Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 21 يونيو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


التوحّش ضد اللاجئين والهندسة السياسية الجديدة للعالم

Posted: 20 Jun 2018 02:33 PM PDT

تناظر اليوم العالمي للاجئين في العالم مع مجموعة من القرارات والتصريحات والأحداث التي لا تصبّ في صالح اللاجئين أبداً.
كان معبّرا كثيراً أن تظهر شرائط الفيديو والصور المؤثّرة لأطفال المهاجرين إلى أمريكا الذين فصلوا عن عائلاتهم ووضعوا في معتقلات على شكل أقفاص حديد كبيرة مثل الحيوانات، نتيجة قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثير للجدل والذي تلخّصه تغريداته المحقّرة والمجرّمة للمهاجرين، رغم أنه هو نفسه حفيد مهاجر من ألمانيا.
جدير بالتأمل إن هذا القرار، وتلك الصور المؤثرة، أدّت لغضب سياسي كبير في الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن الديمقراطيين والجمهوريين معا، لكنّ قرارا أكثر توحّشاً صادرا في إحدى دول الاتحاد الأوروبي، المجر، يجرّم المنظمات غير الحكومية التي تساعد المهاجرين، حظي بتأييد 160 نائباً مقابل 18، وهو ما يعني أن هناك اتجاها شعبياً كاسحاً في ذلك البلد للتعامل مع المهاجرين ومن يساعدهم على أنهم مجرمون.
أما في إيطاليا، وهي البلد التي نشأت فيها النهضة الأوروبية وديمقراطية المدن الأولى، فإن ماتيو سالفيني، وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء، يريد إقامة «إحصاء استثنائي» للغجر لطرد من ليس يحمل الجنسية منهم، مضيفاً إن من يحملون الجنسية «للأسف» بإمكانهم أن يبقوا، وهذا التصريح يدلّل على أن الاتجاه الفاشي والعنصري الذي يمثّله سالفيني هو مشروع للاستئصال الداخليّ ضد الأديان والإثنيات «غير المتجانسة» (وهو مصطلح ابتدعه الرئيس السوري بشار الأسد)، يستعيد الاتجاهات النازية والفاشية لثلاثينيات القرن الماضي.
الضعف الكبير الذي عاناه تيار اليمين المتطرف بعد سقوط ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية القرن الماضي، يبدو أنه بدأ باستعادة أمجاده، عبر الاستيلاء على الحكم في أكثر من بلد أوروبي، فهناك فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، والمستشار النمساوي سيباستيان كورتز، والتحالف الجديد الحاكم في إيطاليا الذي تشاركت فيه الرابطة اليمينية للشمال وحركة النجوم الخمس، إضافة إلى تسجيل أحزاب أخرى نجاحات انتخابية كبيرة كما هو حال «البديل» الألماني (الذي استعار وزير الداخلية الألماني الآن خطابه ضد المهاجرين ودخل في مواجهة مع المستشارة أنغيلا ميركل)، و«الحرية» الهولندي، و«الجبهة الوطنية» الفرنسية التي نافست زعيمتها على رئاسة الجمهورية، وكذلك حزب «يوكيب» البريطاني الذي قلب موازين القوى وأدت اندفاعته الشعبية الكبيرة لنجاح استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وشارك زعيمه نايجل فراج في دعم صعود دونالد ترامب، الذي يعتبر، عمليّاً، الراعي الكبير لهذا الاتجاه الشعبوي الكاسح في أوروبا.
كراهية هذا التيار اليميني المتطرف للمهاجرين، وللأقليات الإثنية والدينية (وخصوصا المسلمين)، تتناظر مع ميل متعاظم للاستبداد والحكومات الشمولية الطاغية، (في بلدانهم نفسها، كما حصل في المجر)، وهو ما يفسّر هذه الجاذبية الكبرى التي تمثّلها روسيا، والعلاقات المتزايدة، السياسية والمالية، بين الكرملين، وتلك النخب والأحزاب، كما يفسّر هذا الغرام بالتعامل مع الطغاة والجنرالات، كما هو الحال مع الأسد، الذي لا تنفكّ وفود تلك الأحزاب عن زيارته، وعبد الفتاح السيسي، الذي قامت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي بزيارته وامتداح سياساته، وصولاً إلى قادة الإمارات (والسعودية، الضيف المستجدّ على نادي «الأقوياء» بقيادة وليّ العهد محمد بن سلمان)، الذين انقلبوا، في عين ساسة اليمين واللوبيات الإسرائيلية، من متخلفين، كما كانت التنميطات العنصرية الإعلامية الغربية تصورهم، إلى قادة حداثيين ورواد تقدم ومدافعين عن المرأة!
صعود اليمين المتطرّف الغربي هو إذن مشروع جديد متكامل، وإذا كانت خطورته وبطشه موجهين نحو المهاجرين، فإن طموحاته تتجاوز أولئك، الذين هم كبش الفداء، إلى إعادة هندسة سياسية جديدة لفضاء العالم الديمقراطي تسير به نحو جولة جديدة من العنف والحروب والانقسامات الكبرى.

التوحّش ضد اللاجئين والهندسة السياسية الجديدة للعالم

رأي القدس

كرة القدم: غرام وانتقام

Posted: 20 Jun 2018 02:33 PM PDT

فقط لأجل مشاهدة مباراة في كرة قدم، ممكن أن تدخل إلى بيت لم تدخله من قبل، الرغبة في المشاهدة تتيح تجاوز العلاقات المتعارف عليها بين الناس، أنت مثلاً لا تسمح لنفسك بدخول بيت جارك، لتطلب منه أن يفتح فضائية تبث لقاءً مع أديب أو مع فنان، أو حتى لمشاهدة خطاب جلالة هذا الملك أو فخامة ذاك الرئيس، لكن عندما تكون هذه مباراة في المونديال، وخصوصاً بين فريق عربي وأجنبي، تنكسر الحواجز، وقد تجد نفسك في بيت لم تطأه قدماك من قبل شاخصاً أمام الشاشة، أو تجد في بيتك ضيفاً لم تربطه بك علاقة مباشرة من قبل، يدخل برفقة صديق مشترك، أو نسيب لمشاهدة المباراة، وذلك لأن القنوات التجارية احتكرت بث المباريات، ولم يتح التقاطها للجماهير الواسعة من خلال الأطباق الخاصة، وهذه في رأيي خيانة لكرة القدم وعشاقها.
منتخب كرة القدم القومي يمثل أكثر بكثير من اللياقة البدنية والمهارات الكروية، وهذا متفق عليه، إنه يمثل كبرياء شعب ما، ويتجاوزه إلى الأمّة، أو حتى قارّة كما هي حال القارة الإفريقية في مباريات ممثليها أمام الأوروبيين البيض، وأمريكا اللاتينية أمام أوروبا وأمريكا الشمالية.
في كرة القدم محبة وكراهية، تنتقل بالعدوى وأحياناً بالوراثة لهذا الطرف أو ذاك. في العام 1974، لعبت هولندا مع نجمها الراحل يوهان كرويف، لكننا كرهنا هولندا في تلك الحقبة، لأنها وقفت مع إسرائيل خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، ولم تعبأ بسلاح البترول العربي، وما زال هذا الموقف محفوراً في أعماقنا، كان همّنا أن تخسر هولندا، ليس مهماً أمام من، وبالفعل خسرت وقتها أمام ألمانيا الغربية بقيادة بكنباور، وكان بيننا شاب وحيد، أحبّ وشجّع منتخب هولندا، ، منذ تلك الأيام لا أرتاح إليه، ويبدو الأمر غريباً بأنني بتُّ أشكّك بكل مواقفه، وأعتبره انتهازياً بامتياز، ولا أرتاح في التعامل معه، وعندما رشّح نفسه لمنصب اجتماعي ما، أسرعت لإعلان موقفي ضده، والغريب أن هذا الحدس ما زال ساري المفعول، ويشاركني في شعوري هذا كثيرون.
جاء الانتقام الجميل عندما تعادلت مصر مع هولندا عام 1990، فخرجت مظاهرات الفرح في معظم القرى والبلدات الفلسطينية.
لأن هذا الموقف من هولندا، في السنوات الأخيرة، حيث بدأ الهولنديون يُظهرون تضامناً مع شعبنا الفلسطيني، من خلال نشطاء في حملة المقاطعة لشركات إسرائيلية نشطة في الضفة الغربية، وكذلك التعاطف مع المهاجرين، إلا أننا نفتقدها وإيطاليا، ويعز علينا غياب إيرلندا في هذا المونديال.
إرتباط كرة القدم بالمشاعر القومية وثيق جداً، وعبارة «ون تو- ثري- فيفا لالجيري»، اشتهرت منذ العام 1962، بعد فوز المنتخب الجزائري على المنتخب الفرنسي في استاد العاصمة الجزائر، تصوّروا النشوة التي اجتاحت الجزائريين والعرب في ذلك الوقت، للأسف لم يوفّق منتخب الجزائر في هذه الدورة بالوصول إلى موسكو.
هذه المرة بخلاف مرات سابقة اختلطت المشاعر تجاه المنتخب السعودي، من ناحية ترى أن المنتخب يُستغل سياسياً لصالح نظام غير عابئ بمصالح الأمة، ومن ناحية أخرى لا تستطيع التخلي عن مشاعرك القومية تجاه أبناء قوميّتك ولغتك وجلدتك، ما نتمناه أن لا تصل الخسائر إلى حد الإهانة بأعداد أهداف كبيرة.
منتخبا تونس والمغرب، حظيا بالمحبة والتعاطف بلا قيد أو شرط، ورغم اللعب الجماعي الجيّد والتمكّن من السيطرة على الكرة وسط الملعب وفي الدفاع، إلا أن أداءهما الهجومي متواضع جداً.
الخيبة الكبيرة جاءت من منتخب أم الدنيا، فأضافت إلى مرارات الواقع مرارة، وحرمت الناس من فرحة جماعية نادرة قصيرة، عبّر عنها مواطن مصري من خلال فيديو انتشر في وسائل التواصل، يتحدث بمرارة وهو يقود سيارته، ويقول: « نحن كمصريين ليه منفرحش؟ ليه مثلاً منقضيش يوم حلو زي دَه؟ ونِكسب روسيا مثلا؟ تبص تلاقي الناس كلها مهمومة… محمد صلاح تحسّ إنه خايف ال تي شيرت بتاعه يتوسّخ، يا حضرة الأستاذ الكابتن محمد صلاح، مش جاهز متنزلش، القهاوي كلها بتتفرج، الأهالي سارقة نت وعمّالة تتفرج، والناس اللي داخلة واخده وَصلة اللي هي القراصنة اللي عمّالين يحكوا عليها الأستاذ حفيظ دراجي وعصام الشوالي، كلُّه في سبيل مصر، قلنا حنفرح..أبصّ ألاقي منظر غير مشرف، يا أخي خايفين ليه؟ هو انت بتلعب على الحدود! هو اللّعيب بتاع روسيا حامل لك آر بي جي… مية مليون نفسهم يفرحوا.. مية مليون مصري دمهم محروق.. دي الوقت زينا زي السعوديين، هم خسروا خمسة إحنا ثلاثة، أتمنى سيارة تضربني..أنا مصري وعايز أفرح..يا ناس عايز أفرح».
في اعتقادي أنه يلي اهتمام الجمهور العربي بالمنتخبات العربية الفريقان الإيراني والسنغالي، بلا شك أن لهما مناصرين كثيرين، المنتخب الإيراني يمثل بلداً مسلماً إضافة للجماهير العربية التي تؤيده من منطلقات القربى المذهبية، وإن اختلف كثير من العرب مع قيادته الدينية وسياستها، هناك من يتعاطف معه أمام المنتخبات الأوروبية بشكل خاص، إلا أن هناك أيضاً من لم يعد يطيق إسم إيران نتيجة سياسة قادتها.
وللمنتخب السنغالي نصيبان، فهو يمثل بلداً أكثريته الساحقة من المسلمين، إضافة إلى أنه يمثل القارة السّمراء إلى جانب منتخب نيجيريا، وقدّم أداءً مشرّفاً أمام بولندا وفاز عليها، وهذا يعني أن القلوب تهوي إلى السنغال، وإذا ما حقق فوزاً آخر، سوف نرى الجماهير العربية العريضة وقد تَسَنْغلت.
بعد هذا تحظى المنتخبات المتضامنة مع القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية بالتقدير والتعاطف، كان هذا واضحاً مع منتخب الأرجنتين الذي صفع حكومة إسرائيل قبل ثلاثة أسابيع، ولهذا ترى أعلام الأرجنتين مرفرفة على كثير من البيوت والمقاهي العربية.
التعاطف مع فريق الأرجنتين ليس جديداً، وله جذور منذ ثمانينيات القرن الماضي بقيادة مارادونا، والذي مثّل في الوجدان الشعبي، الطبقات والشعوب الفقيرة أمام أوروبا الغنية المرفّهة، كذلك الحال بالنسبة لمنتخب البرازيل الذي يحظى بمحبة خاصة لدى كثيرين كون اسمه مرتبطاً منذ عقود باللعب الفني الجميل.
النجم رونالدو وأداؤه المتميز عامل جذب كبير لمشجعيه في اتجاه البرتغال، وخصوصاً أن له مواقف طيبة من القضية الفلسطينية، كما قال الرئيس التركي أردوغان، وسوف يجرف المزيد من المشجعين إذا ما تقدم وحقّق نتائج أكثر.
هناك منتخبات لا حاجة لذكر أسمائها، بيننا وبينها حواجز عاطفية، لا نستطيع تقبّلها، معظمها أوروبية.
كنا في زمن ما ننحاز إلى المنتخب السوفييتي في مواجهة الفرق الغربية، ولكن المنتخب الروسي لم يعد يمثل هذا الدور أبداً، والعكس صحيح، فقد بات شريكاً لقوى الاستكبار والعربدة على العرب طبعاً، إلا لدى قلة قليلة ما زالت تعتبره – شمس الشعوب – منذ ستالين حتى يومنا وما بدّلوا تبديلا.

كرة القدم: غرام وانتقام

سهيل كيوان

فحولة الكرة بين الفنادق والملاعب… صلاح ليس ميسي… وهل خسرنا لأننا لم نستطع أن نفوز أم لم نستطع أن نفرح؟

Posted: 20 Jun 2018 02:32 PM PDT

(جاءت الفرصة الذهبية لمنتخبنا الوطني للانضمام للفرق الدولية في رومانيا من أجل المشاركة في تصفيات كأس العالم، قبل ما يقارب ثلاثين عاما على ما أذكر، كنت لم أزل طالبا في الجامعة، وكان لاعبونا شبابا يافعين في مطلع القصب، لم يبحروا في حياتهم بعيدا عن شاطئ اللاذقية، ولم يرتفعوا إلى قمة أعلى من قمر قاسيون، لم يمارسوا الحب مع حوريات من جنات محرمة، ولم يقطفوا كؤوسهم من كروم الغرباء بعد، كان الزمن بريئا، والحب دمشقيا خالصا، قبل أن تحدث الكارثة، فليلة المباراة الحاسمة، قرر المسؤولون الرسميون في البلاد، إجراء اختبار الفحولة بعقاقير المتعة، قائلين للفريق: كلوا واشربوا وتمتعوا من طيبات ما رزقكم به زعيم الأبد، حافظ الأسد، فما هي النتيجة؟ الأداء كان خائر القوى، مسطولا، ومنهكا، و»ماكل هوى»!! وهم يا حرام، شباب في أول الحب، لم يخبروا بعد من أين يؤكل التفاح الأشقر!) هذا ما قاله لي إعلامي كبير عشية اختراق الشباك العربية في كأس روسيا، أضفت إليه ما تحب مخيلتك وتشتهي أيها المشاهد غير البريء، فماذا بعد!!
(كرة القدم هي مرآة الفرح لشخصيتنا الوطنية، نرى فيها أفضل ما في أنفسنا ومجتمعنا، ما ينعكس إيجابيا على مشاعرنا القومية وانتمائنا وثقتنا بطاقاتنا وإبداعاتنا، وإلا لماذا نعتبرها تسلية إذن؟ رغبة غامضة، وجامحة تجعلنا نفرح بالتصفيق والتهليل في تلك الساحات الخضراء الساحرة، نرفع أعلامنا إلى السماء، ونقبض على قلوبنا خوفا وطمعا، قائلين في سريرتنا: كل شيء على ما يرام، رجالنا هم الأقوى، وكفاحنا هو الأصعب، وهذا كله تحديدا ما دفع وزارة الدفاع الأمريكية بين عامي 2012 و2015 لإنفاق ما يقارب ستة ملايين دولار للتسويق والإعلان على فرق اتحاد كرة القدم الوطني، بما في ذلك القاذفات العسكرية الطائرة فوق الملاعب، من نفقة دافعي الضرائب).. شيء مما بين القوسين ورد في مجلة «المحور الأدبي» التي ضمت مجموعة من الآراء الأكاديمية والإعلامية، والأدبية حول كرة القدم، كثقافة ولعبة وطنية، والباقي من ذمة الراوي!

بين الفخر والخزي!

حسنا إذن، ماذا عن أفراحنا نحن العرب؟ هل تغدو المسألة في عرفنا الاجتماعي مسألة كرامة أو رجولة؟ لماذا نفقد ثقتنا بأنفسنا ونستصغر عروبتنا حين يتعلق الأمر بهزيمة «لعيبة في ماتش»؟ أليس من الأولى أن نحس بالخزي من حروب الإخوة الأعداء التي لم نزل نخوضها بدمائنا قبل أحذيتنا، وبسمائنا قبل أرضنا، وبثاراتنا الموروثة قبل أحقادنا المستوردة؟ مش حرام علينا أن نحمّل الفرق العربية في مونديال روسيا كل شعورنا الثقيل بالإحباط والقنوط! لماذا يصبح اللاعب العربي في كأس العالم أول القرابين الإعلامية، التي نقدمها للمشاهد كي نواسيه أو ننسيه، بدل أن نساويه بالخيبة التي هو أحد أهم أسبابها!
أيها المشاهد، زعلت؟! طيب ما تزعلش! لأن هناك ما سيرفع معنوياتك حين تعلم أن أول مشهد كروي في التاريخ التقطه السومريون على لوحة نحت في نيبور، لرجل يداعب بقدمه الكرة، بالإضافة إلى مجموعة نصوص كروية لا تقل أهمية عن تلك التي تنشرها «بي إن سبورت» أو يبثها برنامج «صدى الملاعب»، فهل تكفي الآثار المكتشفة في منطقتنا، للاستئثار بأكثر الرياضات سحرا وجماهيرية عبر التاريخ؟
الغريب في الأمر أن المسح الفضائي الذي تجريه وكالة ناسا على كراتنا الذهبية المختبئة تحت الرمال، يلتقط ذخيرة تكنولوجية تفوق ما وصلت إليه البشرية الآن، فالسومريون تواصلوا مع كائنات فضائية من «سلالة السماء الملكية»، في أحد الكواكب، التي هاجرت منها إلى الأرض، لتتزاوج مع سكان البلاد، منتجة كائنات تتمتع بقوى خارقة، وإمكانيات تتجاوز الحدود القصوى للبشر العاديين، معتمدة على الهندسة الجينية، فإن صدقت بحوث الوكالة الفضائية، فهذا يعني أن ما يجري في عروقنا، ما هو إلا دماء مقدسة، وأننا أمة الأرض والسماء، وأن كرة القدم بهذا المعنى هي ابتكار عربي، انتصر به أجدادنا القدماء على العصور اللاحقة، فلماذا إذن تلاحقنا الهزائم، والخسارات، والحظوظ السيئة، والنيران الصديقة، ولعنة أم درمان؟!

خسرنا لأننا لم نستطع أن نفوز!

هل يمكننا أن نعتبر لاعبي الفرق الوطنية، جيشا بديلا أو ناعما؟ كما أطلق عليه نفر من النقاد الأدبيين في أمريكا؟ أم أن لعبة كرة القدم تحرض على الخشونة والعنف والعنصرية، كما يرى البعض الآخر من الناقدين الإعلاميين في الغرب؟
قد تتفاجأ، أن الأمر أكبر من هذا بكثير حين تطلع على رأي المدرب الرئيسي لفريق جامعة ميتشيغان، (جيم هاباوه) الذي يعتبر أن ساحة ملعب كرة القدم هي آخر معقل للرجولة في أمريكا، وهو ما صدم المحقق الرياضي الشهير «براينت جومبل» الذي عده جنونا، وتحيزا فائقا للجنس، لا بل حمل النقاد الإعلاميون التلفزيون مسؤولية عرض هؤلاء الشعبيين على الشاشات، لتشويه الغرائز الرياضية والوعي الثقافي للمشاهد، ولكن، بشرفك أيها المشاهد العربي، بيني وبينك، ألا يعبر هذا الوازع الذكوري عن فحولتك؟
ألا تسأل نفسك، لماذا قرر المسؤولون السوريون في الفقرة الأولى من هذه المقالة، ربط البطولة العربية بأدائين مزدوجين لفحولة واحدة: السرير والحذاء؟ إن لم يكن كذلك، فلماذا إذن نصاب بهشاشة حادة في القيم الرجولية حين نخسر لعبة أو مشاركة في كأس العالم؟ ثم لماذا يتم التعامل بهذه النظرة الحيوانية مع القدرات الرجولية في الحب واللعب؟ ولماذا نحول التحدي الرياضي في سياقه التنافسي، إلى مسألة كرامة، يرتبط بها الفوز أو الخسارة برفع الرؤوس والأعلام والأعصاب الإسفنجية، أو بتنكيسها؟ أم أن جينات سلالاتنا الملكية في الفضاء جينات وهمية أو دعائية لا أكثر ولا أقل؟
هل يا ترى (خسرنا لأننا لم نستطع أن نفوز)؟ أم لأننا فرحنا أكثر مما تحتمله مآسينا وأحزاننا؟ هل كان الأولى بالمدرب الأرجنتيني «كوبر» أن يعزل لاعبي المنتخب المصري في فندق الأشباح في كولومبيا، تجنبا لمصير الخيبة؟ عاوز الصراحة أو بنت عمها أيها المشاهد؟ خذ بنت عمها، لأني مش عايز أقول اللي جرى في تخشيبة سان بطرسبورغ يا جدعان، لأنني رجل حَيِيٌّ وخجول!!

شوط إضافي مع الغيب

شو ما كان دينك أيها المشاهد، لا بد أن نتفق جميعا على حكمة الطبيعة ولعبة القدر، لأن الغيب قال كلمته في الوقت الضائع للمباريات، لا لشيء، إنما لتسأل عروبتك سؤالا واحدا: هل نحن نستحق الفرح فعلا؟ أم أننا لا نستحق الفوز! هل الفرح كافٍ ليغوضنا غزة والقدس واليمن وسوريا وليبيا، والجائعين، والثكالى، والمشردين، وهل يكفي فوزنا ليغفر لأولاد الحرام يتمنا الوطني في ملاجئ كرة القدم؟
كيف لا تحس باليتم وأنت تسمع لاعبا مصريا قبل يوم من المباراة يقول: «إنتو ليه مركزين على صلاح بس، فيه11 لاعبا في المباراة، بتنسوهم ليه»!
ربما يؤكد هذا عصام الشوالي بعد خسارة مصر حين قال: «لاعب واحد لا يقود فريقا إلى كأس العالم، وإلا لفعلها ميسي مع الأرجنتين»! ولكن فعلها مارادونا، فلو تأملت عبارة اللاعب المصري، لن تسأل عن سبب إخفاق منتخب مصر، بما أن صلاح بالمقاييس الأدائية والنفسية يفوق ميسي، ولكنك حتما سترفض مبدأ العدالة القائم على توزيع الضوء بالتساوي، لأن فلسفة الضوء يحكمها قانون الجاذبية، وهذا لا يبطل العدالة، بما أنها تستوجب الإبداع الذي يستحقها، وليس الذي يتقاسمها وهو غير جدير بها… الجاذبية ليست تركة أو معونة، إنها موهبة، ونضال!
صلاح نهض بأمة، وأمة أطاحت بأفضل رجل في العالم، فهل خسرنا لأننا لم نستطع أن نفوز؟ نحن من ضيعنا أوطاننا هل نربح ملاعب الآخرين؟ هناك حكمة تَشِفّ ولا تَصِف، هناك عبر، وهناك غيب، إن نسيته، يذكرك به، وهناك عدالة، إن تجرأت على اختطافها دون استحقاق، تسحقك… حسنا إذن… في زمن بلا وطن… تصبحون على … كرة!

كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

7gaz

فحولة الكرة بين الفنادق والملاعب… صلاح ليس ميسي… وهل خسرنا لأننا لم نستطع أن نفوز أم لم نستطع أن نفرح؟

لينا أبو بكر

هل سيستمر المونديال من دون العرب كلهم؟

Posted: 20 Jun 2018 02:32 PM PDT

قبل انطلاقة مونديال روسيا 2018 كانت كل التكهنات تنصب حول تألق وربما تتويج منتخبات البرازيل أو الأرجنتين وألمانيا اسبانيا أو فرنسا، وكان الكثير يتوقع أن تكرر الماكينة الألمانية ما فعلته منذ أربع سنوات أو يثأر البرازيل لنفسه من اخفاقه في عقر الديار، وتعود اسبانيا الى الواجهة بعد انتكاستها وخروجها في الدور الأول من مونديال البرازيل، في حين راح البعض الآخر يعتقد أن مونديال روسيا سيكون موعدا لتألق فرنسا أو إنكلترا، موعدا لميسي أو رونالدو لصناعة الحدث وكتابة التاريخ مع الأرجنتين والبرتغال في أخر مشاركة لهما في نهائيات كأس العالم.
البعض الآخر كان يتوقع تألقا عربيا بمشاركة قياسية بأربع منتخبات لأول مرة في التاريخ، لكن كل المؤشرات الأولية بعد الجولة الأولى وبداية الجولة الثانية توحي بأن المونديال سيستمر من دون المنتخبات العربية كلها، وبأن أمرا ما سيحدث في هذا المونديال مغاير لكل التوقعات قد ينذر بثورة تختل معها موازين القوى وتتغير معها خريطة كرة القدم العالمية.
نتائج مباريات الجولة الأولى من مونديال روسيا حملت ثلاث مفاجآت تنذر بحدوث أخرى في الجولات القادمة، كان أبرزها سقوط ألمانيا وتعثر البرازيل والأرجنتين تواليا على يد المكسيك، سويسرا وآيسلندا إضافة الى اخفاق عربي وافريقي في دخول المنافسة باستثناء السنغال الذي أطاح ببولندا في مجموعة تبدو متكافئة وبإمكان الأفارقة إحداث المفاجأة ولما لا الذهاب بعيدا في وقت أظهرت نيجيريا هشاشة واضحة في خرجتها الأولى أمام كرواتيا.
خسارة بطلة العالم ألمانيا أمام المكسيك صنعت الحدث كونها أول اخفاق ألماني في مباراته الأولى في المونديال منذ خسارة المانشافت أمام الجزائر سنة 1982، ألمانيا قد تصيبها لعنة البطل وتخرج من الدور الأول مثل فرنسا سنة 2010 واسبانيا 2014 وإيطاليا التي بلغ بها الأمر تجاوز درجة الاقصاء ومجانبة التأهل الى الغياب عن المونديال كلية، هذا السيناريو قد لا يبدو غريبا على ألمانيا التي لم يسبق لها الخروج من دوري المجموعات بالصيغة الحالية وخرجت مرة واحدة من الدور الأول سنة 1938 أمام سويسرا.
البرازيل بدوره لم يكن موفقا في دخوله المنافسة إثر تعثره في مباراته الأولى أمام سويسرا رغم عودة نيمار من الإصابة واستعادة الفريق لثقته المهزوزة منذ أربع سنوات، في وقت كان دخول الأرجنتين مخيبا بعد تعثره أمام أيسلندا في أول مشاركة له في المونديال وكانت بداية ميسي غير موفقة بتضييعه ركلة جزاء، عكس البداية التي أظهرها رونالدو صاحب الثلاثية التاريخية أمام اسبانيا في واحدة من أجمل مباريات المونديال عبر التاريخ أمام منتخب لاروخا وصاحب هدف الفوز على المغرب في المباراة الثانية.
قد يكون الحكم على الكبار سابقا لأوانه ويجب انتظار باقي المباريات لمعرفة ردود الفعل لكن خروج ثلاثة منتخبات عربية بعد أسبوع من المنافسة يبقى الحدث الأبرز في مونديال روسيا بأداء مخيب للأمال على غرار مصر التي خسرت أمام الأورغواي في اللحظات الأخيرة ثم ضد روسيا بالثلاثة رغم عودة صلاح الذي كسر اسطورة مجدي عبدالغني صاحب آخر هدف لمصر في المونديال قبل اليوم.
المغرب من جهته كان أحسن من مصر أداء وإصرارا ولعب من دون عقدة رغم أخطاء المدرب رينار في مباراة إيران التي خسرها في الوقت الضائع قبل أن يخسر مجددا أمام البرتغال بعدما فرض سيطرته واستحق الاحترام لكنه خرج من المنافسة قبل أن يلعب مباراته الثالثة أمام اسبانيا.
لعب مباريات المونديال يقتضي المهارة والجرأة والإصرار والروح العالية، ويتطلب تواجد إطار فني يحسن قراءة المباريات والاستثمار في القدرات التي تكون بحوزته، وهو الأمر الذي لم يوفق فيه المدرب الفرنسي هيرفي رينار.
المنتخب السعودي من جهته تلقى أثقل هزيمة في هذا المونديال في مباراة الافتتاح أمام روسيا وخرج من البطولة خائبا ومخيبا إثر خسارته من الأوروغواي في مباراته الثانية التي لم يكن فيها رديئا ومع ذلك دفع ثمن تخطيط سيئ وتحضير أسوأ واختيارات خاطئة للاعبين المشاركين وللطاقم الفني الذي تم انتدابه بعد اقالة مارفيك مباشرة إثر التأهل الى المونديال.
أما المنتخب التونسي فتبدو مهمته صعبة ومعقدة أمام بلجيكا بعدما ضيع نقطة التعادل ضد إنكلترا في الثواني الأخيرة مؤكدا بأن الجزئيات والتفاصيل التي تصنع الفارق غابت عن خرجات العرب الذين يبقى ينقصهم عمل كبير للارتقاء الى المستوى العالمي الذي يقتضي العمل على الجانب النفسي والذهني قبل الفني والكروي في ظل وجود المهارات وغياب الإطارات الفنية والإدارية اللائقة والملائمة لمتطلبات الكرة الحديثة.
العرب يبذلون المستحيل من أجل التأهل الى المونديال ويعتبرونه إنجازا كبيرا لكنهم يشاركون دون طموحات ويلعبون من أجل تجنب تلقي الأهداف فيسقطون في وحل الخيبة والحسرة وتنقلب أفراحهم بالتأهل الى أحزان بعد الخروج المبكر، الفرح بالتأهل قشرة تغطي على الحزن المتوقع في كل مونديال إلا ما ندر.

إعلامي جزائري

هل سيستمر المونديال من دون العرب كلهم؟

حفيظ دراجي

اتصالات بالجملة تعيد الأردن للمسرح و«تقلص» مناورات محمد بن سلمان

Posted: 20 Jun 2018 02:31 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: تقدم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رسالتها الأولى عشية زيارتها «المهمة» للأردن وهي تصطحب معها صنفين من المرافقين يمثلان البرلمان الألماني وشريحة من طبقة «رجال الأعمال».
في المقابل يمكن ببساطة رصد الملاحظة الزمنية التالية: «القشاش» الألماني الخبير يتوقف في عمان قبل مضي 48 ساعة على الأقل من زيارة خاطفة قام بها للعاصمة الأردنية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أعقبتها «مناورة سياسية» جديدة لصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ورفيقه التابع جيسون غرينبلات وفي»العمق الأردني».
سياسياً وعملياً لا يمكن تجاهل هذا التسلل الزمني لكبار الضيوف الذين توقفوا بالتتابع في عمان وسط تكتم شديد على التفاصيل وبيانات صحافية مقتضبة لا تقول شيئاً للرأي العام.
المهم في المشهد أن مؤسسات العمق الأردنية درجت على التعامل مع «النشاط الألماني» إنطلاقاً من فهم طبيعة دور برلين في ملفات المنطقة الاساسية حيث ينظر للحكومة الألمانية عموماً بأعتبارها مكتب «السكرتاريا» الخلفي والخطير للبيت الأبيض في عهد الرئيس دونالد ترامب.
في الأثناء استقبل الأردن الرباعي نتنياهو وكوشنر وغرينبلات ثم ميركل بعد سلسلة رسائل عميقة ملغزة تقول بان المملكة لا تزال في المحور الأمريكي ولا تخطط للمغادرة ومستعدة للتفاصيل. وبين تلك الرسالة إختيار رمز «إصلاحي» مقبول للغرب وعمل مع مؤسساته رئيساً للوزراء هو الدكتور عمر الرزاز.
وأهمها عدم الاستعجال في إنجاز مصالحة مع النظام السوري وتهميش مع تقليص العلاقة مع تركيا اردوغان والتردد في عودة السفير القطري ثم الرسالة الاهم والتي تقول بأن العلاقات مع إيران ليست في طريقها لأي انفتاح عندما تقرر سحب السفير عبدالله ابو رمان رسمياً للمركز وعدم تعيين بديل.
هنا وعند التعمق في بعض التفاصيل التي لمستها «القدس العربي» لا بد من الإشارة إلى أن تحول عمان لمنصة استقبال لنخبة من قادة العالم المتحركين ليس صدفة فكل المؤشرات بما فيها ردود فعل النخب الأردنية الوطنية توحي بأن تفصيلات عملية سلام جديدة بدأت تتوالد.
يمكن بطبيعة الحال استنتاج أو إدراك بعض الحيثيات المثيرة من خلال محاولات فهم بعض المشاهد التي اثارت الكثير من النقاش والدلالات خلف ستارة «الإستراتيجية الأردنية الوقائية».
الاشارة اللافتة أكثر تتمثل في إجتماعات السفير الأمريكي الصقوري المتشدد لصالح إسرائيل ديفيد فريدمان بالفريقين الإسرائيلي والأمريكي في تل ابيب وواشنطن على هامش التوقف في عمان.
الزج بفريدمان في عمق الصورة يوحي ضمنياً بأن الهندسة الأمريكية لملف السلام والقضية الفلسطينية بدأت تحضر وبقوة على الطاولة الأردنية فالأخير موصوف بأنه أكثر خطورة من كوشنر وحلقة قريبة جداً من الرئيس ترامب واحد حراس مشروعه «الإسرائيلي».

وفد أمني رفيع

مع نتنياهو وفي زيارته الأخيرة الخاطفة لعمان حضر وفد «أمني رفيع» بامتياز بدون رموز سياسية حيث اصطحب معه رئيس جهاز الموساد ورئيس طاقمه الاستشاري ومستشاره العسكري ولم يرافقه أي طقم سياسي او دبلوماسي فغابت عن المجريات مؤسسة الحكومة الأردنية الوليدة.
يوصف الموساد تحديداً بأنه أكثر أجهزة إسرائيل «مصداقية» عند المؤسسات الأردنية وعندما كان الناطق الرسمي الأردني المخضرم محمد مومني يتحدث عن «اتصال وتواصل» مع العمق الإسرائيلي كان المقصود دوماً المؤسستين الأمنية والعسكرية حيث الثقة منعدمة تماماً بنتنياهو وطاقمه.
تؤشر هذه الحيثية على ان المؤسستين الأمنية والعسكرية ضغطتا على نتنياهو مرتين مؤخراً بخصوص الملف الأردني فقد منعتاه من استغلال الظروف الاقتصادية والشعبية الأخيرة للمملكة وتدخلتا لاحقاً لإجباره وحسب مصدر مطلع جداً على «التفاهم» مع الأردن الرسمي وقطع مرحلة الابتزاز السياسي وكسر الجمود.
ذلك حصل بالتأكيد بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية التي أبلغت الأردنيين بعدم وجود المزيد من المساعدات المالية وبأن المطلوب منهم العمل على أساس مشاريع تنموية ذات بعد إقليمي وتحت عناوين إقليمية متسعة، الأمر الذي يبرر تشكيل وزارة جديدة في عمان بسياق تنموي اقتصادي كما يبرر اصطحاب ميركل معها لوفد مهم من طبقة رجال الاعمـال.
والأهم يبرر لاحقاً وفي خطوة تناغمية ترك حكومة الرزاز وحيدة في مضمار العمل المحلي والتخفيف عنها عبر طاقم «إداري» بحت بدون خلفية سياسية في القصر الملكي للتخلص من ظاهرة «حكومات ظل» يشتكي منها السفراء الاجانب قبل الشارع الأردني.
تلك في كل حال قصة أخرى والأهم أن نتنياهو ورفاقه بحثا مع الأردن بصورة أساسية ملف الجنوب السوري حيث المعركة الأهم قريباً. لكن عمان أرادت عدم تسليط الضوء على أجندة الجنوب السوري وخلافاً لما اصدره مكتب نتنياهو عن زيارته لعمان صدر خبر عمان الرسمي مانحاً الأولوية لما سمي بالتزام إسرائيل ببقاء الوضع كما هو في مقدسات القدس مع إسناد دور الوصاية الأردني.

احتفال بزيارة نتنياهو

عمان لا تريد وضع تفاهماتها مع إسرائيل بخصوص الجنوب السوري تحت الأضواء الساطعة لكن وجود السفير ديفيد فريدمان أنتج إنطباعاً بأن كواليس ما يسمى بصفقة القرن تقترب إلى حد كبير وسط تجدد مخاوف الأردنيين من حلول إقليمية على انقاض أزمتهم المالية والاقتصادية.
اللافت للنظر ان النخبة القريبة من دوائر القرار العميق في الأردن احتفلت بزيارة نتنياهو على اساس تقدير بانه «أخضع» للتفاهم وبصورة تعيد إنتاج «شراكة قديمة» مع تل أبيب وتقلص من نفوذ معسكر الاتصالات بين اليمين الحاكم في تل أبيب والأمير السعودي محمد بن سلمان على حساب الدور الأردني. على نحو أو آخر تحب مستويات فاعلة في عمان النظر لزيارة نتنياهو باعتبارها عودة للدور الأردني وتجميداً لسيناريو العلاقة المباشرة بين تل أبيب والرياض وابو ظبي لصالح «ضخ» الروح المسلوبة في التواصل بين عمان وتل أبيب وبغطاء أمريكي أولاً وإسرائيلي عميق ثانياً.
ثمة من قال مبكراً أمس الأول بأن زيارة نتنياهو عودة لـ «تعميد» الدور الأردني وإبعاد للشبح الأكثر خطوة المتمثل في «مؤامرة» مفترضة من اليمين الإسرائيلي تغامر في استقرار الأردن وتركب موجة وضعه المرتبك.
برزت بسرعة في أوصال القنوات الرسمية الأردنية هذه القناعات بعدما حضر نتنياهو برفقة رموز المؤسسة الأمنية بأجندة «احتوائية» للخلاف مع الأردن. وهنا حصريا يبدأ دور»القشاش الألماني».
مبدأياً وإلى ان تتضح أجندة وخفايا وقفة المستشارة ميركل عند المحطة الأردنية امس الأربعاء بصفتها «ضامنة» لأي ترتيبات لاحقة على الصعيد الفلسطيني واللبناني تحديداً يمكن القول بأن المكتوب الألماني يمكن قراءته من العنوان حيث وفد مرافق تشريعي باسم سلطة البرلمان الالماني وآخر من طبقة رجال الأعمال في إيحاء بأن ضمانات «البزنس» المسيس متاحة ايضاً.

اتصالات بالجملة تعيد الأردن للمسرح و«تقلص» مناورات محمد بن سلمان
«القشاش» الألماني «في العمق» بعد كوشنر ونتنياهو… ميركل في عمان بصحبة رموز «بزنس»
بسام البدارين

في إسرائيل الفصل العنصري في السباحة أيضا.. مسابح لليهود وأخرى للعرب

Posted: 20 Jun 2018 02:31 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: كشف الائتلاف لمناهضة العنصرية في إسرائيل، أمس، عن معلومات تفيد بأنه خلال أيام عيد الفطر منع طاقم مسبح «مبوعيم»، في النقب داخل أراضي 48 دخول عائلة فلسطينية بسبب هويتها القومية. وأوضح الائتلاف لمناهضة العنصرية أنه تم منع دخول المربي عادل الحمامدة وعائلته، من قرية شقيب السلام، وعائلات أخرى من مدينة رهط، الى المسبح بادعاء انّ الدخول هو لأصحاب الاشتراك فقط، ليتضح بعدها انّ المسبح يقوم بتخصيص ساعات استقبال محددة للعرب وأخرى لليهود، ويمنع العرب من الدخول في الساعات غير المخصصة لهم.
وفي تعقيبٍ له على حادث الفصل العنصريّ، قال مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية، المحامي نضال عثمان لـ «القدس العربي» إنّ هذا الفصل ومنع الدخول مخالف حتى لنص القانون الإسرائيلي الذي يلزم تقديم الخدمات إلى المواطنين بشكل متساوٍ في كافة اماكن الترفيه في البلاد ويمنع التمييز بتقديم الخدمات. موضحا أن الائتلاف لمناهضة العنصرية سيواصل متابعة القضية مع الحمامدة لدعمه والعائلات المتضررة.
ودعا عثمان إلى رفض مظاهر العنصرية هذه وعدم الصمت حيال تفشيها، مطالبًا اليهود بالعمل على كشفها وفضحها لتنافيها مع القيّم والأخلاق الإنسانية أولا ولعدم قانونيتها ثانيًا. وشدد المحامي عثمان على ضرورة تقديم شكاوى من هذا القبيل إلى مركز ضحايا العنصرية الذي تم تأسيسه خصيصًا لمواجهة هذه الظاهرة المقيتة الذي يقدم الاستشارة لمتضرريها ويوفر لهم التمثيل القانوني.
بدوره، قال تساحي مزومان، مدير مركز ضحايا العنصرية للإذاعة العامة إنّ المركز توجه برسالة إلى المسؤولين في «مبوعيم، « مؤكدين على عدم قانونية الفصل، مطالبًا بوقفها على الفور لانتهاكها قانون عدم التمييز في الخدمات. وأكد مزومان على انّ المركز ينوي تقديم شكوى ضد المسؤولين في المسبح وطلب تعويضات للمتضررين من العرب، مناشدًا الجمهور التوجه للمركز حال التعرض للعنصرية، ومؤكدًا على ضرورة عدم السكوت على أي تمييز على أساس عرقيّ.

«حفيدك على المشواة»

وفي سياق العنصرية المتفشية في إسرائيل على المستويين الشعبي والرسمي، يشار الى أن عشرات من ناشطي اليمين والمستوطنين تظاهروا أمام محكمة إسرائيلية دعما لعميرام بن اوليئيل، المتهم بحرق عائلة دوابشة في عام 2015. واشتبك هؤلاء مع جد العائلة، حسين، خارج المحكمة المركزية في مدينة اللد داخل أراضي 48 وصرخوا في وجهه شامتين باللغة العربية أن ابنته ريهام، وصهره سعد وحفيده علي قتلوا حرقا في منزلهم»أين علي؟ لا يوجد علي، علي احترق، علي على المشواة».
وكان من بين المتظاهرين إسحق غباي، الناشط اليميني الذي أدين بإشعال النار في المدرسة ثنائية اللغة في القدس المحتلة وقضى ثلاث سنوات في السجن. وجرت المظاهرة أمام المحكمة التي حددت بأن اعتراف بن اوليئيل، المتهم الرئيسي في جريمة القتل في قرية دوما، مقبول قانونيًا. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «الشعب معك».
وفي المقابل تظاهرت مجموعة من النشطاء اليساريين من منظمة «محسوم ووتش»، مطالبين «بمحاكمة القتلة». وقضت المحكمة بأن الاعترافات التي قدمها بن اوليئيل تحت طائلة الضغط الجسدي مرفوضة، لكن الاعتراف الذي قدمه بشكل منفصل تم قبوله بالكامل. كما قبلت المحكمة اعترافات المدعى عليه القاصر فيما يتعلق بمشاركته في البنية التحتية للتمرد القومي، لكنها رفضت الاعترافات التي ربطته بقتل عائلة دوابشة، وأدلى بها تحت التعذيب الجسدي.
وفي بداية الجلسة، قال دوابشة إن حفيده أحمد هو الوحيد الذي نجا من الحريق، لأن «هؤلاء المجرمين أحرقوا أسرة بأكملها، الطفل يطلب طوال الوقت والده ووالدته، وتابع «أنا أطلب من القاضية أن تضع هذا الطفل أمام عينيه وأن يتم تحقيق العدالة في هذه المحاكمة». وقبيل الجلسة قال الجد دوابشة «تقدمت بطلب للحصول على تصريح للوصول إلى المحكمة في اللد، أريد التواجد هناك وسماع كل كلمة». وأضاف»منذ البداية، لم نثق بأن النظام القضائي الإسرائيلي سيحقق العدالة معنا، والآن يبحثون عن كل وسيلة لتبرئة المدانين، وإذا حدث شيء من هذا القبيل، فستضيع كل هذه القضية».
وأكد دوابشة انه مقتنع بأن المتهمين ارتكبا الجريمة، وقال «لقد أعادا تمثيل كل شيء بالتفصيل، وهما يدعيان الآن أنهما غير مذنبين. أنا متأكد من وجود شركاء لهما.»
وقال المحامي عمر خمايسي الذي يمثل الأسرة ويرافقها، إنهم يتمنون صدور قرارات شجاعة تحقق العدالة. وأضاف» هذه جريمة خسيسة، وهي الآن اختبار لتحقيق العدالة ضد المتهمين».

انتقادات شديدة

وكانت القاضية روث لورخ، قد وجهت انتقادات شديدة بسبب الاعترافات التي أدلى بها بن اوليئيل والقاصر الضالع في القضية، نتيجة استخدام وسائل الضغط الجسدي، وألغت هذه الاعترافات، بداعي أنها «مست بشكل خطير بحق المتهمين الأساسي بسلامة الجسد والنفس، ومست بكرامتهم»، على حد تعبيرها. وقد اعترف بن اوليئيل بالقتل ثلاث مرات، وتم رفض اثنين من هذه الاعترافات: الأول الذي أدلى به بفعل استخدام وسائل الضغط الجسدي المؤلم ضده، والثاني الذي أدلى به بعد فترة قصيرة من استخدام هذه الوسائل. وحددت القاضية أن اعترافه الثالث، بكل أجزائه، مقبول. وفقا لها، فقد أدلى بن اوليئيل بالاعتراف «طواعية وبقرار ذاتي». ويشكل هذا الاعتراف دليلا مركزيا في القضية ويتوقع أن يؤدي قبوله إلى إدانته.
وفي أعقاب هذا القرار، قال جهاز الشاباك: «إنه يقف وراء نتائج التحقيق كما قُدمت إلى مكتب المدعي العام وعلى أساسها صدرت لائحة الاتهام».
وقال عضو الكنيست أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، قبل القرار»لا ينبغي التحقيق مع أي شخص تحت التعذيب، لكن الحصول على الاعتراف بطرق غير قانونية هو ليس محور القضية. السؤال هو ما إذا كانت لدى السلطات الإسرائيلية رغبة حقيقية في التعامل مع هذا الإرهاب الإسرائيلي؟». وتابع «عندما يكون القتلة يهودًا، لا يتم، بشكل مريب، العثور على أي دليل أو أدلة كافية. يجب تقديم المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء إلى العدالة».
وحمل النائب أحمد الطيبي على الشرطة الإسرائيلية لأنها سمعت التصريحات العنصرية المسمومة ضد عائلة دوابشة من قبل مستوطنين دون أن يحرك رجالها ساكنا. وتابع « هذا دليل إضافي على أن الصمت علامة الرضا».

في إسرائيل الفصل العنصري في السباحة أيضا.. مسابح لليهود وأخرى للعرب
مستوطنون يهتفون مبتهجين بحرق عائلة دوابشة خلال محاكمة المجرمين 

تونس: اتحاد الشغل يحشد الفرقاء السياسيين لنزع الثقة من يوسف الشاهد ويقترح رضا شلغوم خليفة له

Posted: 20 Jun 2018 02:31 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : يبدو أن اتحاد الشغل نجح في إقناع أغلب الطيف السياسي في البلاد بضرورة سحب الثقة من حكومة يوسف الشاهد وتشكيل حكومة جديدة، في وقت تواصل فيه حركة النهضة رفض التغيير الجذري للحكومة والاكتفاء بتعديل جزئي يضمن الاستقرار السياسي في البلاد، بينما تحدثت مصادر صحافية عن اقتراح الاتحاد وزير المالية الحالي رضا شلغوم لرئاسة الحكومة المُقبلة.
وكان الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي اجتمع أمس الأربعاء مع عدد من قيادات حزب «نداء تونس» الحاكم، بمن فيهم المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي، حيث أكد الناطق باسم الحزب منجي الحرباوي وجود «تطابق» في وجهات النظر بين الجانبين حول ضرورة إجراء تعديل وزاري شامل للحكومة، مشيراً إلى أن الاتحاد متمسك باستئناف الحوار السياسي حول وثيقة قرطاج 2 لحل القضايا الخلافية حول مصير حكومة يوسف الشاهد. وكان الاتحاد التقى في وقت سابق ممثلين عن أحزاب «آفاق تونس» و»تونس إلى الأمام» و»تونس أولا» و»الاتحاد الوطني الحر»، ويبدو أنه أقنع هذه الأحزاب بجدوى تغيير حكومة الشاهد بناء على نتائجها «السلبية»، حيث اعتبر خميّس قسيلة القيادي في حزب «تونس أولا» أن «بداية الحل لأزمة الحكم في تونس، هو تكوين حكومة كفاءات وطنية تتفرغ للشأن الوطني»، فيما اعتبر عبيد البريكي الأمين العام لحزب «تونس إلى الأمام» أن حكومة يوسف الشاهد باتت «منتهية الصلاحية» منذ انطلاق المشاورات حول وثيقة قرطاج 2. وأضاف «يجب التفكير اليوم في برنامج إنقاذ وطني لما بعد الحكومة الحالية»، مشيراً إلى أن اتحاد الشغل «قادر على قيادة حوار وطني عاجل لضبط برنامج إنقاذ للبلاد، باعتباره غير معني بالتجاذبات السياسية وبالاستحقاقات الانتخابية المقررة لسنة 2019»، وهو ما أكده أيضا طارق الفتيتي النائب عن حزب «الاتحاد الوطني الحر». فيما أشارت مصادر إعلامية إلى أن الاتحاد اقترح اسم وزير المالية رضا شلغوم لتشكيل حكومة جديدة في تونس.
على صعيد آخر، جددت حركة «تمسكها» بالتعديل الجزئي للحكومة على اعتبار أن تغيير حكومة يوسف الشاهد سيؤثر سلباً على الاستقرار السياسي في البلاد، حيث نفى القيادي في الحركة رفيق عبد السلام ما روّجه بعض وسائل الإعلام حول قيام الحركة بـ»مساومة» يوسف الشاهد للاستمرار في مساندته على رأس الحكومة، مضيفاً: «مخطئ من قال إننا ساومناه حتى لا نسحب الثقة منه أو أننا اشترطنا تعهّده بعدم الترشح لرئاسيات 2019».
وتابع في تصريح إذاعي «النهضة لم تساند أحداً، هي فقط ساندت الاستقرار في تونس، البلد الذي أرهقته التقلبات السياسية وليس من مصلحة أحد خلق أزمة جديدة»، مضيفاً: «لا وجود لأي صفقة أو مناورة لتحسين تموقعنا ولسنا في حاجة لأي وزارة إضافية، ونحن راضون بحكومة الائتلاف».
وكانت الرئاسة التونسية أعلنت في وقت سابق تعليق المفاوضات حول وثيقة قرطاج 2 مع تواصل الخلاف حول النقطة 64 المتعلقة بمصير حكومة يوسف الشاهد، رغم اتفاق جميع الأطراف المشاركين في الحوار على بقية النقاط الـ63 التي تتضمنها الوثيقة.
إلا أن الرئيس الباجي قائد السبسي أجرى، عقب عودته من باريس، محادثات مع مختلف الأطراف المشاركة في وثيقة قرطاج، حيث أشارت مصادر إعلامية إلى أنه «نجح» في إقناع هذه الأطراف بالجلوس مجدداً على طاولة الحوار. ولم يتم حتى الآن تحديد موعد لاستئناف هذه المحادثات لتجاوز النقطة الخلافية المتعلقة بمصير حكومة الشاهد.

تونس: اتحاد الشغل يحشد الفرقاء السياسيين لنزع الثقة من يوسف الشاهد ويقترح رضا شلغوم خليفة له

حسن سلمان

تسريب وثيقة سرية تتحدث عن خطة تقودها إدارة ترامب لـ«الإصلاح الإسلامي»

Posted: 20 Jun 2018 02:30 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: نصحت مذكرة لوزارة الخارجية الأمريكية البيت الأبيض ان يدفع باتجاه «الإصلاح الإسلامي » كجزء من جهد مزدوج لمواجهة إيران وتنظيم «الدولة الإسلامية».
ولم يتم تبنى الاقتراح كجزء من استراتيجية الأمن القومي التى أعلن عنها في كانون الاول / ديسمبر الماضي، ولكن فكرة «الإصلاح الإسلامي» كانت مطروحة للنقاش على أعلى المستويات في وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي، مما يشير إلى سيادة نهج اليمين المتطرف في السياسة الخارجية الأمريكية. ووفقا للعديد من المحللين الأمريكين، فإن طرح الفكرة في البيت الابيض او تبنيها كسياسة رسمية يعنى خروجا عن تقاليد متجذرة تمنع الحكومة الأمريكية من الدخول في مناقشات لاهوتية منتشرة بشكل حصري بين المتطرفين المعادين للمسلمين.
وجاء في الوثيقة التى نشرها موقع انترسبت الاستخباري ان الهدف هو كسر إيران وتنظيم «الدولة الإسلامية»، وكسر التطرف الإسلامي والبحث عن دبلوماسية عامة تعنى بتقويض الأسس الآيدلوجية التى تدعم الهياكل الإيرانية او (داعش).
وتضمنت الوثيقة السرية موضوعا حول المنافسة الآيدلوجية تم تقديمه إلى مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض من قبل موظفي تخطيط استراتيجية سياسة وزارة الخارجية في صيف عام 2017، وهي الفترة التى كان فيها مجلس الأمن القومي يقوم بصياغة استراتيجية الأمن القومي لإدارة ترامب، وكان وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون قد حاول النأى بنفسه عن خطابات ترامب المناهضة للاسلم في حين يمثل السجل الايدلوجي المعادي للمسلمين لدى الوزير الحالي مايك بومبيو مصدرا للقلق إزاء نهج وزارة الخارجية تجاه الإسلام.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية صحة المذكرة السرية وأخبر «انترسبت» ومواقع استخبارية أمريكية اخرى بأن الوثيقة كانت واحدة من عشرات الوثائق التى ساعدت على تحديد إطار استراتيجية الأمن القومي، وقال ان مفهوم «الاصلاح الإسلامي» عبارة استخدمها وناقشها العديد من المحللين في شؤون العالم الإسلامي لعقود وإنه تم استخدامها كمثال تاريخي وليس كوصفة سياسية.
وكتب الوثيقة العديد من موظفي مركز تخطيط السياسات في وزارة الخارجية تحت رئاسة بريان هوك، ووفقا لموقع المركز على الانترنت، فإن هوك وفريقه يخططون لنظرة استراتيجية طويلة الأجل واستراتيجية للاتجاهات العالمية.
وأكد عدد كبير من المسؤولين السابقين في وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون ومجلس الأمن القومي والمحامين بأن هذا المركز ينتج حاليا موادا مشبعة بالأفكار الآيدلوجية، أو خالية من الخبرة وقالوا إن فكرة طرح مفهوم الإصلاح تفترض العنف في الإسلام، وإن هناك حاجة للتحديث، وقد اتضح من خلال قراءة التحليلات الصادرة للمركز عن إيران بأنها تحليلات غير معقولة تماما.
وتشرع الوثيقة بالتفاصيل كيفية تحقيق هذا الإصلاح المزعوم، بما في ذلك مقاطع حول تمكين المرأة من التحدث بسخرية كوسيلة لتعزيز أهداف الامبراطورية الأمريكية، وقد ركزت الوثيقة على الشباب والنساء والسماح للولايات المتحدة بالحفاظ على مكون إخلاقي للقوة الأمريكية وسردها التحرري.
ولاحظ بيتر ماندفيل، وهو عضو سابق في فريق تخطيط السياسات بوزارة الخارجية في عهد هيلاري كلينتون بأن هناك عدة مشاكل سياسية وقانونية وفكرية تعترض مقترح الإصلاح الإسلامي، وقال بأنه ليس لحكومة الولايات المتحدة أى موقف في مسائل الإسلام وهي لا تستطيع الإقرار بما هو صحيح، أو غير صحيح في حين لاحظ تود غرين، وهو استاذ مشارك في الدين بكلية لوثر ومستشار سابق في وزارة الخارجية ان مطالب الإصلاح الإسلامي ليست جديدة.

تسريب وثيقة سرية تتحدث عن خطة تقودها إدارة ترامب لـ«الإصلاح الإسلامي»
لمواجهة إيران وتنظيم «الدولة»
رائد صالحة

5 حسابات خاطئة للعدالة والتنمية يمكن أن يدفع اردوغان ثمنها باهظاً في الانتخابات المقبلة

Posted: 20 Jun 2018 02:30 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تقديم موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية من نهاية عام 2019 إلى الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو الحالي ـ الأحد القبل ـ بناءاً على سلسلة حسابات قام بها الطاقم الرئاسي وحزب العدالة والتنمية الحاكم.​
لكن ومع اقتراب التصويت في هذه الانتخابات الحاسمة وغير المسبوقة من حيث الأهمية والحساسية في البلاد تبين أن الكثير من الحسابات والرهانات التي انطلق منها الرئيس أردوغان وحزبه لم تكن دقيقة بل ثبت خطأ الكثير منها، ما ولد خشية بأن يدفع الحزب وأردوغان ثمناً باهظاً لهذه الحسابات غير الدقيقة.​

تصفير العتبة الانتخابية ​

في خطوة أولى استباقية مرر حزب العدالة والتنمية الحاكم تعديلاً على القانون التركي أتاح تشكيل تحالفات انتخابية لأول مرة، كان الهدف الأساسي منها التحايل على ما يعرف في تركيا بـ«العتبة الانتخابية» وهي حاجز الـ10٪ من أصوات الناخبين الواجب على أي حزب تجاوزها من أجل الوصول إلى البرلمان، وهي خطوة كانت تهدف بشكل محدد أكثر إلى مساعدة حزب الحركة القومية حليف أردوغان بالوصول إلى البرلمان نتيجة الشكوك حول قدرته على تجاوز هذه العتبة.​
لكن هذا التعديل خدم المعارضة التركية بشكل أكبر من خدمته للحزب الحاكم، حيث وبموجب التحالف المعارض «تحالف الأمة» سيدخل البرلمان المقبل على الأغلب أحزاب الشعب الجمهوري والجيد والسعادة والديمقراطي وهو ما قد يهدد حظوظ تحالف أردوغان بالحصول على الأغلبية البرلمانية، كون اثنين على الأقل من هذه الأحزاب لم يكن يستطيع أبداً الدخول للبرلمان بمفرده.​
عول الرئيس التركي الذي كان قد انتهى من تشكيل تحالف مع حزب الحركة القومية باسم «تحالف الجمهور» على إرباك المعارضة ومنعها من تشكيل تحالف انتخابي قوي يستطيع الوقوف في وجه التحالف الذي شكله، من أجل تسهيل حسم الانتخابات.​
لكن المعارضة ورغم ضيق الوقت ورغم كل ما تعنيه من تفكك داخلي وبين بعضها البعض اتفقت على مبدأ التحالف ضد أردوغان وتمكنت من تشكيل «تحالف الأمة» الذي ضم أحزاب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة وحزب «الجيد، والسعادة، إلى جانب الحزب الديمقراطي.​

مرشح الرئاسة ​

اعتاد أردوغان على مواجهة منافسين ضعفاء طوال السنوات الماضية، لا سيما كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي فشل في أكثر من 7 جولات انتخابية أمام العدالة والتنمية، وهو ما كان يعول عليه أردوغان بأن يكون كليتشدار أوغلو منافسه في الانتخابات الرئاسية.​
لكن وبشكل دراماتيكي تطورت الأمور داخل حزب الشعب الجمهوري الذي رشح أحد نوابه الذي لم يكن مؤثراً في السابق «محرم إنجي» وهو ما قلب الأمور سريعاً عندما أثبت قدرته على مكانته مرشحاً قوياً ومؤثراً أمام أردوغان وأظهر قدرة لافتة على الخطابة والتحدي وجذب أصوات الناخبين الشباب بشكل غير مسبوق.​
سعي أردوغان وفي محاولة لإرضاء حليفة دولت بهتشيلي زعيم حزب الحركة القومية من خلال إجراء الانتخابات المبكرة إلى منع مشاركة حزب «الجيد» الذي تتزعمه ميرال أكشينار المنشقة عن الحركة القومية في الانتخابات وذلك بإجراء الانتخابات قبيل اتمام الفترة القانونية للحزب المشكل حديثاً.​
ولكن وفي خطوة غير متوقعة دفع حزب الشعب الجمهوري بـ15 من نوابه في البرلمان للانتقال رسمياً إلى حزب «الجيد» الذي تمكن من خلالهم من تشكيل كتلة برلمانية مكنته من التحايل على القانون وتثبيت فرص مشاركته في الانتخابات، حيث ترجح استطلاعات الرأي حصول الحزب على قرابة 10٪ من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية وقرابة 15٪ من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، إلى جانب أن جزء مهم من هذه الأصوات تم استنزافه من القاعدة الشعبية لحزب الحركة القومية حليف أردوغان المتوقع حصوله على نسبة لا تتجاوز الـ7٪ فقط من الأصوات في الانتخابات المقبلة.​
بموجب النظام البرلماني السابق كان يحق للرئيس التركي الدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة في حال عدم حصول حزبه على الأغلبية البرلمانية وذلك عقب إعاقة تشكيل حكومة إئتلافية، وهو سيناريو سهل طبقه أردوغان في انتخابات 2015 وتمكن من خلاله من استعادة الأغلبية البرلمانية.​
لكن بموجب النظام الرئاسي الجديد، والتكهنات الكبيرة حول صعوبة حصول حزب العدالة والتنمية على الأغلبية البرلمانية فيها، لن يتمكن أردوغان من الدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة بسهولة، فحسب القانون الجديد يتوجب على الرئيس تشكيل الحكومة من خارج البرلمان الذي سحبت منه صلاحية منحها الثقة، كما أن أي انتخابات مقبلة يجب أن تجري بين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن وهو ما يعني أنه في حال توجه أردوغان للدعوة لإعادة الانتخابات البرلمانية فعليه المخاطرة مجدداً وإعادة الانتخابات الرئاسية معها.

5 حسابات خاطئة للعدالة والتنمية يمكن أن يدفع اردوغان ثمنها باهظاً في الانتخابات المقبلة

إسماعيل جمال

مصر تواجه العطش… خمسة ملايين مواطن مهددون بالهجرة من دلتا النيل

Posted: 20 Jun 2018 02:30 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: كشف محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري المصري، أمس الأربعاء، عن دراسات توقعت أن تؤدي تأثيرات تغير المناخ في الساحل الشمالي لمصر إلى هجرة ما لا يقل عن 5 ملايين شخص من دلتا النيل إذا لم تتخذ إجراءات التكيف المناسبة.
جاء ذلك خلال كلمته أمام المؤتمر الدولي رفيع المستوى، حول المياه من أجل التنمية المستدامة المنعقد في العاصمة الطاجيكية دوشانبي لمدة 3 أيام.
وحسب عبد العاطي «دراسات تغير المناخ تنبأت بانخفاض إنتاجية محصولين رئيسيين في مصر، القمح والذرة، بنسبة 15٪ و 19٪ على التوالي بحلول عام 2050 وتمليح حوالي 15 ٪ من أكثر الأراضي الصالحة للزراعة في دلتا النيل، هذا دون إغفال تأثيرات تغير المناخ على أنماط سقوط الأمطار في حوض النيل، وتأثيرها على تدفقه».
وأشار إلى أن «الفجوة بين الاحتياجات والمياه المتوافرة تبلغ حوالي 21 مليار م3 سنويا يتم التغلب عليها عن طريق إعادة استخدام مياه الصرف والاعتماد على المياه الجوفية السطحية في الوادي والدلتا والذي يدل أن نظام إدارة مياه النيل في مصر يصل إلى كفاءة عامة تتجاوز 80٪».
وبين أن «التنبؤات السكانية لعام 2025، يتضح معها أن نصيب الفرد من المياه قد ينخفض إلى أقل من 500 م 3 سنويًا (بدلا من 600 حاليا) مع مؤشرات التدهور السريع في جودة المياه السطحية والجوفية».
وكشف أن «مصر تستورد فعلياً كمية من المياه تساوي 34 مليار متر مكعب سنوياً ممثلة في منتجات غذائية لتحقيق الأمن الغذائي».
وأوضح أن مصر كذلك «تعد مثالاً نموذجياً لدولة نامية معرضة بشدة للتغيرات المناخية وتواجه العديد من التهديدات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، تتمثل في ارتفاع مستوى سطح البحر، وتسرب المياه المالحة إلى خزانات المياه الجوفية الأرضية، علاوة على المناطق المعرضة للغمر بسبب انخفاض مناسيبها الجغرافية مثل دلتا النيل».
وتابع : «الملايين من الناس في دلتا النيل معرضون للخطر وإعادة التوطين وضياع استثمارات تقدر بمليارات الدولارات».
وحول أزمة سد النهضة الإثيوبي، الذي تخشى مصر من احتمال أن يؤثر سلباً على تدفق حصتها السنوية من نهر النيل، مصدر المياه الرئيسي لمصر المقدرة بـ 250مليار لتر مكعب من المياه، قال إن»مصر تتعامل بنجاح مع الوضع الحالي لمواجهة ندرة المياه من خلال تنفيذ العديد من برامج تحسين كفاءة استخدام مياه الري، والعديد من آليات إعادة تدوير المياه».
واعتبر أن «الوضع المعقد لمصر لا يمكن معه قبول تناقص حقوقها التاريخية والاستخدامات الحالية فى مياه النيل»، مضيفاً: «لا أحد على الأرض سيقبل بموت شعبه بسبب العطش والمجاعة».
وزاد: « لا يمكن إهمال الوضع البيئي والاقتصادي الصعب في الدول الشقيقة فى حوض النيل. هناك دائما فرصة للتوصل إلى حل وسط».
وأوضح أن «حوض النيل لا يعاني من نقص في المياه، فيصل معدل سقوط الأمطار السنوي في دول الحوض ككل إلى 7375 مليار متر مكعب، يقع منها 1661 مليار متر مكعب داخل الحوض، وهذا يعني أنه يتم استخدام 5٪ فقط من موارد مياه النيل لذلك يجب التأكيد على أن الإدارة الجيدة هي المفتاح».
وأشار إلى أن «التعاون تحت مظلة مبادرة حوض النيل كان يعد نجاحاً واعداً منذ إنشائها في عام 1999 إلى أن بدأ التصعيد حول الاتفاقية الإطارية من خلال التوقيعات الأحادية والتصديق عليها من قبل بعض دول حوض النيل اعتبارًا من 2010».

الثقة أساس التعاون

وأكد أن «الثقة من أهم الركائز الأساسية للتعاون، وقد تُرجم من خلال توقيع إعلان المبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سدّ النهضة، حيث يعد هذا الإعلان دليلا على حسن النية والثقة من جانب مصر. حان الوقت لدول الحوض أن تقدم الثقة والتفاهم على أي شيء آخر».
ونوه إلى «أهمية استعادة شمولية مبادرة حوض النيل والالتزام بمبدأ التوافق وإنشاء آلية للإخطار المسبق عن المشروعات التي تقام على نهر النيل بما يضمن تحقيق الفائدة المشتركة للجميع وعدم الإضرار بأي طرف».
أكد عبد العاطي أن التعاون المشترك مع دول الحوض يجب أن يعتمد على النفع المشترك وعدم الإضرار بالغير، وعلى الرؤية الاستراتيجية للتنمية الشاملة وتجنبت التطرق إلى مواضيع الخلاف وضرورة العمل على تجاوزها، مشيرا إلى أن دول الحوض لديها جميعا تحديات تنموية كبيرة، و هو ما يتطلب العمل على توثيق التعاون بينهم، وأن مصر حرصت على إبداء المرونة المناسبة دون التفريط في الحقوق أو المصالح المصرية.

ممر ملاحي

عبد العاطي لفت إلى أن مصر «تقود مشروعاً رائدا مع عدد من أشقائها من دول حوض النيل لخلق ممر ملاحي يربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط مروراً بعدد من دول حوض النيل. وتتطلع مصر إلى مزيد من التعاون لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية بما يعزز من فرص التنمية في القارة الأفريقية».
وأضاف أن «حالة المياه في مصر تعد حرجة وفريدة من نوعها»، موضحاً : «مصر قد وصلت إلى حالة تفرض فيها كمية المياه المتاحة حدودا على تنميتها الاقتصادية. التنبؤات السكانية لعام 2025، يتضح معها أن نصيب الفرد من المياه قد ينخفض إلى أقل من 500م3 سنوياً مع مؤشرات التدهور السريع في جودة المياه السطحية والجوفية، إضافة إلى كونها (مصر) دولة المصب في حوض النيل حيث تعتمد اعتمادا كليا تقريبا على نهر النيل النابع خارج حدودها، فهي الدولة الأكثر جفافا في العالم وتبلغ نسبة الاعتماد على الموارد المائية المتجددة 97 ٪ وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة».

مصر تواجه العطش… خمسة ملايين مواطن مهددون بالهجرة من دلتا النيل
وزير الري عن أزمة سدّ النهضة: لا أحد سيقبل بموت شعبه بسبب المجاعة
تامر هنداوي

الحكومة تفشل في مواجهة تجار وسماسرة الأزمات وإعلاميو السلطة يطالبون الفقراء بالهجرة

Posted: 20 Jun 2018 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»:المذيع تامر أمين فتح مزاد الهجوم ضد الأغلبية الفقيرة أمس الأربعاء قائلاً: «إللي مش عاجبه البلد عشان ارتفاع الأسعار ياخد الباسبور ويغور من البلد». بينما بكت فاطمة الأسيوطي عقب خسارة المنتخب المصري أمام نظيره الروسي ملخصة الحكاية في: «حزينة عليكي يا بلدي! نكسوا راياتك في كل مجال. اقتصاد وسياسة وقبلها الرياضة.. الإدارة الفاشلة مش عاتقانا».
فيما شن الفنان نبيل الحلفاوي، هجومًا ناريًا على منتقدي سفر نجوم الفن والإعلام إلى روسيا، بعد خسارة المنتخب المصري أمام روسيا، بثلاثة أهداف مقابل هدف، في الجولة الثانية، لبطولة كأس العالم 2018. وكتب، «تمام.. إحنا خسرنا عشان الفنانين اللي سافروا.. تمام». ورد الحقوقي جمال عيد على الحلفاوي وآخرين: «شركة اتصالات تملكها دولة يؤكد رئيسها على أنها فقيرة جدا، لذلك تستدين وترفع أسعار السلع والخدمات بشكل مستمر. هذه الشركة قامت بعمل رحلة وعزومة لبعض المليونيرات المقربين للسلطة، بعضهم فنانون وبعضهم إعلاميون، على حسابها، يعني على حساب الشعب اللي أغلبه بيعاني المرار عشان يعرف يعيش. واحنا لو انتقدنا ده، بعضنا يتحبس وبعضنا يتشتم وبعضنا يتحارب في أكل عيشه. أما الأكاديمي نور فرحات فعلق على الهزيمة «عندنا لا يوجد عقل سليم ولا جسم سليم، وتسير كل هذه الأمور على سبيل الاسترزاق والدعوات والإعلانات والخمسة مواه… الجدية مطلوبة في كل شيء حتى في اللعب». وعلّق أحد انصار الرئيس السيسي: «نقعد في كأس العالم 5 أيام بس؟ ده احنا لو حاجزين في جمصة هنقعد أكتر من كده».

إضحك للصورة

حالة من الغضب اعترت المواطنين بسبب سفر نواب وبرلمانيين وإعلاميين على نفقة شركة حكومية، إلى روسيا، وهو الأمر الذي اهتم به فراج إسماعيل في «المصريون»: «لم تكن هناك حاجة لسفر نواب وفنانين وإعلاميين والتقاط صور لهم في «لوبي» الفندق الذي يقيم فيه لاعبو منتخب مصر في سان بطرسبرغ. ليس لتشجيعهم قيمة وسط آلاف المصريين الذين سافروا من أنحاء روسيا والدول الأوروبية على حسابهم الخاص ومن مصر أيضا. المؤكد أن سفرهم والصور التي نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي أثارت نقمة اجتماعية واسعة، خصوصا أنها وجوه مألوفة وغير مرحب بها شعبيا. أيا كانت الجهة التي تحملت تكاليف الطائرة الخاصة التي طارت بهم، فإن الناس لن تصدق إلا شيئا واحدا، وهو أن تلك التكاليف الهائلة كان يمكن صرفها في منافذ تحتاجها بشدة داخل مصر بدلا من استجداء التبرعات التي زخرت بها الشاشات التلفزيونية طوال شهر رمضان! في ظل النقمة الاجتماعية التي أثارها هذا الظهور الغريب تبدلت بعض المشاعر الوطنية الفياضة التي تحتضن منتخبنا قبل مباراته المهمة مع روسيا، فرأينا البعض لا يقيم على الأقل وزنا كبيرا للفوز، وربما لن يحزن للهزيمة، ما دامت ستأتي في وجوه هؤلاء الذين فضلوا اللقطة على مصلحة المنتخب، وأرادوا اصطياد فرحة الشعب لصالحهم، فلم يكتفوا بحسابات بنكية متضخمة مقابل ما يقدمونه للناس من هزل، بل طمعوا في مصادرة الفرحة الوحيدة لمئة مليون مصري يقفون عن حق خلف منتخبهم، تملؤهم الآمال الكبيرة في الفوز ليخرجوا إلى الشوارع بأعلام بلدهم الحبيب كما خرجوا في مرات سابقة».

خدعة التمثيل المشرف

«لا تبرير للخسارة، ولا فرحة مع الهزيمة، ولا رضا عندما تخرج من المباراة صفر اليدين، هذا هو الشعور الطبيعي للإنسان السوي في المنافسات الرياضية، أو في أي منافسة أخرى، وما شعار الأداء المشرف إلا خداع للنفس اخترعه النقاد المضللون لإرضاء الناس بضعفهم وقلة حيلتهم وهوانهم على فرق المونديال الأخرى. نحن في مصر والدول العربية اخترعنا نوعًا من التعبيرات المريضة والتوصيفات الانهزامية والمعالجات المنبطحة لتبرير ما لا يبرر، تبرير سوء الأداء أو ضعف التشكيل أو عدم شعور اللاعبين بالثقة والمسؤولية، أو عدم صلاحية الجهاز الفني للفريق، أو عدم تجهيز اللاعبين نفسيًا وبدنيًا وتكتيكيًا بالشكل اللائق في كل مباراة، لماذا نفعل ذلك بدلًا من مصارحة أنفسنا بالحقيقة، وبدء طريق الإصلاح الشاق؟ هذا هو السؤال الذي نبحث له عن إجابات. نحن من دون بلاد العالم نذهب للمونديال مهزومين مسبقًا، وخائفين دائمًا ومتخاذلين في معظم الأوقات ومغرورين بدون أي داع ومتلهفين على أي كلمة إطراء من النقاد الخواجات، وكأن الوصول إلى المونديال والمشاركة في مباريات الدور الأول هو كل المراد من رب العباد، وكأن هناك سقفًا للإنجاز يخص الفرق العربية، وسقفا آخر أكثر ارتفاعًا بكثير يخص الفرق الأفريقية واللاتينية والأوروبية».

خمر المونديال

«تقدم أيمن محفوظ المحامي، ببلاغ للنائب العام يوم، الثلاثاء، ضد مقدم البرامج في قناة «دريم» الكاتب خالد منتصر، حيث سخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك»، وبرنامجه من حارس مرمى منتخب مصر في كأس العالم، بعد رفضه استلام جائزة رجل المباراة؛ لأنها عبارة عن زجاجة خمر، وتهكم خالد منتصر على رفض الشناوي «خمر الدنيا»، رغم انتظاره أنهار خمر الآخرة. وأضاف وفقاً لـ«المصريون» أن الشناوي، قد يطلب جلد شارب الخمر ويضر بالسياحة، كما سخر من العلاجات النبوية، وأسهب في أن رفض الخمر لا يخرج إلا من الدواعش. وأشار مقدم البلاغ إلى أن خالد منتصر أنكر ما هو ثابت من الدين والمؤكد حرمته، كما طعن وسخر من كل من يتمسك بدينه ويمتنع عن المحرمات. وأوضح أن هذا يأتي من التحالف الشيطاني لهدم وتشويه الإسلام ووصف الإسلام بأنه دين غير صالح للتماشي مع الحضارة، رغم أن الفيفا احترم تصرف الشناوي وأثنى عليه بعدم تسليم الجائزة للاعب المسلم، فيكون الغرب احترم الدين الإسلامي الذي يسخر منه من ينتمي له، ويكون بذلك المشكو في حقه قد ارتكب جريمة ازدراء الدين المعاقب عليها بنصوص المواد 98 و171 و161 من قانون العقوبات. وطالب مقدم البلاغ بإحالة الشكوى للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لاتخاذ اللازم نحو المشكو في حقه بفرض العقوبات الملائمة، مع إلزام قناة «دريم» بتنزيل اعتذار عما بدر من خالد منتصر».

تصرف حضاري

نبقى مع قضية حارس المرمى، إذ يرى سامح فوزي في «الشروق»: «رفض الشناوى حارس المنتخب القومى المتميز قبول جائزة أحسن لاعب في أعقاب مباراة مصر وأوروغواى بسبب أن الجائزة مقدمة من شركة خمور، وفي قول آخر إنه قبل الجائزة ورفض قبول زجاجة خمر، في الحالتين فإن ما فعله يستحق التحية أكثر من النقد الذي صوبه له البعض، لأنه فعل يتفق مع معتقده الديني، وليس مطلوبا تحت لافتة الحداثة أو التمدن أو التحضر أو التقدم، أو قل ما شئت أن يقبل المرء ما يخالف عقيدته أو يتناقض مع قناعاته. الحرية الدينية تقتضي ذلك، كل شخص له الحق في اختيار طريقة حياته، ملبسه، مأكله، طقوسه، عاداته، لا تثريب عليه، وهو في ذلك يمارس معتقده، وينتصر لحريته الشخصية. ومن يطالب بالحرية الدينية عليه أن يحترم الحرية الدينية للآخرين أيا كانوا، هذه بديهيات. من هنا من يرفض الخمر هو حر، ومن يطلب الخمر هو حر أيضا، ومن ترتدي ملابس دينية هي حرة، ومن ترتدي غيرها هي حرة أيضا، ومن واجب المجتمع أن يكفل حرية هذا وذاك. القضية بالنسبة لي ليست فقط حرية دينية، لكنها أيضا مساحة أخلاقية مهمة. في رأيي أن شركة تنتج خمورا أو دخانا لا يحق لها أن تتمتع بمساحة ظهور لا تستحقها، ولا أن تتمتع بإعلان أو شهرة، أو أن تكون راعية لنشاط رياضي أو تقدم منحا علمية».

دولة غائبة

الدور الغائب للدولة في ضبط الأسواق والحماية الاجتماعية.. واحتواء الآثار السلبية لقراراتها على محدودى الدخل.. كان مصدر اهتمام مجدي سرحان في «الوفد»: «الحكومة تفشل في مواجهة الاحتكارات وتجار وسماسرة الأزمات.. إما لضعف أداء قيادات أجهزتها.. أو لافتقادها آليات حقيقية وفعالة للقيام بهذا الدور، الذي بدونه تصبح إجراءات الإصلاح الصعبة التي اختارت الحكومة- بمحض إرادتها- اتخاذها لحل مشكلة «عجزها القومي» أداة تعذيب وقتل.. أو مقصلة للمواطن البسيط.. فهذه الإجراءات تحتاج جهازاً إدارياً على أعلى درجات الكفاءة، و«قبضة حديدية» وحكومة قوية قادرة على تطبيق القانون ومعاقبة المخالفين بجرأة وحزم. أما الآن وقد أصبح الغلاء أمراً واقعاً.. فلا أقل من أن نفكر ونعمل من أجل حماية «الغلابة» وما أكثرهم هذه الأيام، وتجنيبهم سلبيات وقسوة تلك الإجراءات المؤلمة. طبعا هناك دور للمواطن يتمثل في الترشيد والتوفير وتغيير سلوكه الاستهلاكي، وهو سيفعل ذلك بالتأكيد مرغماً أخاك لا بطل، لأنه بغير ذلك سيكون كمن يقف بصدره أمام القطار، لكن بالتأكيد أيضا هناك دور أهم للدولة، أكبر بكثير من مجرد اتخاذ قرار بزيادة قيمة الدعم للفرد في البطاقة التموينية 3 جنيهات أو حتى 30 جنيهاً بالتمام والكمال، بينما يفقد هذا المواطن نصف القوة الشرائية لدخله – تقريبا- بعد تخفيض قيمة الجنيه أمام الدولار بنحو 47٪، وبعد زيادة أسعار الوقود والكهرباء بنسب تراوحت بين 100 و300 ٪ في سنوات قليلة. هناك اقتراحات عاجلة قدمها نواب في البرلمان، منها أن يبادر أصحاب الأعمال بإقرار علاوة عاجلة على مرتبات العاملين لديهم لمواجهة أعباء المعيشة ولم لا؟ أليس هؤلاء المستثمرون مستفيدين من قرارات الإصلاح التي أكدوا هم بأنفسهم أن من شأنها أن توفر لهم بيئة أفضل للعمل وجني الأرباح؟».

يخلق من الشبه أربعين

ومن معارك أمس الأربعاء تلك التي شنتها فكرية أحمد في «الوفد» ضد لصوص الشعب: «استرها معانا يا رب يقولها اللص في أفلامنا العربية، وهو يعد عدته لارتكاب جريمة جديدة من السرقة أو النصب أو حتى القتل، جملة كانت تصدمني وغيري في هذه الأفلام، ومع تكرارها، أيقنت أنه حتى اللصوص يطلبون من الله سترهم، وألا يفضح جرائمهم فيهربون بغنيمتهم، ومن ثم يفلتون من العقاب، وأعتقد أن هذه الجملة رددها بإصرار كل لصوص الشعب والفسدة والمفسدين، من مرتشين ومستغلي النفوذ على مدى العقود الماضية، فسترهم الله.. أقصد أمهلهم ولم «يهملهم» أمهلهم عسى أن يتوبوا ويفيقوا وتتيقظ ضمائرهم، فيعودوا للصواب، ويكتفوا بما سرقوا ونهبوا ويتوقفوا عن مواصلة جرائمهم في حق الوطن والشعب والمال العام، ولكن يبدو أن أغلب هؤلاء ارتكنوا إلى «ستر الله»، وإلى تواطؤ المتواطئين، وصمت الجبناء، فازدادوا توحشاً، وعاثوا في البلاد الفساد، منهم من أثرى ولم يشبع أبداً، وكلما ازداد رصيده في البنوك من الحرام، سعى للمزيد، ومنهم من افتضح أمره، وطوقته الرقابة الإدارية أو أي من أجهزتنا المحترمة المعنية بكشف الفساد، فكان الفضح الإلهي والمجتمعي.. وكان العقاب. وللفاسدين دوماً حجتهم، هي الخوف من الفقر، وتأمين مطالب أولادهم واحتياجاتهم في الحياة، متجاهلين تعاليم كل الأديان السماوية، وما ورد في آيات القرآن الكريم بأن لكل رزقه و«رزقكم في السماء وما توعدون»، وأن رزق أحد لن يذهب لغيره، ولو صبر المخلوق على رزقه القليل مع سعيه للعمل الشريف، لكفاه الله شر الحاجة من خلال شيفرة «البركة»، والبركة في القليل تعني أن يكفيك بما تكسبه من حلال، فلا يفتح أمامك أبواباً لنفقات لا تحتملها، وبركة الحلال هذه لا يؤمن بها الفسدة واللصوص».

كنائس للبيع

نتحول نحو مستقبل الإسلام في أوربا الأمر الذي يهتم به جمال سلطان في «المصريون»: «السياسيون يتكلمون عن «الأسلمة الرمزية» خاصة بعد أن انتعشت بورصة بيع الكنائس، التي بلغت في إنكلترا وحدها نسبة 10٪ من تعدادها، وتوقف القداس في أكثر من (100) كنيسة في ألمانيا، ولعل البعض كتب عن واحدة من أشهر الحفلات الماجنة التي أحيتها مطربة البورنو (مادونا) في إحدى كنائس الفاتيكان التاريخية، بعد أن تحولت إلى «ملهى ليلي».. فيما يرى البعض الآخر من خارج دائرة الفعل السياسي، أن البعد «الديمغرافي ـ السكاني» ربما يكون حاسماً في إنهاء «مسيحية القارة العجوز»، مثل الفاتيكان الذي سبق أن أطلق تحذيراً من تزايد هجرة المسلمين وتأثيرها على الهوية المسيحية لأوروبا، فيما وضع دانيال بايبس ثلاثة أسباب تدفع إلى أسلمة أوروبا، من بينها «الديمغرافيا السكانية»، فيما وضع العقيدة في مقدمة هذه الأسباب. الخوف من أسلمة أوروبا، حمل البعض من كبار المثقفين الغربيين، إلى توقع السيناريو الأسوأ، لمجابهة المد الإسلامي في الدول الأوروبية، من بينها اضطرار الغرب إلى ترجيح خيار «التطهير العرقي» و«الإبادة الجماعية» للمسلمين! على أي حال فإن المجابهات الحالية، تتمحور في سياق مجابهة «التمدد الرمزي» للإسلام، وهي نظريات تتسق وطبيعة العلاقة التي تربط الإنسان الغربي بالمسيحية كدين.. فالأخيرة بالنسبة له محض «طقوس» للثقافة وتأكيد الهوية والتميز الحضاري، وبالتالي فهو لا يرى في الإسلام إلاّ «رمزيته» التي تواجه «المسيحية الرمزية» الممثلة في الوجود «الإسمنتي» للكنائس، وعدد المتردّدين عليها، وهي الحالة التي تعكس فراغاً معرفياً هائلاً ينبغي أن يلتفت إليه المسلمون، حال شاؤوا مناهضة هذه الأجواء المعادية لهم في الغرب، بطريقة سمحة وهادئة، وبعيدة عن استخدام خطاب معاد للغرب بوصفه دار كفر».

«فينك يا مبارك»

الحنين لزمن مبارك يتجدد غير أن إمام أحمد في «الوطن» يرفض هذا الحنين: «ليس من الشهامة الطعن في رجل أصبح خارج السلطة بلا أي مظهر من مظاهر القوة والجاه، التي تمتع بها على مدار 30 عاماً، وليس من الأخلاق الدخول في معركة مع رجل تجاوز التسعين ويقضي ما تبقى من عمره بين أبنائه وأحفاده في منزل لا يغادره، وليس من العقل النظر إلى الوراء وإضاعة الوقت والمجهود في جدل مفتعل حول مرحلة انتهت تماماً بما لها وما عليها، لكن للأسف الشديد البعض يصر على أن يجرّ الآخرين إلى محطة قديمة غادرها قطار الزمن، واللعب بصبيانية شديدة في وحل الماضي، ولأنه، كما قال الأديب نجيب محفوظ «آفة حارتنا النسيان»، فإننا ننسى حقيقة هذا الماضي، ونجتزئ من الذاكرة ما يخدم مواقفنا فقط، بدون مراعاة لأب سياق أو ظروف محيطة أو تقييم جاد وموضوعب. يقولون في زيف وخداع ربما، أو لعدم فهم وقصور معرفة ربما: «ولا يوم من أيامك يا مبارك».. يقولونها بالفُم المليان، والحقيقة أنهم أصابوا القول، فعلاً ولا يوم واحد من أيامك يا مبارك، ولا يوم واحد من الثلاثين عاماً التي ضاعت ومرت بدون أن تشهد هذه البلاد أي نقلة حقيقية على أي مستوى من المستويات، بداية من الصناعة والزراعة والاستثمار، مروراً بملفات حيوية، مثل الصحة والتعليم والبحث العلمي، ولا يوم واحد من أيامك يا مبارك، التي ورثنا منها هذا الجهاز الإداري المترهل المريض الفاشل، وهذه العشوائيات الموقوتة في كل مكان، وهذه المؤسسات التي عشش فيها الفساد وتكاثر وتشابكت خيوطه».

غزو الصحراء

«هدية العيد التي ترجوها إقبال بركة من الرئيس السيسي هي إعلان الحرب على الصحراء وغزو المساحات الخالية من أرض مصر بالخضرة والعمران. مؤكدة في «المصري اليوم» على أننا نتزاحم في ما يقرب من 8٪ من مساحة مصر فقط، تاركين 92٪ من إجمالي مساحة بلادنا ينعى فيها الإهمال والفقر والخلاء الرحيب! وطبيعي أن نعاني من الاختناق والفوضى والضوضاء، وكل ما يعوقنا عن التمتع بالحياة. لا حل سوى أن نغزو أرضنا، ونعمرها ونجعل منها جنة للناظرين، ففيها كل الموارد الطبيعية، ولدينا ثروة بشرية هائلة، فماذا ننتظر؟ لقد فعلتها أمريكا من قبل، وغزت كاليفورنيا، التي يصفونها بالولاية الذهبية، وهي ثالث ولاية أمريكية من حيث المساحة، وقد أحدث تعميرها نقطة تحول هائلة في تاريخ أمريكا. ألا يمكن أن يحدث لنا ما يشبه ذلك بعد غزو أراضينا الصحراوية وتعميرها واستخراج كنوزها المدفونة في واحاتها ومياهها الجوفية وجبالها ووديانها ومساحاتها الشاسعة، ولدينا خبراء عالميون في التعدين والبترول والسياحة؟ أن تعمير صحراوات مصر سوف يجذب المشروعات الاستثمارية إليها، ويعيد التوزيع الجغرافي للسكان. لقد اعتاد المسؤولون في مصر على الشكوى من الزيادة البشرية، وجعلوها الشماعة التي علقوا عليها إخفاقهم في تحقيق التنمية الشاملة ورفع مستوى المعيشة للشعب».

الذوق لا يباع

تخيل جميل مطرالكاتب في «الشروق»: «أن الزي يجب أن يكون أحد أهم أدوات تثبيت اللحمة داخل الشعب الواحد، ويجب ألا يكون عنصرا من عناصر توسيع الفجوات وتعميقها. أعرف أنه في ممالك الجزيرة العربية وإماراتها، كما في دول الغرب تتقارب أشكال الزي، وإن تباعدت نوعيات الأقمشة وتباينت جودتها وتمايزت خياطتها وحشوتها. كانت الصين تندرج مع هذا الصنف من الدول، إلى أن استسلمت للعولمة وراحت الطبقات تتباعد عادات وسلوكيات وأذواقا. الزي عندنا يتقاطع مع التصنيف الاجتماعي، مضيفا بهذا التقاطع عنصرا مزعجا إلى عناصر الاختلاف والاحتكاك الكثيرة في المجتمع المصري. يقلقني بشكل خاص ما أسمعه عن سياسات متعمدة تعتمدها شركات عظمى في مجالات الذكاء الاصطناعي، سياسات تهدف إلى تغيير الذوق في التو واللحظة. لا أبالغ. مثلا تخطر فكرة لمبرمج يخطط لتوزيع ملابس يقترح بمقتضاها خلع البنطلون الجينز المهلهل واستبداله على الفور بجونلة فوق الركبة من الورق المقوى. تؤكد تحولات الذوق في العقدين الأخيرين على أن الشركة العظمى المعنية بالأمر قادرة بوسائل أصبحت معروفة، على غرس هذا المنتج بسرعة رهيبة كذوق جديد يسود ويهيمن لفترة تقررها الشركة. كم من أفكار وعادات وممارسات كانت مهيمنة ومتحكمة قبل أن تسقط في السنوات الأخيرة. عوالم وعقائد سقطت وجيلي شاهد على سقوطها، وبعض السقوط كان مدويا. نعيش مثلا مرحلة سقوط هيمنة ربطة العنق كجزء لم يكن يتجزأ عن الزي الرجالي الأوروبي، كما عشنا قبلها سقوط هيمنة القبعة في الغرب والطربوش في الشرق الأوسط والجاكتة ذات الصفين من الزراير. نحن شهود هذه الأيام على تنفيذ سياسات تسريب أزياء رجالي جديدة مركبة من «الهلاهيل»، هدفها التعجيل بإسقاط الذوق المهيمن. ليس شرطا مسبقا الحصول على رضا المستهلكين جميعا، أو حتى أغلبية فيهم عن منتج يخلق ذوقا جديدا».

عبقرية الفلسطيني

نتحول للشأن الذي يشغل بال محمد بسيوني في «الوطن»: «لم يخطر على بال أحد أن تسبب طائرات الأطفال الورقية كل هذا الهلع والغضب والتوتر العسكري للجيش الصهيوني المحتل لفلسطين.. لم يتصور أحد أن قطعاً من البوص والورق الملون وخيط طويل يمكن أن تتحول إلى سلاح خطير في أيدى المدنيين السلميين، الذين أشعلوا موجة جديدة من المقاومة الشعبية المستمرة في فلسطين في مسيرة العودة التي تستهدف فك الحصار عن غزة وعودة اللاجئين الفلسطينيين المطرودين لأرضهم، ودفع إسرائيل لإنهاء الاحتلال والحصار والتعامل القانوني مع الفلسطينيين، بوصفهم مواطنين تحت الاحتلال ولهم حقوق معتمدة دولياً. وإرادة المقاومة الشعبية السلمية تبدع في فلسطين آليات عجيبة كل يوم، فبعد أن أمطر الجيش الصهيوني المتظاهرين السلميين بالرصاص رداً على تظاهراتهم السلمية على الخط الفاصل بين فلسطين وقوات الاحتلال في غزة، وسقط آلاف شهداء ومصابين برصاص القناصة الصهاينة.. وجدنا المتظاهرين يبتدعون وسيلة حرق إطارات الكاوتش لتمثل سحابة سوداء يحتمي خلفها المتظاهرون ويشتت الدخان تركيز القتلة المترصدين لهم بالرصاص.. وقللت سحب الدخان معدلات الشهداء والمصابين لثلاثة أسابيع.. وحاولت المقاومة فك الحصار المحتل عن ميناء غزة وخروج السفن منه مرة أخرى ونجحت إحدى السفن الفلسطينية في الإبحار بالفعل من غزة، لكنها تعرضت لقرصنة من المحتل الصهيوني وحُبست في حيفا، ثم فوجئ المقاومون الفلسطينيون بأن الاحتلال يمنع دخول شحنات الإطارات الكاوتشية لفلسطين وغزة، فابتدع المقاومون السلميون الفلسطينيون وسيلة جديدة لإزعاج المحتلين تتمثل في طائرات ورقية تحملها الرياح المتجهة غرباً والتي طُليت أوراقها بمواد كيميائية بسيطة تتفاعل مع الهواء وتتحول إلى كتلة مشتعلة عندما تلامس الأرض.. وقد تسببت في إعلان الطوارئ في المستوطنات الصهيونية».

كي نحمي الفقراء

«يضع عماد رحيم أجنده للحكومة من أجل حماية الفقراء ومن بين ما نادى به في «الأهرام» تعديل شرائح الضرائب، فلا يُعقل أن تتساوى كل الفئات التي يزيد دخلها على 200 ألف جنيه سنوياً، بمعدل ضرائب 22.5٪، فمن يحصل على مليون مثل من يحصل على 10 ملايين، ومثل من يربح 100 مليون! تُحصل منهم قيمة الضرائب نفسها! ويجب تقنين أوضاع الاقتصاد الموازي، الذي يعمل أصحابه ويربحون بدون دفع أعباء ضريبية على الإطلاق، مثل كثير من المحال غير المرخصة، خاصة المقاهي التي يعمل معظمها بدون سند قانوني، فتستهلك كهرباء ومياها بأسعار مدعمة، وتحقق أرباحا ولا تدفع ضرائبها المستحقة. وهذا أمر يدعو للتعجب! فإلى متى يستمر هذا الحال؟ ألا يؤدي ترخيص هذه المحال المخالفة ودخولها إلى منظومة الاقتصاد الرسمي إلى زيادة إيرادات الموازنة العامة للدولة بدرجة ما، قد تكون سببا في تقديم عون جيد للبسطاء! قد لا نستطيع توفير وسيلة مواصلات مدعومة، أو تطبيق سياسة تسعيرية إجبارية على الأسواق، مع تطبيق سياسات اقتصادية تحرر الأسعار، ولكننا مطالبون بالبحث عن آليات واضحة وعادلة وشفافة، تعنى بشكل قاطع بحماية الطبقة البسيطة، لاسيما أنهم يحتاجون إلى وجود المسكن والملبس والطعام والدواء والتعليم، بدرجاتهم الدنيا. فهل الحد الأدنى للأجر يغطي تكاليف تلك المتطلبات الآن؟ أم لابد من البحث عن آلية لتحميهم؟».

ضار بالمستهلك

مسلسلات هذا العام التي يقيمها جمال أسعد في «اليوم السابع» سيطر عليها بشكل عام العنف والقتل وقضية الإرهاب وإبراز دور الشرطة في هذا المجال مع بعض المسلسلات الاجتماعية التي أظهرت وركزت على تعاطي المخدرات، وكان هناك القليل من المسلسلات الكوميدية وبعض المسلسلات التي حافظت على الشكل الرومانسي الذي أصبحنا الآن نفتقده، وهذا لحساب مسلسلات العنف الذي يستهوى الشباب المتأثر بمعطيات الواقع، خاصة بعد الانفلات الأمني بعد 25 يناير/كانون الثاني. لا شك في أن للفن دورًا مهمًا على مدى التاريخ، حيث أن الفن هو مرآة الواقع، ولما كان الفنان قد ألهمه الله الموهبة والإبداع، وحيث أن المبدع يعيش في المجتمع متأثرًا به راصدًا لمعطياته السلبية والإيجابية نرى من الطبيعي أن يعبر هذا الفن وذاك الإبداع عن الواقع لا نقلاً حرفيًا لهذا الواقع، ولكن يتم هذا في إطار فني وإبداعي، وتأثيرًا لفن هنا، سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا ينبغى أن لا نجعل منه الشماعة التي نعلق عليها غياب باقي الأدوار التي من مهامها التأكيد الإيجابي والتربية السليمة لتنشئة مواطن صالح ومنتمٍ لهذا الوطن، لذلك فالفارق بين الفن وباقي الأدوار، هو أن الفن من الصعب أن يوجه بشكل مباشر عن طريق توجيهات المبدع، وبالأمر لأن يبدع ما هو مطلوب وبشكل مباشر، فهذا الأسلوب يحول الفن إلى وسيلة وعظية وشعاراتية تفقد مصداقية الإبداع وتسقط دور الفن الذي هو دور استخلاصي يختلف من متلقٍّ لآخر، وليس دورًا توجيهيًا، وهنا لا أقصد ما يسمى بمدرسة الفن للفن التي هي نتاج المجتمعات البورجوازية التي تتوافق مع شعار الرأسمالية دعه يعمل دعه يمر».

عيد وبنزين

«انتهى العيد وبعد مرور أيامه في غفلة ربما أصابك الحزن والكدر ليس لأنك لم تلحق أن تنهل من مباهجه، أو لعدم تمكنك من ملء خزان سيارتك بالوقود قبل رفع سعره، ولكن ربما كما يجزم شريف عابدين في «الأهرام» لأنك كنت تود أن تتوقف عقارب الساعة حتى لا تعود إلى العمل بمتاعبه ومنغصاته! ذبلت فرحة العيد، تبحث عنها لا تجدها حتى عند الأطفال، تحول العيد عندهم إلى مناسبة اقتصادية بحتة لجمع العيديات لإنفاقها بلا استمتاع، بدليل أن الطفل يطلب المزيد لأنه لا يشعر بلذة ما جناه من إنفاق. اختصرنا العيد في مراسم أو أداء واجب يتراجع مع السنين، تليفونات متبادلة مع الأهل والأصدقاء (محفوظة التهاني)، (مجمدة) المشاعر تصاحبها رسائل نصية (معلبة) على المحمول تعكس تكاسل مرسلها في أن يجهد أصابعه في كتابة تهنئة العيد بنفسه. وحصرنا الأعياد في أسواق وكعك وشواء وشيكولاته وملابس جديدة وعيديات وفنادق وسفر، لكن أراهن أنك على استعداد لإنفاق آخر ما في جيبك كي تفرح ويفرح من حولك، لكن السعادة لا تأتي، تحولت إلى زائر خفيف لا يطيل البقاء في مجالسنا. حتى الإعلام أجهز على ما تبقى لدينا من آمال في استعادة أجواء روحانية ومظاهر احتفالية إنسانية غير مادية للأعياد، افتقدناها منذ عقود طويلة تحت وطأة أزمات وأخطار تحلق دائما في سماء الوطن، فالإعلام في الأعياد يعاجلنا دائما بعناوين عريضة من عينة (حديقة الحيوان استعدت لاستقبال الزوار) و(الشواطئ كاملة العدد بالعيد)، (طرح كميات إضافية من السكر واللحوم واسطوانات الغاز)، لتجد نفسك أسيرا لمن حدد لك سلفا مواطن السعادة (الزائفة) وقتل لديك أي رغبة في استعادة الفرحة».

وداعا يا بحراوي

سحابة من الحزن تخيم على الوسط الثقافي بسبب رحيل المبدع سيد البحراوي الذي نعته عبله الرويني في «الأخبار»: «ليس مجرد ناقد أدبي فقط، ولا أستاذ أكاديمي فقط.. لكنه إنسان استثنائي، عاش من أجل مبادئه وقيمه، دفاعا عن الحق والخير والجمال، ودفاعا عن البسطاء والمهمشين.. الدكتور سيد البحراوي نموذج ناصع لثقافة ناصعة أيضا.. عندما أصدر كتابه «في مديح الألم» لم يكن يقدم كتابا، حول تجربته الصعبة والطويلة مع مرض السرطان، بقدر ما كان يقدم فلسفة التعامل مع المرض وأسلوب مجابهته.. تلك (المقاومة) التي كانت هي نفسها فلسفة ومنهج وحياة الدكتور سيد البحراوي دائما… هل كانت ماركسيته هي ما فرضت عليه ذلك الالتزام الصارم في الدفاع عن الحق ومناصرة الفقراء؟ أم هو الوعي الإنساني العميق، والتكوين الاجتماعي والثقافي الذي فرض عليه الانحياز للفقراء وقضايا الوطن، والحلم الدائم بتغيره والعمل من أجل ذلك… فكان أحد المشاركين في لجنة (الدفاع عن الثقافة الوطنية) ومقاومة التطبيع مع إسرائيل في التسعينيات، وكان أحد المؤسسين للجنة (الدفاع عن حرية الفكر والاعتقاد) وعضوا مؤسسا في (جماعة 9 مارس) دفاعا عن استقلال الجامعة، ضمانا للحرية الأكاديمية للأساتذة والطلاب… وعلى امتداد مسيرته أستاذا للأدب العربي في جامعة القاهرة، ظل سيد البحراوي عصيا على إغراءات السلطة من جوائز ولجان ورحلات ومناصب ثقافية أغدقت على الكثيرين حوله.. ظل حريصا على استقلاليته كناقد وأستاذ أكاديمي، حريصا على نزاهته وقيمه ومبادئه… متفرغا لإنتاجه النقدي والأدبي».

الحكومة تفشل في مواجهة تجار وسماسرة الأزمات وإعلاميو السلطة يطالبون الفقراء بالهجرة

حسام عبد البصير

 إيران مستمرة في مشروع هيمنتها على سوريا ثقافياً

Posted: 20 Jun 2018 02:29 PM PDT

أنقرة – «القدس العربي»: أكد مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن إيران أقدمت على ارتكاب انتهاكات جديدة بحق الأطفال في سوريا، واعتبر ذلك أنه يضاف إلى سلسلة طويلة من جرائم الحرب التي ارتكبتها الميليشيات الإيرانية الإرهابية بحق المدنيين من قتل وتدمير وتغيير ديمغرافي.
وقال أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني رياض الحسن إن طهران تسعى لتعليم الأطفال اللغة الفارسية في مدن وبلدات ريف دير الزور، معتبراً أنها محاولة لـ «فرض ثقافتها المذهبية الطائفية».
ورأى الحسن أن ذلك محاولة من إيران لإيجاد باب آخر لتثبيت احتلالها لسوريا، بعد أن أحست بالخطر الذي يحوم حول وجودها العسكري، وأضاف إن طهران وجدت بالتغلغل الثقافي وسيلة جديدة لتحقيق أهدافها.
وبهذا الخصوص ذكرت وسائل إعلامية محلية أن 250 طفلاً من دير الزور التحقوا بمدارس إيرانية لتعلم اللغة الفارسية، مضيفةً أن أعمار الأطفال تتراوح بين 8 و15 سنة. وأشارت إلى أن إيران افتتحت مؤخراً ثلاث مدارس في مدينة البوكمال، ومدرسة واحدة في الميادين، بكادر تعليمي إيراني.
وأردفت أن إدارة المدارس تمنح كل طفل عشرة آلاف ليرة سورية كراتب شهري، منوهة إلى أن الإدارة تحاول إغراء الأطفال بالالتحاق بالمدارس، حيث خصصت مكافأة مالية كبيرة لكل طفل يتقن اللغة الفارسية بشكل سريع.
واعتبر الحسن أن اللجوء إلى غسل عقول الأطفال وتغيير تفكيرهم بطريقة طائفية، وتجهيزهم ليكونوا مقاتلين في المستقبل، هي جرائم حرب جديدة، داعياً المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان واليونسيف لحماية الأطفال ووقف جرائم إيران.
واستغلت إيران الأوضاع المعيشية الصعبة في مدن وقرى ريف دير الزور، بعد سنوات من المعاناة مع استبداد نظام الأسد ووحشية تنظيم داعش، وافتتحت مكاتب انتساب لميليشيا «لواء القدس».
وسبق ذلك خطوات مشابهة في اللاذقية ومدن الساحل السوري ودمشق، وهو ما يدل على سعي إيران لفرض هيمنتها الثقافية بعد موافقة رأس النظام بشار الأسد، على افتتاح فرع لجامعة «آزاد الإسلامية الإيرانية» في مدن سورية، في كانون الثاني الماضي.

 إيران مستمرة في مشروع هيمنتها على سوريا ثقافياً

رئيس حكومة اسبانيا يختار باريس وجهته الأولى بدل الرباط

Posted: 20 Jun 2018 02:28 PM PDT

مدريد – «القدس العربي» : سيتخلى رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز مجبراً عن تقليد زيارة المغرب كأول محطة خارجية له بسبب تواجد الملك محمد السادس في زيارة خاصة، وبهذا يتكرر السيناريو نفسه مع الملك فيلبي السادس. ويتزامن هذا في ظل برودة تشهدها العلاقات الثنائية.
وكان بيدرو سانسيش، الأمين العام للحزب الاشتراكي الإسباني قد وصل الى رئاسة الحكومة منذ ثلاثة أسابيع بفضل ملتمس حجب الثقة عن حكومة المحافظ ماريانو راخوي. وجرت العادة اختيار رئيس الحكومة الجديد للمغرب في أول زيارة له للتأكيد على المكانة الهامة التي يحتلها هذا البلد المغاربي في الأجندة الداخلية والخارجية لمدريد.
وعملياً، جرت المحافظة على هذا التقليد خلال العقود الأربعة الأخيرة، لكن يبدو أن هذه المرة سيتم التخلي عن هذا التقليد. فقد أعلن رئيس الحكومة الجديد رغبته في المحافظة على زيارة المغرب، لكن لم تكن هناك استجابة من الطرف المغربي، فقد توجه الملك محمد السادس هذه الأيام الى باريس في زيارة خاصة قد تستغرق الكثير من الوقت كما جرت العادة، وهذا يعني عدم استقباله من طرف الملك، وبدوره لا يستطيع رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني استقباله في غياب الملك.
ونظراً لأجندة سانشيز حيث يرغب في التعريف بنفسه دولياً كرئيس جديد للحكومة الإسبانية، فقد قرر نهاية الأسبوع الجاري زيارة أهم بلد لإسبانيا اقتصاديا وسياسيا وهو فرنسا، حيث سيلتقي الرئيس إيمانويل ماكرون لبحث الكثير من القضايا الثنائية والأوروبية ومنها الإرهاب والهجرة والعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة. ونشرت جريدة كونفدنسيال الإسبانية احتمال زيارة سانشيز للمغرب خلال النصف الثاني من السنة الجارية بعدما تعذر القيام بهذه الزيارة.
وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تجميد زيارة كبار المسؤولين الإسبان الى المغرب خلال السنة الجارية. وكانت المرة الأولى خلال يناير/كانون الثاني الماضي عندما اضطر الملك فيلبي السادس الى تأجيل زيارته الى الرباط بعدما تواجد الملك محمد السادس في باريس، ويتكرر السيناريو نفسه. ولا تجد مدريد تفسيراً لهذا التجميد، بينما تتحدث أوساط سياسية سواء في الرباط أو مدريد عن برودة تمر منها العلاقات الثنائية لأسباب متعددة. ومن ضمن هذه الأسباب التي رصدتها «القدس العربي» غضب الرباط من مدريد بسبب احتفالات عسكرية في مليلية المحتلة ذات علاقة بحرب الريف في وقت يشهد فيه الريف حراكاً شعبياً من أسبابه الأمراض التي خلفتها الحرب الكيماوية ضد الريفيين في العشرينيات. يضاف الى هذا، نزول طائرة مروحية واقتراب سفينة حربية من صخور تحتلها اسبانيا في مياه إقليم الحسيمة، وهي على بعد عشرات الأمتار فقط من الساحل المغربي.
في الوقت ذاته، تتحفظ مدريد على ما تعتبره تغاضي الرباط عن محاربة جدية للهجرة السرية خلال الشهور الأخيرة بعدما ارتفعت نسبة قوارب الهجرة بشكل ملفت لاسيما في نهاية الأسبوع الماضي حيث وصل عددهم الى أكثر من ألف مهاجر في 48 ساعة.
ويبقى اختيار سانشيز باريس كوجهة أولى له بدل الرباط منعطفاً في العلاقات بين اسبانيا والمغرب خلال العقود الأربعة الأخيرة.

رئيس حكومة اسبانيا يختار باريس وجهته الأولى بدل الرباط

حسين مجدوبي

اشتباكات بين عشيرتي آل جعفر والجمل… ونجاة نوح زعيتر من إطلاق نار

Posted: 20 Jun 2018 02:28 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: بعد توتر واستنفار على الحدود اللبنانية السورية بين عشيرتي آل جعفر وآل الجمل، دارت اشتباكات أمس بين أشخاص من العشيرتين.وتعرّض موكب يضم نوح زعيتر وأشخاصاً من آل جعفر لإطلاق نار من قبل أشخاص من آل الجمل بعدما أفيد أنه كان بصدد تهدئة الوضع. وعلى الإثر أقدم مسلحون من آل جعفر على شن هجوم على بلدة حاويك من جهة محلة جرماش داخل الاراضي السورية.لكن زعيتر نجا من اطلاق النار في حين أصيبت سيارتان في الموكب.
وفي تسجيلات صوتية روى نوح زعيتر ما حصل معه على الحدود، وأكد « أن موكبه تعرّض لاطلاق نار على الحدود ، فردّ الموكب على مصدر اطلاق النار من دون معرفة هويّة المطلقين، ليؤكد لاحقاً نقلاً عن آل جعفر أن الذين اطلقوا علينا النار من آل الجمل».وقال «الاصابات خفيفة بين الشبان الذين كانوا معي في الموكب ولا اصابات خطيرة».وهاجم نوح آل الجمل قائلاً: «باتوا «عناتر» يهاجموننا في وسط دارنا».
وتعليقاً على الفوضى الأمنية التي يشهدها البقاع، أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري حاجة البقاع للدولة منتقداً ما اعتبره تفرجاً على ما يحدث وقال في تصريح أمس « كانت دائماً صفة البقاع الذي اشتهر بها: الثائر على الاستعمار والانتداب الذي يلتحق بالجبال والمناطق الوعرة التي شكّلت قواعد ارتكازه وهو هو الذي توأم الجنوب في مقاومته ومنع الفتنة إزاء الإرهاب على تخومه. غير أن محاولات مستمرة منذ سنوات لتشويه صورته وإظهاره بمظهر الخارج عن القانون. ولبنان كل لبنان يكتفي بالتفرج فما المقصود؟!
أأنفار من عشائر ليسوا بالعشائر بل هم أولاً وآخراً ضد عشائرهم… وليس مقنعاً أن أجهزة الأمن والجيش والدولة لا تستطيع القبض عليهم وتخليصهم من أنفسهم وتخليص البقاع والوطن منهم. القصة قصة هيبة والحق الحق لا هيبة للدولة. فتأهبوا وهبّوا، أمن البقاع أمن لبناني، والتنمية والإستثمار كما الأمن والأمان يتلازمان. أشد على يد فخامة الرئيس ميشال عون بالقول أهلنا في البقاع محتاجون لدولة يحملون هويتها فقط دون غُنم منذ أن كان لبنان».

اشتباكات بين عشيرتي آل جعفر والجمل… ونجاة نوح زعيتر من إطلاق نار
بري ينتقد إظهار البقاع خارجاً عن القانون: أين هيبة الدولة؟
سعد الياس

خامنئي يأمر البرلمان بعدم المصادقة على انضمام إيران إلى معاهدة مكافحة تمويل الإرهاب

Posted: 20 Jun 2018 02:28 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أنه لا ضرورة للمصادقة على الانضمام إلى معاهدة مكافحة تمويل الإرهاب، واصفاً إياها بالغامضة ومجهولة الغايات، بعد موافقة لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني على عرض مشروع قانون لانضمام إيران إلى المعاهدة في اجتماع البرلمان للمصادقة النهائية عليه.
وحسب وكالة «مهر» للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، قال خامنئي خلال استقباله أعضاء مجلس النواب الإيرانيين أمس الأربعاء، إنه يتعين على البرلمان أن يبتعد عن الترديد وضعف الثقة واليأس وإهمال القضايا الداخلية، مؤكداً ضرورة بث الأمل والثقة بأبناء الشعب وتوخي بث اليأس والإحباط تجاه ما تملكه الأمة من إمكانيات وقدرات.
وأردف قائلاً إن الشعب الإيراني كان على طول التاريخ رمزاً للإيمان والعلم والثقة بالنفس والافتخار بما لديه، داعياً جيل الشباب لقراءة التاريخ بتمعن، مضيفاً أنهم واجهوا أشرس أشكال العداء على مدى 40 عاماً، كالحرب والحظر الاقتصادي والمؤامرة ضد أمن البلاد.
وخاطب خامنئي نواب البرلمان قائلاً، «أنتم تمثلون خلاصة أخلاق الأمة، وعليكم أن تدركوا جيداً ما عليكم فعله»، منوهاً إلى أن مشاريع القوانين المطروحة للتصويت في المجلس يجب ألا تخالف مصلحة البلاد.
وأضاف أن الاتفاقيات والمعاهدات الدولية يتم تحضيرها في مكاتب القوى الكبرى لتأمين مصالحها، ثم تخرج هذه الاتفاقيات بشكلها الدولي بحيث إذا وافقت عليها إحدى الدول المستقلة كإيران ستضع نفسها محل هجوم، مشدداً على أنه لا توجد ضرورة لمصادقة البرلمان على انضمام إيران إلى معاهدة مكافحة تمويل الإرهاب.
ودعا خامنئي البرلمان لوضع قرارات مناسبة ومدروسة فيما يخص محاربة الإرهاب ومكافحة تبيض الأموال، لافتاً إلى أن القوانين يجب أن تكون بالدرجة الأولى تصب في مصلحة الشعب، ولاسيما الفئات المتوسطة، كي لا تصبح هذه القوانين أداة بيد أصحاب القوة.
وسبق أن أعلن نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، كمال دهقاني فيروز آبادي، مصادقة اللجنة على مشروع قرار التحاق الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالمعاهدة الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب.
وفي تصريح لوكالة «إرنا» للأنباء الرسمية الإيرانية، إذ أشار دهقاني فيروز آبادي إلى اجتماع لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية النيابية، مضيفاً أن أعضاء اللجنة ناقشوا مشروع القرار هذا خلال اجتماعات عديدة مع خبراء في مركز الدراسات للبرلمان ووزارة الخارجية ومؤسسات معنية أخرى.
وأردف قائلاً إن المصادقة على مشروع قرار التحاق إيران بمعاهدة مكافحة تمويل الإرهاب، تمّت في اجتماع اللجنة من خلال 8 شروط وضعتها الجمهورية الإسلامية في هذا الخصوص.
ولفت فيروز آبادي النظر إلى أن معظم أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية النيابية صوتوا بالإيجاب على مشروع القرار.
وأثنى الولي الفقيه على إجماع رؤساء السلطات الثلاث لحل المشاكل الاقتصادية، مؤكداً على نواب المجلس ضرورة متابعة تنفيذ القوانين والجدية في المطالب.
وأشار إلى كشف قوى الهيمنة الدولية عن خبئها يوماً بعد، مردفاً بالقول إن رؤية الجريمة التي ترتكب بحق المهاجرين بفصل آلاف الأطفال عن أمهاتهم في الولايات المتحدة الأمريكية، تجعل الإنسان يشعر بالألم، لكن الأمريكيين يفصلون الأبناء عن الوالدين المهاجرين بمنتهى الخبث.

خامنئي يأمر البرلمان بعدم المصادقة على انضمام إيران إلى معاهدة مكافحة تمويل الإرهاب
أدان جريمة تفريق الأطفال المهاجرين عن آبائهم في أمريكا
محمد المذحجي

أكبر عشائر العراق تطالب بتسليحها للدفاع عن نفسها ضد «الدولة»

Posted: 20 Jun 2018 02:27 PM PDT

الأنبار ـ «القدس العربي» ـ وكالات: طالبت قبيلة شمر، الأكبر في العراق، الحكومة العراقية بتسليح أبنائها للدفاع عن أنفسهم بعد عمليات قتل وخطف تعرضوا لها من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، خلال الأيام القليلة الماضية في مناطق صحراوية وسط البلاد.
وقال عبد الله حميدي عجيل الياور، كبير شيوخ القبيلة التي تمتد بين سوريا والسعودية في بيان «نحمل القوات الأمنية مسؤولية حماية المدنيين (…) وعجزها عن ذلك يعد تقصيرا في أداء الواجب».
وأضاف: «إذا لم تستطع القوات الأمنية السيطرة على هذه المساحات التي يقطنها أبناء شمر وغيرهم من أبناء القبائل والعشائر العربية الأصيلة، فليأمر القائد العام (للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي) بفتح باب التطوع في سلك الجيش وتشكيل لواء من أبناء المناطق لحماية أنفسهم».
وتعرض أبناء القبيلة لسلسلة استهدافات من قبل عناصر تنظيم «الدولة»، كان آخرها اختطاف سائق حافلة صغيرة في قرية وادي الصفاء قرب تلول الباج شمال محافظة صلاح الدين، مساء الثلاثاء.
وتشهد المناطق الصحراوية في وسط العراق تزايدا في تحركات التنظيم. وعثر مؤخرا على جثث سبعة من رعاة الأغنام من بين ثلاثين شخصا من عشائر شمر كانوا تعرضوا للخطف في منطقة تقع بين الشرقاط والحضر، شمال بغداد.
وتعهد الياور في البيان، بالتصدي «للظلم والإرهاب والتعدي أينما كان مصدره، بالحكمة والحزم»، مشددا في الوقت نفسه على رفض الإساءة إلى دين الله، ورفض لأن «يستغل من الجماعات المغالية والمتطرفة والإرهابية لطرد الناس منه».
وقبيلة شمر موالية للحكومة العراقية، وحاربت تنظيم «الدولة» إلى جانبها على مدى السنوات الثلاث الأخيرة. وأعلن العراق «النصر» على «الدولة»، في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وتراجعت معدلات العنف في البلاد بشكل كبير بعد المعارك التي خاضتها القوات العراقية طوال ثلاث سنوات تمكنت خلالها من استعادة المناطق التي سيطر عليها الجهاديون العام 2014.
وبعد خسارتهم الكبيرة فقد عناصر «الدولة» السيطرة على المناطق التي كانت خاضعة لهم، وخصوصا الموصل في شمال البلاد، وانسحبوا إلى المناطق الصحراوية مستغلين الجغرافيا الصعبة لتلك المناطق بغية شن هجمات.
وبعد قيام مسلحي من التنظيم باختطاف عدد من المدنيين العزل من أصحاب معامل المواد الإنشائية غرب الرطبة، شهدت المنطقة تحركات عسكرية وتعزيزات إضافية للقوّات الأمنية العراقية.
وقال النقيب في الجيش العراقي أحمد الدليمي لـ«القدس العربي»: إن «القوّات الأمنية كثفت من تواجدها العسكري في قضاء الرطبة، وأغلقت جميع المنافذ والطرق الرئسية وكذلك نشرت العديد من الدبابات والمدافع على مداخل ومخارج الرطبة تحسبا لأي هجوم معاكس قد يشنه مقاتلو التنظيم».
وأشار إلى أن «الجيش العراقي شرع في تنفيذ حملة عسكرية واسعة وتمشيط للمناطق الصحراوية الحدودية بين العراق والأردن، فضلا عن مداهمة وتفتيش المنازل بحثا عن الأشخاص المدنيين الذين اختطفهم التنظيم أثناء تفقدهم لمعاملهم الصناعية غرب الرطبة»، مؤكدا أن «العملية مستمرة حتى تحرير المختطفين والقضاء على البؤر النائمة للدولة الإسلامية».
وأضاف أن «عودة نشاط عناصر من تنظيم الدولة مجددا لقضاء الرطبة من خلال تنفيذ عمليات اختطاف للمدنيين والعسكريين بزي وبعجلات القوات النظامية العراقية، يعد خطراً، وتكتيكا عسكريا جديدا بدأ يتبعه مقاتلو التنظيم لاختراق أمن القضاء والمحافظة».
وحذر من «احتمال تزايد الهجمات الانتحارية بالسيارت الملغومة وعمليات الخطف المسلحة بين بغداد ومدن غرب الأنبار وبالقرب من المنافذ الحدودية خلال الأيام المقبلة»، مشيرا إلى أن «عناصر تنظيم الدولة بعد ساعات من تنفذيهم عملية الاختطاف وانسحابهم إلى جهة مجهولة انتشروا مرة ثانية على الطريق السريع، متنكرين بزي عسكري وشنوا هجمات عدة، مستهدفين قوّات أمن الحدود المشتركة من ميليشيات الحشد الشعبي والجيش العراقي».
إلى ذلك، أعلن مسؤول محلي في محافظة ديالى، مساء أمس الثلاثاء عن إحباط هجوم لتنظيم «الدولة» على نقطة أمنية شمال شرق بعقوبة، فيما أشار إلى مقتل شرطي بنيران قناص. وقال رئيس اللجنة الأمنية لناحية أبي صيدا عواد الربيعي، في تصريح صحافي: إن «شرطياً أصيب مساء الثلاثاء بنيران قناص أثناء تواجده قرب جامع في أطراف قرية أبو كرمة قرب الناحية (شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى)، ما أدى إلى مقتله في الحال».
وبين أن «عناصر من خلايا «الدولة» حاولوا مهاجمة نقطة ثانية للشرطة في أطراف القرية نفسها إلا أن القوّات الأمنية أحبطت الهجوم وطردت المهاجمين دون خسائر».

أكبر عشائر العراق تطالب بتسليحها للدفاع عن نفسها ضد «الدولة»
حملة عسكرية في قضاء الرطبة بحثا عن مختطفين مدنيين لدى التنظيم

عائلة المغني الجزائري معطوب الوناس تطلب من القضاء إعادة فتح ملف اغتياله!

Posted: 20 Jun 2018 02:27 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: طالبت عائلة المغني الجزائري الشهير معطوب الوناس من القضاء إعادة فتح القضية على ضوء معلومات جديدة من شأنها تقديم إجابات على الأسئلة التي مازالت عالقة، خاصة وأن عائلة المغني الذي سقط برصاصات غادرة عام 1998 لم تقبل بالرواية الرسمية لعملية الاغتيال، وظلت متمسكة بمطلب إعادة فتح تحقيق في القضية.
وكانت عائلة المغني معطوب الوناس قد تقدمت بطلب إلى القضاء من أجل إعادة التحقيق في القضية، إذ أكدت شقيقته مليكة أن العائلة تطالب بإعادة التحقيق في القضية بشكل يأخذ في الاعتبار العناصر الجديدة التي ظهرت مؤخراً، خاصة ما تعلق بتصريحات المغني مولود زدك الذي قال إنه وصل إلى مكان وقوع جريمة الاغتيال بعد عشر دقائق من وقوعها، وهذا كاف على حد قولها لإعادة فتح ملف القضية لاستدعاء المغني زدك، خاصة وأنه شخص يتمتع بمصداقية كبيرة، وكشفه عن هذا الأمر بعد عقدين من الزمن يخفي وراءه أشياء لا نعرفها عن عملية الاغتيال كما أن بعض المعلومات تشير إلى أنه يكون قد أخذ معه فارغ رصاصة استعملت في عملية الاغتيال، ودعت شقيقة معطوب المغني زدك إلى التقرب من العائلة من أجل التنسيق معها في سبيل الكشف عن الحقيقة.
وأوضحت مليكة معطوب أن عملية اغتيال شقيقها لم يتم التحقيق فيها قضائيا بشكل جيد، بل تم التحقيق فيها سياسيا وإعلاميا، في حين أنه لم يكن هناك تحقيق يأخذ في الاعتبار كل جوانب القضية ويجيب على كل الأسئلة العالقة منذ عشرين عاما، مشددة مرة أخرى على أن شقيقها راح ضحية اغتيال سياسي.
جدير بالذكر أن الوناس كان من أشهر المطربين في منطقة القبائل، فبالإضافة إلى أغانيه السياسية التي كانت ينتقد من خلالها الأوضاع السياسية القائمة في البلاد، كان معطوب من الذين تصدوا للإسلام السياسي وللإرهاب، ودفع الثمن مرة أولى عندما اختطفته جماعة إرهابية سنة 1994، والتي يقول أحد أفرادها أنهم عثروا عليه صدفة عندما كانوا يقومون بحملة لإغلاق الحانات، لكن وجود بعض الإرهابيين الذين عرفوه حال دون تصفيته من طرف الجماعة الإرهابية، التي أخذته معها إلى مخبئها، وظل هناك عدة أيام قبل أن تقرر الجماعة الخاطفة إطلاق سراحه.
وبعد الإفراج عنه سافر معطوب إلى فرنسا خوفا على حياته، لكنه عاد وتحت إلحاح من بعض الشخصيات المعروفة في المنطقة، وفي مقدمهم نور الدين آيت حمودة وهو نجل العقيد عميروش أحد أبرز قادة الثورة، كما أن نور الدين كان قياديا في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وكان يقود جماعة مسلحة للدفاع الذاتي، وهو ما جعل شقيقة معطوب تتهمه بعد ذلك بالضلوع في اغتيال معطوب.
ورغم اعتقال عدد من الأشخاص ممن لهم علاقة في اغتيال معطوب، ومحاكمتهم، إلا أن العائلة لم تقبل يوما بالرواية الرسمية للاغتيال، وذلك الشعور نفسه الذي عم منطقة القبائل مباشرة بعد اغتيال المطرب، إذ انفجر بركان من الغضب الشعبي، بسبب شكوك في وجود يد للسلطة في تصفية الوناس ، ودخل المتظاهرون في صدامات عنيفة مع قوات الأمن طوال أيام.

عائلة المغني الجزائري معطوب الوناس تطلب من القضاء إعادة فتح ملف اغتياله!

جولة صدام عسكري جديدة في غزة تنذر بانفلات الأمور.. وحماس والجهاد تؤكدان على سياسة «الرد بالمثل»

Posted: 20 Jun 2018 02:27 PM PDT

غزة ـ« القدس العربي»: بما ينذر بإمكانية انفلات الأمور الميدانية والدخول مجددا في موجة تصعيد عسكري تفضي إلى «حرب رابعة»، تبادلت المقاومة الفلسطينية وإسرائيل عمليات القصف المتبادل التي طالت قطاع غزة ومناطق الغلاف الحدودية، في ليلة ساخنة أعادت إلى الأذهان أيام الحروب، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجراح، وهددت حركة حماس إسرائيل بعدم قبولها بـ «تغيير قواعد الاشتباك».
وفي عمليات قصف متبادلة بدأت ليل الثلاثاء، واستمرت حتى فجر الأربعاء، شن الطيران الحربي الإسرائيلي نحو 25 غارة جوية استهدفت مواقع المقاومة الفلسطينية، في أعنف تصعيد منذ نهايات مايو/ أيار الماضي، حين دخلت المقاومة والاحتلال في عمليات قصف متبادل، توقف بوساطة مصرية وقتها أعادت الأمور إلى ما كانت عليه. وأصيب في هذه الجولة التي استهدفت مواقع للمقاومة في قطاع غزة ثلاثة فلسطينيين. وقصفت الطائرات الإسرائيلية موقعا للمقاومة غرب مدينة رفح جنوب القطاع بأربعة صواريخ، ما أدى إلى إصابة شخصين، وأصيب الثالث في قصف لموقع للمقاومة في مدينة خانيونس جنوب القطاع. وعادت الطائرات في ساعات الليل وشنت سلسلة غارات استهدفت مواقع للمقاومة شمال ووسط وجنوب القطاع، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في الأماكن المستهدفة والمنازل القريبة منها.
وأثارت الغارات التي ضربت كافة مناطق القطاع، حالة ذعر وهلع شديدة في صفوف المدنيين، لا سيما الأطفال منهم، بسبب الأصوات المرتفعة التي أحدثتها الانفجارات.
وظل الطيران الإسرائيلي خاصة الاستطلاعي، يحلق على ارتفاعات منخفضة فوق أجواء قطاع غزة حتى ساعات صباح أمس، حيث عاد الهدوء تلقائيا للأجواء.
واستهدفت طائرة استطلاعية مجموعة من الفلسطينيين، بصاروخ خلال وجودهم في منطقة حدودية تقع إلى الشرق من وسط قطاع غزة، وسقط الصاروخ في منطقة قريبة من الشبان، دون أن يتسبب في إصابة أي منهم.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن الطائرة الاستطلاعية استهدفت مجموعة من الشبان، كانت تهم بإطلاق «طائرات ورقية وبالونات حارقة». وقال ناطق باسم جيش الاحتلال، إن سلاح الجو أغار فجر أمس وليل الثلاثاء، ثلاث مرات على 25 هدفا لحركة حماس في غزة، ردا على إطلاق صواريخ و»طائرات ورقية وبالونات حارقة»، باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وأعلن الناطق العسكري أن حوالى 45 صاروخا أطلقت من قطاع غزة خلال العملية، لافتا إلى أن «منظومة القبة الحديدية»، اعترضت سبعة منها فيما سقطت ثلاثة على الأقل داخل القطاع والباقي في أماكن غير مأهولة داخل إسرائيل. ودوت صفارات الإنذار في محيط مجالس إقليمية مختلفة في غلاف غزة، منها «حوف اشكلون» عقب إطلاق نشطاء المقاومة من غزة القذائف الصاروخية.
وحسب الناطق فإن أحد الصواريخ أصاب منزلا في محيط المجلس الإقليمي «اشكول» مما أدى الى إلحاق أضرار دون وقوع إصابات، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه سبق عملية التصعيد تعامل فرق المطافئ مع خمسة عشر حريقا شبت بفعل «الطائرات الورقية والبالونات الحارقة».
وفي إسرائيل هدد وزراء بتصعيد الردود وعمليات القصف، وقال الوزير زئيف الكين عضو المجلس الوزاري المصغر، «لا يمكن لإسرائيل ان تمر مر الكرام على اطلاق  البالونات والطائرات الورقية الحارقة»،  منوها مع ذلك الى عدم رغبة اسرائيل في التصعيد.
وقال عضو المجلس الوزاري المصغر يسرائيل كاتس، إن الجيش وضع خطا أحمر، باعتبار أن اي طائرة ورقية حارقة ستعامل بمثابة قذيفة صاروخية ونفق. وأضاف «رسالة إسرائيل واضحة وهي أن الهدوء سيقابل بالهدوء والنار بالنار، وأن الكرة الآن في ملعب حماس».
وكشف النقاب في إسرائيل عن توجيه الجبهة الداخلية الاسرائيلية قرارات استدعاء لـ 15 فرقة من جنود الاحتياط، للعمل في مناطق محيط غزة، من أجل المساعدة في مكافحة الحرائق التي تسببها «الطائرات الورقية الحارقة». وحسب ما أعلن ستقوم هذه الفرق، بمعاونة رجال الإطفاء، فضلا عن المساعدة في مكافحة «الطائرات الورقية الحارقة».
وتنذر التصريحات الإسرائيلية بإمكانية انفلات الأمور نحو تصعيد شامل، قد يفضي إلى «حرب رابعة»، إذا ما واصلت إسرائيل قصف غزة بهذا الشكل، خاصة وأن حركة حماس لم تقبل بأن تحدد إسرائيل «قواعد الاشتباك».
وجاءت الموجة الجديدة من التصعيد، في اليوم الأول لوصول مبعوثي الإدارة الأمريكية كوشنر وغرينبلات للمنطقة من أجل التسويق لـ»صفقة القرن»، ومن ضمنها أفكار تتحدث عن «انعاش غزة اقتصاديا»، بهدف تسويق الصفقة، وهو الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون، في ظل استمرار فعاليات «مسيرات العودة» على الحدود، التي تطالب برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ 12 عاما.
وأكدت حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم، أن «رسالة القصف بالقصف تأكيد على أن المقاومة الفلسطينية هي من يحدد قواعد الاشتباك وعلى طريقتها». وأضاف «المقاومة «لن تسمح للعدو بالاستفراد بشعبنا أو فرض أي معادلات جديدة وعليه أن يتحمل النتائج». وأشاد برهوم بنشطاء المقاومة الفلسطينية، الذين قاموا بالرد على القصف الإسرائيلي، مؤكدا أن رد المقاومة يعتبر «حقا مشروعا».
من جهتها أكدت حركة الجهاد الإسلامي على حق «المقاومة الفلسطينية في «الرد بالمثل» على التصعيد الإسرائيلي» وفق ما تقرره الظروف الميدانية وما تراه مناسباً». وقال داوود شهاب مسؤول الإعلام في الحركة «غزة ليست ميدان رماية لطائرات الـF16 الإسرائيلية»، والمرحلة التي كان كيان الاحتلال يتحرك فيها وكأنما يتحرك في الفراغ أيضاً انتهت».
وفي هذا السياق، ذكر تقرير نشره موقع «واللا» الإسرائيلي، أن تل أبيب أرادت توصيل رسالة جديدة لحركة حماس حول «الطائرات الحارقة»، وأنها تلقت «إجابة قاسية جدا»، من خلال قصف مناطق الغلاف بالقذائف، ردا على الغارات، وأن حماس أرادت أن تقول «نحن من يحدد قواعد اللعبة، وليس الجيش الإسرائيلي».

جولة صدام عسكري جديدة في غزة تنذر بانفلات الأمور.. وحماس والجهاد تؤكدان على سياسة «الرد بالمثل»
مع وصول مبعوثي واشنطن لبحث «مشاريع اقتصادية» للقطاع ترويجا لـ «صفقة القرن»
أشرف الهور:

صور لطفلة سورية نازحة مبتورة القدمين تثير موجة تعاطف كبيرة

Posted: 20 Jun 2018 02:25 PM PDT

أنطاكيا – «القدس العربي»: أثارت لقطات لطفلة سورية نازحة مبتورة القدمين، وتستخدم أواني معدنية فارغة كأطراف صناعية، موجة تعاطف كبيرة في اوساط المتعاطفين مع الثورة السورية، لتطلق حملة تبرعات كبيرة بالتواصل مع والد الفتاة الذي انتشر رقم هاتفه في وسائل التواصل الاجتماعي.
الطفلة وتدعى مايا المرعي ويبلغ عمرها ثماني سنوات، تنتمي لاحدى قرى ريف حلب الجنوبي، ونزحت عائلتها إلى أحد مخيمات اللجوء في ريف ادلب، وظهرت في فيديو وهي تقوم بتركيب علب معدنية على أطرافها المبتورة لتمكنها من المشي، كما يظهر حديث احد موظفي الاغاثة الاتراك مع اهلها ووصفه لحالتها باللغة التركية، اذ تنتشر العديد من مخيمات النازحين قرب الحدود السورية التركية ويعمل فيها العشرات من موظفي الاغاثة الاتراك التابعين لمنظمات الهلال الاحمر التركي ومنظمة IHH التركية الشهيرة للاغاثة.
وتحدثت «القدس العربي» إلى أحد الناشطين الذين شاركوا في حملة التبرعات، وقال ان العديد من «فاعلي الخير» اتصلوا بوالدها وقاموا بالتعهد بتأمين كلفة تركيب اطراف صناعية طبية، للطفلة مايا، وان الاقبال على التبرع للطفلة كان قياسيا خلال ساعات قليلة فقط من نشر الفيديو والصور على صفحات التواصل الاجتماعي.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فان عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في سوريا، ارتفع بعد اندلاع الثورة ليبلغ نحو 10%؜ من نسبة السكان، وسبق لوزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة محمد فراس الجندي ان تحدث عن ان عدد «ذوي الاحتياجات الخاصة» نتيجة اصابات الحرب في سوريا قد بلغ حتى عام 2017 نحو 400 الف، وحسب ارقام للشبكة السورية لحقوق الانسان فان 19 ألف طفل قتل في الحرب السورية الدائرة منذ 2011، ويتحمل النظام السوري المسؤولية عن 90%؜ من اعداد القتلى الأطفال.

syr

صور لطفلة سورية نازحة مبتورة القدمين تثير موجة تعاطف كبيرة
تستخدم «أواني فارغة» كأطراف صناعية

رفض طفل سوداني في دار حضانة بسبب لونه يثير غضباً عارماً

Posted: 20 Jun 2018 02:24 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: يكاد لا يمر يوم في لبنان من دون الاضاءة على قضية مثيرة للجدل وآخرها ما يتعلق بطفل سوداني بشرته سوداء إعتذرت إحدى دور الحضانة في منطقة كسروان عن عدم استقباله بسبب رفض عدد من السيدات اللبنانيات اللواتي لم توافق على الاختلاط بين أطفالهن والطفل السوداني وحفاظاً على الـ Prestige أو الوجاهة.
وقد لقيت قضية هذا الطفل تعاطفاً كبيراً لدى اللبنانيين الذين عبّروا عن غضبهم على دار الحضانة وعلى الامهات اللواتي رفضن استقبال هذا الطفل مع اولادهن.وكانت سيدة سودانية قررت العيش في لبنان مع عائلتها ووجدت وظيفة لتساعد زوجها على تأمين مدخول مقبول، وأرادت أن تضع طفلها عبد الرزاق البالغ من العمر سنة وتسعة أشهر في إحدى الحضانات ليمضي وقته باللهو مع الأطفال ، لكنها إصطدمت بواقع الجهل والعنصرية ليس لعدم القدرة على دفع المبلغ المتوجب بل لأنه لون الطفل أسود.
وقد إستغرب والد الطفل طريقة التصرف معتبراً « أن لبنان هو بلد الحرية وتقبّل الآخر». وروى أنه «جاء إلى لبنان للعمل منذ 20 عاماً وبات يعتبر لبنان بلده الام وعندما قرر أن يتزوج منذ خمس سنوات، أصر على أن يبقى وعائلته في لبنان».
وإزاء هذا التصرف من دار الحضانة ، عمدت وزارة الصحة إلى التحرك الفوري والتقصي عن اسم وعنوان الحضانة لأن الوزارة لم تتلق اي شكوى رسمية في هذا الاطار. وقررت الوزارة الآتي :

أولاً: توجيه إنذار خطي للحضانة لمخالفتها أبسط قواعد حقوق الانسان والطفل بما فيها القانون 422/200 المعني بحماية الطفل.

ثانياً: التنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية لاجراء دورة توعية ضد العنصرية للاهالي الرافضين دخول الطفل السوداني إلى الحضانة من جهة، ومساعدة عائلة الطفل لتخطي التعنيف المعنوي الذي تعرضت له من جهة اخرى.

ثالثاً: تم التواصل مع والد الطفل بغية ابلاغه بامكان الحضانة استقباله، فشكر الوالد الوزارة على اهتمامها الا انه تمّ تسجيل الطفل في حضانة اخرى.
وشدّدت وزارة الصحة العامة على الحضانات « بضرورة احترام شرعة حقوق الطفل ورفض كل انواع التمييز العنصري تحت طائلة الملاحقة «.
وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عبّروا عن إستيائهم مما جرى.ونشرت فيرا بو منصف صورة للطفل وسألت» كيف الكن قلب ترفضوه ليكو ما اهضمو؟ يا الهي شو هالجهل وين انسانيتكن ؟ اي دين بيقبل هالعنصرية ؟ لانو أسود البشرة؟؟».
وتوجّهت نجاة الجميّل إلى السيدات اللواتي انتفضن على طفل صغير «أسود»، بالقول « تذكّرن فقط أنكن تستخدمن في بيوتكن «سوداوات» لمساعدتكن والإهتمام بعائلاتكن. وفي مَثَل يومي تافه، أخذت ابني البالغ من العمر 4 سنوات منذ أربع سنوات حتى اليوم، مئات المرات إلى Playground الأطفال، فلم أجد وللاسف الا من تصفونهن بـ «السوداوات» يعتنين بأطفالكن، فيما انتن تائهات في الـ Shopping والثرثرة، غير مكترثات لفلذات اكبادكن… تخلصنّ من عنصريتكنّ المريضة ومن أفكاركنّ الموبوءة ومن «شوفة الحال» التي تجعلكن صغيرات… صغيرات جدًا، فلا هذه ثقافتنا ولا هذا لبناننا! عن جد استحوا!. «.
وطالب البعض بتجنيس الطفل نكاية ببرستيج الاهالي ، وكتب ميشال بيطار « مشكلتنا إنو مفكرين حالنا افهم وأرتب من غيرنا…تعصّب تخلّف جهل وقلة وعي عند معظم اللبنانيين … الديون أكلتنا والزبالة طامتنا والعتمة عاميتنا والدولة داعستنا والطائفية والعنصرية والسياسة هبلتنا … وبعدين مفكرين حالنا بلد وشايفين حالنا عالعالم».
ودوّنت نور عماشة ما يلي «يا عيب الشوم! شو بدنا نقول ببلد ترفض فيه ادارة المسابح والمنتجعات استقبال السيدات والرجال اصحاب البشرة الداكنة أو الاسيويات والاسيويين مثل الجنسية الفيليبينية أو النيبالية وغيرها».
في المقابل، كتبت جنيكا «أنا ضد العنصرية بس بصراحة قرفت من الغربية ببلدي بين السوري والسوداني والمصري والهندي وحابب لاقي شي لبناني ماشي عالطريق…بليز وين اللبنانيي؟».

رفض طفل سوداني في دار حضانة بسبب لونه يثير غضباً عارماً
ناشطون ندّدوا بالعنصرية والجهل ووزارة الصحة وجّهت إنذاراً وهدّدت بالملاحقة
سعد الياس

تصميم دولي على صد إيران

Posted: 20 Jun 2018 02:24 PM PDT

التفسير المحتمل للتطورات الأخيرة في الشرق الاوسط لم يتم حتى الآن بسطه بشكل كامل. ولكن الخطوط الرابطة بدأت تتضح. خلال أقل من أسبوع حدث قصف جوي غامض ضد مقاتلي مليشيا شيعية قرب الحدود السورية ـ العراقية، وهو قصف تنسبه مصادر في الادارة الأمريكية إلى إسرائيل. بدأ هجوم شديد للسعودية في اليمن بدعم الولايات المتحدة والدول الاوروبية ضد معقل الحوثيين المدعومين من إيران. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو زار بشكل مفاجىء الملك عبد الله في عمان وما زال يوجد قطار جوي مستمر من المبعوثين الأمريكيين والروس الذين يتجولون في دول المنطقة.
في خلفية كل هذه الأحداث تقف باستمرار محاربة المحور الأمريكي، الذي بدرجة ما هناك شركاء له، من جهة إسرائيل ومن الجهة الاخرى السعودية واتحاد الامارات لوقف نفوذ إيران في المنطقة. هذا يشكّل استمراراً مباشراً لقرار إدارة ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي بين المجتمع الدولي وطهران الذي في أعقابه زادت الأزمة الاقتصادية حدة. هذه توجهات دراماتيكية، التي فقط جزء صغير من الاحداث المتعلقة بها تم الكشف عنه حتى الآن لانظارنا. يجب أن نأخذ في الحسبان أيضاً عندما نتحدث عن سلّم الاولويات الإسرائيلي ازاء العلاج المتردد والبطيء للحكومة لإحراق الحقول والمحميات الطبيعية في بلدات غلاف غزة نتيجة هجوم الطائرات الورقية لحماس (الليلة الماضية بدأ تصعيد آخر مع إطلاق 45 صاروخاً وقذيفة رداً على الهجمات الإسرائيلية).
الهجمات في سوريا في فجر يوم الاثنين هي هجمات استثنائية في مكانها وحجمها. القصف حدث قرب مدينة البوكمال شرق سوريا بعيداً عن هجمات سابقة نسبت لإسرائيل، التي في معظمها حدث في وسط سوريا وجنوبها. النظام السوري اتهم في البداية الولايات المتحدة بالمسؤولية عن الهجوم، وهي نفت ذلك بشدة. بعد ذلك جاءت تقارير من الـ «سي.ان.ان» بأن إسرائيل هي التي قامت بالهجوم على بعد أكثر من 400 كم عن حدودها.
إسرائيل كالعادة رفضت التطرق لهذه الادعاءات. من سوريا وردت تقارير عن عشرات القتلى، مقاتلون من مليشيات شيعية مرتبطة بإيران. مهاجمة موقع بعيد جداً الموجود مع ذلك في مدى سلاح الجو وعدد من الطائرات الإسرائيلية بدون طيار، يمكن أن تدل على اعتبار عملياتي مستعجل المس بمهربي السلاح أو قوات التعزيز، أو إعطاء إشارات استراتيجية.
إسرائيل تحذر منذ أكثر من سنة من إنشاء ممر بري تحت سيطرة إيران، عبر العراق وسوريا، وحتى رجال حزب الله في لبنان. نتنياهو أيضاً يعلن بين الفينة والاخرى، وفي المرة الاخيرة في جلسة الحكومة في يوم الاحد، بأن الجيش الإسرائيلي سيعمل على إبعاد التواجد العسكري الإيراني من كل الاراضي السورية، حتى لو احتاج هذا الامر إلى العمل في عمق المنطقة. إن تمسك رئيس الحكومة مبدئي (إيران أنهت دورها في هزيمة معارضي الرئيس بشار الاسد ونظامه اليوم مستقر تماما). ولكن (اخلاء جزئي لا يمنع الصواريخ الإيرانية في عمق سوريا من المس بأهداف على الاراضي الإسرائيلية).
القصف الاستثنائي حدث على خلفية مواصلة جهود روسيا للتوصل إلى اتفاق جديد في جنوب سوريا. التقديرات المتفائلة في إسرائيل عن امكانية بلورة اتفاق حول زيارة وزير الدفاع ليبرمان لنظيره وزير الدفاع الروسي سرجيه شويغو في موسكو قبل اسبوعين لم تتحقق حتى الآن.
على الأجندة يقف إبعاد حرس الثورة الإيراني والمليشيات الشيعية إلى بعد اكثر من 60 كم عن الحدود في هضبة الجولان شرق شارع دمشق ـ درعا. نتنياهو، كما أسلفنا، يطالب بإخلاء كامل للإيرانيين. ولكن أيضاً موافقة أكثر تواضعا من الزاوية الإسرائيلية، لم يتم تحققها بعد. الهجوم الجوي المنسوب لإسرائيل في شرق سوريا من شأنه أن يفسر كعملية مكملة لوسائل التسوية في جنوب الدولة أو كعملية بديلة ـ عودة إلى استخدام القوة العسكرية في حالة فشل الجهود السياسية.
كل ذلك يحدث خلال جولات دبلوماسية متزايدة في المنطقة. قائمة جزئية من الاسبوع الاخير تشمل زيارة نتنياهو لعمان، زيارة رئيس مجلس الامن القومي مئير لن شبات لموسكو، وصول قائد قوات الشرطة العسكرية الروسية إلى إسرائيل التي تعمل للحفاظ على حماية الحدود وزيارة مبعوثي ترامب جيرالد كوشنر وجيسون غرينبلاط لعدد من العواصم في المنطقة.
كوشنر وغرينبلاط منشغلان بالاساس في التحضير لعرض مبادرة السلام للرئيس في القناة الإسرائيلية الفلسطينية. ولكن في نفس الوقت يحاولان تجنيد دعم مالي من السعودية ودول الخليج لمشاريع لإعادة إعمار البنى التحتية في قطاع غزة.
الموافقة السعودية غير منفصلة عن الخطوات الاقليمية الاوسع. ومن المنطق التقدير أن استعدادهم لفتح محافظهم في القطاع مرتبط بدرجة ما بقوة التصميم الذي تظهره الادارة الأمريكية في جهودها لطرد الإيرانيين.

هذه المرة مع واشنطن

في هذه الأثناء السعوديون يعملون بأنفسهم، وبصورة نادرة نسبية يسجلون أيضاً نجاحا عسكريا معينا. في الاسبوع الماضي بدأ هجوم عسكري واسع للسعوديين وقوات اتحاد الامارات ضد المتمردين الحوثيين في ميناء الحديدة على الشاطىء الغربي في اليمن.
المنطقة الواقعة تحت سيطرة المتمردين تشمل الآن العاصمة صنعاء وأقل من 20 في المئة من مساحة الدولة. عبر الميناء الذي هوجم تدخل معظم المؤن إلى الدولة، لكن إليه أيضاً وصل جزء من الصواريخ التي زودتها إيران للحوثيين الذين يطلقون تقريبا كل أسبوع صاروخ سكاد نحو العاصمة السعودية الرياض.
توجد لمدينة الحديدة أهمية استراتيجية بالنسبة لكل الدول الواقعة على شاطىء البحر الاحمر، لأنها قريبة نسبيا من مضيق باب المندب الذي يسيطر على الخط البحري من قناة السويس نحو شرق آسيا. الهجوم السعودي تم بدعم وتدخل عسكري محدود للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
عندما تستعرض القيادة الإيرانية الوضع في الشرق الاوسط، من المعقول الافتراض أنها أقل رضى مما كانت في وضعها قبل بضعة أشهر. منذ ذلك الحين، الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي والعقوبات الاقتصادية المتوقعة أصبحت تجبي ثمناً من اقتصاد إيران (فقط مبلغ صفقة طائرات الركاب التي ستلغى مع شركة «بوينغ» يبلغ تقريبا 20 مليار دولار). في الانتخابات العراقية فاز الزعيم الشيعي المستقل مقتدى الصدر، الذي طهران تحاول الآن التوصل إلى اتفاق سياسي معه، إسرائيل صدت قبل فترة قصيرة جهود التمركز العسكري الإيراني في سوريا والضغط العسكري ضد الإيرانيين يتواصل في سوريا وفي المقابل في اليمن.
كل ذلك لا يعني أن طهران ستتنازل بالضرورة عن مخططاتها في الشرق الاوسط. من المعقول أنه بقيت مع الإيرانيين أوراق كثيرة. ولكن صراع النفوذ الاقليمي تجدد بشدة كبيرة، وهذه المرة يبدو أن واشنطن مستعدة لأن تأخذ فيه دوراً أكثر نجاعة مما قامت به في السنوات الاخيرة.

عاموس هرئيل
هآرتس 20/6/2018

تصميم دولي على صد إيران
الهجمات المنسوبة للجيش الإسرائيلي في البوكمال في سوريا هي استثنائية بالنسبة لسابقاتها
صحف عبرية

موسكو ممتعضة من التدخل التركي في إدلب وعدم التنسيق مع النظام السوري

Posted: 20 Jun 2018 02:23 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : ما زالت روسيا ترسل الرسائل تباعاً بشكل غير مباشر لتركيا امتعاضاً من تقاربها الأخير مع واشنطن والذي أنتج خارطة طريق منبج وتسيير دوريات مشتركة في بعض المناطق المحيطة بها في الشمال السوري، إذ برزت تصريحات روسية تفيد بأن «موسكو تنظر للتحركات التركية شمالي سوريا على أنها غير شرعية في ظل غياب التنسيق مع الحكومة السورية»، ولم تستبعد موسكو نتيجة لذلك «حدوث عمليات عسكرية من القوات الحكومية أو القوات الرديفة لها ضد الوجود التركي في شمالي سوريا».
تلميحات روسيا المتكررة لا تعدو كونها رسائل ساخنة لأنقرة وواشنطن، إذ يرجح ان تبقى في إطار الحرب الاعلامية تجاههما للحصول على مكاسب سياسية عبر طاولة المفوضات حسب خبراء ومطلعين، فالتفاهم الأمريكي – التركي الأخير ودخول منبج في سكة التفاهم جعل روسيا تتوجس من خروجها عن المعادلة في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية، خاصة مع ازدياد المصالح المشتركة التركية – الأمريكية إذ أصبحت الأخيرة هي النافذة في المنطقة، كما ان هذ التصريحات برأي الكثيرين، هي غير واقعية، فموسكو ليست بصدد ان تتدخل في هذه المنطقة وهي لا تريد بأي شكل من الاشكال خسارة الحليف التركي لها وسط ظروف تسليمها صواريخ إس 400 التي اشترتها من روسيا.
وضمن رؤيته للوضع الذي أدى بروسيا إلى موقفها الأخير قال الباحث السياسي سعد الشارع ان موسكو ليس باستطاعتها ان تتدخل عسكرياً إلى هذه المنطقة حتى ولو أحرزت قوات النظام بعض التقدم على حساب المعارضة وخاصة في ريف حماة الشمالي الشرقي. مشيراً إلى الضغوطات التي تمارس من قبل إسرائيل وامريكا على موسكو لايجاد حل للميليشيات الايرانية التي تتعاقد معها في حلف واقعي وظاهري، إذ ان هذا التحالف هو من حقق المكتسبات العسكرية الاخيرة للنظام السوري، فهذه الضغوط حسب «الشارع» تضع روسيا في مأزق حقيقي، وخاصة أنها تأتي من قبل دولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى إسرائيل أيضاً الحليفة والصديقة لروسيا.
فتحاول موسكو عبر تصريحاتها المتكررة بشأن إدلب خلط الاوراق من جديد وإعادة التفاهمات لمناطق خفض التصعيد، أما روسيا في الواقع فهي بحاجة ماسة إلى تركيا في بعض الملفات خاصة مع الضغوطات التي تمارس عليها. ويرى محللون ان هذه التصريحات ربما الهدف منها ضغط على تركيا من اجل إخلاء المنطقة الشمالية من الجماعات «الإرهابية» المتمثلة بـ «هيئة تحرير الشام والحزب الاسلامي التركستاني وبقايا بعض مجموعات القاعدة مثل فصيل حراس الدين»، خاصة ان الفترة الماضية شهدت زيارة من قبل مسؤول الملف السياسي لهيئة تحرير الشام إلى تركيا، حيث صرح الاخير من خلال مواقف عدة ولمح إلى ان العلاقة بين الهيئة من جهة وتركيا ليست علاقة خلافية، حيث ذهب البعض إلى ان هذه التصريحات أثارت حفيظة روسيا، مما دفعها للضغط على تركيا لاجبارها على ضبط هذه المنطقة استناداً إلى الاتفاقات السابقة.

خطى بطيئة

وأضاف الباحث السياسي ان «محافظة ادلب وما تبقى من ارياف حماة وحلب واللاذقية، خضعت ضمن اتفاقية مناطق خفض التصعيد تحت النفوذ التركي، حيث اقامت تركيا نحو 12 نقطة مراقبة ولكن يبدو انه خلال الاتفاق بين الدول الضامنة الثلاث في محادثات استانة، جرت تفاهات بين تركيا وروسيا تجبر تركيا على اخلاء المنطقة من المجموعات الإرهابية». بيد أن تركيا تسير في إدلب والأرياف المحيطة بها بخطى بطيئة جداً بغية تفادي حصول اي صدام مع الجماعات التي توصف بأنها إرهابية حيث تعمل روسيا على انشاء جيش وطني في هذه المنطقة يناط به مسؤولية تفكيك هذه القوى وتذويبها وايجاد حلول لها، بالتوازي مع تطوير المسار الاداري الذي تجتهد فيه أنقرة في سبيل ايجاد حوكمة مناسبة لهذه المنطقة التي تشهد ايضاً هي الاخرى غياب الهوية نظراً لعدد النازحين الذي يفوق عدد المقيمين الأصليين.
العقيد فاتح حسون قائد حركة تحرير الوطن والقيادي في الجش الحر رأى ان روسيا تهدف من وراء ذلك أن تذكّر أنقرة بأنها دخلت تحت غطاء منها وبموافقتها في مباحثات الأستانة التي لم يكن هناك دور فاعل لأمريكا بها، وبأنه لا بد من التنسيق معها في أي خطوة عسكرية على الأراضي السورية.
وقال حسون «أعتقد أن هذه الرسائل لن تجديهم نفعاً، ولن تجرؤ روسيا ولا غيرها على القيام بعمل عسكري ضد القوات التركية لأن النتائج ستكون كارثية على من يقوم بذلك، فتركيا عضو في حلف الناتو وأي هجوم عليها سيجعل الحلف يتدخل بشكل مباشر لا سيما ضد الروس والإيرانيين، وبالمحصلة هذه الرسالة أتت من قناة غير رسمية، والروس أرسلوها لجس النبض ليس إلا، وستليها رسائل رسمية إما مؤيدة أو مخالفة، والأخيرة هي المرجحة».

حرف الأنظار عن الجنوب

الخبير في العلاقات الدولية د.باسل الحاج جاسم قال ان التصريحات الروسية لم تأت بجديد ولم تخرج عن الرؤية الروسية للأوضاع السورية، فتوقيت تكرار هذه التصريحات بالتزامن مع توصل أنقرة لاتفاق مع واشنطن قد يكون في إطار تذكير تركيا بما سبق وجاء من موسكو على ضرورة التنسيق مع دمشق لكل من يريد التحرك داخل الاراضي السورية من جهة ومن جهة أخرى قد يكون الهدف إبعاد الانظار عن جبهة الجنوب التي تتميز عن كل الأراضي السورية بوجود العامل الإسرائيلي الذي لا يمكن لأحد أن يتجاوزه في قرار الحرب أو السلم.
وأضاف، «إلا أنه في جميع الأحوال التفاهمات الروسية – التركية في سوريا هي اكبر من مجرد تكرار لتصريحات سابقة».
وأشار المتحدث إلى ان الموقف الروسي من خلال هذا التصريح لا يحمل أي جديد، والموقف التركي الرسمي مراراً و تكراراً أعاد القول بأن المناطق السورية هي للسوريين، وربطت انقرة استمرار تواجدها العسكري هناك بالتسوية السياسية الشاملة أو بمعنى آخر لا بد من الوصول لحل سياسي في سوريا. واعتبر أن تركيا اليوم تتصرف مع هذه المناطق السورية إن كان في عفرين أو جرابلس وغيرهما كوديعة أو أمانة لديها تقوم بتقديم الخدمات والمساعدات وتعيد بناء البنية التحتية المدمرة، لكنها لم تشرع بفرض أي إجراء سياسي أو عسكري فيها.
الاختلاف الروسي – التركي حيال سوريا لا يخفى على أحد، برأي الخبير في العلاقات الدولية الذي أشار إلى تعارض الموقفين الروسي والتركي «فتركيا مازالت على موقفها الداعم للمعارضة وروسيا الداعم للنظام، لكن البلدين متفقان على وحدة أراضي سوريا وكلاهما بحاجة للسلام في المنطقة ولاسيما بعد ظهور المنظمات الإرهابية المتطرفة والانفصالية التي حرفت مسار الأحداث في سوريا وهو الامر الذي غيّر أولويات الدول إقليمياً ودولياً». وأكد ان موسكو بعد تحقيقها الكثير من التقدم عسكرياً على الأرض هي في حاجة إلى تركيا أكثر من أي وقت مضى من أجل الوصول لحل سياسي في سوريا، مشيراً إلى ان روسيا تتفهم المصالح التركية في مناطق سوريا الشمالية، وشبهها بمصالح روسيا في شرقي أوكرانيا.

موسكو ممتعضة من التدخل التركي في إدلب وعدم التنسيق مع النظام السوري
وجهت رسائل ساخنة بعد التقارب الأمريكي – التركي
هبة محمد

استمرار محاكمة معتقلي حراك الريف المغربي في غياب المعتقلين وعائلاتهم وصمت المحامين

Posted: 20 Jun 2018 02:23 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : بذل محامي الدولة المغربية في ملف حراك الريف، في جلسة الثلاثاء، جهداً في تقديم صورة إيجابية عن تدبير الدولة للحراك الذي اندلع نهاية 2016، وما زال ملفه مفتوحا من خلال محاكمة قادة الحراك المستمرة منذ أكثر من عام والذين غابوا عن الجلسة احتجاجا على عدم عدالة سير المحاكمة.
وقدم المحامي عبد الكبير طبيح، محامي الدولة مرافعته في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، مساء الثلاثاء، أثناء جلسة غاب عنها المعتقلون وعائلاتهم، وصمت خلالها المحامون وقال «إن الدولة تصالحت مع مواطنيها بفضل مناضليها الشرفاء حيث استطاع المغاربة قراءة الصفحات المظلمة وطيها بدستور 2011، وهي الدولة التي أنوب عنها اليوم». وتساءل «هل رجال الأمن قاموا بواجبهم في إطار الشرعية والمشروعية …؟»، وأجاب على نفسه أن رجال الأمن اشتغلوا في قلب القانون والدستور ولم يطبقوا القانون حينما أحجموا عن استعمال العنف وهذا ما يسمّى في الفقه القانوني والدستوري الاعتمادي (الحكامة الأمنية) وليست المقاربة الأمنية التي اعتمدتها الدولة في 1965 و1981 «زمن الجمر والرصاص».
وأضاف «الدولة ليست لها أية خصومة مع المعتقلين لكن هؤلاء المتابعين لهم خصومة مع القانون، وأن هذه المحاكمة الأولى في تاريخ استقلال النيابة العامة وترجمة للتحول الجديد في تنزيل الآليات الدستورية حيث كانت النيابة العامة في الماضي تحضر وسائل الإثبات التي هيّئتها مسبقاً ولكن في هذا الملف المعتقلون هم من صنعوا وسائل الإثبات التي تدينهم»، وتحدث عن «أحد المتهمين قال أنه صحافي وأنه كان يصور فوق سطح ناصر الزفزافي لكن فيديو لزميله الذي كان واقفا خلفه يبين أنه كان يرشق بالحجارة».
وشهدت الجلسة مقاطعة معتقلي الحراك لأطوار الجلسة، وأمر القاضي على الطرشي، عناصر القوات العمومية بإحضارهم بالقوة إلى قاعة الجلسة، الشيء الذي تعذر تنفيذه، مما سيترتب عنه إرسال كاتب الضبط إلى المعتقلين لتلاوة محضر الجلسة، حسب ما يسمح به القانون.
وقارن محامي الدولة ضد معتقلي «حراك الريف»، بين التدخل الذي قام به رجال الأمن قصد إيقاف ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، وبين التدخلات التي كانت تقوم بها السلطة أيام سنوات الجمر والرصاص، معتبراً أنها «حكامة أمنية وليست مقاربة أمنية» وشرح الفارق بين ما كان يقع آنذاك وما وقع أثناء تدخل القوات الأمنية في فترة الاحتجاجات التي عرفتها الحسيمة «في 342 مظاهرة، تدخل الأمن من أجل إيقاف ثلاث مظاهرات. فكيف يقال أن الأمن يمنع الاحتجاج؟ كيف يمكن أن يقال أنه كان هنالك منع للسلمية؟».
وأضاف طبيح: «في سنة 1981 ارتفعت الأسعار بنسبة 50 في المائة، فخرجت الاحتجاجات، نزل الجيش بالرصاص الحي، هذه هي المقاربة الأمنية، لكن أثناء اعتقال ناصر الزفزافي، عندما اصطدم الأمن بالمتظاهرين تراجعوا ولم يصطدموا بالمتظاهرين، وهذه هي الحكامة الأمنية». واعتبر طبيح أن الاحتجاج موجود في الحسيمة وفي الدار البيضاء وفي الرباط وغيرها من المدن، وأن الوضع الاجتماعي يعيشه المواطن ويعيشه كذلك رجل الأمن والدركي ورجال القوات المساعدة فـ«بأي حق تعتدي علي؟»، اذ «ليس هنالك امتياز لرجال الأمن والدرك والقوات المساعدة. هم من الطبقة الشعبية وربما يعيشون معاناة أكثر ورجال الأمن يطبقون القانون وليس مهمتهم مناقشته وتغييره، هذا مطروح على السياسي والمسؤول والبرلماني، والقانون يمنع التظاهر بدون ترخيص، وعناصر الأمن لم تتدخل يوم أحداث الجمعة، فقد أعطيت لهم أوامر بإيقاف ناصر الزفزافي، الشيء الذي لم يستطيعوا أن يقومو به عندما اصطدموا بالمتظاهرين فتراجعوا».
وأمر القاضي علي الطرشي، عناصر القوات العمومية بإحضار معتقلي «حراك الريف» بالقوة إلى قاعة المحكمة، بعد مقاطعتهم الجلسة واكتفائهم بالمكوث في قبو المحكمة إذ بعد وصول المعتقلين إلى المحكمة، قرر ناصر الزفزافي ورفاقه المكوث في قبو المحكمة، منفذين قرارهم بمقاطعة جلسات المحكمة، الشيء الذي رفضه القاضي ليقرر إحضارهم بالقوة، قبل انطلاق الجلسة.
وحضر جلسة المحكمة محامو المعتقلين، الذين يلتزمون الصمت داخل القاعة بطلب من المعتقلين، ومحامو الطرف المدني وأحمد رضا بنشمسي مدير التواصل والمرافعة في قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «هيومن رايتس ووتش»، وحقوقيون ومتتبعون.
وقرر القاضي علي الطرشي طرد حميد المهداوي، مدير موقع «بديل» المتوقف عن الصدور، بعد أن انتفض مطالباً بإصدار مذكرة بحث دولية في حق البوعزاتي «الذي أتابع على خلفية مكالمة معه؟»، ليوقفه القاضي علي الطرشي طالبا منه التزام الهدوء واحترام المحكمة، فعقب المهداوي «أنا احترم المحكمة»، مضيفا «أنا متأكد أن ابراهيم البوعزاتي ماشي هو نور الدين»، وبعد الأخذ والرد قرر القاضي رفع الجلسة للاستراحة، بعد أن رفض المهداوي مغادرة القاعة.
ويتابع المهداوي بتهمة «عدم التبليغ عن جريمة المس بسلامة الدولة»، بسبب مكالمة جمعته مع المدعو إبراهيم البوعزاتي، والذي قال فيها للمهداوي «أنه موّل حراك الريف بــ160 مليون سنتيم (150 ألف أورو)، ومباشرته برفقة أثرياء ريفيين في أوروبا صفقة لاقتناء أسلحة ودبابات من روسيا، لإدخالها عبر سبتة إلى المغرب».
وتم تسريب لتسجيل صوتي، لجلسة سابقة من محاكمة الصحافي، حميد المهداوي وصاح فيه في وجه هيئة الحكم «وخا تحكمونا بـ 20 سنة ديال الحبس، (حتى لو خحكمتم علينا 20 سنة سجن) المهم أننا فضحنا أعداء الوطن». وأضاف «أنا صحافي، وراسي مرفوع، وما مشري ما مبيوع، وكلمة الحق سأقولها، ولن يستطيع أحد التحكم في، رغم العذاب الذي أعانيه، منذ سنة من اعتقالي» وأن ما يحدث له يتم خارج القانون.
وأكد الصحافي المهداوي، أن معتقلي حراك الريف، الذين يحاكمون بسبب تنظيمهم ومشاركتهم في احتجاجات سلمية، من خيرة الشباب المغربي، الذين ناضلوا لفضح الفساد، بكل شجاعة وجرأة، تعكس حبهم الخالص لوطنهم. ورفع معتقلو حراك الريف شعار «إنا حلفنا القسَم، أن لا نخون بلادنا»، بعدما أعلنوا لهيئة الحكم، مقاطعتهم لجسات محاكمتهم، ومطالبتهم لهيئة دفاعهم، بالتوقف عن المرافعة لأجلهم، والتزام الصمت.
وأثارت تصريحات برلمانية تتهم ادارة السجون بتعذيب والإساءة لناشطي الحراك المعتقلين ردود فعل عنيفة. ونفت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن يكون التعذيب لا يزال مستمراً في السجون، مؤكدة أنها ملتزمة كامل الالتزام بمواصلة العمل من أجل تنفيذ استراتيجيتها في تأهيل المؤسسات السجنية وأنسنة ظروف الاعتقال بها والحفاظ على أمنها وسلامة نزلائها.
وأكد بلاغ للمندوبية رداً على ادعاءات وردت على لسان أحد النواب البرلمانيين المنتمين إلى حزب من الأحزاب المشكلة للغالبية الحكومية، (البرلماني محمد بنجلول من حزب العدالة والتنمية) أن «التعذيب مازال مستمراً في السجون»، في إشارة إلى ظروف اعتقال السجينين «ن.ز» (ناصر الزفزافي قائد حراك الريف) و»ت.ب» (توفيق بوعشرين الصحافي مدير صحيفة أخبار اليوم)، وأن هذه الادعاءات «الصادرة عن جهة من المفروض فيها أن تتحلى بالمسؤولية والنزاهة في ما تدلي به من تصريحات، هي ادعاءات لا أساس لها من الصحة، وفاقدة للمصداقية وغير مسؤولة».
وأضافت المندوبية أن هذه الادعاءات توجه اتهامات بالغة الخطورة إلى قطاع إدارة السجون «بهدف المس بسمعته والتشويش على العمل الجبار الذي يقوم به من أجل أنسنة ظروف اعتقال النزلاء وتأهيلهم لإعادة الإدماج»، وأن الجهة التي أثارت الموضوع «تبخس عملها كمؤسسات تضطلع بمهامها من أجل حماية الحقوق المضمونة قانونا لنزلاء المؤسسات السجنية، بل أظهرت أنها مدفوعة فقط بانشغالات سياسوية ضيقة جعلتها تركز على حالتين فريدتين، غير عابئة بباقي النزلاء».

استمرار محاكمة معتقلي حراك الريف المغربي في غياب المعتقلين وعائلاتهم وصمت المحامين

محمود معروف

نقابة الصحة في المغرب تتطلع لإقامة شراكة حقيقية مع الوزارة المعنية

Posted: 20 Jun 2018 02:22 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: جدّدت النقابة الوطنية للصحة في المغرب مطالبها لوزير الصحة من أجل إيجاد الحلول للملفات المطلبية التي عرضتها عليه في لقاء خصص لتدارس رؤيتها لإصلاح المنظومة الصحية، وإخراجها من أوضاع التردي، وتلبية الملفات المطلبية التي سبق أن وضعتها على مائدة الحوار.
وأكد المكتب الوطني للنقابة، أنه سيتابع مدى التزام الوزارة بما عبّر عنه مؤخراً أنس الدكالي، وزير الصحة، خلال لقائه مع وفد النقابة، بعد الاستماع إلى مطالبها، واستعداده لمأسسة الحوار الاجتماعي، وتفعيله مع النقابات الأكثر تمثيلية.
ووجهت النقابة المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الدعوة إلى الحكومة ووزير الصحة من أجل التعجيل بتدشين ورش حقيقية لإصلاح المنظومة الصحية، للاستجابة للحاجيات الصحية للمواطنين ولانتظارات العاملين بجميع فئاتهم، بدءاً بتطبيق بنود اتفاق 2011، مؤكدة أنها لم تلمس بعد أي إرادة سياسية حقيقية لدى الدولة، لكي يصبح قطاع الصحة أولى الأولويات مع التعليم في السياسات العمومية المطبقة. مع الحرص على طرح ملفات جميع الفئات الصحية، على المستوى المركزي والمحلي، حرصاً منها على الحفاظ على وحدة العاملين في القطاع، ضداً على النزعات الفئوية التي تستهدف ضرب وحدة الصف النقابي.
وعبّرت النقابة، عن طموحها عقد شراكة حقيقة مع الوزارة الوصية، واعتماد الحوار آلية للاستجابة لانتظارات الشغيلة الصحية، يفضي إلى التفاعل الإيجابي مع مطالب كل الفئات، وهو ما لم تلمسه النقابة، حيث عاشت تجربة الحوار المغشوش والفارغ مع رئيس الحكومة. كما توقفت النقابة عند تجربة الوزير السابق الحسين الوردي، قبل مغادرته الوزارة، والذي رفع مذكرة إلى رئيس الحكومة تتضمن الآثار المالية للنقاط الخمس التي تهم التطبيق السليم للمرسوم الخاص بالممرضين، وتحسين الوضع المادي للأطباء والزيادة في التعويضات ومنحة المردودية، ورفع الغلاف الخاص بالتعويض عن الأخطار المهنية، والتعويض عن الحراسة والمدوامة.
وأكد وزير الصحة، أنس الدكالي، أن الحكومة تولي هذا القطاع المهم اهتماماً بالغاً، انطلاقاً من التوجيهات الملكية والخطوط العريضة للبرنامج الحكومي خلال الفترة الممتدة ما بين 2016 و2021. و أن منهجية الحكومة، ترتكز على استثمار كل التراكمات السابقة ومجهودات الوزراء السابقين، الذين أدوا بأمانة المهام الموكولة إليهم، وأسهموا في بناء قطاع الصحة الذي أصبح في مستوى تطلعات المغاربة، على مستوى الطب الخصوصي والعمومي.
ودعا الدكالي، كافة الفاعلين والمتدخلين والقطاعات الوزارية المعنية، إلى تكثيف جهودها والتركيز على أطر الوزارة من أجل رفع درجة التعبئة لتصل الخدمات الصحية إلى جميع فئات الشعب المغربي في مختلف أرجاء المملكة.
وقال علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة لـ«القدس العربي» إن «ما يمكن قوله هو أن قطاع الصحة تعيش ترديا غير مسبوق لعدة عوامل تتعلق بضعف التمويل من جهة وباختلال كبير في الحكامة أمام ضبابية المسؤولية وعدم وضع الكفاءات المناسبة في مهام التسيير الاداري والمالي من جهة ثانية، بالإضافة إلى اللاتوازن المجالي في توزيع الخدمات الصحية». و أشار لطفي، إلى أن استراتيجية القطاع الصحي أو ما سمّي بمشروع البرنامج الوطني للنهوض بالقطاع الصحي2017-2021 ، تظل مجرد شعارات كبرى وأهداف غير قابلة للتطبيق تتسم بعدم الوضوح في قدرة الوزارة على توفير الإمكانيات المادية والبشرية لتحقيق أهدافها سواء على المدى القصير أو المتوسط لكونها بنيت على مفاهيم ضعيفة وأهداف عامة فضفاضة لا تخضع إلى أية أسس علمية ولا تتماشى مع الحاجبات الحقيقة للمغاربة وخاصة منهم الفقراء وذوي الدخل المحدود وقرى وبوادي ومدن المغرب الهامش التي تعاني من غياب البنيات التحتية والتجهيزات والموارد البشرية. ولا تضع في الحسبان التطورات المستقبلية للنظام الصحي الوطني والعلاقة الجدلية مع المحددات الاجتماعية للصحية التي تنعكس سلبا أو إيجابا على صحة الفرد والأسـرة والمجتمع .

نقابة الصحة في المغرب تتطلع لإقامة شراكة حقيقية مع الوزارة المعنية

فاطمة الزهراء كريم الله

المري يسلم المفوض السامي لحقوق الإنسان تقرير «عام على حصار قطر»

Posted: 20 Jun 2018 02:22 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: دعا الدكتور علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وبرلمانات العالم إلى الإسراع في الإجراءات الخاصة بالمحاسبة والمساءلة فيما يتعلق بالانتهاكات الإنسانية التي طالت الشعوب الخليجية من قبل التي دول الحصار.
كما طالب بتعجيل عملية إنصاف ضحايا الحصار على قطر خاصة في ظل توجه الدولة إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة أمام محكمة العدل بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان بحق دولة قطر ومواطنيها، مطالبة محكمة العدل الدولية بضرورة فرض امتثال الإمارات لالتزاماتها بموجب القوانين الدولية، واتخاذ إجراء فوري لحماية القطريين من أي ضرر مستقبلي لا يمكن إصلاحه.
جاء ذلك عقب سلسلة من اللقاءات أجراها المري بجنيف شملت الأمير زيد بن رعد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وبياتريس تشامورو رئيسة الإجراءات الخاصة، وفالنتن زيل ويجر سفير السويسري بالأمم المتحدة، وكارل هاليقارد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالأمم المتحدة.
وشكر المري المفوض السامي لحقوق الإنسان «لجهوده الكبيرة في فترة ولايته التي من المقرر أن تنتهي آب/ أغسطس المقبل، مشيداً بالدور الكبير الذي قام به لتعزيز وحماية حقوق الأنسان في العالم و المنطقة العربية.
موضحاً بأن فترة و لايته كانت استثنائية وشهدت أحداثاً غاية في التعقيد بالمنطقة، لافتاً إلى أن الموفض السامي تعامل مع هذه التعقيدات بكل الاستقلالية المصداقية التي تمليها الأخلاق والمهنية. وصرّح المري قائلاً: إن الأمير زيد بن رعد اتسمت مواقفه بالحياد والانحياز للإنسان في الأزمة الخليجية.
واستعرض المري خلال اجتماعاته آخر مستجدات الحصار على دولة قطر وتداعياته على حقوق الإنسان، واصفاً في الوقت نفسه خطوة دولة قطر لمقاضاة الإمارات بالهامة والعملية للإسراع برفع الغبن عن ضحايا الحصار من مواطنين ومقيمين بدولة قطر. وقال المري: مثيل هذه الإجراءات تحتاج مواقف جادة وحاسمة من قبل المنظمات الدولية التي تؤمن بحقوق الإنسان وتناضل من أجل حماية وتعزيز تلك الحقوق.
وقام بتسليم المفوض السامي لحقوق الإنسان تقرير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الذي رصدت ووثقت فيه انتهاكات عام من الحصار، لافتاً إلى أنه بعد مرور أكثر من عام على الأزمة الخليجية ما زالت الانتهاكات تمارس من دول الحصار.
وشدد المري على ضرورة التدخل العاجل من المجتمع الدولي لحل الأزمة الخليجية التي القت بظلالها بشكل واسع على حقوق الإنسان، قائلاً: إن التصالح والسلام بين الدول أمر مطلوب لتحقيق أمن واستقرار المدنيين، ولكن في حال تأزم الأوضاع السياسية وارتفاع وتيرة الخلافات يجب ألا يتعارض ذلك مع حقوق الإنسان التي دائما تكون في مقدمة خسائر الخلافات السياسية.
وأردف قائلاً: نحن من هذا المبدأ نجدد دعوتنا بأهمية النأي بالحقوق المجتمعات والأفراد عن التجاذبات السياسية. وأوضح أن المنظمات الدولية مطالبة بأدوار أكبر والتعامل بقوة القانون لإعادة دول الحصار إلى جادة الطريق والايفاء بالالتزاماتها الدولية والإقليمية في احترام حقوق الإنسان.
وقال: يجب أن تكون هنالك خطوات واسعة أكبر من مجرد الإدانة والتنديد بتلك الممارسات التي وقفت كافة بعثات المنظمات الدولية وبرلمانات العالم التي زارت دولة قطر خلال عام من الحصار على حجم آثارها وأجمعت على أنها إجراءات تعسفية أحادية الجانب وتمثل انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.

المري يسلم المفوض السامي لحقوق الإنسان تقرير «عام على حصار قطر»
مقاضاة الإمارات خطوة مهمة وعملية للإسراع برفع الغبن عن الضحايا
إسماعيل طلاي

المرصد المغربي لمناهضة التطبيع: زيارة مغاربة لإسرائيل عمالة وجريمة

Posted: 20 Jun 2018 02:21 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: يتصاعد التنديد بزيارت يقوم بها مغاربة للكيان الصهيوني، التي تكثفت خلال الفترة الاخيرة، ويطالب ناشطون مناهضون للتطبيع بتقديم «المطبعون» للمحاكمة وفق القانون المغربي وانسجاما مع سياسة الدولة المناهضة للتطبيع والداعمة للقضية الفلسطينية واحتراما لمشاعر الشعب المغربي.
وقال الناشط عزيز هناوي الأمين العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، إن توالي زيارات بعض المغاربة لإسرائيل في الأيام الأخيرة بمثابة «عمالة وجريمة تتجاوز التطبيع»، وأن هذه الزيارات المنظمة من جانب الخارجية الإسرائيلية «حرب نفسية» ضد المغرب.
وقال هناوي: «لا يمكن تبرير هذه الزيارات حتى من داخل سياق ما يسمّى بالتسوية»، موضحاً أن «مسار التسوية مع إسرائيل متوقف الآن»، في إشارة إلى المفاوضات المجمدة منذ سنوات.
وكشف محرر الشؤون السياسية في «هيئة البث الإسرائيلية»، شمعون آران، عبر حسابه على موقع «تويتر»، عن زيارة وفد نسائي مغربي إلى إسرائيل وكتب تحت وسم «يزور إسرائيل وفد نسائي من المغرب، يشارك في فعاليات ومشاريع اجتماعية وندوات للنهوض بمكانة المرأة».
وقام وفد مغربي، يضم مهندسين ومخرجين وكتاباً ورجال أعمال، بزيارة للدولة العبرية استمرت 5 أيام، أعلنت الخارجية الإسرائيلية حينها أن «أعضاء الوفد يرون أهمية للحوار والتواصل مع إسرائيل».
واعتبر هناوي في تصريحات نقلتها وكالة «الاناضول» أن هذه الزيارات تدخل في إطار «عملية صناعة مشهد مكشوفة»، وأن زيارة هذه الوفود المغربية في ظرف أسبوع إلى إسرائيل ما هي إلا «حرب نفسية إعلامية» من الخارجية الإسرائيلية ضد المغرب. وجدد موقف «المرصد»، لمناهضة التطبيع بسن قانون لمحاربة جميع أشكال التطبيع مع إسرائيل.
وقال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني في وقت سابق إن «الموقف الرسمي للدولة هو دعم كل المبادرات الشعبية والإعلامية والمدنية التي تساند الشعب الفلسطيني الى أن يتحرر ويزول الاحتلال».
وصرحت منية بوستة، الوزيرة المغربية في الشؤون الخارجية امام البرلمان إن المغرب يقوم بـ»جهود متواصلة بعيداً عن كل مزايدات سياسية» من أجل نصرة القضية الفلسطينية وتكريس دولة فلسطين وعاصمتها القدس.

المرصد المغربي لمناهضة التطبيع: زيارة مغاربة لإسرائيل عمالة وجريمة

حمزة ومشفاه في حيفا .. حكاية حكيم حالم

Posted: 20 Jun 2018 02:21 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي» :تنشر «القدس العربي» على حلقات، تقارير خاصة إحياء للذكرى السبعين لنكبة فلسطين.
والهدف هو ترميم الذاكرة بأسماء أعلام في السياسة والاقتصاد، والثقافة والأدب والفن والصحافة، علاوة على معالم عمرانية/ أثرية وحضارية، وذلك استنادا غلى مصادر مكتوبة وعلى الرواية التاريخية الشفوية…
نتورط أحيانا في التركيز المفرط على النكبة وما شهدته من مجازر وجرائم وتهجير الخ ..على حساب ذاكرة فلسطين قبل 1948 بمدنها وأريافها: ثقافة ومجتمع واقتصاد وغيره. لذا هنا زاوية جديدة (حكاية عن بلدي).. هي جولة بين البحر والنهر بحثا عن ملامح وطن.. اعتلته طبقات من غبار الأيام ولا تزال الصهيونية تسعى بمنهجية لطمسها، وتشويه سمعتها بمزاعم « القفار والصحارى والمستنقعات».. ونحن أحيانا نساهم في هذا الغياب والتغييب، ولذا فالزاوية مفتوحة لمقترحات ولمن يرغب في المساهمة بصور وكلمات قليلة مجددة تنعش الذاكرة وتثريها.
هو مولود عام 1895في قرية صغيرة عبيّ اللبنانية، بلدة الأسير السابق الراحل سمير قنطار، لكن مستقبلا كبيرا كان ينتظره بفضل سعة عقله وقلبه وحبه لمساعدة الفقراء ومعالجة المرضى في لبنان وفلسطين. يستذكر الشيخ الفاضل محمد رمال ( أبو خضر) من يركا زيارته لـ عبيّ ويقول إنها بمشاهدها الريفية المزدانة بغابات الأرز والصنوبر تبدو قطعة من السماء، علاوة على شهامة أهلها. 20 سنة مضت على رحيله وما زال عطره يفوح بكل مجلس يستذكر به اسمه، هو الطبيب الدكتور نايف حمزة.
في 1919 تخرج نايف حمزة طبيبا من الجامعة الأمريكية في بيروت واختص بالجراحة وطب النساء، وتميز طالبا نجيبا كما يؤكد بعض زملائه على مقاعد الدراسة. كالكثير من المثقفين اللبنانيين قدم من وطنه للجارة فلسطين وأقام في حيفا شقيقة بيروت سنوات طويلة حتى تسونامي النكبة فانتقل إلى نابلس قبل عودته لبيروت. حمل رخصة طبّ رقمها 193 .وحسب مصادر أرشيفية عين الدكتور نايف طبيبا ضمن الجيش البريطاني عام 1920 وزاول مهنة الطب في دول المنطقة آخرها السودان قبل أن يصل إلى يافا، رام الله، والقدس وأخيرا في حيفا ونابلس حيث أقام عيادة حيفاوية وسرعان ما ذاع صيته كطبيب ماهر مميز، وزار عيادته مرضى من كل أرجاء  البلاد.

صار اسمه «رمبام»

قبل أيام نظم مستشفى «رمبام» احتفالية بعنوان» 80 عاما من التفوق « وحملت جدران العمارة أسماء وصور أطباء يهود فقط، متجاهلين أطباء عربا وأجانب تركوا بصمتهم في المكان. أقيمت الاحتفالية داخل العمارة التاريخية المبنية من الحجر الرملي والمزدانة بالقرميد الأحمر وهي المقر الأصلي للمستشفى. والعمارة هذه هي دير الزوارا، بنته راهبات الكرمليات عام 1894 وفي الحرب العالمية الأولى حولته الدولة العثمانية لمستشفى عسكري وعاد ديرا بعد انتهائها حتى 1936 حيث انتقلت الراهبات لدير جديد في الكرمل الفرنسي. استخدمه الانتداب البريطاني مستوصفا لعدة شهور لخدمة النخب الحاكمة واستعدادا للحرب العالمية الثانية وما لبثوا أن بنوا بجواره عام 1938 مستشفى جديدا شمل 225 سريرا .
وعمل فيه دكتور نايف حمزة حيث أصبح جراحا رئيسيا في المستشفى عام 1942وما لبث أن عين مديرا للمستشفى حتى نكبة فلسطين عام 1948 . ومال زال المؤرخ  البروفيسور قيس فرو يذكر أن والده  ماضي حمزة مدين بحياته للدكتور حمزة الذي أجرى له عملية جراحية عام 1939 وكذلك أنقذ شقيقه معين وهو في العام الأول من عمره سنة 1947 .

برقة – حيفا

كذلك الكاتب سميح مسعود  قال إن حمزة أجرى عملية ناجحة لعمه. وفي كتابه «حيفا .. برقة  البحث عن الجذور»  يصف هذا الكاتب ابن حيفا الأصل المقيم في كندا اليوم زيارته قبل عامين لمستشفى « رمبام «حيث قدم للعلاج» تمشينا فترة على ساحل البحر وقد استولى علي في تلك اللحظة مستشفى حمزة بطغيان ذكرياته، استرجعت صورة من ذاكرتي، وضعتها أمام عيني، بكل ما فيها من أشكال الناس وحركاتهم وفي مقدمتهم أطباؤه، حمزة وهانس واليشرطي وغيرهم، والممرضة عائشة على مقربة منهم وأرى نفسي مع والديّ مع بدء حياتي الجديدة بعد علاجي، تترابط أصواتهم مع أصوات آخرين غيره من الأهل والأصدقاء وهم يجلسون في بهو المستشفى،أحدّق بهم واحدا واحدا وأشتم رائحة طفولتي تنتشر حولي وتنفذ في أعماقي. أفقت فجأة على صوت ابني وليد قائلا وهو يلتقط صورة لي «أظنك كنت تستعيد ذكرى مستشفى حمزة «.. أجبته: « نعم، كان يجذبني بقوته العجيبة وينساب سرابه أمام عيني».

عبد اللطيف اليشرطي

ومن بين زملاء حمزة الأطباء الدكتور عبد اللطيف اليشرطي( أبو عمر) من عكا أصلا والمقيم في إيرلندا. وعن تلك الفترة يقول لنا قبل سنوات وخلال زيارة للبلاد  «عمل في مستشفى حيفا أطباء عرب ويهود وأجانب لكن العرب ظلوا أقلية ومنهم سيمون بطيش المسؤول عن قسم الصحة وشفيق حداد والجراح دكتور نايف حمزة».

مستشفى حمزة

وبفضل شهرة الطبيب نايف حمزة تردد على لسان عامة الناس «مستشفى حمزة «. في حيفا بنى «الحكيم « حمزة ولعائلته عمارة مكونّة من أربعة طوابق تسكنها اليوم عدة عائلات عربية وعليها ثبتت بمبادرة متطوعين محليين لافتة كتب فيها «هذه عمارة الدكتور نايف حمزة» اعترافا بملكيته وتكريما لدوره، كما يؤكد الناشط الاجتماعي هاشم دياب.
ويستذكر هاشم دياب أنه التقى مرة بسيدة رحلت قبل عقدين تدعى مريم عتمة، فحدثته أن والدها عمل أمين صندوق في المستشفى في نهاية فترة الانتداب، وأبلغها أن الدكتور نايف ترك في خزينة المستشفى 1000 ليرة فلسطينية قبل رحيله لنابلس. ويشير المؤرخ ابن حيفا الدكتور جوني منصور أن عائلة عتمة  لبنانية الأصل استقرت في حيفا في نهاية الفترة العثمانية واقتنت أرضا في منطقة  الشوفانية (شارع نفيئيم اليوم) نسبة لقادمين من منطقة الشويفات اللبنانية وعاش في المدينة.
في عام 1944 ومع مجموعة من مثقّفي لبنان القاطنين في فلسطين وبعض موحّدي هذه الدّيار، اْسّسوا نادي «إغاثة الفقير الدّرزي»، لكنه قدم خدمات إنسانيّة كبيرة لكل الفقراء. ويستذكر المؤرخ قيس فرو استنادا لشهادات شفوية أن الدكتور حمزة كان على علاقات طيبة جدا مع الحركة الوطنية في حيفا وقد منحه الناديان الأرثوذوكسي والاعتصام، الإسلامي التوجهات، حضانة لنادي إغاثة الفقير.
وهناك وثيقة في كتاب «شكيب اْرسلان: خمسون عاماً على رحيل اْمير البيان» بخط يد نايف حمزة تعكس أخلاقه العالية، فهي موجّهة للكاتب المحامي اللبناني المقيم في القدس عجاج نويهض اْبو خلدون لاستئصال اللوزتين عند  زوجته السّيّدة اْمّ خلدون، يُعرب الدكتور فيها عن استعداده لإجراء العمليّة الجراحيّة في مستشفى حيفا واستعداده لاستضافة المريضة وابنتها الصّغيرة في بيته للنقاهة والشّفاء معاً.

كشكول الناس

ونمت سمعته الطيبة لدى الناس وقتها، ففي كتابه التراثي الظريف «كشكول الناس» يورد الباحث العكّي في التراث نظير شمالي، دلعونا شعبية قالتها سيدة فلسطينية أجرى لها نايف حمزة عملية جراحية فتشكره بالقول:
والدّكتور حمزة لِبْس الطّاقيّة حضَّرْلي حالو للعمليّة
وْدخلكْ يا دكتور عجّلْ عليّ اْنا غريبة واْهلي مش هونا
ويورد شمالي نصا متداولا آخرا  للدلعونا :
والدّكتورحمزة يا بو الطّاقيّة شكّل عن زْنودكْ للعمليّة
وْبالله رُشّلّي مَيّة ريحة الْبَنْج عَمَت لِعْيونا

غرفة عزرائيل (عزرايين)

وكان للشاعر سعود الأسدي قصة مع الطبيب حمزة، فقد أصيب وهو بالرابعة من عمره بمرض التيفوئيد ووقتها عز الدواء لمثل هذا الداء ولما رغبت والدته بنقله لمستشفى حمزة تحفظ والده وقال مشككا باحتمالات شفائه: «ما تغلبي حالك .. الولد يا صابح يا ماسي «لكنها صممت فاصطحبته واستقلت الباص من دير الأسد إلى عكا ومنها إلى حيفا عند محطة القطار الشرقية ثم سيرا على الأقدام حتى وصلا «مستشفى حمزة».
وينقل الأسدي عن والدته قولها إنها  كانت تزوره يوميا رغم المعاناة وكانت تضطر أحيانا لتسلق جدار المستشفى والقفز عنه لتدخل غرفة ولدها بعدما كانت تصل متأخرة وقد انتهت ساعات الاستقبال. منوها أن المريض بالتيفوئيد كان يحجر في « أوضة عزرايين «غرفة الموت، كونه حالة ميؤوسا منها لشح الأدوية. ويضيف متوددا «لكنني رفست عزرايين بوجهه وقلت له ما بتستحي على حالك فحط ذيله بين إجريه وهرب ونجوت من الموت «.
بحمية أبو القاسم الشابي الشاعر التونسي الراحل، يتساءل الأسدي «وكيف أخشى الموت وأنا مطعّم بالمتنبي والمعرّي؟»وقد تطرق سعود لتلك الحادثة في قصيدة «كحبتي تين ناضجتين» وينقل عن والدته تأكيدها أن الطبيب نايف حمزة كان لطيفا وكريما ويسامح مرضاه الذين عجزوا عن توفير كلفة التداوي. ويقول إنه رجل صاحب مكرمات وفلسطين تشهد له بصفته طبيبها الأول وبما له من أياد بيضاء على فقرائها.

صلحة شفاعمرو

في نطاق فعالياته الاجتماعية شارك الدكتور نايف حمزة في تهدئة الخواطر في شفاعمرو بعد مقتل الشّيخ حسن خنيفس عام 1939 وذلك بالتّعاون مع الوفد السّوري الذي قَدِم من جبل العرب لتسوية ذات البين حتى عُقِدَتْ راية الصّلح وما بها من عادات عربيّة: مسامحة، ومصافحة، وممالحة كما يؤكد الكاتب نمر نمر.
واستذكر الشيخ الراحل خير الدين الحلبي من دالية الكرمل قبل رحيله عن 100 عام أن وفد  الصلح الرفيع ضمّ شخصيات كثيرة من سوريا.

عودة لنابلس

وفي 1948 وغداة احتلال حيفا انتقل نايف حمزة لنابلس وعمل في مستشفاها. ويتهمه مسؤول أرشيف مستشفى «رمبام» نسيم هليفي مؤلف كتاب «أطباء أرض إسرائيل « بأنه « اختطف سيارة إسعاف مليئة بالأدوية وفّر إلى لبنان» لكن الحقيقة أنه انتقل لنابلس.
رحل دكتور نايف حمزة عام 1977 في مسقط رأسه عبيّ وولده المؤرخ الدكتور نديم حمزة وكريمته نجلاء حمزة نجار المولودة في حيفا عام 1928 وكانت رئيسة جمعيات خيرية في منطقة الشوف.
وفي سيرة الأسرة يروي الكاتب فايز الكرد من عكا في كتابه «حياة فنان» عن الموسيقار صدقي شكري أن الأخير دأب على زيارة بيت الراحل نايف حمزة في حيفا  لتعليم كريمتيه العزف على العود وقد بهرته مظاهر الأبهة والثراء وبهرته أكثر شخصية كريمته الوحيدة المثقفة والجميلة. ويروي الكرد قصة ظريفة عن هذا اللقاء مع الفتاة الأرستقراطية التي رفضت تقليم أظفارها بطلب من معلم الموسيقى كي تتمكن من العزف على أوتار العود، ويقول إن الفتور بين المعلم والطالبة زال مع الوقت وبدأ قلبه يخفق تجاهها لكنها بقيت حريصة على كبريائها وأدبها دون المسّ بكرامته. وعبر  صدقي شكري عن تلك الحالة بأغنية ألفّها ولحنها بعنوان « معلش «،مطلعها:
معلش اليوم اتدلع….راح يجي يوم وتولع
مني وعيونك تدمع……معلش معلش.
لكن آمال الفنان لم تتحقق وبقيت على كبريائها ولم ينقذه مما يعانيه سوى سفرها لإنكلترا لاستكمال دراستها فانقطعت الصلات ولم تبق سوى الأغنية والذكريات.
 

حمزة ومشفاه في حيفا .. حكاية حكيم حالم
معالم وأعلام من فلسطين (3)
وديع عواودة:

تحذيرات من هجوم بيولوجي محتمل في ألمانيا والشرطة تؤكد إفشال مخطط لقنبلة من مادة الرايسين السامة

Posted: 20 Jun 2018 02:20 PM PDT

برلين ـ القدس العربي»: حذر مصدر في الأمن الداخلي بألمانيا أمس الأربعاء من احتمال شن متشددين إسلاميين هجمات باستخدام مواد سامة داخل البلاد في أي وقت. جاء التحذير بعد القبض على تونسي عمره 29 عاما في مدينة كولونيا في 13 حزيران/ يونيو للاشتباه في تخطيطه لهجوم وتصنيع «سلاح بيولوجي» باستخدام مادة الرايسين.
وقال إن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية لهم خبرة سابقة بمادة الرايسين وتمكنوا من تصنيعها، وأضاف أن التنظيم قدم إرشادات تفصيلية بشأن كيفية إنتاج هذه المادة في كتيب.
وكانت مصادر أمنية ألمانية قد أكدت انها أحبطت هجومًا بسلاح بيولوجي يُزعم أنه تم التخطيط له من قبل مواطن تونسي احتُجز في كولونيا الأسبوع الماضي.
وأكدت الشرطة الألمانية في بيان أنه كانت هناك استعدادات ملموسة لمثل هذا العمل بما يمكن أن يطلق عليه قنبلة بيولوجية». وأضافت أن المهاجم المحتمل ويدعى سيف الله (29 عاما) سعى للحصول على المشورة بشأن كيفية إنتاج مثل هذا السلاح على الإنترنت.
وأعلن قائد الشرطة القضائية الألمانية هولغر مونش للإذاعة العامة الألمانية أمس الأربعاء أنه «جرت في هذه القضية استعدادات عملية لارتكاب عمل من هذا النوع، بنوع من قنبلة بيولوجية وهذا أمر غير مسبوق في ألمانيا»، موضحا ان المشتبه به كان قد بدأ بإنتاج الرايسين عبر نوع من قنبلة بيولوجية، وهو أمر غير مسبوق في ألمانيا».
وأوضح ان المشتبه فيه الذي أوقف الأسبوع الماضي كان قد بدأ في إنتاج الرايسين، مضيفا ان المحققين يملكون عناصر تشير إلى تنظيم «داعش».
وتابع قائد الشرطة ان «عمليات المداهمة كشفت ان المشتبه به بدأ فعليا انتاج الرايسين»، أعنف سم نباتي يعرف حتى الآن. وهو مادة اقوى بستة آلاف مرة من السيانيد، تقتل في حال الابتلاع أو الاستنشاق او الحقن ولا ترياق لها.
وهذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها السلطات بشكل واضح بوجود مخطط اعتداء بقنبلة ممتلئة بالريسين في هذا الملف. وكان القضاء تحدث الاسبوع الماضي عن توقيف التونسي لشبهات بهذا الصدد من دون الكلام عن احباط محاولة واضحة.
وقال مونش «وجدنا كمية كبيرة من حبوب الريسين تسمح بإنتاج» السم و«كذلك معدات اخرى ضرورية لإنتاج متفجرات». وقالت نيابة مكافحة الإرهاب ان نحو الف حبة تمت مصادرتها. لكن هدف الاعتداء ما زال مجهولا وكذلك احتمال وجود شركاء له.
وذكرت وسائل إعلام ألمانية ان وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) هي التي حذرت الشرطة الالمانية أولا بعدما رصدت عمليات شراء على الانترنت لمواد يمكن ان تستخدم في أنتاج قنبلة من قبل المشتبه به.

تحذيرات من هجوم بيولوجي محتمل في ألمانيا والشرطة تؤكد إفشال مخطط لقنبلة من مادة الرايسين السامة

علاء جمعة

قوات الاحتلال تشنّ حملة اعتقالات تطال 22 فلسطينيا في الضفة وتصادر أموالا وأسلحة .. والمقاومة تردّ بإطلاق النار وإلقاء عبوة ناسفة

Posted: 20 Jun 2018 02:19 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في الضفة الغربية، وشنت حملة اعتقالات واسعة طالت 22 فلسطينيا بينهم قاصرون وأسرى محررون، وتخللها مصادرة أموال ، وزعم جيش الاحتلال مصادرة أسلحة جنوب الضفة الغربية.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت ستة مواطنين من مدينة نابلس شمال الضفة، بعد أن اقتحمت عدة أحياء في المدينة، وقامت بعمليات مداهمة وتفتيش في أحياء الجبل الشمالي، وكروم عاشور، ومحيط البلدة القديمة. كذلك اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين من محافظة طولكرم شمال الضفة، خلال مداهمة عدة مناطق وبلدات تابعة للمحافظة. ومن مدينة بيت لحم، اعتقلت في ساعات الفجر شابين، بعد دهم منزلي والديهما، وإجراء عمليات تفتيش في المكان.
وداهم جيش الاحتلال عدة أحياء في مدينة رام الله، أسفرت عن اعتقال ثلاثة شبان، إضافة إلى اعتقال أربعة آخرين من مدينة الخليل جنوب الضفة.
وذكرت مصادر محلية أن الاعتقالات طالت الطفل عبد الله الخطيب (14 عاما) من قرية بلعين غرب رام الله، وهي قرية معروفة بمشاركتها الواسعة في المقاومة الشعبية المناهضة للاستيطان، كما شملت حملات المداهمة اعتقال عدد من الأسرى المحررين،.
وشهدت عمليات المداهمة، اقتحام جيش الاحتلال لمقر لجنة إعمار الخليل بالقرب من المسجد الإبراهيمي، وصادرت العديد من الملفات والأرواق.
ووقعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال خلال اقتحام بلدة بير زيت شمال مدينة رام الله، وكذلك مخيم جنين شمال الضفة. وأفاد بيان صادر عن جيش الاحتلال، بأن قواته اعتقلت 22 فلسطينيا بتهمة ممارسة أنشطة تتعلق بـ «المقاومة الشعبية» ضد أهداف إسرائيلية. وأعلن أن قواته استولت على مبالغ مالية من مدينة الخليل، بزعم ارتباطها بفصائل فلسطينية، كما زعم أنه عثر خلال عمليات التفتيش على أسلحة، في إحدى البلدات التابعة لمدينة رام الله.
وفي السياق قال جيش الاحتلال إن عبوة محلية الصنع ألقيت صوب جنوده على أحد الحواجز العسكرية الإسرائيلية قرب الحرم الإبراهيمي، وانفجرت دون وقوع إصابات. وتلى العملية حسب شهود من المنطقة، قيام جنود الاحتلال بعمليات بحث وتمشيط في محيط الحرم الإبراهيمي.
وسبق ذلك أن أعلن جيش الاحتلال عن تعرض أحد معسكراته القريبة من مدينة رام الله، لعملية إطلاق نار، نفذت من خلال سيارة مسرعة. ولم تسفر العملية عن وقوع إصابات في صفوف الإسرائيليين، فيما قامت قوات الاحتلال بعمليات تمشيط واسعة في محيط المنطقة.
وفي سياق متصل هدمت جرافات الاحتلال صباح أمس منزلا في بلدة قلنديا شمال القدس المحتلة، واقتلعت الأشجار المحيطة به. وجاءت عملية الهدم رغم حصول صاحب المنزل على قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية بمنع الهدم.
وذكرت مصادر محلية أن هناك 20 بناية في البلدة مهددة بالهدم، إضافة إلى عدد من المنشآت الواقعة خلف جدار الضم والتوسع العنصري.
كذلك قامت جرافات الاحتلال في القدس المحتلة بهدم بوابة على مدخل ساحة مخصصة للحافلات في حي وادي الجوز القريب من سور القدس التاريخي، كما قامت بهدم منزل قيد الإنشاء في بلدة أبو ديس شرق القدس.
وأخطرت سلطات الاحتلال، بوقف بناء منزلين قيد الإنشاء، بحجة عدم الترخيص، في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، كما أخطرت بهدم آبار مياه وبراكس في بلدة تقوع، القريبة، إضافة إلى اقتحامها «مدرسة الصمود» في منطقة زعترة شرق المدينة، حيث صادرت جرافة كانت في المنطقة.
وقال منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في بلدة الخضر أحمد صلاح، إن قوات الاحتلال يرافقها موظفون من الإدارة المدنية اقتحموا البلدة، وسلموا مواطنين إخطارين بوقف البناء في منزلهما. وأشار إلى أن بلدة الخضر تتعرض منذ فترة لـ «هجمة عنيفة» من قبل قوات الاحتلال، تمثلت بسلب الأراضي، وإخطارات متكررة بوقف البناء.
وقام عشرات المستوطنين يوم أمس بتنفيذ عملية اقتحام استفزازية للمسجد الأقصى، بحماية أمنية مشددة من قوات الجيش.

قوات الاحتلال تشنّ حملة اعتقالات تطال 22 فلسطينيا في الضفة وتصادر أموالا وأسلحة .. والمقاومة تردّ بإطلاق النار وإلقاء عبوة ناسفة

موجة جديدة من التهجير القسري جنوبي سوريا

Posted: 20 Jun 2018 02:19 PM PDT

درعا – «القدس العربي»: بينما تشهد المنطقة الجنوبية من سوريا تصعيداً عسكرياً وخروقات غير مسبوقة لاتفاق «خفض التصعيد»، من قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية، تتكشف أهدافها بإحداث موجة جديدة من التهجير القسري كما حدث في أحياء دمشق ومنطقة الغوطة وريفي حمص وحماة.
فقد تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات توضح تعرض مدن وبلدات ريف درعا إلى قصف عنيف من طيران النظام وروسيا الحربي، إضافة إلى قذائف المدفعية والدبابات.
وقال ناشطون من ريف درعا إن القصف تسبب بمقتل وجرح أكثر من 10 مدنيين، بينهم شهيد من عناصر الدفاع المدني في بلدة «مسيكة» خلال قيامه بواجبه في إنقاذ المدنيين الذين تعرضوا للقصف جرّاء غارة من الطيران الحربي.
إضافة إلى ذلك دفع نظام الأسد بميليشيا «الدفاع الوطني» في السويداء إلى قصف الأحياء السكنية في درعا، وأكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن النظام يحاول الدفع إلى إحداث فتنة بين أهالي درعا والسويداء، لتصوير ما يحدث على أنه حرب طائفية أو أهلية، والتغطية على جرائمه بحق المدنيين.
وشدد ناشطون من ريف درعا على أن قوات الأسد تمنع المدنيين النازحين والهاربين من القصف والعمليات العسكرية من التنقل بين المدن والبلدات، وتقوم بإغلاق المعابر المحدثة بين المناطق المحررة والمناطق الخاضعة لسيطرة قواته. وكان نظام الأسد قد استقدم حشوداً عسكرية ضخمة إلى درعا، وألقى مناشير ورقية عبر المروحيات لسكان درعا تحمل صوراً لمهجري الغوطة الشرقية لتذكيرهم بعمليات التهجير القسري التي حدثت هناك. وحمّل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية روسيا، المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد يتم في المنطقة الجنوبية،
وقال في بيان له: «لن يتمكن الاحتلال الروسي ولا الإيراني من كسر إرادة الشعب السوري المستمر في نضاله ضد الاحتلال والاستبداد، وسيحقق السوريون أهدافهم عاجلاً أم آجلاً».

syr

موجة جديدة من التهجير القسري جنوبي سوريا

التيار الصدري: لا اتفاق على تسمية رئيس الحكومة المقبل

Posted: 20 Jun 2018 02:19 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: نفى مسؤول المكتب السياسي للتيار الصدري، ضياء الأسدي، أمس الأربعاء وجود اتفاق على تسمية رئيس الوزراء المقبل.
وأوضح في بيان أن «التيار الصدري ليس بصدد تسمية أي شخص لرئاسة الوزراء، لأنه في مرحلة الاتفاق على المبادئ الأساسية للمرحلة المقبلة»، مبينا أنه «يمكن فيما بعد حسم تسمية رئيس الوزراء والمناصب الأخرى، حيث سيكون رئيس الوزراء المقبل من خلال قبول المبادئ واحترامها».
وأضاف أن «تحالف (سائرون ـ الفتح) مبدأ أولي، وقد جاء على أساس الاتفاق العام على المبادئ الأساسية المتعلقة بالإصلاح وتشكيل الحكومة وفق رؤية جديدة»، مشددا على أن «التفاصيل تنتظر الخطوات التالية المتمثلة بتشكيل لجان فرعية لمناقشة الإطار العام ثم التفاوض حول التفاصيل».
وتابع: «حتى الآن لم يتم تشكيل أي لجان والأمور ما زالت في الإطار العام».
وأشار، إلى «وجود حوار مع تحالف النصر ولكنه لم يرق إلى تحالف حتى الآن»، وواصل كلامه : «إننا لم نفتح قنوات تواصل مع ائتلاف دولة القانون».
وفي سياق المفاوضات حول تشكيل الحكومة، قال المتحدث باسم التيار الصدري، جعفر الموسوي، مساء الثلاثاء، إن «قرارنا عراقي، ولا تستطيع أي دولة أن تمارس ضغوطها علينا، على عكس بعض الكتل السياسية الأخرى، واختيار رئيس الوزراء لا يكون حسب المزاجية، بل من خلال المعطيات والمواصفات التي تتوفر بشخوص قادرين على تنفيذ البرنامج الإصلاحي».
وأشار إلى أن «رئيس الوزراء سيرشح من قبل التحالف الكبير، الذي سيشكله تحالف سائرون، لأن المادة 76 من الدستور ضمنت تسمية الكتلة البرلمانية الأكبر لرئيس الوزراء، ونتمنى أن لا تؤجل المحكمة الاتحادية قرارها بشأن تعديل قانون الإنتخابات».
وبين أن «دولة القانون يريد الأغلبية السياسية، ونحن نريد الأغلبية الإصلاحية التي تؤمن بالمشروع الوطني وفق برنامج حكومي حقيقي».
وأضاف: «نريد مغادرة مفهوم المحاصصة، والسيد مقتدى الصدر لا يبحث عن (تقاسم للكعكة)، على عكس البعض، الأغلبية الإصلاحية لا تنحصر بمجموعة من الشيعة والسنة والكرد، بل تعتمد على الانتماء العراقي فقط، والأبواب مشرعة أمام كل الكتل السياسية الفاعلة، التي تنسجم مع مشروع سماحة السيد مقتدى الصدر الاصلاحي».
وشدد على أن «تحالف (سائرون) مع الكتل السياسية يعتمد على أساس الانتماء للعراق، وليس على الانتماء المذهبي أو القومي».

التيار الصدري: لا اتفاق على تسمية رئيس الحكومة المقبل

عمال مصريون أمام خطر الفصل بعد رفضهم تدخل الأمن في الانتخابات النقابية

Posted: 20 Jun 2018 02:17 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تتواصل تداعيات انتخابات النقابات العمالية المصرية الأخيرة التي جرت بين 23 مايو/ أيار الماضي و13 يونيو/ حزيران الجاري، حيث يواجه بعض العمال الفصل والتنكيل عقاباً لهم على تصديهم لسياسات النظام الحاكم عبر الأجهزة الأمنية، في استبعاد المعارضين من الانتخابات وفرض أسماء بعينها على النقابات العمالية.
برنامج «حرية تعبير العمال والحركات اﻻجتماعية»، التابع لـ«الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، رفض قيام إدارة الشركة العربية بولفارا للغزل والنسيج في مدينة الإسكندرية، شمال مصر، بفصل 26 عاملا ً، على خلفية إضراب العمال احتجاجاً على تشكيل مجلس إدارة النقابة بالتزكية.
وهؤلاء كانوا قد أضربوا عن العمل في الفترة من 20 حتى 28 مايو/ أيار الماضي، احتجاجاً على تدخل الإدارة في اﻻنتخابات النقابية في الشركة وفوز مجلس النقابة بالتزكية. وفوجئ العمال بعد عودتهم أمس الأول من إجازة عيد الفطر بقيام إدارة الشركة بفصلهم مع احتساب أربعة أيام من أيام الإضراب على أنها غياب وأربعة أخرى خصمت من رصيد الإجازات السنوية.
يذكر أن «الشركة العربية للغزل والنسيج» يعمل فيها نحو 3 آلاف و600 عامل، وتم إنشاؤها في 15 أغسطس/آب عام 1968 لتتخصص في صناعة وتسويق وتجارة غزل ونسيج القطن والحرير والصوف والكتان والألياف الصناعية.
وتصدر الشركة منتجاتها إلى العديد من الدول العربية والاتحاد الأوروبي، وكانت تتصدر المركز الثاني على مستوى الجمهورية في تصدير منتجات الغزل والنسيج بعد شركة غزل المحلة.
وعانت الشركة من التدهور بعد برنامج الخصخصة الذي قامت بها حكومة رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد، عام 1997، ومنذ هذا التاريخ أصبحت ملكية الشركة مقسمة بين الدولة التي تمتلك 61 ٪ فقط، و8٪ ملك البنوك، وأحد المستثمرين يمتلك 22٪ وباقي الأسهم ملك للأفراد.
وعلى ضوء قرار الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة رقم 3485 لسنة 2001 تم دمج الشركة العربية والمتحدة وبولفارا للغزل والنسيج والحراير مع شركة «يونيراب انترناشيونال» للتسويق والتجارة بغرض تكوين شركة جديدة باسم العربية وبولفارا للغزل والنسيج.
وأعلن «برنامج حرية تعبير العمال والحركات اﻻجتماعية» عن تضامنه مع «حق عمال الشركة في الإضراب السلمي كوسيلة للتعبير عن الرأي، ودفاعاً عن حقهم في اﻻختيار الحر لمن يمثلهم في النقابة ورفض التهديد وتزييف إرادة العمال».
وأضاف أن «النصوص الواردة في دستور مصر، أقرت بحق الإضراب، لذلك جاء حكم الدائرة الرابعة بالمحكمة الإدارية العليا، في مجلس الدولة، برئاسة المستشار لبيب حليم، نائب رئيس مجلس الدولة، الصادر في 26 يوليو/ تموز 2015 نصا على إنه بموجب دستور 2012 ثم دستور 2014 لم يعد الإضراب السلمي منحة، بل صار من الحقوق الدستورية، المكفولة لكل فئات العمال بغض النظر عن طبيعة الجهة التي يعملون بها، أي سواء في القطاع الحكومي أو العام أو الخاص، بمعنى أنه أضحى معترفًا به كحق مشروع من حيث المبدأ، ومنح المشرع واجب تنظيمه، وسواء نشط المشرع أو لم ينشط لتنظيم هذا الحق، فإن استعمال العمال لهذا الحق جلباً لحقوقهم دون أضرار بالمرافق العامة، إنما هو استعمال مشروع لحق ثابت دستورياً ولا يستوجب عقاباً».
وطالب إدارة الشركة بـ«التراجع عن فصل العمال الذين أضربوا عن العمل، واعادتهم إلى اعمالهم فورا».
وكانت المرحلة الأولى من الانتخابات شهدت استبعاد ما يزيد عن 1500 مرشح من قوائم المرشحين في محافظة القاهرة وحدها، حسب المصدر نفسه.

عمال مصريون أمام خطر الفصل بعد رفضهم تدخل الأمن في الانتخابات النقابية

دمج المقاتلين وحلّ البرلمان… أبرز بنود لقاء سلفا كير ومشار في إثيوبيا

Posted: 20 Jun 2018 02:17 PM PDT

أديس أبابا ـ «القدس العربي» ـ وكالات: وصل رئيس جنوب السودان، سلفا كير، وخصمه زعيم المتمردين رياك مشار، أمس الأربعاء إلى أديس أبابا، لإجراء أول لقاء بينهما منذ عامين، لمحاولة إعادة السلام إلى بلدهما الذي تدمره حرب أهلية منذ 2013.
وتحت ضغط الأسرة الدولية، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد أحمد أبيي، الذي يرأس المنظمة الإقليمية «الهيئة الحكومية للتنمية» (إيغاد)، كير ومشار إلى أديس أبابا. وتعمل هذه المنظمة منذ أشهر على تحريك عملية السلام من دون جدوى.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، إن أبيي سيدعو «المسؤولين إلى تقليص خلافاتهما والعمل على إرساء السلام في جنوب السودان وتخفيف حمل الموت والتهجير عن سكان جنوب السودان».
وبعد وصول مشار صباح الأربعاء الباكر قادماً من جنوب أفريقيا حيث يعيش حياة المنفى منذ نحو عامين، استقبل أبيي كير بعد ظهر امس، في مطار أديس ابابا.
وقالت وزيرة الطفولة والرفاه، في جنوب السودان، أيوت دينغ أكولي، أثناء مغادرة الوفد الحكومي أبوجا «نتوقع أن يجري اللقاء بين رئيسنا ورياك مشار اليوم (الأربعاء).
وأضافت: «قد يتم بحث دمج القوات الحكومية والمتمردة وإمكانية حل البرلمان»، في إشارة إلى نقاط الخلاف بين الرجلين.
واللقاء، هو الأول، منذ المعارك العنيفة في جوبا عاصمة جنوب السودان في تموز/يوليو 2016. وانهت هذه المواجهات اتفاق سلام أبرم في آب/أغسطس 2015 وسمح لمشار بالعودة إلى منصب نائب الرئيس وإلى جوبا.
وفر مشار إثر تلك المعارك من بلاده، لكن لا يزال لديه نفوذ كبير على حركته.
واندلعت حرب أهلية في جنوب السودان في كانون الأول/ديسمبر 2013 عندما اتهم كير، وهو من اثنية الدينكا نائبه مشار وهو من اثنية النوير، بتدبير انقلاب عليه.
وتمارس الأسرة الدولية وفي مقدمها الولايات المتحدة ضغوطا منذ أشهر طويلة في محاولة لإعادة تفعيل اتفاق السلام المبرم في آب/أغسطس 2015 وانتهك عدة مرات.
وأعرب تحالف أحزاب المعارضة في جنوب السودان، عن أمله في أن يشكّل اللقاء بين سلفاكير ومشار، «خطوة لتعزيز الحل الشامل، وتحقيق سلام عادل ومستدام» في البلاد.
وقال تحالف المعارضة في بيان: «نأمل أن يقود الاجتماع الثنائي المزمع انعقاده اليوم بين سلفاكير ومشار، نحو تعزيز الحل الشامل، وأن يفضي إلى اتفاق سلام عادل ومستدام».
وحمل البيان توقيع كل من ممثل مجموعة «المعتقلين السابقين»، و«الحزب الفدرالي الديمقراطي»، و«الحركة الوطنية الديمقراطية».
وتضم مجموعة المعتقلين السابقين قيادات من الحزب الحاكم في جوبا، كان قد تم اعتقالهم بتهمة المشاركة في محاولة قلب نظام الحكم، في ديسمبر/ كانون الأول 2013.
كما ضم أيضا كلا من «حركة الشعب الديمقراطية»، «الحركة الوطنية للتغيير في جنوب السودان»، «جبهة الخلاص الوطني»، «حركة المقاومة في جنوب السودان»، «الحركة المتحدة في جنوب السودان»، و«حركة تحرير جنوب السودان».

دمج المقاتلين وحلّ البرلمان… أبرز بنود لقاء سلفا كير ومشار في إثيوبيا
تحالف معارض في جنوب السودان يأمل في اتفاق سلام شامل

لماذا يشتاق العرب لجمال عبد الناصر؟

Posted: 20 Jun 2018 02:15 PM PDT

رن الهاتف وإذا بي أسأل صديقي الذي لم أتحدث معه منذ مدة: «تبدو مختفيا، ماذا شغلك هذه الأيام».
فرد موضحا: «صار لي مدة أقرأ وأشاهد كل ما أجده عن جمال عبد الناصر، لقد اشتقت اليه في هذا الوضع العربي المنهار».
بعد المكالمة اجتاحتني سلسلة من الأفكار المتناقضة، وبالفعل، بدأت أقول لنفسي، يزداد شوق العرب لشخصية عبد الناصر في ظل الانحطاط السياسي العربي المستمر منذ غادرنا ناصر ليومنا هذا. لقد قاد عبد الناصر مدرسة الاستقلال التي يفتقد اليها العرب اليوم، وجسد مفهوم الكرامة من خلال حسه تجاه العدالة وموقفه مع المظلومين في وطنه وخارج وطنه. لقد حمل مشروعا سياسيا نابضا بالحيوية والتفاؤل والثقة، وهذا كله اختفى من عالمنا العربي. في خمسينيات وستينيات القرن العشرين جسد ناصر الكثير من شغف العرب بالاستقلال والعدالة والأمل ببناء تاريخ مشترك لأوطانهم وللأمة العربية.
جمال عبد الناصر الذي حكم مصر من خلال انقلاب عسكري أطاح بالنظام الملكي في تموز/يوليو 1952 لم يكن قائدا ديمقراطيا لكنه لم يكن قائدا دمويا أو عبثيا كحال الذين جاءوا بعده لحكم الإقليم العربي. كان عبد الناصر قارئا للتاريخ، ومؤمنا بأن مصر الناهضة قادرة على أخذ العرب لشاطئ أفضل. لقد ارتبط اسم ناصر بالروح القومية العربية بصفتها قادرة علي تجميع العرب بتنوع مذاهبهم ودياناتهم، بل يسجل التاريخ لعبد الناصر بأنه قاد المواجهة مع الاستعمار في عموم البلدان العربية. لقد دعم ثورة الجزائر بكل مبدئية ضد فرنسا، وحدد سياسة واضحة في المواجهة مع الصهيونية وإسرائيل، كما أمم قناة السويس في مواجهة حازمة مع بريطانيا وفرنسا وذلك لحماية مصالح مصر، بينما قام بكسر حظر السلاح الغربي المفروض على مصر، وقاد عبد الناصر مشروع العدالة الاجتماعية وتحرير فلاحيها من الظلم في مصر، وأنشأ كتلة عدم الانحياز مع نهرو زعيم الهند وشوان لاي نائب ماو تسي تونغ وتيتو زعيم يوغسلافيا، كما وساهم بصورة أساسية في إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، ودعم المقاومة الفلسطينية بعد حرب 1967. لقد قاد ناصر حرب الاستنزاف ضد إسرائيل وصولا لإعادة بناء الجيش المصري والتمهيد لحرب أكتوبر 1973.
ناصر كان اول زعيم في العالم الثالث ينجح في تأميم شركة كقناة السويس المملوكة لبريطانيا وفرنسا. كانت الشركة في مصر دولة ضمن الدولة، لهذا شكل تأميمها ضربة كبرى للاستعمار في دولة من دول العالم الثالث، وقد أدى ذلك لقيام كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بمهاجمة مصر في العدوان الثلاثي عام 1956، وقد نتج عن ذلك الهجوم احتلال قناة السويس وقطاع غزة وصحراء سيناء. لكن مقاومة ناصر للعدوان الثلاثي الهمت العرب، والهمت العالم الثالث برمته ووضعت ناصر في قيادة حركة الاستقلال في العالم الثالث. مشهد ناصر في الأمم المتحدة بينما تقف له كل الوفود تقديرا لمكانته لا ينسى. لقد دعم ناصر كل حركة تحرر في أفريقيا وفي العالم الثالث، وهذا جعله ايضا زعيما افريقيا وزعيما لمنطقة حوض النيل، وهذا ساهم بحماية الثروات المائية المصرية عبر منبعها ومسارها الافريقي.
لم يدخل ناصر عائلته الحياة السياسية، لم يسع للاغتناء المالي، ولم يحاول توريث الحكم لأي من أولاده، وعندما مات لم يكن يملك شيئا في جيبه أو حسابه. كانت فلسطين أساسية في مشروعه التحرري، وكانت الوحدة العربية، رغم تعثر وفشل مشروعه مع سوريا، أساسية لرؤيته المستقبلية. وعندما وقع الانفصال مع سوريا عام 1961 قرر الانسحاب بلا قتال ودماء إيمانا منه بالإبقاء على أمل الوحدة لأجيال مقبلة.
قيم العدالة الاجتماعية التي انتهجها عبد الناصر غيرت مصير الفلاح المصري. لقد استحق ناصر لقب امير الفقراء ( كما سماه أحمد فؤاد نجم الشاعر والمعارض المصري)، بل كان الفلاح المصري في زمن النظام السابق لناصر يعيش حياة بائسة مليئة بالشقاء والفقر. لقد جعل عبد الناصر ( وهو ابن لفلاح بسيط كد من أجل إيصال ابنه للكلية العسكرية) قادر على أن يؤمن بإمكانية أن يكون ابنه في أحد الأيام رئيسا للجمهورية. لقد كسر عبد الناصر القيود الطبقية السائدة في مصر في تلك الحقبة وجعل الفلاحيين المصريين وأبناءهم وبناتهم ( وهم أغلبية الشعب) يكتشفون حقوقهم في التعليم والتطبيب وتبوأ المناصب السياسية والقيادية. لقد جعل الريف المصري جزءا لا يتجزأ من مشروعه العربي.
ولمحاربة ناصر صنعت بريطانيا ثم الولايات المتحدة الأحلاف والدفاعات ( حلف بغداد مثلا). لأجل كل هذا هدفت حرب 1956 لإسقاطه وتغير نظامه، ولهذا وقع هجوم إسرائيل في حرب 1967، الذي أدى لسقوط سيناء، وغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية والجولان السوري، ذلك الهجوم سعى لتوجيه أكبر ضربة لمشروع ناصر العربي، تلك الضربة أجهضت المشروع الناصري وحجمت من اندفاعته.
الذين خشوا من ناصر في العالم العربي اختصروا نظامه بدولة المخابرات وأخطاء التأميم وحربه في اليمن، وبالفعل تورط ناصر في حرب اليمن، وأخطأ في التأميم وإدارة وحدته مع سوريا، ولم يحضر نفسه كما يجب لحرب 1967، كما قام ناصر بسجن المعارضين وأعدم نظامه سيد قطب أهم مفكر ومنظر للإخوان المسلمين، تلك كانت من أسوأ وأخطر أخطاء النظام.
لكن في المقابل أدت سياسة ناصر الوطنية لتحويل الكثير من معارضي ناصر لمدافعين عن صمود نظامه أمام إسرائيل والاستعمار، ومدافعين في الوقت نفسه عن التزامه بحقوق الفقراء والضعفاء. عندما مات ناصر كان الشاعر أحمد فؤاد نجم في السجن بسبب مواقفه السياسية، لكن أحمد نجم يذكر في حديث ذكرياته كم بكى على عبد الناصر عند مماته عام 1970. فحتى الذي ظلمهم عبد الناصر احترموا فيه شجاعته واستقلاليته وروحه العربية وسعيه للعدالة وتحمله لمسؤولية مشروعه السياسي العربي.
لقد مثلت المدرسة "الواقعية" العربية نقيضا لعبد الناصر، تلك المدرسة آمنت بالمرونة في كل شيء بما فيها أكثر المبادئ صحة وعدالة. لهذا قامت ببيع القطاع العام للخاص فباعت الدولة لأصدقائها وأقربائها، وانتهت بنشر الفساد وطرح توريث الحكم في أكثر من دولة عربية جمهورية، وسعت المدرسة الواقعية نحو السلام مع إسرائيل على حساب الأرض والحقوق، بينما قبلت أكثر الشروط إجحافا. لقد انتقمت المدرسة "الواقعية" العربية من عبد الناصر فأفقدتنا استقلالنا ومكانتنا أكنا في دول وطنية عربية أم بصفتنا شعوبا عربية تعشق الحرية والاستقلال وتسعى نحو العدالة والإنصاف. في زمن ناصر لم تصل الديون في مصر ( وقتها وصل الدين لمليارين) إلى ما وصلت إليه بعد ذلك ( عشرات المليارات)، يوم وفاته لم يكن الفساد قد انتشر كما هو حال الفساد اليوم. لقد خسر العرب بموت ناصر، وبالرغم من أخطائه، قائدا حرص على وطنه وشعبه وإقليمه.
عندما مات عبد الناصر لم يشهد العالم العربي جنازة لرئيس أو قائد أو ملك بهذا الحجم. لقد تداخلت المشاعر في وداعه، لهذا كانت جنازته لا تقل عن خمسة ملايين في القاهرة، بينما ملايين أخرى زحفت نحو القاهرة من أرياف مصر سيرا على الأقدام لأجل وداعه. وداع عبد الناصر انتشر في طول وعرض الوطن العربي، فقد عم فيها الحزن و العزاء والصمت وأغلقت الأسواق طوعا.
للأسباب التي ذكرتها في هذا المقال يشتاق العرب لجمال عبد الناصر. فسياسات من جاءوا بعده نشروا الظلم وقزموا العدالة وفككوا العرب وتخلوا لأجل السلامة عن المشروع العربي، بل دفعوا العرب مجددا للوقوع فريسة قوى الاستعمار والرأسمال العالمي. في ظل سقوط العدالة والسعي لتصفية القضية الفلسطينية وحصار غزة ( الذي تشارك به مصر العربية منذ سنوات) من الطبيعي أن يزداد شوق العرب لعبد الناصر. لا أعتقد بإمكانية إعادة استنساخ مرحلة ناصر، لكن بالمقابل لا تعكس هذه المرحلة أي من احتياجات العرب وأمانيهم. منذ 2011، ترتفع صور عبد الناصر في الميادين العربية مطالبة بإصلاح حال العرب وإعادة بناء استفلاهم وتأمين العدالة والحريات في بلادهم ودولهم. العرب تواقون لمشروع يحميهم من الظلم وينير مستقبلهم ويضمن لهم مكانتهم بين الشعوب ويضعهم في طريق الحرية والعدالة والديمقراطية. سيبقى جمال عبد الناصر كزعيم عربي تاريخي ألهم العرب وأخلص لهم كما وحرك شعوبهم في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين مصدر إلهام لحركاتهم المعارضة ولتياراتهم الإصلاحية الباحثة عن مستقبل مختلف عن الواقع الراهن الذي يسوده البؤس. يستدعي العرب من قاعهم الراهن جمال عبد ناصر بصفته صانع حلم وكاسر قيد ومؤسس مشروع.

٭ استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت

لماذا يشتاق العرب لجمال عبد الناصر؟

شفيق ناظم الغبرا

تغييب الديمقراطية وتغييب العقل

Posted: 20 Jun 2018 02:15 PM PDT

سيظل التساؤل عن مستويات حضور العقل في الفضاءات العربية، شرطا أساسيا للتعرف على مجموع الاختلالات المقيمة في مضاربنا المصونة، تحت قيادة حاكم مستبد يُدْعى التخلف، حيث تلح علينا مفارقةٌ مفادها أن «الآخر» حينما يكون بصدد ممارسة حضوره في مدارات الحداثة، ومنكبا على تنمية وإغناء منجزها، باعتباره الحدث الأكثر استئثارا بالاهتمام، نكون نحن معنيين بالبحث عن المسالك الخفية والمكشوفة، التي ما فتئ التخلف يحفرها بهمة ونشاط في جغرافياتنا، التي تفوح من أخاديدها روائح اقتتال ذاتي، يشيب من هوله الموتى. والسبب في ذلك، يعود إلى أن التخلف المقيم بين ظهرانينا معززا ومكرما، يحظى ببنية على درجة عالية من التركيب والتعقيد، تلزمنا بالتساؤل عن الصيغة التي يتفاعل فيها العقل في هذا المشهد، ليس باعتباره قوة مبدعة خلاقة ومنتجة، قياسا بمجالات التقدم العالمي، ولكن فقط باعتباره حدا فاصلا، بين متنزهات الرشد وخرائب الفوضى، لأن البحث عن تجليات اللاعقل في المجتمعات المتخلفة الرازحة تحت ثقل الجهل والاستبداد، ستكون حتما، أسهل منالا من البحث عن تجليات العقل فيها. وبصرف النظرعن تعدد المداخل التي يمكن أن تقودنا إلى الأسئلة الجوهرية المتعلقة بالعقل والعقلانية في واقعنا العربي، فإن مدخل الديمقراطية يظل أكثرها ملاءمة، وهي قناعة تتأسس على اعتبار حضورها، دليل حضور مؤشرات العقل والعقلانية، كما هي دليل حضور قيم حضارية ومجتمعية موازية، نتعرف من خلالها على هوية شعب ما، في امتداداته التاريخية، كما أن إثارة إشكالية العقل، تفيد ضمنيا وضع أسس الهوية المجتمعية، تحت مجهر النقد والتقييم والمساءلة، من أجل الكشف عن آليات تدبيرها لمتطلبات الواقع وإكراهاته، حيث يتعذر تصور حياة مجتمعية تطمح إلى تأكيد حضورها في المشهد الكوني، خارج دينامية التدبير العقلاني.
وحرصنا على التوجه إلى مسكن العقل من باب الديمقراطية، لا يعني بالضرورة أننا سنتورط في مقاربتها وفق المنظور الأكاديمي، خاصة أنها محل اهتمام النخب العربية منذ أواسط القرن التاسع عشر، ضمن سياق بحثهم عن إمكانية الانفلات من ظلمات الأزمنة البائدة، وهو اهتمام أمسى من فرط ابتذاله، شبيها بمشجب تُعلَّق عليه كل الخسارات الاجتماعية والسياسية، ذلك أن النخب استنزفت نقاشاتها في تقليب مفهوم الديمقراطية على مختلف وجوهه، أملا في العثورعلى أكثرها انسجاما مع متطلبات اللحظة التاريخية، حيث أصبح هذا الاستنزاف هدفا في ذاته، وأداة لاستعراض الكفاءة المعرفية التي تمتلكها الذات في حجاجها مع الخصوم، لا فرق قي ذلك بين منهجية اليمين، ومنهجية اليسار أو الوسط، الشيء الذي ينزاح بالنضالات والصراعات من إطارها الواقعي المادي والملموس، إلى حيز نظري، يتمحور حول ذاته في دائرة ضيقة ومغلقة، وهو ما جعل من الديمقراطية في العالم العربي كائنا مثيرا للجدل، أولا من منطلق الاعتبارات التي أشرنا إليها. وثانيا على أساس ما يحفها من دلالات متناقضة، تتعلق ببعدها المصطلحي، أو المرجعي، وأيضا بتفاعلاتها وتجاذباتها مع مفاهيم تراثية مجاورة، كالشورى والإجماع والاجتهاد، وكلها عوامل تؤثر في تعدد مستويات قبولها أو رفضها من قِبل الفرقاء، مشايعين كانوا أم مناوئين، علما بأن أُوار هذا الجدل، مستعر منذ أواسط القرن التاسع عشر، إلى الآن، على إيقاع الحرب الدائرة رحاها بين المحافظين والإصلاحيين، ذلك أن التوجه المحافظ، يعتبر منظومته جد متعالية عن المفاهيم الحداثية التي تنتمي إليها الديمقراطية، لكونها منظومة «تستوفي» مجمل الشروط الكفيلة بتدبير الحياة المجتمعية والسياسية، ما يجعل كل انفتاح على الخطابات المستحضرة من خارجها، بمثابة تدنيس للخصوصية الدينية، وانحراف عن جادتها، وضمن التوجه ذاته المتحفظ من انتظارات الديمقراطية، ثمة إمكانية لمقاربتها ضمن انتمائها إلى فضاءات الآخر، المؤطر بخصوصيته المسيحية والعلمانية، التي تعتبر في نظر الإسلامويين مدعاة للريبة والشك، نتيجة التراكمات التاريخية، التي ما فتئت صراعاتها تعمق هوة الخلاف بين الطرفين. أيضا رفْض ديمقراطية «الآخر»، يقترن باستحضار تاريخه الاستعماري، الذي لم تندمل بعد جراحه المفتوحة في الجسد العربي، فالمآسي والمحن التي عانى، ويعاني من جرائمها، تشحن هذا الجسد بما يكفي من الكراهية والرفض والحذر تجاه المفهوم، حيث يمكن الخروج بخلاصة مفادها، أن الغاية من أغلب المرجعيات الفكرية، التي احتمى بها الإنسان العربي، بمختلف مشاربها الدينية والقومية، وكذلك اليسارية، ذات المنحى المادي الجدلي، كانت بدافع تحصين الذات ضد تربصات الآخر/ المستعمر، الذي يُعتبر المصدرَ المباشر لمختلف «السموم الأخلاقية والفكرية»، مهما تقّنَّع بشعارات القيم الحضارية والإنسانية، حيث لا خير يُرجى من حضارة مسكونة بروح العنصرية، وبنزوع هيمنية واستعمارية. غير أن المفارقة تكمن في كون الأنظمة العربية المشهود لها بضراوة الاستبداد، تتألق في استثمار ما تبديه شعوبها من ردود أفعال سلبية وتعميمية، تجاه القيم الحداثية، كي توظفها بشكل مبيت، في النَّيْل من مصداقية كل الشعارات المنتصرة لحقوق الإنسان، باعتبارها «دخيلة» و«مستوردة»، الشيء الذي يُشرعِن حملاتها القمعية ضد المنابر الرسمية أو المحظورة المتحمسة لها، بدعوى حماية الخصوصية الدينية والثقافية، ما يؤدي إلى وضع كل القيم الحضارية التي تتبناها المواثيق الدولية في قفص الاتهام.
بالإضافة إلى هذه العوامل، تساهم الأمية الثقافية والسياسية في الإلقاء بثقلها الكبير على أساليب استيعاب وتصريف مفهوم الديمقراطية، كي تتحول في نهاية المطاف إلى ذريعة لتبييض عملة النهب والتسلطِ، خاصة حينما يتم رفع شعار تقاسم السلطة باسم الديمقراطية طبعا، وهو حق يراد به باطل، لأن التجارب التاريخية عودتنا على أن الأمر لا يتعدى حدَّ تقاسم الغنائم والامتيازات. وفي خضم هذه الأجواء الكارثية يعتكف العقل العربي في خلوته القصية، عاجزا عن الانخراط الطبيعي في مشاريع مجردة من شروطها المنطقية والموضوعية، لأن بذرة العقل لا يمكن أن تتفتح في تربة تحكمها أنظمة استبدادية، وغير مهيأة للاعتراف بالقيمة الإنسانية التي تمتلكها الذات البشرية بوصفها طاقة فاعلة، وحية من الأحاسيس والمشاعر المتوجة بضوء العقل. وسيكون من الضروري في هذا السياق، التأكيد على أن العقل الذي تسهر الأنظمة المستبدة على تكريسه، مدعومةً بتزكية التخلف، يوجد في الجهة المضادة للعقل الذي تتبناه وترعاه قيم التنوير والحداثة، لأنه وبإيجاز شديد، «عقل» مناوئ للعقل، ومشتغل بقوانينه الخاصة به، والمنفصلة تماما عن القوانين الطبيعية والموضوعية، التي يشتغل بها مبدئيا كل عقل سوي ونموذجي. بمعنى أنها قوانين مكرسة أساسا، لتدبير جموح الغريزة، تدبير الاضطهاد، وتدبير الإهانة الاجتماعية والسياسية، ثم إلى جانب ذلك، تدبير تقنية المعاملة بالمثل، من استغلالٍ للفرص، إلى الإيغال في التهافت على إفراغ القيم من مضامينها، أسوة بسياسات الدوائر الحاكمة، ذلك أن الفرد، وحالما يقتنع في ضوء المعطيات الملموسة، بأن هذه الدوائر، تنزه أنفسها عن سلطة القانون التي هي المقابل الموضوعي لسلطة العقل، فإنه حتما يستوعب بذكائه الفطري، إنها مجرد كليشيهات غير واقعية، وغير منطقية، وأن دورها ينحصر في إضفاء ما يكفي من الشرعية، على استراتيجية نهبٍ، لا يرى مانعا من الإدلاء بدلوه فيه.

٭ كاتب من المغرب

تغييب الديمقراطية وتغييب العقل

رشيد المومني

«ثورة» الإسلاميين ليست ثورة إسلامية

Posted: 20 Jun 2018 02:14 PM PDT

هو نقاش الخاسرين: ماذا قدم العلمانيون للثورة السورية، أو ماذا قدم لها الإسلاميون؟ لولا خسارتهما، ربما كان، بدلاً من النقاش، حرب هدفها التفرد بالسلطة وإقصاء الآخر. أما وهو نقاش نظري، فقد يكون مفيداً إذا تم خوضه بنية التعلم، لا بنية المماحكة والقتال على ركام ثورة وخرابها. ولكي يكون مفيداً يجب أن ينظر كل طرف في المرآة، ويسائل نفسه قبل الآخر: ماذا قدمت أنا للثورة السورية، أو ماذا فعلت بها؟
لكنهما لن يفعلا، ما دام الأمر يتعلق بصراع على السلطة، مهما ابتعد هذا الهدف بفعل الخسارة البينة. فما زال، في الصف المعارض، «سلطة» ما تطمح لتحديد معاني الكلمات وكتابة التاريخ على أقل تقدير، إن لم يكن بقايا «وجاهة» ومنافع تافهة.
واضح من مضمون السجال الدائر أن هناك ثورتين على الأقل، لا واحدة متفق عليها. وما دام الأمر كذلك، فصحيح أن العلمانيين لم يقدموا شيئاً لثورة الإسلاميين، وما كان لهم أن يقدموا. ولا قدم الإسلاميون شيئاً للثورة السورية، ولا كان لهم أن يقدموا. بل حاربوا كل قيمها، قالوا إن الديموقراطية كفر، وحكموا في مناطقهم «المحررة» بالحديد والنار، وحاربوا حرية الفرد وكرامته، عمادا الثورة السورية ومعناها. أعمتهم السلطة وأسكرهم التحكم بالبشر وكفروا بكل التراكم المتحقق في الحضارة الإنسانية.
ولكن مهلاً، عن أي «إسلاميين» نتحدث؟ عن الإخوان المسلمين، أو التيار الإخواني الذي يظهر في شخصيات ومجموعات وأحزاب كثيرة مموهة، أم عن المجموعات السلفية الكثيرة بدورها، أم عن السلفية الجهادية بمنظماتها المتحاربة فيما بينها؟ ذلك أن الإسلام السياسي، بمختلف أنواعه، ليس بالإيديولوجيا التي تتقبل التنوع والتعدد. وكل مجموعة تعتبر نفسها «الفرقة الناجية»، وتكفّر أخواتها، الأمر الذي لا يسمح بالحديث عن أنواع مختلفة من «الثورة الإسلامية» يمكن المفاضلة فيما بينها. فلو أن المجموعات الإسلامية المنخرطة في الصراع السوري اتفقت، فيما بينها، على مفهوم واحد لتلك الثورة، ومرجعية واحدة، لكان من الممكن وضعها في مواجهة الثورة الأخرى التي يدافع عنها معارضون غير إسلاميين.
أما واقع الحال فهو وجود فاعلين سياسيين كثر، بعضهم مسلح، يعتنقون إيديولوجيات متنوعة، منها إسلامية ـ بطبعات مختلفة ـ ومنها غير إسلامية. ولم تنكر القوى غير الإسلامية على الإسلاميين حقهم في المشاركة في الثورة أو الحياة السياسية بصورة عامة، لكنهم يرفضون استخدام الإسلام لأغراض سياسية. فهذا مما يسيء للإسلام الذي ليس حكراً، كدين وثقافة، على الإسلاميين. للعلماني حصته من الإسلام، انتماءً وقراءة وتأويلاً، ولا يستطيع الإسلامي أن ينازعه في ذلك. كما أن عامة المسلمين، متدينيين وغير متدنيين، لا يجدون في الإسلاميين ممثلاً سياسياً لهم. فهذا هو الغش الأولي الذي يمارسه الإسلاميون: أي اعتبار المسلمين إسلاميين تعريفاً. معروف للقاصي والداني أن «أسلمة الثورة السورية» تمت بفعل فاعل، من الجهات الممولة التي باتت لها اليد الطولى، في مرحلة معينة من الثورة، ولم تكن تطوراً عفوياً بحكم إسلام أكثرية السوريين كدين متوارث ومستقر في المجتمع.
أبعد من ذلك: أزعم أن ثورةً إسلامية قامت في التاريخ مع الدعوة المحمدية، وخاضت تجربتها التاريخية إلى النهاية، وبقي منها جانبها الثقافي العام، هو الذي يمتح منه «إسلاميون» يريدون إضفاء طابع قدسي على مطامحهم السياسية المشروعة بذاتها. إن الحديث عن تكرار تلك الثورة التاريخية العظيمة، أو استعادة بعض جوانبها «المفيدة سياسياً» من قبل طامحين حديثين إلى السلطة، هو الذي يشكل أكبر الخطر على إرث تلك الثورة الأولى المنتهية. وما عاشته منطقتنا من تجارب «إسلاموية» في عصرنا هذا، لم ينتج عنها غير الخراب والخسائر لمجتمعات المسلمين.
الإسلام السياسي الذي انتعش في أعقاب انحطاط الإيديولوجيا القومية، يمر اليوم بأزمة عميقة نرى تجلياتها في غير مكان: من إيران «الجمهورية الإسلامية» إلى السودان، إلى تركيا العدالة والتنمية، إلى حركة حماس الإخوانية، والتجربة الإخوانية القصيرة في السلطة في أعقاب الثورة المصرية، وصولاً إلى أقصى ما ذهب إليه الإسلام الجهادي في تجربة «الدولة الإسلامية» (داعش). وهي ليست بحال أزمة نمو، بل أزمة تحلل وتفسخ. وربما إحدى المهمات المطروحة على مجتمعاتنا اليوم هي تحرير الإسلام، ديناً وثقافة، من الإسلاميين.
بدلاً من أن يقوم الإسلاميون بالتأمل في تجاربهم السياسية الممتدة منذ السبعينيات إلى اليوم، بعين النقد وإعادة النظر، يحاولون تحميل الآخرين مسؤولية فشلهم المتكرر وفي كل مكان. بدلاً من أن يتركوا الإسلام لحاله وأهله، يصرون على استثماره لمصالحهم الدنيوية الضيقة، إلى درجة تحول فيها «الإسلام» إلى مشكلة عالمية، يواجهها أقوياء العالم بالنار والحديد.
التيار الإخواني بالذات يمارس التقية، كشكل من أشكال العمل السياسي، وعينه دائماً على السلطة. لا تهمه ثورات الحرية والكرامة، إلا بقدر ما تشكل سلماً يتسلقونه إلى السلطة. ولذلك تراهم خاسرين دائماً، لأن من يريد السلطة عليه أن يخاطب القلوب والعقول، بغير تقية، بل بقلب مفتوح، على الأقل حين يكون في المعارضة، وإلا فلا مصلحة لأحد في مساعدتهم على الوصول إلى السلطة.
بدلاً من السؤال عما قدمه العلمانيون للثورة، السؤال الصحيح هو ما الذي فعله الإسلاميون بالثورة السورية؟

٭ كاتب سوري

«ثورة» الإسلاميين ليست ثورة إسلامية

بكر صدقي

كيف نهزم إسرائيل؟

Posted: 20 Jun 2018 02:14 PM PDT

منذ أكثر من ستين عاماً ونحن ندعو على إسرائيل، فلا إسرائيل انهزمت ولا نحن انتصرنا! لماذا لم يستجب الله لنا؟ هل لأنه ليس معنا، أم لأننا لسنا معه، أم للسببين معاً؟ هل لأننا قلنا «اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون»? أم لأننا نقاتل في جبهات أخرى؟ هل لأن إسرائيل انتصرت علينا حضارياً وإنسانياً، أم لأننا انهزمنا بالمعايير الحضارية والإنسانية؟
هل لأن إسرائيل محكومة بديمقراطية نسبية، فيما نحن محكومون بأنواع من الديكتاتوريات الفاسدة؟ هل لأن سجون إسرائيل جامعات يتخرج فيها حملة الدكتوراه، أم لأن سجوننا مسالخ بشرية ومستشفيات مجانين؟ هل لأن لدى إسرائيل قنابل نووية، ونحن ما زلنا نتغنى بذي الفقار؟ هل لأن الإسرائيليين خرجوا من دوائر التيه الذي ضُرب عليهم في الماضي، ليدخلوا في روح العصر الحديث؟ أم لأن التيه الذي ضرب عليهم في سيناء، أصبح مضروباً علينا في هذه الرمال العربية المتحركة، التي تضيع فيها النجوم والاتجاهات ومعالم الطريق؟
عندما ننظر إلى حقيقة أن القضاء الإسرائيلي حكم بالسجن على رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت في تهم فساد، وأنه قضى 16 شهراً وراء القضبان، وأن الرئيس الإسرائيلي الأسبق موشيه كتساف سُجن خمس سنوات، بتهمة الاغتصاب والتحرش الجنسي، حينها نعرف أننا لن ننتصر على دولة الاحتلال، ما دامت سجون إسرائيل للفاسدين والمجرمين، حتى لو كانوا رؤساء، وسجون العرب للمناضلين وأصحاب الرأي، حتى لو كانوا أبرياء.
وإذا كانت أعلى نسب الفساد في الدول العربية موجودة في المؤسسات الأمنية والعسكرية، وهي المؤسسات المعنية بمواجهة إسرائيل، فلنا أن نعرف نوعية النصر الذي يمكن تحقيقه! أضيفوا إلى ذلك أن البروفيسور ألان سافتز اليهودي البريطاني من أصل ألماني، الذي كان يعمل في كلية اللغات في جامعة ليفربول، كان يقول لي في نقاشات ساخنة: إن العرب لن يهزموا إسرائيل، لأن اليهود لا يقتلون أنفسهم، فيما يذبح العرب بعضهم بالمناشير الكهربائية، ويقتلون بعضهم بالأحزمة الناسفة. وعندما ذكرته بحروب دويلات اليهود القديمة مع بعضها، قال: مشكلتكم أنكم تنظرون دائماً إلى الصفحات السوداء في ماضينا والصفحات البيضاء في ماضيكم، بدون أن تروا صفحات حاضركم السوداء، وصفحات حاضرنا البيضاء، نحن اليوم لا نقتل بعضنا، أنتم تفعلون. أضاف: خذها بصراحة: لن تنتصروا علينا عسكرياً، ما دمنا متقدمين عليكم حضارياً.
كيف يمكن أن ننتصر على إسرائيل إذن؟
دعونا نكون أكثر تحديداً: لكي نهزم إسرائيل يجب أن تكون سجون السلطة الفلسطينية، مثلاً، خالية من مقاومي الاحتلال الإسرائيلي، لأنه لا معنى أن ندعي العمل على تحرير الأرض ونسجن مناضليها بتهم وجهها لهم الاحتلال.
إن العالم يسخر حقيقة من وجود سلطة فلسطينية تعد الأكثر تنسيقاً أمنياً مع الدولة التي تحتل أرضها، تحت مبررات «المقاومة السلمية» لهذا الاحتلال. ومع أنه لا يمكن بحال التقليل من شأن المقاومة السلمية، إلا أن هذا النمط من المقاومة لا يقوى عليه من عجز أصلاً عن المقاومة المسلحة، لأنه أصعب بكثير منها، وما دعاوى المقاومة السلمية بمفهوم السلطة الفلسطينية اليوم إلا ضرب من التطبيع مع الاحتلال والتسليم له، وقمع معارضيه، إذ كيف نستعمل أساليب المقاومة السلمية مع الاحتلال، ثم نستعمل أساليب الردع العنيف مع معارضيه؟ إن المقاومة السلمية في حقيقتها تعني أن المقاوم متقدم أخلاقياً وحضارياً وإنسانياً على دولة الاحتلال، التي تتقدم عليه عسكرياً وتكنولوجياً فقط، ولذا نجحت المقاومة السلمية للمهاتما غاندي ونيلسون مانديلا، فهل هذه هي الحال في توصيف طبيعة الاشتباك بيننا وبين إسرائيل؟
دعونا نتوسع قليلاً، لنقول: هل يعقل أن النظام السوري مثلاً يمكن أن يحرر فلسطين، فيما يده ملطخة بدم أكثر من نصف مليون سوري؟ هل يمكن أن نصدق أن الإيرانيين سيدمرون إسرائيل، وهم الذين دمروا، أو أسهموا في تدمير الحواضر العربية القريبة من إسرائيل في العراق وسوريا؟
إن أكبر مصيبة أصيبت بها فلسطين بعد الاحتلال هي أنها وضعت كسلعة في المزادات السياسية لأنظمة لا تريد لها، أصلاً أن تتحرر، لسبب بسيط، وهو أن هذه الأنظمة تكتسب مشروعيتها الوحيدة من الدعاية الثورجية والقومجية ضد إسرائيل، لأنها، في الأصل، تحكم بدون أي مشروعية شعبية حقيقية تستند إلى انتخاب ديمقراطي، أو رصيد اقتصادي وتنموي، أو إبداع سياسي ومدني، ولذا مهم لتلك الأنظمة أن تظل الأراضي الفلسطينية محتلة، لتظل هي قائمة على أساس من «المشروعية الثورية المقاومة للاحتلال الإسرائيلي».
نحن هنا نتحدث عن الأنظمة التي ترفع شعار مقاومة إسرائيل، ناهيك عن غيرها من الدول العربية الأخرى، التي انكفأت على مشاكلها الداخلية، ونسيت القضية. إن نجاح الأنظمة الثورجية في استغلال القضية الفلسطينية يرجع إلى حالة النفاق، الذي يعد أحد أهم أوصاف حياتنا السياسية والاجتماعية، ولذا نجد أننا أكثر الشعوب رفعاً للشعارات ولصور الزعماء، في الوقت الذي نعرف فيه كذب تلك الشعارات، كما يعرف الزعماء كذب ونفعية من يرفعون صورهم. إن النفاق الذي لوث حياتنا السياسية والمجتمعية، يمكن إرجاعه إلى حالة القمع السياسي والكبت الاجتماعي والشلل الفكري والثقافي الذي نعانيه، والذي شوه الجوانب المختلفة لحياتنا، وجعل باطن حقائقنا مختلفاً إلى حد التناقض مع أقنعة وجوهنا، في حياة أشبه ما تكون بحفلة تنكرية سخيفة ممتدة على امتداد ليل طويل، نرتدي فيه زيفنا وخداعنا، ومظاهرنا الفارغة.
باختصار، لكي ننتصر يجب أن يبدل العرب رمزية الحاكم ليضعوا مكانها قدسية القانون، أن يحلوا قوة الدستور محل بطش السلطات، أن يجعلوا الولاء للمعاني لا للألفاظ، للقيم لا للأشخاص، وللأوطان لا للأنظمة الحاكمة. لكي ننتصر على إسرائيل يجب أن نتعلم منها. أن نتعلم من العدو كيف يكون قليل الكم، قوي الكيف، أن نحل معادلة 5 ملايين إنسان يتغلبون على أكثر من ربع مليار نسمة!
لقد استطاع اليهود تجاوز محنة «التيه الجيوتاريخي» وشكّلوا قومية دينية استطاعت الصمود، وضربت العرب في كل المعارك التي دخلوها، فيما خرج العرب منكرين هزيمتهم في ادعاءات أشبه ما تكون بعنتريات القبيلة العربية القديمة. إن تسمياتنا لهزائمنا المريرة تعكس أننا نحمل رأساً صغيراً لنعامة ضخمة تدسه في رمال الأوهام والميثيولوجيا الميتافيزيقية، الأمر الذي جعلنا نخفف هزائمنا المدوية بتسميات من قبيل: نكبة ونكسة، أو نفخم هزائمنا بتسميات مثل: أم المعارك والوعد الصادق وغيرها من التسميات التي تعكس حالة الإنكار التي نعانيها منذ عقود طويلة؟!
إن العرب ومنذ ستين عاماً يحاولون تلمس طريقهم للخروج من متاهة المراوحة بين القديم والجديد، الأصيل والدخيل، والماضي والحاضر، وفِي كل مرة يوشكون فيها على تجاوز برزخهم الكثيف، يعودون مرة أخرى إلى نقطة البداية. مشاكل العرب كثيرة اليوم، ولا مشكلة في وجود المشكلة، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب الحل، أو عدم القدرة على التوصل إليه، أو حتى عدم الرغبة فيه. المشكلة أن العرب يشعرون أحياناً أن كلفة المشاكل أعلى من فاتورة الحلول، ولذا يفضلون التعايش مع مشاكلهم على اجتراح حلول لها نتيجة لكسلهم الذهني ونفورهم من روح المغامرة والتجديد.
لقد أصبحنا نحن اليوم «الكيان المصطنع»، فيما إسرائيل، للأسف تمضي مسجلة لنفسها مكانة دولية: سياسياً واقتصادياً، وعلمياً وحضارياً، رغم أنها دولة احتلال!
قد لا نتقبل هذه المقولة، لا لأنها ليست حقيقة، بل لأنها مرّة، ونحن لا نقبل المرارة إلا في قهوتنا العربية التي نحتسيها في وقت استرخائنا الطويل! لكي ننتصر على إسرائيل، يجب أن نعرف أننا لسنا مقربين من الله أكثر من غيرنا، إلا بالإيمان والعمل الصالح، كما يقول القرآن، الذي يقول لنا: «ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، من يعمل سوءاً يجز به»، في إشارة إلى أننا لسنا «خير أمة أخرجت للناس»، على طول الخط، ولكن بشروط محددة، إذا فقدت انتفت هذه «الخيرية».
أخيراً: لو كنا اليوم «خير أمة»، لما كانت أراضينا محتلة، ولو كان اليهود «شعب الله المختار»، لما أقاموا دولة على أرض شعب شردوه، على أسس عنصرية مخالفة لتعاليم النبيين، وبما أننا وهم كذلك، فإن النصر- اليوم – يكون من نصيب الأكثر ديمقراطية وعدالة، والأكثر تقدماً علمياً، والأقرب إلى قيم الحضارة البشرية في جوهرها الإنساني، أو بلغة القرآن الأكثر «إيماناً وعملاً صالحاً»، وهنا يكون السباق نحو النصر المبين.
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

كيف نهزم إسرائيل؟

د. محمد جميح

الواهمون بتطبيق «صفقة القرن»

Posted: 20 Jun 2018 02:13 PM PDT

اقترحت الولايات المتحدة ما تسميه «بتسوية النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي» لتصفية القصية الفلسطينية بالرؤية الإسرائيلية، لذلك قبل معرفة بنود الصفقة، اعترفت الإدارة الأمريكية الترامبية بالقدس الموحّدة عاصمة للدولة الصهيونية، ثم نقلت السفارة الأمريكية إليها، كما وعدت بأنها ستكشف بنودها قبيل نهاية شهر يونيو الحالي.
لذلك سيقوم وفد أمريكي (جیسون غرينبلات وجیرارد كوشنیر) بزيارة بعض دول المنطقة كما إسرائيل (مع استثناء السلطة الفلسطينية، إلّا إذا هي طلبت مقابلة الوفد مثلما قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية). أهداف جولة الوفد الأمريكي بالطبع، تتمثّل في ضمان ظروف إقليمية لتطبيق الصفقة من جهة، ومن جهة أخرى لممارسة الضغوطات على السلطة الفلسطينية للقبول بتطبيقها!
الصفقة وفقا لما تحدثت عنها صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تقضي بضم 10% من مساحة الضفة الغربية المحتلة لـ»السيادة الإسرائيلية»، وهذا يشمل القدس الشرقية المحتلة كاملة ومدينة الخليل، فيما تقام عاصمة الدولة الفلسطينية في منطقة محاذية للقدس. وقال تقرير للمحلل العسكري للصحيفة، أليكس فيشمان، إن بلورة هذه الخطة مرّت بتحوّلين: اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال حينها: «اسرائيل ايضا ستضطر إلى دفع ثمن». والتحول الثاني، حينما التقى ترامب نتنياهو، ليرى الأخير أن الصفقة مرت بتحول 180 درجة، حسب تعبير فيشمان.
وحسب تقرير الصحيفة، فإن الخطة باتت جاهزة، رغم ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس «لم يكن سعيدا بكل ما سمعه من المبعوث الأمريكي غرينبلات». الخطة يرى فيها الإسرائيليون، «خليطا من الافكار التي عرضت في عهدي الرئيسين اوباما وكلينتون»، وتقوم على أساس حل الدولتين، ولكن مع طعم أو قنبلة اسرائيلية. إذ يجرى الحديث عن دولة فلسطينية مجرّدة، وأن اسرائيل هي الدولة «القومية للشعب اليهودي». ونتيجة لتدخلات السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، وهو من غلاة التيار الصهيوني اليميني الاستيطاني المتطرف، جرت تغييرات كثيرة في الخطة. ويشار، إلى أنه في كل ما ورد من تقارير، فإن خطة ترامب ستبقي ما سموها «دولة فلسطينية»، محاصرة من الجهات الأربع بجيش الاحتلال، بدون أي سيطرة على المعابر ولا على الأجواء، وفي ظل كل هذا، فإنه لا يوجد أي ذكر لحق عودة اللاجئين، المرفوض إسرائيليا وأمريكيا أيضا.
بالمعنى الفعلي، فإن 45% من مساحة الضفة الغربية تحتلّها المستوطنات الإسرائلية المقامة، التي لم ولن تتوقف. هذا يعني أن مساحة الأراضي المتبقية للفلسطينيين هي فقط 45% من مساحة الضفة الغربية، بدون حساب المساحة التي أقيم عليها الجدار العنصري العازل، ومنطقة الغور التي تصرّ إسرائيل على تواجد قواتها فيها، كما في رؤوس الجبال كمناطق استراتيجية ضرورية للأمن الإسرائيلي، ووفقا لما ورد في الصفقة، «فإن إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي»، وهذا لو حصل، سيشكل اعترافا ضمنيا فلسطينيا «بيهودية إسرائيل» وتداعيات ذلك، في إفراغ المناطق المحتلة عام 48 من أهلها! إلى جانب ضم المستوطنات والقدس والخليل إلى إسرائيل، أي أن المناطق الفلسطينية لن تكون أكثر من كانتونات (باندستونات) معزولة مقطعة الأوصال! ولا سيادة للفلسطينيين بالمعنى الفعلي على مناطقهم أو معابر حدودهم ولا أجوائهم ولا تحت أرضهم، فسيظل الإسرائيليون هم المتحكمين بدخول وخروج الفلسطينيين إلى خارج مناطقهم، مع إسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين إسقاطا تامّا، وإمكانية دخول الجيش الإسرائيلي إلى المناطق الفلسطينية منزوعة السلّاح، كلّما ارتأت إسرائيل ضرورة دخولها لدواع أمنيّة.
ما سبق يعني، أننا أمام حكم ذاتي فلسطيني، حتّى لو جرت تسميته بـ»الدولة» أو حتى «إمبراطورية»! نعم، إن « صفقة القرن» تستجيب 100% للشروط الإسرائيلية، وأتت في هذا الوقت بالذات، لإنقاذ نتنياهو من تهم وفضائح الفساد التي يغرق وسطها، وبالفعل ارتفعت أسهم حزب الليكود بعد الحديث عن «صفقة القرن»، ما منع انهيار الحكومة الإسرائيلية وانفكاك الإئتلاف الحكومي القائم، كما صعد من نفوذ الأحزاب اليمينية الأكثر تطرّفا في الشارع الصهيوني، الآخذ باتجاه تزايد نفوذ اليمين المتطرف فيه. ما سبق يعني، استمرار الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية ولكن بثوب جديد.
في علم السياسة، فإن تنفيذ أي اتفاقية بين طرفين، خاصة قضية صراعية كالقضية الفلسطينية الممتدة إلى مئة سنة خلت، وهي في حقيقتها صراع فلسطيني عربي ـ إسرائيلي صهيوني أكثر منها قضية نزاع بين فئتين بالمعنى الحرفي للكلمة. تنفيذ الخطة مرتبط أولا بالطرفين، ثانيا بالبعد الشعبي للطرف المحتلّة أرضه والمغتصبة إرادته. ثالثا بالبعد الشعبي والرّسمي العربي، رابعا، بالوضع الإقليمي، خامساً، بالوضع الدولي. في ما يتعلق بالأول، فإن إسرائيل التي تمت الاستجابة لشروطها، ستحاول تنفيذ هذه الصفقة، ولكن بعد تمّنع لكسب المزيد من التنازلات الفلسطينية. أما الجانب الفلسطيني فنشك بأن طرفا رسميا فلسطينيا سيقبل بها للأسباب التالية: أنها بدون القدس والخليل وهما مدينتان ذاتا بعد رمزي ديني، ثم إنّ « الدولة العتيدة» ستكون منزوعة السيادة والصلاحيات، وهي ليست أكثر من حكم ذاتي تحت الاحتلال، وأن أي طرف فلسطيني مهما كان يوقّع هذه الاتفاقية سيسقط مباشرة. أما البعد الثاني المتعلّق بالبعد الشعبي الفلسطيني، فباختصار أن شعبنا الفلسطيني في مناطق الوطن الثلاث وفي الشتات يرفض هذه الصفقة (الصفعة) الهادفة إلى تصفية قضيته التاريخية تصفية تامة! ثم، إن شعبنا لن يقبل بإنقاص حقوقه الوطنية، ومن ضمنها حق العودة، التي ضمنتها له قرارات الشرعيّة الدولية. نعم، شعبنا لا يناضل منذ مئة عام، وقدّم في سبيل تحرير وطنه عشرات آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى، وعانى بل قاسى مرارات الغربة وتهجيره من أرضه، وظلم ذوي القربى لمخيمات اللجوء، من أجل حقوق منقوصة. بدليل مسيرات العودة في قطاع غزة الممتدّة منذ 30 مارس الماضي رغم الـ166 شهيدا وما ينوف عن 14 ألف جريح. هذا مثل بسيط يعكس إصرار شعبنا على التمسّك بحقوقه.
بالنسبة للنظام الرسمي العربي، فقد جرى تطويع معظمه لتمرير هذه الصفقة المهزلة! فبدأت فتاوى بطانة السلاطين وجوقاتهم الإعلامية المدفوعة الأجر مقدّما بالترويج لهذه المهزلة، من خلال أضاليل وتزوير لحقائق التاريخ، حتى لآيات القرآن الكريم، بالادّعاء: «أن بني إسرائيل ورد ذكرهم في القرآن مرّات عديدة، بينما لم يرد ذكر الفلسطينيين ولو مرّة واحدة» و»أن الفلسطينيين لا يشكلّون شعباً». إنهم يتساوقون مع أضاليل نتنياهو وحركته الصهيونية في أكاذيبها، بل زادوا على ذلك بادّعاءات تضليلية جديدة، «إنهم ليسوا بعرب بل هم «أعراب» وهم الأشدّ كفراً ونفاقاً». ووفقا لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، فإن الرئيس ترامب سيطلب من دول الخلیج استثمار ملایین الدولارات لتحسین الظروف المعیشیة في قطاع غزة، وتأمین نصف ملیار دولار لصالح مشاریع إنسانیة واقتصادیة فيه. بالنسبة للعامل المتعلق بالبعد الشعبي العربي: فإن غالبية الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج تدرك تماما (بكل أطراف المقاومة فيها) حقيقة المخاطر الإسرائيلية على دولها، وقد جرّبت ذلك، لذا، فهي تقف ضد الوجود الإسرائيلي، رغم ما تعانيه من صراعات إثنية، طائفية ومذهبية، خطّط لها لتقسيم الدولة العربية الواحدة.
وبالنسبة للبعد الإقليمي والدولي لتطبيق «صفقة القرن» فهو بشكله العام غير مؤات للتفاعل إيجابا مع بنود صفقة القرن الأمريكية، فمعظم دول العالم ضد الاستيطان الإسرائيلي، ومع انسحاب إسرائيل إلى حدود 4 يونيو 1967، ومع أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة، ومع حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وديارهم. لكلّ ذلك، فإن مهزلة صفقة القرن ولدت ميّتة، ولن يكتب لها النجاح، مهما هيّئ لترامب من جبروت يداعب خياله في إطار من جنون العظمة، التي تعمي صاحبها وتمنعه من رؤية حقائق العصر.
كاتب فلسطيني

الواهمون بتطبيق «صفقة القرن»

د. فايز رشيد

ليبيا: مشروع «حكومة الوحدة الوطنية» يضع العربة أمام الحصان

Posted: 20 Jun 2018 02:13 PM PDT

يكثُرُ الحديث في ليبيا هذه الأيام عن ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، على أمل ضمان الاستقرار في المرحلة التي تسبق إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة، نظريا، لأواخر العام.
وهناك من يُراهن على أن تشكيل مثل هذه الحكومة الائتلافية يُقلل من الضغوط على المسار الانتخابي، ويُلزم جميع الأطراف المشاركة بقبول مخرجات الانتخابات، واستطرادا تفادي العودة إلى مناخات الانتخابات الأخيرة، لمّا انشطر البلد بسبب الخلاف حول نتائجها. وفي معلومات المُتحمسين لهذه الفكرة أن هناك اتصالات جارية بين أعضاء من المجلس الرئاسي (طرابلس) وأعضاء من مجلس النواب (طبرق) لإيجاد آلية تُمكن من منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية المنوي تأليفها. غير أن مقومات اجتراح هذا الخيار غير موجودة في الواقع، فالقوتان الرئيستان في الغرب والشرق لا تطرحان هذه الإمكانية، ومازالتا تُلغيان بعضهما بعضا إلى حد رفض الجلوس معا في ضيافة الفرنسيين أخيرا في باريس، فكيف سيعملان معا في حكومة واحدة؟ وإن لم تشمل حكومة الوحدة الوطنية مجلس النواب والمجلس الرئاسي، فكيف ستكون حكومة وحدة؟ وكيف تكون وطنية؟
ضوء أخضر
الظاهر أن أصحاب هذه المبادرة يسعون للظفر بموافقة المجلس الرئاسي ومباركة مجلس النواب في آن معا، وفي هذا السياق عقدوا اجتماعين مع  ممثلي بعض الكتل في «الرئاسي» وبعض الأعضاء في مجلس النواب لضمان ضوء أخضر للمبادرة. واتخذت الاتصالات منحى يُركز على الإبقاء على الجسمين البرلمان والمجلس الرئاسي، على أن يتولى الرئاسي تسمية وزراء حكومة الوحدة بعد التشاور مع مجلس النواب «ضمانا لتمثيل جميع المناطق» على ما ذكر المبادرون.
يتم تشكيل حكومات الوحدة الوطنية عادة لدى انطلاق التجارب الانتقالية، لكي يقود الفرقاء المتخاصمون معا قاطرة الانتقال الديمقراطي، أو بعد انتخابات تتعادل فيها القوى، ولا يقدر أي طرف على الانفراد بالحكم. أما في الواقع الليبي فالانتخابات مقبلة مبدئيا، ومن يتولى الإعداد السياسي والقانوني والمادي لها هو الهيئة العليا للانتخابات، وليس أي طرف آخر، فماذا ستكون وظيفة حكومة الوحدة الوطنية في هذه الحال؟ الاحتمال الوحيد هو اللجوء إلى هذه الصيغة بعد الانتخابات، في حال لم يقدر أي طرف على الفوز بالأغلبية. وحتى في هذه الحال، تظل المخاوف قائمة ومُبررة من تكرار سيناريو 2014، عندما رفض أحد الأطراف القبول بنتائج الصندوق، لكن الأرجح أن هذه الفكرة تحمل بذور تشققها منذ انطلاقها، بعدما أبان بعض الداعين إليها عن خلفياتها المناطقية. وأفيد بأن بعض أعضاء مجلس النواب شكلوا مجموعات من «التكتلات المؤقتة» اعتمدت في غالبيتها معايير جهوية، فقد لوحظ أن النواب توزعوا على كتل مناطقهم، بدعوى «ضمان التمثيل المتساوي» لجميع المناطق في الحكومة المأمولة. وهذه مؤشرات إلى أن الكيان الجديد سيكون حلبة صراع بين النزعات المناطقية، ومصدرا لمزيد من التجاذبات والصراعات حول كيفية تقاسم الكعكة. واستطرادا فإن فتح سوق للمزاد في هذه المرحلة بعنوان تأليف «حكومة الوحدة الوطنية» سيشكل حجر عثرة أمام إجراء الانتخابات نفسها وتنفيذ بنود خريطة الطريق.
محو الجرائم؟
على الطرف الآخر من المشهد تعمل قوى الماضي، متسلحة بالإمدادات المادية والمعنوية من الداخل والخارج، على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ومعاودة بناء أجهزة «الجماهيرية» وأذرعها، خاصة منها العسكرية والمالية. ويتطلع رموز النظام السابق إلى سن قانون العفو العام، لكي يُعيد سيف الاسلام القذافي إلى دائرة العمل الشرعي، لأن الأحكام القضائية الصادرة في حقه تحول دون انخراطه في العمل السياسي مُجدَدا. والعفو العام عفوان: عفوٌ تشريعي يُصدره البرلمان ويمحو الجرائم، مُعتبرا كأنها لم تحصل، وهو لا يتعلق بالأشخاص وإنما بالوقائع. أما العفو الخاص فهو عبارة عن قرارات اسمية تخص أشخاصا بعينهم دون الوقائع. وتُقدم التجربة التونسية في هذا المجال سابقة تستحق الوقوف عند دروسها، إذ صدر قانون العفو العام عن كافة الجرائم السياسية في أعقاب الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي. ولم تمض أسابيع على إخلاء سبيل المعفي عنهم حتى عاد بعض المتشددين، وأساسا من تنظيم «أنصار الشريعة»، إلى حمل السلاح ضد الدولة، مُستأنفين «الجهاد ضد الطاغوت» (الجيش والشرطة والحكومة). وعلى هذا فإن التدقيق في منح العفو أو حجبه يتطلب التحري العميق والتثبُت الشديد لكي لا يستفيد منه من لا يستحق.
وفي الوضع الليبي تبرزُ حالة سيف الاسلام القذافي بوصفها حالة فريدة، فاعتقاله تم من قبل جهة خارج الدولة، واحتجازه تم أيضا في غير مراكز الاحتجاز الرسمية، التي يراقبها القضاء، كما أن الإفراج عنه (إن تم فعلا) جرى كذلك بأمر يُرجَحُ أنه من خارج القضاء. لا يتعلق الأمر هنا بقانون العزل الذي كان خطأ تاريخيا كبيرا عرقل المسار الانتقالي في ليبيا، بإقصائه كل الذين عملوا في مواقع مدنية وإدارية في ظل النظام السابق، ما حرم البلد من غالبية كفاءاته، على اعتبار أن جميع الليبيين كانوا (ومازالوا) يعملون في مؤسسات الدولة. لكن المُستهدفين من العزل كان ينبغي أن يقتصروا على أقلية ممن عملوا في أجهزة القمع، وارتكبوا جرائم ضد مواطنيهم، أو اختلسوا المال العام.
السطو على الاحتياطات
لا يستقيم فهمُ عناصر المشهد الليبي من دون إلقاء الضوء على أدوار اللاعبين الدوليين والاقليميين، الذين طفت تداخلاتهم على سطح الأحداث، منذ الأيام الأولى لانتفاضة 17 فبراير 2011، وكانوا سببا في تكديس جميع أنواع الأسلحة، بالإضافة للأسلحة التي تم الاستحواذ عليها من مخازن الجيش الليبي. وهذا البُعد هو الذي صنع الفارق بين الانتفاضتين التونسية والليبية، إذ أن تسليح من باتوا يُدعون بـ»الثوار» أغرق البلد في بحر من وسائل القتل، التي لم يتوان أمراء الميليشيات عن استخدامها للسطو على احتياطات مصرف ليبيا المركزي وسائر مؤسسات الدولة. وما من شك بأن انتشار أعمال الخطف والاغتيال والابتزاز في الحواجز ونقاط التفتيش غير القانونية، جعل المواطن يستدعي ذكرى الدولة الاستبدادية بوصفها كانت سدا في وجه الفوضى وما يُرافقها من انتهاكات. لكن بخلاف ما كان متوقعا، فإن العنف المنتشر في كل مكان، لم يُثن المواطن عن الإصرار على المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مثلما دلَ على ذلك خروج الجموع في ذكرى اندلاع الانتفاضة إلى ساحة الثورة بأعداد غفيرة، حاملين رايات الاستقلال ثلاثية الألوان، فيما اختفت راية «الجماهيرية» الخضراء. ويرصد الايطاليون هذه المتغيرات عن كثب لأنهم مهتمون اهتماما خاصا بالمنطقة الغربية، حيث تتجمع أكثرية الحقول التي تُديرها شركاتهم النفطية والغازية. وهم يسعون إلى تركيز حكومة قوية تكون قادرة على احتواء موجات الهجرة غير النظامية، وحماية مصالحهم ومنشآتهم. والأرجح أن الحكومة اليمينية الجديدة في روما ستكون أكثر تشددا من سابقاتها في التعاطي مع حكومة الوفاق الليبية في طرابلس، لأنها تحتاج إلى تسويق هذا التشدُدُ لدى الرأي العام الإيطالي للمحافظة على تقدُمها على منافسيها الوسطيين واليساريين.
في المقابل، تُركزُ فرنسا أنظارها على الهلال النفطي، حيث مصالح شركتها الرئيسة «توتال» وأيضا على إقليم فزان (جنوب) الذي يقع عند مركز التقاطع بين مستعمرات الامبراطورية الفرنسية، الممتدة من النيجر ومالي غربا، إلى تشاد وقسم من السودان شرقا. وساهم عقد مؤتمر المصالحة الأخير في باريس، ومُخرجاته المتعلقة بوضع خريطة طريق لتسوية سياسية للأزمة، في تقريب جميع الفرقاء من الموقف الفرنسي، وإن كانت ترجمتُهُ على الميدان ليست بالأمر اليسير. أما الولايات المتحدة، فتعتبر الملف الليبي ثانويا في المرحلة الراهنة، قياسا إلى الملفات الكبرى التي تُوليها عناية أهم، مثل الملفين الإيراني والكوري. وهي تقتصر في المرحلة الحالية على توجيه ضربات جراحية في جنوب ليبيا، لعناصر قيادية في تنظيمي «القاعدة» و»الدولة»، في إطار تعقُب المُشتبه بضلوعهم في اغتيال السفير الأمريكي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز في مقر القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012. ويُعتقدُ أن تنظيم «أنصار الشريعة» المتحالف مع «تنظيم الدولة» هو الذي دبّر عملية الاغتيال.
دول الجوار
تبدو دول الجوار الأكثر ضررا من استمرار الفوضى في ليبيا، لأن غياب الدولة أوصل العناصر المسلحة إلى حدود هذه البلدان المتاخمة لليبيا، سواء في الشرق مع مصر، أم في الغرب مع الجزائر وتونس. وتُكلف الاحتياطات العسكرية والأمنية الجزائرية، لاحتواء الأخطار الارهابية الآتية من ليبيا، نشر أكثر من 50 ألف عسكري ودركي على الحدود مع هذا البلد. وتُثقل هذه الكلفة الباهظة كاهل الدولة المتضررة أصلا من تراجع عائدات النفط والغاز، والمُهددة بموجات احتجاج على ارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل والسياسات التقشفية التي تتوخاها السلطات. وتُجابه تونس وضعا مماثلا بسبب حدة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها، وسط استمرار الأخطار الإرهابية، التي تُؤكد الاعتقالات الكثيفة للعائدين من سوريا والعراق وليبيا أنها جدية ولا يمكن التهوين منها.
بهذا المعنى، وبعيدا عن توقعات سيف الاسلام معمر القذافي، بأن «ليبيا ستصبح صومال المتوسط»، يبدو طريق المصالحة والتسويات بين الإخوة الأعداء في ليبيا متعرجا ومليئا بالأحجار والحواجز، ما يجعل تنفيذ الروزنامة التي تم الاعلان عنها في باريس، بطيئا ومتعثرا.
كاتب تونسي

ليبيا: مشروع «حكومة الوحدة الوطنية» يضع العربة أمام الحصان

رشيد خشانة

لا خوف على أجيال المستقبل

Posted: 20 Jun 2018 02:12 PM PDT

للذين يظنون أن روح الرفض والتحدي والالتزام بثوابت أمتهم ووطنهم لدى شباب وشابات هذه الأمة قد ضعفت، أو أن قدرتهم على قول ألف «لا» في وجه تراجعات تلك الثوابت في الحياة العربية الراهنة قد تراجعت، أقول لهم بأنهم مخطئون وواهمون.
فإبان خطاب لي بمناسبة تخرج مجموعة من شابات وشباب هذه الأمة من جامعة عريقة مبهرة في مستواها العلمي والأكاديمي، وبحضور مكثف من أقاربهم ومعارفهم، تبين لي ذلك الخطأ وذلك الوهم. كان خطابي تنبيهاً لهم بأخطاء وخطايا العصر الذي تعيشه أمتهم العربية ويعيشه العالم العولمي التائه من حولهم.
لاحظت في نظرات عيونهم المركزة، وفي رؤوسهم المرفوعة الشامخة، وفي ابتساماتهم العريضة الراضية، دفء القبول والاستحسان لنبرات صوتي الغاضبة عندما تعلو وتشجب وتتحدى، ولكلماتي عندما يشتد النقد وتُفضح النوايا الخبيثة ويُرفض ما يفعله البعض بهم وبوطنهم وعالمهم. وعندما كنت أعبر عن ألم أو خيبة أمل شعرت بأن كل ذرة من كيانهم تتألم وتصرخ لتنقلب إلى نيران متقدة تريد النزال والمواجهة والانتصار.
وعندما، أخيرا، سمعت تصفيقهم لما قيل، ولما عبر عنه بحركات الجسد المتعب، شعرت بالسلام والطمأنينة والثقة تملأ روحي وعقلي، وتأكدت بأنني حقاً أمام أجيال المستقبل العربي المشرق، فانحنيت لله شاكراً ولهذا الجيل ممتناً ومتعاطفاً.
علمت آنذاك بأن أكاذيب إعلام العلاقات العامة لن تمر، وأن كلمات النفاق لن تخدع هذا الجيل، وأن عقد الصفقات مع هذا العدو أو ذاك المتآمر لن تقبل، وأن الإصلاحات المظهرية لن تكون كافية، وأن استعمال الدين وألقه في انتهازيات السياسة لن يخدع إلا مستعمليه وأتباعهم في الخيانات والنفاق والزبونية.
هذا جيل لن يقبل قط بتمرير صفقة القرن المطبوخة في واشنطن وتل أبيب، والمحلاة في هذه العاصمة العربية أو تلك، فهو يعرف الفرق بين الحق والباطل، بين الوقوف مع أخوة له مظلومين وطعنهم وطعن قضيتهم بخناجر الجبن وقلة المروءة.
هذا جيل يعرف الخسة في تقديم المصالح المشتركة المؤقتة مع الخارج الاستعماري على روابط العروبة القومية وأخوة الإسلام والمصير الواحد في التاريخ والحاضر والمستقبل، ولذلك لن يتفهم قط ولن يقبل قط بالتصويت في محفل دولي مع دولة عدوة على حساب دولة عربية شقيقة.
هذا جيل لن ينجرّ إلى تقديم أي صراع وأي خلاف، مهما كان موجعاً وغير مقبول، مع أي دولة غير عربية، على صراع أمته الوجودي مع الفكر الصهيوني ومشاريعه الاستعمارية الاستئصالية، وبالتالي سيرفض مصافحة اليد الملطخة بدماء أخوته حتى لو لبست ألف قفاز من الكذب والمراوغة والابتسامات الشيطانية.
هذا جيل لن ينجرّ إلى ساحات الجهاد الجنوني الإرهابي المرتكب لجرائم الاغتصاب وقتل الأبرياء وحرق الأرض، واللابس كذباً وبهتاناً وتدليساً لعباءة دين الحق والقِسط والرحمة، دين الإسلام. هذا جيل لن يتنازل عن هدف وحدة أمته لتعيش منيعة أمام الطامعين في ثرواتها، عن هدف تحررها من كل هيمنة استعمارية أجنبية، عن هدف انتقالها إلى ديمقراطية سياسية اقتصادية، أساسها كرامة الإنسان والعدالة الاجتماعية والمواطنة الحقة المتساوية، وعن هدف النهوض من التخلف التاريخي والالتحاق بركب الحضارة الإنسانية للعب دور إنساني رفيع في كل ساحاتها وأنشطتها.
كل ذلك وأكثر من ذلك رأيته في عيون تلك المجموعة من شباب وشابات الأمة، ولمسته في كل حركة جسدية تجاوبت مع كلمات ونبرات الإصرار على التغيير الكبير العميق المطلوب في أرض العرب. ولذا على الذين يراهنون بأنهم سيخدعون هذا الجيل أو سيتلاعبون بعواطفه، أو سيسكتونه بقطعة خبز جافة يرمونها تحت أرجله، أو سيسلطون عليه كتبتهم وفقهاءهم وإعلامييهم… عليهم جميعاً أن يدركوا، قبل فوات الأوان، أنهم إنما يراهنون على أوهامهم وخداعهم للنفس وقلة مروءتهم وليس على هذا الجيل النبيل العفّ الغاضب.
كاتب بحريني

لا خوف على أجيال المستقبل

د. علي محمد فخرو

الهيكل الطبقي والتناقضات الثقافية في العراق

Posted: 20 Jun 2018 02:12 PM PDT

في منذ العهد العثماني والعراق يتكون طبقات اجتماعية حافظت على وجودها واستقرارها لعقود عديدة من الزمن، ومنها الطبقة الوسطى التي شهدت نمواً واتساعاً، وتميزت بأنها نقطة التوازن في التراتب الاجتماعي .
الهيكل الطبقي يعبر عن هوية المجتمع وواقعه، وقد رافقته سلبيات عديدة منها ( النظرة الفوقية، والدونية، والتعسف ). ويشار إلى أن تهديد الوجود الذي تعرضت له الطبقتان ( البرجوازية والارستقراطية ) تمثل بالسخط الشعبي والحركات اليسارية، وعملت أنظمة الانقلابات العسكرية على إنهاء البرجوازية من الواقع، أما الارستقراطية فقد أصابها التآكل بسبب ظهور حالة «تجار الحروب»، وفي مطلع عقد التسعينيات غابت الطبقة الوسطى من الواقع الاجتماعي.
الدهشة والغرابة بأن المجتمع العراقي لم يدخل «مختبرات» علم الاجتماع من قبل باحثين عراقيين لتحليل طبقاته وخصائصه، باستثناء أ. د.علي الوردي و الفلسطيني أ. د. حنا بطاطو، أما الآخرون فكانوا يتجنبون الاقتراب من مراكز القوى والهيمنة المحلية حتى وصل الأمر إلى عدم الإشارة مثلاً إلى أسماء الإقطاعيين وزعماء القبائل بشكل مباشر. وأعتقد بأن التعقيدات التي رافقت تطور المجتمع، والإرث التاريخي المثقل بالتناقضات والتباين الطبقي، وربما التشويه الطبقي! حالت دون المساس بأوتار الخطر الذي استشعر به الباحثون.
جغرافيا العراق تتشكل من ( جبال، وديان، سهول، صحارى، أهوار )، وفيها طيف ملون، ولكل مساحة لهجة محلية أو لهجات متعددة كلهجة الموصل، والغربية، والجنوب، وسكان الأهوار، ولبعض المناطق لغات كالكردية والتركمانية والأرمنية وغيرها … وصعوبة التواصل بين المجتمعات أوجدت حالة من عدم الفهم والإدراك المشترك للخصائص، وربما قادت إلى العزلة.
لم يتعرض أحد من الباحثين إلى دراسة ألوان الطيف العراقي دراسة عملية تطبيقية لفهم أنماط الحياة الاجتماعية، مثلما فعلت المستشرقة البريطانية (غيرترود بيل) والباحثة الأمريكية ( إليزابيث فيرنيا )، حيث سجلا يوميات الواقع العراقي من دون تحفظ أو خوف وبأسلوب تحليلي ميداني. وأعتقد بأن (المس بيل) استفاضت أكثر بسبب موقعها الرسمي في العراق حيث شغلت منصب مستشارة المندوب السامي البريطاني وهي عالمة آثار وعرابة التأسيس أيضا.
إلى عهد قريب لم يكن المجتمع اندماجيا عدا العلاقات الناتجة عن الزمالات في الجيش أو الجامعات المحدودة كما في جامعة الموصل في الشمال وجامعة البصرة في الجنوب، وكذلك اندماج لشخصيات مثل موظفي الدولة أثناء تنقلاتهم الوظيفية بين المدن، ربما عدا بغداد فإنها متعددة الأطياف لكونها مركز القرار الحكومي والتجاري والعلمي، وفيها أعلى نسبة من الطبقة الوسطى ومن بعدها الموصل ثم البصرة.
من الأمور التي يتجنبها الباحثون هي مسألة الصراع بين الحضارة والبداوة، وحتى إذا مروا بجانب حدودها المحظورة، نلاحظهم يتكلمون عن علاقة ودية توافقية، والعراق موطن الحضارات القديمة، ومن ثم الحضارة العباسية، ولكن الذي يجب أن لا ينكر هو تعرضه على مر التاريخ الحديث لحالة البداوة التي قدمت إليه من الجزيرة العربية على شكل موجات لكونه يقع على حافتها، ونتج عنها نفور وصراع، فالقيم البدوية تحاول أن تفرض ما تعتقده على المدنية و «التبغدد»، وخيمة البدوي حاضرة حتى في تفكير القصر العربي، وما أن يعيش الرجل البدوي في المدينة حتى تتولد لديه «ازدواجية الشخصية» فهو يفكر بطريقة ويتصرف بأخرى، وتعاظم التناقض بظهور موجات الهجرة من الريف إلى المدن الكبرى، ونزوح سكان الأهوار إلى المدن القريبة جغرافياً بسبب تجفيف المسطحات المائية الشاسعة مما زاد من حالة التناقض .
من التناقضات الغريبة أيضاً محاولات توطين الغجر! والمعروف بأنهم يعشقون حياة التنقل والترحال، ولا ينتمون إلى المدنية، وغير اندماجيين .
كذلك الدراما العراقية لم تنجح في تجسيد ملامح التنوع العراقي، وكانت تخضع لاعتبارات تمنعها من الدخول عبر بوابات المجتمع الحقيقية. أما المسرح والمتمثل بمسرح الراحل الكبير يوسف العاني فكان مسرحاً للنخبة والوسط الثقافي، وبقية الفعاليات كانت إما «مؤدلجة» أو تجارية.، وبرزت ثقافة خاطئة، فمثلاً تم التثقيف بأن رقص وأغاني الغجر ينحصر في «بنات الريف»، وبطبيعة الحال فإن مجتمع الحضارة لن يستطيع أن يميز ذلك، وكذلك بيئة الريف عاجزة عن إيضاح الخطأ «المتعمد»، وأنسحب ذلك على الكثير من الخصائص، وأعتقد بأنها إفرازات التناقضات الثقافية.
المجتمع العراقي في حاجة إلى إعادة دراسة خصائصه بشجاعة وحيادية ليتسنى التعرف عليه بوضوح، ويخطو الفرد نحو الحرية الفكرية، وينطلق منها نحو التكامل المجتمعي بدلاً من حالة التفكير الجمعي .
هل سيعاد تشكيل طبقات المجتمع العراقي من جديد ؟

كاتب عراقي

الهيكل الطبقي والتناقضات الثقافية في العراق

نجم الدراجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق