Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 19 يونيو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


ليبيا: الهلال النفطي بين مطرقة وسندان

Posted: 18 Jun 2018 02:32 PM PDT

تجددت قاعدة الكر والفر في منطقة الهلال النفطي الليبية بين الميليشيات التي تطلق على نفسها اسم «حرس المنشآت النفطية» بقيادة إبراهيم الجضران، والقوات المسلحة التي شاء قائدها اللواء المتقاعد خليفة حفتر أن يسميها «الجيش الوطني». وبعد أن ظل الأول يتمتع بصفة آمر حراسة المنشآت طيلة سنتين، تمكن الثاني من بسط نفوذه على ميناءي رأس لانوف والسدرة في أيلول/ سبتمبر 2016، ليعود ويفقدهما مؤخراً تحت ضغط ميليشيات الجضران.
الشعب الليبي هو الخاسر الأول أياً كانت مزاعم الجضران حول رد الثروة الوطنية إلى الأهالي أصحابها، أو ادعاءات الثاني حول تطهير شمال شرق البلاد من سيطرة العصابات والإرهاب. فإلى جانب الأعداد المتزايدة من القتلى والجرحى والأسرى في صفوف الجانبين، فإن القتال في منطقة الهلال النفطي أسفر عن انخفاض السعات التخزينية من 950 إلى 550 ألف برميل من النفط الخام، حسب تقديرات المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا. هذا عدا عن خسائر بمئات الملايين من الدولارات سوف تنجم عن عمليات إعادة إصلاح المنشآت المتضررة، وفقدان فرص البيع وإبرام عقود جديدة.
وهذا الصراع على الهلال النفطي بين الجضران وحفتر برهان مفتوح على وقوع ليبيا بين سندان الميليشيات التي تعتمد على تسخير المرتزقة وقرصنة الثروات والمتاجرة بالمطالب الجهوية والقبائلية، وبين مطرقة جيش غير شرعي يقوده ضابط متقاعد عمل سابقاً لصالح المخابرات المركزية الأمريكية ويرتهن اليوم لقوى خارجية متعددة تبدأ من القاهرة وأبو ظبي، ولا تنتهي في واشنطن والكرملين. وإذا كان سلوك الأول منسجماً مع تكوين جماعته وأغراضها وأفعالها السابقة في خطف ناقلات النفط أو تعطيل التصدير مثلاً، فإن سياسات القوى الداعمة لجيش حفتر ترقى إلى مستوى التدخل المباشر في شؤون ليبيا الداخلية وتمثل تعطيلاً متعمداً لسيرورات الحل السياسي وإذكاء لنيران الصراعات في البلد.
وفي المقابل، لن يطول الوقت حتى يدرك حفتر، والقوى الإقليمية الراعية لجيشه، أن انتخاب خالد المشري على رأس المجلس الأعلى للدولة سوف يعيد وضع جماعة الإخوان المسلمين الليبية، ممثلة في «حزب العدالة والبناء» الذي ينتمي إليه المشري، في قلب المعادلة السياسية الداخلية. ولقد كان لافتاً أن الحزب اعتمد خطاباً معتدلاً وانفتاحياً تجاه قوات حفتر من زاوية أنها تنتمي إلى ليبيا وتحارب الإرهاب، وهذه بذرة صراع جديدة في قلب معسكر حفتر لأن أي تقارب مع الإخوان لن يحظى بقبول المجموعات السلفية داخل صفوف «الجيش الوطني»، فضلاً عن السيسي ومحمد بن زايد.
في غضون ذلك تتباعد الشقة بين طرابلس مقر حكومة فايز السراج التي تحظى بالاعتراف الدولي، وطبرق التي تحتضن حكومة عبد الله الثني وليدة برلمان 2014 المنتخب. ويُخشى بذلك أن تكون ذهبت أدراج الرياح الجهود التي بذلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر دولي حول ليبيا رعته باريس أواخر أيار/ مايو الماضي، وخاصة لجهة التوصل إلى إجراءات الحد الأدنى في تطبيق الإعلان السياسي الذي نجم عن ذلك المؤتمر، من حيث اعتماد الدستور أو الإعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية أو توحيد المؤسسات السيادية أو بناء مؤسسة عسكرية موحدة.
هنا، أيضاً، لا تغيب حال المطرقة والسندان.

ليبيا: الهلال النفطي بين مطرقة وسندان

رأي القدس

كيف نعيش من دون صحافة؟

Posted: 18 Jun 2018 02:31 PM PDT

لم يخطر في بالي يوماً أنني أستطيع أن أعيش من دون قراءة الصحف.
وأنا لا أتكلم هنا عن هيمنة الانترنت، فللانترنت فضائل عديدة أهمها أنه كسر جدار الممنوعات بشكل نسبي، وسمح لنا بقراءة ما نشاء من الصحف من خلف الكومبيوتر.
تعودت على شرب القهوة أمام الكومبيوتر، صحيح أن الأمر لم يكن سهلاً في البداية، لكنك لا تستطيع أن تبقى خارج زمنك، فصارت القراءة الصباحية للصحف والأخبار على الانترنت جزءاً من نمط حياتنا الجديدة.
أنا أتكلم عن الفراغ الفكري والسياسي الذي ضرب الصحافة اللبنانية بلعنتين:
الأولى اسمها الخواء، والثانية اسمها اللامصداقية.
وأنا لا ألوم الصحف أو ما تبقى منها وحدها، ولا أعتقد أن المال السياسي الذي كان جزءاً من الصحافة اللبنانية منذ الخمسينيات هو المسؤول.
إذاً لماذا لا تصمد أي جريدة أكثر من خمس دقائق بين أيدي القراء.
لا تقولوا أنه عصر السرعة والانترنت ووسائل الاتصال الاجتماعية، فلا شيء يستطيع أن يحجب مقالاً فكرياً أو سياسياً عميقاً، ولا شيء يمنع الناس من القراءة سوى الخواء واللامصداقية.
والمسؤولية ليست مسؤولية الصحافيين، ماذا يستطيع الصحافي اللبناني أن يكتب في زمن جبران باسيل؟ أو في هذا الزمن العربي الذي يحتله الكيميائي من جهة، وكوليرا الأصولية من جهة ثانية.
كيف تستطيع أن تحلل مسار تشكيل الحكومة اللبنانية، عندما تكتشف أن فدرالية الطوائف قررت تحويل النظام الفدرالي غير المعلن إلى بنية السلطة، وأن هم السياسيين اللبنانيين بعد الانتخابات النيابية لا علاقة له بالدين العام أو إفلاس الدولة أو إخراج لبنان من الصراع الاقليمي الوحشي أو وقف الإنقلاب الزاحف الذي يمارسه حزب الله…
فالسياسة اللبنانية ماتت، إنها تدور اليوم حول لعبة لغوية إجترحتها عبقرية وزير الخارجية والتي بدأت بتغيير اسم المغتربين الى منتشرين، وتواصلت مع تغيير إسم اللاجئين السوريين إلى نازحين، ووصلت إلى ذروتها مع افتعال معركة دونكيشوتية مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
باسيل يحك على جرحين:
الأول هو العظامية اللبنانية على الطريقة السعيد عقلية، وهنا يأتي الإصرار على الانتشار بدل الاغتراب. ينسى الوزير أن اللبنانيين اغتربوا بسبب الفقر والجوع وهرباً من الحروب والموت. اغتربوا بحثاً عن مأوى، ولم ينتشروا كالفاتحين. عدم رؤية الواقع وتجاهل الحقيقة، هي آفة لبنانية مستعصية، فلا تزال المهرجانات السياحية الصيفية تتوالى، رغم عدم وجود السياح، ورغم الشطآن المنهوبة والملوثة والجبال التي تقضمها الكسّارات والنفايات التي لا تجد لها حلاً سوى في تلويث البحر.
أما الوجه الباسيلي الآخر فهو رفض الاعتراف بواقع اللجوء السوري، فالسيد باسيل ووالد زوجته الرئيس، كانا منذ بداية المأساة السورية التي صنعها نظام وحشي قرر أن مصير سوريا هو الخراب، متعاطفين ومتحالفين مع نظام بشّار الأسد. هذه العقدة من اللاجئين الفقراء تحك جرحاً طائفياً، وتوقظ وهم تحالف الأقليات ضد الأكثرية. والوزير ينسى أن جزءاً من المأساة صنعه مقاتلون لبنانيون ذهبوا «للدفاع» عن «مقام السيدة زينب»، فساهموا في طرد السوريين وتهجيرهم من بلادهم.
ونأتي أخيراً إلى المشكلة المفتعلة مع مفوضية اللاجئين، وهي ليست سوى مقدمة لعودة نفوذ النظام السوري إلى لبنان، التي بدأت طلائعه مع «الودائع» السورية في المجلس النيابي الجديد. هل سأل الوزير اللبناني نظيره السوري إذا كان نظام الأسد مهتماً بعودة اللاجئين، وما معنى القانون رقم 10 الذي يسعى إلى تجريدهم من أملاكهم؟
إنها حفلة تنكرية لا يستطيع أحد فهمها بشكل منطقي، فالسياسة اللبنانية خرجت عن المنطق، وصارت لعبة كلمات متقاطعة، تبدأ بمحاربة الفساد وهي مهمة على الفاسدين القيام بها! ولا تنتهي إلا على أعتاب المحاصصة الوزارية التي تلغي النظام الديمقراطي بشكل فعلي.
ماذا نقرأ إذا كنا سنفتتح صباحاتنا بتحليل البديهي الذي نعرفه ونحاول أن نتحايل عليه كي لا نقول ما يجب أن يقال. وللإنصاف فإن من هم مستعدون لقول الحقيقة باتوا مهمشين أو خارج اللعبة. فبيروت فقدت غوايتها، ولم تعد صحافتها تجد القدرة على الاستمرار إلا بشق النفس، والصحافيون هم في النهاية جزء من النظام السياسي والاجتماعي الذي يتآكل.
أما الأخبار العربية فإنها لا تقل عبثية ولا جدوى عن الأخبار اللبنانية، فلقد وصلت الوقاحة بالأنظمة العربية حدوداً غير مسبوقة. نزعت الأنظمة جميع أقنعتها، ومن لم ينزع القناع بنفسه تكفل نتنياهو بإزالته، أو عليك أن تقرأه في تصريحات إيرانية أو روسية أو أمريكية، تكشف كل شيء وتعري النظام العربي.
لا يبقى سوى ملاحقة أخبار القصور وكواليس مؤامرتها، أما حكايات الناس العاديين فلا تجد لها مكاناً إلا حين ينفجر الوضع كما حصل في عمان مؤخراً، أو حين تسيل الدماء الفلسطينية أمام بوابات غزة المقفلة.
كيف نقرأ وماذا ونحن نرى الشرطة الفلسطينية تسحل المتظاهرين في رام الله لأنهم طالبوا برفع الحصار عن غزة، أو ونحن نتابع مآسي نساء لبنان اللواتي يخطف منهن أبناؤهن بقوة قانون ذكوري لا يزال مصراً على أن المرأة اللبنانية لا تستطيع منح جنسيتها لأبنائها بينما تمنح الجنسية لرجال المافيات والأغنياء.
أين تقع المشكلة؟
هل المشكلة في الصحافة التي صارت هامشاً في حياتنا أم في زمن الانحطاط الذي حوّل حياتنا إلى عبء لم نعد قادرين على احتماله؟

كيف نعيش من دون صحافة؟

الياس خوري

الأردنيون غاضبون من مسلسل مصري يحاكي حرق الكساسبة… رشا رزق حين تغني… ولا دليل إلى الدراما الرديئة!

Posted: 18 Jun 2018 02:31 PM PDT

الأردنيون غاضبون من غادة عبدالرازق بعد أن استلهم مسلسلها الرمضاني الأخير «ضد مجهول» الطريقة التي أعدم فيها «داعش» مواطنهم الطيار معاذ الكساسبة، إثر سقوط طائرته وأسره ثم حرقه في قفص في مشهدٍ طقسيّ غير مسبوق.
عبدالرازق أشعلت النار بجسد قاتل ابنتها داخل قفص في الصحراء مرتدياً البدلة البرتقالية ذاتها التي ألبسها «داعش» لأسراه، في محاكاة لا تخطئها العين مع المشهد الداعشي المنفر.
لن يستطيع المسلسل المصري أن يجاري براعة «داعش» في تنفيذ مشهد الحرق، ليس فقط بسبب واقعيته، أو أسبقيته، بل وكذلك لأن الأصل الداعشي كان مدروساً بعناية كمادة مصورة، ليظهر للجمهور العريض كرسالة انتقامية، متشفيّة، وتحريضية. ومن المعروف أن فيديوهات «داعش» كانت تنتج بإشراف محترفين أجانب ممن انتموا للتنظيم.
لا شك أن المشهد مؤذ لعين المتلقي، قاس وعنيف ومتطرف، حتى لو لم تكن هناك حكاية الكساسبة. ولكنه أيضاً لم يراع أي حساسية لأهل الطيار الأردني، أولئك الذين كان يؤذيهم، ومثل أي أهل آخرين، أن يمر مجرد ذِكر لحادثة الحرق، وقد انسحبت والدته مرة من مقابلة هاتفية مع قناة مصرية لمجرد أن المذيع راح يكرر على مسمعها أن ابنها قضى حرقاً بتلك الطريقة.
يطالب الأردنيون اليوم بمقاضاة عبدالرازق بسبب ما اعتبروه مسّاً ببطلهم، وإيذاء لمشاعرهم. وقد يكون من المستبعد أن يستمع القضاء لدعوات من هذا النوع، فالأمر ليس فيه خرق لممنوع قانوني، إنما هو غياب لحساسية أخلاقية تراعي أهل الكساسبة، أما أنها لا تراعي حساسية المشاهدين الرمضانيين في بيوتهم.
الدعوى الوحيدة التي يمكن لها أن تكون مسموعة أن يتقدم «داعش» بشكوى بخصوص حقوق الملكية الفكرية.

رشا رزق.. صوت وحيد

يتشارك سوريون كثر (يتشايرون على وجه الدقة) فيديو كليب أغنية لمواطنتهم رشا رزق يحمل عنوان «أحباب». أغنية تقول كلماتها «قد رنّ جرس الباب/ مرحباً بالأحباب/ طال انتظارنا والشوق/ لمن عنّا غاب/ هذي كؤوس الشاي/ لن يملأها سواي/ ترن كالأجراس حين تمسكها يداي/ أصواتكم تملأ الدار/ ضحكاً، نقاشاً، وحوار/ جيران، أصحاب هنا/ نتشارك هذا الهناء.. آه هناء..».
لم تخرج المغنية في أغنيتها لحناً وأداء وكلمات من عباءة أفلام الكرتون المدبلجة، حيث عرفت الفنانة مغنيةً في شارات تلك المسلسلات، والتي غالباً ما كان نجاحها يأتي محمولاً على نجاح الفيلم الأجنبي المدبلج، أو ربما هو مجرد الحنين لصوت رافق طفولتهم، ومن ضيق هذه البلاد أن الأصوات فيها لم تتعدد، حتى على مستوى فيلم كرتون مدبلج.
تأتي أغنية «أحباب» لتكشف حجم هذه الموهبة المتواضعة، والتي على ما يبدو صدقت نفسها إلى حدّ أنها أرادت التأليف والتلحين إلى جانب الغناء. لم لا، ما دام هناك تلفزيون سخيّ في تمويل الأعمال الرديئة (الكليب من إنتاج «تلفزيون سوريا»)؟! لذلك لن نستغرب فوق كل هذا أن يأتي الكليب (المصوّر في سوريا وتركيا وفرنسا) بالقدر ذاته من التواضع.
لا نستغرب هذا السخاء الإنتاجي، ولا هذه المواهب المتواضعة بالجملة، إنما نستغرب أن يتشارك سوريون كثر في ترويج هذه البضاعة الفاسدة.

دراما سورية متضامنة

مدهش كم التضامن والتحابب بين السوريين من صنّاع الدراما التلفزيونية السورية، مخرجين وكتاب سيناريو وممثلين، في عزّ النزاع من قبل الجميع ضد الجميع، وعلى كل شيء. مدهش بالضبط لأن السوريين، شبيحةً ومعارضين، ما اجتمعوا قط إلا على طاولة تلك الصناعة. كيف حدث ذلك؟ هل هو التسامح والمحبة بعد سنوات من التشبيح والتحريض والاتهام والتخوين؟ أم أن رابطة «البزنس» أقوى من أي رابطة أخرى؟
لكن إذا كانت طاولاتهم ملأى بالحب والتضامن إلى هذا الحدّ لماذا لا يثمر ذلك دراما متألقة على قدر تلك المحبة؟! إذ يجمع كثيرون على مستوى متدن، يزيد انحداراً مع كل رمضان جديد!

دليلك إلى الدراما الرديئة

يقترح شاعر وكاتب سيناريو تلفزيوني سوري زواية صحافية تحت عنوان «دليلك إلى الدراما الرديئة»، على غرار زاوية صحافية قديمة تصدّت للكتاب الرديء حملت عنوان «دليلك إلى الكتاب الرديء»، ويتساءل الكاتب إن كان هناك من الصحافيين من لديه الجرأة على مثل هذه الخطوة.
الجواب يأتي بالذات من ناقد فني متابع لسنوات طوال، على ما يقول في رده، متسائلاً «أي منا لديه القدرة الكاملة، لا الجرأة، لتحديد أفضل المسلسلات أو أسوأها؟». فبرأيه «تلك تحتاج إلى قواعد، اتفقت كل نظريات النقد أنها تتأثر بالتعليم والأذواق وعادات الفرجة لدى من يشترك في وضعها، وطيف المسلسلات التي شاهدها، ووجهة نظرهم عن مفهوم الدراما التي يؤمنون بها، تلك المرجعيات تجعلنا كصحافيين ونقاد، وأتكلم عن نفسي إن لم يرق لزملائي التعميم هنا، أضعف من أن ننتهي إلى قائمة عادلة للدراما الرديئة..أو حتى الدراما الجيدة»!
ثم يختم الناقد اعتراضه بالقول: «أنا فلان الفلاني، المتخصص بالدراما السورية، أعلن أني أضعف من أن أصنع تلك القائمة، لا من باب عدم امتلاكي الجرأة، وإنما لأني لا أملك القدرة».
تصوروا أي سوريا هي إذاً في عقل ذلك الناقود! سوريا التي لم تستطع أن تنجب ناقداً واحداً يستطيع أن يميز المسلسل التلفزيوني الجيد من الرديء!
هل الأمر حقاً أننا لا نملك القدرة، أم أننا لا نملك الجرأة، أم أن السرّ في صحافة العلاقات العامة والبزنس وخلافه؟

إعلان بنكهة الممنوع

لعلها على حق، هذه المرة، تلك الضجة اللبنانية حول إعلان لمشروب من الشعير خال من الكحول. صحيح أن المنتج خال من الكحول، باعتباره محرماً دينياً، ومحظوراً اجتماعياً وخطراً صحياً، لكن الإعلان ينهل من «أمجاد» تلك المشروبات، يستوحيها لتسويق سلعته، أساساً من دون ذلك من كان سيلتفت لشراب الشعير (الاسم بذاته، من دون أمجاد سلفه الكحولي، يحتاج لألف حملة إعلانية لتهيئته كمادة مقبولة على الطاولات).
إعلان يعرض شرائح متنوعة من الناس كل بيده تلك الزجاجة الخضراء (حتى شكل الزجاجة ولونها يستلهم الأصل الكحولي)، مع معلّق يؤدي بصوت يوحي أنه في حالة سكر، أو يكاد. يقول حين تظهر صورة امرأة: «بشرب وأنا حبلى»، ويروح يسهب أثناء ظهور الآخرين: بشرب قبل ما سوق (يظهر سائق وفي الخلفية يصعد الأولاد إلى باص المدرسة). بشرب وعمري 15. بشرب قبل السبور (الرياضة). بشرب قبل ما أوعى. بشرب قد ما فيي. بشرب لأنه فيي. بشرب على طول. بشرب بلا كحول».
مفهوم أن الأكثر تشدداً تجاه الإعلان هم من المتدينين باعتبارهم نوعاً من «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، ولكن هناك أيضاً من يرى في الإعلان خطراً اجتماعياً وصحياً لأنه يوحي بـ «اللذائذ» الأصلية، وبالتالي لا بد من قوننته (على الأقل في أوقات عرض محددة)، تماماً كما حدث مع التزام المجتمع الدولي في منع إعلانات التدخين، وقوننة إعلانات المشروبات الروحية.

كاتب فلسطيني سوري

7gaz

الأردنيون غاضبون من مسلسل مصري يحاكي حرق الكساسبة… رشا رزق حين تغني… ولا دليل إلى الدراما الرديئة!

راشد عيسى

مصر… قمع المواطن كبديل عن إشراكه في الشأن العام

Posted: 18 Jun 2018 02:31 PM PDT

على النقيض من الاتهامات الواهية التي تكيلها السلطوية الجديدة في مصر إلى منظمات المجتمع المدني المستقلة وإلى المدافعين عن حقوق الإنسان بزعم تآمرها وتآمرهم لتدمير البلاد وفرض الفوضى، فإن السلطوية الجديدة هي المسؤولة الأولى عن تهديد استقرار وأمن مصر وفرص تعافيها من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة بسبب سياسات القمع المباشر (التوظيف العنيف والمفرط للأدوات الأمنية) وغير المباشر (تمرير القوانين المقيدة للحريات) وانتهاكات الحقوق والحريات المتراكمة التي تورط بها مؤسسات وأجهزة الدولة. فمثل هذه السياسات والمظالم المترتبة عليها تقوض السلم المجتمعي، مثلما تقوض الثقة الشعبية في الحكم ومن ثم تضعفه على المدى المتوسط والطويل.
تمارس السلطوية الجديدة تشويها ممنهجا لمعارضيها وتصطنع منهم قوائم الأعداء والإرهابيين دون اعتبار لتداعيات ذلك على مبادئ حكم القانون وشعور المواطنين بالعدالة. بل أن الحكم في مصر في معرض تطبيقه لسياسات القمع المباشر وغير المباشر يتجاهل التداعيات الخطيرة لسياساته إن لجهة دفع بعض ممن يواجهون عنف النظام إلى اللجوء إلى العنف المضاد واعتناق الأفكار الراديكالية والترويج الزائف لها كبديل وحيد لمواجهة الظلم أو لجهة اصطناع بيئات مجتمعية حاضنة للعنف.
والحصيلة هي إغلاق الفضاء العام، وإلغاء السياسة، وتمكين مروجي نظريات المؤامرة وخطاب الكراهية ومقولات الشعبوية الدينية والوطنية من تزييف وعي الناس. الحصيلة هي حالة إنكار للمظالم ولانتهاكات حقوق الإنسان، وإسكات أصوات المدافعين عن حقوق الإنسان والمطالبين بالتحول الديمقراطي. زيفا، تصير جرائم الاختفاء القسري والتعذيب والقتل خارج القانون ممارسات مشروعة تستهدف حماية الاستقرار والأمن ومواجهة الإرهاب.
ليس بغريب أن تنكر السلطوية الجديدة في مصر وضعية الأزمة المستحكمة التي ترتبها أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة يتحمل كلفتها الفقراء والأسر محدودة الدخل، أوضاع صعبة يتقاطع معها إطلاق اليد القمعية باتجاه المواطن والمجتمع. ليس بغريب أن يراوح الحكم فيما خص المظالم وانتهاكات الحقوق والحريات المتراكمة بين نفي حدوثها وبين توصيفها كحالات فردية «جاري التعامل معها» من قبل السلطات العامة. ليس بغريب أن يتورط بعض الرسميين في التحريض على العقاب الجماعي لمعارضي الحكم (وما الحملة الأخيرة لسلب حرية معارضين من أمثال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والمحامي هيثم محمدين والدكتور شادي الغزالي حرب إلا دليل بين على ذلك)، وفي الترويج لغرائز الانتقام دون أن يتوقف أحد في دولاب الدولة أمام هذه الكارثة أو يبدي شيئا من الاهتمام بتداعياتها السلبية على القليل المتبقي من ثقة الناس في المؤسسات والأجهزة العامة وثقتهم في إمكانية العدل في بر مصر.
ليس بغريب أن تستنزف الموارد العامة المحدودة بين الكلفة الباهظة «للمشروعات الكبرى» التي يعلن عنها دون دراسات علمية جادة وبين تضخم موازنات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وأن تتواصل من ثم إجراءات رفع الأسعار (الزيادة الأخيرة في سعر الوقود مثالا) وعمليات الاقتراض والاستدانة من الخارج وتتراجع بشدة فرص التنمية المستدامة.
ليس ذلك بغريب فنظم الحكم السلطوية يندر أن تنجح اقتصاديا واجتماعيا، وهي تمعن عادة في إنكار القمع ونفي الظلم، وبعضها يعتاش بالفعل على صناعة متجددة باستمرار «للأعداء» الذين تستطيل قوائمهم وتبرر ممارسات العقاب الجماعي بحقهم. ومن الطبيعي أيضا أن تكون الوجوه الأخرى لجمهورية القمع والخوف التي تنتجها السلطوية في مصر هي سطوة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وتهميش كل ما عداها داخل بنية الدولة وسلطاتها ومؤسساتها العامة، وهي أيضا إمساك بارانويا الخوف من المواطن والمجتمع بالحكام على الرغم من أسوار القمع العالية التي يشيدونها لإخضاع الناس والموارد التي يهدرونها في تزييف الوعي العام لمقايضتهم بالخبز والأمن على الحق والحرية.
لا يأمن حكام النظم السلطوية أبدا جانب المواطن، ويجعلون من «الاشتباه» فيه أساسا لتعقبه وتهديده بالقمع وتعريضه له. لا يأمنون كذلك أبدا جانب المجتمع الذي قد لا تنطلي عليه طويلا ألاعيب تزييف الوعي، وسرعان ما يظهر التململ من الظلم ثم يبدي الاستياء من المظالم متبوعا بالمطالبة بمحاسبة المتورطين والبحث عن بدائل أفضل لإدارة شؤون البلاد.
لكل ذلك، يتصاعد بوتائر متسارعة انتقال السلطوية الجديدة في مصر إلى اعتماد أساسي على القدرات القمعية، وعلى ممارسات الضبط والتعقب الأمني التي يتجاوز نطاقها المعارضين الفعليين والمحتملين ويتسع ليشمل عموم الناس. صار القمع عقيدة رسمية، والحاكم وأعوانه تسيطر عليهم بارانويا «الأخطار الخفية والمؤامرات السرية»، والأجهزة العسكرية والأمنية والاستخباراتية تقصي جميع منافسيها بعيدا عن دوائر الحكم وتستتبع السلطات العامة وتفرض على النخب الاقتصادية والمالية شراكة «الربح نظير التأييد» وشراكة «الحماية نظير الامتناع عن المعارضة» وتهيمن على الفضاء العام على نحو يغتال حريته وموضوعيته.
لكل ذلك، يوظف الحكم السلطوي أيضا القمع غير المباشر من خلال صناعة وتمرير القوانين المقيدة للحريات وتوظيفها لإغلاق الفضاء العام وإلغاء السياسة وإعادة توطين الخوف بين المواطنين. وفي وقت تعصف به الأزمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، يصعب توقع أن تتوقف السلطوية الجديدة في مصر عن القمع وانتهاكات الحقوق والحريات أو أن تكف عن صناعة الأعداء والمتآمرين المتوهمين لتمرير القمع والانتهاكات باتجاه الطلاب والشباب والعمال والأصوات السلمية المطالبة بالديمقراطية. كما يصعب توقع أن تنفتح السلطوية على صيغة للحكم بها قبول لشيء من الشراكة مع قوى مجتمعية وسياسية رئيسية أو تحرير للفضاء العام والمجتمع المدني من حرب الإلغاء والحصار الراهنة. لك الله يا مصر.

٭ كاتب من مصر

مصر… قمع المواطن كبديل عن إشراكه في الشأن العام

عمرو حمزاوي

الغزو الإسرائيلي التطبيعي لعواصم العرب

Posted: 18 Jun 2018 02:30 PM PDT

وفد إسرائيلي جديد يزور مملكة البحرين خلال الأيام القليلة المقبلة، ليشكل حلقة جديدة في مسلسل التطبيع العربي المجاني مع إسرائيل، في الوقت الذي يتم فيه عزل دول عربية عن محيطها وعمقها القومي، بما فيها السلطة الفلسطينية ذاتها التي باتت تعاني من حالة مقاطعة صامتة، وبات رئيسها في «عُزلة» غير معلنة بسبب أنه يرفض «صفقة القرن».
الوفد الإسرائيلي الرسمي سيزور البحرين يوم الأحد المقبل من أجل المشاركة في اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة «اليونسكو»، أما اللافت في الأمر والغريب فيه هو أن الإعلان عن المشاركة الإسرائيلية تم من خلال صحيفة بحرينية حكومية محلية، وهي جريدة «أخبار الخليج»، ونقلت الصحيفة هذه المعلومات عن مسؤول رسمي في البلاد.
الغريب أيضاً أن المسؤول الحكومي البحريني، الذي أعلن صراحة زيارة وفد إسرائيلي إلى المنامة، وأكد مشاركته في هذه الاجتماعات ليس لديه أي علم عما إذا كان وفد من دولة قطر سوف يشارك أم لا، ما يعني أن التأكد من زيارة الوفد الإسرائيلي أصبح أسهل وأوضح من الوفد القطري، وأن وصول الوفود الإسرائيلية إلى بعض الدول العربية بات أسهل من وصول القطريين.. بالاضافة طبعاً إلى أنه لا يوجد حالياً أي طريق بري أو جوي أو بحري يربط بين الدوحة والمنامة اللتين تبعدان عن بعضهما بعضا عشرات الكيلومترات فقط!
العالم العربي يشهد حالة غير مسبوقة من التردي والارتماء في الحضن الإسرائيلي، والكثير من الأنظمة العربية أصبحت تُجهد نفسها في إقناع شعوبها بأن إسرائيل أفضل من بعض الأشقاء العرب، وهي نظرية منافية للعقل والمنطق والفهم السليم للإنسان السوي والطبيعي. في العالم العربي نجد دولاً تستضيف وفوداً إسرائيلية، بينما تغلق أبوابها وحدودها وأجواءها ومطاراتها أمام وفود عربية شقيقة، وفي العالم العربي صوتت بعض الدول لصالح الولايات المتحدة ضد المغرب في «الفيفا»، وثمة أنظمة عربية تُقدم الدعم والتمويل لمشروعات تخريبية خارج وداخل العالم العربي، بينما تستكثر على بلد مثل الأردن أن يحصل على مساعدات تنموية تؤدي إلى إنعاشه اقتصادياً! كيف يُفكر العرب وكيف تفكر أنظمتهم؟ ومن أين جاؤوا بعقول تنتهي إلى محاربة أصحابها؟ وإذا كان للعرب أنظمة تنتهج هذا النهج البائس، فمن أين تأتي هذه الأنظمة بشعوب تُطبل لها وتهتف باسمها وترقص من أجلها؟
وبالعودة إلى الوفد الإسرائيلي الذي يزور البحرين، فالسؤال الذي يبدو ملحاً هو: لماذا تتعمد السلطات أن تعلن وعبر صحفها الحكومية بأن وفداً اسرائيلياً يزور المنامة؟ هل سيفرح سكان البحرين بهذه الزيارة؟ أم سيخرجون لاستقبال الوفد بالورود والأزهار؟ بكل تأكيد لا، والجواب على هذه الأسئلة بسيط، بل بسيط جداً، وهو أن الأنظمة التي تقيم علاقات سرية مع إسرائيل تريد الآن أن تخرج بها إلى العلن.. وتتعمد تسريب هذه الأخبار للتحول إلى العلانية.
السؤال التالي إذن: لماذا يريدون تحويل العلاقات السرية مع إسرائيل إلى علنية؟ وما الذي سيختلف عليهم ما دامت مصالحهم ومصالح الإسرائيليين متحققة؟ الجواب هنا هو المهم في كل ما يجري، وهو أن المنطقة برمتها يُراد لها الوصول إلى ترتيب جديد، وما نخشاه هو أن يكون الترتيب الجديد تمهيدا لإجبار الفلسطينيين على تسوية جديدة تتجاوز الثوابت التي لم يقبل لا الرئيس الراحل ياسر عرفات ولا من سبقوه أو تبعوه التفريط بها، بما في ذلك ما يتعلق بمدينة القدس المحتلة وستة ملايين لاجئ فلسطيني وغير ذلك من القضايا الاستراتيجية المهمة.
والخلاصة هنا، هو أن الحديث عن زيارة وفد رسمي اسرائيلي بشكل علني لعاصمة عربية لا يمكن أن يظل في إطاره السطحي والظاهر، وإنما نحن أمام واقع عربي وإقليمي جديد يتم تمريره تدريجياً عبر مناسبات مثل اجتماع لجنة التراث العالمي أو غير ذلك من المناسبات التي لا تهمنا بالمطلق.. وإنما ما يهمنا أن ثمة غزو اسرائيلي تطبيعي لعواصم العرب تمهيداً لتحويل العلاقات السرية إلى علنية.
كاتب فلسطيني

 

الغزو الإسرائيلي التطبيعي لعواصم العرب

محمد عايش

الأردن: دور «حيتان البنوك» في تحريك الشارع… حكومة يترأسها الرزاز ويديرها المعشر و«تفخيخ» بعد الإطاحة بوزراء «التأزيم»

Posted: 18 Jun 2018 02:30 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: يطلب رئيس الوزراء الأردني الجديد الدكتور عمر الرزاز بوضوح وبساطة من الشارع البقاء على اتصال ودعم الحكومة… «فالطريق صعب وطويل وموحش إذا لم نمضه معاً».
لغز جديد سياسياً بعنوان «الطريق الموحش» على الصفحة النشطة لرئيس حكومة هو الذي قرر مخاطبة الأردنيين حصرياً عبر وسائط تواصلهم وليس عبر الاعلام الرسمي. ولا يكفي ذلك لتحقيق منسوب التمايز والتباين المطلوب لبقاء الحماية الشعبية للتجربة فقد انهار الغطاء الشعبي المغرق في التفاعل بمجرد الإعلان عن تشكيلة الفريق الوزاري حيث خيبة أمل عريضة تؤشر على أن فكرة وزارة الرزاز ارتفعت وبقوة عندما تكلف الرجل لعشرة أيام. لكنها أنهارت بحماس وفي دقائق عندما تبين أن هذه الأيام العشرة انتهت بتعديل على حكومة سلفه التي أسقطها الشارع الدكتور هاني الملقي.
ترك الرزاز الرأي العام يسرح ويمرح خلال عطلة العيد ونهشت غالبية التعليقات ثلاثة أو أربعة وزراء فقط من الوجوه الجديدة. قال الرزاز في اليوم الثالث للعيد ما معناه «الطاقم مسؤوليتي وحاسبوني على اختياراتي». وشرح الرجل فكرة على أمل تبديد الخيبة بالطاقم قوامها ان الهدف من التغيير الوزاري كان حصرياً إحضار طاقم اقتصادي جديد يقود حواراً عاماً على السياسات الاقتصادية. لم ترد هذه المسألة أصلاً في سجالات الشارع أيام مظاهرات هبة رمضان على الدوار الرابع. ولم ترد في أدبيات الخطاب الملكي الوحيد الشارح الذي ترافق مع تكليف الرزاز .

وزراء «التأزيم»

في كل حال ما تقوله الحكومة هنا هو أنها ولدت للتخلص من وزراء التأزيم الاقتصادي وعلى رأسهم بطبيعة الحال ثلاثة وزراء هتف الشارع ضدهم هم عماد الفاخوري وجعفر حسان وعمر ملحس.
ويجلس مكان هؤلاء اليوم وزراء جدد في اطار المطبخ الاقتصادي على رأسهم العجوز المحنك والمخضرم الدكتور رجائي المعشر وبينهم وزير المالية الجديد عز الدين كناكرية الذي كان اصلاً اميناً عاماً للوزارة في عهد ملحس اما الوزيرة التي خلفت الفاخوري فيعرفها الأردنيون لأول مرة وهي ميري قعوار. وحتى اللحظة لا تقول الحكومة للرأي العام كيف وعلى أي أساس تم اسقاط وزراء التأزيم الاقتصادي وهل تتغير ملامح النهج الاقتصادي نفسه؟
لا أحد يريد ان يغرق في التوقع هنا وبعض الاجتهادات مبكراً تخشى من أن ما حصل قد لا يكون اكثر من استبدال وزراء تأزيم اقتصادي بطاقم تفخيخ اقتصادي خصوصاً مع الاستعانة بأربعة رموز من أحد البنوك التجارية وهو ما لم يحصل في الماضي. ثمة من يتصور أن حيتان القطاع المصرفي كان لهم دور أصلاً في الإضراب وتحريض الشارع وتحريك الطبقة الوسطى وموظفيهم على الحراك. ولو صدقت هذه الرواية فيمكن فهم مبررات توزير القطاع البنكي او تمثيله ما دام قادراً على التأثير في الشارع وفي الطبقة الوسطى تحديداً التي كانت تنام في الصمت لعقود.
لذا هل إدخال بنك محدد إلى لعبة القرار والسياسة كان مقصوداً بحد ذاته؟
يبدو سؤالاً ملغوماً ولا يمكن الإجابة عليه الان لكن كل ما حصل وبوضوح ان الطاقم الوزاري الغريب الذي قرره الرزاز هوى بالتجربة من اعلى سقف التوقعات الى ادناها والحماس اختفى تماماً من الشارع.
ومن الواضح ان الرزاز يحاول مغازلة الشارع وهو يتحدث عن مشاركة واسعة في صناعة القرار وعن اهتمامه في تصويب مسيرة الحكومة من قبل المواطنين اذا ما اعوجت وعلى طريقة عمر بن الخطاب.
لملمة الشارع مهمة صعبة وما يقوله انصار الرزاز ان حكومته تحتاج الى فرصة سبق ان استهلكتها عشرات الحكومات السابقة خصوصا وان من رفع سقف التوقعات هو الدولة نفسها والرزاز نفسه قبل ان يشكل فريقاً بنكهات سياسية وحراكية وضابط الإيقاع الرئيسي فيه شاب في الخامسة والسبعين من عمره ورمز اقتصادي ومالي كبير ويمثل جبهة مأمونة ومضمونة لكبار المستثمرين في قطاع البنوك.
يخشى المتحمسون للتجربة اليوم من واقع موضوعي من الملموس ان الرزاز يحاول إنكاره فالحكومة يترأسها الرجل المقبول شعبياً لكن من سيديرها في النتيجة هو الدكتور المعشر الرجل الثاني الذي لم يكن نائباً لرئيس الوزراء للشأن الاقتصادي حصرياً وحظي بحقيبة دولة دون تسمية وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء ولأول مرة منذ سنوات طويلة.

«مشهد مبرمج»

لا يعني ذلك إلا ان الدكتور رجائي المعشر «سيفلتر» كل التفاصيل وسيشرف قسراً على كل الملفات ويلعب دور الفلتر الرئيسي للحكومة. تلك جزئية بدأت تحتاج إلى تفسير وإلى شرح منطقي لا يكفي ليتفاعل معه قول الرزاز إن اختيار الوزراء كان مسؤوليته الشخصية لأن الموقع الذي حظي به المعشر تم تخييطه وتقييفه على قدر قيادة متقدمة في عمق تجربة الرزاز.
ثمة من يعتقد سياسياً أن ذلك المشهد كان مقصوداً ومبرمجاً لانزال الرزاز وحكومته على الارض بعد تحليق حساس في أجواء الشارع ولنزع الدسم الشعبي فوراً من حكومة حظيت بتفويض شبه عارم عند تكليف رئيسها وقبل تشكيل طاقمها. فقط وجود رجل ثان بحجم وخبرة وحنكة المعشر يتكفل بهذه المناقلة.
اما معسكر المقربين جداً من الرزاز فبدأوا يتحدثون مبكراً عن تعديل وزاري سريع بعد شهرين وإثر العبور والتمكين وهو ما اقترحه أصلاً على الرزاز وعلناً عضو البرلمان حازم المجالي عندما نصح بتعديل وزاري قبل طلب ثقة البرلمان أصلاً. ويحتاج الرزاز بعد حالة الهوس الشعبية والبيروقراطية التي قفزت بتجربته اليوم الى تلمس الأرض تحت رجليه وإلى قدر من التمكين بعدما تم تفخيخ حكومته الليبرالية ذات الخطاب والهتاف المدني بأحد اعتى حراس البوابة في التيار المحافظ.
ما قالته رسالة العيد التي وجهها الرزاز للمواطنين في حال تفكيكها تؤشر على ما حصل. لا بل الرئيس يجزل في الوعود مجدداً على أمل تقليص مساحة رد الفعل السلبية بعد التفخيخ، الأمر الذي يفسر مبالغة الحكومة مبكراً بإطلاق وعود للشارع لا احد يعرف ما اذا كانت قادرة على انجازها فعلاً ام لا؟ والسبب بسيط فالاقتراب من هذا الإنجاز يتطلب ببساطة حكومة لا نفوذ فيها لبنك واحد ولا يحرس مرماها شخص شرس من تيار المحافظين!

الأردن: دور «حيتان البنوك» في تحريك الشارع… حكومة يترأسها الرزاز ويديرها المعشر و«تفخيخ» بعد الإطاحة بوزراء «التأزيم»
رئيس الوزراء يتحدث عن «طريق موحش وطويل»
بسام البدارين

الغضب يتواصل في مصر من زيادة أسعار المحروقات وتحذيرات من انفجارات شعبية

Posted: 18 Jun 2018 02:30 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تواصلت، أمس الإثنين، ردود الفعل الغاضبة من قرار الحكومة المصرية زيادة أسعار الوقود. فقد انتقدت «الحركة المدنية الديمقراطية»، التي تمثل الجناح الأقوى في المعارضة المصرية وتضم 7 أحزاب وأكثر من 150 شخصية عامة، القرار، وحذرت من انفجارات شعبية عفوية غاضبة نتيجة قرار زيادة أسعار الوقود.
واعتبرت أن «حديث المسؤولين عن ضرورة اتخاذ مثل هذه القرارات لخفض عجز الموازنة ولتحسين وضع الاقتصاد وزيادة معدل النمو الاقتصادي وانه لا يوجد بديل عنها مناف للحقيقة».
وقدّمت، في بيان، 3 أمثلة عن «بدائل لمعالجة أزمة عجز الموازنة دون الاضطرار لزيادة الأسعار، تمثلت في محاربة الفساد المستشري وضغط الإنفاق الحكومي البذخي، وتعديل النظام الضريبي وجعله متوازنا بحيث يدفع الأغنياء واصحاب الدخول المرتفعة ما يتناسب مع دخولهم مع تخفيف الأعباء عن كاهل الفقراء ومحدودي الدخل من أبناء الطبقة الوسطى».
وأشارت إلى أن «فرض الضرائب التصاعدية هو أمر منصوص عليه في الدستور، كما أن الحكومة تصر دون أي مبرر، على تأجيل فرض ضريبة الأرباح على البورصة».
الحركة دعت أيضاً إلى «إعادة هيكلة وتوزيع الاستثمارات بحيث تتوجه النسبة الأكبر للمشروعات الإنتاجية التي توفر فرص عمل حقيقية سواء في مجال الصناعة أو الزراعة بدلا من الاستثمار في مشروعات لم تتم دراستها و وإنفاق المليارات على الكتل الخرسانية التي لن تجدي نفعاً»، في إشارة إلى العاصمة الإداراة الجديدة التي يشيدها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى اهتمام الأخير بالمشروعات العقارية.

مخاطر كبيرة

وحذرت الحركة، في بيانها، من «مغبة تلك السياسات الجائرة التي تنذر بمخاطر كبيرة حال عدم احتمال أغلبية الشعب لها بما قد يؤدي إلى انفجارات عفوية غير مأمونة العواقب على الجميع، وهو بالفعل قد وصل إلى ذلك».
وأعلنت دعمها لمطالب أعضاء البرلمان المصري من تكتل 25 ـ 30 وعلى رأسها إلغاء قرار رفع أسعار المحروقات فورا.
وأضافت: «ندعم بشكل كامل ما ورد في بيان تكتل 25- 30 المعارض، من أنه قد فاض الكيل من جراء توالي الإجراءات والواجب يحتم علينا الاصطفاف مع جموع الشعب ولن نتخلي يوما عن الدفاع عن حقه في الحياة».
وبينت أن «السلطة الحاكمة في مصر، اتخذت خلال الأسابيع القليلة الماضية حزمة من الإجراءات الاقتصادية التي ترجمتها الحكومة إلى عدد من القرارات القاسية جاء آخرها رفع أسعار المحروقات بنِسَب تصل إلى 50٪ في المتوسط، وذلك بعد رفع أسعار المياه والكهرباء، الأمر الذي يعني تلقائيا رفع أسعار جميع السلع الاستهلاكية الأخرى ووسائل النقل على المواطنين بنسب لا تقل عن نسبة الزيادة في تلك الخدمات».
وأضافت أن ذلك «يجري مع ثبات الدخول لجميع العاملين سواء بالدولة أو بالقطاع الخاص، ما يعني الانخفاض الفعلي لدخل المواطن بنفس نسب الزيادة التي جرت، كما تتناقض هذه الزيادات المتوالية مع وعود سابقة للرئيس بعدم إقرار أي زيادات في الأسعار أو تخفيض الدعم ما لم تتحقق زيادة في دخول المواطنين».
وكان تكتل 25 -30 المعارض، وجه بيانا أمس الأول، إلى السيسي، دعاه فيها لإلغاء القرار، باعتباره «صاحب القرار والمسؤول الأول والأخير عن القرارات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وكذلك إلى أعضاء مجلس النواب «ممن يمنحون الثقه للحكومات التي تكوي المصريين بنار هذه القرارات».

تنديد إخواني

في السياق، نددت جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها السلطات المصرية محظورة، بالزيادات، وفق صفحة الجماعة عبر موقع «فيسبوك».
وقالت: «يأبى (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي ألا يَمُر عيد (الفطر) الفرحة والسعادة على المصريين إلا بمزيدٍ من الضيق والمشقة التي جعلت الطبقة المتوسطة بالأمس على خط الفقر المدقع اليوم».
وحملت السيسي مسؤولية ما حدث، وعقدت مقارنة بينه وبين محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، والذي أطاح به الجيش بعد سنة واحدة في الحكم، عام 2012، فيما يعده أنصار مرسي»انقلابا»، ومعارضوه «ثورة شعبية».
وقالت الجماعة إن مرسي، الذي ينتمي إليها، «رفض رفضا قاطعا أي زيادة على أعباء المواطنين وطالب حكومته بأن تدبر شؤونها بعيدا عن قوت الغلابة (البسطاء)».

سياسات تكوي الفقراء

حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي» المعارض أعلن في بيان، أيضاً رفضه لزيادة أسعار المحروقات، وطالب بالتراجع عنها فورا.
وحذر من «عواقبها الوخيمة لما تفضي إليه من موجة غلاء تشمل كل السلع من أقسى ما شهدته مصر من موجات يكتوي بنارها الفقراء ويمتد لهيبها إلى الطبقة الوسطى».
وقال في بيان: «ليس غريبا أن تباغت مؤسسات الحكم الشعب بالقرارات الأخيرة في عطلة عيد الفطر».
وحمّل الحزب السيسي «المسؤولية المباشرة عن هذه السياسات وآثارها، لا بحكم كونه حاكما للبلاد فقط بل أيضا بما يصرح به نفسه عن انحيازه لها».
وأعتبر أن « الأمور وصلت إلى مستوى غير مسبوق وشديد الفجاجة في نظرة الحكم لدور الدولة، وكأنها مجرد تاجر والشعب مجرد زبائن، متخلية عن دورها في تلبية الحقوق المشروعة التي حددها الدستور موضوع العقد الاجتماعي، بل يتم تجاوزه وانتهاكه والتحايل عليه بما يهز بعنف شرعية الحكم».
وتابع أن «الحلقة الأخيرة في سلسلة زيادات الأسعار لن تؤدي فقط إلى الإفقار والحرمان، بل ستؤدي إلى تفاقم أزمة الركود التضخمي، واستفحال كارثة المديونية بما يرهن الاقتصاد المصري ويستنزف عوائده لصالح القلة في الداخل والرأسمالية العالمية، في غياب واضح ومقصود لأي رؤية لتنمية الاقتصاد الحقيقي (الصناعي والزراعي) مع استمرار نفس الانحيازات لصالح المستثمرين ورجال الأعمال».
وحذر من «تصاعد الغضب الشعبي المشروع، وقابليته للانفجار في أي لحظة رفضا لهذه السياسات»، مؤكداً «انحيازه للجماهير الشعبية ورفض هذه السياسات، وهذه الإجراءات التي لا بد من إلغائها».
وبين أن «البدائل التي تلتزم بالدستور وأهداف ثورة 25 يناير موجودة ومعلنة».
وأشار إلى أن القرار «يأتي في وقت شنت وزارة الداخلية المصرية حملات أمنية مكبرة استهدفت مواقف سيارات الأجرة، لضبط الأداء الأمني، والتأكد من التزام السائقين بتعريفة الأجرة الجديدة، ومنع استغلال المواطنين».
ونشرت أجهزة الأمن خدمات أمنية ثابتة في محيط مواقف السيارات، بهدف ضبط الأداء الأمني، وتلقي الشكاوى من المواطنين، لضمان التزام سائقي المواصلات بالتعريفة الجديدة.
وأعلنت شركة «أوبر مصر»، لخدمات نقل الركاب بواسطة تطبيقات الهواتف الذكية، عن زيادة أسعار خدماتها رسمياً، لمواكبة ارتفاع أسعار المشتقات البترولية والغازات الطبيعية المخصصة للسيارات.

انحياز للسوق الحر

كما أصدر حزب التجمع بيانا، انتقد فيه قرار رفع أسعار الوقود، معتبرا أن الأخير «يمثل انحيازا إلى اقتصاد السوق الحر وتبني ذات السياسات الممتدة منذ أكثر من 40 عاماً، والتي انتهت إلى أزمة هيكلية في الاقتصاد وهي التي تعتمد على ناتج القطاعات الريعية مثل البترول والغاز وحصيلة التحويلات المالية من الخارج والخدمات (قناة السويس/ السياحة/ الخدمات المالية/ خدمات الاتصالات/ الأنشطة العقارية)».
وأضاف أن «برنامج الحكومة لا يتضمن استراتيجية للصناعة التحويلية الكبيرة أو تطوير وتنمية قطاعات الزراعة والري، ووضع خطط تمويل هذه القطاعات بالأدوات المحلية، مع برنامج لتوطين التكنولوجيا بالاعتماد على البحث العلمي والابتكارات، وغياب سياسة مستدامة لتصحيح هيكل التجارة الخارجية لصالح التصدير».
وأشار إلى أن «البرنامج الذي تتبعه الحكومة يعتمد على الانسحاب التدريجي للدولة من النشاط الاقتصادي، وكذلك من ضمان الاستحقاقات التوزيعية والاجتماعية لعوائد النمو الاقتصادي «الأجور، الدعم، المعاشات، ويؤسس بذلك سيطرة القطاع الخاص على النشاط الاقتصادي بينما هو يتقاعس عن الادخار والاستثمار العام، ويتبنى الممارسات الاحتكارية».
وأوضح أن «برنامج الحكومة ومشروع الموازنة العامة للدولة 2018/2019 يتبنى مفهوم إدارة السياسة الاقتصادية للموارد والتشغيل من مدخل الإصلاح المالي فقط وبعض السياسات النقدية، وهو ما شكل خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة حزمة من المخاطر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على حياة الطبقات الشعبية والمتوسطة».
وتابع «بل إنها تؤدي إلى ارتفاع تكلفة الإصلاح على النحو الذي تم عرضه في التقرير الاقتصادي للأمانة العامة، وإلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والأعمال، وخصوصا التي تتضمن مكونا أجنبيا، وانعكس ذلك على مؤشر التضخم، الذي يترك أثره على ارتفاع الأسعار في الأسواق، ويؤثر على تنافسية مصر في مجال التصدير، هذا غير تخفيض قيمة الأصول المحلية في مقابل قيمة العملات الأجنبية».
ولفت إلى أن «برنامج الحكومة يؤدي إلى زيادة حجم الاقتراض وتكلفة خدمة الدين، رغم وجود التزام في برنامج الحكومة بعدم اللجوء إلى الاقتراض لتمويل الاستثمارات»، موضحا أن «هذه السياسة التمويلية تمثل العامل الاساسي في عجز الموازنة العامة، كما تؤدي إلى إعادة الاستدانة لتمويل العجز في الموازنة، وسداد أقساط القروض، وهو ما يتحمله المواطنون والأجيال المقبلة».
وحسب «التجمع» «إلقاء عبء الإصلاح على عاتق الطبقات الشعبية والطبقة الوسطى، وعدم تحمل الطبقات الغنية وأصحاب الثروات والدخول المرتفعة أية أعباء، والاكتفاء ببرامج الحماية الاجتماعية، وبعض أقسام الدعم واعتبارها تحقق التوازن الاجتماعي، بينما هي ليست سوى أدوات تعتمدها منظمات التمويل الدولية للتخفيف من وطأة برامج الإصلاح القاسية».
وأعلنت الحكومة المصرية إحالة مخالفات التلاعب في أسعار الوقود وتعرفة المواصلات، إلى «محكمة جنح أمن الدولة العليا طوارىء».
ووفق بيان لمجلس الوزراء المصري تم «تحرير محاضر جنح أمن دولة طوارئ (مختصة بالنظر في قضايا الأمن القومي)، وفرض غرامات (لم يحددها) لبيع أسطوانات الغاز المنزلي بأعلى من سعرها، والسائقين المخالفين للتعرفة (قيمة الأجرة) لوسائل النقل الجماعي».
وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في البيان ذاته، إن حكومته ستطبق القانون بكل حسم مع أية مخالفة لتعرفة نقل الركاب المقررة، أو رفع أسعار أسطوانات الغاز في المستودعات.
وأوضح أن منظومة الشكاوى الحكومية استقبلت، خلال اليومين الماضيين، 115 شكوى من مواطنين في 18 محافظة (من أصل 27)، بشأن تجاوزات بعض السائقين أو أصحاب مستودعات أو موزعي أسطوانات الغاز.
وكانت وزارة البترول أعلنت صباح ثاني أيام عيد الفطر المبارك، عن زيادات جديدة في أسعار الوقود.
وتأتي القرارات الأخيرة ضمن سلسلة من الإجراءات تتخذها السلطة الحاكمة في مصر لرفع الدعم عن السلع الاستراتيجية في إطار تنفيذ شروط صندوق النقد الدولي تحت مسمى خطة الإصلاح الاقتصادي، مقابل الحصول على قرض قيمته 12 مليار دولار.

الغضب يتواصل في مصر من زيادة أسعار المحروقات وتحذيرات من انفجارات شعبية
الحركة المدنية تقدم بدائل… و«الإخوان» تقارن بين مرسي والسيسي

«الحشد الشعبي» يتهم واشنطن بقتل وجرح 34 من قواته في البوكمال السورية

Posted: 18 Jun 2018 02:29 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: قتل وجرح 34 مقاتلاً من «الحشد الشعبي»، أمس الإثنين، بغارة جوية استهدفتهم داخل الأراضي السورية.
هيئة «الحشد»، أعلنت في بيان عن «تعرض مقرٍ تابع لها يقع على الشريط الحدودي مع سوريا لقصف أمريكي»، معتبرةً «القصف محاولة لتمكين العدو من السيطرة على الحدود».
وحسب البيان، «في الساعة 22 (بالتوقيت المحلي) من مساء يوم الأحد، قامت طائرة أمريكية بضرب مقر ثابت لقطعات الحشد الشعبي من لوائي 45 و 46 المدافعة عن الشريط الحدودي مع سوريا بصاروخين مسيرين، ما أدى إلى استشهاد 22 مقاتلا وإصابة 12 بجروح»، مطالبةً الجانب الأمريكي بـ«إصدار توضيح بشأن ذلك، خصوصاً أن مثل تلك الضربات تكررت طيلة سنوات المواجهة مع الإرهاب».
وأوضح أن «قوات الحشد الشعبي موجودة على الشريط الحدودي منذ انتهاء عمليات تحرير الحدود ولغاية الآن بعلم العمليات المشتركة العراقية»، مضيفاً «بسبب طبيعة المنطقة الجغرافية كون الحدود أرضاً جرداء، فضلاً عن الضرورة العسكرية، فإن القوات العراقية تتخذ مقرا لها شمال منطقة البو كمال السورية، والتي تبعد عن الحدود 700 متر فقط، كونها أرضاً تحتوي على بنى تحتية وقريبة من حائط الصد حيث يتواجد الإرهاب الذي يحاول قدر الإمكان عمل ثغرة للدخول للأراضي العراقية، وهذا التواجد بعلم الحكومة السورية والعمليات المشتركة العراقية».
وطبقاً للبيان، فإن «المجاميع الإرهابية المتواجدة هناك تحاول إحداث ثغرة للدخول إلى الأراضي العراقية وقوات الحشد حالت دون ذلك، فاستبسل الأبطال حتى عجز العدو»، معتبراً أن مثل هذه الضربات «جاءت كمحاولة لتمكين العدو من السيطرة على الحدود، بعد أن قدمت القوات العسكرية من جيش وقوات حدود وحشد التضحيات لتحرير هذه المناطق وتطهير الحدود».
وتابع أن «الحشد الشعبي شكل لجنة فور حصول الحادث للذهاب إلى قضاء القائم غربي الأنبار، وسترفع اللجنة النتائج إلى القائد العام للقوات المسلحة»، مؤكداً أن «السيادة العراقية خط أحمر، وسلامة الأرض ومنع تسلل الإرهابيين إلى الداخل مهمتنا مع باقي صنوف القوات العسكرية، ونحن ملتزمون بقرارات القيادة وبالواجبات المناطة بنا، وأن دماء العراقيين المدافعين عن الأرض والعرض، لن تذهب سدى».

موقع للجيش السوري

وسائل إعلام سورية رسمية قالت إن طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قصفت موقعا للجيش السوري قرب الحدود العراقية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر عسكري قوله إن الهجوم وقع في بلدة الهري جنوب شرقي البوكمال.
وأضافت الوكالة أن الهجوم أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى لم تحدده.
وبين قيادي في التحالف العسكري الذي يدعم الرئيس بشار الأسد إن «طائرات مسيرة مجهولة يرجح أنها أمريكية قصفت نقاطا للفصائل العراقية»، بين البوكمال والتنف، إضافة لمواقع عسكرية سورية.
وأضاف القيادي، وهو غير سوري، واشترط عدم الكشف عن هويته، أن «الضربة أدت لسقوط قتلى وجرحى من المقاتلين العراقيين».
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» أكد أن طائرات مجهولة استهدفت حزب الله ومسلحين أجانب آخرين موالين للنظام السوري حول البوكمال.
وأضاف أن الضربات تسببت في مقتل 52 شخصا.

نفي أمريكي

في السياق قال، الميجر جوش جاك، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية «لم يشن أي عضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هجمات قرب البوكمال».
ويدعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من مقاتلين عرب وأكراد يحاربون تنظيم «الدولة الإسلامية» شمال شرقي البوكمال بقوات جوية وقوات خاصة.
وتتمركز القوات الأمريكية أيضاً حول معبر التنف جنوب غربي البوكمال في الصحراء السورية قرب الحدود مع العراق والأردن.
وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الجيش الأمريكي يشعر بقلق من احتمال قيام قوات هيئة الحشد الشعبي بعمل انتقامي ضد القوات الأمريكية في العراق.
وأضاف أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تخرج عن مسارها المعتاد لتوضح علناً أن لا علاقة لها بالضربة من أجل تقليل مخاطر الرد الانتقامي.

إسرائيل ترفض التعليق

متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي لدى سؤالها عن تقارير الضربات الجوية «لا نعلق على تقارير أجنبية».
ونفذت إسرائيل عشرات الضربات في سوريا أثناء الحرب السورية الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات، استهدفت ما وصفته بأهداف تابعة لحزب الله أو إيران.
وتضغط إسرائيل على روسيا حليفة الأسد الأخرى الأساسية لضمان عدم ترسيخ طهران لوجودها العسكري في سوريا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لمجلس الوزراء إنه «كرر وأوضح» سياسته حيال سوريا في مكالمتين هاتفيتين أجراهما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
ونقل بيان لمكتب نتنياهو عنه قوله يوم الأحد «أولا يجب أن تخرج إيران من سوريا بالكامل… ثانيا سنتخذ إجراءات، ونحن بالفعل نتخذ إجراءات ضد محاولات ترسيخ الوجود العسكري لإيران ووكلائها قرب الحدود وفي داخل العمق السوري».

«تمكين الإرهاب»

وفور وقوع الحادث، سارع ائتلاف «دولة القانون»، بزعامة نوري المالكي، إلى مطالبة الحكومة الاتحادية بـ«طرد» القوات الأمريكية المتواجدة على الأراضي العراقية، ضمن قوات «التحالف الدولي».
وطالبت النائبة عن «الائتلاف»، فردوس العوادي، الحكومة بإيقاف عمليات التحالف الدولي في العراق، على خلفية اتهامها التحالف بقصف فصائل من» الحشد الشعبي» في الحدود العراقية السورية.
وقالت في بيان لها، إن «هذا التحالف المشؤوم يثبت يوما بعد يوم بما لا يقبل الشك، بأنه يعمل ضد العراق والمخلصين من أبنائه بالاستهداف والقتل تارة؛ وبتمكين الاٍرهاب بأنواعه ومساعدتهم عليهم تارة أخرى».
وأضافت: «هذا التحالف الذي تقوده أمريكا، واستمرارا لجرائمه المتكررة ضد المقاومة، قد ارتكب (…) جريمة نكراء لا يمكن أن تغتفر، بقيامه في الحدود السورية العراقية بقصف أبنائنا من المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى».
وتابعت: «هذه الغارة الحاقدة ما هي إلا تعبير صادق عن توجه هذا التحالف المعادي للعراق وعدم احترامه للسيادة العراقية، باعتدائه على مؤسساته الأمنية التي يعد الحشد الشعبي جزءا لا يتجزأ منها».
وبينت أن «من المفترض على الحكومة العراقية أن تقف موقفا حاسبا من هذه الإساءات المتكررة، وأن تُفهم هذا التحالف الغادر أن أي اعتداء على الحشد هو اعتداء على العراق، ما يتطلب موقفا حازما ليس أقل من طرد هذه القوات التي تعمل وفق أجندة تستهدف المقاومة في المنطقة».
وأوضحت أن «الاستعراض البسيط للأجندة الأمريكية التي تقود هذا التحالف، يُبين بشكل لا يقبل الشك بأنها راعية لأعظم منظومة إرهابية في العالم، فهي من جهة تستهدف الشعوب الحرة المقاومة في المنطقة كاليمن وسوريا والعراق ولبنان وأحرار البحرين، بل كل شعب حر أبي يرفض الاستعباد».
ودعت، مجلس النواب العراقي الحالي والقادم إلى ضرورة «إصدار قرار ملزم للحكومة بطرد هذا التحالف من العراق، إذا كانت الحكومة غير قادرة على اتخاذها لهذا القرار».
كذلك اعتبرت لجنة الأمن والدفاع النيابية، قصف التحالف الدولي لقوات «الحشد» في الحدود السورية العراقية، «محاولة لفتح الأبواب إمام عودة مجاميع داعش الإرهابية للبلاد».
وقال عضو اللجنة اسكندر وتوت في تصريح أورده موقع «المعلومة» إن «واشنطن تسعى للسيطرة الكاملة على الحدود العراقية السورية لرسم مخططاتها الإرهابية وفتح الأبواب أمام عودة مجاميع داعش الإرهابي للبلاد»، مطالبا الحكومة بـ«إيقاف عمل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في البلاد فورا، بعد قيامه بقصف فصائل المقاومة وقوات الحشد الشعبي في منطقة البوكمال الحدودية مع سوريا».
وأضاف: «الحكومة الاتحادية يقع على عاتقها اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق التحالف الدولي»، مبينا إن «اعتداء على قوات الحشد الشعبي هو اعتداء سافر على سيادة وأمن العراق».
وفي مطلع آب/ أغسطس الماضي، استهدفت طائرات «التحالف الدولي» تجمعاً لقوات «الحشد الشعبي»، راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى.

«الحشد الشعبي» يتهم واشنطن بقتل وجرح 34 من قواته في البوكمال السورية
ائتلاف المالكي يطالب بإيقاف عمليات «التحالف الدولي» في العراق وطرد القوات الأمريكية

هل يوقف المشنوق قرار الأمن العام حول عدم ختم جوازات الإيرانيين؟

Posted: 18 Jun 2018 02:29 PM PDT

بيروت- « القدس العربي»: بعد الضجة التي أثارها قرار الأمن العام اللبناني بالسماح للايرانيين بالدخول الى لبنان من دون ختم جوازاتهم، ذكرت معلومات صحافية ان وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق سيصدر قراراً بتوقيف قرار الأمن العام لان «هكذا قرار يجب ان يتخذ في مجلس الوزراء».
وكانت هذه المسألة أثارت جدلاً على الساحة المحلية في الأيام الماضية حيث اعتبرها البعض محاولة للالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على بعض الشخصيات والأموال الإيرانية.
على صعيد أمني، وبعد ايام على تشغيل البوابات الالكترونية التي وضعها الجيش اللبناني على مداخل مخيم عين الحلوة لضبط عملية دخول وخروج أي سلاح التقى قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون امس في مكتبه في وزارة الدفاع، سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور بحضور العميد سهيل خورية وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب وعضو لجنة العمليات المركزية في منظمة التحرير الفلسطينية عدنان يوسف ابو النايف.وتمّ خلال اللقاء استعراض العلاقات اللبنانية-الفلسطينية، والتأكيد على الحرص المشترك والدائم لتعزيز التنسيق والتعاون لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.
وشكر السفير دبور قائد الجيش على تجاوبه وقراره في معالجة موضوع البوابات الالكترونية على مداخل مخيمي عين الحلوة والمية ومية واصدار توجيهاته الفورية بهذا الامر.
كما التقى السفير دبور والوفد المرافق مدير مخابرات الجيش اللبناني العميد الركن انطوان منصور بحضور العميد سهيل خورية، حيث تم استعراض الاوضاع في المخيمات.
ونوّه السفير دبور بالجهد والتعاون والرعاية التي يوليها العميد منصور تجاه اخوانه من ابناء الشعب الفلسطيني.

هل يوقف المشنوق قرار الأمن العام حول عدم ختم جوازات الإيرانيين؟
وعد من قائد الجيش للسفير الفلسطيني بمعالجة البوابات الإلكترونية عند مداخل «عين الحلوة»
سعد الياس

دوريات أمنية تركية وأمريكية مستقلة في منبج… و«الائتلاف» السوري يرحب ببدء تنفيذ الاتفاق بخصوصها

Posted: 18 Jun 2018 02:29 PM PDT

أنقرة – «القدس العربي» : أعلنت رئاسة الأركان التركية، امس، بدء الجيشين التركي والأمريكي، في تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة «عملية درع الفرات» ومدينة منبج شمالي سوريا. كما أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، البدء في تنفيذ خريطة الطريق بشأن منطقة «منبجوأن بلاده ستعمل على تطهيرها من الإرهابيين. جاء ذلك في معرض رده على أسئلة الصحافين حول «خارطة طريق منبج»، في مدينة أنطاليا أمس حسب الأناضول.
وحسب وكالة رويترز قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس إن مقاتلين من فصيل كردي سوري يغادرون منطقة منبج في شمال سوريا. بينما أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن «جنودنا بدأوا اعتباراً اليوم (أمس) مهمتهم في منبج حيث يعملون مع الأمريكان من أجل تطهير تلك المنطقة من العناصر الإرهابية»، جاء ذلك في كلمة له أمام وجهاء وأعيان منطقة شرق وجنوب شرق تركيا، خلال اجتماع عقد في مركز «باهجه لي أولر» الثقافي والفني في إسطنبول.
وأضاف يلدريم حسب وكالة الاناضول التركية ان ذلك «يقع على عاتقنا إنهاء الاضطرابات الداخلية في سوريا والعراق وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين إلى بلادهم بشكل آمن».
متحدث في الرئاسة التركية أكد أنه سيتم تنفيذ مهام اتفاق منبج بدقة وحزم «من أجل أمن بلادنا ووحدة أراضي سوريا». في وقتٍ أشار يلدريم إلى أنهم تمكنوا عبر عملية «درع الفرات» (جربت بين أغسطس/آب 2016 ومارس/آذار 2017) من تطهير مناطق في سوريا من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، فيما تم تطهير منطقة عفرين من عناصر «ي ب ك/ب ي د» الإرهابي عبر عملية «غصن الزيتون».
مبيناً أن أعضاء «ي ب ك/ب ي د» الذراع السورية لمنظمة «بي كا كا» الإرهابية ألحقوا الضرر بسكان المنطقة في شمال سوريا من عرب، وأكراد وتركمان وإيزيديين، وأجبروا أطفالهم على حمل السلاح والانضمام إلى صفوفهم.
وأردف أن 350 ألف سوري أُجبروا على ترك منازلهم جراء مظالم تنظيم «ي ب ك/ب ي د» حيث اضطر قسم منهم إلى اللجوء إلى تركيا والقسم الآخر لجأوا إلى الأردن.
وبيّن أنه بعد تنفيذ بلاده عملية «درع الفرات»، عاد 180 ألف لاجئ سوري إلى ديارهم في المناطق المحررة؛ حيث عادوا إلى حياتهم الطبيعية. وتمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر خلال عملية «درع الفرات»، من تطهير مناطق واسعة من ريف محافظة حلب الشمالي بينها الباب وجرابلس، من تنظيم «داعش»، الإرهابي في الفترة أغسطس/ آب 2016 – مارس/ آذار 2017، ما أتاح لآلاف السوريين العودة إلى ديارهم.
وفي 24 مارس/آذار الماضي، تمكنت القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر، في عملية «غصن الزيتون»، من تحرير منطقة عفرين بالكامل، بعد 64 يومًا من انطلاقها، ومؤخرًا، توصلت واشنطن وأنقرة لاتفاق على «خارطة الطريق» حول منبج، تضمن إخراج مقاتلي تنظيم «ي ب ك/بي كا كا» الكردي منها وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة.
ورحب الائتلاف السوري المعارض ببدء تسيير دوريات تركية أمريكية في منطقة منبج، تنفيذاً لخارطة الطريق التي أقرت بين البلدين في 4 حزيران/يونيو الجاري، جاء ذلك في بيان صدر عن الائتلاف أمس الإثنين، حيث رحب رئيس الائتلاف عبد الرحمن مصطفى، حسب البيان، «بدخول القوات التركية إلى منطقة منبج في ريف حلب بعد الاتفاق مع الولايات المتحدة»، واعتبر مصطفى ما حدث «خطوة هامة لتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة كافة ، وعودة المهجرين إلى مناطقهم ومنازلهم، والخلاص من التنظيمات الإرهابية كافة التي تحاول سلب إرادة السوريين».
كما أكد أن «الائتلاف سيساهم في عملية انتخاب المجالس المحلية في مدينة منبج، على غرار ما حدث في منطقة عفرين؛ إذ أن المجالس المحلية في عفرين تحت إشراف الائتلاف الوطني، ونسعى أن ينطبق الأمر نفسه على منبج».
وعبّر عن «تفاؤله في أن يلعب الائتلاف دوراً أكبر من خلال الحكومة السورية المؤقتة، ووحدة تنسيق الدعم، في إدارة المناطق المحررة كافة ، وتفعيل المؤسسات الخدمية للسكان».

دوريات أمنية تركية وأمريكية مستقلة في منبج… و«الائتلاف» السوري يرحب ببدء تنفيذ الاتفاق بخصوصها
اردوغان يؤكد أن جماعات كردية تغادر المنطقة
هبة محمد

إلغاء ندوة دولية في الدارالبيضاء حول الحريات بعد تراجع المؤسسة السعودية التي ترعاها

Posted: 18 Jun 2018 02:28 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : أثارت ندوة دولية حول «الحريات الفردية في ظل دولة الحق والقانون» يعتزم تنظيمها في الدار البيضاء، التساؤلات حول دواعي منعها من الانعقاد بمؤسسة سعودية في المدينة بعدما تمت الموافقة سابقا حسب ما أفاد به المنظمون، إلى أن تفاجأت «مجموعة الحريات والديمقراطية»، وهي الجهة المنظمة، بالتراجع عن منح مقر المؤسسة لاستقبال الندوة أياما قليلة قبل موعد انعقادها، بل الأكثر من ذلك توالت سلسلة اعتذارات وتراجعات لمسؤولين ووزراء وقادة أحزاب عن المشاركة في الندوة بعد أن وافق بعضهم بشكل صريح بداية، وهو الأمر الذي بدا غريبا لمنظمي الندوة و لم يفهموا دواعيه المفاجئة.
وعلق نور الدين عيوش، رجل الإعلانات المعروف في المغرب ورئيس «مجموعة الحريات والديمقراطية»، التي تنظم الندوة، عن الإرباك الذي تعرضت له الندوة وتراجع مسؤولين عن المشاركة «نحن لم نضع إسماً في برنامج الندوة من دون موافقة صاحبه، تراجع بعض المسؤولين هو غلط كبير ويظهر أن الشجاعة لم تعد موجودة، كان يمكن أن يقول الوزير الذي تراجع ، نعم لقد وافقت بداية وأنا الآن لا أستطيع المشاركة عوض إنكار أنه وافق من الأساس «، مضيفا لـ«القدس العربي» «لقد قمنا بدعوة أناس متخصصين ولهم سمعة عالمية طيبة ومشرفة ، وكان من المفروض أن يكون مستوى النقاش عالياً وأن يكون المغرب في مستوى النقاش الذي كان يمكن أن يكون قد حسمه دستور 2011، فإذا بهذا الإرباك يسيء للمغاربة ويعود سلبا على صورة المغرب في العالم وعلى المنادين بالديمقراطية الذين يصبون للنموذج التونسي، تونس تقدمت علينا كثيراً ونحن عوض أن نتقدم في ظل الدستور الحالي فنحن نتراجع حتى على ما فيه «، في حين يؤكد عيوش أنه لم يستغرب كثيراً لتراجع المؤسسة السعودية قائلا : «لقد وافقوا في البداية ، ثم تراجعوا فجأة ، هذا يقع ، ولا أستغرب لأن هذا صراع من أجل الحداثة والديمقراطية و التقدم ويجب أن يدفعنا لمزيد من التمسك بأهدافنا، وسنقيم الندوة في وقتها بأحد الفنادق».
وقال عيوش في تصريحات حول الندوة أن مهاجمة الندوة غلط كبير ويؤشر على الرجوع إلى الوراء عوض التقدم نحو إرساء حرية المعتقد، بعد ان تقدمت تونس على المغرب بإقرار حرية المعتقد وانتقلت إلى المساواة في الإرث. وأكد عيوش أن مجموعة من الأحزاب تخوفت من هذه الندوة، مطالبا إياها بالحضور وإعطاء موقفها من قضايا الحريات الفردية وحرية المعتقد، مشدداً على تمسكه بالدفاع عن تلك الحريات من دون الدخول في السياسية، داعيا إلى الشجاعة في طرح المواضيع الشائكة. واعتبر عيوش ما وقع غير مقبول البتة، «لم أكن أظن أن هذا قد يقع في المغرب»، موضحا أنه كان من الأجدر التقدم في قضايا الحريات الفردية وعدم التقهقر إلى الوراء بعد دستور 2011 الذي رأى أنه من أحسن الدساتير على الصعيد العالمي. ونبّه عيوش إلى أن دين الإسلام منفتح على كل الديانات والمعتقدات، موضحا أن الشجاعة تقتضي تنظيم الندوة التي دعي إليها الفقهاء والمفكرون والأحزاب من داخل الوطن وخارجه.
وكانت إدارة مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدارالبيضاء التي كان من المفترض أن تحتضن الندوة يومي 22و 23 حزيران/ يونيو الجاري ، قد أصدرت بلاغا تعتبر فيه أن «كل خبر يقحم اسم المؤسسة في موضوع الندوة المذكورة ، يعد خبراً زائفاً ولا أساس له من الصحة» ، مؤكدة في ذات البلاغ أنها لم ترخص لـ «مجموعة الحريات و الديمقراطية « بتنظيم الندوة في مقرها، وهو عكس ما أدلى به منظمو الندوة الذين أعلنوا المكان في برنامج أشغال الندوة منذ أسابيع خلت ، ولا يستبعدون أن يكون التراجع هو بفعل ضغوطات فقد تعالت أصوات عديدة داخل المغرب وفي السعودية تنتقد احتضان مؤسسة آل سعود هذه الندوة، بالرغم من أنه «سبق للمؤسسة أن منحت مقرها للمجموعة لاحتضان أنشطة ليست بمثل عنوان هذه الندوة لكنها تتطرق لمواضيع مشابهة تتعلق بالحريات» يقول عيوش.
وكتب نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، تدوينة على الفيسبوك يخبر فيها أنه لن يشارك في أشغال هذه الندوة التي أعلن في برنامجها اسمه إلى جانب متدخلين آخرين قائلا: «يتعين التوضيح أنني أتواجد خارج أرض الوطن ولن أشارك في أشغال هذه الندوة» ، و أكد عيوش أن بنعبد الله اتصل به ليخبره بتواجده في روسيا ويعتذر عن المشاركة، قائلا أنه ظهر أن هناك تخوفاً ما من مشاركة قادة الأحزاب في هذه الندوة.

وزير العدل تفاجأ بوجود اسمه

أما وزير العدل، محمد أوجار، من حزب «التجمع الوطني للأحرار» فقد أكدت مصادر مقربة منه أنه «تفاجأ» لإدراج اسمه في لائحة الجلسة الافتتاحية للندوة وهو ما استغرب له المنظمون الذين أكدوا أنه لم يتصل بهم مطلقا للاعتذار عن المشاركة وبأنهم سيحتفظون باسمه إلى جانب المشاركين مادام لم يتصل ليعلن تراجعه عن الحضور في الجلسة الافتتاحية للندوة التي تم نقل أشغالها إلى أحد الفنادق في الدارالبيضاء بعدما سحبت مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية مقرها من المجموعة، وهي المؤسسة التي يرأسها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، والذي تناقلت مصادر من وزارته أن الندوة ليست مبرمجة في مقر المؤسسة بل بأحد الفنادق عكس ما يتخذه بعض السلفيين ذريعة للتهجم على المؤسسة.
وقال مصدر من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إن هذه الندوة ليست مبرمجة في مقر مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، بل في فندق «إيدو أنفا» في المدينة نفسها، عكس ما أشار إلى ذلك عدد من السلفيين المغاربة الذين قالوا إن الوزير وافق على احتضان المؤسسة البحثية لهذه الندوة الدولية.
ولجأ السلفيون إلى مواقع إعلامية تابعة لهم لمهاجمة مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، التي يرأسها الوزير أحمد التوفيق، متهمين المملكة العربية السعودية، التي أسست هذه المؤسسة في ثمانينيات القرن الماضي، بأنها «تقود حرباً ضد الهوية الإسلامية في المغرب».
واستغرب مصدر من مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود لتهجمات السلفيين المغاربة في كل مرة، خصوصاً أنهم استهدفوا هذه المرة مؤسسة بحثية عرفت بفتحها لنقاشات عقلانية، وتحتضن أعمالاً ودراسات في مجالات العلوم الاجتماعية والإسلامية، إضافة إلى العمل التوثيقي الهام الذي تقوم به.

الشنقيطي يهاجم بن سلمان

وهاجم المفكر والأكاديمي محمد المختار الشنقيطي، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد ما تردد عن احتضان مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود في الدار البيضاء للندوة، وكتب الشنقيطي على حسابه في «تويتر»، يتساءل «هل وصلت حرب محمد بن سلمان على الهوية الإسلامية إلى المغرب؟»، قائلاً: «لاحظ البرنامج وهوية المشاركين في المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود في الدار البيضاء».
وكان قد هاجم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ونور الدين عيوش رئيس مجموعة الديمقراطية والحريات بسبب ندوة الحريات الفردية التي يعتزم مركزه تنظيمها بمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود في الدار البيضاء، فيما سارعت المؤسسة إلى التبرؤ من ندوة عيوش. وكتب الشنقيطي في حسابه بـ»تويتر»، متسائلاً: «هل وصلت حرب محمد بن سلمان على الهوية الإسلامية إلى المغرب»، قائلاً: «لاحظ البرنامج وهوية المشاركين في هذا المؤتمر الذي تنظمه «مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود» في الدار البيضاء. وأرفق أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة حمد بن خليفة بقطر تدوينته ببرنامج الندوة الدولية حول «الحريات الفردية: في ظل دولة الحق والقانون»، المقرر تنظيمها يومي 22 و23 يونيو/حزيران 2018، في «مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود» في الدار البيضاء. اقرأ أيضا: الشنقيطي يهاجم عيوش وبن سلمان.. ومؤسسة آل سعود تتبرأ من ندوته وسارعت إدارة مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء إلى التبرؤ من استضافة الندوة، نافية الترخيص لمجموعة الديمقراطية وحريات بتنظيم تلك الندوة في مقرها، موضحة في بلاغ حصلت عليه جريدة «العمق» أن إقحامها في موضوع الندوة يعد خبراً زائفاً.
الندوة التي أثارت الجدل حول موضوعها ودواعي الإرباك و التراجعات عن المشاركة فيها والتي اختارت عنواناً لها « الحريات الفردية في ظل دولة الحق والقانون « ، سطرت في محورها الأول : «العالم الإسلامي وحرية المعتقد..تشخيص الوضعية وتبادل الممارسات الجيدة» بـــتأطير من رجاء بنسلامة من تونس و إسلام البحيري من مصر وكمال داوود من الجزائر ، كما أعلنت الندوة في برنامجها مشاركة البهائي المغربي جواد مبروكي والمسيحي المغربي محمد سعيد والشيعي المغربي إدريس هاني والمغربي الأحمدي عصام الخمسي ، ومن العراق عبد الحسين شعبان وذلك في محور «حقوق الأقليات الدينـــية وحرية العبادة «، وأعلنت كذلك حضور الباحث غالب بن الشيخ من فرنسا والباحث المغربي نبيل ملين في محور حول «السياسة و الدين ..أي آفاق للعلمنة؟ « إلى جانب مواضيع مثيرة للجدل حول الإرث والإجهاض والحق في الخصوصية وتملك الجسد والتصرف فيه بمشاركة عائشة الشنا ونزهة كسوس وأحمد عصيد والقيادي في الحزب الاشتراكي الموحد محمد الساسي والبرلماني عمر بلافريج وآخرون.

إلغاء ندوة دولية في الدارالبيضاء حول الحريات بعد تراجع المؤسسة السعودية التي ترعاها

سعيدة الكامل

التحالف يقر بمشاركة قوات فرنسية في القتال إلى جانب «قسد»

Posted: 18 Jun 2018 02:28 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: أقر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يحارب تنظيم «الدولة» (داعش) بأن قوات فرنسية خاصة تتعامل مع ميليشيا «قسد» التي يشكل تنظيم «ي ب ك/بي كا كا» عمودها الفقري.
وأظهرت صور نشرها الحساب الرسمي للتحالف الدولي عبر «تويتر» حسب وكالة الاناضول التركية «قيام جنود فرنسيين بشن هجوم ضد تنظيم «داعش» في بلدة الدشيشة بريف الحسكة الجنوبي شمال شرقي سوريا، وأضاف الحساب أن الصور التقطت خلال هجوم للقوات الفرنسية على التنظيم في بلدة الدشيشة، على الحدود السورية العراقية، في يونيو/ حزيران الماضي، استكمالاً للمرحلة الثانية من معركة «عاصفة الجزيرة».
وهكذا، يكون التحالف الدولي حسب المصدر قد أقرّ بمشاركة القوات الفرنسية الخاصة في القتال جنبًا إلى جنب، مع ميليشيا «قسد» التي يشكل مقاتلو تنظيم «ي ب ك/ بي كا كا» عمودها الفقري.
وكان غريت ماكغورك المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، صرح عبر حسابه في «تويتر» قائلًا: «لأول مرة تخرج الدشيشة عن سيطرة داعش». وأضاف ماكغورك أنّ قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل تنظيم «بي كا كا/ ي ب ك» سوادها الأعظم، هي التي حققت هذا التقدم.
وكانت الأناضول نقلت في 30 آذار/مارس الماضي عن مصادر محلية موثوقة، إجراء أكثر من 70 جندياً من القوات الخاصة الفرنسية، فعاليات إلى جانب تنظيم «بي كا كا/ ي ب ك.
وإلى جانب القوات الخاصة الفرنسية، تنشط منذ قرابة عامين داخل الأراضي السورية، عناصر من مشاة البحرية وجنود من قيادة القوات البرية ووحدات الكوماندوس العاشرة التابعة للقيادة الجوية الفرنسية، رغم أن قيودهم الرسمية تشير إلى وجودهم في العراق.

التحالف يقر بمشاركة قوات فرنسية في القتال إلى جانب «قسد»

جمهورية مبارك قدّمت الخبز للفقراء على موائد الخوف والسلطة الراهنة تعيد شعار العصا لمن عصا

Posted: 18 Jun 2018 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: مرّ العيد من هنا بدون أن يشعر المصريون بالبهجة، وحينما تلتقي أحدهم مهنئاً إياه بالعيد يرد عليك بالحديث عن الغلاء والحكومة التي لا قلب ولا عقل لها. وبالأمس قال الكاتب الصحافي جمال سلطان: «لا يوجد هناك ما يفسر أن تزيد أسعار الطاقة في مصر 500% خلال 7 سنوات».
أما علاء الحديدي فتوصل بنفسه لأسباب رفع الاسعار: «البعض يستغرب أن الناس مش فاهمة ليه تم رفع سعر البنزين، وفعلا في ناس مش قادرة تفهم زيادة ميزانية مجلس الشعب علشان يسافروا يحضروا كأس العالم في موسكو، أو بناء عاصمة صيفية في العلمين».
أما الخبر الذي أسعد الكثيرين فتمثل بعيدا عن السياسة في قرار الفيفا تعديل بروتوكول جائزة «لاعب المباراة» وحذف اسم شركة الخمور من على الجائزة في حالة اللاعبين المسلمين، على أثر رفض حارس المرمى المصري محمد الشناوي الجائزة، وهو الامر الذي دفع الدكتور خالد منتصر ليهاجمه بضراوة، ما جعل الأخير فريسة للعديد من الكتاب وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي.
واهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 18 يونيو/حزيران على نحو خاص بحالة الفزع الحكومي، بسبب غضب المواطنين، وهو الأمر الذي أسفر عن إطلاق الوعيد لكل من يحاول استغلال الأزمة الراهنة في رفع أسعار السلع، أو تعريفة ركوب المواصلات. ومن أبرز معارك أمس الاثنين في الصحف، المواجهة الساخنة بين الكاتب وحيد حامد وقيادات مستشفى 57357.

حينما كان جميلاً

يتذكر المفكر جلال أمين في «الأهرام» أيام العيد في الماضي: «لم تكن بهجة العيد لتكتمل طبعا إلا بوجود الأصدقاء من السن نفسها. وكان هؤلاء عادة من زملاء المدرسة وليسوا من الأقارب، ويتم اختيارهم بالضرورة ممن ينتمي إلى الطبقة الاجتماعية نفسها، فلا تبدو ملابس أحدنا أفخر جدا من ملابس الآخرين، ولا يكون في جيوبهم من النقود أكثر جدا مما في جيوب أصدقائهم. عندما أتذكر هذا أتبين إلى أي مدى كان التمييز الطبقي عاملا من عوامل التفرقة بيننا نحن الصبية منذ تلك السن المبكرة، كما استمر معنا بعد ذلك. من المدهش كيف كان كل منا ينجذب، منذ مقتبل العمر، فكأنه انجذاب غريزي، إلى من ينتمون إلى الطبقة التي ينتمى إليها، وينفر بالطبع ممن ينتمي إلى طبقة أعلى جدا أو أقل جدا. كان من السهل على أي منا أن يصنف الآخرين من زملائه إلى هذه الطبقة أو تلك، ليس فقط بما يرتدونه من ملابس أو يحملونه من حقائب، بل أيضا بطريقة الحديث ونوع الموضوعات التي يميلون إلى الكلام فيها. وكانت طريقة الاحتفال بالعيد من بين ما يميز طبقة عن أخرى. هناك طبقة تسافر في الأعياد وأخرى قابعة حيث هي. وهناك طبقة يحتفل أولادها بالعيد بالذهاب إلى فيلم جديد مهم، لليلى مراد مثلا وحسين صدقي، ويركبون المواصلات العامة للوصول إلى دار السينما، وأخرى لابد أن يصحبهم آباؤهم أو السائق الخاص إلى حيث يريدون، ولكن كل هذا لا يمكن أن يبدأ حتى تسمع في الليلة السابقة على العيد أغنية أم كلثوم الشهيرة في أحد أفلامها، التي تبدأ بعبارة يا ليلة العيد آنستينا».

عيد ليس سعيدا

خلال إجازة العيد تذكر الدكتور صلاح الغزالي حرب ابن شقيقه فقرر الكتابة عنه في «المصري اليوم» : «الدكتور شادي هو ابن شقيقي الحبيب الراحل، وهو أستاذ الجراحة المساعد في كلية طب القاهرة، والحاصل على زمالة كلية الجراحين الملكية في لندن ودكتوراه الجراحة من جامعة القاهرة، وقد حضرت مناقشة رسالته للدكتوراه، بحضور المشرف الإنكليزي، الذي طلب منه الاستمرار معهم لاستكمال الأبحاث في زراعة الكبد، ولكنه اعتذر وقرر الاستمرار لخدمة المريض المصري. وعلى الجانب الآخر، فقد اهتم شادي مبكراً بالسياسة والشأن العام، متأثراً بالجو العام في الأسرة، وقد تجلى ذلك في مشاركته في الإعداد لثورة 25 يناير/كانون الثاني، وكان الهدف المعلن وقتها أنه تعبير عن رفض فكرة توريث الحكم. ومرت الأحداث، وبسبب عدم وجود قيادة سياسية لهؤلاء الشباب، مع قلة الخبرة، تسلل بعض المُموَّلين من الخارج مع أعضاء جماعة الإرهاب المتأسلمة، وتم الانقضاض على الثورة، حتى تم استرداد البلاد في 30 يونيو/حزيران، بعد تدخل القوات المسلحة، بناءً على طلب الملايين، ومرت الأيام، وعاد شادي إلى عمله في قصر العيني، ولكن حماسه للتغيير لم يفتر، واستمر في التعبير عن رأيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهنا بدأت ألاحظ أن بعض الإعلاميين- عمداً أو جهلاً- تعمد الإساءة في كل مناسبة لكل شباب «25 يناير»، التي اعترف بها الدستور، لأسباب غير مفهومة، ما أدى إلى رد فعل مماثل، فكانت تعليقات شادي المتجاوزة أحياناً، والمنفلتة أحياناً أخرى، ولكن عناده أدى إلى القبض عليه واحتجازه في أحد السجون رهن التحقيق، وأودع في السجن الانفرادي منذ أيام. أناشد الرئيس سرعة الإفراج عن الشباب المتهم فقط بالحماس الزائد والتعبير الخاطئ عن آرائهم».

مهمة صعبة

الحكومة الجديدة محور اهتمام عبد العظيم رمضان في «الوطن»: «فيما يتعلق بتجربة الدكتور مصطفى مدبولي في الموقع الوزاري الرفيع، فهي الثانية له بعد أن جرى اختباره ونجح وقت أن كان «قائماً بأعمال رئيس الوزراء»، خلال فترة وجود المهندس شريف إسماعيل في الخارج للعلاج، إلى جانب أن إعادة اختياره للمرة الثانية لهذا المنصب، إنما تأتي كرد فعل لنجاحه في موقعه السابق «وزيراً للإسكان» إذ أنه من الوزراء القلائل الذين تكون نتائج جهودهم «شاهقة» وحقيقة ملموسة أمام أعين المواطن. وأكد درويش أن الكثيرين يتمنون أن تكون أجهزة الرقابة قد تأكدت في تحرياتها من سلامة الذمة المالية للوافد إلى الحكومة، ومن عدم وجود أي ميول لديه للانحراف أو الفساد، حتى لا ينضم إلى قائمة من سقطوا في «طبق عسل المنصب» بعد ف ترة ليست طويلة من شغله المنصب. كما أن الرأي العام يأمل في أن يكون اختيار شخوص الحكومة قد جاء لتنفيذ مهام وتكليفات محددة، جرى إعدادها مسبقاً لتناسب تلك المرحلة التي نخطو في اتجاهها، حتى نتوقف تماماً عمّا نرتكبه من أخطاء، إذ كان يتم اختيار الوزير ثم تحدد له سياسات أو تكليفات بدلاً من أن نكون قد حددنا سلفاً ما نحتاج تحقيقه، ثم نختار من هو قادر على تنفيذ هذه السياسات حتى تستقيم الأمور ونقيم «الصلاة بعد أن نتوضأ» لتصبح صلاتنا صحيحة، وليست كما كانت تقدم عليه الحكومات السابقة التي اعتادت على اتباع منطق معكوس مثل من يؤدي فريضة الصلاة ثم يسارع لكي يتوضأ»

حكومة النساء

نبقى مع الوزراء الجدد فبحسب يوسف القعيد في «الأهرام»: «فإن ملابسات تشكيل الحكومة الجديدة ووقائعها توشك أن تشكل اللبنة الأولى للولاية الثانية للرئيس السيسي. وأنه لم يكن يستبدل وجوهاً بوجوه. ابتداء من رئيس الوزراء حتى نواب الوزراء الجدد. ولكنه كان يجري عملية تجديد لسياسات مصر الداخلية والخارجية، التي يمكن أن تؤدي لمشروع جديد يناسب الولاية الثانية. أتمنى لو كانت مقدمة لإعلان مشروع جديد للولاية الثانية. يختلف عن الأولى. ويجعل من كل ولاية عصراً جديداً، مغايراً ومختلفاً. وإن كان يشكل امتداداً للولاية الأولى. رأيت 12 وزيراً جديداً. فنحن أمام تغيير يقترب من نصف الحكومة، ويرتفع عدد الوزيرات إلى 8، وهو رقم غير مسبوق. بينما احتفظ 20 وزيراً من حكومة شريف إسماعيل، بمناصبهم. ها هن الوزيرات يحلفن اليمين الدستورية. تذكرت ما عاشته مصر في ستينيات القرن الماضي. عندما وقفت الدكتورة حكمت أبو زيد أمام الرئيس جمال عبد الناصر تحلف اليمين الدستورية كأول وزيرة في تاريخ مصر في 25 سبتمبر/أيلول 1962. لحظتها شعرت كما لو كنا وصلنا إلى القمر. ولم أكن أتصور أنني سأعيش حتى أرى ثماني وزيرات، أي ثلث مجلس الوزراء. وأتمنى أن أعاصر نصف مجلس الوزراء من النساء».

العاصمة لا تعرف السياسة

«هل الحكومة تضع مقرات الأحزاب السياسية ضمن مخطط العاصمة الجديدة؟ هل خصصت الحكومة مساحات لمقرات الأحزاب السياسية وصحفها؟ هل الحكومة حريصة على وجود الأحزاب ضمن عاصمة النظام الحاكم؟ المتعارف والمتفق عليه الذي يطلعنا عليه علاء عريبي في «الوفد» أن نظام الحكم طبقا للدستور يقوم على التعددية الحزبية، وانتقال النظام الحاكم ككل إلى عاصمة جديدة، يعني بالضرورة انتقال مقرات الأحزاب الرئيسية بصحفها إلى هذه العاصمة، لتزاول نشاطها السياسي والاجتماعي والإعلامي، والشروح التي استمعنا لها من قبل وزير الإسكان، ورئيس الهيئة الهندسية، ومن رئيس المدينة لم تشر من قريب أو بعيد إلى مساحات خاصة لمقرات الأحزاب، ولا مساحات خاصة للأعضاء والعاملين في الصحف الحزبية، ضمن الوحدات السكنية. وكان من المفترض أن يوضح لنا أحدهم: ماذا عن الأحزاب؟ هل سيكون لها وجود في العاصمة الجديدة؟ أم أن العاصمة ستغلق فقط على مقرات الرئاسة والبرلمان والحكومة؟ كنا ننتظر أن يقال لنا: هل العاصمة الجديدة ستتسع للحكومة والمعارضة؟ أم ستحرم المعارضة من دخولها؟ المعروف أن أغلب الأحزاب السياسية تمر بظروف مالية بالغة السوء هي وصحفها، وأن الأحزاب التاريخية والكبيرة على وجه التحديد تعاني بشدة من الناحية الاقتصادية، وأن أغلب صحفها بالكاد تصدر، لهذا كنا ننتظر أن تقوم الحكومة بتخصيص مساحات لهذه الأحزاب ولصحفها وللعاملين فيها، ويتم تنفيذها ضمن المشروعات الجارية، وتقوم الأحزاب بتسديد قيمتها حسب ظروفها الاقتصادية على عدة سنوات، على أن تكون العقود باسم الأحزاب وليس باسم قياداتها، وتكون في شكل تمليك أو حق انتفاع. أحزاب مثل الوفد، والتجمع، والأحرار، وغيرها من الأحزاب التاريخية التي أسسها الشعب، وليس بعض رجال الأعمال، المفترض أن يكون لها وجود في العاصمة الجديد».

احترس فأنت في عش الدبابير

تتوالى المفاجآت المدهشة حقاً بعد نشر «المصرى اليوم» مقال وحيد حامد عن مستشفى 57357، فقد اتصل به مسؤول سابق، محذراً: «إحترس فقد دخلت في عش الدبابير. يضيف وحيد يبدو أن الرجل كان مخلصاً في النصيحة، فقد كنت أتوقع أن تبادر الأسرة الحاكمة للمستشفى بالرد الموضوعي وتنفي كل ما ورد في المقال، أو بعضه على الأقل، إلا أن ذلك لم يحدث، كان الرد بحملة سباب وشتائم متدنية، ظناً منهم أنها كافية لإخفاء الحقيقة وإظهاري بالكاذب أو الذي يسعى لهدم هذا الصرح العظيم، وهذا هو الإفك والضلال، فالمقال ينادي بالشفافية وتصحيح المسار وقتل الفساد إن وجد، وليس في هذا ما يغضب أو يحمل أي إساءة لأي شخص، بعد ذلك توالت الاتصالات من شخصيات عديدة تطلب مني برفق عدم مواصلة الكتابة في هذا الموضوع، وكأن هذا المستشفى هو «الكعبة» المشرّفة، كما نشروا ذلك بأنفسهم، وأيضاً محاولة إرهابي بأن يتقدم أحد المحامين ببلاغ للنائب العام يزعم فيه أنني نشرت أخباراً كاذبة، ثم تحالف فريق الإعلاميين والصحافيين الذين يعملون في العلاقات العامة للمستشفى، سواء بعقود أو من الباطن، بالتشويش وإثارة الغبار حول ما كتبت. وحقيقة الأمر، أنهم لم يعرفوا الرجل الذي جعلوا منه عدواً لهم، فقد غاب عنهم أنه تصدى للإرهاب بقلمه وإبداعه السينمائي في عز سطوته منذ الثمانينيات، لقد وجدت أفضل الدعم والمساندة القوية والشريفة من شخصيات لها وزنها، ومن أصحاب الرأي، ومن أكثرية المواطنين الذين يدفعون جنيهات التبرع حتى صار الأمر مختلفاً بالنسبة لي، لم يعد مجرد مقال يحمل تساؤلات مشروعة ومتاحة لأي مواطن، وإنما أصبح قضية تطرح من أجل الصالح العام».

ليسوا أشرارً للنهاية

تتعاطف مع وحيد حامد عبلة الرويني في «الأخبار»: «الحديث عن أخطاء وتجاوزات مستشفى 57357 لا يعني أبدا التقليل من قيمة وأهمية الدور الذي يقدمه المستشفى لعلاج الأطفال بالمجان، ولكن يعني الحرص على تصويب الخطأ وتصحيح المسار ومعالجة التجاوزات. وعندما يتناول الكاتب وحيد حامد الكثير من تجاوزات المستشفى، ويتساءل بالوثائق والأرقام عن أوجه صرف التبرعات التي تجاوزت المليار جنيه سنويا! بينما ما ينفق منها على علاج الأطفال من 160 إلى 200 مليون جنيه، وهو مبلغ أقل مما يخصص لرواتب الأطباء والعاملين في المستشفى من 250 إلى 300 مليون جنيه، كما تبلغ تكاليف الإعلانات للمستشفى (136 مليون جنيه، إضافة إلى فرض بروتوكول علاجي لا يسمح بقبول المرضى من الأطفال، إلا بشروط تحقق نسبة أعلى من الشفاء! ويتوقف وحيد حامد أمام هيمنة عائلة واحدة على إدارة المستشفي (الدكتور شريف أبو النجا المدير العام وعضو مجلس إدارة المجموعة وعضو مجلس الأمناء، بينما زوج أخته هو المدير التنفيذي للمستشفى وعضو مجلس الأمناء وعضو مجلس الإدارة أيضا، وهناك ابن عم وابن خالة وزوج ابن أخت الدكتور شريف أبو النجا). عندما يكتب وحيد حامد بالوثائق والمعلومات، ينبغي أن يكون الرد تصويبا ومناقشة وتفنيدا للرأي وبدرجة عالية من الشفافية، لا أن يفقد مدير المستشفى الدكتور شريف أبو النجا أعصابه معلقا (يروح في داهية) أو يدفع محامي الشهرة، لتقديم بلاغ إلى النائب العام ضد وحيد حامد بتهمة الإساءة لسمعة المستشفى! أسلوب الرد على رأي كاتب وتساؤلاته المشروعة، تؤكد التجاوزات ولا تنفيها».

قرارات غير رشيدة

ما زالت أصداء زيادة الأسعار تتوالى، ومن بين المهتمين بها أنور الهواري رئيس تحرير «المصري اليوم» الأسبق: «ما حدث اليوم، هو أقرب ما يكون إلى الصعق الكهربائي، صعق جماعي يفتقد إلى الحكمة والرشد في اتخاذ القرار، صعق ينطوي على قدر عال من القسوة والاستخفاف بالناس. الإصلاح الاقتصادي ضرورة حتمية لا بديل عنها، مثل إصلاح التعليم والصحة والنقل والزراعة والبوليس والري وكافة المرافق العامة، والإصلاح الجاد والصادق صعب وشديد الصعوبة. لكن ما حدث اليوم، هو استمرار لاختزال الإصلاح الاقتصادي في المزدوج الناسف: الجباية القاسية من الداخل، والاستدانة المفرطة من الخارج، إرهاق الأجيال الحالية باعتصارها حتى آخر قطرة دم، وإرهاق الاجيال المقبلة بجبال من الديون لا قبل لهم بها. الصعق الكهربائي هو أسهل وأسرع طرق اتخاذ القرار، ولكنه أفشلها وأكثرها استثارةً لغضب الناس، المواطن يجب أن يكون شريكاً في القرار، حتى يكون شريكاً في تحمل المسؤولية، وحتى يكون مقتنعاً بتحمل الأعباء. الصعق الكهربائي يعفي الحاكم من واجب الاستماع إلى الناس، ومن واجب طرح عدة بدائل متنوعة، وليس حلاً واحداً يتم فرضه بالحديد والنار. الصعق الكهربائي مصحوب بالحديد والنار ربما يضمن تمرير القرار، لكن لا يضمن القبول الشعبي ولا يضمن نجاح السياسات الاقتصادية المفروضة بالقوة الجبرية. باختصار شديد، المطلوب احترام الشعب، والاستماع له، وشراكته في القرار، وعدم تحميله أعباء الفاتورة التي لا يعلم عنها شيئاً، الإصلاح ضرورة، وصعب، لكن ليس بهذا الصعق الكهربائي القاسي والغليظ. لا تنتطروا ردود فعل رشيدة على قرارات غير رشيدة».

قهر الفقراء

«غضب الناس من رفع الدعم عن المحروقات، رغم أن الحكومة تفادت كل الإجراءات الشكلية التي وقعت فيها المرات السابقة، كما يشير محمود مسلم في «الوطن»، وأحسنت عملية الإخراج، فزادت المرتبات والمعاشات قبل قرارات رفع الدعم، وراعت التوقيت فتجنّبت إصداره قبل شهر رمضان المعظم، أو قبل عيد الفطر المبارك، ونفذت الزيادة ثاني أيام العيد، بعد أن سافر مَن سافر وعاد مَن عاد، كما لا يمكن لأحد أن يتحجج بأن رفع الدعم قد جاء بدون مقدمات، أو مفاجأة، حيث أن الجميع منذ أكثر من شهر يتوقع الزيادة وينتظرها، بمعنى آخر فإن الحكومة أحسنت إخراج هذه العملية، وتفادت كل الانتقادات الشكلية التي كان البعض يوجّهها لها في المرات السابقة، بل الأهم فإن الإجراءات الحكومية الخاصة بالسيطرة على مواقف السيارات كانت سريعة ومنظَّمة، ومع ذلك فإن غضب الناس كان حاداً، لأن المشكلة ببساطة أنه لا أحد يريد أي زيادة على مصروفاته مهما كان دخله، وبدأت موجة أخرى من أسئلة الجدل غير المفيد، مثل: لماذا يتحمل هذا الجيل وحده ضريبة عملية الإصلاح الاقتصادي؟ أو لماذا لم تستمر الأسعار كما هي؟ بالإضافة إلى اقتراحات من عينة أن القضاء على الفساد كفيل بضبط ميزانية الدولة، أو ضرورة تطبيق الضرائب التصاعدية، أو تحميل الأغنياء ضريبة الإصلاح. كان بإمكان الرئيس السيسي أن «يسقّع» الملفات، ويقضى السنوات الثماني يتحدث عن المخاطر، وهي كثيرة، أو المؤامرات الموجودة بالفعل، ويكتفي بتحقيق الأمن، وبمواجهة تنظيم الإخوان، ويحافظ على شعبيته التي اكتسبها من دوره في حماية ثورة الشعب ونزاهته وإخلاصه، لكنه قرر تحدي التحدي».

بنزين يا ناس

مازال قرار الحكومة رفع أسعار مواد الطاقة مصدر اهتمام الكثيرين ومنهم محمد أمين في «الوفد»: «تحدثت مانشيتات الصحف أمس عن رفع الدعم، لكنها قالت إن الدعم مازال مستمراً، الطريف أن البعض تحدث عن تعديل لا تحريك، والبعض الآخر تحدث عن رفع لا تحريك، ولا مانع أن نسمي الأشياء بمسمياتها، ولا مانع أن نصارح الشعب بالحقيقة، فعندنا مشكلة حقيقية، وعندنا ضغوط داخلية وخارجية، فما المانع أن يكون «الخطاب السياسي» صريحاً؟ وبالتأكيد الدولة لا تلعب مع الناس، ولا تريد أن «تقرف» الشعب، لكنها ينبغي أن تقدم حزمة إجراءات أخرى تواكب القرارات، أولاً: شبكة حماية اجتماعية للبسطاء والفقراء، ثانياً: ترميم الطبقة المتوسطة في مواجهة خطر التجريف، ثالثاً: إعادة تشغيل المصانع المتعثرة، وخلق فرص عمل جديدة، رابعاً زيادة الإنتاج بكل السبل، وأخيراً تقليل الاستيراد وزيادة التصدير! وأعتقد أن إجازة العيد كانت فرصة لتهيئة المناخ العام لعودة الموظفين وحركة العمل، إن نجحت الحكومة في إقرار تعريفة مُرضية سنعبر الأزمة بإذن الله، وأتمنى أن نعبرها كما عبرنا زيادات العام الماضي، لأن مصر لا تحتمل أي شيء يعكر صفوها، ليس لأنها ضعيفة إطلاقاً، ولكن لأننا سنخسر جميعاً بمعدلات أكثر، فقط نريد تغيير «ثقافتنا» من استهلاكية إلى إنتاجية! وختاماً، فقد فاجأنا التغيير الوزاري، والمثير أنه تضمن وزارات سيادية، وأيضاً وزارات لم تكن في حسابات من توقعوا التغيير، فهل حركة المحافظين ستحمل إلينا مفاجآت أيضاً؟ هل سيكون «اختبار البنزين» عاملاً أساسياً في «الاختيار»؟ هل تتشكل الحركة المقبلة من واقع «غرفة العمليات» الآن؟».

من يحن عليهم؟

ملايين العمال في القطاع الخاص يواجهون الموت ببطء، كما يشير كريم عبد السلام في «اليوم السابع»: «تتجه الحكومة مشكورة إلى توجيه حزمة من العلاوات وزيادة الدعم للعاملين في القطاع الإداري للدولة ولأصحاب المعاشات، قبل كل إجراء للإصلاح الاقتصادي بزيادة أسعار المياه والكهرباء والوقود، وآخر هذه الإجراءات ما أعلنته وزارة المالية وأقره البرلمان من زيادة مخصصات المعاشات بنسبة 15% اعتبارا من أول يوليو/تموز، ومنح العاملين في الدولة علاوة 10% لغير الخاضعين لقانون الخدمة المدنية و7% للمخاطبين بالقانون، تضاف إلى الأجر الأساسي للعاملين، بالإضافة إلى رفع حد الإعفاء على ضريبة الدخل خلال العام المالى الجديد من 7200 إلى 8000 جنيه، الأمر الذي ينعكس بصورة ملحوظة على شريحة كبيرة من محدودي الدخل. ولا يسعنا إلا أن نحيي توجه الحكومة برفع المعاناة عن كواهل محدودي الدخل بقدر الإمكان، قبل أي إجراءات إصلاحية تفرض بالضرورة موجة غلاء في الأسعار والمواصلات والسلع الأساسية والخدمات، ولكن إذا كانت الدولة تعتمد هذه السياسة تجاه العاملين في القطاع الحكومي وأصحاب المعاشات، فمن يحمي العاملين في القطاع الخاص، الذين يمثلون الأغلبية الساحقة للعاملين في الدولة؟ من يحمي نحو خمسين مليونا من العاملين في القطاع الخاص والأهالي من التأثيرات الحتمية لقرارات الإصلاح الاقتصادي؟».

في بيتنا صاروخ

«هل حاولنا في لحظة ما صناعة صاروخ باليستي؟ ولماذا توقفنا؟ يجيب عبد الله السناوي في «الشروق»، بغض النظر عن اختلاف التجارب والعصور والنظم فإن فكرة المشروع الصاروخى جديرة بالاهتمام والتوقف عندها بالتدبر. كان من بين أهداف العمليات العسكرية الإسرائيلية في 5 يونيو/حزيران 1967 وقف نمو القدرات التسليحية المصرية قبل أن يصل مشروعها الصاروخي آخر مراحله. القصة شبه مجهولة ونالتها تشويهات انتقصت من حقيقتها وسخرت منها بالعمد، أو بالجهل. حسب عبارة حزينة، تضمنها كتيب موثق عن «قصة صناعة الصواريخ والطائرات المصرية» لأحد المشاركين في ذلك المشروع، محمد ضيائى نافع: «سامحهم الله من كانوا السبب في إيقاف هذه الصناعة». كانت صناعة الصواريخ والطائرات المصرية، التي بدأت أواخر عام 1959 عملا جادا ودؤوبا ومشتركا مع فريق من كبار العلماء والخبراء الألمان، يترأسه البروفيسور فولفجانج بيلز. لم تكن عملا دعائيا بقدر ما كانت محاولة لتأسيس صناعة عسكرية متقدمة بمعايير زمنها واكتساب القوة اللازمة لردع أي عدوان محتمل. كانت إسرائيل تتابع وتتحسب وتعمل على قطع الطريق بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة على المشروع الصاروخي المصري. كانت حربا حقيقية. في شهر ديسمبر/كانون الأول 1962 وصلت رسالة إلى منزل البروفيسور بيلز، الذي كان قد صمم صاروخي «القاهر» و«الظافر»، حيث كان يجلس على رأس مائدة اجتماعات وحوله عدد من مساعديه. عندما أخذت سكرتيرته هنيلورا فندا في فرز الرسائل التي وصلتها قبل عرضها عليه، دوى انفجار شديد هز المكان. كانت الرسالة تحتوي على مادة شديدة الانفجار ومفجر متصل بدائرة كهربائية وبطارية دقيقة جدا ورقيقة، لا شك في أنها مثل التي تستخدم في الساعات حاليا. بمجرد سحب ما بداخل الرسالة وإخراجه اكتملت الدائرة وحدث الانفجار المدوي. أصيبت السكرتيرة بالعمى الكامل وحدثت إصابات أخرى جسيمة. كانت تلك ضربة ترويع أولى للخبراء الألمان لدفعهم إلى مغادرة مصر والتوقف عن المشاركة في المشروع الصاروخي، لكنهم أصروا على الاستمرار في المهمة التي أوكلت إليهم».

الصعايدة لهم الله

نتوجه نحو دعم لأهل الجنوب الذين اهتم بهم عنتر عبد الباقي في «الشروق»: «الصعيد ليس مستنزفا فقط من موارده الطبيعية، بل مستنزفا أيضا من موارده البشرية، التي لا يراها وزير التنمية المحلية سوى عبء على العاصمة البهية. ومما لا شك فيه أن ضعف مستويات التنمية في الإقليم لا يحرم الإقليم من موارده الطبيعية فقط، بل يحرمه أيضا من موارده البشرية المتميزة. فكل من يملك مهارة من أبنائه، عمالا أو أطباء أو مهندسين، يتجه شمالا سعيا وراء فرص عمل أفضل، وهو ما يفرغ الإقليم من موارده البشرية، ويضعف قدرته على تحقيق تنمية حقيقية. هذا هو حال الصعيد، الذي نستنتجه من ظاهرة واحدة على طريق واحد. الصعيد يعاني من غياب عدالة التنمية، فكل مشاريع التنمية الكبرى في مصر اليوم، وبعد ثورتين، هي في الشمال. عدالة التنمية والتنمية المتوازنة حق من حقوق الإنسان، كما أنه حق يكفله الدستور في مصر. حق مهدر، فنصيب الفرد في القاهرة الكبرى من استثمارات الدولة في البنية الأساسية والمرافق ومشاريع التنمية أضعاف نصيب الفرد منها في الصعيد. مطلب واحد يجب على برلمانيي الصعيد أن يطالبوا به، أن تقدم جميع الوزارات بيانا رسميا بجميع استثماراتها ونفقاتها في جميع المشاريع والخدمات في كل محافظة خلال السنوات الخمس الأخيرة. أتحدى أن تتم تلبية هذا الطلب. غياب عدالة التنمية جريمة تنموية في حق الأقاليم المهمشة، ومخالفة دستورية، ينبغي على الدولة وعلى أبناء الصعيد من سياسيين وبرلمانيين محاسبة الحكومات عليها؛ تفاديا لأن يأتي يوم يقوم فيه الأفراد بهذه المحاسبة».

حلم تنظيم النسل

تنظيم النسل أصبح ضرورة تفرضها ظروف الوطن وظروف الأسرة المصرية خاصة الأسر الفقيرة ومحدودة الدخل، وهو الأمر الذي يثير اهتمام محمد الهواري في «الأخبار»: «لا يمكن ترك الأمور على ما هي عليه ونطالب الدولة باستيعاب الزيادة السكانية الكبيرة التي تلتهم كل ثمار التنمية. أعتقد أنه من الضروري إلزام المواطنين بتنظيم النسل، خاصة الفقراء ومحدودي الدخل، فالنسل الزائد نقمة على الأسرة وعلى صحة الأمهات وعلى صحة المواليد. لا نريد أجيالا ضعيفة، بل أجيالا قوية قادرة على حماية الوطن ورفعة شأنه. فالفقراء يزدادون فقرا بسبب زيادة النسل. كل أسرة لا تحتاج سوى طفلين فقط حتى يمكنها توفير الرعاية لهما وتعليمهما تعليما جيدا وإعدادهما للحياة بشكل أفضل. لا شك في أن تنظم النسل أصبح هدفا للدولة، ولابد من وزارة متخصصة يكون دورها خفض معدل النمو السكاني سنويا، حتى نصل إلى معدلات أقل مما هي عليه الآن، أما ترك الأمر لوزارات مكدسة بالمسؤوليات لا يمكن أن تؤدي الدور المطلوب في خفض الزيادة السكانية، بدليل اختفاء أدوية ومستلزمات منع الحمل من عيادات رعاية الطفولة والأمومة وحتى من الصيدليات. إن المعدلات الحالية للزيادة السكانية معدلات مرتفعة، يجب أن لا تستمر، وعلى الدولة أن تتدخل وأيضا المجتمع المدني والأهلي لشرح مخاطر زيادة النسل».

ربنا يشفيه

مثل كل مواطن مصري في كل مكان، يتمنى كرم القصاص في «اليوم السابع» أن يشفي محمد صلاح ويعود للملاعب، لينضم إلى فريقنا في المونديال، وأحلم مع غيري بأن نفوز ونصعد، صحيح أن غياب صلاح عن مباراة أوروغواي كان كاشفا عن فريق بمستوى جيد، مع غياب استراتيجية التهديف، لكن حضور صلاح يعطى قدرا من الاطمئنان، وفي الوقت نفسه يضع عبئا ضخما على كامل الفريق، وعلى صلاح نفسه، ولهذا يستحقون التعاطف والتبرير. صلاح لاعب حالة خاصة لم نرها من سنوات، تتجاوز فكرة الحرفنة وتدخل في سياقات التجلي، مع علاقة خاصة بالجمهور والناس كلها، حتى مع هؤلاء الذين ليس لهم في الكرة ولا في التشجيع، ولا هؤلاء المعتدلين الذين اكتفوا دائما بتشجيع «اللعبة الحلوة»، وهي حالة لا تتماشى مع التشجيع، الكرة «أجوان» وفوز وخسارة والباقي كمالة للصورة. لقد أعاد محمد صلاح للعبة الكرة بريقها وجذب جمهورا إضافيا، كان قد غادر التشجيع، هذا بجانب حالة كروية عوالمية، اجتاحت القارات، كرة القدم لعبة شعبية وأيضا «بيزنس» تقف وراءه شركات وتحالفات، يحول انفعالات الجمهور إلى مليارات الدولارات، ومع الوقت لم يعد الجمهور محليا (أهلي وزمالك أو منتخب)، بل انتقل لنرى مشجعين لبرشلونة وريال مدريد، وليفربول، ومحمد صلاح الذي أصبح حالة من التجلي اللافت. طبعا «ترستات» تقف وراء عالم المستطيلات الخضراء، شركات وفرق وتحالفات أحذية ومشروبات وملابس وأطعمة، كل تفصيلة من تفاصيل الملاعب واللاعبين هناك عيون عليها تسعى لاستخراج المال من زئير الجماهير وانبساطها».

جمهورية مبارك قدّمت الخبز للفقراء على موائد الخوف والسلطة الراهنة تعيد شعار العصا لمن عصا

حسام عبد البصير

موجة غضب واسعة في إيران بسبب تكرار حوادث «الاغتصاب الجماعي»

Posted: 18 Jun 2018 02:27 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: كشف إمام جمعة أهل السُنّة والجماعة في مدينة «إيرانشهر» بإقليم بلوشستان جنوب شرقي البلاد، مولوي محمد طيب ملازهي، أن 4 من أبناء بعض المسؤولين الحكوميين شكلوا عصابة، وأنهم اختطفوا 41 امرأة، واغتصبوا كل واحدة منهن بشكل جماعي.
وحسب وكالة «خانة ملت» للأنباء التابعة للبرلمان الإيراني، أكدت عضو اللجنة الثقافية وكتلة النساء في مجلس النواب الإيراني، طيبة سياوشي، صلة المعتدين بمراكز في النظام الإيراني، وأن بعض هؤلاء من أبناء بعض الأثرياء للغاية.
وقالت طيبة سياوشي إن البرلمان سيناقش الجريمة خلال اجتماعه اليوم الثلاثاء، وطالبت مندوب مدينة «إيرانشهر» في البرلمان الإيراني، محمد نعيم أميني فرد، بأن يزود الاجتماع بتفاصيل الجريمة بهدف اتخاذ القرار المناسب. وأكد رئيس منظمة الطب العدلي في إقليم بلوشستان الإيراني رضا عبدي، أن تم فحص إحدى الضحايا من قبل خبراء المنظمة حتى الآن، وأكد تعرضها للاغتصاب الجنسي.
وبدوره، أعلن النائب العام في مدينة «زاهدان» مركز إقليم بلوشستان الإيراني علي موحدي، أن 3 من النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب من قبل هذه العصابة، تقدمن بشكوى للمحكمة حتى الآن.
بينما حذر المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري، وسائل الإعلام والمسؤولين الإيرانيين من الحديث عن الفضيحة، وهدد بأنه سيتم معاقبة كل من يتطرق إلى الموضوع، نافياً حدوث جريمة الاغتصاب الجنسي من الأساس.
وتظاهر المئات من المواطنين في وسط مدينة «إيرانشهر» مطالبين بإنزال أشد العقوبة في حق منفذي جريمة الاغتصاب الجماعي.
وتتراوح أعمار الضحايا بين 18 إلى 30 عاماً، واختطف المجرمون الأربعة النساء على حدة، واقتادوهن إلى بيت في مدينة إيرانشهر بسيارة بيجو للونها أسود، واغتصوبهن بشكل جماعي.
وحدد بعض الضحايا موقع البيت الذي تم اغتصابهن فيه، للشرطة، وتفاصيل الجريمة.
وبدوره، أعرب ممثل «إيرانشهر» في البرلمان الإيراني عن بالغ أسفه إزاء الجريمة، وطالب السلطة القضائية بالمحاكمة الفورية للمجرمين، وشدد على أنه يجب وضع آليات مؤثرة لمنع تكرار هكذا فضائح.
وقال إن وقوع هكذا جريمة يظهر مدى انهيار القيم الأخلاقية والإنسانية والإسلامية في البلاد، مطالباً بتوفير جميع أشكال الحماية للضحايا في أسرع وقت ممكن.
وسبق أن هزت الشهر الماضي المجتمع الإيراني صدمة كبيرة بسبب قيام أحد مسؤولي مدرسة ثانوية بالإعتداء الجنسي الجماعي على 40 طالب في مصلى إحدى المدارس غربي طهران، بعد تناول الكحول ومشاهدة الأفلام الإباحية، وتم توجيه انتقادات لاذعة لأداء نظام الجمهورية الإسلامية الذي أدى إلى تراجع القيم الأخلاقية.
وكان مرجع التقليد الشيعي الكبير الإيراني، آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي، شنّ هجوماً عنيفاً على الشبكة العنكبوتية وشبكات التواصل الاجتماعي، وقال إن الإنترنت تسبب في الاغتصاب الجنسي الجماعي لـ 40 طالبا في إحدى مدارس طهران، واصفاً وثيقة 2030 لليونسكو للتربية والعلوم والثقافة بأنها تكرار لتجربة سقوط الأندلس.
ولا تقتصر الفضائح الجنسية المتعلقة بارتكاب جريمة اللواط في إيران على ذلك، حيث كان الكشف عن فضيحة تورط قارئ القرآن في بيت المرشد الأعلى الإيراني، محمد كَندُم نجاد طوسي المعروف بسعيد طوسي، في جريمة اغتصاب 19 من طلابه الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاماً خلال السنوات الماضية.

موجة غضب واسعة في إيران بسبب تكرار حوادث «الاغتصاب الجماعي»
أكثر من 40 ضحية والبرلمان يناقش القضية اليوم
محمد المذحجي

المواجهة حول اللاجئين تحتدم بين ميركل ووزير داخليتها الذي يرى أن تماسك ألمانيا أصبح على المحك

Posted: 18 Jun 2018 02:26 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: تصاعدت المواجهة بشأن الهجرة بين ميركل وحلفائها من الحزب المحافظ لا سيما بعد إعلان وزير الداخلية زيهوفر عن خطة أمنية جديدة لفرض رقابة على حدود الولاية على نحو مستقل فيما ترفض ميركل هذا الامر.
وفي إطار خلاف التحالف المسيحي حول سياسة اللجوء، يعتزم وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر تمكين شرطة الحدود الجديدة في ولاية بافاريا من فرض رقابة على الحدود الخارجية للولاية على نحو مستقل، وذلك في إطار الصلاحيات التي تتمتع بها الشرطة الاتحادية أيضا. وأعلن زيهوفر، الذي يترأس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ذلك أمس الاثنين خلال اجتماع لمجلس قيادة حزبه في ميونخ، فيما أعلن رئيس حكومة الولاية ماركوس زودر أنه سيجرى عقد محادثات اعتبارا من اليوم الثلاثاء بين الحكومة الاتحادية وحكومة ولاية بافاريا لدعم الحدود.
وربط تطبيق اقتراحه القاضي بمنع طالبي اللجوء من دخول البلاد، بفشل القمة الأوروبية المقررة أواخر حزيران/ يونيو الحالي، في التوصل لحل مشترك لقضية اللاجئين، واقترح رفض طالبي اللجوء القادمين برا عبر دول الجوار الأوروبية، وعدم السماح لهم بدخول البلاد.
وعارضت المستشارة أنغيلا ميركل، القرار، مؤكدة أن أي حل لقضية اللاجئين يجب أن يكون على المستوى الأوروبي، وعبر اتفاقات مع الدول، وليس عبر تصرف أحادي الجانب كالذي يقترحه وزير الداخلية.
وأثار هذا الخلاف أزمة كبيرة بين ميركل وزيهوفر، وحزبيهما الديمقراطي المسيحي (يمين وسط)، والاجتماعي المسيحي على الترتيب، ما يثير مخاوف من انهيار الائتلاف الحاكم، حسب مراقبين. ونقلت وسائل اعلام ألمانية عن مصادر في الحزب الاجتماعي المسيحي، لم تسمها، إن زيهوفر، أبلغ قادة الحزب في اجتماع في مدينة ميونخ إنه «يعتزم خلال الأيام المقبلة، الإعداد على نحو سريع، لإجراءات شاملة لمنع طالبي اللجوء القادمين من دول أوروبية أخرى من دخول البلاد».

تهديد بتطبيق الإجراءات

وتابعت المصادر أن زيهوفر، قال إنه «سيتم تطبيق هذه الإجراءات فقط في حال فشل القمة الأوروبية المقررة في 29 و30 حزيران/يونيو الحالي، في التوصل لحل مشترك فعال لقضية اللاجئين وأضاف الوزير الألماني، خلال الاجتماع، أنه لن يتراجع عن منع طالبي اللجوء القادمين من دول أوروبية من دخول البلاد، في حال فشلت القمة الأوروبية في التوافق على حل لقضية اللاجئين، حسب المصادر ذاتها».
ووفق القانون الألماني، فإنه يحق لوزير الداخلية إقرار تطبيق سياسة منع طالبي اللجوء من دخول البلاد، بقرار وزاري. لكن مراقبين يقولون إن أي تصرف أحادي من جانب زيهوفر، في هذا الاطار، سيدفع ميركل لإقالته ويضع مستقبل الائتلاف الحاكم على المحك.
ورفضت ميركل، الأربعاء الماضي، حل وسط تقدم به الحزب الاجتماعي المسيحي، لحل الخلاف بينها وبين زيهوفر، يقضي بربط تطبيق سياسة منع طالبي اللجوء من دخول البلاد، بفشل القمة الأوروبية في التوصل لحل لقضية اللاجئين، لكن زيهوفر تمسك بهذا الحل وأعلنه في اجتماع حزبه كحل نهائي للأزمة.
ويسعى الحزب المسيحي البافاري لإعادة اللاجئين الذين تقدموا بطلب لجوء في بلد أوروبي آخر إلى الحدود الألمانية في حين ترى ميركل ضرورة أن تكون مثل هذه الخطوة بناء على تنسيق أوروبا وليس اعتمادا على قرارات ألمانية أحادية الجانب.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي الخلاف الحالي بين طرفي التحالف المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل لانتهاء الشراكة التاريخية العريقة بين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي في بافاريا الذي يتبنى سياسة متشددة تجاه الهجرة واللاجئين بينما تصر ميركل على سياستها المتساهلة تجاه المهاجرين.
وكان الحزب المسيحي الاجتماعي في ولاية بافاريا، الشريك الأصغر داخل التحالف المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل، قد قرر في وقت سابق أنه سيكون من الضروري البدء بعمليات إعادة واسعة للاجئين بعينهم إذا لم تتوصل ألمانيا مع شركائها داخل الاتحاد الأوروبي لاتفاقات بذلك خلال القمة الأوروبية المقررة في بروكسل.
وحث جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، الأحزاب السياسية في دول الاتحاد الأوروبي، على عدم الخضوع للقوى القومية اليمينية، في سياسة اللجوء.
وفي تصريحات لصحيفة «شتوتغارتر تسايتونغ» الألمانية وصحيفة «شتوتغارتر ناخريشتن» الصادرتين أمس الاثنين، قال يونكر: «عندما يُتبع الساسة الشعبويين، فسيكون الأمر في النهاية كما لو أن الناس قد انتخبت الشعبويين وليس الأحزاب التقليدية، وبعض الساسة لا يرون مثل هذا الخطر».
تجدر الإشارة إلى أن يونكر سيحضر اليوم الثلاثاء لقاء للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في قصر ضيافة ميزبرج القريب من العاصمة الألمانية برلين.
ويهدف اللقاء إلى التحضير لقمة الاتحاد الأوروبي الخاصة بسياسة اللجوء وإصلاح التكتل، وستعقد هذه القمة يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من حزيران/يونيو الحالي.
وحث يونكر على أن تظل أوروبا هي القارة التي « تمنح الحماية لأولئك الفارين من الاضطهاد السياسي والعنف والإذلال». وكان وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، قد عن اعتقاده بأن رد المهاجرين من عند الحدود الألمانية، ضروري، من أجل صد القوى السياسية اليمينية.
وفي مقالة له لصحيفة «فرانكفورتر الجماينه تسايتونج» الألمانية أمس الاثنين، كتب زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري إن «فقدان السيطرة المحسوس به بل والتخلي الجزئي عن السيطرة، أدى إلى تعزيز القوى الشعبوية في ألمانيا وفي أوروبا».

سياسة التحكم في الهجرة

وتابع الرئيس السابق لحكومة ولاية بافاريا: «لذلك يتعين على القيادة السياسية في ألمانيا وفي أوروبا أن تجعل المواطنين يقتنعوا أن نستطيع أن نتحكم في الهجرة، وأن لدينا سيطرة على الأحداث وأن على المواطنين ألا يقلقوا وأن بإمكانهم أن يعيشوا حياتهم».
وكتب زيهوفر أيضا أن من الأمور ذات الأهمية الحاسمة هو أن تتوصل قمة الاتحاد الأوروبي نهاية الشهر الحالي إلى قرارات تعترف بأعباء ألمانيا في سياسة الهجرة وتوفر حماية فعالة للحدود الخارجية للتكتل وتوزيعا عادلا للناس أصحاب حق البقاء في أوروبا بالإضافة إلى إعادة سريعة للناس الذين ليس لديهم حق في البقاء.
وأوضح أن الهجرة من الشرق الأوسط وافريقيا ضربت أوروبا دون أن تكون الأخيرة مستعدة لها، ورأى أن تماسك أوروبا يتعرض في الوقت الراهن للخطر، وكذلك الحال التماسك في ألمانيا. وقال إن يمينه الدستورية تنص على وضع سياسة داخلية مسؤولة تعمل من أجل رفاهية ألمانيا، ولا أستطيع ولا أرغب في أن أتحمل مسؤولية عن منح هجرة لأناس لا تحق لهم هذه الهجرة وفقا لتفسير القانون الأوروبي، وفي هذه الحالات لابد أن أستخدم الحق في ردهم».
وفي نغمة تصالحية كتب زيهوفر في عمود في صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج» إن تماسك أوروبا وألمانيا على المحك.
وأضاف «الموقف خطير لكن يمكننا تجاوزه» مضيفا أن توصل الاتحاد الأوروبي لاتفاق في القمة التي ستعقد يومي 28 و29 حزيران/ يونيو الحالي مصيري. وطلب زيهوفر من أعضاء الاتحاد الأوروبي ضمان حماية الحدود الخارجية للتكتل، وأن يوزعوا بالعدل الأشخاص المسموح لهم بالبقاء وإعادة أولئك الذين لا يسمح لهم بالبقاء سريعا.
وقالت صحيفة بيلد اليومية إن حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي سيمنح ميركل مهلة أسبوعين حتى انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي للحصول على حل أوروبي قبل رفضها وفرض خطة زيهوفر. وعلى الرغم من ذلك، نفى الأمين العام لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي التقرير.
وفي سياق متصل أيدت غالبية كبيرة من مواطني ولاية بافاريا الألمانية في استطلاع للرأي الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري الحاكم للولاية في موقفه المتعنت في الخلاف حول سياسة اللجوء مع شقيقه الأكبر في التحالف المسيحي، الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل.
وأظهر الاستطلاع، الذي نشرت نتائجه أمس الاثنين، أن 71٪ من مواطني الولاية يؤيدون إنهاء الائتلاف الحاكم على المستوى الاتحادي إذا لم يحقق الحزب البافاري مطلبه بشأن تشديد سياسة اللجوء، بينما عارض ذلك 24٪ من الذين شملهم الاستطلاع في الولاية. وعلى مستوى ألمانيا أيد نحو 53٪ من الألمان إنهاء الائتلاف الحاكم بسبب الخلاف حول سياسة اللجوء، بينما عارض ذلك نحو 40٪.

المواجهة حول اللاجئين تحتدم بين ميركل ووزير داخليتها الذي يرى أن تماسك ألمانيا أصبح على المحك
منحها فرصة أسبوعين للوصول إلى حل
علاء جمعة

شجارات تفشل حراك غزة لـ «إنهاء الانقسام والعقوبات» وفتح والشعبية تتهمان أمن حماس بالوقوف وراء الحادثة

Posted: 18 Jun 2018 02:26 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: انتهى حراك نظمه أسرى محررون، في «ساحة السرايا»، وسط مدينة غزة، دعما لـ «إنهاء الانقسام والعقوبات» بمناوشات وشجارات أدت إلى فشله، واتهمت حركة فتح والجبهة الشعبية عناصر من حركة حماس بالوقوف وراء العملية.
ولم يمض وقت طويل على انطلاق أولى فعاليات الحراك الشعبي، الذي رفع شعار «إنهاء الانقسام»، ورفع «الإجراءات» المتخذة تجاه غزة، حتى اندلعت اشتباكات بالأيدي بين المشاركين، تخللها قيام شبان بتحطيم المنصة الرئيسة للفعالية.
وبدأت الفعالية بحشد كبير من موظفي السلطة الفلسطينية، وأسرى محررين، في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، تلبية لدعوة حراك دعا له الأسرى المحررون، ليقام في رابع أيام العيد، ينادي بإنهاء الانقسام، والإجراءات المتخذة من قبل السلطة الفلسطينية تجاه غزة، ويدعو للحفاظ على المشروع الوطني من الانهيار.
وهتف المشاركون في بداية الفعالية ضد الانقسام، ورددوا هتاف «الشعب يريد إنهاء الانقسام»، فيما رفع آخرون من المشاركين لافتات كتب عليها «ابتعدوا عن خبزنا وملحنا»، في إشارة إلى رفض اجراءات الخصم التي طالت رواتب الموظفين، إضافة إلى شعارات ضد الانقسام منها «علشان الانقسام ما يتحول انفصال، نعم لإنهاء الانقسام»، فيما وضع شعار كبير خلف المنصة الرئيسية جاء فيه «من أجل وحدة الوطن والحقوق ثورة عز وكرامة».
وأظهرت لقطات صورت بكاميرا هواتف المشاركين في الفعالية، شبانا يرددون هتافات ضد الرئيس محمود عباس وحركة فتح، قبل أن ينشب اشتباك بالأيدي بين الموجودين في المكان. وقال نشطاء من فتح ن عددا منهم تعرض للاعتداء بالضرب على أيدي المهاجمين، وحملوا المسؤولية لحركة حماس بالهجوم على المنصة الرئيسة وإسقاطها.
وكتب كمال أبو شاويش، وهو من قيادات فتح الميدانيين، على موقع «واتس أب»، وهو يتحدث عما حصل، انه مع بداية حراك الأسرى عند الساعة 11 صباحا، كان الحضور والمشاركة كثيفين من الأسرى والموظفين، وكان هنالك حضور لافت لقيادات الحركة، وقيادات العمل الوطني، ومنظمات المجتمع المدني من كافة المحافظات. وأشار إلى أنه بعد نصف ساعة، دخلت مجموعة (تقدر بالعشرات) من «شباب حماس» يرتدون ملابس سوداء، ويحملون عصيا ويافطات مكتوب عليها شعارات «نابية ومسيئة»، وأنهم حاولوا الاقتراب من مركز التجمع، حيث فشل منظمو الفعالية وقيادة الفصائل في منع الاحتكاك.
وقال أيضا إنه حضر الى «ساحة السرايا» اللواء توفيق ابو نعيم، مسؤول قوى الأمن في غزة، وإنه صعد للمنصة مخاطبا الجمهور بالهدوء، مؤكدا أن الحراك وطني. وأشار أبو شاويش إلى أنه بعد دقائق قليلة نزل أبو نعيم عن المنصة، وتفاجأ المشاركون بـ «هجوم كاسح» من مجموعة وصفها بـ «البلطجية» على المنصة، قامت بتكسيرها، واتهم المهاجمين بـ «ممارسة العنف» ضد العديد من المشاركين والاعتداء عليهم بالضرب.
وقال الناطق باسم الحركة أسامة القواسمي إن الاعتداء على المشاركين وتخريب المنصة، وتمزيق الشعارات التي تطالب بالوحدة وإسقاط الانقسام «قد أصاب عناصر حماس في مقتل». وطالب حركة حماس بـ «الارتقاء الى مستوى التحديات والإعلان الفوري عن إنهاء حالة الانقسام، وتسليم الحكومة العمل في قطاع غزة».
وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في تصريح صحافي، على «حق الجماهير في التظاهر وحرية التعبير عن رأيها» في مجمل القضايا الوطنية والديمقراطية. وأدانت تدخل أجهزة أمن حماس بـ «اللباس المدني» والاعتداء على جموع المتظاهرين في «ساحة السرايا» بمدينة غزة، خلال الوقفة التي جاءت تلبية لنداء الأسرى والمحررين، لـ «إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ورفع العقوبات عن غزة والتي جاءت بإجماع ومشاركة الكل الوطني».
وأدانت الجبهة الديمقراطية عملية تخريب الحراك والوقفة الجماهيرية، واتهمت «عناصر خارجة عن القانون والإجماع الوطني» ، بالوقوف وراء تخريب الحراك،  وطالبت الأجهزة الأمنية بملاحقتهم وتقديمهم للعدالة، وضرورة توفير الحماية لمثل هذه المسيرات الجماهيرية. وأشادت بجماهير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، التي خرجت في المسيرة التي طالبت بـ «إنهاء الانقسام وإلغاء الإجراءات العقابية المفروضة على قطاع غزة». ودعت الفلسطينيين في كافة أماكن وجودهم للاستمرار في الحراك الجماهيري لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
وكانت وكالة «معا» المحلية قد نقلت عن الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة، قوله إن الأجهزة الأمنية، لم تكن موجودة في مكان الفعالية في «ساحة السرايا»، وإنها لم تقم باعتقال أي شخص.

شجارات تفشل حراك غزة لـ «إنهاء الانقسام والعقوبات» وفتح والشعبية تتهمان أمن حماس بالوقوف وراء الحادثة
جاء بدعوة من أسرى محررين في «ساحة السرايا» وسط غزة

حرب بلاغات بين وحيد حامد ومدير مستشفى سرطان الأطفال

Posted: 18 Jun 2018 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: شهدت مصر خلال الأيام الماضية، جدلاً واسعاً، بشأن أوجه صرف أموال التبرعات التي يقدمها المصريون للجمعيات والمستشفيات الخيرية خلال شهر رمضان، خاصة مع اعتياد هذه المؤسسات على إخفاء ميزانيتها وعدم عرض حجم التبرعات التي تتلقاها وأوجه إنفاقها على الرأي العام.
فقد اشتعلت حرب تصريحات بين إعلاميين وكتاب اعتبروا أن هذه المؤسسات تسرق أموال المصريين، فيما كذبت هذه المؤسسات ما تردد من معلومات.
ووصل الجدل إلى مكتب النائب العام المصري، بعد أن تقدم سمير صبري، المحامي المعروف بكثافة بلاغاته ضد المعارضين، ببلاغ ضد الكاتب المصري وحيد حامد، يتهمه فيه بنشر أكاذيب عن مستشفى 57357 المتخصص في علاج سرطان الأطفال.
وكان حامد كتب مقالا في إحدى الصحف المصرية الخاصة، تحدث فيه عن الأموال التي تنفق على الإعلانات الدعائية للمستشفى، والمرتبات المرتفعة مقارنة بالأموال التي تصرف على علاج الأطفال. وأشار إلى استغلال المرضى في الإعلانات لكسب تعاطف الجمهور.
وكشف عن أن حجم التبرعات للمستشفى تعدت المليار جنيه، انفقت منها إدارة المستشفى 136 مليون جنيه على الإعلانات، فيما اقتصرت الأموال التي تصرف على علاج المرض، على 164 مليون جنيه، وتلتهم أجور العاملين ملايين الجنيهات.
وأعلن عزمه على تقديم بلاغ ضد الدكتور شريف أبو النجا مدير مستشفى سرطان الأطفال 57357 بتهمة «السب والقذف».
وأضاف في تصريحات صحافية، إنه»فوجئ بقيام شريف أبو النجا بكتابة عبارات السب والقذف عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك».
وتابع «سأرد على هذا السب بالقانون، وهذا من حقي، وعليه هو أن يرد على الاتهامات بحقائق وأدلة، ولكنه لجأ لأسلوب آخر»، مشيرا إلى أنه مستمر في مقالاته وحربه.
الجدل بشأن التبرعات وصل لساحة البرلمان المصري، حيث تقدم عدد من النواب بطلبات إحاطة بشأن التبرعات الكثيرة التي يتم استجداؤها، عبر وسائل الإعلام خلال شهر رمضان، تحديداً في المستشفيات، وضرورة إعلانها على الرأي العام، وقيام الأجهزة الرقابية بدورها حيالها، خاصة في ظل ما يتردد دائما أن أموال التبرعات تصرف في غير محلها.

كشف حساب

وتقدم أحمد يوسف إدريس، عضو لجنة السياحة والطيران في البرلمان، بطلب إحاطة للحكومة بشأن أموال التبرعات الخيرية التي يحصل عليها مستشفى «57 3 57»، ومستشفى شفاء الأورمان في الأقصر، في ظل ما يتردد بقوة حول قيامهما بتبديد أموال التبرعات وصرفها في غير محلها.
وجاء في الطلب: «هناك تناقض كبير ينتاب مسؤولي هذه المستشفيات، ففي الوقت الذي يطلبون فيه من المواطنين التبرع بمبالغ مالية، يدشنون حملات إعلانية ضخمة تزدحم بها شاشات التلفاز طوال الـ 24 ساعة خلال شهر رمضان، وهي حملات إعلانية تكلف ملايين الجنيهات يحصل عليها الفنانون، يتم دفعها من أموال المتبرعين».
وأضاف: «الدستور والقانون يلزمان مثل هذه المستشفيات بتقديم كشف حساب إلى الجهات المعنية في الدولة حول حجم أموال التبرعات التي حصلت عليها، مع تحديد أوجه الإنفاق بدقة».
وتابعك «المواطنون الذين تبرعوا لهذه المستشفيات، تبرعوا من أجل المساعدة في علاج إخوانهم المرضى، لكنهم تفاجأوا أنهم لا يعرفون مصير أموالهم، وهل تذهب بالفعل لهؤلاء المرضى أم لصالح الفنانين المشاركين في هذه الحملات الإعلانية».
وطالب نائب الأقصر، رئيس الوزراء بفتح تحقيقات موسعة لمعرفة مصير أموال هذه التبرعات، وتشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق في الاتهامات المُثارة ضد هذه المستشفيات.

نصيب المرضى

النائب أحمد أبو خليل، تقدم كذلك بطلب إحاطة إلى مجلس النواب، موجه إلى مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، يطالب فيه بفرض رقابة حكومية واسعة على القائمين على إعلانات جمع التبرعات والزكاة خلال شهر رمضان.
وجاء في الطلب: «في الوقت الذي يعيش فيه المواطن المصري ظروفا اقتصادية في غاية الصعوبة، تخرج علينا مؤسسات جمع التبرعات لصالح المستشفيات الخيرية، بحملات إعلانية ضخمة عبر شاشات التلفاز تتكلف ملايين الجنيهات، وتطلب من المواطنين التبرع لصالحها».
وأضاف: «لا بد على القائمين على هذه المؤسسات من الخروج للجمهور، مع نهاية شهر رمضان المبارك، وتقديم كشف لها عن حجم التبرعات التي استقبلتها وسبُل استغلال هذه الأموال، ونصيب المرضى منها، وحجم الأموال التي تقاضاها الفنانون المشاركون في هذه الإعلانات».
وشدد على أنه «لا بد أن يعرف المواطن الذي تفاعل مع هذه الإعلانات واستجاب لها، مصير تبرعاته وإلى أين ستذهب بعد ذالك».
كذلك، تقدم النائب شريف الورداني، أمين سر لجنة حقوق الإنسان، بسؤال من خلال مجلس النواب إلى مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بخصوص حجم أموال التبرعات التي تجمعها المستشفيات والمؤسسات الخيرية كل عام وخاصة خلال شهر رمضان الكريم.
وقال: «مع اقتراب انتهاء شهر رمضان ومع وجود كم هائل من الإعلانات على الشاشات طوال الشهر، لا بد أن تعلن هذه المستشفيات والمؤسسات الخيرية عن حجم التبرعات التي تم جمعها وإلى أي الأعمال اتجهت، وما نصيب المرضى منها وحجم ميزانية الإعلانات، وما هو نصيب الفنانين الذين شاركوا في هذه الأعمال».
وأضاف أن «هذه المستشفيات تقوم بعمل حملات إعلانية لتجمع تبرعات للمرضى، في حين أنها تدفع آلاف الجنيهات لشركات الدعاية والإعلان لتمويل هذه الإعلانات، فكيف هذا التناقض؟، مؤكداً أن كل عام في شهر رمضان نعود للحديث عن حجم أموال التبرعات ونطالب بتقديم تقارير عن الأموال والتبرعات التي حصلتها المستشفيات وأوجه إنفاقها، ولكن لا نجد ردا».
وطالب بـ«ضرورة التحقيق في هذا الأمر وإعلانه للرأي العام بمنتهى الوضوح والشفافية، حتى يعرف المواطن مصير تبرعاته، وهل وصلت إلى المرضى أم ضاعت على الشاشات في ثمن الإعلانات، فيما تقدم النائب محمد عبد الله زين، وكيل لجنة النقل والمواصلات، بطلب إحاطة إلى مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، بخصوص أموال التبرعات»، مشيراً إلى أنه في «الفترة الأخيرة تفشت ظاهرة الحملات الإعلانية الضخمة للمستشفيات والمؤسسات الخاصة والجمعيات الخيرية دون رقابة واضحة على مسار هذه التبرعات».
وحسب النائب «يتم جمع التبرعات من الأفراد بهدف تقديمها للمرضى والمحتاجين إلا أننا نجد أن هذه الجمعيات تقيم حملات إعلانية ضخمة تتكلف مبالغ طائلة، يصل سعر الدقيقة في الإعلان الواحد بها لأكثر من 100 ألف جنيه»، متسائلاً عن «كيفية تسديد هذه الجمعيات والمستشفيات أسعار الإعلانات».
وأشار إلى أن «هذا الأمر يتم تجاهله كل عام، وهو ما يثير استياء المتبرعين خاصة بعد انتشار حملات التبرعات للمؤسسات الخيرية والمستشفيات بشكل كبير جداً في رمضان هذا العام، مما يحتاج إلى وقفة جادة لمعرفة أين تذهب أموال هذه التبرعات، وكيف يتم التصرف في الأموال التي تقوم بجمعها؟ وما هي الجهات التي تراقب عملها؟
وبين أن «ميزانية هذه المستشفيات والمؤسسات تشبه تماماً ميزانيات البنوك التي تعلنها من وقت لآخر حول حجم العمليات والميزانية والأرباح والإيرادات، لذا فإنه من الضروري أن تقدم تقريراً شاملاً عن أنشطتها ومواردها وحجم التبرعات التي وصلت إليها».

حرب بلاغات بين وحيد حامد ومدير مستشفى سرطان الأطفال
أزمة أموال التبرعات المصرية تصل البرلمان ومكتب النائب العام

سياسيون تونسيون يطالبون رئيس الحكومة بـ«توضيحات» حول موجة إقالات في وزارة الداخلية

Posted: 18 Jun 2018 02:25 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : طالب نواب وسياسيون تونسيون رئيس الحكومة ووزير الداخلية المُكلّف بتقديم توضيحات حول إقالة عدد كبير من القيادات الأمنية بعد أيام من عزل وزير الداخلية السابق لطفي براهم، في وقت تحدث فيه مستشار سابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وجود «قلق» لدى واشنطن حول سلسلة الإقالات الأخيرة.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت أخيراً عن تعيين ونقل عدد كبير من القيادات الأمنية البارزة في العاصمة وتسع ولايات تونسية أخرى، في قرار مفاجىء أثار جملة من التساؤلات وخاصة أنه جاء بعد أيام من عزل وزير الداخلية السابق لطفي براهم، والذي اتهمه البعض بالتخطيط لتنفيذ «انقلاب» مدعوم من الخارج، وهو ما نفاه براهم مؤكداً نيته مقاضاة وسائل الإعلام التي روّجت للخبر.
ودعا عبد اللطيف المكي رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان كلاً من رئيس الحكومة يوسف الشاهد ووزير الداخلية المكلف غازي الجريبي لتقديم تفسيرات حول جملة الإقالات الأخيرة، متسائلاً إن كانت هذه الإقالات تدخل في باب الإصلاح أو بسبب «قلق» من القيادات المعزولة.
وتساءل المؤرخ عبد اللطيف الحنّاشي «ما الذي يجري في البلاد؟ ولماذا هذا الصمت المريب من قبل الحكومة بعد إقالة وزير الداخلية؟ وما أسباب إجراء هذه التحويرات الواسعة على جهاز الامن وفي مناطق حساسة من تراب الجمهورية؟ فاين الشفافية في دولة ديمقراطية؟ ألا يساهم الغموض في انتشار الاشاعات ويضاعف من تقلصّ ثقة الناس في النظام ومسيّريه؟».
وكان موقع «موند أفريك» الفرنسي كشف عن اجتماع «سري» قال إنه جمع بين وزير الداخلية التونسي المُقال لطفي براهم، ورئيس المخابرات الإماراتي في جزيرة «جربة» جنوب شرق تونس، نهاية شهر أيار/مايو الماضي، لمناقشة سيناريو مشابه لـ»الانقلاب الطبي» الذي نفذه الرئيس السابق زين العابدين بن علي على الحبيب بورقيبة. إلا أن براهم فنّد ما ذكره الموقع الفرنسي، مؤكداً أنه لم يلتقِ رئيس المخابرات الإماراتية في جزيرة جربة، كما أشار إلى أن زيارته للسعودية تمت بعلم رئيسي الجمهورية والحكومة، كما نفى كل من رئيس الحكومة والسفير الإماراتي في تونس علمهما بوجود «مخطط» للانقلاب على السلطة في تونس. ودوّن وليد فارس المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على صفحته في موقع «توتير»: «المراقبون في واشنطن يتابعون إقالة المسؤولين في الامن القومي التونسي لمعرفة اذا كان الامر تحت ضغط «النهضة» أم مجرد إصلاح إداري. هل الاقالات حملة لصالح الاسلاميين ضد العلمانيين أم مواجهة للفساد؟».
وأثارت تغريدة فارس انتقادات من قبل عدد من السياسيين والنشطاء التونسيين الذين اتهموه بالتدخل في شؤون بلادهم، حيث كتب طارق الكحلاوي القيادي في حزب «حراك تونس الإرادة»: «وليد فارس يواصل تمثيل دور المراقب الموضوعي ليوفر مادة خام داخل تونس للادعاء بأن هناك «غضبا في واشنطن» مما يحصل (لهذا كتبها بالعربية). الحقيقة ان فارس يمثل اللوبي الاماراتي في واشنطن، وتدوينته تورط وزير الداخلية المقال وليس العكس».
ودوّن أحد النشطاء ويُدعى جمال مخاطباً فارس «ما دخلك أنت والادارة الأمريكية وغيرها في ما يجري في تونس ككل، وفي تعيين وعزل المسؤولين وخاصة في وزارة الداخلية بالذات؟ وما يهمك في من تم تعيينه واتجاهه وفي سبب القيام بذلك؟ (…) التونسيون أحرار في ما يفعلون وفي من يختارون ليتولى المسؤولية ولستم – أنت ومن تتكلم باسمهم – وكلاء أو أوصياء عليها. الآن اتضحت الخيوط التآمرية وعرف مأتاها وغرضها».
وأضاف آخر ويُدعى عبد العزيز «الحكومة منتخبة من قبل الشعب ورئيسها له كامل الصلاحيات القانونية في عزل من يشاء وتعيين من يشاء، فما دخلك أيها المتطفل في الشؤون الداخلية التونسية؟ الأولى بك أن تهتم بما يحدث في بلدك لبنان من فوضى سياسية وتناحرات عرقية ومذهبية وغياب لهيبة الدولة». وكان حبيب زمالي محامي براهم أكد أن موكّله تقدم بشكوى قضائية ضد موقع «موند افريك»، ومكتب قناة الجزيرة في تونس، بعد بثهما تقارير إعلامية تتعلق بـ»تحضيره» لانقلاب في تونس بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات الإماراتي.

سياسيون تونسيون يطالبون رئيس الحكومة بـ«توضيحات» حول موجة إقالات في وزارة الداخلية

حسن سلمان

أمريكا تحتجز الأطفال المهاجرين عند الحدود وإيطاليا تستثمر في ليبيا لوقف الهجرة

Posted: 18 Jun 2018 02:25 PM PDT

روما ـ «القدس العربي» ووكالات: يتم احتجاز آلاف الأطفال على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة نتيجة لسياسة «عدم التسامح» أو «التسامح صفر» التي تتبعها إدارة ترامب مع المهاجرين، والتي تدعو إلى محاكمة جميع الأشخاص الذين يدخلون الولايات المتحدة بصورة غير شرعية.
هذه السياسة، التي تم الإعلان عنها في نيسان/أبريل، تعني انفصال أطفال عن والديهم، الذين يُحالون فورًا إلى القضاء بعد عبورهم الحدود بشكل غير قانوني، وتركهم هؤلاءالأطفال تحت وصاية أو في عهدة أحد الكفلاء أو في الملاجئ.
وسُمح لصحافيين بدخول أكبر منشأة احتجاز ـ وهي «كازا بادر» ـ لأول مرة يوم الأربعاء الماضى. ويوجد هناك أطفال محتجزون بشكل مكدس وبما يتجاوز السعة المفترضة للمنشأة التى كانت فى السابق مقرا لأحد منافذ التسوق لمؤسسة وولمارت انكوبوريشن للبيع بالتجزئة، ولا يتم السماح لهم بالخروج إلا لساعتين فقط في اليوم، وفقا لشبكة (إم إس إن بي سي).
وقال جاكوب سوبوروف، وهو واحد من خمسة صحافيين سمح لهم بدخول منشأة كازا بادر: «يتم سجن هؤلاء الأطفال فعليا».
وهناك 5129 طفلاً يتم استضافتهم من جانب هذه المجموعة، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست، وهذا يعني أن هناك أكثر من 500 طفل يجرى احتجازهم بعيدا عن آبائهم من قبل الحكومة.
إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية الإيطالي «ماتيو سالفيني»، عزم حكومته القيام بمزيد من الاستثمارات في ليبيا، تشمل مجالات مختلفة.
ونقل التلفزيون الحكومي عن سالفيني، قوله: «طلب رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، من إيطاليا التدخل، وسأكون أنا والحكومة هناك».
وأضاف: «سأذهب قريباً إلى ليبيا لأتحدث معه».
وتعاني ليبيا من هروب كبير للاستثمارات الأجنبية، خلال السنوات السبع الماضية، مع ارتفاع حدة التوترات في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس السابق، معمر القذافي.
ولفت الوزير الإيطالي، إلى أن «مساهمتنا بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) مفيدة، من أجل مكافحة الإرهاب، وكذلك للتصدي للهجرة غير الشرعية والمراكب التي تنقلها».

أمريكا تحتجز الأطفال المهاجرين عند الحدود وإيطاليا تستثمر في ليبيا لوقف الهجرة

محمود الكيلاني

مظاهرات في رام الله ـ العصا الوطنية

Posted: 18 Jun 2018 02:24 PM PDT

حاييم نحمان بياليك حلم بالشرطي العبري الاول في الدولة العبرية. الفلسطينيون تفوقوا على أبناء عمهم: ها هم بدون دولة يوجد لديهم شرطي مسلح بهراوة. برتولد بريخت قال إنه في الوطن حتى الصوت بشكل مختلف. ونحن نضيف إنه حتى بتكسير العظام بالعصا الفلسطينية يوجد طعم الوطن.
ذات يوم فكر الشاعر الفلسطيني المشهور أبو سلمى بفلسطين كـ «حلم الثوريين». وها هو حلم الفلسطينيين يتحول إلى هراوة تحسن ضرب كل المتظاهرين من دون تمييز. المتظاهرون والصحافيون والمصورون حتى ذاقوا طعم الهراوة الوطنية.
لذلك فإنه في هذه الحملة المجنونة عندما تبرز العصا والوطن يسحق تحت بساطير الاحتلال، لا يكون ما هو مناسب أكثر من أقوال الشاعر أبو الطيب المتنبي، الصوت الاصيل للعرب منذ ألف سنة تقريبا، الذي قال «ظلم ذوي القربى أشد مضادة على النفس من وقع الحسام المهند».
المشكلة هنا هي أنه في فلسطين لا توجد دولة، بل ما زال يوجد أسرى، ويجب على الرئيس الحصول على تصريح من مصلحة السجون كلما أراد التحرك من مكان إلى آخر، والسجانون من كثرة الوقاحة يذكرونه في كل لحظة بأنه سجين. أنا أقول ذلك ليس بلهجة انتقادية، لا سمح الله. أنا أعرف جيداً وضعه وأسلوبه السياسي، وليس أسلوب حكمه، حيث اننا لا نختار الواقع، حتى المجنون، الذي ولدنا فيه.
أبو مازن هو مهندس العقلانية للنضال الفلسطيني، بالمعنى الذي لا يخدع فيه أبناء شعبه ولا يمتاز بازدواجية الحديث. هو العكس تماما لأولئك الذين علناً هم فرسان الكلمة في الحقيقة، لكنهم في محادثات خاصة يقولون أموراً مختلفة تماما. هذا الرجل يقول علنا ما يفكر فيه، سواء أحب الجمهور هذا أم لا. وإذا نبشتم في أوراق مهندسي الاحتلال ستعرفون أن محمود عباس هو الأكثر خطراً بالنسبة لهم. هم يريدون شخصاً يسهل عليهم مهمة سحق الحركة الوطنية الفلسطينية، وليس هناك حليف أفضل لتحقيق هذا الهدف من الغضب، الذي يقلب الامور رأسا على عقب: الضحية تتحول إلى الجلاد والجلاد يتحول إلى الضحية.
ولكن المسافة بين هذه المقاربة الثورية الواقعية وبين قمع حركة احتجاج طويلة. المظاهرات الاخيرة في رام الله ليست تكراراً للصراع المأسوي بين الفصائل الفلسطينية في السابق. الحديث يدور عن احتجاج مدني يجب التعامل معه باسلوب الحوار. لهذا من الغريب لي أن أعضاء فتح وقفوا، حسب وسائل الاعلام، إلى جانب رجال الشرطة لقمع المظاهرة. إذا كانت حركة فتح التي اشتاق اليها نزار قباني في الايام الصعبة التي أعقبت النكبة عندما كتب «مهما تأخروا سيأتون من حزننا الجميل بثمار القمح أو ثمار الليمون».
في المقابل، ماذا أراد في النهاية مئات المتظاهرين الفلسطينيين، إلغاء العقوبات على قطاع غزة، حيث أنه من غير المعقول الطلب من إسرائيل رفع الحصار عن القطاع والسلطة تعاقبه من أجل معاقبة حماس. صحيح أن حماس قسمت الوحدة الفلسطينية وفرضت هناك نظام إرهاب، لكن الطريق لانهاء هذا الفصل ليس معاقبة السكان في قطاع غزة.
يمكن التخمين أن من يسمّون أنفسهم «الاحتلال المتنور» سيخرجون الآن بصدر منفوخ ـ ها هم العرب يقمعون المظاهرات بالقوة. ونحن نقول لهم إن من يطلق النار على أناس غير مسلحين من مسافة مئات الامتار عليه أن لا يتحدث عن قامعي المظاهرات. بالمناسبة، في فلسطين المتظاهرون وكذلك السلطة يعرفون جيداً في الوقت المناسب ما هو مصدر كل المشاكل. الشاعر العربي القديم قال «بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام».

عودة بشارات
هآرتس 18/6/2018

مظاهرات في رام الله ـ العصا الوطنية
القمع هو أمر بعيد عن عقلانية مقاربة محمود عباس السياسية
صحف عبرية

الطوارئ والخدمة العسكرية والفائدة… 3 ملفات مهمة رضخ لها اردوغان بسبب صعوبة الانتخابات المقبلة

Posted: 18 Jun 2018 02:24 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أجبرت صعوبة الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستجري بشكل مبكر يوم الأحد المقبل في تركيا الرئيس رجب طيب أردوغان على تغيير مواقفه التي كانت حتى وقت قريب «متشددة» تجاه 3 ملفات مهمة وذلك في محاولة لإرضاء شرائع معينة في المجتمع التركي وكسب أكبر قدر من أصوات الناخبين.
وبعد سنوات طويلة من سعيه إلى تخفيض أسعار الفائدة في البلاد، أضطر أردوغان للتساهل مع رفعها بشكل كبير وذلك في محاولة للسيطرة على تراجع سعر الليرة التركية، فيما قدم وعداً بإنهاء حالة الطوارئ عقب الانتخابات بعد أن كان يرفض مجرد طرح هذا الأمر للنقاش، فيما وعد بأن يكون ملف «بدل الخدمة العسكرية» أبرز القضايا على أجندة الحكومة المقبلة بعد أن اعتبر ذلك «خيانة لتضحيات الجيش» في الحرب على الإرهاب.
هذه التحولات التي شهدتها مواقف الرئيس التركي جاءت بفعل التحديات الكبيرة التي مرت بها البلاد في الأسابيع الأخيرة إلى جانب استشعار الحزب الحاكم بصعوبة الانتخابات المقبلة وسط مخاوف حول قدرة أردوغان على حسم الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى وقدرة حزب العدالة والتنمية على حصد الأغلبية البرلمانية في الانتخابات العامة.

حالة الطوارئ

عقب محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في الخامس والعشرين من تموز/ يونيو من عام 2016أعلنت الحكومة التركية حالة الطوارئ في البلاد، وذلك «لتسهيل الحرب على تنظيمات بي كا كا وغولن وداعش الإرهابية»، حسب ما تقول الحكومة.
ورغم أن الحكومة أنهت إلى درجة كبيرة عمليات التطهير الواسعة التي طالت «تنظيم غولن» المتهم بتدبير محاولة الانقلاب، إلى جانب إنجازها العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة على الحدود مع سوريا، إلا أنها والرئيس أردوغان واصلوا تمديد حالة الطوارئ بشكل متتالي حتى اليوم.
وحتى أيام قليلة كان الرئيس التركي يؤكد أن حالة الطوارئ سوف تبقى قائمة حتى إنهاء الحرب بشكل كامل على الإرهاب، وهو ما أثار غضب شريحة واسعة من الشعب التركي إلى جانب تركيز المعارضة على استغلال هذه القضية عبر تقديم وعود قطعية بإنهاء حالة الطوارئ خلال ساعات في حال فوزها في الانتخابات المقبلة. كل ذلك ولد خشية متزايدة لدى الرئيس التركي من أن تؤدي هذه القضية إلى خسارة الحزب أصوات شريحة من الشارع التركي تعارض استمرار فرض حالة الطوارئ، وهو ما دفع أردوغان للإعلان عن نيته إنهاء حالة الطوارئ في البلاد عقب الانتخابات.
وعبر ثلاثة تصريحات متتالية من أردوغان ويلدريم، تم الإعلان عن أن الحزب الحاكم ربما يناقش رفع حالة الطوارئ بعد الانتخابات، قبل أن يتم الإعلان عن أن الأمر سوف يبحث جدياً عقب الانتخابات، ليصل الأمر للتعهد بعدم تجديد حالة الطوارئ التي تنتهي بعد أسابيع قليلة.

بدل الخدمة العسكرية

قبل أشهر قليلة، وعقب مطالبات واسعة لشريحة كبيرة من الشباب الأتراك بضرورة تطبيق قانون «بدل الخدمة العسكرية» اعتبر أردوغان هذه المطالبات بمثابة «خيانة لدماء شهداء الجيش التركي»، مؤكداً على أن هذا الأمر غير مطروح أبداً على أجندة الحكومة التركية وذلك بعد توجيهه انتقادات قاسية للمطالبين بذلك.
لكن هذا الموقف تغير تدريجياً مع تزايد المطالبات واقتراب موعد الانتخابات، وعن طريق سلسلة تصريحات وبشكل تدريجي خفف أردوغان ويلدريم ووزراء الحكومة التركية من موقفهم وصولاً لتقديم وعودات بتطبيق قانون «بدل الخدمة العسكرية» والذي يعتبر من أكثر الملفات حساسية في حياة ملايين الشباب الأتراك.
وأمس الاثنين، أكد الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ أن ملف «بدل الخدمة العسكرية» سوف يكون أبرز الملفات على طاولة الحكومة التركية المقبلة، لافتاً إلى أن القانون سوف يتم تطبيقه عقب التواصل مع رئاسة أركان الجيش التركي وتحديد العمر والفئات التي سوف يشملها القانون، وهو من شانه طمأنة مئات آلاف الشبان الأتراك وما قد يؤثر على توجهاتهم بالتصويت في انتخابات الأحد المقبل.
وبدل الخدمة العسكرية هو قانون يجري تطبيقه كل عدة سنوات ويتم من خلال تسوية أوضاع مئات آلاف المتخلفين والمتأخرين عن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية من خلال دفعهم مبالغ مالية لخزينة الدولة ضمن شروط ومحددات معينة.
لسنوات طويلة، هاجم أردوغان ما اصطلح على تسميته بـ«لوبي الفائدة» وذلك في إطار حربه الطويلة على أسعار الفائدة في البلاد التي يسعى إلى تخفيضها من أجل تعزيز الاستثمار والمشاريع التنموية في البلاد، وهي الركيزة الأساسية التي استندت عليها حكومات العدالة والتنمية طوال 15عاماً من حكم البلاد.
لكن ومع اقتراب موعد الانتخابات وتعاظم الضغوط على الاقتصاد التركي والانخفاض الهائل الذي شهدته الليرة التركية، أضطر أردوغان إلى التساهل مع البنك المركزي الذي تحرك بقوة لأول مرة منذ سنوات طويلة وأعلن رفع أسعار الفائدة بدرجة حادة في محاولة للسيطرة على الأوضاع الاقتصادية في البلاد ووضع حد لتراجع سعر العملة المحلية.
وتمكنت هذه الخطوة التي يجمع المراقبين على أن أردوغان كان مضطراً لها من وضع حد للتراجع الكبير في سعر العملة المحلية وأعادت الثقة من قبل الأسواق العالمية بسياسات البنك المركزي التركي وبالتالي خفضت من استغلال المعارضة للملف الاقتصاد ضد أردوغان في الدعاية الانتخابية.

الطوارئ والخدمة العسكرية والفائدة… 3 ملفات مهمة رضخ لها اردوغان بسبب صعوبة الانتخابات المقبلة
وعود من الحكومة بإنهاء حالة الطوارئ عقب الانتخابات
إسماعيل جمال

دعوات لمحاكمة رئيس حزب إسلامي طالب بـ«رجم» أعضاء لجنة رئاسية مُكلفة بالمساواة بين الجنسين

Posted: 18 Jun 2018 02:23 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : أثار رئيس حزب إسلامي جدلاً كبيراً في تونس بعدما دعا إلى «رجم» أعضاء لجنة رئاسية مكلفة بالمساواة بين الجنسين، حيث دعا عدد كبير من السياسيين والحقوقيين إلى محاكمته، فيما دعا عدد من رجال الدين إلى رفض المقترحات التي تضمنها تقرير اللجنة، على اعتبار أنه تتعارض مع الدستور التونسي.
وكانت لجنة الحريات الفردية والمساواة، التي شكّلها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في وقت سابق وترأسها البرلمانية بشرى بالحاج حميدة، قدمت قبل أيام تقريرها النهائي إلى رئيس الجمهورية، ويتضمن عدداً من النقاط المثيرة للجدل أبرزها، المساواة التامة بين الرجال والنساء وبين جميع الأطفال بمن فيهم المولودون خارج إطار الزواج، وفضلاً عن إلغاء تجريم المثلية وإسقاط عقوبة الإعدام وتجريم التمييز ورفع القيود الدينية على الحقوق المدنية.
ودوّن الداعية عادل العلمي رئيس حزب «تونس الزيتونة» الإسلامي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «وجب على الدولة القائمة بمؤسساتها أن تأتي بفريق بشرى الشؤم جميعا في مكان عام وتقوم برجمهم حتى الموت. لتطهرهم وتطهر البلاد من نجسهم تطهيرا».
وأثارت تدوينة العلمي جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب شكري الجلاصي القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» على صفحته في موقع «فيسبوك»: «كل التضامن مع لجنة الحريات الفردية والمساواة ورئيستها بشرى بلحاج حميدة، أمام حملة التحريض على القتل التي أطلقها على صفحته المدعو عادل العلمي.على النيابة العمومية أن تتحرّك وتوقف هذه المهزلة. الاختلاف يُناقش في الفضاء العام بالتعبير عن الرأي والنقد وليس بالتحريض على القتل».
وأضافت البرلمانية صابرين القوبنطيني: «عادل العلمي يحرّض صراحة على القتل ويدعو على حسابه الخاص الى «رجم» رئيسة وأعضاء لجنة الحريات الفردية والمساواة «حتى الموت». متى ستتحرك النيابة العمومية ضد هذا المجرم الذي تجاوز كل الخطوط الحمر وكل القوانين؟».
وتابعت الفنانة والناشطة ليلى طوبال «في انتظار تحرك السُلط المعنية. متصامنة مع بشرى بالحاج حميدة وكل أعضاء اللجنة. ولكن لعادل العلمي والناس التي تشبهه: تأكدوا من أن اليوم الذي يتجرأ أحدكم (على الحريات في البلاد) ستجدوننا بعشرات الآن، وجميع حجارة تونس لن تكفيكم رجمنا».
من جانب آخر، أصدرت «الجمعية التونسيّة لأئمة المساجد» بيانا شديد اللهجة، دعت فيه السياسيين التونسيين إلى رفض المقترحات التي تقدمت بها لجنة الحريات الفردية والمساواة، التي قالت إنها «مناقضة للدستور خاصة في فصله الأول «تونس دولة دينها الإسلام» ومنتهكة للمقدسات: الفصل السادس «الدولة راعية للدين وتلتزم بحماية المقدسات ومنع النيل منها»، كما أشارت إلى أنها تنتهك حرمة المقدسات الإسلامية.
وأضاف البيان «نهيب بأعضاء مجلس نواب الشعب أن يقفوا بعد الدرس والتحليل موقف الرفض المطلق بكل ما يصطدم مع حرمة الدستور وديننا الحنيف (…) ونحذر تحذيراً شديداً من عواقب هذه المقترحات إذا صودق عليها من غضب جماهيري كامن تضاعفت عوامل تناميه نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية واستفحال مظاهر الفساد في كل المجالات التي آلت الحكومة على مقاومتها».
وكان الرئيس الباجي قائد السبسي اقترح في وقت سابق تفعيل مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، معتبراً أنه لا يتعارض مع الدين، وقوبلت مبادرته بردود فعل متباينة في البلاد، حيث تظاهر عشرات الحقوقيين للضغط على الدولة لتفعيل مبدأ المساواة، فيما تظاهر المحسوبون على التيار الديني للتعبير عن رفضهم لهذا المقترح مطالبين بالالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية.

دعوات لمحاكمة رئيس حزب إسلامي طالب بـ«رجم» أعضاء لجنة رئاسية مُكلفة بالمساواة بين الجنسين

«الدولة» ينشط على طريق بغداد ـ كركوك… اختطاف 30 راعياً وإعدام 6 من عائلة واحدة

Posted: 18 Jun 2018 02:23 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: عاد تنظيم «الدولة الإسلامية» لتنفيذ عملياته المسلحة على الطريق الرابطة بين العاصمة بغداد ومحافظة كركوك الغنيّة بالنفط، إضافة إلى تواجده في مناطق أطراف محافظتي صلاح الدين وديالى.
وسائل إعلام محلية نقلت عن مصادر أمنية قولها، إن عناصر التنظيم أقدموا على اختطاف 7 مسافرين على طريق بغداد ـ كركوك، إضافة إلى نحو 30 من رعاة الأغنام في مناطق غرب حوض الثرثار.
وطبقاً للمصادر، فإن «قوة أمنية عثرت على جثث 6 أشخاص (من المخطوفين) في جزيرة الحظر، شمالي محافظة صلاح الدين»، مشيرة إلى أن «الجثث تمت تصفيتها بطلقات في الرأس».
وشن التنظيم هجوماً مسلحاً، مساء الأحد، أسفر عن مقتل سائقين اثنين لشاحنتين كانتا تمران على طريق بغداد ـ كركوك، إضافة إلى اعتقال 7 أشخاص.
ونقل موقع «شفق نيوز»، عن المتحدث باسم «حشد الشمال» علي الحسيني قوله: «قام عدد من عناصر تنظيم الدولة يرتدون زي الشرطة الاتحادية، بنصب كمين في منطقة انجانا (بين كركوك وبغداد) وقاموا بقتل عدد من المدنيين واختطاف آخرين، وأيضاً حرق مركبتين»، مؤكداً أن هذه المنطقة «تتعرض كثيرا» لهجمات مماثلة من قبل «الدولة».
وتبنى تنظيم «الدولة» في آذار/ مارس الماضي، هجوما استهدف حافلة ركاب على طريق كركوك ـ بغداد، وأدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 30 شخصاً.
وسارع نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، نايف الشمري، إلى دعوة قيادة العمليات المشتركة، لتنفيذ عمليات مداهمة في منطقة الجزيرة لضمان عدم عودة عناصر التنظيم.
وقال في تصريح، إن «عناصر من زمر داعش الإرهابية يرتدون الزي العسكري أقدموا أمس الأول على اختطاف 30 راعيا للأغنام من أبناء قبيلة شمر في منطقة الثرثار قرب جسر عقارب»، مبيناً أنه «تم العثور اليوم (أمس) على جثث ستة أعدمتهم زمر داعش»، وفقاً لموقع «السومرية نيوز».
وأضاف أن «قيادة العمليات المشتركة والأجهزة الاستخبارية مطالبة بتشديد تحركاتها في تلك المناطق وتأمينها بشكل أكبر والعمل على إجراء عمليات مداهمة لتلك المناطق لضمان عدم عودة زمر داعش لتنظيم حواضنه وخلاياه بشكل فاعل في تلك المناطق».
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، نشرت وسائل إعلامية تابعة للتنظيم، صوراً لمجموعات من عناصر «الدولة»، وهم يتواجدون في مناطق وعرّة، قالت بأنها في محافظة كركوك، من دون أن يتسنى التأكد من دقّة الصور. ويقرّ أهالي كركوك بأن عناصر التنظيم «يتحركون بحريّة» في المناطق الممتدة إلى الجنوب الغربي من المدينة، معتبرين أن عمليات التحرير «الروتينية» هي السبب في استمرار تواجد عناصر التنظيم في أطراف المحافظة.
وقال مهدي البياتي، نائب رئيس منظمة إنقاذ التركمان (غير الحكومية) لـ«القدس العربي»، إن «عناصر التنظيم لا يزالون متواجدين في مناطق أطراف كركوك، التي تمثل مأوى لهم، ولجماعات ما يسمى الرايات البيض أيضاَ»، مبيناً أن «هذه المناطق لم يتم تطهيرها بشكلٍ كامل، كما جرى في محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار».
وأضاف: «مناطق تواجد التنظيم في كركوك تقع في جنوب غرب المدينة، على انحدار سلسلة جبال مكحول وامتداداً لجبال حمرين، وصولاً إلى مناطق العظيم»، لافتاً إلى أن «تركيز تواجد عناصر التنظيم في كركوك، يكون في مناطق غرب المحافظة، التي تمتد وتتصل بصحراء صلاح الدين». وتابع: «هذه المناطق تشهد تواجداً للتنظيم، وبين الحين والآخر، ينفذون تعرضات على ناحية آمرلي وقضاء داقوق، أو على ناحية الرياض وقضاء الحويجة».
واعتبر أن هدف التنظيم من هذه الهجمات، «إرسال رسالة تفيد بأنهم (عناصر التنظيم) متواجدون في كركوك، وهم ينتظرون فرصة لاستغلال الأزمة السياسية في المدينة لإعادة نشاطهم»، مشيراً إلى أن «المشكلات السياسية والأمنية التي شهدتها وتشهدها محافظة كركوك، تعطي إشارة للتنظيمات الإرهابية، بأن المنطقة لا تزال رخوة وبالإمكان استغلالها، وهذا أمر خطير جداً».
ودعا، الحكومتين المحليتين في كركوك وصلاح الدين، والقوات الأمنية إلى «العمل بشكل جدي لتأمين المحافظتين».

«مأوى للإرهاب»

كما طالب أيضاً، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، بـ«إعادة النظر في عملية التحرير في هذه المناطق، بكونها لا تزال مأوى للإرهاب وتنظيم داعش».
وأضاف: «في أي لحظة يمكن لهذه المجاميع أن تعيد نشاطها مرة أخرى، وتدخل إلى المدينة. يمكن ملاحظة ذلك من خلال تسلسل الأحداث، حيث أقدم التنظيم على إعدام مجموعة من القوات الأمنية والحشد الشعبي، ومن ثم عمليات السيطرات الوهمية والتعرض لعجلات المدنيين على طرق داقوق ــ طوزخورماتو».
وطبقاً للبياتي فإن «عمليات تحرير هذه المناطق كانت شكلية، وليس عمليات تحرير وتطهير ومسك الأرض بشكل كامل»، منوهاً إلى أن «إعلان تحرير الحويجة وأطرافها من داعش جرى بين ليلة وضحاها، على الرغم من إن الحويجة تعدّ لب تنظيم داعش في كركوك، ومنها كان يتم تصدير عناصر التنظيم إلى نينوى وصلاح الدين وبقية المناطق». وكشف أيضاً عن «اتفاقات» جرت بين قادة التنظيم وقوات البيشمركه الكردية، تم على إثرها «ترحيل قيادات الصف الأول في التنظيم من الحويجة إلى دول خارجية عبر الإقليم، مقابل مبالغ مالية وصلت إلى أكثر من 10 آلاف دولار للشخص الواحد».
وأضاف: «أما عناصر التنظيم (الأفراد)، فهناك من قتل وهناك من سلم نفسه للقوات الأمنية»، مبيناً أنه «عندما دخلت القوات الأمنية إلى الحويجة والمناطق المحيطة بها لم تجد شيئاً يذكر من الإرهابيين».
المصدر نفى توفّر أي معلومات «دقيقة» عن أماكن تواجد قيادات التنظيم، وهل هم في خارج العراق أو داخله، أو متخفين في بعض المناطق».
واعتبر أن قضية كركوك «سياسية بالدرجة الأساس، أكثر مما هي أمنية»، لافتاً إلى إن «إرباك الوضع السياسي في المدينة يلقي بتأثيره على الوضع الأمني في المحافظة».

عملية تفتيش

وفي مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2017، أعلن رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، تحرير قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك، في عملية عسكرية استمرت نحو أسبوعين فقط.
وفي وقت لاحق من الأسبوع الماضي، نفذت قطعات الشرطة الاتحادية عملية تفتيش واسعة لقرى محافظة كركوك، وتطهيرها من عناصر التنظيم.
قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، قال في بيان حينها، إن «قطعات الشرطة الاتحادية من الفرقة الخامسة والفرقة السادسة، وباسناد من طيران الجيش ضمن عمليات المقر المسيطر في محافظة كركوك، نفذت عملية تفتيش وبثلاثة محاور لتفتيش القرى (10 قرى) والطرق ضمن قاطع المسؤولية (…) وتطهيرها من عصابات داعش الإرهابية المندحرة وفرض سلطة الأمن والقانون ضمن المنطقة».
ومن بين نتائج العملية، وفقاً للبيان، قتل فارس خالص صالح المفرجي، المسؤل الأمني بما يسمى «ولاية كركوك»، في قرية الدبس، وإلقاء القبض على أحد عناصر التنظيم، ضمن ما يسمى «مفرزة اأو حذيفة»، إضافة إلى إلقاء القبض على ثلاثة عناصر آخرين. كما تمكنت قوات الشرطة الاتحادية من حرق ثلاث مضافات تابعة للتنظيم، والاستيلاء على عددٍ من البنادق الآلية.

«الدولة» ينشط على طريق بغداد ـ كركوك… اختطاف 30 راعياً وإعدام 6 من عائلة واحدة
تحذيرات من استغلال الأزمة السياسية لتنفيذ عمليات داخل المدن
مشرق ريسان

في مبادرة لتعتيم الكاميرات: قانون إسرائيلي جديد لتجريم من يصّور جنود الاحتلال خلال عملهم في الضفة

Posted: 18 Jun 2018 02:22 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: حينما يتم إغلاق عدسة الكاميرا عنوة يفتح باب القتل والجرائم كي ترتكب خلسة دون حسيب أو رقيب وتستمر ماكنة الدعاية في تحويل المعتدي إلى ضحية تدافع عن ذاتها. هذا هو الدافع الحقيقي خلف مشروع القانون الذي طرحته لجنة الوزراء لشؤون التشريع الإسرائيلي أمس.
فرغم معارضة المستشار القضائي لحكومة الاحتلال وتحذيرات جهات أخرى من تبعات القانون على مكانة وصورة إسرائيل في العالم، صادقت لجنة وزارية في إسرائيل على مشروع قانون يحظر تصوير الجنود خلال «نشاطهم» ويقضي بسجن فعلي لمن يخالفه. ومن المتوقع أن يصادق الكنيست الإسرائيلي على مشروع القانون بالقراءة الأولى غدا الأربعاء.
ويعتبر مشروع القانون الذي بادر اليه النائب روبيرت إيليتوف من حزب يسرائيل بيتنا)، تصوير جندي أو نشر صور توثق جنود الاحتلال خلال «نشاطهم» بهدف زعزعة معنوياتهم مخالفة جنائية عقابها سجن فعلي يتراوح من أسبوعين حتى خمس سنوات. وهذا القانون الذي يعتمد الترهيب لمنع توثيق وفضح جرائم الاحتلال يستخدم نصا ملتبسا وغير واضح يتيح ملاحقة بشعة لمن يشارك بالتوثيق والفضح. يتجلى ذلك بالقول إنه «في حال كان الهدف هو المساس بـ «أمن الدولة فإن العقاب يرتفع ليصل حتى عشر سنوات سجن فعلي».

معنويات الإسرائيليين

كما يهدف القانون لتقييد نشاط المنظمات الحقوقية المناهضة للاحتلال كـ «يكسرون الصمت» و «بتسيلم»، التي سبق وشاركت في فضح جرائم بشعة أحرجت إسرائيل مثل إعدام الشاب عبد الفتاح الشريف وهو جريح في الخليل برصاصة بالرأس قبل عامين. كما لعبت الكاميرا في كل مرة كانت في مسرح الجريمة دور فضح أكاذيب الاحتلال وتفنيد مزاعمه كما حصل في عدة جرائم قتل لشبيبة فلسطينية خلال هبة القدس في 2015 وفي مسيرات العودة في غزة منذ مارس/ آذار الماضي.
وتدرك إسرائيل أن الكاميرا تعرضها لخطر حقيقي في العالم رغم عدم انعكاس الصور الدامية في قرارات وعقوبات دولية صارمة وحقيقية وذلك لأنها تعرف تغلغل مفاعيل هذه الصور على مواقف الجمهور الواسع في الغرب حتى لدى اليهود في الولايات المتحدة مما يتسبب بتآكل شرعيتها بالتراكم. ولذا أوصت قبل أيام دراسة صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي بتحاشي حدوث مشاهد قتل غير مبرر والاستعداد سلفا لبثها بحملات علاقات عامة استباقية وحتى هذه تبقى محاولات تخفيف وطأتها ولا تنقذ الاحتلال من فضح صورته الحقيقية كما يحذر بعض المراقبين الإسرائيليين.
وخلال مناقشة اللجة الوزارية المذكورة لمشروع القانون حذر المستشار القضائي للحكومة من نصه وأكد أنه غير دستوري لأنه ينتهك الحق في التعبير وحرية العمل الصحافي وبحق الجمهور معرفة ما يدور حوله. كما عارض المستشار القضائي تحديد عقوبة حد أدنى يلزم بسجل جنائي. وبموافقة رئيسة اللجنة وزيرة القضاء أييلت شكيد تمت مصادقة اللجنة على مشروع القانون بنصه الأصلي مع الاحتفاظ بفرصة لتعديله وتلطيفه مستقبلا ليصبح قانونا مساويا للقانون الذي يحظر «إزعاج رجل شرطة خلال أداء عمله». وهذا يعني المزيد من الضبابية والتهرب ولا يقلل من خطورة القانون فالتعديل المقترح يعني تخويل الجندي في الميدان صلاحية منع التصوير بدعوى أن الكاميرا تزعجه في تنفيذ مهامه.
وفي مقدمة مشروع القانون قيل إن إسرائيل تشهد منذ سنوات طويلة توثيقا لجنودها بواسطة كاميرات وتسجيلات من قبل منظمات مناهضة لها ومناصرة للفلسطينيين. كما قيل إن ناشطي جمعيات حقوقية يبقون طيلة أيام كاملة بجوار جنود في الميدان لرصد لحظة تشوه الواقع وتنسج صورة منحازة يتم فيها تسويد صفحتهم وسط إزعاج لهم وإخلال بالنظام وأحيانا بالتعرض لهم وتحقيرهم. كما يزعم مقدم القانون ضمن تعليله أن التوثيق يتم بشكل كيدي وأحادي وذلك لتحقيق هدف واحد – «تثبيط عزائم الجنود ومعنويات الإسرائيليين «.

لماذا تخفي إسرائيل

من جهته بارك وزير الأمن أفيغدور ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا المصادقة على مشروع القانون زاعما أن جنود الاحتلال يتعرضون لهجمات « أنصار الإرهاب ممن يبحثون عن إهانتهم وتحقيرهم وسنضع حدا لذلك». في المقابل تبدي أوساط إسرائيلية أخرى معارضتها للقانون منها وزارة الخارجية التي تعتبر أن محاولة منع توثيق الجنود في مناطق عامة داخل الضفة الغربية من شأنها التسبب بضرر فادح لصورة إسرائيل في العالم. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي قوله «إننا نحارب من أجل صورة إسرائيل كـ دولة ديمقراطية تعمل بشفافية». لافتا إلى أن المبادرة لمنع التوثيق من شأنها تصوير إسرائيل بصورة سلبية كمن لديها ما تخفيه. وحذر «معهد إسرائيل للديمقراطية « من النص الفضفاض للقانون. وقال إن ذلك يتيح لتشكيلة واسعة من التفسيرات وسيدفع لحظر جارف وشامل لكل محاولة رقابة على الجيش وبالتالي المساس بأجهزة دفاعية أمام دعاوى محتملة ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية». كما حذر في بيانه من أن مثل هذا القانون من شأنه أن يقود للمزيد من استخدام القوة ومن انتهاكات الجنود في الضفة الغربية المحتلة. مؤكدا أن التوثيق حيوي جدا لأن فقدانه سيمس بإمكانية تقديم شكوى والادعاء بوجود مس بحقوق الإنسان.
كما احتجت النائب تمار زاندبيرغ من حزب ميرتس على القانون الجديد الذي أسمته قانون «ليؤور أزاريا» وهو الجندي الذي أعدم عبد الفتاح الشريف وهو حي واضطر الاحتلال لإجراء محاكمة صورية له انتهت قبل شهور بحكم بالسجن لبضع شهور فقط. وتابعت زاندبيرغ احتجاجها بالقول للإذاعة العامة أمس «ليس واضحا لأي مدى يكون نواب الكنيست مستعدين لدهورة الدولة طمعا بعناوين صحافية». وأكدت أن القانون الجديد يهدد بجرّ إسرائيل نحو الدرك الأسفل من منطلق المساس بمنظمات حقوقية.

عبد الفتاح الشريف

وتابعت بقول ما يحاول معظم الإسرائيليين طمسه وتجاهله «إذا كانت المشكلة تكمن في الواقع القائم على الأرض التي ينتجها الاحتلال فينبغي محاولة تغييره لا إخفائه والتستر عليه».
كما احتج عدد قليل من المراقبين والصحافيين الإسرائيليين على مشروع القانون. وقال أوهاد تسويغبيرغ، مصور «يديعوت أحرونوت» إن  المصورين على أشكالهم يصورون بالكاميرا الواقع ولا يخلقونه. وقال إنه يحتفظ بقناعاه السياسية لنفسه خلال التغطية والكشف عن الحقيقة بالصورة. وأضاف انه كان ينبغي توثيق الجندي أزاريا وهو يقتل عبد الفتاح الشريف وترك القرار إذا ما تصرف وفقا للقانون للسلطات المختصة.
وسخر الصحافي غاي ماروز من القناة العاشرة من مشروع القانون ودعا صاحبه لإضافة بند يحظر التسجيل الصوتي للجنود أيضا وبند آخر يحظر تصوير محاكمة كل «خائن» يخالف القانون ويصور جنديا. وتابع  باللهجة الساخرة إياها «ربما يقرأ الإسرائيليون أقل في السنوات الأخيرة لكنهم باتوا يعرفون أكثر مما يلزم. هناك أمر ساحر بطمر الإسرائيليين رؤوسهم بالرمل والتعامي عن الواقع كي نستمتع بمعيشتنا ولذا وجب منح مقدم القانون جائزة إسرائيل وهذه وجب تصويرها». 

كاميرات مجانية

يذكر أن منظمة «بتسيلم» بادرت قبل عقد ونيف لتوزيع كاميرات مجانا على ناشطين فلسطينيين لتوثيق اعتداءات وانتهاكات الاحتلال ونجحوا عدة مرات بكشف الصورة الحقيقية البشعة لإسرائيل كدولة احتلال وفصل عنصري تسعى لارتداء لبوس الحمل والضحية والظهور بمظهر «الفيلا وسط غابة» الشرق الأوسط من جهة وشيطنة الفلسطينيين من جهة أخرى مستغلة موجة الإسلامفوبيا التي انتشرت في السنوات الأخيرة.
يشار الى أن رئيس إسرائيل شيمون بيريز كان قد حذر قبل سنوات من  خطورة «السلاح الجديد» الذي يستخدمه الفلسطينيون ضد إسرائيل ويبدو أن هذا الخطر قد تضاعف في مرحلة الهواتف الذكية المتوفرة لدى عامة الناس. ولا تقتصر خطورة الكاميرا على صورة إسرائيل في العالم فحسب بل على ثقة الإسرائيليين بأنفسهم وعلى مسعاهم الدائم للهروب من أنفسهم وتجاهل ما يرتكبه جنودهم من جرائم بأسمائهم لأن ما لم يصور فهو لم يحدث.
ورغم قوة الكاميرا في العصر الألكتروني ومنتديات التواصل الاجتماعي الراهن وإمكانية فضح الحقيقة ما زالت إسرائيل تحاول تبييض صورة احتلالها وعنصريتها في العالم لا بإنهاء احتلالها بل بحملات علاقات عامة تبدو أحيانا كمحاولة تبييض البحر الميت بمعلقة سكر، كما يعترف عدد قليل جدا من الإسرائيليين.
 

 

في مبادرة لتعتيم الكاميرات: قانون إسرائيلي جديد لتجريم من يصّور جنود الاحتلال خلال عملهم في الضفة

وديع عواودة

الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بداية لحرب باردة جديدة ومحاولة لبناء نظام عالمي يتفق مع أفكار ترامب

Posted: 18 Jun 2018 02:22 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: أطلقت الولايات المتحدة والصين، نهاية الاسبوع الماضي، ما اعتبره الخبراء بصافرة الانطلاق لحرب تجارية طويلة وقذرة تتضمن تعريفات جمركية بمليارات الدولارات على منتجات الدولة الاخرى ولكن المشكلة الحقيقية التى يمكن رؤيتها من هذه الاجراءات هي انها ستكون بداية لحرب باردة جديدة
المنافسة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين وصلت إلى مرحلة لم يشهدها الخبراء منذ الخمسينات من القرن الماضي، وهي تنمو من حيث النطاق والشدة مع مرور الشهور والسنوات، ووفقا لتقديرات العديد من المحللين الأمريكيين، اصبحت الصين تمثل تحديا قوميا كبيرا للولايات التحدة إلى درجة بان التحديات الأخرى ستعتبر نكتة، بما في ذلك تحديات الاسلحة النووية الكورية وصفقة إيران وتنظيم «الدولة الإسلامية» والشجار السخيف مع كندا. وقال هاري كازنزس، مدير الدراسات الدفاعية في مركز الاهتمامات الوطنية، ان واشنطن وبكين قد دخلتا في صراع متعدد المجالات لا يهدف فقط إلى تحديد القوة المهيمنة على شرق آسيا وانما، ايضا، هوية القوة المهيمنة على القرن 21 في العالم مشيرا إلى الصراع ابتعد من مرحلة الصدمة إلى مرحلة اخرى تتسم بالوضوح.
اكتشف الصينيون بعد سنوات من انهيار الاتحاد السوفيتي عدم قدرتهم على مواجهة القوات الأمريكية إذا لزم الأمر، بما في ذلك القدرة على مواجهة حاملات الطائرات الأمريكية التى كانت تبحر قبالة السواحل الصينية، ومنذ ذلك الوقت، وفقا لملاحظات العديد من المحللين الأمريكين، فقد بدأت الصين في بناء مسار يضمن لها ان تكون جاهزة في مواجهة قادمة حيث شرعت في إعادة تشكيل القوات المسلحة في آلة قتالية حديثة وانفقت المليارات من الدولارات لبناء جيش متقدم ومسلح باكثر من حاملتين للطائرات وقوة صارخية كما قامت الصين ببناء جزر وقواعد وهمية في بحر الصين الجنوبي.
وقال محللون أمريكيون ان طموحات الصين كانت تتجاوز الوصول إلى مرحلة متقدمة من قطاع الدفاع عبر الاستناد على شرعية خاصة في إعادة بناء قوة وطنية على اقتصاد قوى وحديث، وتجاوزت بكين مرحلة القيادة في انتاج السلع الرخيصة او بناء المصانع المنخفضة التكاليف لتصبح قوة تكنولوجية وابتكارية لا تنافس أمريكا فحسب بل، ايضا، كوريا الجنوبية واليابان وبقية دول العالم.
ولاحظ المراقبون ان خطة الصين المعروفة المعروفة باسم «صنع في الصين 2025 » ستدفع البلاد إلى ان تصبح القوة التكنولوجية العظمى في العالم وليس فقط اكبر اقتصاد في العالم ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق، وفقا لدراسات مراكز البحوث الأمريكية، هو طموحات الصين الاقليمية اذ قال العديد من المحللين في واشنطن ان الصين تدفع في جميع الاتجاهات وتحاول الهيمنة على بحر الصين الجنوبي واعادة رسم لخارطة مناطق النفوذ
ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تكن راضية على السياسة الخارجية السابقة التى كانت تشبه إلى حد ما الملصقات الدعائية لبناء المحور او اعادة التوازن إلى اسيا، وحسب ما يمكن التقاطه من مستشاري ترامب فإن البيت الأبيض عازم على مواجهة الصين في خطة تمتد إلى ست سنوات.
والخطة غير المعلنة للبيت الأبيض تهدف إلى وقف النفوذ الصيني عبر فرض الكثير من التكاليف والقيام بعدد من الاجراءات بدءا من الضغط في موضوع سرقة الصين للاسرار الدفاعية والفكرية اضافة إلى الممارسات التجارية غير العادلة وضمان قدرة الجيش الأمريكي على مواجه القوات المسلحة للصين إذا ما وقعت الحرب والتاكد من ان الصين لن تغش في موضوع العقوبات على كوريا الشمالية، وهي في النهاية خطة تتفق مع افكار ترامب في السيطرة على العالم واعادة دور الولايات المتحدة في نظام جديد يضمن للولايات المتحدة القوة والهيمنة بدون منازع او تشويش.

الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بداية لحرب باردة جديدة ومحاولة لبناء نظام عالمي يتفق مع أفكار ترامب

رائد صالحة

تقارير رسمية مغربية : حوالي 162 ألف طفل يزاولون أعمالاً خطيرة

Posted: 18 Jun 2018 02:21 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: كشفت تقارير رسمية مغربية أن من بين حوالي 7 ملايين طفل المتراوحة أعمارهم ما بين 7 و17 سنة، في المغرب، هناك 247 ألف طفل هم في حالة شغل، منهم 162 ألف طفل يزاولون أعمالا خطيرة، وهو ما يمثل 2,3 في المئة من مجموع أطفال هذه الفئة العمرية.
وأوضحت المندوبية السامية للتخطيط بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة تشغيل الأطفال، أنه وحسب تحليل معطيات خاص بتقرير أنجزته لسنة 2017، يخص الموضوع انه «بالنسبة للأطفال الذين يزاولون هذه الأعمال، 76,3 في المائة منهم يتواجدون بالوسط القروي، 1 في المائة هم ذكور و73 في المائة تتراوح أعمارهم ما بين 15 و17 سنة ويقدر عددهم بـ 38 ألف طفل في الوسط الحضري، وهو ما يمثل 85,6 في المائة من الأطفال العاملين في المدن (45 ألف طفل) و 1 في المائة من مجموع الأطفال الحضريين (4 ملايين طفل) وبخصوص الوسط القروي، يبلغ عددهم 124 ألف طفل وهو ما يمثل 61,4 في المائة من الأطفال العاملين (202 الف طفل) و4 في المائة من مجموع الأطفال القرويين (3 ملايين طفل)».
وسجلت مندوبية التخطيط على أنه «من بين القطاعات التي تسجل أعلى مستويات تعرض الأطفال لهذه الأخطار، يأتي قطاع «البناء والأشغال العمومية» في المرتبة الأولى ثم بقطاع «الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية» وقطاع «الخدمات» وقطاع «الفلاحة، الغابة والصيد»، موضحة أنه «يبقى هذا النوع من العمل حكراً على بعض الحالات المهنية، مع بعض التفاوت حسب وسط الإقامة».
وسلطت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الضوء على وضعية الطفل في المغرب، خصوصا في ظل أجواء اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، خلال الأسابيع الماضية وعبرت عن قلقها الكبير من الوضعية «المزرية»، التي يعيشها عدد كبير من الأطفال، والقاصرين الراغبين في الهجرة إلى إسبانيا في مدينة الناظور، وآخرين موجودين في مدينة سبتة المحتلة، والعديد من المدن الأوربية.
وأكدت أن هؤلاء الأطفال القاصرين يتعرضون لشتى أنواع الاستغلال الجسدي، والجنسي، في غياب تام لمصالح القنصليات والسفارات المغربية بهذه الدول. وجددت رفضها لتشغيل الأطفال ولقانون عمالة البيوت (16-19)، وطالبوا بحق جميع الأطفال في التعليم الجيد، والمجاني. وسلطت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الضوء، أيضاً، على الاغتصاب الجنسي، الذي يتعرض له عدد من الأطفال في المغرب، وأدانت تعرض مجموعة من الطفلات تتراوح أعمارهن بين سبع، وعشر سنوات إلى اعتداء جنسي وهو ما يسائل الدولة، حول «سياساتها في مجال حماية الطفولة المغربية، ونجاعة، وجدية التدابير، التي تتحدث عنها البرامج الحكومية».
وسجلت الجمعية نتائج التقرير الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي لشهر حزيران/ يونيو 2017، الذي يبيّن غياب نظام مدمج للحماية الاجتماعية للأطفال كما توصي به اليونيسيف، والمنظمة العالمية للشغل، على الرغم من مصادقة المغرب على اتفاقية حقوق الطفل، منذ عام 1993، وتبنّيه للاستراتيجية العمومية المدمجة لحماية الطفولة في عام 2015.

تقارير رسمية مغربية : حوالي 162 ألف طفل يزاولون أعمالاً خطيرة

الانفلات الأمني يتواصل شمالي حلب… شجار في العيد بين مسلحين داخل حديقة أطفال في أعزاز

Posted: 18 Jun 2018 02:21 PM PDT

أنطاكيا – «القدس العربي»: لم يمضِ أكثر من أسبوعين على الاقتتال الفصائلي الذي ساد مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي الخاضعة لسيطرة فصائل «درع الفرات» المدعومة تركياً والذي أدى لسقوط قتلى من المدنيين والعسكريين التابعين للفصائل، حتى عادت المشاكل الفصائلية إلى الواجهة من جديد مع أول أيام عيد الفطر، ولكن هذه المرة في مدينة اعزاز على الحدود التركية وأحد أكبر مراكز المعارضة الخاضعة للنفوذ التركي في الشمال السوري، بعد اقتحام مسلحين تابعين لفصائل المنطقة لإحدى الحدائق التي يقصدها الأطفال للعب.
ضجة كبيرة أثارها الشريط المصور الذي تداوله ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر شجاراً بالأيدي بين مجموعتين مسلحتين تابعتين لفصائل درع الفرات داخل الحديقة العامة في مدينة اعزاز، وسط حالة هلع كبيرة أثارتها الحادثة بين الأطفال وذويهم الذين يشكل النساء غالبيتهم حيث ظهر في الشريط المصور صراخ الأطفال والنساء وتجمعهم في إحدى زوايا الحديقة مع محاولة بعضهم الفرار، فيما بدأ المصور والذي أفاد ناشطون بانه صاحب الحديقة بشتم ولعن المسلحين والصراخ ورجائهم ألا يطلقوا النار «دخيلكن لا تضربوا الحديقة مليانة ولاد».
يقول «أنس عبدون» وهو مواطن من مدينة أعزاز وأحد الحاضرين على الشجار الذي حدث في الحديقة قبل يومين في حديث لـ «القدس العربي»، إن «ما جرى في الحديقة العامة بمدينة اعزاز لا ينم إلا عن توجه المنطقة إلى الهاوية في ظل الانفلات الفصائلي ونزاع المناطق الذي يسود المنطقة وعجز الجهاز الأمني المفترض عن لملمة الأمور وضبط الوضع، حيث وفي صباح أول يوم من أيام عيد الفطر السعيد اقتحم مسلحون يتبعون لفصيل «عاصفة الشمال» الحديقة العامة في اعزاز بسلاحهم الفردي المتوسط والخفيف المكون من بنادق رشاشة (كلاشنيكوف) ومسدسات، وعند محاولة عناصر الشرطة لإخراجهم دار شجار كبير بين الطرفين كاد أن يتحول لاشتباك مسلح قبل تدخل مجموعة من الشبان مع صاحب الحديقة الذين قاموا بدفع العناصر خارجاً وسط شتائم وجهها صاحب الحديقة للعناصر».
ويضيف: «سبب الاشتباك غير واضح حتى الآن، إلا أن المعلومات المتداولة في المدينة تقول إن المشكلة كانت بعد محاولة الشرطة الحرة إخراج عناصر عاصفة الشمال من الحديقة بسبب وجود الاطفال داخلها وحمل هؤلاء للسلاح، وهو ما دفع بأحد عناصر العاصفة لضرب عنصر من الشرطة الحرة لتبدأ بعدها أصوات حشو الأسلحة تظهر في الحديقة مع ارتفاع الأصوات بين الطرفين وهو ما ادى لحالة الهلع والخوف التي أصابت الأطفال وذويهم بسبب خشيتهم من اندلاع اشتباك مسلح»، لافتاً إلى أن عشرات الأطفال خرجوا عبر السور إلى الشارع الخلفي للحديقة وسط حالة من الهلع الكبير.
خلاف الحديقة لم يكن الأول بين فصائل الشمال، فكما أصبح معروفاً فإن مناطق «درع الفرات» تحولت إلى مناطق نزاع على النفوذ ككل، ففي كل أسبوع تقريباً تشهد تلك المناطق اقتتالاً بين فصيلين وأحياناً ثلاثة (اثنان ضد واحد) وقد زادت وتيرة المعارك بعد السيطرة على عفرين وانتزاعها من يد قوات قسد بدعم الجيش التركي.
الصحافي حسان كنجو يؤكد في حديثه لـ»القدس العربي» أنه ومنذ السيطرة على عفرين وفتح الطريق بين ريفي حلب الشمالي والشرقي زادت وتيرة المعارك بنسبة كبيرة، حيث لا يكاد يمر أسبوع إلا وتشهد المنطقة اقتتالاً ظاهره (الفصائل الفاسدة) وباطنه إنهاء نفوذ طرف ما وبسط سيطرة جديدة، وقد كانت أبرز تلك الاشتباكات تلك التي جرت في جرابلس الأسبوع الماضي وخلفت قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين، إضافة لاعتداء بعض عناصر الفصائل على مهجرين من دمشق في مدينة الباب وقبلها اقتتال فصائلي سببه محاولة بسط النفوذ على طريق المازوت المار من قرى ريف عفرين، وهذا بغض النظر عن التجاوزات التي يمارسها بعض القادة بحق المدنيين كاعتداء المدعو «اليابا» القيادي في فرقة الحمزة على كادر مشفى الحكمة في الباب وخروجه بعد سجنه لأسبوع تقريباً بعد دفعه أموالاً طائلة للمجلس العسكري والشرطة الحرة في المدينة.
ويعتبر المدنيون أن السبب الرئيس لمثل هذه الحوادث هو وضع السلاح باليد الخطأ وتسلط قادة جاهلين على المنطقة وقيامهم بممارسات ظالمة تجاه سكانها، وهو ما ذكره «أبو عبدو» أحد العاملين في الحديقة والذي اكتفى بذكر لقبه فقط لـ «القدس العربي» خوفاً من الاعتقال، حيث يقول إن الانفلات الأمني يبدأ من إخراج ثلة من الجهلة المسلحين من السجن رغم ترويعهم للمدنيين، فبعد حادثة الحديقة تم اعتقال العناصر وزجهم في السجن إلا أنهم لم يمكثوا هناك أكثر من يومين، وهذا وفق «أبو عبدو» يعتبر تشجيعاً لهم على القيام بمثل هذه التصرفات مرة أخرى، مضيفاً أن المنطقة بحاجة لقوة ردع حقيقية تقف في وجه هؤلاء وتمنعهم مما يقومون به، معولاً على دور تركيا في الشمال الحلبي المحسوب عليها بقوله: «تركيا بسطت نفوذها هنا فلمّ لا تبسط سلطانها ولا تستمع لشكاوى الأهالي أم أن الأرض هي المهمة فقط دون الشعب؟!».

الانفلات الأمني يتواصل شمالي حلب… شجار في العيد بين مسلحين داخل حديقة أطفال في أعزاز
شريط مصور يثير ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي

إسرائيل تعيد التوتر العسكري وتقصف غزة على وقع خلاف بين العسكر والساسة… والسلطة ترفض تبريرات تل أبيب

Posted: 18 Jun 2018 02:21 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: أعادت إسرائيل التوتر العسكري من جديد إلى قطاع غزة، بعد أن كررت عمليات القصف الجوي للعديد من المواقع العسكرية، ما استدعى إطلاق فصائل المقاومة عددا من الصواريخ على البلدات القريبة من الحدود، في مشهد أعاد التذكير بجولة القتال الأخيرة التي اندلعت قبل أكثر من أسبوعين، وتوقفت بوساطة مصرية.
في الوقت ذاته استشهد شاب بنيران الاحتلال شرق مدينة غزة خلال مشاركته في إحدى فعاليات «مسيرة العودة». وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد صبري أحمد أبو خضر (24 عاما) شرق غزة برصاص الاحتلال، خلال وجوده في المخيم.
وأعلن جيش الاحتلال عن إصابة خمسة شبان فلسطينيين، بعد محاولتهم العبث بمعدات أمنية قرب العائق الأرضي الذي يشيده شمال قطاع غزة.
وفي ساعات الفجر الأولى كرر الطيران الإسرائيلي، قصف عدد من مواقع المقاومة، التي بدأها مساء الأحد. وقصف الطيران موقع بدر في منطقة غرب غزة بأربعة صواريخ، كذلك قصف موقع «السفينة» التابع للمقاومة في منطقة غرب غزة أيضا ينحو خمسة صواريخ، وعادت الطائرات وقصفت مواقع للمقاومة في مناطق شمال قطاع غزة بعدة صواريخ. ولم يسفر القصف عن إصابات، غير أنه أحدث أضرارا مادية في الأماكن المستهدفة وفي بعض المنازل القريبة، علاوة عن إشاعته أجواء من الرعب في صفوف الأطفال، الذين فزعوا من أصوات الانفجارات الضخمة التي خلفها القصف العنيف.
وقال ناطق عسكري إسرائيلي أن سلاح الجو شن تسع غارات، على تسعة اهداف تابعة لحركة حماس في غزة، طالت ثلاثة مواقع في المناطق الشمالية استخدم أحدها لإنتاج «وسائل قتالية»، مشيرا إلى أن الغارات جاءت كرد على اطلاق «الطائرات الورقية والبالونات الحارقة» على الأراضي الإسرائيلية.
وأوضح أنه جرى تحذير الفلسطينيين خلال الأيام الأخيرة، من عمليات إضرام النار في الأراضي الإسرائيلية، وأنه نفذ غارات بالقرب من عناصر الخلايا التي قامت بذلك، وأنع ألمح الى ان عملياته ستتعاظم وفق الضرورة .
وكانت غارات سابقة قد استهدفت مطلقي «الطائرات الحارقة» أدت إلى إصابة اثنين من الشبان، فيما دمرت غارة أخرى سيارة متوقفة، قالت إسرائيل إن مالكها يستعملها في إطلاق تلك الطائرات.

المقاومة ترد

ولم تمهل المقاومة الفلسطينية جيش الاحتلال كثيرا، وعملت بتهديدها الأخير، بعدم ترك القطاع كساحة للعمل العسكري الإسرائيلي متى شاء، فردت بإطلاق رشقة من الصواريخ على مناطق «غلاف غزة»، حيث دوت هناك صفارات الإنذار.
من جهته حمل رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت حماس مسؤولية إطلاق «الطائرات الورقية الحارقة»، مشيرا مع ذلك الى الصعوبة في الجزم بأن كل طائرة ورقية حارقة، وأنها تعرض حياة السكان للخطر، مشيرا إلى أن جيشه «غير معني بتصعيد الأوضاع في غزة».
وكان رئيس أركان الاحتلال يتحدث بذلك خلال اجتماع لأعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية خلال جلسة عقدت الليلة قبل الماضية، حيث طالب بعضهم بالتعامل مع إطلاق الطائرات الورقية الحارقة وكأنها إطلاق لقذائف صاروخية.
من جهته قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود إن الحجج والذرائع التي يسوقها الاحتلال لتبرير عدوانه على قطاع غزة «واهية» و»كاذبة»، ولا تلغي حقيقة استمرار فرض الحصار على السكان. وأدان قصف طائرات الاحتلال الاسرائيلي للقطاع، مشيرا إلى أن هذا القصف يمثل «عدوانا جديدا يأتي ضمن سياسة التصعيد التي تنفذها حكومة الاحتلال ضد أهلنا وشعبنا البطل في القطاع الحبيب».
وأعادت عمليات القصف الإسرائيلية التذكير بموجة التصعيد الأخيرة قبل أكثر من أسبوعين، التي تخللتها ردود قوية من المقاومة الفلسطينية على المناطق الإسرائيلية، ردا على قصف مواقعها، حيث انتهت تلك الموجة الأعنف منذ انتهاء الحرب الأخيرة صيف عام 2014، بتدخل من الوسطاء المصريين.

ليبرمان يهدد بقتل مطلقي الطائرات

وفي هذا السياق نقلت تقارير إسرائيلية عن وزير الجيش أفيغدور ليبرمان قوله لسكان غلاف غزة من الإسرائيليين، رداً على استمرار إطلاق «الطائرات والبالونات الحارقة»، إن الجيش سينتقل قريباً إلى عمليات «رد أشد عنفاً» بما في ذلك القيام بعمليات «تصفية» لمن يقوموا بإطلاق الطائرات.
ويلاقي طلب ليبرمان هذا تأييدا من الكثير من وزراء حكومة تل أبيب، غير أن الجيش حذر في وقت سابق أعضاء الحكومة، بأن توسيع الردود سيفضي في نهاية المطاف لاندلاع «حرب رابعة»، وهو ما أظهر خلافا في الرأي بين المؤسسة العسكرية والسياسية.
وأوضحت أن «الطائرات الورقية الحارقة» تشكل أرقا كبيرا لحكومة تل أبيب، ولسكان مناطق «غلاف غزة»، بعد أن كبدت المزارعين خسائر مالية كبيرة، بفعل حرائق أتت على الأحراش والمزارع. وخلال اليومين الماضيين تسببت تلك «الطائرات والبالونات الحارقة» في اشتعال أكثر من 40 حريقا، في مناطق إسرائيل الحدودية، بعضها استمر لعدة ساعات.
وهذه «الطائرات الحارقة» هي ذاتها التي يستعملها الأطفال في اللعب، غير أن نشطاء المقاومة الشعبية الذين أدخلوها في سياق عملهم، منذ انطلاق فعاليات «مسيرة العودة» في 30 مارس/ آذار الماضي، زودوها بكتلة لهب تثبت في منطقة الذيل، ويتم إسقاطها في مناطق الأحراش والمزارع الإسرائيلية لتحدث حرائق في تلك الأماكن.
وكانت اللجنة القانونية والتواصل الدولي في «مسيرة العودة»، قد حذرت من عمليات الاستهداف الاسرائيلي، والتهويل لـ «خطر الطائرات الورقية»، وقالت إنها تعد محاولة إسرائيلية لـ «جر المسيرات السلمية الى العسكرة وقتل الأبرياء العزل».

حماس ترحب بتقرير هيومن رايتس ووتش

إلى ذلك رحبت حركة حماس بتقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» بخصوص انتهاكات الاحتلال بحق سكان غزة، وأكدت أن التقرير «كشف حقائق دامغة تؤكد تورط الاحتلال فيما يبدو أنها جرائم حرب بحق المتظاهرين الفلسطينيين السلميين»، بالإضافة إلى استخدامه سياسات وحججا للتغطية على عمليات «القتل المتعمدة». وأكدت أن ما جاء في التقرير يعد «دليلا جديدا على صحة الرواية الفلسطينية، وكشف زيف مبررات الاحتلال»، وطالبت بالعمل الجاد والفاعل لمساءلة ومحاسبة الاحتلال وقادته على الانتهاكات الجسيمة والخطيرة بحق الشعب الفلسطيني، والعمل بقوة على إنهاء حصار قطاع غزة فوراً وبدون شروط.

إسرائيل تعيد التوتر العسكري وتقصف غزة على وقع خلاف بين العسكر والساسة… والسلطة ترفض تبريرات تل أبيب
استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص الاحتلال خلال تظاهرة قرب «مخيمات العودة»
أشرف الهور:

اعتقال وزير إسرائيلي سابق بتهمة التخابر مع إيران

Posted: 18 Jun 2018 02:20 PM PDT

الناصرة -« القدس العربي»: أعلنت المخابرات الإسرائيلية أمس عن اعتقال وزير السابق غونين سيغف (62 عاما) بعد اتهامه بالتجسس لصالح المخابرات الإيرانية وتزويدها بمعطيات أمنية ومساعدة العدو خلال الحرب. وكشف أمس عن اعتقال غونين في الشهر الماضي في مطار اللد الدولي خلال عودته من نيجيريا حيث التقى هناك برجال مخابرات من إيران داخل سفارتها. سيغف الذي اعتقل في الماضي لإدانته بالمتاجرة بالمخدرات أشغل حقيبة وزير الطاقة والبنى التحتية في حكومة اسحق رابين 1995 و 1996 ممثلا لحزب «تسومت» اليميني. وفي مايو/أيار الماضي اعتقلبناء على طلب الشرطة الإسرائيلية في غينيا التي رفضت استقباله بسبب ماضيه الجنائي وفي البلاد تم سجنه داخل معتقل سري لـ « اشاباك «.
ويستدل من بيان المخابرات الإسرائيلية ، وهو بيان يفتقر للمعلومات، أن المخابرات الإيرانية جندّت سيغف كعميل لها عام 2012 ولاحقا زار طهران مرتين والتقي برؤسائه الإيرانيين بعدما التقى بهم في عدة فنادق وشقق خاصة في العالم. وحسب الاتهام فقد تلقى غونين من الإيرانيين أجهزة اتصالات سرية وقام بالتراسل مع مشغليه بواسطة شيفرا.
وحول ما قام به يتضح أنه قام بتزويد المخابرات الإيرانية بمعلومات عن نظام الطاقة، ومواقع أمنية، ومقار مهمة في إسرائيل. ولهذا الغرض أجرى غونين اتصالات مع مواطنين إسرائيليين يعملون في مجال الحراسة والأمن والعلاقات الخارجية بل حاول دفع بعضهم للتخابر مع المخابرات الأمنية بدعوى أنهم رجال أعمال. يشار أن محكمة إسرائيلية أدانت غونين في 2005 بالمتاجرة بالمخدرات ومحاولة تهريب 32 ألف حبة اكستزي وزوير جواز دبلوماسي وحكمت عليه بالسجن الفعلي خمس سنوات وسحب رخصته كـ طبيب أسنان. وقال القاضي الإسرائيلي في المحكمة المركزية في تل أبيب وقتها إن غونين تورط بفعلته تلك من منطلق الجشع الذي أعماه. وحسب لائحة الاتهام الأولى فقد استخدم غونين جوزا السفر الإسرائيلي الدبلوماسي مرتين أحدهما في هولندا حيث رفض طلب الشرطة الهولندية تفتيشه بدعوى أنه دبلوماسي.
وقال وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان للإذاعة العبرية أمس إن هناك قانون إسرائيليا يتيح حكم الإعدام بحق من يدان بالتجسس والخيانة لكنه لا يطبق داعيا لإنزال أشد العقوبة بالوزير السابق وسجنه حتى آخر يوم في حياته بحال أدين بما يتهم. وتابع « تدهولا غونين أخلاقيا للدرك الأسفل وخان قدس المقدسات الإسرائيلية». وقال محامو الدفاع إنهم يرافقون موكلهم منذ اعتقاله وإن هناك تفاصيل سرية لا يمكن التحدث بها بقرار محكمة وادعوا أن التهم الموجهة له مبالغ بها.

اعتقال وزير إسرائيلي سابق بتهمة التخابر مع إيران

أطباء القطاع العام في المغرب يقررون الاستمرار في خطواتهم التصعيدية حتى تتم الاستجابة لمطالبهم

Posted: 18 Jun 2018 02:19 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قرر أطباء القطاع العام في المغرب، الاستمرار في خطواتهم التصعيدية للاسبوع الثاني، وذلك من 2 إلى 8 من الشهر المقبل، والذي سيتم من خلاله توقيف جميع الفحوصات الطبية في مراكز التشخيص، والامتناع عن تسليم جميع أنواع الشهادات الطبية المؤدى عنها، بما فيها شهادات رخص السياقة باستثناء شهادات الرخص المرضية المصاحبة للعلاج، طيلة أسبوع الغضب، كما يخوض الأطباء أيضا إضرابا وطنيا (باستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات). ويأتي هذا التصعيد الجديد، بعد دخول مسيرة أطباء القطاع العام، شهرها العاشر، من دون أن تحرك الحكومة ساكناً لاحتواء الوضع أو التدخل بما تقتضيه مسؤوليتها السياسية والوطنية والدستورية لإنقاذ قطاع الصحة من السكتة القلبية.
ويعتزم الأطباء، مقاطعة جميع الأعمال الإدارية غير الطبية لثلاثة أشهر، ومقاطعة تغطية التظاهرات غير المعوض عنها والقوافل الطبية العشوائية أو ذات الشبهة السياسوية، كما يستمرون في إضراب الأختام الطبية وحمل الشارة 509 وفرض الشروط العلمية للممارسة الطبية داخل المؤسسات الصحية.
وراسل الأطباء، من خلال نقابتهم المستقلة لأطباء القطاع العام، رليس الحكومة، سعد الدين العثماني، وأنس الدكالي، وزير الصحة، لإبلاغهما بأجل انطلاق إضراب المصالح الحيوية وتعميمه على كل المستشفيات بالمغرب حتى يتسنى لهما اتخاذ الإجراءات الضرورية من منطلق مسؤوليتهما على صحة المغاربة وتحميلهما مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا.
واكد المنتظر العلوي، الأمين العام الوطني للنقابة المستقلة الأطباء القطاع العام، أن «قطاع الصحة يعاني من اختلالات بنيوية عميقة من بينها نذرة الأطباء والنقص الحاد في الموارد البشرية وتردي البنية التحتية في العديد من المستشفيات والمؤسسات الصحية». وقال إن «الأطباء العامون يطالبون بـتخويل الرقم الإستدلالي 509 كاملا بتعويضاته لكل الدرجات، وإحداث درجتين بعد درجة خارج الإطار، والرفع من مناصب الإقامة والداخلية، وتوفير الشروط العلمية، بجميع المؤسسات الصحية، لعلاج المواطن».
وفي اتصال مع «القدس العربي» حمّل المنتظر العلوي، المسؤولية كاملة للحكومة لما ستؤول إليه الأوضاع في المستشفيات العمومية، جراء الأذان الصماء التي تواجه بها الملف المطلبي الأطباء المنضوين تحت لواء النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام.
وطالب بالتدخل العاجل لمعالجة الوضع بمستشفيات المملكة التي تتجه نحو الأسوأ، وفتح حوار مع الأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان، بالقطاع العام، لوقف نزيف الاستقالات لمئات الأطر الطبية بالقطاع العام، وهجرتهم الجماعية نحو القطاع الخاص.
وعبّر الأطباء عن تمسكهم بالنقطة الخلافية لاتفاق 5 تموز/ يوليو2011، المبرم مع وزير الصحة السابق، والذي يخص الرقم الاستدلالي 509، حيث يطالب الأطباء باعتماد الرقم الاستدلالي 509 بكامل تعويضاته، مع إضافة درجتين لما بعد درجة خارج الإطار، وبتوفير، كما يقولون، شروط ممارسة مهنتهم وتعميم فرص الشروط العلمية والطبية بكافة المؤسسات الصحية بالبلاد، فيما وزارة الصحة على عهد وزيرها السابق، الحسين الوردي، تصر على الاكتفاء بموافقتها على الرقم الاستدلالي 509، بدون ربطه بما يترتب عنه من آثار قانونية تخص كامل التعويضات الواجبة لأطباء القطاع العام عن مزاولتهم لوظائفهم.

أطباء القطاع العام في المغرب يقررون الاستمرار في خطواتهم التصعيدية حتى تتم الاستجابة لمطالبهم

فاطمة الزهراء كريم الله

الجزائر: أعضاء المكتب السياسي لحزب السلطة يتهمون زعيمه بخرق القانون!

Posted: 18 Jun 2018 02:19 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: اتهم أعضاء المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني في الجزائر الذين تم إبعادهم قبل أيام الأمين العام للحزب بخرق القانون الداخلي للحزب، والتصرف خارج مؤسساته، مطالبين بعقد دورة للجنة المركزية من أجل الفصل في المواضيع المطروحة، علماً أن اللجنة لم تجتمع منذ أكثر من 20 شهراً.
وأضاف أعضاء المكتب السياسي المبعدين في بيان لهم أنهم مازالوا يعتبرون أنفسهم أعضاء، وأن قرار إبعادهم الذي اتخذه الأمين العام جمال ولد عباس غير قانوني، لأنه تم خارج مؤسسات الحزب، على اعتبار أن القرار كان يجب أن يمر على اللجنة المركزية التي يخولها القانون الداخلي صلاحية تعيين وإبعاد أعضاء المكتب السياسي باعتبارها أعلى هيئة بين مؤتمرين.
وأوضحوا أن ولد عباس خاط مكتباً سياسياً على المقاس، من دون أخذ رأي اللجنة المركزية المعطلة منذ أكثر من 20 شهراً، رغم المطالب المتكررة بعقدها من أجل الفصل في الكثير من القضايا المطروحة. ويأتي هذا البيان بعد تصريحات سابقة لأعضاء من المكتب السياسي دعوا من خلالها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى التدخل من أجل تصحيح الاختلالات التي يعرفها الحزب، ووضع حد للتجاوزات التي يرتكبها الأمين العام جمال ولد عباس، على اعتبار أن الرئيس بوتفليقة هو رئيس الحزب، حتى وإن كان لم يمارس مهامه أول ما وضع قدماً داخل مقر الجبهة.
وكان أعضاء من المكتب السياسي الجديد قد اتهموا المبعدين بممارسة النفاق السياسي وأنهم لم يروا الاعوجاج والانحراف والتجاوزات إلا لما تقرر إبعادهم من المكتب السياسي، وأنه لولا ذلك لبقي هؤلاء من المؤيدين والداعمين للقيادة الحالية.
جدير بالذكر أن تعيين جمال ولد عباس نفسه في سبتمبر/ أيلول 2016 تم من دون انتخاب ومن دون المرور على المؤتمر، إذ وبعد الإعلان المفاجئ عن استقالة عمار سعداني لأسباب غير معلنة، اقترح الأخير ولد عباس أميناً عاماً مكانه، وتمت التزكية في ثوان وبرفع الأيدي. وتحاشى الأمين العام الجديد عقد اجتماعات اللجنة المركزية التي أجلها باستمرار، رغم مطالبة الكثير من قيادات الجبهة الغير راضين على الطريقة التي يسير بها الحزب، وذلك منذ فترة عمار سعداني، وغالباً لن تنعقد اللجنة إلا للإعلان عن ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ولاية رئاسية خامسة.

الجزائر: أعضاء المكتب السياسي لحزب السلطة يتهمون زعيمه بخرق القانون!

موريتانيا تواجه امتحانات الحياد في نزاع الصحراء وتحديات نجاح القمة الأفريفية

Posted: 18 Jun 2018 02:18 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: تسابق الحكومة الموريتانية الزمن على جميع المستويات لضمان تحضير متقن لاستضافة القمة الإفريقية الحادية والثلاثين المقرر عقدها في نواكشوط فاتح يوليو/تموز المقبل والتي ستبدأ التحضيرات لها الإثنين القادم على مستوى وزراء الخارجية ولجان الخبراء.
وستستفيد موريتانيا في هذه التحضيرات من تجربتها في استضافة القمة العربية السابعة والعشرين التي عقدت بنواكشوط في يوليو 2016.
وأكد الوزير محمد الأمين ولد الشيخ الناطق الرسمي باسم الحكومة في مؤتمره الصحافي الأخير «أن ثلاثين رئيس دولة أكدوا في الماضي حضورهم لقمة نواكشوط، التي ستشهد أيضا مشاركة الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون».
وأوضح ولد الشيخ «أن التحضيرات لهذه القمة ستنتهي في الأوقات المحددة لها»، مبرزاً «أن قمة نواكشوط ستشكل خطوة بارزة في تقدم القارة من خلال الموضوعات المهمة التي ستعرض عليها».
وبينما أكد الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي حضوره للقمة، قام المغاربة عبر أسبوعية «جون أفريك» بتسريب خبر عن حضور الملك محمد السادس هو الآخر للمؤتمر من دون أن يتأكد ذلك من جهة رسمية موريتانية أو مغربية، ومن دون أن تظهر علامات مشاركته في التحضيرات الأمنية المعتادة في أسفار الملك.
وإذا تأكد حضور العاهل المغربي والرئيس الصحراوي للقمة، فإن ذلك سيشكل سابقة حيث أنهما لم يجتمعا قط تحت سقف واحد منذ عودة المغرب للمنظمة الإفريقية السنة الماضية.
وستضع مشاركة محمد السادس وإبراهيم غالي في هذه القمة، حياد موريتانيا في النزاع الصحراوي على المحك وذلك عبر مستويات عدة، حيث سيقيس الطرفان المغربي والصحراوي كل على شاكلته، حرارة الاستقبال الرسمي في المطار، وجوانب الضيافة والحفاوة، عدا ما سيتعرض له الرئيس الموريتاني خلال إدارته لجلسات القمة المغلقة والعلنية، من مواقف محرجة من هذا الطرف أو ذاك.
وبينما مرت العلاقات الموريتانية – المغربية منذ وصول الرئيس ولد عبد العزيز للسلطة عام 2008، بدورات توتر وجمود، شهدت العلاقات الموريتانية – الصحراوية، حسب تحليلات المراقبين، تحسناً كبيراً.
وتؤكد الرسالة التي أبرق بها الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي للرئيس الموريتاني بمناسبة عيد الفطر هذا التحسن، حيث أوضح الرئيس الصحراوي «أن ذكرى عيد الفطر تحل ونحن أكثر اقتناعاً بقوة ومتانة أواصر الأخوة والصداقة والجوار العريقة والمتجذرة التي تربط الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجمهورية الصحراوية، وأكثر تشبثاً وإصراراً على تعزيزها، في مسعانا جميعاً لضمان السكينة والسلام والأمن والاستقرار ومصلحة شعبينا وبلدينا وكافة شعوب وبلدان المنطقة والعالم».
وتحرص موريتانيا دائما على الحياد في النزاع الصحراوي، حيث صوتت، رغم التوتر الذي يشوب علاقاتها مع المغرب، لصالح عودة المملكة المغربية للاتحاد الإفريقي في يونيو/ حزيران، لكن مع بقاء الجمهورية الصحراوية داخل المنظمة، وبهذا الموقف تكون موريتانيا قد لزمت الحياد التام بين الطرفين المغربي والصحراوي في هذه القضية الحساسة التي أدت عام 1984 لانسـحاب المغرب من الاتحاد الإفريقي.

موريتانيا تواجه امتحانات الحياد في نزاع الصحراء وتحديات نجاح القمة الأفريفية

المبعوث الأممي للصحراء يبدأ جولة جديدة في المنطقة

Posted: 18 Jun 2018 02:18 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أفادت مصادر متطابقة أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كوهلر، يقوم بجولة في المنطقة يومي 22 و23 حزيران/ يونيو الجاري تشمل الرباط ومدينة العيون كبرى حواضر الصحراء وتندوف بالجزائر حيث قيادة جبهة البوليساريو.
وتأتي زيارة المبعوث الدولي، وهي الاولى من نوعها، إلى المنطقة بعد أقل من شهرين على صدور قرار مجلس الامن الدولي 2414 الذي مدّد ولاية بعثة الامم المتحدة المنتشرة في الصحراء «مينورسو» ستة أشهر بدلاً من سنة، حيث ستنتهي نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وقالت المصادر ان هذه الزيارة التي يلتقي خلالها كوهلر بمسؤولين عن وزارة الخارجية المغربية، من دون تحديد مكان وتاريخ انعقاد اللقاء، وبممثلي جبهة البوليساريو بمخيمات تندوف، تأتي بهدف التحضير لجولة جديدة من المفاوضات بين طرفي النزاع، كما دعى إلى ذلك القرار رقم 2414.
وكانت المفاوضات بين الطرفين قد توقفت عام 2012، ويرفض المغرب العودة إلى المفاوضات لأنه يعتبر أن حل النزاع لا يمكن أن يكون إلا بالتفاوض المباشر مع الجزائر، كون قرار مجلس الأمن يدعو إلى مفاوضات مباشرة وبدون شروط مسبقة.
وينتظر أن يقدم كوهلر تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة الذي سيعرضه بدوره على مجلس الأمن يوم 31 تشرين الاول/ أكتوبر المقبل، الذي يشكل نهاية الإطار الزمني الذي حدده مجلس الأمن لولاية «مينورسو».
وقال عبد القادر الطالب عمار عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو وممثلها لدى الجزائر أن المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية هورست كوهلر سيقوم بزيارة إلى المنطقة بهدف التحضير لجولة جديدة من المفاوضات بين طرفي النزاع وأن الزيارة تأتي وفق سياق خاص يميزه الإطار الزمني الذي حدده مجلس الأمن لولاية مينورسو.
وأفادت مصادر دبلوماسية تابعة لمجلس إدارة البعثة الأممية المينورسو بأن مقر البعثة بمدينة العيون يعرف منذ الساعات الأولى من صباح أمس حالة استنفار غير مسبوقة استعداداً لاستقبال كولر، خاصة أن هذا الأخير لم يحدد تاريخ زيارته إلى المنطقة بعد.
ومن المتوقع ان المبعوث كوهلر يقوم بجولة تفقدية إلى مواقع البعثة الأممية الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار «المينورسو» للاطلاع عن كثب على حقيقة الإشكالات التي تواجه عملها في المنطقة.

المبعوث الأممي للصحراء يبدأ جولة جديدة في المنطقة

تعليمية العربية وحربُ اللغات البَاردةُ

Posted: 18 Jun 2018 02:17 PM PDT

التعليمية التي تعرّف تعريفا مختصرا بأنها مجموعة من المناهج والتقنيات والإجراءات المُتبعة في التعليم، أشرقت في نهاية ستينيثات القرن الماضي في اختصاص الرياضيات، ثم انتشر ضياؤها ليعُم بقية المعارف المُدَرَّسة، ومن بينها اللغات التي يعنينا الخوض في واحدة منها في هذا المقال هي العربية، وفيه نعرج فيه على ما يَنتظر تدريس العربية في المدارس والجامعات في ذهن يحكمه تصور واهم أن العربية تخوض طوال حياتها حربا باردة هي في الحقيقة دون كيخوتية.
لئن رجحت البيداغوجيا الكفة للعلاقة بين المُعلم والمتعلم، إذ بنجاحها تنجح العملية التربوية برمتها، فإن التعليمية أدارت الاهتمام حول نقل المعرفة العالمة (معرفة العلماء الخام) إلى المتعلمين، فجوهر النظر ليس هو التبسيط وحسب، بل كيفية بناء المُعلم والمتعلم لتلك المعرفة بناء يراعي شروط التلقي وظروفه المختلفة. ما يتعلمُ ليس مادة تنقل إلى المتعلمين، بل بواسطتهم، على حد عبارة زيمارمان، وليست المعرفة المُعلمة مفيدة بموضوعها، بل بتوظيفها وبالأهداف المحصلة من وراء اكتسابها، وليس المتعلم مهما بما لديه من ذكاء فطري يسبق العملية التعليمية بل بالقدرات التي تُكسبها له العملية التعليمية نفسها وهو يمارسها، وبانخراطه في البناء المعرفي الذي يكون فيه طرفا نافذا، وبذلك لن يكون سؤال المعلم: ماذا سأنقل للمتعلمين؟ بل كيف أستطيع أن أجعل المتعلمين قادرين على بناء المعارف والقدرات المستهدفة؟
تندرج تعليمية اللغة العربية التي صار لها مختصون وجامعات ومؤتمرات.. ضمن التعليمية المخصصة أو تعليمية الاختصاص، وتدرس هذه التعليمية في اختصاص اللغات طُرُقَ التعليم المناسبة للاختصاص وشروط نقل المعارف المختصة في محيط مدرسي – دراسي معين وكيفيات اكتساب المتعلم لها. ومن غير الممكن في تعليمية اللغات أن ندرس العربية كما ندرس الإنكليزية، بل لا ندرس العربية في موطنها كما ندرسها خارج موطنها أو ندرسها للناطقين بغيرها.
ليس عمر تعليمية العربية في الوطن العربي قصيرا، ولا هو بالطويل. وليست الوسائل المتاحة لإنجاحه قليلة ولا هي بالكثيرة. وليست المقاربات التي تستخدم في البحوث ثابتة، وليس النجاح في جعل تعليمية العربية محوريا شيئا مستحيلا، إن حل الباحثون والقائمون عليها إشكالا أساسيا حول هوية اللغة العربية الفصحى أهي لغة أولى أم ثانية؟ وإن هم تخلوا عن وهمٍ مورث مفاده أن العربية في خطر، بل هي تخوض حربا وجودية ضروسا مع بقية اللغات وحتى مع لهجاتها.
من المؤسف أنه ما تزال تسيطر على موقفنا العلمي من الفصحى الرؤى والأحكام المعيارية نفسها التي تسيطر عليه خارجها ونستطيع أن نقول إن موقفنا من العربية هو موقف عاطفي ونفسي مورث من عصر الشعوبية القديم، عصر اعتقد فيه علماء العربية وهما، أن العربية تخوض أشرس المعارك مع لغات كبرى أقدم منها سموها بشكل استهجاني «الأعجمية»، أي اللغات التي لا تبين وسموا الناطقين بها أعاجم أي ناطقين لا يُبينون إن هم تحدثوا بألسنتهم. نحن نفهم تاريخيا وعقديا – لا لسانيا – لمَ أوهمونا بأن هناك معركة وجود بين العربية وغيرها من اللغات المجاورة لها، ولمَ تنصلوا من العربية المجاورة لبلاد اللغات الأعجمية، وكأنما العدوى وصلتها ولا دواء لها إلا الاستئصال. نشأ ضرب من التعصب للغة العربية الفصحى ردا على تعصب للغات أخرى كالفارسية (تعصب مُعْلن) وكاليونانية التي كانت في ما يبدو لغة الإدارة (تعصب غير معلن).
بسطت العربية نفوذها بعد بسط النفوذ السياسي وهذا بديهي وصارت هي اللغة الرسمية التي تعتمد في السياسة والإدارة والثقافة، لسانيا لم يكن ذلك لا انتصارا ولا ما عاشته العربية حربا، يقال لسانيا إن اللغة العربية صارت لغة تنتمي إلى طبقة عليا، بمعنى أنها صارت تؤثر في غيرها وهذا أمر عادي بين اللغات، الإشكال أن علماء العربية نظروا إلى التأثير من جهة الإفساد: العربية إذا دخلتها عناصر أعجمية فسدت ودب إليها اللحن وما علينا إلا أن ننتظر موتها. نقول إن هذا التشخيص خاطئ لسانيا فاللغات تؤثر وتتأثر، وهي تحيا بهذا التفاعل ولا تموت. كان بنفوس العلماء خوف واهم نستطيع أن نقول عنه إنه مرضي ورّثوه الجمهور: العربية نعمة لغوية لا مثيل لها وما دامت بهذه الفرادة فإنها في خطر، هي في حرب باردة مع لغات أخرى بل مع لهجاتها التي نظر إليها على أنها بنات عَوَاق.
من الناحية العلمية تقول أبسط مبادئ اللسانيات إنه لا أفضلية للسان على لسان ولا متكلم بلسان على آخر، لأن الدور الأساسي لأي لسان هو أن يتمكن المتكلم به من أن يتواصل مع غيره، وطالما لعب اللسان هذا الدور فهو مُعافى، ولا يطلب أن يكون أفضل أو أقل فضلا.
قوة اللسان السياسية التي تجعله يستعمل في العلوم والتخاطبات اليومية أكثر من غيره شيء آخر: تلك رؤية لسانية اجتماعية تجعل الألسن طبقات من غير تمايز وتقارن من دون تفاضل بين أشدها انتشارا وتأثيرا في غيرها وأقلها حظا في ذلك. ولم ينظر العلماء إلى العلاقة بين العاميات والفصحى ولم يتطارحوا السؤال الأساسي الذي يقود إلى الحل: ما هو اللسان الذي نتكلمه في المهد من دون معلم أهو اللهجة أم اللغة الفصحى؟ بعبارة أخرى وإذا أردنا أن نرتب الأشياء علميا: هل لهجتنا هي اللسان الأول أم لغتنا؟ الجواب بالطبع واضح ولكن الأنفس الممتلئة تعاطفا وإعلاء للغة الفصحى والمزرية للهجات لا تقبله، رغم أن الفائدة التعليمية من ورائه كبيرة. فحين نقرر أن الفصحى لغة ثانية لا تعلمها إلا المدرسة مثلها مثل غيرها من اللغات الثانية، فإننا سنوفر لها ما نوفره من الطرق والآليات ما نوفره لغيرها. لكن أن نعتبر من يلحن في الفصحى مقصرا لأنه لَحن في لسانِه الأم ونسلط عليه أكبر العقوبات ونرميه بالتقصير ونستهجنه فهذا أول الظلم لمتعلم لسان يعتقد أنه لسانه الأصلي في حين أن لسانه الأصلي هو العامية. لسانيا لا يلحن متكلم بلسانه الأصلي، لأنه كما يقول شمسكي «متكلم – مستمع مثالي» ويعني به كل متكلم يحسن كلامه بلسانه الأصلي ويحسن فهمه ويقدر ذاتيا – وبلا رقيب خارجي- على أن يصلح الخطأ إن وقع فيه سهوا.
لا ننكر أن الحرب الباردة بين اللغات واللهجات هي شيء معدوم، إنها إن وجدت أوجدها العلماء والمتكلمون بما يصدرونه في شأنها من أحكام تصل درجة الأساطير. لكن اللسانيات «ناضلت» من أجل أن تفرض «عدلا» بين الألسن وسلاما حقيقيا بينها فلا حرب باردة ولا معلنة ولا خفية بينها، بل يمكن للمرء أن يتعلم ألسنة غيره ويكون الأمر يسيرا فقط إن عرف ما يكون لسانه.
خلاصة الأمر ما قاله لوي جان كالفاي من أن اللغات لا تُحارب، بل البشر هم من يحاربون. والحرب في العربية يقودها أناس لم يفهموا بعدُ ما هي لغتهم الأصلية وبدلا من أن يعزفوا لها وهم يعلمونها نغما للسلام يدقون لها طبول حرب أبدية.

٭ أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية

تعليمية العربية وحربُ اللغات البَاردةُ

توفيق قريرة

«حرب كرموز» يحقق أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية و«كارما» يتذيل القائمة

Posted: 18 Jun 2018 02:17 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي» : رغم تزامن موسم عيد الفطر السينمائي في مصر مع انطلاق مسابقة كأس العالم لكرة القدم التي يشارك فيها المنتخب المصري للمرة الأولى منذ 28 عاما، إلا أن هذا لم يؤثر على إيرادات الأفلام المطروحة، حيث شهدت دور العرض السينمائي خلال أيام العيد إقبالا جماهيريا كبيرا على الأفلام الخمسة المعروضة وهي «كارما» و«حرب كرموز» و«قلب أمه» و«هنا وسرور» و«الأبلة طمطم».
تصدر فليم «حرب كرموز قائمة الإيرادات خلال أيام العيد، وبلغ إجمالي إيرادات الفيلم في أربعة أيام 18 مليونا و215 ألفًا، إذ حقق الفيلم ليلة عيد الفطر 865 ألفًا و746 جنيهًا، وارتفعت إيراداته في اليوم الأول لتصل إلى 4 مليون 997 ألفًا و450 جنيهًا، وفي اليوم الثاني نجح الفيلم في تجاوز المليون السادس محققًا 6 مليون و402 ألفًا و62، محققا أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية، متفوقا على فيلم «هروب اضطراري»، الذي حقق 6.335.301 مليون جنيه في يوم واحد.
أما الأحد ثالث أيام عيد الفطر فبلغت إيراداته 6 مليون و107 آلاف و546 جنيهًا.
فيلم «حرب كرموز»، بطولة أمير كرارة، و غادة عبد الرازق، وفتحي عبد الوهاب وروجينا وبيومي فؤاد ومصطفى خاطر وإيمان العاصي ومحمد عز ومحمد علي رزق ومحمود حجازي، وأيضا كما يشارك فيه النجم العالمي أدكنز الشهير بـ «بويكا»، وفيلم حرب كرموز هو من قصة محمد السبكي، والفيلم من إخراج بيتر ميمي.
جاء في المركز الثاني فيلم «هنا وسرور»، الذي تخطت ابراداته حاجز 11مليون جنيه خلال أيام عيد الفطر المبارك.
الفيلم حقق أول أيام عرضه في وقفة عيد الفطر المبارك ايرادات بلغت 333 ألف جنيه.
وحقق أول أيام العيد ايرادات بلغت 2 مليون و718 ألف جنيهه، وحقق ثاني أيام العيد 4 ملايين و104 ألف جنيه، وحقق ثالث أيام العيد ايرادات بلغت أربعة ملايين ومئة ألف جنيه. أي أن اجمالي ايراداته حتى الآن 11 مليون و200 ألف جنيه.
كما استطاع الفيلم أيضا تحقيق نجاح كبير في الخليج والأردن ولبنان والمغرب وهي الدول التي يعرض فيها الفيلم بالتزامن مع عرضه المصري.
الفيلم من إنتاج شركة «سينرجي فيلم». وتوزيع «أفلام مصر العالمية»، ومن تأليف مصطفى صقر ومحمد عز الدين وإخراج حسين المنباوي وبطولة كل من محمد إمام وياسمين صبري وفاروق الفيشاوي ومحمد سلام وبيومي فؤاد ومحمد عبد الرحمن.
واحتل فيلم «قلب أمه» الترتيب الثالث في موسم عيد الفطر السينمائي بفارق كبير عن «هنا وسرور»، حيث وصلت إيرادات الفيلم بعد 4 أيام من عرضه إلى 3 ملايين و946 ألفا و678 جنيها.
فيلم «قلب أمه» من إنتاج أحمد السبكي، بطولة هشام ماجد، شيكو، بيومي فؤاد، دلال عبد العزيز، محمد ثروت، محمود الليثي، نور قدري، وأحمد سلطان، من إخراج عمرو صلاح.
وتدور الأحداث في إطار كوميدي حول زعيم عصابة يُدعى (مجدي تختوخ) يدخل في مشاجرة يُصاب على أثرها؛ وينُقل إلى المستشفى في حالة خطيرة حيث يحتاج إلى نقل قلب، وفي ذات الوقت تتوفى والدة الشاب (يونس) فيلجأ اﻷطباء إلى نقل قلب والدته إلى (تختوخ) ﻹنقاذ حياته، فيتعامل مع (يونس) بطريقة حنان الأم وخوفها عليه.
ووصل إجمالي إيرادات «الأبلة طم طم» لـ3 مليون و398 ألفًا و953 جنيهًا، في 3 أيام العيد ، وحقق في اليوم الأول 703 آلاف و905 جنيهات، وفي اليوم الثاني بلغت إيراداته مليون و307 آلاف و846 جنيهًا، وفي اليوم الثالث ارتفعت إيراداته لتصل لـ مليون و387 ألفًا و202 جنيه.
الفيلم تدور أحداثه في إطار كوميدي وتلعب فيه ياسمين دور مدرسة، ويشارك في بطولته بيومي فؤاد، حمدي الميرغني، مصطفى أبو سريع، هشم إسماعيل، تأليف أيمن وتار، وإخراج علي إدريس.
وجاءت إيرادات فيلم «كارما» ضعيفة وضعته في ذيل قائمة إيرادات أفلام موسم عيد الفطر المبارك، حيث لم يحقق الفيلم على مدار أربعة أيام منذ طرحه في ليلة عيد الفطر «الوقفة»، وحتى آخر أيام العيد سوى 2 مليون و179 ألفًا و384 جنيهًا، جاءت على النحو التالي «الوقفة 59 ألفًا و187 جنيهًا»، «أول أيام العيد 450 ألفًا و39 جنيهًا»، «ثاني أيام العيد 811 ألفًا و497 جنيهًا»، «ثالث أيام العيد 858 ألفًا و661 جنيهًا».
فيلم «كارما» إخراج خالد يوسف، بطولة عمرو سعد، غادة عبدالرازق، زينة، خالد الصاوي، سارة التونسي، ماجد المصري، دلال عبدالعزيز، وفاء عامر، مجدي كامل، مصطفى درويش، حسن حرب، يوسف الحسيني، خالد تليمة وعمر زهران.

7akh

«حرب كرموز» يحقق أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية و«كارما» يتذيل القائمة
إقبال جماهيري كبير على أفلام موسم عيد الفطر في مصر
فايزة هنداوي

السعودية والإساءات المستمرة للحلفاء والأصدقاء

Posted: 18 Jun 2018 02:16 PM PDT

مثيرة للحيرة هذه الطريقة التي باتت السعودية «الجديدة» تُعامل بها جيرانها وأصدقاءها وحلفاءها. لماذا؟ ما الغرض منها؟ مَن يوحي بها؟ مَن يمنع وقفها؟ أسئلة كثيرة معلقة في مملكة ضلت طريق الدبلوماسية المحمودة إلى المناكفات والمشاكسات مع مَن يُفترض فيها كسب ودّهم، بل وحمايتهم والدفاع عنهم باعتبارها «الشقيقة الكبرى».
من قطر إلى مصر فالأردن والمغرب والسودان، كمٌّ هائل من الازدراء والاستصغار تبديه السعودية من خلال خطاب وتصرفات مسؤولين من الدرجة الثانية والثالثة. تفوَّق على هؤلاء تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة في المملكة، وسعود القحطاني المستشار في الديوان الملكي برتبة وزير.
لا يمكن تصديق للحظة واحدة أن هؤلاء الناس يتصرفون بحرية ولا يُلزمون الدولة في شيء. السعودية معروفة بأنها سجن كبير لحرية الرأي والتعبير والمعتقد. ومعروفة بخنق أنفاس مواطنيها ومسؤوليها، وهؤلاء لم نسمع لهم فتوحات في الدفاع عن الحريات أيًّا كان نوعها.
الملاحظ أن التنمر السعودي يطال الجيران والحلفاء العرب فقط. لم يمتد التطاول الذي تعرض له المغرب أو الأردن أو مصر ليستهدف إيران أو باكستان أو الهند أو كندا أو بريطانيا.
قطر تتعرض لحصار سعودي إماراتي يذكّرك بالجاهلية الأولى.
الأردن واجه حصاراً صامتا منذ نحو سنتين، حتى انفجر الشارع، ونجا من كارثة كانت ستودي به وتمتد إلى السعودية في الطريق. لم يشفع للأردن دعمه غير المشروط للسياسات السعودية في المنطقة، يكفي أنه أبدى بعض الرفض لصفقة تحاك على القضية الفلسطينية، لكي يعاقَب بشدة تبدو وكأنها نابعة من مخزون حقد.
مصر المستسلمة إلى حد التبعية إلى السعودية تعرضت لكمٍّ من الإهانات على يد الأخيرة. عنوانها رياضة، لكن جوهرها سياسة وأداتها تركي آل الشيخ.
المغرب تعرض لطعنة سعودية لم تخطر بباله في قرعة تنظيم كأس العالم 2026، فوجد دعما من افريقيا وحتى من خصوم لم يطمع في تصويتهم لصالحه (الجزائر مثلا)، وقفوا معه موقفا رجوليا كانت المملكة أولى بإبدائه.
لو تصرفت المملكة بحكمة أكبر مع الأردن الذي لم يفوّت فرصة واحدة للوقوف معها، لضمنته في صفها للمئة سنة المقبلة، ولَمَا اضطرت إلى عقد «قمة» على جناح السرعة فبدأت مضطربة وانتهت بلا جدوى سوى من وعود بفتات لا شيء يضمن أن أصحابها سيوفون بها.
لكنه قصر النظر والثقة العمياء في النفس وراء التصرفات المسيئة لحليف ظنَّ مَن في المملكة أنه بلا كرامة.
ولو انسحب تركي آل الشيخ من مسرح الرياضة في مصر بهدوء وكرامة، وبلا استفزاز لملايين المصريين لم يبقَ لهم في هذه الدنيا غير الكرة، كان المصريون سيكتبون فيه الأشعار. لكن، مرة أخرى، ضيق الأفق وقصر النظر والغرور، أمراض نفسية غلبت على تصرفاته، فخسر وخسرت معه السعودية. يقال اليوم إن شعبية السعودية في الشارع المصري أسوأ مما نزلت إليه أيام قضية جزيرتي تيران وصنافير.
ولو كلّف العاهل السعودي، أو وليّ عهده، نفسه عناء إرسال مبعوث خاص يقابل ملك المغرب أو من ينوب عنه، ثم يعتذر له بمروءة وهدوء عن صعوبة دعم الملف المغربي في مونديال 2026، بسبب التزام سابق مع الولايات المتحدة، وخرج ذلك إلى وسائل الإعلام الرسمية، لنجت العلاقات المغربية السعودية من جرح أصابها سيظل غائرا لعقود طويلة. ولو التزم تركي آل الشيخ الصمت بعد أن خذل حكام بلاده حليفا يملكون في أراضيه من القصور والمزارع قدر ما يملكون في بلادهم، لنال احترام المغاربة ونجا من كل الشتائم التي لاحقته في روسيا وكادت تغطي على الأناشيد الوطنية للفرق.
يختصر هذا الرجل السياسة السعودية الجديدة. ويتصرف مدعوما بقناعات داخلية توصلت إليها الأسرة الحاكمة في السعودية وكلفت أذرعها الإعلامية والدعائية بتسويقها. لذا لا يتورع عن إضافة الملح على الجرح، وإلا ما الداعي لقوله إن مصلحة السعودية فوق كل اعتبار في تبرير الانحياز لأمريكا على حساب المغرب؟
لم يُطلب أحد من السعودية تقديم مصالح غيرها، ولو كانوا حلفاء، على مصلحتها. الخلل كله في لباقة الأسلوب و«الذوق» الذي تبدع السعودية الجديدة في فقدانه.
خطأ السعودية أنها تتصرف مع الحلفاء والأصدقاء «الصغار» وكأنهم بحاجة إليها أكثر مما هي بحاجة إليهم. وتُعاملهم وهي مقتنعة بأنهم «بلا ظهر» يحميهم، وبأنهم، مهما حدث، سيعودون إليها صاغرين.. لأنهم فقراء وضعفاء.
العبرة من كل هذا أن السعودية لا تبدو أنها تعلمت من حصار قطر. أو ربما ارتباكها في حصار قطر قادها إلى مزيد من الارتباك مع الآخرين لأنها باتت تربط مواقفها تجاه الآخرين بمواقفهم من حصارها لقطر.

٭ كاتب صحافي جزائري

السعودية والإساءات المستمرة للحلفاء والأصدقاء

توفيق رباحي

عاش/ يسقط الحزب الشيوعي العراقي

Posted: 18 Jun 2018 02:16 PM PDT

في عالم الإنتاج اليومي للأخبار وحملات تسويقها إلى الجمهور، لم يعد كون الانتخابات مزورة، مهما، رغم اعتراف الجميع بذلك. كما لم تعد محاولات مسح آثار التزوير عن طريق حرق مركز وأجهزة الاقتراع، أمرا مهما. ما بات مهما هو: ترسيخ تحالفات ما بعد الانتخابات لتكون طبق الأصل لما كانت. المهم، أيضا، التغطية الإعلامية بأن هناك عملية ديمقراطية تدعى الانتخابات، صرفت عليها ملايين ( أو بالأحرى مليارات) الدولارات، لتتباهى بها الدول التي احتلت البلد بحجة حماية أمنها. ولاتزال: أمريكا بمعسكراتها و« مستشاريها» تحمي أمنها في العراق. إيران بميليشياتها المتغلغلة في شرايين الحكومة وساستها، تحمي أمنها في العراق. تركيا، تقضم كل ما تستطيع قضمه، من أراضي العراق، بحجة حماية أمنها. هل من آخرين؟ القائمة تطول، وحجة «الحرب على الإرهاب» توفر ذريعة جاهزة لمن يريد.
وإذا كان الشعب العراقي هو الخاسر الأول في ملهاة، استنزفت أموالا، كان بالإمكان صرفها لتوفير بعض الخدمات الأساسية للمسحوقين من أبناء الشعب، فإن الخاسر الثاني، حسب ردود الأفعال الإعلامية والرسائل المتبادلة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس الأحزاب التي تدعي تمثيل «السنة»، مثلا، وهي المتنافسة الرئيسية، بل الحزب الشيوعي كخاسر أكبر، وهنا المفارقة. وتزداد المفارقة حدة حين ندرك بأنه حزب موجود ضمن القائمة الفائزة بالانتخابات. فما معنى الخسارة هنا؟
معظم التعليقات الموجودة على عديد المواقع، مشحونة بمشاعر، متناقضة، تجمع بين الألم وخيبة الأمل والغضب والتبرير وبعض التشفي. ربما لأنها مكتوبة أما من قبل أصدقاء قدامى للحزب أو أعضاء سابقين أو حاليين، يجدون أنفسهم في حيرة من موقفه الأخير. تعكس التعليقات مواقف ونقاشات، معظمها جاد، لم يحدث وشهدها الحزب، سابقا، بهذا الشكل العلني. فأعضاء الحزب الشيوعي لايختلفون عن غيرهم من أعضاء الأحزاب العراقية الأخرى في تفضيلهم السكوت على الأخطاء والعثرات، حتى بعد مرور عشرات السنين على تركهم الحزب، نتيجة الاختلاف، وذلك لئلا يتهمون بعدم الولاء أو قلة الوفاء أو الخيانة، أو بذريعة «إنه ليس الوقت الملائم». ولنا في حزب البعث، مثال آخر.
تسترجع التعليقات عن الحزب الشيوعي الإخفاق السياسي المتكرر، لحزب ساهم، تاريخيا، في محاربة الاستعمار والاستغلال، ودفع ثمنا، غاليا، لتحرير العراق من قبضة الامبريالية العالمية، وبناء العراق الحديث، مشيرة إلى تسارع الانحدار في ظل الاحتلال الذي نحت له منظرو الحزب مصطلح « التغيير». على هذا الأساس، تم تبرير( ليست هناك إحصائية عن عدد الأعضاء الحاليين) أن يكون السكرتير العام للحزب عضوا في مجلس حكم الاحتلال، ضمن المحاصصة الطائفية لا السياسية، أي لكونه شيعيا وليس شيوعيا، ومن ثم مشاركة ممثل للحزب في حكومات الاحتلال المتعاقبة، بمنصب رمزي. وفي الوقت الذي كان بإمكان الحزب الاستفادة من اليأس الشعبي العام تجاه الأحزاب الدينية ـ الطائفية ـ الفاسدة، وجذب الجماهير إليه كحزب يمثل طموح الناس بـ «دولة مدنية عصرية»، وهو المطلب الذي رفعته» تنسيقية حراك الاحتجاج المدني»، كحراك احتجاجي سلمي في شباط/ فبراير 2011 إلا أن الحزب اختار مواصلة الحراك تحت مظلة « التيار الصدري» مراهنا، خلافا لموقف العديد من المساهمين بالتنسيقية، على شعبية التيار واتباع السياسة البراغماتية في إمكانية التغيير من الداخل.
أدى الالتفاف حول الحركة الاحتجاجية، وتقديم الحزبيين أنفسهم كقوة تمثل المدنيين، قادرة على إحداث التغيير، عبر مقايضة التيار الصدري، الذي نزل أعضاؤه بدورهم إلى الساحة، لتفريغ الاحتجاجات من محتواها الحقيقي، إلى انسحاب أعضاء مؤسسين للتنسيقية، احتجاجا، والصعود الإعلامي لحزبيين، لا يتجاوز عددهم العشرات، يقدمون أنفسهم كناشطين مدنيين.
فجاءت خطوة التحالف مع « التيار الصدري»، لخوض الانتخابات، ضمن تحالف « سائرون»، متوقعة، إذ راهن الحزب على شعبوية قائده مقتدى الصدر، على الرغم من معرفة الجميع بتقلباته النفسية المرضية، وأنه بنوابه ووزرائه ومسؤوليه، جزءا لايتجزأ من الحكومة الطائفية الفاسدة، كخطوة تقربهم من مراكز السلطة، عبر مسايرة التيار. كانت الحجة المعلنة من خوضهم الانتخابات ضمن « سائرون» أنها ستجلب نوابا جددا، سيعملون على كسر قالب المحاصصة الطائفية، وتجفيف منابع الفساد. فجاء الفوز بالانتخابات وتحرك « سائرون»، كما كان متوقعا، نحو صيغة تحالفات ما قبل الانتخابات، بفسادها وميليشياتها ومسؤولي مجازرها، لتجعل طعم الفوز مرا، ومثيرا للأسى، من قبل من بنوا آمالا على تحالف الحزب، والتعليقات الساخرة والنكات الفجة من قبل معارضيه.
يلخص الشاعر حميد قاسم مشاعرالأسى على صفحته على الفيسبوك مخاطبا أحد منظري التحالف: « هذا ليس لوما… ما أريد قوله إن الأسباب كما تعلم تقود إلى النتائج وكل المعطيات تشير بواقعية، ساعة بساعة، إلى ما سيحدث، وقد حدث، لم نكن عباقرة أو متنبئين لكننا كنا في عمق الحدث غير بعيدين عن الأحداث القريبة وتقلباتها وعواصفها بعد 2003 على معرفة بطبيعة سلوك ونهج القوى السياسية على أرض الواقع… هذه القوى التي تغير مواقفها كما يغير المرء سراويله الداخلية… هذا ما حدث وَقادَ الجميع إلى هذه الفوضى المبكية المضحكة، التي شبهتها قبل أن تحدث بـ الخطيئة».
إن النقاشات الجادة الدائرة على صفحات التواصل الاجتماعي مهمة وضرورية خاصة حين تتناول بالنقد البناء سيرورة ومسارات الأحزاب التقليدية المعروفة بنضالها في حقبة التحرر الوطني ولكن، في الوقت نفسه، هيكليتها وبيروقراطيتها وتبعيتها، أحيانا. أنه كسر لحواجز السكوت المبنية على التخويف والتهديد بعدم الوفاء والخيانة. فأصبحت الأحزاب تدار من قبل حلقة مغلقة، من أشخاص يغذون وجودهم بادعاءات تمثيلهم للجماهير، وتضخيم أرقام أعضائهم وأنصارهم وضحاياهم. فمن منا يعرف مثلا عدد أعضاء الحزب الشيوعي أو حزب البعث أو الدعوة اليوم؟ هل من إحصائيات عن عدد أعضاء أي حزب لندرك حجمه الحقيقي، ومدى تمثيله للجماهير، وبالتالي قدرته على إحداث التغيير، بعيدا عن الرطانة باستديوهات التلفزيون؟ وما هو الدور الذي تلعبه الأحزاب التقليدية في قتل المبادرات الجديدة التي تشعر بأنها تهدد وجودها المزمن؟ يقول حميد قاسم «أتمنى أن نمعن النظر جيدا في مأساتنا، أن لا نفرط جميعا بما حدث من تطور في وسائل الكفاح السلمي وأن نتعظ بما حدث ويحدث»، قد لايكون ما يتمناه جوابا على التساؤلات، بالتحديد، إلا انه خطوة جادة، نحو ذلك.

٭ كاتبة من العراق

عاش/ يسقط الحزب الشيوعي العراقي

هيفاء زنكنة

مونديال 2018: السياسة في ملاعب الرياضة

Posted: 18 Jun 2018 02:15 PM PDT

هل من علاقة وطيدة ومستديمة بين السياسة والرياضة؟ وهل باتت السياسة تُسيّر الرياضة وتتحكم في مفاصلها؟ هذه الأسئلة وغيرها تُطرح دائما عندما تقام محافل رياضية كبرى، مثل كأس العالم والألعاب الأولمبية وغيرها. وعندما ننظر إلى الشروع في الحصول على حق تنظيم البطولات الكبرى، نرى بصورة واضحة حجم الضغوط السياسية التي ترتفع وتيرتها للفوز بحق التنظيم.
كما نلاحظ كيف أن الكثير من المباريات تلغى تبعا لحصول توترات في علاقات دولتين أو أكثر. هذا يؤكد بما لا يقبل الشك في أن هنالك علاقة خاصة بين الرياضة والسياسة، وأن هنالك استثمارا كبيرا في الحقل الرياضي لتحقيق مكاسب سياسية على المستويين الداخلي والخارجي للدول المنظمة والمشاركة معا، مثال ذلك قرار رئيسة الوزراء البريطانية تيرزا ماي بأن أي عضو من العائلة الحاكمة لن تطأ قدماه الأراضي الروسية، لمساندة المنتخب الإنكليزي لكرة القدم في المنافسات المقامة هنالك. هذه المقاطعة الدبلوماسية جاءت بعد الأزمة السياسية التي عصفت بالعلاقات البريطانية الروسية مؤخرا، على خلفية اتهام الأخيرة بتسميم جاسوس روسي مزدوج بغاز الاعصاب على الاراضي البريطانية، بل حتى المنظمات الدولية تستغل الأحداث الرياضية الكبرى كي تبعث رسائل سياسية، تؤكد فيها على أهدافها في تحقيق السلم والتضامن الدولي الذي أنشئت من أجل تحقيقه.
فعلى هامش المونديال الحالي المقام في روسيا وفي مشهد نادر، ارتدى أعضاء مجلس الأمن الدولي قمصان منتخبات بلادهم المشاركة في كأس العالم، وتحولت قاعة المجلس إلى ملعب تبارى فيه الأعضاء في كرة القدم، بينما لعب الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش دور الحكم. أما بخصوص المونديال الحالي فنستطيع أن نقرأ مدى استثمار موسكو السياسي على الصعيدين الداخلي والخارجي في الحدث، وهو العنصر الذي دفعهم لإنفاق مبلغ 13 مليار دولار لتحديث البنى التحتية في روسيا، خصوصا في المدن التي تستضيف الألعاب وعددها 11 مدينة، على الرغم من المصاعب الاقتصادية التي تواجها، ما دفع بعض المراقبين للتساؤل عن مدى حاجة الرئيس الروسي بوتين للمونديال، لكن الرسائل السياسية تبدو واضحة من الحدث. فرمزية المكان كان فيها استثمار واضح، حيث مدينة ويستيد وملعب لوجنيكي الذي شُيد في منتصف خمسينيات القرن المنصرم، وهي المدينة نفسها التي جرت فيها الألعاب الأولمبية في عام 1980، أي أننا أمام عملية تذكير بالحقبة السوفييتية التي كان الرئيس بوتين أحد القادة الذين ولدوا من رحمها، الذي أكد عدة مرات بأن اندثارها كان أكبر انهيار كارثي في القرن العشرين. وهنا يقول أحد الخبراء السياسيين الروس بأن المونديال يعني بالنسبة لبوتين قوة عظمى، والاتحاد السوفييتي كان قوة عظمى بسبب الرياضة، وبوتين يؤمن بهذه الفكرة حتى اليوم، على حد قوله.
هنا نجد الرسالة السياسية موجهة للداخل والخارج معا. فعلى الصعيد الداخلي يعرف بوتين بأن شعبه مازال بحاجة ماسة الى جرعات فخر، يواجه بها الشعور بالنظرة الدونية التي ينظر بها الغرب إليه منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. وإلى الخارج يريد الرئيس أن يقول بأن روسيا الوريث الشرعي لتلك الحقبة، التي احتفل الغرب بأنهيارها، وأنها يمكن أن تعود إلى المنظومة الدولية بثوب جديد.
كما أن بوتين ومنذ عدة سنوات شاع انطباع في العالم بأنه يستخدم العنف منهجا سياسيا في العلاقات الدولية. وقد استخدم هذا الاسلوب في جورجيا وأوكرانيا وسوريا، ثم جاءت شبهة استخدام غاز السارين لقتل الجاسوس الروسي على الأراضي البريطانية، لتولد شعورا بأن روسيا دولة غير موثوقة، وأنها تتجاوز الخطوط الحمر في العلاقات الدولية. وقد انعكس هذا في الحضور الدولي للافتتاح، حيث اقتصر الحضور على زعماء دول غالبيتهم من المواليين لروسيا. هنا يجد الرئيس بأن الحدث الرياضي المقام حاليا على الاراضي الروسية، فرصة تاريخية لتلميع صورته، وإعطاء صورة حضارية عن روسيا، والتركيز على قواها الناعمة في تغيير هذا الانطباع، وكسر الأفكار التي يروج لها الإعلام الغربي. وهذا ما ذهبت اليه صحيفة «موسكو تايم» التي كتبت أن «الرئيس بوتين يريد تجميل وجه روسيا الى الخارج من خلال الرياضة».
في حين أن بوتين نفسه دعا الزوار إلى «التعرف على ثقافتنا الاستثنائية وتاريخنا الفريد، والالتقاء بشعب صادق وودود» في خطاب الافتتاح. قد لا يكون قادرا على إحداث خرق في منظومة الزعامات الغربية في هذا الجانب، لكنه يراهن على الرأي العام الشعبي، خاصة المواطنين الامريكين والصينيين والكوريين الجنوبيين، لنقل تصور إيجابي عن روسيا حين عودتهم الى بلادهم، التي تشير الإحصاءات إلى أنهم مشترو بطاقات المونديال الأكثر عددا. ومع ذلك فإن الظروف السياسية الحالية هي لمصلحة بوتين، حيث الأنظار بدأت تتجه إلى الكرملين لتحقيق توازن في منظومة العلاقات الدولية، بعد سلسلة من الإجراءات العدائية تجاه أوروبا ودول أخرى، التي قام بها الرئيس الامريكي ترامب، مثل الانسحاب من اتفاقية المناخ، وفرض الضرائب على الصناعات الأوروبية، والانسحاب من الاتفاق النووي الايراني، ما ولد شعورا بأن هنالك ظرفا دوليا غير ودي، دفع الاوروبيين للتوجه نحو روسيا لإقناع إيران بتوسيع الاتفاق النووي ليشمل حقولا أخرى.
إن أي فعاليات رياضية أو من مجالات أخرى ذات طابع عالمي تقام على الأراضي الروسية، خاصة في ظل مقاطعة دولية وعقوبات اقتصادية وسياسية، مهمة جدا للمواطن الروسي والرئيس معا. صحيح أن الاخير حصل في الانتخابات الاخيرة على نسبة 76 في المئة، وأثبت بأنه قادر على وضع بلده بندية على الخريطة الدولية من جديد، لكنه يعلم تماما أن الشعور بضياع الهوية التي يعانيها المواطن الروسي، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تفرض عليه صنع مناسبات وطنية تمنح مواطنيه شعورا بالفخر والعزة الوطنية والقومية. عندها يطرح الرأي العام الداخلي تساؤلا عمن الذي يقوم بذلك، ثم تأتي الإجابة من المصدر نفسه بأنه الزعيم، ما يضاف الى رصيده الشعبي المزيد.
إن كرة القدم لا تتدحرج في ملاعبها على العشب الاخضر وحسب، بل أثبت التاريخ بأنها تتدحرج وبفاعلية كبيرة في الاروقة السياسية أيضا، واستخدمت مرات عديدة كسلاح سياسي فعال. ففي عام 1980 قادت الولايات المتحدة حراكا سياسيا لمقاطعة الالعاب الاولمبية في موسكو، احتجاجا على تدخل الاخيرة في أفغانستان. وفي عام 1984 قاطعت الدول المحسوبة على المعسكر الاشتراكي الألعاب الاولمبية التي أقيمت في لوس أنجليس الامريكية.
باحث سياسي عراقي

مونديال 2018: السياسة في ملاعب الرياضة

د. مثنى عبدالله

مصر: البحث المستمر عن معنى العيد

Posted: 18 Jun 2018 02:15 PM PDT

تأخر وصول عيدية الدولة المصرية للمواطن عن موعدها الطبيعي، ولكنها لم تضل طريقها إلى غالبية الأسر التي استقبلت قرار رفع أسعار المحروقات بنسب تصل إلى 66.6 في المئة في اليوم الثاني من العيد، بوصفه إضافة لجهود سرقة الفرح، وفرصة للتنافس على لقب سارق الفرح، الذي تتنافس فيه الحكومات المتتابعة، ويمكن أن ينافس فيه النظام بقوة، وأن يضمن مكانة خاصة ومتقدمة في مسابقة أفشل قرار وأسوأ توقيت.
كان على المواطن أن ينتظر حتى العيد للتأكد من قرار الزيادة، الذي أعلن يوم السبت 16 يونيو 2018، بعد تراوح بين النفي والتأكيد، كما هي الحالة الطبيعية التي ترتبط بتسويق وإعلان إنجازات الغياب، وكان من الطبيعي أيضا أن يصاحب قرار الزيادة التي جاءت بعد زيادات أخرى في أسعار المياه والكهرباء وتذاكر مترو الأنفاق، وتم تحميلها للحكومة المنتهية، حديث آخر عن مخاوف من ارتفاع أسعار الخبز، ونفي يحاول تجميل الزيادة التي حدثت بالفعل في أسعار المحروقات، وتقديم عدم زيادة أسعار الخبز في اللحظة، بوصفها إنجازا شديد الأهمية وتضحية كبرى من النظام وتقديرا لروح العيد التي مازال البحث عنها مستمرا.
العيدية التي تتكرر مرة أخرى في صورة سلبية، وكما ارتبط عيد سابق بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، صاحبها تعليق شديد الأهمية في التعبير عن آليات المرحلة وأساليب ترويج المعاناة، أكد فيه وزير البترول طارق الملا، أن «تحريك أسعار الوقود.. سيوفر للدولة 50 مليار جنيه (2.8 مليار دلار) في السنة المالية التي تبدأ أول يوليو»، بالإشارة إلى انخفاض بند دعم المواد البترولية في الموازنة من 139 مليار جنيه إلى 89 مليارا. ولكن السؤال الذي لم يرد عليه الوزير، وهو يتحدث عن تحريك وليس زيادة كبيرة في الأسعار، أنه لم يحدد من سيتم التوفير منه، ولصالح من؟ وهل يمكن أن يفهم أهل سائق الإسكندرية الذي قتل يوم إعلان القرار، وسائق تاكسي المنصورة الذي قتل في اليوم الثاني بعد مشادات على الأجرة وأولوية تحميل الركاب، حديث التوفير السعيد وتقديم المعاناة في قالب إنجازات؟
يعيد حديث التوفير وضحاياه إلى الواجهة سؤال الشاعر أحمد مطر، «نموت كي يحيا الوطن، يحيا لمن؟» ولا تعرف كيف يتصور أن يكون هذا «التوفير» المشار إليه توفيرا حقا إن كانت المعاناة هي حالة الوطن، والتوفير المشار إليه نتاج زيادة أسعار يتحملها المواطن الخاضع لقانون الطحن المستمر، وليس تعبيرا عن زيادة إنتاج أو توفير من بنود إنفاق غير رشيدة، أو مواجهة فساد وشد حزام نظام يطالب بالتقشف ولا يطبقه، وحياة يطالب بالتحمل من أجلها ولا تتحسن.
يتم الحديث مرة أخرى عن «تحريك»وليس زيادة، وكأن تغيير الكلمة قادر حقا على إخفاء الحقيقة، وأن الزيادات التي تمت للمرة الثالثة منذ نوفمبر 2016، وبدأت من 17.4 في المئة في أسعار البنزين 95 أوكتين، إلى 66.6 في المئة في سعر اسطوانات الطهي، مجرد زيادات عابرة. يصبح السؤال الضروري عن معدل الزيادة في الأجور التي يمكن أن تتناسب مع تلك الزيادات في أسعار منتج من شأنه زيادة أسعار العديد من السلع والخدمات، بنسب لا تقل بدورها عن تلك التي حدثت في السلعة الأساسية، مع العديد من الزيادات المشابهة في الخدمات الأخرى. وضع لم تنتظر الدولة عليه كثيرا وأعلنت عن احتكارها الحق في فرض المعاناة، وتم الإعلان سريعا عن زيادات في وسائل النقل العام، وفرض حضور أمني مكثف من أجل ما قيل إنه مواجهة التلاعب المحتمل في الأسعار، وفي الواقع يضاف لهذا فرض ضبط ردود الفعل، والتأكد من مواجهة حالات الرفض الممكنة، وطرق التعبير المختلفة عنها كما حدث مع زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق.
ترسخ صورة المواطن مصدر الدخل عبر تخفيض الدعم وزيادة الأسعار، والمواطن بوصفه الكتلة الصلبة التي تدعم وتشد الحزام، ولا تحاسب أحدا، والذي يقبل التضحية بالحرية من أجل الأمن، والتضحية بالتعبير عن الرأي باسم الاستقرار. ويتفرغ النظام من أجل تقدم مشاريع ضخمة يتم تخصيص الكثير من الموارد من أجلها، قبل أن تتحول إلى ترس في دعم الروح المعنوية، ومحاولة تجميل النظام والتقاط الصور. ولا تعرف ما هو شعور المواطن حقا في سوق الروح المعنوية، وهل يمكن أن يعوض حديث الإنجازات التي لا يشعر بها، والمناسبات التي لا يشارك فيها، والقروض وفوائد تسديدها التي يجب أن يتم توارثها لسنوات، من شعور المعاناة اليومية وضيق حال اليد والصعوبات التي تمنع من توفر الحد الأساسي لحياة كريمة.
يتم الحديث عن تصحيح المنظومة ووصول الدعم لمستحقيه وتعويض الخسائر، ولكن من يحاسب على خسائر في مشروعات قدمت بوصفها كبرى وقادرة على تحقيق نتائج اقتصادية غير مسبوقة، قبل أن يتم تقليصها والصمت عنها، ومن يحاسب عن بنية تحتية لا تصمد أمام الأمطار، وزيادة أسعار وسائل نقل لا يتم تحسينها، رغم التبريرات التي تقدم من أجل تمرير الزيادات التي يتحول جزء منها إلى مكافآت، ومعها زيادة في مرتبات ومعاشات «الناس اللي فوق» في مواجهة زيادة معاناة «الناس اللي تحت» حيث الزيادة المستمرة في العدد، وحديث عن الطبقة الوسطى التي تتآكل مقابل دفاع عن الطبقة ما تحت الوسطى التي لا تعرف معنى الحياة، وكل من فاتهم قطار الحياة عبر السنوات وعالم الإنجازات الرسمية.
يتقدم مجلس نواب في اليوم نفسه 16 يونيو، من أجل خفض قيمة معاشات الأعضاء وتقليص امتيازاتهم، والفصل بين ترك المقعد والحصول على المعاش وتأجيله حتى بلوغهم خمسة وستين عاما، الاقتراح الذي نال موافقة المجلس يتناقض بالطبع مع قرارات زيادة سابقة في مخصصات البرلمان والأعضاء والسيارات من أجل سبب واحد، وهو أن الحدث ليس في مصر ولكن في المغرب، التي توقف فيها صرف المعاشات منذ عدة أشهر، بعد إعلان صندوق المعاشات الخاص بالبرلمانيين عن عدم توفر سيولة كافية. وبعيدا عن التصورات التي تقدم عن إمكانية حصول القرار على قبول اجتماعي من عدمه، في ظل رفض البعض لقيام الدولة بسد العجز في الصندوق، وإمكانية أن يقدم القرار الأخير الحل المطلوب للأزمة من عدمه، يقدم القرار صورة مختلفة للواقع المصري الذي تفرض فيه الزيادات والخصومات، بدون سؤال أو نقاش أو تناسب في المعاناة التي أصبحت المطالبة الرئيسية في ظل عدم عدالة توزيع المكاسب وعدم عدالة توزيع المظالم.
عندما يخرج الرئيس في حفل إفطار، لا يناسب شد الحزام، متحدثا عن ضرورة أن «نتألم ونقاسي» لبناء مصر، يصبح من الطبيعي أن يطرح السؤال عن المساواة في المعاناة، والمشاركة في التحمل، وقدرة المواطن على المحاسبة عندما تقرر الدولة أن القروض وفوائدها ضرورة من أجل بناء عاصمة جديدة، ومصيف جديد، وقصور رئاسية وطائرات جديدة، وسيارات للبرلمان، وسفر في طائرات خاصة، ومؤتمرات شهرية وأخرى سنوية ودولية يتحملها المواطن بدون مقابل سوى قص الشريط وصور الافتتاح وحديث المعاناة، وأعضاء ومستشاري حكومة لا تعرف الترشيد بالضرورة، ووصول إلى الحد الأقصى للمرتب لمن يملك، في الوقت نفسه الذي لا يصل فيه البعض إلى الحد الأدنى، ويدفع الآخرون كل تلك الزيادات من الحد الأدنى، وبناء قناة سويس جديدة لا يحاسب أحد عن كل ما طرح عنها من تصورات رخاء اقتصادي وحسابات جدوى، وبدلا من تحقق الرخاء، يتم الحديث عن التوجه إلى طلب قروض من أجل تسديد الشهادات التي دفعها المواطنون للمشاركة فيها. 
يأتي رد النظام مكررا بعد أن طور آليات للتعامل مع إمكانية التنفيس عن الغضب، ويصبح من الطبيعي أن يتزامن القرار مع زيادة القوات الأمنية في الشارع، التي تضاف إلى السجون المادية والمعنوية، ومعها المزيد من القيود على الرأي والتعبير في الواقع المادي والعالم الافتراضي، وتقديم المزيد من الاتهامات وتوسيع دائرة الإعداء، لكن الضغوط حقيقية ولا يمكن أن تكون الكلمات وحدها قادرة على تغذيتها للأبد، وإن كان النظام يتحدث عن فقر الدولة، فالمواطن يواجه فقرا حقيقيا، ويرى أنه وحده يدفع ثمن فشل في الاختيارات والقرارات، وسوء تخصيص الموارد والامتيازات، وتناقض واضح بين حفلات فخمة ومطالبات مستمرة بالتحمل وشد الحزام المتوارث من جيل إلى جيل.
في قصة «الرابح هو الذي يجري أكثر»، يقول عزيز نيسن «الأمور تسير هكذا يا سادة، من يصل المخفر قبل الآخر هو الذي يربح، ولذا فإن لم يكن المرء عداءً يقع في مصائب كثيرة ويهوى بيته على رأسه». يمكن أن تعيد قراءة تلك الكلمات بأكثر من طريقة، يمكن أن تتصور صاحب السلطة الذي يسارع إلى الميكروفون ويبرر حديث الفشل والفقر، ويمكن أن تتخيل المواطن والوصول إلى حد القدرة على التحمل. يمكن تصور الواقع بوصفه مساحة من الجري نحو كرسي ومنصب، ونحو حياة كريمة وفرص بقاء، والمحصلة تحدد صورة الواقع في اللحظة لكنها لا تحكم على المصير بالضرورة.
كاتبة مصرية

مصر: البحث المستمر عن معنى العيد

عبير ياسين

العلاقات المغربية – الإسبانية وقانون الهجرة

Posted: 18 Jun 2018 02:14 PM PDT

عاد موضوع الهجرة الذي يفترض أنه سري، بمعنى عدم خضوعه للقوانين المنظمة لتنقل الأشخاص، إلى واجهة الأحداث، خلال الأيام الماضية، عبر أحداث تبرز الفوارق بين الشمال والجنوب. وهذه الفوارق ذات الجذور التاريخية المعتمدة، يجب أن لا تجعل المغرب يستمر في القيام بدور دركي أوروبا، وأساسا إسبانيا، على حساب القارة الإفريقية.
ومن أبرز الأحداث التي أعادت الهجرة إلى واجهة الأحداث الدولية، قضية سفينة أكوريوس، التي منعتها إيطاليا من الرسو في موانئها، وبادرت حكومة مدريد الجديدة بزعامة الاشتراكي بيدرو سانشيز إلى استقبالها في ميناء فالنسيا الأحد الماضي، وهو موقف حميد ذو بعد إنساني. في الوقت ذاته، عودة قوارب الهجرة إلى مضيق جبل طارق من شواطئ المغرب نحو الأندلس بشكل مكثف تجاوز الألف خلال أيام قليلة، وخلّف غرقى، لم يكثرت لحالتهم أحد.
لكن وسط هذه الأخبار الدرامية، الدرامية الحقيقية إنسانيا، وليس على شاكلة المسلسلات التركية أو السورية، هناك معطى مقلق للغاية نشرته وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي» الأسبوع الماضي ومفاده وجود 250 ألف مهاجر مغربي في وضع غير قانوني في إسبانيا. وهذا الرقم يعادل بالكامل ساكنة بعض المدن المغربية مثل تطوان أو الإسبانية مثل غرناطة. لا يتعلق الأمر بمهاجرين سريين أتوا على متن قوارب الهجرة، بل بنسبة مهمة كانوا في وضع قانوني، ثم حرمهم قانون الهجرة الإسباني، وهو قانون مجحف للغاية، من الحفاظ على الإقامة القانونية لفقدانهم العمل، بسبب الأزمة التي ضربت هذا البلد الأوروبي خلال السنوات الماضية. وتستوجب هذه الأمثلة من الهجرة، لاسيما من طرف المغرب الذي يعتبر بحكم موقعه الجغرافي رابطا بين إفريقيا والقارة الأوروبية ومعبرا للهجرة، خطابا جديدا يقوم على الشفافية والجرأة. خطاب تتبناه الدولة المغربية والهيئات السياسية والحقوقية وجمعيات المجتمع المدني. وهو خطاب ثنائي، الأول نحو إسبانيا، والثاني نحو الاتحاد الأوروبي. وعلاقة بالدولة الإسبانية، هناك تساؤلات عميقة حول معالجة إسبانيا للهجرة المغربية.
في هذا الصدد، يجب مساءلة إسبانيا حول الأسباب التي جعلت 250 ألف مغربي يسقطون في وضع غير قانوني. في الوقت ذاته، إذا كانت اسبانيا هي الشريك التجاري الأول للمغرب وبفارق كبير لصالحها، كيف لا تأخذ وضعية 250 ألف مغربي بعين الاعتبار لتصحيح هذه المأساة الإنسانية.
لا يمكن للدولة الإسبانية طرد 250 ألفا لأن ذلك سيكون بمثابة سيناريو جديد لطرد الموريسكيين ما بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر الميلاديين، وهذه المرة في القرن الواحد والعشرين. ولا يمكنها تركهم في وضع قانوني هش عرضة لخروقات حقوقية كثيرة، خاصة أن الأمر يتعلق بعائلات بالكامل وليس فقط بأفراد.
والمفارقة أنه بينما يتشدد قانون الهجرة مع المغاربة، تقوم إسبانيا بالدفاع عن مواطني عدد من دول أمريكا اللاتينية الراغبين في زيارة أوروبا بدون تأشيرة، ونجحت في هذا المسعى بالنسبة لدول مثل كولومبيا والبيرو. إذن إسبانيا تقوم بهذه المساعي لأمريكا اللاتينية، إلا أنها تتشدد في تعاطي بعض قنصلياتها مع المغاربة الراغبين في الحصول على تأشيرة لزيارة إسبانيا إلى مستويات، تجعل المرء يتساءل هل نحن أمام عنصرية.
وعلاقة بالاتحاد الأوروبي: لا يمكن للمغرب تحمل نتائج قرارات سياسية للغرب، تساهم في تفاقم الهجرة غير المنظمة. ويقع المغرب في موقع جغرافي استراتيجي يشكل طريقا للتبادل منذ الأزمنة بين القارة الأوروبية والإفريقية ومنها الهجرة. في الماضي، استعمرت أوروبا الدول الإفريقية ونهبت خيراتها وفرضت عليها نمط عيش جديدا من عناوينه البارزة «الغرق في القروض». ولاحقا تقوم البنوك الغربية باستقبال أموال الديكتاتوريين الأفارقة والعرب على حد سواء، وهي الأموال المنهوبة من ممتلكات الشعوب، وجزء منها مصدره القروض الغربية.
ولنأخذ المثال الليبي، فقد اندلع الربيع العربي في هذا البلد، وبينما كانت تسير الأوضاع بشكل كلاسيكي، كما هو الشأن في كل الثورات، بما فيها الاقتتال الداخلي، تدخل الغرب، وأساسا فرنسا وبريطانيا، وجرى تدمير البنيات التحتية للبلاد وتسليح المليشيات الدخيلة، وجعل مئات الآلاف من الأفارقة يفقدون عملهم ويراهنون على الهجرة عبر المتوسط، ومنها الطريق المغربي، مضيق جبل طارق.
كل هذا، يتطلب من الدولة المغربية فتح حوار مع إسبانيا حول مأساة 250 ألف مغربي مقيمين بطريقة غير قانونية، بدل الاقتصار على تصريحات لا معنى لها، كما جاء ذلك على لسان الوزير المكلف بالهجرة بن عتيق، الذي قال في لقاء بين مسؤولي البلدين أن العلاقات المغربية- الإسبانية نموذجية، ويجب على العالم الاقتداء بها. لا ندري ما هي الأسس التي اعتمد عليها الوزير بن عتيق، وهو سياسي ذو تجربة، في الحديث عن نموذجية العلاقات الثنائية. وتعتبر الهجرة مثالا مناقضا لهذا القول، من دون الخوض في ملفات أخرى ترفض إسبانيا فتح أي نقاش حولها مثل الملف الترابي. كما يتطلب منها فتح حوار حول الأساليب المريبة في منح التأشيرات للمغاربة، ومنها أساليب تصل إلى مستويات عنصرية.
في الوقت ذاته، يتطلب منه وقف لعب دور الدركي ضد الأفارقة لصالح الدول الأوروبية، مقابل الحصول على مساعدات مادية محدودة، حتى يكون منطقيا مع خطابه الدبلوماسي الجديد الذي يروج له حول القارة الإفريقية.
نعم، المغرب مطالب باحترام بعض الاتفاقيات الدولية حول تنقل الأشخاص عبر الحدود، لكن موضوع الهجرة هو متشعب دوليا ويقف الغرب والحكام الفاسدون وراءه في القارة الإفريقية، وعلى هذا الغرب تحمل المسؤولية.
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

العلاقات المغربية – الإسبانية وقانون الهجرة
 
د.حسين مجدوبي

الغلو في الدين… نظرة عامة

Posted: 18 Jun 2018 02:13 PM PDT

يُنظر إلى الذات الإنسانية بجميع الديانات السماوية والوضعية حسب مفهومي الطاعة والعصيان، فكلما التزم المرء بتعاليم الدين كان من الفئة الناجية، هذا أقل تعريف للمسار الديني منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا.
قد يبدو مفهوم الطاعة فكرة فاعلة في هذا الصدد، فالناس على اختلافهم يؤمنون بالرب من أجل الثواب والغفران، فأساس المشكل ليس في الإيمان، وإنما في أساليب المؤمن ذاته، فمثلا، لا يمكن بأي حال للمؤمن اليهودي (الإسرائيلي على وجه الخصوص) أن يقتنع بالآخر ما لم يهدم الأسس التي قام عليها الفكر الصهيوني مثل التمييز العنصري والديني والاعتماد على اللاهوت، واعتناق أيديولوجية تتجاوز التاريخ. ففي خطاب الرباني (ألبو) نجد تصريحا واضحا يؤكد على أن الله أعطى اليهود كل قوة على خيرات الأمم ودمائهم، وتأسيسا على هذا المبدأ، فإن التلمود أباح لليهود السرقة والربا وغش الغريب – أي غير اليهودي – وقتل المخالفين والتمتع بنسائهم في جميع الأحوال أثناء الحروب والسلم معا.
ويقول كاتب يهودي آخر من أصول فرنسية عاش في القرن الثالث عشر إن تجارة البغاء بالأجنبي أو الأجنبية ليست إثما، لأن الشريعة براء منهما كما قيل: زرعهم من زرع البغال»، كما نجد إشارات واضحة تؤكد على «حق اليهود في انتزاع ملكية الأراضي من هذا أو ذاك المسيحي، لأن ممتلكات الآخر لا مالك لها مثل رمال البحر، وأول يهودي يستولي عليها عنوة يكون مالكها الأصيل «، لذلك فإن على شعب إسرائيل تملك أكبر جزء ممكن من الأراضي، بجميع الوسائل المشروعة وغير مشروعة لأن الأرض ومعها السماء لم يخلقا إلا إرضاء لإسرائيل.
بهذا المفهوم المتعالى تبرر إسرائيل اليوم اضطهادها للشعب الفلسطيني وتصفيتها له، وعلى هذا الأساس اخترعت إسرائيل ما يسمى بنظرية الفراغ حتى تقضي على الشعب الفلسطيني، وما من شك في أنه – كما يقول عبد الكبير الخطيبي – استعمار من نوع خاص : فهو لا يرمي إلى احتلال البلاد وإنما إلى إقصاء سكانها، إن الوعي المعرفي للفرد الإسرائيلي وعي عبري، يستمد تعاليمه من التلمود والشعائر الوسيطة، فهو يتغذى من أشباح الماضي على حد تعبير «دويتشر»، ولكي تتخلص الذات الإسرائيلية من هذه الأشباح عليها قبل السلام والشعارات الفضفاضة مسخ الأيديولوجية الصهيونية من الأساس، وتقويض فكرة الشعب المختار التي كونتها عن نفسها منذ زمن سحيق.
ومن جهة ثانية، نرى الديانة المسيحية التي اشتهرت بالرحمة والتسامح تقبل بشكل رسم (أثناء العصور المظلمة) خطابات رجال الدين الداعية للعنف، ففي مطلع العصور الوسطى قرر المذهب الكاثوليكي استنادا إلى دعوة توما الأكويني في تفعيل ما يسمى بـ (الحرب العادلة ضد الآخر (الهراطة، وظلت محاكم التفتيش تمارس في أوروبا ردحا من الزمن سلطتها الدينية على المخالفين من الشعوب كما حدث في الأندلس إبان جلاء المسلمين عنها 1492.
هذه الأمثلة البسيطة توحي بأن الدين هو الداعم الرئيس للإرهاب، لكن هذه النظرة تنقصها حسابات معرفية كثيرة تلحيل بمفهوم بول ريكور إلى ما يعرف بفلسفة الوجس المتمثلة في فصل المعنى عن الوعي مبينة أن المعاني أو الأحكام سواء أكانت متطرفة أو غيرها لا تصدر عن ذات سيكولوجية أو ترسندنتالية، وإنما تتولد في اللغة ومنظومات القرابة ومختلف المنظومات الرمزية، وأن الذات ليست فاعلا بقدر ما هي حصيلة مفاعيل.
بطبيعة الحال، لا يهمنا إخضاع كل شيء لقدرة العقل كما فعل ليبنتيس أو نجرد الألفاظ والمعاني ونرجع المعرفة إلى الذات المفكرة أو الكوجيتو الديكارتي، وإنما المهم هو نزع الطابع الكهنوتي عن التصورات التقليدية السائدة، فلو نظرنا- مثلا- إلى تعاليم الإسلام بمعزل عن تعليقات رجال الدين المتأثرة بالصراعات العرقية والتاريخية بين القبائل والشعوب المغلوبة، نلاحظ إلى أي مدى شوهت التأويلات المضادة النصوص الدينية وأخرجتها عن القصد، فالسلطة المخولة لتفسير الوحي سواء أكانت أفرادا أو مؤسسات انتجت تعاليم لم ينزل بها من سلطان، نذكر منها، على سبيل المثال، قتل المرتد، ورجم الزاني، وغيرهما من الأحكام التي أستند أصحابها على السنة دون الأخذ بالقرآن.
إن أعنف أشكال الغلو يمكن أن يكتشف في الذات المتطرفة، فأي إنسان يحكم على الأشياء من زاوية واحدة، يوصف بالتطرف وأحيانا بالراديكالية.. هذا مفهوم ظاهري معروف، أما المفهموم الباطني يكمن وراء الذات المنتجة للتطرف، ولتوضيح هذه الموضوعة الملتبسة، علينا أن نمثل لها، ففي ثقافة المذهب الشيعي لا يوجد فهم للحياة الإنسانية خارج النصوص المقدسة المتمثلة في الثقلين القرآن وعترة رسول الله، ومع اعتراف فقهاء الشيعة بالعقل والمنطق في تبيان الشريعة، إذ بدون حكم العقل لا يثبت صدق الوحي كما يقولون، إلا إن سلطة العقل عندهم مقيدة بمساحات معينة، لذا نجدهم يحددون مصير المسلم الشيعي في مدى الطاعة أو العصيان داخل منظومتهم الفقهية المتحيزة لمبدأ الإمام، حيث يُنتفى على الشيعي صفة الإيمان إذا ما أنكر ظهور الحسن العسكري « المهدي المنتظر» الذي سيملأ الأرض عدلا بعدما ملئت جورا وظلما.. هذه باختصار الرؤية التشريعية للإسلام الشيعي، الذي يضع إمامة علي وبنيه الأثني عشر مقابلا موضوعيا لدخول الجنة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحال، ما هي آلية الممارسة التي تبناها هؤلاء الفقهاء ؟ وكيف توصلوا إلى أحكامهم تلك ؟ يبدو أن التبسيطات الإركولوجية التي تندرج تحت مفاهيم الأولوية مثل القرآن ثم العترة( آل البيت) والأحاديث المتواترة في كتبهم (الكافي و بحار الأنوار) وغيرهما، هي أعلى تجليات الحكم الشرعي عندهم.
أما الكتب والروايات الأخرى لا يؤخذ بها لكون أصحابها غير معصومين، هذا الوضع ساعد على إنكار سلطة العقل على النصوص، وأزاح مفاهيم معرفية من قبل الاجتهاد والعقل والتجديد وغيرها، وخلق في الوقت ذاته فئة متطرفة تحكم على المخالفين بالكفر والإلحاد والردة، وتؤمن بأنها الفئة الناجية التي تدخل الجنة وفيما عداها في النار، هذه المشكلة لا نجدها لدى الشيعة فحسب التي غالت في حب آل البيت لدرجة الأنبياء، وإنما نجده في جميع الديانات، فمن أشكال المغالاة عند المسيح عقيدة الثالوث المقدس، لقد تفانى المسيحيون في حب المسيح حتى أصبح الرب، وكذلك الصوفية غالت في حب الله إلى أن شطحت وأنكرت علوم الظاهر. أما المعتزلة، الفرقة الإسلامية الوحيدة المشهورة بتحكيم العقل، غالت هي أيضا في مسألة تنزيه الذات الإلهية حتى وصل بها الأمر إلى القول بخلق القرآن.
وفي الختام، إن الذات الإنسانية، هي الباعث الرئيس للحروب والثورات بجميع الثقافات الإنسانية، أما الدين فهو واحد مثلما هو الرب واحد، الاختلاف يكمن في صاحب الدين، ومن هنا فلا يمكن أن يكون هناك تقدم إنساني وسلام عالمي دون وجود رغبة أكيدة للإنسان في قبول الآخر والاعتراف به على جميع الصعد الدينية والثقافية والإثنية تنفيذا لمبدأ (لا إكراه في الدين)، وهو شعار عالمي لكل دين.

كاتب ليبي

الغلو في الدين… نظرة عامة

حسن المغربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق