Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

السبت، 23 يونيو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


المسألة هي من يملك رخصة قيادة السعودية!

Posted: 22 Jun 2018 02:30 PM PDT

سيكون يوم غد الأحد مختلفاً بالنسبة للنساء السعوديات فهو ينهي معركة تاريخية طويلة كلّفت سلطات الرياض جزءاً كبيراً من سمعتها الدولية، باعتبارها البلد الوحيد في العالم الذي يمنع المرأة من قيادة السيارة.
لكنّه، ورغم جولات العلاقات العامّة المذهلة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى أنحاء العالم (والولايات المتحدة الأمريكية خصوصا)، والأكلاف الهائلة التي دفعتها الحكومة والجهات المعنية لترويج صورة جديدة للمملكة تحت قيادته، فإن الحقيقة الناصعة هي أن تلك الصورة زادت سوءا وانضافت عليها سوءات أخرى، وكان طبيعياً أن يتحمّل وليّ العهد وزر هذه الصورة بصفته قائد كل هذه الأوركسترا السياسية النشاز التي نتابع تصرفاتها المتخبطة داخل وخارج المملكة.
في موضوع قيادة المرأة للسيارة نفسه كانت هناك مفارقات كبيرة، أهمّها، بالطبع، كان اعتقال بعض أهم الناشطات السعوديات اللاتي ناضلن لسنوات لأجل رفع هذا الضيم الشائن عن شقيقاتهن النساء كـ (لجين الهذلول وإيمان النفجان وعزيزة اليوسف وعائشة المانع)، وفوق ذلك شنّت حملة جائرة ضدهن تتهمهن بالخيانة والعمالة واتهمتهن أجهزة الأمن بـ«التجاوز على الثوابت الدينية والوطنية»، و«التواصل المشبوه مع جهات خارجية»، وهي الأوصاف الجاهزة في مطبخ الأنظمة الدكتاتورية لأي شخص يقوم بعمل منظم، أو يتواصل مع المنظمات الحقوقية المعروفة في العالم.
يقرأ هذا التصرّف الأمني بعدّة اتجاهات، منها أن وليّ العهد يريد منع الناشطات (والناشطين) من الإحساس بنجاحهن في عمل سياسي ضد الدولة، وانتزاع هذه «المكافأة» منهن وتسويقها على أنها «منحة» من وليّ العهد وليست نتيجة لنضال وحراك اجتماعي سلمي طويل (بدأ قبل ولادته حتى).
مسلسل الاعتقالات الذي رافق صعود نجم وليّ العهد السعودي وطال أشخاصا من العائلة الحاكمة نفسها، وكبار الأغنياء، ورجال الدين، والناشطين والناشطات السلميين، هو العنصر الأساسي الكبير الذي يميّز طريقة «قيادة» وليّ العهد السعودي للمملكة.
يقابل هذا المسلسل الداخلي، مسلسل آخر مشابه في الخارج يحاول، بالطريقة المتعجلة والكاسرة للأعراف السياسية نفسها، الاستحواذ على المقدّرات السياسية لدول الإقليم القريبة، بدءاً من قطر، التي تعرّضت لأسوأ حصار منظّم وموتور في تاريخها، ومروراً بالأردن، التي يضغط عليها اقتصاديا وسياسيا، وينازعها الوصاية على الأراضي المقدسة والقدس في فلسطين، ويحاول احتجاز وابتزاز أحد أهم شخصياتها الاقتصادية، وفلسطين، التي يناور وينسّق ضدها مع إدارة الرئيس الأمريكي وثلاثيّه المتآمر على الفلسطينيين: جاريد كوشنر، وجيسون غرينبلات، ودافيد فريدمان، ولبنان، الذي احتجز رئيس وزرائه سعد الحريري (وكانت تلك فضيحة سياسية عالمية)، من دون أن ننسى اليمن، الذي يغطّي فيه على جرائم الإمارات الفظيعة، ويساهم في الآلام المهولة لليمنيين.
من المؤكد أن أي إنسان عاقل يشجع قرار قيادة المرأة، ويعتبر ذلك رفعا لجور غير معقول، لكن على العاقل أيضا ألا ينبهر بالطابع القمعيّ المختفي وراءه والذي يريد سرقة كفاح أجيال من الناشطين والناشطات بل وعقابهم على كونهم نجحوا في تحقيق مطلب واحد من مطالبهم الكثيرة، وأهمّها، المطلب البسيط وهو اعتبار المرأة كائناً راشداً مسؤولا عن نفسه، لأن المرأة السعودية، ما تزال ممنوعة من فتح حساب مصرفيّ بنفسها، أو الزواج والطلاق بنفسها، أو الحصول على جواز سفر والسفر للخارج، أو حتى احتساء قهوة مع صديق في مقهى، أو أن تقرر ما تلبس.
المسألة إذن هي في رخصة قيادة السعودية التي فُرضت على الناس فرضاً، أما رخصة قيادة السيارة فتفصيل صغير في تلك المسألة الكبرى.

المسألة هي من يملك رخصة قيادة السعودية!

رأي القدس

ترامب وصفهم بـ «أبناء العاهرات» والأمير البريطاني تزوج واحدة منهم!

Posted: 22 Jun 2018 02:30 PM PDT

سُرَّ الكثيرون بزواج الأمير البريطاني هاري من ميغن ماركل الممثلة نصف الزنجية الأمريكية المطلقة التي تكبره سناً. ولقبتها مجلة (فواسي الفرنسية 14-6) بجوهرة التاج. سرتني أصولها الزنجية. وتعيد الفضائيات بث شريط ذلك العرس. ها هي ميغن ماركل واحدة من نسل «أبناء العاهرات» كما يسمّيهم الرئيس ترامب (بمناسبة عدم قيام بعض اللاعبين الامريكيين الزنوج بالوقوف احتراماً للنشيد الوطني قبل المباراة، احتجاجاً على اضطهادهم كزنوج). وجد ترامب ذريعة في غلطتهم هذه ليفيض بما لديه من (حب!) عنصري للزنوج!

دوريا تأسر القلوب

أما والدة ميغن الزنجية كما تشهد ملامح وجهها فقد دمعت بهجة بزواج ابنتها كما كل أم.. وبكل بساطة وتواضع وكبرياء، وأضاء جمالها الزنجي قاعة كنيسة «سان جورج» في وندسور قرب لندن. وكم أسعدني الحضور الزنجي الكثيف في الكنيسة إبداعاً فنياً ورقياً إنسانياً.. هذا إلى جانب الملكة اليزابيث التي تبدو أن الزمن علّمها وزوجها وابنهما ولي العهد تشارلز الانفتاح على المختلف.. وانقضى الزمان الذي اضطر فيه الملك البريطاني إدوارد الثامن التخلي عن العرش عام 1937 وذلك للزواج من إمراة عشقها هي واليس سبمسون وكانت مثل ميغان مطلقة وأمريكية ومن عامة الشعب وكان ذلك بموجب المرسوم الذي أصدره الملك جورج الثامن عام 1772 بتحريم زواج ملك بريطاني من مطلقة أو من عامة الشعب!..
الأمير هاري لاحظ أن للزنجية لون الدم ذاته والدموع ذاتها ولا فارق بين الأبيض والأسود والأصفر والأسمر.. وأن لون البشرة لا يقرر درجة صاحبها في سلّم الإنسانية..
وكان حضور المغنية الزنجية التي غنت في الحفل مع كورس زنجي جميلاً، وأضاف القس الأسود الأمريكي فيل وليامز لمسة استثنائية إذ انه كان الزنجي الأول في زفاف ملكي أوروبي..
وكم سرّني أن أرى ميغان على الشرفة الملكية البريطانية في عيد ميلاد الملكة اليزابيث (92 سنة) ووقوفها مع بقية أعضاء الأسرة البريطانية المالكة التي يحبها معظم الشعب، ميغان بأصولها نصف الزنجية والأمير هاري زوجها بشعره الأحمر وبشرته ناصعة البياض!

حكاية خرافية؟ لا… بل تطور!

كثيرون وجدوا في هذا الزواج حكاية أسطورية كحكاية سندريلا مثلاً. من طرفي وجدت فيها حكاية عصرية لتطور صحي في سياق عقلنة كون المرأة مطلقة أو زنجية الجذور أو تكبر العريس الأمير سناً.. إنه التطور الصحي الجميل الذي يسجل للعائلة البريطانية المالكة ولإبنه 92 سنة الملكة اليزابيث. ويبقى أن نتطور نحن كعرب ونساير العصر بدلاً من الهرب إلى الماضي..
وعلينا استيحاء الماضي من دون المشي على وقع خطاه بل على ضوئه.
ديانا والدة هاري (إبنة اللورد) إكتشفت خيانة زوجها الأمير تشارلز بعدما عاشت في نفق الأوهام وماتت في نفق (الألما) الذي يقع قرب بيتي ولا تمر به سيارتي إلا وأتذكرها أمام العمود 13 حيث اصطدمت به سيارتها وقضت نحبها بعد ذلك بساعات مع عشيق آخر لعلها كانت على وشك الزواج منه: المسلم دودي الفايد إبن المليونير المصري الشهير الفايد صاحب مخازن «هارودز اللندنية» الذي رفضوا منحه الجنسية البريطانية. الأمير تشارلز تزوج ديانا حسب الأصول وهو يحب غيرها (كاميلا) أما هاري فتمرد على ذلك كله وتزوج ميغن. ولأن الحديث عن الأعراس يجر أحياناً الحديث عن المأتم، أنتقل الى عرس آخر حدث في الهند مؤخراً وذهب العريس ضحيته.

عادة متخلفة إطلاق الرصاص ابتهاجاً!

لم يطلق أحد الرصاص في وندسور أو حول بكنغهام بالاس لندن ابتهاجاً بزواج هاري كما حدث في الهند مثلاً في زفاف سوئيل فيرما (25 سنة) حين أطلق المحبون الرصاص احتفالاً بزواجه وأصابت العريس طلقة قتلته!! (ومن التخلف ما قتل!!).
والموضوع يخصنا وليس مجرد خبر (طريف وأليم) نطالعه في الصحف.
فعادة إطلاق الرصاص (الاحتفالي!) الذميمة في بعض عالمنا العربي ونعاني في لبنان من ذلك كواحدة من علائم التخلف.

بيان الرئيس بري لم يكبحهم

تصادف أن كنت في بيروت يوم اجتماع المجلس النيابي الجديد لانتخاب رئيس له. وتوقع الجميع فوز الرئيس نبيه بري ويبدو أن بري كان منهم أيضاً إذ أصدر بياناً يطلب فيه من أنصاره عدم إطلاق الرصاص ابتهاجاً إذا تم انتخابه وسررت بذلك لكي أنام بسلام فأنا من جيرانه.
وكان بيان الرئيس بري غاية في الوضوح.. ولكن الرصاص انطلق بعد انتخابه وروّع أطفال الحي. وابتعدت عن شرفتي ونوافذي في محاولة للنجاة من الموت برصاصة ابتهاج طائشة. ولن أفهم يوماً اقتران كلمة الرصاص بـ (الاحتفال). ولم أدهش، ولأن بيان الرئيس بري لم يقنع مؤيدية ومناصريه وشهروا بنادقهم ورشاشاتهم وأطلقوا نيرانهم على السماء (لماذا؟) أو على الجيران مثلي (لماذا أيضاً؟) ويبدو ان بياناً لا يكفي لتبديل عادات مرذولة..

التربية المدنية في البيت والمدرسة أولاً

ما فعله أنصار الرئيس بري ليس حادثاً فردياً منعزلاً ولطالما قتل الكثيرون على الشرفات في (هياج) إطلاق النيران ابتهاجاً.. بهذا أو ذاك وليس بوسع بيان كبح عادات متأصلة.. ولا بد من التربية المدنية منذ نعومة أظفار الجيل الآتي، في المدرسة والبيت وعدم اقتران صفة الرجولة بحمل السلاح إلا ضد العدو وبعدم إطلاقه على غير الهدف الحقيقي، وعدم الإلفة مع وجود السلاح في البيت مع الأب إذا لم يكن من رجال الشرطة أو الجيش لا سلاحاً ميليشياوياً لأي ذريعة (وطنية) تحريرية.

ترامب وصفهم بـ «أبناء العاهرات» والأمير البريطاني تزوج واحدة منهم!

غادة السمان

قطر التي «خرمت التعريفة»!

Posted: 22 Jun 2018 02:30 PM PDT

«خرمتها»، بمعنى أحدثت فيها ثقباً، أما «التعريفة»، فهي جزء من «القرش»، ربما نصفه. وللأجيال الجديدة، التي لم تعاصر «التعريفة» ولم تر «القرش» رأى العين، فنقول وبالله تعالى التوفيق، إن الجنيه يساوي مئة قرش، وقد كانت «التعريفة» هي مبلغ معتمد على أيامنا، وعملة معدنية لها وقارها ليس من السهولة ثقبها، ولهذا فعندما كان المثل المصري يقول «إن فلاناً خرم التعريفة» فإن المستهدف هو الايعاز بأنه يملك قوة خارقة، أو أنه أتى بالمعجزات، فلا أحد يمكنه أن «يخرم التعريفة»، وأحياناً يقال المثل بصيغة الاستنكار: «وكأنني خرمت التعريفة، أي جئت بشيء نكرا.
كان «ظريف الممسوس» المتجول في قطارات الصعيد، يضغط بسهولة على «التعريفة» وما في حكمها من عملة معدنية، فيعجب الناس لهذه القدرة على ثنيها وكيف أنها طيعة بين أصابعه، وكان يفعل هذا استنكاراً لمن تبرع له بها فكأنما استقلها، لكنه أبداً لم يقم بثقبها، وهو يحصل على تبرعات من الركاب اجبارياً، فلا أحد يعترض على «ظريف»، الذي إذا وضع اصبعه على أحد أغمى عليه، رغم أن هيئته لا توحي بذلك، فقد كان شاحب الوجه، يميل للنحافة المرضية، لكنه كان مع ذلك يمتلك قوة خارقة!
تقول الأسطورة إن «ظريف ممسوس»، أي مسته القوة الغيبية، فجعلته هكذا، أما كيف حدث «المس»؟ ترد الأسطورة، بأن هذا يحدث إذا شرب انسان من البحر وهو نائم. فهل ينام البحر؟ تقول الأساطير: إنه ينام لثانية في كل سنة. وهذه الأسطورة هي جزء من الأساطير الخاصة بنهر النيل، التي كانت الأساطير أيضاً لأهميته تقول إنه ينبع من الجنة، وقبل اسقاط قدسيته واستباحته ببناء الأندية على جانبيه، وتصريف مخلفات المصانع فيه، وهو ما عرفته مصر منذ أن ابتليت بحكم العسكر!
وقد انتهت الأساطير، ويوشك أن يصبح ماؤنا غوراً، وهو ما أكد عليه وزير الري في الأسبوع الماضي، إلى درجة إعلانه أن خمسة ملايين مصري في الدلتا سيجري تهجيرهم بسبب أزمة المياه، وذلك في الوقت الذي ظهرت فيه الإمارات في أعالي البحار وتتبرع لأثيوبيا مالكة سد النهضة بثلاثة مليارات دولار، فلا يرى القوم في ذلك أزمة، لكن المشكلة عندما ظهرت قطر هناك، فقيل يا داهية دقي، وكانت فرصة مواتية للأذرع الإعلامية لعبد الفتاح السيسي، لإعلان أن قطر تمول سد النهضة، لأنها تعمل كل ما في جهدها من أجل تعطيش المصريين، ولم يقل أحد إن سد النهضة يتم بناؤه بموافقة مكتوبة من قبل عبد الفتاح السيسي، تتمثل في اتفاق المبادئ الذي وقع عليه، والذي يسمح للجانب الأثيوبي ببناء السد بدون قيد أو شرط، وبدون ضمان قطرة مياه واحدة لمصر!

«شحتفة» عمرو أديب

وليست اشاعة التمويل من القوى الخارقة المشكلة لقدرة قطر على «ثقب التعريفة»، والتي تجاوزت القدرة إلى الفعل، فالمشكل لها هو ما كتبه عمرو أديب، الذي لا نعرف متى سيصبح تعاقده مع قناة «إم بي سي» سارياً، ومتى سيظهر بالفعل على الشاشة، فهو في حالة فراغ مثل فرصة ليمارس «الشحتفة»، ويظهر قدرة قطر الخارقة، بمناسبة احتكارها لبث مباريات كأس العالم والحيولة دون إسعاد المصريين، فقطر «كادت أن تقضي على بلاده لولا ستر المولى وعبقرية الشعب المصري»!
لا أعرف حقيقة المقصود بأن قطر كادت أن تقضي على مصر، فإذا كان المقصود به الانحياز لثورة يناير، فهي لم تكن طرفاً في إشعالها، وقد تجاهلتها في اليوم الأول لها، فـ»الجزيرة» كانت مشغولة في يوم 25 يناير 2011، بنزاع بين فصيلين لبنانيين على قطعة أرض! على ما أتذكر، وكان سؤالنا لكل قادم لميدان التحرير يومها هل أذاعت الجزيرة خبر المظاهرات؟ لنصاب بالحسرة عندما جاء الرد ليلاً بأن الخبر الخاص بنا في ترتيب متأخر وأنه الثالث في «نشرة الأخبار»، وكان الخبر الأول عن نزاع القوم في لبنان!
وإذا كانت «الجزيرة» قد اهتمت في يوم 28 يناير وما بعده بالثورة المصرية، فلأنها ثورة شعب، وباعتراف عمرو أديب وزوجته لميس الحديدي، فقد جاءا إلى «ميدان التحرير» للانحياز للثورة، بعد أن تبين لهما أنها قد تنتصر، بيد أنهما طردا من هناك شر طردة. وحاول عمرو بعد ذلك ركوب المد الثوري، فأعلن أنه تعرض للاضطهاد في عهد مبارك، وأن والدته ماتت مكلومة بسبب ذلك، وكذلك فعلت لميس، فهل كانت الثورة أداة للقضاء على بلاده وبوقوف «الجزيرة» خلفها؟!
اللافت هو أن الفتى لا يدرك أنه يهين مصر، عندما يصور أن قناة فضائية، «صعدت أم هبطت»، يمكنها أن تقضي على بلد بحجمها، وهي الاهانة المستمرة منذ عهد المخلوع مبارك، ويجري تقزيم البلد حتى تصبح في حجم محطة تلفزيونية، والإشارة إلى ذلك في ما كتبه «أديب» هو تحصيل حاصل، لكن الجديد هو حديثه عن الاحتكار الذي تمارسه قطر في إذاعة مباريات كأس العالم، مما أدى إلى حزن المصريين، وأنها تحاول دس السم في الرياضة.. لنصل إلى بيت القصيد، فالعنوان الجديد للحملة القومية على قطر، هو احتكار بث مباريات كأس العالم لصالح شبكة قنوات «بن سبورتس»، وجزء من هذا الاستغلال يتم بدفع سعودي، فآل أديب ليس «تمامهم» في مصر، ولكن هذا التمام بالمفهوم العسكري في المملكة العربية السعودية، منذ التبني السعودي للشقيق الأكبر «عماد أديب»، لهذا فإن عودة عمرو أديب إلى القنوات التلفزيونية السعودية، هو السياق الطبيعي، فقد استردت المملكة وديعتها لدى قناة «أون»!

المدفعية الثقيلة

والمدفعية القطرية الثقيلة هذه الأيام، في حالة قصف متواصل على أهل الحكم في السعودية، لدرجة أنها احتفلت بمرور سنة على تولى محمد بن سلمان وظيفة «ولي العهد»، واستضافته «الرأى والرأى الآخر» لكن أي كلام يقال هو مؤذ، وحضر عملاق التقارير التلفزيونية «فوزي بشرى» بعد غياب بتقرير «أرض جو»، وعندما يحضر «بشرى» فأعلم أنها لحظة «صمت الألسنة، ونطق الأسنة، وخطب السيوف على منابر الرقاب»، حيث ضرب الرقاب وشد الوثاق!
وإذا كانت «الجزيرة» هي «المدفعية الثقيلة»، فلست مع النظرية الأمريكية في الحروب، وقصف «خيمة» بالصواريخ العابرة للقارات، وكان يمكن لـ «الجزيرة مباشر مصر» أن تتولى هى قصف الأهداف المتواضعة، لكنها أغلقت ولم يدفع الحصار في بدايته لعودتها، وهي القناة المعجزة، التي غزت كل البيوت والدواوين الحكومية بما فيها أقسام الشرطة والنيابات، وبما في ذلك بيوت الذين كانوا يؤيدون السيسي، فهل بقي له من مؤيدين؟!
وإزاء هذه القصف، كان استغلال احتكار البث لمباريات العالم أداة لمخاطبة عواطف الناس، فقطر لا تدس السم فقط في الرياضة، ولكنها هي من حالت دون إذاعة المباريات بدون تشفير، مع أن «بن سبورت» أعلنت عن إذاعة (22) مباراة على ترددها غير المشفر، وقد أذيعت إلى الآن المباراة الأولى والثانية للمنتخب المصري كما ستذاع الثالثة بدون تشفير، فما لزوم «الشحتفة»؟ إلا أنها شيء لزوم الشيء!
لست مع فكرة احتكار بث مباريات كرة الكرة، لكن لا بد من طرح عدد من الأسئلة في هذا السياق: هل كانت «بن» هي أول قناة احتكرت بث مباريات كأس العالم؟!
وهل القناة القطرية هي أول قناة تعتمد البث المشفر؟
وهل لو رفضت القناة المذكورة شراء حق البث، كانت «الفيفا» ستبثها على التردد الأرضي؟
وأيهما أفضل للنظام المصري البث المفتوح أم المشفر؟ بمعنى هل لمصلحة الحاكم المصرين أن تذيع «بن» المباريات بدون تشفير، حيث تحظى بعدد اكبر من المشاهدين بما يمكنها من أداء رسالتها بالنحو الذي فهمه عمرو أديب وهو «دس السم في الرياضة»، وبما يمكنها أيضاً من المزاحمة على «كعكة» الإعلانات في مصر؟!
الحقيقة أن أول محتكر لم تكن «بن سبورتس»، ولكنها قنوات «آي آر تي» المملوكة للسعودي «صالح كامل»، أحد الرعاة الرسميين للعائلة المقدسة، والممول لكثير من المشروعات الإعلامية الفاشلة لـعماد أديب، ولم ينتقد عمرو أديب احتكار البث وقتئذ، ولم تهاجمه السلطة في مصر، بل على العكس من ذلك تماماً، فقد كانت الدولة المصرية، بنظام حكمها، وبشرطتها، وباعلامها، وبرجال دينها، في خدمة هذا الاحتكار، الذي لم تعرفه المنطقة إلا على عبر الإعلام السعودي، و»عمرو أديب» وقبله «عماد» عملا في قنوات سعودية مشفرة، لكن أزمة التشفير، بدأت لأن القناة التي قامت بالاحتكار قطرية، بعد أن صار الاحتكار واقعاً على أيدي السعوديين!

البث بالقوة

ولعلنا نتذكر كيف تم تسخير الشرطة المصرية لتتصدي لعمليات القرصنة على البث، وباقتحام المنازل والقبض على الجناة الذين استخدموا ما عرف بـ «الوصلة» لمشاهدة المباريات وتقديمهم للنيابة العامة، حماية لمصالح السعوديين في مصر، وكيف أن اعلاميين مصريين هاجموا القرصنة، وكيف أفتى «عمرو خالد» بأن «الوصلة» محرمة شرعاً حرمة يومكم هذا في شهركم هذا، ولم نشاهد إعلان النظام أنه سيبث المباريات بالقوة عبر التلفزيون المصري، ولم نشاهد هذا الأداء الرخيص، الذي شكل جريمة نصب، وإذا كان هذا الفعل خاصا بالأفراد، فلأول مرة نعرف «السلطة النصابة»!
لقد أعلن القوم أن التلفزيون المصري سيبث المباريات قوة واقتدارا، وقالوا لا يوجد من يمنعنا من البث لاسعاد المصريين والتأكيد على حقهم «في الفرجة»، وأعلن «أحمد موسى» عزمهم على ذلك، ومع أول مباراة، استعدت قناة «النيل للرياضة» للأمر باستوديو تحليلي، ووقف الخلق ينظرون كيف أبني قواعد المجد وحدي، وعاملون في التلفزيون الرسمي التقطوا السيلفي من داخل الاستوديو للتوثيق لهذه الذكرى العطرة، لحظة انتصار مصر على قطر في موقعة «التل الكبير»، وتم الإعلان عن الذهاب لنقل أول مباراة، ليفاجأ المشاهدون بمباراة قديمة في الكرة الطائرة، وهو أمر لا يمكن أن تقدم عليه سلطة مسؤولة، فمن المسؤول عن هذا التريهج؟!
إنها أزمة سلطة مبتذلة وليس لأن قطر خرمت التعريفة!
صحافي من مصر

7gaz

قطر التي «خرمت التعريفة»!

سليم عزوز

لماذا يخسر العرب في بطولات كأس العالم؟

Posted: 22 Jun 2018 02:29 PM PDT

غالبية العرب تحمست كثيراً للفرق العربية المشاركة في مباريات كأس العالم، وقررت أن تلغي كل مشاغلها وتجلس أمام الشاشات لتشجع الفرق العربية بعواطف جياشة. لقد ظن الكثير من العرب وهم يشاهدون مباريات المنتخبات العربية أنها مجرد لعبة، ومن الممكن أن تفوز منتخباتنا المشاركة على أقوى الفرق العالمية. باختصار شديد، لقد تابع معظمنا المباريات العربية في كأس العالم بعاطفة وأوهام وهلوسات لا علاقة لها أبداً بالواقع. لم نستخدم عقلنا أبداً ونحن نشاهد المنافسات. لم نتساءل: كيف لهذه الفرق التابعة لبلدان عربية غارقة في التخلف والفساد والانحطاط أن تنافس فرقاً غربية وأجنبية تابعة لدول تتصدر المشهد العالمي في الاقتصاد والتكنولوجيا والثقافة والعلوم؟
هناك دائماً تناسب طردي بين تقدم الدول تكنولوجياً واقتصادياً واجتماعياً وحضارياً وبين تقدمها رياضياً. لا يمكن أن تكون متخلفاً في كل شيء ومتقدماً في الرياضة. من يقبع في ذيل الأمم عموماً لا يمكن أن يكون في مقدمة الأمم في أي شيء آخر، لأن التقدم يكون متكاملاً. لقد حاولت الأنظمة العربية أن تلهي شعوبها بالرياضة كي تنسى خيباتها ونكساتها وتخلفها، فلاحقتها الخيبات والنكسات إلى أرض الملاعب، لأن الأنظمة المتخلفة الخائبة لا تنتج انتصارات رياضية. الرياضة حضارة أيها السادة، وهي انعكاس دقيق للشعوب والدول. كيف لكرة القدم أن تزدهر وبعض البلاد العربية كسوريا مثلاً تختار لاعبيها بالواسطة أو على أساس طائفي؟ حتى نقيب الفنانين في بلدنا يتم اختياره بناء على قربه من الأجهزة الأمنية، وليس بناء على قدراته الفنية. في بلادنا مطلوب من الجميع أن يكونوا مجرد مخبرين للأجهزة الأمنية سواء كانوا لاعبين أو فنانين أو كتاباً أو زبالين. كيف تصنع فريق كرة قدم في بلاد ليس فيها أي معايير رياضية أو فنية حقيقية أو قانون؟ مستحيل. لا تستطيع أن تنافس الدول المتقدمة التي تعمل بالقانون والقسطاط بفرق رياضية فاسدة كالأنظمة التي ربتها؟ عندما تشاهد الفريق الكوري أو الياباني أو الروسي، أول ما يتبادر لذهنك الصناعات والتكنولوجيا الكورية واليابانية والروسية. وعندما تشاهد فرقاً عربية أول ما يتبادر لذهنك صورة المسؤولين والمهرجين العرب الذين يقودون ويرعون تلك الفرق. حرام أن تنافس الحمير والبغال مع الأحصنة الأصيلة.
الأداء العربي الهزيل جداً في كأس العالم ومن قبله في الأولمبيات السابقة يجب أن لا يشكل صدمة لأحد، فما كان بالإمكان أبدع مما كان. فلا يمكن لأي دولة في العالم أن تتطور إلا شمولياً، وأعني هنا التقدم الشامل على كل الأصعدة. كيف للرياضة العربية أن تزدهر وترفع رؤوسنا عالياً في المحافل الرياضية الدولية إذا كان كل شيء لدينا متدهوراً سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً ودينياً؟
لقد أصاب نيكولاس كريستوف المعلق في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية كبد الحقيقة عندما قال إن: «نهضة الصين تتجاوز الميداليات الذهبية.. صحيح أن الصين أبهرت العالم بهذه الطفرة الرياضية العظيمة التي أزاحت الولايات المتحدة لتصبح الفائز بمعظم الميداليات الذهبية، إلا أنه ستكون للصين بصمة أكبر في الفنون والتجارة والعلوم والتعليم.. إن نهضة الصين في الأولمبياد ممتدة إلى كافة مناحي الحياة تقريباً». بعبارة أخرى، فإن الريادة لا تأتي في مجال وتتخلف في آخر. وكم كانت الباحثة والكاتبة في الشؤون العلمية صفات سلامة محقة عندما ربطت بين التفوق الرياضي والتقدم العام لتؤكد على ما ذهب إليه كريستوف.
بعبارة أخرى، فإن الرياضة يمكن أن تكون مرآة المجتمع، فحصاد الدول الفائزة بالعديد من الميداليات في الدورات الأولمبية،»لم يأت من فراغ، فالرياضة منظومة متكاملة، تشمل قائمة طويلة من الموارد، والمعدات والأدوات الرياضية المناسبة، والكفاءات والخبرات، والتدريب الجاد، وجوانب نفسية منها الإصرار والعزيمة والقدرة على التحمل، والعمل الجماعي، والتعلم والاستفادة من تجارب الآخرين، والثقافة الرياضية في المجتمع، إلى غير ذلك، ويأتي على رأس قائمة هذه المنظومة التخطيط الجيد والإدارة الفعالة. وطبعاً الإرادة السياسية والطموح الوطني.
كيف لنا أن نطبق المعايير المذكورة آنفاً على الرياضة إذا كانت غائبة تماماً عن باقي مناحي الحياة العربية. هل وفرنا المعدات والموارد والأدوات والكفاءات والخبرات والتدريب الجاد والثقافة والتخطيط الجيد والإدارة الفعالة لأي من مؤسساتنا التعليمية والصحية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية كي نوفرها للرياضة؟ بالطبع لا، فما ينسحب على التعليم والصحة ينسحب على الرياضة. وقس على ذلك.
الرياضة في بلداننا، وللأسف، هي بنت السياسة العربية، فإذا كانت سياساتنا فاسدة، فلا يمكن إلا أن ينعكس ذلك الفساد السياسي على الرياضة والرياضيين. فالرياضة هي إحدى ممتلكات النظام الشمولي العربي، مثلها في ذلك مثل مصلحة الصرف الصحي والفلاحة وجمع الزبالة والصناعة والسباكة والطبابة والثقافة والفن والعلم والتجارة والقضاء والتعليم وبقية القطاعات. ولا عجب أبداً أن من بين أسماء الحاكم العربي الحُسنى اسم «راعي الرياضة والرياضيين». فحتى الرياضة التي تعتمد بالضرورة على القدرات الجسدية هي تحت إمرة النظام العربي الرسمي ومن فضاءاته السلطوية.
لا يمكن لرياضيينا أن يتفوقوا لا داخلياً ولا خارجياً إذا كانت الرياضة عندنا تدار بعقلية الواسطة والمحسوبية والانتماءات الضيقة. فالمؤسسة الرياضية في الكثير من البلدان العربية هي مؤسسة حزبية أو سلطوية أو عائلية. ولا عجب أن ترى على رأس بعض المؤسسات الرياضية العربية أشخاصاً مؤهلهم الوحيد أنهم قريبون من السلطة أو متحزبون أو مخبرون، ويفهمون بالرياضة كما أفهم أنا بالانشطار النووي ما بعد الحداثي. فكيف للرياضة العربية أن تزدهر إذا كانت مسيسة من رأسها حتى أخمص قدميها ومدارة بعقلية قبلية أو عائلية أو طائفية أو حزبية أو حتى عشائرية قروسطية؟
لا تقل لي إن البرازيل أنتجت أعظم لاعبي كرة القدم وهي متخلفة. لا أبداً. البرازيل تقدمت كثيراً على كل صعيد. وهي الآن تتقدم على بريطانيا في إجمالي الناتج القومي. وكذلك الهند.
نحن مهزومون سياسياً، مهزومون اقتصادياً، مهزومون رياضياً.. ولو كان للهزيمة كأسٌ لرفعه العرب، ولتنافسوا أيضاً على الفوز به.
لا رياضة مزدهرة من دون ريادة حضارية شاملة!

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

لماذا يخسر العرب في بطولات كأس العالم؟

د. فيصل القاسم

عبارة «مؤذية» عن «مرضى السرطان» تثير عاصفة سياسية في الأردن: عودة لسقوط «الملقي» وأهلية «النواب» وما يفعله الرزاز

Posted: 22 Jun 2018 02:29 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي» : ينضم عضو البرلمان الأردني محمود الطيطي لرئيس الوزراء السابق الدكتور هاني الملقي وزميله رئيس لجنة فلسطين إلى نادي من يجرحون المجتمع بمواقف علنية متعنتة تخلو من أدبيات التعاطف مع مرضى السرطان.
الطيطي وهو محسوب على مخيم إربد للاجئين الفلسطينيين شمالي الأردن عملياً دخل الأضواء من اوسع الابواب في الساحة الأردنية خلال الايام الخمسة الماضية بعدما أطلق عبارة على الهواء التلفزيوني أثارت عاصفة من الاعتراض ليس عليه فقط إنما على مجمل هيبة وصورة وأداء مؤسسة مجلس النواب.
الشاب كان يريد الملاحظة على رئيس الوزراء الجديد عمر الرزاز فأفلتت منه العبارة التي يقول فيها بأن «مرضى السرطان ميتون بكل الأحوال».
كانت واحدة من أقسى العبارات التي تجرح المجتمع وتعيد إنتاج المزاج السلبي جداً شعبياً تجاه النواب الذين يحاول بعضهم التصيد مسبقاً ضد حكومة الرزاز وقبيل التاسع من الشهر المقبل حيث استحقاق نيل ثقة البرلمان في دورة استثنائية قررها الملك عبدالله الثاني قبل أيام.
وبمثل هذه العبارة انضم الطيطي لخصوم الشارع في السياق نفسه حيث سبق لزميله السعود ان اعترض علناً على الكلفة العالية لمرضى السرطان على الدولة فيما اتخذ الملقي قرارًا شهيرًا ومثيرًا للجدل بوقف تحويل مرضى السرطان للمركز الأهم الذي تعالج فيه هو شخصياً في مفارقة بدأت معها تماماً الاحتقانات الشعبية التي أطاحت بحكومته منذ ثلاثة أسابيع. عبر وسائط التواصل تم تصوير الملقي باعتباره رجلاً بلا رحمة رغم أنه أصيب بمرض سرطاني وتعالج في المركز الذي منع المواطنين من العلاج فيه إبان حكومته.
اليوم أفلت الطيطي عش الدبابير مجدداً في الشارع وحلق في الفضاءات المضادة شعبياً لمؤسسة النواب في الوقت الذي اتخذت فيه حكومة الرزاز خطوة بيروقراطية «تدين» سياسياً وعملياً حكومة الملقي في ملف مرضى السرطان عندما قرر مجلس الوزراء صرف بطاقة سنوياً تتكفل على مدار العام بعلاج جميع مرضى السرطان الأردنيين.
في الاثناء دفع بعبارته المنفلتة باتجاه نقاشات لم يكن يخطط لها من الصنف المرتبط بقانون انتخاب جديد وبآلية إنحيازات الشارع وخيارات الصندوق وإمكانية الإستغناء عن مجلس نواب معاكس للإصلاح ولا يحترم الشعب خصوصاً وان الأميرة غيداء طلال المهتمة الأكبر بمرض السرطان في المملكة شعرت خلافاً لعادتها بأن النقاش الذي اثاره طيطي يتطلب مداخلة علنية منها تصف عبارته بـ«العار».
ووصلت التعليقات لمستوى مطالبة أهالي مخيم إربد وحي الطفايلة في عمان العاصمة بالتنكر لتصريحات النائبين ومعاقبتهما في الوقت الذي تفتح فيه خطوات وزارة الرزاز الباب على مصراعيه أمام «إنقلابات بطيئة» في مفاهيم العمل السياسي والبيروقراطي بعد المشاعر السلبية العامة التي اجتاحت الجميع إثر «خيبة الأمل» بالطاقم الوزاري خصوصاً أن ملف مرضى السرطان اصبح قضية رأي منذ شكل بداية للإحتجاجات الجمهور على وزارة الملقي.
في الاثناء بدأ الرزاز في محاولة مجتهدة جداً وعميقة بالعمل على إستعادة ثقة الشارع بعدما تم إخلاء ساحة التمثيل السياسي بإنهاء تجربة»حكومات الظل» في القصر الملكي عبر تنحية رئيس ديوان الملك الدكتور فايز طراونة عن منصبه وتعيينه عضوا في مجلس الاعيان وإختيار خليفة من الصف الاداري وليس السياسي له هو الوزير في القصر يوسف العيسوي.
هنا حصريًا خطط الرزاز جيدًا لبعض التفاصيل عندما تراجع عن قرارات سلفه الملقي بخصوص مرضى السرطان وضرائب سيارات «الهايبرد» ووصف بعضها بانه «إعتباطي» قبل ان يعلن نيته تخفيض نفقات الحكومة بمقدار 150 مليون دينار مظهراً التباين بينه وبين غيره.
في السياق تكفل أن تطبق معايير الشفافية على جميع الوزراء ودون اي تسهيلات او مماطلات فقد وقع الجميع أوراق الذمة المالية واستقال جميع الوزراء من كل مجالس إدارات الشركات في القطاعين العام والخاص ووضع نظام متقشف جداً لاستعمال السيارات الحكومية وسيعاد النظر بتقاعدات الوزراء.
لاحقاً وسياسياً تم تكليف «خلية وزارية» بوضع تصور لطلب الثقة من البرلمان وأصر الرزاز على عقد اجتماعه الاول خارج مقر الحكومة في وزارة التربية والتعليم وحسمت مسألة «التفويضات» في مقر الحكومة وطولب الوزراء بمشاريع عمل واضحة وسقوف زمنية مع أدوات قياس وتم تعميم آلية التواصل عبر وسائط التواصل الشعبية بين الجميع وصدرت توجيهات بأن يتعاون جميع الوزراء وبإهتمام مع الخلية الاعلامية في رئاسة الوزراء بقيادة وزيرة الاتصال الناطق الرسمي جمانة غنيمات.
ترتيب البيت الداخلي عملية شارفت على الانتهاء في دار الحكومة مع نهاية الاسبوع الحالي والاستعداد لإستثمار اسبوعين قبل الخضوع لمجلس النواب بدأ بكثافة مع وجود خبرات مخضرمة في هذا السياق من بينها الرجل الثاني رجائي المعشر والبرلماني العريق وزير الشؤون القانونية مبارك أبو يامين ووزير البرلمان موسى معايطة إضافة لوزيرين ببعض الخبرة يمكنهما المساعدة مع النواب وهما وزير البلديات وليد المصري والداخلية سمير مبيضين.
يبقى لاحقاً لنيل الثقة من البرلمان تدشين خطة العمل الخاصة بالحوار الوطني على ثلاثة ملفات وهي «مشروع نهضة وطني، والتحولات الاقتصادية، ثم التعددية السياسية».
تلك مهمة مؤجلة عملياً بإنتظار أن يسحم الرزاز المهمة التي يتصور المراقبون انها الاصعب سياسياً وهي إتجاهات التيار المحافظ في حكومته.

عبارة «مؤذية» عن «مرضى السرطان» تثير عاصفة سياسية في الأردن: عودة لسقوط «الملقي» وأهلية «النواب» وما يفعله الرزاز
الطيطي انضم للسعود: «ميتون في كل الأحوال»… والوزارة الجديدة تبدأ بهم
بسام البدارين

قبل أيام من ذكرى الإطاحة بمرسي… حرب افتراضية بين خصوم السيسي ومؤيديه

Posted: 22 Jun 2018 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: سادت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، في مصر، أمس الجمعة، حول الموقف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فترة رئاسته الحالية.
ودشن رواد موقع التدوين المصغر «تويتر»، «هاشتاغ» بعنوان «إرحل يا سيسي» تصدر قائمة التريندات الأكثر تداولاً في مصر.
جاء ذلك في ظل تصاعد حدة الغضب الشعبي من الإجراءات الاقتصادية التي يتخذها الرئيس المصري منذ وصوله للحكم، تنفيذا لسياسات صندوق النقد الدولي برفع الدعم المقدم للمواطنين مقابل قرض قيمته 12 مليار دولار.
آخر خطوات رفع الدعم، كان قرار زيادة أسعار الوقود الذي أعلن خلال إجازة عيد الفطر، وهي الزيادة الثالثة منذ قرار تعويم الجنيه المصري في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، وسبقها مباشرة زيادة أسعار الكهرباء والمياه وتذاكر قطارات الأنفاق.
أنصار الهاشتاغ أعلنوا رفضهم لسياسات السيسي تجاه الشعب المصري، مطالبينه بعدم استكمال فترته الرئاسية.
الممثل خالد أبو النجا، دعا السيسي للرحيل عن حكم البلاد، قائلاً إن «السيسي تحول لديكتاتور».
وذكر متابعيه، في تغريدة عبر حسابه على «تويتر» باللغة الإنكليزية بوعد سابق للسيسي»التزم خلاله بعدم رفع الأسعار».
وأضاف: «الديكتاتورية تساوي عدم المساءلة، وتساوي الكذب والبقاء في السلطة بالقوة، وقمع حرية التعبير».

كسر حاجز الخوف

ويظهر من خلال التغريدات المختلفة على الهاشتاغ أنّ الشعب المصري قد وصل لدرجةً كسر فيها حاجز خوفه من السيسي.
إحدى المدونات قالت: «إرحل يا سيسي لأنّ الناس يموتون من الجوع، ومن المرض الّذي لا يستطيعون تكاليف علاجه، إرحل لأن الدنيا اسودّت بوجهنا وإزدادت حلكة، إرحل لأننا لم نعد نبصر الحرية ولا العدالة ولا العيش، إرحل لأنّ ثورة الجياع قادمة لتقضي على كلّ شيء».
وكتب مدون آخر أن «إنجازات السيسي خلال 5 سنوات تتلخص في 80 ألف معتقل سياسي، و7 آلاف قتيل، وبناء السجون بمعدل غير مسبوق، وتضاعف الدين العام 5 أضعاف، والاختفاء القسري وتصفية النشطاء، وتسليم تيران وصنافير للسعودية». وبين أن «مصر باتت على أبواب العطش نتيجة سد النهضة الأثيوبي».
بعض مستخدمي موقع «تويتر» اعتبروا أن التعبير على مواقع التواصل الاجتماعي لا يعدو مجرد تنفيس للغضب، مطالبين المواطنين والمتفاعلين مع الهاشتاغ بالنزول إلى الميادين وتحديد موعد للتظاهر لتغيير النظام وإجبار السيسي على الرحيل.
وكتب أحد المدونين»أتظنّون أنّه سيرحل بهذه السهولة، إنّه يستسهل موت الشعب جميعه أكثر من الرحيل عن كرسيه»، مضيفاً «هتلر قتل اليهود من أجل شعبه فيما السيسي يقتل شعبه من أجل اليهود»، وأنّ «ما بدأ بالدّم لن ينتهي إلا بالدّم».
آخرون رأوا أن الهاشتاغ مهمته فضح نظام السيسي وإظهاره ضعيفا وهشا أمام العالم.
وكتب أحد المغردين: «استمروا ياشباب.. والله الهاشتاغ هذا لو استمر أسبوع سيهز النظام الهش، هل تتذكرون أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك، عندما كنا نتخيل أن الجهاز الأمني في عهده (قوي وعظيم) لكنها تهاوت عند كوبري قصر النيل في أقل من ساعتين».
فيما دعا آخرون لتنظيم استفتاء عام على بقاء السيسي، وكتب أحد المغردين: «يجب أن نتبنى دعوة لتنظيم استفتاء عام على بقاء السيسي، لأن الهاشتاغ أمر للتعبير عن الغضب فقط، وغير معترف به، وتبني دعوة لاستفتاء عام على بقاء السيسي سيحرج النظام دوليا».
الكاتب أنور الهواري رفض فكرة التظاهر في الميادين، وكتب على صفحته الرسمية على الفيسبوك»: «جرى تجريب النزول إلى الميادين مرتين، في ظروف أفضل من الآن، ورغم هذا انتهت التجربتان إلى ما نحن فيه».

أفكار جديدة

وأضاف: «الديكتاتورية الجديدة محتاجة لأفكار جديدة، الدعوة إلى النزول، رغم كثرة مبرراتها غير مفهومة، ومجهولة المصدر، وغير مدروسة، ولا تقدر العواقب، ولا تحسب حساب الظروف».
وتابع: «الناس في حاجة إلى من يرحمهم ويتفهم الظروف بالغة القسوة التي يعيشونها، لا إلى من يزج بهم في دوامات ومتاهات الصراع على السلطة، لا يكفي أن تلعب على أوتار الغضب الشعبي من سياسات الحاكم، هذا الغضب من الوارد أن ينقلب على الجميع، ممكن النزول في غير هذا التوقيت يكون مفيداً وساعتها سيكون طبيعياً وربما بغير دعوة. أما الآن، وفي هذا التوقيت فلا أملك إلا أن أقول العقل نعمة كبيرة جداً». في المقابل، دشن مؤيدون للنظام الحاكم، «هاشتاغ» بعنوان «السيسي زعيمي وافتخر»، حصل على المركز الثالث ضمن التريندات الأكثر تداولاً في مصر.
وأكد هؤلاء تأييدهم للسيسي، مشيدين بما قدمه للشعب المصري منذ توليه مهام منصبه، ومشيرين إلى استمرار دعمهم له.
ويأتي الصراع بين معارضي ومؤيدي السيسي، قبل أيام من حلول الذكرى الخامسة لأحداث 30 يونيو/حزيران 2013 التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين» من حكم مصر، ومهدت الطريق للسيسي للوصول إلى الرئاسة المصرية.
يذكر أن الهيئة الوطنية للانتخابات أعلنت في شهر أبريل/ نيسان الماضي فوز السيسي بمنصب رئيس الجمهورية لمدة 4 سنوات مقبلة حتى 2022، بعد حصوله على 21 مليونا و835 ألفا و387 صوتًا، بنسبة 97.08٪.
وتفوق السيسي على منافسه موسى مصطفى موسى الذي حصل على 656 ألفا و534 صوتًا، بنسبة 2.92 ٪ في انتخابات قاطعتها المعارضة ووصفتها بأنها «مسرحية هزلية بلا انتخابات أو مرشحين». وتعد السنوات الأربع المقبلة التي سيقضيها السيسي في الحكم هي الولاية الأخيرة له بعد إعادة انتخابه للمرة الثانية في رئاسيات 2018، حسب المادة 104 من دستور 2014 المعمول به حاليا.
وتنص المادة 104 في جزء منها على: «انتخاب رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالي لانتهاء مدة سلفه، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة».
ورغم أن هناك تلميحات إعلامية وسياسية بدأت منذ عام 2016 على فترات متقطعة، وازدادت في الفترة الأخيرة، عن حتمية تعديل الدستور ليصبح من حق رئيس الجمهورية الترشح لمدد أخرى إلا أن السيسي أشار في أوقات سابقة إلى عدم تعديل الدستور.

قبل أيام من ذكرى الإطاحة بمرسي… حرب افتراضية بين خصوم السيسي ومؤيديه
مغرّدون يطالبون بالتظاهر في الميادين… وآخرون يدعون لاستفتاء شعبي على بقاء الرئيس

الاتحاد الأوروبي سيطرح على المغرب والجزائر وتونس استقبال المهاجرين السريين في معسكرات

Posted: 22 Jun 2018 02:28 PM PDT

مدريد- «القدس العربي» : أعادت بعض الدول الأوروبية طرح إقامة معسكرات خاصة بالمهاجرين الأفارقة في بعض دول هذه القارة وخاصة شمالها لاسيما مع وصول أحزاب مناهضة للهجرة إلى السلطة، وبهذا تستعيد مقترحا كان قد تقدم به رئيس الحكومة البريطانية الأسبق توني بلير وركز فيه على المغرب. ويرغب الاتحاد الأوروبي في تطبيق الفكرة بشكل نسبي لتفادي فضيحة حقوقية.
وعادت إشكالية الهجرة إلى الأجندة الأوروبية، ولا يعود هذا إلى الارتفاع الكبير لقوارب وسفن الهجرة، فهو أمر عادي مع اقتراب فصل الصيف وهدوء البحر، بل يعود إلى أسباب سياسية تتعلق بتطورات الوضع في دول الاتحاد الأوروبي وأساسا تفاقم قوة الخطاب المتطرف ضد الهجرة.
وكانت الحركات القومية المتطرفة تطالب بإغلاق الحدود الأوروبية في وجه المسافرين، لكن الوضع أصبح خطيرا للغاية مع وصول هذا الفكر السياسي إلى السلطة في بعض الدول ومنها دولة مركزية مثل إيطاليا. في هذا الصدد، رفضت إيطاليا خلال الأسبوع الماضي استقبال سفينة إكواريوس على متنها أكثر من 650 مهاجرا سريا، وسارعت اسبانيا إلى استقبال السفينة وإنقاذ المهاجرين من المعاناة في عرض البحر. وعادت إيطاليا على لسان وزير الداخلية ونائب الرئيس ماتيو سالفيني إلى التعامل مع سفينة جديدة بالصيغة نفسها، فقد أكد في تدوينة له في شبكات التواصل الاجتماعي أمس الجمعة على رفض استقبال حكومة روما لسفينة محملة ب 240 مهاجرا توجد في عرض البحر المتوسط.
وسيعقد قادة أوروبا الأحد نهاية الشهر الجاري قمة بطلب من المفوضية الأوروبية لمعالجة قضية الهجرة السرية وكيفية التعامل مع السفن المحملة بالمهاجرين. وينوي بعض القادة الأوروبيين مثل إيطاليا بحث مقترح إقامة معسكرات خاصة بالمهاجرين السريين في دول شمال إفريقيا، حيث يمكن استقبال واحتجاز المهاجرين لمدة معنية لدراسة ملفاتهم، وبالتالي القيام لاحقا بالسماح لهم بالدخول إلى أوروبا أو ترحيلهم إلى دولهم. وتتضمن مسودة أجندة اللقاء هذا المقترح. ومقترح معسكرات خاصة بالمهاجرين السريين في بعض دول شمال إفريقيا تعود إلى أوائل أوائل العقد الماضي عندما اقترح رئيس الحكومة البريطانية وقتها توني بلير هذا النظام إلى دول الاتحاد الأوروبي واقترح تطبيقه في المغرب بحكم أن هذا البلد كان يعتبر طريقا رئيسيا للهجرة السرية نحو أوروبا. ولم يرفض المغرب المقترح بل ندد به وشجبه.
وترفض المفوضية الأوروبية فكرة المقترحات لأنها شبيهة بمعسكر غوانتانامو وقد تكون أسوأ بحكم أن معتقلي غوانتانامو كانوا متهمين بالإرهاب بينما في حالة معسكرات الهجرة يتعلق الأمر فقط بمهاجرين.
وقال المفوض الأوروبي المكلف بالهجرة، دمتريس أفرمبولوس أول أمس الخميس «أرفض فكرة معسكرات على شاكلة غوانتانامو خاصة بالمهاجرين لأن هذا يمس بالقيم الأوروبية». وتابع أن ما يجري الحديث عنه هو إنزال المهاجرين في أماكن آمنة ودراسة ملفاتهم واتخاذ القرار هل سيتم قبولهم في الاتحاد الأوروبي أم إعادتهم. وكشف عن مشاركة كل من الأمم ومنظمة الهجرة العالمية والاتحاد الأوروبي ودول شمال إفريقيا مثل تونس والجزائر والمغرب في هذه العملية.
ويرى الحقوقيون هذا المقترح بمثابة إعادة معسكرات غوانتانامو بصيغة مختلفة وبضمانة أممية، ويحذرون من هذا التوجه الجديد.
وعمليا لن تقبل دول شمال إفريقيا مثل هذا المقترح أنه سيضفي طابعا مؤسساتيا على الهجرة السرية وستتحمل مسؤولية اي معسكرات لاسيما في ظل عدم احترام الاتحاد الأوروبي التزاماته في هذا الشأن.

الاتحاد الأوروبي سيطرح على المغرب والجزائر وتونس استقبال المهاجرين السريين في معسكرات
تشدد إيطالي ومطالب بإغلاق الحدود
حسين مجدوبي

تبدد الأجواء الإيجابية التي خلّفها تصويت الجزائر لصالح استضافة المغرب لمونديال 2026

Posted: 22 Jun 2018 02:28 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: بسرعة، أغلقت كوة الأمل في انفراج مغربي – جزائري قريب، التي فتحها التصويت الجزائري لصالح المغرب في التنافس على استضافة مونديال 2026، ورد الفعل المغربي والرسمي، متوجاً برسالة الشكر والتقدير التي بعثها العاهل المغربي الملك محمد السادس للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والحديث عن استضافة ثلاثية (مغربي – جزائري – تونسي) لمونديال 2030، الذي قال المغرب اعتزامه التقدم لاستضافته.
وقالت مصادر مغربية أن الملك محمد السادس اقترح في رسالته على الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الترشح المشترك لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030 وفيما بعد قال مصطفى الخلفي، الوزير المغربي المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن المجلس الحكومي المنعقد اليوم الخميس لم يتداول في تنظيم كأس العالم بشكل مشترك مع أي دولة. وانطلقت فكرة الاستضافة الثلاثية من تونس، حين تقدم برلماني تونسي باستضافة مشتركة لمونديال 2030، قبل أن يعلن المغرب رسميا انه سيقدم طلبا للاستضافة رغم أنه لم يستطع أن يحقق حلم هذه الاستضافة سنوات 1994 و1998 و2006 و2010 و2026. وقال وزير الشباب والرياضة المغربي، رشيد الطالبي العلمي، مباشرة بعد إقصاء الملف المغربي أمام الملف الثلاثي الامريكي المشترك، إنه بتعليمات من الملك محمد السادس»سيتقدم المغرب بترشيحه لاحتضان كأس العالم لسنة 2030».
وأعلن مصطفى الخلفي أول أمس الخميس أن «الموضوع المرتبط بتنظيم كأس العالم بشكل مشترك لم تتم مدارسته في مجلس الحكومة».
وكان السفير المغربي في الجزائر قد أكد في تصريحه للتلفزيون الجزائري أن المغرب تلقى باعتزاز كبير الموقف الجزائري النبيل بالتصويت لصالح الترشح المغربي لتنظيم كأس العالم 2026، موضحا أن الملك محمد السادس عبّر في رسالة إلى الرئيس بوتفليقة عن صادق الشكر والامتنان لتصويت بلاده لصالح الملف المغربي.
وقال عبد الخالق إن هذا الموقف الجزائري «يعكس قيم الشهامة والصدق والوفاء التي يتحلى بها بوتفلقية، ويعكس في الوقت نفسه عمق أواصر الأخوة والتضامن بين الشعبين».
هذه الأجواء الإيجابية تبددت لأن تسوية نزاع الصحراء الغربية في حالة انتظار الاسابيع القادمة وتحركات الامم المتحدة لإعادة الروح للمفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تسعى لفصل الصحراء عن المغرب بدعم الجزائر.
ويعتبر المغرب أن الجزائر بدعمها للمطالب الانفصالية للجبهة تضع نفسها طرفا في النزاع، وفي الخطاب الاعلامي والرسمي المغربي، منذ اندلاع النزاع عام 1975، فإن الجزائر هي الطرف الاساسي في النزاع ومعها تكون المفاوضات، ويبرز ما ورد في قرار مجلس الامن الدولي رقم 2414 الصادر نهاية نيسان/ ابريل الماضي من دعوة للجزائر للعب دور أكبر في تسوية النزاع.
وتقول الجزائر أنها ليست طرفا وأن النزاع مغربي – صحراوي وأنها تدعم الجبهة من منطلق دعمها للشعوب في تقرير مصيرها.
وقال وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، أمس الجمعة في «الملتقى الوطني الأول للترافع المدني عن مغربية الصحراء» بمدينة مراكش، الذي تنظمه الوزارة إنه «لا يمكن تصور حل لنزاع الصحراء بدون انخراط حقيقي وفعلي للجزائر، التي لها مسؤولية في استمرار النزاع».
وقال إن قضية الصحراء توجد تحت قيادة واحدة وليست هناك قيادات متعددة، مشيراً إلى أن هذا الملف يقوده الملك محمد السادس، تحت تجند الجميع خلفه، مشدداً على أنه لا حل للقضية خارج السيادة المغربية والحكم الذاتي وأن هناك إجماعا على قضية الصحراء داخل المغرب، مع حرية التعبير عن الآراء وأن هذا الملف يشكل السلاح الأساسي للمغاربة للدفاع عن التراب الوطن. واوضح «هذا الإجماع الوطني مبني على بنية وحدوية لا يمكن تكسيرها أو المس بها، والقضية مبنية على أسس ميدانية وهي معركة مستمرة لا تتوقف ولا تنتهي، ولا حل من دون إنخراط فعلي للجزائر كما كان لها دور في افتعاله». ويعرف الملتقى مشاركة أكثر من 200 فاعل جمعوي من ممثلي جمعيات مدنية مهتمة بقضية الصحراء، وفعاليات علمية وأكاديمية وممثلي وسائل الإعلام. واعتبر الخلفي هذا «الحضور الكبير دليل على وجود جهود وتضحيات تبذل في ملف الصحراء، ومنها ما يتم في صمت». وأوضح أنه لا يمكن لمن لا يتوافر على رصيد علمي ومعرفي أن يترافع عن قضية الصحراء، مشدداً على ضرورة وجود استراتيجيات ومعرفة ومعطيات دقيقة ودامغة للدفاع عن القضية، معتبراً أن الترافع المدني هو مجموع المبادرات المدنية المبنية على معطيات علمية وبأدلة وحجج دامغة وتعتمد الاستباق والمبادرة والتفاعلية، بهدف دحض خطاب الخصوم. وأضاف الخلفي أن هناك مبادرات نوعية لفعاليات شابة مغربية بعدد من الدول ومنها دول أمريكا اللاتينية، للدفاع عن قضية الصحراء، منوّهاً بالمبادرة التي أطلقتها «المنظمة المغربية لصناع القرار الشباب» على مستوى 100 دولة من طرف شباب مغربي خريج الجامعة المغربية، لافتاً إلى أن هناك جيلاً من الباحثين والفاعلين والمحامين المغاربة عن القضية.
وشدد على أن المغرب محتاج إلى الانتقال لمرحلة جديدة تعتمد على 5 مقومات، وهي تثمين دور المجتمع المدني بفضل التطور النوعي الحاصل في مبادراته وعطاءاته، والتفاعل مع توسع وتنامي المنصات الترافعية بفعل تعدد المبادرات الدولية والقارية والوطنية للتواصل بين الفاعلين المدنيين، مع اعتماد خطاب جديد يعتمد لغة علمية وجهود تستند على معرفة للتصدي للغة وخطاب الخصوم. كما شدد على ضرورة تعزيز دور الشبكات الاجتماعية والقنوات الفضائية والمنصات السمعية البصرية التي توفر فضاءات جديدة للترافع، والاستثمار الجيد للمنصات الرقمية والمدنية من أجل تثمين رصيد الترافع عن القضية، مع الاهتمام بالحاجة المتنامية عند أجيال جديدة من الشباب.
ويتضمن برنامج الملتقى ست جلسات علمية تناقش «الأبعاد القانونية والسياسية والتاريخية للترافع المدني حول مغربية الصحراء»، ثم «الأبعاد الاجتماعية والثقافية والمعرفية للقضية الوطنية»، وأيضا «التطور السياسي، والدبلوماسي، والاستراتيجي للقضية الوطنية».
ويناقش المشاركون في الملتقى «الإطار الاقتصادي والتنموي للقضية الوطنية»، و«وضعية الحقوق والحريات بالأقاليم الجنوبية»، ثم «المشروع التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية»، و«الترافع في المنابر الدولية، والمؤسساتية».

تبدد الأجواء الإيجابية التي خلّفها تصويت الجزائر لصالح استضافة المغرب لمونديال 2026

محمود معروف

إصابات بنيران الاحتلال على حدود غزة في «جمعة الوفاء للجرحى» والهيئة الوطنية تؤكد على استمرار الفعاليات وسلميتها

Posted: 22 Jun 2018 02:27 PM PDT

غزة -« القدس العربي»: أحيا أهالي قطاع غزة فعاليات «جمعة الوفاء للجرحى» ، في «مخيمات العودة الخمس» المقاومة على الحدود الشرقية للقطاع، وهي أولى الفعاليات التي تقام بعد انتهاء شهر رمضان،. واصيب حتى إعداد هذا التقرير عدد من الفلسطينيين، بنيران جنود القناصة الإسرائيلية،ـ المنتشرة على طول الحدود الفاصلة.وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عشرات الإصابات وقعت في صفوف المتظاهرين، بعضها بالرصاص وبعضها جراء استنشاق الغازات المسيل للدموع. وأشعل الشبان المحتجون النيران في إطارات السيارات، واطلقوا أعدادا كبيرة من «الطائرات والبالونات الحارقة»، تجاه الأراضي والأحراش الإسرائيلية القريبة من الحدود، مما تسبب في اندلاع عدة حرائق.
وجاء إطلاق «الطائرات والبالونات الحارقة» رغم إعلان جيش الاحتلال يوم أمس عن اختبار منظومة حديثة لاعتراض الطائرات الورقية التي يطلقها الفلسطينيون من قطاع غزة.
وحسب ما ذكرت تقارير إسرائيلية، فإن هذه المنظومة التي صنعتها إحدى الشركات الإسرائيلية،  تعمل عن طريق التقنية «الالكترو بصرية»، وهي فادرة على رصد طائرات وبالونات حارقة حتى مدى أقصاه سبعة كيلومترات.
وتقوم المنظومة بعد الرصد ببث المعلومات حول مكان تواجدها الى طائرة صغيرة رباعية المراوح مسيرة عن بعد التي تقوم بتدميرها، لكن مصدر مطلع على المنظومة الجديدة، قال أنه من السابق لأوانه تحديد فرص نجاح المنظومة.
وكان جيش الاحتلال قد لوح باستهداف من يحاول إطلاق «الطائرات الورقية الحارقة»، في ظل دعوات كثيرة من قادة أركان حكومة تل أبيب بذلك، بعدما شكلت هذه الطائرات الورقية هاجسا كبيرا لدى سكان «غلاف غزة»، بتمكنها من إحراق مساحات واسعة من الأراضي والأحراش.

إسرائيل تعيد القبة الحديدية

وكانت قوات جيش الاحتلال قامت إعادة نصب «منظومة القبة الحديدية» لاعتراض القذائف الصاروخية في محيط قطاع غزة، تحسبا لتصعيد الأوضاع، وذلك بعد تصاعد الوضع الميداني خلال اليومين الماضيين، حيث تبادلت المقاومة وجيش الاحتلال عمليات القصف.
وفي هذا السياق، أكد حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس، على أن اصرار جماهير الشعب الفلسطيني بمختلف مكوناته، على المشاركة غدا في مسيرات العودة وكسر الحصار «يؤكد على تمسكها بحقوقه الوطنية والعيش الكريم». وأكد أن المشاركة في «جمعة الوفاء للجرحى» هي رسالة تقدير للجرحى الأبطال الذين تصدروا الفعل النضالي في «مسيرات العودة». وشدد على أن الشعب الفلسطيني «يربط على جراحه لمواصلة نضاله العادل ضد الاحتلال والحصار».
ومنذ يوم 30 مارس/ آذار الماضي، إنطلقت فعاليات «مسيرات العودة» في خمس مناطق حدودية تقع إلى الشرق من القطاع، حيث تقام هناك العديد من الفعاليات الشعبية، على مرأى من جنود الاحتلال، ومن بينها ندوات سياسية وثقافية وفنية، علاوة عن المواجهات الشعبية التي يخوضها المشاركون في الفعاليات ضد جيش الاحتلال.
وبسبب لجوء قوات الاحتلال بأوامر عليا من قيادة الجيش والحكومة، لاستخدام «القوة المفرطة والمميتة»، استشهد أكثر من 135 مواطنا، وأصيب أكثر من 14 ألف آخرين، جراء إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، صوب الجماهير التي تشارك في الفعاليات، التي كان أعنفها يوم «الإثنين الأسود» الموافق 14 مايو/ أيار الماضي الذي صادف يوم النكبة وافتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، حيث استشهد في ذلك اليوم 63 فلسطينيا.
ودفعت عمليات القتل واستهداف المتظاهرين المدنيين، جهات حقوقية دولية ومحلية إلى توجيه انتقادات حادة لإسرائيل، ونادت بفتح تحقيق عاجل في عمليات قتل الفلسطينيين.
وبسبب استخدام القوة ضد المتظاهرين وإيقاع إصابات في صفوفهم ، فاقت قدرة مشافي غزة للتعامل مع العدد الكبير من الجرحى، حذر اثنان من المسئولين الدوليين  من «انهيار وشيك» لقطاع الرعاية الصحية في غزة، وجاء ذلك في بيان مشترك، أصدره، المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، مايكل لينك، والخبير المستقل المكلف بمساعدة الدول والجهات الأخرى على حماية الحق في الصحة، دانيوس بوراس.
وأعرب الخبيران عن «القلق البالغ» بشأن تقارير ذات مصداقية، تفيد بأن علاج آلاف المصابين برصاص الجيش الإسرائيلي، بالأسابيع الـ12 الأخيرة، ألقى عبئا على نظام الرعاية الصحية في غزة، والمثقل بالأعباء ليدفعه إلى حافة الانهيار.

مستشفيات غزة تتعامل مع 8 آلاف جريح

واستند التقرير إلى الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة  الفلسطينية، وتفيد بإدخال ثمانية آلاف مصاب من المتظاهرين إلى المشافي للعلاج من إصابات سببها الجيش الإسرائيلي، حيث يعاني الكثيرون من إصابات دائمة، بما في ذلك بترا بالأطراف.
وأكد البيان أنه من غير المقبول حرمان الكثير ممن يحتاجون إلى رعاية ليست متاحة في غزة، من تصاريح الخروج، للوصول إلى الرعاية الصحية خارج القطاع، وذلك في تعليقه على منع إسرائيل غالبية الجرحى الحصول على تصاريح للعلاج، حيث اعتبر البيان أن عملية حرمان الجرحى من العلاج تعد «انتهاك للحق في الصحة».
وجددا الدعوة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، للتحرك لإنهاء الحصار غير القانوني المفروض على القطاع، والتعاون بشكل فعال لتمكين غزة من إعادة بناء اقتصادها وإحياء قطاع الرعاية الصحية بها.
إلى ذلك دعت الهيئة الوطنية لمخيمات العودة وكسر الحصار، لاستمرار التحشيد والمشاركة الواسعة في الفعاليات والخروج من كافة قرى ومدن ومخيمات قطاع غزة نحو «مخيمات العودة» شرق قطاع غزة.
وجددت التأكيد على سلمية المسيرة وجماهيريتها، وعلى استمرارها حتى تحقق كامل أهدافها التي انطلقت من أجلها؛ وهي حماية حق الشعب الفلسطيني في العودة، وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، ورفض مقترحات «صفقة القرن» الأمريكية.

إصابات بنيران الاحتلال على حدود غزة في «جمعة الوفاء للجرحى» والهيئة الوطنية تؤكد على استمرار الفعاليات وسلميتها
أطلاق عدد كبير من «الطائرات الحارقة» في أول يوم لاختبار منظومة إسرائيلية

ميركل من بيروت: تبلون بلاء حسناً في استضافة اللاجئين… وعون: لا نريد أن نموت قبل رؤية النازحين عائدين

Posted: 22 Jun 2018 02:27 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : ما أن غادرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بيروت بعد محادثات سياسية واقتصادية حتى حطّ الرئيس المكلف سعد الحريري في قصر بعبدا حاملاً معه مسودّة لتشكيلة حكومية غير نهائية لكنها تشكّل خرقاً على خط التأليف بعد سلسلة انتقادات للحريري بالتباطؤ في عملية تشكيل الحكومة العتيدة.
وتضمّنت مسودة الحريري للحكومة تصوراً للحصص في ضوء مطالبة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالمقاعد الدرزية الثلاثة وتمسك القوات اللبنانية بحصة وازنة لا تقل عن 4 وزراء من ضمنها حقيبة سيادية نفى التيار الوطني الحر أن يكون يضع أي فيتو حول تولي القوات لها.واذا تمّ التفاهم على الحصص وعلى التوزيع في ضوء اصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على نيابة رئاسة الحكومة وعلى توزير الامير طلال ارسلان ورفض الرئيس الحريري توزير سنّي من فريق 8 آذار إلا اذا كان من حصة رئيس الجمهورية فيمكن للتشكيلة الحكومية أن تبصر النور قريباً جداً.

طاولة مستديرة

وكان لبنان إنشغل امس بزيارة المستشارة الألمانية التي عقدت طاولة حوار اقتصادية مستديرة في السراي الحكومي، ضمّت إلى الرئيس الحريري وزيريّ الاقتصاد والطاقة في حكومة تصريف الأعمال رائد خوري وسيزار أبي خليل، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، الأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة زياد حايك، رئيسة المنطقة الاقتصادية الخاصة في مرفأ طرابلس الوزيرة السابقة ريّا الحسن، مستشار الرئيس الحريري لشؤون النازحين نديم المنلا، رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير، رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه، وممثلين عن عدد من الإدارات اللبنانية، ووفد القطاع الخاص المرافق للمستشارة ميركل والذي يضمّ شركات مهتمة بقطاع الصناعات الثقيلة وتحديداً إنتاج الطاقة والطاقات البديلة وإدارة النفايات الصلبة وممثلين لكبرى الشركات الاستشارية الألمانية.
وتمت خلال الاجتماع، مناقشة فرص الاستثمار والمشاريع المطروحة في لبنان، وقدّم أبي خليل عرضاً مفصلاً لفرص الاستثمار في مجالات الطاقة، سواء لجهة الانتاج او النقل او التوزيع.
من ناحيته قدم المنلا عرضاً لرؤية الحكومة اللبنانية التي طرحتها خلال مؤتمر «سيدر» وأهم بنودها، وبرنامج الانفاق الاستثماري وتوزيعه حسب القطاعات، وطرحاً لادارة النفايات الصلبة في لبنان.
وتحدثت الحسن عن أوضاع المنطقة الاقتصادية في طرابلس والحوافز القانونية والضريبية، وفرص الاستثمار التي تقدمها.
كذلك قدّم الأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة عرضاً عن قانون الشراكة الذي أقرّه البرلمان اللبناني في ما يتعلق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص والمشاريع التي يمكن أن تنفذ في اطار هذه الشراكة وتلك التي تم اطلاقها أخيراً في مجاليّ النقل والاتصالات.
كما تحدث الجسر عن المشاريع التي يحتاج إليها لبنان بالبنى التحتية في مختلف المناطق، وقدّم شرحاً وافياً عنها.

الحريري: شهادة

وتحدث الرئيس الحريري خلال الاجتماع، فقال: «حضرة المستشارة، ان زيارتكم للبنان في هذا الوقت الدقيق برفقة وفد تجاري مرموق هي شهادة على الأهمية التي توليها ألمانيا للبنان ولسلام المنطقة وازدهارها. كما تقدم هذه الزيارة فرصة ممتازة لتعزيز العلاقات الطويلة الأمد بين بلدينا وتشكيل تعاون جديد بين الشركات الألمانية واللبنانية.
وتابع: على الرغم من ان منطقتنا تمر بأوقات عصيبة، غير أننا نعلم جميعاً أن هذه الازمة ستنتهي وستسود مرحلة جديدة من الأمل والازدهار. لبنان ولا سيما قطاعه الخاص، في وضع جيد للاستفادة بشكل مباشر وغير مباشر من ذلك. في مؤتمر «سادر» في باريس، وضعت الحكومة اللبنانية رؤيتها الرامية إلى نقل الاقتصاد اللبناني إلى مستوى جديد من النمو والتوظيف والتنمية. ورحّب المجتمع الدولي، بما في ذلك ألمانيا، بهذه الرؤية ودعمها».
أضاف « حضرة المستشارة ميركل، نحن في لبنان نعتقد أن ألمانيا بإمكانها أن تلعب دوراً هاماً في تنفيذ هذه الرؤية. وتوفر الخطة المتعددة السنوات لإعادة تأهيل وتحديث بنيتنا التحتية المادية فرصاً كبيرة للشركات الألمانية في قطاعات النقل والمياه ومياه الصرف الصحي والطاقة، كما تمت مناقشة الامر في وقت سابق هذا الصباح.ويمهّد سنّ قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص الطريق لتنفيذ مجموعة واسعة من المشاريع من خلال طرق مختلفة للشراكة بين القطاعين العام والخاص، وأطلقنا في الشهر الماضي ثلاثة مشاريع رئيسية خاصة بالشراكة بين القطاعين في النقل والاتصالات. علاوة على ذلك، وكما سمعتم اليوم، فإن المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس، بموقعها وحوافزها وإطارها التنظيمي وبنيتها التحتية الحديثة، تجعل من لبنان منصة طبيعية لإعادة إعمار سوريا والعراق عندما تسمح الظروف السياسية بذلك «.
وقال: في مؤتمر «سيدر»، التزمت الحكومة اللبنانية أيضاً بالشروع في مسار توحيد مالي بنسبة 1% سنوياً خلال السنوات الخمس المقبلة، فضلاً عن تنفيذ إصلاحات هيكلية وقطاعية مهمة لتحسين الحوكمة وتحديث مؤسساتنا وإجراءاتنا. إن الحكومة اللبنانية ملتزمة بشدة بهذه الإصلاحات، وسأضمن شخصيا أن يحصل تنفيذها في الوقت المناسب. بالإضافة إلى ذلك، سأكون شخصياً حاضراً للتعامل مع أي تساؤلات قد تكون لدى الشركات الألمانية عند التفكير في فرصة استثمارية في لبنان». وختم الحريري «المستقبل مشرق. مستقبل لبنان مشرق. مستقبل منطقتنا مشرق. دعونا نتعاون جميعاً في إعادة بناء لبنان والمنطقة «.

ميركل: استثمار

أما ميركل فقالت من جهتها «رسم مؤتمر «سيدر» القاعدة للقيام بالاستثمارات في لبنان. وبالأمس، خلال المحادثات السياسية التي قمنا بها، أشرنا إلى أنه بإمكان ألمانيا أن تشارك في المشاريع، لكن على لبنان أن يقوم بالإصلاحات كي يكون أكثر جذباً لهذه الاستثمارات. وبهذه الطريقة يمكن أن نحضّر للاستثمار الألماني في بلدكم».أضافت « هناك بعض القطاعات التي يمكن لألمانيا أن تلعب دوراً فيها وهي: النفايات الصلبة، وإدارة المياه والطاقة. وقد شرحتم لنا المشكلة التي تعانون منها على مستوى الطاقة، لكن هناك حقولاً قريبة من لبنان ومن الساحل اللبناني، يمكن الاستفادة من كل ذلك. ونودّ أن نركّز على أنابيب النفط، وكل ذلك مهم وأساسي من أجل استدامة البيئة. كما أنكم أخبرتمونا عن أهمية قطاع الطاقة في لبنان، وكم يتكلف لبنان على هذا المشروع. بالطبع الأسعار عالية، وهذا يقع على عاتق المواطنين. لذلك فإن توفير الطاقة 24 ساعة في اليوم سيشكل ازدهاراً مهماً إذا تم تحقيقه، وبذلك بإمكانكم خفض نسبة العجز والدين الذي يتكبده لبنان. يجب خفض هذا الدين وأن يبقى الشعب في الوقت نفسه راضياً. لذلك لا بد من إصلاحات هيكلية في لبنان. أنا متأكدة أنكم قادرون على مواجهة هذه التحديات، وستكون ألمانيا إلى جانبكم «.
وتابعت « كذلك لديكم الكثير من المهام الأخرى التي تقومون بها، ولا سيما في مجال استضافة اللاجئين. وأنتم تبلون بلاءً حسناً في هذا المجال، لذلك من مصلحتنا المشتركة أن نجد حلاً سياسياً كي يكون الوضع أفضل في سوريا، على الأقل كي نجهّز الشروط والبيئة التي يمكن من خلالها أن يعود السوريون إلى بلدهم. لذلك، نتمنى لكم الاستقرار، وألمانيا حاضرة وجاهزة لكي تساعدكم في هذا المجال «.

عون: قبل أن نموت

وكانت ميركل زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة قبل أن تنتقل بعد الظهر إلى القصر الجمهوري حيث التقت الرئيس ميشال عون الذي توجّه إلى المستشارة الألمانية بالقول «لا نريد أن نموت قبل أن نرى النازحين عائدين».
تزامناً، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين أنها تلقّت كتاباً جوابياً من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، تضمن جملة أمور منها أنها مستعدة لعقد سلسلة اجتماعات مع وزارة الخارجية ومع الوزارات والإدارات والهيئات المعنية للتشاور بموضوع النازحين وعودتهم إلى سوريا، كما أنها وافقت على اقتراح وزير الخارجية والمغتربين القاضي بتقسيم النازحين لفئات تمهيداً لتنظيم عودتهم، وأكدت على عملها الدائم داخل سوريا لإزالة العوائق أمام العودة الكريمة والآمنة، وشدّدت على أنها ليست بوارد تشجيع العودة الآن ولكن لن تقف بوجه من يريد العودة الطوعية افراداً او جماعات، كما أنها وافقت على مشاركة وزارة الخارجية والمغتربين بداتا المعلومات التي بحوزتها والتي كانت تتشاركها مع وزارة الشؤون الاجتماعية منذ سنة 2015.
وتقوم الدوائر المختصة في وزارة الخارجية والمغتربين على تحضير رد على كتاب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، للتأكيد على ترجمة هذه السياسة إلى خطوات عملية تؤدي إلى تأمين عودة كريمة وآمنة على مراحل للنازحين السوريين في لبنان.

ميركل من بيروت: تبلون بلاء حسناً في استضافة اللاجئين… وعون: لا نريد أن نموت قبل رؤية النازحين عائدين
الحريري حمل إلى بعبدا مسودة حكومية… وأبلغ ميركل جهوزية لبنان ليكون منصة لإعادة إعمار سوريا والعراق
سعد الياس

شبح الحرب يُخيِّم على درعا: النظام يمطر أريافها بـ 15 برميلاً متفجراً… و«المليحة» منطقة منكوبة

Posted: 22 Jun 2018 02:27 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : يواصل النظام السوري والميليشيات الإيرانية استهداف المنطقة الجنوبية في سياق سياستهما في الحرب على المناطق الخارجة عن سطوة النظام السوري، إذ عاودت طائرات النظام العمودية هجومها بإسقاط قرابة 15 برميلاً متفجراً على بعض مناطق ريف محافظة درعا الشرقي، بينما دكت المعارضة مواقع عسكريةً للنظام، وسط تصاعد حركة نزوح المدنيين، وتوقعات بوصول أعداد الفارين من الحرب الشاملة المرتقبة إلى أكثر من 100 ألف مدني، نحو الحدود السورية – الأردنية.
المجلس المحلي في بلدة المليحة الشرقية، في ريف درعا الشرقي، يُعلن البلدة منكوبة ويتوجه بالنداء للمنظمات الإنسانية بمد يد العون للنازحين الذين لا يجدون مأوى يؤويهم خلال الهجمة المستمرة من قبل قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية المساندة لها لليوم الرابع على التوالي. فصائل الجيش السوري الحر في محافظة درعا جنوبي سوريا الجمعة، طالبت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر «الرياض 2» بالانسحاب من المفاوضات السياسية السورية، بسبب حملة النظام السوري على درعا.

«العليا» تندد

وفي بيان صادر عن الجبهة الجنوبية للجيش الحر، قالت الفصائل إنها تطالب وفد الهيئة العليا» بـ»الانسحاب من أي تمثيل وتعليق المفاوضات أو أية مشاركة في صياغة الدستور الذي تصيغه روسيا، للالتفاف على قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية بهدف إعادة إحياء النظام». وأكدت الفصائل في بيانها أنها «لن تمنح الشرعية لأي ممثل من الهيئة العليا بالمشاركة في أي عملية سياسية، تتجاهل مبادئ الثورة السورية وتبتعد عن تشكيل هيئة الحكم الانتقالي قبل تشكيل اللجنة الدستورية».
رئيس العليا للمفاوضات نصر الحريري قال عبر حسابه في «تويتر»، إن النظام يجدد قصفه وأعماله العسكرية على مناطق جنوبي البلاد مرتكبا جرائم جديدة أدت لمقتل وجرح عدد من المدنيين ونزوح جماعي طال عددًا من القرى والمدن في درعا «أمام صمت دولي مريب». وأضاف الحريري، أن «استمرار الصمت الدولي يعتبر بمثابة ضوء أخضر للنظام المجرم لارتكاب المزيد من المجازر».
روسيا، بدورها، لمحت عبر مسؤول رسمي، لإمكانية إجراء توافق بين النظام والمعارضة في سوريا، لمحاربة التنظيمات المتشددة، إلا أن المعارض السوري إبراهيم الجباوي، رأى أن روسيا تأتي من هذا الباب، بينما المعارضة السورية في الجنوب هي في حرب دائمة ومفتوحة مع التنظيمات المتشددة، ولن تسمح لهم بالتمدد في الجنوب، وهم محاصرون في الزاوية الجنوبية الغربية، ولا يمكنهم الخروج من المنطقة، ولو توفرت الإمكانيات اللازمة والدعم اللوجستي، لتم القضاء على هذه التنظيمات من جذورها.
الجباوي- أكد لـ «القدس العربي»، أن المعارضة المسلحة تواجه الميليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري، والمعارضة لن تقبل بوجود التنظيمات المتشددة بينها، وهي من تحاربها.
عسكرياً، لا شك أن التصعيد الذي يقوم به النظام السوري، في ظل انعدام الدعم الروسي من الجو، يشير إلى ان إيران هي من تدفع الأسد لفتح هذه المعركة، في سبيل تحقيق أهدافها القريبة والبعيدة، ومنها الوصول إلى الحدود الأردنية، والاقتراب من الجولان المحتل.

أهداف قريبة

أما الأهداف الإيرانية القريبة وفق الدكتور «الجباوي»، فهي مناكفة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، اللتين تطلبان الانسحاب الإيراني من الجنوب وكامل الأراضي السورية، وإيران تتحدى بذلك الإرادة الدولية، والدول الإقليمية.
وقال: المعارضة حسمت قرارها بالمواجهة، والدفاع عن الأرض، ولن يقبلوا بالتهجير بأي شكل من الأشكال، ولا يمكنهم الذهاب للخيام في الشمال السوري، وكلنا يعلم بشكل لا لبس فيه، بأن أي هجمات برية للنظام السوري أو إيران بدون غطاء حربي روسي من الأجواء، ستكون معركة خاسرة بالمقاييس كافة.
روسيا لا تمتلك الجرأة على مخالفة الولايات المتحدة الأمريكية، بأي شكل من الأشكال، وفق ما قاله الجباوي لـ «القدس العربي»، وبالتالي فإن التحذيرات الأمريكية سيظهر تأثيرها على الجانب الروسي دون إيران، وأن النظام السوري هو الخاسر في هذه المعركة.
روسيا، تحاول الالتفاف على اتفاقيات خفض التصعيد، وفي الجنوب تفعل ذلك عبر محاولتها إبرام مصالحات، وهذا لن يكون، والحاضنة الثورية هي من ترفض ذلك، والقيادات تمتثل لرغبات الشارع السوري، حيث الثورة بدأت من الجنوب.
«العليا» للمفاوضات، تبذل وفق المصدر، جهوداً مكثفةً على الصعد كافة، على المستويين الإقليمي والدولي، وتلقت وعوداً كثيرة فيما يخص الجنوب، حسب الدكتور إبراهيم الجباوي الإعلامي والمعارض السوري.

حـرب استنزاف

معركة الجنوب تستعمل كأداة استنزاف للميليشيات الإيرانية باستخدام الفصائل التي لا مانع من استضعافها أيضاً من وجهة نظر الدول المتفاهمة، وفق ما نشره المعارض السوري كمال اللبواني، الذي قال: «لكنني لا أعتقد أنهم سيسمحون بانتشار ميليشيات النظام وحزب الله في الجنوب، الوضع السياسي لصالحنا في هذه المعركة لكن الثمن سيكون كبيراً.
اللبواني- أشار إلى انتظارهم تنفيذ التحذير الأمريكي الذي تكرر ثلاث مرات حتى الآن مطالباً روسيا بلجم الميليشيات وقوات النظام، ويعتقد السياسي المعارض، أن الرد الأمريكي سيحدث إذا مالت كفة حزب الله أو عند حصول كارثة انسانية (خسائر بين المدنيين، أو نزوحهم للشريط الغربي) وكذلك عند حسم المعركة للقضاء على أكبر عدد من الميليشيات الإيرانية.

تفاهمات سرية

وأشار اللبواني في تصريحاته، إلى وجود تفاهمات سرية لفتح معركة الجنوب، بهدف استنزاف ميليشيات إيران وفصائل الجنوب معاً (التصعيد بهدف خفض التصعيد) لترتيب حل في النهاية ليس فيه إيران ولا للفصائل، منوهاً إلى أن هيئة التفاوض حاولت تجنب ذلك عبر اقتراح تسليم المنطقة للنظام وروسيا وتسليم السلاح، لكنها اصطدمت برفض شعبي واسع يعلم مدى حقد النظام ورغبته بالانتقام من حوران.
إسرائيل تعلم أن تواجد شرطي للنظام اليوم سينتهي بتواجد خلايا حزب الله بعد فترة بسيطة ، لذلك هي غير معنية بعودة النظام، واشترطت شرطا واضحا بخروج إيران من سوريا كلها في كل المستويات والمجالات. وهذا مستحيل على الروس.
وأضاف: إذن نحن أمام معركة استنزاف وبشروط دعم محدود جداً، والمدنيون سيدفعون الثمن، لذلك يجب نقل المدنيين لمناطق إقامة آمنة أفضلها قرب الشريط الغربي.
لا نتوقع حسماً سريعاً للمعركة، ولا نتوقع منتصراً بعدها، لكن خوضها ضروري لمنع هزيمة الثورة، وأن حوران أشعلت الثورة وتتحمل اليوم عبء الحفاظ عليها وسط تآمر دولي وحصار، إذا استطاع ابناء حوران تحقيق نصر بعزيمتهم، سيقلبون المعادلات.

شبح الحرب يُخيِّم على درعا: النظام يمطر أريافها بـ 15 برميلاً متفجراً… و«المليحة» منطقة منكوبة
معارض سوري: الهدف استنزاف ميليشيات إيران والفصائل المعارضة معاً لترتيب حل
هبة محمد

الفشل الاقتصادي صدى لغياب الوعي السياسي وغياب الحريات يؤدي لكوارث لا تحتملها «المحروسة»

Posted: 22 Jun 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: «أمنتوني على مصر، وسأحاسب أمام الله، الذي لا يغيب عنه شيء». هكذا تحدث رئيس الجمهورية، نقلا عن «الأهرام».. ويرد أنور الهواري رئيس تحرير «المصري اليوم» الأسبق قائلاً: «في نصوص الدساتير في الشرق والغرب، فإن محاسبة الحكام حق حصري للشعوب وحدها. نعم محاسبة الرئيس حق للشعب وحده فقط. من حق الشعوب مراقبة الحكام ومحاسبتهم ومساءلتهم وعزلهم عند الاقتضاء. الحساب أمام الله مسألة شخصية تختص بالدين والإيمان وليس بالحكم والسياسة. خلط الإيمان الشخصي بالحق العام ينتقل بِنَا من الواقع إلى الغيبيات. السياسة ليست جزءا من الإيمان بالغيب. السياسة هي الإيمان بالشعب».
أما المهندس عبدالخالق عياد الرئيس الأسبق للهيئة المصرية العامة للبترول فقد قذف بقنبلة: «هيئة البترول صندوق أسود لا يقترب أحد من حساباته ومصروفاته وطريقة إدارته للثروة البترولية». ورد عليه أنور الهواري: «شهادة ليس كمثلها شهادة، نهديها للسادة في مجلس النواب والصحافة والمؤسسات الرقابية». هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة: بأمارة أيه نكسب روسيا؟ عبلة الرويني: وفد الفنانين الذي سافر إلى روسيا، لدعم المنتخب قبل مباراته مع روسيا، (تكلفة الفرد تذاكر طيران وإقامة 200 ألف جنيه). فيما عزا صابر حلمي الهزيمة في مختلف المجالات إلى أن: اللاعب الإله، والحاكم الإله، كلاهما لن يفلح بدون التخطيط الجيد والتعاون بين الفريق.. لا يوجد عبقري يصنع المعجزات.
واهتمت صحف القاهرة الصادرة أمس الجمعة 22 يونيو/حزيران بمتابعة الرئيس عبدالفتاح السيسي لمدى التزام شركة «إيني» الإيطالية بالجدول الزمني لتطوير حقل «ظهر»، كما أبرزت تصريحات الرئيس السيسي لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدعم مصر للجهود الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية. وحظي اجتماع رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي مع طارق عامر محافظ البنك المركزي لاستعراض تطورات الاحتياطي النقدي، باهتمام الصحف التي ركزت كذلك على مواصلة القوات المسلحة تدمير معاقل الإرهابيين ضمن متابعتها سير العملية «سيناء 2018» التي تنفذها قوات إنفاذ القانون بهدف القضاء على الإرهاب في سيناء.

العطار لا يصلح ما أفسده الدهر

الخلاصة التي توصل إليها عبد العظيم حماد في «الشروق»: «أن مصر ضربت رقما قياسيا لا تدانيه أي دولة في العالم في تجربة شتى المدارس والكوادر والخبرات، لحل مشكلتها الاقتصادية المزمنة، بدون جدوى تذكر، فأين مكمن الداء؟ بما أنه من غير المعقول ــ بداهة ــ أنه لم يوجد بين أولئك جميعا من يستطيع ــ أو من يستطيعون ــ تشخيص الداء ووصف الدواء، وقد كان منهم أساطين وأساطير في علمهم وخبراتهم، من طراز عبدالعزيز حجازي والقيسوني وإسماعيل صبري عبدالله، وزكي شافعي، وأحمد أبو إسماعيل، وعلي لطفي، وغيرهم كثيرون. هنا علينا أن نعود إلى أولى وأهم بديهيات علم الاقتصاد، وهي أن هذا العلم في الأصل اسمه «الاقتصاد السياسي» أي أنه محكوم بالسياسة، بمعنى أن النجاح أو الفشل، يعودان إلى القرار السياسي، أكثر بكثير مما يعودان إلى الفنيات الاقتصادية البحتة، فالعطار لا يصلح ما أفسده الدهر، وكما نعلم فإن القرار السياسي في النظام المصري هو احتكار وامتياز لرئيس الجمهورية وحده، بلا شريك أو رقيب أو حسيب، لا من البرلمان، ولا من حزب، حتى إذا كان هذا الحزب هو حزب الرئيس نفسه، ولا من رأس عام بالطبع، ولا من مجلس وزراء، وهذا هو العرف السياسي والدستوري الأقوى من كل النصوص، والأعلى فوق كل المؤهلات والخبرات. ويؤكد الكاتب لقد مرت الفترة الدستورية الأولى من رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي بحلوها ومرها، وكان القرار السياسي فيها مهيمنا على القرار الاقتصادي، من حيث أولويات الإنفاق وتخصيص الموارد، وهكذا اتخذ قرار حفر التفريعة الجديدة لقناة السويس، وقرار إنشاء العاصمة الجديدة، وغيرهما مثل العلمين الجديدة، وجبل الجلالة، وسمعنا لأول مرة مصطلح الإنفاق خارج الميزانية العامة، فهل تكون الفترة الرئاسية السابقة هي آخر العهد بهذا النوع من القرارات السياسية التي تشل الاقتصاد وتحرف مساره، وتكون الفترة الرئاسية الجديدة هي بداية للعهد المأمول؟».

الخير مقبل

«يرى جلال دويدار في «الأخبار» أن البيان الذي صدر عن محافظة شمال سيناء باستئناف برنامج الدراسة في الجامعات، بمثابة بشري خير. هذه البشري تتعلق بوضع نهاية لممارسات الإرهاب الأسود الذي زرعته الخيانة المتمثلة في جماعة الإرهاب الإخواني. أشارت مصادر المحافظة إلى أنه سيتم في الأيام المقبلة بحث استئناف الدراسة في التعليم العام. كما هو معروف فقد كانت الدراسة قد عُطلت في جميع مراحل التعليم في الشمال السيناوي مع بداية العملية العسكرية سيناء 2018 لتطهير المنطقة من الوجود الإرهابي. جاء ذلك حرصا على أمن وأمان الطلاب من أن تصيبهم الأعمال الإرهابية الطائشة. تعليق الدراسة أدى إلى إقدام الطلاب وحرصهم على استكمال دراساتهم من منازلهم، انتظارا لانتهاء هذه الأزمة التي خلقها الإرهاب. وأكد الكاتب أن إقدام محافظة شمال سيناء على إصدار هذا القرار، إنما جاء استنادا إلى الاطمئنان على أمن وسلامة استئناف الطلاب لدراستهم. ما كان يمكن أن يتحقق هذا الإنجاز إلا في ظل تمكن رجال قواتنا المسلحة والشرطة من قطع دابر الإرهاب والإرهابيين الذين روعوا الحياة في هذه البقعة الغالية من أرض مصر. ما قام ويقوم به هؤلاء الأبطال ليس إلا تنفيذا وتفعيلا لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي ووعوده، بالقضاء المبرم على هذه الظاهرة التي تستهدف أمن واستقرار مصر ومنع انطلاقها نحو النهوض والتقدم. إنه وفي ضوء البيان 24 الصادر عن قواتنا المسلحة بشأن عملياتها في شمال سيناء وعلى كل حدودنا.. فإن حصيلة ما قامت به هائلة وضخمة. إنها تشير بما لا يدعو إلى أي شك إلى خطورة وحجم المؤامرة التي كانت تحاك ضد أمن مصر القومي».

مدبولي وشبابه

جاء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بحكومة المهندس شريف إسماعيل الدكتور مصطفى مدبولي إلى رئاسة مجلس الوزراء المصري في انتقال سلس ومرن، نادرا ما كانت الدولة المصرية تشهد مثله خلال العقد الأخير، على حد رأي إسلام الغزولي في «اليوم السابع»، ومن المعروف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد أصدر قراراً في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بتولي الدكتور مهندس مصطفى مدبولي مهام القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء لحين عودة المهندس شريف إسماعيل من رحلة علاجه في ألمانيا، وظل يمارس تلك الصلاحية حتى عودة رئيس مجلس الوزراء السابق المهندس شريف إسماعيل في يناير/كانون الثاني 2018. يعزز هذا الانتقال المرن فكرة تربية كوادر الصفوف الثانية والثالثة، التي دأب عليها النظام المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اللحظة الأولى له في تولي المسؤولية، والاعتماد على أصحاب الكفاءات ممن أثبتوا مهارة ونجاحا في ملفاتهم، وتعظيم أدوارهم تدريجيا، حتى تحين لحظة انتقال المسؤولية الكاملة إليهم، فيكونون خير سند وعون في لحظات الضرورة، ويكونون ملمين بكافة التفاصيل والخطط والتحديات. لم تعد فكرة إسناد المهام للأسماء السياسية وأصحاب الظهور الإعلامي، ومعارك حرق الأسماء وما يصحبها من مناورات هي الفكرة المسيطرة على فترات التشكيل الوزاري في مصر، كما اعتدنا، بل فكرة أصيلة وهي تربية الكوادر، والدفع بالشباب تدريجيا إلى الصفوف الثانية. نهج أتوقع معه أن تحظى الدولة المصرية عن قريب بوزارة كاملة من الشباب والنساء المؤهلين والأكفاء، في غضون سنوات قليلة، إذا استمر العمل على الوتيرة نفسها، وأن تصبح كافة المناصب العامة والمؤثرة مشغولة بأصحاب الفكر الجديد ومن الكفاءات الوطنية التي يتم إعدادها لقيادة المستقبل، وأن تعمل هذه الكوادر وفق منهج وخطط طويلة الأمد».

مطلوب وزارة للسعادة

يتساءل يوسف القعيد في «الأخبار»: «لماذا لا تكون لدينا وزارة للسعادة؟ لا أقصد من كتابتي عن وزارة للسعادة أننا نعاني من حالة اكتئاب قومي عام. ولا أريد أن أبدو كمن لم يجد في الورد عيباً، فقال له يا أحمر الخدين. فنحن نعيش هذه الأيام بداية ولاية جديدة للرئيس عبد الفتاح السيسي. ومعها حكومة جديدة. مما يفرض علينا بشكل إجباري الإحساس بالأمل وتوقع كل ما هو جميل في الأيام المقبلة. لكن ألا تبدو السعادة بعيدة المنال بالنسبة لنا؟ ألا نعاني في كثير من الأحيان؟ ألسنا شعباً يميل بطبيعته إلى الحزن؟ لدرجة أن المصري عندما يضبط نفسه متلبساً بالضحك يتوقف فوراً ويقول: اللهم اجعله خيراً. وكأنه ينظر للضحك على أنه حالة استثنائية ربما يعقبها نقيض الضحك الذي هو البكاء. ثم أن السعادة هي الهدف النهائي للإنسان في الحياة. نحن نأتي إلى الحياة لا لنشقى ولا لنعاني الأمرين. ولا لنجرب البكاء مع كل صباح ومساء. ولكن لنعمل ونكافح ونحقق ذواتنا، بشرط أن يكون هذا العمل وسيلة لإحساس الإنسان بالسعادة، لكونه يعبر عن نفسه إزاء العالم من خلال العمل الذي يقوم به. لا أتحدث عن السعادة باعتبارها ترفاً ولهواً، ولكن كتعبير عن الإحساس بالرضا. وقبول كل ما تقدمه لنا الحياة، أو لنقل بعضه، إن كان من الصعب قبول ما تقدمه بشكل كلي، وإن لم يكن ممكناً قبول ما نجد أنفسنا إزاءه. فعلي الأقل نتعايش معه».

الفقر له ناسه

نعود إلى «الشروق» حيث محمد القرماني مهتم بآثار الفقر على المجتمع يقول: «مكافحة الفقر وتحقيق المساواة والحد من التفاوت الرهيب في الدخول والثروات، له تأثير مهم على استقرار المجتمع وسلامته. فبرامج الحماية الاجتماعية وسياسات إعادة التوزيع لا تستهدف مكافحة الحرمان البدني وحسب (عدم القدرة على إشباع الحاجات الأساسية كالأكل والشرب والكساء والمسكن)، بل تمتد أيضا لمقاومة الحرمان الاجتماعي الذي يعاني منه الفقراء والمهمشون، نتيجة التفاوت الكبير في الدخل والثروة والمتمثل في عدم قدرتهم على مجاراة أنماط الإنفاق والاستهلاك في المجتمعات التي يعيشون فيها. حيث يتسبب الحرمان الاجتماعي في شعور الفقير بالاغتراب والعزلة الاجتماعية وعدم الانتماء، ويتربى لديه الإحساس بالقهر والظلم، ويُوَلِد لديه الشعور بالسخط على الدولة والنظام السياسي، ويصبح فريسة للاستغلال، سواء من جماعات متطرفة أو إجرامية، ليس لحاجته المادية وحسب، ولكن بسبب كراهيته للمجتمع وفقدان الثقة في مؤسساته. لهذه الأسباب يعتمد العديد من الدول المتقدمة على مؤشرات الحرمان الاجتماعي لقياس الفقر، وتركز سياسات مكافحة الفقر فيها على الدمج الاجتماعي لضمان تمتع الفقراء ومحدودي الدخل بأنماط استهلاك ومستويات معيشة لا تبتعد كثيرا عن النمط العام السائد في المجتمع، ما يؤدي إلى مزيد من التماسك والسلام الاجتماعي. خلاصة القول إن الانحياز للفقراء ومحدودي الدخل دوافعه ليست عاطفية أو إنسانية وحسب، بل له اعتبارات اقتصادية واجتماعية مؤثرة على مختلف طبقات المجتمع، فإذا كان الرهان الأساسي لأصحاب التوجهات الرأسمالية على أن زيادة حجم الكعكة الاقتصادية سيؤدي إلى رفاهية المجتمع بأسره فإنه لا سبيل لذلك إلا بدمج مختلف شرائح المجتمع في منظومة السوق».

وزن الرغيف كم

« يهدي عباس الطرابيلي في «الوفد» نصف عمره لمن يخبره عن وزن الرغيف.. وإذا كانت هناك «بعض» الرقابة على وزن الرغيف المدعم، فليس هناك أي رقابة على غيره من الخبز.. فهل ذلك أيضاً من شروط صندوق النقد
وليس كل المصريين من يحصلون على الرغيف المدعم.. وهناك ـ من كان يشتري الرغيف بخمسة وعشرين قرشاً، إن وجدناه، وهناك رغيف سعره 50 قرشاً وغيره ثمنه 75 قرشاً، بل هناك من يشتري الرغيف بجنيه كامل.. وهم يدفعون ذلك لأنهم لا يمتلكون بطاقة تموين، أو تنازلوا عنها.. ويبدو أن من فعل ذلك يندم على تنازله عن هذه البطاقة السحرية، إذ سريعاً سنجد سلعاً لن تصرفها إلا بالبطاقة. المهم هنا هو وزن الرغيف «الحر» وهو إن كان مقبول الشكل إلا أن كثيراً من الخبازين يسرقون الناس، من خلال وزنه.. وأكاد أجزم أن الرغيف أبو جنيه لا يصل وزنه إلى ما كان عليه وزن رغيف التعريفة من 30 سنة.. وأكاد أجزم أيضاً أن كل الأفران الحرة تفعل ذلك، بل هناك من لا يعطي للرغيف الوقت الكافي لينضج».

كلنا ندفع الثمن

يعترف صبري غنيم في «المصري اليوم»: «بأن الزيادات الأخيره في الأسعار عصفت بالأغلبية الفقيرة، لكنه يؤكد أن الآثار طالت الجميع، لا أنكر أنني واحد من المتضررين من الزيادات، لكن تناول الدواء المر تأتي ثماره في العلاج.. مع أن هذه الزيادات حدثت بعلمنا وهي أصلاً مكملة للشريحة الأولى التي استقبلناها منذ شهور، ونعلم أنها ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أقدمت عليه القيادة السياسية بشجاعة، وكان في إمكانها أن تكون مثل الذين سبقوها في مضاعفة الديون، بل قررت أن تقتحم مشكلة الانهيار الاقتصادي الذي أصاب البلاد، وكنا على وشك الإفلاس، ثم لماذا نتجاهل حرص الدولة على عدم المساس برغيف العيش، من جانبنا المفروض أن نواجه وبشجاعة أكاذيب الإخوان في الفيديوهات المفبركة التي تتناول عينات من المصريين وهم يبحثون عن لقمة عيش في «الزبالة».. فقد انتشرت هذه الفيديوهات لإثارة تعاطف الناس.. مع أنه معروف عنا كل عام أن اسمنا يدرج بين الدول التي تتخلص من فائض الطعام عندها، ويشهد على ذلك بنك الطعام الذي يعتمد في جميع وجباته على الفائض عند المصريين.. ونحمد الله أن العقلاء هم الدرع لاستقرار وأمن مصر.. وما ندفعه اليوم نحصد ثماره غداً أضعافاً وأضعافاً.. قولوا يا رب».

المقال الممنوع

«الكاتب عمار علي حسن الذي يكتب في العديد من الصحف فشل في نشر مقاله في أي من الصحف أو المواقع، وانتهى به الأمر لنشره على صفحته الشخصية: «قاد التخلي التدريجي عن تقديم الدعم، استجابة من الحكومة لشروط صندوق النقد الدولي، إلى ارتفاع أسعار مختلف السلع، في بلد تتدنى فيه أغلب الرواتب والأجور والدخول إلى مستوى يثير الشفقة، الأمر الذي يعني إلقاء مزيد من الناس تحت خط الفقر الذي بات يضج بالزحام، فاتحا ذراعيه لاستقبال المزيد ممن كانوا من مساتير الناس أو طبقتهم الوسطى في سالف الأيام. وتقول السلطة إنها لا تجد خيارا أمامها سوى الاستجابة لشروط الصندوق، متغافلة عن أنه تسبب من قبل في تخريب بلدان عدة، وشهد بعض خبرائه في كتب نُشرت وتُرجمت إلى كل اللغات الأساسية في العالم، بأنه لا يملك حلا سحريا لمشكلات البلدان المتعثرة اقتصاديا، وأن بعض من تمردوا على تعليماته القاسية نجوا ببلادهم من مخالبه الجارحة. كما تتغافل السلطة أيضا عن سؤال، لا أعتقد أن البرلمان وجهه إليها، وهو: من الذي حشرنا في الزاوية بحيث لم يعد أمامنا سوى خيار واحد؟ أين الأموال التي قدمت لمصر بعد 30 يونيو/حزيران 2013 من دول خليجية، وهي لو أُنفقت في مكانها الصحيح لأغنتنا عن الصندوق وشروطه؟ وهل ما يتم اقتراضه من الصندوق يذهب إلى الاستثمار في مشروعات ستجعل اقتصادنا المريض يتعافى؟ أم ستتبخر على غرار سابقتها؟ وفي الأساس: هل يمكن أن ينهض اقتصاد لا يقوده سوى سماسرة الأراضي والمباني؟ وإن جئنا إلى ارتفاع الأسعار بعد رفع جزء من الدعم عن الوقود فما يزيد الطين بلة أن السلطة لا تقوم بما عليها من واجب في سبيل حماية المحكومين من عسف التجار والمتحكمين في النقل وفارضي الإتاوات والجبايات في الشوارع، بل إن ممثلي الحكم من بعض رجال الأمن والجهاز البيروقراطي والمكلفين بالتنظيم والضبط يتواطؤون مع من يسرقون الناس، بلا ورع ولا روية ولا خوف».

الغلاء والبلاء

«لكل من يريد أن يفهم موجة الغلاء الرهيب التي نعانيها بسبب الخضوع لشروط صندوق النقد الدولي، ينصحه محسن عبد العزيز في «الأهرام» بكتاب جون بركنز «الاغتيال الاقتصادي للأمم المتحدة.. اعترافات قرصان اقتصاد»، الكتاب صدر عن مكتبة الأسرة بترجمة مصطفى الطناني وعاطف معتمد وتقديم الدكتور شريف دولار. يعترف خلاله المؤلف في لحظة صحو لضميره بالدور القذر الذي كان يقوم به كقرصان اقتصاد، لإقناع الدول الفقيرة بأهمية برامج الإصلاح الاقتصادي عن طريق القروض لإغراقها في الديون. يقول بركنز: إن الدهاء الذي تتسم به الإمبراطورية الأمريكية الحديثة يتجاوز كل ما صنعه الفرسان الرومان، والغزاة الإسبان وقوى الاستعمار الأوروبي. فنحن قراصنة الاقتصاد على درجة عالية من الاحتراف، لأننا وعينا درس التاريخ. نحن اليوم لا نحمل سيوفا ولا نرتدي دروعا، وإنما نرتدي ملابس عادية ونزور مواقع المشروعات، ونتسكع داخل القرى الفقيرة، نتظاهر بإنكار الذات، ونتحدث للصحف المحلية عن الأعمال الإنسانية العظيمة التي نؤديها، نغطي طاولات مؤتمرات اللجان الحكومية بأوراقنا ومشاريعنا المالية، ونحاضر في كلية إدارة الأعمال في هارفارد عن عجائب المشروعات الاقتصادية الكبرى. نحن نخبة من الرجال والنساء نستخدم المنظمات المالية الدولية (البنك الدولي وصندوق النقد) لإيجاد أوضاع تُخضع الدول لاحتكار الكربوقراطية أي منظومة الشركات الأمريكية الكبرى. ومثل نظرائنا من رجال المافيا نؤدي نحن قراصنة الاقتصاد بعض الخدمات كمنح قروض للبنى التحتية، وبناء محطات لتوليد الكهرباء، ومد طرق رئيسية، وإنشاء موانئ ومطارات ومناطق صناعية. هذه القروض مشروطة، بأن تتولى إدارة هذه المشروعات شركات هندسية من بلادنا. ويحقق قرصان الاقتصاد أكبر نجاح عندما تكون القروض كبيرة تعجز الدولة المدينة عن سدادها، ساعتها نسلك سلوك المافيا، ونطلب رطلا من اللحم مقابل الدين، كإنشاء قواعد عسكرية أو الهيمنة على موارد الثروة».

تفاءلوا بالخير تجدوه

دعوة للتفاؤل يوجهها للمرضى محمد صلاح في «الوطن» بسبب مقدم الوزيرة الجديدة للصحة التي يعتبرها ابنة شرعية للوزارة: «هو أمر طالبنا به مراراً وتكراراً.. نبتت وعاشت في أروقتها وتعلم جيداً معظم ملفاتها الصعبة، كما أنها تملك خبرة إدارية لا يستهان بها اكتسبتها عبر توليها مناصب قيادية في عهد وزراء سابقين، وصقلتها جيداً حين تولت مهمة أكاديمية مؤسسة 57357 الطبية، لذا فهي تحمل مقومات تؤهلها بحسب اعتقادي لإدارة الوزارة بمفهوم جديد ربما حلمنا به كثيراً. والواقع أن تحديات جسيمة تواجه الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة الجديدة، ربما كان بعضها مزمناً عانت منه الوزارة عبر عصور مضت، والبعض الآخر مستحدثاً نتيجة سياسات غير رشيدة للوزير السابق الذي كان يسير بمفرده تماماً ولا يسمع لأحد، حتى وصل إلى أبواب مسدودة في ملفات متعددة. تحديات تجعلنا جميعاً نطالبها بوضع خطة منظمة، بل عاجلة لإصلاح كل ما فسد في الفترة الأخيرة.. والمضى قدماً للأمام في طريق تطوير المنظومة الصحية التي عانت كثيراً.. وعانينا معها أكثر. وإذا كانت التحديات الواضحة للجميع هي تطبيق نظام التأمين الصحي الجديد، الذي أملك الكثير من التحفظات على آلياته، وملف الدواء الذي يعاني منه الأطباء والمرضى كل يوم.. وغرف العناية المركزة التي لا تستوعب الزيادة السكانية المطردة، فإنني أعتقد أن أحد أهم هذه التحديات التي تواجهها سيادة الوزيرة الجديدة هو ملف الأطباء أنفسهم، مقدمي الخدمة الصحية الذين عانوا طويلاً من إهمال متعمد في حقوقهم، وتربص من وزارتهم التي يفترض أن تهتم بشؤونهم وتدافع عن حقهم قبل كل شيء.. وربما كانت الأزمة المفتعلة بين الوزير السابق ونقابة الأطباء دليلاً دامغاً على هذا التربص».

فساد كروي

حال من يدير كرة القدم في مصر يرصده محمد الدسوقي في «اليوم السابع» على النحو التالي: «لعب منتخب مصر مباراتين الأولى أمام أوروغواي والثانية أمام روسيا، وبلغة كرة القدم لا يوجد ما يمكن اعتباره إثباتا على تقصير اللاعبين، بالعكس كان الأداء رجوليًا وإن لم يكن ممتازًا فنيًا، وبالتالي فكرة ذبحهم وتقديمهم كبش فداء لمنظومة رياضية مترهلة وفاسدة ليست مقبولة. مرة بعد أخرى وحدثا بعد الآخر، تثبت كل المعطيات أن اتحاد الكرة «عشة» فساد، وفشل إداري كبير جدا، يديرها مسؤولون فشلوا في وضع منظومة محترفة، لها قواعد وخطط ومنهج وخطوات واضحة وقوانين ملزمة للجميع. الإعلام الرياضي، بتعصب بعض أهله وجهل البعض الآخر، وبيزنس أغلب العاملين فيه، أكبر خنجر مسموم في ظهر الرياضة المصرية، وكرة القدم على وجه الخصوص يحتاج إعادة ضبط وتغيير وجوه تحترم المهنة أكثر من هرولتها خلف مصالحها ومصالح من يدفع أكثر. المتابعون لكرة القدم يمكنهم ببساطة أن يشتموا رائحة قلة التركيز التي سيطرت على لاعبي المنتخب المصري في مباراة روسيا، وهذا يؤكد أن المسؤولين عن البعثة واتحاد الكرة فشلوا في توفير مناخ احترافي مناسب للاعبي المنتخب المطالبين بالاستعداد والتركيز لأهم مباراة في مشوار المونديال. ظهور أعضاء الاتحاد وبعض ضيوفهم في ملعب التدريب قبل مباراة روسيا بساعات وتلك الحركة «الخايبة» والمبتذلة التي قام بها مجدي عبد الغنى في أرض الملعب، وظهوره محتضنًا هاني أبو ريدة بعد فضيحة الملابس، لا يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم، ولم تنقل لنا صحف العالم صورا لمسؤولي الرياضة في بلدانهم وهم يتاجرون ويستغلون فريقهم على حساب مساحات تركيز اللاعبين».

ضيعنا كوبر

نبقى مع المعارك الرياضية التي تطغى على الصحف، وننتقل إلى «الأهرام» مع إبراهيم حجازي: «كوبر المدير الفني للمنتخب القومي في أول تصريح له بعد الهزيمة من روسيا.. حَمَّل الأخطاء الدفاعية مسؤولية الهزيمة.. لكنه لم يوضح لنا أسباب وقوع لاعبينا في مثل هذه الأخطاء التي لا يقع فيها مبتدئون. كوبر لم يوضح، لأنه السبب وليس اللاعبين. أسلوبه الدفاعي الذي جَرَّد لاعبينا من الفروق الفردية المهارية لكل لاعب منهم.. وبدلاً من تسخيرها في خدمة الفريق صهرها في بوتقة أسلوبه الدفاعي المهين. لاعب مثل تريزيجيه.. إمكاناته الفنية والبدنية رائعة، وبدلاً من الاستفادة منه في الهجوم قاطرة لسحب الفريق لمنطقة جزاء المنافس بالسرعة والمهارة والخبرة.. هذا اللاعب الذي يتمنى أي فريق وجوده في هجومه.. ماذا فعل كوبـر معه وبه؟ ما أن يفقد المنتخب الكرة، وهو يفقدها كثيرًا.. تريزيجيه.. يرتد بأقصى سرعة من أي مكان هو موجود فيه.. إلى منطقة الظهير الأيسر لنا.. يعافر ويضرب وينضرب، لأجل إفساد هجمة المنافس، وما أن نستحوذ على الكرة، مطلوب منه أن ينطلق كالطلقة للأمام لأجل أن يتلقى الكرة ويصنع هجمة.. طيب كيف؟.ما يحدث مع تريزيجيه هو نفسه واجب وردة ومروان محسن.. باعتبارهما نظريًا محسوبين على الهجوم.. إلا أنهم في الملعب استنفدوا طاقاتهم في الارتداد للدفاع، والطبيعي والمنطقي بعد ذلك.. أن ينعدم الأمل في إمكانية تسجيل هدف.. وكيف نسجل وكل جهدنا وكل تقدم لنا.. للخلف للدفاع وليس للأمام للتهديف».

علاقة ليلي بالمنتخب

«كان يمكن على حد رأي فراج إسماعيل في «المصريون» للمنتخب أن يصعد للدور الثاني لو فاز على المنتخب الروسي بهدف يتيم. لكنه ظهر مفككا غائب التركيز، لدرجة أن الماكينة التي لم تكن تهدأ، أحمد فتحي، سجل في مرماه هدفا كان نقطة التحول إلى السقوط الكبير. شركة الاتصالات هي السبب في تلك الانتكاسة. صحيح أن كوبر ولاعبيه يتحملون فنيا عبء الهزيمة، لكنهم كانوا يستطيعون على الأقل الخروج بنقطة، أو ربما سجل صلاح في الشوط الثاني. غياب التركيز نتيجة الانشغال بالصور السيلفي وغير السيلفي مع المشاهير، خصوصا الفنانين حال دون ذلك. لا يمكن أبدا تبرئة الفنانين أو الإعلاميين أو الشخصيات العامة من تلك المهزلة. ذهبت بهم الشركة الراعية إلى فندق المنتخب وحجزت لهم هناك، وتركت الحبل على الغارب لمضايقة اللاعبين ومطاردتهم حتى لو قيل لنا مليون مرة أن أمن الفيفا وأمن الفندق وضع عازلا بينهم وبين هؤلاء. كل التقارير الواردة من هناك أكدت أن الفندق تحول بالفعل إلى سوق عكاظ، وأن الهزيمة المريرة حدثت بفعل فاعل، هو جهلنا واستمراء الغلط في سلوكنا. نحن قوم لا نتعلم من أخطائنا وتجاربنا، سيتكرر ذلك عشرات المرات في المناسبات المقبلة. لا أعرف ما علاقة ليلى علوي أو فيفي عبده أو الهضبة بكرة القدم. وما هي علاقة المشاهير وزوجاتهم وأطفالهم بألف باء التشجيع الذي يجب أن يأتي من الجماهير الحقيقية. جماهير الترسو التي تسافر على حسابها وتحجز في فنادق تناسب إمكانياتها وتتحمل تعب السفر والسهر والهتافات؟».

الصفقة إلى أين؟

«بدأ العد التنازلي لفرض «صفقة القرن» التي وعد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويبدو كما تشير جيهان فوزي في «الوطن» إلى أن وعوده نافذة بعد أن نفذ وعده الانتخابي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، متجاهلاً كل ردود الفعل العربية والدولية، وبعد أن كان يتم تسريب بعض بنود هذه الخطة من حين لآخر في كواليس الإدارة الأمريكية، بدأ التنفيذ الفعلي والجدي لها بإرسال وفد أمريكي يضم كبير مستشارى ترامب وصهره جاريد كوشنر ومبعوثه الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات هذا الأسبوع إلى إسرائيل وقطر ومصر والسعودية والأردن، حيث يناقش الوفد الرؤية الأمريكية لحل القضية الفلسطينية، وكان كوشنر وغرينبلات مهتمين بالحصول على أفكار من مختلف الجهات الإقليمية حول الأسئلة التي ظلت مفتوحة في خطة البيت الأبيض، خاصة أن الإدارة الأمريكية تريد إعلان خطة ترامب عندما تكون الظروف مواتية ويحين وقتها المناسب.
الوقت المناسب للإدارة الأمريكية جاء من «بوابة غزة» التي تعاني أوضاعاً إنسانية واقتصادية غاية في الصعوبة، وتعتقد الإدارة الأمريكية أن مشكلة القطاع الحرجة للغاية حلها سريع نسبياً بمجرد الحصول على التمويل اللازم لمعالجة مشكلاتها، ومن هنا تسعى إدارة ترامب لجمع أكثر من نصف مليار دولار من دول الخليج، من أجل تنفيذ مشروعات لإعادة إعمار قطاع غزة التي ستنطلق من سيناء بدلاً من القطاع، وجمع الأموال هو بؤرة المباحثات التي سيجريها الوفد الأمريكي، إذ تأمل الإدارة الأمريكية أن تساهم هذه المشاريع في تهدئة التوترات الأمنية الإسرائيلية مع قطاع غزة وتخلق أجواء إيجابية أثناء عرض خطة السلام الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية».

أمريكا تترنح

نعبر نحو الجانب الآخر من العالم، حيث أمريكا التي تصفها مي عزام في «المصري اليوم» «بـ(الدولة العميقة) التي تحاول أن تتملص من كل تعهداتها السابقة، وكذلك النظام العالمي الذي أرست قواعده لأنه لم يعد في صالحها بعد بزوغ الصين كقوة اقتصادية ومنافستها بقوة على قمة الاقتصاد العالمي. انتخاب ترامب وتصدره المشهد ليس صدفة، فهو أداة الدولة العميقة لإحداث هذا الانقلاب، ولم يكن باستطاعة أي رئيس أمريكي آخر أن يقوم بدور المهرج كما يفعل ترامب، فليس هناك عاقل يمكن أن يقبل القيام بهذا الدور، لكنه دور يلائم شخصية ترامب الاستعراضية، ووعوده أثناء حملته الانتخابية، وعادة وعود الحملات الانتخابية لا تنفذ إلا في حالة كونها معبرة عن اتجاه الدولة والمؤسسات الأمريكية، وتكتلات أصحاب المصالح بها، وأنا أعتقد أنه بعد انتهاء ترامب من مهمته سيتم الاستغناء عنه. أمريكا استخدمت ببراعة خدعة الخنازير المعروفة، وبعد أن يتم لها ما تريد ستزيح ترامب عن المشهد العالمي، وهناك اتهامات جاهزة تجيز إقالته، وحينذاك سيتنفس العالم الصعداء بدون أن ينتبه إلى أن الأمور باقية على ما هي عليه، وستروج آلة الإعلام الأمريكية العملاقة لصورة أمريكا زعيمة العالم الحر ومنقذة الديمقراطية. النظام العالمي الذي أسسته أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية وأجبرت العالم كله على الانصياع له يترنح بسببها، ويذكرني هذا برواية فرانكشتاين، النظام العالمي لم يعد صالحا، ليس لأن أمريكا قررت ذلك، لكن لأنه نظام فاسد وغير عادل، لم يضع في حسابه دول العالم الثالث التي تكافح من أجل تنمية حقيقية يتم إجهاضها على يد المؤسسات المالية الدولية، التي أسستها أمريكا لتنفيذ سياستها وإحكام سيطرتها وهيمنتها على العالم. نحن في مفترق طرق، مصر مثل باقي دول العالم، الكل يبحث عن بديل لنظام أوشك على الانهيار».

الفشل الاقتصادي صدى لغياب الوعي السياسي وغياب الحريات يؤدي لكوارث لا تحتملها «المحروسة»

حسام عبد البصير

برلمان العراق يستغل العد والفرز اليدوي لنتائج الانتخابات لتمديد ولايته

Posted: 22 Jun 2018 02:26 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: عقد مجلس النواب العراقي، جلسة طارئة، عصر أمس الجمعة، لمناقشة قرار المحكمة الاتحادية الأخير، الذي بت بدستورية العد و الفرز اليدوي لنتائج الانتخابات، في وقت يجري الحديث عن «سعي سياسي» لتمديد عمر مجلس النواب الحالي، الذي ينتهي في 30 حزيران/ يونيو الجاري.
وقال رئيس البرلمان، سليم الجبوري، إن الجلسة تناقش «تمديد عمر السلطة التشريعية، ليكون متوازياً مع عمر السلطة التنفيذية».
وأضاف، أن «اللجنة القانونية باشرت بالقراءة الأولى لمقترح قانون التعديل الرابع لقانون انتخابات مجلس النواب لاستمرار عمل المجلس لحين المصادقة على نتائج انتخابات مجلس النواب التي جرت في 12 أيار/ مايو 2018».
لكن، الخبير القانوني طارق حرب، أكد «عدم دستورية» اصدار مجلس النواب لأي قرار أو قانون بتمديده عمر القانوني.
وقال، في تصريح أورده الموقع الرسمي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، إن «الدستور حدد الموعد وعمر مجلس النواب بأربعة أعوام من تاريخ أول جلسة يعقدها، وأول جلسة عقدها مجلس النواب الحالي كانت في 1 تموز/ يوليو 2014، أي أن عمر البرلمان ينتهي في 1 تموز/ يوليو 2018، ولا يمكن تمديده إلا بتعديل الدستور».
وأضاف: «في حال أقدم مجلس النواب على هكذا خطوة فإنه سيكون أول من يقيم دعوى لدى القضاء لإبطال أي قانون بتمديد عمر مجلس النواب»، مشيراً إلى أن «إبطال هكذا قانون مضمون والمحكمة الاتحادية ستبطله خلال أسبوع أو 10 ايام، لأن المسألة لا تقبل النقاش ولا تحتاج إلى أدلة وإثبات».
كذلك، أكد النائب عن حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» ريبوار طه، وجود محاولات لتمديد عمر المجلس لما بعد 30 حزيران/ يونيو الجاري.
وبين، في تصريح «هناك محاولات من بعض النواب الخاسرين في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 12 أيار/ مايو الماضي، لتمديد عمر مجلس النواب الحالي»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن كتلته لن «تحضر الجلسة الاستثنائية التي من المقرر أن يعقدها مجلس النواب اليوم (أمس)».
وكان المحكمة الاتحادية، قد أٌقرّت، مؤخراً، بإجراء الفرز والعدّ اليدوي، لكنها لم تحدد ما إذا كان «كلياً» أو في بعض المراكز الانتخابية التي شهدت عمليات تزوير «موثّقة».
قادة الكتل السياسية ذهبوا لطمأنة مرشحيهم الذين عبّروا عن قلقهم من آثار قرار المحكمة الاتحادية الأخير، على النتائج التي حققوها في الانتخابات.
مصدر في ائتلاف دولة القانون ـ بزعامة نوري المالكي، قال لـ«القدس العربي»، إن قرار المحكمة الاتحادية خلّف موجة من «الغضب بين مرشحي الائتلاف الفائزين، الذين حذّروا من إمكانية ذهاب أصواتهم بحجّة التزوير»، مقرّاً في الوقت ذاته بأن عددا من مرشحي الائتلاف، ضمنوا فوزهم بدفع مبالغ مالية تقدّر بملايين الدولارات. وكذلك الحال في بقية الكتل السياسية».
وطبقاً للمصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن هؤلاء المرشحين انتقدوا عدم اعتراض المالكي على قرار المحكمة الاتحادية، لكن الأخير طمأنهم بأن «الفرز والعدّ سيكون جزئياً، ولا خشية على أصواتهم ومقاعدهم في البرلمان الجديد».
وتابع: «تبدل موقف زعيم ائتلاف دولة القانون، وعدد من قادة الكتل السياسية، ممن شككوا بنزاهة العملية الانتخابية، وطالبوا بفرز وعدّ يدوي كلي، وأصبحوا اليوم يدفعون نحو إجراء تلك العملية جزئياً، يوضح أن صفقات سياسية حدثت خلف الكواليس، تهدف لمنع إعادة تدقيق اصوات الناخبين بعموم العراق».
وتنص الفقرة الثالثة من التعديل الثالث، لقانون الانتخابات الذي صوّت عليه البرلمان في 6 حزيران/ يونيو الجاري، على إجراء عملية فرزٍ وعدّ «يدوية» شاملة للأصوات، وهو ما اعتبرته المحكمة الاتحادية «قراراً دستورياً» من دون الحاجة إلى تحديد الإجراء «شاملاً أو جزئياً»، بكونه مذكورا في نص الفقرة الواردة في التعديل البرلماني.
وفي حال ذهبت الكتل السياسية إلى إجراء فرز وعدّ يدوي «جزئي»، فإن ذلك يحتاج إلى تعديل «رابع» على قانون الانتخابات والتصويت عليه في البرلمان، قبل 30 حزيران/ يونيو الجاري، انتهاء عمر الدورة الحالية لمجلس النواب.
واعتبرت المحكمة الاتحادية أيضاً قرار البرلمان إلغاء نتائج انتخابات الخارج والتصويت الخاص والنازحين والبيشمركه في إقليم كردستان العراق، «غير دستوري»، وعدّته «مصادرة» لأصوات الناخبين.

تلاعب في الأصوات

لكن المصدر أكد أن «أكبر عمليات التزوير حدثت في تصويت الخارج، وفي مخيمات النازحين، وإن إلغاءها سيؤدي إلى كشف المستفيدين من أصوات الخارج والنازحين، التي أسهمت في صعود عددٍ كبير من المرشحين في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بسبب التلاعب بهذه الأصوات».
وأضاف: «عملية العد والفرز اليدوي لن تؤدي إلى نتائج تذكر، بكون إن قادة سياسيين وأعضاء في مجلس المفوضين متورطون بعملية الفساد، لذلك فإن الإطاحة بأحدهم ستفتح أبواب جهنم أمام الجميع، وقد تنهي العملية السياسية برمتها». على حدّ قوله.
تحالف «سائرون» المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ألمح إلى دعمه إجراء فرز وعدّ يدوي «جزئي»، باعتبار أن المدة المتبقية لعمر مجلس النواب لا تسمح بإتمام العملية بشكلٍ «شامل»، مجدداً تحذيره من «استغلال» الفراغ الدستوري.
قحطان الجبوري، الناطق الرسمي باسم التحالف، قال في بيان له، إن «الأهم هو الالتزام بالسياقات السليمة لعمل القضاء لجهة إكمال عملية العد والفرز اليدوي، بما لا يتعدى العمر الإفتراضي للبرلمان».

فراغ دستوري

وأضاف: «من الأهمية بمكان أن لا تتحول عملية العد والفرز في حال تخطت المهلة الدستورية لعمر البرلمان، وهي نهاية الشهر الجاري، مقدمة لفراغ دستوري يمكن استغلاله سواء على صعيد تمدد عمل الحكومة عبر توسيع صلاحياتها، أو إتخاذ عملية العد والفرز اليدوي مقدمة لإعادة الإنتخابات، الأمر الذي يتطلب أهمية أن تحدد فترة زمنية لإنجاز هذه العملية حتى لا تصادر إرادة المواطن العراقي تحت ذريعة شبهات التزوير والطعون التي كان ينبغي أن يكون طريقها القضاء وفقا للأصول المتبعة».
وأوضح أن «إحترام الأطر والسياقات الدستورية والقانونية أمر في غاية الأهمية لإستمرار العملية السياسية بإتجاه بناء مؤسسات الدولة، وهو ما يتطلب من جميع الكتل السياسية الإستمرار في حراكها بإتجاه إنضاج الحوارات الهادفة نحو تحالفات من شانها التعجيل بتشكيل الحكومة وتفادي أي حالة يمكن أن ينشأ عنها فراغ دستوري، قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها».

برلمان العراق يستغل العد والفرز اليدوي لنتائج الانتخابات لتمديد ولايته
قادة الكتل يمتصون غضب مرشحيهم الفائزين بعد قرار القضاء
مشرق ريسان

تحدي أردوغان

Posted: 22 Jun 2018 02:25 PM PDT

معلم فيزياء (54 سنة) مثقف وله روح دعابة، متحدث بارع، شاعر ويهتم بالفن وليبرالي في مواقفه، متفرغ لتولي مهمة رئيس الدولة. هذا يمكن أن يكون إعلان دعاية مناسب في مواقع طلب الزواج على الانترنت. لو لولا أن موهرام اينجا كان متزوجا وأبا لاطفال. اينجا مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، نجح خلال فترة قصيرة في أن يتحول إلى أمل معارضي أردوغان وأن يخرب على الرئيس الحالي حساباته السياسية ويجعله يتصبب عرقا بفضل قدرته على ادارة حملة انتخابية كثيفة، نجح فيها في اجراء ثلاثة اجتماعات عامة يوميا.
في يوم الاحد عندما يتم فرز اصوات ملايين الناخبين، سيتبين إذا كان قد جرى في تركيا انقلاب سياسي أو أن السور الدفاعي لأردوغان فقط تصدع قليلا. استطلاعات الرأي العام تجد صعوبة في الاشارة إلى نتائج واضحة. صحيح أن أردوغان فاز تقريبا بـ 50 في المئة من الدعم مقابل 25 في المئة لاينجا و12 في المئة للمرشحة ميرال اكشنر، رئيسة حزب «الجيد» (يوجد ثلاثة مرشحين آخرين منهم صلاح الدين دمرتاش الكردي الذي يوجد في السجن بتهمة دعمه للإرهاب). ولكن هذه التوقعات أيضاً تضع علامات استفهام على قدرة أردوغان على اجتياز مستوى الـ 50 في المئة الذي سينقذه من الحاجة إلى التنافس في جولة أخرى أمام المرشح الذي سيحظى بأكثر الاصوات من بعده.
إذا لم ينجح في اجتياز خط المنتصف سيكون عليه التنافس ليس فقط ضد اينجا (على فرض أنه سيأتي بعده)، بل ضد كل الاحزاب المنافسة التي تعهدت بدعم المرشح الذي سيقف ضد أردوغان. هذه ستكون جبهة من نوع جديد فيها ستفحص قوة حزب العدالة والتنمية برئاسته والحزب الوطني القومي، الذي أسسته لغرض الانتخابات كتلة مشتركة أمام «كتلة الشعب» المعارضة. صحيح أنه حتى لو حسبنا نسبة النجاح المتوقعة لأحزاب المعارضة فإن أردوغان ما زال يحظى بتفوق في الانتخابات الرئاسية. ولكن اللغم المتفجر ينتظره في انتخابات البرلمان التي تجري للمرة الأولى في نفس الوقت.
نظريا، هذه الانتخابات يمكنها أن تعطي نتائج تكبل أيدي أردوغان. فمن أجل أن يستطيع تشكيل حكومة بدون ائتلاف يجب على حزبه الفوز بـ 301 مقعد على الاقل من أصل الـ 600 مقعد. ومن أجل أن يستطيع إجازة قوانين وسياسات كما يريد هو بحاجة على الأقل إلى 330 مقعدا، واذا كان يطمح إلى ادخال تعديلات على القانون بحيث تجعله رئيساً ذا صلاحيات غير مسبوقة فهو بحاجة إلى دعم ثلثي أعضاء البرلمان. من هنا يأتي الجهد الكبير الذي تبذله احزاب المعارضة من اجل تحقيق انتصار في البرلمان من خلال افتراض أنه في الانتخابات الرئاسية لن يكون لها ما يكفي من القوة لإبعاده. نتائج الانتخابات حسب رأيها ستكون هي التي تمنحها عدد مقاعد يجبر حزب العدالة والتنمية على تشكيل حكومة ائتلافية. وفي أحسن الحالات تفوز بثلثي المقاعد بحيث تستطيع إجراء تعديلات على الدستور تعيد مكانة الرئيس إلى المكانة التي كانت قبل إجراء إصلاحات أردوغان.
هذه النتيجة سبق وسجلت في انتخابات 2015 عندما فاز حزب العدالة والتنمية فقط بـ 40.9 في المئة من أصوات الناخبين، واضطر إلى التوجه إلى تشكيل ائتلاف مع خصومه. هذه المحاولة فشلت، لا سيما بسبب رفض أردوغان تقديم تنازلات. وفي نهاية المطاف أعلن عن انتخابات مبكرة حيث حظي فيها حزبه بـ 49.5 في المئة. وبفضل طريقة توزيع المقاعد حصل على غالبية هامة في البرلمان. يبدو أن أردوغان يمكنه ايضا العودة هذه المرة إلى نفس التمرين، واجراء انتخابات أخرى إذا حظيت احزاب المعارضة بغالبية في البرلمان. ولكن المخاطرة هذه المرة أكبر بكثير.

تدهور الليرة التركية

لقد دخلت لاعبة جديدة ومهددة إلى حلبة الصراع السياسي في هذه السنة، الليرة التركية التي تدهورت إلى حضيض غير مسبوق وخلقت مشكلة للعملة الصعبة في الدولة. مواطنون ومستثمرون أتراك يبذلون كل ما في استطاعتهم لاخراج توفيراتهم إلى خارج الدولة أو شراء الدولارات والذهب بدل الليرة التركية. بين أردوغان وبين البنك المركزي التركي يجري صراع شديد على نسبة الفائدة. في حين أن البنك يقوم برفعها لكبح التضخم الذي وصل إلى 10 في المئة، فإن أردوغان يطلب خفضها لتشجيع التطور والنمو. في حملته الانتخابية تعهد بالاشراف على السياسة النقدية، أي خفض نسبة الفائدة، وهي خطوة تخيف المستثمرين والمؤسسات الدولية المالية التي تخشى من تدهور الاقتصاد التركي. أردوغان الذي يدين بمعظم نجاحه على قدرته على انقاذ تركيا من الازمة الاقتصادية الشديدة التي سادت في سنوات الالفين وإلى السياسة التي أدت إلى نمو سنوي مثير للانطباع، وجد نفسه في هذه السنة عالقاً في وضع لم يعد فيه سحره الاقتصادي مثلما كان.

الحرب في سوريا

الحرب في سوريا والتدخل العسكري التركي في القتال في شمال الدولة ضد الأكراد تساعد أردوغان على تجنيد الحركات القومية إلى جانبه. ولكن بموازاة ذلك تزداد الأصوات التي تنتقد الحكمة من القتال في سوريا التي أنشأت صدعا في العلاقة بين واشنطن وأنقرة. 4 ملايين لاجيء سوري الذين يلقون عبئا اقتصاديا واجتماعيا ثقيلا على الدولة اصبحوا ورقة سياسية تستخدمها الأحزاب الوطنية التي تطالب بإعادتهم إلى سوريا.
على المستوى الداخلي قدر أردوغان بأن تقديم موعد الانتخابات سيضبط احزاب المعارضة وهي غير مستعدة وخاصة حزب «الجيد» الجديد، الذي أوشك على عدم قدرته على التنافس في الانتخابات لأنه لم يكن لديه عدد المقاعد المطلوب في البرلمان. هذا الحساب أحبط الحزب الجمهوري الذي انضم 15 من أعضائه لحزب «الجيد». هذا الحزب رغم أنه ليس حزباً كبيراً، إلا أن من شأنه أن يهدد الآن الحزب الوطني، حليف أردوغان الذي انشق عنه. الحزب الكردي الذي في الانتخابات السابقة اجتاز للمرة الاولى نسبة الحسم (10 في المئة)، قام أردوغان بتحطيمه عندما اعتقل معظم أعضاء قيادته منهم دمرداش، وبناء على ذلك قدر بأن الاقلية الكردية لن تشكل في هذه المرة أي تهديد.
ولكن اينجا، خصمه، قرر بحكمة أن يقرب اليه الأقلية الكردية عندما زار في السجن دمرداش وأطلق وعوداً بتنمية المنطقة الكردية. أردوغان رد بزيارات خاصة به وعدد من شعارات حزبه تم نشرها باللغة الكردية، لكن العداء تجاهه منقوش عميقا في الوعي الكردي على خلفية الحرب الفظيعة التي شنها ضدهم في جنوب شرق تركيا. توجد لحزب العدالة والتنمية حقا كتلة كردية داعمة التي تبلغ حسب التقدير 1.5 مليون ناخب. وللحزب الكردي تتوقع الاستطلاعات 9 في المئة، أقل 1 في المئة من نسبة الحسم، لكن معظم أصوات الاكراد ستتوزع بين المرشحين الاكراد المستقلين وبين الحزب الكردي. ومن هنا جاء احتمال أن تستطيع المعارضة الاستناد عليها في الانتخابات، سواء للرئاسة أو البرلمان، وأن تعزز قوة حزب العدالة والتنمية. إذا قرر أردوغان الانتقال إلى انتخابات مبكرة، يمكن أن يجد نفسه أمام بنية سياسية صلبة يمكنها أن تضعفه أكثر.
من أجل الاجابة على الاسئلة الثلاثة الاساسية: نجاح اردوغان في انتخابات الرئاسة، قوة حزبه في البرلمان وحجم المعارضة بعد الانتخابات ستكون أهمية كبيرة لاستمرار طريقة الحكم وعلى مكانة تركيا في الشرق الاوسط وفي العالم. في السنوات الخمس الاخيرة تحولت تركيا إلى دولة عظمى إقليمية وإلى عامل استراتيجي تؤثر سياسته على الحرب في سوريا وعلى قوة إيران الاقليمية وعلى حجم تدخل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في الشرق الاوسط.
معارضة قوية يمكن ليس فقط أن تحدد صلاحيات أردوغان القانونية الواسعة، بل أيضاً أن تعيق قرارات تتعلق بالادارة اليومية للدولة، وحتى أن تمنع سن قوانين تهدف إلى المس بحقوق الانسان والمطالبة بتوقف تركيا عن تدخلها العسكري في سوريا. في المقابل، إذا نجح أردوغان في الحصول على الغالبية التي يطمح اليها، وأن يعزز مكانته كرئيس قوي غير خاضع لضغوط سياسية، سيبدد المخاوف من عدم الاستقرار السياسي، التي تخيف في المرحلة الحالية المستثمرين الاجانب.
هذه ستكون حقا بشرى صعبة للقطاعات الليبرالية في تركيا التي تكبدت ضربات قوية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016. مراسلون وأكاديميون ورجال دولة متهمون بالخيانة يمكن أن يتلقوا ضربة أخرى من الاحكام والملاحقات. ورجال اعمال محسوبون على معارضي أردوغان لن يستطيعوا أن يكونوا متأكدين من أنه يمكنهم السيطرة عليهم بعد أن تم إغلاق نقابات كبيرة في السنتين الاخيرتين. في نفس الوقت بالنسبة للدول الغربية التي تفضل دائما عقد الصفقات مع قادة ذوي صلاحيات، لا سيما في الشرق الاوسط، فإن رئيساً تركياً قوياً هو بشرى ليست سيئة، رغم الخلافات الشديدة بين أردوغان ورؤساء الدول الأوروبية ورئيس الولايات المتحدة.

تسفي برئيل
هآرتس 22/8/2018

تحدي أردوغان
حتى إذا فاز بالرئاسة في انتخابات يوم الأحد فإن المشكل ينتظره في البرلمان
صحف عبرية

تعثر في مفاوضات طرفي صراع جنوب السودان في إثيوبيا… والسودان يعرض الوساطة

Posted: 22 Jun 2018 02:25 PM PDT

أديس أبابا ـ «القدس العربي» ـ وكالات: اتخذت محادثات السلام في جنوب السودان منحى سيئاً، أمس الجمعة، عندما بدا أن الرئيس سلفا كير يسعى إلى تهميش زعيم المتمردين رياك مشار، رغم موافقته على عقد لقاء جديد معه الإثنين في الخرطوم.
وكان اجتماع بين الرجلين مساء الأربعاء أثار آمالا في إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي قريبا.
مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي أحمد أبيي، الذي يرأس الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، وهي المنظمة الإقليمية التي تسعى إلى إحياء عملية السلام، نشر صورا لأبيي ومشار وكير وهم يتعانقون.
وعقدت قمة الخميس في أديس أبابا لعدد من قادة دول «إيغاد» بينهم السوداني عمر البشير، والكيني أوهورو كينياتا، والصومالي محمد عبد الله محمد، لتعزيز الضغط على كير ومشار. لكن لم يحضر القمة الرئيس الأوغندي يوييري موسيفيني الذي يلعب دوراً أساسياً في هذا الملف.
لكن حكومة السودان خيبت الآمال الأكثر تفاؤلاً أمس، بتأكيدها أن مشار زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان (معارضة) لا مكان له في حكومة وحدة وطنية.
وقال وزير الإعلام في جنوب السودان، مايكل ماكوي، في مؤتمر صحافي، في أديس أبابا إن حكومة جوبا «نفد صبرها» من زعيم المتمردين رياك مشار.
وأضاف «نفد صبرنا من رياك مشار، من الأضرار التي سببها لأهل جنوب السودان».
وأضاف ماكوي الذي يعد من المتشددين في نظام جنوب السودان «بصفتي جنوب سوداني، كفى وإذا كان (مشار) يريد أن يصبح رئيسا فما عليه إلا انتظار الانتخابات».
وكان مشار وصف في بيان اللقاء مع سلفاكير بـ«الودي»، لكنه صرح أن أن «الأسباب العميقة للنزاع» تتطلب «وقتا»، مضيفاً أن أسلوب مساعي السلام الحالية «غير واقعي».
واتهم ماكوي، مشار بالقيام طوال حياته المهنية بانقلابات، معتبرا أنه لهذا «السبب لا مكان له في حكومة وحدة في البلاد».
لكن الحكومة وافقت على طلب رؤساء الدول الأعضاء في «الهيئة الحكومية للتنمية» (إيغاد)، المشاركة في لقاء جديد بين مشار وكير الإثنين في العاصمة السودانية الخرطوم.
قال ماكوي هذا «قرار لرؤساء دول إيغاد وسنحترمه».
وبيّن وزير خارجية جنوب السودان، مارتن إيليا، في المؤتمر الصحافي نفسه أن «الحكومة تبقى مصممة على التوصل إلى السلام ولهذا الهدف وافق كير على لقاء مشار».
ويتفاوضان الجانبان منذ أشهر برعاية «إيغاد»، لكن هذا الاجتماع الجديد يفترض أن يسمح بتسريع العملية.
وهو واحد من القرارات الرئيسية التي اتخذت خلال الأسبوع الجاري، وسيليه لقاء آخر في نيروبي، على أن يوقع الاتفاق النهائي في أديس أبابا خلال مهلة أسبوعين، حسب حكومة جنوب السودان.

إبعاد مشار

وفي هذه الفترة يمكن لمشار الإقامة في واحدة من هذه المدن، لكن حكومة جنوب السودان أكدت أنها حصلت من «إيغاد» على تعهد إلا يبقى بعد ذلك «في المنطقة أو أي مكان قريب من جنوب السودان».
وبين الخلافات التي يتوجب حلها منصب نائب الرئيس، الذي يشغله حاليا تابان دينغ الحليف السابق لمشار الذي انشق عنه في تموز/يوليو 2016 مع جزء من حركته، حسب وثيقة سلمتها الحكومة إلى الصحف.
ويشير النص أيضا إلى عدم «التوصل إلى أي تسوية بشأن تقاسم السلطة» داخل الحكومة وإلى استمرار خلاف على «الجدول الزمني لتوحيد القوات المسلحة».
ودانت حركة مشار «التصريحات اللامسؤولة» لماكوي، معتبرة أنها تهدف إلى «إخراج عملية السلام عن مسارها».
واللقاء بين كير ومشار، كان الأول منذ المعارك العنيفة التي دارت في العاصمة جوبا في تموز/ يوليو 2016 وانهت اتفاق سلام أبرم في آب/أغسطس 2015 وسمح لمشار بالعودة إلى منصب نائب الرئيس وإلى جوبا.
وفر مشار إثر تلك المعارك من بلاده، لكنه ما زال يتمتع بنفوذ كبير على حركته. وعاد إلى جوبا بموجب اتفاق توصلت إليه «إيغاد» في 2015، ولكن بعد عودته بقليل اندلع قتال عنيف ودام. وأدت الحرب الأهلية في جنوب السودان إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو ثلث السكان البالغ عددهم 12 مليون نسمة منذ اندلاعها في كانون الأول/ ديسمبر 2013، بعد عامين من استقلال البلد الفتي.
اللقاء الذي سيعقد بين مشار وسلفاكير في الخرطوم الإثنين، يبين مساعي السودان لنقل المحادثات إليها، حيث قال وزير الخارجية السوداني، الدرديري محمد أحمد، إن بلاده هي الأقدر لقيادة عملية الوساطة في هذه المرحلة بين الفرقاء في دولة جنوب السودان.
تصريحاته تلك جاءت عقب عودة الرئيس السوداني عمر البشير من أديس أبابا.
وكشف أحمد عن مغادرته إلى العاصمة الأوغندية كمبالا، بتوجيه من البشير للقاء الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، لبحث استكمال المشاورات حول سبل إنفاذ مبادرة البشير من أجل ضمان دعم ومساندة كل الدول الفاعلة في الإقليم لمساعي السودان.
وأضاف «وجهني الرئيس البشير، أيضًا بالاجتماع بسكرتارية (إيغاد) للترتيب للدعم الفني اللازم لإنجاح المفاوضات، ومن ضمن ذلك تقوم المنظمة بإرسال عدد من منسوبيها إلى الخرطوم».

تفعيل مبادرة السلام

وتابع «كما وجهني بإطلاع ممثلي الترويكا والاتحاد الأوروبي على الخطوات التي تعتزم الحكومة السودانية بها تفعيل مبادرته للسلام والاستقرار في دولة جنوب السودان».
وفي 5 يونيو/حزيران الجاري، أعلنت الخرطوم عن مبادرة جديدة يقودها البشير، لحل الأزمة السياسية في جنوب السودان، بهدف «حث الفرقاء الجنوبيين على تجاوز الخلافات وتحقيق الاستقرار والتنمية».
وأشار الوزير إلى «اتفاق بين الرئيسين عمر البشير، وسلفاكير ميارديت، يقضي بالعمل بشكل سريع وفوري في حقول النفط اعتبارًا من 25 يونيو/ حزيران الجاري».
وأضاف «سيقوم وزيرا النفط في البلدين بالذهاب ميدانيًا إلى حقول النفط، وذلك باصطحاب اللجان الفنية المختصة لوضع خطة متكاملة للتنسيق المشترك بين البلدين».
وتابع «فيما يتعلق بتأمين حقول النفط تم الاتفاق أيضًا بين البشير، وسلفاكير على أن يكون هناك تنسيق بين حكومتي البلدين وسوف توضع تفاصيل ذلك الاتفاق على المدى القريب».

تعثر في مفاوضات طرفي صراع جنوب السودان في إثيوبيا… والسودان يعرض الوساطة
جوبا رفضت مشاركة مشار في حكومة وحدة وطنية… و«الحركة الشعبية» أدانت

سكان في الموصل يشتكون من تراكم النفايات في الأسواق العامة

Posted: 22 Jun 2018 02:24 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي»: إلى جانب الدمار الكبير الذي أصابها، تعاني مدينة الموصل، لاسيما الأسواق التجارية فيها، من تراكم للنفايات وأكوام القمامة بشكل كبير حتى أصبحت تلك النفايات تغلق طرق وممرات بسبب انتشارها الكبير.
وعلى أثر ذلك حاولنا الاتصال بمسؤولي بلدية الموصل غير أنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريح حول هذه المشكلة التي زادت من امتعاض الأهالي خصوصاً أصحاب المحال التجارية، الذي تراكمت المخلفات أمام محالهم وأماكن عملهم.
يحيى، صاحب أحد المحال التجارية في الجانب الأيسر من المدينة، قال لـ«القدس العربي»: ننتشل النفايات من أمام محالنا بسبب عدم مجيء عمال البلدية وتخليصهم منها».
وأضاف، «أصبح الزبائن لا يمرون أمام محلي بسبب المنظر غير الجميل الذي خلفته تلك الأكوام»، مبينا أن «بلدية الموصل متلكئة في أداء عملها في تنظيف الشوارع ورفع النفايات ونقلها خارج المدينة». وأشار إلى أن «الحكومة تقوم بصرف مرتبات شهرية للموظفين والعمال، ولكن هؤلاء لا يقومون بأداء وجباتهم بالصورة المطلوبة»، لافتا إلى أن «لا بد من أن تكون هناك جهات رقابية تواكب عمل بلدية الموصل، وذلك لتقصيرها الواضح وغير المسبوق في تنظيف المدينة من النفايات المتراكمة والتي أصبحت عبارة عن جبال».
توفيق، يملك محل أيضاً في الموصل قال لـ« القدس العربي» : «لا أعرف ما وظيفة بلدية نينوى. التقصير لا يقع على العمال، بل على المسؤولين هؤلاء ليست لديهم نية حقيقية في وضع حلول نهائية ورسم خطط لمعالجة تراكم تلك النفايات».
وبين أن «المدينة لم تشهد في تاريخها مثل هذا الإهمال وعدم الاهتمام بمرافقها الحياتية كافة. يراد لها أن تكون مدينة غير صالحة للعيش».
الطبيب محمد النعيمي، عّلق على المسألة معتبراً في حديث لـ« القدس العربي» أن «تراكم النفايات، والروائح الكريهة التي تصدر منها، يمكن أن تسبب أمراضاً لمستنشقيها».
وتابع: «أبرز ما يمكن أن تسببه أمراض الرئة والربو والحساسية، خصوصا الذين يعانون من أمراض مزمنة».
وزاد: «المدينة هي بالأساس تعاني من عدم الاهتمام بالجانب الصحي والطبي وعدم وجود مستشفيات فيها. أي حالة صحية حتى وإن كانت غير خطرة يمكن أن يعجز الأطباء عن حلها».
الموصل، حسب المصدر «مقبلة على وباء في حال تراكمت تلك النفايات في الشوارع وعدم رفعها ونقلها إلى أماكن خارج المدينة وحرقها أو طمرها».

سكان في الموصل يشتكون من تراكم النفايات في الأسواق العامة

عمر الجبوري

اليمن: مبعوث الأمم المتحدة يعلن القيام بمشاورات لوقف التصعيد العسكري في الحديدة واستئناف المباحثات خلال أسابيع

Posted: 22 Jun 2018 02:24 PM PDT

تعز- «القدس العربي»: أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى لليمن مارتن غريفيث، مساء الخمس، قيامه بمباحثات مع الأطراف المتحاربة في اليمن بشأن وقف التصعيد العسكري في الحديدة، وأنها وحذّر من عواقب سياسية وانسانية اذا استمر التصعيد الراهن، فيما كشف عن استئناف جولة جديدة من المباحثات اليمنية خلال أسابيع.
وقال غريفيث في تصريح صحافي نشره مكتبه الإعلامي في العاصمة الأردنية عمّان وتلقت (القدس العربي) نسخة منه «سأواصل مشاوراتي مع جميع الأطراف لتجنب المزيد من التصعيد العسكري في الحديدة». وحذر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن من عواقب وخيمة للتصعيد الجديد في محافظة الحديدة وقال « أخشى أن يكون له عواقب خطيرة على الصعيدين السياسي والإنساني.».

تفاؤل بالحل

وكشف عن ترحيل كافة القضايا المتعلقة بالشأن اليمني في مباحثاته مع الأطراف المتحاربة، الحكومة والانقلابيين وكذا التحالف العربي، والتفرغ لقضية التصعيد العسكري في محافظة الحديدة في محاولة منه لتجنيب مدينة الحديدة حرب شوارع بعد أن سيطرت القوات الحكومية على مطار الحدية قبل أيام. وقال «أولويتي اليوم هي تجنب مواجهة عسكرية في الحُديدة، والعودة بسرعة إلى المفاوضات السياسية».
وأشار إلى أن جماعة الحوثي الانقلابية أبدت تجاوبها مؤخرا لمطالبه بشأن تمهيد الطريق للمباحثات اليمنية المقبلة التي يزمع المبعوث الأممي عقدها قريبا، بعد شهور طويلة من اللقاءات المتكررة بالأطراف المعنية بالحرب اليمنية، وقال «لقد شجعني الانخراط البنّاء لقيادة أنصار الله (جماعة الحوثي) في صنعاء، وأتطلع إلى لقاءاتي المقبلة مع الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة اليمنية».
وأعرب عن تفاؤله هذه المرة بالتوصل إلى نقاط التقاء يمكن البناء عليها لوقف المواجهات المسلحة في الحديدة بين القوات الحكومية وميليشيا الانقلابيين الحوثين وقال «أنا على ثقة من أننا نستطيع التوصل إلى اتفاق لتجنب أي تصعيد للعنف في الحديدة». وكشف عن عزمه استئناف جولة جديدة من المفاوضات اليمنية خلال أسابيع وقال «خلال زيارتي إلى صنعاء، قدمت ايضاً إحاطة إلى مجلس الأمن في 18 حزيران/يونيو (الحالي) وأعلنت عزمي على استئناف المفاوضات السياسية في الأسابيع المقبلة».
وأعلن غريفيث التزام الأمم المتحدة بالتوصل إلى تسوية سياسية لحل الأزمة اليمنية ووقف الحرب في البلاد عن طريق المباحثات السياسية وأوضح «أكرر التزام الأمم المتحدة بالتوصل إلى تسوية سياسية يتمّ الاتفاق عليها، للنزاع في اليمن».
وأعرب عن ترحيبه بالتزام الأطراف المتحاربة في اليمن واستعدادهم للانخراط في المباحثات السياسية المقبلة والتي وصفها بـ»عملية سياسية يمنية داخلية بتيسير من الأمم المتحدة».
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن خاض تجارب مريرة مع الانقلابيين الحوثيين منذ تعيينه في هذا المنصب في شباط (فبراير) الماضي، إثر رفضهم الاستجابه لمطالبه بشأن الخطوط العريضة التي رسمها لخريطة الطريق لحل الأزمة اليمنية، خاصة في ظل إصرار الحكومة اليمنية أيضا على ضرورة أن تستند المفاوضات على المرجعيات الثلاث وهي مخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن والمبادرة الخليجية.
وترفض جماعة الحوثي استناد المفاوضات على هذه المرجعيات الثلاث، نظرا لأن قرارات مجلس الأمن تعتبر الحوثيين انقلابيين على الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي، وتطالبها بتسليم السلاح الثقيل وانسحاب مسلحيهم من العاصمة صنعاء والمدن الرئيسية.
وكانت قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة فرضت في 2015 عقوبات على زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي وعلى شقيقه عبدالخالق وكذا القائد العسكري للجماعة عبدالله يحيى الحاكم، المشهور بكنيته (أبوعلي الحاكم)، فيما كانت لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة أوصت بإضافة رئيس اللجنة الثورية العليا للحوثيين محمد علي الحوثي، إلى قائمة العقوبات الأممية نظرا لاستيفاءه للمعايير اللازمة لمن تنطبق عليهم العقوبات الدولية وفي مقدمة ذلك دوره في تهديد السلم والأمن في اليمن.

الضغط على الحوثيين غير موقفهم

وذكر مصدر عسكري لـ «القدس العربي» أن التصعيد العسكري من قبل القوات الحكومية وقوات المقاومة وقوات التحالف العربي الداعمة لها في محافظة الحديدة وسيطرتها على مطار الحديدة والتقدم الحكومي المستمر نحو السيطرة على مناطق مهمة في مداخل مدينة الحديدة وطرق الإمداد الحوثي لها، كان له دور مهم في تغيير الموقف السياسي الحوثي من المباحثات اليمنية والتي «تحاول شراء الوقت لاستعادة انفاسها، ولكن في الوقت الضائع»، على حد تعبيره.
وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة تحث السعوديين والإماراتيين على قبول الاقتراح. وذكر مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة أن التحالف أبلغ غريفيث بأنه سيدرس الاقتراح.
وأضاف المصدر أن الحوثيين ألمحوا إلى أنهم سيقبلون بسيطرة الأمم المتحدة الكاملة على إدارة الميناء وعمليات التفتيش فيه.
وذكر دبلوماسي غربي أن الأمم المتحدة ستشرف على إيرادات الميناء وستتأكد من إيداعها في البنك المركزي اليمني. ويقضي التفاهم بأن يظل موظفو الدولة اليمنية يعملون إلى جانب الأمم المتحدة.
وقال الدبلوماسي الغربي «أعطى السعوديون بعض الإشارات الإيجابية في هذا الصدد وكذلك لمبعوث الأمم المتحدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وصدرت عن الإماراتيين أيضا همهمات إيجابية لكن لا يزال الطريق طويلا أمام الاتفاق».
وحذرت المصادر من أن الخطة ما زالت بحاجة لموافقة كل أطراف الصراع ولن تؤدي في مراحلها الأولية على الأقل إلى وقف فوري لإطلاق النار.

اليمن: مبعوث الأمم المتحدة يعلن القيام بمشاورات لوقف التصعيد العسكري في الحديدة واستئناف المباحثات خلال أسابيع

خالد الحمادي

المفوض السامي لحقوق الإنسان يدعو لتحقيق دولي في العنف المتفاقم في فنزويلا

Posted: 22 Jun 2018 02:23 PM PDT

نيويورك – الأمم المتحدة – «القدس العربي»: أعلن نائب المتحدث الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة، فرحان عزيز حق، في مؤتمره الصحافي اليومي أن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان دعا الجمعة إلى إجراء تحقيق دولي رفيع المستوى بشأن «التقارير الجديرة بالثقة والمروعة عن وقوع عمليات قتل خارج نطاق القضاء» في فنزويلا وإفلات الجناة من العقاب، قائلا إن تلك التقارير تشير إلى أن حكم القانون «غائب فعليا» في الانتهاكات المزعومة.
وجاءت دعوة زيد رعد الحسين في أعقاب نشر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقريرا جديدا حول فنزويلا، الواقعة في أميركا اللاتينية، يشرح بالتفصيل ادعاءات الانتهاكات الخطيرة.
وقال زيد في بيان نقل حق أجزاء منه» «لسنوات عديدة تم إبعاد الضوابط والتوازنات المؤسسية فضلا عن تضييق الفضاء الديمقراطي في فنزويلا». وأضاف زيد: «هناك مبرر قوي يستدعي تحويل الوضع في فنزويلا إلى المحكمة الجنائية الدولية بالنظر إلى أن فنزويلا تبدو غير قادرة ولا راغبة في ملاحقة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان».
وأكدت رافينا شمداساني، المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان في جنيف، أن تقرير المفوضية يقدم آخر المعلومات عن الانتهاكات المزعومة المرتكبة وسط مظاهرات دموية ضد الإصلاحات الدستورية التي اقترحتها حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
«ويسلط هذا التقرير الضوء على فشل السلطات الفنزويلية في محاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تشمل القتل واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين والاعتقالات التعسفية وسوء المعاملة والتعذيب».
وفيما يتعلق بعمليات القتل خارج القضاء منذ عام 2015، قالت شمداساني: «إن التقرير يحتوي على تقارير موثوقة وصادمة مفادها أن الشبان في الأحياء الفقيرة قد استُهدفوا لا لشيء سوى لأن السلطات صنفتهم وفق معاييرها « كمجرمين»، وفي بعض الحالات، قُتلوا في منازلهم».
ويفصل التقرير كيف أن قوات الأمن تعمل على تزوير المشاهد لتظهر كما لو أن القتل حدث في تبادل لإطلاق النار. كما يسلط التقرير الضوء على الأثر الخطير للأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تجتاح فنزويلا.
وقالت شمداساني: «تضطر الأسر إلى البحث عن الطعام في صناديق القمامة. وتفيد بعض التقديرات بأن 87% من السكان واقعون تحت تأثير الفقر. إن وضع حقوق الإنسان لشعب فنزويلا يبعث على الكآبة. فعندما تكلف علبة من حبوب ضغط الدم أكثر من الحد الأدنى للراتب الشهري، وحليب الأطفال يكلف أكثر من أجر شهرين، وفي نفس الوقت فإن الاحتجاج على مثل هذا الوضع المستحيل يمكن أن يلقي بك في السجن. إنه ظلم شديد وصارخ».
وسبق لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، وهو الجهاز الرئيسي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إنشاء لجنتي تحقيق مشابهتين عقب ورود مزاعم بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في سوريا وبوروندي.

المفوض السامي لحقوق الإنسان يدعو لتحقيق دولي في العنف المتفاقم في فنزويلا

عبد الحميد صيام

حزب «النور» السلفي: رفع أسعار الوقود يزيد معاناة المواطنين

Posted: 22 Jun 2018 02:23 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تعليقاً على قرار الحكومة المصرية رفع أسعار الوقود قبل أيام، قال حزب «النور» السلفي الداعم لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، في بيان ان «الحكومة الجديـدة استهلت ولايتها بقـرار رفع سعـر المحروقات وما يتبع ذلك مـن ارتفـاع أسعـار السلع والخدمات؛ مما يزيـد من معانـاة المواطنين، وخاصة الطبقـات الفقيرة والمتوسطة».
وأضاف، في بيان، مساء أول أمس: «لم تواكب هذه الزيادات الكبيرة في الأسعار زيادة في دخول الأفراد والمرتبات بما يتناسب مع هذه الزيادات، وكذلك لم تتخذ إجراءات حمائية لوقاية هذه الطبقات من آثار هذا القرار».
ورأى أنه «يجب مراعاة الآثار الاجتماعية والمعيشية المترتبة على أي خطة إصلاحية بحيث لا يتحمل الفقير وحده هذه الآثار والتبعات دون القادرين، وأن يكون مع هذه الخطة حزمة من الإجراءات والإصلاحات، منها: «التطبيق الشامل للحد الأدنى للأجور والمعاشات بما يتناسب مع هذه الزيادات، ووضع منظومة صارمة لضبط السوق والأسعار».
وأشار إلى ضرورة وجود «خطة تقشفية للحكومة وإيقاف نزيف البذخ الحكومي، وتحقيق العدالة الاجتماعية ومنها: تطبيق قانون الحد الأقصى للأجور دون استثناءات، وإصلاح القطاعات غير المنتجة والمتوقفة عن الإنتاج والتي تمثل عبئًا كبيرًا على الموازنة وهي: الهيئات الاقتصادية، وقطاع الأعمال العام».
وطالب بـ«فتح باب العمل الخيري المنضبط للجمعيات والمنظمات الأهلية للقيام بدور فعال في خدمة المجتمع، والمساهمة في تخفيف المعاناة عن المواطنين، وضرورة مراعاة التدرج حتى لا يتحمل جيل وحده تبعات فشل استمر عقودًا طويلة، كما يجب إيجاد بدائل لسد عجز الموازنة ـ وما أكثرها ـ بدلا من الاعتماد على سياسة».
وعن اتهامه بدعم الحكومة، قال: «البعض يتهم الحزب بأنه منحاز للحكومة ضد الشعب وهؤلاء أفعالهم وأقوالهم تدل على أنهم متى اختلفوا مع الحكومة في قليل أو كثير فإنهم يقلبونه إلى خلاف مع الوطن ذاته، وبالتالي لا يتورعون عن تدميره ولا عن مطالبة الشعب بأن يعطل مصالحه بنفسه تحت شعارات الثورة أو غيرها ولا يرضى منك إلا أن تكون مثله، منفذا لما يريده من تدمير بلاده».
يونس مخيون رئيس «النور»، أعتبر أن «النظام السياسي دستوريا قائم على التعددية الحزبية ولا شك أن الحزب له توجهه السياسي والاقتصادي الخاص به والقائم على مصلحة الوطن»، مؤكدا أن «من هذا المنطلق لم يقف الحزب كثيرا أمام القرار».
وأضاف في بيان أن «الحزب لا يقف في الإصلاح الاقتصادي موقفا أيديولوجيا متعنتا يقيس كل تصرفات الحكومة عليه فإن وافقه وإلا كانت الحكومة مهدرة لمصالح الشعب، ولكن في الوقت ذاته يرى الحزب أن مراعاة البعد الاجتماعي في أي قرار اقتصادي في غاية الأهمية كما هو مقرر في الشريعة الإسلامية وفي الدستور وفي علم الاجتماع، لضمان استقرار البلاد».
من هذا المنطلق، وفقاً لمخيون «لم يقف الحزب كثيرا أمام القرار، رغم أن الحزب عارض حزمة إجراءات صندوق النقد ابتداء، بل إنه طالب الحكومة ناصحا بتفعيل حزمة إجراءات تخفف من أثر رفع الأسعار عن محدودى الدخل».

حزب «النور» السلفي: رفع أسعار الوقود يزيد معاناة المواطنين

مقتل وإصابة 5 عسكريين في انفجار نفق مفخخ غربي الشرقاط

Posted: 22 Jun 2018 02:22 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي» ـ وكالات: أفاد مصدر أمني في قيادة عمليات صلاح الدين، أمس الجمعة، بمقتل وإصابة خمسة عسكريين لدى دخولهم أحد الأنفاق وانفجاره عليهم غرب قضاء الشرقاط، شمال بغداد.
وقال إن «قوة مشتركة من عمليات نينوى وصلاح الدين شرعت في عملية عسكرية لتمشيط المناطق الواقعة غربي قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين وجنوبي قضاء الحضر في محافظة نينوى حتى حدود محافظة الأنبار وطرد عناصر تنظيم الدولة منها».
وأضاف أن «القوة عثرت على أنفاق وتحصينات تضم مخابئ وأسلحة وأعتدة»، موضحا أن «في أثناء تفتيش أحد الأنفاق تبين أنه مفخخ فحصل انفجار فيه أدى إلى مقتل ضابط برتبة ملازم وجنديين اثنين وإصابة اثنين آخرين بجروح»
وأشار إلى أن «العملية مستمرة بمشاركة مختلف صنوف الجيش والشرطة وبدعم من طيران الجيش حتى تفتيش الصحراء الغربية بين المحافظات الثلاث وصولا للحدود السورية». كانت المنطقة الواقعة غربي قضاء الشرقاط/ 110 كلم شمال تكريت/ ومنطقة جنوبي قضاء الحضر 70/ كلم جنوب الموصل/ قد شهدت نشاطا ملحوظا لعناصر «الدولة»، أدى إلى اختطاف نحو 30 مدنيا عثر على جثث تسعة منهم فيما ما زال مصير الباقين منهم مجهولاً.
وتشهد المناطق الواقعة بين محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوى عمليات ينفذها عناصر تنظيم «الدولة» ضد القوات الأمنية والمدنيين.
إلى ذلك، قتلت إمرأة وأصيب جنديان ومدني في هجومين منفصلين في محافظة ديالى، حسب مصدر أمني عراقي. وبين النقيب حبيب الشمري إن «إمرأة قتلت وأصيب مدني بعد تعرض سيارتهم المدنية إلى انفجار عبوة ناسفة بالقرب من قرية القولاي التابعة لقضاء خانقين شمالي ديالى».
وأضاف أن «جنديين أصيبا بجروح مختلفة، بهجوم مسلح نفذه عناصر من تنظيم «الدولة» واستهدف حاجزا أمنيا في منطقة حاوي العظيم شمالي محافظة ديالى».
وبعد 3 سنوات، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أعلن العراق في ديسمبر/كانون الأول الماضي استعادة كامل أراضيه من قبضة «الدولة»، الذي كان يسيطر على ثلث مساحة البلاد.
ولا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجيًا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل عام 2014.

مقتل وإصابة 5 عسكريين في انفجار نفق مفخخ غربي الشرقاط

ترتيبات لعقد لقاء عربي تقييمي لجولة مبعوثي واشنطن.. وانزعاج الأردن من مقترحات تعطي السعودية وصاية على الأقصى

Posted: 22 Jun 2018 02:22 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي» : رجحت مصادر فلسطينية مطلعة أن يصار إلى عقد اجتماع عربي قريب، عقب انتهاء جولة مبعوثي الإدارة الأمريكية للمنطقة التي تهدف لتسويق «صفقة القرن»، من أجل بحث سبل التعامل مع هذا الطرح الأمريكي، الذي لم يلاق استحسانا عربيا حول الكثير من النقاط الواردة في الخطة، وأهمها ملف القدس.
وحسب المعلومات المتوفرة فإن الطاقم الأمريكي الخاص بعملية السلام، والقريب جدا من حكومة إسرائيل، طرح أفكار خطة السلام الجديدة على عدد من العواصم العربية، قبل أن ينتقل إلى إسرائيل للقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وقرر مبعوثا الإدارة الأمريكية جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، عقد اجتماعاتهما في هذه الجولة مع الشخصيات الأولى العربية، بمشاركة وزراء الخارجية ومسؤولي الاستخبارات.

لا بيانات مشتركة

وعلمت «القدس العربي» أن مبعوثي الإدارة الأمريكية طلبا من زعماء الدول العربية، بحث المقترحات التي قدمت لهم من أجل «إنهاء الصراع في الشرق الأوسط».
ولم يصدر أي بيان مشترك عن الاجتماعات التي عقدها مبعوثا الإدارة الأمريكية والزعماء العرب، وهذا يشير إلى نتائج المباحثات. واكتفت الدول العربية بإصدار بيانات منفردة جرى خلالها التأكيد على دعم للجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة، وذلك طبقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى أساس حل الدولتين وفقاً لحدود 1967، تكون فيه القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وهو ما يخالف الطرح الأمريكي بإخراج مدينة القدس من طاولة التفاوض.
كذلك طلب مبعوثا الإدارة الأمريكية من الزعماء العرب دعم استمرار رعاية واشنطن الخاصة لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالشكل الذي كانت عليه قبل السادس من كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، وهو التاريخ الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل سفارة بلاده إليها.
وقوبل القرار برفض فلسطيني قوي، تمثل في تجميد الاتصالات مع الإدارة الأمريكية، وإطلاق خطة سلام فلسطينية جديدة، تشمل عقد مؤتمر دولي، وتشكيل آلية دولية للإشراف على المفاوضات من عدة دول، تكون الإدارة الأمريكية طرفا فيها وليست راعيا وحيدا لها.
ويجري حاليا في أروقة العواصم العربية التي زارها مبعوثا واشنطن، بحث عقد اجتماع في جامعة الدول العربية، لمناقشة المقترحات الأمريكية الجديدة، وهو أمر يجري بالتشاور مع القيادة الفلسطينية التي تدعم عقد الاجتماع، بهدف تشكيل موقف عربي جديد، تريد من خلاله إعادة التأكيد على قرارات القمة العربية التي عقدت أخيرا في مدينة الظهران في المملكة السعودية.
وتلقت مؤسسة الرئاسة الفلسطينية اتصالات عدة خلال الأيام الماضية، من عواصم عربية، جرى خلالها نقل ما جرى بحثه في تلك اللقاءات التي جرت مع المسؤولين الأمريكيين.
وتؤكد المصادر الفلسطينية المطلعة، أن هناك الكثير من الأمور التي جرى طرحها من قبل مبعوثي واشنطن، لا تزال في طي السرية، ولن يكشف عنها في الوقت الحالي، بطلب من أمريكا، وتؤكد أن ذلك يظهره ابتعاد بيانات البيت الأبيض عن ذكر أي تفاصيل حول خطة «صفقة القرن»، وكذلك ابتعاد البيانات عن ذكر تفاصيل الخطة التي نوقشت مع الزعماء العرب، والاكتفاء بالحديث العام عن السلام، والإشارة إلى أن المباحثات ناقشت فكرة «المساعدة الإنسانية لغزة»، وهي خطة ترفضها القيادة الفلسطينية، وترى فيها مدخلا لتمرير مخططات فصل القطاع، عن باقي أجزاء الدولة الفلسطينية المنشودة.
ورسميا علقت منظمة التحرير الفلسطينية على جولة مبعوثي الإدارة الأمريكية، بتأكيد حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية «أن الولايات المتحدة الأمريكية، أنهت الشروط الأساسية لأي حل سياسي، وتعد لصفقة مشبوهة». وشددت على أنه «لن يكون هناك اتفاق سلام دون الالتزام الراسخ بقرارات وقوانين الشرعية الدولية وبالتطبيق الفعلي لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان».

الخطة الأمريكية تفضل غزة عن الضفة

كما نددت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس، بالتحركات الأمريكية في المنطقة تحت عنوان «تحسين الوضع الإنساني في غزة». وقال الناطق باسم الحركة أسامة القواسمي، إن هذه التحركات «تشكل تناقضا كبيرا مع مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة، وأبرزها تقليص مساهمتها لوكالة الأونروا، وقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني». وأكد أن هذه التحركات التي وصفتها بـ «المشبوهة» تهدف إلى فصل قطاع غزة خدمة لأهداف إسرائيلية بغرض تصفية القضية الفلسطينية، مشددا على أن هذه الأفكار لن تمر، ولن تجد طريقها للنجاح. وقال إن الحل يكمن بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي بشكل كامل عن كل أراضي دولة فلسطين المحتلة وعاصمتها القدس، لافتا إلى أن محاولات حرف الصراع وجعله «مساعدات إنسانية»، ما هو إلا «ضياع للوقت، واستنساخ لتجارب فاشلة». وفي السياق، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن التفاصيل التي تسربت عن الخطة الامريكية، لا تلبي المطالب الفلسطينية، مما قد يؤدي الى رفضها القاطع من جانب الفلسطينيين . وذكرت الصحيفة في تحليل لها، ان الأمريكيين سيعرضون على الفلسطينيين إقامة عاصمة دولتهم في «حي أبو ديس» شرق القدس، مقابل انسحاب اسرائيل من ثلاثة الى خمسة أحياء عربية في شرق المدينة وشمالها وإبقاء البلدة القديمة تحت السيطرة الاسرائيلية.
كما لا تشمل الخطة الأمريكية إخلاء نقاط استيطانية، وأنها تنص أيضا على إبقاء منطقة الأغوار تحت السيطرة الاسرائيلية، وبموجب ما كشف فإن الخطة تقضي أيضا بأن تكون الدولة الفلسطينية المنشودة «منزوعة السلاح الثقيل». وهذه المقترحات وغيرها سبق أن كشف عنها الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية، وأعلن عن رفضها فلسطينيا. وحسب ما ذكرت «هآرتس» فإن محافل سياسية في العاصمة الأردنية عمان، أعربت عن قلقها، ازاء بند في الخطة الامريكية يمنح المملكة السعودية ودولا خليجية أخرى موطئ قدم في إدارة الحرم القدسي الشريف.
وهذا المقترح الأمريكي يسحب الامتياز الأردني في الإشراف على الأوقاف الدينية الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الملك الأردني عبد الله الثاني، في البيت الأبيض الإثنين المقبل، حيث سيناقشان القضايا التي تهم الجانبين، بما فيها عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ترتيبات لعقد لقاء عربي تقييمي لجولة مبعوثي واشنطن.. وانزعاج الأردن من مقترحات تعطي السعودية وصاية على الأقصى
منظمة التحرير وفتح حذرتا من «صفقة أمريكية مشبوهة» وتعهدتا بإفشالها
أشرف الهور:

مديرية الأمن العام في الجزائر تنفي تورط سائق اللواء هامل في قضية الكوكايين!

Posted: 22 Jun 2018 02:21 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: قالت مديرية الأمن العام في الجزائر إن أحد المتورطين في فضيحة محاولة تهريب 701 كيلوغرام من مادة الكوكايين ليس السائق الشخصي للواء عبد الغني هامل مدير الأمن العام، مثلما تداولته وسائل الإعلام خلال الثلاثة أيام الماضية، مشيرة إلى أن المعني سائق تابع لحظيرة المديرية مثل مئات الموظفين بمصلحة العتاد، وأن الذين عملوا على الترويج لإشاعة أن المعني هو السائق الشخصي للواء هامل يعملون على بث البلبلة.
وأضافت في بيان صدر عنها الجمعة أن السائق الذي تم توقيفه على خلفية التحقيق في قضية محاولة تهريب 701 كيلوغرام من مادة الكوكايين ليس السائق الشخصي لمدير الأمن العام اللواء عبد الغنني هامل، مثلما تناولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وأن « المشتبه به هو سائق تابع لمصالح حظيرة السيارات لمديرية للأمن، وليس السائق الشخصي لمدير الأمن العام، وأن المشتبه به كغيره من مئات مستخدمي العتاد السيار »، معتبرة أن مثل هذه الاخبار المتداولة افتراء صارخ، ومعلومة مغلوطة تفندها تفنيداً قاطعاً.
وقالت أن «هذه إشاعات مصدرها أشخاص لها أغراض معينة، هدفهم بث البلبلة والشك، بدل ترك هيئة القضاء الموقرة تؤدي مهامها وفقا للقانون»، موضحة أنه مهما يكن قد بدر عن السائق المشتبه به فإنه تصرفاته انفرادية ومعزولة، ولا تمت إلى المديرية بصلة، وأنها لا تلزم بتاتا إدارته ومؤسسة الأمن العام، داعية قراء الصحف والمواقع الإخبارية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى تفادي تداول الأخبار والمعلومات المغلوطة التي لا تمت إلى الواقع بصلة.
ويأتي تكذيب مديرية الأمن العام ليكون الوحيد الصادر عن هيئة رسمية، منذ أن بدأت الصحف تتداول تسريبات التحقيق في قضية محاولة تهريب 701 كيلوغرام من مادة الكوكايين نهاية شهر مايو/ ايار الماضي، والمتهم الرئيسي فيها هو كمال شيخي المعروف باسم « كمال البوشي » صاحب شحنة اللحوم المجمدة التي تم اكتشاف شحنة كوكايين بينها، خاصة وأنه وفي إطار التحقيق في هذه العملية اكتشف المحققون تجاوزات أخرى قام بها المتهم في إطار نشاطه كصاحب مشاريع عقارية، الأمر الذي أدى إلى توقيف أربعة قضاة عن العمل، واستدعائهم للتحقيق، بعد أن تبين أنهم حصلوا على رشاوى من «البوشي » مقابل تسهيل صدور أحكام لصالحه في النزاعات القضائية التي كانت تعترض طريق مشاريعه السكنية، وكذا تمكينه من الحصول على عقارات في إطار عمليات البيع بالمزايدة.
ومن بين الأسماء التي ذكرت في وسائل الإعلام نجل رئيس الوزراء عبد المجيد تبون، الذي تم استدعاؤه في وقت أول، ورغم أن بعض المقربين من تبون قالوا إن علاقة نجله بـ «البوشي « لا تتجاوز كونه اتصل به من أجل كمية من اللحوم لفائدة مطعم للرحمة تديره زوجته، إلا أن قرار قاضي التحقيق وضع نجل رئيس الوزراء رهن الحبس المؤقت أثار التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين صاحب شحنة المخدرات ونجل رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن في وقت سابق حرباً ضد الفساد والمفسدين لم يصدقها الكثيرون.

مديرية الأمن العام في الجزائر تنفي تورط سائق اللواء هامل في قضية الكوكايين!

جنرال إسرائيلي: مصر ما زالت ترعى خطة للمصالحة واستئناف المفاوضات

Posted: 22 Jun 2018 02:21 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: قال جنرال إسرائيلي في جيش الاحتياط إن مصر ما زالت تتقدم في بلورة خطة سياسية شرعت بها بعد عدوان الجرف الصامد على غزة في صيف 2014. وقال الجنرال نمرود نوبيك الذي كان مستشارا سياسيا للرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز للقناة الإسرائيلية العاشرة أمس، إن مصر تستعد لإطلاق خطة سياسية استراتيجية تتطلع لتحقيق أربعة أهداف، وهي فصل حماس عن الإخوان المسلمين، وردعها عن التعاون مع تنظيم الدولة (داعش) في سيناء، وتحاشي الاحتكاك العسكري بينها وبين إسرائيل واستعادة القاهرة لريادتها في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية.
وحسب المصادر الإسرائيلية فإن مصر بدأت ببلورة هذه الخطة الكبيرة بعد عدوان « الجرف الصامد « في 2014 ، وإنها تقوم بالضغط على حماس والسلطة الفلسطينية للتعاون معها في هذا السياق.
وتشمل الخطة خطوات كثيرة منها إنعاش حركة فتح ومصالحة بين الرئيس محمود عباس وبين محمد دحلان المبعد منها، ووقف تعاون حماس مع «الإخوان المسلمين» على أمل أن تصبح فتح موحدة وقوية أكثر، فيما تصبح حماس أكثر اعتدالا وحذرا وتعاونا في مساع لاستعادة الوحدة الفلسطينية الداخلية، وعودة حكم السلطة للقطاع ضمن نظام جديد يستعيد فيه الرئيس عباس صلاحيته بتمثيل كافة الفلسطينيين في مفاوضات جديدة تعفي حماس فيها نفسها من «اتساخ يديها»، وتترك المهمة للرئيس.
وتشير الرؤية المصرية هذه حسب المصادر الإسرائيلية إلى ان المهمة كانت غير منطقية نتيجة تعقيدات فلسطينية وعربية وإقليمية. لكن الجنرال – المستشار الاسرائيلي يرى ان هناك حاجة لتلاق نادر بين خمسة تغييرات درامية حتى تكون الخطة المصرية حية. من هذه التغييرات تعديل في توجهات حماس بقيادة يحيى السنوار التي توقعتها المخابرات المصرية واستبعدها آخرون.
وقال المستشار الاسرائيلي إن المصريين يرون في السنوار هدفا لـ «التدجين» السياسي. ويرى ان التطلعات المصرية قد تطابقت مع نوايا السنوار بتغيير الاستراتيجية وإدخال حماس للنظام السياسي الفلسطيني ولمنظمة التحرير والسعي لقيادتها مستقبلا.
ويزعم نوبيك ان الخطة المصرية تقدمت بالاتجاه السليم حيث سارع السنوار للابتعاد عن الإخوان المسلمين وللاستجابة للطلب المصري حول الأمن في سيناء بالتدريج. وكذلك يبدو السنوار مصمما على إنجاز المصالحة الفلسطينية رغم معارضة أوساط داخل حركته.
ويشير المستشار الإسرائيلي الى ان السنوار مصمم على إبعاد حركته في الضفة الغربية من محمد دحلان. كما يقول ان إجراءات الرئيس عباس في غزة زادت من قلق السنوار خوفا من انفجار غضب أهاليها وتمردهم على واقع حياتهم المأزوم. ويضيف «في محنته هذه وفي ظل فقدان حلفاء جاء توجه السنوار للقاهرة في خدمة استراتيجية المخابرات المصرية العامة». ويقول نوببك ان الحالة تأزمت أكثر بالنسبة لحماس بعد أزمة السعودية وقطر راعية وممولة حماس، التي اضطرت لتقليص نشاطها في الإقليم، مثلما اضطر ذلك حماس لقبول دعم مالي من الإمارات وعن طريق محمد دحلان. ويقول إن ذلك اتاح لمصر تمرير رسالة لعباس انها معنية بإشراك دحلان وإعادته لغزة في حال صمم على رفض المصالحة مع حماس. ويشير نوبيك الى «تطور مفاجىء» آخر يتمثل بتليين واشنطن موقفها الرافض لتصالح حماس والسلطة الفلسطينية.
ولم يتطرق نوبيك للتسريبات حول نية البيت الأبيض تكريس واقع  انفصال غزة وتثبيتها ككيان مستقل في ظل مقاطعة الرئيس عباس لواشنطن، وذلك بذرائع «إنسانية». كما يعتبر الموقف الاسرائيلي في هذا الخصوص مفاجئا، ويشير الى ان تل أبيب توقفت عن التحريض على المصالحة الفلسطينية والاكتفاء بطرح شروط بضرائب شفوية بدلا من نفي الفكرة كليا.
وهل جاء ذلك نتيجة تغيير عميق في استراتيجية إسرائيل بسياسة تكريس الخلاف بين رام الله وبين غزة، ام هو نتيجة ضغوط القاهرة وواشنطن؟ يتساءل نوبيك، مرجحا ان نتنياهو يراهن على فشل مساعي المصالحة دون «مساعدة» اسرائيلية.
ورغم الاختلافات والخلافات الصعبة بين فتح وحماس يرى نوبيك ان الفرصة ما زالت جيدة لتحقيقها على الأرض، زاعما ان كفة مصر المؤمنة بسياسة الخطوة خطوة التدريجية ترجح مقابل كفة عباس الذي يصمم على كل شيء بما في ذلك توحيد السلاح الفلسطيني او لا شيء حتى الآن.
ويعتبر ان حماس قبلت بدخول سلاح آخر لغزة مقابل تأجيل موضوع نزع سلاح المقاومة في غزة مع دمج قوات الأمن المدنية كالشرطة وغيرها بأجهزة السلطة، على ان يتم دمج سلاح المقاومة لاحقا بعد تسوية مع اسرائيل. ويزعم نوبيك ان الخطة المصرية غير مستحيلة رغم المعيقات المختلفة ورغم ان موقف اسرائيل لم يتضح نهائيا بعد.
ويتساءل أيضا حول قدرة الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب على تقديم أداء خلاق في هذا الخصوص نحو تحقيق تقدم في تسوية الصراع. ويضيف» في حال تبين  ان المبادرة المصرية هذه المرة أهم من مبادرات سابقة هناك نتيجة عامة لها تتمثل باختفاء الانشقاق بين غزة ورام الله وإزالة عائق مركزي في طريق التقدم في المفاوضات مع اسرائيل وعندئذ ستزول أيضا ذريعة مركزية للمعارضين للمفاوضات». الجنرال الاسرائيلي المناصر، لتسوية الدولتين يخلص الى القول إنه على ضوء ما ذكر  فإنه يتمنى النجاح للخطة المصرية.

جنرال إسرائيلي: مصر ما زالت ترعى خطة للمصالحة واستئناف المفاوضات

منظومة إسرائيلية جديدة لمواجهة الطائرات الورقية

Posted: 22 Jun 2018 02:21 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: قال الجيش الإسرائيلي أمس إنه بدأ بنشر منظومة جديدة على طول الحدود مع قطاع غزة بهدف مواجهة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، فيما واصل وزراء إسرائيليون التهديد بحرب واجتياح.
وقالت صحيفة «معاريف» إن الحديث يدور عن منظومة كهروضوئية بإمكانها التقاط الطائرات الورقية من مسافة سبعة كيلومترات، بينما لا تزال فوق أراضي قطاع غزة. وأوضحت أنه بعد التقاط الطائرة الورقية، فإن المنظومة قادرة على إطلاق طائرة صغيرة مزودة بإحداثيات مكانية، وعندها يتم اعتراض الطائرة الورقية الحارقة.
كما أوضحت الصحيفة أن الحديث عن منظومة قامت شركة «إلبيت» الإسرائيلية بتطويرها وعرضتها على قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي. وقد صودق على المنظومة لإجراء تجارب عملياتية عليها، تم نشرها أمس على الحدود مع قطاع غزة في محاولة لاختبار نجاعتها.
في المقابل واصلت الطائرات الورقية التسبب بالحرائق في مناطق ريفية وداخل مزارع إسرائيلية في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة القائمة على 55 قرية فلسطينية مدمرة منذ 1948. وانضم أمس وزير الأمن الداخلي، غلعاد أرادن، للتهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، وقال إنه من المرجح جدا أن يشرع جيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية عسكرية شاملة وواسعة النطاق في قطاع غزة في الأشهر المقبلة.
تصريحات الوزير أردان وردت خلال مقابلة أجرته معه «إذاعة الجيش»، وذلك ردا على سؤال حول سبل مواجهة التصعيد على جبهة غزة. زاعما أن عملية عسكرية شاملة من شأنها ردع الفصائل الفلسطينية عن إطلاق الصواريخ على جنوب البلاد. أردان، وهو عضو المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن  دعا هو الآخر لاستهداف كل من يطلق الطائرات الورقية، وهو الموقف ذاته الذي عبرت عنه وزيرة القضاء الإسرائيلية، أييليت شكيد التي قالت: «لا يوجد فرق بين طائرة ورقية والقسام، ونحن لا نحتاج إلى احتواء الطائرات الورقية «.
لكن عددا كبيرا من المراقبين العسكريين الإسرائيليين يحذرون من تكرار سيناريو «الجرف الصامد» صيف عام 2014 الذي انتهى بنتائج وخيمة على غزة وعلى إسرائيل أيضا، داعين للبحث عن حلول غير عسكرية.
وحسب تقديرات المحلل العسكري لصحيفة «يسرائيل هيوم»، يوآف ليمور فإن حماس باتت ترد بمبدأ «القصف بالقصف» فيما بدأ يتبدد صبر إسرائيل. ويقدر ليمور أنه وبخلاف تجارب سابقة فقد نفذت حماس بنفسها غالبية إطلاق القذائف، لكنها حرصت على العمل بطريقة محدودة وتحت السيطرة وأثناء الليل فقط، وعلى البلدات القريبة من السياج فقط، ومن خلال محاولة التأكد من عدم وقوع إصابات لكي تمنع حدوث تدهور غير مرغوب فيه.
ويرى ليمور أن حماس غيرت موقفها بسبب تغيير السياسة الإسرائيلية فيما يخص «إرهاب الطائرات الورقية «حيث استغرقت إسرائيل وقتًا طويلًا للغاية في الرد، وفي اعتبار الطائرات الورقية إرهابًا يجب العمل ضده. وتابع « لكن عندما حدث ذلك؛ بدأت بتحرك منهجي تضمن إطلاق النار بالقرب من مطلقي الطائرات الورقية، وبالقرب من السيارة التي تقلهم، وكذلك مهاجمة أهداف حماس في غزة». السبب الآخر لانتقال حماس للرد بنفسها مباشرة حسب ليمور، هو الضائقة الداخلية في غزة، فمنذ بدأت الأحداث حول السياج لديها أكثر من 150 شهيدا، ونفذ الجيش الإسرائيلي حوالي 100 هجوم ضد أهدافها، زاعما أنه في المقابل ليس لديها أي إنجاز، ولم يُصب أي إسرائيلي؛ في هذا الوضع تبحث حماس عن شيء لتمتلكه، ووضع خطوط حمراء واضحة أمام إسرائيل مثل الإعلان عن أن «القصف سيُقابل بالقصف»، وضعته بصفتها من يدافع عن غزة في وجه إسرائيل. وفي السطر الأخير يدعو ليمور أيضا للبحث عما يعيد الردع لإسرائيل وعن حلول أعمق وأبعد من الحل العسكري.
لكن الجيش الإسرائيلي ما زال يتحفظ إزاء مواجهة واسعة ويقلل من تداعيات وتأثير الطائرات الورقية الحارقة والضرر الذي تسببت به للتجمعات السكنية الإسرائيلية في «غلاف غزة» مقارنة مع الأضرار المتوقعة في حال نشبت حرب وتحقق التصعيد على الأرض. في المقابل رجحت صحيفة «معاريف» ان تكون الأحداث الأخيرة على جبهة غزة، في الواقع نوعا من التمهيد العام لما يحتمل أن يكون مواجهة أوسع.
من جانب آخر قالت الصحيفة: «لقد أثبتت جولة المناوشات من الناحية العملية أن القبة الحديدية بقدر ما هي جيدة إلا أنها لم تحقق استجابة كاملة في صد قذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى».

منظومة إسرائيلية جديدة لمواجهة الطائرات الورقية
نصبت في محيط غزة أمس

اللجنة التحضيرية لجمعية «تافرا للوفاء والتضامن» المغربية تعقد إجتماعها التأسيسي غداً

Posted: 22 Jun 2018 02:20 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أكدت اللجنة التحضيرية لجمعية «تافرا للوفاء والتضامن» أنها ستعقد إجتماعها العام التأسيسي، وذلك غداً الأحد المقبل، التي تضم أسر معتقلي حراك الريف وذلك بعدما رفضت السلطات في مدينة الحسيمة، الترخيص لأسر معتقلي حراك الريف بتأسيس جمعية تمثلها.
ودعت اللجنة التحضيرية للجمعية «عائلات معتقلي حراك الريف إلى حضور الإجتماع التأسيسي، والمشاركة الفاعلة في إنجاحه خدمة لقضية المعتقلين السياسيين، وسعيا وراء إطلاق سراحهم، وتحقيق مطالبهم العادلة».
وكانت السلطات في مدينة الحسيمة قد رفضت الترخيص لأسر معتقلي حراك الريف، بتأسيس جمعية تمثلهم، وأكدوا في بلاغ لهم أنهم «قاموا صباح يوم 18 حزيران/ يونيو 2018، بالتوجه إلى باشوية مدينة الحسيمة لوضع إشعار بعقد الجمع التأسيسي للجمعية، الذي كان من المقرر عقده، يوم الأحد المقبل» و»مباشرة بعد وضعنا الإشعار بمكتب الجمعيات، رفض الموظف المسؤول إعطاءنا وصلا باستلامه، تحت ذريعة استشارة الباشا، الذي لم يكن في مكتبه. وبعد أقل من ساعة سيتم إخبارنا هاتفيا أن الباشا يرفض السماح لنا بعقد الإجتماع العام التأسيسي لجمعية «تافرا للوفاء والتضامن» وبدون أي مبرر».
وأعلن أحمد الزفزافي والد ناصر الزفزافي زعيم الحراك والمعتقل في الدار البيضاء منذ أكثر من عام، أن أسر معتلقي الحراك ستبحث عن إجراءات قانونية أخرى لعقد الإجتماع التأسيسي للجمعية، التي ستمثلها.
كما منعت السلطات التنظيمات الحقوقية بإقليم الحسيمة التي كانت تعتزم الخروج في وقفة إحتجاجية يوم الجمعة 22 حزيران / يونيو الجاري، من أجل الإحتجاج للمطالبة بالإفراج عن معتقلي الحراك الشعبي بالريف الذي كانت التنظيمات تعتزم تنظيمه أمام مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والذي يبرر فيه ممثل وزارة الداخلية «باشا الحسيمة» هذا المنع لدواع أمنية وتطبيقا للفصل الثالث عشر من الظهير الشريف، الذي تم تعديله بشأن التجمعات العمومية.
وأعلنت التنظيمات في وقت سابق من خلال بيان مشترك، وقعته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ومنتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان، أن تحركها يأتي من أجل المطالبة بـ «الإفراج الفوري على جميع معتقلي الحراك الشعبي في الريف وكل المعتقلين السياسيين القابعين وراء سجون المملكة وإلغاء المتابعات في حق نشطاء الحراك سواء داخل أو خارج المغرب، مع الإستجابة الفورية والعاجلة للمطالب الحقوقية التي طالما كانت محطة جدل واسع في عموم الريف، خصوصا قضية الشهداء الخمسة، والوفاة الغامضة للمرحوم كريم لشقر بالإضافة إلى تسوية أوضاع الضحايا وإعادة الإعتبار لهم..». وطالبت «برفع العسكرة عن عموم الريف، وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي، وتمكين أبناء الريف من العودة إلى وطنهم من دون خوف من المتابعات والملاحقات التي تطالهم"، حسب ما جاء في البلاغ الصادر عن التنظيمات الحقوقية.
وتخليداً لليوم العالمي للتضامن مع ضحايا التعذيب، يوم 26 من شهر حزيران/ يونيو من كل سنة، قررت عائلات معتقلي حراك الريف، نقل صرختها من الحسيمة إلى الدارالبيضاء وأعلنت الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب تخليدها لليوم الأممي، اليوم السبت، في الدارالبيضاء، تحت شعار «أطلقوا سراح معتقلي الحراك الشعبي السلمي»، وكشفت أن عائلات عدد من قيادات حراك الريف، المعتقلين في سجن عكاشة، ستحضر التخليد من الحسيمة إلى الدارالبيضاء وبحضور الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان.
وتأتي الخرجة المرتقبة لعائلات المعتقلين، في ظل حملة أطلقوها قبل يوم، للتضامن مع ربيع الأبلق، الذي دخل في إضراب عن الطعام منذ 24 يوما تحت شعار «اللا عودة»، ما جعل وضعه الصحي المتدهور بشكل كبير ينذر بالأسوء.
وأطلق أحمد الزفزافي، نداء استعطاف وجّهه لربيع الأبلق، المعتقل على خلفية الملف القابع في سجن عكاشة، لوقف إضرابه عن الطعام.
ونشر الزفزافي الأب، مقطع فيديو أول أمس الخميس، يناشد فيه الأبلق لوقف إضرابه عن الطعام الذي أكمل 23 يوما منه، معتبرا أن الريفيين لا يريدونه أن يعود لمنطقته على النعش، وإنما بصحته. ونفت ادارة السجن ان يكون الابلق في اضراب عن الطعام وقالت انه يتناول وجباته عاديا.
وأطلق شقيق الأبلق، نداء استغاثة لإنقاذ حياة شقيقه، نافيا إشاعة موته، ومؤكدا أنهم تلقوا منه صباح اليوم (اول امس) الخميس اتصالا هاتفيا.
وأكدت عائلة الأبلق، أن وضعه الصحي يزداد صعوبة مع استمرار إضرابه عن الطعام، حيث كتب شقيقه « أنه لا يزال مضربا عن الطعام وحياته في خطر حقيقي وهذا لا ننكره، بل لا نتمنى أن يستمر الأمر أكثر من هذا.. وصحيح أنهم يتجاهلون حالته الصحية ولكن ليست هذه الطريقة الصحيحة لإرغامهم على إيلائه ما يستحقه من عناية».

اللجنة التحضيرية لجمعية «تافرا للوفاء والتضامن» المغربية تعقد إجتماعها التأسيسي غداً

لجنة برلمانية مغربية توافق على مشروع القانون الخاص بالمساعدة الطبية على الإنجاب

Posted: 22 Jun 2018 02:20 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: وافقت لجنة القطاعات الاجتماعية داخل مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، على التعديلات التي وضعها المهنيون على مشروع القانون الخاص بالمساعدة الطبية على الإنجاب، وعلى رأسها الاعتراف بالعقم مرضاً. وهي الخطوة التي وصفها أطباء ومهنيون بالمهمة.
وأكد البروفيسور عمر الصفريوي، اختصاصي في طب النساء والمساعدة على الإنجاب، ورئيس الجمعية المغربية لطب الخصوبة، أن التعديلات التي اقترحتها الجمعية، لقيت قبولاً من غالبية النواب، خاصة من حزب العدالة والتنمية، الذين كانوا كلهم آذاناً صاغية أمام حيثيات المشروع الذي تم تقديمه لتحسيس النواب البرلمانيين وتوعيتهم بأهمية الموضوع. وعبّر الصفريوي، عن اندهاشه من مدى التجاوب والتفهم الذي لقيه أعضاء الجمعية من طرف نواب حزب العدالة والتنمية الإسلامي، أمام مشروع القانون المعدّل، واتفاقهم على خطوطه العريضة، التي تنسجم مع مقاصد الشريعة الإسلامية وأخلاقيات المهنة، في انتظار إحالته على مجلس النواب، من أجل التصويت عليه.
ويرى مهنيون ان الاعتراف بالعقم كمرض سيدرجه ضمن الأمراض المشمولة بالتغطية الصحية، بشكل تدريجي، خاصة و أن تكاليف العلاج الخاصة بالمساعدة الطبية على الإنجاب مرتفعة جداً. وقال عمر الصفريوي لـ «القدس العربي» إن «مشكل الإنجاب هو مرض يهم مليوناً ونصف من المغاربة، وانه قد حان الوقت كي تجلس وزارة الصحة على الطاولة برفقة الأخصائيين على طاولة الحوار من أجل إيجاد طرق لمساعدة هؤلاء المغاربة، مطالباً في الوقت ذاته بضرورة الاعتراف بمشكل العقم الجنسي أو نقص الخصوبة كمرض».
ويعاني 12 في المائة من المغاربة، مشكلا في الإنجاب، أي بمعدل مليون و700 ألف مغربي، وكشفت الدراسات أن غالبية المشاكل النفسية والاجتماعية الخطيرة مثل الاكتئاب والطلاق كان سببها عدم القدرة على الانجاب.
ويهدف مشروع القانون رقم 47.14 الخاص بالمساعدة الطبية على الإنجاب، إلى تأطير تقنيات طبية ظلت تمارس في بعض الحالات، خارج أي تغطية قانونية، خاصة داخل بعض المراكز التابعة للقطاع الخاص، كما يسعى إلى فتح باب الأمل أمام عدد من الحالمين بالأبوة والأمومة عبر نقل الحيوانات المنوية والأنسجة وفق قواعد وضوابط تحتكم للقانون. وحصر مشروع القانون، المستفيدين منه في الأزواج غير المصابين بالعقم التام وحظر كراء الأرحام والاتجار بالأمشاج.
ويندرج المشروع، ضمن منظومة جديدة من القوانين تهم الأخلاقيات البيوطبية، التي تهدف في الأساس إلى وضع إطار قانوني يستجيب إلى التساؤلات الأخلاقية والدينية، من دون عرقلة التطورات العلمية والطبية العالمية، مع حماية الحقوق والأخلاقيات ومنع السقوط في عمليات اتجار غير مشروعة.

لجنة برلمانية مغربية توافق على مشروع القانون الخاص بالمساعدة الطبية على الإنجاب

فاطمة الزهراء كريم الله

إصابات ومواجهات مع قوات الاحتلال في الضفة.. والرئاسة الفلسطينية تحذر من تحوّل الصراع إلى ديني

Posted: 22 Jun 2018 02:19 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة في الضفة الغربية، أسفرت عن وقوع إصابات واعتقالات في صفوف الفلسطينيين، علاوة عن إصابة ضابط إسرائيلي، خلال عملية مداهمة لإحدى مناطق مدينة بيت لحم، فيما حذرت الرئاسة الفلسطينية من تحويل الصراع مع الاحتلال من سياسي إلى ديني، على أثر اعتداء المستوطنين على الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
وأصيب ضابط من جيش الاحتلال بجروح طفيفة، بعد تعرضه للرشق بالحجارة، خلال عملية اقتحام للجيش الإسرائيلي لمخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم جنوب الضفة. وقالت مصادر محلية إن قوات من المستعربين التابعة لجيش الاحتلال اقتحمت مخيم الدهيشة بسيارة مدنية واعتقلت من هناك أحد الشبان، ودارت خلال عملية الاقتحام مواجهات عنيفة بين الشبان الذين تصدوا لعملية الاقتحام، وجنود الاحتلال، ما أدى لجرح الضابط الإسرائيلي بجروح طفيفة، فيما أصيب أحد الشبان في المخيم بثلاثة عيارات مطاطية في صدره.
كذلك أصيب خمسة شبان برصاص الاحتلال، واعتقل خمسة آخرون، إثر مواجهات اندلعت في بلدة بيت فجار جنوب مدينة بيت لحم.وأفادت مصادر محلية أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة، وسط إجراءات وتعزيزات أمنية مكثفة، وشنت حملة دهم واسعة النطاق لمنازل المواطنين، ما أدى لمواجهات عنيفة اندلعت في البلدة. واعتقلت كذلك قوات الاحتلال فلسطينيا وفتشت منازل في بلدة بني نعيم التابعة لمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، حيث تعمدت إحداث خراب في المنازل التي تعرضت للمداهمة، وترويع سكانها لا سيما الأطفال. وأغلقت قوات الاحتلال طريقا يربط بين بلدات الخليل بالبوابة الحديدية ومنعت المواطنين من الدخول والخروج، إثر مواجهات محدودة اندلعت بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال في منطقتي الدوارة ومدخل بلدة سعير.
وفي السياق ذاته، اعتدت قوات الاحتلال على القاصر محمد أبو عصب أثناء اعتقاله في القدس المحتلة، وحولته للحبس المنزلي خمسة أيام متواصلة.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة اللبن الشرقية جنوب نابلس شمال الضفة المحتلة، وفتشت محلا تجاريا في البلدة، ما أدى إلى وقوع مواجهات مع شبان البلدة.
وكانت امرأة فلسطينية من مخيم جنين شمال الضفة، قد أصيبت بجروح عقب استهداف مجموعة من المستوطنين بالقرب من مستوطنة حومش المخلاة، سيارات المواطنين المارة عند مفترق قرية برقة وسيلة الظهر جنوب جنين. وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن ما يقارب من 30 مستوطنا أغلقوا الشارع الرئيسي بالإطارات المشتعلة، ورشقوا سيارات المواطنين بالحجارة، وأضرموا النار بأشجار الزيتون وسط أعمال عربدة.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية عملية اقتحام مستوطنين متطرفين للحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، مساء أول من أمس الخميس، وقيامهم بممارسة طقوس دينية مستفزة لمشاعر المسلمين. وأكدت الرئاسة في بيان لها، رفضها الكامل لهذه الإجراءات الخطيرة، التي أكدت أن من شأنها «تحويل الصراع من سياسي إلى ديني»، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن هذا العدوان وتداعياته، خاصة في ظل مشاركة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في العملية.
وكان عشرات المستوطنين قد أقاموا احتفالا في ساحات الحرم الإبراهيمي، بدعوى إدخالهم التوراة إلى الحرم، مساء الخميس، وأدوا «طقوسا تلمودية»، في إطار عمليات التهويد المستمرة للحرم.
وقالت وزارة الأوقاف الفلسطينية إن الاحتفال «يعد انتهاكا خطيرا ومساسا بمكانة الحرم الشريف، وسابقة خطيرة تمس مشاعر المسلمين».
إلى ذلك اعتصم عشرات المواطنين من حي تل إرميدة، وسط مدينة الخليل، تعبيرا عن رفضهم لانتهاكات الاحتلال، التي تضع قيودا على عمليات تنقل المواطنين من وإلى الحي. وأخطرت قوات الاحتلال 21 عائلة فلسطينية، تسكن خربة حمصة الفوقا، في منطقة الأغوار، بالطرد من منازلهم يوم الثلاثاء المقبل بحجة إجراء تدريبات عسكرية.
وأفاد مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس، معتز بشارات، بأن الاحتلال سلم 18 إخطارا لـ21 عائلة، بالطرد من منازلها، من الساعة السادسة صباحا، وحتى الثامنة مساء، بذريعة التدريبات العسكرية.
يشار إلى أن قوات الاحتلال كررت مؤخرا هذه العملية، وقامت بطرد العديد من العوائل الفلسطينية للسبب ذاته، شملت إبعاد عوائل عن منازلها لعدة أيام.

إصابات ومواجهات مع قوات الاحتلال في الضفة.. والرئاسة الفلسطينية تحذر من تحوّل الصراع إلى ديني
المستوطنون واصلوا اعتداءاتهم على الفلسطينيين

مصادر إسرائيلية: «صفقة القرن» تنص على دولة ناقصة سيرفضها الفلسطينيون

Posted: 22 Jun 2018 02:19 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: غداة الكشف عن استجابة البحرين لطلب إسرائيل بشطب القدس من على جدول أعمال مؤتمر اليونسكو، المقرر في المنامة بعد غد الأحد، أكدت مصادر إسرائيلية أن خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المرتقبة لتسوية القضية الفلسطينية، تتضمن عرض الإدارة الأمريكية على الفلسطينيين قرية أبو ديس عاصمة لدولتهم المستقبلة، عوضًا عن القدس، وذلك مقابل الانسحاب الإسرائيلي من ثلاث  إلى خمس بلدات عربية واقعة شمال وشرق المدينة المقدسة، فيما تبقى البلدة القديمة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أنه وفقًا للرؤية الأمريكية لخطة السلام، سيكون على إسرائيل في المرحلة الأولى الانفصال عن أربعة أحياء في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، شعفاط، وجبل المكبر، والعيساوية وأبو ديس، ويتم نقلها إلى السلطة الفلسطينية، وفصلها عن القدس. وذكر المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن الخطة الأمريكية المعروفة بـ»صفقة القرن» التي بات الإعلان عنها وشيكًا وفقًا لمصادر صحافية تعززها التحركات الدبلوماسية الأخيرة في المنطقة، لا تتضمن إخلاء البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك المستوطنات «المعزولة»، فيما تكون منطقة الأغوار تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي الكاملة.
وأضافت الصحيفة أن الدولة الفلسطينية وفقًا للرؤية الأمريكية التي تترجمها «صفقة القرن» ستكون «دويلة ناقصة» بدون جيش أو أسلحة ثقيلة، وذلك مقابل ما وصفها هرئيل بـ»حزمة من الحوافز المادية الضخمة» الممنوحة من السعودية ودول خليجية أخرى».
كذلك أشارت الصحيفة إلى ما اعتبرته «تخوفات» أردنية من أن تمنح الخطة الأمريكية موطئ قدم للسعودية ودول خليجية أخرى في الحرم القدسي الشريف، ما يسحب الامتياز الأردني في الإشراف على الأوقاف الدينية الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.
يشار في هذا السياق الى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التقى، الإثنين الماضي، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان، ونقل له التزام إسرائيل بـ»الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة» في القدس المحتلة. وعقد هذا اللقاء للمرة الأولى منذ أزمة السفارة الإسرائيلية في عمان، حيث أنه على خلفية نصب البوابات الإلكترونية من قبل الاحتلال على مداخل الحرم المقدسي، أطلق أحد حراس السفارة الإسرائيلية في عمان النار على مواطنين أردنيين داخل مبنى السفارة.
يذكر أن الملك عبد الله سيسافر للاجتماع بالرئيس الأمريكي الإثنين المقبل، في البيت الأبيض، وسط تقديرات صحافية تشير إلى مخاوف أردنية من انحياز خطة ترامب للسلام للإسرائيليين، ما قد يثير احتجاجات داخلية في الأردن. وكانت تقارير صحافية قد أفادت بأن «هناك أزمة حقيقية بين عدد من الأطراف العربية (أمريكا والسعودية والإمارات من جهة، والأردن والسلطة الفلسطينية)، بسبب المسوّدة التي صاغها كوشنر لـ « خطة السلام الأمريكية»، في وقت يتمسك فيه الأردن بإدخال تعديلات واضحة تتعلق بالإشراف الأردني على المقدسات في القدس المحتلة، والبلدة القديمة.
واعتبر هرئيل أن العرض الأمريكي، إذا تطابق مع التسريبات المتوفرة، فإنه لن يرضي طموحات الفلسطينيين، الذين قطعوا فعلا العلاقات مع الولايات المتحدة إثر إعلان ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ولا يمكن اعتبارها نقطة يمكن أن تستأنف منها المفاوضات المجمدة منذ عام 2014 .
في المقابل، أشارت صحيفة «معاريف»، أمس، إلى تخوفات إسرائيلية من أن تتضمن «صفقة القرن»، إقامة قنصلية أمريكية في الأحياء الشرقية لمدينة القدس المحتلة لتوفر الخدمات للمقدسيين، بالإضافة إلى التخلي عن السيادة الإسرائيلية، وبالتالي الانسحاب الإسرائيلي من  الأحياء المذكورة  في الشطر الشرقي داخل المدينة المحتلة. ويأتي ذلك مع وصول كبير مستشاري الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الأمريكي الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، إلى البلاد، وذلك ضمن جولة إقليمية تضمنت كلا من مصر والسعودية والأردن لمناقشة التوقيت المحتمل للإعلان عن «صفقة القرن». وفي افتتاحيتها سخرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس من محتويات صفقة القرن، وقالت إنها لن تكون مقبولة لدى أكثر قائد فلسطيني اعتدالا.
في سياق متصل كشفت الإذاعة العامة أمس أن مصر تمارس ضغوطا على إسرائيل كي تقدم تسهيلات لحماس. ونوهت أن الضغوط المصرية على إسرائيل تشمل نقلا حرا ورخيصا للرمل ومواد البناء عبر معبر رفح إلى القطاع، وهذا ما تخشاه إسرائيل كونه يستخدم في بناء الأنفاق والمنشآت العسكرية. ونقلت عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن إدخال مواد البناء لغزة سيشجع حماس على حث خطاها في استكمال بناء أنفاق تمهيدا لمواجهة عسكرية محتملة.

مصادر إسرائيلية: «صفقة القرن» تنص على دولة ناقصة سيرفضها الفلسطينيون

وديع عواودة:

نائب وزير الخارجية الأمريكي يزو المغرب نهاية الشهر

Posted: 22 Jun 2018 02:19 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قالت وزارة الخارجية الأمريكية، أول أمس الخميس، أن نائب وزير الخارجية الأمريكي، جون سوليفان، سيزور المغرب في أواخر حزيران/ يونيو الجاري وذلك في إطار جولة إقليمية.
وذكرت الخارجية الامريكية، في بيان، أن المسؤول الأمريكي سيلتقي خلال هذه الزيارة مع «مسؤولين حكوميين كبار لمناقشة عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية»، وأن هذه المباحثات ستشمل أيضا «إسهامات المغرب الهامة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم (داعش)».
ويلتقي سوليفان خلال زيارته للمغرب مجموعة من الشبان المغاربة في مدينة الدار البيضاء، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني.
وتندرج زيارة نائب وزير الخارجية الامريكي للمغرب في إطار جولة ستقوده الى أوروبا وشمال إفريقيا ما بين 25 و 29 حزيران/ يونيو الجاري.
وستشكل هذه الجولة، حسب الخارجية الأمريكية، فرصة لسوليفان لبحث «مختلف الأولويات الأمريكية، وخاصة الجهود المشتركة لدحر تنظيم داعش وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية».

نائب وزير الخارجية الأمريكي يزو المغرب نهاية الشهر

رئيس اللجنة الشعبية يحدد خطوات لإنهاء الواقع المرير في غزة

Posted: 22 Jun 2018 02:18 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: أكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، وجوب تنفيذ عدة خطوات للتغلب على «الواقع الصعب والخطير» الذي يعيشه قطاع غزة. وقال إن المطلوب من أجل إنهاء واقع غزة الصعب، هو رفع الحصار بشكل كامل، وهو ما يتمثل في فتح جميع المعابر التجارية والأفراد، دون استثناء، والسماح بالاستيراد والتصدير من وإلى غزة دون قيود، ودون قوائم ممنوعات تكبل وتحاصر آلاف المصانع والورش والصناعيين والعمال.
وأشار الخضري في تصريح صحافي إلى أن الخطوة الثانية تكون من خلال فتح «الممر الآمن» بين غزة والضفة الغربية، لتسهيل تنقل الأفراد، وكذلك الشروع فورا في إعمار مطار غزة الدولي تمهيدا لتشغيله، وتشغيل «ممر بحري» يربط غزة بالعالم الخارجي تمهيدا لإقامة ميناء غزة البحري.
كذلك أكد على ضرورة العمل في الوقت ذاته على إقامة مشروعات تشغيل للعمال الفلسطينيين، للتخفيف من مستوى البطالة وفتح الأسواق الخارجية لتصدير منتجات غزة المتنوعة. وأشار إلى ضرورة إنجاز «الوحدة الفلسطينية» كونها تمثل «صمام أمان» في الخروج من كل ما يعانيه الشعب الفلسطيني، سواء في القدس التي تواجه محاولات التهويد والاقتحامات للمسجد الأقصى، وفي غزة التي تعاني من الحصار والعدوان، وفي الضفة الغربية، التي تعاني من استمرار الاستيطان وجدار الفصل العنصري والحواجز. وشدد على أن الوحدة الفلسطينية «هي الرافعة الحقيقية لشعبنا الفلسطيني لإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس».
ودعا الخضري في الوقت ذاته المجتمع الدولي لـ «سرعة العمل لمعالجة الأزمات الإنسانية في قطاع غزة بسبب الحصار»، مشيرا الى أن الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوءا يوما بعد يوم، خاصة الوضع الصحي ومعدلات الفقر والبطالة وأزمات الكهرباء والمياه. وشدد على أن كل الأزمات المتفاقمة تمثل حالة من واقع يومي يزداد سوءا بشكل يومي، في ظل غياب تدخل فعلي وحقيقي لمعالجة هذه الأزمات.
وأوضح أن أكثر من 80٪ من سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر (أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني)، ويعاني هؤلاء أشد المعاناة في الحصول على حقوقهم في التعليم والعلاج وإيجاد فرص العمل. وبين أن معدلات البطالة مرتفعة جداً حيث فاقت معدل 50%، فيما تصل ما نسبته 60٪ بين فئة الشباب، وأكثر من ربع مليون عامل معطل عن العمل.

رئيس اللجنة الشعبية يحدد خطوات لإنهاء الواقع المرير في غزة

المخرجة السعودية هيفاء المنصور تكشف سر عملها الهوليوودي «ماري شيلي»

Posted: 22 Jun 2018 02:18 PM PDT

لوس أنجليس – «القدس العربي» : يُعرضُ هذه الأيام في دورِ السينما العالمية فيلمُ المخرجةِ السعودية هيفاء المنصور، ماري شيلي، الذي يتناولُ سيرةَ حياةِ المؤلفةِ البريطانيةِ الشهيرةِ ماري شيلي عندما كانت في السادسةَ عشرةَ من عمرِها ووقعت في علاقةِ حبٍ غيرِ شرعيةٍ مع شاعرٍ متزوجِ وهو بيرسي شيلي. وعندما ألح عليها أهلها تركه، تتمرد عليهم وتهرب مع حبيبها إلى سويسرا، حيث تؤلف كتابَ العلم الخيالي الشهيرَ «فرانكشتاين»، الذي يُنشرُ تحت إسمٍ مجهولٍ، بدلا من إسمِها لكونِها امرأة غير بالغة.
استغربت هيفاء عندما عُرض عليها إخراج الفيلم لكونه قصة من التاريخ البريطاني، وليس له أو لشخصياته أي علاقة مع السعودية أو العالم العربي والاسلامي.
وفي حديث معها في لوس أنجليس، حيث تقطن مع زوجها الأمريكي، الذي اعتنق الاسلام عندما تزوجا في البحرين عام 2011، وابنتيها، قالت أنها عرفت الجواب بعد أن أطلعت على السيناريو.
«السيناريو هو عن فتاة تحاول أن يكون لها صوت خاص بها في مجتمع محافظ،» توضح هيفاء. «المجتمع الانكليزي في القرن التاسع عشر ربما لم يكن محافظا أو ذكوريا مثل المجتمع السعودي، ولكن هناك شبه كبير بين المجتمعين».
ماري شيلي هو الفيلم الثاني لهيفاء والأول بالانكليزية وتطرح فيه التمييزَ الجنسيَ، الذي كانت تواجهُه النساءُ البريطانياتُ قبل أكثر من مئة عام مثلما عالجت التحدياتِ التي تواجهُها النساءُ في المجتمعِ السعوديِ المعاصر في فيلمها الأول وجدة. لهذا كان سهلا عليها فهم شخصية ماري وصبغها بتجربتها الخاصة كأمرأة سعودية عاشت في ظروف اجتماعية مشابهة.
«هناك تماه كثير»، تؤكد هيفاء. «والاضافات التي كتبتها كانت أكثرها في الجزء الأخير عندما أرادت ماري نشر كتابها ولكن دور النشر رفضت فعل ذلك».

أولَ فيلم يصور في السعودية

موضوع الكتاب، الذي يتمحور حول طبيب يدعى فرانكشتاين يخلق شخصا يركّبه من أعضاء جثث موتى، ثم يبث فيه روح الحياة بالكهرباء، هو خيال علمي. وفي الفيلم يخبر رئيس دار النشر أن النساء لا تملك الذكاء الكافي لدراسة مثل هذا الموضوع. ففي تلك الايام كانت روايات المؤلفات النساء محصورة في الغرام. كما أنهم لم يُصدقوا بأنها كتبت رواية فرانكشتاين، مصرّين على أن المؤلف الحقيقي كان زوجها بيرسي شيلي. وهذه التجربة لا تختلف كثيرا عن التجربة التي مرّت بها هيفاء كمخرجه في بلدها المحافظ.
«عندما كنت أخرج أفلاما في السعودية لم تكن هناك سينما»، توضح هيفاء. «كثير من المنتجين كانوا من الرجال وكانوا يتكلمون عنّي وكأنني زوبعة في فنجان، حتى علنا وجهرا في الجرائد. وهذا شيء مؤلم لأنك فقط أمرأة وتحاول أن تطرق شيئا غير موجود».
مثل شيلي، التي لم تستسلم للتمييز الجنسي ضدها وباتت لاحقا واحدة من رموز الأدب الانكليزي وما زال كتابها «فرانكشتاين» يعتبر الأهم في الخيال العلمي وصار لاحقا مصدر الهام لعديد من الأعمال الأدبية والفنية، تصدت هيفاء المنصور للعواقبِ والتحدياتِ في مجتمعِها السعودي ونجحت في تحقيقِ ما عجزَ عنه الرجالُ، الذين يتمتعون بحرية مطلقة كانت هي محرومة منها، عندما أخرجت عامَ الفينِ واثني عشر أولَ فيلم يصور في السعودية، وأصبح لاحقا أولَ فيلمٍ يمثل بلدَها في المنافسة على جوائزِ أوسكار. كما أنها السعودية الوحيدة، بين الرجال والنساء، التي وصلت إلى هوليوود وتصنع أفلاما فيها.
«كنت أحب الإخراج وأحب الدراما وكان بودي أن ادخل مجال التلفزيون ولكن لم يكن لي أمل أن ادخل التلفزيون لأنه كان محاطا بشخصيات معينة وبمخرجين قداماء ومعروف تاريخهم ولم يكن ممكن لأمرأة أن تدخل هذا المجال.
وهذا دفعني للبحث عن مكان أخر أقدر أن استمتع بما أفعله. وأنا كنت أحب السينما وكانت بالنسبة لي أكثر استمتاعا من أن تكون مهنيا. لهذا أعتقد أن قلة الفرص للمرأة تخلق الفرص».

قصة وجدة وقصة ماري شيلي

يطرح «وجدة» قصة فتاةٍ سعودية في العاشرةِ من العمرِ تطلبُ من أهلها شراءَ دراجةٍ هوائيةٍ لتتسابق مع ابنِ الجيران، لكنهم يرفضون لأنها أنثى وأن ركوبها سوف بضر بصحتها ويحول دون الحمل وانجاب الأطفال في المستقبل. فتشتركُ في مسابقةٍ لحفظِ القرآن لكي تستثمرَ الجائزةَ في شراءِ الدراجةِ الهوائية.
قصة وجدة وقصة ماري شيلي وحتى تجربة هيفاء نفسها تبدو كتمرد على أعراف وقوانين وعادات مجتمعاتهن المحافظة، ولكن هيفاء لا تقر بأنها تمردت على مجتمعها أو على أهلها «أنا احترم المجتمع جدا واحترم المحافظين في المجتمع جدا وأحترم أهلي، الذين هم أيضا محافظون. لا أشعر بأنني تمردت مثلما كنت أحلم أن يكون لي صوتي وأفعل أشياء أرغبها. وأعتقد أن التمرد من أجل التمرد يعتبر مراهقة، والتمرد ليس السبيل الوحيد للتغيير».
كما أنها تنكر أنها حاولت تكسير القيود، التي فرضها عليها المجتمع، بل قامت بفكّها «العمل الدؤوب هو الطريقة الوحيدة للتغيير»، تصر هيفاء. «التغيير يأتي من خلال تمرد سلمي وتمرد على أشياء حقيقية تحقق أهدافا. فهناك الكثيرون الذين يذهبون إلى تويتر ويتشاجرون وهم جالسون على مقاعدهم ولا يتحركون. كل هذا الكلام لن يغير شيئا. على هذا أن يتغير وأن تكون لنا أهداف حقيقية نعمل لتحقيقها. الكلام الكثير سهل ولكن العمل صعب».
نجاح هيفاء ألهم نساء عدة في السعودية للانخراط في مجال الفن وصناعة الأفلام. منهن من سافرن إلى أوروبا والولايات المتحدة والتحقن بمدارس صناعة أفلام عريقة وصنعن أفلاما قصيرة وطويلة. وبعد عودتهن إلى بلدهن، انخرطن في سلك صناعة السينما، التي لقيت مؤخرا دعما قويا من ولي العهد السعودي.
«أتمنى أن البنات عندنا يؤمن بانفسهن وبقدراتهن وهناك شيء حقيقي يرغبن بالقيام به، أنهن يمكنهن أن ينجحن في تحقيقه ويغيرّن حياتهن. وأتمنى أن يُؤمنّ بأن ذلك ممكن».
بينما كانت هيفاء تصنعُ «وجدة» في الرياض، كان عليها أن تستخدم ممثلين غير مهنيين وترشدهم لا سلكيا من داخلِ شاحنةِ لكونِها امرأة، إذ لا يجوز للمرأة الخروج من بيتها بدون محرم.
أما في ماري شيلي فقد تعاملت مع تقنيينَ ونجومٍ عالميينَ على غرارِ ايل فانينغ وداغلس بوث وأخرجت مشاهدَ غراميةً، ممنوعةً في السعودية. ورغم ميزانية ماري شيلي الضخمة، نسبيا لـ«وجدة»، وعبء اخراجه، إلا أنها لم تشعر بأي قلق أو توتر. «بالعكس، أنا كنت متوترة وقلقة في صناعة وجدة أكثر»، تضحك هيفاء. «عندما يكون عندك ممثل مدرّب غير عن عندما تعمل مع ممثلين غير مهنيين أو أناس عاديين يمثلون، الذين يكون ارشادهم صعبا لأن عليك أن تكون معهم خلال رحلة المشهد خلال كل لحظة لتصحح أداءهم ولكن الممثل المحترف يأتي جاهزا وتصلّح أشياء هنا وهناك والحوار يكون على مستوى مهني أعلى وأسهل بكثير».
مؤخرا، أنهت هيفاء تصويرَ فيلمِها الثالث «نابيلي ايفير افتر» لشركة نيتفلكس. وهو مقتبس عن كتاب المؤلفة الأمريكية-الأفريقية الأصل تريشا توماس. وعلى غرار أفلامها السابقة، يعالج الفيلم قضية نسائية من خلال طرح قصة إمرأةٍ أمريكية – أفريقية تحاولُ تحقيقَ أحلامِها في المجتمعِ الأمريكي من خلالِ تقليدِ نساءِ العنصر الأبيض.
«أنا أحتفي بالصوت الانثوي»، تقول هيفاء «بالنسبة لي الحركات النسائية مهمة جدا. وأريد عندما تكبر ابنتي أن تكون لها مجالات أكثر مما كان عندي. هناك كثير من المجالات، حتى هنا في الولايات المتحدة، ما زالت محدودة للمرأة. وأيضا أنا أقدر كثيرا أن اتعامل مع الممثلات وتكون لي معهن علاقة خاصة واشعر أنه إذا كانت هذه العلاقة غير موجودة بين المخرج والممثل تكون النتيجة شخصية غير صحيحة. وأنا استمتع بالعمل مع الممثلات العربيات وكل الممثلات اللواتي اشتغلت معهن».
منذ بدايةِ سيرتِها المهنيةِ المتواضعةِ، حصدت هيفاء المنصور جوائزَ سينمائيةً قيمةً ومُنحت عضويةً في أكاديميةِ علومِ وفنونِ الصورِ المتحركةِ الأمريكية وعينت مؤخرًا في مجلسِ إدارةِ الهيئةِ العامةِ للثقافةِ في السعودية. وتستعدُ هذه الأيام لاخراجِ فيلمٍ جديدٍ في بلدِها وهي المرشحةُ المثالية. وهذه المرةَ بدعمٍ وتمويلٍ سعودي.

7pro

المخرجة السعودية هيفاء المنصور تكشف سر عملها الهوليوودي «ماري شيلي»

حسام عاصي

حَربُ الذِكريات

Posted: 22 Jun 2018 02:17 PM PDT

■ كنت أتجول في موقعي التواصلي حين لفتَ انتباهي قولٌ لأحد الأصدقاء الافتراضيين الذي ودِدتُ أن أنقلهُ كما هو بعدَ إذنٍ من صاحب هذه السطور، التي يَقولُ فيهَا: «وأنا أمر بجانب سُور المعهد الذي درستُ فيه… اجتاحني جيشٌ من الذكريات من الميمنة والميسرة ومن الأمام والخلف… وقفتُ قليلاً أطل على سَاحة الملعب… وقاعة الرياضة… ورفعتُ بَصري إلى المشهد الأعلى، حيث المبيت تزاحمت الذكريات وكِدتُ أن أصيحَ منادياً على أصدقائي وخلاني ورفاق المناضد».
سُطور اجتاحت مُخيلتي وحفّزت على فعل الكتابة، ومن فعل الاجتياح أينَعت فكرة هذا المقَال. وقد يَتساءلُ البعض عن سر علاقة هذه السطور بعنوان المقَال، فنقولُ لهم: السر يَكمنُ في التصور الاستعاري الذي بناهُ المتكلم للذكريات، حيث تحولت في ثنايا توصيفه إلى جَيش فيه مَيمنةٌ ومَيسرةٌ وله أمَام وخَلفٌ، وصَورها صديقُنا أحَسَن تَصوير وهي تَتزاحمُ في مخيلته ولا تَتركُ له مجالاً إلا أن يَصيحَ مُنادياً الأصدقاء والخلان… «خليلي، ما ألقى من الوجدِ باطنٌ، ودمعي بما أخفي الغداة َ شهيدُ». إن جاز لنا أن نَستعيرَ هذا البيت من جميل بثينة. أن تَتقمصَ الذكرياتُ فعل الاجتياح هذا مَا يَهُمنا في المقَال، الذي نحاولُ من خِلاله الوقُوف عند تصور استعاري كثيرا ما يقعُ بناؤهُ في خطابات عدة، لاسيمَا الشعرية منها والروائية، فنعثرُ على هذَا الضرب من الأنسَاق الاستعارية من قبيل «اجتاحتني ذكرياتُ الحب»، «الذكرياتُ تجتاحني في الليل»، «الذكرياتُ الجياشة تغزُو كياني»، «سيلُ الذكريات الجارف يزحفُ»، إلخ. إننا أمَام نَسق استعاري يُبَينُ الذكريات وكأنها حربٌ تجتاح فتغير فتبيد فتخلق دماراً. وأن يَصُوغَ المتكلم الذكريات وكَأنها حَربٌ تجتاحُ كِيانَ الإنسان لَيسَ مُصادفةً وإنما هو سُلوكٌ عِرفَاني ينعكسُ في اللغَة الواصفة، فالمتكلم يُحاول وهو يَبني فِعله اللغوي أن يَستنجدَ بكل ما يُحيط به في الواقع مِن أجل التعبير عن نفسه، ومَا يختلجُ في دَاخلها مِن مَشاعرَ، وفي مُحاولَته تلك يَستعين بمجالات مُعينة لفَهم مَجالات أخرى، كأن يَستعير مَجال الحربِ (المجال المصدر) وتفاصيله والأفعال الموظفة فيه مِن أجل التعبير أو فَهم مَجال الذكريات (المجال الهدف).
تَتحولُ الذكريات في لَحظاتٍ زمنية معينة إلى فعل يُغير الواقِعَ ويُزلزله فيُحدِثُ فيك أشياء جَميلةً وأخرى سيئة، فتأتي أمواجُها عاتيةً تَلطُم كل ما حولها وتكتسِحهُ وتحولهُ حطاماً، وقد تَجتاحُكَ من زاوية أخرى وبنظرة مُغايرة- وهذا ما يمهنا- فَتَشُن عَليك غَارَاتها وتَهز كِيانكَ الثابت هزاً، فتبعثر الأوراق وتحير ما كان خافتاً. كيف ذلك؟
نَجدُ الإجَابة عن هذَا السؤال ضمنَ علم الدلالة العرفاني، خاصة ضِمنَ مَبحث الاستعارة التصورية التي بها نَفهمُ تَجاربنَا ونُوصفها أحسَن تَوصيف، فالاستعارة اليوم أضحَت سبيلاً من سُبل التفكير بعدَ أن كانت مُجرد حلية تَعبيرية نُلبِسُهُا للأقوال، بهَا نَنفذُ إلى عُمق الأشياء ضِمن تجربتنا اليومية، وعلى أسَاسها يَشتغلُ الذهنُ ويطوع التجَارب.
«اجتياحُ الذكريات» أو «حرب الذكريات» تصور استعاري يُمكن أن نَفهمهُ على كون الذكريات حربا بالفعل، تجتاح وتَفرضُ تغييراً على الفرد، حيث تتحول الذكريات إلى حَرب تَغزُو كيَانَ الإنسان وتُربكُ صَمتهُ وسُكونه، وهذَا يَجِدُ لهُ في واقع الأشياء من حولنا ما يَدعمُه، باعتبار أن الإنسَان عادة تجتاحهُ الذكريات فيهمّ إلى استرجاع كَثير من الأشياء، وعَادة ما يكونُ فعل الاجتياح هَذا مُؤلما، لأنهُ يَضعُ صَاحبهُ في مَوقف الضعف لما فَاتَ ولا يَستطيع العودَة إليه، وضِمن هذا تتقاطع أنساق الذكريات مع فلسفة الحرب ومعجمها، ذلكَ الفعل المشِينُ الذي يَصطحبُ مَعه الحُزن والدَمار ويخرب كل ما هو جَميل في لحظة من اللحظات.
والطريفُ في هذَا النسق التصوري أنكَ تجدُ فيه تَناسباً كَبيراً بين مَجال المصدر (الحرب) ومَجال الهدف (الذكريات)، فالذكريات تقتحم عوالم الإنسانَ حين يكونُ في عُزلة ووحدة ولا سَند لهُ، فَتحاصره وتَفعلُ فيه فعلها وتُغير، وهذا يُماثل ما يحدثُ في الاجتياح ضمن مَجال الحروب، حين ينفردُ المجُتَاح والفَاعل بالضحية ويَدُك حصونها، ولَنا في التاريخ عبرةٌ من قبيل «اجتياح بغداد» «اجتياح لبنان»، «اجتياح فلسطين» فهذا المصطلح مُعبر في التوصيف ضمن مجَال الحرب، بحيث نَستعيره في تَوصيف الذكريات وفعلها علينا وقدرتها على زَلزلة الكيان. تجتاحُ الذكريات كِيانَ الإنسان فيحل مَكان الهُدوء صَخبٌ وضوضاء، وهكذا هي الحربُ حين تحط أوزارها وتجتاحُ الأوطاَنَ، فتوطن مَكانَ السِلمِ دماراً وتُوقظ ما كانَ خَافتاً من الفتن، فإن أيقظت الذكرياتُ الحُب والخيانة والكراهية والصُحبة، فكذلك تفعلُ الحرب فَتُصَفَى الحسَابات، وتتداول المفاوضات وتينعُ التفاصيل البسيطة، وتَكثر الفتن والضغائن، فَتلك فتنة الخيانة في مَجال الحرب، وهذه فتنة الخيانة في مجال الذكرى ولكنهما متناسبان.
وتَلتقط آذَاننا كثيراً من الاستعمالات في مَجال الخواطر والشعر مِن قبيل «تجتاحني مشاعر وذكريات جياشة»، فيستعيرُ للذكريات حين تغزُو تفكير الإنسان بعبارات مِن مجال الحرب مِن مثل التَجييش نسبة للجَيش بعَتاده وعدته وتعداده الكبير، ولفظة جَياشة هذه صيغة مُبالغة دليلٌ على المبالغة في تَصوير الذكريات وفعلها على الإنسان حين تحل به، فتراهَا وقد نَزلت مُثقلة بكامل التفاصيل. وقد لا يكفي صَاحب القلم الفياض في مجال الذكرى والخاطرة التعبير عن حِسه ببضع كلمات، فتراه يشحذُ له استعارات أكثر، حيثُ تتحول الذكرى إلى غارة من تفاصيل الماضي تَستهدف نسيان الكاتب، وتَشن عليه فعلها وتغيرُ وتفعلُ، وتسلبه الطمأنينة والراحة كما تسلب الحرب الأوطان. وليس هذا الضرب من التصورات الاستعارية إلا طريقاً من طُرق فَهم الواقع وتوصيفه، فالكاتبُ في مجال الرواية أو الخاطرة يُطوع مجالَ الحرب وأبجدياته في التعبير عن تجربته وتوصيف فعل الذكريات وعسعستها حين تحط الرحال بثقلها على عواطف المتكلم.
وفي سياق آخر يتحول الاجتياحُ إلى نوع من السَيل الجارف الذي يأخذُ معه الحلو والمر، ويستدعي من الماضي ترسانةً من الأحداث يملأ بها حياة الحاضر ولو افتراضاً، وتبقَى الذكرياتُ في كل هذا تمارس الفعل وتجتاح وتغيرُ. وحين يستعملُ المتكلم فعل الاجتياح تعبيراً عن زَخم الذكريات يبني نسقاً تصوريا عادة ما يرتبط بشحنة سلبية في علاقته بمجال الحرب، إننا نستأنس بصور ذهنية من أجل فهم صُور أخرى فهو ضَربٌ من الإسقاط في المجالات على حد اعتبار العرفانيين.
وتسترق أعيننا النظر في كثير من الكتابات والأشعار تُوظف فيها الذكريات كأمواج بحر حين تهم على شيء ما، فتكسر وتحطم وتتركُ وراءها دماراً، وإذا ما أردنا الوقوف عنده من خلال التناسب الحاصل بين المجالين، حيث نرى أن الشاعر أو الكاتب يبني نسقاً تصوريا يوظف فيه مجالاً لفهم مجال آخر، فمجال الأمواج والبحر والسيل الذي يفعلُ فعله حين يجتاحُ السفن أو يمتد فعله للبناءات والمعمار فيُحدث فيها خراباً، يستنجدُ به الشاعر في فهم تجربته الشخصية حين تجتاحه الذكريات، فتحول حاله وتهز سكونه، وتُحدِث فيه ثورة بعد أن كانَ مطمئناً. كيف للذكريات أن تجتاحَ؟ هذا ليس مجرد سُؤال نطرحهُ ونمضي، وإنما أردنَا به استفزاز القارئ الذي يبني أحياناً أنساقاً استعارية قد لا يكونُ واعيا بها، وقد لا يستطيعُ القبض عليها وفهمها، وإنما هو يبنيها من أجل مصلحته في التواصل والتعبير، وإن هو اتخَذ منها مسافة وأعاد لها الاعتبار في القراءة فَهِمَ تجربته وتمكن من صُور اشتغال الذهن في مخاضات الفعل اليومي، إننا أمام شمولية الاستعارة وتغلغلها في اللغة الأدبية واليومية على رأي أمبرتو إيكو.
٭ باحث تونسي

 

حَربُ الذِكريات

يوسف رحايمي

مضادات للأنيميا الوطنية

Posted: 22 Jun 2018 02:17 PM PDT

في المرتين اللتين هزم فيهما العرب في فلسطين، كان الفرار من الاعتراف بالهزيمة من أجل تجاوزها وليس من أجل التأقلم معها من خلال التسمية، فالنكبة مصطلح مستعار من كوارث الطبيعة وليس من التاريخ، والنكسة مصطلح عضوي مستعار من المعجم الطبي، وكأن العرب قبل يونيو/ حزيران 1967 كانوا في ذروة العافية القومية ثم انتكسوا، وهذا خطأ متعمد يتكرر كثيرا في أدبياتنا السياسية، ومن يطلقون اسم الأزمة على حالات من الاحتقان وانسداد الآفاق لا يدركون أن الأزمة تأتي بعد الانفراج، وهي طارئة وليست ذات جذور ومقدمات، وبالعودة إلى النكبة والنكسة وما بينهــــما من سجالات كان هاجس أصحابها تبرئة الـــذات، ونسبة الهــــزائم المتعــاقبـــة إلى نائب فاعل أو مجهول، فإن ما يحدث الآن هو ما أطلق عليه هيـــغل مكـــر التـــاريخ، على الأقل في ما يتعلق بالمشروع الصهيوني ورهاناته الخاسرة، ففلسطين تستعيد الآن مساحتها على امتداد القارات الخمس من الناحيتين الأخلاقية والسياسية، بعد أن حشرتها اتفاقيات أوسلو في جراب جغرافي خانق، لأنه حذف من تضاريسها المناطق المحتلة عام 1948 بمدنها العريقة وموانئها وسهولها وبحرها أيضا.
وما قاله أدوارد سعيد عن الحقيقة الفيزيائية والوجودية التي أدت إلى فشل الرهان الصهيوني يتجلى الآن ليس فقط بوجود أكثر من أحد عشر مليون فلسطيني على امتدادا العالم، بل بالحضور الحي والفاعل لهؤلاء، بدءا من فلسطين المحتلة، وما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية وبتزامن مع ذكرى احتلال فلسطين، هو بمثابة تصويب تاريخي لذلك الخطأ الذي تحدث عنه أرنولد توينبي بعد زيارته لفلسطين، وقال إن ما يسمى إسرائيل الآن هو خطأ تاريخي أدى إلى خطيئة جغرافية، فالمثقفون والناشطون من كل القارات باستثناءات عديمة القيمة ينحازون إلى الضحية بكل ما لديهم من بلاغة، فالرياضي والموسيقي والمغني أو المغنية والمثقف الجدير بهذا اللقب هم الآن فلسطينيون بالاختيار وبمسقط الروح لا مسقط الرأس، والمحاصر الآن ليس الشعب الذي يعيش على أرضه، وليس المواطن الذي تشبث بجذوره، بل المستوطن الطارئ الذي تحول إلى مريب بكل ما يصدر عنه من مواقف، والشعوب لا يمكن اختراعها كما يقول يهودي أعلن العصيان على تعاليم الصهيونية وأساطيرها هو شلومو ساند، والذاكرة أيضا لا تستولد بأنبوب الأيديولوجيا.
وحين نتذكر أسماء مثقفين وفنانين وشعراء كبار من مختلف البلدان، وما كتبوه عن هذه التراجيديا التي دمغت قرنا كاملا بالعار، ندرك أن فلسطين القضية قد عبرت القوميات واللغات، وتأنسنت إلى الحد الذي يؤهلها لأن تكون مضادات حيوية ضد العولمة بمعناها السلبي، وحين يقول الشاعر ريتسوس إنه فلسطيني بإرادته واختياره، أو هارولد بنتر البريطاني بأنه حليف الضحية إلى النهاية، فإن التراجيديا تكون قد تخطت حدود الجغرافيا، وأصبحت لها تضاريس وخطوط طول وعرض لا تقاس بالأميال، بل بمعيار أخلاقي يختبر ما تبقى من ضمير في هذا الكون.
إن صعود القضية الفلسطينية إلى هذا المرتفع الكوني والإنساني بعد مرور أكثر من سبعة عقود على احتلالها ليس فقط بسبب عدالتها المشهود لها، بل أيضا بفضل شعب أصرّ على أن يكون ضحية بليغة تجهر باستحقاقاتها، ولا تلثغ بها، وكان رهان الاحتلال على صمتها وتحولها إلى ضحية خرساء تبحث عمن ينوب عنها حتى في الأنين، ولأن للتاريخ دائما وجهين، فمقابل كل دولة تصاب بنوبة من العمى، هناك دول أخرى تصحو، وتعيد النظر بمواقف أملتها موازين القوة خلال العقود السابقة، والمواقف التي اتخذها أكاديميون غربيون في مقدمتهم بريطانيون ضد الاحتلال، تلتئم مع مواقف أخرى لمثقفين وفنانين وناشطين قرروا مقاطعة دولة عنصرية تقيم جدرانا عازلة ليس فقط على الأرض، بل في العقول التي ترتهن لأيديولوجيا صماء ترى في الآخر المختلف جوييم أو ما يسمى الأغيار، الذين هم على الدوام أعداء محتملون، وكل دولة في هذا العالم تنحاز إلى الضحية إنما تنحاز في الوقت ذاته لسيادتها، ولمنظومة القيم والمفاهيم التي تعيد للعالم توازنه، لأن هذا العالم كما وصفه أمين معلوف في كتابه «اختلال العالم» دخل إلى الألفية الثالثة ببوصلة معطوبة، والقوة فيه منزوعة العدالة، لهذا فهي مهددة بالتوحش وتجاوز كل المحظورات التي كدحت البشرية آلاف السنين لترسيخها كحد فاصل بين الإنسان والحيوان .
إن هذا الارتفاع الملحوظ في منسوب الوعي بالقضــــية الفلسطينية يحقــــق نبوءة محمود درويش التي أطلقها في «مديح الظـــل العالي» عام 1982 واثناء اجتياح لبنان. فالفلسطيني الآن يحـــاصر حصاره، وصــــدره باب كل الناس، وهـــو اللائذ الذي تحول بفضل التحدي والمناعــــة الوطنية والأخلاقية إلى ملاذ، واللاجئ الذي تحول إلى ملجأ. فلسطين الآن تستعيد مساحتها الجغرافية بعد أن التأمت حيفا مع غزة والخليل، وتستعيد فضاءها التاريخي بعد أن أصبحت الاختــبار الأخلاقي والثقافي العسير لمن مكثوا على قيد آدميتهم في هذا العصر,

٭ كاتب أردني

مضادات للأنيميا الوطنية

خيري منصور

صفقة القرن

Posted: 22 Jun 2018 02:17 PM PDT

صفقة القرن

تطبيع وصهينة برعاية رسمية ورهان خاسر!

Posted: 22 Jun 2018 02:16 PM PDT

أوْرَق التطبيع الأسود وأفرزت الصهينة سمومها من بعد اكتوبر 1973، وبدأت بانفتاح 1974، وهرولة المتربصين بعد خروج احتجاجات 18 و19 يناير 1977، وهي سنة بدأت بـ«انتفاضة خبز» وانتهت بخطاب السادات البائس في الكنيست، وزيارة شؤم للقدس المحتلة، وباقي التفاصيل معروفة للمخضرمين والمتابعين. ولم يتوقع أحد وصول التدليس إلى ما وصل إليه حاليا، ولا أن تحكم مصر بمن يعلن الحرب على مواطنيها بقوله «لازم تتعذبوا» وهو يمهد لاشعال حريق الأسعار، وبمثابة إعلان حرب.. وعودنا أهلنا على قول «الملافظ سعد» أي أن اللفظ إما أن يُسعد من يسمعه أو يُحزنه.
ولو لم يكن التطبيع والصهينة ينعمان برعاية رئاسية لكانت مصر في حال أفضل، وما كان لذلك الوباء أن يصبح مصدرا لثراء ونفوذ وارتقاء المعاقين سياسيا وأخلاقيا للمناصب؛ بما تُوفر لهم من جيوش جرارة للبلطجة، التي تحرس وتخدم، وتتولى إدارة الأعمال المشبوهة لأباطرة السياسة والمال، واستحواذهم على إمكانيات وفرص عقارية ومالية وتجارية غير مشروعة ومُحرَّمة، وسيطرتهم على مجمل الاقتصاد العشوائي، الذي تجاوز في حجمه ضِعف الاقتصاد الرسمي.. وتابعت أجهزة الصحافة والإعلام آخر مشاهد البلطجة الدامية في «موقعة النادي السويسري» بحي إمبابة في الجيزة، حيث تم اقتحام حفل إفطار رمضاني لـ«الحركة المدنية الديمقراطية»، وهي حركة وطنية سلمية معارضة، وقد أسفرت عن تحطيم الموائد والأواني وألقاء الأطعمة على الأرض، وخلفت وراءها مصابين وجرحى؛ مما استدعى النقل إلى المستشفى.. ومع ذلك لم تحرك مؤسسات الدولة ساكنا!!.
وعلى مستوى العلاقة بالدولة الصهيونية تفوق «المشير» على نفسه وعلى من سبقه، وبعد أن كان المسرحي الراحل علي سالم والكاتبة لميس جابر زوجة الفنان يحيى الفخراني؛ المقربة من الرئاسة، هما الأكثر انحيازا ودفاعا عن الحركة الصهيونية، والأشرس في شيطنة مناهضي التطبيع والصهينة، والأكثر إعجابا باليهود الصهاينة والأشد عداء للفلسطينيين، لدرجة مطالبة لميس جابر بطردهم ومصادرة أموالهم!!. وتفوق المشير على كل هؤلاء.
وعلي سالم مؤلف مسرحي، بدأت شهرته قبل عرض مسرحيته «مدرسة المشاغبين» بسنوات.. وظهور مسرحيته «إنت اللي قتلت الوحش» في ستينيات القرن الماضي. وكان استقطاب سالم لصف الحركة الصهيونية مُهما كأول اختراق علني للجماعة الثقافية العربية، واندفع سالم في ذلك الاتجاه حين وجد التشجيع الرسمي فتمادى في السير فيه، وكانت العقبة في غلبة الرفض الشعبي الواسع، حتى أضحى أساسا للتفرقة بين الإنسان الوطني وغير الوطني، واحتل المثقفون مكانهم في طليعة الرافضين للتطبيع والصهينة، وتبعا لذلك عانت السفارة الصهيونية بالقاهرة عزلة خانقة.
أما مصدر أهمية يوسف والي جاء من كونه أكبر مسؤول تنفيذي وسياسي عن قطاع الزراعة؛ الأكثر تأثيرا على الحاضر والمستقبل. وزادت خطورته مع طول مدة شغل منصب وزير الزراعة ونائب رئيس الوزراء لأكثر من عشرين عاما، ثم أمينا للحزب الوطني المنحل؛ خسرت مصر خلالها خسائر فادحة، وامتدت من الزراعة للصحة، فتوطنت أمراض السرطان والفشل الكلوي والقلب والكبد الوبائي وغيرها، واتسعت حتى قضت على المكانة المتميزة للقطن المصري عالميا، وتخلى والي عمدا عن القطن طويل التيلة، لصالح الأقطان الأمريكية والصهيونية الأقل جودة.
وطال «الدمار الشامل» النخيل وتعرضت ثروته للانهيار؛ واستيراد فسائل «مُهَنْدَسة جينيا» من المستوطنات الصهيونية، وحين زُرِعت في محافظة الاسماعيلية نشرت «ايدز النخيل»، وعدواه تنتقل بطريق الهواء، وزراعة فسيلة واحدة في مزرعة تتكفل بالقضاء على المزرعة كاملة. وهذا فضلا عن الدمار الذي لحق بالتربة المصرية الخصبة؛ بالمبيدات المسرطنة، ومحاصيل سامة جعلت الأرض غير قابلة للزراعة. وعند التحقيق مع والي في البلاغات المقدمة ضده أثناء ثورة يناير تنصل من المسؤولية ووصف الوزراء: «كانوا مجرد سكرتارية لدى رئيس الجمهورية ينفذون أوامره»؛ وتم حفظ التحقيق وإغلاق الملف!!.
ومن غرائب عصام راضي؛ أول رئيس وزراء لثورة يناير أنه أعاد تعيين أيمن أبو حديد وزيرا للزراعة، وكان تلميذا وفيا ليوسف والي، وتفجرت في وزارة أبو حديد قبل الثورة فضيحة غمر الأسواق بطماطم رخيصة ومسرطنة، وترددت أسئلة عن الجهة التي زكته للمنصب.. ولم يُفصح عنها؛ ولا زالت لها كلمة نافذة بشأن استمرار الرضوخ للفيتو الصهيو أمريكي، لمنع مصر من إنتاج كفايتها الذاتية من القمح!!.
ويشير الباحث رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات السياسية إلى أن والي بدأ التطبيع قبل توليه وزارة الزراعة؛ منذ أن كان أستاذا للاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، ومشاركته في مشروع زراعي بسيناء؛ لـ«هيئة المعونة الأمريكية» والتحاقه بفريق صهيو أمريكي مصري؛ كان فيه مثلا للجانب المصري، وشهدت الشراكة انطلاقتها الكبرى بتعيينه وزيرا للزراعة، حسب قول سيد أحمد.
وطبق والي الأساليب والنظم الصهيونية، والتزم بمبدأ «كل صديق يجلب صديقه»، ليعوض ضعف الثقة في من يقدم نفسه وخدماته مباشرة، ويمنع تسلل غير المتصهينين إلى القطاعات التي يشرف عليها، و«المشير» يطبق ذلك على المشاركين في «البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب»، فبالإضافة إلى كونهم «مُهَنْدَسين» أمنيا ورئاسيا؛ يختارون بمبدأ «كل صديق يجلب صديقه».
وانتقل نفس النهج إلى رجال الأعمال؛ المرتبطين «كاثوليكيا» بالحركات الصهيو أمريكية، ومنها المرتبطة بـ«االمناطق الصناعية المؤهلة» (الكويز)، وتسير على مبدأ «كل صديق يجلب صديقه»، وتوسعت في تطبيقه. ويعتبر «المشير» أكثر القادة العرب إلتصاقا بالدولة الصهيونية والتزاما بمزاعمها ومنها: «أنا قوي فأنا على حق»!! ولو دققنا في الأمر فهو غير قوي وليس على حق، وهو الحاكم الأضعف على مدى التاريخ المصري القديم والمعاصر. والقوة لديه ذات اتجاه واحد، وحقيقتها أنها طريق ذو اتجاهين؛ نصفه للذهاب ونصفه آخر للإياب.. ودائما ما يذهب بعيدا إلى آخر مدى، دون أي حساب للعودة، وهذا أكثر أنواع الضعف تأثيرا على الوطن والمواطن!!
لم يدخر «المشير» طريقا غاشما أو باطشا أو خشنا إلا وتعامل به مع المواطنين، والمواطنون بدورهم لا يعدمون الوسيلة؛ أغرقوه في بحر من السخرية والتنكيت والتبكيت، وهو بحر بلا قرار؛ سلاح مجرب تاريخيا وفعال يلجأ إليه المصريون إذا ما أغلقت أمامهم أبواب التعبير، وسدت في وجوهم أبواب الأمل وألغيت منافذ المشاركة؛ وهو سلاح بسيط للغاية، ومتعدد الوسائل؛ بالكلمة والكتابة والرسم والغناء والإشارة وحتى الصمت والتجاهل، وبسطاء الناس في الريف والمدن والعشوائيات أساتذة في هذا الفن، الذي لا يعلم عنه «المشير» بانغلاقه ونرجسيته، ولا يعطي وزنا للرأي العام ولا يكترث برأي الغير، فرأيه هو الصائب دوما.
وبالمناسبة فإن قياسات الرأي العام ازدهرت في عصر كان عنوانه مصر وعبد الناصر.. وبفضلها اجتازت أزمات ومآزق ما كانت لتمر لولا ذلك الازدهار والاهتمام بالتعرف على مواقف الناس واتجاهاتها، وعن ذلك تفاصيل كثيرة قد تسنح الفرصة لتناولها. و«المشير» بدأ الغرق في بحر التنكيت والتبكيت والسخرية.. ويخسر رهانه أمام انتصار الفكاهة والنكتة على الكآبة والضنك.. وهذا رد أبلغ على وعيد بالتعذيب والحرب المعلنة ضد المواطنين، وهم رغم ذلك يسخرون ويضحكون.. ويقولون للجميع إضحكوا من فضلكم.. واجعلوا شعاركم «شر البلية ما يُضحك»!!

٭ كاتب من مصر

تطبيع وصهينة برعاية رسمية ورهان خاسر!

محمد عبد الحكم دياب

مباراة مصر والسعودية: أيزنهاور حكما

Posted: 22 Jun 2018 02:15 PM PDT

بطرق متنوعة، احتفت الصحف والمجلات العالمية بأهم حدث رياضي عالمي. فقد نشرت الأكونومست، بمناسبة مونديال روسيا، دراسة عن الشروط اللازمة لكي يكون بلد ما بارعا في لعبة كرة القدم بيّنت فيها أن وفرة الثروة الاقتصادية، وكبر الحجم السكاني وأصالة الاهتمام الشعبي هي عوامل هامة تضمن، بتضافرها، نصف شروط النجاح. ولكن النجاح الرياضي مسألة إرادة وطنية أيضا، مثلما برهنت دول الكتلة الشرقية التي امتازت طيلة عقود بتفوقها في مختلف المسابقات الأولمبية، ولو أن هذه الدول لم تعرف بالتميز في مجال كرة القدم، باستثناء إشراقات منتخب المجر الباهرة في الخمسينيات وبعض الومضات اليوغسلافية والبولندية الجميلة في السبعينيات. ولهذا لا يستغرب أن الصين أعلنت أخيرا تصميمها، في إطار خطة حكومية بعيدة المدى، على تحقيق إحدى ثلاث في مونديال 2050: إما الترشح، أو الاستضافة، أو… الفوز! ورغم أن الغاية الأخيرة أمنية شبه مستحيلة، ولا تفسير لها إلا غرام الزعيم شي جينبنغ بكرة القدم، فإن الترشح أو الاستضافة ممكنان لأن الصين أخذت منذ بضع سنين في محاولة نشر ثقافة كرة القدم بين أبنائها وبناتها وفي بناء الملاعب وإنشاء المدارس المخصصة لتنمية المواهب.
ونشرت لوموند مقالا زعمت فيه أن كرة القدم ليست فنّا فقط، بل هي إلى العلم أقرب. واستشهدت في ذلك بما لا يقل عن عشرين ألف بحث ودراسة منشورة في الدوريات الأكاديمية التي تشمل مختلف المجالات من علم النفس، والفيزيولوجيا والاقتصاد إلى الإحصاء، والفيزياء والطب. وليس الاهتمام بفن، أو علم، كرة القدم بمسألة جديدة. إذ يعود تاريخ أول مقال في هذا المجال إلى عام 1932، ويتعلق باكتشاف المواهب في المدارس. أما الدراسات المتعلقة بفن التكهن بنتائج المباريات فقد بدأت منذ عام 1962.
وتذكر لوموند أن أكثر البلدان إنتاجا للمقالات والدراسات في مجال كرة القدم هي «الأمم الكروية» العريقة: البرازيل، وإسبانيا، وإيطاليا، وإنكلترا وألمانيا. أما المفاجىء، فهو أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أيضا من أغزر البلدان إنتاجا للبحوث الأكاديمية في مجال كرة القدم، رغم أنها لعبة جديدة نسبيا هناك، حيث لم يبدأ الاهتمام بها إلا منذ حوالي أربعة عقود أو خمسة. وتتوزع مسائل البحث على مساحة واسعة جدا تتراوح بين تقدير احتمالات الإصابات أثناء حصص التدريب وبين تحليل أسباب تعرض عشرات الأندية للإفلاس.
أما مجلة مراجعة الكتب «لندن ريفيو أوف بوكس»، فقد احتفت بالمونديال بطريقتين. الأولى هي نشر مراجعة بقلم أستاذ العلوم السياسية المتميز ديفيد رانسيمان لكتاب «سقوط دار الفيفا» للباحث ديفيد كون. يقول رانسيمان إن ملف ترشح انكلترا لاستضافة مونديال 2018 أو 2022 قد تضرر جرّاء بث «بي بي سي»، ليلة القرعة بالضبط، حلقة من برنامج «بانوراما» حول شبهات الفساد في عملية فحص ملفات الترشيح. إلا أن الكتاب يثبت أن محاولة البلدان المترشحة استمالة أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا، بالمال أو الهدايا أو وعود الاستثمار الرياضي في أوطانهم أو أنديتهم، ممارسة شائعة منذ زمن.
أما طريقة الاحتفاء الثانية فهي آية في الإطراف والإتحاف. وذلك أن المجلة ارتأت أن تعيد نشر مقالات من أرشيفها، بحيث يبدو كما لو أنها تعليقات أو ريبورتاجات على بعض مباريات مونديال 2018.
في لعبة الإيهام الشفاف هذه، يحيل عنوان: روسيا ضد السعودية، 14 حزيران/يونيو، إلى مقال من الأرشيف لبري أندرسون يقول فيه: من إحدى الزوايا تبدو روسيا اليوم كأنها السعودية، ولكن بصواريخ. ويحيل عنوان «فرنسا ضد بيرو، 21 حزيران» إلى مقال لأنجيلا كارتر تقول فيه: إن أصول البطاطا في أمريكا الجنوبية موغلة في القدم إيغالا يفوق التخيل، في حين أنها بالنسبة لأوروبا من الخضروات الجديدة الملائمة بشكل فريد لاقتصاديات العصر الحديث. أما عنوان «مصر ضد السعودية، 25 حزيران» فيحيل إلى مقال لأندرو باسفيتش يقول فيه: تمكّن فوستر دالاس من إقناع الرئيس أيزنهاور بالاستعاضة عن 'ألفا' بخطة جديدة سميت «أوميغا». ومؤداها أنه يتعين على أمريكا الاقتراب من السعودية، بدل بذل جهد سياسي بالغ لمحاولة إرضاء مصر. إذ لم يكن عند مصر نفط يذكر، بينما عند السعودية وفر من النفط. كما كان يبدو أن مصر تهدد إسرائيل في وجودها، أما السعوديون الضعفاء عسكريا فما كانوا مصدرا لأي تهديد».

٭ كاتب تونسي

مباراة مصر والسعودية: أيزنهاور حكما

مالك التريكي

ما هكذا يا أجهزة الأمن تورد الاحتجاجات!

Posted: 22 Jun 2018 02:15 PM PDT

مشاهد مرعبة تلك التي تناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مساء يوم الأربعاء، أي قبل يوم واحد من عيد الفطر.
من دوار المنارة وسط رام الله، قنابل غاز وأخرى صوتية وضرب وعنف وسحل، إلى آخره ضد محتجين سلميين. لأول وهلة اعتقدت صادقا أن جيش الاحتلال اقتحم المدينة كي يفسد على أهل رام الله فرحة العيد، لكن الوضع لم يكن كذلك، فالصور كانت لرجال الشرطة والأجهزة الأمنية الفلسطينية، بعضهم بالزي الرسمي والآخر باللباس المدني، وهم يعتدون بالضرب والركل والسحل وبحماس منقطع النظير، على المشاركين في وقفة احتجاجية سلمية في إطار الحراك الشعبي في الضفة الغربية، لتحقيق المصالحة ورفع الظلم والعقوبات عن أهلنا في قطاع غزة.
الأمن الفلسطيني برر أعمال العنف والانتهاكات التي ارتكبها، بأنها محاولة لمنع تعكير فرحة العيد، وهذا عذر أقبح من ذنب، كما يقول المثل، فقد جاءت تصرفات أفراده لتفسد فعلا أجواء العيد، ليس على المتضررين من اعتداءاتهم، بل لكل من رأى بأم عينيه تلك المشاهد البشعة، رجال شرطة وأمن فلسطينيون يضربون بلا شفقة أو رحمة مواطنهم الفلسطيني وكأنه عدو لدود.
حتى الصحافيون بمعداتهم لم ينجوا من اعتداءات رجال الأمن، فانقضوا عليهم كالوحوش الكاسرة، ونالهم وكاميراتهم جزء كبير من العنف. ومنعا لانتشار صورهم وهم يضربون ويسحلون، صادروا الكاميرات ومعدات التصوير، غير مدركين حقيقة التقدم التكنولوجي، وان كل شخص وعابر سبيل يمكن أن يكون مصورا بأجهزة الهاتف التي يحملها. وأيضا غير مدركين أنه لا يمكن إخفاء الحقيقة، وأن الشمس لا يمكن حجبها بغربال.
تتزامن هذه التصرفات، التي أقل ما يقال عنها أنها حمقاء إذا ما أحسنا الظن، مع مشروع قانون أقرته اللجنة الدستورية في الكنيست، يقضي بمعاقبة كل من يلتقط صورا لجنود الاحتلال خلال تأدية أعمالهم في الأراضي المحتلة، أي أثناء تنكيلهم بالفلسطينيين وممارسة ساديتهم عليهم، وتصل العقوبة إلى السجن الفعلي لكل ما يمسك متلبسا، لمدة أقصاها عشر سنوات.
فماذا ترك رجال أمننا لجنود الاحتلال وحرس حدوده وشرطته؟ كيف لنا أن نلوم أجهزة قمع الاحتلال عندما ينهالون على الفلسطينيين، ومن جميع الأعمار، ضربا وركلا وسحلا، يقذفونهم بقنابل الغاز السامة والصوتية؟ كيف لنا أن نلوم جنود الاحتلال وهم يسفكون دماء الفلسطينيين شيبا وشبابا ورجالا ونساء وأطفالا في قطاع غزة والضفة؟
رجال الأمن بهذه التصرفات إنما يعطون مبررا لأفعال الاحتلال، ويلقمون ماكنة الدعاية الإسرائيلية بالذخيرة التي تحتاجها، كما فعل صلاح البردويل عندما أعاد الحياة لماكنة الدعاية الإسرائيلية التي أدخلها أهل غزة غرفة الانعاش باحتجاجاتهم الشعبية وتجاوب وتعاطف وسائل الاعلام العالمية معهم، إلى أن جاء البردويل باعترافه العبقري بأن50 ممن استشهدوا في «الاثنين الأسود» 14 مايو الماضي، هم عناصر في حماس، فمد لنتنياهو وحكومته شريان الحياة الذي كانا في أمس الحاجة إليه.
وأبى أمن غزة على ما يبدو أن يسجل عليه أمن رام الله نقطة في هذا السباق، فاعتدت مجموعات من أعضائه، وهم يرتدون اللباس المدني، قالت فتح والشعبية إنها مجموعة من أمن حماس في غزة، رغم نفي الأخيرة، على المشاركين في باكورة فعاليات حراك دعا إليها أسرى محررون في القطاع، مطالبين بإنهاء الانقسام ورفع العقوبات عن غزة والدعوة للحفاظ على المشروع الوطني. وخربت عليهم وقفتهم بعد أن قام عدد من المندسين بتخريب الفعالية والاعتداء بالضرب على المشاركين، وتدمير المنصة الرئيسية، في اللحظة التي انهى فيها مدير الأمن في غزة اللواء توفيق ابو نعيم، خطابه.
«برافو النتيجة تعادل إيجابي، هدف واحد لأمن السلطة وهدف لأمن حماس، يعني لا غالب ولا مغلوب! ويبقى الوضع على ما هو عليه في انتظار جولة أخرى، نأمل ألا تعاد.
ماذا تقول لنا هذه التصرفات غريبة الأطوار وماذا يمكن أن نستخلص منها، أن الأمن في الطرفين ربما هو الذي يرفض المصالحة وإنهاء الانقسام لغرض في نفس يعقوب، ويحارب أي جهات تدعو إلى ذلك، هكذا تبدو الصورة من الخارج، وربما هي كذلك.
يجب ان نستوعب أن هناك حقوقا يكفلها الدستور للمواطن، وأي انتهاك لها هو انتهاك للدستور يعاقب عليها القانون، وما حصل مساء الاربعاء 13 يونيو الموافق 28 رمضان، وما تبعه في قطاع غزة يوم الاثنين الموافق 18 يونيو الحالي هو انتهاك صارخ للدستور، ويجب أن يعاقب عليه رجال الذين شاركوا في التنكيل وكذلك من أصدر الأوامر إليهم للتصرف بهذا الأسلوب الهمجي.
لا خطأ في التظاهر، فمن حق المواطن أن يعبر عن غضبه، وأن يرفع صوته محتجا على الظلم الذي يحل بأهلنا في غزة، أو أي مكان آخر في فلسطين، واحتجاجا على استمرار الانقسام الذي يضر بالمشروع الوطني، خاصة في مثل هذه الأيام التي تشهد تحركات محمومة من قبل الولايات المتحدة ممثلة بالثالوث الصهيوني (كوشنر- غرينبلات – وديفيد فريدمان) المسؤول في البيت الأبيض، عما يسمى العملية السلمية في الشرق الاوسط، الذي يطوف عواصم عربية لإقناعها بالقبول بصفقة القرن، التي يروجون لها مع بعض العرب، ويحاولون فرضها على الفلسطينيين، مستخدمين العصا لرام الله التي أعلنت رفضها القاطع للتعامل مع أي صفقات لا تشمل دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل مشكلة اللاجئين، وفق القرار الأممي 194. والجزرة لقطاع غزة، من أجل إخراجه من معادلة الصراع بالتلويح بتحسين الظروف المعيشية والحالة الاقتصادية لأهله، الذين يعانون من الخنق والحصار منذ نحو 12 عاما، عبر إقامة مشاريع اقتصادية في صحراء سيناء، أو بناء ميناء في غزة أو في قبرص، أو حتى السماح بتخصيص جزء من ميناء أسدود الإسرائيلي لهذا الغرض. وهذا يحمل معاني كثيرة في مقدمتها، تقطيع الأراضي الفلسطينية الى كانتونات، وربما إمارات في محاولة للقضاء على الحلم الفلسطيني بالدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
إذن يأتي هذا القمع في وقت، القضية الفلسطينية تحتاج فيه إلى وحدة الصف الفلسطيني والالتفاف الجماهيري حول برنامج سياسي ونضالي واضح المعالم، قادر على مواجهة التحديات، وما شهدناه في رام الله وغزة يمزق الوحدة لا يحققها.
واخيرا إن ما فعلتموه هو استعداء للجمهور، الوضع الفلسطيني في غنى عنه، خاصة أنه يأتي في لحظة نحن في أمس الحاجة فيها للالتفاف الجماهيري حول موقف وطني صلب واحد، رافض للضغوطات العربية قبل الامريكية للقبول بـ»صفقة القرن».
الوقفات الاحتجاجية كانت سلمية، ولم تخل بنظام ولم تثر شغبا، ومن حق المحتجين أن يحتجوا ويتظاهروا ويعبروا عن قناعاتهم.
وأيا كانت نوايا المحتجين، وأيا كان من يقف وراء تلك الوقفات الاحتجاجية، ما هكذا تورد الابل يا «أجهزتنا الأمنية»، ولا يعطى الحق لك في أن تتصرفي بهذا الأسلوب اللاحضاري، وبهذا الأسلوب، وهذه الكمية من العنف التي كان يجب أن تُوفر للعدو الحقيقي الذي ينتظرنا على الابواب.
واختتم بالأمل في أن تكون هذه الخطيئة، هي الخطيئة الاخيرة، ونأمل أيضا في أن يكون أمن حماس قد تعلم هو الاخر درسا فلا يكرر فعلته المشينة والسماح للانسان الفلسطيني المقهور أصلا، بأن يمارس حقوقه في التظاهر وحرية التعبير، التي يكفلها له الدستور والاخلاقيات، والأهم من ذلك الأوضاع التي يعيشها في هذه الظروف الصعبة. ثمة مؤشر إيجابي وهو ان قرارا اتخذ على اعلى المستويات في السلطة بعدم تكرار ما حصل وعدم التعرض للوقفات الاحتجاجية، حرصا على الحريات العامة مع التأكيد على اهمية الحفاظ على القانون ونأمل من حماس أن تتخذ موقفا مماثلا.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

ما هكذا يا أجهزة الأمن تورد الاحتجاجات!

علي الصالح

الغرب المأزوم وحدود الديمقراطية

Posted: 22 Jun 2018 02:14 PM PDT

في كتابه الصادر حديثاً تحت عنوان «كيف تنتهي الديمقراطية» اختار دافيد رنسيمان أستاذ العلوم السياسية أن يصف الديمقراطية الأمريكية بأنها وصلت إلى «منتصف عمرٍ تعبٍ وسريع الاستثارة».
والحقيقة أنه إذ يحاول أن يبحث ويجيب عن ما يراه تساؤلاً مسكوتاً عنه، أو على الأقل لم يحظ بالاهتمام نفسه، ولم يتصد له الكتاب والمفكرون، كما هي الحال مع ذلك الآخر الذي أرقهم طيلة ما يزيد على القرن الماضي، أي كيفية إنجاز التحول الديمقراطي ومن ثم تثبيته، ذلك الذي عرفت الإجابة عنه فصولاً من النضال السلمي تارةً والدموي تارةً أخرى (في البلد نفسه في كثيرٍ من الأحيان)، فإنه بطرحه لموضوع «نهاية الديمقراطية»، بل وإفراده كتاباً له، إنما يعكس قلقاً وهماً ما يني يتسرب متسلطاً على ما اصطُلح تقليدياً بتسميتها النخب السياسية، بالإضافة إلى المعلقين والمهتمين بالشأن العام، أكاديميين كانوا أم لا.
ذلك القلق ينبع من التطورات والتحديات التي أفرزتها صناديق الاقتراع في السنتين أو الثلاث سنوات الماضية من صعودٍ للشعبوية (والأحزاب اليمينية بوجهٍ خاص) أو حتى لتحالفاتٍ تُحسب على اليسار إجمالاً كسيريزا في اليونان، على سبيل المثال، بما يعكس تغيراً في المزاج العام، بل تململاً لا تغفله العين بالترتيبات السياسية والتحالفات التي سادت بشكلٍ أو بآخر دول الغرب بعد الحرب الباردة، وشكلت بوصلتها ومرجعياتها وسياساتها والتزاماتها.
عن نفسي فثمة قناعةٌ تترسخ لديّ بأن ما نراه يعبر عن سقمٍ متأصلٍ في الديمقراطية الغربية، يرتبط ارتباطاً وثيقاً لا ينفصم بأسباب نشأتها، وبالتالي فإننا أيضاً نراقب هذه الديمقراطية الغربية، بتنويعاتها وهي تصل إلى حدودها. غير غافلٍ بالمرة عن مزايا الديمقراطية الغربية وما تسمح به من المشاركة، خاصةً إذا ما قيست ببلداننا المنكوبة المرزوءة بأنظمةٍ متسلطةٍ قمعيةٍ تعيسة كهذه، إلا أنني ما زلت أدرك وأرى أن الديمقراطية الغربية بشكلها الحالي إنما جاءت لتكون الشكل الأنسب للجمهورية البورجوازية أو الملكية الدستورية، لا يهم، المهم أن تلك الصيغ للدولة وتقاسم السلطة، مثلت الشكل الأنسب للدولة في عهد الرأسمالية، أي أنها نشأت استجابةً لرغبة الطبقة الجديدة الصاعدة آنذاك، البورجوازية، في انتزاع السلطة والنفوذ، وليس من شكٍ في أنها أثبتت مرونةً، فتغير شكلها وامتدت لتشمل قطاعاتٍ أوسع، كالنساء على سبيل المثال، حين انتزعن حق الانتخاب، والزنوج في أمريكا، لكن يتعين ألا يفوتنا أن نؤكد أنها لم تصل إلى الشكل الذي نراه، سوى في أعقاب صراعاتٍ أغلبها دامٍ وحربين عالميتين راح فيهما ملايين البشر، جراء جشع الرأسمالية وتدافعها لتقاسم الأسواق والأسلاب.
كان الضغط شديداً، وشبح الثورات المغدورة وجثث ملايين الجنود والمواطنين تملأ الميادين، فمن ناحية لم يكن هناك مفر من تقديم تنازلات من قبل البورجوازية، ومن ناحيةٍ أخرى تشكلت قناعة بأن مكسباً قد يعود على صاحب رأس المال من العامل الأفضل تعليماً والأوفر صحةً، ولا يفوتنا في هذا السياق أن نذكر ونركز على كون هيكل الدولة والمؤسسات في هذه الدول التي عرفت «انتخاباتٍ حرة» كان كثيراً (إن لم يكن دائماً) يتكفل بثلم حدة أي قرارات وإفراغها أحياناً من مضمونها، ممتصاً جموحها أو جنوحها يساراً.
مع الوقت ومع الأزمات الاقتصادية بدايةً من سبعينيات القرن المنصرم، مؤذنةً بنهاية حقبة النمو المستمر غير المسبوقة، التي سادت عقب الحرب الكبرى، بدأت الشقوق تظهر في هذه الصيغة من التعايش، ومحاولات امتصاص السخط والتمرد، ومع صعود النيوليبرالية بما واكبها من القضاء على العديد من الصناعات في الكثير من تلك الدول الغربية، وتصدير تناقضاتها إلى المناطق الأقل نمواً وتطوراً، ماعت السياسة، وبهتت حتى المقولات ذات النكهة اليسارية للأحزاب الاشتراكية الديمقراطية، التي أسهمت من الناحية الفعلية لا في خلق المجتمع الاشتراكي، ولا التحرر من سيطرة رأس المال، وإنما في استيعاب الجماهير وإحباط الثورة، حتى وصلنا إلى مرحلةٍ لم تعد فيها الأحزاب الكبيرة، التي تبادلت السلطة في ما بينها، محتلةً قلب المشهد في تلك الدول تختلف عن بعضها بعضا كثيراً، ناهيك عن كونها تعبر عن الجماهير الأوسع.
من هذا المنطلق تنبغي قراءة نتائج الانتخابات أو استفتاءٍ، كخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فالناخب اليوناني الذي صوت لسيريزا ضد سياسات التقشف، والبريطاني الذي يريد أن يخرج من الاتحاد الأوروبي كلاهما يعلن سخطه ورفضه للترتيبات الراهنة، فضلاً عن سأمه وسخطه على الحلقات والتشكيلات الحاكمة والأزمات الاقتصادية.
اللطيف في الموضوع أن البورجوازية (ومفكريها ) يبدو أنها لا تسمع إلا ما يروقها، فهي دائماً «تفاجأ»، لا سيما إذا تذكرنا أن كارل ماركس قد كتب عن حدود الديمقراطية البورجوازية تلك، منذ ما يزيد عن قرنٍ من الزمان.
أؤمن إيماناً عميقاً بالمشاركة وبالديمقراطية ، بيد أنني أنادي بشكلها الأوسع والأشمل، خاصةً في بلداننا ببحورها الواسعة من الفقر والقهر، ولئن كان الشكل السياسي يشغل العديدين منا، فمن المفيد والواجب متابعة أزمة الديمقراطية الغربية ودراستها للاستفادة في تشكيل تصوراتنا عن ديمقراطيةٍ أوسع، حقيقية، ذات هيئاتٍ تصعد من القاعدة إلى القمة، تعبر حقيقةً عن مشاكل الناس الحقيقيين، لا عن مشاكل القلة الناجية من هلاك الدنيا وعوزها التي لا تزيد على عشرة في المئة في أي حالٍ من مجمل السكان.
كاتب مصري

الغرب المأزوم وحدود الديمقراطية

د. يحيى مصطفى كامل

دلالات التدخل العسكري التركي في العراق بعد سوريا

Posted: 22 Jun 2018 02:14 PM PDT

بعد أن تم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين تركيا وأمريكا حول منبج، بدأت التصريحات التركية تتوالى حول ضرورة تطهير جبال قنديل في العراق من التنظيمات الإرهابية، والمقصود من هذه التنظيمات بالدرجة الأولى هو تنظيم حزب العمال الكردستاني.
واللافت للنظر أن المسؤولين الأتراك يتحدثون عن تدخل عسكري كبير داخل الأراضي العراقية في جبال قنديل وسنجار وغيرها، وهذا يعني أن التحرك العسكري التركي في العراق لن يكون بعيداً عن التفاهم مع أمريكا قبل الحكومة العراقية والحكومة الإيرانية وحكومة إقليم شمال العراق أيضاً، فالمعتاد من التحركات العسكرية التركية خارج الحدود التركية أنها تأخذ الموافقة الدولية من الدول الكبرى المعنية أولاً، وأنها تأخذ بعين الاعتبار عدم الإخلال بوحدة الأراضي السياسية لتلك الدول ثانياً، كما جاء على لسان المسؤولين الأتراك، فالتدخل العسكري التركي في سوريا تم بالتوافق والتنسيق مع روسيا أولاً، وعدم الاصطدام مع التواجد الأمريكي ثانياً، كما أنه لم يهدف إلى المساهمة في تقسيم سوريا، من وجهة نظر تركية على أقل تقدير، وإن عملت دول أخرى مثل أمريكا على استثماره أو استغلاله لإحداث تغيرات سياسية وأمنية وعسكرية على مستقبل سوريا.
واللافت للنظر أيضاً، أنه مع تكرار التهديدات التركية للتدخل العسكري شمال العراق إلا أنه لم يصدر عن الحكومة العراقية ما يعارضها أو يندد بها، وهذا يؤكد أن البعد الأول وهو موافقة أمريكا على هذا التحرك العسكري التركي في العراق تم التفاهم عليه مع الحكومة العراقية أيضاً، والأهم من ذلك إنه يثبت موافقة الحكومة الإيرانية على ذلك، بدليل أن الفئات المحسوبة على إيران في العراق لم تندد بالعملية العسكرية التركية المرتقبة، كما لم يصدر عن إيران تصريحات منددة بالعملية العسكرية التركية في العراق، بل هناك تصريحات تركية تشير إلى توافق إيراني على التدخل العسكري التركي في شمال العراق أولاً، بل واستعداد إيران لتقديم مساندة للقوات التركية لإنجاز مهمتها بنجاح، وهو ما يشير إلى ان العملية العسكرية التركية في العراق ستكون ضربة سريعة وقاصمة وغير طويلة الأمد كما هو الحال في سوريا، بعد عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، بل إن القوات التركية ستنفذ مهمتها في العراق بشكل سريع ثم تعود إلى بلادها بعد إنجاز مهمتها فورا.
إن تنفيذ تركيا لهذه العملية العسكرية في قنديل وضرب العناصر الإرهابية من مقاتلي حزب العمال الكردستاني، يعني أن هناك توافقاً دوليا بين تركيا وأمريكا وإيران على تحجيم المشروع الكردي السياسي والعسكري الانفصالي، سواء شمال سوريا أو شمال العراق، وهذا بالتأكيد مطلب تركي حازم، كما أنه مطلب إيراني حازم أيضاً، وكأن المشاريع الأمريكية لتقسيم سوريا والعراق خضعت للمعارضة الاقليمية برفض التقسيم، أو رفض إقامة كيان كردي انفصالي على أراضي سوريا أو العراق، وهذا خضوع أمريكي واضح لإصرار دول المنطقة على رفض ما قد تخطط له بعض دوائر الهيمنة الأمريكية أو الغربية أو الصهيونية، فالتقاء مواقف الدول الثلاث تركيا وإيران والعراق على رفض نتائح استفتاء إقليم شمال العراق، الذي وقع بتاريخ 25 سبتمبر 2017، واتخاذ إجراءات حاسمة ضده من الحكومات العراقية والتركية والايرانية، كان بمثابة قطع اليد الممتدة من الخارج أولاً، وقطع للأيدي الانفصالية الداخلية المتعاونة مع المشاريع الخارجية ثانياً.
وعليه يمكن القول بأن حلم الانفصال الكردي تلقى ضربة قاصمة على أيدي الحكومات الثلاث أولاً، وان امريكا اضطرت للتخلي عن هذه الأحزاب الانفصالية الكردية ثانياً، وربما تكون قد تخلت عن مشروع التقسيم كلياً، أو على المدى القريب على أقل تقدير، وهذا ما قد يفسر رغبة الرئيس الأمريكي ترامب سحب الجيش الأمريكي من سوريا، وإحضار قوات بديلة تتحمل مسؤولية المشاكل المتراكمة داخل سوريا والعراق، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الدعم العسكري الأمريكي للأحزاب الانفصالية الكردية كان مجرد استغلال لهذا الأحزاب الكردية لمحاربة تنظيم «داعش» في المرحلة الأولى، وأن وعود امريكا لهم، إما أنها ذهبت أدراج الرياح، لأن أمريكا فشلت في تحقيقها أو أن امريكا غلّبت مصالحها الأكبر مع الدول الثلاث تركيا وإيران العراق على مصالحها مع تنظيمات متهمة بالارهاب وعاجزة بنفسها عن تحقيق أهدافها، أو أن أمريكا لم تكن جادة فعلاً في تبني الأحلام الكردية الانفصالية، وبالتالي فإن هذه التنظيمات الكردية الانفصالية كانت ضحية المشاريع الأمريكية الوهمية، لأن أمريكا لا تملك تنفيذ مشاريع لها على أرض لها شعب وتحكمها دولة قوية، فكيف إذا كانت تلك المشاريع الوهمية على أراضي ثلاث دول أو أربع دول لها شعوبها وتحكمها حكومات قادرة على حماية أمنها القومي بالقوة العسكرية.
إن التدخل التركي في قنديل يؤكد أن الدول الثلاث تركيا وإيران والعراق، أدركت المخاطر الحقيقية المحدقة بأمنها القومي، وانها امام مشاكلها الثنائية لا تملك إلا أن تتحد لمنع إقامة كيان كردي انفصالي غريب، سواء في سوريا أو في العراق، وأن هذا الإصرار التركي والإيراني على مواجهة مخاطر الحركات الانفصالية في سوريا وفي العراق سوف يوفر عليها خوض حروب أهلية مفتعلة على أراضيها في المستقبل، وهذه نتيجة حتمية في ما لو تساهلت تركيا في منع إقامة كيانات انفصالية شمال سوريا أو شمال العراق، فهذه الدول تجد نفسها مضطرة الآن لخوض معاركها الاستباقية مع التنظيمات الإرهابية الانفصالية، حتى لو كانت على أراضي دولة أخرى لا تستطيع بنفسها محاربة التنظيمات الانفصالية، بسبب أوضاعها السياسية غير المستقرة، كما هو الحال في سوريا وفي العراق، فتركيا وهي تقاتل العناصر الانفصالية شمال سوريا أو شمال العراق إنما تقاتل بالنيابة عن الشعب السوري والشعب العراقي والشعب الإيراني، وليس الشعب التركي فقط، وهي لا تقاتل قومية أخرى وإنما تقاتل لمنع مشاريع استعمارية جديدة.
كاتب تركي

دلالات التدخل العسكري التركي في العراق بعد سوريا

محمد زاهد غول

لماذا بدأ النظام السوري معركة درعا قبل إدلب؟

Posted: 22 Jun 2018 02:13 PM PDT

المتتبع لسياسات النظام وحلفائه في استعادة مناطق المعارضة السورية، سيجدها تنحو بلا شك نحو أولويات محددة، تبدأ بالحفاظ على مراكز السيادة في المدن الكبرى، والمواصلات الرئيسية بين المحافظات داخل سوريا، وصولا للأرياف والضواحي التي تحمل اعتبارات إقليمية، مرتبطة بحلفاء الأسد في طهران وبيروت، فتجد أن النظام، في بدايات الثورة، ترك معظم الارياف كالغوطة وريفي حمص وحماة، لكنه سارع إلى استعادة مركز مدينة حمص ذات الموقع الاستراتيجي البالغ الأهمية، في وسط خط حلب درعا الحيوي، الذي يضم أكبر كتلة سكانية، ومن ثم انتقل مع حزب الله لمناطق ريفية كالقصير وغيرها، لارتباطها بمحور مهم يصله غربا بحليفه الوازن داخل الحدود اللبنانية، حزب الله.
وكما عمل لعامين على استكمال سيطرته على مدينة حلب، كانت معظم أريافها خارج سيطرته، وقبل أن يلتفت لغوطة دمشق، المركز المهم للمعارضة المسلحة، صب جهوده على منطقة نائية تصل بادية الشام بالحدود السورية العراقية، حيث ريف دير الزور، وكان هذا لاعتبارات تتعلق بتهديد روابطه بحلفائه شرقا في بغداد وطهران، الذين استشعروا خطر ترك هذه المنطقة لسيطرة أمريكية، كانت معدة لتتمدد من موقع التنف الحدودي، شمالا نحو الحدود السورية العراقية.
وبالطبع ما كان النظام وحلفاؤه قادرين على انتقاء الجبهات، واختيار توقيت المبادرة بالهجوم، لولا ضمانهم عجز المعارضة عن التفكير بعقل جماعي، يضمن مشاغلة النظام في أكثر من جبهة في الوقت نفسه، بل ضمان مهادنة قيادة القوى المسلحة للمعارضة للنظام، حتى يتم التفرغ لها واحدة تلو الأخرى، حربا أو إبعادا، وتم تقنين هذه العملية من خلال اختراع يسمى «مناطق خفض التصعيد»، تم إنتاجه في مؤتمر أستانه، الذي سن سنة عجيبة، تقضي بقبول لطرف في الصراع وهو المعارضة ، لدول راعية للمحادثات السياسية هم أنفسهم طرف مباشر في الحرب، روسيا وايران! ودولة ثالثة يتلخص دورها بنصب نقاط مراقبة تحصي مرات «التصعيد» والمجازر في أدلب، من أريحا حتى زردنا، بدون إمكانية «خفض التصعيد».
وفي هذا السياق، يأتي كلام رئيس النظام الاسد، الذي قال بشكل واضح في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» قبل اسابيع، إن «دخول الجيش في معركة في اكثر من جبهة امر منهك»، طبعا موسكو وطهران، وكما ساندوه عسكريا، ساندوه من خلال الاستانة في تخفيف الضغط العسكري عليه.
ومع التعقيدات المثارة حول معركة درعا، والمتعلقة خصوصا بموقعها الحساس المجاور لإسرائيل، ومراعاة موسكو لمطالب تل أبيب، بعدم تواجد ميليشيات موالية لإيران قرب حدودها، فإن الوقائع تشير إلى أن معركة درعا قد بدأت بالفعل، وأن نتائجها لن تختلف عن سابقتها في الغوطة، بل ربما يتكرر السيناريو نفسه في تسلسل المواجهات في الغوطة، إذ تتم التسوية مع فصائل الجيش الحر المرتبطة بالدول الداعمة بعد معارك محدودة، ومن ثم تأتي المعركة المكلفة للنظام في مناطق تنظيم «الدولة»، في جيب صغير يسيطر عليه جيش خالد بن الوليد المبايع للتنظيم. 
وحتى ذلك الحين، سيبقى الكثير من سياسيي المعارضة مشغولون بالحديث عن نوبة نقاش جديدة لا قيمة جوهرية لها، وكأن انسحاب الميليشيات الايرانية وسيطرة النظام في جنوب سوريا يعني اختلافا فارقا بالنسبة للمعارضة، 
كما يثار نقاش حول خلاف مفترض بين روسيا وإيران حول سحب القوات، مع ان تصريحات روسيا تطابق افعالها في سوريا، فهي لم تطالب أبدا في أي موقف رسمي بسحب التواجد الايراني في سوريا بشكل محدد، بل طالبت بسحب القوات الأجنبية جميعها، جاعلة الايرانية في النهاية، بعد الامريكيين والاتراك كذر للرماد في العيون، وهو ما يعني أن خروج الضباط الايرانيين بعد الخروج الأمريكي والتركي، حسب التصريحات الروسية الرسمية، يعني أنه تصريح مخادع، يهدف للمساومة على الوجود الايراني نحو هدف مشترك لطهران وموسكو، بخروج الامريكيين من سوريا، لأنه لا حاجة أصلا لبقاء النفوذ الايراني في سوريا بعد انتفاء الحاجة إليه بتثبيت النظام، كما أن الوقائع تشير إلى أن إيران وروسيا حليفين عسكريين منذ سنوات في سوريا، وان دورهما يكمل بعضهما بعضا لثبيت سلطة الاسد، وان ايران هي التي بادرت إلى استقدام القوات الروسية لسوريا، لتمتين درعها الاقليمي في دمشق بقوة دولية تناطح واشنطن في سوريا، موسكو.
 أدلب، تركت حتى الآن لأسباب كثيرة، من ضمنها أنها من حيث موقعها وتاثيرها على مجريات النزاع، الأقل أهمية مقارنة بالمواقع الأخرى التي استبقاها النظام، ولان النظام يدرك ان الجهاديين في ادلب ستكون معركتهم مكلفة وصعبة، يحاول النظام أن يتركها للنهاية، تماما كما فعل في ريف دمشق، عندما ترك المعركة الأصعب مع جهاديي تنظيم «الدولة» و»النصرة» في اليرموك للنهاية، وبما أن جهود الإخوة الاعداء في ادلب مستمرة في انهاك بعضهم بعضا بمعاركهم ونزاعاتهم المتواصلة، بدون أي عمليات تجاه النظام منذ شهور، فالوقت إذن لصالحه، ونتحدث هنا عن الاقتتال بين «أحرار الشام» و»تحرير الشام».
إلا أن سببا آخر يجعل بقاء أدلب للنهاية، مهما للنظام، ومعها مناطق درع الفرات، وهي أنها تحولت لمحطة الباصات الرئيسية للمعارضة المنسحبة من المناطق التي يهاجمها النظام، ومركز لتجميع الفصائل المنسحبة في جيب واحد، وهو ايضا ما أشار إليه الأسد صراحة، مبديا ارتياحه لتجميع المعارضة في مكان واحد.
البعض يعتقد أن تسوية سياسية ما، تقوم بها تركيا من خلال استانة، ستجنب ادلب المعركة، ورغم ان هذه السيناريوهات باتت مجرد نوبات موسمية تسبق كل معركة، ويثبت في كل مرة أنها كانت موجودة فقط في أذهان قائليها، إلا أن المبادرة السياسية في ادلب، وحسب التوازنات الحالية المائلة لكفة النظام في سوريا، يمكن ان تنجح في صيغة واحدة فقط، وهي رفع راية النظام فوق مبنى محافظة ادلب، ودخول قواته لمركز المدينة سلما، وهذا ما لن تقبل به على الاغلب «النصرة» وأشقاؤها في الحزب التركستاني وانصار الدين، وإن افترضنا، قبول الجهاديين بعد تراجع قوتهم في ادلب بصيغة ما تقتضي  «دخول تركي محايد» او انتشار لقوات تركية في أدلب يترافق مع نزع سلاح الجهاديين، نتيجة تسوية ما «مفترضة»، يعمل عليها «أحرار الشام» وحلفاؤهم المقربون من تركيا، وهم يسيطرون على نحو ثلث محافظة أدلب حاليا، فإن النتيجة ستؤول في النهاية الى المحصلة ذاتها، اذ سيعمل النظام على بسط سيطرته على «ادلب التركية» من خلال استانة، كما دخلها الاتراك من خلال استانة، لان تمدد النفوذ التركي المفترض لأدلب، وإن تم ضمن توافقات حلفاء النظام في استانة، لن يبقى مقبولا لدمشق سوى في هذه المرحلة المؤقتة، التي ما زالت فيها اجزاء مهمة من سوريا خارجة عن السيطرة وخصوصا درعا.  
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

لماذا بدأ النظام السوري معركة درعا قبل إدلب؟

وائل عصام

تقديس الزعيم… تأبيد الاستبداد

Posted: 22 Jun 2018 02:13 PM PDT

تستخدم السلطة رجال الدين وفتاوى رجال الدين على السواء لتشريع اغتصابها وهيمنتها على كل شيء الدولة السلطة الأمن المال المجتمع الثقافة… حتى أنك تستشف موقف تقديس الهيمنة والاستبداد والاستغلال في بعض كلمات رجال الدين وأتباعهم الموالين لنظام ما… يعود هؤلاء إلى نصوص دينية وممارسات وفتاوى يستندون عليها في مشروع تديين أو أسلمة الحكم الاستبدادي أو تشريعه، انتهاء للوصل إلى مستوى من اللامعقول البشري بتقديس الظلم والطغيان والاستغلال.
أما تقديس زعيم حزب فتعني تقديس ما يصدر عنه كله بدون تمييز بين خير وشر، وصواب وخطأ. وهذا يعني تلقائيا أن أعضاء الحزب سيقدسون الأخطاء لأنها صادرة عن القائد الزعيم الأب من دون أن يعني هذا أن هذه الأخطـاء مقبولة عندهم لو ارتـكبها شـخص آخر.
فالخطأ خطأ والضلال ضلال لكن أن يصدر الخطأ أو الضلال عن الزعيم الأب فهو ليس خطأ وضلال لأن الزعيم لا يخطيء ويضل ولكن نفوسنا المدنسة وعقولنا المخلطة هي التي يتهيأ لها وتذهب بها الظنون.
إذن يقبل الأولاد، الرفاق، الشعب، أخطاء وضلالات زعيمهم على أنها هبات ومكرمات توضع على الراس والعين. هذا ما يعمل على ترويجه جهاز كامل من الكذبة والمخادعين والفصاميين الموظفين لدى النظام الاستبدادي يعملون في وزارات ومؤسسات وإدارات سحب خيرها وأفرغت من محتواها التنموي لتصبح وزارات ومؤسسات للدعاية وغسيل دماغ الشعب
الهدف الأسمى منها تأليه الزعيم الأب القائد المناضل…
هل يدمر وطن لو مات رئيسه أو زعيمه الأوحد القائد البطل؟
يعتقد ملايين أن الجواب هو بالإيجاب نعم يموت الوطن رغم أن أحدا لن يملك تصورا للوطن بعد وفاة القائد الأب الزعيم بل إن أحدا لا يملك تصورا للوجود، بما فيه وجوده الشخصي، بعد وفاة الأب القائد.
بدأ هذا التصور عبر صنعة تأليه الحاكم ودمج صورته بصورة الوطن وانتقل من كونه راعيا للوطن والمواطن بل راعيا للوجود نفسه إلى أن أصبح هو الوطن وهو كل وجودنا.
نضجت هذه الطبخة النفسية السياسية في مطابخ الأحزاب الشيوعية ولاحقا في أروقة الأحزاب الفاشية.
هكذا يمكننا أن نكرر السؤال السابق ذاته بالنسبة لزعيم الحزب القائد الأب وللحزب نفسه باعتباره الوطن المصغر أو وريثا أو بديلا عن الوطن والمجتمع.
هل يموت الحزب لو مات زعيمه؟
لو حدث هذا فهو يعني أن الحزب هو حزب الزعيم وحده. ولو حدث العكس وهر أمر قليل، أي أن يحيا الحزب بمجرد موت الزعيم فهذا يعني أن الزعيم كان مطبقا على خناق الحزب وبمجرد موته استعاد الحزب تنفسه وأنفاسه.
لا أصدق أن هناك رفاقا في أي حزب عربي يمكن أن ينظروا إلى زعيم الحزب الحي وكانه إله. انتظروا قليلا فهو لم يمت بعد حتى ترفعوه إلى مصاف الآلهة الخالدة.
فمقولة الزعيم الأب تستدعي فكرة الرفاق المخصيين تلقائيا… ولا عبث أن يكون حزب معارض للنظام صورة باهتة عن النظام نفسه ليس من حيث محتواه السياسي أو مشابهة لممارسات النظام العنفية الإجرامية ولكن من حيث آلية تفكيره وأدائه وخلفياته الفكرية بل أحيانا في نظرته لأعضائه وللمجتمع الذي يعيش فيه.
فكرة الرجل الأول الزعيم القائد لا تخص الأنظمة القمعية الاستبدادية فقط بل تخص أيضا بعض الأحزاب المعارضة التي لكل واحد منها زعيم قائد.
ولقد أصبحت هذه الفكرة مفضلة بل محبوبة عند الجهة التي كنا نظن نحن كمواطنين في بلدان تحكمها ديكتاتوريات أنها معادية للديكتاتوريات وفكرة الزعيم الخالد.
كان الطرفان يتبادلان الاتهامات والتحريض على بعضهما البعض لكن مع الوقت صار كل منهما ضرورة للآخر وتشرنق الاثنان في حالة عضوية لا يمكن الفكاك منها.
هذه الجهة التي استمرأت بقاء الزعيم قائدا ورئيسا حتى الموت هي دول الاستعمار نفسها الغرب الديمقراطي أمريكا الحريات.
هذا الاكتشاف صحيح بالنسبة لعدد من شعوب افريقيا وآسيا بما فيها بلدان عربية وسوريا منهم بطبيعة الحال.

كاتب سوري

تقديس الزعيم… تأبيد الاستبداد

فراس سعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق