Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 20 يونيو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


متى وأين سيرد الحشد الشعبي على الغارة الإسرائيلية؟

Posted: 19 Jun 2018 02:32 PM PDT

أعلنت «هيئة الحشد الشعبي» العراقية أن قصفاً أمريكياً على أحد مواقعها قرب مدينة البوكمال، شرق سوريا، أسفر عن مقتل 22 وجرح 12 من أعضائها. وطالب البيان السلطات الأمريكية بتوضيح هذه الواقعة، «خصوصاً وأن مثل تلك الضربات تكررت طيلة سنوات»، وهدفها «تمكين العدو من السيطرة على الحدود».
من جانبه سارع النظام السوري إلى توجيه الاتهام إلى التحالف الدولي الذي «يعمد بين الفترة والأخرى إلى استهداف مواقع الجيش في محاولة يائسة لرفع معنويات التنظيمات الإرهابية المنهارة»، معتبراً أن «واشنطن تقدم مختلف أنواع الدعم لتنظيم داعش لمنعه من الانهيار والاستمرار في استثماره كأداة لإبقاء قواتها بشكل غير شرعي داخل الأراضي السورية».
والتحق بجوقة الاتهام موقع القاعدة العسكرية الروسية في مطار حميميم، على الساحل السوري، فأعلن أن «الغارة الجوية الغادرة» تتحمل مسؤوليتها «قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن»، وأنها «عمل عدائي يهدف إلى إفساح المجال لمقاتلي تنظيم داعش الإرهابي للتمدد في المنطقة من جديد».
لكن المفاجأة أتت من الجانب الآخر، حين نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمريكي مسؤول أن لدى الولايات المتحدة أسبابا للاعتقاد بأن الضربة كانت إسرائيلية، كما أعلن الكولونيل شون رايان المتحدث باسم التحالف الدولي أن «التحالف الدولي لم ينفذ أي ضربات بالقرب من البوكمال في سوريا، غرب نهر الفرات». وفي المقابل، كان رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد خلال جلسة مجلس الوزراء أن إيران «يجب أن تنسحب من كل أنحاء سوريا»، مشدداً على اتخاذ إجراءات «سواء كان قرب الحدود أو في عمق سوريا».
وهكذا فإن المؤشرات ترجح أن الغارة كانت إسرائيلية، وأن تقويض الوجود العسكري الإيراني في سوريا لا يعرف أي محرم في عقيدة الردع الراهنة التي يعتمدها نتنياهو. لقد تم قصف مواقع «حزب الله» وقوافل التسليح المتجهة من داخل سوريا إلى لبنان، كما استُهدفت وحدات «الحرس الثوري» الإيراني ذاتها في مناطق مختلفة، وحان الآن أوان استهداف الميليشيات الشيعية العراقية ذات الولاء الإيراني في أقصى شرق سوريا على الحدود مع العراق.
الجديد هذه المرة أن الطائرات الحربية مجهولة الهوية التي أغارت على منطقة «الهري»، حيث مركز قيادة إحدى مجموعات «الحشد الشعبي»، كانت على الأرجح تتمتع بتغطية روسية، في مستوى الإعلام على الأقل، بدليل ذر الرماد في العيون الذي لجأ إليه موقع قاعدة حميميم حين اتهم التحالف الدولي بتنفيذ الضربة.
كذلك لا يخفى على كل ذي بصيرة أن نتنياهو أعطى الأوامر بقصف «الهري» متكئاً على تفاهماته الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول «ضرورة خروج إيران من جميع الأراضي السورية» حسبما أعلن بنفسه، وأن النفي الأمريكي كان يتعمد إبلاغ إيران بأن الضربة إسرائيلية بالفعل، وقواعد الاشتباك لا تحدها حدود.
والسؤال الآن هو ذاته الذي يتكرر طرحه عند كل غارة إسرائيلية داخل العمق السوري: متى وأين يرد النظام، أو ترد إيران، أو ميليشياتها وأحزابها وحشودها؟

متى وأين سيرد الحشد الشعبي على الغارة الإسرائيلية؟

رأي القدس

الخيمة البيضاء للروائية ليانة بدر

Posted: 19 Jun 2018 02:32 PM PDT

أربع وعشرون ساعة كانت كافية لتنير لنا الروائية ليانة بدر، الحاضر الصعب، ولتقدم لنا جزءاً مهماً من التاريخ الفلسطيني المسكوت عنه. أربع وعشرون ساعة، هو الزمن الروائي الذي أعادت فيه الكاتبة مساءلة كل شيء بلا مواربة ولا قفازات بيضاء.
تبدو رواية الخيمة البيضاء (2016) كمرآة مشروخة داخلياً، تعكس الأشكال على غير ما هي عليه ظاهرياً، لكنها تعبير عنيف عن التشوهات الداخلية التي لحقت بالأفراد والجماعات والمؤسسات والأحزاب. من هنا، فشخصية نشيد، في الخيمة البيضاء، عالية الدلالة والرمزية، فهي أكبر من مجرد ناشطة تشتغل في منظمة دولية غير حكومية، لها قناعاتها، تعد كل شيء في بلدانها وتأتي لفلسطين فقط للتطبيق، بدون مراعاة خصوصية البلد وناسه. شخصية مثقلة بذاكرة فلسطينية ومقدسية خاصة.
يرتبط جزء من نشاطها بالشابة المتخفية في القدس، التي تطلب النجدة من عالم أصم، بسبب رفض عائلتها زواجها ممن تحب. عائلة تخاف من العار، وتنسى أنها تعيش في عار أكبر: الاحتلال. عندما تساهم في إنقاذ الفتاة المهددة، لا تذهب نشيد كممثلة لهيئة، ولكن كمواطنة لها أحاسيسها الخاصة تجاه القضية النسوية. على الرغم من أناقة رام الله، فهي ليست أكثر من سجن كبير بالنسبة لنشيد، ببؤسها المتخفي، وظلمها، ومعابرها.
تعيش بين هواجس حاضرها وقلقها، وعبثية الواقع، وخوفها على إبنها خالد الرافض بقوة للاحتلال ومظاهره. فهو يشعر كأنه سُرق منه شيء جوهري. وداخل عبثية الاحتلال وغطرسته، ينتهي الأمر باعتقاله بتهمة محاولة طعن جندي إسرائيلي. انشغالها على والدها الذي اختار المنفى خارج أسوار رام الله، كبير ويزيد من شططها. انعزل بعيداً عن المدينة محملاً بذاكرة وتاريخ شاخ معه. في هذا الوضع المغلق، يبدو الماضي في ذهنية نشيد، مغلفاً بالمثالية، بالخصوص من الانتفاضة الأولى التي شكّلت لها النموذج النضالي الأسمى، في الحياة وفي التحرر، بما في ذلك حرية المرأة وليس فلسطين فقط. كل شيء مترابط بقوة. ليست شخصية عاصي أيضاً، عادية؟ فقد عاد من المنفى محملاً بتاريخ ثقيل أصبح تهمة أكثر منه وساماً. فهو صورة عمن عادوا حالمين بلقاء مع وطن افتراضي، ونسوا أن جزءاً كبيراً من الأوطان يموت بفعل الغياب. لا هو عرف أهل رام الله، ولا هم قبلوا به. حتى زوجته لم تخرج من دوامة إثبات الذات والهوية، من خلال رحلات مكوكية تستنزفها، إلى القدس. هناك جيل آخر لا يعني له عاصي الشيء الكثير. احتل المدن وخلق لها منطقاً ليس دائماً صحيحاً. أصبح عاصي فجأة غير مرحب به، لأن العالم الذي خرج محملاً به لم يعد موجوداً اليوم. وإن وجد، فهو جد باهت.
هناك واقع قاس لم تعـــد الرومانسية الثورية كافية لفهمه. حتى إبنته بيسان لها عقليتها التي تجبره على الانصياع لها، لأنه لا خيار آخر له. انشغالاتها مختلفة، وطرقها النضالية تعتمد على هاجس الحرية من خلال فن الراب الذي يصل إلى الروح والقلب بسهولة، وبلغة بسيطة، أحسن من خطابات الأجيال الأولى، المتقنة الصنع ولكن لا يفهمها إلا القليل، لهذا فشلت في إقناع قطاعات كبيرة من الجماهير. لا قوة تمنع بيسان من التواصل مع صديقها وائل الذي يعيش في سجن أكبر، إسمه غزة. عالمان، الاختلاف بينهما ليس شكلياً، ولكنه يمس الجوهر. لم يبقَ أمام عاصي إلا المشي والمشي أبداً وفقاً لمقولة الحرب العالمية الثانية، أمش أو مت marche ou crève.
في كل رواياتها، اشتغلت ليانة بدر على فلسطين التي حوّلتها في نصوصها السجالية إلى موضوعة. مما يعني بالضرورة وضع جانباً، السياسة والأيديولوجية التي أثقلت النص الفلسطيني، كما أثقلت قبله الأدب المقاوم في الجزائر. هذا الوعي المتقدم هو الذي أنجب نجمة لكاتب ياسين، في الجزائر، وما تبقى لكم لغسان كنفاني في فلسطين حينما حوّل هذا الأخير فلسطين إلى موضوعة لغوية شديدة التعقيد الداخلي، من زاوية رؤى نقدية شجاعة.
من يقرأ روايات ليانة بدر ويتابع مشروعها الروائي، سيكتشف بسهولة التحولات التي حدثت في البنية الروائية المتحولة بالموازاة مع المجتمع الفلسطيني المتحول بدوره بقوة، على خلفية احتلالية شديدة العنف. تظل رواية الخيمة البيضاء، مشدودة إلى المكان، رام الله، وإن تشظت بقية الأمكنة وتحوّلت إلى مجرد ذاكرة، استدعاؤها لا يعيدها إلى الحياة. المسافة الفاصلة بين الخيمة البيضاء وبين الرواية الأولى بوصلة من أجل عباد الشمس (1979) طويلة، لكنها ليست في الأخير إلا محصلة لما قالته الرواية الأولى، التي تتبعت فيها ليانة بدر بدايات المقاومة التي لم تستطع حماية نفسها من بيروقراطية أصبحت في النهاية حقيقة مدمرة. من هنا، فالخيمة البيضاء غير منفصلة عن الماضي الروائي لليانة بدر.
فهي جزء من تاريخ تشكل حلقاته، حالات تحول تدريجي انتهت إلى وضعية اليوم، وهي وضعية شديدة الغرابة. فقد تحوّل الصراع ضد الاحتلال، إلى صراع فلسطيني ـ فلسطيني، داخل سجن كبير إسمه رام الله. فقد امتد الصراع إلى العائلة الواحدة حول الميراث، والأرض والحيطان القديمة. شرخ كبير في صلب المجتمع الفلسطيني بما في ذلك التنظيمات وفساد مؤسسات السلطة. هل هذا مآل فلسطين القضية؟ هو السؤال الأكثر خطورة الذي طرحته رواية الخيمة البيضاء؟ ولم توفر له إجابات وهي غير معنية بذلك، حتى ولو فتحت نوافذ صغيرة للأمل من خلال الأجيال التي تريد الحياة، ولها وسائلها النضالية مثل خالد وبيسان مثلاً. نستطيع طبعاً أن نسم هذا النص بالتشاؤم، لكن بالنسبة للذي يعرف فلسطين من الداخل، يدرك جيداً ما ذهبت إليه الرواية. تحوّل النضال إلى مجرد ذاكرة نقلها الشتات باتجاه رام الله، التي تجلت في النص كماكرو مجتمعي معبّر عن كل فلسطين، بعد اتفاقيات أوسلو.
وكأن ليانة تنبهنا إلى نهاية الصورة المثالية التي صنعها الفدائي والمقاوم والمخيم منذ الأربعينيات وربما منذ ثورة الثلاثينيات، التي لم تعد اليوم موجودة في مجتمع مقهور، خسر كل شيء، مقتول داخليا، ومتصارع في ما بينه على الأشياء الصغيرة، في مدن مغلقة تطوّقها الحواجز. المدن السجن. لا يمكن رؤية الخيمة البيضاء مفصولة عن مسار بكامله، هو مشروع ليانة الروائي، وحكي فلسطين روائياً، خارج المقدس السياسي أو النضالي. الوطنية استحقاق وليست نياشين توضع على الصدر. لقد نمط الاحتلال الشخصية الفلسطينية وحوّلها إلى شخصية مريضة بتاريخها. لا هي قادرة على الرجوع إلى المقاومة، ولا قادرة على حماية نفسها من مغريات الاستقلال الذي ليس إلا وهماً جميلاً. ما الفارق في النهاية بين المقيم والعائد، في معتقل كبير إسمه المدينة؟ بهذه الرواية، كسرت ليانة بدر فكرة النموذجية المثالية والقداسة الفلسطينية، وحوّلت القضية إلى تجربة إنسانية آن الأوان لإعادة قراءتها.

الخيمة البيضاء للروائية ليانة بدر
فلسطين من القداسة إلى التجربة الإنسانية:
واسيني الأعرج

السعودية تخلي مواقعها الإعلامية في اسبانيا لإيران ونجوم العرب يشجعون البرازيل… والمغاربة يستعينون بالحيوانات والحشرات لدعم فوز منتخبهم

Posted: 19 Jun 2018 02:32 PM PDT

في خطوة غير مفهومة ومفاجئة تنسحب قناة «قرطبة» الممولة من السعودية، وتقرر إغلاق شاشتها في إسبانيا، بعد أكثر من ست سنوات على اطلاقها، ما يفسح المجال لتسيد قناة «هيسبان تي في» الإيرانية المنافسة، التي تبث باللغة نفسها.
المعلومات تشير الى أنه تم تسريح جميع العاملين في الشهر الماضي، وأصبح مقر قناة «قرطبة» في ضواحي مدريد فارغاً، كما لا يجري تجديد الموقع الرقمي للقناة.
السؤال المطروح هنا، لماذا تفشل المحطات الممولة من بعض دول الخليج في العالم وتُهزم بدل أن تشكل جسرا واصلا للسياسة والاقتصاد والثقافة في وقت نحن في أمس الحاجة لها؟ ولماذا يبقى نَفسُها قصيرا ما يلبث أن ينقطع، فهل هو قُصر نظر وتقصير في الاستراتيجيا والتخطيط، أم هناك أسباب أخرى مجهولة؟
يبدو أنه لا يمكن فصل إغلاق هذه القناة عن السياسة الجديدة لولي العهد محمد بن سلمان، الذي يرغب في إعطاء صورة مختلفة عن السعودية، كونها لم تعد مصدر تصدير نسخة متطرفة من الإسلام. هذا إذا علمنا أن السعودية كانت قد أغلقت مركزاً ثقافياً في المانيا تطبيقاً لهذا التوجه الجديد. وكما هو معروف فإن مؤسسة «رسالة الإسلام»، التي تشرف عليها عائلة الفوزان السعودية كانت قد بدأت مغامرة القناة باللغة الإسبانية.
هذا الانسحاب يخلف ارتياحاً، سواء في المغرب أو إسبانيا، لأن سلطات مدريد لم تنظر بعين الارتياح لخطاب القناة التلفزيونية، نظراً لمضمونه الديني المستوحى من الوهابية. كما لم يبد مسؤولون مغاربة ارتياحا للقناة مخافة على الجيل الثاني من المهاجرين المغاربة، الذين قد يتأثرون بالخطاب الوهابي، الذي ساهم في تطرف بعض أبناء الجالية.
لكن للمفارقات السياسية والإعلامية كان قد تم تدشين قناة «قرطبة» في السنة نفسها التي جرى فيها افتتاح قناة «هيسبان تي في» الإيرانية عام 2012، حيث كان بينهما وما زال سباق لغزو الجاليات المسلمة الناطقة بالإسبانية، وكذلك مواطني الدول الناطقة بهذه اللغة الذين ينتشرون في قارات العالم.
واذا كانت «هيسبان تي في» أعطت حيزاً هاماً للخطاب السياسي الإيراني، وهو ما لم تنجح فيه قناة قرطبة، التي كانت نسخة من القنوات الدينية الإسلامية العربية، مما جعلها دون تأثير.
ونسأل هنا، هل انتشار القنوات الغنائية والراقصة الموجهة الى الدول العربية أكثر أهمية واستراتيجية من مخاطبة شعوب العالم بلغة عصرية، وما هو السر الذي يسمح لإيران بهزيمة بعض الدول الخليجية الغنية إعلاميا في أوروبا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، ولماذا لا يصار الى الإسراع بانشاء قنوات موجهة الى الصين والهند وأمريكا اللاتينية قبل فوات الأوان، جريا على نجاح تجربة شبكة «الجزيرة» في أصقاع العالم؟

نجوم الفن منقسمون حول الولاء لمنتخب البرازيل على حساب المنتخبات العربية

يبدو أن هوس الكرة والمونديال يصيب كل شيء هذه الأيام، ونجوم الفن في العالم والعالم العربي ليسوا استثناء، ورغم أن معظم الفنانين العرب ينشطون على وسائط التواصل في دعم المنتخبات العربية، إلا أن الهوس التاريخي بالبرازيل ومنتخب السامبا، يطغى على كل شيء الآن.
فقد كشف النجم السوري جورج وسوف في مقابلةٍ مع تلفزيون «الجديد» اللبناني أنه يشجّع البرازيل. وهذا ما أعلنه المطرب اللبناني رامي عياش بأنه يشجّع راقصي السامبا منذ أن كان شاباً.
وكذلك يدعم الممثل السوري قيس الشيخ نجيب والمغنية اللبنانية نانسي عجرم والممثلة اللبنانية سيرين عبد النور منتخب السامبا أيضاً.
فيما يتباهى ملحم زين أنه من مؤيّدي البرازيل منذ فترة طويلة. وتمتلئ وسائط التواصل بالكثير من التندر والتفكه حول نتائج الفرق العربية في المونديال، وازدهرت روح النكتة بشكل غير مسبوق حول أداء المنتخب السعودي.
ويتمّ التداول بأن المغني الإماراتي حسين الجسمي يشجّع البرازيل، ما يثير عشاق المنتخب المنزعجين من ارتباط اسمه بالأحداث الكارثية، وكذلك ينطبق الأمر أيضاً على المطرب اللبناني راغب علامة، فما أن انتشر خبر دعمه للأرجنتين، حتى بدأ مشجّعو منتخب التانغو يفقدون أملهم بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم. ويطالب المشجعون الفنانين بتغيير رأيهما، حتى يحالف الحظ منتخب الأرجنتين والبرازيل.

المغاربة يستعينون بالحيوانات لمعرفة حظوظ فريقهم

يبدع الأشقاء المغاربة هذه الأيام في كل شيء، ليس فقط عن طريق وصولهم الى مونديال بطولة العالم، بل أيضا في استقراء فرص فوز منتخبهم بطرق فريدة.
فقد أصبحت حيوانات المغرب وطيوره تنافس القط الروسي الأصم «أخيل» والأخطبوط «بول» الإنكليزي – الألماني على توقع نتائج المنافسات من خلال أشرطة يبثها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يتوقعون خلالها نتيجة مباراة المنتخب المغربي مع نظيره البرتغالي التي ستجرى اليوم الأربعاء.
وتتنوع الحيوانات، التي تتم الاستعانة بها بين السلاحف، والحمير، والقطط، والهامستر، إلى الحشرات والزواحف والطيور في محاولة لبعث أمل بين عموم مناصري المنتخب المغربي في قوالب من الدعابة.
فهل تصدق هذا التنبوءات التي يميل أغلبها الى فوز المنتخب المغربي على نظيره البرتغالي؟ نأمل ذلك.

كاتب سوري من أسرة «القدس العربي»

7gaz

السعودية تخلي مواقعها الإعلامية في اسبانيا لإيران ونجوم العرب يشجعون البرازيل… والمغاربة يستعينون بالحيوانات والحشرات لدعم فوز منتخبهم

أنور القاسم

ثقافة وهم القوة

Posted: 19 Jun 2018 02:31 PM PDT

تتشكل ثقافة القوة، عند أمة ما متى أحست بأنها متفوقة، بالقوة وبالفعل معا، على غيرها من الأمم والشعوب. وتسعى إلى بسط هيمنتها على غيرها بالحرب أو بالسلم، وذلك بهدف إدامة قوتها وفرض وجودها. يبرز هذا التفوق من خلال المقومات التالية: دولة مركزية قوية، وأيديولوجيا قادرة على الاستقطاب، وبنية اقتصادية متينة، ومعرفة متطورة.
توفرت كل هذه المقومات، في مرحلة ما بعد الاستعمار، لأمريكا، بعد أن فقدت أوروبا قوتها التي كانت تتوفر عليها قبيل الحرب الثانية، لذلك يمكن اعتبار المعنى الحقيقي للعبارة المتداولة حول «ما بعد الاستعمار» غير دالة على انتهاء زمن الاستعمار، ولكن على اتخاذه وجها جديدا مع بروز «القوة» الأمريكية التي ترمي إلى فرض هيمنتها على العالم. وما الحرب الباردة سوى نموذج للصراع بين قوتين انتهى لفائدة أمريكا.
نقيض ثقافة القوة ليس ثقافة الضعف كما يمكن أن يعتقد. فمن طبيعة الفرد الإحساس بالأنا، والتفوق على الغير، مهما كانت طبيعة تلك الأنا، أو وضعها الجسدي أو الذهني، حتى إن كان واهنا. وكذلك المجتمع والوطن، فمن طبيعة علاقة الفرد بهما، إلى جانب الإحساس بالانتماء، يطغى عليه الشعور بالافتخار بهما مهما كان وضعهما. وقد كرس الجاحظ رسالة في حب الأوطان تجلي تلك العلاقات.
إن نقيض ثقافة القوة هو «ثقافة الوهم بالقوة». فمهما كانت الحالة الواقعية لأي فرد أو مجتمع، يظل يدعي كل منهما أنه في حالة تسمح له بالإحساس بأنه أفضل من غيره، أو أنه متميز عنه، إما باستدعاء عرقه، أو تاريخه، أو أيديولوجيته. من يحس بامتلاكه ثقافة القوة، بالفعل، يعمل على إدامتها، بقوة العقل، وتطوير معرفته باستمرار للحفاظ على مكانته، مستغلا ضعف غيره لإبقائه في نطاق تبعيته له. ومن يدعي ثقافة الوهم بالقوة يتصرف بما تمليه عليه الأحاسيس والأهواء، وقصارى ما يمكنه القيام به، وهذا أكبر الوهم، هو اطمئنانه إلى أن قوة علاقته بمن يمتلك ثقافة القوة يمنحه قوة ما، ومنه يستمد بعض مقومات وجوده. لا حصر لما يمكن تقديمه من أمثلة، من التاريخ المعاصر، على قوة أمريكا. ويكفي مثال الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الذي ألمح فيه بوش إلى أن العالم إما أن يكون مع أمريكا أو ضدها. وأمريكا القوية قادرة على التصدي لكل من يعاكس إرادتها، وإرادةَ إسرائيل التي كنا نسميها ربيبتها. وإذا كانت إسرائيل وليدة الاستعمار القديم، فإن الاستعمار الجديد هو من يتولى تحصينها، لأن في ذلك استمرارا لفرض هيمنته على الشرق الأوسط قطب العالم الحديث.
تستمد ثقافة القوة مكانتها الأساسية من امتلاك العلم والتكنولوجيا والمعرفة العلمية، إلى جانب المقومات المذكورة. أما ثقافة الوهم بالقوة فوليدة العواطف والانفعالات والأهواء، لأنها لا تتأسس على ركيزة المعرفة بالعصر أو امتلاك ما يجعلها قادرة على الانخراط فيه. ظل هذا التمايز بين الثقافتين منذ أن هيمنت أوروبا وبعدها أمريكا، وهو مستمر إلى الآن. ويبدو ذلك جليا في هذا الوقت، والعالم يعيش على وقع ما يسميه الإعلام «العرس الكروي»، وهو في الواقع ليس سوى «حرب عالمية» تتخذ بعدا لعبيا مقبولا. وليست الحرب سوى لعب الافتخار بالقوة. ما الفرق بين «الجلادياطور» الروماني الذي كان يقابل خصمه، ويومئ بإبهامه إلى الأسفل، أمام جمهور ينقسم بحسب اللاعبين المتحاربين، وبين الجماهير في ملاعب كرة القدم وغيرها من الرياضات، التي تُستنزف فيها الأجساد باسم «الروح» الرياضية؟ ما الفرق بين مدرجات المصارعات القديمة، ومدرجات كرة القدم؟
هل كان من الممكن للمغرب أن يفوز ملفه القوي أمام أمريكا ترامب؟ قراءة بسيطة لاستراتيجية أمريكا القوية، تؤكد أنها غير قابلة لأن تنافس، وأن كلمتها لا تنزل إلى الأرض. وما الوقاحة التي ظل يتوعد بها ترامب معارضيه على المستوى العالمي سوى خير دليل على ذلك. وكل الذين صوتوا لفائدة الملف الأمريكي كانوا واهمين بأن ذلك سيجعلهم ينالون حظوة القوة الأمريكية، التي لا يمكن أن تحظى برضاها سوى إسرائيل فقط.
فبعد العراق وسوريا جاء دور إيران، وبعدهما معروف؟ والبقاء لإسرائيل.
لقد وظف الاستعمار القديم العرب والمسلمين ضد العثمانيين، ورسم خريطة الدول العربية بين أطرافه بالتراضي، وحسب مصلحته الخاصة لإدامة التبعية. وجاء الاستعمار الجديد ليكرس الواقع عينه مستغلا أي فرصة لممارسة التفرقة بين العرب والمسلمين، ولا فرق في ذلك بين السياسة والاقتصاد والرياضة والثقافة أيضا. إن من يشجع الطائفية والعرقية باسم حقوق الإنسان والديمقراطية لا يرمي من وراء ذلك سوى تكريس «ثقافة الوهم بالقوة».
إن امتلاك ثقافة القوة عند العرب والمسلمين، أيا كان اتجاههم السياسي والثقافي، رهين بالدفاع عن السلم ضد الحرب، وممارسة حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون الغير إلا بالمساعدة والتآزر، وتجاوز التحاقد. وقبل ذلك بمعرفة العدو الحقيقي والدائم، وعدم خوض الحروب بالوكالة. ولكي يتحقق ذلك لا بد من الاهتمام بالعلم والمعرفة العلمية، والانخراط في العصر عن طريق إشراك الشعوب في الحياة السياسية.
بسيادة ثقافة وهم القوة تتكرس الحروب والانقسامات والتبعية.

٭ كاتب مغربي

ثقافة وهم القوة

سعيد يقطين

استقبال خاطف لنتنياهو في عمان بدون «رواية محبوكة»… والحكومة «خارج التغطية»

Posted: 19 Jun 2018 02:31 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: لا يمكن حساب المشهد ضد حكومة طازجة تشكلت للتو.. بنيامين نتنياهو يحضر إلى عمان بسرعة ويغادرها والحكومة الجديدة برئاسة الدكتور عمر الرزاز تظهر على الأقل أمام الرأي العام والإعلام بأنها «لا تعلم شيئاً» عن الزيارة وما حصل فيها.
ذلك مكرر ومألوف في كل حال فمثل هذه المناقلات والمناورات السياسية تدار من خلية صغيرة وفي مسار أمني وبمعرفة شخص واحد في الحكومة أحياناً وهو وزير الخارجية أيمن الصفدي أحد المكروهين في مقايسات اليمين الإسرائيلي. فالوزارة الجديدة تشكلت حديثاً وبسبب عطلة العيد لم تعقد إلا إجتماعاً واحداً فقط قبل زيارة نتنياهو التي هوجمت بقسوة من وسائط التواصل والرأي العام.
بدا ملموساً ان الحكومة لا يوجد عندها «رواية محبوكة» للحدث المثير يمكن ان تقدمها للجمهور. وأغلب التقدير ان رئيس الوزراء الجديد يمرر ذلك لكن قد لا يقبله لاحقاً فهو على الأقل من الشخصيات التي تريد ان تكون في الصورة وجزء من الإصلاح الهيكلي الذي يتحدث عنه الجميع مرتبط بوضع الحكومة في الصورة في الملفات السياسية الحساسة.
ما حصل على هامش زيارة نتنياهو الخاطفة يصلح مبكراً لتحذير الناطق الرسمي باسم الحكومة وهي الإعلامية والصحافية المعروفة جمانة غنيمات من ان التعهد بالحقيقة وحق المعلومة قد يبدو متسرعاً لأن الملفات الاقليمية الحساسة اصلاً عابرة للحكومة حتى عندما تكون «إصلاحية أو إنقاذية».
معركة غنيمات تحديداً شرسة فهي تحتاج لأن تضعها المؤسسات الشريكة بصورة «التمكين المعلوماتي» حتى تستطيع تقديم روايات للرأي العام عن ما يجري. وذلك يحتاج لاختبار الآن خصوصاً وان الوزيرة تعهدت مثل رئيسها الرزاز بالشفافية و»اللعب على المكشوف».
عدم وضع الحكومة بالصورة عندما يتعلق الأمر بزيارة نتنياهو حصرياً عنصر إيجابي في حسابات الرزاز إبن العائلة المناضلة العريقة.
لكن الوضع شعبياً وفيما تستعد الحكومة لحزمة قرارات «شعبية» لإعادة جمع المنفلت من الغطاء الشعبي كان مرهقاً لأن الحكومة لم تقدم رواية تخصها حول زيارة نتنياهو من حيث الأسباب والنتيجة بعد اربع سنوات من القطيعة والتأزيم مع الرجـل وحكومـته.

غياب عن الصورة

أفضل ما حصل مع الرزاز نسبياً أنه لم يظهر هو أو أي من رموز حكومته في أي صورة لها علاقة بزيارة نتنياهو لعمان فتلك رسالة في غاية السلبية على الصعيد الشعبي الذي يؤمن بصورة مطلقة بأن استقبال نتنياهو له علاقة بـ «صفقة القرن» التي يرتاب فيها الأردنيون.
لكن حتى ذلك لا يخفي الوقائع كما حصلت فالقصر الملكي الأردني وبصعوبة بالغة جداً وافق وبعد تردد على استقبال نتنياهو.
وخلال الاتصالات التحضيرية حذر الطاقم الأردني من أن إستقبال نتنياهو في عمان وبزيارة معلن عنها مشروط تمامًا بأن يقدم شيئاً للجانب الأردني وبأن تعلن الزيارة بالتنسيق المشترك وبالتزامن منعاً لأي إحراج.
حاول نتنياهو «تكبير» مستوى الزيارة واصطحاب مستشار إعلامي وشخصيتين من حكومته وجاء الرد الأردني بالرفض المطلق وعلى أساس ان الزيارة لن تصبح سياسية ورسمية وستكون سريعة ومقتضبة وينبغي أن تصدر عنها التزامات إسرائيلية بخصوص ثلاث مسائل حصرية على ان يحضر مع نتنياهو مدير الاستخبارات فقط.
لذلك حمل البيان الذي اعقب الزيارة أردنيًا على الأقل إقراراً إسرائيلياً تم حشره في خاتمة النص الخبري عن إلتزام إسرائيل بأن «لا يتغير الوضع في القدس ورعاية مقدساتها» وهو أمر يعني الاعتراف بالوصاية الهاشمية ودورها كما تضمن نصاً عن السلام وعن وقف التعقيدات الإسرائيلية في وجه التجارة الأردنية مع الضفة الغربية.
وزير الإعلام الأردني الأسبق محمد مومني وفي آخر لقاء له مع «القدس العربي» قبل رحيل حكومته قال أن الوصاية الهاشمية مسألة أصلا غير خاضعة للنقاش حتى عندما يحاول نتنياهو الشغب عليها.
شرح المومني: الأمريكيون ومعهم مؤسسات العمق الإسرائيلي يعرفون ذلك جيداً.
سياسياً من الواضح ان عمان رفضت اي تحرك من أي نوع قبل إعادة إنتاج المشهد الذي رسمه سابقًا الأمريكي جاريد كوشنر عندما أحرجها بتصريح قال فيه بأن الوصاية لإسرائيل حصرياً على كل ما في القدس.

انتقادات لاذعة

مصدر مطلع أبلغ «القدس العربي» بان عمان وافقت على «عبور نتنياهو» على أساس شرط واضح أن يصدر منه إلتزام ينسف ما قاله كوشنر بخصوص إستثناء الوصاية الهاشمية تحديداً وهو ما حصل.
ومن المرجح ان المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية دفعت بقوة في اتجاه إجبار نتنياهو على عدم الاسترسال في «إقلاق» الشريك الأردني.
والأهم ان استقبال نتنياهو في عمان وبعد تردد ووسط انتقادات لاذعة شعبياً لا ترحب به سبق بساعات زيارة كوشنر ورفيقه غرينبلات للعاصمة الأردنية حيث يتراكم الشعور بأن لحظة الحقيقة التي تحمل إسم «صفقة القرن» محتملة قد اقتربت.
الملك عبدالله الثاني كان قد لمّح قبل خمسة أسابيع إلى ان إستحقاقاً إقليمياً ضخماً سيبرز في شهر حزيران… الملموس عمليًا ان هذا الاستحقاق اقترب فعلاً وبدأ مع زيارة نتنياهو المريبة سياسياً وشعبياً وقد تكتمل المفاوضات حوله بزيارة كوشنر وغرينبلات.
بالنسبة لوزير البلاط الأردني الاسبق لا يوجد اي تعريف بعد لما يسمى بـ «صفقة القرن». وفي مقايسات المحلل البارز عدنان أبو عودة المسألة تختص بترتيبات «إقليمية» لها علاقة بالإنسان والسكان وليـس بالأرض.
على الهامش نفسه ثمة من يتصور اليوم أن «هندسة» المشهد الأردني الذي خطف الاضواء طوال الشهر الماضي إعتباراً من احداث «الدوار الرابع» ثم إسقاط حكومة هاني الملقي وتعيين حكومة الرزاز خطوة لها علاقة جذرية بالجزء الأردني من مهام وواجبات ما تعارف على تسميته الجميع بصفقة القرن.
على الأقل مزاج الشارع الأردني اليوم يشعر بذلك بدليل عاصفة التعليقات الالكترونية التي سارعت وفوراً للربط بين قرارات شعبية إقتصادياً اعلنها الرزاز الثلاثاء فعلاً وبين قرب استحقاق صفقة كوشنر والقرن بالتزامن مع استقبال الخصم الأبرز للمؤسسة الأردنية بنيامين نتنياهو.

استقبال خاطف لنتنياهو في عمان بدون «رواية محبوكة»… والحكومة «خارج التغطية»
الشارع يترقب بحذر «الحصة الأردنية» من «صفقة القرن» ونسخة جديدة من كوشنر
بسام البدارين

400 مقاتل لـ «حزب الله» والحرس الثوري في «مثلث الموت»

Posted: 19 Jun 2018 02:30 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: كشفت موقع «نبأ» الخاص بأخبار محافظة درعا، عن معلومات خاصة، تشير لتواجد أكثر من 400 مقاتل من حزب الله اللبناني، وقيادات عسكرية من الحزب والحرس الثوري الإيراني، في منطقة مثلث الموت أقصى شمالي درعا. وأوضحت المعلومات، أن مقاتلي حزب الله انخرطوا بشكل سري في صفوف قوات النظام، وأخفوا أي معالم تثبت تواجدهم من الشعارات والرايات والسيارات الخاصة، وتوزعوا على سبع نقاط رئيسية في المنطقة الممتدة من شمال مدينة الصنمين شمال درعا إلى مدينة البعث في القنيطرة.
وقبل نحو أسبوع بدأت قوات الميليشيات في التوافد إلى الجبهة الشمالية برفقة أرتال للفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري، معظمهم قدم من منطقة جنوب غربي دمشق، ضمن حافلات وآليات تحمل أعلام النظام السوري، وفق المصدر. الناشط السياسي السوري درويش خليفة، يعتقد بأن النظام السوري بدأ يشعر بخطورة الوضع في الجنوب، لذلك تم ارسال تعزيزات جديدة للمنطقة، وبذات الوقت بهدف استفزاز إسرائيل بإعادة تموضعه بالقرب من حدودها الشمالية.
وهذا ما يجعلنا، وفق المصدر، نعود بذاكرتنا خلال السبع سنوات السابقة، حيث كلما كان يتم تحريك (العملية السياسية) يقوم النظام بفتح جبهات جديدة، ليتفرغ المجتمع الدولي للحديث عن الوضع الانساني الذي ينتج عن العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام وحلفاؤه الطائفيون وبضوء أخضر روسي.
درويش، قال لـ «القدس العربي»: اعتقد أن الأمريكان لن يجلسوا مكتوفي الايدي حيال الجبهة الجنوبية، والإسرائيليين كذلك الذين يرون ولاء القوات القادمة باتجاه الجنوب لإيران. وحتى ثوار المنطقة الجنوبية باتوا يمتلكون الخبرة الاستراتيجية بالتعامل مع جيش الاسد وحلفائه، حيث استطاعوا تحرير مناطق واسعة هناك، علماً أن المنطقة كانت عبارة عن سلسلة عسكرية بحكم قربها من الحدود مع إسرائيل.

400 مقاتل لـ «حزب الله» والحرس الثوري في «مثلث الموت»

منظمة حقوقية تستهجن التعاطي المغربي مع قضية التحرش الجنسي بالعاملات المغربيات في اسبانيا

Posted: 19 Jun 2018 02:30 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : عبّرت منظمة حقوقية مغربية عن استهجانها لـ»فضيحة» الاستغلال والتحرش الجنسي للعاملات الموسميات المغربيات في حقول جني الفراولة بإسبانيا، وعن استيائها من التعاطي الحكومي مع الفضيحة، داعية الحكومة المغربية إلى تغيير سياستها في مجال التشغيل بما يضمن الكرامة لمختلف العاملات والعمال داخل الوطن وخارجه.
واعتبرت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، في بيان أُرسل لـ«القدس العربي» أن تخبط وزارة الشغل والإدماج المهني، وإصدارها لأكثر من بلاغ وتصريح حول الموضوع، بين النفي والتأكيد والتكذيب والتشكيك، مؤشر سلبي حول مدى فهم مسؤولي الحكومة للدور المنوط في مجال تنظيم ومراقبة سوق الشغل، ويؤكد عدم استيعابها لرمزية التغيير الذي لحق تسمية الوزارة، من وزارة التشغيل إلى وزارة الشغل.
وأكد البيان، أن ما تضمنه توضيح الوزارة من إشارة إلى ما صرح به الوزير بكون أن هذا يقع في المغرب أيضا، يشكل تطبيعا مع الانتهاكات التي تتعرض لها الطبقة العاملة المغربية خاصة فئة العمال الزراعيين، ويطرح أكثر من علامة استفهام حول نجاعة المخطط الوطني للتشغيل المعلن عنه مؤخراً والمتعلق بإحداث ما مجموعه مليون ومائتا ألف منصب شغل، ومدى مراعاته لمفهوم العمل اللائق.
وعبّر البيان عن استياء العصبة «من الطريقة التي يتم عبرها تدبير ملف تشغيل المواطنات والمواطنين المغاربة في الخارج»، لأنها «لا تراعي المبادئ والحقوق الأساسية للأجراء، بقدر ما تهتم بالكم وحجم مناصب وأيام الشغل التي توفرها الاتفاقات الثنائية المبرمة في إطار عمليات التعاون الدولي، وكأن اليد العاملة المغربية أضحت مجرد سلعة يتم تداولها في إطار أسواق حرة للمتاجرة بالبشر»، وإن هذا «ضرباً مباشراً لكل المواثيق الدولية المؤطرة لحقوق الأجراء المهاجرين وعلى رأسها الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم، المعتمدة من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة والمصادق عليها من طرف الدولة المغربية والمنشورة في الجريدة الرسمية».
وقال رئيس العصبة، عبد الرزاق بوغنبور، لـ «القدس العربي» إن « ملف تشغيل المواطنات والمواطنين المغاربة في الخارج، لا يراعي المبادئ والحقوق الأساسية للأجراء، وكأن اليد العاملة المغربية أضحت مجرد سلعة يتم تداولها في إطار أسواق حرة للمتاجرة بالبشر. وهذا يعد ضرباً مباشراً لكل المواثيق الدولية المؤطرة لحقوق الأجراء المهاجرين وعلى رأسها الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم، المعتمدة من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة».
واعتبر أن تأخر الدولة المغربية في المصادقة على اتفاقيتي العمل الدوليتين رقم 97 بشأن العمال المهاجرين، و143 بشأن الهجرة في أوضاع اعتسافية وتعزيز تكافؤ الفرص والمعاملة للعمال المهاجرين، يعتبر تهربا غير مبرر من الالتزامات الدولية للمغرب، تجاه العمال المهاجرين والوافدين على السواء، وغطاء لتبرير معاملة بلدان الاستقبال بالمثل للعمال المهاجرين المغاربة في الخارج.
وتقدمت أكثر من عشرين عاملة في حقول الفراولة في منطقة «هويلفا» بشكايات، لدى الحرس المدني الإسباني ونقابة العمال والعاملات بالأندلس، في حين أقدمت جمعيات حقوقية إسبانية على إجراء تحقيقات ميدانية أسفرت عن تبنيها عشرات الشكايات.
وأفادت وزارة الشغل، أنه « تم توقيف شخصين على خلفية الاعتداء الجنسي الذي طاول العاملات المغربيات في إسبانيا». وقالت عقب لقاء جمع وزير الشغل، محمد يتيم، والسفير الإسباني في الرباط ريكاردو ديز هوتشليتنر، مساء الإثنين، أن الموقوفين إسبانيان، و»تم الإفرج عنهما في ما بعد إلى حين استكمال المسطرة (الإجراءات القانونية)، و5 آخرون لا يزالون قيد التحقيق»، وأن «الحرس الإسباني استمع إلى نحو 800 امرأة مغربية، وأسفرت الأبحاث التي أجريت عن تسجيل 12 حالة محاولة تحرش ترجع المسؤولية فيها إلى 7 أفراد، 4 منهم مغاربة و3 إسبان»، مشيراً إلى أن «حالات التحرش الجنسي التي طاولت العاملات المغربيات في إسبانيا ، تبقى حالات معزولة جداً».
وشددت الوزارة أنها «عازمة ، بمعية الجهات الحكومية المغربية والاسبانية، على مواصلة تتبع التحقيقات الجارية من قبل السلطات الإسبانية في موضوع التحرشات المنسوبة لبعض الأشخاص بحق بعض العاملات، والتعاطي مع نتائجها بكامل المسؤولية». وحذرت من «بعض المبالغات في تناول الموضوع ومن تعميم صورة نمطية على عملية تشغيل العاملات الفلاحيات الموسميات في الحقول الإسبانية ووقعه على صورتهن بصفة خاصة وعائلاتهن بصفة عامة». وجددت دعوتها إلى كافة العاملات الزراعيات في الحقول الإسبانية بضرورة التبليغ عن كل حالة تحرش أو سوء معاملة قد تعترضهن من أجل التدخل السريع.
واتفقت مجموعة من الفرق البرلمانية من الغالبية والمعارضة، على أن تتقدم بطلبات دراسة موضوع وضعية العاملات في حقول الفرولة بالديار الإسبانية، وهو ما تم قبوله وبرمجته، بحضور المسؤول الحكومي المكلف بقطاع الشغل الذي ارتفعت الأصوات المطالبة بإقالته على خلفية غياب تحرك حكومي في الموضوع.

منظمة حقوقية تستهجن التعاطي المغربي مع قضية التحرش الجنسي بالعاملات المغربيات في اسبانيا

فاطمة الزهراء كريم الله

إشارات متضاربة من واشنطن لأنقرة… سفير أمريكي جديد برتبة «خبير» وتعاون لافت في منبج سبق بساعات «فيتو» على صفقة طائرات 35-F

Posted: 19 Jun 2018 02:29 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: ​ لم تمر ساعات قليلة على بدء تطبيق «خارطة الطريق» وانتشار القوات التركية في محيط مدينة منبج السورية بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية حتى صادق مجلس الشيوخ الأمريكي على منع بيع أنقرة طائرات 35-F، في خطوات متضاربة أعادت التعقيد إلى طبيعة العلاقات المتوترة بين الحليفين الهامين في حلف شمال الأطلسي «الناتو».​
هذه التطورات المتسارعة جاءت بالتزامن مع تعيين الإدارة الأمريكية سفيراً جديداً لها في العاصمة التركية أنقرة بعد 8 أشهر من فراغ المنصب عقب انتهاء أعمال السفير السابق في ذروة الخلافات بين البلدين، وسط تركيز تركي كبير على أهمية السفير الجديد الذي يوصف بـ«الخبير» في شؤون الشرق الأوسط لا سيما فيما يتعلق بالأوضاع بسوريا والعراق.​
والاثنين، بدأ الجيش التركي رسمياً بتطبيق أولى مراحل الاتفاق الذي تم توصل إليه مع واشنطن والمتعلق بتنفيذ «خارطة طريق» لسحب الوحدات الكردية من مدينة منبج شمالي سوريا ونشر قوات تركية وأمريكية في المدينة قبيل تشكيل مجلس محلي يمثل التركيبة الديموغرافية للمدينة، وهو ما اعتبر بمثابة اتفاق إعادة بناء الثقة بين الجانبين بعد أشهر من الخلافات الحادة وإعلان أنقرة رسمياً «انهيار الثقة تماماً مع واشنطن».​
البدء الفعلي بتطبيق إجراء مشترك ضد الوحدات الكردية في شمالي سوريا كان بمثابة بارقة أمل لأنقرة باحتمال حصول تغير لافت في الموقف الأمريكي وسياسات واشنطن اتجاه تركيا لا سيما فيما يتعلق بالملف السوري، وأدى إلى موجة تفاؤل غير مسبوقة ظهرت بشكل واضح في تصريحات كبار المسؤولين الأتراك والمحللين على الفضائيات التركية.​
وما أعطى دافعاً أكبر لمزيد من هذا التفاؤل تأكيد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، الثلاثاء، أن واشنطن أبلغت أنقرة بمعلومات حول قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي، بفتح تحقيقات «تتعلق بتنظيم غولن الإرهابي في حوالي 20 ولاية أمريكية»، وهي خطوة عملية أولى في هذا الاتجاه للإدارة الأمريكية التي رفضت في السابق اتخاذ أي إجراءات عملية ضد التنظيم وزعيمه المقيم في ولاية بنسلفينا الأمريكية رغم اتهامه بتدبير وقيادة محاولة الانقلاب في تركيا.​
لكن حالة التفاؤل هذه والتي لم تستمر إلا لساعات قليلة، سرعان ما تعرضت لانتكاسة كبيرة عقب مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي، مساء الاثنين، على مشروع لميزانية الدفاع لسنة 2019، ينص على منع بيع مقاتلات الجيل الخامس «35-F» لتركيا، وذلك ردا على عزم أنقرة شراء صواريخ «S ـ 400» الروسية.​
وجاء في مشروع الميزانية، الذي تمت المصادقة عليه: «سيقدم وزير الدفاع إلى لجان الكونغرس ذات الصلة خطة لاستثناء حكومة جمهورية تركيا من المشاركة في برنامج 35-F، بما في ذلك الجوانب الصناعية والعسكرية»، وهي خطوة هدد بها مجلس الشيوخ منذ أسابيع.​
وفي أول رد رسمي على القرار الأمريكي، شدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على أن بلاده تمتلك «البدائل»، معتبراً أن القرار «مؤسف وضد روح التحالف الاستراتيجي بين الجانبين»، فيما أكد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو على أن تركيا لا زالت تنتظر تسليم أول طائرتين في مراسم رسمية يوم 21 من الشهر الحالي حسب ما كان مقرراً في السابق.​
وفي وقت سابق قال الوزير: «ليس هناك أي سبب لعدم تزويدنا بطائرات «35-F» الأمريكية. لا نريد تخريب العلاقات مع حليفتنا الولايات المتحدة. ولكن في حال بروز أي مشاكل، لن تبقى تركيا من دون بديل. وبإمكاننا شراء الطائرات من روسيا أو من أية دولة في حلف الناتو».​
وفي زحمة المواقف المتضاربة بين الجانبين، أعلنت الإدارة الأمريكية تعيين "ديفيد ساترفيلد» سفيراً جديداً لها في أنقرة، وذلك عقب 8 أشهر من فراغ المنصب في خطوة رأى فيها محللون أتراك أنها تأتي في سياق توجه الإدارة الأمريكية لتعزيز التعاون والتنسيق مع تركيا.​ والسفير الجديد الذي يوصف بـ«الخبير» عمل سابقاً مساعداً لشؤون الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية حيث يعتبر من أبرز الدبلوماسيين المخضرمين في الشؤون العربية والتركية، حيث يمتلك معلومات دقيقة عن الأوضاع في سوريا والعراق وهي الملفات التي تتمحور فيها الخلافات الأمريكية التركية.​
وعمل السفير الأمريكي الجديد في أنقرة سابقاً سفيراً لواشنطن في لبنان، وسفيراً مؤقتاً في مصر ومستشاراً لعدد من وزراء الخارجية.​ وفي ظل التطورات المتناقضة بين الجانبين، يبدو أن العلاقات التركية الأمريكية سوف تبقى تشهد حالة من الشد والجذب لحين اتضاح مزيد من المعطيات لا سيما التطورات الميدانية في سوريا ونتيجة الانتخابات التركية المقررة يوم الاحد المقبل، حيث تتوقع مصادر تركية أن تعمل الإدارة الأمريكية على تعزيز التعاون مع تركيا في حال التسليم بفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبقاءه في الحكم لـ5 سنوات جديد.

إشارات متضاربة من واشنطن لأنقرة… سفير أمريكي جديد برتبة «خبير» وتعاون لافت في منبج سبق بساعات «فيتو» على صفقة طائرات 35-F
بالتزامن مع الإعلان عن فتح تحقيقات واسعة ضد جماعة غولن في الولايات المتحدة
إسماعيل جمال

رياض الشعيبي: ناجم الغرسلي يمتلك ملفات تدين الحزب الحاكم والرئيس التونسي يؤمّن الحماية له

Posted: 19 Jun 2018 02:29 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : قال رياض الشعيبي رئيس حزب «البناء الوطني» إن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي يوفر «الحماية» لوزير الداخلية الأسبق ناجم الغرسلي الذي يواجه تهماً قضائية تتعلق بـ»الخيانة»، مشيراً إلى أن الغرسلي يمتلك ملفات تدين أعضاء في الحزب الحاكم، وقد يلجأ إلى كشفها أمام الرأي العام في حال تم القبض عليه.
كما اعتبر أن وزير الداخلية المعزول لطفي براهم كان أحد «ممثلي» الرئيس التونسي في الحكومة ولم يكن لرئيس الحكومة يوسف الشاهد أي سلطة عليه وهو ما دفعه لاستغلال كارثة قرقنة لإقالته، مشيراً إلى وجود «تخوف» لدى براهم من إثارة قضية «عملية المنيهلة» الأمنية المجمّدة «بقرار سياسي» لدى القضاء، والتي يتهمه البعض بـ»بفبركتها» والتسبب بمقتل وجرح عدد من الضحايا التونسيين.
وقال الشعيبي في حوار خاص مع «القدس العربي»: «أعتقد أن هناك أزمة داخل الحكومة التونسية وكان لطفي براهم أحد الأطراف الرئيسية فيها، ولذلك استغل رئيس الحكومة تحسن موقفه بعد العجز عن إقالته (من قبل الموقعين على وثيقة قرطاج) وحادثة قرقنة لتصفية أحد خصومه داخل الحكومة وهو وزير الداخلية، واستطاع أن يمرر ذلك مع رئيس الجمهورية، ولا أعتقد أن لقرار الإقالة أي علاقة بما يُشاع حول وجود محاولة انقلابية».
وأشار إلى أن براهم اتخذ احتياطات عدة (لم يحددها) لحماية نفسه من مصير وزير الداخلية الأسبق ناجم الغرسلي «لأن الجميع يعرف أن هناك قضية منشورة أمام القضاء ضد لطفي براهم في ما يتعلق بعملية المنيهلة التي اتهمه البعض بفبركتها والتسبب بوفاة مواطنين تونسيين. القضية مجمّدة بقرار سياسي لدى القطب القضائي، ولطفي براهم كان ولا يزال يتخوف من تفعيل هذه القضية ضده، ولذلك ربما قام ببعض الاحتياطات لحماية نفسه من إمكانية التتبع في المستقبل، فضلاً عن استمرار القرار السياسي الذي يحميه من التتبع القضائي».
وحول التسويق الإعلامي الكبير لشخصية لطفي براهم خلال وجوده على رأس وزارة الداخلية، قال الشعيبي: «لطفي براهم كان أحد ممثلي رئيس الجمهورية في الحكومة، ولم تكن لرئيس الحكومة سلطة فعلية عليه، لا من جهة التعيين في البداية ولا من جهة متابعة الشأن الأمني في البلاد، بل وصلت الخصومة بينهما إلى حد القطيعة، ولذلك كل من كان له مصلحة في إضعاف رئيس الحكومة، كان يقوم بحملة لتقديم لطفي براهم على أنه إحدى الشخصيات السياسية الرئيسية في الحكومة الحالية، وهذا غير صحيح».
وعادة ما يبدي التونسيون تخوفا من تكرار سيناريو الانقلاب الطبي الذي قام به الرئيس السابق زين العابدين بن علي على الزعيم الحبيب بورقيبة، بمجرد تعيين شخصية قوية في وزارة الداخلية، وعاد هذا الهاجس مؤخراً مع تعيين لطفي براهم على رأس الوزارة، وجاءت زيارة براهم للسعودية لتعزز الشائعات حول محاولة «انقلاب» يقودها براهم وتدعمها السعودية والإمارات، وهو ما نفاه براهم مهدداً بمقاضاة من روج لهذا الأمر.
وعلّق الشعيبي على ذلك بقوله: «الجرح ما زال ينزف والديمقراطية التونسية ما زالت تعاني من مخاطر الانتكاس والعودة إلى الوراء، وخاصة أن مسار الانتقال الديمقراطي لم يُستكمل ولم تُبنَ المؤسسات الدستورية الضامنة للديمقراطية، لذلك كلما تأتي شخصية إلى وزارة الداخلية مثل لطفي براهم حولها بعض الشبهات من خطورة العودة إلى الوراء، يثار حولها النقاش، ولا ننسى أن كل الانقلابات التي حصلت في تونس كانت منطلقة من هذه الوزارة، ولذلك هناك توجس كبير يرافق المجتمع السياسي في تونس حول خطورة استغلال هذه الوزارة وأجهزتها للارتداد على الديمقراطية».
ولم تتمكن السلطات التونسية حتى الآن من القبض على وزير الداخلية الأسبق ناجم الغرسلي المتهم بـ»التآمر على أمن الدولة ووضع النفس على ذمة جيش أجنبي زمن السلم»، رغم صدور بطاقة جلب بحقه من قبل القضاء التونسي الذي صنفه في وقت سابق كفارّ من العدالة، بعد امتناعه عن حضور جلسات محاكمته. وقال الشعيبي «من الواضح الآن أن رئيس الجمهورية هو من يحمي ناجم الغرسلي أمام أي تتبع قضائي قد يحصل تجاهه، ولا ننسى أن آخر تحرك قام به الغرسلي قبل اختفائه هو اجتماعه مع رئيس الجمهورية، وبالتالي هذا يبين بوضوح أن الرئيس أخذ تعهداً بحمايته وبعدم التعرض له، وإلا فمن غير المعقول أن يصدر أمر قضائي للقبض عليه ونبقى كل هذا الوقت من دون تنفيذه».
وأوضح أكثر بقوله: «ناجم الغرسلي كان خادما مطيعا لمنظومة الحكم وخاصة حزب نداء تونس الحاكم، حيث كان يقدم لأعضائه جميع الخدمات غير القانونية، ولذلك فمن المؤكد أنه يحمل ملفات حول هذه المعاملات، وفي حال وقع إيقافه أو تهديده فإنه سيقوم بكشف كل هذه الملفات أمام الرأي العام».
وحول مصير حكومة يوسف الشاهد، قال الشعيبي «أعتقد أن الحكومة الحالية انتهت تقريبا، والمسألة مسألة وقت، وخلال الأيام أو الأسابيع القادمة على الأكثر، سنشهد استقالة هذه الحكومة وتشكيل حكومة أخرى برئيس جديد».
وفي ما يتعلق بـ»التوافق» بين قائمتي «الجبهة الشعبية» وحركة «النهضة» لإدارة الشأن المحلي في بلدية «العروسة» التابعة لولاية «سليانة»، قال «ما حصل في إحدى البلديات الصغرى ليس توافقا سياسيا بين الغريمين حركة «النهضة» و»الجبهة الشعبية»، إنما هو التقاء على أساس آخر عشائري وعائلي وليست له أية انعكاسات سياسية، على الأقل هذا ما بدا في موقف الجبهة الشعبية الذي أصدرته للإعلام».
وأوضح بقوله «لا أعتقد أن الأمر سيتطور إلى توافق أو حتى لمجرد لقاء سياسي بين أقصى اليسار (الجبهة) وحركة النهضة لأن هناك قضايا عالقة واتهامات متبادلة بين هذين الطرفين السياسيين، وصلت لحد الاتهام بالتصفية الجسدية، كما أن تكتل الجبهة الشعبية يستمد قوته وشرعيته ومبررات استمراره من معارضته الراديكالية لحركة النهضة، وبالتالي الالتقاء مع حركة النهضة يُفقد الجبهة الشعبية شرعية تشكلها».
وكانت «الجبهة الشعبية» سارعت إلى «التبرؤ» من قائمتها في «العروسة»، معتبرة أن ما حصل فيها من اتّفاق مع حركة «النهضة» حول توزيع المسؤوليات في المجلس البلدي هو موقف «منفرد» تم من دون التشاور مع قيادة «الجبهة»، فيما رحّبت «النهضة» بهذا الأمر، مبدية استعدادها للدخول في مسار التوافق مع بقية الأحزاب والقائمات الممثلة في المجالس البلدية المُنتخبة.

رياض الشعيبي: ناجم الغرسلي يمتلك ملفات تدين الحزب الحاكم والرئيس التونسي يؤمّن الحماية له

حسن سلمان

أنصار ترامب يستخدمون صورا من سوريا في حملة شرسة ضد أطفال المهاجرين غير الشرعيين

Posted: 19 Jun 2018 02:28 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: تناولت وسائل إعلام أمريكية قصة رئيسية بعنوان «المعسكر الحدودي : الولايات المتحدة تتعامل مع 250 طفلا كل يوم»، وكانت الصورة المصاحبة للتقرير لمجموعة من الاولاد الصغار وهم يحملون ما يشبه البنادق، وهذا يوحى ان بعضا من الاطفال الذين يريد ترامب طردهم من البلاد اوفصلهم عن ذويهم او احتجازهم في مراكز توقيف ينتمون إلى عصابات مسلحة خطيرة.
المشكلة الوحيدة في هذه الصورة انها كانت، في الواقع، لأطفال من سوريا يحملون ألعابا على شكل بنادق خلال معركة اعزاز عام 2012، مما يعزز الاعتقاد بأن هناك موجة من الاخبار الكاذبة التى تدعم سياسة ترامب غير الإنسانية تجاه اطفال أمريكا اللاتينية واطفال المهاجرين بشكل عام
وقد نشر موقع « تقرير دودج » هذه القصة الملفقة قبل ان تعيد نشرها وسائل إعلام اخرى، ولم يكن هناك أى اهتمام بهذا الموقع او صاحبه الا عندما تم الكشف عن ان دودج، صاحب الموقع، هو زائر بشكل دائم للبيت الابيض، ومما زاد من دهشة الساحة الإعلامية ما قاله ترامب عن دودج بأنه رجل عظيم، لديه بالفعل القدرة على التقاط القصص التى يرغب الناس في رؤيتها
وحاول ترامب مرارا استخدام الصور العنيفة ومشاهد عصابات «ام اس 13»، لتشويه المهاجرين غير الشرعيين وتصويرهم كمجرميين عنيفين وخطرين ولكن البيانات تشير إلى ان المهاجرين الشرعيين او غير الشرعيين ليسوا أكثرعرضة لارتكاب جرائم اكثر من الأمريكيين المولودين في الولايات المتحدة.
وقالت الدكتورة كولين كرافت، رئيسة الاكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ان سياسة ترامب بعدم التسامح، والتى تفصل العائلات بين الحدود الأمريكية ـ المكسيكية ترقى إلى مستوى اساءة معاملة الاطفال كما اشارت إلى الطرق الكثيرة التى تؤدى إلى ايذاء الاطفال بواسطة سياسة ترامب، ووصفت كرافت ما شاهدته في مراكز الاحتجاز بالقول ان الاطفال الصغار كانوا ينتحبون او في حالة صمت وانكسار.
واضافت ان الاجهاد العاطفي الذى يعانى منه الأطفال في هذه المرافق ينتج حالة تسمى الاجهاد السام، وأنها تمنع نمو أدمغتهم، وقالت إنها تعطل بنية الدماغ وتمنع الاطفال تطوير اللغة والروابط الاجتماعية والعاطفية والمهارات الحركية، واكدت كرافت ان سياسة ترامب ترقى إلى تهمة إساءة معاملة الأطفال، وفقا للمعايير التى حددتها الحكومة نفسها، وقالت ان الحكومة الأمريكية قد انتزعت الثوابت الوحيدة في حياة هولاء الأطفال.
وجاءت تعليقات كرافت في الوقت الذى تواجه فيه سياسة ترامب التى تفصل العائلات على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك تدقيقا متزايدا من المشرعين على جانبي الممر الحزبي، وتدعو هذه السياسة التى تم الإعلان عنها في أبريل / نيسان وزارة الأمن الوطني إلى فصل أى طفل يعبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك عن الاباء الذين تتم محاكمتهم.
ودافعت كيرستيم نيلسون، وزيرة الامن الداخلي، باستمرار عن هذه السياسة، وقالت ان الاطفال يتلقون الرعاية في مراكز احتجاز المهاجرين كما دافع ترامب مجددا عن سياسته قائلا ان الولايات المتحدة لن تصبح معسكرا للمهاجرين.
وقال جيب بوش، الحاكم السابق لولاية فلوريدا، ان ترامب يجب ان يوقف سياسته القاسية بشأن الهجرة مشيرا إلى أنها سياسة ( بلا قلب ) تؤدى إلى فصل الأطفال عن والديهم.
واكد بوش الذى فشل في الترشح للرئاسة عام 2016 ان الكونغرس يجب ان يمرر قانون الهجرة الذى يتناول القضايا التى أثارها الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي مشددا على ضرورة عدم استخدام الأطفال كأداة تفاوضية.

أنصار ترامب يستخدمون صورا من سوريا في حملة شرسة ضد أطفال المهاجرين غير الشرعيين
الإدارة الأمريكية متهمة بإساءة معاملتهم
رائد صالحة

وزير العدل الجزائري يهدد بمتابعة كل من يحرض على العنف ضد النساء

Posted: 19 Jun 2018 02:27 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: قال وزير العدل الجزائري الطيب لوح، اليوم الاثنين، إن السلطات لن تتسامح مع كل من يحرض على العنف ضد المرأة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أنه تم تحريك الدعوى العمومية في عدة مدن، وأنه تم توقيف شخص قام بنشر تحريض بحرق النساء غير المحجبات بسائل الأسيد الحارق، وأن التحقيقات مستمرة لتوقيف أشخاص آخرين، وكل من تسوّل له نفسه استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لحث الآخرين على تصرفات إجرامية.
وأضاف لوح أن النيابة العامة حركت الدعوى العمومية في عدة ولايات، بخصوص دعوات ممارسة العنف ضد النساء، والتي انتشرت بكثرة مؤخراً في مواقع التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى بعض المناشير التي تم تداولها في صفحات جزائرية على موقع فايسبوك، والتي تحرض على رش النساء «المتبرجات » واللواتي يلبسن لباسا « غير محتشم » بسائل الأسيد الحارق حتى يرجعن عما هن فيه، وهي الدعوات التي انتشرت في عدة صفحات، في أعقاب السباق التضامني الذي نظمته مئات النساء في العاصمة وقسنطينة لمساندة الفتاة ريما التي تعرضت إلى اعتداء من رجل لم يتقبل رؤيتها تمارس رياضة الركض، واعتدى عليها بالضرب والسب وقال لها إن مكانها في المطبخ وليس خارج البيت.
وانتشرت دعوات أخرى يقول أصحابها أن الأفضل ليس رش النساء على مستوى الوجه بل على مستوى مناطق الجسم المكشوفة، واعتبر واحد من أصحاب هذه المناشير أن هذه الطريقة جربت في تسعينيات القرن الماضي ونجحت.
وقال لوح: «في ما يخص الانشغال الخاص باستعمال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر العنف ضد المرأة، فإن النيابة العامة حركت الدعوى العمومية في عدة ولايات، وتم تحديد هوية أحد مرتكبي هذه الجرائم في إحدى الولايات وأودع الحبس».
كما أكد الوزير ان التحقيق «لا يزال مستمراً لتحديد هوية باقي المروجين عن طريق الهيئة المختصة»، محذراً الشباب من «مثل هذه التصرفات». وأوضح الوزير لوح أن كل تصرف يقع تحت طائلة القانون الجزائي، يتم تحريك الدعوى تلقائيا من طرف النيابة العامة التي تحمي مصالح الشعب وحرية وسلامة المواطنين، مؤكداً أن الجزائر لديها هيئات مختصة وتحتكم على تقنيات تمكنها من تحديد هوية هؤلاء المجرمين وإن تستروا خلف أسماء مستعارة.
وشدّد وزير العدل الجزائري على أن السلطات لن تتسامح ولن ترحم من يريد إرجاع الجزائر الى سنوات التسعينيات والدمار الذي عرفته وعاشته البلاد آنذاك، وأن كل فئات الشعب الــجزائري «ترفض العودة الى تلك السنوات، والتي خرجت البلاد منها بعد كفاح مرير شاركت فيه كل مؤسسات الدولة والمجتمع في مقدمها الجيش الشعبي الوطني، قبل أن يأتي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم ويأتي بميثاق المصالحة لطي تلك الصفحة وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد».
جدير بــالذكر أن مواقـــع إخبارية كانت قد أشارت إلى أن أجهزة الأمن على مستوى مدينة وهران قامت بـــتوقيف شخص يبلغ من العمر 29 عاما، بسبب المنشور التحريضي ضد النساء، وهو المنشور الذي تم تقاسمه وإعادة نشره عــلى نطاق واسع، حتى بعد أن سارع صـــاحبه إلى حذفه، لكن أجهزة الأمن تمكنت من تحديد هويته وتوقيفه، وقد وجهت له تهمتين ثقيلتين: الإشادة بالإرهاب والتحريض على العنف.

وزير العدل الجزائري يهدد بمتابعة كل من يحرض على العنف ضد النساء

ترقب حذر في عنتاب بعد حادثة إطلاق سوري النار على مدنيين وقتله وجرحه عدداً من الأتراك

Posted: 19 Jun 2018 02:27 PM PDT

أنطاكيا – «القدس العربي»: قتيلان وخمسة جرحى حصيلة نهائية أعلنتها مصادر الإعلام التركية ليلة الاثنين لضحايا الهجوم الذي شنه سوري على مدنيين توزعوا بين أتراك أصليين وسوريين (تركمان) في حي (هيشكور) قبل يومين.
وقال اللاجئ السوري المقيم في الحي «خالد النعسان» في حديث لـ»القدس العربي»، إن الحادثة وقعت، عندما قام شخص يدعى أبو أحمد ينتمي لمدينة بيانون في ريف حلب الشمالي بإطلاق النار من سلاح «بومباكشن» على جيرانه الأتراك وأقاربهم (السوريين التركمان)، حيثــ أسفر ذلك عـن مقـتل اثنين وإصابة خمسة بجروح متفاوتة الخطورة، فـيما لاذ المنفذ بالفرار، مشيراً إلى أن «أبو أحمد» يعمل كـ «سمّان/بقّال» ومعروف بتصرفاته غير المتزنة في الحي وسبق أن نفذ اعتداءً على عائلة سـورية في ذات الحـي مستـخدماً بذلك «سـاطوراً» إلا أن تدخـل الجـوار حـال دون إيقـاع أضـرار بالعـائلة.
ويضيف «النعسان» متحدثاً عن اسباب الحادثة: «بدأت المشكلة بتحذيرات وجهها الأتراك لـ(أبو أحمد) نتيجة خروجه بـ «قميص داخلي/شيّال» إلى الحي بالتزامن مع وجود «خيمة عزاء هناك»، مبررين ذلك بأن أبو أحمد لا يمكنه الخروج بهكذا لباس ما دامت هناك نساء يذهبن ويأتين إلى المكان.
تلا ذلك تحذير آخر له نتيجة الأمر نفسه فما كان منه إلا أن اشتبك مع (تركمان سوريين) من أقارب جيرانه الأتراك ثم أخرج سلاحه وبدأ بإطلاق النار، فيما قامت زوجته الثالثة كونه زوجاً لثلاث نساء بإخراج سلاح حاد (شنتيانة) وضرب بعض الشبان بها أثناء محاولتهم نزع السلاح من زوجها وضربه، وبعد جرحه سبعة أشخاص على الأقل، فرّ أبو أحمد من الحي قبل وصول فرق المهام الخاصة وطواقم الإسعاف إلى المكان التي نقلت جميع الجرحى إلى المشفى وقد توفي سوري تركماني وتركي معه متأثرين بجراحهما الخطرة التي أصيبا بها، فيما اعتقلت الشرطة زوجات أبو أحمد واقتادتهن إلى للتحقيق ثم جرى ترحيلهن إلى سوريا برفقة بناتهن فيما لا يزال أبو أحمد فـاراً حتى اللحـظة.
على إثر الحادثة أطلقت القوات الأمنية تحذيرات للاجئين السوريين المقيمين في هيشكور بضرورة مغادرة الحي مؤقتاً لحين (تبريد الوضع) والقبض على الجاني، حيث أكد السوري منير سليمان المقيم أيضاً في الحي أن الشرطة وبعض العائلات التركية أبلغت السوريين بضرورة مغادرة الحي (مؤقتاً واحترازياً) بهدف عدم إلحاق الأذى بهم من قبل الأتراك الغاضبين، لا سيما وأن ذوي القتلى بدأوا بتحريض الأتراك ضد السوريين هناك، مشيراً إلى أن نحو ثلاثة من الجرحى بينهم سوري عُرف أنه ابن «أبو بشير» وهو صاحب محل حلاقة يقع مقابل محل «أبو أحمد» هم في العناية المشددة واحتمالية وفاتهم واردة بسبب جراحهم الخطرة، لا سيما وأن عدد القتلى في هذه الحالة سيرتفع إلى خمسة.
الشرطة قامت بتطويق الشارع الذي وقعت فيه الحادثة وأغلقته بشريط أزرق ومنعت الدخول والخروج منه باستثناء السوريين الذين بدأوا بمغادرة منازلهم، خشية تعرضهم للأذى في ظل الغضب العارم الذي يجتاح الحي بأكمله وتحميل السوريين كافة، مسؤولية ما حدث كما هو سائد عند وقوع هذا النوع من الحوادث.
وتأتي هذه الحادثة قبل ايام قليلة من الانتخابات التركية، حيث بات السوريون احدى مواد التجاذب الانتخابي بين الأحزاب في تركيا، وكثيراً ما اتهموا بزعزعة الاستقرار وخصوصاً من قبل المعارضة التركية، التي لطالما تغنّت بحجم الأموال الكبير الذي تنفقه الحكومة التركية عليهم وصولاً للمشاكل التي عصفت بالبلاد بسببهم، إضافة لتحميلهم مسؤولية مشاكل اجتماعية أخرى كـ «البطالة والانفلات الإخلاقي» وغيرها، وهي جميعها لا تصب أبعد من مصب «الافتراءات» وإن صحت فلا تنطبق إلا على واحد بالمائة من اللاجئين السوريين في تركيا كما هو الحال بالنسبة لمواطني دول أخرى مقيمين في تركيا من عراقيين وأفغان وغيرهم.
وكانت آخر الحوادث المثارة ضد السوريين، هي قصة «جرو كلب صغير» تم بتر أطرافه الأربعة ورميه، حيث انتشرت صورة الجرو على نطاق واسع في مواقع التواصل مع كتابات عنصرية ضد السوريين تتهمهم بخرق قانون احترام الحيوانات وسلامتها في تركيا، بالرغ من عدم التأكد من ضلوع سوريين في تلك الحادثة، وهو ما دفع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للتغريد عبر حسابه قائلاً إنه يحترم حقوق الحيوان في بلاده، بعد أن تم تداول الخبر على أن اردوغان هو من جلب (مصيبة السوريين) إلى البلاد.

ترقب حذر في عنتاب بعد حادثة إطلاق سوري النار على مدنيين وقتله وجرحه عدداً من الأتراك
الأمن التركي يطلب من السوريين مغادرة الحي مؤقتاً

الرشوة والعرف والصوت العالي قوانين تحكم تعاملات المصريين اليومية وعسكرة المجتمع تنفر المستثمرين

Posted: 19 Jun 2018 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : بدت السلطة القائمة أكثر ثقة في المضي بجريرتها المتمثلة في تداعيات آثار ارتفاع أسعار مواد الطاقة وعدد من الخدمات بدون أن تخضع للحساب، وهي ثقة، بحسب رأي كثير من المحللين في غير محلها، وقد تسفر عما لا يحمد عقباه. وقد فتحت الحكومة على نفسها أبوابا للهجوم لن تغلق، بسبب سياستها الرامية لإفقار الأغلبية الكاسحة، حينما قررت المضي قدماً في رفع أسعار العديد من السلع والخدمات.
ومع أول يوم للعودة للعمل عقب انتهاء إجازة العيد فوجئ الموظفون بارتفاع أسعار تعريفة استقلال باصات النقل العام، التي تعد الوسيلة الوحيدة للوصول لأعمالهم، بعد الارتفاع الفلكي في تذاكر مترو الأنفاق، ما خلّف حالة من العزلة للسلطة الراهنة في أوساط الطبقات الشعبية الفقيرة، فضلاً عن الطبقة الوسطى التي هوت نحو قاع السلم الاجتماعي.
وبالامس امتدت حالة الغضب بسبب حالة السفه الحكومي في إهدار المال العام، من خلال إرسال الفنانين والإعلاميين لمشاهدة مباريات كأس العالم على نفقة الملايين الجائعة، التي لا تجد فرصة للتعليم ولا العلاج، في دولة ما زالت، كما وصفها رئيسها، شبه دولة. وكان مشهد الفنانين والإعلاميين المتواتر من روسيا كفيلاً ببث الحزن في نفوس الكثيرين، ومن بينهم أنور الهواري الذي لخص ما يشعر به قائلا: «اتغميت وقلبي اتقبض، لما شفت مناظر الناس اللي رايحة روسيا، في مهمة وطنية زائفة، بموافقة الدولة، وعلى نفقة شركة مملوكة للدولة، وعشرات الملايين من المصريين، بيناكفوا بعض، ويخانقوا بعض، في عز الحر والزحمة والخنقة على أجرة الميكروباص أو التاكسي».
وتناولت الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 19 يونيو/حزيران، عددا من المعارك الصحافية على خلفية ازدياد وتيرة مساحات الغضب الشعبي. ومن الأخبار التي احتفت بها الصحف: حركة المحافظين في الطريق قريبًا.. رئيس الوزراء يبدأ مشاورات التغيير تمهيدًا لعرضها على الرئيس. «العصا الإلكترونية» لمواجهة لجان الشغب في الثانوية. 105 مليارات قدم يوميا زيادة في إنتاج الغاز الطبيعي. «الفراعنة» و«الدب الروسي» في مواجهة مصيرية اليوم. 166 مليون جنيه لتوصيل المياه لمنازل الأسر الأولى بالرعاية. اليوم طلاب الثانوية يؤدون امتحاني الفيزياء والتاريخ. تسلم الشريحة الرابعة من قرض «صندوق النقد» أواخر يوليو/تموز. عرفات: نساند القطاع الخاص.. ولا عودة لاحتكار الخدمات. محاضر جنح أمن دولة لمخالفي تعريفة الركوب. «دعم مصر»: مدبولي يعرض برنامج الحكومة على البرلمان السبت المقبل. ومن أحدث أخبار أمس وفاة الفنانة آمال فريد في مستشفى شبرا العام التي دخلت العناية المركزة بعد تعرضها لأزمة صحية.

ليس بالقهر سيستمر

الضغط المتوالي من السلطة بزيادة الأسعار، له عواقب شديدة الخطورة يرصدها جمال سلطان في «المصريون»: «هو يشحن أجواء البلد بالغضب والاحتقان والرغبة في الثورة على ما يجري، ومن الواضح أن الرهان الرسمي للرئيس هو على قدرة أجهزة الردع على السيطرة، بقوة السلاح أو بحالة الطوارئ وعصاها الغليظة، وهي أدوات لا تعالج الحالة ولا تمنع المرض بل تفاقمه تحت السطح، وعند حدوث الانفجار، لا سمح الله، تكون العواقب كارثية، ومن الصعوبة بمكان التكهن بمآلاتها ونتائجها، وقد حدث شيء من ذلك في مصر قرب أواخر عصر السادات، عندما انفجرت البلاد في موجة غضب شعبي خطير على غلاء المعيشة، وتردد وقتها أن السادات كان يهم بالهرب إلى السودان، قبل أن يعلن الجيش سيطرته على الوضع. أيضا، على الجانب الاجتماعي، هناك أمراض تنشأ عن هذا الضغط المعيشي العنيف، لا تقل خطورة عن الأمراض السياسية، لأن ضغط الفقر والحاجة، واتساع الفوارق بين شريحة صغيرة مترفة وغير معنية بقصة الأسعار من بابها، وعشرات الملايين من الفقراء أو المعدمين، تولد اتساعا في فضاءات الجريمة الاجتماعية، وتتحول أفواج غير معروفة بالجريمة قبل ذلك إلى مجرمين محترفين، وتتشكل عصابات جديدة، وينتشر مناخ من الخوف والانفلات الأمني المرهق للسلطة وأجهزتها الأمنية، خاصة أن جهدها سيكون موزعا على جانبين يتعاظم التهديد فيهما: الجريمة السياسية والجريمة الاجتماعية. الدول تحكم بالسياسة وليس بالأمن والقهر، هذا درس أولي في أي تجربة حكم».

اللهم لا تسلط علينا المنافقين

«إذا لم تكن هناك قلوب تشعرهم بحجم معاناتهم مع الأسعار الجديدة التي فاجأتهم صباح العيد.. فإن من حقهم علينا، كما يعترف فراج إسماعيل في «المصريون»، الكلمات الرحيمة على الأقل، إذ تسلطت الكتائب الإلكترونية لتعايرهم بالحشود التي وقفت أمام دور السينما في العيد، بعد أن دفعت 50 جنيها قيمة التذكرة، فكيف يدفعون هذا المبلغ في حين يصرخون من رفع تذكرة المواصلات العامة وأسعار الوقود؟ ليس هذا فقط بل دخل على الخط أحد أثرياء مصر والشرق الأوسط الكبار، ليعتبر الصراخ من لهيب الأسعار صيدا في الماء العكر، متعللا بأن العلاج مر. من الطبع ألا يقبل منه أحد هذا الطرح، فهو لن يشعر مطلقا بمرارة الدواء لأنه لن يأخذه، ولن يضيره أي ارتفاع في الأسعار، مع أن الواجب أن يتصدى هو ومن على شاكلته من رجال الأعمال لتحمل سد جزء من العجز، بدلا من تحميل الفقراء وحدهم فاتورتها المتضخمة. من الرحمة أن نفصل عنهم المطبلين الذين احترفوا التطبيل لكل قرار تطوعا أو أمرا. ومن الرحمة أن يقال للكتائب الإلكترونية المدافعة عن سياسة الرئيس السيسي الاقتصادية، إن من الحكمة والحصافة الصمت في مثل هذه الحالة. كيف يمكنهم إقناع فقير استيقظ في الصباح ليجد أن قيمة راتبه أو دخله البسيط جدا انخفض بمقدار 30٪ على الأقل، وعليه إعادة توزيع التزاماته وضروراته، بل إسقاط الكثير من الضرورات إلى خانة الكماليات التي أصبحت ترفا، كأن يتناول وجبة ثالثة مثلا، هذا إذا كان قادرا على تناولها قبل الرفع الأخير للأسعار، أو يشتري الدواء أو يركب المواصلات العامة، أو يشتري أنبوبة الغاز التي أصبح ثمنها الرسمي 50 جنيها وستصله حتما فوق ذلك بكثير».

ضحاياه بالملايين

نبقى مع الغاضبين بسبب رفع الأسعار ومن بينهم سحر الجعارة في «الوطن»: «لا يمكن أن تقول لمواطن راتبه لا يتجاوز 1500 جنيه أن عليه أن يسكن (غالباً بإيجار جديد)، وأن يأكل ويشرب ويركب مواصلات ويتزوج، ويربّى أولاده (بدون نادٍ أو ترفيه أو مصيف أو كساء للصيف والشتاء)، بدون أن يختلس أو يرتشي، بدون أن يغضب أو يتذمر من إجراءات الإصلاح الاقتصادي، التي أصبح يسدد فاتورتها من لحمه الحي. لا يمكن أن تتهمه بـ«الكسل» لأنه بيركب «توك توك» بجنيه، وأنت لا تلوم الحكومة التي تمتنع عن ترخيص التوك توك أو منعه، لأن هذا المواطن الذي سقط إلى ما دون «خط الفقر» بسبب زلزال الغلاء وتوابعه، لا يستوعب أن الحكومة حين وقّعت على قرض «صندوي النقد الدولي»، بقيمة 12 مليار جنيه، ارتبطت بشروط الصندوق، وأولها تحرير سعر الصرف، ورفع الدعم عن الوقود والمنتجات البترولية.. ولا تملك أن تتراجع مهما كانت حدة الغضب الشعبي. المواطن البسيط ليس مثقفاً بما يسمح له بفهم العمليات الاقتصادية المركبة، ولكن له عيون وآذان، يسمع ويراقب، يرى أن «الإنفاق الحكومي» لم يتم تخفيضه جنيهاً واحداً، وأن رواتب ومعاشات السادة الوزراء وافق «مجلس النواب» على زيادتها فوراً.. وأن مرتبه الهزيل، الذي انخفضت قيمة جنيهاته القليلة لا يزال على حاله.. وأنه ليس هدفاً لـ«حزمة الحماية الاجتماعية»، التي تستهدف «الفئات الأَوْلى بالرعاية» وأصحاب المعاشات.. وأن مظلة الحماية الصحية لم تتوفر له.. وأنه – تقريباً- خارج حسابات الحكومة التي تسعى للأخذ بيد المهمّشين وسكان العشوائيات وانتشالهم من بئر الفقر، التي سقط هو فيها».

ما ينبغي عمله

حول المطلوب من الحكومة الجديدة عمله، أكد أكرم القصاص في «اليوم السابع» على: «أن هناك ملفات مهمة تحتاج إلى فتحها، والعمل عليها بشكل أكبر من مجرد عمل وزاري في حكومة المهندس مصطفى مدبولي، على سبيل المثال ملف الصحة والعلاج والدواء، وملف التعليم الأساسي والتعليم العالي، ثم يأتي ملف الإدارة والمحليات، ليصل أهم ملف لم تتحقق فيه أي خطوات للأمام طوال الفترات السابقة. في ما يتعلق بملف التعليم فإن استمرار الدكتور طارق شوقي في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، يعني البدء في تطبيق النظام الجديد للتعليم من العام الدراسي الجديد، وما يزال هناك العديد من النقاط في ما يتعلق بهذا النظام الجديد، ظهرت في مناقشات سريعة خلال الفترات الماضية حول مكان اللغة العربية واللغات الأجنبية، ومصير المدارس اليابانية، ومدى التغيير في المدارس التجريبية والخاصة، وكلها نقاط بحاجة إلى استكمال وتوضيح، يخرجها من المناقشات الضيقة والمتعجلة، وحسب ما هو معلن عن نظام التعليم الجديد أنه نظام يقوم على الاستمرارية ولا يرتبط بوزير أو مسؤول، وبالتالي ربما تكون هناك حاجة إلى وجود مجلس يدير هذا النظام وأرشيف يسجل ما يتم منه خطوة وراء أخرى، حتى لا نعود إلى الطريقة السابقة، التي كانت تتعامل بالقطعة والتجريب العشوائي الذي انتهى بما هو جارٍ للتعليم حاليا. النظام الجديد للتعليم إذا بدأ مع العام الدراسي الجديد فلن تظهر نتائجه قبل سنوات قد تصل إلى عشر سنوات، وسوف يحتاج إنفاقا ضخما، وتعديلات في المناهج والامتحانات وطرق التدريس، وفي أحوال المعلمين المادية والتربوية، وهو ما يعني الحاجة إلى تغيير عقل الإدارة الحالية للعملية التعليمية. ومثل ملف التعليم، يأتي ملف الصحة والعلاج على رأس الملفات الأكثر إلحاحا».

بين السادات والسيسي

الحديث عن غضب شعبي يتحول لحراك ميداني أمر مستبعد وهو الأمر الذي يلفت النظر اليه مجدي الناظر في «الشعب»: «الشعب خائف من طلقات الرصاص أو الحبس أو الاعتقال… عندما قام السادات في السبعينيات برفع سعر رغيف الخبز إلى قرش، انتفض الشعب كله رجالا ونساء وأطفالا، وانطلقت المظاهرات في مصر كلها حتى قام بإلغاء القرار، لكن الشعب المصري في المرحلة الراهنة ارتفعت الأسعار في كل شيء بداية من أسعار المترو ورفع الدعم التدريجي عن المواد البترولية وجميع المواد الغذائــــية كالأرز والفول والعدس والخضروات والفاكهة.. تخيل أن تكلفة المواصلات 5 جنيهات ذهاب وعودة إلى عملك في عام 2013، والآن تكلفة الوصول إلى عملك تصل إلى أكثر من 40 جنيها، وأولادك في المدرسة والجامعة أي أن تكلفة المواصلات للأسرة الواحدة أكثر من 3 آلاف جنيه، بخلاف وجبات الإفطـــــار والغداء والعشاء، رغم ذلك إذلالا في الشعب الساكت عن حقه خوفا من القمع.
وأخيرا قام بزيادة مرتبات الوزراء وبدلات نواب المجلس بينما مرتبات الموظفين تسير كالسلحفاة».

من حقنا الغضب

«الغضب الواسع من الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود في محله لأن غالبية الشعب، كما اكتشف زياد بهاءالدين في «الشروق»، لم تعد تتحمل المزيد من الغلاء بعد معاناتها طوال العامين الماضيين من تضخم أتى على مدخراتها وعلى قدرتها الشرائية وعلى شعورها بالأمان. ولكن مع تقديري لهذه المعاناة، الا أن الغضب ينبغي أن لا يكون محله زيادة أسعار الوقود في حد ذاتها، بل مجمل السياسات الاقتصادية التي صاحبت تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي منذ الربع الأخير من 2016. تحديدا فإن ما أقصده هو إخفاق الحكومة في حماية المجتمع من التضخم الذي كان متوقعا، وإخفاقها أيضا في تحريك الاقتصاد الراكد كي يستفيد الناس من النتائج الإيجابية التي كان مفترضا أن تتحقق نتيجة لتطبيق برنامج الإصلاح. الأركان الثلاثة الرئيسية للبرنامج ــ تحرير سعر الصرف وتخفيض دعم الطاقة وفرض ضريبة القيمة المُضافة ــ كانت ولا تزال في حد ذاتها سليمة وضرورية لإخراج الاقتصاد المصري من عثرته. ولهذا فلم أتردد في تأييدها عند الإعلان عنها، وفِى مساندتها كلما ثار الجدل بشأنها، رغم الغضب المتصاعد حيالها. ولكن لم يقل أحد بأن برنامج الإصلاح ينحصر في هذه الإجراءات الثلاثة. لم يقل أحد بأن تقف الحكومة مكتوفة الأيدي أمام موجة الغلاء العاتية التي ضربت المجتمع وتجاوزت ما كان محسوبا. ما حدث أن الحكومة عجزت عن تنظيم الأسواق والرقابة عليها ومنع الاستغلال والاحتكار، ثم تقاعست عن فتح قنوات المنافسة لصغار المنتجين والموزعين كي يمكن للسوق تصحيح بعض هذه التجاوزات. والنتيجة أن الانفلات الذي حدث في الأسعار لم يكن متناسبا مع زيادة أسعار الوقود، أو مع انخفاض سعر الجنيه، بل كان نتيجة غياب سياسة محددة للدولة في التعامل مع الغلاء».

الحلو بعدين

من قال أن الدواء حلو المذاق.. بل هو شديد المرارة لذا يطالبنا عباس الطرابيلي بالصبر في «المصري اليوم»: «منذ عام 1977 لم يجرؤ أي حاكم لمصر على الاقتراب من الأسعار من خلال تقليل الدعم.. لكن بعد أن تضخمت المشاكل كان لابد من المواجهة، وهو ما اتخذه الرئيس السيسي بشجاعة منقطعة النظير. الشعب قَبِل على مضض حباً بالرئيس السيسي وإيماناً بوطنيته.. وأنه يحاول الإصلاح، ولكن القضية هي في المدة اللازمة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي. وها هو الشعب تزداد شكواه حتى إن تحدث البعض على انفراد، رغم أنهم يتقبلون بعض هذه القرارات، ويرفضون بعضها ويتساءلون: لماذا يتحمل هذا الجيل وحده أعباء هذا الإصلاح؟ ونعترف بأن بعض حكامنا السابقين لم يملكوا شجاعة المواجهة، كما يملكها الرئيس السيسي، وكانوا كلهم، بلا أي استثناءات، يقومون بترحيل الحلول إلى من سيأتي بعدهم من حكام. ولكن ما يزيد من إحساس الناس بقسوة هذه الإجراءات هو جشع التجار، حتى السائقين فإذا زادت أسعار الكهرباء 20٪ رفع هؤلاء، حتى المكوجية، أسعارهم بنسبة 50٪، وهكذا في كل الخدمات، تماماً إذا زادت أسعار الوقود 25٪ مثلاً زاد السائقون أسعارهم 60٪. هنا كان ينبغي على الحكومة أن تكون أكثر حزماً مع كل هؤلاء».

الهم الثقيل

نبقى مع نقد سياسة النظام على يد طلعت إسماعيل في «الشروق»: «استهلت حكومة الدكتور مصطفى مدبولي عهدها برفع أسعار الوقود، واختارت يوم عطلة رسمية صادف ثاني أيام عيد الفطر المبارك، وفي توقيت كان غالبية الناس فيه نياما، عقب يوم طويل لمتابعة لقاء منتخب مصر مع أوروغواي، وعدد من مباريات كأس العالم لكرة القدم المقامة في روسيا، لتعلن بدء تطبيق الزيادة الجديدة للأسعار، وبما يضمن أقل صخب ممكن بشأن القرار. أما حكومة المهندس شريف إسماعيل فآثرت توديع مواطنيها، بإعلان رفع أسعار الكهرباء عشية حلف الحكومة الجديدة اليمين الدستورية، وكأنها فضلت أن تعطينا من «الدست مغرفة» إضافية على طريق وعر اختارت المضي فيه منذ أن بدأت تطبيق «برنامج الإصلاح الاقتصادي» تنفيذا للاتفاق مع صندوق النقد الدولي، مقابل قرض الـ12 مليار دولار. وزير المالية الجديد محمد معيط، كما سلفه عمرو الجارحي، أكد عقب إعلان قرارات رفع أسعار الوقود أن الأمر لابد منه إذا أردنا للاقتصاد التعافي، والخروج من الأزمات التي تراكمت خلال السنوات الماضية، فقد جاء الوقت لإجراء العملية الجراحية الكبرى حتى يتماثل المريض للشفاء، ويغادر المستشفى الذي يرقد فيه منذ مدة طويلة، بعد التخلص من أوجاع لا قبل لأحد بها».

هيومان تتلصص

ننتقل بالمعارك الصحافية خارج حدود الوطن مع خالد عكاشة في «الوطن»: «تقرير منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأخير، من غير المتصوّر، أن يكون تقرير صادر بهذه التفصيلات والإشارات ومطعم بصور فوتوغرافية لمنازل مهدمة فعلياً، وأخرى ملتقطة بالأقمار الصناعية، ويكون الرد المصري الرسمي وغير الرسمي، قاصراً على مجرد نفي ما جاء بالتقرير «جملة وتفصيلاً»، أو وقوف الاشتباك مع محتوى التقرير عند جزئية أنه «غير مهني» أو «مسيس»، كما يتكرّر كلا التعبيرين في العديد من الكتابات التي تتناول محتواه. قد يكون حقاً غير متصور، لكن للأسف هذا ما يجري فعلياً منذ سنوات، وليس مع هذا التقرير أو تلك المنظمة وحسب، حيث لم يخرج تقرير مصري واحد من أي من جهات الاختصاص، التي لديها البيانات التفصيلية التي يمكن من خلالها الرد على كل رقم بالرقم الواقعي الصحيح، ولكل واقعة بما أحاطها وبما تستهدفه أجهزة الدولة. إن كان هذا في ما يخص الشريط الحدودي، أو أياً من مناطق الشيخ زويد والعريش، ولكليهما لدى الدولة المصرية ما تقوله، ويفسر الكثير مما جاء في التقرير كاتهام أو سلب حق الدولة السيادي، تجاه أمنها الذي هو في صلبه يستهدف تحقيق الأمن لمواطنيها، في تلك البقعة من الأرض وغيرها. الشيء بالشيء يُذكر؛ على الجانب الآخر من المشهد كانت هناك زيارة لمحافظة شمال سيناء، جرت منذ أيام قليلة قام بها اثنان من أهم وأقرب المساعدين ومستشاري الرئاسة، المهندس إبراهيم محلب للمشروعات القومية، واللواء أحمد جمال الدين لشؤون الأمن ومكافحة الإرهاب، فضلاً عن وزير التنمية المحلية السيد المحافظ وأعضاء البرلمان، ممثلي دوائر شمال سيناء في البرلمان».

الرقابة الغائبة

ومن بين المنتقدين أمس الثلاثاء للأداء الحكومي في مجال مراقبة الأسعار وضبط الأسواق، وهو الأمر الذي أثار غضب عمرو جاد في «اليوم السابع»: «في هذا العصر، لا يوجد معنى للحملات التفتيشية المفاجئة التي يقوم بها جهاز حماية المستهلك، سوى أن الجميع لا يثق في القانون، لا المسؤول الذي يمتلك سلطة التطبيق، ولا المواطن صاحب الحق في الخدمة والشكوى، وهذه نتيجة طبيعية لعقود من الحملات المفاجئة لمجرد الدعاية، وما تزامن معها من احتقار المسؤولين للقانون، لدرجة أن المواطنين تعودوا على غيابه، وأصبحت الرشوة والعرف والصوت العالي قوانين تحكم تعاملاتنا اليومية، فما الذي يجعل المواطن يصبر على فساد الموظفين وبلطجة سائقي الميكروباص، إلا إذا كان لا يتوقع أن ينصفه أحد، لذلك لن تكتمل الرؤية المستقبلية التي تروج لها الحكومة، إلا إذا وضعت في اعتبارها رضا المواطن عن الخدمات المقدمة له، كأحد معايير التطور المنشود، حينها لن تحتاج للتفتيش على كل فرد لتطمئن أنه يطبق القانون أو يحترمه».

العلم نور

من بين الغاضبين أمس أنور الهواري رئيس تحرير «المصري اليوم» الأسبق: «الرئيس مبارك، لم تكن له اهتمامات فكرية من أي نوع، ربما لم يقرأ كتابا بعد التخرج، لم نسمع إن كان له اهتمام بشعر أو رواية أو مسرح أو تاريخ أو موسيقى أو فلسفة أو دين أو عقيدة، أو أي لون من ألوان الفكر، تركت هذه الخصيصة أثرها على سنوات حكمه، وعلى تكوين نظامه، فقد كان يستحسن من رؤساء التحرير من لم يقرأ في حياته كتابا غير كتب المدرسة، وقد حدثني مسؤول سوداني كبير، أنه فوجئ بأن رئيس جهاز سيادي كبير في مصر لا يعرف الفرق بين حزب الأمة والحزب الاتحادي في السودان، وهذا معناه أن هذا الرجل الكبير، في هذا الموقع الخطير، لا يعرف ألف باء التاريخ المعاصر للسودان، فما بالك بغيرها؟ هذا المستوى الفكري المحدود، وصل إلى ذروته، مع النظام الراهن، حالة من الجفاف الفكري الكامل. سقف فكري بالغ البؤس والفقر والضحالة. والمشكلة أن النظام، وأركان النظام، من أعلى مستوياته، إلى أدناها، يتباهى بنفسه، ولديه اعتقاد أنه يفهم، ولديهم اعتقاد بأنهم يفهمون، وفي كل شيء. يكفي أن ترى وتسمع خبراءه الاستراتيجيين، لتعلم إلى أين وصلت المأساة».

شروط لا مفر منها

«مجموعة من العوامل لابد من توافرها كي نشجع الاستثمار، أبرزها كما يضعها عمرو هاشم ربيع في «المصري اليوم»: «مناخ سياسي جاذب للاستثمار، ما يهم المستثمر البحث في وجود هذا المناخ. فهو الجاذب الفعلي للمستثمر على المخاطرة بماله). أحد أهم سبل توافر هذا المناخ، وواحد من أول مجالات بحث أي مستثمر، البحث عن حال القضاء، وحال كل من الأحزاب والمجتمع المدني، ومناخ الحريات، والحريات الإعلامية. كما ينبغي، وفقاً لربيع، وجود قضاء حر ومستقل، طبيعي وليس استثنائيا، له موازنة مستقلة، ولا دخل للسلطة التنفيذية في تعيين وترقي ونقل القضاء فيه، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. فالمستثمر يريد أن يطمئن على استثماراته من خلال رؤيته لقضاء نزيه وموضوعي ومحايد. وكذلك فتح المجال العام، عبر رؤية حال الأحزاب والمجتمع المدني والإعلام وغيرها من الأمور المهمة في إشعار المستثمر بأمن واستقرار البلد، الذي يستثمر فيه. رفع الأعباء عن كاهل مؤسسات المجتمع المدني بالشكل الذي جاء به القانون الشائه للجمعيات الأهلية الأخير، هو أحد أبرز الأمور التي يهتم بها المستثمر لتقرير جهة ومصير أمواله، وكذلك النظر إلى وضع مصر على السلالم الدولية المختلفة، يعد من الأمور التي يلجأ إليها المستثمرون لتكوين قرار المشاركة الاستثمارية في الدولة من عدمه. بمعنى آخر: معرفة المستثمر لمكانة البلد الذي سيتوجه إليه على سلم الشفافية والفساد، وحرية الرأي والتعبير، وحرية الإعلام، وعقد انتخابات حرة ونزيهة، كلها من الأمور المحددة لقرار المستثمر في الجهة التي يرغب في التوجه إليها. كثرة تدخل الدين في الشأن العام، وكذلك العسكرة في كافة مناحي المجتمع، واحد من أسس نفور المستثمرين».

شيك على بياض

«الإفراج عن جميع الغارمات من السجون المصرية، خبر يدفع للسعادة والتفاؤل، كما أنه قرار يفتح الحوار، كما يؤكد خالد حريب في «البوابة»، حول محورين، الأول هو ثقافة الشراء والاستهلاك، والثاني هو الثقافة القانونية وإجراءات التقاضي، الغارمات بالسجون المصرية هن الوجع الذي تقف أمامه عاجزًا عن تحديد الجاني من المجنى عليه، ملف كلما تأملته يصيبك الحزن فتغلقه وتصمت، لذلك جاء أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي لوزارة الداخلية بالإفراج عن جميع الغارمات من السجون بعد سداد مديونياتهن، فرصة لنبحث معًا عن الطريق الذي يصل بنا إلى مصر بدون غارمات. بشكل عام لا يمكن اعتبار تدني الحالة الاقتصادية لشرائح في المجتمع مبررًا كافيًا لنشوء ظاهرة الغارمات في السجون، وأرى أن الغارمات هن ضحايا الإعلانات والإعلام وثقافة الاستهلاك، الغارمات وتحت ضغط المسايرة وقعن ضحايا لتجار أقرب إلى السماسرة لا يعرفون عن أصول التجارة إلا التعامل مع قطاع من المحامين الذين فقدوا ضمائرهم لينصبوا الشباك بإيصالات الأمانة والشيكات الورقية والضغط المتواصل حتى ترضخ السيدة المصرية، التي تعاملت معهم إما أن تتسول مديونيتها وتسددها لهم أو تسكن ظلام الزنزانة التي تدخلها بمباركة تشريعات تحتاج إلى مراجعة».

قانون الأحوال الشخصية

وعن قانون الأحوال الشخصية كتبت عزة كامل في «المصري اليوم» قائلة: «يشتد الصراع ويحتدم داخل أروقة البرلمان عندما تكون المرأة هي محور هذا الصراع، وهذا ما يحدث الآن للاستعداد لمناقشة مشروعات القوانين المتعلقة بتعديل قانون الأحوال الشخصية، خلال الدورة المقبلة عقب تقدم عدد من النواب بمقترحات قوانين لتعديل قانون الأحوال الشخصية، وعلى رأسهم محمد فؤاد عضو اللجنة البرلمانية لحزب الوفد، الذي أكد، في حوار له سابق، أنه حرصا على خروج تشريع متوازن، ستتم مشاركة الجميع في جلسات الحوار المجتمعى: ممثلو الأزهر وأساتذة الجامعات من كليات الشريعة والقانون والحقوق ومندوبون من وزارة العدل، والشؤون الاجتماعية، ومجلس الأمومة والطفولة، والمجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى بعض ممثلي دور الأيتام والملاجئ وذوي الاحتياجات الخاصة. وقال النائب: إن المجلس القومي للمرأة يحاول منع مناقشة القانون، بحجة أن فيه ظلما للمرأة، وهذا غير حقيقي، لأن التشريع المرتقب من شأنه الإعلاء من شأن حقوق الطفل، وتوفير وسائل حمايته ونشأته في أجواء أكثر استقرارا. ونحن نتساءل: أين المنظمات النسائية ومنظمات حقوق الطفل والمنظمات التنموية التي تتعامل مع الآثار المدمرة والتكلفة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية من جراء المشاكل الأسرية ومعاناة الأطفال من هذا الحوار المجتمعي؟ بل أين أصحاب المشكلة الحقيقية، وعلى رأسهم النساء، في مناقشة أي قانون يقدم من حزب أو نائب أو نائبة من البرلمان؟ وكيف يتجاهل أو ينفى رأي المجلس القومي للمرأة، وهو جهة اختصاص، عندما يرى المجلس أن القانون المقدم من الوفد فيه ظلم للمرأة؟ أليس ظلما أن مقترح قانون الوفد يتضمن تخفيض سن الحضانة من 15 سنة إلى 9 سنوات، وأن تعطى الولاية التعليميـــة للأب، وتترك الأم لتعاني نقل الأبناء من مدرسة إلى أخرى نكاية فيها؟ رغم الحكم التاريخي الصادر يوم 12 مارس/آذار 2016 من محكمة القضاء الإداري في الإسكندرية، التى جعلت الولاية التعليمية للحاضنة وهي الأم، وإصدار وزير التعليم السابق كتابا دوريا رقم 29 بتاريخ 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بشأن الضوابط الحاكمة والإجراءات المتبعة حال وجود نزاع بين الوالدين، حيث أعطى الوزير الحق للأم في الولاية التعليمية بدون صدور حكم قضائي بذلك وهو ما يتفق مع قانون الطفل في مادته 54. هل نتقدم أم نتراجع في حقوق المرأة؟ على الوفد الذي كان لسنوات خلت رمزا لليبرالية أن يراجع نفسه وينتظر قانون الأحوال الشخصية الذي سيقدمه المجلس القومي للمرأة».

العالم إلى أين

«إلى أين يتجه العالم هل إلى تعددية قطبية، أم حالة فريدة من اللانظام في ظل ميل، وربما جنوح أمريكي، لكسر قواعد وقوانين النظام العالمي القائم؟ يجيب محمد سعيد إدريس في «الأهرام»، عقدت مؤخراً قمتان الأولى جمعت قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، وشهدت للمرة الأولى في تاريخها، تداعي التماسك والتحالف بين أعضائها، تداعيا ينذر بمستقبل غامض يخص علاقة الولايات المتحدة بحلفائها الغربيين. أما القمة الثانية فكانت لدول منظمة شنغهاي التي استضافتها الصين في مدينة «تشينجداو»، وشهدت حضورا كاملا لكل من الهند وباكستان بعد حصولهما على العضوية العاملة، وحضرتها إيران وأفغانستان ومنغوليا وبيلاروسيا بصفة «مراقب».. وعلى العكس من قمة «كيبيك» الكندية التي شهدت بدايات ما يمكن اعتباره «انفراط وحدة العالم الغربي» وتورط الأعضاء في «حرب تجارية»، فإن قمة منظمة شنغهاي جاءت لتؤكد التوسع في العضوية والتماسك حول قيم ومبادئ للنهوض وتتحدث عما سمته «روح شنغهاي»، وتعني بها: الثقة المتبادلة، والمساواة والمنفعة المتبادلة والمساواة في الحقوق، واحترام التنوع الثقافي إلى جانب اعتماد منهاجية المشاورات المتبادلة والسعى للتطور المشترك. وبعد يومين فقط شهدت سنغافورة قمة أمريكية – كورية شمالية هي الأولى من نوعها بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون جرى خلالها التوقيع على بيان أخذ اسم «وثيقة» تضمنت تعهدا من الزعيم الكوري الشمالي بنزع كامل السلاح النووي لبلاده، سبقها تعهد من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بتقديم تعهدات أمنية فريدة لكوريا الشمالية تختلف عن تلك التي سبق تقديمها حتى الآن، في حال استجابت كوريا الشمالية للمطالب الأمريكية. قمة سنغافورة بين ترامب وكيم هي بداية لمشوار طويل ربما يكون محفوفا بالمفاجآت نظرا للفجوة الواسعة بين مطالب الطرفين التي تؤكد مدى صعوبة التفاؤل بنهاية سعيدة لمشوار الألف ميل».

الرشوة والعرف والصوت العالي قوانين تحكم تعاملات المصريين اليومية وعسكرة المجتمع تنفر المستثمرين

حسام عبد البصير

جنوب سوريا على نارٍ حامية… من «خفض التصعيد» إلى ساحة حرب

Posted: 19 Jun 2018 02:26 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: دخل الجنوب السوري، وفق مصادر مطلعة، مرحلة الحسم السياسي بأدوات حربية، في حين اعتبر متابعون للشأن السوري، أن التصعيد في الجنوب يتم بقيادة من النظام السوري وإيران وحزب الله، في حين أن روسيا تسير بتوافقات مع إسرائيل حول مستقبل المنطقة، الحدث الذي قد يظهر تراجع تأثيرها العسكري في حال توسع مناوشات الجنوب، مع انتظار طرفي الصراع كل منهما للآخر لبدء التصعيد العسكري الكامل. فقد التهبت الأحداث في الجنوب السوري بشكل مطرد خلال الساعات الماضية، بعد تحول مناطق خفض التصعيد إلى ساحة حرب، استخدم فيها النظام السوري المقاتلات الحربية والأسلحة المحرمة دولياً بعد غياب لأشهر، في حين دمرت تشكيلات الجيش السوري الحر رتلاً عسكرياً لقوات النظام والميليشيات الإيرانية، مما أدى إلى مقتل وجرح أعداد كبيرة من قوات الرتل، وانتشار بقية عناصره قرب بلدة خربة غزالة على الأوتوستراد الدولي دمشق – عمان.

قنابل عنقودية

المعارض السوري عبد الحي الأحمد، نفى الشائعات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجود أي اجتماعات بين الدول الضامنة لاتفاق خفض التصعيد في درعا، جنوبي سوريا، وقال: كل ما يشاع عن وجود اتفاق بين الدول الراعية الثلاث لا أساس له جملة وتفصيلاً، وأكد أن قيادات الجيش السوري الحر المتواجدة في الأردن لم تجتمع حتى الساعة أيضاً. وكشف الأحمد، لـ «القدس العربي»، عن جهود مكثفة في الوقت الحالي، لتشكيل مجلس عسكري موحد لكامل المنطقة الجنوبية، وأشار إلى أن المجلس الجديد، سيكون خلفاً للجبهة الجنوبية، على اعتبار أن الجبهة انتهت مع إغلاق غرفة عمليات «الموك» قبل ستة أشهر. المجلس الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الولادة، سيكون له، وفق المصدر، قائد واحد، وهيئة أركان، مشيراً إلى أن المجلس العسكري المزمع عقده، سيكون له تنسيق مع الهيئة العليا للمفاوضات.
وكانت مقاتلات حربية للنظام السوري قامت أمس بغارات جوية عدة بالقنابل العنقودية على قرى اللجاة شمال شرقي درعا، التابعة لاتفاق خفض التصعيد الموقع في شهر تموز/ يوليو من العام الماضي، بتوافق ثلاثي أمريكي – روسي – أردني.
الغارات الجوية لم تكن سلاح النظام الوحيد المستخدم، إذ أكد أبو محمود الحوراني وهو من الحراك الثوري في المحافظة لـ «القدس العربي» استخدام راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة في ضرب مدن عدة وبلدات تخضع لسيطرة الجيش السوري الحر في الجنوب. المجلس المحلي في مدينة «الحارة» الواقعة ضمن منطقة «مثلث الموت» في الجنوب السوري، ذكر يوم الإثنين، أن المدينة تتعرض لقصف عنيف من قبل النظام السوري، بهدف إجبار سكانها على النزوح أو عقد اتفاق مصالحة مع النظام.
وتعتبر الحارة أهم المدن الواقعة في منطقة «مثلث الموت»، وتضم تل الحارة والتي تعتبر هضبة استراتيجية تطل على مناطق عدة في كل من ريف دمشق الجنوبي وريف القنيطرة، وعلى بعد نحو 12 كيلومتراً عن منطقة الجولان المحتل، والجهة المسيطرة عليه ترصد نارياً مساحات واسعة بالمنطقة. مجلس المدينة، طالب عبر بيان رسمي، الدول ومجلس الأمن الدولي بوضع حد لتصعيد النظام، و»المهزلة التي يتبعها الأسد باستقدام الميليشيات الشيعية من إيران وغيرها لتحويل ثورة السوريين إلى حرب طائفية».

تعزيزات وتقدم

وتمكنت فصائل المعارضة من تدمير رتل عسكري يتبع للميليشيات الشيعية والنظام السوري على الطريق الواصل بين بلدة خربة غزالة ومدينة درعا بعد استهدافه بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ونشوب حرائق، وقالت مصادر إعلامية محلية: خسائر مادية وبشرية لحقت برتل تابع لقوات النظام والميليشيات، بعد استهدافه، الإثنين، بقذائف الهاون والمدفعية من قبل فصيل شباب السنة من الحر.
من جانبها، تقدمت قوات النظام السوري الإثنين، إلى كتيبة «حران» الواقعة شرق محافظة درعا، جنوبي سوريا، وتبع ذلك حركة نزوح للمدنيين من بلدة بصر الحرير القريبة خوفاً من التصعيد بالمنطقة.
ونقلت وكالة «سمارت»عن القيادي في «جيش أحرار العشائر»، ناجي العقر، قوله: إن الكتيبة لم تكن تخضع لسيطرة أحد وتقدم لها النظام دون أي مواجهات، مردفًا أن الفصائل العسكرية المتواجدة قربها جاهزة لصد أي هجوم محتمل. واستبعد «العقر» أن يكون تقدم النظام للكتيبة بهدف القيام بعمل عسكري على درعا منها، ولكن «للتمويه من أجل بدء اشتباكات مع الجيش الحر في مناطق أخرى».
أبو محمود الحوراني، من الحراك الثوري في الجنوب، أشار إلى أن قوات النظام حاولت الثلاثاء، التقدم مجدداً نحو مدينة «اللجاة» شرقي درعا، إلا أن الجيش الحر تصدى للمحاولة، ودمر بصواريخ «تاو» عربة عسكرية، وصد محاولة التقدم.
عمليات القصف المتبادلة، أدت إلى مقتل العميد الركن «مازن أحمد بركات»، قائد الكتيبة 242 دبابات، من مرتبات الفرقة الأولى، من محافظة اللاذقية، في الساحل السوري. كما قصفت فصائل غرفة عمليات «البنيان المرصوص»، وفق «الحوراني»، بقذائف الهاون، وراجمات الصواريخ مبنى فرع الأمن العسكري واللواء 132 على أطراف درعا، وكذلك فرع الأمن السياسي، واستهداف رتل عسكري للنظام داخل مواقعه في مدينة درعا. الحوراني، أكد لـ «القدس العربي»: وجود حركة نزوح كبيرة، بسبب القصف المركز من مقاتلات النظام وأسلحته الثقيلة، ونوه إلى عشرات العائلات نزحت من «اللجاة وبصرى الشام» نحو المنطقة الشرقية.
من جانبها، حذرت الجبهة الجنوبية للجيش الحر، أهالي محافظة السويداء المجاورة، من تحويل مناطقهم إلى منطلق لهجمات النظام السوري والميليشيات الأجنبية باتجاه درعا، وأوضح الموقعون، أن ذلك سوف يُقابل برد قوي، كما نوهت في بيانها المشترك بأن «استخدام أبناء السويداء وقوداً لمشروع إيران في المنطقة، هو محاولة بائسة للعبث بمصير البلاد».
المعارض السوري «كمال اللبواني»، قال «الذي فهمته من الدول التي نتواصل معها، بأنه لا يوجد اتفاق دولي لتسليم الجنوب للنظام، التصريحات الأمريكية واضحة ومتكررة، وما نسب لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ليس له أساس، ولم يذكر الا في وسيلة واحدة هي «روسيا اليوم» العربية (قد يكون خطأ ترجمة أو اشاعة مقصودة) النسخ الانكليزية ليس فيها شيء من هذا القبيل».

اللبواني: روسيا لن تخرق

وذهب اللبواني خلال اتصال مع «القدس العربي» إلى ان موقف إسرائيل واضح جداً، لا يجب أن يوجد أي شيء لإيران في سوريا كلها، وهي تستهدف علناً أهدافاً لإيران في الجنوب وغيره، وهي تعلم أن النظام هو ايران، وقسم من قواته هي قوات ايرانية موهت شكلها، ومن يظن أن الأردن يضغط من أجل تسيلم المعبر، أو تسليم السلاح والمناطق فهو مخطئ، فهم متمسكون باتفاق خفض التصعيد ويسعون لتطويره لمرحلة ترسيخ الاستقرار بإدارة محلية وليس بمخابرات النظام (لو صمد هذا الاتفاق واحترمته كل الأطراف)، ويدركون مدى حقد النظام على درعا وأهلها وسعيه للانتقام منهم.
روسيا، وفق ما يراه المتحدث، لن تخرق اتفاق خفض التصعيد، ولن تدعم جوياً أي عمل عسكري للنظام، ومن الممكن أن ترعى عملية مصالحات تروج لها شخصيات من درعا في هيئة التفاوض متعاونة مع الروس، وهي تطلق الشائعات والتهديدات لتركيع الفصائل التي لم تخضع لهم بالرشوة.
وكل ما يطلق من شائعات هو من عملاء النظام من المعارضة، وعندما يفشلون سوف يضطر النظام لخرق اتفاق خفض التصعيد من دون موافقة روسية، كما يحصل اليوم، وهذه فرصة لتصيده وإلحاق الهزيمة بقواته.
الظروف الدولية مناسبة وفق المعارض السوري، لكسب معركة الجنوب، والمهم وفق ما قاله «اللبواني»، هو الظروف الذاتية وتحصين الصمود والدفاع ومنع الخيانات، إذا أثبت الجنوب قدرته على إلحاق الهزيمة بميليشيات إيران هذا سيشجع التحالف الدولي المعادي لتواجد إيران على دعم قوات المعارضة على الأرض لتحرير مناطق أخرى.
اللبواني، قال لـ»القدس العربي»: ما يجب فهمه، أن خرق النظام لاتفاق خفض التصعيد سوف يطيح بالكثير من التفاهمات ويفتح الباب لعمليات عسكرية واسعة هددت بها أمريكا وإسرائيل، وروسيا لن تعترض عليها، هذه المرة لم يحسبها النظام جيداً، لأنه يتحرك بدوافع الغطرسة والحقد والانتقام، ومعه حزب الله وايران اللذان يتعرضان لضربات ولا يستطيعان الرد، وحماقة النظام في الجنوب قد تنقلب عليه وهي ما نرجوه بصمود المقاتلين هناك. وروسيا يبدو أنها لن تكون جزءاً من أي عملية في الجنوب السوري على الاقل خلال 30 يوماً من مونديالها، لانها لا تريد اعطاء انطباع بأنها داعمة لقوى تقوم بقتل وتهجير السوريين متى ما سنحت الفرصة لهم. وتشير الكثير من التقديرات إلى أن معركة الجنوب قد تشكل نقطة فارقة في مسار الحدث السوري ربما يقلب المعادلة بكاملها لحساسية الجغرافيا السياسية والعسكرية هناك.

جنوب سوريا على نارٍ حامية… من «خفض التصعيد» إلى ساحة حرب
فصائل المعارضة تدمر رتلاً قرب درعا والنظام يغير بطائراته على مواقعها
هبة محمد

تحليلات فلسطينية تربط عبد الله ونتنياهو باعتراض أردني على «صفقة القرن» .. وعمان تبلّغ رام الله بنتائج الاجتماع

Posted: 19 Jun 2018 02:25 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: أكد مسؤولون فلسطينيون أن القيادة اطلعت على نتائج المباحثات التي جرت بين الملك الأردني عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في العاصمة الأردنية عمان، التي ركزت على ملفين أساسيين، هما القدس والجولة المرتقبة للمبعوثين الأمريكيين في المنطقة خلال الأيام المقبلة، في الوقت الذي اتهم فيه الدكتور صائب عريقات الإدارة الأمريكية بتحويل القضية الفلسطينية من سياسية إلى إنسانية.
وحسب مسؤولين فلسطينيين فإن اتصالات أجريت خلال الساعات الماضية، بين عمان ورام الله، استعرضت خلالها نتائج لقاء عبد الله بنتنياهو، الذي عقد أول من أمس الإثنين، دون إعلان مسبق.
لكن مسؤولين فلسطينيين من القريبين من دائرة القرار، أحجموا عن الكشف بشكل أكبر عن الملفات الخاصة بالوضع الفلسطيني، التي جرى استعراضها في اللقاء، وأودعت حاليا في مؤسسة الرئاسة، واكتفى أحدهم بالإشارة إلى أن أهم ملفين بحثا كانا ملف القدس وتحديدا المسجد الأقصى، والاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة.
وجرى خلال اللقاء التأكيد الأردني على وجوب بقاء الوضع في المسجد الأقصى على ما كان قائما قبل الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967، الذي بموجبه تتولى الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، المسؤولية عن شؤون المسجد، حيث تلقى الأردن قبل ساعات من اللقاء رسالة من المؤسسات الإسلامية في القدس، تدعوه للتدخل من أجل إنهاء الهجمات الإسرائيلية المنظمة على المسجد.
وناقش اللقاء حسب المسؤول الفلسطيني الذي تحدث لـ «القدس العربي»، الترتيبات الجارية في المنطقة، لاستقبال مبعوثي الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات خلال الأيام المقبلة، للترويح لـ «صفقة القرن».
وتربط تحليلات يتداولها ساسة فلسطينيون، اللقاء المفاجىء بين الملك عبد الله الثاني ونتنياهو، وبين وجود بعض الأفكار الأمريكية التي يحملها مخطط «صفقة القرن» التي لا تلاقي قبولا من الأردن، خاصة تلك التي لها علاقة بملف القدس واللاجئين.
وكان مكتب نتنياهو قد ذكر أن اللقاء بحث التطورات في المنطقة، والسبل الكفيلة بدفع عملية السلام، وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
يشار إلى أن اللقاء جاء في ظل تصاعد التحذيرات الفلسطينية من المخطط الأمريكي الجديد، الرامي لفرض حل سياسي، يلبي احتياجات إسرائيل على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، اتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، الولايات المتحدة بالسعي لتحويل القضية الفلسطينية من سياسية إلى «إنسانية بامتياز». وقال في تصريح صحافي إن واشنطن دعت سابقا للتخلص من القيادة الفلسطينية «بسبب تمسكها بالثوابت الوطنية وبالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية»، مبينا أن الإدارة الأمريكية في حاجة لقيادة تتعامل مع الواقع الجديد الذي تريده. وأكد أن الإدارة الأمريكية «دخلت في لعبة خطيرة جدا»، لافتا إلى أن هذه اللعبة تقوم على «استبدال الحقوق الوطنية بالمشاريع الإنسانية».
وشدد على أن ذلك يتطلب تنفيذ اتفاقات المصالحة وإيجاد نقطة ارتكاز لشراكة سياسية كاملة تقوم على أساس برنامج منظمة التحرير، مؤكدا أن الانقسام الفلسطيني يعتبر «الثغرة التي دخلت منها الولايات المتحدة وإسرائيل وصولا لتصفية المشروع الوطني الفلسطيني».
وجاء الاتهام الفلسطيني للإدارة الأمريكية، بعد الكشف عن مخططات واشنطن لتمرير «صفقة القرن» التي يستعد مبعوثوها لترويجها في المنطقة خلال الأيام المقبلة، حيث يحمل المخطط إقامة مشاريع بنى تحتية لقطاع غزة، مثل محطة توليد كهرباء وتنقية مياه، تقام في منطقة سيناء المصرية، حيت يريد مبعوثو واشنطن الحصول على تمويل عربي لتنفيذ هذه المشاريع، التي تقرأها القيادة الفلسطينية على أنها مقدمة لفصل غزة عن باقي أجزاء الوطن.

تحليلات فلسطينية تربط عبد الله ونتنياهو باعتراض أردني على «صفقة القرن» .. وعمان تبلّغ رام الله بنتائج الاجتماع
عريقات اتهم واشنطن بتحويل القضية من سياسية إلى «إنسانية بامتياز»

انتقاد جديد لقوانين تنظيم الصحافة والإعلام في مصر: اعتداء على الدستور

Posted: 19 Jun 2018 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: «اعتداء على الدستور، وردة واضحة عن الحريات الصحافية، وتفتح باب الهيمنة على العمل الصحافي»، هكذا وصف 15 من أعضاء مجالس نقابة الصحافيين السابقين، في مصر، في بيان أمس الثلاثاء، مشروعات قوانين تنظيم الصحافة والإعلام المعروضة على مجلس النواب وتضمنت أسماء الموقعين على البيان، كلاً من نقيب الصحافيين السابق يحي قلاش، وحمدين صباحي عضو مجلس نقابة الصحافيين الأسبق والمرشح السابق في الانتخابات الرئاسية، وأحمد سيد النجار عضو مجلس نقابة الصحافيين الأسبق والرئيس السابق لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام، ومحمد عبد القدوس ورجاء الميرغني وخالد البلشي وجمال فهمي، وحسين عبد الرزاق وعبد العال الباقوري وأسامة داود وحنان فكري.
الموقعون، طالبوا «مجلس نقابة الصحافيين بفتح حوار واسع تحت مظلة النقابة، حول سبل التصدي لما حوته مشروعات القوانين الثلاثة من مواد تشكل عدوانا على الدستور وافتئاتا على حقوق الصحافيين والكتاب والقراء والمشاهدين جميعا، والعمل على تعديلها».
كما دعوا مجلس النقابة لـ«تجاوز كل الخلافات، والتوحد معا تحت راية الدفاع عن حرية الصحافة والدفاع عن حقوقهم وحق المجتمع في المعرفة، والعمل لإسقاط المواد الخطيرة في تلك القوانين».
وأكدوا، أن «مشروعات القوانين، بنصوصها الحالية، تصادر ما تبقى من مساحات للتعبير عن الرأي، وتخل بتعهدات مصر الدولية، عبر مواد تجافي روح الدستور ونصوصه المتعلقة بحرية الصحافة، ومن خلال تعبيرات مطاطة تتسع لتجريم كل صاحب رأي، وتهدر ضمانات أساسية للعمل الصحافي بإعادة الحبس الاحتياطي في جرائم النشر، الذي تم إلغاؤه منذ عقود، ونصت على عدم مشروعيته مواد قانون الإجراءات الجنائية وقانون نقابة الصحافيين الحالي والقانون (96 لسنة 1996) بشأن تنظيم الصحافة، وذلك كله من أجل حماية حرية الممارسة الصحافية، وضمانة لحرية التعبير من سيف الترهيب والتهديد».
ورأى الموقعون أن «نصوص المشروع تفتح الباب أمام النيل من الصحافة القومية، بإعطاء حق إلغاء ودمج المؤسسات والإصدارات الصحافية طبقا لنص المادة (5) من المشروع، ما يمكن أن يمهد لسيطرة الإعلام الخاص على المجال الصحافي والإعلامي، ويخل بالتوازن الذي يمكن أن يحققه بقاء الصحافة القومية».
وأشاروا إلى أن «مشروع القانون جاء ليكرس هيمنة الهيئة الوطنية للصحافة على الجمعيات العمومية ومجالس الإدارة لتلك المؤسسات، عبر تقليص أعداد ممثلي الصحافيين والعاملين المنتخبين وزيادة أعداد المعينين من خارج المؤسسات، فضلا عن تجاوزه لعدد من المكتسبات التي حققها الصحافيون بنضالهم وطالبت بها الجمعيات العمومية لنقابتهم، ومنها حق المد الوجوبي للصحافيين إلى سن (65) عاماً».
وشدد النقابيون الموقعون على البيان، على أن «المواد (5 و10 و19 و29) من مشروع قانون المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، تعد بمثابة مصادرة للعمل الصحافي، فضلا عن مخالفتها لنصوص الدستور، إذ سيطرت فلسفة الهيمنة والمصادرة على مواد القانون، عبر التوسع في استخدام العبارات المطاطة مثل: مقتضيات الأمن القومي، والدفاع عن البلاد، ومعاداة مبادئ الديمقراطية، والتعصب الجهوي، أو التحريض على مخالفة القانون، طبقا لنصوص المشروع، وهو ما يفتح الباب أمام إمكانية استخدام تلك العبارات الغامضة للنيل من حرية الصحافة، وعودة المصادرة من جديد».

سياسات الحجب

وبينوا أن «مواد القانون تسمح بسياسات الحجب بقرارات إدارية ولأسباب واهية، وتفتح الباب على اتساعه لهيمنة الرأي الواحد وإقصاء المخالفين في الرأي، من خلال فرض سطوة المجلس الأعلى للإعلام على كل ما ينشر على الانترنت بشكل عام، بما فيها الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنحه الحق في وقفها وحجبها، واتخاذ إجراءات بشأنها، وهو ما يشكل عدوانا مباشرا على حق المواطنين في التعبير عن آرائهم».
وحذروا من أن «ما حوته مشروعات القوانين الثلاثة من مواد تنال من حرية الرأي والتعبير لن يدفع ثمنه الصحافيون وحدهم بل المجتمع بأسره، وان الصحافة الحرة هي ضمانة أساسية للمجتمع الحر المتماسك، باعتبارها ناقوس خطر ينبه إلى مواطن الخلل ويفتح الباب لعلاجها، قبل أن تتفاقم وتنال من سلامة وأمن المجتمع وتماسك بنيان الدولة».
وحسب الموقعين «الصحافيون أمام معركة طويلة النفس، لن ينهيها تسرع مجلس النواب بإقرار القوانين دون حوار جاد وحقيقي حولها، وأشاروا إلى أن انتصار الصحافيين في معركتهم ضد قانون اغتيال الصحافة وحماية الفساد، والمعروف بالقانون (93 لسنة 1995)، ليس بعيدا.. ولا يزال في الأذهان، بل وحلت ذكراه منذ أيام في العاشر من حزيران/ يونيو».
وحثوا «أعضاء مجلس النقابة الحالي والنقابيين أعضاء المجالس السابقة، على الانفتاح على روح هذا البيان والانضمام إلى الموقعين عليه في حوار جاد ومسؤول، تحت مظلة النقابة ومجلسها الحالي ورقابة جمعيتها العمومية، للتوافق حول آلية تحرك موحدة في مواجهة الخطر الحقيقي الذي تمثله بعض مواد تلك القوانين، كما دعوا مؤسسات المجتمع كافة، للتضامن في مواجهة ما تكرسه نصوص القوانين الثلاثة من عصف بحرية الرأي والتعبير، والدفاع عن حق الشعب في صحافة حرة قادرة على الدفاع عن الحقوق والتصدي للفاسدين، من أجل بناء الدولة الديمقراطية التي نتمناها جميعا».

676 صحافيا

يأتي ذلك في وقت وصل عدد الموقعين على بيان رفض مشروع القانون في إطار الحملة التي دشنها 4 من أعضاء مجلس النقابة، إلى 676 صحافيا.
وينظر البرلمان المصري، مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن «إصدار قانون تنظيم الصحافة والإعلام»
وكانت لجنة الثقافة والإعلام والآثار في مجلس النواب استقرت على تقسيم مشروع قانون تنظيم الصحافة والإعلام المقدم من الحكومة إلى 3 مشروعات قوانين منفصلة، الأول يتعلق بالهيئة الوطنية للصحافة وتنظيم الصحف القومية المملوكة للدولة، والثاني يختص بالهيئة الوطنية للإعلام وتنظيم وإدارة الإعلام المرئي والمسموع المملوك للدولة، والثالث يتعامل مع تنظيم وترخيص وسائل الإعلام الخاص ومسؤوليات واختصاصات المجلس الأعلى للإعلام في إصدار التراخيص للصحف الخاصة، والقنوات الخاصة، والمواقع الإلكترونية الخاصة.

انتقاد جديد لقوانين تنظيم الصحافة والإعلام في مصر: اعتداء على الدستور
15 نقابيا سابقا حذروا من مصادرة ما تبقى من مساحات التعبير عن الرأي
تامر هنداوي

العبادي يجتمع بأكثر من 10 قوائم انتخابية مطلع الأسبوع المقبل …ولا دعوات رسمية

Posted: 19 Jun 2018 02:25 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: يعتزم رئيس الوزراء العراقي، زعيم تحالف «النصر»، حيدر العبادي، عقد «اللقاء الوطني» الذي كان قد دعا إليه، أخيراً، مطلع الأسبوع المقبل، وسط توقعات بحضور 10 قوائم انتخابية فائزة في الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 أيار/ مايو الماضي.
وقال المتحدث باسم تحالف «النصر»، حسين العادلي، في بيان، إن «جميع القوى السياسية رحبت بدعوة رئيس الوزراء رئيس تحالف النصر حيدر العبادي لعقد اللقاء الوطني الموسّع»، مبينا أن «من المؤمل ان يعقد هذا اللقاء مطلع الاسبوع المقبل، وهناك تحضيرات كبيرة بهذا الشان».
وأضاف: «الهدف من هذا اللقاء هو الاتفاق على المعالم العامة لإدارة الدولة ومؤسساتها في المرحلة القادمة»، مشيراً إلى أن «اللقاء سيشمل قرابة عشر قوائم فائزة بالانتخابات، ولن يتطرق إلى قضية الطعون الانتخابية باعتبار أنها قضية قضائية والحسم فيها قانوني قضائي».
ورغم سعي العبادي إلى جمّع الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات باجتماعٍ موحّد، بهدف تحديد ملامح الحكومة المقبلة، وإعداد برنامج حكومي لها، غير أنه لم يوجّه أي دعوة «رسمية» للكتل السياسية للمشاركة في الاجتماع المرتقب.
ومن بين الكتل السياسية التي لم تتلق دعوة من العبادي، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الراحل جلال طالباني، الذي أكد عدم تسلمه أي دعوة رسمية للتباحث حول تشكيل الحكومة الجديدة، لكنه رحب بأي مبادرة لحل الأزمة.
القيادي في الحزب الكردي، خالد شواني، قال في تصريح أورده الموقع الرسمي للحزب، إن «الاتحاد الوطني الكردستاني يؤكد على مشاركة القوى الكردستانية بوفد موحد وبرنامج مشترك للمشاركة بالاجتماعات مع الأطراف العراقية».
وسبق لشواني أن مثل حزبه في الوفد الذي زار العاصمة بغداد أوآخر أيار/ مايو الماضي، والتقى قادة الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات.
ويأتي تصريح السياسي الكردي، في وقت تشهد الأحزاب السياسية الكردستانية انقساماً حاداً، على خلفية اتهام الأحزاب المعارضة، أبرزها التغيير، والحزب الإسلامي الكردستاني، وحزب العدالة والتنمية، للحزبين الكرديين الرئيسين (الاتحاد الوطني، والديمقراطي الكردستاني) بالتلاعب بنتائج الانتخابات لصالحهم.
ويتبنى قادة الاتحاد الوطني الكردستاني «وساطة» لتقريب وجهات النظر بين الأحزاب الكردستانية، بهدف توحيد «البيت الكردي»، قبل الشروع بمفاوضات تشكيل الحكومة في بغداد، لكن تلك المحاولات لم تثمر حتى الآن عن أي نتائج.

تحالف شامل

في المقابل، عاد زعيم ائتلاف «دولة القانون» إلى الحديث مجدداً عن المشروع السياسي الذي يتبناه أي «الأغلبية السياسية»، والعمل على تشكيل «تحالف شامل».
ويتنافس المالكي، وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إضافة إلى زعيم تحالف «النصر» حيدر العبادي، بالسعي إلى زعامة «الكتلة البرلمانية الأكبر»، التي ستتولى مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، لكن من دون اتضاح إلى من ستميل الكفّة حتى الآن.
وقال المالكي في تصريح صحافي تناقله عدد من وسائل الإعلام المحلية، إن «ائتلافنا يعمل على لم شمل القوى الخمس التي سجلت حضورا انتخابيا، والتي من الممكن أن تلتقي على قاعدة عدم التبعية لاي طرف من الأطراف، تمهيدا لتشكيل لجنة تحضيرية لتحالف شامل ينفتح على جميع القوى السياسية السنية والكردية».
وأضاف أن «ائتلاف دولة القانون يعمل على تشكيل تحالف شامل يضم الشيعة والسنة والكرد لتشكيل الأغلبية»، مشيرا إلى أن «من يؤمن بالأغلبية سيعتبر شريكا، ومن لم يؤمن بها فباستطاعته التوجه إلى المعارضة وفق آليات الديمقراطية».
وبيّن ان «من السابق لأوانه الحديث عن التحالفات ما لم يتم تصحيح مسار العملية الانتخابية والمصادقة على نتائج الانتخابات بشكل نهائي»، معربا عن «مخاوف من دخول العراق في فراغ دستوري بعد 30 حزيران(يونيو) الجاري، وهو الموعد الذي ينتهي فيه عمل البرلمان». وتترقب الكتل السياسية يوم الخميس المقبل بفارغ الصبر، كونه سيحمل معه قرار المحكمة الاتحادية بشأن الطعون المقدمة من «ثلاث جهات» على التعديل الثالث لقانون الانتخابات.
وفي 6 حزيران/ يونيو الجاري، صوّت مجلس النواب على التعديل الثالث لقانون الانتخابات، الذي جمّد بموجبه عمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وألغى نتائج التصويت الخاص والخارج، إضافة إلى إلزام «مجموعة قضاة» بإجراء فرز وعدّ يدوي لأصوات الناخبين.
وقال المتحدث باسم المحكمة الاتحادية، أياس حسام الساموك، في بيان له، إن «المحكمة الاتحادية العليا حددت الساعة العاشرة من صباح 21 حزيران/ يونيو الجاري، موعدا للنظر بجلسة علنية بالدعاوى المقامة من (…) رئيس الجمهورية/ إضافة لوظيفته، ومن مجلس المفوضين، ومن الحزب الديمقراطي الكردستاني، للطعن بقانون التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب».

المطلب نفسه

في الأثناء، حذّر ائتلاف «الوطنية» بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، من تكرار ما حدث بعد انتخابات عام 2010 بـ«سيناريو مغاير»، داعيا السياسيين المقارعين للنظام السابق (صدام حسين) إلى عدم الوقوع بما اسماه «المطب نفسه».
وكان ائتلاف «العراقية» برئاسة علاوي حصل في نتائج الانتخابات التي أجريت في 2010، على المركز الأول في العراق بأكثر من 90 مقعدا، غير ان المحكمة الاتحادية قضت بأن الكتل الأكبر تقر بعد إعلان النتائج وليس قبلها، ليشكل التحالف الوطني (نحو 150 مقعداً) الذي يضم الكتل الشيعية الحكومة برئاسة نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون لدورة ثانية.
وقال الائتلاف في بيان له، إن «من أبرز الأمور التي ستؤذي العراق هو إعادة ما شهدته انتخابات عام 2010 من تجاوز لاستحقاقات ائتلاف العراقية الفائز، وإلغاء للدستور، والالتفاف على نتائج الانتخابات بقوة، وقد اقترن ذلك بتدخلات سافرة من بعض الدول لتسهيل مصادرة إرادة الشعب العراقي، وهو ما أدى إلى نتائج وخيمة كانت حصيلتها ملايين النازحين واللاجئين والمشردين، ودمار مدن بأكملها وخراب مستمر لا يزال يعصف بمقدرات العراق».
وأضاف «قد تتكرر للأسف المأساة نفسها اليوم، لكن بشكل آخر، من خلال محاولة غض النظر عن عمليات التزوير والخروقات الفاضحة التي شهدتها الانتخابات بحجج واهية والتسليم بعناوين تتسم بالاٍرهاب الفكري والسياسي الذي سيتسبب بكوارث خطيرة تضاف إلى الكوارث التي خلفها الالتفاف على نتائج انتخابات 2010، مما سيعزل الحكومة القادمة ومجلس النواب عن الشعب».
وأهاب ائتلاف علاوي بالقضاء العراقي أن «يكون منصفا ومحايدا في حكمه على الأمور»، محذّراً في الوقت عيّنه من «وقوع بعض الساسة في هذا المطب الخطير، خاصة الذين ناضلوا وحاربوا الديكتاتورية البغيضة في العراق وأسسوا العملية السياسية فيه، وندعو الجميع إلى الالتزام بأن تكون مصلحة العراق واستقراره ووحدته وسلامة شعبه». على حدّ قول البيان.

العبادي يجتمع بأكثر من 10 قوائم انتخابية مطلع الأسبوع المقبل …ولا دعوات رسمية
المحكمة الاتحادية تبتّ بطعون قانون الانتخابات الخميس… والمالكي يجدد دعوته لـ«الأغلبية السياسية»

لبنان: الجمود السلبي في تأليف الحكومة انسحب شللاً على مجلس النواب

Posted: 19 Jun 2018 02:24 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : يسيطر الجمود السلبي على عملية تأليف الحكومة الجديدة التي لم تنضج طبختها بعد، وعاود رئيس مجلس النواب نبيه بري التعبير عن عدم رضاه على مسار التأليف وهو أعلن صراحة امام زواره «أنا غير راض ، وبدل ان نتقدم إلى الامام، فإن الامور تسير إلى الوراء ولا أعرف السبب». واضاف بري «كنا قد طالبنا بالتعجيل وأكدنا استعدادنا للتسهيل إلى أبعد الحدود لكن لم يتم التجاوب مع مطلب تأليف حكومة سريعة تتصدى للمشكلات الاقتصادية التي يعانيها البلد ويا للأسف والوضع مهترئ».
ورأى «ثمة اسباب داخلية وخارجية تؤخر التأليف. ولا مؤشرات ايجابية تشير إلى الجدية المطلوبة. واذا تأخرت عملية التشكيل في الايام العشرة المقبلة نصبح في وضع أصعب. قلنا لهم يا جماعة الخير عجّلوا لكن لا يبدو انهم مستعجلون. وأنا موجود في البلد لأيام قليلة اذا ارادوا التشكيل أهلاً وسهلاً وإلّا فلن يجدوني بعدها» في اشارة إلى تحضير نفسه للسفر في اجازة عائلية إلى اوروبا.
غير أن أوساط «تيار المستقبل» تستغرب الحديث عن بطء وتأخير في تأليف الحكومة، وتشير إلى أنه يمض على تكليف الرئيس سعد الحريري مهلة شهر بعد.وتؤكد الأوساط أن الرئيس المكلف وفور عودته إلى بيروت اليوم سينكبّ على دفع عملية التأليف جدياً باتجاه ولادة التشكيلة الحكومية المأمولة»، موضحةً أنه سيلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون للتشاور معه في هذا الخصوص تمهيداً لوضع اللمسات الأخيرة على خارطة توزيع الحصص والحقائب على مختلف المكونات الحكومية. وعن العقد المتبقية أمام إنجاز التشكيلة، أوضحت الأوساط «أنّ الاتصالات جارية بشكل يومي في سبيل تذليلها وإنجاز الصيغة النهائية للحصص الوزارية، وأبرز هذه العقد تتمحور حول مسألة حصة «القوات اللبنانية» التي لا تزال ترواح بين 4 و5 وزراء وما إذا كانت ستشمل حقيبة سيادية أو نيابة رئاسة الحكومة. في وقت لا تزال الحصة الدرزية الحكومية محط أخذ ورد تحت وطأة تمسك «الحزب التقدمي الاشتراكي» القاطع بأحقيته في الاستحواذ على هذه الحصة كاملةً وتسمية الوزراء الدروز الثلاثة».
وعن حصة كل من رئيسي الجمهورية والحكومة في التشكيلة المُرتقبة، لفتت الأوساط إلى «أنّ إنجازها يتم بالتفاهم بينهما وسط تشديدها على كون الرئيس الحريري يرفض أي شريك لـ»تيار المستقبل» في «التمثيل السُنّي» تماماً كما يرفض إلزامه بأي تشكيلة وزارية غير مقتنع بها طالما أنه الرئيس المكلف لإنجاز هذه التشكيلة»، من دون أن تستبعد موافقته على انضمام وزير سُنّي إلى كتلة رئيس الجمهورية الحكومية في إطار تبادل يتيح للحريري تسمية وزير مسيحي في التشكيلة المرتقبة.
وكانت أجواء فريق 8 آذار انتقدت الرئيس الحريري الذي «يتعامل – على حد تعبيرها – مع تأليف الحكومة على أن الوقت متاح ومفتوح بلا مهل ، وأن لا قيد ‏دستورياً أمامه، ولا أحد قادراً على إرغامه ـ إن لم يشأ هو ـ على ‏التخلي عن تكليف الغالبية النيابية».
وفي وقت صدرت تسريبات عن سعي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى تحديد مهلة زمنية لتأليف الحكومة فقد أفيد بأنه ليس في وسع رئيس الجمهورية تقصير التكليف، وأن لا سابقة في الحياة الدستورية اللبنانية منذ اتفاق ‏الطائف أن استرجعت الغالبية النيابية التكليف من الرئيس المكلف تأليف الحكومة.
تزامناً ، وفيما الحكومة الحالية في وضع تصريف اعمال وغير قادرة على الاجتماع أو على إتخاذ قرارات مفصلية إلا في حالات طارئة، فقد إنسحب الجمود والشلل على المجلس النيابي الجديد‎ الذي إنتخب رئيساً له ونائباً للرئيس وأعضاء هيئة المكتب لكنه لم ينتخب لجانه النيابية أو بالاحرى المطبخ التشريعي في انتظار تأليف الحكومة بسبب عدم جواز الجمع بين الوزارة وعضوية لجنة نيابية.
وهكذا فإن المجلس النيابي المنتخب في 6 ايار الفائت ‏والذي دخَل ولايته الفعلية في 21 منه، عاجز عن عقد الاجتماعات ودرس واقرار اقتراحات القوانين. وقد لوّح الرئيس بري بالدعوة إلى جلسة عامة لانتخاب أعضاء اللجان في حال التأخر في تأليف الحكومة علماً أن ولاية أعضاء اللجان تنتهي في أول ثلاثاء بعد 15 تشرين الاول المقبل.

لبنان: الجمود السلبي في تأليف الحكومة انسحب شللاً على مجلس النواب
بري ينتقد عدم التعجيل… والحريري يحضر الحصص والحقائب
سعد الياس

قوات الاحتلال تعتقل 13فلسطينيا وتصادر أموالا وأسلحة وتصعّد إجراءاتها عقب تخريب حفل بحضور السفير الروسي في القدس

Posted: 19 Jun 2018 02:24 PM PDT

رام الله ـ» القدس العربي»: اندلعت مواجهات في عدة مناطق في الضفة الغربية، تصدى خلالها المواطنون لعمليات الاقتحام الإسرائيلية، انتهت باعتقال 13 شخصا، ومصادرة أموال. وزعمت قوات الاحتلال عثورها على أسلحة، كما استدعت ستة فلسطينيين من القدس المحتلة للتحقيق، على خلفية مشاركتهم في حفل حضره السفير الروسي، وجرى تخريبه قبل انتهائه.
فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابين من بلدة تقوع شرق مدينة بيت لحم، بعد أن داهمت منزلي ذويهما وأخضعته للتفتيش. واعتقلت شابا ثالثا بعد قيامها باقتحام أحد منازل بلدة بيت جالا القريبة، وقام الجنود بتكسير محتوياته.
وفي مدينة الخليل جنوب الضفة، قامت قوات الاحتلال بعمليات تفتيش طالت العديد من المنازل، وأطلقت خلال المداهمات قنابل الصوت، فيما قام شبان برشقها بالحجارة. وتشهد مدينة الخليل وضواحيها منذ أكثر من أسبوعين، عمليات تفتيش واسعة النطاق، تنفذها قوات الاحتلال، وطالت مئات المنازل، وتخللتها حملات اعتقال واسعة أيضا طالت نساء.
وكانت قوات الاحتلال المتمركزة في حي تل ارميدة، أجبرت مواطنين من مدينة الخليل على خلع ملابسهم للسماح لهم بالدخول إلى منازلهم في المنطقة. وفي اعتداء آخر طال الخليل، شرع مستوطنون بحماية قوات الاحتلال، بتجريف عشرات الدونمات من الأراضي الفلسطينية القريبة من مستوطنة «ماعون» جنوب المدينة، كما قامت بإنشاء معسكر للجيش في منطقة وادي الحصين شرق الخليل، على أراض فلسطينية.
واندلعت مواجهات في بلدتي مادما وعصيرة القبلية، الواقعتين في محيط مدينة نابلس شمال الضفة، بعد قيام قوات الاحتلال باقتحامات.
ووصلت الاقتحامات الى بلدة صانور جنوب مدينة جنين شمال الضفة، وداهمت قوات الاحتلال منازل، وأجرت تحقيقات ميدانية، قبل أن تنصب حواجز عسكرية على مدخل البلدة.
وفي مدينة طولكرم شمال الضفة، اقتحمت منزل أسير محرر واعتقلته، كما صادرت سيارته الخاصة، وذلك بعد قيام القوة المقتحمة بنصب حواجز عسكرية في مناطق مختلقة تقع في المدينة. وشملت عمليات الدهم والتفتيش الإسرائيلية، اقتحام قرية النبي صالح شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، حيث قامت أيضا بإجراء حملات تفتيش واسعة.
يشار إلى أن عمليات الدهم والتفتيش تخللها قيام قوات الاحتلال بسلب مبالغ مالية كبيرة من منازل المواطنين، زعمت أنها تستخدم في «تمويل المقاومة»، كما زعمت عثورها على أسلحة خلال تلك العمليات.

تخريب حفل فلسطيني شارك فيه سفير روسيا

وفي السياق استدعت مخابرات وشرطة الاحتلال ستة نشطاء من مدينة القدس المحتلة للتحقيق بعد إخلاء سبيلهم في وقت متأخر من ليل الإثنين.وكانت مخابرات الاحتلال قد اعتقلت النشطاء بعد اقتحامها حفل عشاء نظمته جمعية الصداقة الفلسطينية الروسية في أحد فنادق القدس المحتلة، بمناسبة اليوم الوطني لروسيا الاتحادية. وكان من ضمن الحضور السفير الروسي حيدر أغانين، ورئيس الجمعية الدكتور نبيل شعث، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح روحي فتوح، والمطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس، وأيمن عودة رئيس القائمة العربية المشتركة، وعدد كبير من الشخصيات الاعتبارية الوطنية والدينية والدبلوماسية وأعضاء من المجلسين التشريعي والثوري لحركة فتح. وسلم ضباط المخابرات الإسرائيلي المسؤولين عن الحفل أمرا يقضي بإغلاق المكان، ومنع استمرار الاحتفال، حيث تخلل العملية اعتقال ست من الشخصيات المشاركة بالحفل، وتسليم إدارة الفندق أوامر استدعاء للتحقيق.
وكان السفير الروسي قد ألقى كلمة، قبل اقتحام قوات الاحتلال للفندق، أكد فيها عمق العلاقات الفلسطينية – الروسية، وقال إن بلاده نظمت الاحتفال في القدس «للتأكيد على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وهو ما يعترف به الاتحاد الروسي».
وتمت عملية اقتحام الفندق خلال كلمة الدكتور نبيل شعث، الذي أوقف عن مواصلة الحديث عن العلاقات الحميمة التي تربط فلسطين بالاتحاد الروسي، وتخلل عملية الاقتحام مشادات كلامية بين المقتحمين والنائب العربي في الكنيست أيمن عودة والمدعوين قبل اعتقال عدد منهم.

اقتحامات المستوطنين

الى ذلك اقتحمت مجموعات من المستوطنين المتطرفين، صباح أمس باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة «باب المغاربة» بحراسة عناصر من شرطة الاحتلال الخاصة. وكانت قوات الاحتلال قد فتحت باب المغاربة قبل الاقتحام، وانتشرت في باحات المسجد الأقصى المبارك تمهيدًا لتأمين اقتحامات المتدينين الصهاينة له، فيما قامت قوات أخرى بتقييد حركة دخول المصلين المسلمين للمسجد.
وفي السياق أكدت الهيئات الإسلامية في القدس ان شرطة الاحتلال تحاول فرض هيمنتها على إدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك، وبشكل تدريجي، خطوة بعد خطوة، وذكرت هذه الهيئات في بيان مشترك أن سلطات الاحتلال تتطلع للسيطرة على الجانب الشرقي من المسجد الأقصى المبارك، بما في ذلك منطقة «باب الرحمة». وأشارت إلى عمليات منع حراس المسجد التابعين للأوقاف الإسلامية، من أداء واجباتهم الوظيفية في هذا الجزء الذي لا يتجزأ من الأقصى، وأكد البيان أن المسلمين هم أصحاب الشأن والاختصاص والصلاحية في إدارة شؤون الأقصى، وتمثلهم دائرة الأوقاف الإسلامية. وأكدت هيئات القدس الإسلامية رفضها لأي تغيير للواقع الذي كان عليه المسجد الأقصى المبارك في شهر حزيران/ يونيو من عام 1967، كما أكدت رفضها أي تدخل من سلطات الاحتلال بإدارة شؤون الأقصى. وحمّلت الهيئات الإسلامية في القدس الحكومة الإسرائيلية اليمينية، مسؤولية أي تجاوز بحق الأقصى المبارك، الذي هو للمسلمين وحدهم.

قوات الاحتلال تعتقل 13فلسطينيا وتصادر أموالا وأسلحة وتصعّد إجراءاتها عقب تخريب حفل بحضور السفير الروسي في القدس
هيئات القدس الإسلامية تحذر من مخططات للسيطرة على الجانب الشرقي من الأقصى

«أسبرطة الصغيرة» و«أسبرطة الكبيرة»: الإمارات وأمريكا

Posted: 19 Jun 2018 02:23 PM PDT

تعاظم دور الإمارات العربية المتحدة بصورة ملحوظة جداً منذ أن تولّى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا التعاظم خلفية باتت عناصرها معروفة بعد أن انكشفت عنصرا تلو الآخر بوتيرة تسارعت منذ العام الماضي، العام الأول من عهد ترامب الرئاسي. وتتيح العناصر المتوفّرة توضيح صورة دولة يناهز عدد مواطنيها مليوناً واحداً لا غير (بينما يزيد عدد «الأجانب» المقيمين فيها عن ثمانية ملايين) وتطمع في دور عسكري إقليمي لا يتناسب قط مع حجمها، بل يفوقه بأشواط.
ويعود هذا الدور، الذي باتت مأساة اليمن مسرحاً رئيسياً له، إلى قرار محمّد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد إمارة أبو ظبي ورئيس مجلسها التنفيذي، والقائد الفعلي للقوات المسلحة الإماراتية وإن كان رسمياً نائب شقيقه خليفة بن زايد، رئيس دولة الإمارات والقائد الأعلى لقواتها. وقد عمل محمّد بن زايد في القوات المسلحة الإماراتية بعد إكمال دراسته العسكرية في بريطانيا سنة 1979، وبلغ رتبة فريق أول متولّياً على التوالي قيادة القوات الجوّية ونيابة رئيس الأركان، ثم رئاسة الأركان. فكان مصمّم بناء القوة العسكرية الإماراتية بطموح مفرط استند إلى الثروة النفطية العظيمة لدولته، وقد زاد نفقاتها العسكرية باطّراد خلال السنوات الأخيرة بحيث بلغت المرتبة العالمية الرابعة عشرة، والمرتبة الإقليمية الثانية بعد المملكة السعودية. وقد فاقت نفقات الإمارات العسكرية في السنوات العشر المنصرمة نفقات جميع دول المنطقة بما فيها إسرائيل، ذات الجيش المتضخّم، ومصر (سكّانها 97 مليوناً) وإيران (81 مليوناً) وتركيا (80 مليوناً)!
هذا وقد اعتمد محمّد بن زايد في تحقيق طموحه على التعاون العسكري الوثيق مع الولايات المتحدة (ومع فرنسا بالدرجة الثانية)، فشاركت القوات الإماراتية في كل الحملات التي قادتها واشنطن منذ الحرب على العراق في عام 1991، باستثناء واحد هو احتلال العراق في عام 2003. فقد انضمّت إلى حملات الصومال وكوسوفو وليبيا وأفغانستان، وصولاً إلى الحملة الجوّية ضد تنظيم «الدولة» (داعش) في العراق وسوريا التي تميّز فيها الطيران الإماراتي بقيامه بالدور الأهمّ بعد دور الأخ الأكبر الأمريكي. وبالإضافة إلى هذه المشاركة العسكرية في حملات واشنطن، والنهم المذهل في مشتريات الأسلحة الذي كان للصناعة العسكرية الأمريكية فيه حصة الأسد، قدّمت الإمارات خدمات جليلة للقوات المسلّحة الأمريكية خلال السنوات الأخيرة، منها وضع قاعدة الظفرة الجوّية بتصرّفها بحيث تمركزت فيها إحدى أهم وحدات سلاح الجوّ الأمريكي ومعها سرب من الطائرات الحربية، بما فيها طائرات لوكهيد مارتن إف ـ 22 رابتور الأكثر تقدّماً في ترسانة القوّات الجوّية الأمريكية. ومن الخدمات الجليلة أيضاً وضع ميناء جبل علي بتصرّف البحرية الأمريكية، وقد غدا أهم مرافئها خارج الولايات المتحدة.
أما النتيجة الطبيعية لكل هذا الحماس والسخاء من قِبَل الإمارات، وهي النتيجة التي توخّاها بالأصل محمّد بن زايد، فكانت نيل رضى وثقة القوات المسلّحة الأمريكية. وقد روى تقرير هام لصحيفة «واشنطن بوست» عن دور الإمارات العسكري، نُشر بتاريخ 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، كيف أن ما وصفناه أعلاه ادّى إلى تقدير عالٍ للإمارات في البنتاغون. وقد نقل التقرير بوجه خاص إعجاب جيمس ماتيس، الذي كان آنذاك جنرالاً متقاعداً بعد أن ترأس «القيادة المركزية الأمريكية» المسؤولة عن منطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في سنوات 2010 ـ 2013 وقبل أن يعيّنه ترامب وزيراً للدفاع. وقد أخبر ماتيس الصحيفة أنه وزملاءه في البنتاغون يطلقون على دولة الإمارات لقب «أسبرطة الصغيرة»، وهي نسبة إلى المدينة/الدولة الإغريقية التي اشتهرت بدورها العسكري التوسّعي والتي قادت القوات الإغريقية في حربها ضد الفرس.
ولم يكن إطلاق هذا اللقب من باب الإعجاب بدور الإمارات العسكري وحسب، بل ارتبط بما روته الصحيفة الأمريكية عن معارضة الإمارات للاتفاق النووي مع إيران الذي كانت إدارة أوباما تسعى وراءه آنذاك والذي توصّلت إلى عقده في العام التالي. ومن المعروف أن ماتيس اختلف مع الإدارة على موضوع إيران وكان يدعو إلى موقف متشدّد إزاءها بما فيه ضربها عسكرياً، مما أدّى إلى انسحابه. هذا وقد كشفت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية في العام الماضي أن الجنرال المتقاعد ماتيس تقدّم في عام 2015 بطلب لدى وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين كي تؤذنا له العمل كمستشار عسكري لدى دولة الإمارات.
هذا وقد نقلت «واشنطن بوست» في تقريرها لعام 2014 عن ضابط أمريكي برتبة عالية مشارك في عمليات الشرق الأوسط، رفض الإفصاح عن اسمه، أن هاجس الإمارات الرئيسي الذي تستعدّ له من خلال جميع نشاطاتها العسكرية إنما هو الحرب ضد إيران. وكل هذه المعلومات مثيرة للقلق من أن تنوي «أسبرطة الصغيرة» السير في ركاب «أسبرطة الكبيرة»، التي بات يرأسها عدوّ إيران اللدود وصديق إسرائيل الحميم دونالد ترامب، في حرب على إيران لن يكون من شأنها سوى أن تجلب على منطقتنا أضعاف المآسي التي أدّت إليها أمس الحرب على العراق وتؤدّي إليها اليوم الحرب في اليمن، ناهيكم عن حرب سوريا.

٭ كاتب وأكاديمي من لبنان

«أسبرطة الصغيرة» و«أسبرطة الكبيرة»: الإمارات وأمريكا

جلبير الأشقر

القضية خطيرة لكن الضرر طفيف

Posted: 19 Jun 2018 02:23 PM PDT

إذا كان بيان جهاز الأمن العام «الشاباك» من يوم أمس صحيحا، ومثلما لمح فيه ـ مسنوداً أيضاً إلى إفادة غونين سيغف نفسه، بأنه تجسس عن وعي في صالح الاستخبارات الإيرانية ـ فإن هذه هوة عميقة على نحو خاص تدهور اليها الوزير السابق، أعمق حتى من كل الحفر التي تمكن حتى الآن من الوقوع فيها.
إذا كانت هذه الامور صحيحة ـ ومحامو سيغف، كما تجدر الاشارة، يقولون انه يوجد في ما نشرته المخابرات مبالغة كبيرة، إلا أنهم لا ينفونها ـ فالحديث يدور عن بائس الروح أبدى لامبالاة مطلقة تجاه كل معيار، قانون، أخلاق وولاء.
ومع ذلك، وبعد قول هذه الامور القاسية، من الصعب الافتراض بأنه ألحق ضرراً ذا مغزى بأمن الدولة. فشخص أُدين بتجارة المخدرات الخطيرة ويعتبره المجتمع، وليس فقط جهاز القانون، كمن تجاوز كل خط أحمر، واصبح على الفور شخصية غير مرغوب فيها.
ليست صدفة أن غادر سيغف إسرائيل وعاش في الخارج. فقد كان يعرف بأنه سيكون من الصعب عليه جداً، ولا سيما بعد أن سحبت منه رخصة العمل في الطب، العودة للانخراط في منصب ذي مغزى في دائرة العمل في إسرائيل. أما في نيجيريا فأحد لا يعرفه، وحتى لو كان يعرفه، فليس مؤكداً أن هذا سيمنعه من القيام بالاعمال التجارية.
لا نقول هذا للتخفيف من معنى أفعاله لأن سيغف، حسب ما أفادت المخابرات ومن حديث مع مصادر مطلعة على القضية، اعترف في أنه عرف على مدى زمن طويل، سنوات على ما يبدو، بأنه عمل في خدمة الإيرانيين. بكلمات أخرى، لم تكن المخابرات هي التي أنارت عينيه وقالت له أن المحافل التي التقاها في السفارة الإيرانية، وبعد ذلك الإيرانيون الذين التقاهم في أماكن مختلفة من العالم بل وفي إيران أساساً، هم رجال استخبارات. من الصعب الافتراض بأن سيغف كان بريئاً لدرجة أنه صدق ما قيل عن أن هؤلاء العملاء هم رجال أعمال. ولكن حسب المخابرات فقد كان يعرف جيداً بأنهم رجال استخبارات وإذا لم يكن هذا بكاف، فإنه مشبوه بأنه حاول توريط رجال أعمال اسرائيليين آخرين في القضية حين عرضهم على الإيرانيين، في الوقت الذي عرض الإيرانيين كـ «رجال أعمال».
بقدر معيّن يمكن أن نجد تماثلاً بين حالة سيغف وبين حالة العقيد شمعون لفنزون، الذي عمل في خدمة المخابرات، الموساد والجيش ولكن تنقل من منصب إلى منصب عقب سلسلة حالات خلل وفي النهاية وصل إلى الأمم المتحدة، وفي 1983 عرض خدماته على جهاز المخابرات الروسية الـ «كي. جي. بي» وفي الحالتين كانت هذه حالة شخص محبط لم ينجح في إيجاد مكانه في إسرائيل وشعر بالمرارة الشديدة تجاه الدولة.
لفنزون الذي عُيّن حين كان جاسوسا مسؤول الأمن في ديوان رئيس الوزراء كانت لديه معلومات سرية كثيرة ليعرضها مما كان لسيغف، ولكن كان ، وبشكل عام ما تعرفه عنه الدائرة الداخلية لاسرائيل الصغيرة، حيث الكل يعرف الكل. فمثلاً، عن سياقات اتخاذ القرارات ومن صديق من.
يعمل جهازا استخبارات إيرانيان مركزيان ضد اسرائيل. الاول هو قوة القدس في الحرس الثوري، الوحدة الخاصة للحرس الثوري التي تعنى بمساعدة منظمات الإرهاب في الشرق الاوسط مثل حزب الله في التخطيط والتنفيذ للعمليات.
أما الجهاز الثاني فهو وزارة الاستخبارات الإيرانية، التي يمكن أن توازي الموساد بقدر ما. فالحديث يدور عن جهاز له فروع في كل العالم. هو الذي جنّد بعضاً من العملاء الذين عملوا في إسرائيل. كما كانت الوزارة هذه تعنى بنقل العقيد الحنان تننباوم، بعد أن أُغري للوصول إلى دبي لتجارة المخدرات، فخُدر وأُرسل بالبريد الدبلوماسي إلى زنزانة السجن لدى حزب الله في بيروت.
بين الجهازين توجد خصومة شديدة وتبادل للاتهامات القاسية. والمخابرات الاسرائيلية كانت تعرف منذ زمن إمكانية أن يكون سيغف قد جند واستغلت فرصة أنه رفض دخوله إلى غينيا وأوقف على الحدود كي تستخدم شرطة اسرائيل لتجلبه إلى معتقل في البلاد.
إن قضية تجنيد وتفعيل سيغف تظهر مرة أخرى بعض الاستنتاجات الهامة. الاول: الاستخبارات الإيرانية تعمل على نطاق واسع بهدف العودة إلى اسرائيل وجمع أوسع قدر من المعلومات عنها. ثانيا: «يطلق الإيرانيون النار في كل الاتجاهات»، على حد قول المخابرات الاسرائيلية. وهم يقصدون بأن الإيرانيين يجندون من يقع في اليد ـ من أهداف نوعية مثل سيغف وحتى جهات فلسطينية صغيرة أكثر ـ على أمل أن يحصلوا على كل ذرة معلومات. ثالثا: الإيرانيون، مثلنا، يرون أنفسهم في ذروة حرب ضد اسرائيل، ولهذا فإنهم يستعدون لتصعيد محتمل من خلال جمع المعلومات الاستخباراتية.
الاستنتاج الرابع: تشديد نشاط قسم إحباط التجسس الإيراني في المخابرات يثبت نفسه والجهاز ينجح في الكشف عن مؤامرات إيرانية عديدة. والخامس: أنه فضلاً عن قضية تننباوم، لم ينجح الإيرانيون في تجنيد أي عميل ذي مغزى في إسرائيل. على الأقل حسب ما نشر حتى الآن.

رونين بيرغمن
يديعوت 19/6/2018

القضية خطيرة لكن الضرر طفيف
بوسع سيغف أن يرسم للإيرانيين ما عرف به في عهده كوزير
صحف عبرية

احتجاج إسرائيلي على زيارة الأمير وليم للشطر الشرقي من القدس

Posted: 19 Jun 2018 02:23 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: بعد إلغاء منتخب الأرجنتين مباراة ودية في كرة القدم مع منتخب إسرائيل في القدس المحتلة، احتج قادة الاحتلال على برنامج زيارة الأمير وليم البريطاني، لأنه سيزور الشطر الشرقي من القدس، باعتبارها وفق برنامجه جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن المفترض أن يصل الأمير وليم إلى الشرق الأوسط  في 25 حزيران/ يونيو الحالي، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، تبدأ في الأردن ثم الضفة الغربية وإسرائيل.
وجاء في برنامج الزيارة وفقا لبيان صادر عن قصر كينزينغتون أن «البرنامج في الأراضي الفلسطينية المحتلة سيبدأ باستعراض التاريخ والجغرافيا للبلدة القديمة في القدس». وأثار هذا النص في البيان غضب الوزير الإسرائيلي لشؤون القدس زئيف إلكين، وهو مستوطن ومهاجر جديد وصل إلى فلسطين التاريخية ويحمل أفكارا يمينية متطرفة توراتية وغيبية. واعتبر إلكين في بيان أمس أنه «من المؤسف أن تختار بريطانيا تسييس زيارة رسمية»، زاعما  أن القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل منذ أكثر من 3000، ولا يمكن لأي تشويه في صفحات الإعداد للجولة أن يغير الواقع. وتابع «أتوقع من مساعدي الأمير تصحيح التشويه».
وكشفت مصادر إسرائيلية قبل أيام أن الأمير وليام سيزور الأماكن المقدسة في القدس المحتلة، وبينها حائط البراق، في إطار زيارته للسلطة الفلسطينية. وأوضح موقع «واينت» الإخباري «أن كنيسة القيامة والحرم القدسي الشريف بين الأماكن التي سيزورها الأمير وليم في القدس المحتلة.
وفي سياق العلاقات الخارجية كشفت القناة الإسرائيلية الرسمية أن سفير الولايات المتّحدة في إسرائيل، دافيد فريدمان، استشاط غضبًا من تصريحات وزراء إسرائيليين حول نيّة الولايات المتّحدة الأمريكيّة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوريّ المحتلّ. وطبقا للقناة، قال خلال إحدى الجلسات الخاصّة «إنهم في إسرائيل لا يفهمون أن هناكَ مصالحَ عالمية للولايات المتحدة لا ترتبط بإسرائيل فقط. للسياسيين الإسرائيليين أجندة محليّة فقط. نفذّنا الأمر الهائل وهو الاعتراف بالقدس ونقل السفارة لها، والإسرائيليون بدل أن يقولوا شكرًا يريدون منّا أمورًا إضافيّة، إنّه نكران للجميل».
يشار الى أنه في أيار/ مايو الماضي، قال وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن إسرائيل تضغط على إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للاعتراف بـ«سيادتها» على هضبة الجولان المحتلة. وتوقع كاتس موافقتهاعلى ذلك خلال شهور. وفي مقابلة مع وكالة «رويترز» سبق وقال كاتس إن إسرائيل تطالب بالاعتراف الرسمي بـ»سيطرتها على الجولان القائمة منذ 51 عاما»، باعتباره الاقتراح الذي يتصدر جدول الأعمال، حاليًا، في المحادثات الدبلوماسية الإسرائيلية – الأمريكية. وتتوقع أوساط إسرائيلية أن تكون هذه  خطوة  ضمن مسلسل بدأ به ترامب كالانسحاب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران، والاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وفتح سفارة أمريكية جديدة فيها.
ومرتفعات الجولان السوري المحتل هضبة استراتيجية تبلغ مساحتها حوالى 1200 كيلومتر مربع يقيم فيها نحو 40 ألف مستوطن وعدد مماثل من السوريين المقيمين في خمس بلدات، أكبرها مجدل شمس.
ووصف كاتس، العضو في المجلس الأمني والسياسي المصغر المقترحَ الخاصَ بالجولان بأنه جزء محتمل من نهجٍ لإدارة ترامب «يقوم على مواجهة ما ينظر إليه على أنه توسع إقليمي وعدوان من جانب إيران». وزعم أن «هذا هو الوقت المثالي للإقدام على مثل هذه الخطوة»، معتبرا أن الرد الأشد إيلاما الذي يمكن توجيهه للإيرانيين هو الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان- ببيان أمريكي، وإعلان رئاسي، منصوص عليه في القانون.

احتجاج إسرائيلي على زيارة الأمير وليم للشطر الشرقي من القدس

موريتانيا: غداً استدعاء الناخبين لاقتراع عام في وضع متأزم

Posted: 19 Jun 2018 02:22 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: طبقاً لقانون الانتخابات ولما أكدته مصادر رسمية معنية، ينتظر أن تستدعي الحكومة الموريتانية في اجتماعها ليوم غد الخميس هيئة الناخبين الموريتانيين للتصويت في الانتخابات النيابية والبلدية والجهوية المتوقعة مستهل شهر سبتمبر/أيلول القادم.
ويلزم قانون الانتخابات الحكومة باستدعاء الناخبين 90 يوما قبل يوم الاقتراع.
وبينما اضطر منتدى المعارضة للمشاركة في هذه الانتخابات من دون ضمانات من الحكومة لمنع النظام، وفقاً لما أكده محمد ولد مولود الرئيس الدوري للمعارضة، من التفرد بتنظيم الانتخابات المقبلة، لا يزال حزب تكتل القوى الديموقراطية أكبر أحزاب المعارضة، متردداً في المشاركة، حيث انقسمت قيادته السياسية بين اتجاهين: أحدهما يدعو لمقاطعة انتخابات بلا ضمانات، وآخر يدفع نحو المشاركة لعدم جدوى المقعد الفارغ.
وتعرف الحالة السياسية في موريتانيا توتراً صامتاً الآن، لكنه سيكون مسموعاً بل صاخباً عند بدء الانتخابات التي ستجرى في أجواء من الغموض وانعدام اليقين وغياب التفاهم السياسي بين النظام ومعارضيه، خصوصا بالنسبة للانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها العام المقبل.
وتواصل أحزاب المعارضة الموريتانية تقديم طعونها في تشكيلة اللجنة المستقلة للانتخابات، حيث تقدم حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الإخوان المسلمون)، أمس برابع بطعن أمام الغرفة الإدارية بالمحكمة العليا في المرسوم المتضمن تعيين أعضاء اللجنة المستقلة للانتخابات التي ستشرف على كامل العمليات الانتخابية المقررة.
وهذا هو رابع طعن في شرعية المرسوم رقم: 18/2018 الصادر بتاريخ: 18 – 04 – 2018 بعد الطعن الذي تقدم به حزب الحضارة والتنمية المنضوي في الغالبية، وكذا الطعن الذي تقدمت مؤسسة المعارضة الديمقراطية، إضافة للعطن الذي قدمه حزب اتحاد قوى التقدم.
وطالبت الجهات الطاعنة بإلغاء كامل للمرسوم الذي أصدره الرئيس محمد ولد عبد العزيز المعين لأعضاء لجنة الانتخابات يوم 18 إبريل/نيسان الماضي، باعتباره قراراً إدارياً عديم الأثر لخرقه قوانين الجمهورية الإسلامية الموريتانية ولتجاوزه حدود السلطة.
وبدأت اللجنة المستقلة متجاهلة هذه الطعون، في التحضير للانتخابات القادمة، حيث عينت لجانها الفرعية، ووقعت اتفاقا مع المكتب الوطني للإحصاء لإجراء إحصاء عام ذي طابع انتخابي.
وأكدت أحزاب منضوية تحت لواء «المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة» أنها ستشارك رغم غياب التنسيق الرسمي مع المعارضة، لكنها تطعن في شرعية اللجنة المكلفة بمراقبة الانتخابات.
وقاطعت أحزاب المعارضة آخر انتخابات أُجريت في موريتانيا عام 2013، وشذ عنها حزب «تواصل» ذو المرجعية الإخوانية، الذي تمكن بفضل غياب المعارضة من إحراز نتائج جيدة جعلته أكبر قوة معارضة في البرلمان الحالي.
ويوجه الكثيرون انتقادات للمعارضة في مقاطعتها المتكررة للانتخابات، لكن المعارضة ظلت تؤكد أن الانتخابات من دون توافق بينها والسلطة وبدون وجود معايير وآليات متفق بشأنها، تظل عملية عبثية محسومة النتائج.
ويبدو بالرغم من حالة الغموض وعدم التوافق استعداد الكل للمشاركة، لكن موضوع الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل يظل النقطة الأكثر غموضا وسط شكوك كثيرين في نيات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إزاء هذه الانتخابات، وهو الذي يمنعه الدستور من الترشح لمأمورية ثالثة.
وعلى الرغم من أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز أعلن في شكل متكرر أنه لن يرشح نفسه، فإن كثيرين لا يثقون في وعده ويعتقدون أنه لم يحسم بعد موقفه، وأنه ينتظر اللحظة المناسبة للإفصاح عن نيات مبيتة في الترشح.
وأكد الرئيس ولد عبد عزيز في آخر تصريح له حول الموضوع «أنه سيبقى يمارس السياسة وسيدعم مرشحا، وهذا أمر لا يخالف القانون»، غير أن المعارضة تقول إن وجوده طرفا في اللعبة لن يسمح بإجراء انتخابات حرة وشفافة لا تستخدم فيها هيبة الدولة ووسائلها، ولا تأثير للمؤسسة العسكرية فيها.
ويسبب الغموض في موقف الرئيس من ترشحات الانتخابات الرئاسية، ارتباكا في الساحة السياسية خصوصا منها الساحات الدائرة في فلك السلطة. وأكد القيادي المعارض البارز محمد المصطفى بدر الدين في تصريحات لبرنامج «حوار الساحل» أمس «أن الرئيس ولد عبد العزيز يسعى من خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة لوضع موريتانيا تحت قيادة ذات رأسين أحدهما رئيس شكلي منتخب لكن لا سلطة له يكون في قصر الرئاسة، والثاني هو الرئيس ولد عبد عزيز نفسه الذي سيبقى ممسكا بزمام الأمور بعد مغادرته للسلطة».
وأوضح بدر الدين «أن هذا التوجه الذي تقوم عليه دلائل كثيرة، سيفاقم الأزمة السياسية الحالية ويزيدها تعقداً». وبينما لا يرى كبار المعارضين أهمية في مشاركة المعارضة في الانتخابات المرتقبة، أعلن أحمد سالم ولد بوحبيني نقيب المحامين السابق والرئيس الدوري السابق لمنتدى المعارضة في تدوينة له أمس «تثمينه لتوجه المعارضة للمشاركة في الانتخابات المقبلة»، وقال «هذا توجه إيجابي وقرار ينم عن حكمة بالغة، لأننا نصبو إلى أن تختلف جذريا الانتخاباتُ القادمة عن سابقاتها من الانتخابات التي اتسمت إما بمقاطعة المعارضة لها وإما بالمشاركة فيها وعدم الاعتراف بنتائجها، إننا نريد للانتخابات هذه المرة أن يشارك فيها الكل ويعترف الكل بنتائجها خلافا لما كان يحدث في السابق».
وقال: «لقد برهنت المقاطعة وسياسة المقعد الشاغر على عدم جدوائيتهما، فلو أن المعارضة شاركت في الاستفتاء حول التعديلات الدستورية الأخيرة لتمكنت من قياس قوتها، وعبرت، شرعيا، عن موقفها المتعلق برفض التعديلات، وبما أنها لم تشارك، أصبحت التعديلات الدستورية أمراً واقعاً إذ يتحتم احترامها واحترام النتائج التي أسفرت عن التصويت عليها، فالعلم أصبح هو العلم الموريتاني والنشيد أصبح النشيد المــوريتاني».

موريتانيا: غداً استدعاء الناخبين لاقتراع عام في وضع متأزم

وفد نسائي مغربي يزور إسرائيل تلبية لدعوة رسمية

Posted: 19 Jun 2018 02:22 PM PDT

الرباط – القدس العربي: افادت تقارير صحافية ان وفدا مغربيا نسائيا يقوم منذ يوم الأحد الماضي، بزيارة للكيان الصهيوني تستمر عدة أيام، وذلك بعد زيارة مماثلة قام بها وفد آخر يضم 11 شخصا، من بينهم مهندسون وكتاب ومخرجون ورجال أعمال، بدعوة رسمية من وزارة خارجية الكيان الصهيوني، فيما وصف المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، المشاركين في الزيارة بـ"العملاء".
وذكرت إذاعة "ريشت كان" العبرية، ان الوفد النسائي المغربي يشارك في فعاليات ومشاريع اجتماعية وندوات "للنهوض بمكانة المرأة"، وقالت الاذاعة أن الوفد وصل رغم "عدم وجود علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والمغرب"، دون أن تكشف عن عدد أعضاء الوفد أو هوياتهن.
وأثارت زيارة الوفد النسائي المجهول الهوية، غضبا في صفوف نشطاء مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، خاصة وأنها تأتي بعد أيام قليلة من قيام الصفحة الرسمية للخارجية "الإسرائيلية" على فيسبوك وتويتر، بنشر صور لـ11 مغربيا أثناء زيارتهم لعدة مؤسسات رسمية بالأراضي المحتلة، التي اعتبرت أن الوفد المغربي "يمثل منظمات المجتمع المدني ممن يرون أهمية في الحوار والتواصل مع نظرائهم في إسرائيل"، وأنهم سيلتقون مع مسؤولين "إسرائيليين" ومع برلمانيين في الكنيست.
ووصف المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أعضاء الوفد النسائي المغربي بـ"العملاء"، وقال أن «خُدّام الدعاية الصهيونية من مُجنّدي التطبيع يمعنون في العمالة للعدو الصهيوني ولوزارة خارجيته وجيشه الذين يستدعونهم للخدمة بين الفينة والأخرى».

وفد نسائي مغربي يزور إسرائيل تلبية لدعوة رسمية

إسرائيل تواصل التصعيد العسكري وتهاجم «مخيمات العودة» ونشطاء المقاومة يطلقون من جديد «الطائرات الحارقة»

Posted: 19 Jun 2018 02:21 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: هاجمت قوات الاحتلال «مخيمات العودة» المقامة على الحدود الشرقية لقطاع غزة من جديد، وأطلقت النار صوب مجموعة من المتظاهرين، بعد لجوئها خلال اليومين الماضيين لتنفيذ عمليات قصف جوي لمواقع المقاومة، واندلعت حرائق في مناطق «غلاف غزة» الإسرائيلية بفعل «الطائرات الورقية الحارقة»، فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة من خطر اندلاع «حرب جديدة»، حال استمر الوضع على ما هو عليه.
وأطلقت قوات الاحتلال النار من أسلحة رشاشة تجاه مجموعة من الشبان المشاركين في فعاليات «مسيرة العودة» لحظة وجودهم قرب منطقة حدودية تقع شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع. كما فتحت قوات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة تجاه مجموعة من رعاة الأغنام شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. ولم تسفر تلك العمليات عن وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين، غير أنها أجبرت الرعاة على مغادرة المكان خشية على حياتهم.
وكانت قوات الاحتلال قد شنت خلال اليومين الماضيين سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية، كان آخرها ليل أول من أمس الإثنين، عندما قصفت نقطة رصد للمقاومة جنوب القطاع، وزعمت قوات الاحتلال أنها استهدفت أيضا مجموعة من مطلقي «الطائرات الورقية الحارقة». وقالت إن القصف جاء ردا على وقوع حرائق في مناطق «غلاف غزة»، بفعل سقوط تلك الطائرات، التي استمر سقوطها أيضا يوم أمس، محدثة حرائق في مناطق حدودية تقع شرق مدينة غزة وكذلك شرق المنطقة الحدودية لوسط القطاع.
وكانت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قد بعثت برسائل عملية إلى إسرائيل، ردا على القصف الأخير لمواقع المقاومة، من خلال إطلاق رشقة صاروخية على مناطق «غلاف غزة»، حيث حملت الرسالة تحذيرا بإمكانية العودة مجددا للمواجهة المسلحة، إذا ما تكرر القصف الإسرائيلي، وهو تحذير وجهه بشكل علني الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، في جولة القتال الأخيرة التي اندلعت في غزة قبل أكثر من أسبوعين. وجاء وقتها في البيان المشترك «القصف بالقصف والدم بالدم ولن نسمح للعدو بفرض معادلاتٍ جديدة»، وكان القصد منها استمرار القصف الإسرائيلي لمواقع المقاومة في غزة.
وتنذر الهجمات الإسرائيلية الحالية على غزة، بإمكانية نشوب حرب خاصة في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية الدامية على المتظاهرين السلميين في غزة.
وفي هذا السياق حذر أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أول من أمس من «نشوب حرب» بين إسرائيل والفلسطينيين، إذا ما استمرت الأوضاع الإنسانية الحالية في قطاع غزة الذي يخضع لحصار منذ 12 عاما. وقال في تقرير هو الأول الذي يقدمه لأعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن تطبيق قرار المجلس رقم 2334، الصادر في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2016، إنه صدم بأعداد القتلى والجرحى الفلسطينيين في غزة، بسبب استخدام القوات الإسرائيلية النيران الحية منذ بدء الاحتجاجات في30 مارس/ آذار الماضي.
والقرار الأممي الذي قدم من أجله الأمين العام التقرير، يطالب بوقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ويعتبر المستوطنات «غير شرعية وغير قانونية». وأكد أنه يقع على عاتق إسرائيل «مسؤولية ممارسة الحد الأقصى من ضبط النفس في استخدام النيران الحية، وعدم استخدام القوة القاتلة إلا كملاذ أخير عند وجود خطر وشيك بالموت أو الإصابة البالغة».
وطالب بإجراء «تحقيق مستقل وشفاف» في الأسباب التي أدت إلى مقتل العشرات من الفلسطينيين وجرح الآلاف على حدود غزة. وتطرق تقرير الأمين العام  للاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، التي يعاني منها أكثر من مليوني نسمة في غزة، وجعلت أوضاعهم المعيشية والصحية «متردية للغاية». وحذر من تواصل «الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية». وقال إنها تهدد الآمال والآفاق العملية لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
يشار إلى أنه منذ انطلاق فعاليات «مسيرة العودة» سقط 135 شهيدا، بينهم أطفال ونساء بنيران الاحتلال، فيما أصيب أكثر من 14 ألفا آخرين بجراح مختلفة، بينهم من يعاني من إصابات خطرة.
واتهمت تقارير حقوقية محلية ودولية قوات الاحتلال باستخدام «القوة المميتة» ضد المتظاهرين الذي يتجمعون في «مخيمات العودة الخمسة «وينادون بإنهاء الحصار المفروض على غزة.
وكان المدير الاقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في الصليب الأحمر الدولي روبرت مارديني، قد قال إن غالبية المصابين الذين نقلوا إلى المشافي كانوا يعانون من جروح خطيرة، من بينها إصابات متعددة بطلقات نارية. وحذر من استخدام اسرائيل لــ «الرصاص الحي» ضد المتظاهرين.

إسرائيل تواصل التصعيد العسكري وتهاجم «مخيمات العودة» ونشطاء المقاومة يطلقون من جديد «الطائرات الحارقة»
على وقع تحذير الأمين العام للأمم المتحدة من «نشوب حرب» في غزة
أشرف الهور:

تصاعد عمليات تنظيم «الدولة» في نينوى

Posted: 19 Jun 2018 02:21 PM PDT

الموصل ـ»القدس العربي»: رغم إعلان الحكومة العراقية «النصر» على تنظيم «الدولة الإسلامية» في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2017، لكن الأخير لا يزال ينفذ هجمات بوتيرة متصاعدة في العديد من المحافظات، بينها نينوى.
أحد الضباط السابقين في الجيش العراقي، قال لـ«القدس العربي» أرجع عودة تنظيم «الدولة» لنشاطاته في محافظة الموصل إلى «فشل القوات الأمنية في تطهير المدن المحررة والمناطق المحيطة بها من عناصر التنظيم».
وأضاف أن «المخططين العسكريين في القوات الأمنية على ما يبدو تناسوا حقيقة أن المناطق الصحراوية في غرب وشمال غربي العراق هي المعاقل التقليدية للتنظيم التي ضمت معسكراته التي انطلق منها للسيطرة على الموصل والمدن الأخرى في عام 2014».
وأكد على استمرار التنظيم «بتنفيذ هجماته المباغتة على المدن طالما عجزت الحكومة عن نشر قوات كافية للسيطرة على تلك المناطق والطرق الصحراوية المؤدية إلى المدن التي تتعرض لهجمات، ومنها مدينتا مدينة الموصل».
ووفق ما يتم تداوله في وسائل الإعلام وبيانات الإعلام الحربي، فإن تنظيم «الدولة» يشن هجماته بشكل متواصل متبعا أسلوب حرب العصابات في مناطق جنوب الموصل وجنوب غربي كركوك وقضاء طوز خورماتو في محافظة صلاح الدين، وكذلك على الطريق الرابط بين كركوك وقضاء كفري في محافظة ديالى.
ويستخدم «الدولة» تكتيك نصب الكمائن ونقاط تفتيش وهمية ومهاجمة القرى في أطراف المدن، مستغلا الثغرات الأمنية وعدم وجود قوات أمنية كافية لحمايتها.
وفي هذا السياق، لفت المصدر إلى «غياب التنسيق بين قوات الحشد والشرطة الاتحادية في تلك المناطق، إضافة إلى ضعف الجهد الاستخباراتي الذي يعتمد على تعاون السكان المحليين، إلى جانب أن تلك المناطق في معظمها تسكنها غالبية من العرب السنة، في حين لم يتم الاعتماد عليهم في بناء قوة خاصة من أبناء تلك المناطق لحماية مناطقهم بشكل افضل من القوات الأخرى التي تتشكل من أبناء محافظات أخرى».
وحذر من «احتمالات عودة تنظيم الدولة للسيطرة على مدن الحويجة والموصل إذا لم تسارع الحكومة العراقية لاتخاذ تدابير تحول دون ذلك». ووفقا له فإن «القوات الأمنية بمفردها لا تزال غير مؤهلة لمنع سقوط بعض المدن إذا تعرضت لهجوم كبير من مئات المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة».
ورأى أن «الحل الأمثل لتفادي مثل تلك الاحتمالات، هو ضبط الحدود العراقية السورية بنشر قوات أمريكية إلى جانب قوات عراقية على طول الحدود بدلا من تمركزها في قاعدتها القديمة التي بنتها خلال فترة احتلالها للعراق في جبل سنجار شمال مدينة سنجار».
واستبعد أن «يكون ضمن استراتيجيات تنظيم الدولة في المرحلة الراهنة السيطرة على المدن بعد تجربته الفاشلة في إدارتها وحماية سكانها والدفاع عنها»، مؤكدا أن التنظيم سيعمد إلى «مواصلة تكتيكاته الهجومية قصد إلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوف القوات الأمنية والحشدين الشعبي والعشائري».

تصاعد عمليات تنظيم «الدولة» في نينوى

رائد الحامد

دي ميستورا: محادثات «جوهرية» في جنيف لتحديد عمل اللجنة الدستورية

Posted: 19 Jun 2018 02:21 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا في بيان إن مسؤولين كباراً من إيران وروسيا وتركيا، بصفتهم ممثلين عن الدول الضامنة للمفاوضات السورية في أستانة، أجروا محادثات «جوهرية» يوم الثلاثاء بشأن كيفية تشكيل اللجنة الدستورية السورية وعملها وإن من المقرر إجراء المزيد من هذه المحادثات خلال أسابيع.
وأفاد أمس، أن الاجتماع المغلق عقد في مكتب الأمم المتحدة بجنيف، حيث بحث المجتمعون موضوع قرار تشكيل لجنة دستورية، الذي اتخذ في مؤتمر الحوار الوطني السوري، والذي عقد في مدينة سوتشي الروسية، في 30 يناير/كانون الثاني الماضي.
ومثل الجانب التركي مساعد مستشار وزارة الخارجية سدات أونال، فيما مثل الجانب الروسي المبعوث الخاص للرئيس فلايمير بوتين إلى سوريا ألكساندر لافرينتييف وحضر عن الجانب الإيراني مساعد وزير الخارجية حسين جابري انصاري.
مصدر من «الهيئة العليا للتفاوض» أوضح لـ «القدس العربي» ان سبب وصف المحادثات بـ «الجوهرية» لتناولها قضايا أساسية أهمها تحديد بنية وآلية ووظيفة اللجنة الدستورية من قبل الاطراف التي تعتبر نفسها معـنية بهـذا الموضـوع.
وقال ان المحادثات التي أجريت بين ممثلين عن تركيا وروسيا وايران وتداولت حول موضوع صلاحيات اللجنة الدستورية من حيث عدد أعضائها وتركيبتها وصلاحياتها وبنيتها واعتمادها، مضيفاً انه سيكون هناك اجتماع اضافي في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، بين الدول ذات التفكير المشترك التي عرفت بـ « 5 + 1 « وهذه الدول ستسعى لتقريب الطروحات التي قدمت عبر ما سمي بـ « اللا ورقة» عشية اجتماع استانة، والتي تتعلق بالعناصر الاساسية لايجاد حل في سوريا ترتكز على الدعامات الاساسية الممثلة بالدستور والانتخابات، مشيراً إلى ان ذلك ينضوي تحت القرار الدولي 2254 ويعتبر تنفيذاً لبيان جنيف في الانتقال السياسي.
وتحمل اللقاءات المقررة خلال الشهر الجاري الكثير من الإجراءات العلمية ومحاولة التماهي بين رؤيتي الدول الثلاث الضامنة لمسار استانة، واللجنة الدولية التي سميت بـ «5+ 1» تجاه المسألة الدستورية..
وبيّن المصدر ان الاجتماعات المقبلة لن يدعى اليها النظام السوري ولا حتى ممثلو المعارضة في الهيئة العليا للتفاوض، وستنحصر المباحثات بين هذه الدول «على امل ان تتكون هناك الاتفاق على إجراءات من نوع معين للولوج في تشكيل اللجنة الدستورية ولاحقاً تهيئة إجراء انتخابات في بيئة موضوعية آمنة وسليمة وكل هذا تحت يافطة الحل السياسي في سوريا.
وأعرب المتحدث عن أمله في ان تخلو الاجتماعات المقبلة من المحاصصات وتكريس النفوذ لافتاً إلى ان «هذا الأمر لن يجدي، ومن المفترض الأخذ بعين الاعتبار القرارات الدولية والتي تعنى بها الهيئة العليا للتفاوض، أما في حال كانت المقاربات تكتيكية فإنها لن توصل إلى حل، وهذه المقاربات نستطيع ان نلحظها من مواقف إيران وروسيا التي تسعى إلى تفصيل حل يناسبها ويناسب النظام السوري».
وحول اللجنة الدستورية ومشاركة الهيئة في تشكيل اللجنة قال المصدر ان الامر قيد الدرس وعندما يكون هناك لزوم لتقديم قائمة الأعضاء المشاركين فإنها ستكون جاهزة، فيما تنتظر الهيئة المعارضة من دي ميستورا تحديد الملامح الاسياسية التي ستبنى عليها هذه اللجنة وتحديد الصلاحيات والمرجعيات التي ستسند اليها في اعمالها.
وكان دي ميستورا، قد أعلن، الأسبوع الماضي، أنهم يُركزون جهودهم لتشكيل اللجنة الدستورية في سوريا، حيث أشار إلى أن النظام اقترح 50 اسماً ليشاركوا في اللجنة، وأن الجهود متواصلة لاستكمال قائمة المرشحين للجنة الدستورية عن المعارضة.
وتعتبر «اللجنة الدستورية» من أبرز مخرجات مؤتمر «سوتشي»، الذي استضافته موسكو، في يناير/كانون الثاني الماضي، التي من المقرر أن تعمل على إعادة صياغة الدستور في سوريا. وتأمل الأمم المتحدة أن تنجح هذه اللجنة في مهمتها، لتحقيق انفراجة على طريق إنهاء الصراع الدموي الدائر في سوريا منذ 2011.

دي ميستورا: محادثات «جوهرية» في جنيف لتحديد عمل اللجنة الدستورية
مصدر من «الهيئة العليا للتفاوض» يؤكد فعاليتها وتحديد وظيفتها

مخاوف إسرائيلية من ضعف مناعة الإسرائيليين نتيجة الطائرات الورقية المحترقة من غزة

Posted: 19 Jun 2018 02:20 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: انضم وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق عمير بيرتس (المعسكر الصهيوني) للجهات الداعية لاغتيال قيادات حركة حماس، كرد على الطائرات الورقية الحارقة، فيما ألمح المستشار القضائي لحكومة الاحتلال إلى أن مطلقيها يشكلون هدفا عسكريا شرعيا.
وفي حديث لإذاعة جيش الاحتلال قال بيرتس إنه يتعين على إسرائيل وضع نهاية لحرق الكروم والمزارع  بطريقة تتحاشى المساس بالأطفال وبالتالي المساس بصورة إسرائيل. وتابع «الحل يكمن باستهداف يحيى السنوار وبقية رؤساء حماس وعندها سنشهد تغييرا في مجال حرق كرومنا ومزارعنا».
وناصره بذلك زميله في المعارضة النائب حاييم يالين (المعسكر الصهيوني) وقال للإذاعة ذاتها إن الطائرات الورقية سلاح حقيقي. وعلل دعوته لاغتيال المسؤولين عن مطلقيها بالقول «علينا الرد على الطائرة الورقية كأنها صاروخ. علينا عدم تكرار الخطأ إذ سبق أن اعتبرنا صواريخ القسام مجرد مواسير وخراطيش ولكنها لاحقا قتلت إسرائيليين».
ورفض المستشار القضائي للحكومة آفيحاي مانديلبليت الرد على سؤال عما إذا كان قتل مطلقي الطائرات الورقية مسموحا، لكنه قال في محاضرة في القدس المحتلة أمام حقوقيين أمس إنه في حالات الحرب يسمح بقتل جندي العدو. وتابع «الطائرة الورقية شيء لطيف لكنه يستخدم كوسيلة قتالية ولذا فهو هدف عسكري شرعي لكن علينا الاهتمام بالموازنة بالتعامل معها».
وينضم هؤلاء لتهديدات مسؤولين إسرائيليين صعدوا التهديد والوعيد بالبدء باغتيالات ردا على الطائرات الورقية التي تسببت أمس بحرق مزارع تابعة لابن رئيس الحكومة الراحل أريئيل شارون في النقب والقائمة على أراضي قرية هود المدمرة منذ 1948. كما  تسببت بموت 1000 ديك رومي (حبش) اختناقا من نار اشتعلت بالقرب من مزرعة إسرائيلية.

تهديدات بالاغتيالات

وكرر وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس توعده مطلقي الطائرات والبالونات المحترقة من غزة بالاغتيال، فيما تتصاعد التساؤلات في إسرائيل عن وجود حل حقيقي لها. وعبر رئيس مجلس «أشكول» المحيط بغزة غادي يركوني عن حالة الحرج التي تصيب المستوطنات المحيطة بغزة بالقول أمس إنه من الموجع أن ترى كل يوم الحقول والكروم وهي تحترق. معتبرا أن ما يقلقه فعلا هي «المناعة الاجتماعية» لدى الإسرائيليين في المستوطنات المحيطة بالقطاع. وتابع «نحن أقوياء لكن حريقا تلو حريق يضعفنا». وخلال زيارته لمقر الصناعات الجوية الإسرائيلية، قال ليبرمان مهددا إنه إذا اعتقد أحدهم أنه من الممكن مواصلة روتين الطائرات الورقية والحرائق كل يوم، فإنه على خطأ.
وجاءت وزيارة ليبرمان إلى الصناعات الجوية، ضمن التوقيع على اتفاقية مع وزارة الدفاع الألمانية لاستئجار صواريخ «جو – جو ومنظومات دفاعية من وزارة الأمن الإسرائيلية.
وتأتي المصادقة على هذه الاتفاقية بعد أن رفضها الحزب الاشتراكي الديمقراطي العام الماضي لمعارضته استخدام طائرات مسيرة مسلحة. وفي حينه انتقدت وزيرة الدفاع وقائد سلاح الجو الألمانيان القرار بوقف صفقة الطائرات بدعوى أنها ضرورية للقوات الألمانية.
وسبق أن هدد ليبرمان بالعودة إلى سياسة التصفيات والاغتيالات في قطاع غزة، وذلك خلال حديثه مع رؤساء المجالس الإقليمية في الجنوب. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عنه ردا على استمرار إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة قوله إن «الجيش سينتقل قريبا إلى عمليات رد أشد عنفا، بما في ذلك القيام بعمليات تصفية للمتورطين بإطلاق هكذا وسائل. وذكرت أن وزراء إسرائيليين يضغطون بقوة للعودة لسياسة التصفيات والاغتيالات في القطاع بعد تحول «غلاف غزة» إلى جحيم بفعل الحرائق التي التهمت آلاف الدونمات. في المقابل يرى جيش الاحتلال أن العودة لسياسة التصفية ستعجل التصعيد والانحدار نحو حرب جديدة، وأنه يفضل الحرائق على بقاء سكان «غلاف غزة» داخل الغرف الآمنة.

هل تندلع حرب بسبب طائرات ورقية؟

ويرى المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل أن تفشي الحرائق في محيط غزة، نتيجة للطائرات الورقية يتطلب من الجيش الإسرائيلي تكثيف ردود أفعاله بشكل تدريجي. واستذكر قصف أهداف عسكرية لحماس في قطاع غزة من الجو رداً على الهجمات المتواصلة بالطائرات الورقية المسببة للحرائق، لكن الجيش ما زال يوصي مجلس الوزراء بعدم اجتياز الحدود والامتناع عن محاولة قتل الأشخاص الذين ينظمون هذا النشاط، خشية أن يؤدي ذلك إلى تصعيد عام على الحدود. كما قال إن إرسال الصواريخ الثلاثة من قطاع غزة إلى النقب في الليلة قبل الماضية، رداً على الهجوم الإسرائيلي، يظهر أن هذا هو أيضاً تهديد حماس لإسرائيل: إذا تم استهدافنا بسبب الطائرات الورقية، فسوف نعود إلى الصواريخ. وتابع «يبدو أنه في الصراع الطويل مع إسرائيل، تجد حماس في كل مرة وسيلة أبسط لكنها لا تقل فعالية للضغط عليها. فوائد المظاهرات التي جرت بالقرب من السياج، وبدأت في 30 آذار/ مارس، كانت محدودة. وخلص الى القول إن الإدارة الأمريكية أطلقت حملة جديدة لجمع التبرعات من دول الخليج بهدف تحسين البنية التحتية في قطاع غزة ولكن حتى يحدث ذلك، يمكن أن يتصاعد التوتر بين إسرائيل وحماس ويصل إلى تصعيد أكثر خطورة. وأضاف «ما تريده إسرائيل الآن واضح تماما ـ تجديد الهدوء والوقت لتركيز الاهتمام في الشمال. كالعادة، السؤال هو ما تريده حماس حقاً، وما إذا كانت قيادة الحركة يائسة جدا إلى حد إبداء الاستعداد لخوض الحرب ـ الأولى في المنطقة التي ستندلع بسبب الطائرات الورقية؟
 

مخاوف إسرائيلية من ضعف مناعة الإسرائيليين نتيجة الطائرات الورقية المحترقة من غزة
تصاعد التهديدات باغتيال قادة حماس

مسؤولتان دوليتان: مخاطر متنامية أمام اللاجئات الروهينجا من بينها زواج الأطفال والاتجار بالبشر

Posted: 19 Jun 2018 02:19 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي» :دعت مسؤولتان دوليتان المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لمساعدة المهاجرين الروهينجا في التغلب على محنتهم، وحذرتا من العواقب الوخيمة التي سيواجهها الكثيرون من بين 700000 لاجئ روهينجي مع وصول موسم الأمطار الموسمية المتوقعة.
وبعد أن زارتا مخيمات اللاجئين مؤخرا في منطقة كوكس بازار في بنغلاديش، أعربت، بارميلا باتن، الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي أثناء الصراعات ونتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان عن القلق بشأن التقارير التي أفادت بأن الفتيات والنساء، اللاتي تعرضن لما لا يمكن تخيله من المشاق والعنف والانتهاكات، يواجهن الآن تصاعد مخاطر زواج الأطفال والاتجار بالبشر والعنف القائم على نوع الجنس.
وتزامنا مع اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع أصدرت المسؤولتان بيانا مشتركا، وصلت «القدس العربي» نسخة منه، ذكرتا فيه أن ضحايا الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي ما زالوا يواجهون صدمات نفسية وجسدية، يفاقمها في أغلب الأحيان الوصم الاجتماعي والحمل غير المرغوب فيه.
وذكرت المسؤولتان أن ضمان سلامة ورفاه وكرامة النساء والفتيات يجب أن يظل أولوية قصوى. ودعتا إلى الإنهاء الفوري للعنف الجنسي أثناء وبعد الصراعات.
وقد أقام صندوق الأمم المتحدة للسكان 19 «مكانا صديقا للنساء» يطلق عليها «بيوت السلام» لتقديم الدعم اللازم ومساعدة النساء والفتيات على التعافي واستعادة كرامتهن وأملهن في الحياة.
إلا أن تلك الأماكن لا تفي سوى باحتياجات أقل من ثلث المحتاجات للدعم. وأكد البيان المشترك ضرورة تقديم الدعم المالي اللازم لتلك الأنشطة وغيرها من جهود مساعدة اللاجئين الروهينجا.

مسؤولتان دوليتان: مخاطر متنامية أمام اللاجئات الروهينجا من بينها زواج الأطفال والاتجار بالبشر

عبد الحميد صيام

صحيفة مقربة من الحكومة التركية: اتفاق بين أنقرة وموسكو على انسحاب النظام السوري من تل رفعت وتعيين «والٍ تركي» عليها

Posted: 19 Jun 2018 02:19 PM PDT

إسطنبول – «القدس العربي» : ادعت صحيفة تركية مقربة من الحكومة أن اتفاقياً جرى بين أنقرة وموسكو ينص على سحب قوات النظام السوري من منطقة تل رفعت في ريف حلب وتـعيين والٍ تـركي لإدارة المنطـقة.
وتل رفعت الواقعة في ريف حلب هي المنطقة الوحيدة التي بقي تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية يسيطر عليها في المنطقة وذلك عقب سيطرة الجيش التركي على مركز مدينة عفرين ومحيطها، ولاحقاً دخلت قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية إلى المنطقة بالتعاون مع الوحدات الكردية.
وحسب الخبر الذي نشرته صحيفة «يني شفق» التركية، أمس الثلاثاء، فإن المفاوضات المتواصلة بين تركيا وروسيا حول تل رفعت توصلت إلى تفاهمات تنص على انسحاب قوات النظام السوري من المنطقة، لافتةً إلى أن الوحدات الكردية انسحبت منها إلى درجة كبيرة ولم يعد لها تواجد ملحوظ هناك.
وقالت الصحيفة إنه وبموجب الاتفاق عينت تركيا والياً على المنطقة لإدارة شؤونها من قبل الجانب التركي وبتنسيق مع روسيا، مشيرة إلى أن الوالي هو محمد كايا والذي يعمل حالياً مساعداً لوالي محافظة كيليس التركية المقابلة لمنطقة عفرين وتل رفعت على الجانب التركي من الحدود.
واعتبرت الصحيفة أن انتقال الوالي وهيئة تركية إلى تل رفعت «مسألة وقت فقط»، لافتةً إلى أن أبرز المهام التي سيقوم بها هي تسهيل مهمة عودة 55 ألفاً من السكان الأصليين لتل رفعت بشكل تدريجي إلى منازلهم عقب تهجيريهم من مساكنهم إلى مخيمات في ريف حلب.

صحيفة مقربة من الحكومة التركية: اتفاق بين أنقرة وموسكو على انسحاب النظام السوري من تل رفعت وتعيين «والٍ تركي» عليها

إسماعيل جمال

منظمات وفعاليات حقوقية فرنسية ومغربية تدين توشيح «الشيوخ الفرنسي» لمتهم بانتهاك حقوق الانسان

Posted: 19 Jun 2018 02:18 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: وجهت منظمات حقوقية فرنسية ومغربية وفعاليات من جنسيات مختلفة رسالة إلى رئيس «مجلس الشيوخ» الفرنسي، تندد فيها بتوشيح أحد أعضاء المجلس لزعيم سابق لحزب مغربي متورط في عدة انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في المغرب خلال «سنوات الجمر».
وحملت الرسالة، التي نشر نصها الكامل موقع «إيمانيتي» الفرنسي توقيع العديد من المنظمات الحقوقية من فرنسا والمغرب وموريتانيا وتونس، وتوقيع شخصيات من جنسيات مختلفة من بينهم معتقلون سابقون، ومدافعون عن حقوق الإنسان وكتاب وصحافيون وإعلاميون.
وكان عضو «مجلس الشيوخ «الفرنسي كريستيان كامبون، ورئيس «مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية» ورئيس «لجنة الشؤون الخارجية والدفاع» في مجلس الشيوخ الفرنسي، قد سلّم في الرباط، يوم 14 نيسان/ أبريل الماضي، ميدالية ذهبية إلى محمود عرشان باسم المجلس. وقال المحتجون في رسالتهم: «نحن، منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الديمقراطية ، الموقعة أسفله، نعتبر أن تسليم هذه الميدالية إلى جلاد يسيء إلى مجلس الشيوخ، وأن مسؤوليتك، سيدي الرئيس ، هي تصحيح ومحو هذه الجريمة التي تسيء إلى المؤسسة ولجميع ضحايا محمود عرشان، المسؤول عن المعاملة القاسية والمهينة وغير الإنسانية».
ويعتبر محمود عرشان، عميد الشرطة السابق، من بين أبرز الشخصيات التي ارتبط اسمها بالتعذيب في «درب مولاي الشريف» السيىء الذكر بالدار البيضاء. واسمه مدرج على قائمة أكثر الشخصيات المتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في المغرب في «سنوات الرصاص» وبتعذيب معتقلين سياسيين ما زال الكثير منهم أحياء يشهدون على ذلك، وقد ورد إسمه منذ 2001 على لائحة «الجمعية المغربية لحقوق الإنسان» التي تطالب بمحاسبته وبعدم إفلاته من العقابز وفي سنة 1996 أسس عرشان حزبا سياسيا، وأصبح منذ ذلك التاريخ برلمانيا. وقد أورث حزبه لنجله الذي أصبح له هو الآخر مقعد في البرلمان المغربي.

منظمات وفعاليات حقوقية فرنسية ومغربية تدين توشيح «الشيوخ الفرنسي» لمتهم بانتهاك حقوق الانسان

بورصة دبي تهبط تحت ضغط العقارات والبنوك وأبوظبي تتراجع

Posted: 19 Jun 2018 02:18 PM PDT

dubai

دبي ـ رويترز: هبط مؤشر سوق دبي 1.5 في المئة أمس الثلاثاء بفعل القلق من توترات تجارية بين الولايات المتحدة والصين امتدت تداعياتها إلى الأسواق الناشئة.

وتراجعت الأسهم الآسيوية لأدنى مستوياتها في أربعة أشهر مع هبوط الأسهم الصينية بنحو أربعة في المئة، في ظل تحذير الصين من أنها سترد على تهديد بفرض رسوم أمريكية جديدة على منتجات صينية.

وضغطت أسهم العقارات والبنوك على مؤشر دبي، مع انخفاض سهم إعمار العقارية، أكبر شركة تطوير عقاري مدرجة في الإمارة، 5.2 في المئة.

وضغط القطاع العقاري في دبي على بورصة الإمارة هذا العام، مع توقع محللين أن تشهد أسعار العقارات الضعيفة مزيدا من الهبوط بفعل زيادة المعروض.

وتراجع سهما بنك دبي الإسلامي وبنك الإمارات دبي الوطني 0.8 وواحدا في المئة بالترتيب.

وأغلق سهم العربية للطيران المنخفض التكلفة مستقرا بعدما هوى سبعة في المئة أمس الأول الاثنين بفعل القلق بشأن استثمارات الشركة في مجموعة أبراج المتعثرة، أكبر شركة استثمار مباشر في الشرق الأوسط.

وقالت العربية للطيران الاثنين إنها استثمرت في صناديق أبراج، لكنها لم تفصح عن انكشافها على المجموعة التي تقدمت الأسبوع الماضي بطلب لتصفية مؤقتة.

وهبط المؤشر العام لسوق أبوظبي 0.6 في المئة، مع تراجع سهم بنك أبوظبي الأول، أكبر مصرف في دولة الإمارات العربية المتحدة، 0.8 في المئة. وألحق ضعف أسعار النفط ضررا بأسهم شركات الطاقة، ومن بينها أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) التي انخفض سهمها 4.1 في المئة.

وتراجعت أسعار النفط أمس الثلاثاء، حيث أطلق تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين عمليات بيع مكثفة في عدد من الأسواق العالمية.

وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية 0.9 في المئة، مع هبوط سهم البنك التجاري الدولي 3.1 في المئة، وسهم مجموعة طلعت مصطفى للتطوير العقاري 1.7 في المئة.

ولا تزال بورصة السعودية، أكبر سوق للأسهم في المنطقة، وبورصة قطر مغلقتين في عطلة عيد الفطر.

وفيما يلي مستويات إغلاق مؤشرات أسواق الأسهم في الشرق الأوسط:

- دبي: هبط المؤشر 1.5 في المئة إلى 2939 نقطة.

- أبوظبي: تراجع المؤشر 0.6 في المئة إلى 4562 نقطة.

- الكويت: انخفض المؤشر 0.4 في المئة إلى 4805 نقاط.

- سلطنة عمان: نزل المؤشر 0.2 في المئة إلى 4589 نقطة.

- مصر: هبط المؤشر 0.9 في المئة إلى 16068 نقطة.

تساؤلات وانتقادات لـ«الشاباك» لتأخره 6 سنوات في الكشف الجاسوس الإيراني

Posted: 19 Jun 2018 02:17 PM PDT

الناصرة ـ«القدس العربي»: قلل مراقبون في إسرائيل من أهمية نجاح إيران في تجنيد وزير سابق فيها لتقديم خدمات تجسس لها، لكن بعضهم اعتبروه إنجازا لا يستهان به أو  نجاحا معنويا بسبب ماضيه الوزاري. بيد ان وسائل الإعلام وجهت انتقادات معظمها مباشرة للمؤسسة الأمنية لاعتقاله بعد ست سنوات من العمالة لإيران، فيما كشف أمس أن المخابرات العامة «الشاباك» قامت بعرضه على المحكمة لتمديد اعتقاله منذ القبض عليه قبل شهر ليلا بعد تعطيل كاميرات الحراسة في مبنى المحكمة وبعد إلزامه بوضع شعر اصطناعي على رأسه وتغيير مظهره.
وأشارت الإذاعة العامة إلى أنه تم احتجاز سيغيف مدة 9 أيام في عزلة مطلقة، تحت توصيف «المعتقل إكس»، دون أن يعرف أحد هويته الحقيقية، كما منع محاميه من التقائه.
يذكر أن سيغيف عمل وزيرا للبنى التحتية وللطاقة في حكومة اسحق رابين عام 1995 وذلك بعدما «قطع الحدود» الحزبية وانتقاله من حزب «تسوميت» اليميني المتطرف المعارض مقابل إغراءات مادية عرضها الحزب الحاكم وقتها «العمل» وذلك لتأمين عدد كاف لمصادقة الكنيست على اتفاق أوسلو وهذا ما حصل.
يذكر أيضا أن سيغيف الذي عمل طبيبا أيضا سبق وسجن خمس سنوات بعد إدانته بتهريب مخدرات من هولندا. ويتهم سيغيف (62 عاما) بارتكاب مخالفات خطيرة جدا: «مساعدة العدو في الحرب، والتجسس على إسرائيل، وتسليم معلومات للعدو». وحسب الشاباك، فإن سيغيف الذي عاش في السنوات الأخيرة في نيجيريا، كان قد وصل إلى غينيا الاستوائية في أيار/مايو عام 2018، ونقل من هناك إلى البلاد بناء على طلب الشرطة الإسرائيلية، وذلك بعد أن رفضت غينيا الاستوائية السماح له بدخول أراضيها بسبب ماضيه الجنائي.
ويدعي سيغيف في المقابل، أن جهات طلبت التباحث معه في مسألة شراء عتاد طبي، وأنهم لاحقا عرفوا أنفسهم كمسؤولين في المخابرات الإيرانية.
كما ادعى أنه لم يكن كاشفا لأية معلومات حساسة، وأن معلوماته لم تتجاوز معلومات الإنسان العادي، بيد أن محققي الشاباك رفضوا هذه الادعاءات. ويستدل من لائحة الاتهام ان سيغيف زار إيران عدة مرات مع معرفته بهوية مشغليه والتقى بهم في أماكن أخرى في أنحاء العالم، في فنادق وشقق سرية. وفي إحدى اللقاءات حصل على منظومة اتصال سرية لتشفير الرسائل. ولا يزال من غير الواضح حجم المعلومات السرية التي كانت بحوزته، خاصة وأنه كان بعيدا عن النشاط السياسي مدة 20 عاما. وتبين خلال التحقيق معه، وفق الشاباك، أنه قدم لمشغليه الإيرانيين معلومات تتصل بمجال الطاقة والمواقع الأمنية الإسرائيلية والمباني وذوي المناصب في الهيئات السياسية والأمنية. كذلك حاول تجنيد مواطنين إسرائيليين كانت لهم صلة بالأمن في الماضي.
وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» تدعي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنه رغم كون سيغيف وزيرا وحافظ على علاقات مع مؤسسات السلطة، إلا أن الضرر الذي تسبب به لأمن إسرائيل يعتبر صغيرا، وأن الأهم هو أن إيران وحزب الله يبذلون جهودا كبيرة في جمع معلومات استخباراتية عن إسرائيل، وأن الإنجاز الإيراني يكمن في تجنيد وتفعيل وزير إسرائيلي سابق وهو إنجاز لا يستهان به.
من جهته، حاول بن كسبيت، محرر صحيفة «معاريف»، التقليل من حجم القضية، واعتبر أن عملية تجنيده لا تتجاوز الإنجاز المعنوي. وتابع «إذا كان غونين سيغيف هو الثروة الاستخباراتية الأكبر لإيران في إسرائيل، فمن الممكن مواصلة النوم بهدوء».
في المقابل، اعتبر المحلل للشؤون الاستراتيجية يوسي ميلمان قضية التجسس هذه الأخطر في تاريخ إسرائيل. وحسبه فإن خطورة ما قام به سيغيف لا تكمن في الأضرار التي تسبب بها لأمن الدولة، وإنما بسبب مكانته، وبسبب نيته «خدمة أكبر أعداء إسرائيل، وهي الدولة التي لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود، ويهدد قادتها بالقضاء عليها».
وأشار إلى أن توقيت اعتقاله، بعد الكشف عن عملية الموساد في نهب الأرشيف النووي الإيراني، لفت إلى أن سيغيف عمل مدة ست سنوات في خدمة الإيرانيين، ولم يتمكن الشاباك من اكتشاف ذلك سوى في الشهور الأخيرة. وأضاف أن قضيته تؤكد أن الاستخبارات الإيرانية، بأذرعها المختلفة، تبذل جهودا كبيرة في «تنفيذ عمليات إرهابية مباشرة ضد إسرائيل، أو غير مباشرة عن طريق حركتي حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله». كما قال إن إيران تبذل جهودا في جمع معلومات استخبارية وشن هجمات سيبرانية.
وأبرزت صحيفة «هآرتس» أن سيغيف قدم معلومات وتفاصيل حول منشآت أمنية وأخرى تتصل بمجال الطاقة، بيد أن تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى أن المعلومات التي قدمها متقادمة.
وعلى غرار يوسي ميلمان أكد المحلل العسكري للصحيفة، عاموس هرئيل، أن القضية تثير تساؤلات جوهرية بشأن الجاهزية الإسرائيلية لإحباط عمليات التجسس، وأنه سيتوجب على الشاباك أن يوسع نطاق تحقيقاته للتأكد من أن الإيرانيين لم يجندوا آخرين.

تساؤلات وانتقادات لـ«الشاباك» لتأخره 6 سنوات في الكشف الجاسوس الإيراني

وديع عواودة:

تونس: سهام بن سدرين تقاضي وزير الخارجية بعد منعها من السفر

Posted: 19 Jun 2018 02:17 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قالت رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين إنها ستقاضي وزير الخارجية خميّس الجهيناوي بعد بعد سحب جواز سفرها الدبلوماسي ومنعها من السفر. وأكدت بن سدرين، في تصريح إذاعي، أنه تم منعها من السفر بجواز سفرها الدبلوماسي حيث أخبرتها إدارة أمن المطار أنها تلقت إشعاراً من الحكومة (وزارة الخارجية) يفيد بانتهاء مفعول جواز سفر بن سدرين نظراً لـ»انتهاء» مهامها على رأس الهيئة بعد تصويت البرلمان ضد تمديد عمل الهيئة. وقالت بن سدرين إنها تحمل وزير الخارجية خميس الجهيناوي المسؤولية الكاملة عما تعرضت له، مشيرة إلى أن الهيئة «ستقوم بالإجراءات القضائية اللازمة» للرد على هذا الأمر.
وأكدت، في ذات السياق، أن الهيئة لم تتوقف عن العمل وهي بصدد تقديم الملفات للقضاء، لافتة إلى أنها ستمكن كل الضحايا من القرارات النهائية المتعلقة بملفاتهم . وكان البرلمان التونسي صوت في آذار/مارس الماضي ضد تمديد عمل هيئة الحقيقة والكرامة، وهو قرار وصفه أحد خبراء الدستور بأنه «محاولة لاغتيال القانون ومسرحية دبّرتها أطراف تسعى لإخفاء الحقيقة والعودة لحقبة الاستبداد».

تونس: سهام بن سدرين تقاضي وزير الخارجية بعد منعها من السفر

المونديال والسياسة عند العرب

Posted: 19 Jun 2018 02:15 PM PDT

«أنا لبناني، تلعب تونس… أنا تونسي. تلعب المغرب… أنا مغربي. تلعب مصر.. أنا مصري. تلعب السعودية.. أنا روسي». هكذا كتب أحدهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما كتبت مواطنته اللبنانية شيئا آخر مختلفا تماما: «سألني أجنبي من أشجع اليوم بين روسيا والسعودية، أجبته السعودية طبعا… فتمتم : أنتم العرب ميؤوس منكم في عروبتكم.»…
هذا بين لبنانيين اثنين فقط فما بالك بين جنسيات عربية مختلفة خاضت كثيرا في دلالات التصويت مع أو ضد المغرب لاحتضان كأس العالم لكرة القدم عام 2026، فلما بدأت مباريات كأس العالم الحالية في روسيا حمى وطيس النقاش بين التلميح والاستهزاء وصولا إلى الشتائم والمسبات.
لم تستسغ الأغلبية العربية المغرمة بــ «فيسبوك» و«تويتر» كيف لدول عربية هي السعودية والعراق ولبنان والأردن والكويت والبحرين والإمارات أن تصوت لصالح ثلاثي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وتبخل بأصواتها على المغرب، في حين صوتت الجزائر مثلا للمغرب رغم كل سنوات الخصام والقطيعة الطويلة، بل وصوتت معها دول عديدة كان بعضها في أمس الحاجة لكسب ود واشنطن ومساعداتها فيما استغرب كثيرون أن تصوت السعودية ضد المغرب وهي التي احتضنت قمة الظهران العربية التاسعة والعشرين التي طالبت الدول العربية الأعضاء بدعم الملف المغربي.
في المقابل غرد آخرون بأن هذه الدول العربية التي صوتت ضد الرباط لم تكن أول من فعل ذلك وبأن الملف الثلاثي حصل على ضعف أصوات المغرب وبالتالي فأصوات تلك الدول العربية ما كان لترجح كفتها في كل الأحوال، فيما ذهب آخرون أبعد من ذلك كقول أحد المغردين السعوديين إن الرباط صوتت في كثير من القضايا العربية ضد المطلوب ثم «يأتون ويقولون لماذا السعودية لم تصوت معنا رغم أنه مجال رياضي عادي وليس سياسيا مؤثرا».
عندما تبدأ مباريات كأس العالم وسط مثل هذه الأجواء المشحونة فلا يمكن إلا أن تزداد الأمور حدة، خاصة بعد ما قوبل به تركي آل الشيخ مسؤول الرياضة في السعودية من هتافات مسيئة عندما كان يتجول في شوارع موسكو، ثم جاء كثيرون في مواقع التواصل ليظهروا شماتتهم في هزيمة المنتخب السعودي أمام نظيره الروسي في المباراة الافتتاحية بخمسة مقابل صفر، وامتد ذلك إلى تعليقات ساخرة ولاذعة على حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وجلوسه في المنصة الشرفية إلى جانب الرئيس بوتين ورئيس الفيفا، ثم تواصل الاستهزاء والتعليق الساخر حين خرج آل الشيخ بعد تلك المباراة ليقول إن لاعبي المنتخب «سودوا وجهه».
اللافت أن من اشترك في هذه الموجة ليس فقط ممن حركتهم «ضغينة» حديثة أو قديمة كالمغاربة أو القطريين بل أيضا مصريون ساءتهم جدا تصرفات وتصريحات مسؤول الرياضة في السعودية، السابقة واللاحقة، وآخرها ما قاله عن تمنيات الشفاء لنجم المنتخب المصري المحبوب والخلوق محمد صلاح «بعد كأس العالم.».. مع أنه كانت لديه فرصة لتصحيح تصريحه السابق الذي تمنى له فيها الإصابة قبل كأس العالم!! أكثر من ذلك، كان هناك سعوديون غاضبون إلى أبعد حد إلى درجة كتابة مقالات كاملة انتشرت على نطاق واسع كذاك الذي جاء تحت عنوان «القحطاني يشرشح تركي آل الشيخ ويعيده لموقعه الصحيح» والذي يصل فيه كاتبه، الحقيقي أو المستعار، إلى خلاصة يقول له فيها لقد «فشلت باقتدار بالرغم من أنك أعطيت عصا موسى وكنوز قارون».
ومثلما لم تغادر السياسة تصرفات وتصريحات المسؤولين الرياضية لم تغادر كذلك تعليقات الجمهور العريض في مواقع التواصل التي كشفت لنا ما كان محبوسا في الصدور. زاد في سكب الزيت على النار دخول قناة قرصنة سمت نفسها «بي أوت كيو» استولت جهارا نهارا على بث «بي أن سبور» التي ظفرت بالحقوق الحصرية لبث المباريات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وإذا كانت دولة الإمارات مثلا استطاعت في آخر وقت أن تتوصل إلى تفاهم مع هذه القناة القطرية رامية بالخلاف السياسي وراء ظهرها فإن السعودية لم تفعل، ما سيسبب لها متاعب كبرى بسبب إصرار الفيفا على محاسبة المسؤولين عن هذه القرصنة التي رعتها وشجعتها علنا جهات سعودية معروفة.
الحديث بعد كل هذا عن فصل السياسة عن الرياضة يبدو بلا معنى، بل إن ما تبديه سجالات الرياضة هي السياسة بعينها. ما جرى يحتاج إلى وقفة تحليلية لاستخلاص العبر.

٭ كاتب وإعلامي تونسي

المونديال والسياسة عند العرب

محمد كريشان

«طبل» الوزير… و«تشنيع» أردني

Posted: 19 Jun 2018 02:15 PM PDT

مستفيد حصري في الحالة الأردنية من حالة الغثاء والعويل التي طالت مؤخرا بعض الوجوه الجديدة في الوزارة. وهو بكل تأكيد يمثل تلك الجبهة التي تؤمن بإطفاء الكهرباء والعتمة فقط عندما يتعلق الأمر بالنقد أو حرية التعبير.
عملية «تشنيع» لا يمكن اقترابها من أخلاقيات وأدب التعليق والحوار طالت ثلاثة أو أربعة من الوزراء. هذه العملية هي أفضل هدية يمكن أن تقدم لأي مسؤول في درج السلطات وفي كل مكان من النوع الذي يحتقر حرية التعبير أو يؤمن بوضع قيود بالجملة على الشعب عندما يتواصل.
في الافق أصلا جدال حول قانون الجرائم الالكترونية الجديد والذي اعتبر ضمن حزمة التشريعات التي يريد الشارع إسقاطها.
عندما يجلس وزير في الحكومة تم التعرض له شخصيا وعائليا ما الذي يمكن أن يقوله أو يدافع عنه مقابل زميل له متشدد ومحافظ لا يؤمن بحرية التعبير؟ البحث في سيرة الأردنيين سلوك إيجابي ومفيد إذا ما تحولوا لرموز في الحياة العامة لكن السؤال هو ما الذي نخرج به بعد عملية البحث وكيف نعلق عليه خصوصا وأن الأردني العادي يقضي على الأقل أربع ساعات يوميا وهو يتفاعل بالحد الأدنى على «فيسبوك» أو «توتير» أو العالم الافتراضي.
العملية أشبه بـ «مغرفة كبيرة لا يمكن السيطرة عليها تغرف ما في جعبة المعطيات الافتراضية من قمح وتراب.
وثمة شأن كبير للنميمة على وسائط التواصل الاجتماعي وما يحصل أحيانا لا علاقة له بجدوى التفاعل والتواصل أو بحرية التعبير، والقصص التي تحاك ضد الناس هنا مماثلة لتلك القصص التي تحاك في مجتمعات جاهلة حيث لا يمكن لقصة أن تكون مقنعة أو محبوكة بل تزيد وتنقص وفقا لمقص الراوي ومن قام بعملية الغرف فتذوب الحقيقية وتعرض أجزاء منها فقط وتتوه التفاصيل ويتكرس الانتقائي العشوائي ثم يأتي الارتجال بدون مهارة أو تسييس عميق.
بالتالي يصبح الأمر أقرب لحالة نميمة جماعية مهووسة لا تفيد الوطن ولا تخدم المواطن وتخترع فيه القصص والأقاويل والتكهنات. لا بل تنتشر الشائعات وتتوسع الفبركات وتستخدم تقنيات التواصل في فبركة صور أو انتحال مقولات أو تزوير وقائع وأحداث.
ما الذي يمكن أن يفيدني كمواطن أردني إذا ما تحدث بعض من علية القوم والمحللين عن شراسة كلب وزيرة أو عن إخفاق أخرى في الكتابة العربية.
كيف يستفيد الوطن من صورة قديمة لشاب قرر بناء على صدفة ما أن يحمل طبلة في إحدى المناسبات ثم أصبح وزيرا لكي يتم التعامل معه باعتباره الوزير الطبال ثم تفبرك قصة عن عمل الوزير السابق في فرقة فنية.
لا يوجد أردني على الإطلاق إلا رقص يوما ما وحمل طبلا ولا يوجد أردني إلا رافق أوحتى ضرب كلبا.
وعدد الأردنيين الذين لا يجيدون الكتابة باللغة العربية أكثر بكثير من أن يحصى وبعضهم طوال الوقت في أعلى المناصب.
لا يوجد ما هو مفيد إطلاقا في أن نطلق اسم النقد أو مناقشة الشخصية العامة على مثل هذا الإسفاف فهو أقرب لابتذال ونميمة على شبكات تواصل الهدف منها صيانة حرية التعبير والمشاركة الإيجابية في التعليق والتواصل وإبداء الملاحظة.
المؤسسات الرسمية أصلا محتقنه بسبب سطوة وسائط التواصل وغلوها وتطرفها لا بل إرهابها في بعض الأحيان.
والخبثاء في بعض المؤسسات الرسمية يجيدون المتاجرة بكل مساحات البؤس الإعلامي والمهني لإنتاج المزيد من الذرائع والتشريعات التي تفرض قيودا على حرية التعبير وتحاول دوما الاستناد إلى تلك البضاعة الرديئة في تبرير الرقابة والقيد ولاحقا في تبرير العقوبات والقمع والمنع بما فيها الغرامات والسجن.
ما يفعله بعض الأردنيين ببساطة هنا إنتاج ذخيرة تمكن العرفيين والمتسللين وقوى الشد العكسي من إدامة الهجوم على مظاهر الانفتاح السياسي والإعلامي وتكريس كل مؤشرات التحكم بالمعلومات والمعطيات.
عندما تمارس حرية التعبير بطريقة مخجلة أو منحرفة أو غير منتجة يخلو الميدان لكل منظري الظلام والعتمة لأن السلطة في الماضي كانت تشجع وتحفز هذه الرداءة بسبب إنتاجيتها العامة في حجب حرية التعبير عن الجميع، وبالتالي توفير بنية تشريعية لتقييد أو ملاحقة أصحاب الرأي الحر والوطني الفعلي الراغبين في الإصلاح والتغيير.
لا يريد بعض المتفاعلين على الوسائط مغادرة السذاجة والسطحية في التعليق وفبركة الأخبار. تلك أفضل ذخيرة يمكن تزويد المعسكر المتشدد في النخب والبرلمان والدولة بها.
وتلك الوسيلة المثلى التي تمنع ليبراليين أو إصلاحيين أو دعاة حقوق التعبير والرأي من الدفاع عن قناعاتهم لا بل تحاصرهم لأنها تسمح بالمقابل للمعسكر الآخر بالانقضاض التام على حرية النقد والتعبير.
حصل ذلك في الماضي مع الصحافة الأسبوعية.
ثم حصل مع الصحافة الالكترونية.
وها هو يحصل مع وسائط التواصل الاجتماعي التي تحتاج لمجتمع يحركه الوعي والفهم لوظيفتها من دون ذلك من يكسب حتى اللحظة هم هؤلاء المؤمنون بالعتمة.

٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

«طبل» الوزير… و«تشنيع» أردني

بسام البدارين

إلى متى تصبر تونس على ظلم الإمارات؟

Posted: 19 Jun 2018 02:14 PM PDT

للصبر حدود. ولحلمها وصبرها على تعدياتها وخروقاتها وتدخلاتها المشينة في شؤونها الداخلية أيضا خطوط وحدود لابد تضبط يوما بدقة وصرامة وعلى المكشوف، مهما بدا ذلك الآن صعبا أو شبه مستحيل. ليس معنى ذلك أن على تونس المسالمة والصغيرة أن تزلزل بالضرورة الأرض تحت اقدام الامبراطورية الإماراتية وتغير سلوكها ومواقفها مئة وثمانين درجة، معلنة حربا ضروسا شعواء على البلد الخليجي، الذي يعادي ثورتها بالطول والعرض، ويكيد لها بالليل والنهار.
وليس معناه أيضا أنه سيكون من الضروري والمفيد لها أن تثأر لهيبتها وكرامتها، بالقطع الفوري للعلاقات الدبلوماسية معها وطرد سفيرها من عاصمتها شر طردة. لكن «ألم يعد الزقاق مسدودا تماما بوجه الهارب» مثلما يقول المثل التونسي المعروف؟ وألم يعد من غير الطبيعي أو المعقول أن تطبق قواعد اللعبة نفسها على كل التوترات والأزمات المعلنة والصامتة التي تشهدها علاقة البلدين، من دون أي مراجعات أو تعديلات أو حتى تقييمات لمدى نجاعتها وجدواها؟ ألم يعد من المناسب لتونس اليوم أن تبحث عن طريق آخر وأسلوب جديد في تعاطيها وتعاملها مع مناورات ابوظبي، بدلا من أن تدفن رأسها في التراب مثلما تفعل كل مرة مكتفية بالصمت المطبق عن تجاوزاتها وإدارة خدها الايسر لها كلما تلقت منها ضربة على الخد الايمن؟
فما الذي تخشى فقدانه من الإمارات أكثر مما فقدته منها حتى الآن بالفعل؟ ربما سيكون من العبث أن نتصور أن حالة الشد والجذب، ومظاهر الفتور والبرود وحتى التوتر وعدم الارتياح التي تلاحظ في تعامل كل طرف مع الآخر ستكون قدرا مكتوبا إلى غير رجعة. فلابد عاجلا أم آجلا أن يفقد أحدهما أو كلاهما لسبب من الأسباب تحفظه وبروده، ويتخلص من لعبة التجاهل وإدارة الظهر المستمرة للمشكل المزمن بينهما، ويستخلص ولو متأخرا العبرة والدرس المناسب من كل المواقف والأحداث التي حصلت على مدى السنوات السبع الأخيرة، ويحسم بوضوح إما لصالح إعادة صياغة علاقة جديدة تكون مبنية بالفعل على قواعد التكافؤ والاحترام المتبادل، وعدم تدخل أي منهما في الشأن المحلي للآخر، أو يقرر استحالة ذلك وضرورة الفراق والطلاق البائن والقطيعة الرسمية والنهائية بين النظامين.
ومن المؤكد حتى الآن أن الامارتيين ليسوا بحاجة لأن يكونوا هم المبادرين بالخطوة الأولى في تصحيح العلاقة آو قطعها. فهم يعتقدون أن الطرف المقابل في موقف ضعف، وانه لن يستطيع أن يخرق قاعدة «لا عين رأت ولا اذن سمعت» التي يلجأ لها كلما وجد نفسه وجها لوجه امام الاستفزازات والمحاولات الإماراتية المشبوهة للتدخل في شؤونه الداخلية. وبالتالي فهم لا يرون داعيا أو مبررا لتحريك الأمور أو «خلع أبواب مفتوحة» على رأي المثل الفرنسي ماداموا واثقين أن كفة ميزان القوى الحالي ترجح لصالحهم رغم كل ما يلحق بصورتهم لدى الرأي العام المحلي والعربي من ضرر فادح. إنهم يلاحظون جيدا كيف أن التونسيين يحسبون مواقفهم بحذر شديد، ولا يردون على الاستفزاز باستفزاز مضاد، وكيف أنهم يحرصون دائما وأبدا على إبقاء جسور الصلح والحوار مفتوحة، حتى مع أشد الأعداء والخصوم. والمشكل هو أنهم لا يستطيعون أن يفهموا كيف يمكن لبلد صغير ينوء بالمشاكل والازمات الثقيلة أن يرفض مرة بعد اخرى كل العروض السخية لحكام ابوظبي، بالتخلص من الديمقراطية والحرية ومشتقاتهما مقابل الحصول على ملايين الدولارات، التي هو بأمس الحاجة لها. ومع ذلك فهم لا يملون من تكرار المحاولة تلو الاخرى لإقناعهم بما يملكون من حجج مالية واستخباراتية قوية بتغيير مواقفهم والانصياع لرغباتهم.
وما يثير حفيظتهم أن كل جهودهم ومحاولاتهم سرعان ما تتبخر وتذهب ادراج الرياح. وفي اللحظة التي يظنون فيها أن الامور استقرت واستوت، وأنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفهم، تُسقط تونس من حيث لا يدرون ولا يحسبون كل خططهم في الماء. إنها تفعل ذلك من دون أي جلبة أو فرقعة إعلامية، بل بهدوء تام وحتى تكتم شديد متجنبة أي إشارة مبطنة أو صريحة قد يفهم من ورائها ضلوع الامارات في التخطيط والتمويل المطلوب لمسلسل الهزات والاضطرابات الذي تعرفه والذي لا يكاد يتوقف. لكن ألم يعد الامر مربكا ومملا وأشبه بالمسرحية الرديئة؟ ألم تفقد حالة اللاحرب واللاسلم بطول المدة أي مبرر لبقائها واستمرارها؟ ربما كان المثال الأخير الذي قد يدل على ذلك هو قصة الانقلاب الاماراتي التي نشرها موقع «موند إفريك» الاخباري الفرنسي قبل ايام وكشف فيها أن سبب إقالة وزير الداخلية التونسي في السادس من الشهر الجاري هو مشاركته في محاولة انقلابية جرى التخطيط لها مع اطراف خارجية وعلى رأسها الامارات.
لقد كان الجديد في القصة هو الكشف عن اسماء بعض الوجوه السياسية المحلية التي كانت بيادق بايدي المخططين الاماراتيين والسعوديين للانقلاب. ولكن اهم ما قدمه تقرير الموقع الفرنسي هو أنه أماط اللثام عن الجهة التي أنقذت تونس من السقوط في المستنقع المصري، وهي المخابرات الفرنسية والجزائرية والألمانية التي سارعت لتنبيه السلطات للعملية، ما يعني بوضوح رفض الدول الثلاث لأي محاولة اماراتية للتدخل في تونس وتغيير الاوضاع فيها بالقوة، ويشير بالمقابل ايضا إلى أن الامارتيين باتوا في موقف لا يحسدون عليه، بعد أن رفع الفرنسيون والجزائريون المنزعجون من تدخلاتهم في الجارة ليبيا الورقة الحمراء في وجه أي دور إماراتي في تونس. لكن وبغض النظر عما إذا كانت تفاصيل قصة الانقلاب دقيقة أم لا، هل سيكون بإمكان التونسيين أن يستغلوا مثل ذلك الانقسام في مواقف القوى الاقليمية، وهو أمر ثابت لصالحهم، ويفهموا ابناء زايد أن الامور لن تظل على حالها، وأن زمن الصمت وضبط النفس وتجاهل تدخلاتهم قد ولى وانقضى إلى غير رجعة؟
حتى الآن لم يخرج لا الرئيس التونسي ولا رئيس الحكومة أو البرلمان، ليكشف إن كانت هناك أصلا محاولة انقلاب أم لا. وحتى لو حصل ذلك فسيكون مستبعدا أن يشير اي مسؤول تونسي صراحة باصبع الاتهام لابوظبي في الوقوف وراء عمل مماثل. فحسابات الربح والخسارة من وراء اي خطوة لكشف الأوراق لاتزال تطغى على اي اعتبار آخر. والمشكل بنظر السلطات ليس في الامارات وحدها، بل فيمن يمكن أن تحشدهم وراءها من قوى محلية واقليمية اخرى قد تشكل تهديدا جديا لها، لكن ذلك لا يعني أنها ستتمسك طويلا بسياسة غض الطرف عن مناورات ابوظبي وتهديداتها المباشرة لأمنها واستقرار تجربتها. فصبرها أوشك فعلا على النفاد، ولم يعد ممكنا للعبث الإماراتي أن يتواصل بالشكل الذي كان عليه في السابق. وربما ستحدد عوامل داخلية وخارجية مثل نتائج الانتخابات التركية القريبة ودعم الجزائر وفرنسا ومن ورائها اوروبا الوقت المناسب الذي ستطلق فيه تونس صافرة النهاية للعبة العربدة الاماراتية التي لم تقابل بما تستحق.
كاتب وصحافي من تونس

إلى متى تصبر تونس على ظلم الإمارات؟

نزار بولحية

الشيوعي العراقي… هل حان موعد الخروج من «سائرون»؟

Posted: 19 Jun 2018 02:14 PM PDT

إذا سألت أيا من قيادي قائمة «سائرون»، هل كنتم تتوقعون الفوز بالمرتبة الأولى في الانتخابات؟ سيجيبك، إذا كان أمينا، أنهم كانوا يسعون لذلك طبعا، لكنهم لم يكونوا يتوقعون أن ذلك ممكن الحدوث. فقد تفاجأوا بالنتيجة وأصبحوا أمام خيارات معقدة تحتم عليهم التحرك نحو الكتل الأخرى لتشكيل الكتلة الأكبر التي ستكلف بتشكيل الحكومة.
وهنا بدا الأمر وكأنه سلاح ذو حدين، فأمام المنتصرين لذة النصر وتشكيل الحكومة وإمكانية تطبيق شعارات الإصلاح التي أطلقوها منذ احتجاجات 2015، لكن ذلك لن يتم إلا بالاتفاق مع كتل اتهموها بالفساد والمحاصصة، فكيف سيتم الامر؟ هل يتم تقبل الأمر الواقع والتنازل عن الشعارات السابقة للحصول على فرصة تشكيل الحكومة؟ أم أن التحول إلى كتلة معارضة برلمانية حقيقية سيكون أجدى وأنفع للوطن؟
منذ إعلان مقتدى الصدر وهادي العامري يوم 12 يونيو الجاري عن مشروع ائتلاف بين قائمة «سائرون» وقائمة «الفتح» لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر والتكهنات والاتهامات واللوم والتقريع والشماتة، تنهال من عدة جهات على مكونات ائتلاف «سائرون» وكذلك في ما بينهم، فالبعض رأى في هذه الخطوة انحناء حصيفا من مقتدى الصدر تجاه الضغوط الايرانية، وهذا ما أوحى به البيان الرسمي للحزب الشيوعي العراقي، الذي اشار إلى أنه «جرى الإعلان عن التحالف مع الفتح، ليسهم في منع تعريض البلد إلى مخاطر جدية، تحرق الأخضر واليابس، وهو ما تحاول قوى مختلفة وبدوافع متباينة جره اليها، فالبعض لا يتورع عن اللجوء إلى الأساليب والوسائل التي تضع الوطن على كف عفريت بدون اكتراث بالنتائج، في سعيه لمنع توفير الظروف المناسبة لانتقال سلمي سلس للسلطة، وللحيلولة دون تنفيذ المشروع الوطني الاصلاحي، ولتيسير الالتفاف على إرادة التغيير التي عبرت عنها جماهير واسعة».
وربما اعتبر انصار الصدر، المخلصون والخاضعون لكل تحركاته، الامر تكتيكا لن يلبث أن يلغى بعد حين عندما تنتهي الازمة أو تخف وتيرة الضغوط، ليعود الصدر إلى مواقفه العراقية الوطنية. بينما رأى بعض المشككين والناقدين لمواقف الصدر وتياره السياسي، أن ما حصل كان أمرا حتميا وعودة للوضع الطبيعي الذي سار عليه العراق منذ عام 2003 حتى الآن، الوضع الذي لا يمكن الفكاك منه إلا بفرض التغيير بالقوة من خارج العملية السياسية. لأن واقع حال العراق يشير إلى أن القوى السياسية التي تتفت مع كل حراك، ثم ما تلبث أن تجتمع على اسس طائفية وقومية، وتوقعوا أن المقبل هو انضمام القوى الشيعية المتبقية إلى الائتلاف الجديد الذي اطلقوا عليه تهكما نتيجة اندماج «الفتح» و»سائرون» اسم (فسنجون) الاكلة الايرانية الاشهر.
وبالمقابل ستتجمع القوى السنية في ائتلاف تكون حصته رئاسة البرلمان وبعض الوزارات، وكذلك القوى الكردية التي ستتجمع في كتلة لتحصل على حصتها من الوزارات ورئاسة الجمهورية، لتنتج حكومة محاصصة جديدة، سيكون الخاسر الاكبر والاوحد فيها هو الناخب العراقي، الذي تأمل حدوث التغيير عبر صناديق الاقتراع.
حسابات الكارتلات، أو ما بات يعرف بالحرب الطائفية الباردة بين معسكري السعودية وايران، حسبت أن انتصار الصدر في الجولة الأولى في الانتخابات مثّل تقدما للجناح القريب من السعودية، وبنت أحلاما على تقارب «سائرون» مع قائمة «النصر» بقيادة حيدر العبادي و»القائمة الوطنية» بقيادة اياد علاوي و»الحكمة» بقيادة عمار الحكيم وقائمة «القرار العراقي» السنية لتشكيل حكومة يتم فيها استبعاد حلفاء ايران، وهم قائمة «الفتح» بقيادة هادي العامري و»دولة القانون» بقيادة نوري المالكي، ليأتي دور الاكراد مكملا، حيث يأتلف «الاتحاد الوطني الكردستاني» مع الائتلاف الذي سيشكل الحكومة لتكون رئاسة الجمهورية من نصيبهم ليتم التمديد لولاية ثانية للرئيس فؤاد معصوم.
البعض قرأ الضربة الأولى في صراع القوى السياسية في تفجير يوم 6 يونيو الجاري الذي حدث في حسينية في مدينة الصدر الشيعية الفقيرة، نتيجة انفجار كدس عتاد كان مخزنا وسط الحي السكني، حيث أشارت التسريبات إلى أن الكدس المتفجر تابع لميليشيا «سرايا السلام» التابعة للصدر. ورغم قلة المعلومات الرسمية حول الموضوع، إلا أن الامر بدا وكأنه رسالة تحذير من خطورة المقبل من الاحداث واحتمالية اشتعال احتراب شيعي – شيعي.
تأتي الضربة الثانية بقرار البرلمان المنتهية ولايته نهاية يونيو الجاري، الذي قرر في جلسة استثنائية عزل المفوضية العليا للانتخابات واعادة العد والفرز اليدوي لكل العراق وإلغاء نتائج انتخابات الخارج ومعسكرات إيواء النازحين بتهمة حدوث تزوير وتلاعب في نتائج الانتخابات. وفي 10 يونيو المقرر فيه استلام اللجنة القضائية لمهامها بدلا من مجلس المفوضين، حدث حريق في مخزن الرصافة – بغداد التابع للمفوضية العليا للانتخابات، حيث التهم الحريق بعض أجهزة العد الإلكترونية، ولم تظهر النتائج النهائية للخسائر التي أحدثها الحريق حتى الان، لكن العديد من الجهات التي تضررت بالانتخابات طالبت بإعادتها أو الذهاب إلى حكومة إنقاذ لتسير الاعمال حتى موعد انتخابات يحدد لاحقا.
كل ذلك قرئ على أنه رسائل ضغط على «سائرون»، القائمة الفائزة بالانتخابات، لإجبارها على العودة إلى حضن الائتلاف الشيعي، فما لبث أن أعلن عن ائتلاف «الفتح» و»سائرون» بعد يومين فقط، وأصبح المراقب للشأن العراقي في حيرة من أمره، فالكل يعرف مدى التوتر بين التيار الصدري وقوى الحشد التي تمثلها سياسيا قائمة الفتح، وكثيرا ما تهجم مقتدى الصدر على فصائل محددة في الحشد مثل «عصائب أهل الحق» بقيادة قيس الخزعلي التي كان الصدر يسميها الميليشيات الوقحة، وكثيرا ما لمح إلى تبعية فصائل الحشد لإيران ، وكثيرا ما اوحى بالنأي بنفسه وتياره عن ايران والاقتراب من المحيط العروبي، الذي قرأه خصومه على انه نوع من اللعب على التوازن الإقليمي، نتج عنه الذهاب باتجاه السعودية العدو التقليدي لإيران.
«سائرون» كقائمة انتخابية مكونة رسميا من تيارين متضادين ايديولوجيا هما الحزب الشيوعي العراقي وحزب الاستقامة غائم الملامح، الذي يقف وراءه مقتدى الصدر وتياره الاسلامي الشيعي الشعبوي، الذي يخضع لنفوذ قائده خضوعا اعمى ويقدسه بشكل شخصي وعائلي، يضاف إلى هذين التيارين بعض الاحزاب أو الحركات الصغيرة التي لا تمثل سوى مسحة تجميلية لتعطي انطباع أن قائمة «سائرون» عابرة للطوائف والقوميات. إذن نحن إزاء ائتلاف شيوعي- صدري، ائتلاف ولد من رحم الحراك المدني الاحتجاجي لعام 2015 الذي رفضه حينها العديد من الناشطين المدنيين واعتبروه خضوعا أو تبعية لحزب اسلامي مشارك في الحكومة والبرلمان، لكن من جهته الحزب الشيوعي لم يكن ذا موقف واضح رغم دعمه للحراك المدني، إلا أن قياديه المشاركين في الحراك (ابرزهم عضو اللجنة المركزية جاسم الحلفي) طالما اعلنوا انهم يشاركون في الاحتجاج بصفتهم الشخصية وليست الحزبية.
عندما غادر الحزب الشيوعي التحالف المدني الديمقراطي المكون من مجموعة قوى علمانية ديمقراطية قبيل الانتخابات الاخيرة، نتيجة صراعات داخلية أوهنت التحالف واضعفته وفتته إلى ثلاث قوائم، وجه العديدون الاتهام للحزب الشيوعي لأنه فرط بقيادته لائتلاف علماني وانضم بالمقابل تابعا في ائتلاف مع حركة ضخمة من حركات الاسلام السياسي، المتهمة بالمشاركة بالفساد، وتوقع الكثيرون فشل هذا التحالف سريعا نتيجة الفروقات التي اعتبروها جوهرية بين التيارين، ودافعت قيادة الحزب عن وجهة نظرها أمام قواعدها واصدقاء الحزب والجمهور الذي ينظر باحترام لتاريخ الحزب الشيوعي، بالقول إن «سائرون» ليس سوى تحالف انتخابي محدد وفق قواعد واضحة لا إجبار فيه لأي طرف من الاطراف على تغيير الايديولوجيا أو التوجهات السياسية الاساسية، وهذا ما ذكره سكرتير اللجنة المركزية للحزب رائد فهمي في اكثر من مؤتمر أو تصريح رسمي، وكان الاعلان دائما يأتي بصيغة، أن الحزب الشيوعي العراقي يؤكد حرصه على استقلاله السياسي والتنظيمي والفكري، وانه سيصون هذا الاستقلال مهما كانت الصعاب والإشكاليات والتعرجات السياسية.
موقف الحزب الشيوعي المعلن كان بصيغة، «تمسك الحزب الشيوعي العراقي بمشروع التغيير والإصلاح في منطلقاته الأساسية الداعية إلى بناء دولة المواطنة، ونبذ المحاصصة الطائفية، والتصدي للفساد وحصر السلاح بيد الدولة، وتقديم الخدمات للناس، وتأمين البطاقة التموينية وتنويع الاقتصاد الوطني، وضمان استقلالية القرار العراقي، وإطلاق تنمية مستدامة عبر الاستخدام العقلاني لموارد البلد، النفطية منها أساسا». لذلك كان رأي قيادة الحزب أن الائتلاف مع التيار الصدري سيخلق كتلة قوية اطلق عليها بعض المنظرين المتفائلين تسمية «الكتلة التاريخية» التي ستحقق هذه الاهداف.
اليوم وبعد مرور حوالي الاسبوع على اعلان ائتلاف «سائرون – الفتح»، أعلنت قيادة الحزب الشيوعي العراقي بوضوح رفض الائتلاف الجديد، وفي حال استمراره فإنها تفكر بجدية بالخروج من قائمة «سائرون» ليتحول الحزب إلى المعارضة البرلمانية التي لا نعرف حتى الان حدودها وشكلها وماهيتها، وللموضوع جولات مقبلة.
كاتب عراقي

الشيوعي العراقي… هل حان موعد الخروج من «سائرون»؟

صادق الطائي

الوجدان العربي الضائع

Posted: 19 Jun 2018 02:13 PM PDT

تُختزل مسألة التَّقدم والتأخر في العالم العربي في إشكالية الإسلام والسلطة، ليس كما يجري طرحها، أي ما إذا كان الإسلام دينا ودولة أم لا، بل كما يُعَبّر عنها الصراع القائم بين التيارات الإسلامية وحركاتها، والسلطة السياسية ونظامها الاستبدادي.
ومن وحي هذه الثنائية امتد الحديث عن إشكالية الإسلام والسياسة. وعليه نعود إلى المسألة الأساسية التي طُرحت منذ مدة طويلة لكنها لم تندرج ضمن المدى الطويل، لكي ترتب أثرها التاريخي في النهضة المتتالية والمتراكمة. ونعني بالمسألة الأساسية، هي لماذا استمر الحديث عن التقدم والتأخر العربي أكثر من قرن من الزمن؟ هل لأن صياغة الإشكالية تمت على نحو يستدعي ضرورة وجود التخلف العربي والتقدم الغربي، ومن ثم يحسن المثقف العربي الحديث حولها ويؤبدها كخاصية لفكره المعاصر؟
فقد مرّ ردح من الزمن العربي بقي الفكر فيه حبيسا لإشكالية العقل والنقل، ولازمته هذه الإشكالية إلى أن استنفد كل ما في جعبته، ولم يعد بعدها قادرا على تجديد وإعادة صياغة الإشكاليات بالمعاني والمفاهيم التاريخية الجديدة. ولعلنا لا نجانب الصواب عندما نطرح السؤال التالي، لماذا نجح الإصلاح الكبير الذي تم في أوروبا في عصر النهضة على يد مارتن لوثر وارسموس وزويغلي، بينما أخفق الإصلاح العربي نهاية القرن التاسع عشر في أن يرتب المظاهر الملازمة للإصلاح الديني، ويراكم كل شيء في دولة تحافظ على دائميتها وديمومتها. وبتعبير آخر يفيد المعنى نفسه، لماذا لم تكن قوة الاجتهاد الديني الإسلامي الحديث بالقدرة نفسها التي كان عليها الاجتهاد الديني في بداية النهضة الأوروبية؟ والجواب، من جملة أجوبة أخرى، أن قوة العصر الحديث والمعاصر تتمثل في السياسة ووجهها الآخر الاقتصاد، ومن ثم محدودية الخطاب الديني في أن يُغَيّر الحياة في العمق، أي مؤْسَسَة الحياة في كافة نواحيها، واكتفى فقط بمداعبة ومخاتلة الجماهير التي تبحث عن الحماس وفيض المشاعر، أكثر من حرصها على السياسة والاقتصاد.
نعود إلى القضية الأساس، ونتساءل مرة أخرى، هل التخلف لازمة موالية لطبيعة الفكر العربي، وسلوكيات الإنسان المسلم؟ أم أن التخلف موجود لأن الفكر العربي معلَّب بشكل دائم في إشكالية التقدم والتأخر، التي جثمت على الوعي العربي، ولم يتمكن من تخطيها؟ وهل الخروج من التخلف يقتضي فعلا الحسم في المسألة التي طرحها المفكر القومي شكيب أرسلان، منذ أكثر من نصف قرن: لماذا تأخر المسلمون وتقدّم غيرهم؟ كيف عجز العرب والمسلمون عن تجديد الوعي في قضاياهم المصيرية؟
بدل الحديث المفرط عن الإسلام، كما يفعل الدعاة الجدد، يجب صرف النظر إلى الوجدان العربي، لمعرفة مدى قابليته لامتصاص حقائق الوضع العربي والعالمي الراهن. فلماذا يأبى هذا الوجدان مواكبة العولمة في تجلياتها الكبرى: الإنسان الرقمي، مجتمع المعرفة، الديمقراطية في مظاهرها المختلفة، العصر التكنولوجي الفائق، مُثُل الحداثة، قيم الأخلاق الإنسانية، المجال العام، المواطن في المدينة.. الأمر الذي يستوجب البحث في البنية الاجتماعية وطبيعة السلطة العربية التي تقرر مصير شعوبها. لعلّ الحائل الكبير لتنمية الوجدان العربي والإسلامي هو رسوخ المبدأ/ الشعار «الإسلام هو الحل»، الذي شلَّ كل إرادة نحو التغيير والتحوّل، أبقى الذهنية الشعبية في حالة من انتظار رجاء لا يأتي إطلاقا.
يوحي شعار « الإسلام هو الحل»، بأنه لا مخرج إلا بالصبر على الظلم والحيف وانتظار الفرج أو الانفراج الكبير، الذي يعم العالم بأسره، وأن كافة الحلول الأخرى لا تُقْبَل، ويجب الوقوف حِيَالها بالرفض والنقد والنقض والمجابهة، ولعلّ سبب مواجهة العرب للغرب متأتية من كون هذا الأخير اهتدى إلى حلول خارج شعار «الإسلام هو الحل». وهكذا، فالاتكال على الأزمة باعتبارها حلا هو الذي أعفى المسلم من أي محاولة للبحث عن المخرج الحقيقي لمسألة التقدم، بذريعة أن الحل موجود أصلا في التراث وفي الإسلام في صيغته الماضية.
العالم يتغير ويتحوّل، ولم يعد الشرق شرقا ولا الغرب غربا، وأبرز تجليات هذا التحوّل هو بداية وجود فضاء الإسلام في الغرب نفسه، يحاول من خلال فقه الأقليات أن يضفي ملامح أوروبية / أمريكية عليه، وفق شروط الحداثة. وهكذا، تبدو العولمة والانخراط الواعي فيها، أفضل سبيل إلى تجاوز المأزق العربي وبالتالي كسر إشكالية لماذا تقدم الغرب وتأخر العرب. فالعولمة توفر فرصة الوجود الفوري للإنسان المسلم مع غيره ليتحرر الإسلام كرسالة للناس كافة من الخصوصية العربية، خاصة منه الوهابية على ما كرسه النظام السعودي.
ولعلّنا لا نجانب الصواب أيضا إذا قلنا إن من جملة الحقائق الجديدة التي لم نعِها كما ينبغي الحال، هو أن الدين في حياتنا المعاصرة صار جزءا من الوعي وليس كله، وأنه جانب من جملة جوانب أخرى أفرزتها الحياة الجديدة، وأن الدين حالة ثقافية من جملة حالات أخرى، وأن واقع المسلمين ليس الدين كمقوم تنمية مستدامة، بل واقعهم غياب الوعي السياسي والاقتصادي الذي يؤشر إلى غياب حقوق وحريات مؤسساتية.
وينهض أكثر من شاهد على ما نذهب إليه من أن الحياة تغيّرت بالقدر الذي لم يعد الفكر الديني هو المهيمن والمسيطر، بل وجوده يتعلق بوجود ميادين ومجالات وتخصصات أخرى، على ما تدلنا عليه تجربة وخبرة جامع الأزهر العتيق، الذي تحوّل إلى جامعة زمن جمال عبد الناصر، وهو اليوم يضم أكثر من 90 في المئة من التخصصات والأقسام خارج الشريعة وأصول الدين. فقد بقي راسخا في الوعي العربي والإسلامي أن الأزهر مؤسسة دينية بسبب رمزية وجود شيخ الأزهر المعين من قبل الدولة، بينما هي جامعة تدرس كافة العلوم الحديثة وبمناهجها الحديثة والمعاصرة أيضا، وهي تستمد وجودها الحقيقي ليس من تدريس الدين الإسلامي، بل بوجود العشرات من الأقسام العلمية خارج الدراسات الإسلامية.
وعليه، ومن باب تخطي المأزق الذي آل الفكر العربي المعاصر في إشكالية الإسلام والغرب، أو التقدم والتخلف، هو إبعاد الإشكالية أصلا من أفق التفكير، والانخراط التلقائي مع القضايا الراهنة، كما تطرح في كافة بلدان العالم، بالقدر الذي يساعد فيها الدين باقي المجالات في تجديد الروح، والتكافل الاجتماعي وامتلاك ناصية الثقافة الحديثة والتواصل الإنساني الذي يقرّب إلى الحق والحقيقة في مجالها التداولي الحديث، ويبعد الاحتكار والاستئثار بالحقيقة الدينية من أجل تغليبها على سائر الحقائق والمجالات.
كاتب وباحث جزائري

الوجدان العربي الضائع

د. نورالدين ثنيو

 الهويات المتناحرة

Posted: 19 Jun 2018 02:13 PM PDT

ليست الهوية حسب ماكس فيبير مفهوما دقيقا، أو سهل الإحاطة، يمكن من ثمة الاستناد إليه لتحليل الظواهر الاجتماعية. فقد كان كل الأكاديميين والسياسيين في أوروبا في القرن العشرين يستخفون به لأنه مناف للحداثة، وقام سجال في فرنسا عقب الثورة الفرنسية ما بين أصحاب الخصوصية من الجيرانديين (من منطقة لاجيراند وعاصمتها بوردو) وأصحاب القيم الكونية من مرتادي دير القديس يعقوب بباريس، من سُيعرفون بعدها باليعقوبيين، لينتهي لصالح الأخيرين.
كانت القيمتان اللتان انبنت عليها المرجعية المؤسسة للحداثة، وهي فلسفة الأنوار، هما الحرية والمساواة، وعلى مؤسسات مثل الدولة لا تتقاطع والخصوصيات المحلية، أو على مفاهيم مثل الشعب والسيادة الشعبية. كان مفهوم الهوية غائبا تماما، وكان ينبغي لدعاة خطابات الهويات في النصف الثاني من القرن العشرين، أن ينبشوا في كتابات هيغل ودعوته للاعتراف، كي يجدوا سندا فلسفيا وفكريا لما أصبح خطابا مستشريا.
خطابات الهوية أضحت محدِّدة على مستوى الداخلي لكثير من البلدان، وعناصر مؤثرة على مستوى العلاقات الدولية، وترسم دول ما سياساتها بناء على علاقات خاصة مع هويات معينة، أو حماية لأقليات، وقد تكون أدوات تدخل في الشؤون الداخلية للدول.
كانت البداية لخطاب الهوية من قلب الدول الأنكلوساكسونية، سواء في بريطانيا أو الولايات المتحدة ثم كندا، ثم أصبح حاضرا بقوة مع سقوط حائط برلين، وسعت دول عديدة للانعتاق من ربقة المنظومة السوفييتية، بناء على اعتبارات هوياتية، إما قومية، أو دينية، أو حتى إثنية. إلا أن خطاب الهوية ما لبث أن عرف زيغا مفضيا لصراعات دامية تعتبر كل ما كان يوغسلافيا سابقا، والتناحر بين مكوناتها حد التطهير العرقي، حالة مدرسية، فضلا عن الاقتتال بين الهوتو والتوتسي في رواندا.
تأثير الهويات وخطابها، بل جنوحها، يفترض فهمها. كل خطاب هوية هو تعبير عن أعراض ويعبر عن خلل ما في منظومة سياسية، إما لانتفاء العدالة الاجتماعية بها، أو ضعف المشاركة السياسية أو طمس مكون ثقافي ما، أي أن خطاب الهوية لا يثور إلا لاختلال قائم في العدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية وانعدام الاعتراف الثقافي بمكون ما أو ضعف التعبير عنه. ينبني على معطيات موضوعية لجماعة ومكوناتها وعناصرها، التي قد تكون ضحية عنف رمزي، من احتقار أو استهزاء أو تجاهل أو طمس أو الأبارتيد، لإثنية معينة أو للسان، أو عقيدة، أو مذهب، أو لون، قد يتطور العنف الرمزي إلى عنف مادي.
يقوم الخطاب الهوياتي كرد فعل على ما يسميه البعض بندوب الاحتقار، إما لإحساس بالدونية ولتجارب مريرة لأشخاص وجماعات. رد الفعل يقوم على صياغة خطاب جديد. كل خطاب هوياتي هو بناء جديد ينبني على معطيات موضوعية، انطلاقا من عرق أو لغة أو دين أو مذهب، بل أحيانا لون (كما خطاب الزنجية عند سنغور)، ويبني عليها تصوره للعلاقات الاجتماعية، وقراءة جديدة للتاريخ، ولدور العنصر المكون للهوية في بنائه. يبدأ بالدعوة لإعادة الاعتبار، فالتمايز والاختلاف عن الثقافة السائدة أو المهيمنة، وقد يتأرجح ما بين المطالبة بالاعتراف من داخل منظومة ما، أو رفضها وإعادة صياغة بديل عنها، ومن ثمة الدعوة إلى الانسلاخ عنها. ينتقل خطاب الهوية من اعتبارات موضوعية، بل مشروعة ضد الحيف إلى استعداء الآخر. ليس هناك خطاب هوية لا يقوم على شيطنة الآخر. يصبح الآخر مشجبا لكل الأوضاع المزرية التي عاشتها جماعة في السابق وما تعرفه في الحاضر، مع ميل لتضخيم حالات، والتغاضي عن أخرى، والغلو في الخطاب والسلوك. تبدأ الشيطنة من خلال الخطاب أو العنف الرمزي، ويمكن أن تنتقل في يسر إلى صدام، بل وتناحر وحروب أهلية ودعوات للانفصال.
لا يمكن أن نهزأ في السياق الذي نعيش فيه بخطابات الهوية. يفترض ذلك قراءة اللامنطوق، وما هو ثاو في كل خطاب هوية، أي الدعوة للعدالة والمشاركة والكرامة والاعتراف بالتنوع وحسن تدبيره، الأمر الذي يستلزم إعادة بناء السرد الناظم لبلد، أو صياغة جديدة لبنود العقد الاجتماعي.
تبنّي موقف سلبي أو لامبالاة أمام شيوع خطابات الهوية، يفضي إلى تفاقمها إلى الدرجة التي قد يستعصي معها تدارك الأمر، حين تقع الاصطدامات ويغلب منطق الثأر وتتدخل أطراف خارجية، ولذلك تفترض الحكمة مقاربة استباقية.
لا حاجة لإعطاء أمثلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حول الجنوح، بل الزيغ الذي أفضت إليه الهويات المتناحرة وحالات الحروب الأهلية التي أفزرتها، والانفصال سواء قانونيا أو بالفعل، والاصطدامات التي تولدت عنها. الإبقاء على الأوضاع القائمة في ما يخص عناصر «الهويات» في دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا غير ممكن وتجاهل ذلك مكلف. ولذلك يُفترض فهم ما يعتمل، وبناء علاقات جديدة تقوم على المواطنة وحسن تدبير الاختلاف والتنوع. نعم، ليس من اليسير لمن يحمل ندوب الاحتقار، سواء أكان فردا أم جماعة، تجاوزُ المظالم التي حاقت بها من قِبل منظومة سياسية وثقافية معينة، من افتراء وتحقير وتهميش، بل واضطهاد، ولكن الوعي بمخاطر أشد خطورة، قد يملي عليها تجاوز ذلك… عامل الزمن مهم، لأن ما قد يكون ممكنا اليوم قد يصبح مستعصيا غدا. التنوع الثقافي هو السمة الغالبة في كل دول العالم. وما يمكن أن يكون مصدر غنى، في إطار علاقات المواطنة، والاحترام وحسن تدبير التنوع الثقافي قد يصبح شرا مستطيرا يقوم على خطاب العداء والتنافر، وقد ينتقل من الخطاب إلى الفعل. ومن لا يبصر من الغربال يكون أعمى، كما يقول المثل.
كاتب مغربي

 الهويات المتناحرة

حسن أوريد

عزلة الحكومات العربية: زلزال التاريخ والهوية

Posted: 19 Jun 2018 02:12 PM PDT

منذ حملة نابليون الفرنسية مروراً بالاستعمار البريطاني وحتى نكسة عام1967، واجهت الدول العربية أخطاراً وتحديات جمة، تمثلت أبرزها في التبعية السياسية والخضوع الفكري والثقافي، حيث إن الغزو الاجتماعي والسياسي كان له أبعد الأثر في فرض السيطرة الغربية في مجال الاقتصاد والتعليم والفن والصحافة، وما ترتب على ذلك من تفريغ الشباب العربي من قوميتهم واحتوائهم داخل أطر من التبعية والسيطرة تحت اسم الحضارة والحداثة والتقدم.
مع كل مرحلة كانت الأسئلة تتدفق: ما معنى الوحدة العربية؟ ما دور الإسلام في تكوين هذه الوحدة؟ كيف تتحقق الوحدة؟ كيف يتصرف العرب في ثرواتهم؟ ما هي الاشتراكية العربية؟ وما زالت الأسئلة تتدفق دون إجابات، أو حتى محاولات للإجابات!
ما زالت مرارة النكسة تسري داخل النفس العربية حتى يومنا هذا، وبعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية المنافي لكل المواثيق والاتفاقات الدولية أن القدس عاصمة لإسرائيل، أصبح العرب عرضة أكثر فأكثر للخطر الداهم المتمثل في فقدان الذاتية القومية والوطنية على حد سواء.

مشكلة الحكومات العربية

أصبح من المعتاد رؤية الحكومات العربية تتقلب في علاقاتها مع مجتمع السياسة العالمية. من جانب آخر فإن الضعف الاقتصادي والتعليمي والقانوني المدني أيضاً الذي تعاني منه الحكومات العربية جعلها لا تستطيع التعامل مع العالم بروح الانفتاح والتسامح، الأمر الذي يمكن أن نعزوه إما إلى شعورها بالدونية، أو أنها حقاً أقل من المستوى السياسي اللائق والمطلوب. ولذلك تعيش تحت رحمة هذا المزاج السياسي العالمي الذي قد يقصيها في أي لحظة.
منذ النصف الثاني من القرن العشرين تقريباً، سيطرت الأفكار الشمولية على معظم الحكومات العربية. ولا تتوقف مشكلة هذه الحكومات عند كونها تعطل الحرية ومناخها فحسب وإنما تكمن في أنها جعلت المواطن العربي ضعيفاً محطماً أمام الوعي العالمي المتقدم، إلى جانب تدمير التوق الإنساني للتحقق، وتفكيك ومحو أي مشروعات جادة تعمل من أجل التغيير.
إذا ما نظرنا إلى التحركات الإسرائيلية فيما يخص «المحرقة النازية»، فإنها تلقت استجابة لدى الكثير من دول العالم. في المقابل فإن الحكومات العربية لا تتعامل بجدية مع الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وحـتى أنها تتـعامل وكأنـها ليـست طـرفاً فـيه أحـياناً.
الحقيقة الأكيدة أن هذا الصراع هو صراع عالمي، وعلى الحكومات العربية أن تعي أنها طرف في هذا الصراع. ومهما بلغت درجة أهمية المصالح القطرية بالنسبة لها، ستبقى كل الدول العربية طرفاً في هذا الصراع وستتحمل آثار هذا الصراع ولو بعد حين.
وسط كل هذا فإن الخطاب السياسي العربي يغلب عليه التعميم والتجريد، في حين أن التفصيلي هو المهم؛ والدخول في السياسة والتكتل الحزبي من أجل ممارستها يتطلب مشروعا تفصيليا محددا كالذي يقدمه الرئيس الفرنسي الحالي ايمانويل ماكرون وغيره من أصحاب البرامج التي ترقى إلى المستوى المطلوب.
نلاحظ في خطابات الرؤساء العرب أنه يغلب عليها الطابع التعميمي، لدرجة يمكن وصفها بأنها أشبه باللاخطاب لأنها لاتعترف أن هنالك مُخاطبين أصلا.
استوقفتني في أحد الأيام مبادىء تضمنها مستند كتبه تيرنر كولن، وهو كاتب أغان ومنتج موسيقي من ايرلندا، وقد أطلق كولن على المستند اسم «الميثاق العالمي الحر». معظم المبادئ استوحاها من جاك فريسكو في كتابه «مشروع فينوس» وسلسلة بيتر جوزيف المصورة في فيلم «روح العصر».
ينص المبدأ الرابع في هذا الميثاق على أن «كل إنسان هو جزء من مجتمع متساو في جميع أنحاء العالم من البشر، ويعتبر مواطنا أرضيا حرا». إن هذه الإشكالية الرئيسة وأصل كل المشكلات التي لم تتنبه لها حكوماتنا العربية، وهي أنها لم تساعد المواطن العربي أو تسمح له بأن يشعر بإنسانيته، وبغرس رأسه بالحقيقة التي تقول بأنه متساو مع أي مواطن آخر في العالم، الأمر الذي جعل العقل العربي يشعر بالدونية التامة أمام الآخر.

«الربيع العربي» لم يأتِ بجديد

تسعى الحكومات العربيةعن قصد أو بغير قصد نحو الفقدان التام للذاكرة. ذاكرة التاريخ والهوية. وكل هذه الشواهد تساهم في انعدام حالة السيادة الوطنية في تلك البلدان؛ مما يعطل المسألة السياسية والوطنية كلها ويجعل العالم غير مفهوماً لنا، وغير معروف الاتجاهات، ويجعلنا في عزلة، عزلة تامة.
يرى كارل ماركس أن الطبقة الاقتصادية المسيطرة في مجتمع ما تطبع كل جوانب المجتمع بطابعها من العادات إلى القوانين إلى الأديان وبالتالي يستحيل تغيير المجتمع إلا بإزالة هذه الطبقة نهائياً.
ما يسمى بالربيع العربي لم يأتِ بجديد، اللهم أنه نزع طبقة ووضع طبقة أخرى مكانها ولهذا لم يتغير شيء. وحتى تونس، التي تم وسمها بـ «الأنجح ثورياً» ما زالت تواجه نظاماً جديداً قديماً، بمعنى أنه لم يجر فيها هذا التغيير الجوهري المطلوب.
الأصل كما يرى ماركس أنه عندما تزيل الطبقة المسيطرة لا تحل محلها طبقة أخرى، بل يحل محلها الشعب الذي يملك وحده الثروة.
قضية الأمة الرئيسية ليست بتغيير الأشخاص وإنما بتحرير البلاد من كل أنواع الاستعمار والتبعية.
الحاجة العربية إلى إعادة رسم خارطة القوة الناعمة
خلصت دراسة أجراها مركز الدراسات الشرقية، التابع لجامعة بانديون للعلوم السياسية والإدارية في أثينا، إلى أن المسلسلات التركية هي جزء من القوة الناعمة التي تستعملها تركيا، حيث أن 74% من مواطني العالم العربي يتابعون عملاً درامياً تركياً واحداً على الأقل.
في ظل تفرغ اليمين الأوروبي لمعاداة المسلمين، وإظهارهم بصورة مشوهة، إلى جانب القوة الناعمة التركية المستجدة وتلك المصنوعة منذ عقود من قبل الاستعمار الغربي في سبيل التغلغل والتأثير في العقل العربي، لا بد من اليقظة الفورية إزاء الأخطار المحدقة بالأمة جرّاء الأطماع والتهديدات الإقليمية التي تستهدف الدول العربية وعواصمها ونسيج مجتمعاتها.
تحتاج البلدان العربية إلى إعادة رسم خارطة قوتها الناعمة وتوجيه مصادر قوتها ونفوذها لقطع الطريق على أيّ قوة تسعى إلى غسل أدمغة الأجيال الناشئة.
تتحكم في مصائر الإنسان العربي نظم سياسية استبدادية لا تقيم للمواطن وزناً، ويعيش في ظل حالة اغتراب وعزلة تامة نتيجة للتجريف الشامل للقيم الإنسانية والاجتماعية والوطنية في الوطن العربي. إن الإنسان العربي يعيش في واقع لم يُجِد أحد التعبير عنه أكثر من أبو حيان التوحيدي في قوله: «إن أغرب الغرباء من صار غريباً في وطنه».

خاتمة

تعيش الهوية العربية لحظات حاسمة لن تنجو منها إلا بالعمل على بناء القوة الذاتية العربية، قوة الجماهير العربية المنظمة وفي تنمية هذه القوة يجب أن نخوض صراعاً على جميع المستويات ضد خط الاعتماد على الخارج والتبعية والاستسلام له. وستبقى القوة الرئيسية في مواجهة المشاريع الأمريكية والإسرائيلية الاستعمارية، هي قوة الجماهير العربية، وقواها المنظمة المصممة على تحقيق أهدافها.
التجاوزات الفردية ستحدث دائماً ولكن النظام المنبثق من مصالح الجماهير قادر دائماً على تصحيح المسار، وهذا النظام بعد بزوغه تنتظره مهام وتحديات تتطلب إعداداً غير تقليدي للفرد العربي وبذل أقصى جهد لإعادة بنائه ثقافياً وفكرياً.

كاتب وباحث فلسطيني

عزلة الحكومات العربية: زلزال التاريخ والهوية

فادي قدري أبوبكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق