقت ومصيرها الفشل»، إذا استمرت بتجاوز الشرعية الفلسطينية المتمسكة بالثوابت المتفق عليها عربياً ودوليا.
وقال في تصريح صحافي قبل عطلة العيد إن الجولة الأمريكية التي بدأت في نيويورك والأمم المتحدة، والهادفة لـ «تمرير خطة لا معنى لها، والبحث عن أفكار مبهمة لفصل غزة تحت شعارات إنسانية مقابل التنازل عن القدس ومقدساتها لن تحقق شيئا»، دون الالتزام بالشرعية العربية الممثلة بقرارات القمم العربية، وقرارات مجلس الأمن الدولي، والشرعية الدولية، وفي الأساس منها موافقة الشعب الفلسطيني وتوقيع الرئيس.
وأضاف ان هذه الصفقة «سيكون مصيرها الفشل الكامل، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار الاستراتيجي الإقليمي ويدفع المنطقة إلى المجهول». وطالب الإدارة الأمريكية بالتوقف عن محاولات «تجاوز الشرعية الفلسطينية». وأضاف «أن صنع السلام يتطلب الامتثال لقرارات الشرعية الدولية وفق حل الدولتين»، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، «لكي لا تخلد هذه الإدارة الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وتعطي غطاءً لمواجهة بلا نهاية».

خشية فلسطينية من لجوء واشنطن لـ «مبادرات شكلية» تستغل ملف غزة لتسويق «صفقة القرن» ومخططات العزل
القيادة أجرت اتصالات بدول عربية وإقليمية

نتنياهو يتحدث عن اتصالات جديدة مع بوتين حول مستقبل سوريا

Posted: 17 Jun 2018 02:21 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: كشف في إسرائيل أمس أن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو أجرى اتصالات جديدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول تفاهمات سابقة بشأن سوريا. وفي سياق متصل تبين أن ابنه، يائير نتنياهو، هو سبب الأزمة الدبلوماسية مع المكسيك بسبب تغريدة على التويتر.
وقال، في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومة الاحتلال أمس، إنه تحدث في نهاية الأسبوع، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ومع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، حول القضايا الإقليمية. وأضاف «تمحورت المحادثات بطبيعة الحال حول سوريا، حيث أوضحت مرة أخرى المبادئ الأساسية التي ترشدنا حيال الأوضاع هناك». وزعم أنه يجب أولا على إيران أن تغادر جميع الأراضي السورية، موضحا أن إسرائيل ستعمل كما تعمل حاليا؛ ضد محاولات إيران ومحاولات وكلائها للتموضع عسكريا قرب الحدود وداخل العمق السوري. وتابع «سنعمل ضد هذا التموضع في جميع الأراضي السورية».
يشار أن الكرملين سبق وقال في بيان صدر عنه يوم الجمعة الماضي، إن «الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتفق على تعزيز التنسيق بشأن سوريا مع رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، وذلك خلال مكالمة هاتفية». وأوضح الكرملين أن «بوتين ناقش مع نتنياهو «الجهود المشتركة لضمان الأمن في المنطقة الحدودية بين سوريا وإسرائيل (المناطق المحتلة من الجولان السوري).
يذكر أن مصادر سياسية إسرائيلية نفت قبل عشرة أيام وجود تفاهماتٍ تنص على قبول إسرائيل بفكرة التغاضي عن قرب قوات النظام السوري من حدودها، مقابل تعهدٍ روسيّ يضمن محو أي وجود لإيران وحزب الله في المنطقة.
وفي نهاية مايو/ أيّار الماضي، التقى وزير الأمن الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، بنظيره الروسي، حيث ناقشا عدة أمور، من ضمنها «الوجود الإيراني في سوريا. وقال ليبرمان لنظيره الروسي: «إن إسرائيل تقدّر فهم روسيا لاحتياجاتها الأمنية، لا سيما على الحدود الشمالية وإنه من المهم مواصلة حوارنا والحفاظ على التواصل بين جيش إسرائيل والجيش الروسي في كل القضايا المطروحة».
وفي سياق العلاقات الخارجية كشف أمس أن يائير نتنياهو، ابن رئيس حكومة الاحتلال هو سبب الأزمة بين المكسيك وإسرائيل. وأوضح موقع «واينت» الإخباري أن يائير نتنياهو وقف وراء التغريدة التي كتبها والدهُ في «تويتر» داعمًا فيها الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، فيما يخصّ قراره ببناء جدار فاصل مع المكسيك.
ونقل الموقع عما وصفها بالمصادر أنّ يائير ضغط على والده كي يكتب تغريدته التي أثارت عاصفةً دبلوماسية مع المكسيك، إذ اعتُبرت تدخّلا في الشؤون الداخلية، مضيفا أن أكثر قرارات نتنياهو إثارة للجدل، تم اتّخاذُها تحت ضغطِ يائير. وأشار «واينت» إلى أن «التغريدة المثيرة للجدل» أُرسلت رغم معارضة بعض مُستشاري نتنياهو لها، ومن بين المعارضين المستشار السياسي، يوناتان شاختر، ومدير مكتب نتنياهو، يوآف هوروبيتس. وذكرَ الموقع أن هذه ليست المرّة الأولى التي يتّضحُ فيها أن قرارات كبيرة، أو مثيرة للجدل، قد اتخذها نتنياهو انصياعا وامتثالا لضغط زوجته أو ابنه الذي بات واضحا أنّ له علاقة في القرارات المتعلّقة «بالسياسات الخارجيّة» وفق تأكيدات الموقع.
وكان نتنياهو قد أشاد قبل نحو خمسة شهور، بالقرار الصادر عن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ببناء جدار فاصل على طول الحدود مع المكسيك. واختار نتنياهو الإشادة والدعم لقرار ترامب عبر تغريدة على حسابه في تويتر، حيث أثنى على قرار الرئيس الأمريكي ببناء جدار فاصل عبر الحدود مع المكسيك، الأمر الذي اعتبره البعض تدخلا بالسياسية والشؤون الأمريكية الداخلية. وجاء في التغريدة  وقتها «الرئيس ترامب على حق، لقد قمت ببناء جدار على طول الحدود مع سيناء، الأمر الذي ساهم بمنع التسلل والهجرة غير الشرعية، حيث حقق الجدار نجاحا باهرا وفكرته ممتازة».
وثمة من رأى في موقف نتنياهو محاولة للتدخل بالسجال السياسي داخل الولايات المتحدة حيال أجندة ونهج وسياسية الرئيس ترامب. ويعتقد البعض أن نتنياهو بهذه الكلمات والموقف أقحم ذاته بالأزمة الدبلوماسية التي تفجرت بين واشنطن والمكسيك عقب القرار ببناء الجدار وأسفرت عن إلغاء اللقاء الذي كان مزمعًا ما بين الرئيسين المكسيكي والأمريكي. وسبق أن قال الأخير إنه استلهم فكرة بناء الجدار مع المكسيك من إسرائيل. 

 

نتنياهو يتحدث عن اتصالات جديدة مع بوتين حول مستقبل سوريا
كشف أن ابنه هو سبب الأزمة بين إسرائيل والمكسيك

قوات الاحتلال تنتهك فرحة العيد وتعتقل 5 فلسطينيين من الضفة بينهم ثلاثة أطفال

Posted: 17 Jun 2018 02:21 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: لم تترك قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطني الضفة الغربية ينعمون بقضاء إجارة «عيد الفطر»، وعملت على تنغيص حياتهم، بشن حملات مداهمة واعتقال طالت عددا من المواطنين بينهم أطفال، واقتحمت قوات الاحتلال فجر أمس مخيم الجلزون، الواقع إلى الشمال من مدينة رام الله، حيث اعتقلت من هناك شابين وطفلين، ونقلتهم إلى جهة مجهولة لإخضاعهم للتحقيق.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم وداهمت عدة منازل، وأجرت عمليات تفتيش واسعة، قبل أن تعتقل شابين يبلغان من العمر 18 عاما، وطفلين يبلغان 15 عاما. كذلك سلم جنود الاحتلال أحد سكان المخيم تبليغا لنجله لمراجعة مخابراتهم في وقت لاحق. واندلعت مواجهات عنيفة في المخيم، حيث تصدى شبان غاضبون لقوات الاحتلال، من خلال رشقهم بالحجارة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. كذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، طفلا من قرية كفر قدوم، شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية.
وقال منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، إن قوات الاحتلال اعتقلت الطفل طارق نبيل علي (14 عاما) من منزل ذويه، بعد أن اعتدت عليه بالضرب المبرح. وأضاف أن مواجهات اندلعت في القرية، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، دون أن يبلغ عن إصابات.
وجاءت الاقتحامات الإسرائيلية وعمليات الاعتقال، بالرغم من احتفال الفلسطينيين كغيرهم من المسلمين بإجازة عيد الفطر، التي لم تشفع للأطفال لقضاء هذه الإجازة بين ذويهم.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت أول من أمس شابا من قرية كفر دان غرب جنين على حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس، وقامت بمصادرة سيارته.
وصعدت قوات الاحتلال من عمليات الاعتقال ضد أهالي الضفة الغربية، منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، القدس عاصمة لدولة الاحتلال، وذلك في إطار سعيها لإخماد نار الهبة الجماهيرية التي انطلقت شرارتها رفضا للمخططات الأمريكية.
غير أن الاعتقالات اليومية التي طالت أطفالا ونساء، لم تنجح في وقف تصاعد المقاومة الشعبية، التي تشهدها مناطق التماس في الضفة الغربية. وقدم أطفال فلسطينيون شهادات نقلتها هيئة الأسرى والمحررين، أكدت تعرضهم للتعذيب والضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال لحظة اعتقالهم، وأثناء نقلهم إلى مراكز التوقيف، وكذلك خلال عمليات التحقيق من قبل ضباط المخابرات.
وفي سياق متصل ذكرت تقارير إسرائيلية، أنه جرى سماع صوت إطلاق نار، قرب مستوطنة «عيلي» جنوبي نابلس بشمال الضفة الغربية المحتلة، دون وقوع إصابات. وذكرت أن مستوطنًا أبلغ بسماعه لإطلاق نار قرب مركبته بالمنطقة دون العثور على آثار للنيران على المركبة.

قوات الاحتلال تنتهك فرحة العيد وتعتقل 5 فلسطينيين من الضفة بينهم ثلاثة أطفال
اقتحامات لمدن وبلدات في الضفة والفلسطينيون يتصدّون لها

انقسام داخل حزب «الوفد»

Posted: 17 Jun 2018 02:20 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: خلق قرار رفع أسعار الوقود في مصر انقساما داخل حزب الوفد.
ياسر الهضيبي المتحدث باسم الوفد، أصدر بيانا السبت، عبر فيه عن تفهمه لـ«ضرورة استكمال خطة الإصلاح الاقتصادي الذي لا غنى عنه». ورأى «ضرورة اتخاذ حزمة إصلاحات اجتماعية متزامنة؛ للحد من الآثار السلبية الاجتماعية على الطبقات الكادحة والأكثر تأثرًا بقرارات الإصلاح».
وأشار إلى «ضرورة ضبط الأسواق والرقابة على دوائر توزيع السلع؛ للحد من موجات الغلاء وارتفاع معدل التضخم».
ودعا إلى «الضرب بيد من حديد على محاولات احتكار السلع والتلاعب، من جانب بعض الفئات الجشعة الذين قد يستغلون الفرصة لزيادة الأسعار».
وأضاف: « يمكن اتخاذ بعض الإجراءات اللازمة للتقليل من آثار القرارات مثل تخفيض التعريفة الجمركية على السلع الأساسية المستوردة، وإحكام الرقابة على الأسواق، فضلًا عن تسريع التحول إلى الدعم النقدي، وطالب بتطبيق نظام الكروت الذكية في بيع وتداول المحروقات».
لكن محمد عبد العليم داود، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، قال أنه لا الهيئة العليا ولا المكتب التنفيذي اجتمعا لإصدار بيان حول تبرير زيادات الأسعار.
وأبدى، في بيان نشره على صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك»، رفضه تماماً للبيان الصادر عن الحزب، واعتبره «لا يعبر عن الحزب في ظل عدم وجود سياسة اقتصادية أو رؤية سياسية».
وأضاف أن «ما يتم من تخبط وفشل، وإصدار قرارات لا تراعي محدودي الدخل، لا يجب أن يتحملها حزب الوفد أو يتطوع لتبريرها على حساب المواطن».

انقسام داخل حزب «الوفد»

موافقات مشروطة لدعوة العبادي لعقد اجتماع يبحث إخراج العراق من أزمته

Posted: 17 Jun 2018 02:20 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: لاقت دعوة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، لقادة الكتل السياسية إلى اجتماع موسّع بعد العيد، لتحديد برنامج الحكومة المقبلة، والإسراع في تشكيلها، وإخراج البلاد من الأزمة الحالية، موجة تأييد واسعة من قادة الكتل السياسية، رغم وضعها بعض «الشروط».
زعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، أعلن وقوفه إلى جانب دعوة العبادي، لكنه رهن استجابته بمدى «المعالجات» التي سيخرج بها الاجتماع.
وأكد، في بيان، تأييده «أي خطوة جادة تنتج حلاً لأزمة خطيرة يتعرض لها العراق»، لكنه اشترط الاستجابة لدعوة العبادي بمدى تضمنها لـ«الآليات والمحاور التي ستبحث خلال اللقاء، فضلاً عن المعالجات التي سيخرج بها الاجتماع».
واعتبر «أَي دعوة أو لقاء يفتقد لحلول الأزمة التي تواجهها العملية السياسية لا يعدو سوى أن يكون إعلانا دعائيا لاحتفال أو مهرجان سياسي»، معرباً في الوقت عيّنه عن أمله في أن تكون دعوة العبادي «بحضور جميع القوى، وأن يلتزم الجميع بالعمل الجاد بهدف التوصل إلى حلول لأزمة خطيرة يتعرض لها البلد على أكثر من صعيد».
أما إياد علاوي، زعيم ائتلاف الوطنية، فأعلن دعمه لمبادرة العبادي، بعقد اجتماع موسّع، لكنه اشترط أيضاً حضور الأكراد للاجتماع المرتقب.
بيان صادر عن ائتلاف الوطنية، قال: «مع مرور الوقت وللحاجة الماسة لحسم ملف النتائج تمهيداً لبدء المرحلة التي تليها، والتي تتمثل بمشاورات الاتفاق على الشكل العام للبرنامج الحكومي من خلال الحوار الوطني المقبل وركائزه. يدعو ائتلاف الوطنية الجهات المعنية للاسراع في حسم التحقيقات التي تتعلق بعمليات التزوير والتلاعب التي شهدتها الانتخابات لغرض تصحيح المسار الانتخابي».
وأضاف البيان: «ندعم ونؤكد ضرورة عقد لقاء وطني موسع للقوى الفائزة بعد دعوة يوجهها رئيس الوزراء وبحضور الإخوة الكرد»، مثمناً في الوقت عيّنه «مبادرة وجهود سماحة السيد مقتدى الصدر في هذا الإطار وحرصه على تحقيق الاجماع الوطني».
رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، أبدى دعمه لأي «خطوة ومبادرة تسعى للخروج من الأزمة وإنقاذ المسيرة السياسية في العراق».
وقال، خلال تصريح صحافي، إن «مبادرة حيدر العبادي رئيس الوزراء، إذا كانت تصب في هذا المجرى وتؤدي إلى مباحثات جدية من أجل تأسيس تحالف واسع ومنطلق لولادة حكومة فعالة، تستطيع حل العديد من المشكلات الداخلية والخارجية والتي تواجهها العراق، مرحب بها».
وأضاف، أننا «نتطلع بعد انتهاء عطلة العيد، إلى مباحثات مكثفة ومسؤولة في بغداد ومع جميع الأطراف المعنية، من أجل الغاية المنشودة»، مشيراً إلى أننا «نؤيد أي خطوة ومبادرة تسعى للخروج من الأزمة في العراق».

مشاركة الجميع

واستمراراً لجملة التأييد لمبادرة العبادي، أعلن رئيس تحالف القرار العراقي، اسامة النجيفي، عن استعداده للمشاركة بالاجتماع الذي دعا له العبادي بعد العيد، مؤكداً ضرورة مشاركة الجميع.
وقال، حسب بيان صادر عن تحالف القرار: «تعقيبا على دعوة رئيس مجلس الوزراء لقادة القوى السياسية لعقد اجتماع بعد عيد الفطر المبارك، نؤكد دعم هذه الدعوة لعقد حوار وطني موسع»، مشيراً إلى «ضرورة مشاركة الجميع وعدم استثناء أحد».
وأكد «استعداده الشخصي للمشاركة في الاجتماع كرئيس لتحالف القرار وعرض مشروع وطني لمعالجة الأوضاع في العراق»، مشدداً على أن «الواجب الوطني والمسؤولية الأخلاقية تستوجب استنفار كل الجهود من أجل تفكيك المشكلات ومعالجتها على وفق مصلحة الشعب».
كذلك، أعلن تحالف «عابرون» برئاسة وزير الكهرباء، قاسم الفهداوي، تلبيته لدعوة العبادي في «عقد اجتماع مع القوى السياسية الوطنية من أجل حوار شامل يضع رؤيه جديدة للاتفاق على تشكيل حكومة عابرة للتخندقات يراعى فيها مصلحة الوطن والمواطن». حسب بيان مقتضب.
أما الجبهة التركمانية العراقية، ففيما أعلنت تأييدها لمقترح العبادي، شددت على رفضها «إقحام» قضية كركوك وطوزخورماتو والمناطق المتنازع عليها ضمن المحادثات.
وقالت في بيان، «نؤيد مقترح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإجراء حوار واسع يشمل جمع الأطراف والمكونات السياسية لتشكيل الحكومة ‏العراقية المقبلة»، مشيرة إلى أن «رغم الخروقات والتلاعب في أصوات ناخبي الجبهة التركمانية، فإن النتائج تشير مرة أخرى إلى أن ‏الجبهة التركمانية العراقية هي الكيان السياسي والممثل الشرعي للقومية التركمانية في العراق».
وأضافت أن «المحادثات الجارية لتشكيل الحكومة يجب أن تأخذ بنظر اعتبار كل المكونات العراقية دون تهميش أو أبعاد أو استثناء للتركمان، وأن لا تقتصر على المكونات الثلاثة (الشيعة والسنة والكرد)».
وأوضحت أن «أي إقصاء لباقي المكونات العراقية سيؤدي إلى مزيد من التوترات السياسية والرفض الإقليمي والدولي مع رفض شعبي للمكونات ومنهم التركمان الذين أثبتوا أنهم جزء أساسي وفاعل لبناء الديمقراطية والحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا وفي محاربة الإرهاب».
ودعت، الأطراف السياسية إلى «عدم استخدام ورقة كركوك والمناطق المتنازع عليها في محادثات تشكيل الحكومة، وعدم المساومة على كركوك وطوزخورماتو، وعدم التفريط بصمام أمان وحدة العراق (كركوك) ‏والحفاظ على جغرافية البلد من التقسيم».

برنامج حكومي واضح

وأكدت العمل «مع كل الكتل السياسية على تشكيل الحكومة ممثلة لمكونات الشعب العراقي ضمن برنامج حكومي واضح يكافح الفساد ويحقق العدالة والمساواة والمواطنة الحقيقية ويعمل على تحسين الخدمات والقضاء على الفساد الإداري وتحقق التوازن القومي والسياسي مع بناء علاقات رصينة تضمن إعادة العراق مع محطيها الإقليمي والعربي».
وشددت على أن «القرصنة الالكترونية في كركوك تختلف عن السرقة والتزوير التي جرت في المحافظات الأخرى، وعقب الخروقات الكثيرة التي حصلت في الانتخابات النيابية الأخيرة تترقب الجبهة التركمانية العراقية الآن الإجراءات التي ستحقق في كشف التزوير والتلاعب الذي شاب الانتخابات البرلمانية وتطبيق التعديل الثالث للقانون الذي شرعه مجلس النواب العراقي مؤخرا».
وتابعت: «كلنا أمل من جميع الكتل السياسية الوطنية أن تتعاون حول قضية كشف التزوير، ومن أجل حماية حقوق الناخبين كي ترسخ في نفوس العراقيين أنه لا مكان للتزوير لاحقا، وكي تكون رادعا وحافزا لدى المواطن العراقي في المشاركة في الانتخابات المقبلة وإلا فإن العملية الديمقراطية في خطر كبير».
كان العبادي قد دعا، مؤخراً، قادة الكتل السياسية إلى عقد اجتماع «على مستوى عال» بعد عطلة عيد الفطر. وقال في كلمة متلفزة «نواجه تحدي الحفاظ على البلاد، لكننا على ثقة بعبور هذه المرحلة الصعبة».
وأضاف: «على الرغم مما شاب الانتخابات من خروقات، فإن اتباع الطرق القانونية والدستورية هو السبيل الوحيد لحل المشاكل والمضي نحو تشكيل مجلس نواب جديد، وحكومة تنبثق عنه».
وشدد على «عدم السماح بالتلاعب بأصوات المواطنين والقبول لعمليات التزوير»، داعياً إلى عقد «لقاءات مسؤولة للاتفاق على البرنامج المقبل لدوائر الدولة بجميع مؤسساتها، وفق القانون، وأن يكون البرنامج المنشود ملبيا لطموحات المواطنين ومحاربة الفساد والقضاء عليه والتخلص من المحاصصة».
ووجه الدعوة إلى «الكتل السياسية لعقد اجتماع على مستوى عال بعد عطلة العيد، لحماية الوطن وضمان سلامة العملية السياسية».

موافقات مشروطة لدعوة العبادي لعقد اجتماع يبحث إخراج العراق من أزمته
المالكي يريد « معالجات»… والتركمان يرفضون إقحام المتنازع عليها في المباحثات

تنظيـم «الدولة» يخسر موقعاً كبيراً له جنوبي الحسكة على يد «قسد» التي اقتربت من الحدود مع العراق

Posted: 17 Jun 2018 02:19 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، أمس، سيطرتها على بلدة «الدشيشة»، ثاني أكبر المواقع التي بقيت تحت سيطرة تنظيم الدولة جنوبي الحسكة السورية، لتصبح قوات «قسد» على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من الحدود السورية العراقية.
تنظيم الدولة يخوض، وفق ما نقلته شبكة «شام الإخبارية»، آخر معاركه في شرق سوريا بعد انحسار وجوده في محافظتي الحسكة ودير الزور، وبالتحديد المنطقة الواقعة شرقي نهر الفرات في جيوب صغيرة أوشك على خسارتها.
وتضيق المساحة تباعاً على عناصر تنظيم «الدولة» مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الغربي على حساب التنظيم في ريفي دير الزور والحسكة شرقي نهر الفرات.
وتحدثت مصادر ميدانية من المنطقة الشرقية في سوريا، عن أن عناصر التنظيم باتوا يسيطرون على مناطق محدودة على الحدود السورية العراقية، في وقت تتواصل المعارك التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية، والقصف الذي يشنه التحالف الغربي على مناطق سيطرة التنظيم.
العمليات التي تقودها «قسد» ذات الغالبية الكردية، أدت إلى انحسار وجود عناصر التنظيم بشكل كبير في ريف الحسكة بعد أن تقدمت وسيطرت على قرابة 15 قرية خلال الأيام الماضية، فيما باتت الاشتباكات تقترب اكثر من مناطق سيطرة التنظيم في ريف دير الزور على محاور هجين والدشيشة في الحسكة. وفق المصدر ذاته.

تنظيـم «الدولة» يخسر موقعاً كبيراً له جنوبي الحسكة على يد «قسد» التي اقتربت من الحدود مع العراق

100حقوقي من فلسطينيي الداخل في عريضة للسلطة: أوقفوا قمع المتظاهرين في رام الله وارفعوا العقوبات عن غزة

Posted: 17 Jun 2018 02:19 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: طالب 100 حقوقي من فلسطينيي الداخل الرئاسة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بالكف عن الاعتداء على المتظاهرين والملاحقات السياسية وإطلاق سراح جميع المعتقلين.
جاءت العريضة التي انضم لها عشرات الفنانين والمثقفين والمحاضرين بعد مهاجمة مظاهرة في رام الله تكافلا مع غزة قبل أيام.
وجاء في البيان «لا يمكن أن يكون ضد الاحتلال فقط وإنما ضد كل الممارسات التي تطيل عمر الاحتلال والمنافية لحقوق الإنسان». ودعا الموقعون السلطة الفلسطينية ورئيسها وأجهزتها الأمنية لوقف التعرض للمتظاهرين والمطالبين برفع العقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية على» أبناء شعبنا في قطاع غزة «».كما طالبوا بإطلاق سراح جميع المعتقلين وعدم التعرض لهم. وتابعوا في بيانهم «ارفعوا العقوبات، كم هو مؤلم أن يضطر شعبنا لهذه الحملة، كم هو مؤلم ان تساهم السلطة في حصار أبناء شعبنا في غزة وهي بهذا تشارك الاحتلال بممارساته القمعية وبتجويع أهلنا وإذلالهم. وعبروا عن احتجاجهم وغضبهم من ممارسات البطش والقمع التي مارستها وتمارسها الأجهزة الأمنية الفلسطينية ضد المتظاهرين وتمنعهم من إعلاء صرختهم. وأضافوا « صوت الفلسطيني في الداخل قيادة وشعبا لا بد ان يكون ضد هذه الممارسات القمعية ونطالب بالإفراج عن المعتقلين وعدم التعرض للناشطين والمتفاعلين مع حملة «ارفعوا العقوبات». كذلك طالب الحقوقيون والمثقفون في الداخل وهم من مشارب سياسية متنوعة بموقف واضح في هذا السياق من لجنة المتابعة العربية العليا والأحزاب والحركات السياسية.
وكانت مهاجمة قوات الأمن الفلسطينية للمتظاهرين في رام الله تكافلا مع غزة قد أثارت موجة غضب شعبية واسعة داخل أراضي 48 وسط توجيه انتقادات لصمت قيادات فلسطينيي الداخل على ذلك. وتجلى ذلك بتعقيبات واسعة جدا في منتديات التواصل الاجتماعي داخل أراضي 48 شملت مجموعة من المثقفين البارزين.
وأكد أستاذ الفلسفة البروفيسور سعيد زيداني أن القمع الوحشي لمظاهرة التضامن مع غزة في وسط مدينة رام الله من قبل قوات الأمن الفلسطينية مرفوض ومدان حقوقيا وأخلاقيا ووطنيا على حد سواء. كما قال الأستاذ الجامعي ثابت أبو راس إن  مظاهرات تطالب برفع الحصار عن غزة تُقمع في رام الله، وتساءل لو قمعونا هكذا في تل أبيب فماذا سنقول؟ كما تساءل عن صمت القيادات الفلسطينية داخل أراضي 48 من الاعتداء على متظاهرين مارسوا حقهم الإنساني والديمقراطي بالاحتجاج. وشهدت منتديات التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة قاسية جدا ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها، واعتبر بعضها أن انتهاكات حركة حماس في غزة لا تبرر مثل هذه الانتهاكات على متظاهرين فلسطينيين.
وحيا حزب التجمّع الوطني الديمقراطي ما يجري في الحراك الشعبي في رام الله، الذي» عبّر عن إرادته الوطنيّة الصادقة من خلال مظاهرات ومسيرات لم تشهدها مدينة رام الله من قبل، آخرها مظاهرة ليلة الأربعاء، التي ضمّت المئات من بنات وأبناء شعبنا، مؤكدا أن «شعبنا يرى في ما يصيب أي جزء منه جزءًا من الهمً الوطني العام، وأنًه لا الاحتلال ولا الحصار ولا مخطّطات الشرذمة الداخليّة تستطيع أن تهدم إحساس هذا الشعب بوحدته وبانتمائه لقضيّة واحدة».
وأدان بشدّة «اعتداءات قوات الأمن الفلسطينيّة على المتظاهرين، الذين جاءوا ليعبّروا عن انتمائهم للشعب الواحد والهمّ الواحد والمصير الواحد، وضربهم وإهانتهم ومحاولات تخويفهم، في مخطّط واضح لمنعهم من التظاهر مع غزّة ودعمها ودعم صمودها ونضالها في وجه الاحتلال والحصار». وأكّد التجمع أن «ممارسات السلطة تؤدّي ليس فقط إلى كسر روح النضال والمقاومة، وتحويل بوصلة النضال من العدو الإسرائيلي إلى عدوّ داخلي موهوم، بل إنها تؤدي أيضًا إلى شرذمة الشعب الفلسطيني وإذكاء نار الفتنة الداخليّة بين صفوفه، وتسميم عقول فئات لها رصيدها الوطني وتعبئتها ضدّ شعبها.
وقال إنه ينظر بقلق بالغ إلى «وصف المتظاهرين بالمرتزقة لإسرائيل»، واعتبره «انحرافًا عن البوصلة الوطنية». كما أكّد أن «أداء السلطة فيما يتعلق بالتنسيق الأمني وبالعقوبات على غزّة وبالمشاركة في حصار جزء من الشعب الفلسطيني، وبتحويل بقائها إلى هدف أعلى ولو على حساب قمع شعبها ومطاردة شبابها وحبسهم، لا يعد انهيارًا خطيرًا في نضالنا الوطني وفي حصانتنا ومناعتنا الوطنية فقط، وإنّما يجيّر سياسة السلطة لصالح الاحتلال «. وأشار التجمّع إلى أنّه «في ظل التهديد الحقيقي على المشروع الوطني الفلسطيني في الظروف الإقليمية والعالمية الراهنة التي تسعى إلى تطبيق صفقة القرن، والعجز الفلسطيني من لعب دور فعّال وحقيقي في التأثير على مجريات الأمور، لا مفرّ من تغيير النهج الرسمي واستبدال أدوات النضال». موضحا أن ذلك يعني توسيع الحراك القائم المطالب برفع الحصار والعقوبات عن غزة، وتعزيز النضال الشعبي الجامع ليكون بديلًا للاستكانة والضعف الرسمي، ووضع المصلحة الوطنيّة الفلسطينيّة فوق كلّ اعتبار أو مصلحة فئويّة ضيّقة، لإعادة الروح للنضال الفلسطيني العادل والأخلاقي وإعادة القضيّة الفلسطينيّة إلى المربع الأول، كقضية تحرر وطني من مشروع استعماري.
وحمل النائب مسعود غنايم ( المشتركة) على السلطة الفلسطينية لقيامها بقمع  المتظاهرين من خلال « استغباء واستحمار « قوات الأمن الفلسطينية.
في المقابل لم يصدر أي موقف عن لجنة المتابعة العليا ولا المشتركة بهذا الخصوص.

100حقوقي من فلسطينيي الداخل في عريضة للسلطة: أوقفوا قمع المتظاهرين في رام الله وارفعوا العقوبات عن غزة

وديع عواودة:

الجزائر: تأزم العلاقة بين الأطباء المقيمين ووزارة الصحة في أعقاب فصل 800 طبيب!

Posted: 17 Jun 2018 02:17 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: قرر الأطباء المقيمون في الجزائر عدم استئناف المناوبات الاستعجالية التي كانوا قد أعلنوا عن استئنافها قبل أيام، كبادرة حسن نية لإقناع وزارة الصحة بالجلوس إلى طاولة الحوار، وإيجاد حل للإضراب الذي دخل فيه الأطباء منذ حوالي ثمانية أشهر، من دون التوصل إلى حل لوقفه في إطار حل يرضي الطرفين، خاصة ما تعلق بمطلب إلغاء إجبارية الخدمة المدنية.
ويأتي قرار الأطباء التصعيد وعدم استئناف المناوبات الاستعجالية، على خلفية عدم تعاطي الوزارة معهم خلال الفترة الأخيرة إيجابيا، وعدم ردها على عرض الجلوس مع الأطباء على طاولة حوار جدي لإيجاد مخرج من هذه الأزمة التي طاولت أكثر من اللازم.
كما أن لقرار الأطباء علاقة بفصل أكثر من 800 طبيب، وهو قرار اتخذته الوزارة بدعوى عدم استجابة الأطباء المقيمين للنداء الذي وجّهته لهم باستئناف العمل فوراً ووقف الإضراب، وليس فقط استئناف المفاوضات الجدية، وحتى من دون الجلوس إلى طاولة الحوار.
وأكد المكتب الوطني لتنسيقية الأطباء المقيمين الذي ندّد بفصل 800 طبيب أنه لا استئناف للمناوبات الاستعجالية حتى إشعار آخر، وأن الوزارة أثبتت مرة أخرى أنه لا استعداد لديها لفتح حوار جدي، كما أنها لا تبدو مستعجلة لوقف الإضراب، بدليل أنها لم تتجاوب مع الخطوات التي قام بها الأطباء بغرض إثبات حسن نيتهم واستعدادهم الجلوس مع الوزير مختار حسبلاوي على طاولة حوار، بغرض مناقشة كل المسائل العالقة التي تحول دون وقف الإضراب.
في الواقع يبدو أن الوزارة شعرت أن الوقت يخدمها ويتسبب في ضرر كبير للأطباء، خاصة وأنها غير قادرة وغير مسموح لها تقديم تنازلات بخصوص موضوع إلغاء إجبارية الخدمة المدنية، لذا تفضل الانتظار وترك الحركة الاحتجاجية تتآكل من الداخل مع «مساعدة بسيطة» من طرفها، فبعد أخذ ورد بخصوص اجتماع مزعوم بين الوزارة وممثلي الأطباء، قبل أن يتبين أن الوزارة غير راغبة في الجلوس إلى الطلبة، بل نفت وجود الفكرة من أساسها في الوقت الراهن، وهو تكذيب وضع المكتب الوطني لتنسيقية الأطباء في مرمى النار بالنسبة إلى القواعد التي راح الكثير من أفرادها يشكّك ويتهم فيمن يمثلهم، وأسقط في يدهم، وبدأ التخوين وما ينجر عنه من انسحابات وتبرئة ذمة، الأمر الذي أضعف الحركة الاحتجاجية، وهو الأمر الذي كانت الوزارة تستعد إليه.
وبعد أن كان الوزير حسبلاوي خلال الأشهر الماضية يبذل قصارى جهده لإقناع الطلبة بالحوار، والقبول بما اقترحه من إصلاحات على نظام الخدمة المدنية وتحسين ظروفهم الحياتية نسبيا، وكذا تمكين الأطباء من حقهم في الإضراب وكل حقوقهم كأي موظف، أضحى حسبلاوي يتهرب من لقاء الأطباء، لاقتناعه بأن الحركة الاحتجاجية انتهت، وأنها مسألة أيام حتى تنهار لوحدها، وأنه لا بد من عدم إعطائها أي جرعة حياة، وهو ما يفسر أن الوزير كلما سئل من طرف الصحافيين عن رأيه في المبادرات التي يقوم بها الأطباء إما يقول إنه مقطوع عن العالم، أو يرفض الرد.

الجزائر: تأزم العلاقة بين الأطباء المقيمين ووزارة الصحة في أعقاب فصل 800 طبيب!

إيميليا كلارك بطلة «حرب النجوم» لـ «القدس العربي»: الفيلم يجسد الصراعُ بين الخيرِ والشر لدى البشر

Posted: 17 Jun 2018 02:16 PM PDT

لوس أنجليس – «القدس العربي» : تؤدي النجمةُ البريطانيةُ كلارك في فيلمِ حربِ النجومِ الأخيرِ، سولو، دورَ شخصيةٍ يحيطها الغموض، وهي كيرا، حبيبة هان سولو، التي يتمُ القبضُ عليها خلالَ محاولتِهما الهربَ من كوكبِهما كوريليا، بينما يلتحق سولو بقوات البحرية الأمبريالية لكي يمارس هوايته وهي الطيران. وعندما يعودُ ويلتقي بها بعد ثلاثةِ أعوامِ يجدها تعملُ لحسابِ رئيسِ عصابةٍ أجرامية، وتحولت شخصيتُها من اللعوبةِ المرحةِ إلى الماكرةِ الغامضة.
فضلا عن شخصيات معروفة، مثل هان سولو والمهرب لاندو كالريسيان وتشوباكا، يطرح فيلم سولو عدة شخصيات جديدة لم نشاهدها في أفلام حرب النجوم الآنفة، مثل رئيس العصابة درايدون فوس وأعضاء العصابة الأخرين توبياس بيكيت وزوجته فال، ولكن كل الشخصيات الجديدة تلقى حتفها في الفيلم ما عدا كيرا. وهذا يعني أننا سوف نشاهدُها في أجزاءٍ لاحقةٍ من ثلاثيةِ أفلامِ سولو المخططِ لها.
وفي مقابلة مع كلارك اعترفت أنها لا تعرف الكثير عن شخصية كيرا «لا نعرف ما حدث لها بينما كان هان يقوم بالخدمة العسكرية»، تضحك الممثلة «ولكن حقيقة أنها استطاعت البقاء على قيد الحياة في عالم العصابات الإجرامية يعني أنه عندما نشاهدها المرة الثانية تكون امرأة مختلفة، وذلك صلب علاقتها مع هان، وذلك ما يدفع الجمهور إلى الاستمرار في التساؤل عن دوافعها ولماذا هي هناك وأين ولاؤها؟ وذلك يجعلها شخصية معقدة وتصعب متابعتها، ولكنها واثقة وتعرف نفسها جيدا».
فعلا، تبدو كيرا تارة مغرمة بهان وتدافع عنه من فون وتارة أخرى تفعل العكس وكأن همها الوحيد هو حماية نفسها وحسب أو ربما هناك أمر حدث لها مع فون يجبرها على التصرف بهذا الشكل.
«أعتقد أن معرفة ما حدث لها بينما كان هان غائبا جعلك أنت، الجمهور، تتماهى مع هان وأبقاك على حافة السكين لتشاركه فعلا في الشك بها وتشاركه الإرادة في أن كل شيء سوف يكون على ما يرام في النهاية»، تضيف كلارك.
الفكرةُ المحوريةُ لأفلامِ حربِ النجومِ هي الصراعُ بين الخيرِ، الذي تجسدُه شخصياتُ الجانبِ المضيءِ للقوةِ مثل فرسانِ الجاداي، والشر، الذي تجسدُه شخصياتُ الجانبِ المظلمِ للقوةِ مثل فرسانِ السيث. هذا الصراعُ يكون أحيانا نفسياً داخلِ الشخصياتِ نفسِها، مثل «أناكين سكاي ووكر»، الذي ينضمُ إلى الجانبِ المظلمِ من القوةِ ويصبح «دارث فيدر»، ثم يعود لاحقا إلى الجانبِ المضيء. ولكن فيلمَ سولو لا يكشفُ لنا عن الجانبِ من القوة الذي تتخذه كيرا.

طرح الكثير من الأسئلة

من المفارقات أن كلارك نفسها لا تعرف الجواب على هذا السؤال «لا أحد يعرف الجواب لهذا السؤال بعد»، تقول ضاحكة، مما جعل أداء الدور تحديا غير مسبق لها «هي تطرح الكثير من الأسئلة عليك أن تجيب عليها بنفسك. أعتقد أن هناك كثيرا من الحالات في التمثيل، حيث لا يدرك الجمهور بشكل كامل ماذا يدور في ذهنك، وهذا يمكن أن يشكل شبكة أمان، ولكن يمكن أيضا أن يكون طريقا وعرا. أنت تريد أن تكون على ثقة من أنك تقدم القصة الصحيحة وهنا استطاع رون (المخرج) مساعدتي خلال ذلك وساعدني في تحديد أكثر العناصر أهمية التي أردنا أن نسلط الضوء عليها، بينما تحدث الأشياء الأخرى في الخلفية».
بغض النظر عن غموضها، تصرفات كيرا تبدو متشابهة لهان وكأنهما كانا توأمين. كلاهما لص مشاكس ومغامر، وكلاهما يتمرد على المجتمع ويطمح بالحرية المطلقة وكلاهما لا يخشى خوض المخاطرات ومصاحبة أخطر المجرمين لكي يحقق مآربه وكلاهما يتميز بحنكة ذهنية وقدرة قتالية عالية. هذا التطابق بين الشخصيتين دفع كيرا للتعاون مع شريكها في بطولة الفيلم «اولدن ايرينرايخ»، الذي يجسد دور سولو واتخذ من أداء هاريسون فورد، الذي لعب الدور منذ عام 1988، مرجعا له.
«في البداية أنا واولدن كنا صريحين جدا مع بعضنا البعض وتعاونا كثيرا»، تعلق كلارك «أعتقد أن كلانا كممثلين نعمل باسلوب مشابه وهذا عظيم. لهذا عندما بدأنا تصوير مشاهد جيل المراهقة في البداية. كان عظيما جدا أن تستطيع العمل مع زميل مثل القيام بدراسة مسبقة عن خلفية الشخصيات ومن أين أتت وبالفعل فهم صلب ماذا يثير هذه الشخصيات وحاولنا أن تصبغها بأكثر قدر ممكن بشعور بوني وكلايد من البداية».

البطلة بين عالمين

قبلَ ثلاثةِ أعوام، جسدت كلارك شخصيةً مشابهةً لكيرا وهي سارا كونار، التي كانت أيضا تخوض معركة صراع على البقاء، في جزء جينيسيس من سلسلةِ أفلامِ تيرمينيتر، إلى جانب النجم الهوليوودي العريق ارنولد شوارزينغر. ولكن خلافا لكيرا، كونار كانت معروفةً من أجزاءِ السلسلةِ الآنفة مما سهّلَ من فهمِها وتجسيدِها. ولكن كلارك تقول إن هناك ايجابيات وسلبيات لكلا الحالتين وتفضل مزج الحرية المطلقة في تفسير شخصيتها مع نوع من المرجعية من الماضي.
«قليل من كلا الأمرين»، تعلق كلارك «لأن هناك أشياء كثيرة متاحة وأنا أقوم بدراسة مكثفة لشخصياتي. أنا بالفعل بحثت في الماضي وحاولت ايجاد أي شيء يمكن أن أتمسك به أو يكون حقيقة مضمونة مطلقة وكنت أيضا قلقة من امكانية أن يقول شخص ما بعد انطلاق الفيلم: ألم تشاهد مشهدا ما تحدثوا فيه عن فتاة كان يعرفها في صغره؟ ولكنني بحثت وبحثت ولم أجد شيئا فقلت: حسنا، سوف أفعل أشاء».
فضلا عن غموضِ وشحِ المعلومات عن خلفيةِ شخصيةِ كيرا، واجهت كلارك عقبةَ أخرى. فبعدَ ستةِ أشهرٍ من تصوير سولو قام الاستوديو باستبدالِ المخرجينِ الأصليينِ كريستوفر ميلر وفيل لورد برون هاوارد، الذي قام بتغييرِ نبرةِ الفيلم لتتلائم مع رؤية الأستوديو.
«عندما تصنع فيلما يستغرق تصويره تسعة أشهر يكون صعبا جدا أن تبقى مدركا عن ماذا كان؟»، تضحك كلارك «صحيح أن هذا يبدو فظيعا وأسوأ شيء ممكن يحدث لفيلم، ولكن الواقع تم ادارة ذلك بسلاسة لدرجة أننا الممثلون لم نعرف شيئا يمكن أن يؤثر سلبيا علينا».

أبهرت النقاد في «لعبة العروش»

كما أنها لم تشعر بتغيير في نبرة الفيلم عندما استلم هاوارد زمام الأمور «كممثل، صعب جدا أن تعرف سياق الفيلم إلى أن تحضر عرض الفيلم الأول، لأن ذلك يتعلق بالتوليف والموسيقى واختيارات المخرج والقصة التي يريد أن يسرد. أنا أحاول دائما أن أعطي أكبر عدد ممكن من الخيارات، لأن هذا دائما جيد. لأنك تدرك أنك أعطيت المؤلف عدة أشياء مختلفة تمكن المخرج الاختيار منها ما يحتاج لصقل نسخة الفيلم النهائية. ولكن كممثلة، وأنا متأكدة أن أي شخص آخر سوف يقول الشيء نفسه، معرفة القصة من بدايتها حتى نهايتها في فيلم تلعب فيها دورا هو أمر مستحيل حتى النهاية».
بدأت كلارك، ابنة الواحد والثلاثين عاما، سيرتَها المهنيةِ عام الفين وتسعة في أدوارٍ تلفزيونيةٍ وسينمائيةٍ متواضعة، حتى عامِ الفينِ وأحدَ عشر عندما حصلت على دورِ «دنيرس تارجارين» في مسلسلِ الخيال «لعبة العروش»، الذي صوّرت آخَر مشاهد لها في موسمه الأخيرِ الشهر الماضي. وأبهرت النقادَ بتجسيدِها شخصيةَ تارجارين، التي تتطورُ من فتاةٍ بسيطةٍ إلى قائدةٍ جبارةٍ عبرَ ثمانية فصولِ المسلسل. وفضلا عن تحقيق الجوائِز القيمة، جذبَ المسلسلُ لها ملايينَ المعجبينَ من كلِ أقطارِ العالم.
«أعتقد أن أداء هذا النوع من الشخصيات، التي تعيش معها سنوات طويلة هو أمر رائع»، تقول كلارك. «يمكّنك أن تقدم للجمهور شخصية ذات جوانب عدة ويمكّنك منح الجمهور وقتا للتغلغل في التفكير في الشخصية وفهم ماهيتها وما يحركها وأنا أعتقد كممثلة أنني محظوظة في الحصول على ذلك بدلا من ساعتين أعبىء فيها أكبر قدر ممكن».
رغم رغبتِها في الأدوارِ المتكررة، إلا أن كلارك تنفست الصعداء عندما فشلَ فيلمُ «ترمينتور جينيسيس» في شباكِ التذاكر، مما أدى إلى الغاءِ صنعِ أجزائه الأخرى، التي كان عليها أن تعيدَ تجسيدِ كونور فيها وذلك لأن تصويرَه كانت تجربةً مرّة. ولكنها تأمل أن تعود وتجسد دورَا كيرا في حربِ النجوم، لكي تسدل الستار عن خفاياها.
«في صغري، أخي جعلني أشاهد أفلام حرب نجوم، رغم أنني لم أكن معجبة بها مثله ولكنني فعلت ما أمرني به»، تضحك كلارك «أما الآن فأنا من معجبي حرب النجوم وعندما يتحدث أخي عندما أفهم ما يقول».
أداءُ دورِ كيرا في أجزاءِ فيلمِ سولو اللاحقة سوف يعبىء الفراغَ المهنيَ في حياةِ كلارك بعد ختامِها لدورِ تارجارين. ولكن يبدو أن مصير سولو سوف يكون كمصير تيرمينيتور، وذلك لأنه أخفق في تحقيقِ الأرباح في شباكِ التذاكرِ العالمية منذ انطلاقِه قبلَ أسبوعين مما سيدفعُ ديزني إلى الغاء انتاج أجزاء أخرى منه. ولكن ذلك لا يعنى اختفاءً أبديًا لشخصيةِ كيرا، إذ يمكن أن تعودَ في أفلام حربِ نجومٍ أخرى.

7akh

إيميليا كلارك بطلة «حرب النجوم» لـ «القدس العربي»: الفيلم يجسد الصراعُ بين الخيرِ والشر لدى البشر

حسام عاصي

معركة الحديدة مقدمة لاستهداف دولة قطر

Posted: 17 Jun 2018 02:15 PM PDT

رغم الضغوط الدولية على التحالف الذي تقوده السعودية لمنع قواته من استهداف مدينة الحديدة اليمنية فما تزال الرياض وابوظبي تصران على احتلال المدينة. وقد فر الآلاف من سكانها هربا من أتون الحرب التي أثبتت السنوات الثلاث الماضية أن القائمين بها استهدفوا المدنيين على نطاق واسع. وفي الأسبوع الماضي قصف طيران التحالف، الذي تقوده السعودية ويضم كلا من الإمارات والبحرين وبلدانا أخرى، مستشفى في مدينة عبس تديره منظمة «أطباء بلا حدود» الأمر الذي دفع المنظمة لسحب موظفيها حفاظا على سلامتهم.
المدنيون هم أول ضحايا العدوان على اليمن، فقد تجاوز عدد من حصدته الطائرات العشرين ألفا، بينهم نساء وأطفال. هذه المرة اتخذ قرار استهداف مدينة الحديدة بدفع مباشر من الإمارات التي تسعى لإكمال هيمنتها على الموانيء القريبة من باب المندب، ضمن خطة لضمان خطوط الملاحة المتوجهة إلى «اسرائيل». وقد بقي ميناء الحديدة حتى الآن خارج سيطرتها، وإن كان محاصرا بشكل كامل من قبل أساطيل الدول المشاركة في الحرب. وبرغم اختلال ميزان القوى العسكرية، والتفوق الجوي الكامل للسعودية والإمارات، إلا أن نتيجة العدوان ليست معروفة أو مضمونة سوى أن المدنيين سيدفعون الثمن الأكبر. المنظمات الحقوقية والإغاثية الدولية مارست ضغوطا على الأمم المتحدة والدول الغربية لمنع الهجوم الذي أعلنه التحالف، وحذرت الأمم المتحدة، على لسان أمينها العام، غوتيريش، من الكوارث الإنسانية التي ستترتب عليه. فجاء الرد من السعودية والإمارات بإعلانهما «خطة مساعدات» من 5 نقاط للمدينة بعد تدميرها. هذا النهج التضليلي من قبل الدول التي تشن الحروب على الآخرين يعتبر من أبشع أساليب التضليل. السعودية التي تقود التحالف ضد اليمن، وضد قطر وضد ليبيا تعتقد أنها وسعت امبراطوريتها السياسية وأنها تمكنت من استمالة الرئيس الأمريكي إلى جانبها، وطبعت علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي بما يخدم مصالحها، وإنها نجحت في إخراج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، ومدت نفوذها إلى العراق. ولكن الحقائق على أرض الواقع لا تؤكد واقعية هذا الشعور. ويكفي حالة الكآبة التي انتابت ولي عهدها في موسكو قبل أيام وهو يلاحظ هزيمة فريق بلاده في أولى مباريات كأس العالم أمام الفريق الروسي بخمسة أهداف. ولم يقتصر الأمر على خسارة المباراة بل أن رد فعل الجماهير العربية مبتهجة بتلك الخسارة كانت صادمة للسعوديين، حتى انشغل الكثيرون بالرد على سؤال وجيه طرحه بعض السعوديين: لماذا يكرهوننا؟ إن هذا ليس مؤشرا حاسما لقوة السعودية أو ضعفها. لكن الأمر المؤكد أن السياسات السعودية الإقليمية تتعثر كثيرا، وأنها تسير نحو تصادم شديد مع الإمارات التي هي حليفها الأول سياسيا وعسكريا في الوقت الحاضر. سيحدث صدام شديد في اليمن، وحول المسألة القطرية، وفي ليبيا، وحتى في مصر لأسباب تتعلق بالتوازن السياسي الغربي الذي يتغاضى في الوقت الحاضر عن السياست التوسعية لهذا التحالف ولكنه لن يسمح له بالتأثير على التوازن القلق الذي ساد المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية. فبالإضافة لتصاعد الأصوات ضد سياسات التماهي الغربية مع السعودية، والصمت المطبق إزاء التردي المستمر لأوضاع حقوق الإنسان في الجزيرة العربية والإمارات، فإن هناك رأيا عاما بأن السياسات الداخلية السعودية تستعصي على الإصلاح، خصوصا مع تصاعد حملة الاعتقالات في صفوف النشطاء الحقوقيين واستهداف القطاع النسوي. يضاف إلى ذلك أن السياسات الحالية لولي العهد وجهت ضربة قوية للمؤسسة الدينية، الحليف الأول للحكم السعودي في الجزيرة العربية.
السؤال هنا: من أين لدى الإمارات هذه «القوة» المبالغ في استعراضها؟ وما هي الأرضية القانونية التي تنطلق منها للتدخل في شؤون الدول الأخرى وتمارس من خلالها سياسات يعتبرها الكثيرون «بلطجة» سياسية؟ حتى الآن يبدو التحالف السعودي ـ الإماراتي قادرا على فرض أجندته على التحالف الانجلو ـ أمريكي، ولكن ذلك في طريقه إلى التغير. فقد اعترض الغربيون، في الظاهر على الأقل، على الهجوم الحالي على الحديدة. ويتردد أن واشنطن رفضت تقديم دعم استخباراتي للإمارات حول الألغام التي تقول إن اليمنيين زرعوها في المنطقة. ويقال كذلك إن فرنسا وافقت على المساعدة لإزالة تلك الألغام، الأمر الذي يسلط الضوء على الطموح الفرنسي في المنطقة. وهناك استياء في الأوساط الليبرالية الفرنسية إزاء سياسات الرئيس مانويل ماكرون التي أصبحت أكثر ميلا لليمين، بينما يفترض أنه وسطي يميل نحو اليسار. وقد صعدت نسبة المعترضين على سياساته إلى 58 في المئة قبل أن يكمل عامه الأول في الحكم. والواضح ايضا أن الإمارات تغيرت كثيرا في سياساتها منذ اغتيال الفلسطيني محمود المبحوح في كانون الثاني/ يناير 2010 على أيدي عناصر جهاز الموساد الإسرائيلي. فبعد التصريحات النارية التي أدلى بها رئيس شرطتها آنذاك، ضاحي خلفان بأن بلاده ستلاحق القتلة أينما كانوا، يبدو أن فصلا جديدا في العلاقات أخذ يتبلور تدريجيا. وفي غضون أقل من عام جاءت ثورات الربيع العربي لتمثل أكبر قلق للإسرائيليين الذين يخشون من صعود التيارات السياسية الإسلامية المستقلة. وهنا تشكل المحور الذي يضم السعودية والإمارات ومصر والبحرين بالإضافة للكيان الإسرائيلي للتصدي للحراكات الشعبية العربية أولا واستهداف تيارات «الإسلام السياسي» ثانيا. هذه التيارات ممثلة بدولة مثل إيران وبمستوى أقل، السودان، وبمجموعات جهادية مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، ومجموعات تنظيمية مثل الإخوان المسلمين وحزب الدعوة. وبشكل تدريجي تم استيعاب الأخير ضمن العملية السياسية العراقية التي تتواصل في ظل الوجود الأمريكي في المنطقة، بينما تم التصدي بالقوة للمجموعات الأخرى. الإمارات تعتبر رأس الحربة في تنفيذ هذه الاستراتيجية، مدفوعة بالدعم الغربي والإسرائيلي، والمال النفطي الذي تكدس خلال السنوات العشر السابقة التي شهدت أسعار النفط خلالها طفرة كبرى.
الحرب على اليمن كانت ضمن حلقات تلك الاستراتيجية. فالكيان الإسرائيلي يسعى لمنع محاصرته بقوى غير صديقة، سواء في مصر أم سوريا أم لبنان، بل حتى الأردن ومن فيها من الفلسطينيين. ويمكن النظر إلى ما حدث مؤخرا في الأردن على أنه استحقاق فرضته سياسات التحالف المذكور لأن النظام الأردني رفض المشاركة في الحرب على اليمن أو قطع العلاقات مع إيران أو قطر، أو الضغط على المجموعات الفلسطينية أو المشاركة في خلق وطن للشعب الفلسطيني.
الحرب على اليمن مضى عليها قرابة الأربعين شهرا وليس هناك مؤشرات بقرب حسمها. وقد عانت السعودية والإمارات خلال هذه الحرب من أزمة تتعلق بالمصداقية والشرعية. فحتى الآن ما يزال شعار الحرب المرفوع: إعادة الشرعية المتمثلة برئاسة عبد ربه هادي منصور إلى الحكم بعد أن أسقطه التحالف الذي قاده الحوثيون قبل أربعة أعوام. ويستند مصطلح «الشرعية» إلى ما سمي المبادرة الخليجية التي طرحت في ذروة الربيع العربي لضمان بقاء نظام الحكم في اليمن مع استبدال علي عبد الله صالح بنائبه هادي منصور. ويتم إضفاء هذه «الشرعية» على هذه الحكومة التي أصبحت الإمارات نفسها ترفض التعامل معها كحكومة لليمن، وتسعى لاستبدالها بمجموعات سياسية وعسكرية تابعة لنفوذها. وهنا طرح اسم طارق صالح، شقيق الرئيس المقتول علي عبد الله صالح، بديلا لمنصور هادي، بإعادة تأهيله وتسليحه ليقود الحرب ضد الحوثيين وحلفائهم. والواضح أنه لم يستطع تحقيق مكاسب عسكرية تذكر، خصوصا أنه أصبح موظفا لدى الإماراتيين بعد أن عاش على أرضهم فترة طويلة. الأمر المؤكد أن معركة الحديدة لن تكون سهلة أو قصيرة الأمد، خصوصا مع تحصن المدافعين عنها وإصرارهم على الصمود بوجه العدوان الذي تشارك فيه قوى استخباراتية أجنبية من بينها إسرائيلية. وفيما يتصاعد التوتر وتتكثف العمليات العسكرية يتعمق شعور العائلات اليمنية بالخوف والخشية من الموت خصوصا أن العمليات التي يمارسها طيران التحالف لا تتسم بالدقة والتمييز بل إنها عشوائية تحصد رؤوس الآدميين بدون استثناء.
إن من الضرورة بمكان بذل الجهود لوقف العمل العسكري الذي بدأ قبل أيام وبدأ يحصد الأرواح بدون حساب، خصوصا أن المؤشرات توحي بفشله، وإلا فإن الحديدة ستتحول إلى مدينة أشباح، كغيرها من المدن التي استهدفها التحالف. وأيا كانت نتائج العدوان، فإن التحالف السعودي ـ الإماراتي سيظل مثيرا للجدل لأنه اعتداء من بلدان تسعى لفرض إرادتها بالقوة بدون مبرر إنساني أو اخلاقي أو قانوني. كما أن البلدان المشاركة فيه تعاني من سوء الأوضاع الأمنية والسياسية، والانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان لديهما. مطلوب بذل جهود دولية كبرى لوقف العدوان فورا وبدون قيد أو شرط. فالتدخل السعودي ـ الإماراتي عدوان سافر على بلد مستقل، ولا يوجد مبرر منطقي حقيقي لهذا التدخل، سوى امتلاك البلدين ترسانة أسلحة كبيرة وأموالا نفطية هائلة والرغبة في تحقيق انتصار معنوي يشجعهما لاستهداف دولة قطر التي ترفض سياساتهما التوسعية. أما الجانب الأخلاقي من الأزمة فليس للبلدين نصيب منه، خصوصا أن الإمارات ليست معنية بالشأن اليمني، ماضيا أو حاضرا، على الإطلاق. فما شرعية تدخلها في بلد لا يشترك معها في أي حدود، ولم يدخل معها في حرب أو نزاع؟ إن الحرب على الإرهاب تتطلب حقائق ميدانية كثيرة، لا تملك السعودية الكثير منها. كما تفتقر الإمارات لذرائع أخرى غير التشبث بما يسمى «المبادرة الخليجية» التي تستخدم لتبرير شرعية حكومة هادي منصور التي لا تعترف الإمارات بها أساسا وتتجاوزها دائما. لذلك يمكن القول إن معركة الحديدة ستكون واحدة من أهم المفاصلات التاريخية بين قوى التدخل العسكري والبلطجة السياسية والقوى الباحثة عن الحرية والسيادة وقداسة الأوطان.

٭ كاتب بحريني

معركة الحديدة مقدمة لاستهداف دولة قطر

د. سعيد الشهابي

الفَرِحون في العيد..!

Posted: 17 Jun 2018 02:15 PM PDT

هم أُرسلوا إلى اليمن قبل ثلاث سنوات، وهو أيضا ذهب إلى اليمن، ولكن قبل أكثر من ربع قرن. هم سودانيون أرسلهم الحاكم استجابة لنداءات الصفقات والأجندات الخارجية وسياسات المحاور. وهو أيضا سوداني، ذهب من تلقاء نفسه استجابة لنداءات معارك التقدم والنهضة في اليمن. هم أُرسلوا ليحاربوا وليقاتلوا الإنسان. وهو أيضا ذهب ليحارب، ولكن ليقاتل الجهل في الإنسان. هم سلاحهم الرصاص الفتّاك، وهو سلاحه الفكرة البنّاءة. هم معروفون للملأ، فأخبارهم مصوّرة ومسموعة ومقروءة، ولا يحتاجون مني إلى إفصاح. أما هو، فربما يعرفه الكثيرون، ولكنه يحتاج مني إلى مزيد إفصاح، فهو المعني بالحديث. هو الأستاذ «أحمد عمر»، المعلم والفنان، الذي ذهب إلى اليمن ليقدم المعرفة، وليعلم الشباب رسم الإحساس واستنطاق جماليات الحياة. فاجأته ليالي النَيْطَل، ولكنه واصل الكتابة والرسم على إيقاعات الحرب وحفيف أجنحة الموت، ولوحاته تنوح: لم يعد اليمن «سعيدا» ولن يعود سعده قريبا، اليمن المهدور، والأجندة تتوالى من الخارج فيختطفها الساسة في لهفة وهم يستخفون، أما الشعب فينحاز فقط إلى رمق الحياة.
مكابدات المعلم والفنان أحمد عمر، لا تنفصل عن حالة الجرحى والمعطوبين والمشردين والمفقودين في صنعاء وغيرها، وهو يعاني مع كل يمني يشيّع جنازات فقده الخاص، ويكابد وحشته الجمعية. ولكن، معاناة فناننا تتضخم، وروحه تتضاعف عذاباتها وهي تزفر الأنين والعويل تحت وطأة انطفاء الشمعة الوضاءة. فمثلما الحرب تأخذ منا أجمل الأشياء، فها هو الموت، يأخذ الأجمل من أحمد عمر. يأخذه بدون سابق موعد وبدون استئذان وبدون توقع، إنه موت الفجاءة يختطف فلذة الكبد، فيفطر الحزن قلب الفنان.
ومثل كل مرة، مع حلول «عيد الفطر»، توقعت أن تكون معايدة أحمد عمر رسما لإحساس ما ينتابه ومتمكن منه. والفنان لم يخيب ظني. بحث أحمد عمر في أوراقه القديمة، فوجد مقالا قصيرا للمفكر والأديب الراحل الشهيد الدكتور حسين مروّة، بعنوان «الفَرِحون في العيد»…، منشورا تحت زاوية «أدب» في جريدة «الحياة» بتاريخ 22 يونيو/حزيران 1959، وأرسل لي المقال كبطاقة معايدة. يقول المقال: (( لكلّ عيد فرحة، وفرحة هذا العيد للصائمين. فمَن الصائمون، ومَن الذين يفرحون به؟. أما الصائمون حقاً، فهم أولئك الذين «كل شهورهم شهر الصيام»، كما يقول الشريف الرّضي. هم أولئك الذين يصومون حياتهم كلها، لأنهم لا يجدون في زحمة العيش وفي ميدان « التنافس الحُرّ» مكاناً لأجسادهم المتعبة يستريحون فيه و«يفطرون» ويشبعون. ومَن هم هؤلاء؟.
هؤلاء هم «كثافة» الزحمة ذاتها، هم طريق المتنافسين، هم «حجارة» الميدان، وهم «خيول» الطرّاد في حلباته، وهم الأيدي التي تبنيه، والقلوب التي تحييه، والعيون التي تضيء نواحيه.هؤلاء هم الجديرون أن «يفطروا» من صيامهم الطويل، وأن يفرحوا بعيدهم. وهل عيدهم إلاّ الذي يجدون به فطرهم بعد صيام، وشبعهم بعد جوع، وكسوتهم بعد عري، وطمأنينتهم بعد خوف، وكرامتهم بعد هَوان، وحرّيتهم بعد استعباد، وإنسانيتهم الصحيحة بعد استلاب؟ ثم، مَن هم الفرحون اليوم بهذا العيد، عيد الصائمين؟. الفرحون اليوم، هم أولئك الذين ما عرفوا في رمضان صوماً إلا على تخمة، وما عرفوا إفطاراً إلاّ على شَبَع، وما عرفوا تعباً إلا على استرخاء، وما عرفوا ضجَراً إلا على راحةٍ وفراغ.وهم أولئك الذين لم يعرفوا الصوم جوعاً ولا ظمأٌ ولا تعباً، ولكن عرفوه ترفاً وانبساطاً ولهواً واجتراراً، أو عرفوه فرصة استجمام، أو وسيلة تخفيف من سمنة متخمة، أوعرفوه نوماً في السرر، وعبثاً بلغو الأحاديث، وزهواً ببعض الأباطيل.وهم أولئك الذين لم يعرفوا الصوم وَرَعاً عن مَحرم، ولا ترفّعاً عن إثم، ولا امتناعا عن ظلم، ولا تحرّجاً عن كذبٍ أو رياء أو قلق، ولا صوناً للنفس عن حقد أو بغضاء أو خديعة أو احتيال، ولكن عرفوه سانحة من سوانح الأيام لإرهاق المستضعفين، واستغلال المكدودين، واستدراج المرابح والمكاسب من جهد الصائمين الصادقين.هؤلاء وحدهم، هم الفرِحون اليوم بالعيد، عيد الصائمين، هم وحدهم الفرحون بمباهج العيد، لأنها مباهجهم وحدهم، لأنهم هم وحدهم القادرون على استلذاذ المباهج، لأن المباهج من أجلهم وحدهم تبتدع وتصطنع.
أما أولئك «الصائمون» أبداً، المتعبون أبداً، المستضعفون في الأرض أبداً، فلن يعرفوا العيد إلا يوم «يفطرون» فيجدون شبَعاً وكسوة وصحة وطمأنينة وكرامة، يجدون ذلك من غير تمنين « بإحسان». يومذاك يعرف هؤلاء مباهج العيد وحلاوة العيد وفرحته.)). وعند قراءتي لآخر كلمة في المقال، وجدت نفسي أردد «ما أشبه الليلة بالبارحة، وما أصدق تعبير هذا المقال عن واقعنا الراهن في السودان»..!!
في مهاتفته لي مهنئا بالعيد، لم يشر أحمد عمر إلى حزنه الخاص ووجعة موت الفجاءة التي أطفأت بعضا من شعاع الروح، ولكن صوته انساب حزينا ومكلوما وهو يتحدث عن أطفال دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق الذين حرمتهم الحرب الأهلية من معرفة وإدراك ما هو الفرح وما هو العيد وما هي فرحة العيد..! وحتى في غير مناطق الحرب، الانهيار الاقتصادي وأجواء الأزمة اختطفا فرحة العيد من عيون الصغار، لتذبل عيون الكبار وتشحب، وهم لا يتذوقون إلا بعضا من حلاوة طعم اليقين والإيمان والروحانيات.
ثم ذكّرته بكلمات الأديب والقاص اليمني «لطفي الصراري» وهو يبدع في تصوير جحيم الحرب اليمنية وضغوطاتها اللامحدودة، فيقول: «لن آكل شيئا بعد اليوم، ولن أشرب شيئا. سئمت رائحة البارود في بخار القهوة، واختلاط الرصاص بحبات الأرز. سئمت الأنفاس الكريهة في أحاديث الحمقى عن الحرب كمخاض لازم لشيوع السلام، وسئمت اللعاب اللزج على ذقون تجار الحرب والمستثمرين في المشاعر الإنسانية»…. وختمنا المعايدة ونحن نردد معا «لا تدبيج لعبارات الحزن والعزاء، فكل نواح الآن عقيم، وفارغة هي همهمات الأسى الكسيح….، فقط لا صوت يعلو فوق صوت العدالة والقصاص».
٭ كاتب سوداني

الفَرِحون في العيد..!

د. الشفيع خضر سعيد

«صفقة القرن»… البقية في حياتكم

Posted: 17 Jun 2018 02:15 PM PDT

بدأت حلقة جديدة من مسلسل «صفقة القرن» مع زيارة جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات المقررة إلى إسرائيل والسعودية ومصر، كوشنر صهر ترامب ومستشاره، وغرينبلات موفد واشنطن لسلام الشرق الأوسط، وقبل زيارتهما بأيام جرى استدعاء ديفيد فريدمان سفير أمريكا في إسرائيل إلى واشنطن، بهدف بحث تعديلات نهائية على خطة السلام كما قيل.
قبلها، قرأنا عشرات التقارير عما يسمى «صفقة القرن» لصاحبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولا نتصور أن المولد سينتهي قريبا، ولا أن ما يسمى بالتسريبات سوف يتوقف، ولا أن صحفا ومواقع عربية وعبرية وأمريكية، سوف تنهي النشر في القصة السخيفة، لكن كل هذه الضجة قد لا تعني شيئا في النهاية، فالجنازة حارة والصفقة ميتة، وما نشر عنها، وهو كثير كالهم على القلب، لا يوحي أبدا أن طريقها سالكة ولا شبه سالكة، ولا أن أحدا ـ أيا ما تكن هويته ـ على استعداد للبيع والشراء في الصفقة الملعونة.
واللافت، أن ما جرى ويجري نشره عن الصفقة إياها، يتقلص باستمرار، فقد حدثوك في البداية عن حل إقليمي شامل، وعن تدبير عشرات المليارات من الدولارات، تدفعها دول خليجية ـ عبر أمريكا ـ للفلسطينيين، وعن جسور وأنفاق بين الضفة وغزة، وعن «تبادل أراض» بين الضفة والجليل، قد يمتد إلى تبادل أوسع بين سيناء والنقب، بهدف توسيع أراضي غزة، وجعلها «غزة الكبرى»، ثم بهتت كل هذه التصورات التي بدت اقتحامية، واقتصرت المعروضات على التقدم لما يمكن تسميته «أوسلو جديدة».
تُوسع قليلا في أراضي الحكم الذاتي الفلسطيني بالضفة، وتُبقي على جوهر الأمر الواقع الراهن، وعلى وجود جيش الاحتلال في أغوار الأردن والضفة الغربية، وتضم كتل الاستيطان الكبرى لإسرائيل، وتعد الفلسطينيين بقدس مصطنعة مقتطعة في ضاحية «أبوديس» وحي شعفاط، تكون عاصمة بديلة لرام الله، وبديلا للقدس المحتلة نفسها، بعد اعتراف ترامب بالقدس الموحدة كعاصمة أبدية لإسرائيل.
وبالبداهة، فلا يوجد فلسطيني واحد، حتى لو كان معجونا بماء الخيانة، لديه استعداد لقبول مثل هذه الترهات، تماما كما لا يوجد حماس إسرائيلي للترتيبات نفسها، فاليمين الإسرائيلي الحاكم اليوم، والأكثر شعبية بين الإسرائيليين في المدى المنظور، يعرف مكانة الضفة الغربية في العقيدة والأساطير الصهيونية، وهم يسمونها «يهودا والسامرة»، وهي أكثر أهمية عندهم من تل أبيب ومدن الساحل، وترقى إلى مكانة القدس نفسها، وأي خروج إسرائيلي من القدس والضفة الغربية، لا ينظر إليه اليمين الصهيوني بعين التسامح، ويعتبره هزيمة مبرمة لفكرة «إسرائيل الكبرى»، وليس عند نتنياهو، ولا أضرابه في اليمين القومي والديني، أدنى استعداد لترك ما يصورونه ـ زيفا ـ أرض المعاد اليهودي المقدسة.
وقد لا تكون الحركة الوطنية الفلسطينية في أفضل أيامها، فالانقسام قائم ومتصل بين سلطة عباس وحركة حماس، لكن الانقسام نفسه، يضع الطرفين في اختبار الحرج، فقد بنت حركة «حماس» اسمها وسمعتها على أساس مشروع المقاومة، فيما عول عباس طويلا على مسار المساومة والتفاوض، وعاش فيه على مدى جاوز الربع قرن، وتقدم به العمر، واعتلت الصحة، ولم يعد قادرا على إحلال «أوسلو جديدة» محل «أوسلو القديمة»، التي شارك في صنعها مع شيمعون بيريز برعاية عرفات ورابين، وهو اليوم يجد نفسه محشورا في الزاوية، وجاء نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ليسد عليه طريق التفاوض، وهو ما يفسر علو نبرة عباس في اطراد، ورفضه التواصل مع أمريكا بعد وقف التفاوض مع إسرائيل، فالرجل لا يريد أن يجيئه ملاك الموت، وفي عنقه خيانة للقدس وفلسطين، وليس بوسعه ـ في المقابل ـ أن يتحرر من إدمان التفاوض أو طلبه، وربما تتصور إدارة عباس، أنها تمضي الوقت إلى يوم أن يرحل ترامب عن البيت الأبيض، فما من طرف فلسطيني يقدر ـ هذا إن أراد ـ على الدخول في مجرد نقاش حول ما يسمى «صفقة القرن».
والمعنى ببساطة، أن طريق «صفقة القرن» مسدود فلسطينيا، فما من عنوان فلسطيني يمكن لترامب التوجه إليه، لا بالتفاوض ولا حتى بإصدار الأوامر والاصطناع، وغياب الطرف الفلسطيني المطلوب يعدم الصفقة قبل أن تعلن، خصوصا مع تطور سلوك الشارع الفلسطيني، وأخذه القضية بين يديه، فقد كان نقل السفارة الأمريكية نعمة أكثر منه نقمة، وأعطى دفعة هائلة لطراز جديد فعال من المقاومة الشعبية السلمية، توجته مسيرات العودة، التي انطلقت وتنطلق من غزة، وأدارت معركة فريدة غير مسبوقة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، فضحت وحشية كيان الاغتصاب في الدنيا كلها، وهزمته أخلاقيا، ومنحت حركة المقاطعة ومنع الاستثمارات وفرض العقوبات (B.D.S) حياة جديدة، وزادت في عزلة الجبروت الأمريكي ـ الإسرائيلي، وحرمت نتنياهو من طعم احتفالاته «الكرنفالية» في القدس المحتلة، وأدت إلى تراجع منتخب الأرجنتين (ولاعبه الأشهر ليونيل ميسى) عن لعب مباراة مع فريق إسرائيلي في القدس المحتلة، وكان ذلك انتصارا فلسطينيا جديدا في الصراع الممتد، يعزى الفضل فيه لتضحيات شهداء وجرحى «مسيرات العودة» على حدود غزة، التي تكسب كل يوم أرضا إضافية، وتلهم المقاومة الشعبية في القدس ورام الله ومدن الضفة، بل وفي حيفا ذاتها، أي في قلب الأراضي المحتلة منذ نكبة 1948، فنحن بصدد ميلاد جديد عفي لحركة الشعب الفلسطيني، يتخفف فيه من تحكم الفصائل، ومن انقساماتها، ويدرك يوما بعد يوم مكامن قوته الكبرى، المرتكزة على حيوية شعب يتعافى من أثر سبعين سنة نكبة، وينتشر على كامل أرض فلسطين المقدسة من النهر إلى البحر، ويتزايد ثقله السكاني المستمسك بالأرض، ويزيد اليوم على عدد اليهود المجلوبين من شتى أرجاء المعمورة.
وفي غضون عقود قليلة مقبلة، سوف تصبح الغالبية السكانية الساحقة للفلسطينيين على الأرض المقدسة، فوق أن عدد الفلسطينيين في العالم كله يزيد على عدد يهود العالم الآن، وهو ما يعطى أفقا جديدا للصراع، يزيد فيه وزن المقاومة الشعبية الفلسطينية، وتتنوع فيه صور الإبداع المقاوم، فليست قوة الفلسطينيين فقط في تكاثرهم السكاني، ولا في المقدرة الصابرة على الرزايا والبلايا، بل في التفوق الأخلاقي لقضيتهم العادلة، وفي التفوق النوعي للفلسطينيين أكثر شعوب الأمة العربية تعليما، وعلى نحو صارت معه كل الحلول القديمة فاقدة للصلاحية، وصارت قصة الدولة الفلسطينية المقصورة على الضفة وغزة في خبر كان، فما بالك بقصة هزيلة وعظيمة التفاهة من نوع تلك المسماة «صفقة القرن».
نعم، قضي الأمر، وسقطت «صفقة القرن» قبل أن تعلن رسميا، بسبب صحوة الشعب الفلسطيني، والميلاد القوي لمقاومته الشعبية السلمية المبدعة، وهو ما يحيي القضية الفلسطينية، ويعيدها إلى أصلها، قضية تحرر وطني، لا مجرد قضية بؤس إنساني يطلب معونات، وهذا تطور مربك لحسابات أمريكا وإسرائيل، ولحسابات نظم عربية كانت مستعدة للتورط في «صفقة القرن»، وقطعت التعهدات، ثم صدمتها خطوة ترامب بنقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة، وحرمتها من فرص التسويق والتمهيد للخطيئة، والترويج لما تصورته حلا نهائيا، أو تصفية نهائية للقضية الفلسطينية، ثم بوغتت هذه النظم ـ كما بوغتت إسرائيل ـ بالحيوية الفياضة للشعب الفلسطيني، ومقاومته السلمية العنيدة، وهو ما زاد في حرج هذه النظم، وجعلها في خوف على دوام عروشها، فقد تفضل نظم في الخليج أن تستظل بحماية أمريكا، وأن تدعو واشنطن لحرب تريحها من تضخم نفوذ إيران في المنطقة، ولا مانع عند هذه النظم من تحالف سري مع إسرائيل نفسها ضد إيران، ومن تحركات للتطبيع الفاجر مع إسرائيل، لكن هذه النظم لم تعد متحمسة بما يكفي لصفقة القرن لاستحالة تنفيذها، فقد أخذ الشعب الفلسطيني قضيته بيده، وهو ما يفسر ضعف حماس النظم العربية المحيطة بفلسطين لقصص وأوهام صفقة القرن، فاستقرار العرش الأردني صار مرتبطا بمعاندة «صفقة القرن»، لا بالتجاوب معها، خصوصا بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتهديد بإنهاء «الوصاية الهاشمية» على المسجد الأقصى، والخوف من عودة إسرائيل إلى سيناريوهات قديمة، من نوع جعل الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين، والمحصلة ظاهرة، فسوف يستمر الأردن في معاهدة السلام مع إسرائيل، وفي علاقة وصل تبعية مع أمريكا من خلفها، لكن بدون حماس يذكر لأي تسوية عبثية على طريقة صفقة القرن، وهو الموقف ذاته الذي انتهى إليه نظام السيسي في مصر على ما يبدو، فلا مانع عنده من استمرار صوري لمعاهدة السلام مع إسرائيل، ومع رغبة في تعديلها جوهريا، وعلى نحو يضمن تقنين وإدامة الواقع الجديد في سيناء، الذي زالت فيه مناطق نزع السلاح المحددة في الملحق الأمني لما يسمى معاهدة السلام، فإحكام السيطرة العسكرية على سيناء كلها، هو أبرز أولويات النظام المصري اليوم، وقد طور النظام نظرته وسياسته تجاه القضية الفلسطينية، وصارت علاقته بحركة «حماس» في أفضل صورها منذ سنوات طويلة، وقد يتطور موقفه إلى الفتح الدائم والكامل لمعبر رفح، وثمة وجوه تطوير إنشائى جارية لمعبر رفح، تجعله صالحا لحركة البضائع لا الأفراد وحدهم، والمعنى الظاهر والباطن، أن التصورات الجديدة للنظام المصري، تعطي أولوية حاسمة لتحسين الصلات مع الفلسطينيين، والابتعاد بمسافة تزيد مع الوقت عن الأولويات الأمريكية والإسرائيلية، والتنصل من حكايات «صفقة القرن» إياها، والتركيز على تعاون أمني واقتصادي مع الفلسطينيين، لا يمس شبرا واحدا من سيناء، ويربط غزة بالقضية الفلسطينية في مجملها، والسعى إلى صيغ تعايش أفضل بين الحركات الفلسطينية، وبغير استعداد عند النظام المصري لمجرد نقاش في خزعبلات من نوع تبادل أراض بين سيناء والنقب، وعلى نحو ما سعت إليه خطة «جيؤرا أيلاند» الإسرائيلية المتقادمة، أو إقامة ما يسمى «منطقة تجارة حرة» على حدود سيناء وغزة، وهو ما أوحت به بعض تسريبات «صفقة القرن»، وكلها تصورات مرفوضة مصريا وبإصرار نهائي، وحين تخلع مصر يدها من صفقة تدارعلى الجبهة الفلسطينية، فإنها لا تتم أبدا، وتلك أحكام الجغرافيا والتاريخ التي لا راد لاعتباراتها.
كاتب مصري

«صفقة القرن»… البقية في حياتكم

عبد الحليم قنديل

العرب بين تحديات الحاضر وآفاق المستقبل

Posted: 17 Jun 2018 02:14 PM PDT

دعا مركز دراسات الوحدة العربية إلى لقاء حواري مع المفكر والكاتب البحريني الدكتور علي فخرو، شارك فيه قادة رأي وإعلاميون ومتابعون لأنشطته الفكرية والسياسية. أوحت لي المداخلة المستفيضة للدكتور فخرو، كما التعليقات والمناقشات التي أعقبتها، ببضعة أفكار خام أوجزتها بخطوط عريضة.
يواجه العرب في حاضرهم تحدياتٍ خمسة:
*التحدي الأول محوره المجتمع. المجتمع في بلاد العرب يعاني في نسيجه تمزّقاً وتمزيقاً مزمنين. التمزّق ذاتي، مصدره تعددية عميقة، متجذّرة، ومرهقة اتسم بها المجتمع في مختلف مراحل تاريخه. التمزيق وافد، متواصل، شامل وعنيف مصدره قوى خارجية طامعة، غازية، شرسة ومقتدرة. كل ذلك أورث المجتمع في بلادنا، عموماً، حالاً من الحبوط والقنوط والانحطاط أوهنت، وما زالت، مختلف وجوه حياتنا المعاصرة.
*التحدي الثاني محوره السلطة. السلطة في بلاد العرب اتسمت، إجمالاً، بنزوع أهلها إلى طلب الاقتدار والاحتكار والتحكم والبطش، كما الشغف بالمال والممتلكات والمتاع، ناهيك عن الإثراء غير المشروع، والحرص على بسط النفوذ بالهيمنة والهيبة معاً ما أشاع ثقافة الفساد والزبائنية والمحاصصة.
*التحدي الثالث محوره الدين، ولاسيما الإسلام تحديداً الذي أورث، بتشعّبِ مفاهيمه ومذاهبه وتكاثر عصبياته وسوء استعماله في خدمة أهل السلطة، انشقاقاتٍ عميقة، أسوأها وأخطرها الشقاقُ السني- الشيعي ما ساعد تنظيمات الإرهاب التكفيري، بدعمٍ سخيّ امريكي وصهيوني بالمال والسلاح والرجال، في السيطرة على مفاصل الجغرافيا والإخلال بموازين الديموغرافيا في بعض الأقطار ومناطق البلاد. كل ذلك زاد نسيج المجتمع تمزيقاً وأفراده وجماعاته تشظّياً.
*التحدي الرابع محوره شحٌ في الموارد وأسباب العيش ناجم عن تخلّف في رعايتها وتنميتها، وتفاوتات واختلالات في تملّكها، وتحكّم في احتكارها، وسوء في توزيعها، ودور مؤذٍ للقوى الخارجية في استغلال اختلالاتها واحتكاراتها، وبالتالي ترسيخ سلوكية التبعية للأجنبي وشرعنة مشاركته في قضايا الشأن العام الداخلي وتوسيعها.
*التحدي الخامس محوره اهتزاز النظام الدولي الناظم للعلاقات السياسية بين الدول، الأمر الذي تسبّب بتداعي الدولة مفهوماً ومؤسسات – وهي الأساس في بنيته – كما باختلال التعددية المجتمعية، وتزايد التدخلات الخارجية ،ما أدى تالياً إلى نشوء كيانات قَبَلية ومذهبية وإثنية متمايزة داخل إطار الدولة التقليدية الهشة والمتداعية، وإلى نزوع القائمين على تلك الكيانات للاستعانة بقوى خارجية بغية توطيد سلطتهم مقابل أجور وبدلات وعمولات تُقتطع من موارد البلاد.
ذلك كله أرهق النظام الإقليمي المتمثل في جامعة الدول العربية وصدّعه، وأورث حروباً أهلية مستعرة ومستمرة. وفي سياق حال الحبوط والقنوط والانحطاط الراهنة، تتبدى باطراد إرهاصات وبوادر ولادة منظومة إقليمية مغايرة ومتراخية، قوامها كيانات سياسية وإثنية وعسكرية متمايزة ذات هوّيات متعددة ومتصادمة.
هل من آفاق للمستقبل في بلاد العرب؟
تبدو الآفاق في بلادنا ضيقة وحالكة نتيجةَ التحديات والاختلالات سابقة الذكر، فلا أهداف ولا صبوات مشتركة ذات شعبية وازنة، بل ثمة ضمور لافت لقضية الوحدة، وانحسار متواصل لقضية فلسطين، بما هي قضية العرب المركزية، وذلك في غمرة تصعيدٍ منهجي للاستعمار الاستيطاني الصهيوني، وتحالف ضمني بين أمريكا ووكلائها المحليين لإحلال ايران محل إسرائيل كعدو قومي للعرب. في ضوء ذلك كله، لا غلوّ في القول إنه بات لكل قطر عربي، عقب ما يسمّى «الربيع العربي» وفي غمرة اضطراباته الداخلية وحروبه الأهلية ودعم الولايات المتحدة مباشرةً أو مداورةً لتنظيمات الإرهاب التكفيري، قضيته المركزية الخاصة به.
غير أن ضيق الآفاق وحلكتها لا يحجبان ظاهرةً بازغة. إنها نجاح القوى الحية في معظم انحاء بلادنا العربية في استيلاد مقاومة متنامية، ميدانية وثقافية، ولاسيما في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، ناشطة ضد أمريكا واسرائيل وحلفائهما المحليين والأطلسيين.
المقاومة الميدانية تبدو مصممة ومثابرة على ترسيخ سلوكية الصمود والتصدي والمواجهة، وعلى بناء القدرة والفعالية اللازمتين لإلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني، بدليل ما حدث في الحرب ضد لبنان والمقاومة سنة 2006، ولإلحاق الهزيمة بالإرهاب التكفيري وحليفيه الامريكي والصهيوني، بدليل ما حدث ويحدث في سوريا والعراق واليمن خلال السنتين الاخيرتين وفي الوقت الحاضر.
المقاومة الثقافية ما زالت مقصّرة في التصدي لخصومها التقليديين الماضويين المدعومين من الجماعات العنصرية، وبعضها حاكم ونافذ في أمريكا واوروبا. صحيح أن روّادها نجحوا في تجاوز سياسة التبعية للغرب الامبريالي ولمعظم وكلائه المحليين، لكنهم ما زالوا اسرى تفكير ماضوي راسخ بمفاهيم وقيم وتقاليد شائخة. من هنا تستبين الحاجة التاريخية إلى انتزاع دورٍ فاعل للثقافة الحرة الناقدة في مسار بناء نهضة عربية شاملة. ذلك لا يتحقق إلاّ بثورةٍ في فهم الإسلام ومفاهيمه تكفل إقصاء فقهاء السلاطين وفقههم، وتجاوز أشياخ الجاهلية المعاصرة، واعتماد أرقى مناهج العلم والفن والتكنولوجيا، والإفادة من منجزاتها المضيئة بغية بناء الدولة المدنية الديمقراطية على أسس الحرية، وحقوق الإنسان، وحكم القانون، والعدالة والتنمية.
من مجمل ما تقدّم بيانه يتضح أن بلاد العرب تعيش مخاضاً عميقاً وطويلاً، تعتمل في مختلف جوانبه تحديات وعوامل سلبية كابحة ومترافقة مع صراعات محمومة بين ثلاث قوى إقليمية نافذة، ايران وتركيا واسرائيل، تُقابلها وتواجهها مبادراتٌ وحركاتُ مقاومةٍ مدنية وميدانية وثقافية صاعدة، ترنو إلى المشاركة في صناعة نهضة شاملة، وتؤشر إلى نجاحات واعدة.
كاتب لبناني

العرب بين تحديات الحاضر وآفاق المستقبل

د. عصام نعمان

كأس العالم… المواطن… شبه المواطن واللامواطن

Posted: 17 Jun 2018 02:14 PM PDT

كأس العالم ليست رياضة إلا في جانب محدود منها، لا يتعدى التسعين دقيقة التي يستغرقها وقت المقابلة. قبل هذا وبعد هذا كله… سياسة وحسابات وموازين قوى بين الدول والأمم، وما يرتبط بها من نظرة للآخر واستعراض للقوة، تقوم به الدولة المنظمة والطامحة لتنظيم دورات لاحقة من الكأس.
بلد يتحول لمدة شهر او أكثر إلى محط أنظار العالم. هذا ما جعلني مثل الكثيرين، انتظر بشغف نتيجة التصويت على ملفات الترشيح التي تقدمت بها أمريكا/كندا والمكسيك من جهة والمغرب من جهة مقابلة، لتنظيم كأس العالم في 2026.
بالطبع كانت حظوظ الملف الأمريكي/ الكندي/المكسيكي المشترك أقوى بشكل واضح، لكن كنت مهتما جدا بمعرفة تفاصيل التصويت للملفين، ليكون التصويت العربي على رأس اهتماماتي، كالكثير من العرب والعجم. فلمن سيصوت «الأخوة العرب»، الى الأخ العربي؟ أم سيكون التصويت لصالح الملف الأمريكي بكل ما يحمله هذا القرار من شحنة سياسية ونفسية، ليس لدى النخب الرياضية والسياسية الحاكمة، بل لدى الشعوب، لما للعبة كرة القدم من شعبية، خاصة عندما يتعلق الأمر بتنظيم كأس العالم؟
لم أشكك للحظة في التصويت الجزائري الذي كنت مقتنعا تماما أنه سيكون لصالح المغرب. فالدبلوماسية الجزائرية، ومهما كانت صعوبات العلاقات مع المغرب، لن ترتكب «حماقة» عدم التصويت لصالح المغرب الذي يبقى كشعب من أقرب الشعوب الى وجدان المواطن الجزائري. دبلوماسية كنت اعتقد وما زالت إنها لن تبقى رهينة اللحظة المضطربة، على حساب مستقبل العلاقات بين الشعبين والدولتين. في انتظار ان تقدم الدول المغاربية ملفا واحدا لتنظيم كأس العالم، بعد فتح الحدود وتجاوز المنغصات الحالية بين الدول، كما تم التعبير عنه شعبيا في المدة الأخيرة. لهذا ركزت على متابعة تفاصيل تصويت العرب من دول المشرق والخليج تحديدا، باعتبار أن قرار التصويت لصالح المغرب من قبل الدول المغاربية كان تحصيل حاصل، رغم وضع ليبيا الصعب وموريتانيا التي كان يمكن أن يبتزها الطرف الأمريكي اقتصاديا على الأقل. قرار مغاربي أكد ان اللحظة السياسية المتخبطة التي يعيشها الاتحاد المغاربي يجب ألا تستمر لأنها لا تعكس شعور الشعوب العميق التواق إلى كل أشكال الوحدة التي لم تسايرها النخب الرسمية الوطنية الحاكمة للأسف.
هنا وجدت نفسي مشدودا إلى القرار السعودي الذي كان لصالح الملف الأمريكي، بدون مفاجأة، حسب الكثير من التوقعات. قرار سعودي «كركر» معه دولا خليجية أخرى، كما جرت العادة، فالأخت الكبيرة لا تأتي وحدها إلى أي مكان وتصر دائما على إحضار اخواتها الصغيرات معها مهما كان الاتجاه. بالطبع أعجبني القرار القطري المستقل الذي لايزال يكتوي من آثار استقبال دورة 2022. التي يمكن عدها من أهم أسباب الحصار الذي يتعرض له البلد. حتى لو لم تصل وقاحة دول الحصار، حسب علمي، إلى الطلب من قطر الاعتذار عن استقبال كأس العالم في 2022 كشرط علني ورسمي للتطبيع معها، كما فعلت عندما طالبت بإغلاق قناة «الجزيرة» أو غيرها من إنجازات التميز القطري. فالأخت الكبرى ما زالت لم تهضم بعد كيف تتجرأ الأخت الصغرى على التحول الى محط انظار العالم وهي تستقبل مباريات كأس العالم في 2022 وهو ما أدى إلى معاقبتها وحصارها حتى تعود الى حجمها الطبيعي.
القرار اليمني أعجبني كثيرا، مثله مثل القرار العُماني، وهو يصر على التميز وعدم الانصياع للقرار السعودي، حتى في هذا الظرف الأكثر من صعب الذي يمر به اليمن. مثل القرار المصري الذي أثار فضولي هو الآخر. وناقشت مع نفسي أكثر من فرضية لتفسيره. ذهبت أغلبيتها في اتجاه التركيز على بقايا دور مصري محوري مازال مترسبا لدى النخب السياسية المصرية ودبلوماسيتها تحديدا، التي مازالت مصرة ولو بشكل خافت ومضمر على دور مصر العربي والإقليمي، رغم الظرف الصعب الذي تعيشه مصر نتيجة عملية الانتقال غير الموفقة التي عاشتها بكل تداعياتها المعروفة، منذ التغيير في 2011. وما أثار انتباهي فعلا القرارات التي اتخذتها بعض الدول الأوروبية الغربية، وعلى رأسها فرنسا، بلجيكا وهولندا التي صوتت لصالح الملف المغربي وليس الأمريكي! قرارات لم أجد لها تفسيرا إلا احترام هذه الدول لمواطنيها، من أصول مغربية، الموجودين على أراضيها، منذ أجيال كهجرة تتميز بحضور مهم، كمي (أكبر جالية) ونوعي عبّر عن نفسه من خلال إنتاج نخب حاضرة ومتنوعة في كل المجالات، رغم التهميش الاقتصادي والاجتماعي، الذي مازال حاضرا لدى هذه الجالية المغربية، كغيرها من الجاليات المغاربية، في دول غرب أوروبا. فالحكومات الفرنسية، البلجيكية والهولندية، قررت ان تحترم شعور مواطنيها وهي تصوت لصالح المغرب، حتى ولو أغضبت الحليفين الأمريكي والكندي. وهي تعاملهم كمواطنين وليس شبه مواطنين، يجب مراعاتهم عند اتخاذ هذا القرار المهم بالنسبة لهم، حتى لو كان قرارا لا يصب بالضرورة في خانة المصالح العليا للدولة، كما يتصورها وينظر اليها جزء مهم من المواطنين الآخرين. فقد تعاملت هذه الدول الأوروبية مع قرار التصويت كقرار سياسي وحتى أمني، يجب ألا يتسبب في شرخ مجتمعي، أو يجعل جزءا من مواطني هذه الدول يشعر بأنه ليس مواطنا كامل الحقوق في بلده الجديد.
مقاربة أوصت بها كل الدراسات العلمية التي اهتمت بصناعة واتخاذ القرار في العالم، التي تبين بشكل لا لبس فيه أهمية التوافق مع رأي المواطن الذي يتخذ باسمه أي قرار من قبل النخب والمؤسسات الحاكمة. فشرط القبول الذي يحظى به القرار من أهم شروط تطبيقه ونجاحه لاحقا. في المقابل نجد أنفسنا مع نظرة أخرى مختلفة تماما عند صاحب القرار العربي والخليجي الذي صوّت لصالح الملف الأمريكي (لا أقول الكندي والمكسيكي). فصاحب القرار هنا لا يراعي شعور الرعايا واشباه المواطنين الذين لا يتعامل معهم كمواطنين بكل تأكيد، من حقهم عليه أن يراعي شعورهم الذي تمت تنشئهم عليه منذ قرون …كأمة واحدة في السراء والضراء وغيره من الكلام الذي تربت عليه أجيال من العرب. نخب وأنظمة حكم في قطيعة واضحة مع الشعور الجمعي، كما يعيشه المواطن ويعبر عنه وجدانيا وعاطفيا، كما بينه هذا القرار السياسي ـ الرياضي المهم شعبيا الذي سيضيف شروخا اضافية الى فكرة الانتماء العربي الواحد التي عاشتها أجيال كثيرة ودافعت عنها لحد الآن.
كاتب جزائري

كأس العالم… المواطن… شبه المواطن واللامواطن

ناصر جابي

الوزير في بلاد الواق واق

Posted: 17 Jun 2018 02:13 PM PDT

ذات ليلة في قرطبة الساحرة، كان ثلاثة من الشباب يتسامرون، فأفصح أحدهم عن طموحاته لزميليه، وسألهم: ماذا ستطلبون مني إذا صرت الخليفة؟ فانهالا عليه بوابلٍ من التعليقات الساخرة، ذلك لأن ثلاثتهم كانوا يعملون حمَّارِين أو ( حمّالين)، لكنه لم يعبأ بذلك، وركّز على حلمه، فالتحق بالشرطة، وظل يتدرج في مناصبها حتى تولى رئاستها، ودأب على استثمار الفرص السياسية حتى آلت إليه الأمور في الأندلس، إنه محمد بن أبي العامر، الملقب بالحاجب المنصور.
هو واحد من المجتهدين الذين أُفسح لهم المجال للترقي في الدول والممالك التي تسير فيها الأمور بشكل طبيعي، وأما في بلاد الواق واق، فإن المناصب تُورَّث وتُنال بالوساطة والاستعدادات الجينية للمداهنة والتطبيل، بينما يُضرَبُ بعصامِيَّة الرجل المكافح – الذي أتى من أحياء البسطاء المتعبين ـ عرض الحائط. منصب الوزير على عِظم أهميته، يُعدّ أحد المناصب التي لا حظَّ فيها لأبناء البسطاء في بلاد الواق واق، فالوزير فيها هو ابن أحد القضاة، أو حفيد أحد رؤساء الوزراء، أو ابن شقيق أحد المحافظين، أو نسيب وزير سابق، أو ابن أخت إحدى الرتب الرفيعة في الأجهزة الأمنية.
ذلك الوزير الذي وُلد وبفمه ملعقة من الذهب وعاش بين القصور والأبنية الفارهة، والتسهيلات في كلّ دائرة حكومية، ولم يدخل بسيارته الثمينة يومًا أزِقَّة المدينة إلا لالتقاط صورٍ مع وفود أجنبية درس معها، أو زاملها حين ذهب للدراسة في الجامعات العريقة على نفقة ديوان الحاكم في بلده، وبذات الطريقة التي حصل فيها على المنصب في ما بعد، ذلك الذي تثور ثائرته إن توقف المُكيف، أو ضعفت خدمة الإنترنت خمس دقائق، فلا يرى في الدنيا فقرًا ولا اختبر في حياته العوَز، وللأزمات عنده تفسيرات أخرى مختلفة عن تفسيرات بسطاء القوم من المُهمّشين.
لماذا ينظرون إلى ابن الفلاح على أنه لابد أن يظلّ فلاحا يحرث الأرض ويجُزّ العشب ويبذر ويحصد، وفي هذا شرف، ولكن لماذا لا يصلح أمثاله للوزارة، حتى لو كان مُتفوّقا في المجالات العلمية، أو زاهدا في المال العام مُنكبّا على خدمة مجتمعه وأهله، هل ابن عامل القمامة سوف تلاحقه رائحة القُمامة التي جمعها والده من أمام بيوت الأثرياء، إن صار وزيرًا؟ الوزير الذي نريد، هو الكفء الذي عاش معاناة الشعب ويعرف ما يعنيه الفقر والنَّصَب، هو ابن الجبين الذي تُضيؤه حبات العرق، هو الذي ينتظر إجازته الصيفية لكي يعمل ويكسب ويُعين أسرته.
متى نرى وزيرًا متعبًا مثلنا يا قوم؟ يعرف موضع الألم ومعنى انحناء ظهور الآباء، خبّأت له أمه القرش فوق القرش، بدون أن تكترث للتجاعيد المبكرة التي حفرتها الهموم على وجهها؟ حتى إذا صار وزيرًا كان من أبناء الشعب وللشعب، يدرك معاناة الفقراء والبسطاء الذين إذا غابوا لم يُفتقدوا، وإذا حضروا لم يُؤبه لهم، يذكر القرآن عن نبي الله موسى أنه سأل ربه «وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي» (طه: 29 – 32)، فهو يريد وزيرًا له من أهله لا من الصفوة البعيدين عن هموم ومشاكل قومه.
الوزير الذي نريد، هو منقطع الأطماع في طول الولاية، فلا يسمح لنفسه ولا يُسمح له باحتلال المنصب، بل يدرك عبر نظام حازم أنه لن يطول به المقام، فمن ثم يكون أبعد عن الفساد الذي يظهر مع اعتياد النفوذ وطول أمد السلطة، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يدرك هذه الحقيقة، فنقل عنه الشعبي أنه كتب في وصيته «أن لا يُقَرّ لي عامل أكثر من سنة، وأقِرُّوا الأشعري (يعني أبا موسى) أربع سنين».
وليس كحال الوزير في بلاد الواق واق، الذي يحجز مقعده الدائم في كل تشكيل حكومي، باعتباره من أهل الثقة، فالظن بهذا الذي يطول أمد ولايته أن تنطفئ جذوة الحماس فيه للعمل من أجل الشعب إن وُجِدت، ويألف كرسيّه حتى يراه مِلْكًا له، ومن ثَمَّ يغرق في أوحال الفساد المالي واستغلال السلطة للمنفعة الشخصية.
الوزير الذي نريد، هو الرجل المحافظ الذي لا يرى أن نهضة بلاده تستلزم خروج زوجته في المقابلات بتنورتها القصيرة، ولو خالف بذلك تقاليد وطنه النازعة إلى الاحتشام.
الوزير الذي نريد، يحترم ذاته، ولا يُصِرّ على الاستمرار في حالة الفشل، بل يفسح المجال لغيره، ويخجل إذا لفظه الشعب بالعودة بعد يومين على جناح الوساطة. الوزير الذي نريد، لا ينفصل عن الشعب، بل يعيش همومه وآلامه، ولا يجعل همه التبرير للقيادة السياسية في قراراتها التعسفية بحق الشعب من زيادة أسعار وفرض ضرائب ونحوه.
وأسمع من يقول لي لدى قراءة هذه السطور: «الفاسد لن يولي وزيرًا مصلحًا بالأساس»، وهذا الاعتراض في محله بدرجة كبيرة، حتى أن الكواكبي في كتابه «طبائع الاستبداد» قال: «لا يكون الوزير آمنا من صوْلة المستبدّ في صحبته ما لم يسبق بينهما وفاق واتِّفاق على خِيَرة الشيطان». لكن لا أرى أنها قاعدة عامة تشمل كل تعيين وزاري، فربما تدخلت عوامل أخرى في تقديم الكفء، كأن تكون مهاراته وإمكاناته معلومة لدى الشعب فيسبب عدم تقديمه للمنصب حرجًا للنظام، أو أن أهل السلطة لم يجدوا له بديلا لتولي الوزارة.
ربما رأى القارئ أن المقال مبنيٌ على أحلام وردية في مخيلة كاتبته، لكن لا بأس أن نحلم قليلًا في عالم الكوابيس الذي نعيش، ولربما تحقق هذا الحلم في بلد نعرفه أو في آخر لا تعنينا ترتيبات الحُكم فيه، بنسبة أو أخرى، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كاتبة أردنية 

الوزير في بلاد الواق واق

إحسان الفقيه

انتفاضة السفن… من أجل القطاع المظلوم

Posted: 17 Jun 2018 02:13 PM PDT

على هذه الأرض ما يستحق الحياة، فسنة تلو الأخرى، يشتد الحصار على غزّة. لقد تخمّر الغضب الشعبي في جميع أنحاء العالم ضد حصار هذا الشعب، وظهرت فعاليات شعبية ودولية حاولت كسر الحصار بأيّ شكل من الأشكال، إما عبر تنظيم المسيرات إلى المعابر، أو توجيه الرسائل إلى الحكّام عبر وسائل الإعلام، وكذلك، عبر المؤتمرات الصحافية التي تشرح أبعاد هذا الحصار وآثاره على كلّ نواحي الحياة في هذه البقعة من العالم. وكان ذلك بعدما أحجمت دول الجوار عن تقديم يد العون لأشقاء استنجدوا طلباً للمساعدة، بل ومنعت وصول المساعدات براً.
جاءت البداية حين فرض الاحتلال الإسرائيلي الحصار على قطاع غزّة الساحليّ في صيف 2007، لكن أحرار العالم والمتضامنون مع القضيّة الفلسطينيّة جاءت منهم العديد من محاولات كسر الحصار الضارب على غزّة، لتقديم المعونات والمساعدات الغذائيّة والطبيّة لقرابة مليوني غزاوي، يختنقون في أكثر البقع كثافة سكانيّة في العالم. وقد يذوق هؤلاء المتضامنون ألوانًا من الذلّ على عتبة بوابة معبر رفح البرّي تارة، وتراهم يلاطمون أمواج البحر تارة أخرى، ولا يُثنيهم ذلك عن إعادة الكرّة، مرّة تلو الأخرى.
إنها سفن الحرية؛ مجموعة من ست سفن، تضم سفينتين تتبعان مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية. واحدة من هاتين السفينتين «مافي مرمرة». ومولت السفينة الأخرى بتمويل كويتي وجزائري، وثلاث سفن أخرى تابعة للحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة وحملة السفينة السويدية وحملة السفينة اليونانية ومنظمة غزة الحرة، تحمل على متنها مواد إغاثة ومساعدات إنسانية، بالإضافة إلى نحو 750 ناشطًا حقوقيًا وسياسيًا، بينهم صحافيون يمثلون وسائل إعلام دولية.
جهزت القافلة وتم تسييرها من قبل جمعيات وأشخاص معارضين للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة ومتعاطفين مع شعبه، وفي مقدمة المنظمين لرحلة أسطول الحرية مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية. انطلق أسطول السفن من موانئ دول مختلفة في جنوب أوروبا وتركيا، وكانت نقطة التقائها قبالة مدينة ليماسول في جنوب قبرص، قبل أن تتوجه إلى القطاع مباشرة. انطلق الأسطول باتجاه قطاع غزة في 29 أيار/ مايو 2010، محملًا بعشرة آلاف طن من التجهيزات والمساعدات، والمئات من الناشطين الساعين لكسر الحصار، الذي بلغ عامه الثالث على التوالي.
في حادثة فريدة وغير مسبوقة، نجحت المحاولة الأولى لكسر الحصار، ووصلت سفينتا «الحريّة» و«غزّة الحرّة» إلى شواطئ غزّة، عشيّة 23 آب/ أغسطس 2008، بعدما انطلق حوالي أربعين متضامناً دوليّاً من موانئ جزيرة قبرص في رحلة شاقة عبر البحر صوب شواطئ القطاع، جالبين معهم بعض المساعدات الطبيّة. وعلى الرغم من صغر حجم السفن ورمزيّة المساعدات، إلا أنّ هذه الخطوة كسرت أوّلى حلقات الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
بعد شهرين من وصول «الحريّة، وغزّة الحرّة»، رست سفينة «الأمل» الليبيّة صبيحة يوم 29 تشرين الأول/اكتوبر 2008 في ميناء غزّة، بعد انطلاقها من ميناء «لارنكا» القبرصي، وتحدّيها للبحريّة الإسرائيليّة التي حاولت ثنيها وحرف مسارها. حطّت السفينة، وعلى متنها 27 ناشطاً ينتمون إلى 13 دولة، من بينهم النائب السابق في المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي.
بعد أسبوع من مغادرة سفينة «الأمل» قطاع غزّة، وعلى متنها المتضامنون وعدد من الجرحى والمرضى الفلسطينيين الذين نقلوا لتلقّي العلاج في الخارج، وصلت إلى شواطئ غزّة سفينة «الكرامة» في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2008، وعلى متنها 22 ناشطاً، بينهم وزيرة التعاون الدولي البريطانية في حكومة توني بلير السابقة كلير شورت.
بعد ثلاث رحلات بحريّة ناجحة اخترقت الحصار المضروب على غزة من حدودها الغربيّة، أعلن رئيس «اللجنة الشعبية لمكافحة الحصار» جمال الخضري عن انطلاق مجموعة عربية من السفن، من ليبيا، وقطر، والكويت، واليمن، بالإضافة إلى خامسة تركية. الأمر لم يرق للمحتلّ الإسرائيلي بطبيعة الحال، فاعترض سفينة «المروة الليبية» قُبالة شواطئ غزّة، في المياه الإقليميّة، في 1 كانون الأول/ديسمبر 2008. أجبر الاحتلال السفينة على الرجوع إلى ميناء العريش، وتفريغ حمولتها التي تُقدّر بثلاثة آلاف طن من المساعدات الغذائية والدوائية هناك، ومن ثم إدخالها إلى القطاع من خلال المعابر التي تتحكّم بها السلطات الإسرائيليّة.
ما حدث هو أنه بعد منع «المروة» من الوصول إلى ميناء غزّة، اعترضت البحريّة الإسرائيليّة بعدها بستّة أيّام فقط، في 7 كانون الأول/ديسمبر 2008، سفينة «العيد»، التي كانت تحمل مساعدات طبيّة ومعونات إغاثيّة مُقدّمة من فلسطينيي الداخل المحتلّ في العام 1948. وكأنّ إسرائيل في ذلك الوقت اتخذت قراراً داخليّاً بمنع أي سفينة تضامنية من الوصول إلى غزة. لكن، حينها أيضاً، حقّق حصار غزّة ذروة التناقضات في كل شيء: ففي حين تعترض إسرائيل وصول السفن إلى القطاع، تراها لا تمانع أن تفرغ تلك السفن حمولتها في ميناء أسدود، ومن ثم نقل تلك المساعدات إلى القطاع بمعرفة المحتل.
في الشهر ذاته، وقُبيل حرب غزّة الأولى بأسبوع واحد، وصلت سفينة «الكرامة» القطريّة إلى ميناء غزّة في 20 كانون الأول/ديسمبر 2008، وكانت قادمة من ميناء لارنكا القبرصي، تحمل على متنها مساعدات إنسانية مقدمة من أهل قطر للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومتضامنين أجانب وصحافيين، وشخصيات تمثل جمعيات خيرية قطرية.
تطورت الأحداث مع السنوات، وفي 2 شباط/فبراير 2009، وبعد عدوان دامٍ على قطاع غزّة، اعترضت القطع البحريّة الإسرائيليّة سفينة «الأخوة اللبنانيّة» في المياه الإقليميّة الفلسطينيّة، ومنعتها من بلوغ شواطئ القطاع، ومن ثم اقتادتها إلى ميناء أسدود، واعتقلت ركابها الثمانية. وكالعادة، ولأن السفينة تحمل مواد إغاثيّة حقيقيّة، وبكميّات كبيرة، قالت إسرائيل إنها تشتبه بوجود أسلحة وذخائر على متن السفينة. الأمر الذي تكرر مع سفينة «روح الإنسانية»، التي اعترضتها إسرائيل في 30 حزيران/يونيو 2009، وكانت تتبع أيضاً لحركة «غزّة الحرّة»، وحملت مساعدات، ونشطاء أوروبيين وعرباً.
في تلك الفترة تطوّرت محاولات تسيير سفن صغيرة لكسر حصار غزّة إلى ما هو أكبر من ذلك. فقد قررت ستّ منظمات دولية غير حكومية، أبرزها «هيئة الإغاثة الإنسانية التركية» (İHH)، تطوير محاولات كسر الحصار البحريّ على غزة عبر الانتقال إلى مرحلة «الأساطيل»، وعدم الاكتفاء بسفن صغيرة. تم تجهيز «أسطول الحرية الأوّل»، المكوّن من خمس سفن، أكبرها سفينة «مافي مرمرة» التركية، وعلى متن الأسطول قُرابة 750 ناشطاً من 37 دولة.
في 31 أيار/مايو 2010، وفي أثناء إبحار الأسطول في المياه الدولية في عرض البحر المتوسط، هاجمت قوات كوماندوس تابعة للبحرية الإسرائيلية السفينة التركية، طليعة الأسطول، بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، وكانت تحمل على متنها أكثر من 500 متضامن، معظمهم أتراك. واستشهد عشرة من المتضامنين الأتراك، وجرح خمسون آخرون، ما أحدث توتراً في العلاقات التركية الإسرائيليّة، وأدى إلى استنكار دولي واسع، أجبر إسرائيل في ما بعد على التخفيف من حصارها على قطاع غزة.
بعد جريمة «أسطول الحرية» الأول، حاول العديد من المؤسسات تكرار المحاولة، وإطلاق أسطول جديد، وتحديداً في العام 2011. وكان من المفترض أن يبحر أسطول «الحرية 2» من ميناء كريت في اليونان متجهًا إلى غزة، إلا أن ضغوطاً إسرائيلية مُورست على الحكومة اليونانيّة حالت دون انطلاقه من موانئها. وكان الأسطول يتكون من أربع سفن تضامنية، تُقل على متنها نحو 60 ناشطًا من 22 دولة، منها: النرويج، اليونان، إيرلندا، ودول عربية. وعلى غرار القرصنة الإسرائيليّة التي تعرّض لها أسطول الحريّة الأوّل، اعترضت البحريّة الإسرائيليّة طليعة أسطول الحريّة الثالث، سفينة «ماريانا» السويدية، وسيطرت عليها بالقوّة في أثناء إبحارها في المياه الدولية في طريقها إلى القطاع.
ضمّ «أسطول الحريّة 3» أربع سفن غير «ماريانا»، أبحرت صوب شواطئ غزّة، تُقل على متنها ناشطين وبرلمانيين عربًا وأوروبيين متضامنين مع غزّة، يسعون لكسر الحصار المفروض عليها. كما حملت السفن مساعدات غذائية ودوائية إلى القطاع، وشحنة ألواح شمسية للمساعدة في تخفيف وطأة مشكلة الكهرباء التي يعاني منها حوالي 1.9 مليون فلسطيني داخل القطاع.
عندما انطلق أسطول الحريّة الثالث من أوروبا صوب شواطئ غزّة، كانت عيون الغزّيين مشدودة نحو الأفق، وكان كلّ نتوء زائد فوق صفحة الماء يحسبه أهل غزة الظمآنين سفناً. مع ذلك، فإن مخاوفهم الداخليّة من اعتراض البحريّة الإسرائيليّة للأسطول في عرض البحر كانت أكبر بكثير من شغفهم لوصول الأسطول، واستقباله. لهم تجربة طويلة مع سفن كسر الحصار التي اُعترضت، وقُرصنت، قُبالة شواطئ غزّة.
هنا قد تكون انتفاضة السفن هذه، نجحت في تحديد معالم جديدة للسياسة الإسرائيلية لم تكن واضحة من قبل. صحيح أن إسرائيل لم تعترض سفن كسر الحصار الأولى، الثانية، الثالثة، ولا الرابعة، وكلهم جاءوا على متنها عبر قبرص، لكنها أقامت الدنيا ولم تقعدها عندما جاءت سفينة «المروة الليبية». وفي المقابل، فتحت المعابر جزئياً لإدخال مساعدات إنسانية في محاولة لنفي دواعي وصول السفينة الليبية.
ينبغي هنا إدراك الفوارق بين كل هذه الرحلات. ببساطة، رحلة «المروة» لم تكن رمزيّة. فهذه السفينة هي سفينة شحن حقيقية، عليها حمولة كافية لإنعاش غزة -الفقيرة في كلّ شيء- شهوراً. الأمر الآخر الذي أشارت إليه مصادر أمنية إسرائيلية، هو أن «المروة» قدمت من دولة «غير مشجعة لإسرائيل». وفي ظل هذا الاعتقاد، أطلقت مزاعمها بوجود «أسلحة وخبراء إيرانيين وأشخاص غير مرغوب بوجودهم في غزة»، أملاً في إقناع العالم بالقواعد التي تريد إسرائيل ترسيخها.
إذاً، إسرائيل ترحّب بأي سفينة صغيرة تقل متضامنين، وحبّذا لو كانوا من دول غربية. تشجع إسرائيل ذلك، طالما الحراك لا يقدّم معونات حقيقية للمحاصرين. ويشترط أن تنطلق من ميناء «لارنكا القبرصي»، مع إقامة لأيام فحسب، وتسمح بخروج طلاب حاصلين على تأشيرات من دول غربية، ولا مانع من وجود وسائل إعلام أو تجهيزات كاملة للتغطية الإعلامية على كلّ سفينة. فمع الأيام، ستثبت هذه الصور رواية أن إسرائيل لا تحاصر قطاع غزة إلا لدواع أمنية، وهذه السفن تشهد بذلك.
نعم مع اشتداد حصار غزّة، باتت الحاجة مُلحّة إلى التفكير في ممرٍ آخر يسلكه المتعاطفون مع غزّة، غير معبر رفح البرّي الذي تغلق السلطات المصريّة أبوابه أغلب أيّام الأسبوع بوجه المسافرين. وإذا كان مفتوحاً، فهي تمنع عشرات الأجانب من دخول غزّة، لدواعٍ أمنيّة. هنا، بدأت سفن كسر الحصار تنسج قصّتها مع قطاعٍ ساحلي يفتقر إلى أدنى مقوّمات مرفأ حقيقيّ لاستقبال السفن الكبيرة! فيا أحرار العالم.. متى يبدأ فك الحصار الحقيقي؟ لأنه على هذه الأرض ما يستحق الحياة.

كاتب وباحث في تاريخ العلاقات الدولية والسياسة الخارجية

انتفاضة السفن… من أجل القطاع المظلوم

محمـد عبد الـرحمـن عريـف*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق