Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأحد، 3 يونيو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


من الرياض إلى موسكو عبر باريس: مدهشات لا تفاجئ

Posted: 02 Jun 2018 02:18 PM PDT

ثمة ما يدهش حقاً، دون أن يفاجئ كثيراً، في رسالة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي يطلب فيها تدخل فرنسا للحيلولة دون إتمام صفقة بين الدوحة وموسكو تتضمن بيع صواريخ S-400 الروسية المضادة للطائرات. وقد كشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية النقاب عن هذه الرسالة، وذكرت أنها لم تنطو على «قلق عميق» انتاب الملك السعودي إزاء الصفقة، فحسب؛ بل احتوت كذلك على التهديد بعمل عسكري ضدّ قطر: «المملكة مستعدة لاتخاذ كل الإجراءات الضرورية لتصفية هذا النظام الدفاعي، بما في ذلك العمل العسكري»، قال الملك في رسالته.
عنصر الإدهاش الأوّل، وهو شكلي بادئ ذي بدء، أنّ مراسل الصحيفة الفرنسية في بيروت، بنجامن بارت، هو الذي أماط اللثام عن الرسالة السرية؛ الأمر الذي يشير إلى أنّ «دود الخلّ» كان مصدره الشرق الأوسط، وربما الأوساط ذات الصلة بالمملكة، أو بوليّ العهد محمد بن سلمان، الذي لا تخفى ذهنيته عن روحية الرسالة. ورغم رفض وزارة الخارجية الفرنسية التعليق على صحة الواقعة، وهذا في الأعراف الدبلوماسية يندرج عموماً في باب الإقرار، فإنّ افتضاح الحكاية على أعتاب الذكرى الأولى للحصار على قطر له دلالات متعددة لا تخفى.
وفي الذهاب إلى المضمون، تالياً، أليس من المدهش أن يعترض الملك سلمان على صفقة سلاح لم تُعقد بعد؛ هو الذي تعاقد للمملكة على صفقات تمهيدية مماثلة للأنظمة الصاروخية إياها، خلال زيارته إلى موسكو في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي؟ فلماذا يحقّ للمملكة ما تسعى إلى منعه على جارة وشقيقة، أياً كان الخلاف والشقاق، من حيث المنطق البسيط؟ صحيح أنّ المحاكمة العقلية السليمة ليست من شيم بن سلمان، صانع سياسات المملكة حتى إشعار آخر، ولكنّ يصعب للمرء أن يتخيّل افتقار وليّ العهد إلى عاقل واحد في بطانته، ينصحه بأنّ قصر الإليزيه لا يفتقر من جانبه إلى المحاكمة العقلية، وأنّ ماكرون سوف يتساءل ببساطة: كيف للنظام الصاروخي أن يكون مشروعاً للرياض، ومحرّماً في الآن ذاته على الدوحة!
مدهش، ثالثاً، أنّ رسالة الملك سلمان إلى الرئيس ماكرون تقرّ حرفياً بأنّ أنظمة S-400 دفاعية، أي أنها ليست هجومية، في التعريف والوظيفة؛ فكيف، والحال هذه، يمكن لنصبها في أراضي قطر أن تكون له «عواقب» على «أمن المجال الجوي السعودي»، أو أن يشكّل «تصعيداً» على أيّ نحو؟ هنا أيضاً، لن يعدم قصر الإليزيه خطّ تفكير منطقياً وعقلياً يتساءل هكذا: ألا تشكّل الأنظمة الصاروخية ذاتها، حين تُنصب في الأراضي السعودية، «عواقب» مماثلة؛ بل أخطر، أيضاً، بالنظر إلى انخراط المملكة، عبر حربها على اليمن، في مواجهة غير مباشرة مع إيران؟
ومدهش، رابعاً، أن تلجأ الرياض إلى باريس للتوسط حول منع إتمام الصفقة، وليس إلى موسكو مباشرة؛ على نقيض المنطق البسيط هنا أيضاً. فما دامت المملكة قد دشنت، في عهد الملك سلمان تحديداً، طور انفتاح وتعاون مع روسيا، رغم الخلافات بصدد الملف الإيراني؛ فلماذا لم تتوجه مباشرة إلى صانع الأنظمة وبائعها الأصلي، بدل وسيط لا ناقة له ولا جمل في الصفقة؟ وهل خُيّل لوليّ العهد، الذي يقف خلف الرسالة دون ريب، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يرضخ لضغط نظيره الفرنسي، في مسألة تخصّ قطر والسعودية؟ وأيّ قصور مريع في تفكير بائس كهذا، إذا صحّ؟
ليس أقلّ إدهاشاً أن تلوّح المملكة بالخيار العسكري، للمرة الثانية في واقع الأمر، بعد أن كانت قد أدرجته ضمن خيارات المراحل المبكرة من فرض الحصار؛ وكأنّ العقل، أخيراً، لم يعثر على عاقل في المملكة يتبصر في ما تسدده السعودية من أثمان فادحة لقاء المغامرة العسكرية الحمقاء في اليمن. ولا مفاجأة، يتوجب التشديد مجدداً، في غمرة كلّ هذه المدهشات!
 

11RAI

من الرياض إلى موسكو عبر باريس: مدهشات لا تفاجئ

صبحي حديدي

 الباحث بين التحجر والتجدد

Posted: 02 Jun 2018 02:18 PM PDT

كثيرا ما يساء الظن بالكيفية التي من ورائها دخلت الأكاديمية إلى ميدان البحث العلمي، ويعتقد بعض الدارسين طلابا وباحثين ومؤرخين وعلماء ونقادا، أن الأكاديمية هي غاية بحد ذاتها، وأنها ما أن تُستكمل اشتراطاتها عند باحث ما حتى يكون ذلك الباحث قد بلغ مراده ونال مرامه الذي نافح من أجله، غير منتبه هل سيكون هذا الذي هو غاية وافيا بشرط الجد، ملبيا مقتضيات الإبداع ومحققا متطلبات الدرس البحثي أو لا؟
ويبدو أن الإشكالية في فهم الأكاديمية في ميدان النقد ونقد النقد، أكثر إلحاحا وأهمية، كونها تعني في أدق دلالتها ضوابط البناء الشكلي للمادة النقدية المبحوث فيها عن مضامين ومحتويات علمية، تضبطها الاصطلاحات وتوجهها المفاهيم المنبثقة، في ضوء نظريات واتجاهات وتيارات ومذاهب وتمدرسات، وقبل ذلك كله المنهجية التي يحرص الناقد على انتقائها بما يتناسب والمادة الأدبية الموضوعة تحت مجهره. وهذا التناسب هو الذي يسيِّر الباحث على الطريق الذي يوصله إلى الهدف الذي به تتحقق وظائفية النقد، وتتوكد مدى فاعليته في الكشف والتحليل والتأويل والاستغوار.
ووفقا لذلك تغدو الأكاديمية الموظفة في النصوص النقدية، عبارة عن وسيلة غايتها النص المنقود وليست العكس، بمعنى أن الأكاديمية غاية والنص المنقود وسيلتها.
ولعل الفارق ما بين التصورين إزاء الفعل الأكاديمي خطير، بسبب ما يتركه من أثر على فاعلية النقد في الإنتاج والمغامرة ومدياته في المراهنة والاحتجاج، فضلا عن دافعية الناقد في التثوير والتنوير وبحسب إمكانياته الذاتية.
وإذا اعتبرنا الأكاديمية فعل بناء كيفي يظهر كتابيا على مستوى السطح الظاهري للمادة المنقودة، فإن ذلك يعني أن هناك فعلا موضوعيا كامنا في التفكر على مستوى العمق النصي لتلك المادة. وما بين استظهار السطح الكتابي وكمون المستوى النصي تتضح الاختلافية بين المرمى الذي هو النقد، والواسطة التي هي الأكاديمية.
المرمى هو بغية سمتها أنها مضمونية لا يصلها الناقد إلا بامتلاك جهاز اصطلاحي ذي أدوات معرفية، متكئة على مرجعيات ذخائرية محددة وأصيلة، بها تتوضح قدرته على الاجتراح والتمثيل، شرحا وتفسيرا كما تتجلى براعته في كبح جماح رغائبه الذاتية، التي ستنصاع للموضوعية الكتابية متسمة بالحياد، غير منحازة ولا متحاملة متحلية بالصرامة، ومتبعة الضوابط العلمية ملتزمة بالكيفيات التي تتيح للناقد إنتاج نص نقدي أصيل لا يجتر ما سبقه، ولا يكرر المشاع باعتياش طفيلي كسول، منتجا المنتج ليس مضيفا له ولا مغيرا في هيأته، ليكون نصه عيالا على النص الأصلي. وهكذا تظل حلقة العلم لدى ناقد كهذا تراوح في مكانها غير متقدمة إلى أمام ولا متزحزحة إلى الخلف، وكأنها حجر عثرة فلا هي تفسح الطريق لغيرها ليمر ولا هي تتبلور في صورة تتيح مجالا لابتكار طرائق أو اساليب يستند إليها الناقد الواعد والجاد.
وعادة ما يكون التكريس النظري والجهد الإجرائي الذي ينصهر في التفكير النقدي، وفق اشتراطات ومحددات ملحة معقدا ودقيقا، بيد أن الشكل الذي هو القالب الذي فيه تتموضع مضمونية المادة النقدية أقل حدة وأخف تعقيدا. والسبب أن هذا القالب يتشكل بيداغوجيا تبعا لأكاديمية الدرس النقدي، كأن يكون كلاسيكيا أو حداثيا، أو ما بعد حداثي، وستتحدد من ثم ممارسات الناقد الكتابية لتقبع مخزونة في تلافيف فكر الناقد، مستودعة بشكل لا واع في هيئة تراكمات مترسبة، ومجموع خبرات ذاتية وجماعية كامنة، حتى إذا ما احتاجها الناقد استدعاها بيسر وتلقائية.
وكلما تقدمت العمر بالناقد صارت تلك الممارسات بمثابة قواعد دغماطية مفروغ منها من قبيل كيفية التنصيص والإحالة على المقبوس، واستعمال علامات التنقيط والترقيم والفواصل والهمزات والمدات والشدات، إلى غير ذلك من شكليات الكتابة لغة وإملاء وطباعة.
وهذا القالب هو جزء ضئيل مما يمكن أن نعرف به الأكاديمية التي هي بمثابة أداة استكمالية، لكنها ليست فاعلية تأسيسية. ولهذا عادة ما يتوزع هذا القالب الأداتي على السطح الكتابي للنص النقدي، متخذا صورتين إحداهما هي الحواشي والهوامش التي تأتي لاحقة بالمتن مدللة عليه، مؤكدة مصداقيته وأمانته، أو موضحة مستغلقه، مشيرة إلى مزيده، وبما يجعل هذه الهوامش في خدمة المضمون، توكيدا للأمانة والدقة في العمل، وكي لا يبخس الناقد الآخرين أفكارهم. والصورة الأخرى هي المتون التي تتم فاعليتها النقدية عبر تدعيم المستوى الشكلي الأكاديمي بتراتبية وتواترية، يتأرجح عبرها قلم الناقد متنا وهامشا مستكملا المحتوى الفكري بالشكل الأكاديمي، وبذلك تكون الوسيلة محققة للغاية التي هي النقد.
ولا يمكن بأي حال أن يغدو المضمون في خدمة الهامش، فذلك محال في العمل النقدي، والسبب أن الناقد لا يستعين بالمراجع والمصادر، ويبحث عن المظان ويوضح المسميات ويفهرس أو يضع ببلوغرافيات، أو بيوغرافيات إلا توكيدا لفكرة نقدية أصيلة هي بمثابة الرسالة التي يبغي توصيلها لقارئه. والسؤال هنا ماذا لو غدا الشكل الأكاديمي والمضمون النقدي غاية بحد ذاتهما؟ هل سيتمكن الناقد من بلوغهما معا بلا تذبذب ولا جائرية؟ وكيف ستنعكس إحدى الغايتين على الأخرى، أم أنها تتحقق على حساب الأخرى، وبذلك تتضاد الغايتان وتتقاطعان؟ وهل يصح اقتصار النقد على إحداهما في إنجاز فعل يوصف بأنه نقدي؟ وأي المستويين سيوصل الناقد الى مراميه بغض النظر عن كون ذلك المستوى متنا أم هامشا؟ وما طبيعة المرامي أهي كمية أم نوعية ذات تطلعات إيجابية أم سلبية؟
إنّ الإجابة على هذه التساؤلات ستكون واحدة، مفادها أنه: للنص الأدبي شكل ومضمون كما للنص النقدي شكل ومضمون. فأمّا شكله فتمثله الأكاديمية بصرامتها وأمانتها، وأمّا مضمونه فهو التفكير النقدي بجديته وتجريبيته وتوليديته.
ونبدأ بالأول متسائلين عن مقومات نجاح الأكاديمية فنجدها متوقفة على المنظومة التي يختارها الناقد لنفسه كقوالب يصب فيها أفكاره النقدية، علما أن هذه المنظومة لا تتأتى عن موهبة ولا علاقة لها بالسيولة القلمية، وإنما هي مرتهنة بالدرس البحثي وكيفية التخطيط له والتحضير لاستيعابه وفهمه، وهو ما تتأتى ممارسته في قاعات الجامعات التي تنماز بالعراقة والرصانة، وفق مقررات وخطط، ليكون الدرس الأكاديمي في أروقتها موسوما بأنه منتخب عن دراية ومتبلور عن علمية ليس فيه ما هو تجريبي أو شخصاني.
 ولا يفهم من هذا أن الدرس الجامعي المنضوي تحت خانة الأكاديمية واحد، بل هو متنوع بحسب معطيات المرحلة التي يتلقى الناقد عبرها دروسه الأكاديمية في النقد وما فيها من اتجاهات حداثية، حتى إذا أردنا أن نعرف الناقد ومنطلقاته وتوجهاته صرنا نسأل عن المؤسسة الجامعية التي فيها تلقى أبجديات الدرس الجامعي، إلا في النادر القليل. وبالنسبة إلى الثاني أي المضمون النقدي فذلك يطول شرح قواعده وأبنيته، لكن ببساطة نقول إن نجاحه يتوقف على براعة الناقد، وما يتمتع به من موهبة أهم سماتها القدرة على التفكير الحر والمتزن، ويضاف إلى الموهبة الاكتساب المعرفي الذي يتغير ويتطور باستمرار.
وبناء على توصيفنا للنص النقدي بأنه تكامل ما بين أدوات توصل إلى غايات، فإن النقاد سيكونون على صنفين، الصنف الأول يمثله الناقد التجددي الذي يعرف كيف ينوّع ممارساته النقدية، مطورا تنظيراته، طاويا في خضمها إجراءاته الممنهجة ودامجا في صلبها تفكيره النقدي. والصنف الآخر يمثله الناقد التحجري الذي يتخذ الشكل الأكاديمي بصنمية متقوقعا عليه، محاولا فرضه على المضمون وجعله في خدمته، غير عابئ بتطوير إمكانياته وقدراته. والسبب أنه في الأصل فاقد لتلك القدرات ولهذا نجده يتعكز على الشكل محتجا به على أكاديميته، غير مدرك أن هذا الشكل وإن كان مجرد واسطة إلا أنه يخضع كذلك لضرورات التجدد والتغير، تبعا لتغيرات الدرس الأكاديمي وتجدد معطياته.
وكان أستاذنا علي جواد الطاهر قد وضع قبل أكثر من ثلاثة عقود كتيبا مهما يعلم الباحثين، ولاسيما طلاب الدراسات الأولية والعليا، أسس كتابة البحث الأكاديمي، لكن هذا الكتيب وعلى الرغم من فائدته العلمية عموما، وأهميته في عالم الدرس النقدي تحديدا، إلا أن جزءا منه لم يعد يماشي متغيرات الدرس النقدي بسبب ما طرأت على الدرس الأكاديمي من إضافات جديدة، فحذفت اشتراطات كانت تعد ضرورية آنذاك، وسيقت ضوابط جديدة أوجدها الدرس النقدي ما بعد الحداثي، ولا سيما الإمكانيات التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية في مجال البحث والتصفح والتبويب والفهرسة والتنظيم، مما لم تكن معروفة في الممارسة الأكاديمية للنقد أيام الطاهر.. وهكذا يتأكد لنا أن ليس في العلم جمود على اختلاف فروع العلم الإنسانية والعلمية الصرفة.
إن القصد من وراء ما أشير إليه هنا هو، أن نكون واقعيين غير متحذلقين نتعكز على الأكاديمية، وكأنها غاية لأنها حتما ستخذلنا في نتائجها، وفي المقابل علينا أن نحذر من التورط في الاستهانة بالأكاديمية، لأنها عند ذاك ستنقلب ضدنا، بدل أن تكون معينة لنا فلا نشتط منساقين وراء المفكر فيه نقديا، متخذين منه غاية قد لا نصل إليها البتة ما لم نتحر عن الأدوات التي بها يصبح بلوغ الغايات ممكنا، وتكون العملية النقدية تكاملية على المستوى الخارجي ما بين ناقد وقارئ وبتواؤمية المستوى النصي متنا وهامشا. وبهذا يغدو النقد فعل تخصص وميدان عمل لا ينتمي إليه كل من هب، متمنيا من القراء أن يطلقوا عليه لقب (الناقد) كما لا ينتسب إليه كل من دب متوهما أنه نموذج (الناقد)، ويظل الرهان المنطقي لكل ذلك هو مقصدية الممارسة النقدية التي تتوقف فاعليتها على اثنين، هما التفكير النقدي والتقولب الأكاديمي.
ولا مناص من القول إن في مقدمة محذورات الممارسة النقدية أهمية البعد عن السائبية في التفكير التي توجدها عوامل عدة مع ضرورة التيقظ النابه إلى مسألتين معيقتين للإبداع، هما التنميط والدغماطية اللتان ما أن يتمسك بهما الناقد متحريا القالب الأكاديمي، حتى تتقيد العملية النقدية عنده فيغدو نصه النقدي كيانا غير فاعل يجتر ما سبقه وربما يتعالى عليه تبجحا وجورا.
وكثيرا ما يتفيقه بعضهم مدعين أن أكاديميتهم واحدة منذ أن تعلموا أبجدية النقد وإلى اليوم متناسين أنهم بذلك لا يدينون أنفسهم بل يقللون من شأن الأكاديمية نفسها، كونها ليست تحجرا في الدرس ولا انغلاقا عليه في التطبيق، فالأكاديمية ليست صنما معروضا في متحف أرشيفي نتمكن من الاطلاع عليه أنى نشاء وكيف نشاء، بل هي تشكيل علمي اتفق عليه الواضعون المؤسسون وطوره اللاحقون المبدعون، وسيطوره من بعدهم الآتون وبهذا تتقدم عجلة العلم الدائرية. ولو لم تكن عجلة المعرفة دائرية لظلت نسب الزوايا ومسافات التقييس ومواضعاته واحدة في كل زمان ومكان، وهذا ما لا تقبله عقلانية العلم ومنطقيته، ومنذ أرسطو كانت المعرفة وبلوغ الحقيقة هي مراد الفلاسفة ومن بعدهم العلماء.
وجدير بالذكر هنا أن توصيفنا لمفهوم الناقد يتحدد في إطار الموضعة الإجرائية في معالجة النص المنقود أدبيا كان أم نقديا، وعلى وفق سياقات نظرية محددة، ومن ثم لا يدخل في هذا التوصيف للممارسة النقدية المعالجات المؤرشفة والفهرسية وأعمال التحرير والإعداد والتقديم باستثناء التقديم للنصوص النقدية المترجمة.
وإجمالا فإن عدم الإغراق في الأكاديمية هو الذي يجعل العمل النقدي رسالة مجتمعية أهم سماتها الشمولية القرائية التي تصلح لمختلف أصناف القراء وطبقاتهم، وهكذا كان واحد من نقادنا المتميزين الذين أسسوا ممارستهم النقدية على قواعد حتى صارت تلك الممارسات تمدرسات قائمة بذاتها أعني شجاع مسلم العاني الذي كان يحرص في معالجاته النقدية على التحرر من الثقل الأكاديمي وعدم التعنت في إرهاق كاهل القارئ بالتوثيق العلمي. والمقصود بالثقل الأكاديمي هنا تحميل الناقد للهامش كل ما يستحق أن يذكر وما لا يستحق وغرس عبارات مقننة بين أقواس أو تنصيصات، مغدقا بعبارات تلتبس على القراء وتشوشهم، وبعض منها قد لا تكون به حاجة لها، وهذا ما سيؤدي إلى الاسراف في الأكاديمية التي أخطر تبعاتها أنها تضيع على القارئ الحقيقة.

11RAI

 الباحث بين التحجر والتجدد

نادية هناوي

عام على حصار قطر: الهوة تتعمق والبيت يتفرق

Posted: 02 Jun 2018 02:17 PM PDT

بعد مضي عام على الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر، تبدو الحصيلة هزيلة تماماً في ما يخص الأهداف البعيدة والقريبة التي انتظر المحاصرون أن تتحقق تدريجياً، بل يبدو العكس هو الصحيح بالنظر إلى المآزق المتلاحقة التي عصفت بالرياض وأبو ظبي والمنامة والقاهرة. ورغم المليارات التي أنفقتها السعودية والإمارات تحديداً في سياق حشد حملات التحريض ضد قطر، فإن الفضائح أخذت تتكشف تدريجياً وتنقلب على صانعيها. وأما شعوب الخليج فإنها كانت وتظل الخاسر الأكبر جراء خيارات الضغينة والتهور والتعنت التي حكمت سياسات دول الحصار.
(ملف الحدث، ص 6 ـ 13)

عام على حصار قطر: الهوة تتعمق والبيت يتفرق

حصيلة سنة على حصار قطر: انقلاب السحر على الساحر

Posted: 02 Jun 2018 02:17 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: سنة تمر على الحرب الإعلامية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية التي تشنها أبو ظبي والرياض والمنامة والقاهرة على الدوحة، وارتدت تبعاتها على مفتعلي الأزمة لتكون حربا خاسرة عليهم.
365 يوما كانت حبلى بتطورات غير متوقعة لقادة دول تصوروا تحقيق انتصار سريع، وتوجيه ضربة موجعة لغريمتهم، التي تجاوزت وعلى عكس أمانيهم إرهاصات الأزمة بحرفية عالية، ومن دون أي خسائر وخرجت على العكس منتصرة.
فشل الإمارات، والسعودية، والبحرين، في تحقيق أي هدف من حصارها المفروض على جارتها قطر، يدفع بعرابي العملية إلى التقليل من شأن الأزمة التي استحدثوها، ووصفها بأنها «صغيرة جدا جدا» بلغة اليائس، كما جاء على لسان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتهافت الآخرون لتكرار النغمة نفسها.
دول الحصار تسوق حتى الآن، قراراتها العقابية التي فرضتها جماعيا على الدوحة قبل 12 شهرا، على أنها إجراءات «مؤسفة لكنها ضرورية» ولم ترغب في البوح بمكنونات نفسها على أنها تدابير تهدف لإخضاع القطريين «المزعجين» بالنسبة إليهم، وإدخالهم بيت الطاعة ليغردوا معهم الإيقاع نفسه من دون استقلالية في قرارهم.
أولى الصفعات تلقتها دول الحصار من واشنطن (مع أنها ابتهجت للحظات بتغريدات خارج السياق للرئيس ترامب) واصطدمت لاحقا بموقف المؤسسات الرسمية، التي انتقدت خيارات الثلاثي، ورفضت الانسياق خلف مخططاتها.
أبدى وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع جيم ماتيس، دعمهما المطلق للدوحة، بل وظهر نفاد صبر تيلرسون فيما يتعلق بقائمة المطالب التي وصفها بالمتطرفة،
في الوقت الذي اعتبر فيه الموقف القطري مقبولا.
تهمة تمويل الإرهاب التي كانت رأس حربة المحاصرين لقطر، وحاولوا استخدامها ورقة ضغط لاستجداء تعاطف المجتمع الدولي، ارتدت عليهم، وطالت الرياض تحديدا، انتقادات، واعتبرت أنها الطرف الذي يتحمل القسط الأكبر من اللوم في تمويل الإرهاب.
واستبقت الدوحة المسار، بتوقيعها اتفاقية لاستهداف تمويل الإرهاب مع الولايات المتحدة، وهو ما لم يفعله أي من خصومها.
وأوضحت عدد من المؤسسات البحثية المتابعة، أن مساعي كل من السعودية والإمارات، اللتين تقودان الحملة الممنهجة ضد قطر، تبوء بالفشل، وبدلًا من أن تحقق أهدافها برضوخ الدوحة بعزلها، فتحت للأخيرة مجالات أوسع في العلاقات الإقليمية والدولية.
كما عزز الحصار علاقات قطر مع القوتين الإقليميتين تركيا وإيران، والسلع تتدفق إلى أرصفة ميناء حمد الدولي ومطاراتها، من دون توقف.
معطيات المؤسسات البحثية تؤكد أن الاقتصاد القطري بعد الأزمة، يحقق نتائج أفضل، ومردوده أحسن، وصار هو الأسرع نموا في المنطقة، ويتميز بالتنوع. عكس اقتصادات دول الحصار التي فقدت سوقا حيوية وتكدست بضاعتها في رفوف مخازنها بعدما غيرت الدوحة وجهاتها التجارية. ويشير صندوق النقد الدولي إلى «إن التداعيات الاقتصادية والمالية المباشرة للأزمة بين قطر ودول الحصار بدأت تتلاشى» وهو تصريح يمكن اعتباره إقراراً دولياً بقوة الاقتصاد القطري.
ويرى الصندوق أنه رغم تأثر النشاط الاقتصادي فإن ذلك كان لفترة قصيرة، وأن قطر تمكنت من إنشاء خطوط تجارية جديدة بشكل سريع.
وبالمثل تعافى القطاع المصرفي القطري من نزوح الأموال وتمكن من التكيف، بعد أن ضخ مصرف قطر المركزي وجهاز قطر للاستثمار سيولة في البنوك.
وفي السياق ذاته، أفاد وزير الطاقة القطري أن قطاع الصناعات الغذائية زادت طاقته الإنتاجية بأكثر من 300 في المئة في ثمانية أشهر بعد الأزمة، وأن الدوحة تســـعى للتــنــوع الاقتصادي وعلى رأس ذلك توسيع قاعدة الصناعة.
وأضاف أن عدد المصانع التي افتتحتها قطر خلال ثمانية أشهر منذ بدء الحصار، يساوي عدد المصانع التي افتُتحت وبدأت إنتاجها في السنتين السابقتين، مؤكداً أن قطر تستغل إمكانياتها الكبيرة من الطاقة لخلق وتوسيع الصناعات الثقيلة والمعدنية كالحديد والألمنيوم، والصناعات الأخرى التي تعتمد على البترول والغاز.
الدول المحورية تأكد لها بعد زوال تأثير اللوبيات المحدود مدفوعا بميزانيات ضخمة ضختها أبو ظبي تحديدا عبر سفيرها في واشنطن وهن الحجج التي تختبئ خلفها دول الحصار.
وحمل وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو رسالة إلى السعودية تطالبها بإنهاء الحصار الذي تفرضه بمعية الإمارات والبحرين ومصر على قطر منذ مطلع حزيران/يونيو الماضي. بومبيو أبلغ الرسالة إلى نظيره السعودي عادل الجبير خلال لقائهما السبت في الرياض. كما حمل الرسالة نفسها إلى ولي العهد محمد بن سلمان في اللقاء الذي جرى بينهما وجددها إلى الملك سلمان بن عبد العزيز.
ووصفت «نيويورك تايمز» الرسالة التي حملها الوزير الأمريكي للسعودية في إطار أول جولة خارجية له منذ مصادقة الكونغرس على تعيينه وزيرا للخارجية بالبسيطة والواضحة، وأكدت أن بومبيو، مدير الاستخبارات السابق المحسوب على من يسمون جناح الصقور في إدارة الرئيس دونالد ترمب، حمل رسالة مفادها «كفى كفى» للحصار على قطر.
وقالت إنه بينما تفكر السعودية في شق خندق مائي يفصلها عن قطر ودفن النفايات النووية بالقرب منها، فإن مايك بومبيو يختار السعودية كأول دولة يحل فيها بعد تعيينه، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدم دعما قويا لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائهما في البيت الأبيض في وقت سابق من الشهر. ووفق الصحيفة الأمريكية، فإن واشنطن تريد إنهاء الحصار على قطر، لأنها ترى أن مواجهة إيران وهزيمة تنظيم «الدولة» الإسلامية أوجب.
أبو ظبي والرياض تحديدا، تواجه حاليا بعد سنة من الحصار المفروض على جارتها، ضغوطا متزايدة من المنظمات الأممية.
وقالت منظمة العفو الدولية إن «الأزمة الخليجية لا تزال تؤثر على العديد من الأسر التي تتحمل وطأة النزاع السياسي مع دولة قطر» معربة عن مخاوفها من استمرار اضطراب حياة الآلاف من سكان الخليج نتيجة للنزاع.
وكشفت المنظمة أنها أجرت مقابلات ميدانية في قطر مع عدد من المتضررين، والتقت بمسؤولين من وزارات الداخلية والخارجية والأوقاف والشؤون الإسلامية، فضلا عن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، لتقييم أثر الأزمة السياسية على حقوق الإنسان وأوضاع الأسر.
وقالت مديرة بحوث الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية لين معلوف، إن التدابير التي فرضتها السعودية والبحرين والإمارات، انتهكت حق عشرات الأسر في الحياة والتعليم وحرية التعبير. وأوضحت أن دول الحصار هددت مواطنيها بعقوبة قاسية إذا انتقدوا التدابير التي اتخذت ضد قطر، مشيرة إلى أن هذا تسبب في فصل صادم لكثير من الأسر المختلطة، دون أفق لإمكانية حل سياسي. وكشفت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر إنها استقبلت منذ بدء الحصار آلاف الشكاوى بانتهاكات، وذلك في تقرير يرصد آثار الحصار.
الأوراق التي حاولت لعبها دول الحصار ارتدت عليها في الأخير واحترقت في جيبها ولم تحقق أي انتصار في حربها غير المعلنة على شقيقتها قطر التي تتجاوز الأزمة بعزم وتحد بالغ حررها من عدد من القيود التي كانت مفروضة عليها وتعيقها من التقدم بثقة نحو المستقبل

11HAD

حصيلة سنة على حصار قطر: انقلاب السحر على الساحر

سليمان حاج ابراهيم

عام على أزمة الخليج

Posted: 02 Jun 2018 02:16 PM PDT

عندما وقع التصعيد المفاجئ ضد قطر، كنت أمضي في المركز العربي للأبحاث في الدوحة فترة تفرغ علمي. لكني فوجئت عندما بدأ التصعيد الإعلامي في 24 أيار/مايو 2017 ثم صدمت بصورة أوضح عند إعلان الحصار والمقــاطعة الموجـهـة ضد قطر في 5 حزيران/يونيو/يونيو 2017. لم أكن أتوقع ان تصل الأمور بين أي من دول الخليج لهذا الوضع. وظللت أتساءل منذ الســـاعات الأولى للأزمة: ما الذي يؤدي بين يوم وليلة لقلب كل الموازين بين دول صــار لها منذ ثمـانينيات القرن العشرين تجتمع وتتحدث عن الوحدة الخليجية وتفتح لبعضها البعض الأسواق، كما وتتحدث عن التجارة الحرة وروح الأسرة الخليجية الواحدة؟
وتساءلت بالوقت نفسه عن إضرار الأزمة منذ ساعاتها الأولى بمصالح المواطنين، فقد أمرت دول الحصار كل مواطنيها الخروج من قطرن وفرضت على كل القطريين المتواجدين على أراضيها مهلا محددة لا تتجاوز الساعات للخروج من السعودية والإمارات والبحرين. تم هذا بلا تقدير لظروف الناس وأعمالهم وتجارتهم وعلاقاتهم الأسرية أو دراساتهم الجامعية. لقد تم تعطيل مصالح المواطنين وأوقفت التعاملات البنكية والتجارة والإنتقال بلا أدنى قيمة للمواطن وحقوقه. هذه الأزمات كاشفة لمدى تردي مستوى التعامل الحضاري والإنساني في منطقتنا وذلك عند مقارنتها بمناطق أخرى في العالم (نموذج خلاف بريطانيا مع أوروبا حول الخروج من الوحدة الأوروبية).
في الساعات الأولى للأزمة استعدت في رأسي مشهد مصافحة الرؤساء والقادة بعضهم البعض في الرياض في 20 أيار/مايو 2017. تذكرت أن الأمير تميم كان في السعودية قبل أيام في ظل المؤتمر الذي حضره الرئيس الأمريكي ترامب، وتذكرت أن الملك سلمان كان في الدوحة قبل ذلك ببضعة شهور، نظرت للاقتصاد اذ أن التبادل التجاري بين هذه الدول كبير، كما أنها تقاتل في جبهة واحدة في اليمن وتتعاون في سوريا وتسعى ضد الإرهاب و»داعش» في العراق.
لم أشعر في اليوم الأول والثاني للأزمة بالاطمئنان، لهذا لم أطمئن إلا عندما تحرك الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت. فهذا التحرك السريع أعطاني حالة إطمئنان، قلت لنفسي: على الأقل لن يقع شيء عسكري (رغم قلقي من هذا الاحتمال) طالما يتحرك الشيخ صباح بين الدول المحاصرة وبين الدوحة. قلت لنفسي: هناك على الأقل في الأزمة من يقف خارجها ويسعى لتهدئتها، لقد سبق للكويت أن جربت الأزمات، كما أنها عـانت من أخـطـرها في 2 اب/اغسطس 1990.
لكني شعرت أيضا منذ بداية الأزمة بتلك اللعنة التي تلاحقنا بسبب إنكشافنا كعرب لكل مغامر في الغرب الأمريكي. فزيارة ترامب للمملكة في مؤتمر الرياض وعلاقة عائلته وزوج ابنته بإسرائيل وتصريحات ترامب في الأيام الأولى للأزمة بهدف إضافة مزيد من الاشتعال على عناصرها جروا منطقتنا للعنة.
وما أن حل مساء الاربعاء 7 حزيران/يونيو 2017 إلا وقرر البرلمان التركي إرسال قوات وأسراب طيران لقطر. هذا الوضع قلب المعادلة لأنه وضع قوة تركية في قلب أمن منطقة الخليج. هذا يعني أن منطقة الخليج التي تعرف بأنها منطقة نفوذ أمريكي وقبلها بريطاني لم تعد تحت تأثير ذلك النفوذ بالكامل. للولايات المتحدة بطبيعة الحال قاعدة للطيران متقدمة وكبيرة في قطر، لكن قطر بسبب حصارها بدأت تبحث عن توازنات أخرى إضافة للخيار الأمريكي، وفي هذا أكبر تراجع للنفوذ الأمريكي في الإقليم.
لقد ميز هذه الأزمة عن غيرها من الأزمات أنها وقعت في منطقة استراتيجية (نفط وغاز) تسيطر على أمنها الولايات المتحدة من خلال قواعد عسكرية، لكن دول الخليج الست محاطة بحروب مشتعلة (اليمن والعراق وسوريا مثلا) كما ومحاطة بدول إقليمية قوية كإيران وتركيا.
ومنذ بداية الأزمة في الخامس من حزيران/يونيو 2017 اكتشفت الدول التي تحاصر قطر «Blocade» انها يجب أن تقنع العالم بالاتهامات التي وجهتها للدوحة. فلا العالم اقتنع بالتهم حول الإرهاب ولا تقبل فكرة أن محطة فضائية كـ»الجزيرة» خطر إرهابي ولا الشعوب العربية والخليجية استساغت الحصار، ولا الولايات المتحدة أجمعت على دعم هذه السياسة دون تلك، فقد جاء وزير الخارجية تيلرسون ووقع مع الدوحة اتفاقا حول الإرهاب، بينما المؤسسة الدفاعية الأمريكية أتمت عقدا مع الدوحة لطائرات مقاتلة. هذه تناقضات أوضحت مدى الارتجاج في السياسة الأمريكية نسبة للخلافات بين البيت الأبيض وبين الكثير من الأجهزة والمؤسسات الأمريكية في التعامل مع الأزمة.
أما التداعيات ضمن مجلس التعاون فكانت كبيرة. لقد أسهم الموقف العماني المحايد في الأزمة في بناء حالة من التوازن في مجلس التعاون الخليجي، أما الكويت فهي الأخرى بدأت تشعر بأن العمق الاستراتيجي الذي حدد سياساتها ومنذ عام 1990 والذي يقوم على مجلس التعاون قد تغير وتعدل. هكذا لأول مرة بدأت الكويت تكتشف أن العمق الاستراتيجي كمبدأ اختلف وان عليها ان تبحث عن تحالفات جديدة في أوروبا وفي تركيا وان تسعى ما تستطيع لتحيد إيران على الأقل في منطقة الخليج. وقد عرضت إيران منذ بداية الأزمة إمدادات الغذاء وفتحت طرق الطيران.
إن مجرد إشارة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في مؤتمره الصحافي الهام في البيت الأبيض في السابع من أيلول/سبتمبر 2017 إلى نجاح الوساطة في تفادي عمل عسكري يستهدف قطر يثير المخاوف حول أمن الشعوب وأمن الإقليم. كما إن انفجار الأزمة، كما أكد الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت في مؤتمره الصحافي بلا وجود مؤشرات للتوتر في قمة الرياض في 20 أيار/مايو 2017 هو الآخر يخيف كل مواطن. وهذا يعني في التطبيق العملي عدم قدرة الدول في منطقة الخليج في المرحلة المقبلة على الإطمئنان تجاه بعضها البعض، هذه الاشكالية اسقطت الأمن الخليجي بالكامل وفتحت الباب لتوازنات جديدة.
في هذه الأزمة تبين أن مجلس التعاون لا مستقبل له بلا آليات قانونية لحل النزاعات، وبلا آليات ديمقراطية ومشاركة شعبية وحريات. وبغياب هذه الأبعاد لن يبقى مجلس التعاون وحدة واحدة، بل سيكون مصيره مصير الجامعة العربية. فبطبيعة الحال تؤدي السيطرة الأمنية والاستقواء والتفرد بالقرار، وتسليم المثقفين النقديين بين الدول استنادا إلى القوة والحجم لمزيد من التفكك وتراجع الثقة المتبادلة.
لقد صمدت قطر في هذه الأزمة، إذ اختبرت حالة وطنية جديدة تتجاوز تركيبتها العائلية والقبلية، بل شرعت الأزمة بصورة واضحة وجلية من شرعية الأمير الشاب الأمير تميم بن حمد الثاني. ومن نتائج الأزمة قطريا انها دفعت بعشرات القطريين نحو واجهة تمثيل بلدهم والتحدث عبر وسائل الإعلام بلغة متزنة عكست حالة صمود. هذا بحد ذاته مثل تغيرا في مجتمع يعرف عنه التمنع عن مخاطبة وسائل الإعلام. بل يصح القول بأن القطريين قلما شاهدوا «الجزيرة» إذ اعتبروها خاصة بالفلسطينيين واللبنانيين والمصريين والإسلاميين، وإذا بالجزيرة قوة لهم من خــلال مشاركة عناصر قطرية وطنية في شرح وجهة نظر بلادهم.
ويشكل اكتساب النظام القطري زخما وشرعية مضاعفة فرصة لتطوير هادئ للنظام بإتجاه أكثر دستورية، فالدستور القطري يقر بانتخابات لمجلس تشريعي يساءل الحكومة. أن بناء الدولة الدستورية وتوسعة هامش المسائلة عبر مؤسسات دستورية سيشكل في ظل سيناريوات استمرار الحصار لفترة غير معلومة الأساس للوحدة الوطنية.
ان حل الأزمة ممكن، وقد يقع على مراحل تتعلق أولا بالمواطنين والمواطنات من جميع الدول. بل لم يكن بالأساس من المنطقي توريط المدنيين في أي من أبعاد الأزمة. إن التقدم الأعمق على طريق الحل يتطلب أن يعتاد الخليج على الفردية القطرية كما اعتاد على الفردية العمانية والكويتية والإماراتية. وحتى الإمارات، استطاعت في السابق أن تضع فيتو على مسألة العملة الخليجية لخلاف حول مقر العملة. سلطنة عمان منذ ثلاثة أعوام كانت عراب المفاوضات الإيرانية ـ الأمريكية. المقصود أن من الطبيعي ان تختلف الدول وأن يكون لدى كل منها توجهات تميزها عن غيرها، ولا ضرر من وجود محطة «الجزيرة» وتحاليلها ولا ضير للنظام العربي من وجود نقاد له حول حقوق الإنسان والحريات، ولا ضير من السماح بحرية الرأي كما هو واقع في كتل كبيرة من دول العالم. الأفضل لنا في هذه المنطقة الاستماع للصوت الآخر والصوت النقدي من أينما جاء ومهما كان متناقضا، فهو لا يؤثر على الأمن، بل يسهم في إنضاج النقاش وربما يمهد للانفتاح السياسي كما الإعلامي والديمقراطي الذي نحن أحوج ما نكون إليه في إقليمنا المنكوب.

11HAD

عام على أزمة الخليج

شفيق ناظم الغبرا

شعار سنة من الحصار: بل فاسقني بالعزّ كأس الحنظل

Posted: 02 Jun 2018 02:16 PM PDT

لله درُّ الأديب الرافعي إذ يقول: «إنما النّكْبة مذهبٌ من مذاهب القدر في التعليم، وقد يكون ابتداء المصيبة في رجل هو ابتداء الحكمة فيه لنفسه أو لغيره»، وفي وحي قلمِهِ ينقل عن سادة الكَلِم تشبيهًا بليغًا يُبرز الدُّرر الكامنة في الأزمات: «ما أشبه النكبة بالبيضة تُحسب سجنًا لما فيها وهي تَحوطه وتُربِّيه وتُعينه على تمامِه، وليس عليه إلا الصبر إلى مُدّة، والرضا إلى غاية، ثم تنقَفُ البيضة فيخرج خلقا آخر».
وبعد عام مضى على حصار قطر، يمكننا القول ان الشعب القطري، قد خرج من بيضة النكبة وقد اشتدّ عودُه، وخَبُرَ معنى التحدي والصمود، واستعذب طعم النضال من أجل الحفاظ على عزّته وسيادته وكرامته.
عام مضى على أحداث الفتنة التي ضربت البيت الخليجي، وأظهرت أمورًا دُبِّرت بليلٍ، وكشفت أن العرب ظلوا يرددون دهورًا المثل السائر «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض» ولمّا يستفيدوا منه، فبِيعَ الأقارب للأباعد والأصدقاء للأعداء بثمن بخس، واشترى القوم رضا الكيان الأسود بذبح الشقيق الأقرب، ولعمري هو أَمَرُّ الظلم وأقساه !
سطّرها يوما طرفة بن العبد:
دوظلم ذوي القُربى أشدُّ مضاضةً، علَى المرءِ من وقع الحسامِ المُهنَّدِ»
في الوقت الذي كان الجمع يراهن على حدوث فوضى في الداخل القطري، نتيجة الحصار وما سبقها من ثورة مسعورة في عالم الفوتوشوب والكذب والتلفيقات، وبأنهم ينتظرون أن يمر الشهران والثلاث والأربعة لكي تعلن قطر استسلامها للشروط المُجْحفة، خرج أمير قطر في خطاب عنون له بـ «خطاب العقل والوجدان»، وأشاد بجَلَد القطريين وصمودهم الذي وصفه بأنه عفوي وطبيعي. كان فخورا بنضج شعبه، مرفوع الرأس بالتفافهم وإخلاصهم ووَحدتهم، الشعب الذي أدرك من الوهلة الأولى أنه مُستهدف، وأن شروط الحصار مصبوغةٌ بالتركيع والإذلال وسلب الإرادة والسيادة ومُقدّرات الدولة، فآمن بعدالة قضيّته وسلامة موقفه، ومن ثم وقف خلْف قيادته، قد شجّعته تجربةٌ غضّة حديثة للشعب التركي الصادق الحليف، في تصديه للمحاولة الانقلابية، شرفاء بعضهم من بعض.
افتخر الأمير بشعبه الذي لم يتخلّ رغم الحصار الجائر عن إطاره الأخلاقي والقِيَمِيّ، وحُقّ له أن يشيد بذلك، ولقد سجّل الإخوة المصريون العاملون في قطر شهادتهم عن حسن المعاملة وفي ذلك الكفاية، وذلك على الرغم من ضُلوع نظام دولتهم في هذه القطيعة، وانطلاق إعلامه للنيْل من قطر بكرةً وعشيًّا.
ربما كانت حياة الدّعة والراحة التي يحياها القطريون قد احتاجت إلى هزة عنيفة تصقلهم وتشدّ ظهرهم وتؤهلهم لمرحلة أخرى يضعون فيها أقدامهم بين الكبار، فجاءت هذه المحنة التي تحولت إلى منحة، وكأنهم قد أصغوا لصرخة بديع الزمان النورسي في «المثنوي العربي» حين قال: «كنزي عجزي»، فلو رأيتَ إمام مسجدٍ قطري في رمضان الفائت قد تحشْرج صوته في الدعاء وهو يستودع اللهَ قطر وأهلها وسماءها وأرضها ومياهها وخيراتها، لعلمت أن هذا العجز كنزٌ وهذه النكبة بيضة وهذا الحصار صقلُ ومدد، فالتجأت قلوبهم إلى خالقهم ابتغاء مَعيَّتِه وتأييده.
بشَّرَهم أميرهم بالنصر، وأن الأزمة قد دفعته لاستكشاف قِيَمه الإنسانية ومواطن قوته وإرادته وعزيمته، والتزامه بالإطار الأخلاقي السامي وعدم المعاملة بالمثل مع رعايا دول الحصار داخل قطر، بما يُمهّد لمرحلة جديدة من الرُّقيّ المجتمعي ترتكز عليه الدولة في نهضتها.
الأزمة قد أصقلت الحكومة القطرية بوزاراتها ومؤسساتها المختلفة، فواجهت الحصارَ بحكمة واقتدار، ووفّرت كل احتياجات الشعب، واستفادت من الأزمة في تشخيص النواقص والعثرات أمام تحديد شخصية قطر الوطنية المستقلة.
لم يكن القول بفشل الحصار نابعًا من رؤية خاصة بمؤيدي قطر، وإنما شهدت بذلك تقارير كُبريات الصحف والمجلات العالمية، فمجلة «فورين أفيرز» الأمريكية أكدت على أن قطر كسبت المعركة بالجهود الدبلوماسية لتجاوز الحصار الاقتصادي والسياسي.
وتابعتها مجلة «فوربس» في التأكيد على أن قطر صمدت بوجه عاصفة الحصار، وخاب مسعى الدول الأربع التي قررت مُحاصرتها لدفعها إلى الاستسلام.
و»غارديان» البريطانية ترى أن الحصار منح قطر مزيدًا من الثقة لمواصلة بناء نموذجها الثقافي والسياسي بتحدٍ وإصرار وجرأة.
بل إن شخصيات إعلامية بارزة في دول الحصار أقرت بهذا الفشل خلال جلسة نقاشية نظّمها مركز الإمارات للسياسات في أبو ظبي 14 أيار/مايو الماضي، حيث صرحوا أن الحصار الاقتصادي المفروض على الدوحة فشل في تحقيق الغاية منه بسبب قوة قطر الاقتصادية والمالية.
حصدت قطر ثمار سياسة الباب المفتوح التي انتهجتها، واستفادت من علاقاتها المُتّزنة المرنة مع الجميع، فمِن ثَمَّ أوْجدتْ البدائل للسلع الغذائية والمواد الأولية عن طريق فتح خطوط النقل الجوي مع تركيا، والشروع في التخطيط لمشروعات كبرى تُحقّق الاكتفاء الذاتي، لكسر الاعتماد على دول الحصار، وكانت المفاجأة في ذكرى الحصار الأولى اتّخاذ قرار وزاري برفع السلع المستوردة من دول الحصار من داخل منافذ البيع القطرية، في رسالة واضحة إلى تلك الدول بأن قطر فوق الحصار.
لقد كان القرار من قَبِيل المعاملة بالمثل، فمع بداية الحصار أرادت تلك الدول الإضرار بالشعب القطري فمنعت منتجاتها من الوصول إلى الأسواق القطرية، ولكن بعد أن أصبح القطريون يعتمدون على المُنتج المحلي ومُنتجات الدول الصديقة، حاولت دول الحصار ضرْب تلك المنتجات بإغراق الأسواق القطرية بمنتجاتها بأسعار دون التكلفة وباستخدام أسواق بديلة للوصول إلى الدوحة، فباءت المحاولة بالفشل.
وبالتوازي مع لهجة الإباء والعزة والتمسّك بمبدأ السيادة، أظهرت السياسة القطرية مرونةً تجاه دول الحصار، وأكدت كثيرا على استعدادها لحل الأزمة والتلاقي مع الأشقّاء في البيت الخليجي، لكنه وِفق مبدأ عدم التفريط في تلك السيادة، وقَبِلت المشاركة في تدريبات درْع الخليج التي عُقدت في السعودية أيار/مايو المُنصرم.
نستطيع القول انه بعد عام من الحصار، استطاعت الدبلوماسية القطرية الهادئة والمتوازنة قلْب الأمور لصالحها، وحصلت على المصداقية والتعاطف من قِبل المجتمع الدولي، حيث كانت ولا تزال شريكا دوليا في محاربة الإرهاب، بما يدْحض تهمة دعمها للتطرف والإرهاب، بل إنها شاركت مع دول الخليج والولايات المتحدة في فرض عقوبات جديدة على حزب الله اللبناني ذراع إيران في المنطقة، ولعل في ذلك أبلغ الرد على اتهام قطر بالتحالف مع إيران على حساب الأمن الخليجي.
وبعد مُضيِّ عام على الحصار، ما الذي جنتْه دول المقاطعة سوى السقوط الأخلاقي وخيبة الأمل؟ ما الذي تغير؟ قطر لا تزال هي قطر، بعلاقتها المنفتحة، واقتصادها القوي، وشعبها الأبي الرافض للاستسلام، وقيادته المتماسكة، فما الذي حصدته دول الحصار؟
ربما آن الأوان لعودة اللُّحْمة في البيت الخليجي وتجاوُز الخلافات على مبدأ الحفاظ على سيادة الدول وإرادتها السياسية.
البيت الخليجي بحاجة إلى إعادة الاصطفاف والتمازُج في وقت سادت فيه لغة التكتلات، وفي ظل المشروعات الاستعمارية المُتعددة بثوبها العصري، وليست قطر هي العدو، ولن تكون، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

11HAD

شعار سنة من الحصار: بل فاسقني بالعزّ كأس الحنظل

إحسان الفقيه

محاصرة أمريكا لإيران تفتح الكوّة في جدار الأزمة الخليجية!

Posted: 02 Jun 2018 02:16 PM PDT

عام مرّ على الأزمة التي تجلّت بإعلان الدول الخليجية الثلاث ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية وإغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوّية مع قطر، من دون أن تلوح في الأفق بوادر إيجابية حول إمكانات الحل. الصخب الذي رافق بدايات الحصار تراجعت وتيرته إلى الحد الأدنى حتى الصمت. حُجبت الأضواء عن هذا «الحدث»، لكن ذلك لا ينفي حقيقة وجود أزمة قائمة بأبعادها وانعكاساتها المتعددة، سواء أكان على مستوى الوحدة الخليجية ومؤسساتها وفي مقدمها مجلس التعاون الخليجي، أم على علاقة أبنائها المتحدّرين من جذور واحدة وتربط بينهم أواصر القربى والنَسَب.
الوساطة الكويتية التي قام بها أمير الكويت اصطدمت بجدار السقوف المرتفعة وأخفقت. قطر نجحت في استيعاب الصدمة والتأقلم، وإن كان بكلفة باهظة، لكن الاستحقاقات المقبلة تُشكّل في حقيقة الأمر التحدّي الأساسي.
أضحت واشنطن «الوسيط الوحيد»، لا بل «العرّاب» بين حلفائها. تعود الأزمة إلى الأضواء مع التصريحات الأمريكية، ويسعى كل طرفٍ إلى تفسيرها لمصلحته. المعطى الوحيد المتوفر أنه حين يصبح حل الأزمة مطلباً أمريكياً جدّياً سيتم ذلك. في الوقت الضائع منذ قمة الرياض في أيار/مايو 2017 ولسنة تلت، لا أسباب ضاغطة لفرض الحل، ما دامت دقائق الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة وآلياتها التنفيذية لم تُنجز بعد. لا يمكن للمراقبين قراءة سياسة قطر بمعزل عن التوجّه الأمريكي. ما هو حاصل أن السياسة الأمريكية في عهد دونالد ترامب انقلبت رأساً على عقب، هي نقيض سياسة باراك أوباما ومشروعه الداعم لـ «الإسلام السياسي». الاستدارة تحتاج إلى وقت وترتيبات لهضمها.
ثمة تحوّلات جذرية تحصل في المنطقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة كانت حتى الأمس القريب ضرباً من ضروب الخيال. مَن كان يظن أن يد إيران، التي كانت طليقة في عهد أوباما على مدى 8 سنوات حيث تغلغلت وتمددت بأذرع عسكرية، يمكن أن يأتي وقت لتحجيمها؟ مَن كان يتوقع أن صعود «الإسلام السياسي» في سنوات «الربيع العربي» يمكن أن يشهد هكذا انهيار؟ ومَن كان يتوقع أن يشهد النزاع العربي – الإسرائيلي هذا القدر من التحدّيات، وأن يذهب رئيس أمريكي في ترجمة وعدٍ انتخابي، تبنّاه كل المرشحين السابقين، بنقل سفارة بلاده إلى القدس؟ مِن هنا يمكن البدء بالنقاش حول أفق الأزمة الخليجية.
ما قاله وزير الخارجية الأمريكية هو أن «وحدة الخليج ضرورية لضمان أمن الإقليم»، وأنّ «الوحدة الخليجية ضرورية ونحن نحتاج إلى تحقيقها». كان ذلك قبل إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني والعودة إلى العقوبات وقراره باتخاذ عقوبات إضافية. اليوم تم الانتقال إلى الخطوات العملية.
ثمّة مذكرة تفاهم لإنشاء مركز لاستهداف تمويل «الإرهاب» وقّعته دول مجلس التعاون الخليجي الست والولايات المتحدة خلال القمة الأمريكية – الخليجية في الرياض السنة الماضية، وقد خضع بالأمس القريب إلى الامتحان الأصعب المتمثل بتبنّي أعضائه قرارات العقوبات التي تتخذها وزارة الخزانة الأمريكية ضد كيانات وأفراد ومؤسسات. لم تشذّ قطر عن شقيقاتها. تبنّت الإجراءات الأمريكية، بما يؤمّن لها الثناء الأمريكي وتوفير المظلة.
لا يتوقع متابعون أمريكيون قريبون من إدارة ترامب أن تتنازل قطر للدول الأربع. ما يهمّ واشنطن أن تسير الدوحة في خط التوجهات الأمريكية، وأن يُؤمّن الجميع متطلبات النجاح لاستراتيجية محاصرة إيران.
توفير تلك المتطلبات لمحاصرة إيران يتطلب في البداية توفير منفذ لقطر، التي تُشكّل الأجواء الإيرانية ملاذها وباتت حاجة لها، فيما المطلوب اليوم تضييق الخناق على طهران. استفادت إيران من الأزمة الخليجية، الأمر الذي لا يمكن استمراره إذا كان للاستراتيجية الأمريكية أن تنجح. أمريكا تريد خنق إيران وأذرعها وميليشياتها ومصادر تمويلها من بوابة العقوبات الاقتصادية والمالية، وهذا يتطلب تدابير وإجراءات قاسية قد تصل إلى حدود إغلاق المنافذ مع إيران وفرض عقوبات على الدول التي تخرقها.
ما تشي به أجواء فريق ترامب أن الرجل ليس في وارد خوض معارك خاسرة، والمعركة التي خاضها بسلاح «القوة الناعمة» ضد كوريا الشمالية أعطت نتائجها، لأن العقوبات الاقتصادية التي فُرضت عليها كانت جدّية، ووقفت واشنطن بالمرصاد للصين حين أرادت الالتفاف عليها. وحين يذهب اليوم ترامب إلى رفع «سيف العقوبات» في وجه طهران، فإنه لن يرضى بأن يتم الالتفاف عليها وتفريغها من مضمونها، كما كان يجري سابقاً.
لا أفق لحل الأزمة مع قطر سوى من نافذة واشنطن. ثمة معلومات تحدثت عن طلب أمريكي من أمير الكويت التنحّي عن ملف المصالحة. تلك المصالحة، التي وإن حصلت، فإنها لا يمكن أن تعني عودة المياه إلى مجاريها. فالعلاقة بين قطر والسعودية تشوبها، منذ عقود، حال من عدم الثقة بين شقيق أكبر وشقيق أصغر آل طموحه إلى لعب أدوار أكبر من حجمه، وإلى تجاوز ما يراه الشقيق الأكبر خطوطاً حمر. والذهاب إلى حل الأزمة بين دول الخليج الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) ومصر وبين قطر سيرتكز على الملفات الخلافية وبُعدها السياسي على صعيد العلاقة بين تلك الدول وقطر، بل على صعيد التداعيات التي أصابت مجلس دول التعاون الخليجي الذي أصابه الشلل فيما كان يتجه إلى تطوير علاقاته باتجاه حال اتحادية، فكان أن تسلل القلق إلى الدول الصغرى، ولاسيما الكويت وسلطنة عمان، مما أفضى إليه واقع الحال الخليجية.
ستتّجه الأنظار، في المدى المنظور، إلى مركز استهداف تمويل «الإرهاب» الذي اتخذ من الرياض مقراً له. لا أحد يقول إنه بديل عن إطار مجلس التعاون الخليجي الذي وُلد عام 1989، ولن يتم قول ذلك، لكن في النتائج العملية لواقع دول الخليج، يبدو وكأنه ما عاد يربط بينها سوى هذا العنوان: «عنوان مكافحة الإرهاب واستهداف مصادر تمويله»، وما يتطلبه ذلك من خطوات سياسية واقتصادية وأمنية وحتى عسكرية.

11HAD

محاصرة أمريكا لإيران تفتح الكوّة في جدار الأزمة الخليجية!

رلى موفّق

بعد سنة من التعليقات المشوشة: عودة الحس السليم إلى سياسة ترامب تجاه الأزمة الخليجية

Posted: 02 Jun 2018 02:15 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: وصف البيت الأبيض قطر بأنها شريكة في القتال ضد المتطرفين، وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال أستقباله الأمير تميم بن حمد ال ثاني أثناء زيارة إلى واشنطن قائلا انه من أكبر المدافعين عن فكرة وقف تمويل التطرف.
الزيارة الودية التي قام بها أمير دولة قطر إلى الولايات المتحدة شكلت تحولا ملحوظا في موقف ترامب الذي كان يتعامل مع قطر لأسباب غير مفهومة، كجزء من المشكلة وليس جزءا من الحل. وفي الواقع، هناك اجماع بين جميع الخبراء ان قطر نجحت في تغيير لغة ترامب تجاهها بعد ان كرر الرئيس الأمريكي في مرحلة ما ادعاءات بعض الدول الخليجية بانها تقدم الأموال للجماعات المتطرفة وتغذي إيران.
انحياز ترامب للمغالطات التي كانت ترددها دول الحصار سببت له خلافات جوهرية مع أعضاء حكومته، بمن فيهم ريكس تيلرسون الذي كان حينذاك وزيرا للخارجية، وقد وعد ترامب القيادة القطرية بالمساعدة في حل الخلافات في منطقة الخليج العربي ولكن جهوده لم تذهب إلى أي مكان في حين وقعت قطر التي تستضيف قاعدة العديد التي تضم قرابة عشرة آلاف جندي أمريكي اتفاقيات مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة لتبادل المعلومات بشأن الإرهابيين وامداداتهم المالية. طلب ترامب من قادة الخليج خلال الأشهر الماضية إصلاح علاقاتهم مع بعضهم ولكن الأزمة لم تكن ذات أولوية بالنسبة إلى البيت الأبيض. وقد تعرض ترامب لاتهامات من جانب العديد من المحللين الأمريكيين بانه يشعر بالرضى عن استمرار جمود الأزمة قبل زيارة الأمير القطري.
ترامب لم يعد يمارس سياسة تكرار المزاعم أو عدم التدخل في الأزمة الخليجية، إذ انعطف موقفه إلى حد التدخل، وبدلا من نشر التغريدات التي تكرر مزاعم لا أساس لها من الصحة تجاه قطر، فقد أرسل وزير خارجيته مايك بومبيو إلى الشرق الأوسط ليقرأ أمام السعوديين بيانا جاء فيه بانه يجب إصلاح المشكلة مع القطريين، وأدرك ترامب ان مصلحة الولايات المتحدة تقتضي وجود مجلس خليجي موحد غير مفكك إلى جانبها.
واعترف خبراء واشنطن ان قطر نجحت في مواجهة الحصار الذي تفرضه السعودية والإمارات والبحرين ومصر، إذ استخدمت قطر مواردها المالية بحكمة وأقامت صناعات جديدة وأعادت أنماط الرحلات وعمقت علاقاتها مع قوى إقليمية، وبرهنت الإجراءات القطرية الذكية عن حقيقة مفادها ان دولا كثيرة قد انحازت إلى جانب قطر أو انها على الأقل غير متعاطفة مع خطط دول الحصار.
ولاحظ الأمريكيون انتشار تداعيات الأزمة الخليجية إلى ما وراء المنطقة وظهور تحالفات جديدة، ولم تكن هناك حاجة إلى التدقيق لمعرفة ان رياح الأزمة وصلت إلى شمال افريقيا وجنوب الصحراء، ولاحظوا أيضا، ان محاولات عزل الدوحة قد وصلت إلى مرحلة تافهة جدا من نمط نشر الأخبار المزيفة عن قطر والتسريبات الاستراتيجية ومحاولات الإحراج كما صارت رسائل البريد الالكتروني لسفراء الإمارات ممتلئة بمزاعم هدفها الثأر.
وأشاد خبراء وصناع السياسة في الولايات المتحدة بعودة الحس السليم في سياسة ترامب تجاه الأزمة الخلجية ولكن الانتقادات لم تتوقف بسبب موقفه السابق، إذ قالوا ان السياسة الخارجية لترامب وصلت إلى مرحلة تعسفية مع طابع درامي ولكن موقفه في البداية من الأزمة الخليجية كان محيرا إلى درجة كبيرة إذ لم يفهم الوسط السياسي في واشنطن كيف يمكن للرئيس التخلي فجاة عن حليف قوى مثل قطر؟ وكيف يمكنه اتخاذ إجراءات تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة؟
كيف يمكن فهم التحول الذي بلغ 180 درجة في سياسة ترامب؟ الإجابة كانت واضحة في قدرة الدبلوماسية القطرية على شرح موقفها داخل البيت الأمريكي، ولكن العديد من المحليين تعاملوا مع المشكلة بتعمق أكثر لان قطر، في الواقع، لم تكن في حاجة إلى بذل أي جهود لشرح موقفها لو لم تكن هناك محاولات غير مفهومة من بعض الأطراف للإساءة إلى موقف قطر وخلق ماكنة من الأكاذيب والشائعات ضدها داخل الإدارة الأمريكية والولايات المتحدة.
القصة ليست كاملة، ولكن التقارير ما تزال تظهر بشأن الخطط التى كان يطرحها في واشنطن العديد من مبعوثي السعودية والإمارات، مثل دور مؤسس جماعة بلاك ووتر، وهي جماعة مرتزقة سيئة السمعة، في تنظيم حملة إعلامية لمساعدة ترامب على الفوز في الإدارة من جاسوس إسرائيلي. واعترف العديد من السياسيين الأمريكيين ان أمراء السعودية والإمارات حرصوا على فوز ترامب بالرئاسة.
وهكذا أصبحت السياسة الأمريكية الخارجية ثابتة في الدفاع عن مصالح دول يعتقد انها دعمت انتخابات عام 2016 بما في ذلك تكرار مزاعم لا أساس لها من الصحة ضد حليف استراتيجي للولايات المتحدة مثل قطر إضافة إلى الغاء الاتفاق النووي مع إيران وهو إجراء يرى العديد من المحللين بانه يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط.
الصحافة الأمريكية تناولت صفقات بعض دول الخليج مع مساعدي ترامب باهتمام كبير من أجل حل لغز السياسة الخارجية لترامب، وقد وصلت اتهامات العديد من المراقبين إلى القول ان الحملة الانتخابية لترامب وصلت إلى حد الاندفاع المجنون في بيع السياسة الخارجية الأمريكية في مزاد علني، وان ما حدث في الواقع، هو خطوط عريضة لفضيحة أسوأ من ووتر غيت على نطاق واسع، وان بعض الأطراف الخارجية قد استخدمت أساليب غير قانونية.
واتفق المحللون الأمريكيون على حقيقة واحدة هي ان من المستحيل الاعتراض على القول بان بعض الدول التي قدمت عروضا لمساعدة ترامب على الفوز في الانتخابات قد استفادت بشكل مستمر ولكن الكشف عن احتمال تدخل السعودية والإمارات قد أخذ الأمور إلى مستويات أعلى بكثير. إذ دعمت إدارة ترامب خطوات ولي العهد السعودي بدون حكمة، بما في ذلك التحرك ضد قطر.
ولم يكن من المفترض ان تصل الأمور إلى هذه النقطة لو لم تكن الأجواء السياسية الأمريكية ملوثة للغاية، إذ انتقلت الحرب بين الديمقراطيين والجمهوريين من مناقشات واتهامات حزبية إلى مرحلة استمالة حكومات أجنبية واستخدام بيانات مسروقة.

11HAD

بعد سنة من التعليقات المشوشة: عودة الحس السليم إلى سياسة ترامب تجاه الأزمة الخليجية

رائد صالحة

شعب الخليج حطب حصار قطر

Posted: 02 Jun 2018 02:15 PM PDT

منذ تأسيس منظومة مجلس التعاون الخليجي عام 1981 والشعب الخليجي الموزع في الدول الست التي تشكل المجلس يتطلع أن تكون همومه وآماله وطموحاته هي الأهم للمجلس ليصبح واحدا كما كان سابقا، وطالما ردد أغنية؛ خليجنا واحد مصيرنا واحد.
ولكن للأسف الشعوب العربية ومنها الخليجية دائما هي آخر اهتمامات السلطات الحاكمة، التي تبحث عن زيادة قوتها الأمنية لتبقى حاكمة مسيطرة على الشعوب بشكل أكبر وأقوى من خلال التحالفات مع دول أخرى والاستفادة من أي تقنية حديثة لذلك. فالشعب الخليجي كالعادة هو الغائب من الاجتماعات والقرارات بل على العكس الكل متفق ضده لزيادة السيطرة عليه في وطنه وخارجه عبر الاتفاقيات الأمنية التي تصب في مصلحة الأنظمة الحاكمة.
لقد انكشفت حقيقة المجلس الخليجي بشكل واضح مع اندلاع ما يعرف بأزمة قطع العلاقات مع قطر، أزمة بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة مع قطر من جهة اخرى بدأت في حزيران/يونيو 2017 وأظهرت مدى المزاجية والتقلب والحقد والكراهية والانتقام.
في ليلة واحدة انفجرت الأزمة كالبركان، وانقلب الحال وأصبحت دولة قطر الشقيقة عدوة، وأصبح مواطنوها الذين لا يتجاوز عددهم 400 ألف نسمة غير أشقاء وغير مرغوب فيهم في تلك الدول الأربع؛ فتم قطع للعلاقات وحصار بري وبحري وجوي، والإعلان عن مشروع لتحويل قطر إلى جزيرة عبر حفر قناة مائية في الحدود البرية الوحيدة مع السعودية، وشن حملات إعلامية شرسة، وهذا يظهر مدى الاحتقان والتوتر والجاهزية والتخطيط المسبق، وممارسة ضغوط خارجية. فقد تم خلال هذه الأزمة ممارسة أبشع الأساليب الإعلامية في التزييف والتشويه والترهيب، وأسوأ ما فيها الزج بشعوب هذه الدول في الأزمة العبثية بطريقة سيئة، واستخدامهم كحطب لنار الخلافات السياسية بين الأنظمة، وهذه من أسوأ الأساليب التي لها انعكاسات سلبية على الشعب الواحد كالشعب العربي الخليجي، وبين أفراد العوائل المترابطة في تلك الدول.

قطع صلة الرحم

الشعوب ليس لها دخل في الأزمة وليست لها مصلحة فيما حدث ويحدث لا من بعيد أو قريب، فالشعب الخليجي واحد، أصوله وعاداته وتقاليده واحدة، والعوائل مترابطة وان تم تقسيم الحدود السياسية حسب اسماء جديدة، فالشعب العربي القطري هو جزء لا يتجزأ من أهالي الخليج، وبالخصوص في الاحساء شرق المملكة والبحرين والإمارات بسبب القرب الجغرافي، ففي الاحساء توجد قبائل كبيرة مثل المرِّي لها امتداد قوي داخل قطر، وهناك علاقات عائلية وتجارية تاريخية، وتوجد أملاك قطرية في المنطقة، والأمر تجاوز البشر والإساءة للمواطنين القطريين، حيث وصل إلى حد استهداف الأبل والماشية القطرية في الدول المجاورة بالترحيل المباشر.
ومارست بعض الدول الأربع ضغوطا على كل مواطن لها متواجد في قطر للعمل أو لصلة الرحم أو السياحة أو غيرها مطالبة إياهم الخروج من قطر وقطع أي علاقة له في المكان. ووصل الأمر إلى حد التدخل في الشؤون الداخلية وإجبار العوائل والقبائل الكبيرة المتواجدة على الحدود بالإساءة لقطر كما حدث لشيوخ قبيلة المرِّي بالتصريح لوسائل الإعلام للإساءة لقطر خلال اجتماع مع القيادة السعودية.

لحظات مرعبة

ما حدث خلال ليلة واحدة هو إعلان حرب ضد قطر، وترهيب لمواطني المجلس عبر إجبارهم على تبني مواقف حكامهم، انها لحظات مرعبة، كيف أصبح المواطن الخليجي القطري عدوا، فيتم استهدافه وملاحقة كل ما هو قطري، بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي؟
ولو ان قطر لم تجد البديل والتعويض من خلال بعض الدول وبالخصوص من إيران وتركيا، كان من الممكن أن يحدث ما هو اسوأ للشعب القطري بسبب الحصار الاقتصادي وقطع أي تواصل مع العالم، أي ان هذه الدول التي قطعت العلاقة مع قطر مستعدة لفرض حصار وتجويع للشعب القطري، كما يحدث للشعب العربي اليمني حاليا، وكما حدث سابقا للشعب العراقي. وفي كل الأحوال الشعب المسكين هو الذي يدفع الثمن للأزمة العبثية لإشباع غرور الحكام.

الزج بالشعوب لعبة خطيرة

إن سياسة الزج بالشعوب في الخلافات السياسية التي تقع بين الأنظمة الحاكمة لعبة خطيرة جدا، تضر بالشعوب، لان المصالح السياسية للحكام تختلف وتتبدل حسب المزاج وربما تعود بينهم العلاقات فجأة، ولكن الإساءة بين الشعوب تبقى آثارها. وهي لعبة لها أبعاد كبيرة تتجاوز السياسية التي تتغير حسب المصالح الشخصية للحكام والمصالح للنظام. للأسف الشديد ان الأنظمة الحاكمة التي قطعت العلاقة مع قطر تمكنت من خلال وسائل إعلامها وأساليبها الترهيبية الزج بمواطنيها لتبني ودعم موقفها وسياستها لقطع العلاقات مع قطر، وممارسة الإساءة للشعب القطري، وذلك عبر شن حملة إعلامية سريعة وقوية، وطرد أي قطري من هذه الدول، وتهديد كل من يتعاطف أو يزور أو يعمل في قطر بالاعتقال التعسفي وفرض غرامة مالية، ولقد تم اعتقال وسجن العديد من مواطني دول الخليج بسبب رفض تلك السياسة العدوانية والتجييش ضد الشعب القطري أو اليمني.

ابتزاز وخسائر

وكما هو معروف لقد اندلعت أزمة قطع العلاقات مع قطر بشكل مفاجئ بعد زيارة الرئيس الأمريكي إلى الرياض واجتماعه مع زعماء الدول العربية والإسلامية، وحصوله على مبالغ ضخمة من دول الخليج وبالخصوص من السعودية والإمارات كبدل حماية لتلك الأنظمة كما صرح الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية الرئاسية «الخليج لديه الكثير من المال ولا ينفق سوى القليل، وقد ولى زمن الحماية بلا مقابل» وقد حقق الرئيس الأمريكي هدفه بالحصول على مئات المليارات والعودة بها إلى أمريكا مهللا. مما يعني ان الأزمة السعودية الإمارتية مع قطر تم الإعداد والترتيب والتنسيق لها مع إدارة البيت الأبيض التي تبحث عن المال فقط، وقد استفادت أمريكا من دعم هذه الأزمة من كل الاتجاهات لتحقيق المزيد من الابتزاز والحصول على المزيد من المال من كل الأطراف. أمريكا مع الجميع في التصعيد حسب ما هو مرسوم من قبل إدارتها. فقد صرح الرئيس ترامب: «القادة أشاروا إلى أن قطر تقوم بتمويل الفكر المتطرف». ترامب أعطى الضوء الأخضر لعزل قطر وتوريط الرياض في مستنقع جديد، والخاسر هم شعوب المنطقة الذين للأسف يصفقون لمن هم سبب المشاكل والأزمات .. العوائل الحاكمة.
لدى السعودية ومن يدور في مدارها أسباب مخفية ضد قطر لتفجير الأزمة بتلك الطريقة غير المسبوقة، وهي غير الأسباب التي طرحت عبر وسائل الإعلام التي لم تقنع أحدا. فالسعودية في ظل عهد الحزم والحروب حكم الملك سلمان وأبنه محمد يريد الانتقام من قطر، وتجريد الدوحة من كل قوة بل من سيادتها وأن تكون مجرد تابع صغير مطيع للرياض، والأسوأ تحويل صراعها مع الدوحة إلى صراع بين الشعوب وهذه المشكلة الكبرى.

طبول الحرب

ان سياسة استدراج الشعوب والزج بهم في هذه الأزمة وغيرها ليكونوا حطبا ما كان لها أن تنجح لو وجدت الوعي والمحبة وروح الشعب الواحد والمصير المشترك، ولكن في المجتمع شخصيات من الكتاب والإعلاميين وكذلك الفنانين ورجال الدين لديهم قدرة على التلون السريع حسب مزاج السلطة الحاكمة، والمساهمة في مشروعها التصعيدي واشعال نار الكراهية وتبني الخطابات التحريضية والعدوانية، وتأييد الحصار وقرع طبول الحرب ضد الشعب العربي القطري، كما حدث ويحدث للشعب اليمني.
لماذا التحريض وزرع الكراهية للآخر الخليجي العربي لمجرد الاختلاف في المواقف السياسية بين الأنظمة الحاكمة، أين الاخوة والإنسانية، أين الوعي وحرية الرأي والمصير المشترك، هل لهذه الدرجة شعوب المنطقة تابعة للأنظمة في خلال ساعات تتغير مواقفها ضد شعب شقيق؟
حتما هذه السياسة تؤكد غياب حق المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات المصيرية، وغياب أي مجال للتعبير عن الرأي ورفض التصعيد والعنف والحروب، ونقد سياسة النظام الحاكم الذي يرفع راية التحريض والتهديد.
وتتطلع شعوب المنطقة لإنهاء أزمة قطع العلاقات مع قطر، وهي ستنتهي، لان الحصار والمقاطعة فشلت لغاية اليوم.

11HAD

شعب الخليج حطب حصار قطر

علي ال غراش

اقتصاد قطر بعد عام من الحصار: اكتفاء ذاتي وخمسة مصانع جديدة كل شهر

Posted: 02 Jun 2018 02:15 PM PDT

تحول حصار قطر سريعاً إلى فرصة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاكتفاء الذاتي الذي تحقق خلال عام واحد فقط، حيث أصدرت السلطات في الدوحة قرارها برفع كافة السلع والبضائع والمنتجات التي يعود مصدرها إلى دول الحصار الأربع، لتسلط بذلك الضوء على الوضع الاقتصادي الذي يبدو أكثر استقراراً بعد مرور عام كامل على الحصار.
وكانت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد بدأت بشكل جماعي حصاراً شاملاً على قطر اعتباراً من حزيران/يونيو العام الماضي، شمل قطع كافة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والتجارية وإغلاق الحدود والمجالات الجوية أمام الطائرات القطرية، وهو ما أشعل مخاوف بشأن تأثر الوضع الاقتصادي في دولة قطر التي ليس لها أي حدود برية سوى مع السعودية التي قررت إغلاق هذه الحدود.
وحسب أحدث المعلومات الرسمية التي كشفتها قطر عن الوضع الاقتصادي، فقد تبين أن الحصار شكل عاملاً معززاً للعملية الإنتاجية، حيث انتعشت القطاعات الزراعية والصناعية في البلاد لتعويض المنتجات الغائبة عن أسواق قطر والتي كانت تأتي من دول الحصار الأربع.
وكشف رئيس اللجنة الفنية لتحفيز ومشاركة القطاع الخاص في مشروعات التنمية الاقتصادية في قطر خميس المهندي، أنه تم تشغيل 65 مصنعاً في قطر خلال عام واحد من الحصار، ما يعني أن أكثر من خمسة مصانع جديدة يتم افتتاحها شهرياً منذ تم فرض الحصار على البلاد، وهو ما دفع المهندي إلى القول ان «قطر تتجه لسن قوانين من شأنها حماية المنتج الوطني» وذلك من أجل الحفاظ على الاكتفاء الذاتي في البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية «قنا» عن المهندي قوله في تقرير اطلعت عليه «القدس العربي» أن حجم الإنتاج في المزارع القطرية سجل زيادة في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير 2017 إلى كانون الثاني/يناير 2018 بنسبة 300 في المئة، كما تم تحقيق اكتفاء ذاتي من الأسماك يصل إلى 80 في المئة، أما في مجال الخضروات والفواكه فقد أصبح ما بين 22 في المئة إلى 52 في المئة من حاجة السوق القطري يتم إنتاجه محلياً.
وفيما يتعلق بصناعة الألبان أفاد المهندي، أن الحصار شكل حافزا لمنتجات الألبان الوطنية ومشتقاتها والتي تمكنت من تلبية نحو 80 في المئة من حاجة الســـوق المــحلــيـة من الحليب، متوقعا أن تصل النسبة إلى أكثر من 92 في المئة خلال العام الجاري.
في هذه الأثناء، خلص تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي إلى أن الأثر الاقتصادي والمالي المباشر على قطر نتيجة الحصار آخذ في التلاشي، مشيراً إلى أن الاقتصاد القطري تمكن من تجاوز أي مخاطر.
وقال الصندوق في تقريره إن النظام المصرفي القطري تعافى من نزوح الأموال الذي حدث في بداية القطيعة الدبلوماسية وإن الاقتصاد من المتوقع أن ينمو 2.6 في المئة هذا العام.
وأشار إلى أن العجز المالي من المتوقع أن يكون قد انخفض إلى نحو ستة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2017 مقارنة مع 9.2 في المئة في 2016.
إلى ذلك، ارتفع احتياطي النقد الأجنبي لقطر 2.9 مليار دولار إلى 17.7 مليار وفق ما ذكره بنك «HSBC» في تقرير لعملائه، مضيفا أن تحسن وضع الاحتياطي الأجنبي يرجع جزئيا إلى استمرار تحسن الميزان التجاري القطري.
من جهته، يرى الكاتب العربي المقيم في تونس محمد هنيد أنه «بعد أكثر من عام على الحصار الجائر لم تحقق دول الحصار شيئا بل إن خسائرها المعنوية والأدبية تكاد تتفوق على خسائرها المادية والاقتصادية».
وأضاف في مقال نشره على الانترنت: «لقد فشلت كل أهداف الحصار في عزل قطر أو في منعها من تنظيم كأس العالم أو في تشويه صورتها عربيا ودوليا بل إن الدولة المحاصَرة خرجت أقوى من ذي قبل وحققت بالحصار ما لم تحققه بغيره».
يشار إلى أن أزمة الخليج كانت قد بدأت في أيار/مايو الماضي عندما تم اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية وتم بث تصريحات مفبركة على لسان الأمير سرعان ما نفت صحتها الدوحة، لكن وسائل الإعلام السعودية والإماراتية تمسكت بها وتجاهلت النفي، وفي الخامس من حزيران/يونيو من العام الماضي قررت الدول الأربع قطع كافة العلاقات مع قطر وإغلاق الحدود البرية والجوية معها.

11HAD

اقتصاد قطر بعد عام من الحصار: اكتفاء ذاتي وخمسة مصانع جديدة كل شهر

أحمد بلال

الشيخ البرلماني التونسي عبد الفتاح مورو: حذرت أردوغان من «مصيدة» والبيريسترويكا السعودية «متهورة»

Posted: 02 Jun 2018 02:14 PM PDT

يتحدث الداعية والمفكر والبرلماني التونسي الشيخ عبد الفتاح مورو بحماس عن قلقه الكبير على التجربة التركية بسبب ما يصفه بأخطاء لا يبررها الواقع، لأن العمل وفق منهج له علاقة بدولة مدنية إسلامية تؤمن بتداول السلطة لا يمكنه الاكمال أو الاستمرار عندما تبرز تلك الملامح والمؤشرات التي تحاول الإفادة من الديمقراطية والمدنية لصالح العودة إلى الحكم المطلق أو الصلاحيات الفردية التسلطية.
تلك إشارات تدفع للقلق في رأي الشيخ مورو، بعيدا عن مطابقتها للنموذج الديمقراطي من عدمه. ولأن أعداء التجربة الإسلامية وهم أقوياء ولا يستهان بهم في العالم والمنطقة يمكنهم استغلال الأخطاء والثغرات والهفوات لإعادة إنتاج مشهد مضاد للتجارة التركية ولمصالح تركيا الوطنية ولدورها في الإقليم.
القيادي التونسي البارز في حركة النهضة والبرلمان في حواره مع «القدس العربي» تناول العديد من ملفات الإقليم والمنطقة على المستوى السياسي والفكري والواقعي.
وفي ما يلي نص الحوار:
○ ما هي ملاحظاتك بشكل محدد على التجربة التركية؟
• بصراحة لا أجد سببا سياسيا يبرر محاولة الاندفاع مجددا للتحول إلى النظام الرئاسي، لأن التجربة الديمقراطية في تركيا أصلا مستقرة واستفاد منها الإسلاميون وحكموا عبرها، إضافة إلى ان تركيا ترتكب خطأ كبيرا وهي تعاند وتعارض وتضايق دولا مهمة في أوروبا مثل ألمانيا مثلا بدلا من ان تكسب مثل هذه الدول لصالحها وتخفف التوتر معها.
○ هل حظيت بفرصة للتحدث مع الرئيس رجب طيب أردوغان في هذا الخصوص؟
• أنا لا أتحدث بلغة مزدوجة، فقد قابلت الرئيس أردوغان قبل نحو ثمانية أشهر وقلت له من باب الحرص والمحبة والأخوة له ولبلده رأيي وتقديري وتحليلي وقدمت له نصيحة وتقبلها بصدر مفتوح وناقشته وعرفته رأيي.
○ هل تضعنا في صورة النقاش الذي حصل بينك وبين أردوغان؟
• قلت له ان انغيلا ميركل قد تكون الصديقة الأساسية والوحيدة الأهم لتركيا، وانه يجب ان يكسبها دوما وان عليه ان يبقي العلاقات مع ألمانيا دون توتر أو تأزيم وينسج صداقات وتحالفات مع الدول الأوروبية حتى يتجنب شر المكائد الأمريكية والإسرائيلية.
ونقلت له رأيي وتحليلي وتقديري بعد حاجته للتحول إلى النظام الرئاسي الجمهوري وأبلغته بالسبب لهذا التحفظ.
○ وما هو السبب؟
• في رأيي ان أردوغان يمكن ان يقع في مصيدة ومكيدة وليس سهلا ان يطمئن لتحالفاته مع الجنرالات والعسكر وعلى أساس ان التعديلات الدستورية التي سيجريها قد تستخدم ضده لاحقا وقد تأتي بشخص بصلاحيات رئاسية عملاقة يمثل مصالح الغرب والأمريكيين وفي هذه الحالة يكون أردوغان قد وضع الأساس بيديه للمكيدة التي يمكن ان يتعرض لها لأن التحول إلى نظام بصلاحيات مطلقة لرئيس الجمهورية يعني احتمال أن يأتي شخص آخر ويضعه أعداء تركيا والإسلام في الموقع الذي جهزه أردوغان لنفسه. ذلك اتجاه ينبغي ان يحسب بدقة وعناية.
○ وبماذا أجابك وناقشك أردوغان؟
• قلت ما لدي من جهتي مخلصا وبنقاء وتركت الأمر له لكن فيما يتعلق الأمر بنصيحتي الخاصة بالصداقة مع ألمانيا أشار إلى ان المانيا تدعم الإرهابيين الأكراد ضد تركيا ولم يناقشني كثيرا في فكرتي حول المكيدة والمصيدة.

التجربة السعودية

يبدو الشيخ مورو شغوفا بمراقبة تفاعل التجربة السعودية ولا يمنع حرصه على دولة إسلامية وعربية كبيرة مثل السعودية من الإعراب عن القلق من التهور فالسعودية مستهدفة وعندما أبلغته «القدس العربي» «ان الأمير الشاب محمد بن سلمان يتحدث عن تحول السعودية إلى دولة إقليمية نافذة وعملاقة التأثير والنفوذ قال: أرحب طبعا بمثل هذا التحول لكن أخشى ان نشاهد في النهاية فيلما روسيا بتوقيع غورباتشوف.
○ وما هو فيلم غورباتشوف؟
• غورباتشوف كان يعتقد انه يعزز قوة وحضور الاتحاد السوفييتي وعندما انتهج البيريسترويكا كانت النتيجة تفكك الاتحاد السوفييتي وتحوله من السياق الامبراطوري إلى ما نشاهده اليوم وبالتالي أخشى من الأشقاء في السعودية ان يلتقوا بمثل هذا المصير، لأن طموح غورباتشوف انتهى بتقسيم نفوذ دولة عظمى يعرفها العالم ولأن عمليته في التغيير وإعادة البناء لم تنته بما أمل به لأن الدول لا تساس بحسن النوايا والرغبة المباغتة فقط في التغيير تحت مسمى الإصلاح.
○ هل تعتقد ان السعودية مهددة ولماذا؟
• نعم لأنها مستهدفة أصلا ولأن معطيات الواقع في ميزان القوى الدولي اليوم ضد مصلحة أي دولة إسلامية مهمة ولأن ما يسمى بالعهد الجديد في السعودية يتحرك بقدر من التهور ولا يقرأ خريطة الواقع الموضوعي بصورة إيجابية، ولأن الاصطدام بالقوى الأساسية والتاريخية داخل السعودية لا يمكنه ان يعبر عن استراتيجية تحول مدروسة وعميقة. ففي حالة الأشقاء في السعودية ثمة قوانين غير مكتوبة ومستقرة منذ عشرات السنين وليس من السهل علي كمراقب ان أصفق لأي حالة تزعم الإصلاح والتحول والتغيير وتبديل قواعد لعبة بأكملها بجرة قلم، وانا أخشى على السعودية بنفس قدر خشيتي على تركيا.
○ على أي أساس تقدر ان السعودية لا تقرأ الواقع الإقليمي جيدا؟
• على أساس في منتهى البساطة والوضوح. الحرب الأساسية المقبلة والتي يتم التجهيز لها بين الولايات المتحدة والصين وهي حرب اقتصادية وتجارية وسياسية شرسة جدا ومن لا يقرأ بوصلته على أساسها يخرج اليوم من المسرح واللعبة خالي الوفاض، ولكي أتحدث بصراحة أقول: لا أرى دليلا على ان الأشقاء في الإدارة السعودية يجيدون قراءة هذا المعطى تحديدا بالعمق المطلوب.

الصين لاعب مهم

○ نريد توضيحات أكثر لو سمحت؟
• تحليلي الشخصي ان الصراع المقبل بين الولايات المتحدة والصين يحتاج لأن تكون إيران تحديدا في الجيب الأمريكي ومن المرجح ان الشقيق السعودي لا ينتبه لمثل هذا الأمر. فلا يمكن لأمريكا ان تحارب الصين في المنطقة أو ان تحد من نفوذها بدون إيران. وأتوقع ان يجد الأمريكيون صيغة لعقد صفقة عملاقة مع الإيرانيين في النهاية حيث لا يوجد ما يمنع ذلك بالرغم من الضجيج السعودي الذي يملأ ساحات الإعلام وعند وقوع مثل تلك اللحظة في البعد الاستراتيجي ستدفع السعودية الثمن قبل وأكثر من غيرها وهو أمر ينبغي التحوط له.
.. يصر الشيخ مورو هنا على قراءة فارقة للمشهد السعودي حيث ان المملكة العربية السعودية معرضة لخطر التقسيم وقد تخرج من اللعبة والمسرح أصلا والحرب السعودية على اليمن استنزافية ولا يمكن الحسم أو الانتصار فيها للسعودية حيث يقول التاريخ ان اليمن مستنقع والغريب ان الأخوة في الحكم السعودي يعرفون ذلك جيدا. فقد جمع الملك الراحل فيصل أفراد العائلة المالكة قبل وفاته وأوصى أولاده بالعبارة التالية «أرجوكم لا تدخلوا اليمن مهما حصل».
قراءة الشيخ مورو تتحدث عن احتمالية قوية لتقسيم السعودية في ظل الحرب التنافسية الشرسة في العالم بين الولايات المتحدة والصين وروسيا حيث يمكن لإيران ان تحظى بالمنطقة الشرقية وفيها النفط وحيث تتحول السعودية إلى إمارات محتقنه وغارقة تصفي الحسابات ما بينها وحيث تخرج دول الخليج الصغيرة الحالية من الملعب، فإذا كانت تركيا بقدرها وقدرتها ومساحتها وشعبها وتجربتها قابلة للخطر فما هو مصير المملكة العربية السعودية؟
○ نكرر السؤال معكم ماذا تتوقعون؟
• إذا لم يستدرك الأخوة لن تعود السعودية تلك التي نعرفها، فدول الخليج عموما لا قيمة لها اليوم والصدام قادم بين الكبار ولعلي أنصح كل الزعماء العرب وأقول أن الرئيس ترامب لا يفكر فينا أصلا ولا يستطيع الرهان على زعماء شعوبهم ليست معهم ولا حتى إسرائيل.

أيضا…اللاعب الإسرائيلي

○ لماذا حشرت إسرائيل هنا؟
• بعض الزعماء الشباب من أولادنا لا يفهمون ذلك. إسرائيل أشرس وأعمق من ان تضع بيضاتها في سلة زعماء متهورين شعوبهم ليست معهم، ذلك يضر بمصالحها ومن يحدثني اليوم على سبيل المثال عن برنامج لتحويل السعودية إلى دولة كبرى ونافذة أحيله فعلا إلى تجربة غورباتشوف التي فرط بعدها الاتحاد السوفييتي والاحتمالات قوية لأن تنجح الولايات المتحدة في اصطياد إيران معها ضد الصين. هنا تحديدا ستخرج الأنظمة الهشة والضعيفة من المعادلة.
○ هل يعني ذلك ان إسرائيل تعتبر قوية؟
• لا أبدا، إسرائيل دولة ضعيفة تعتمد على الآخرين وتحتاج لغيرها للصمود والبقاء والاستمرار، ومن الصعب علي ان أتوقع حجم السذاجة والبساطة في قراءة الضربة العسكرية الثلاثية الشهيرة لسوريا على المستوى الرسمي العربي.
○ كيف ترى من جهتك هذه الضربة؟
• هي تمهيد للأقوى المقبلة، ما يجري في سوريا عبارة عن تسخين عسكري فقط، والمواجهة الشاملة آتية بالتأكيد وكل الدول مهددة بالانقسام أولها سوريا والسعودية وتركيا وحتى إيران. تذكروا دائما العنصر الذي لا نقرأه جيدا وهو الصين والمواجهة العميقة معها.

في الملف التونسي

في الملف المتعلق بتمايز حركة النهضة أو فوارق عملها قياسا ببقية الحركات الإسلامية، يبدو الشيخ مورو جريئا في بعض التشخيصات، فهو يعتقد مثلا ان علماء السعودية تحديدا غارقون في العسل ونائمون ولا يصلحون لشيء وقد قدم لهم النصائح عدة مرات وتجنبوها، أما علماء الشريعة عموما فمنصرفون لشأنهم ولا يمكن الاستثمار فيهم في معركة التخلف ومواجهة التطرف والإرهاب.
يختلف الشيخ مورو مع الذين يقول انهم يكتفون في الجلوس في انتظار الإمام الذي سيقود هذه الأمة ويفجر طاقاتها ويقول قعود أمة كاملة بانتظار شخص واحد لتغيير أحوالها مجرد كلام فارغ.
في رأي الشيخ تورط الإخوان المسلمين في شيء مماثل، فهم جالسون عند الإمام حسن البنا ونصوصه وأدبياته التي توقف نموها عند عام 1928 ومع الاحترام لحسن النوايا والطوايا يعتبر الشيخ مورو ذلك تقصيرا وقعودا وخمولا لا طائل منه. مشيرا إلى ان حركة النهضة بدأت مع الإخوان المسلمين بالتأكيد واستقلت عنهم عام 1978 الأمر الذي ساهم فيما يبدو بتقديره في إنضاج التجربة التونسية الوطنية.
○ في المشهد التونسي تسأل «القدس العربي»: لماذا تجنب الشعب التونسي الفوضى والدم في الربيع العربي خلافا لغيره في رأيكم؟
• هنا لا أريد الإكثار من الكلام ويمكنني الإشارة لعاملين أساسيين: أولهما ان حركة النهضة تنازلت يا أخي عن الحكم وترفعت عن المزاحمة واعتقدت في المشاركة وهذا عنصر مهم في المشهد، لأن الحديث عن برنامج سياسي وطني نافع يختلف عن الحديث عن الاستئثار بالسلطة. والعامل الثاني هو وعي الشعب التونسي وتجربته الغنية في العمل المدني والتنظيمات الاجتماعية وذلك وعي نؤمن بانه أوسع من مظلة حركتنا ويشملها مع الآخرين.
○ لكن التنازل الذي تتحدث عنه أثار الكثير من الضجة؟
• نعم أثار الضجة فقط عند اولئك الذين يغرقون في الجدل حول متى وماذا تلبس المرأة أو تخلع، لكنه صنع الاستقرار، فليس مهما متى تخلع الفتاة ملابسها ومتى ترتديها، الأهم ان تصل إلى قناعة وان تتراكم معرفتها ويتمايز وعيها هذا ما نحاول ان نفعله في المجتمع التونسي اليوم.
○ ألا تبالغ في إظهار زهد حركة النهضة في السلطة؟
• أبالغ أم أتحدث بصراحة عن الواقع وعن ما حصل. على كل حال نعتقد ان الأولوية لتداول السلطة قبل السلطة نفسها أو ممارسة الحكم واتجاهنا كان ان نساهم في صناعة مشهد وطني يسمح بتداول السلطة لـ 20 سنة الأقل حتى يستقر الأمر لمن يفرزه الصندوق ويقرره الشعب منا أو من غيرنا ودون جدل وهذا ما حصل عند كل الشعوب العصرية الديمقراطية المؤمنة بالعلم والمعرفة والتعليم والوعي.

11HAW

الشيخ البرلماني التونسي عبد الفتاح مورو: حذرت أردوغان من «مصيدة» والبيريسترويكا السعودية «متهورة»

حاوره: بسام البدارين

نازحو تاورغاء الليبية بين الإبعاد القسري وحلم العودة

Posted: 02 Jun 2018 02:14 PM PDT

تونس ـ «القدس العربي»: تاورغاء تلك المدينة الليبية الواقعة شمال البلاد، يعود تاريخها إلى أكثر من 5000 سنة قبل الميلاد، احتضنت على مداه شعوباً مختلفة من الرومان والبربر والعرب، حتى تحولت اليوم إلى عنوان مأساة لأكثر من 30 ألف نازح هجرّوا قسرا من منازلهم في أعقاب اندلاع ثورة فبراير على يد مسلحي مدينة مصراتة وثوارها، والتهمة الأكبر لمدينة كاملة هي وقوف بعض أبنائها إلى جانب نظام القذافي.
كان عدد سكان المدينة قبل التهجير حوالي 45 ألف شخص، واليوم هناك أكثر من 15 ألف نازح من تاورغاء في 18 مخيما تتوزع على مدن طرابلس وبنغازي وسبها وترهونة وغيرها، يعيش أبناؤها ظروفا حياتية واجتماعية وصحية صعبة مع نقص المياه الصالح للشرب وافتقادهم لأبسط مقومات الحياة اليومية، ومع قدوم فصل الصيف تزداد معاناة اللاجئين بسبب ارتفاع درجات الحرارة ما يجعل حياة الكثيرين خاصة المسنين والأطفال معرضة للخطر. ولعل مخيم قرارة الذي يبعد عن تاورغاء 38 كيلو مترا فقط ومخيم هراوة الذي يبعد حوالي 270 كيلو مترا باتجاه سرت، يمثلان العنوان الأكبر لهذه الكارثة الإنسانية الكبرى بحق مدينة دمرت بأكملها ولم يبق منها سوى الخراب. ورغم التوصل لاتفاق للمصالحة في شباط/فبراير من العام الماضي يقضي بعودة نازحي تاورغاء إلى مدينتهم، مقابل جبر الضرر وتعويض المتضررين من المدينتين، لكن فشل تنفيذ الاتفاق بعد ان منع مسلحو مصراتة النازحين من العودة.

أبعاد سياسية وعنصرية

يقول الناشط الحقوقي عماد إرقيعة من تاورغاء لـ «القدس العربي» ان أزمة ملف تاورغاء لها أبعاد سياسية واجتماعية وعنصرية. وأوضح بالقول: «تتلخص الأبعاد السياسية في ان 90 في المئة من أهالي تاورغاء كانوا مؤيدين لنظام القذافي، عكس الجارة مصراتة التي تقع على بعد حوالي 35 كيلومترا فكان موقف أهالي مصراتة مغايرا ومؤيدا للثورة. وقد استغل النظام أرض المدينة ومزارعها ووضع فيها الآليات والسلاح مع انتشار كبير للجيش خاصة في المنطقة الجنوبية. وأصبحت المدينة مسرحا لأعنف الاشتباكات اليومية وكانت كتائب القذافي تقصف عشوائيا مدينة مصراتة بثوارها. وبعد سقوط النظام هجمت الكتائب المسلحة من مصراتة على أهالي تاورغاء ونكلت بهم وارتكبت أبشع الجرائم بحق الأطفال والمدنيين والعزل مما دفع أبناء المدينة إلى الهروب. أكثر من 45 ألفا هجروا في أيام معدودات من بطش الميليشيات». ويتابع الناشط الحقوقي بالقول: «في تقرير لمنظمة العفو الدولية في سنة 2012 شاركت في وضعه تحت عنوان (إذا كنت تاورغيا فليس لديك مكان في ليبيا الجديدة) يتحدث عن الانتهاكات الممنهجة والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت، فالوضع كان سيئا إلى حدود سنة 2014». وأوضح ان هناك جانبا عنصريا أيضا، فأهالي مصراتة ينظرون إلى أبناء تاورغاء كأنهم مجموعة من العبيد بسبب بشرتهم السمراء، وهي نظرة عنصرية وتمييز بين أصحاب البشرة البيضاء والسمراء تطغى في ليبيا للأسف».
أما عن فشل محاولات حل الأزمة فأوضح: «كل الحلول الموضوعة لم تنجح بسبب تعنت كثير من الأطراف في مصراتة منها المجلس البلدي الواقع تحت تأثير الميليشيات وشركاء المجلس العسكري واتحاد الثوار وغيرها من الميليشيات، بالإضافة إلى أننا لم نلمس نية صافية لدى أهالي مصراتة لحل الأزمة والدليل على ذلك هو ما حدث مؤخرا عندما تم الاخلال باتفاق المصالحة الذي وقع بين المجلس المحلي لكل من مصراتة وتاورغاء برعاية الأمم المتحدة بعد محادثات لأكثر من سنتين بين جنيف وتونس وبروكسل وتفاهم خلالها الطرفان على نقاط سميت «مسودة اتفاق تاورغاء مصراتة» تم اعتمادها من قبل المجلس الرئاسي وتم تحديد يوم الأول شباط/فبراير 2017 موعدا لعودة أهالي المدينة رغم انها مدمرة، لكنها بالنسبة إليهم أفضل من بقائهم في المخيمات. حاول الأهالي العودة بأعداد كبيرة فتمت مواجهتهم بالسلاح من قبل بعض ميليشيات صبراتة. على المستوى السياسي فقد عبرت آنذاك عديد السفارات الأجنبية والمنظمات الدولية عن استنكارها لمنع الأهالي من العودة والإخلال بالاتفاق وخلال هذه الفترة كانت لجنة حوار تاورغاء تتحاور مع بعض الأشخاص من مصراتة بتفويض من المجلس المحلي برئاسة يوسف الزرزاح وفي ذلك الوقت وافقت اللجنة على الاتفاق مقابل دفع الحكومة تعويضات مالية. لكن الحكومة جمدت الأموال بعد ان تم منع الأهالي من العودة».

ورقة ضغط

ويوضح الناشط ان ملف تاورغاء وقع تسييسه مضيفا: «ان الاتفاق لا يزال مجمدا إلى الآن بسبب تسييس الملف وتحويله إلى ورقة ضغط على حكومة السراج من قبل بعض الأطراف الأخرى بينما اليوم هناك مئات العائلات في العراء مع درجات حرارة مرتفعة وخلال شهر رمضان وتوفي في المخيم من 1 شباط/فبراير سنة 2017 إلى اليوم سبعة أشخاص بسبب المرض والوضع الإنساني السيئ».
وأضاف ان وضع أهالي تاورغاء تعيس جدا، فالمخيمات التي يتواجدون فيها كانت عبارة عن مقرات مؤقتة لعمال المصانع وقد حدثت عدة حرائق بها ما أودى بحياة أشخاص وتعرض المخيم لأكثر من هجوم من ميليشيات مصراتة وغيرها». ورغم ذلك فان أهالي تاورغاء مصرين على عدم عسكرة قضيتهم والمطالبة بحقوقهم بكرامة حسب المواثيق والمعاهدات الدولية وتوجهوا اخيرا إلى المجتمع الدولي والهيئات الحقوقية المعنية بملف النازحين. وأكد ان الحلول ليست واضحة في ظل سيطرة الميليشيات وغياب الأمن.
وقال فرج بن جمعة عضو مجلس الحكماء والشورى في تاورغاء لـ»القدس العربي» ان «أزمة تاورغاء هي جزء من أزمة البلاد. وهي نتيجة حالة عدم الاستقرار الذي يعيشه الليبيون والانفلات الأمني الذي يطيل عمر الأزمة». وقال «عند اندلاع ثورة فبراير كانت العلاقات طبيعية بين أهالي المدينتين وهناك علاقات نسب ومصاهرة ولكن مساندة بعض الأهالي لكتائب القذافي خلقت حساسيات لدى أهالي مصراتة». وأضاف «ان هناك اتفاقا وقع بعد جلسات من الحوار برعاية الأمم المتحدة تمخض عن توقيع وثيقة خريطة الطريق وأهم بنودها: تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة ملف الطرفين بما يتفق مع مخرجات اجتماع البلديات الليبية الذي انعقد في 28 و29 كانون الثاني/يناير 2015 في جنيف برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. والتأكيد على حق أهالي تاورغاء في العودة إلى أرضهم من خلال تشكيل لجنة بحث آلية تحقيق ذلك على أرض الواقع وتذليل العوائق وتهيئة الظروف المناسبة من كل النواحي».
واتفق الاجتماع على أن تقوم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا «بمتابعة هذه العملية بالتعاون مع الجانبين». والاتفاق كذلك على ضرورة معالجة الحكومة الليبية للأوضاع الإنسانية الحالية للنازحين. وجبر الضرر للضحايا ومعالجة احتياجات جميع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان. والاتفاق على نوع التعويضات ـ مادية ومعنوية، فردية وجماعية ـ ومعايير تحديدها مع الأخذ بعين الاعتبار جسامة الانتهاكات والأضرار المترتبة عليها.
ولكن تمت عرقلة تنفيذ الاتفاق من قبل بعض الأطراف والميليشيات من أجل مصالح سياسية ودون أدنى اكتراث بالوضع الصعب الذي يعيشه النازحون في المخيمات. وتابع عضو مجلس الحكماء والشورى في تاورغاء: «ان تكون نازحا بسبب الحرب هو أمر صعب، لكن ان تكون نازحا ومشردا على أرض وطنك فهي المصيبة الكبرى». وأكد ان «أطفال تاورغاء يدفعون اليوم ثمنا باهظا من مستقبلهم وحياتهم وأمنهم لذنب لم يقترفوه وليس لهم أي علاقة به».

أي دور للجامعة العربية؟

لقد حصلت مؤخرا عدة تحركات لتسليط الضوء على أزمة ملف تاورغاء منها يوم «أطفال تاورغاء» الذي عقد مؤخرا في مكتب الجامعة العربية في تونس وحضر خلاله نازحون من ليبيا وقطعوا كل هذه المسافات من أجل إيصال صرختهم للعالم. وقد واكبت «القدس العربي» هذا اليوم واستمعت إلى شهادات أبناء مصراتة النازحين الذين تحدثوا بكل حرقة وأسى عن قضيتهم وعن حقهم في العودة إلى منازلهم المهدمة، مؤكدين ان هذه الأزمة تسببت في تشتت العائلات واختفاء البعض بسبب الاختطاف ولا يزال مصير الكثيرين مجهولا. في هذا السياق أوضح صلاح الدين الجمالي مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا لـ «القدس العربي» ان أزمة تاورغاء مفتعلة وهي قضية إنسانية وقع تسييسها وتمت المزايدة واللعب بمعاناة الناس. وقال ان الأزمة بدأت مع سقوط نظام القذافي حيث وقع تهجير كل سكان تاورغاء والتنكيل بهم وتدمير محلاتهم ومنازلهم في عملية غير إنسانية وانتقاما من أهالي ليس لديهم ذنب بما قام به بعض الجنود التابعين لكتائب القذافي. وقال ان ما حدث هو أكبر عملية تهجير جماعي قسري في ليبيا لأكثر من 40 ألف ساكن انتشروا في كل أنحاء البلاد خاصة طرابلس وبنغازي. أما عن دور الجامعة العربية في حل الأزمة فقال: «توجهت شخصيا وزرت بعض المخيمات وعاينت الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيش فيها أهالي تاورغاء في بلادهم دون أي دعم مالي. والمصيبة هو وجود أطفال من غير دراسة وهذا أمر خطير وينذر بنشوء جيل جديد ناقم ورافض الانتماء وجاهز للقيام بأي أعمال فوضوية». وأضاف: «بدأت الأمم المتحدة تهتم بملف تاورغاء وسنة 2013 تم توقيع أول اتفاق من 30 بندا قدمه لي رئيس بلدية تاورغاء ونائب عن تاورغاء والمشكلة ان هذا الاتفاق لم يقع تنفيذه لان المجلس الرئاسي وبلدية مصراتة ليسا في الموقف نفسه».
ثم تواصلت المأساة حتى سنة 2017 حيث بدأت تظهر ملامح جديدة لاتفاق جديد وتم التلاقي بين أهالي المدينتين والاتفاق على العودة في شباط/فبراير مقابل دفع حوالي ثلاثة ملايين دولار كتعويضات واعتقد ان هذه الأمور كلها ثانوية أمام العودة، لان نازحي تاورغاء أناس مشردون. لكن قامت بعض التشكيلات المسلحة الخارجة عن القانون بمنعهم من العودة بدعوى ان حكومة الوفاق لم تدفع التعويض، مما اضطر الأهالي الذين جاؤوا من مخيمات بعيدة في طرابلس وبنغازي وسبها، إلى البقاء في المكان ذاته في الصحاري في تجمعين دون وجود أبسط شروط الحياة بانتظار قبول المجموعات المسلحة بالسماح بدخولهم. وهنا أوضح ان هذه المجموعات المسلحة فرضت بعض الشروط المجحفة حول العودة ولا يجوز ان يخضع أهالي تاورغاء لضغوط تنكيلية بل من حقهم ان يعودوا إلى حياتهم الطبيعية وان يعود أبناؤهم إلى مدارسهم بعد كل هذه المعاناة».

أفق الحل

أما عن أفق الحل فأوضح الجمالي: «الحوار متواصل وهناك تقدم ونأمل ان تتعاون كل الأطراف حتى يعود أهل تاورغاء إلى بيوتهم قبل مجيء الصيف، لان ظروف الإقامة في المخيمات في قلب الصحراء صعبة جدا وخطيرة وغير إنسانية ولا صحية ولا تشرف الشعب الليبي المعروف بتسامحه وكرمه ولديه أخلاق أهل البادية وكرم الضيافة، وعودة الناس إلى مدينتهم خطوة كبيرة في مسار التسامح والتصالح في ليبيا وأعتقد ان هذه الخطوة ـ ان تمت ـ ستساعد على انجاح مسيرة السلام لأنها ستقدم نموذجا لصنع الاستقرار من خلال المصالحة. فلا يمكن قيام دولة مدنية على أسس حديثة وإجراء انتخابات نزيهة وشفافة وديمقراطية دون تحقيق العفو الشامل وان تكون تاورغاء النموذج الأول للعقلانية التي تتغلب على كل غرائز الانتقام. فهناك تجار أزمات وحروب استفادوا من الحال وهم يعملون على إطالة عمر هذه الأزمة أيضا».
وأكد ان مكتب الجامعة العربية في تونس استقبل عديد الوفود من تاورغاء للحديث عن معاناتهم وتم نقل مطالبهم إلى الهيئات المعنية وأضاف: «استقبلنا ممثلين عن سكان تاورغاء وتدخلت شخصيا عدة مرات مع الحكومة الليبية للتذكير بملفهم ونظمنا يوما خاصا بأطفال تاورغاء تمت خلاله دعوة أطفال النازحين واستمعنا إلى بعض الحالات الإنسانية وإلى شهادات بعض الأهلي الذين جاؤوا من ليبيا لإيصال صوتهم للعالم».
ويؤكد الجمالي ان حكومة الوفاق حريصة على عودة الأهالي لكن المشكلة الأكبر تبقى في الميليشيات المتمردة الخارجة عن القانون ورغم ذلك فان المحادثات متواصلة. وعبر الجمالي عن تفاؤله ان تحل الأزمة قبل مجيء الصيف ليصبح موضوع تاورغاء جزءا من الماضي.

11HOR

نازحو تاورغاء الليبية بين الإبعاد القسري وحلم العودة
قرابة سبع سنوات من التهجير والمعاناة
روعة قاسم

مناكفات حزبية في كردستان ورؤية شبه موحدة للتعامل مع بغداد

Posted: 02 Jun 2018 02:13 PM PDT

بعد ظهور النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية العراقية، ومعرفة كل جهة من الجهات المترشحة لحصتها من المقاعد في البرلمان المكون من 329 مقعدا، كانت هناك حوارات، واتهامات، وتصورات وتفسيرات مختلفة، خاصة في عالم الأحزاب الكردية في إقليم كردستان. تلك الخصوصية التي تسطع على المشهد السياسي الكردستاني تختلف إلى حد ما عن الأحاديث في بغداد، لكون ان تلك الانتخابات جاءت بنتائج غير متوقعة وبعيدة عن الاستطلاعات حسب حديث الأحزاب المعارضة في الإقليم، في الوقت الذي يصر حزبا السلطة الرئيسيان في الإقليم (الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني) على أنها نتائج واقعية تأتي من قناعة الناس في الإقليم بهم. وفي ظل الجهود الحثيثة للأحزاب والتكتلات السياسية المنتصرة في بغداد للوصول إلى تشكيلة حكومية جديدة يزداد الحديث الصادر عن الحزبين المنتصرين في الإقليم عن الثوابت القومية التي يتمسكون بها في كل تحالف مقبل، في حين تستمر أحزاب المعارضة الكردستانية بالحديث عن ضرورة التدقيق في النتائج، وعن رفضها القاطع للانتخابات، والرفض ذاته يأتي من الأحزاب العربية والتركمانية في كركوك، والتي تظاهر مناصروها ضد المفوضية العليا للانتخابات بعد حصول حزب الاتحاد الوطني الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني على ستة مقاعد من أصل ثلاثة عشر مقعدا للمحافظة الغنية بالنفط. وفي خضم تلك التصورات، والتخاصمات، والنتائج، يسطع السؤال التالي: إلى أين يتجه الإقليم؟ وما هي خريطة التحالفات المقبلة للأحزاب الكردية في بغداد على ضوء الأوضاع الحالية المتعلقة بالخصام بين الإقليم والمركز علـى ملفات عدة منها (المناطق المتنازع عليها) وقضايا تتعلق بالميزانية، وملف النفط والغاز، وغيرها الكثير من الخلافات التي تحتاج إلى حل نهائي؟

النتائج والانطباعات

في الإعلان الذي صدر عن المفوضية العليا للانتخابات العراقية كان الناس يتابعون نتائج أحزاب الإقليم أكثر من نتائج التكتلات في بغداد، في الوقت الذي كان ممثلو الأحزاب الكردية يتابعون نتائجهم ونتائج الأحزاب العراقية الأخرى لفهم الخريطة السياسية المقبلة، ولمعرفة أي جهة أقرب للتحالف معهم. وبينما كانت كتل المعارضة تظن أن النتائج ستأتي على هواها حصل العكس، فقد حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على ثمانية وعشرين مقعدا، وحصل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على ثمانية عشر مقعدًا في حين حصلت المعارضة على غرار «حركة التغيير» (كوران) على 5 مقاعد، و»الجيل الجديد» على 4، وحصل كل من «تحالف الديمقراطية والعدالة» المنشق الحديث عن الاتحاد الوطني وبرئاسة برهم صالح و»الجماعة الإسلامية» (كومال) و»الاتحاد الإسلامي الكردستاني» على مقعدين لكل منهم. وفي حين رأى علي كريم المتحدث الرسمي عن تحالف الديمقراطية والعدالة والمرشح عنها بصورة متشائمة ان النتائج الانتخابية «قد خلقت أزمة أخرى للعراقيين» بسبب «التزوير الفاضح الذي رافق الانتخابات» حسب قوله، كرر وصف تلك الانتخابات بأنها «أسوء انتخابات في تاريخ العراق الحديث» وتحدث عن تخوفه «من حدوث صدامات داخلية» نتيجة «انقلاب الكتروني» في توصيفه الناقد والمتعلق بالآلية الالكترونية «البايومتري» التي اعتمدتها المفوضية في الانتخابات الحالية. وبدا أحمد كاني، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ومسؤول الفرع الثاني للحزب، والذي مقره مدينة أربيل عاصمة الإقليم، أكثر مرونة وأكثر واقعية عند الحديث عن النتائج المعلنة رغم ان «تلك الانتخابات من الناحية التكتيكية لم تكن موفقة» ورغم حديثه «عن النواقص في الانتخابات» إلا أنه دعا «رغم عدم رضا الناس عن الانتخابات إلى التعامل مع النتائج» لإيجاد مخرج لوضع العراق السيء. وركز كاني على ان تلك نواقص تأتي نتيجة «تراكمات سابقة تشمل ملف داعش والتنافر السياسي بين القوميات والطوائف» إلا أنه أصر على ان النتائج في محافظتي دهوك وأربيل التي يتواجد ثقل حزبه فيها كانت «الأكثر نزاهة» بسبب «نسبة المشاركة العالية عن غيرها من المحافظات العراقية الأخرى».
وبعيداً عن رأي الأحزاب السياسية المتضادة تحدث دلاور علاء الدين مدير مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث «ميري» وهي مؤسسة معنية بالأبحاث السياسية ومقرها في أربيل بصورة أكثر إيجابية، ووصف الانتخابات بأنها «دافع مهم للتغيير». وقال أن نتائج الانتخابات «بدلت فعلاً الخريطة السياسية في العراق» وسلط الضوء على أهمية كل الأحزاب الفائزة رغم اختلاف عدد مقاعدها لكون «الكل المنتصر يحتاج إلى توافقات ومساومات لتكوين الأغلبية الكافية لتشكيل الحكومة المقبلة». علماً، أن النتائج لم تأت بمنتصر ساحق كون الفائز الأول في الانتخابات أي تحالف «سائرون» الذي يقوده رجل الدين الشيعي السيد مقتدى الصدر قد حصل 54 مقعداً فقط، وهو عدد من المقاعد أقل بكثير من النصاب القانوني المطلوب لتشكيل الحكومة. ولذلك يقول دلاور «ان النتائج الحالية هي فرصة للأقلية لتفرض مطالبها على الأكثرية عند تشكيل التكتلات».

الحصة الكردية في المناطق المتنازع عليها

على الرغم من الخلافات المتزايدة بين الأحزاب الكردية الفائزة في الانتخابات البرلمانية العراقية، وتصاعد نبرة الاتهامات بالتزوير والتلاعب بالنتائج، ووصول الحال إلى مشاحنات عميقة أقرب ما تكون إلى المسلحة، إلا أن تلك الأحزاب متفقة فيما بينها على أن التمثيل الكردي في المناطق المتنازع عليها مقارنة بالتواجد الكردي هناك مقبولة رغم تحفظ المعارضة على ذهاب التمثيل الكردي هناك إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني في نينوى وحزب الاتحاد الوطني في كركوك حيث حصل الديمقراطي على ستة مقاعد في نينوى، وحصل الاتحاد الوطني على ستة في كركوك، بالإضافة لكرسي في ديالى وآخر في نينوى. تظن الأحزاب الكردية التي تعارض الحزبين الرئيسين، إن عملية تحويل تلك المقاعد لصالح الحزبين الرئيسيين هي عملية غير سليمة. وبينما يلاحظ ان الحديث في الشارع الكردي يجري بإيجابية عن أهمية التمثيل الكردي في المناطق المتنازع عليها، يتساءل الكثير من المواطنين عن كيفية توظيف ذلك التمثيل بعد عودة القوات العسكرية العراقية إلى السيطرة عليها، وبعد خروج قوات البيشمركه من تلك المناطق التي ظلت فيها منذ دخول تنظيم «داعش» الإرهابي للموصل. وبينما يصر علي كريم على ان نتائج التصويت للحزبين الرئيسيين مخالفة للوقائع متحدثاً عن «أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في الإقليم، وأحداث كركوك الأخيرة، وعدم نجاح الاستفتاء، لا بد ان تكون كلها عوامل تقلل من مناصري الحزبين» يصر أحمد كاني على ان المواقف القومية الثابتة لحزبه هي التي رجحت كفته على الأحزاب المعارضة، ويفيد كاني في تفسيره لحصول حزبه على المرتبة الثانية في محافظة نينوى «لكونه يشكل التمثيل الحقيقي للكرد» بالإضافة «إلى إن استقبال الإقليم للنازحين من تلك المناطق كان له دور مهم في التصويت لصالح ممثلي الحزب هناك». وفي تتبع بسيط للآراء العامة يتفق الجميع فيما يبدو على ضرورة التمسك بحل قضية المناطق المتنازع عليها على اعتبارها جزءا من خريطة الإقليم. ويتحدث علي كريم عن ان سبب تركيزهم على تسليط الضوء على (عمليات التزوير الفاضحة) حسب قوله، هو «لحماية صوت الناخب الذي سيخسر ثقته بنا عند الدفاع عن قضاياه المركزية كقضية المناطق المتنازع عليها والميزانية بعد فشلنا في حماية صوته الانتخابي». في حين اعتبر كاني إن البرامج الانتخابية للأحزاب المعارضة في الإقليم كانت غير قريبة من المطلوب «فبينما كنا نتحدث عن ضرورة الدفاع عن حقوقنا في بغداد، كانت الأحزاب المعارضة تتحدث عن أخطاء الحزبين الرئيسيين في الإقليم» وركز على «ان الانتخابات كانت في المركز ويصوت الناس للذي يدافع عن حقوقه هناك».

تحالفات مستقبلية

وبينما تشد الأحزاب والتكتلات الفائزة من حراكها في بغداد في مسعى من الجميع لتشكيل موطئ قدم له في الخريطة الحكومية المقبلة تطفو على السطح تصورات عن شكل التحالفات المستقبلية، وعن خطط أمريكية، وثانية إيرانية، وثالثة خليجية، لتشكيل التحالف المقبل، الذي سيحدد شكل الحكومة القادمة. وبينما كان صعود تيار السيد مقتدى الصدر على حساب العبادي بمثابة مفاجأة للمحيط، إلا أن الحديث في أربيل فيما يبدو يتجاوز موضوع الكتلة المنتصرة بقدر ما يركز على ان التحالف المقبل لا بد أن يقر بالحقوق الدستورية للإقليم، وبضرورة تبنيه حلا للمشاكل العالقة بين المركز والإقليم. وبينما يتحدث دلاور علاء الدين بأنه «لا يوجد أحد يستطيع التنبؤ بالتحالفات المقبلة» إلا أنه يتحدث بإيجابية في الوقت ذاته عن «فيما يبدو لا توجد أي خطوط حمر تمنع التحالف بين الكتل الفائزة». وفي الوقت الذي يصر علاء الدين على «ضرورة ان يتحاشى العراق ان يكون ساحة لتصفيات الحسابات بين الدول» يعتقد ان «من المفيد للأحزاب الكردية المشاركة في الحكومة المقبلة». ويتفق فيما يبدو أحمد كاني، ودلاور علاء الدين، وعلي كريم ومعظم الساسة والحزبيين الكردستانيين على ضرورة تحديد نقاط مشتركة تمثل الحقوق الدستورية للمطالبة بها سواء كانت تلك الأحزاب جزءا من الحكومة المرتقبة أو في صفوف المعارضة في البرلمان. وتلك الحقوق كما يقول كريم تشمل (المادة 140 وقانون النفط والغاز والميزانية والبيشمركه). وفي ما يبدو ان الجميع يتجه إلى توحيد المطالب والتركيز على استحصالها من بغداد، يتمسك الجميع أيضا بالاستمرار في التنافس السياسي على التمثيل في أربيل.
وبينما ما زالت إشكاليات النتائج البرلمانية في العراق لم تنته، وخاصة بعد إعلان المفوضية العليا للانتخابات، وتحت ضغط عام عليها تتهمها بالتزوير وبغض النظر عن الانتهاكات التي رافقت العملية الانتخابية، وعن متابعتها للشكاوى، تتجه الأحزاب الكردية إلى التركيز على الانتخابات البرلمانية المقبلة في الإقليم. ويجري الحديث في صفوف الحزبين المنتصرين عن نصر شبه مؤكد في الانتخابات المقبلة بعد الانتصار في الانتخابات البرلمانية للمركز، وتصر أحزاب المعارضة على أن التمثيل في برلمان الإقليم سيكون في صف المعارضة، وخاصةً ان النظام البايومتري الذي اعتمدته المفوضية العليا في العراق لن يجد له مكانا في إقليم كردستان حسب الإعلان الأخير للمفوضية المستقلة للانتخابات في الإقليم. ومع تخوف الناس من ان يتحول الخلاف الداخلي إلى صدامات بسبب نتائج الانتخابات الأخيرة، يظن البعض ان تسهيل سير عملية الانتخابات البرلمانية المقبلة في الإقليم، والتركيز على نزاهتها، سيكون متنفسا مقبولا من الجميع للاحتقان الحالي.

مناكفات حزبية في كردستان ورؤية شبه موحدة للتعامل مع بغداد

براء صبري

قلعة الحصن في سوريا: من إمارة صليبية إلى تدمير ممنهج

Posted: 02 Jun 2018 02:13 PM PDT

يقول باحثون سوريون: إن قلعة «الحصن» التاريخية والأثرية، والقابعة وسط سوريا، قد دارت بها الأيام دورة تاريخية كاملة، قلعة أوجدتها الحروب والنزاعات، لتصبح بعد ذلك مركزاً تجارياً ومركز زود للحجاج، عم فيها الهدوء، وبعد قرون طويلة مرت، عادت الحرب للقلعة التي تعتبر أحد أشهر قلاع الشرق الأوسط.
الحصن قلعة كاثوليكية تعود لفترة الحروب الصليبية بين القرون الـ 11 و13 عشر ميلادي، وتقبع ضمن سلسلة جبال الساحل ضمن محافظة حمص وسط سوريا، وتتموضع على بعد 60 كيلومتراً من المدينة، ونظرا لأهمية القلعة تاريخيا، سُجلت على لائحة التراث العالمي إلى جانب قلعة صلاح الدين الأيوبي.
تشتهر القلعة باسم «الحصن» إلا إن معنى القلعة في العربية، يعني «قلعة المعقل» وهو مستمد وفق مصادر تاريخية من أحد الأسماء السابقة لها، والتي كانت تعرف تاريخياً بقلعة «الأكراد».

جسم القلعة

قلعة الحصن، تتكون وفق مراجع متعددة، من حصنين اثنين، أولهما «حصن داخلي» وهو يشكل قلعة مستقلة عن الخارجية، ويتكون من طابقين اثنين، محاط بأبراج شاهقة، وبخندق مائي، يبلغ طوله سبعين متراً.
كما ان لها ثلاثة أبواب مشرعة على الخندق المائي، بالإضافة إلى بوابة رئيسية تصل ما بين القلعة الخارجية بواسطة دهليز ذو انحدرات وميول، تتموضع في داخله العديد الأقبية والقاعات، واسعة الاستخدام أهمها قاعة «الفرسان» وكنيسة تحولت في وقت لاحق إلى مسجد ومسرح.
أما القلعة الخارجية، فكانت مصممة وفق استراتيجيات دفاعية رصينة، ففهيا 13 برجاً دفاعياً، بالإضافة إلى خندق يحيطها، ومجموعات أخرى من الأبراح العالية، والمستودعات، وأماكن مخصصة كإسطبلات للخيول، وغرف جلوس، وطوابق على شكل قاعات، ومخبزاً خاصاً بقاطني القلعة.

فن عسكري معماري

شهرة القلعة تاريخياً، كان مصدرها العديد من الدراسات الحديثة، تطور الفن العسكري المعماري مع توالي العصور والحضارات، والتي كان أولها في العصر الصليبي في الشرق الأوسط، إذ عكست القلعة في تحصيناتها، تطوراً كبيراً بتطور الأنظمة الدفاعية في تلك الحقبة، وبناء الأبراج، التي سبقت العديد من القلاع والتحصينات في أوروبا آنذاك.
فالقلعة، وفق دراسة أجراها موقع «رصيف» مطلع العام الحالي، مزجت ما بين حضارات الشرق والغرب، وامتدت مساحتها إلى 240 متراً، من الجهة الشمالية إلى الجنوبية، وإلى امتداد 170 متراً من الشرق إلى الغرب، لتجري عملية توسعتها على عدة مراحل، من الصليبيين إلى حكام العصر الإسلامي بعد ذلك.

دورة تاريخية

التطوير الذي عاشته القلعة، حولها من كردية إلى حصن صليبي ثم إلى مقر ملكي، كما حظيت القلعة في عهد الانتداب الفرنسي لسوريا، بعناية خاصة وكبيرة من جانب الفرنسيين، فكانت مركزاً للجذب السياحي. لينتهي بها المطاف بعد إعلان استقلال الجمهورية العربية السورية، إلى موقع سياحي، ثم عادت الحرب في عام 2011 لتعيد دورة الحياة التاريخية للقلعة مجدداً، مما أدى إلى إلحاق العديد من الأضرار في القلعة، على يد طرفي الصراع في البلاد.

زلزال مدمر

تعرضت قلعة الحصن في عام 1157 ميلادي، إلى زلزل، امتدد إلى العديد من الأحياء السكنية في بلاد الشام، وفي عام 1169 ميلادي، كان الزلزل أشد تدميراً، فلم يبق فيها سور قائم، الأمر الذي دفع الصليبيين إلى إعادة بنائها وتجديدها، وترميم الأجزاء المنهارة، لتصبح نتائج الزلزل المدمرة، بداية لتطوير تحصينات القلعة وأوتادها.
وفي عام 1201 ميلادي، ضرب القلعة ثالث زلزال مدمر أحدث فيها أضراراً واسعة، وبعد هذا الزلزال بدأ الطور الثالث من إعمار القلعة نتجت عنه حلقة الدفاع الخارجية والجدار المنحدر الضخم في الجهة الجنوبية والمستودع خلف الواجهة الجنوبية.

الفتح الإسلامي

قام السلطان المملوكي الملك الظاهر بيبرس بأول محاولة لتحرير القلعة من الصليبيين عام 1267 ميلادي، بعد أن حرر كل الحصون والأبراج المجاورة والقريبة منها، وأعاد الهجوم مرة أخرى عام 1269، ثم أعد العدة والعتاد لاقتحام القلعة وبدأ حصارها الرسمي في شتاء عام 1271 م، الذي استمر شهرا ونيف. ليتم إعلان فتح القلعة في السادس من شهر نيسان/أبريل عام 1271 بقيادة السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، بعد أن استسلم الفرسان مقابل خروجهم إلى طرابلس.
الظاهر بيبرس العلائي الصالحي النجمي، لقب بأبي الفتوح، سلطان مصر والشام ورابع سلاطين الدولة المملوكية ومؤسسها الحقيقي، بدأ مملوكاً يباع في أسواق بغداد والشام وانتهى به الأمر أحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط.
وبعد فتح القلعة، أمر الظاهر بيبرس بتجديد وإعادة بناء ما تم تهديمه منها، بهدف إعادتها بشكل فوري لدائرة الخدمة، وفعلاً تم تدعيمها بشكل كبير، وخاصة من ناحية الأبراج، وكان أبرزها برج «الظاهر بيبرس» في الواجهة الجنوبية منها.
ولعبت القلعة أيضا دورا مهما في تزويد الحجاج بالمؤن اللازمة بحكم وقوعها على طريق الحج إلى القدس فيما بعد منطلقا لتحرير قلعة المرقب على يد السلطان المملوكي قلاوون عام 1285، وفق العديد من المصادر ومراكز الدراسات.

عودة الحرب

الباحث المختص في الآثار السورية عدنان المحمد، قال لـ «القدس العربي»: تمت عملية السيطرة من قبل الجيش السوري الحر على القلعة بسهولة في عام 2012، وذلك لعدم وجود تحصينات عسكرية بشكل كبير، حيث كان فيها بعض العناصر وعدد من الحراس، الأمر الذي جعل سيطرة الجيش الحر، على القلعة سهلا، علماً أن عناصر فصائل المعارضة التي شاركت في السيطرة على القلعة هم من أبناء المناطق المجاورة والملاصقة لها.
وبعد عامين من سيطرة المعارضة على القلعة، وفي آذار/مارس 2014 حشد النظام السوري قوات عسكرية كبيرة، اقتحمت منطقة القلعة، لتسيطر عليها قوات النظام بعد شهرين من المواجهات بين الجانبين.
وخلال هذه المواجهات، استخدمت كافة الأسلحة من قبل النظام السوري، في حين لم تكن المعارضة السورية، وفق المصدر، قد حصلت على أسلحة ثقيلة، وبالتالي كل التهم الموجهة للمعارضة بتدمير أجزاء كبيرة من القلعة هو أمر مرفوض، لأن معركة السيطرة على القلعة لم تكلف المعارضة سوى ساعات قليلة، أما عندما عاودت قوات النظام السيطرة عليها، استهدفتها بشكل مباشر بالدبابات والمدفعية الثقيلة.

تدمير ممنهج

وقال الباحث السوري: النظام السوري هاجم القلعة آنذاك كحرب حقيقية، فقصفت قواته القلعة بشكل مباشر، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من الجدران، والأبراج.
وأكد الباحث عدنان المحمد لـ «القدس العربي» بأنه عاين القلعة والدمار الكبير الذي ألحقته قوات النظام السوري في جدرانها وبنيتها، بعد يومين فقط من وقوع الهجوم على القلعة ومحيطها.
وأشار إلى إن فترة سيطرة الجيش السوري الحر على المنطقة الأثرية التاريخية، والممتدة من 2012 إلى 2014 تعرضت قلعة الحصن إلى أكثر من عملية قصف من قبل النظام، إذ استخدم الطائرات العامودية والحربية في دك القلعة خلال عملية استعادتها، وتحصن الجيش السوري الحر فيها بأسلحته الخفيفة، لتؤدي الاشتباكات مع طول مدتها، إلى زيادة دمار المواقع الأثرية فيها.

طرفا الصراع

وحمل الأثري، طرفي الصراع المسؤولية عن الدمار الذي لحق بالقلعة، وأكد أن النظام السوري استخدم كافة أنواع التدمير ضد السوريين، بالتالي كان لا بد من مقاومته، وتلك الفترة كانت مرحلة ضعف بالنسبة للثوار، من ناحية الإدارة، وكان كل اهتمامهم يصب على حماية الإنسان السوري، مما أدى إلى ارتكابهم بعض الأخطاء تجاه المعالم الأثرية، وهكذا يكون النظام هو المسؤول الأول والأخير عن ما آلت إليه القلعة، وما صابها من تدمير ودمار.

إجرام اليونيسكو

كما حمل الباحث، المجتمع الدولي، مسؤولية ما جرى في المعالم التاريخية والأثرية في المجمل، ومن بينها قلعة الحصن، بسبب تخليه عن سوريا الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، واهتمامه بمناطق سيطرة النظام، وهذه السياسة التي اتبعتها «يونيسكو» وهذا التجاهل ساعد على زيادة الضرر على الآثار، معتبرا أن مسؤولية يونيسكو حيال ذلك، تساوي الجرائم المرتكبة من قبل النظام بحق المواقع الأثرية.
ونوه المصدر، إلى عدم وجود أي مشروع دولي أو وطني، لترميم المواقع الأثرية في سوريا، حتى إن جرت عمليات الترميم، فتجري بشكل ضيق، تشوه الآثار وقيمتها التاريخية، وأن آلية الترميم العشوائي، تعتبر أسوأ من الدمار ذاته.

سرقة الآثار

أبو جعفر المغربل، وهو من الناشيطن السوريين في الثورة في محافظة حمص، قال إن النظام السوري وحزب الله اللبناني، قاموا بسرقة غالبية الآثار الثمينة في القلعة، وبيعها خارج الحدود. وأشار إلى ان معرفة قيمة أو نسبة الآثار المسروقة في الوقت الراهن صعب، بسبب سيطرة النظام وحزب الله والدفاع الوطني على كامل المنطقة.

قلعة الحصن في سوريا: من إمارة صليبية إلى تدمير ممنهج

حسام محمد

ما بين «كسر الصمت» و«2048»: فضح المؤسسة العسكرية والتنبؤ بزوال الكيان الصهيوني

Posted: 02 Jun 2018 02:12 PM PDT

العديد من المؤلفات والأعمال الفنية التي تصدر لتندد بأفعال الكيان الصهيوني في الأرض المحتلة، سواء كانت عربية أو غربية، تبدو كأصوات كاشفة وفاضحة لسياسات الاحتلال. لكن في الآونة الأخيرة ظهرت مثل هذه الأعمال من داخل الكيان الصهيوني نفسه، سواء من خلال منظمات مدنية أو فناني السينما. كان فعل التوثيق هو السبيل للكشف عن فساد الدولة المزعومة، التي تحتال بمسمى أو مفهوم الديمقراطية وتستميت في تمثله، مقارنة بدول الجوار المعروف سلفاً كيف تكون وتعيش أنظمتها الحاكمة.
ومن داخل إسرائيل تتصاعد أصوات المغضوب عليهم من السلطة الإسرائيلية نفسها. ذلك من خلال عملين أولهما كتاب توثيقي تم من خلال منظمة بعنوان «كسر الصمت»، والآخر فيلم عنوانه «2048»، ينتهج التوثيق متوسلاً بالخيال، ليعلن في النهاية زوال هذا الكيان المسمى بـ (إسرائيل).
و»كسر الصمت» منظمة غير حكومية تأسست عام 2004 بمبادرة من جنود إسرائيليين وعدد من كبار المحاربين السابقين في الجيش، حيث تقوم المنظمة بجمع شهادات حول العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وقد جمعت أكثر من 700 شهادة من المجندين وجنود الاحتياط، التي تتناول أكثر من عشر سنوات منذ بداية الانتفاضة الثانية. وتهدف المنظمة إلى فضح المؤسسة العسكرية والحكومة الإسرائيلية أمام الرأي العام الإسرائيلي والعالم، وهي المرّة الأولى التي يتم فيها ذلك من خلال وجهة نظر إسرائيلية خالصة، مما كان له التأثير الكبير داخل أروقة الحكومة الإسرائيلية والمتشددين، الذين حاربوا المنظمة إعلامياً، حتى أنهم وجهوا هجوماً عنيفاً لكتاب يستعرض هذه الشهادات قبل صدوره، بمجرد إعلان المنظمة عن فكرته!

ويكيليكس إسرائيلي

يتضمن الكتاب شهادات أكثر من مئة من الجنود السابقين في الجيش الإسرائيلي، يتناول تجربتهم داخل الأراضي الفلسطينية، وما كانوا يقومون به من أعمال طالما ادعت الحكومة والعسكرية الإسرائيلية أنها فقط أعمال وقائية، ولكنها في حقيقتها عمليات عسكرية هجومية منظمة، وهو ما يتنافى والموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية الذي يؤكد أن وجود الجيش في هذه المناطق يُعد عملاً وقائياً ليس أكثر. كما يشير الكتاب، إلى أن الجيش الإسرائيلي يتبع سياسة أخرى تقوم على (الفصل)، أي عزل الفلسطينيين ليس فقط عن الإسرائيليين، بل أيضاً عن بقية الفلسطينيين في المناطق الأخرى، سواء في الضفة الغربية أو في غزة. كذلك اعتاد المستوطنون مهاجمة الفلسطينيين، بدون أي تدخل أو ملاحقة من قِبل الجيش، كما يتلقى بعض الجنود الأوامر من المستوطنين بشأن كيفية التعامل مع الفلسطينيين.
من خلال شهادات الجنود وما يقومون به بالفعل داخل الأراضي الفلسطينية، يتضح أن الحكومة الإسرائيلية تريد أن يشعر الفلسطينيون بأنهم دوماً مراقبون وتحت السيطرة، ذلك من خلال مظاهر عدة يقوم بها الجيش، كتفتيش المنازل في أي وقت ولأسباب واهية، والتجول الليلي في الشوارع، وتفجير الغاز المسيّل للدموع والقنابل الضوئية، وخلق جلبة وصخب شديدين، بهدف إشعار الفلسطينيين بأن الجيش موجود في كل وقت وكل مكان، ولا يمكن مهاجمته، وهو ما يسمى في لغة الجيش الإسرائيلي «توليد الإحساس بالمطاردة» كما يقول إيهودا شاؤول، أحد مؤسسي منظمة «كسر الصمت»، البالغ من العمر 27 عاماً، الذي خدم في صفوف الجيش لمدة ثلاثة أعوام بين 2001 و2004.

أطلقوا النار بدون أسئلة

يستطرد شاؤول قائلاً، إنه خلال خدمته العسكرية في الخليل، حيث يعيش 600 مستوطن يهودي متطرف بين حوالي 220 ألف فلسطيني، كان يتفنن هو ورفاقه الجنود في كيفية إذلال الفلسطينيين، من تفتيش سياراتهم وإيقاع الضرر بممتلكاتهم وتدنيس أمواتهم وتحويل حياتهم إلى جحيم. وطالما تمنى شاؤول محاكمته، إذ أنه ارتكب خلال خدمته العسكرية أعمالاً عديدة يستحق بسببها قضاء عشرات السنين في السجن. وأوضح سبب عدم محاكمته قائلاً، إن محاكمته كانت ستورط رؤساءه أيضاً، مضيفاً أنه كان يتمنى لو حدث ذلك، لأن لو تم ذلك لكان حقق الحدث السياسي الأهم في حياته، أي تحمّل مسؤولية ما فعله، وأضاف أن مجمل نظام الظلم الممارس في الضفة الغربية كان سيحاكم معه أيضاً. وفي أعقاب أحداث غزة يستحضر الكتاب شهادة أحد الجنود الذي قال «كانت الأوامر تتلخَّص بعدم الالتزام هذه المرة بالتي كنا نتلقاها سابقا وتدعو إلى تفادي التعرض للمدنيين… قيل لنا إن واجهتم مشكلة ما أطلقوا النار بدون طرح أسئلة».
وتستمر الشهادات المفزعة فيقول أحد أفراد لواء «جفعاتي» إنه سمع مجموعة من الجنود يتحدثون على العشاء قائلين إنهم طرقوا باب أحد المنازل، ولم يسمعوا أي جواب، فقاموا بوضع قنبلة تستخدم في العادة لدك الأبواب وتسهيل دخولهم، ولكن في لحظة تفجير القنبلة فتحت سيدة الباب، ما تسبب في تعرضها للانفجار وتطاير أشلائها على الحائط. وأضاف أحد الجنود أن أطفالاً خرجوا بعد الانفجار ليشاهدوا أشلاء والدتهم، إلا أن أحد الجنود أدلى بتعليق هو أن ذلك الحدث كان أمراً مضحكاً وأعقب هذا التعليق بضحكة عالية! كما أشار أحد الجنود إلى حادثة إرسال شاحنة عسكرية في قرية طوباس عام 2003 وإلقاء قنابل الصوت في الشارع لإيقاظ الناس، فقط للتأكيد بأن جيش الاحتلال متواجد في المنطقة، كذلك يستطرد الجندي نفسه، متذكراً واقعة إطلاق النار على رجل أعزل في نابلس عام 2002، وقد أمر قائد السرية بإطلاق النار على رجل أعزل، مع علمه أنه لا يشكل أي خطر، إضافة إلى ربط رجل فلسطيني آخر أمام مركبة عسكرية كدرع بشري خلال التجول في الشوارع تفاديا للرشق بالحجارة.

«2048»

فقط مئة عام هي كل عُمر دولة إسرائيل (1948 ــ 2048) وستصبح أثراً من آثار التاريخ، مجرد ذكرى مشوّشة في عقول مَن عاصروها. ليتحول حلم ثيودور هرتزل إلى وثائق متربة تتحدث عن دولة كانت، ومقابر مندثرة في أماكن متفرقة، ولاجئين في دول العالم يحلمون من جديد بالعودة إلى الأرض الموعودة. هكذا يرى الفيلم العبري «2048» لمخرجه يارون كفتوري زوال الكيان الإسرائيلي عن العالم، فإسرائيل ستأكل نفسها، وستصبح مجرد عاديات أثرية في متجر رجل فلسطيني يحكي عن تاريخ قديم لم يعرفه أحد، وقد عاد الفلسطينيون إلى أراضيهم وإقامة دولتهم، حسب دورة التاريخ وحتميته.
يرى الفيلم أن الكيان المسمى دولة، أنها دولة بوليسية في الأساس، كما أن مشكلاتها الداخلية المتأصلة، التي لا تحب إسرائيل ذكرها وكأنها من التابوهات، هي التي ستقوّض هذا الكيان وتفنيه. فالفساد المستشري لدى الفئة الحاكمة، والنزاع الطائفي العلماني، والمعاملة السيئة للعمال الأجانب، والتفاوت الطبقي الصارخ، كلها أسباب كافية لتدمير إسرائيل ذاتياً، ليصحو العالم ذات يوم ويبحث عن اسم إسرائيل في متحف التاريخ، بعد مئة عام من كابوس ثقيل كان يجثم على ضمير هذا العالم.
من خلال خيال توثيقي يحاول مخرج إسرائيلي، يوجو نيتزر، في عام «2048» البحث عن إسرائيلي الشتات الجديد، بعدما دُمرت إسرائيل وانتهت تماماً، ولم تعد باقية فقط إلا في ذكريات مَن شهدوا نهايتها وعاصروها. وعن طريق حوارات مُتخيّلة يحاول الفيلم اكتشاف أسباب ما حدث، وشعور هؤلاء بعد زوال دولتهم. وهنا لا يوجد إلا قِلة من الناس تروي حكاياتها بالعبرية واليديشية ــ لغة الأشكيناز ــ عن كيفية طرد العرب لليهود، وإقامة الدولة الفلسطينية. وشهود العيان هؤلاء، والمشتتون في عدة أماكن كقبرص وغيرها، استشعروا خطر زوال دولتهم، ففروا هاربين، ليواصلوا حلماً قديماً بمجرد فقط العودة إلى أرض الميعاد، والعيش كأقلية مسالمة ورعايا في الدولة الفلسطينية.
تبدأ حكاية الفيلم بعثور المخرج الشاب في عام 2048 على شريط لفيلم وثائقي، قام جده بتصويره عام 2008، في الذكرى الستين لتأسيس الكيان الصهيوني، وما كان عليه من صلف وتعنت، ليسرد الواقع الإسرائيلي الحالي، من وجهة نظر الماضي، وبالعودة إلى عام 2048 اللحظة الراهنة للمخرج، وبالمقابل لا يجد من إسرائيل التي كان يشاهدها كما صورها جده سوى مقابر تشهد على وجودهم في ما مضى، وبعض الجرار الفخارية التي تحتفظ برماد موتاهم، وقسم مهجور للدراسات الصهيونية في مكتبة برلين يعلوه التراب ولا يقربه أحد، وكأنهم لا يريدون تذكّر هذا التاريخ البائد، إضافة إلى متجر لبيع التذكارات في فلسطين، حيث يقوم فلسطيني ببيع السائحين آثار تاريخ كان ولن يعود.
يرى مخرج الفيلم وكاتبه يارون كفتوري أن اليهود اليوم لا يزالون يعيشون على تقاليد الصهيونية البالية، ويحيون على أساطير تاريخية لا أساس لها من الصحة، فالصهيونية عيوبها كثيرة وأبرزها الانشغال المفرط بالذات، والتعالي ورفض الآخر، لتصبح بهذا الشكل عبارة عن مجرد محاولة أيديولوجية فاشلة، مصيرها إلى زوال. فيقول «إسرائيل اليوم مختلفة تماماً عن حالها قبل عدة عقود حينما أردناها دولة ديمقراطية وليبرالية، فصارت شوفينية لا تؤمن إلا بالقوة». المخرج الذي عارض من قبل احتلال الأراضي العربية عام 1967، يرى الآن أن الخطر الداخلي أشد من مخاطر إيران والعرب وغيرها من التهديدات الخارجية. ورغم المهاجمة الشديدة للفيلم، خاصة من قِبل اليمين والمتطرفين اليهود، إلا أن بعض الأصوات العاقلة داخل إسرائيل رأت في الفيلم أنه يسرد نتائج حتمية لواقع شديد القلق والاضطراب.

11ADA

ما بين «كسر الصمت» و«2048»: فضح المؤسسة العسكرية والتنبؤ بزوال الكيان الصهيوني

محمد عبد الرحيم

كيف تعلم تَورُو تاكَيمِيتسُو الموسيقى؟

Posted: 02 Jun 2018 02:12 PM PDT

لطالما فضلتُ وصف الموسيقى الكلاسية بالعالمية، لا بالغربية. فهي، ورغم أن منشأها كان في الغرب دون أدنى شك، وفي أوروبا على وجه التحديد، فهي قد اكتسبت صفة العالمية عن جدارة لانتشارها في جميع قارات العالم ونتيجة لطبيعتها، ما جعل منها اللغة المشتركة التي تكثر الإشارة إليها. إن توحيد أصول التدوين الموسيقي، الذي جرى على خط متعرج تارة، ومنقلب على نفسه تارة أخرى على مدى قرون عدة، إحدى أهم سمات الموسيقى هذه، وفي الوقت ذاته، إحدى أهم العناصر التي تمكن المؤلف مهما تكن أصوله من تقديم أعماله في قالب في وسع كل مَن تعلم قواعد التدوين الموسيقي أن يقرأه، في الأقل، أما أن يحلله ويفسره، فذلك أمر آخر يتطلب أن يكون المرء متبحراً في ثقافة المؤلف وفي المهاد الثقافي الذي يتوسده. وسمة إمكانية قراءة الموسيقى هذه هي التي تغلب صفة العالمية على الموسيقى الكلاسية، وتجعل من تسميتها بالغربية ناقصة، بل ومضللة، إلا عند التكلم عن مصدرها.
ولكن، كيف لمَن يرغب بالتأليف أن يصبح مؤلفا؟ وماذا إذا لم تتوفر له مدارس ومعاهد متخصصة، بل واستحالت لديه إمكانية الدراسة الخصوصية لدى مؤلف ما، في بلد منشأه البعيد عن أوروبا؟
وعوضاً عن وصف المسيرة الموسيقية لمؤلف غير غربي، دعونا نستمع إلى إجابات عن هذه التساؤلات وغيرها صدرت على لسان تَورُو تاكَيمِيتسُو (1930-1996) أحد أهم أعلام الموسيقى العالمية في اليابان المعروف بغزارة إنتاجه، في حوار أقامه معه كارستِن فِت، مدير دار الحفلات الموسيقية في فِيَنا، على هامش مهرجان الموسيقى المعاصرة في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1993. ولنتذكر في هذا السياق أن الاطلاع على مسيرة المؤلف بدقة أمر غاية في الندرة، لم نكن نجد له في غابر الأيام أثراً سوى في بعض رسائل المؤلفين إلى المقربين منهم. أقول أثراً لأن الإشارات تلك لم ترقَ إلى حدود الإجابات، بل ظلت من قبيل التلميحات التي أنارت لأجيال الباحثين التي تلتها دروباً سرعان ما أفضت إلى متاهات مظلمة:
○ ما الذي دفع بك إلى دراسة التأليف وأنت في اليابان في عام 1948 وعمرك ثماني عشرة سنة؟ لقد كانت دراسة التأليف حتى في أوروبا في تلك الآونة معقدة للغاية!
• يبدو لي أن قرار المرء أن يكون مؤلفاً ما يزال صعباً للغاية، ولكن في تلك الحقبة بُعيد الحرب، كانت اليابان كلها في هباء. لقد كانت لدي انطباعات عميقة عن الموسيقى أثناء الحرب وكنت شاباً يافعاً للغاية، فقررتُ أن أكون مؤلفاً وحسب. ولو سنحت لي الفرصة للعودة إلى تلك اللحظة، لربما كنت اتخذتُ قرارا مغايرا، لكنني كنت في تلك الحقبة حدثاً يسيره الفضول، متعطشا للاستماع إلى الموسيقى الغربية. لقد كنا أيام التلمذة قد درسنا بضعة أغان يابانية قَرَوَسطية وحسب، أغان يغلب عليها طابع المارش العسكري. لذا كنا نحن الشباب متعطشين أيما تعطش للاستماع إلى الموسيقى الغربية.
من اللافت للنظر مدى الصراحة التي يجيب بها مؤلفنا، يصاحبها تواضع جم بعيد عن التبجح بالحتمية، وذكريات مريرة عن وطن أصابه من الدمار ما لم يصب أي بلد آخر. وقد يتوقع دارسو التاريخ أن تشدد مناهج التعليم اليابانية آنذاك على كل ما هو في صلب الحضارة اليابانية، بما في ذلك موسيقى اليابان التقليدية، لكن الواقع كان غير ذلك، على غير توقع.
وهنا يبدو لي وكأن محاور مؤلفنا قد تجاهل مجمل هذه الأجوبة عن عمد، رغم أنها لا تشبه أجوبة أي مؤلف آخر، إذ ها هو يعيد الكرة:
○ وحينما توجهتَ إلى دراسة التأليف الموسيقي، هل كانت لديك في ذلك المجال خبرة ما؟
• لم تكن لدي خبرة البتة! لقد كنتُ بالتأكيد أعشق الموسيقى، وقد كان والدي ممن يولعون بجمع اسطوانات الجاز. وكنتُ قد نشأتُ في منشوريا، شمال شرقي الصين، بحكم عمل والدي، الذي كان يستمع إلى الجاز كل مساء، الجاز الذي تقادم عليه العهد. لذا فقد كانت معرفتي بالموسيقى لا تتعدى بكثير موسيقى اسطوانات الجاز تلك.
مؤلفنا ينقذ محاوره ويهديه جواباً غير متوقع مطلقاً يتميز به عن باقي المؤلفين. إذ كم من المؤلفين العالميين تتلمذ على اسطوانات الجاز العتيقة ثم صار يكتب بالمصطلح الكلاسي بطلاقة لاحقاً؟ الجواب: لا أحد! لكن المحاور ما يزال حبيس أسئلته التي كان قد أعدها سلفاً:
○ تذكرُ في سيرتك الذاتية أنك علمتَ نفسك بنفسك.
• نعم. لقد درستُ الموسيقى وحدي، ولم ألتحق بأية مدرسة. لكنني استفدتُ من الدراسة الخصوصية لفترة وجيزة لدى السيد ياسُوجِي كييَوسَي (1900-1981). فحملتُ شيئاً من مؤلفاتي إليه بغية تقييمها، بَيد أنه لم يدرسني أية أسس تقنية للموسيقى، بل أخذ يوغل في التحدث عن الآداب والفنون والرسم، لذا تجدني قد تأثرتُ بوضوح بمنحاه في الحياة وبشخصيته. إن موسيقاي متأثرة للغاية بما كانت تعزفه إذاعة الاحتلال الأمريكي لجنودها في اليابان بعد الحرب، إذ كانت تفرد ثلاث ساعات من بعد ظهر كل يوم لموسيقى كلاسية خلابة، برُونَو فالتَر (1876-1962) وآرتورو توسكانيني (1867-1957)، أو بول وايتمَن (1890-1967) من مسرح هوليوود الصيفي. لقد ظللتُ أصغي إلى تلك الإذاعة يومياً، لذا كان المذياع معلمي الأول.
يشير تاكيميتسو هنا إلى أن التمعن والتعمق في دراسة النصوص الموسيقية مقروناً بالاستماع إلى تسجيل أو بث إذاعي لها كفيل بتعليم المرء أسس التدوين الموسيقي، ما يفتح أمامه المجال لاستنباط أسس التناغم (الهارموني) وتضاد النقاط (الكاونتربوينت) وهي قواعد النحو الموسيقي التي يبني عليها المؤلف أسلوبه في التأليف. ويذكر معلمَه كييوسي الذي تجاهل الأسس التقنية كي يجعل تلميذه، تاكيميتسو، مرهف الوعي تجاه كنه الموسيقى، وكيف أن الآداب والفنون، ومنها الموسيقى، تشترك في الجذور نفسها وإن تكن أزهارها شتى.
ثم يعدد إثنين من أهم قادة الأوركسترا، ثم أحد ألمع قادة جوقات الجاز- من غير الزنوج- وكان هؤلاء الثلاثة في قمة شهرتهم في الولايات المتحدة في تلك الحقبة: ففالتَر كان قد سجل شطراً كبيراً من أهم السمفونيات والكونتشيرتوات مع أوركسترا كولومبيا السمفونية، وهو الاسم الذي أطلقته شركة التسجيل المسماة كولومبيا على فرقة يتكون معظم عازفيها من أعضاء أوركسترا نيويورك الفلهارمونية، إذا ما كان التسجيل يتم في ستوديوهات الشركة على الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة، ومن أعضاء أوركسترا لوس آنجلس الفلهارمونية إذا ما كان التسجيل يتم في ستوديوهات الشركة على الشاطئ الغربي منها. وشكلت هذه الاسطوانات قوام التسجيلات لشركة «نادي اسطوانة الشهر» التي جاءت على شاكلة «نادي كتاب الشهر» ذائع الصيت وفسحت المجال لمَن يرغب بتجميع التسجيلات باقتنائها. وكانت ثمة فرقة تنافس هذا الجهد الضخم، ألا وهي أوركسترا الـ «أن.بي.سي» السمفونية في نيويورك (1937-1954)، التي أسستها شركة الإذاعة (المسموعة ثم المسموعة-المرئية) تلك خصيصاً كي يقودها ويشرف على نموها توسكانيني، بالإضافة إلى عدد صغير من القادة الآخرين من اختياره. وكانت هذه الأوركسترا تقدم باقة جديدة من القطع السمفونية كل يوم سبت على مدار الموسم السنوي! ثم كان هنالك أيضاً وايتمان الذي اشتهر بجوقته الجازية حيث كان قد ألف له ولفرقته جورج جَيرشوِن (1898-1937) قطعته الجازية الشهيرة «الرابسوديا ذات الزرقة» (1924). وقد سجلت هذه الفرقة اسطوانات جازية لا حصر لها، حتى صار مؤسسها وقائدها يُدعى بلقب «ملك الجاز».
لقد فصلتُ في وصف نشاطات هؤلاء القادة الثلاثة كي أبين كم كان يدين لهم مؤلفنا الياباني من خلال تسجيلاتهم التي كان يصغي إليها يومياً لمدة ثلاث ساعات طوال الاحتلال الأمريكي لليابان (1945-1952). لكن التفصيل هذا لا يقلل من الجهد العملاق الذي بذله مؤلفنا كي ينصت بانتباه إيجابي متناه لهذه التسجيلات بغية التعلم منها، على نقيض مَن يستمع إليها على نحو سلبي، أي وهو يصفف شعره، مثلاً.
وهنا يبدو لي أن المحاور قد نجح أخيراً في الولوج إلى الحوار الذي يُفترض فيه أن يقوم على ردود فعله تجاه فحوى أجوبة المؤلف:
○ لكن التأليف الموسيقي لا يكون بالاستماع وحسب، إذ إن تعلم التأليف يشتمل على أكثر بكثير من تحليل موسيقى الآخرين.
• حينما قررتُ أن أصبح مؤلفاً لم أكن أعرف كيفية قراءة التدوين الموسيقي، ولا كانت لدي أية معرفة موسيقية. كل ما كان لدي هو عشقي للموسيقى. لذا واجهتُ صعوبات جمة في وصف الموسيقى على الورق، كما كنتُ أفتقر إلى الآلات الموسيقية. وكنتُ حينما أتمشى وحدي في شوارع المدينة، إذا ما سمعتُ صوت آلة البيانو وهو يتردد من مكان ما، سارعت إلى زيارة تلك الدار وطلبت من ساكنيها أن يسمحوا لي بلمس البيانو لخمس دقائق. ولم يرفض طلبي هذا أحد! بل كنتُ محظوظاً جداً. وفي أيامنا هذه يأتيني مَن يزورني من الغرباء في القاعات الموسيقية بُعيد حفلة تتخللها موسيقاي ليقول لي: لقد أعرتك بيانوي حينما كنتَ شاباً! وبالفعل، شاءت الأقدار أن ألمس بيانوات شتى!
وحين تزوجتُ كانت لدى زوجتي معرفة موسيقية، فتعلمتُ منها الشيء الكثير. لقد كنتُ فقيراً حد الادقاع، ولم يكن في وسعي أن أقتني آلة موسيقية ما، إذ كنتُ أظن أن كل ما يحتاجه المؤلف هو أقلام الرصاص والأوراق، وليس ثمة ما هو أبسط من ذلك! أنت ذكرتَ الاستماع والتحليل، تحليل الموسيقى أمر هام للمؤلف في حد ذاته، لكنني أرى أن من الأهمية بمكان أن يكون المؤلف مستمعاً أولاً، فالاستماع إلى الموسيقى بالاقتران مع الخيال لهو أهم الأشياء لدى المؤلف.
أتدري أنني، رغم كوني يابانياً حين قررت أن أصبح مؤلفاً موسيقياً، لم أكن أفقه شيئاً في تراثي الموسيقي الوطني! بل كنت أكره كل ما له علاقة باليابان في ذلك الوقت، وكان هذا الشعور إحدى عواقب تجربتي في الحرب. لذا كنتُ أرغب أن أكون مؤلفاً يكتب موسيقى غربية، ولكن، وبعد عشر سنين كرستها لدراسة الموسيقى الغربية، اكتشفت تراثي الموسيقي الياباني بمحض الصدفة، وذلك في إطار مسرح دُمى البونراكو، فأصابتني صدمة! يا لها من موسيقى جبارة وآسرة! أدركتُ حينها أنني ياباني وحري بي أن أدرس تراثي الموسيقي، فأخذت أتعلم العزف على البيوا لدى أستاذ من أمهر عازفيها لمدة سنتين وأصبحت جاداً للغاية حيال تراثنا. لكنني ظللت أحاول دمجه بالموسيقى الغربية في مؤلفاتي.
والبيوا هذه آلة وترية تشبه العود المصغر، تخص بَنتَن، إلهة الموسيقى والفصاحة والشعر والتعليم في طقوس الشِنتَو اليابانية التي ترقى إلى أوائل القرن الثامن للميلاد.
○ هل لك أن تشرح كيف تدمج عناصر يابانية في موسيقاك؟ إن استخدام آلة موسيقية يابانية بحد ذاته لا يشكل موسيقى يابانية، إذ إن ثمة العديد من المؤلفين الأمريكيين والأوروبيين الذين يُدخلون آلات يابانية على بنية الأوركسترا التقليدية.
• موسيقاي تشبه حديقة أعتني بها أنا، ويمكن تشبيه الاستماع إلى موسيقاي بالمشي في حديقة يختبر فيها المرء تغيرات في الضوء والقالب والملمس.
لقد اشتهر تاكيميتسو بغزارة إنتاجه، فإلى جانب عشرات القطع للأوركسترا ولتشكيلات موسيقى الصالة وللبيانو المنفرد، كتب مؤلفنا الموسيقى التصويرية لأكثر من مئة شريط سينمائي جلها لليابانيين من معاصريه المشاهير، أذكر منهم أكيرا كُورَوساوا (1910-1998) في «ران» وماساكي كوباياشي (1916-1996) في «تمرد الساموراي» وشَوهَي إيمامُورا (1926-2006) في «المطر الأسود» والمخرج الأمريكي فيليب كاوفمان (1936-) في «الشــمس المـشــرقة». والمثير للإعجاب في موسيقاه أن كــل قطــعــة مما أدرجتُ للتو تمثل حـديقة يــابــانية ذات شخصية متمــيزة، تجد فيها كــل ورقة في مكانها وكل جذع وقد اتخذ الشكل الذي رسمه له مؤلفنا جراء تقليم وتشذيب حثيثين وعن دراية.
إن المفارقة الصارخة التي تتبدى لمَن يستمع إلى موسيقى تاكيميتسو هي أن لا شيء في موسيقاه يدل على نقص ما في تعليمه الموسيقي. والأشد إذهالاً من هذا كله أن موسيقاه يقوم بعزف معظم أصواتها عازفون على آلات أوروبية، وبفضل نصوص موسيقية تبدو للقارئ للوهلة الأولى وكأنها قد دُونت حسب المصطلح الغربي البحت، ولكن حين يستمع إليها المرء، يجزم أن هذه الموسيقى ليست من قارة أخرى وحسب، بل من كوكب آخر تماماً.

11ADA

كيف تعلم تَورُو تاكَيمِيتسُو الموسيقى؟
«موسيقاي تشبه حديقة أعتني بها»
بشار عبد الواحد لؤلؤة

«جمهوريّة كأنّ» رواية المصري علاء الأسواني: الثورة وحدها هي الحقيقة في مصر

Posted: 02 Jun 2018 02:12 PM PDT

في روايته «جمهورية كأنَّ»، يروي علاء الأسواني عن القاهرة وأحداث يناير التي كانت منطلقا لما سمّي فيما بعد بالربيع العربي، هذا الربيع الذي تجاوز مصر وتكشَّف عن حروب مدمّرة في أكثر من بلد عربي. لكن الأسواني يحكي فقط عن مصر وتحديدا عن القاهرة والثورة التي انتهت إلى فشلها، وكأنَّ السرد الذي استهدف، في هذه الرواية، إراءة غير المرئي، وقراءة النوايا المضمرة وبواطن العلاقات، هو الذي يبرر الكتابة ويدعو إلى ابتداع وسائلها ليحكي عن حكاية شهدها أو تابع أحداثها معظمُنا، وليرتقي من ثمّ بهذه الأحداث، من واقعها التاريخي المباشر إلى سردها الفنّي المعبِّر عن أكثر من حقيقة توصَّل إليها الراوي/ الكاتب من منظوره لهذه الأحداث، واستدعت من ثمَّ تقنيّات بناء عالمها.
تمثّل الشخصيّة مكوّناً رئيساً من مكوِّنات عالم هذه الرواية، لا بصفتها الفرديّة، بل بصفتها تمثلّ شريحةً من شرائح مجتمع القاهرة التي قام بعضها بالثورة وساندها، وعمل بعضُها الآخر، ومن مواقع مختلفة، ضدَّها. يضجُّ عالم هذه الرواية بشخصيّاتها المتنوّعة التي تحملنا، نحن القراء، على متابعتها في مسارات حياتها وأفعالها وتعبيراتها لتتكشَّف لنا عن موقعها في المجتمع، وموقفها من الثورة.
بدايةً، تطالعنا الرواية بشخصيّة اللواء أحمد علواني الذي يفضّل أن يناديه الناس «يا حاج» أو «الحاج»، متديِّن يتفرَّج على أفلام البورنو، فعلٌ مكروه ولكن ليس من الكبائر، كما يقول. هذا «الحاج» لا تهمّه الأخلاق بل إرضاء الرئيس، هكذا ودون وجه حقّ أو محاكمة، يأمر بتعذيب «عربي السيد شوشه» المناصر للثورة، كما بتعرية زوجته حتى انكشاف ثدياها، ومن ثمّ التغزل بهما.
مقابل شخصيّة اللواء، تبرز في الرواية شخصيّة «أشرف ويصا» المسيحي القبطي، المتّسمة بالجرأة والصدق وقول الحقائق التي توصَّل إليها. يعلن أشرف، بصفته هو الذي سيوقّع «هذا الكتاب»، بأنّه سيكشف لقراّئه «كميّة الأكاذيب التي نعيش فيها» (ص 31)، ويعرِّف بنفسه بصدق، وجرأة: كومبارس فاشل وحشاش، يجاهر بحبّه للخادمة إكرام، فزوجته ماجدة عدلي «هي جلادتي التي تولّت تعذيبي على مدى ربع قرن» (32). يناصر أشرف الثوّار بحضوره معهم في الميدان، بفتح شقّته للقاءاتهم وبتقديم المال.
يتوسّل كاتبُ «جمهوريّة كأنّ» أكثر من تقنيّة سرديّة بهدف الحرص على واقعيّة المحكي. لكن واقعيّة سرده تتمّيز عن واقعيّة محفوظ، كما عن الايهام البرختي. من هذه التقنيّات الرسائل المتبادلة بين أسماء ومازن التي نتعرّف فيها بشخصيتيْهما، كما بواقع الثورة وموقفهما منها:
مازن ناشط سياسي، يعمل مهندسا في مصنع «بيلّليني» للإسمنت، أي مصنع «الشرق» قبل أن تبيعه الحكومة المصريّة للشركة الإيطاليّة «بيلّليني». مثقف ينتمي إلى عائلة مناضلة، يدافع عن حقوق العمّال، «عن كرامة وطن»، كما يقول ل أسماء. أسماء هي أيضاً مناضلة تشارك في حركة كفاية، وتنتمي، مثل مازن، إلى الطبقة الوسطى، لكنّها وعلى خلاف شقيقتها، متحررة، ترفض، هي المسلمة، أن ترتدي الحجاب.
يترك الراوي مجالاً كافياً لتحكي الشخصيّات عن نفسها ولنتعرّف، نحن القراء، على هويّتها الاجتماعيّة وموقفها من الثورة. هكذا مثلاً نقرأ قول الشيخ شامل: «يا إخواني، إذا سمحت قدرتكم الماليّة وصحتكم، أنصحكم بتعدّد الزوجات لأنه وقاية من الحرام، وستر لبنات المسلمين» (ص 49). ثم يتحدث عن الحجاب باعتباره فرضاً على كل مسلمة بلغت المحيض بإجماع الفقهاء، ليصل إلى القول بأنَّ العلمانيّين متآمرون على أمّتنا، وهم عملاء لليهود… (ص 51).
يشكّل الحوار بين الشخصيّات وسيلة أخرى تعرّفنا بالشخصيّات، بواقعها وحقيقة موقفها من الثورة سلباً أو إيجاباً. حوار مازن مع العمال من موقع المساندة للثورة، الحوارات التلفزيونيّة التي تجريها نورهان. نورهان الأنثى الانتهازيّة، المزواجة، التي ترتدي الحجاب لترضي الشيخ شامل وتكتسب، كمسلمة، مصداقيّة اتجاه الجمهور في برنامجها الحواري مع ضيوف ترشّحهم أجهزة الأمن، وتقدّمهم نورهان بصفتهم «أكبر العقول في مصر، وكلّهم أجمعوا على أن ما يسمّونه ثورة ما هي إلاّ مؤامرة حقيرة لتدمير بلدنا»، مؤامرة «خططت لها المخابرات الأمريكيّة مع المخابرات الإسرائيليّة، الموسّاد» (ص 374). أحد الذين جيء بهم يقول معترفاً: «أنا وكلّ شباب التحرير قبضنا أموالاً من جهات أجنبية» (ص 375). ليست «جمهوريّة كأنّ» رواية واقعيّة بالمعنى الكلاسيكي للواقعيّة، ذلك أن بنية هذه الرواية لا تنبني بسردٍ ينمو بها نمواً دراميّا، بل هي تنبني بوسائل تكشف عن دراميّة الثورة التي هي دراميّة الواقع المعيش. ثمّة سلطة تناهض، منذ البداية، الثورة لإجهاض بطولتها، تمارس التضليل عن طريق الإعلام الذي تسيطر عليه، وتتعامل بعنف مع الثوار المتظاهرين، تأمر بإطلاق الرصاص عليهم، يصابون بالمئات، شباب بينهم أطفال، يستشهد خالد، يحول اللواء دون محاكمة الضابط القاتل، يمنع ابنته دانية من أن تدلي بشهادتها وقد رأت هذا الضابط يصوّب على خالد. يعرّي العسكر الإناث، وبينهن أسماء، للكشف عن حقيقة عذريّتهّن، ويُتركن هكذا مباحات لأنظار المارة.
هكذا تُحقّق السلطة هدفَها: يتراجع التأييد للثورة والمشاركة في التظاهر. تخشى الأمّهات على بناتها من الفضيحة، تعاني أسماء صدمة التعرّي… ويتخذ كلُّ شيء، كما تقول، طابع الشبيه: فالثورة كأنها الثورة، والذين «يمارسون طقوس الدين يبدون كأنَّهم متديّنون»، «كلّ شيء في مصر يبدو كأنّه حقيقي»، و»المصريّون يعيشون في جمهوريّة كأنّ». (ص 510).
أعتقد أن فنيّة الكشف/الإضاءة من منظور الكاتب الراوي لواقع الثورة، يشكل أهميّة هذه الرواية ومتعة قراءتها.

علاء الأسواني: «جمهورية كأنّ»
دار الآداب، بيروت 2018
519 صفحة.

«جمهوريّة كأنّ» رواية المصري علاء الأسواني: الثورة وحدها هي الحقيقة في مصر

يمنى العيد

«الخائفون» للروائية السورية ديمة ونوس: عن الوحش الذي استيقظ في الداخل

Posted: 02 Jun 2018 02:11 PM PDT

يدرك النقاد، والمشتغلون بالنقد من زوايا قراءات النصوص، على اختلاف مناهجهم النقدية، أنهم لا يملكون كلياً قدرة التحكم في إخضاع النص للمنهج الذي يطبقونه عليه، مهما كانت صرامته. فالنصوص الإبداعية لها طرقها أيضاً في توجيه النقاد للدروب التي تكشف لهم ولقرائهم من خلالهم، أبعاداً أخرى تضيء معارفهم، وتفكك عقد ما استعصى على قدراتهم، وقد تملك نصوص إبداعية خارجة من ضغوطات التحدي ملكة منح النقاد أسلحة جديدة أمضى لمناهجهم في تحليل النصوص.
رواية «الخائفون» للسورية ديمة ونوس، هي أحد الأعمال الفنية الرفيعة التي تجبر النقد الانطباعي القيمي، كما النقد البنيوي الشكلي، على معاملتها بما أرادت له، من قفز فوق فخ وضعها في دائرة إلحاق حياة المؤلف بنصه، رغم سيرها على صراط المغامرة في ذلك، ومن تجاوز لتحليل اللاوعي الذي قامت به عند الفرد، إلى تحليل الجماعات، التي سلكت سلوك فرد واحد تقريباً، كجلادين أو كضحايا، في لحظة قاهرة من تاريخ سوريا، هيمن فيها الخوف على الجلادين من انتزاع مصالحهم، ويا للهول، لكي يدفعهم الخوف إلى تغير صادم، انبثق فيه وحش دواخلهم الذي كان ينتظر فرصة شهر أنيابه لتمزيق الإنسانية فيهم وفي الآخر القريب أو الجار أو ابن الطائفة الأخرى الذي يشاركهم العيش في نفس المكان. كما هيمن فيها الخوف على الضحايا، من رعب تكرار ذبحهم، الذي شهدوا هوله في مجزرة حماة على يد حافظ الأسد، ومن محاولات نجاتهم، بعد كسر طوق الخوف بنداء الثورة لإسقاط النظام، ومن مقاوماتهم المختلفة لأشكال المحق التي يمارسها النظام وحلفاؤه عليهم في المعتقلات، ولفنونه في تهجيرهم بشتى بقاع الأرض، ولدثره لهم بفعل الصواريخ والبراميل المتفجرة، ولمحاولاته التي لا تتوقف عن محوهم، بما يتجاوز تفجير مكانهم إلى نثر تاريخه كغبار.
ويرتقي تداخل الفردي بالجماعي في هذه الرواية إلى محاولة الروائية الناجحة في وضعها ضمن بنية مبتكرة بسيطة ومعقدة بذات الوقت، لكنها ذات دلالة، وتتمحور حول الخوف الفردي الذي يتكشف عن خوف جماعي، محدد بأزمنة وأمكنة ومستويات تتماثل فيها أشكاله. وتعكس البنية واقع هذا التداخل بنجاح لم يخلُ من بعض الجراح في تكوينها، كما هو واضح ضمن حقل ألغام مرايا الحياة الشخصية والجماعية للمؤلفة والراوية والشخصيات، ومرايا تعقد المسألة السورية الجلية إلى حد الغبش.
في بنيتها البسيطة التي يستقل فيها النص عن المؤلف، لكشف مستويات الخوف الذي عانى منه السوريون قبل وخلال الثورة السورية، تجري الرواية، بسرد مباشر من قبل فتاة (سنّية) هي سليمى، عن نفسها وعن الناس الذين ترتبط بهم، وعن حالات خوفها وخوفهم. ويتقاطع سردها مع سرد شخصية روائية تدعى سلمى عن نفسها في رواية غير مكتملة موجودة بأوراق ودفاتر تركها لها حبيبها الذي هاجر إلى ألمانيا خوفاً من ممارسات النظام زمن الثورة. وتكتشف هي وتجعلنا نكتشف معها أن سلمى التي تتحدث في الرواية هي فتاة حقيقية تخرجت من كلية الحقوق، وهاجرت إلى بيروت خوفاً وهرباً من غضب أهل أبيها العلويين المرتبطين بالنظام عليها، وتهديدهم لها بالقتل لأنها لا تتفق معهم في موقفها من الثورة. وتتصل سلمى بالفتاة، وتسافر للقائها في بيروت، لكنها تنكص عن لقائها في الموعد الذي ضربته لها، وتراقبها خلسة وهي جالسة في انتظارها بالمقهى من بعيد. ونكتشف من خلال السرد ومن خلال تصريحات الراوية سليمى عن شخصية سلمى التي تشبهها أنها هي نفسها، ولكن بتغيير الطائفة والعائلة.
في بنيتها العميقة، على مستوى الشخصيات الرئيسية في الرواية: سليمى/ الراوية، نسيم/ حبيب سليمى، سلمى/ بطلة أوراق ودفاتر نسيم؛ والشخصيات المساندة: الطبيب النفسي كميل، الجدات والأجداد، الأمهات والآباء، الأقارب وأبناؤهم… تقيم ديمة ونوس علاقات متشابكة لتصوير الحياة الاجتماعية السورية تحت ظل الخوف الذي هيمن عليها زمن حافظ وبشار الأسد، وترصد التغيرات على الشخصيات، عندما ينتفض المضطهدون وتتهدد مصالح المضطهِدين من أهل النظام: «ابن عمي الكبير كان مهندساً. كنا صديقين، نلتقي كل شهرين أو ثلاثة. يزورنا في بيتنا في دمشق ويقضي الليل عندنا، نسهر وندردش. زوجته من اللاذقية وأهلها «شبيحة». لم تكن علاقتهما جيدة. حاول الانفصال عنها لكنهم هددوه بالقتل، فانصرف عن الفكرة. عاش معها غصباً عنه، وكان معارضاً. قال لي بعد سنتين من الثورة إنه قتل تسعة أشخاص، ولا مانع لديه من أن أكون العاشرة. في آخر زيارة لي إلى دمشق، قبل أن يفك كميل أسري، ويطلقني إلى الحياة كائناً طبيعياً وسوياً استعدت معه حديثاً قديماً عن أن حياتي مملوءة بالنساء، وأن الرجال في عائلتي كانوا إما مرضى أو معوقين أو راحلين… في تلك الزيارة الأخيرة، أضفت: أو قتلة. ارتعشت عينا كميل، واستطعت أن ألمح تلك الارتعاشة من وراء الدخان الكثيف. أتكون هذه الجملة هي ما جعل كميل يحررني من زيارته ليحميني من المجيء إلى دمشق؟ وكأنه يقول لي: عودي إلى بيروت ولا ترجعي إلى دمشق. كان ذلك قبل شهرين من حادثة ابنة عمتي الكبرى التي كتبت لي رسالة تقول فيها: لا أتمنى أن يقتلوا أمك، لا، بل أتمنى أن يغتصبوك أمام عينيها ويذبحوك لتعيش حياتها معذبة. نعم هذا ما كتبته ابنة عمتي الكبرى، الوحيدة بين أخواتها الثلاث الحاصلة على شهادة جامعية بالأدب الإنكليزي، والتي تدرس الإنكليزية في طرطوس».
أمنية تصيب الساردة بنوبة هلع، جعلتها ترتجف بين الكلمات: «ثمة جرعة عنف لا أقوى على احتمالها. كيف أوصلنا الاختلاف إلى هذا الحد؟ هل ينام الإنسان إنساناً، ويستفيق وحشاً؟ أم أن ذلك الوحش كان مختبئاً يلوذ بجسد امرأة متعلمة ومحبة وتدعي الرقة، وقرر الخروج مهما كلفه الأمر. وماذا كلفه الأمر؟ لا شيء. لقد تعاطفت معه الوحوش الأخرى».
ذلك الوحش خرج من فم ابنة العمة الكبرى، و»أخرج باقي الوحوش ورماها دفعة واحدة في وجهي، وفي وجوه باقي أفراد العائلة المختلفين عنهم. وأنا التي ظننت دائماً أن روحي هي وحدها تسبح في جسدي، نبت وحش صغير في داخلي». وأيضاً، تتابع الساردة: «تمنيت موتها بعد أن قرأت المقطع الذي كتبته. صحيح أنني لم أتمن أن تموت ذبحاً ولا اغتصابا»، لكنني تمنيت موتها! وهذا يكفي. هذا القدر من التوحش يكفي، لأعلم أننا لن نعيش معاً بعد الآن، لا نريد أن نعيش معاً في الواقع. فمن منا يلائمه العيش مع وحش وقاتل؟».
وتستعين ديمة ونوس من أجل إبراز مستويات الخوف في سلوك السوريين وفي ردود الأفعال سواء لدى الجلادين والضحايا، بلمسات من لويجي بيرانديللو في عرض الشخصيات لذاتها، مع تطوير وتبادل للأدوار بين المؤلف وشخصياته، حيث تعرض شخصية سلمى الروائية شخصية المؤلف، وحالتها في فقدان الأب، مع إغناء هذا الفقد بتغيير الأب من ظل التحرر لدى الكاتب الحر إلى ظل الخوف لدى الطبيب الذي شهد المجزرة.
وفي بنيتها العميقة على مستوى اللغة تُدخل ديمة ونوس اللهجة العلوية على لسان الشخصيات التي تنتمي للطائفة العلوية، مع شرح عميق لسلطة لغة الحاكم وإثارتها للخوف داخل المحكومين، ومسخها للخائفين إلى ارتداء قناعها. وفي هذا المستوى تقترب رواية «الخائفون» من تموضعها كنموذج فني رفيع عن البنية التكوينية للرواية على صعيد إبداعها، وعلى صعيد نقدها وتأثيرها في النقد كذلك.
في إجراء المقاطعات الحيادية بين علاقة شخصيات الرواية بمؤلفها، والتي تغني المعرفة بأسرار تركيب هذه الرواية المميزة، وإن لم تدخل في الحكم على إبداعيتها، تبرز علاقة شخصية سلمى بأبيها، وعيشها شبح فقده والحرمان من حنانه طيلة مرضه، وإصابتها بعقدة نكران موته كمثبط لانطلاقها. ذلك يجسد علاقة ديمة ونوس بأبيها المبدع المسرحي المعروف سعد الله ونوس، الذي سخر في مؤلفاته من الحكام والخائفين والمطبلين ومن انتهازيي الفرص، دون إقحامٍ أو تمجيدٍ بما لا يخص فن الرواية، ولكن أيضاً بتثبيت صفة المعارض المطلوب رأسه من قبل أجهزة مخابرات نظام بشار الأسد، رغم وفاته قبل ما يقارب الخمسة عشر عاماً على اندلاع الثورة. وقد يكفي هذا لمعرفة ما كان سيكون عليه موقف مؤلف «مغامرة رأس المملوك جابر»، من الثورة السورية.
ديمة نوس: «الخائفون»
دار الآداب، بيروت 2017
176 صفحة.

«الخائفون» للروائية السورية ديمة ونوس: عن الوحش الذي استيقظ في الداخل

المثنى الشيخ عطية

أحمد أيت عريان في رواية «هوامش الصمت»: المسار التفاعلي للمحكي الشعري

Posted: 02 Jun 2018 02:11 PM PDT

يحيل العنوان الموفق لرواية «هوامش الصمت» للكاتب المغربي أحمد أيت أعريان على متخيل حارق ظل ردحا من الزمن متواريا في تلافيف الذاكرة، إلى أن سحبته سلطة الكتابة وإغراءاتها إلى ساحة السرد، لتبسطه بوحا بلحظات في مسار أيمن، الشخصية الرئيسية في الرواية.
وإذا كانت ملامح إبداعية هذه الرواية تظهر من طريقة بنائها، بصفتها استعادة لتجربة ذاتية وغيرية، فإن جوهرها يكمن في تحويل الكتابة سياقا روائيا لتشخيص تجربة مواجهة الكبوات ومقاومة نسيان تحققات حياتية كانت مبعث الانكماش والامتداد في آن.
تمتلك هذه الرواية قدرة فائقة على الانتباه إلى تفاصيل الحياة، مهما كانت بسيطة ودقيقة، وتحويلها إلى رومانس لا يحب التحليق بعيدا عن الأرض. غير أن الكاتب لا يتقصد من هذه التفاصيل حكي اليومي، أو إبلاغ أحداث قد تحدث لأي واحد منا، بل يغريه في ذلك التقاط حجم الإنساني الذي يؤطر مبادراتنا وردود أفعالنا. ومن ثم فقد تشكل مسار شخصية أيمن برمته من مداعبات الحياة اللطيفة الرشيقة، ومن ضرباتها الاعتباطية القاسية، ما أدى إلى إفراز عملية سردية انبثقت بسلاسة نموها وصلابته من نوى أحداثية سردية، تتفرع عنها تجارب وحكايات هي متن الرواية.
ينطلق هذا المسار التفاعلي، من لحظة الاعتقال القصيرة في سجن بني ملال. ومنها سيتابع السارد مضاعفات هذه المحنة الطارئة على شخصية أيمن، فيستعيد العثرات التي اصطادته بؤرا لانطلاق السرد وامتداده. كان المنطلق فقدان العمل وما ارتبط به من استقرار مادي ونفسي، لكن بدل أن يُحوَّل هذا الظرف العصيب مرتعا سرديا يتلكأ السرد في فداحته، جاء فقط سياقا للتركيز على قيم يؤمن بها أيمن، هذه القيم التي عبر عنها معتقل سياسي وجده في السجن حيث قال: «إن النفوس المتشبعة بالمبادئ السامية وبالقيم النضالية تأبى الرضوخ والاستسلام، تشق طريقها بعزم وإصرار حتى تصل إلى الأهداف التي تناضل من أجلها، ولو لم يخلق الله مثل هذه النفوس المُتَّقدة لما نعم الإنسان بالحرية، ولظل مستعبدا أبد الدهر». ومن ثم لم يأبه السرد إلا بمواقف ومشاهد مكنته أولا من تجسيد هذا الإصرار على قهر عوامل اليأس والتراجع والانكماش، كما مكنته ثانيا من بناء صرح الرواية على أسس متينة.
هكذا ما أن نطق أيمن «سأسكن مع بعض الأصدقاء، وسأتكيف مع الأجواء حتى أجتازَ هذه العقبة الكأداء» حتى تمكن من تجاوز تجربة الاعتقال، وخوض التجربة الرباطية المحتضنة لمحكي التحصيل العلمي، وخلال ذلك تنبثق مواقف، تروي هذا الإقبال على مواجهة الصعاب، والتحرك بروح مقدامة، ديدنها اصطياد الجميل في الحياة، أو ما استطاعت إليه الشخصية سبيلا، من متع آتية من قراءة الشعر، والمرح رفقة الأصدقاء، والامتداد إلى أمكنة أخرى، عبر فسحات استجمامية، برع الكاتب في جعل بعضها بؤرا سردية تفرعت إلى محكيات صغيرة. فيكفي أن يستمع أيمن لصوت ناي في جوف الليل قرب منابع أم الربيع، لتتشكل بذرة سردية ستتفتق محكيا في فضاءات أخرى كمدينة دمنات ومدينة أفينيون في فرنسا ضمن علاقة إنسانية مع جيرار.
بناء على ذلك يتحرك السرد وفق استراتيجية حكائية ناجعة تنطلق من وضع مأزوم وتمتد في وضعيات انفراج يتعيش السرد من مراتعها الخصبة، ولا نلمس أثر الكبوات إلا في الخلوة أو الأحلام كما يُجلي هذان المقطعان:
-»بات أيمن يحصي مآسيه وزفراته تلسعه حتى كاد يختنق، ولم يخفف عنه حدة هذا الأسى، إلا كونه طالبا في السنة الثالثة في كلية الآداب في الرباط». «وحين استسلم للنوم رأى نفسه واقفا على قمة جبل، وإذا برياح عاتية تعصف به نحو الهاوية، وفي رمشة عين انقض عليه سرب من النسور، في الصباح استيقظ من نومه مهموما والنسور التي نهشته في حلمه ما زالت ترفرف في سمائه».
ذلك بعض من قوة هذه الرواية التي وإن بدت تتحرك أفقيا، إلا أنها برعت في الانتقال بخفة الحمام ورشاقته من محطة إلى محطة، فوراء تلقائية حكيها، تكمن قدرة إيحائية لتفسير مواقفها، أساسها تقديم الحدث مجردا من أحكام القيمة، وعليك أن تستشف ذلك من تفاعلك مع امتداداته الوجدانية والتخييلية. فحتى في أصعب الوضعيات لا نرى الكاتب يدين أو يشجب أو يتذمر، إنما يكتفي بإيراد تعليق مقتضب يكثف كل شيء، بدون أن يفصح عن وجهة دلالية واضحة، فحين اجتاز الامتحان الشفوي مثلا، «خرج من القاعة، وهو يحس بأن كل ما بناه قد انهدم، وحين خرجت النتيجة كان من بين الراسبين العشرة الذين استثنوا لأسباب لا يعرفها إلا أفراد اللجنة»، لا نلمس بروز ذهنية ناقمة، بل ستتخلق من ذلك فرصة للانطلاق من جديد، كأن لسان حاله يقول: لا مجال للنقمة، عليَّ أن أتجه إلى أهدافي بدون الالتفات لمصادر التشويش، أو أتعثر في المتاريس التي توضع أمامي باستمرار: «ولما رأى أنه قد سئم كل شيء، وأصبح على حافة الانهيار، فكّر في السفر خارج المغرب عله يسترد عافيته، وينسى مرارة الإحباط».
الحقيقية أننا نعدم في أدبنا المغربي مثل هذه النصوص التي تحتفي بالفرح والمرح، فليس بالحزن والقنوط، والسوداوية، والكوارث نبني أدبا جيدا، إنما يثبت كاتب «هوامش الصمت»، بعيدا عن الروح الرومانسية الهاربة من لجج المجتمع وأواره، إن في الحياة متسعا للأمل والبهجة، وأنه لا قيمة للأدب، رغم كل شيء، إذا لم يُعِدْ بناء الواقع الذي يتحدث عنه وفق نواميس الانفتاح والانطلاق إلى آفاق جديدة وواعدة بإمكانات عيش مختلف.
ففي خضم نمو السرد على هذا النحو، لا تلمس الأثر النفسي للكبوات في الواقع الفعلي للشخصية، بل ترى الشخصية بمجرد ما ينقشع كابوسها تخرج من خلوتها مقبلة على الحياة، تارة بالعلم والعمل، وتارة أخرى بالسفر والترحال، ما زرع في السرد إيقاعا مرحا، لا يتركك فريسة لهموم الشخصية وخيباتها، بل سرعان ما ينتشلك ويزج بك في فسحات ريانة، وكثيرا ما ينثر فيها عناصر الجمال حين ينشد الشعر أو يرمي بمُلَح في الطريق، أو وهو ينقل إليك عبق الطبيعة، أو تُتَابع لقاءه بـ(أروى) الساحرة في أفنيون، وحتى مرارة الفراق هنا لم تتحول إلى حزن رومانسي كئيب، بل هي لحظة صفاء عاطفي إنساني جعل منه أحد مُمكنات الحياة الأكثر طَرْقا. وكل ذلك يُشخَّص بلغة سردية امتاحت كثيرا من فضاءات الشعر وإشراقاته، وحافظت على نسغ نثري، وبذلك تمكنت هذه اللغة بملاحقتها اليقظة للمضامين المستعادة من خلق تموجات وانحناءات سردية، ضمنت للقراءة المتعة والتشويق، ما يجعل من هذه الرواية المتميزة أحد النصوص السردية المغربية التي تنتمي لشجرة الكتابة المشغولة ببناء متخيل مغربي يستطيع القارئ المغربي أن يرى فيها صورته، وصورة جيله، أو جيل من سبقوه إلى محارب الحياة.

أحمد أيت أعريان: «هوامش الصمت»
المركز الثقافي العربي، المغرب 2018
144 صفحة.

أحمد أيت عريان في رواية «هوامش الصمت»: المسار التفاعلي للمحكي الشعري

عزيز ضويو

د. أبو مراد: من القدس المحررة تكون قيامة الشرق

Posted: 02 Jun 2018 02:10 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي»: بروفيسور نداء أبو مراد، دكتور في علم الموسيقى، دكتور في الطب، نائب رئيس الجامعة الأنطونية للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي، وعميد كلية الموسيقى وعلم الموسيقى فيها. صاحب نظرية السيمياء النحوية التوليدية المقامية (نال على أساسها جائزة التميز العلمي 2017 من المجلس الوطني للبحوث العلمية). مؤلف موسيقي وعازف كمان حسب النهج التقليدي التأويلي المشرقي.
قبل أيام وجه مسرح المدينة دعوة للقاء مع «4000 سنة من الموسيقى في المشرق» من تقديم «تخت الجامعة الأنطونية للموسيقى الفصحى العربية». لقاء مع موسيقى خاصة جداً وفد إليه المريدون من بيروت وخارجها. لقاء من إعداد وقيادة، وكمان، د. نداء أبو مراد. سنطور وسمسمة د. هياف ياسين. ترنيم وعود، محمد عياش. قانون، غسان سحاب. ترنيم رفقا رزق. وفي هذا الحفل كان الحضور يصغي وكأنه في صلاة.
مع الدكتور أبو مراد كان هذا الحوار:
○ كم هي ساحرة موسيقى المشرق. كيف لها أن تنتشر أكثر في بلداننا خدمة لمشاعر وأحاسيس الناس وتعريفهم بماضيهم الغني؟
• التقليد الموسيقي الفني الخاص بالمشرق العربي، يشكل مرادفًا للموسيقى الفنية الكبرى في العالم، لكن حكومات الأمم التي تحترم ذاتها تتولى دعم موسيقاها الفنية التقليدية، إن على صعيد تعليمها أو إنتاج وتنظيم الحفلات والمهرجانات الموسيقية المتخصصة، في مقابل الرواج التجاري الجماهيري الذي تلقاه الموسيقى الترفيهية الاستهلاكية، في حين يتجاهل القطاع العام في بلاد المشرق العربي فن الأمة الموسيقي الكبير، فيتم التركيز في المعاهد الموسيقية وفي مدارس التعليم الأساسي، كما في برمجة الحفلات المدعومة، فقط على الموسيقى الغربية وفي بعض الأحيان على تجارب تطعيمية تهجينية بين شرق وغرب. هذا هو الداء. أما الدواء، ففي تغيير مسلكيات القطاعات العامة من خلال تبنيها دعم انتشار لسان هذه الأرض الموسيقي الأصيل. أضيفي إلى ذلك دور وسائل الإعلام الممكن في وضع موسيقى جميلة ومطربة في متناول الناس، فهذه الموسيقى أقل نخبوية من الكلاسيكية الأوروبية، لأنها تتغلغل في أعماق السامع العربي وتحرك مشاعره بقوة.
○ ربما يعرف متابعو موسيقاك مقاصدك، لكن أن يقرأ سواهم دعوة لحفل عنوانه «4000 سنة من الموسيقى في المشرق» فقد يستغربون. ما هو دورك كعميد لكلية الموسيقى وعلم الموسيقى في الجامعة الأنطونية في كشف هذا التراث؟
• انطلقتُ من مراكمتي لخبرة في فك رموز المدونات الموسيقية الأوروبية القديمة وتحقيقها وتأويلها وأدائها. أما وقد انتقلت (عام 1984) إلى أداء التقليد الموسيقي المشرقي العربي الفني من ضمن مدرسة عبده الحامولي (1843-1901) النهضوية، مستلمًا إياه من أستاذي فوزي سايب، فأضحيت متخصصًا في تقليد قديم لكنه حي وتجددي. وبعد حين، وددت تطبيق المنهجيات التحقيقية على ما وصلَنا من مدونات موسيقية عربية قديمة. وهكذا فككت رموز التدوين الموسيقي الأبجدي والرقمي الذي وضعه صفي الدين الأرموي البغدادي (المتوفى سنة 1294 م) فأدينا تراثًا موسيقيا عباسيا صدر في ألبوم عن دار ثقافات العالم (باريس، 2006).
أما العصور التالية، فقد وصلنا منها مدونات النحويين الموسيقيين، خاصة ميخائيل مشاقه (1800-1888) وهي تنتهج كتابة الألحان النموذجية المقامية عبر تعاقب أسماء النغمات. وقد كرسنا ألبومًا لألحان مشاقه، عام 2007. ثم تعرفت على الباحث البريطاني ريتشارد دومبريل، الذي فك رموز أول مدونة موسيقية في التاريخ، وهي النشيد الحوري السادس، من تراث مملكة أوغاريت (حوالي 1500 قبل الميلاد) بالحرف المسماري، فقررتُ أداءها في أقرب وقت.
○ ما هو الدور الذي تلعبه الجامعة الأنطونية في نشر هذا النوع من الموسيقى عبر طلابها؟
• ورد في مهمة كلية الموسيقى وعلم الموسيقى في الجامعة الأنطونية أنها تعنى بالتقاليد الموسيقية الخاصة بالمشرق وبالمتوسط وبأوروبا، وذلك في المكونات الثلاثة لكل مهمة جامعية: التعليم الجامعي، البحث العلمي، خدمة المجتمع. صحيح أن كليتنا تقوم بدور ريادي في تعليم التقاليد الموسيقية المشرقية، للتعويض عن القطاع العام، وأن طلابنا يواصلون مسيرة أساتذتهم في نشر هذه الموسيقى في المجتمع، لكن كليتنا تقوم أيضًا بدور ريادي على صعيد عالمي في البحث العلمي حول التقاليد الموسيقية في العالم العربي، خاصة مع نظريتنا في النحو التوليدي الموسيقي التي لها تطبيقات في الذكاء الاصطناعي وعلم النفس المعرفي وعلوم التربية الموسيقية. أضيفي إلى ذلك دورها في تعريف الجمهور على تلك التقاليد. وقد أضحت كليتنا أكبر كلية موسيقية في لبنان. ولله الحمد.
○ عندما نطالع سيرتك الذاتية نجدك قد نهلت من علم الموسيقى شرقها وغربها ما يوازي دراسة الطب. ما هي ايجابيات دراستك مع أساتذة متنوعي المشارب؟
• أعرف الموسيقى الأوروبية في مختلف حقبها بعمق، كما أعرف التقاليد الموسيقية المشرقية، وهو ما يمكنني من المقارنة والتمييز ويجعلني متريثًا حيال الاختبارات التهجينية ومشجعًا على التحاور بين الموسيقيين من دون مركب نقص، بل في حكمة التنوع في عالم ما بعد الحداثة.
○ كيف اخترت طريقك الخاص ولماذا كان التزامك «الموسيقى الفصحى العربية»؟
• الموسيقى الفصحى العربية هي الموسيقى الكلاسيكية المشرقية العربية. أحببتها بقوة عندما استمعت إلى الأستاذ المرحوم فوزي سايب وإلى تسجيلات أساطين مدرسة النهضة العربي الموسيقية، خاصة سامي الشوا والشيخ علي محمود، ما جعلني أختار هذا الدرب عام 1985.
○ قرأت في سيرتك أنك درست الطب. أين يلتقي الطب مع الموسيقى؟
• أنا طبيب غير ممارس، تركت هذه المهنة من أجل تكريس نفسي للموسيقى. أما الطب يلتقي الموسيقى في موضوع المعالجة بالموسيقى، وهو كان موضوع رسالتي في الدكتوراه في الطب «المعالجة بالموسيقى عند العرب في العصر الوسيط» وقد أدرجنا هذا الاختصاص في كلية الموسيقى وعلم الموسيقى في الجامعة الأنطونية (إجازة وماستر) وفي أبحاثنا العلمية.
○ كيف تقرأ في أن تكون أول مدونة موسيقية في تاريخ البشرية مشرقية ومن اللاذقية وعمرها 1500سنة قبل الميلاد؟ أعني «النشيد الحوري السادس».
• هذا يعني أن الحضارة البشرية بدأت في ربوعنا وأن أرضنا تنضح بأولى موسيقى العالم الفنية في التاريخ، وأن أهل هذه الأرض لا يحق لهم أن يصابوا بمركب النقص حيال الغرب في الميدان الموسيقي.
○ هل يجد الباحث في الموسيقى مادة تساعده في بلوغ أهدافه؟
• الغاية من البحث في علم الموسيقى في شقه الأساسي التحليلي هو وضع نماذج تمكن من توصيف وافٍ لأسس الظاهرة الموسيقية المدروسة. هذا الهدف تحقق مرحليا في فريقنا البحثي من خلال نظرية السيمياء المقامية التي تبلور القواعد النحوية التوليدية، على أساسها يمكن وصفُ بنية التلحين في تقاليد المشرق ومحاكاة نماذجها وتوقعُ تلاحين جديدة في هذا المضمار، ربطًا بالبرمجة المعلوماتية والذكاء الاصطناعي والعلوم المعرفية. وقد توج ذلك المجلس الوطني للبحوث العلمية من خلال منحي جائزة التميز العلمي لعام 2017، وهو يمول مشاريع بحثية سنقوم بها في الجامعة الأنطونية في السنوات المقبلة في هذه المجالات.
○ كنائب لرئيس الجامعة الأنطونية وعميد لكلية الموسيقى ماذا تقول عن إقبال الطلاب على الدراسة الموسيقية المشرقية؟ وهل استقبلتم طلاباً من الدول العربية؟
• هناك إقبال جيد في الجامعة الأنطونية على دراسة التقاليد الموسيقية من زوايا متعددة، إن من قبل طلاب لبنانيين أو من فلسطين وسوريا والسعودية ومصر وحتى من كولومبيا.
○ لا بد من اسئلة معرفية استفسارية. مما يتألف تخت الموسيقى الفصحى عادة؟
• التخت الموسيقي المشرقي هو المنصة التي كان يجلس عليها المطرب والعازفون، على أساس ممثل واحد من كل صنف من الآلات: القانون، الكمان، العود، الناي و(أحيانًا الرق) شرط أن يكون قادرًا على تأويل الموسيقى وارتجالها على أساس القواعد النحوية الموسيقية الموروثة. أما في تخت الجامعة الأنطونية، فيشارك السنطور الذي أدخله الدكتور هياف ياسين إلى التقليد الشامي المصري المشترك (آتيا من العراق وإيران) بالإضافة إلى صوت وعود الأستاذ محمد عياش، وقانون الأستاذ غسان سحاب وكماني.
○ هل تأتي الموسيقى الفصحى كرد على الموسيقى الشعبية؟
• نعم، لكن بشكل تكاملي، كما تتكامل اللغة الكلامية الفصحى مع اللهجات العامية المحلية.
○ كيف لي كمتلقية تستسيغ نغم تخت الموسيقى الفصحى أن أدرك كيف لحنت «ألا يا حماماتِ الأراكَةِ والْبانِ» لإبن عربي على النسق العباسي؟
• هناك أسلوب تلحيني يمكن استشفافه من المدونات الموسيقية التي وصلتنا مخطوطةً من عند صفي الدين الأرموي البغدادي في نهاية العصر العباسي، وبعد دراسته، يمكن تلحين قصائد من الحقبة عينها، مثل تلك القصيدة الشهيرة للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي (معاصر الأرموي) المعروفة أكثر بـ«أدين بدين الحب أنى توجهَت ركائبه».
○ بين أعضاء تخت الموسيقى الفصحى خيوط تناغم غير مرئية أفضت لارتجالات رائعة. هل هو مفعول التعارف الطويل؟ أم أسباب أخرى ساهمت بموسيقى منسابة كجدول ماء؟
• عندما ينتمي موسيقيون متعددون إلى تقليد مشترك، أي باتوا خبراء في تأويله وتوليد الجمل الموسيقية على أساس نحوه الموسيقي الموروث، يمكنهم العمل معًا مباشرةً، حتى ولو لم يكونوا معتادين على ذلك، فكيف إذا كانوا رفاق الدرب منذ سنوات، وهو حال تخت الجامعة الأنطونية للموسيقى الفصحى العربية.
○ كتبت ولحنت في حفلك الأخير تحية للقدس «القيامة». كيف للحن ما أن يستدعيك؟ ولماذا «قدس القيامة»؟ بالمناسبة في اللحن ما يشبه رفع الآذان.
• في هذه اللحظات العصيبة التي تعيشها فلسطين وعاصمتها وعاصمة المشرق وعاصمة الأديان السماوية، لا يمكننا في سياق برنامج موسيقي يحاكي تاريخ هذا المشرق العظيم والممزق حاليا إلا أن ننحني أمام القُدس وأن نلبي نداءها، أقله موسيقيا. أما «قدس القيامة» فلهذه العبارة دلالات متراكمة، منها كنيسة القيامة التي تشكل قبلة المسيحيين اللاهوتية الصوفية الخلاصية، ومنها أن من القدس المحررة بإذن الله تأتي قيامة المشرق، فلا بأس من رفع آذان ودعاء مشترك مسيحي إسلامي من أجل تحرير نور المدائن على هذه الأرض، في انتظار حلول زمن القدس السماوية المنتظرة.

د. أبو مراد: من القدس المحررة تكون قيامة الشرق
أرضنا تنضح بأول موسيقى العالم ولا مركبات نقص حيال الغرب
زهرة مرعي

آخر «حكواتية» الشام يزين ليالي دمشق الرمضانية

Posted: 02 Jun 2018 02:10 PM PDT

بعد انتهاء طقوس الإفطار وصلاة التراويح، يبدأ العشرات بالتجمع في مقهى «النوفرة» أحد أقدم مقاهي العاصمة السورية دمشق، في انتظار حكاية أخرى سيرويها على مسامعهم آخر «حكواتية» الشام.
وبحركات مميزة، يرتدي الحكواتي أحمد اللحام (60 عاماً) العباءة والطربوش التقليديين، ويعتلي كرسياً في صدر المقهى الشعبي الذي يقع في قلب حارات دمشق القديمة، ممسكاً بيده اليمنى سيفاً معدنياً وباليسرى كتاباً قديماً ذو أوراق صفراء وحروف سوداء كتبت بخط اليد، ويستعد لبدء فصل جديد من حكاية عنترة بن شداد، مكملاً ما توقف عنده الليلة الفائتة.
تعلو وتنخفض نبرة صوت اللحام ـ أبو سامي – تماشياً مع إيقاع وأحداث الحكاية، وفي ذروة التشويق يضرب بالسيف الحديدي على طاولة صغيرة بقربه، لتعلو أصوات الحضور من شبان وشابات ورجال ونساء تفاعلاً معه ومع ما يقوم به أبطال القصة أو ما يتفوهون به من جمل وعبارات ذات مغزى. وبعد حوالي نصف ساعة ينهي أحداث هذا الجزء مغلقاً كتابه وتاركاً مستمعيه في شوق لحكاية اليوم التالي.
ويتحدث الحكواتي لـ»القدس العربي» عن شغفه بهذه المهنة التي عشقها منذ زمن، ويمارسها منذ حوالي سبع سنوات كهواية إلى جانب مهنته في مجال صناعة وبيع المفروشات، وذلك لشعوره بالحاجة للحفاظ على هذا التراث من الانقراض.

مهنة مركبة

بدأ عشق اللحام للروايات والحكايات منذ الصغر حيث اعتاد التهام الكتب على اختلافها مما أعطاه خيالاً واسعاً ومقدرة لغوية كبيرة. وكان لممارسة خاله مهنة الحكواتي أثر كبير عليه فورثها عنه، وكان يمارسها بشكل متقطع لسد الفراغ في مقهى النوفرة، إلى أن بدأت الحرب وبرزت الحاجة إليه كبديل للحكواتية الذين توفي بعضهم وتعذر على البعض الآخر متابعة العمل.
«لم أفكر بالعمل كحكواتي إلا عندما تناقصت أعداد الحكواتية في دمشق بشكل كبير»، يقول اللحام الذي يعتبر من آخر ممارسي هذه المهنة المحترفين في دمشق اليوم ويضيف: «أعمل بشكل يومي دون انقطاع في هذا المقهى وأعتبر عملي هذا بمثابة الهواية، فهو في نهاية الأمر لا يدر دخلاً كبيراً كمعظم المهن التقليدية اليوم».
لا يعني ذلك بأن الحكواتي مهنة ســهـلــة، وهــي في رأي اللــحـــام تتضــمن فن الخطابة والــوعــظ والأدب والتــوجــيه الفكري لإيصال رسالة للجمهور بطرق مختلفة.
وبذلك، يشبه المتحدث الحكواتي بالخطيب الذي يجب ان تتوفر لديه موهبة وأهلية الخطابة والإلقاء وشد المستمعين طوال فترة رواية القصة، وعليه من أجل ذلك الاستعانة ببعض الكلمات المفتاحية والأمثال الشعبية والأشعار، وتغيير نبرة الصوت وطريقة الحديث التي يجب أن تختلف بين بداية وصلب وخاتمة الحكاية، وأيضاً ذلك السيف الحديدي الذي يساعده عند ضربه بالطاولة على إعادة الجمهور لجو الحكاية في حال شرودهم عن المتابعة.

مخاوف من الزوال

رغم الحرب التي عاشتها دمشق على مدار السنوات الفائتة، استمر مقهى النوفرة بتقديم طقس الحكواتي بشكل شبه يومي خاصة خلال شهر رمضان، ولم يمر يوم دون وجود زبائن يحضرون خصيصاً للاستماع لحكايات الملك الظاهر بيبرس أو عنترة بن شداد، وهما الروايتان الأساسيتان اللتان يتناوب الحكواتي على قصّ أجزاء منهما بشكل يومي، وتستغرق كل منهما حوالي العام الكامل لإنهائها.
«حتى في أسوأ اللحظات التي خيم فيها الموت على المدينة، لم أتوقف عن القدوم ومتابعة الحكاية، فعلى الحياة أن تستمر رغم كل شيء، وكنت أسعد بتفاعل الناس معي ومع حكاياتي التي تأخذهم لعالم آخر مختلف»، يضيف الحكواتي.
ومع ذلك، لا يخفي تخوفه من اندثار هذه المهنة مع غياب أي اهتمام رسمي أو غير رسمي بها، ويعتقد أن الوقت قد حان لبذل جهود من وزارة الثقافة أو السياحة على سبيل المثال لتعليمها لشباب جدد قادرين على مزاولتها، ويتمتعون بفن الإلقاء والخطابة وهما موهبتان أساسيتان لمهنة الحكواتي، ولا بد بالطبع من صقلها وتدريبها.
ينهي حكواتي اليوم أمسيته ويجلس ليحتسي كأساً من الشاي ويدخن نرجيلته التي يحرص على إعدادها بنفسه. على الجدران الخشبية خلفه تتربع صور ولوحات تبين إحداها حكواتي دمشق الأول عبد الحميد الهواري الذي توفي عام 1956، ويأمل أن يستمر هذا التقليد دون أن يختفي كبعض التقاليد الدمشقية التراثية التي طواها النسيان والإهمال أو غيبتها ظروف الحرب.

آخر «حكواتية» الشام يزين ليالي دمشق الرمضانية

زينة شهلا

مَن بديل صلاح في المونديال وهل ستَحل لعنة الفراعنة على راموس؟

Posted: 02 Jun 2018 02:09 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: اغتال قائد ريال مدريد سيرخيو راموس، أحلام المصريين والعرب قبل جماهير ليفربول، بالجريمة الكروية المتكاملة الأركان، التي نفذها في حق محمد صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا، ليبعث الأمل من جديد للنادي الملكي بطريقة غير شرعية ولا أخلاقية بعد بدايته الضعيفة جدا في أول نصف ساعة، وفي الوقت ذاته، ذبح ليفربول ومدربه يورغن كلوب بحرمانه من سلاحه الفتاك، ليُمهد طريق عملاق إسبانيا نحو لقبه المُفضل للعام الثالث على التوالي والثالث عشر في تاريخه.

الصدمة

صحيح النادي الإنكليزي أكثر من تضرر من إصابة الفرعون، إلا أن واقع الصدمة كان أكثر ألما على أبناء وطنه، الذين قضوا ليلة عصيبة، وهم يتحسرون على صانع سعادتهم ومصدر فخرهم وهو يبكي كالأطفال على إصابته الغادرة، كأنه كابوس أو مشهد قاس من البرنامج الرمضاني «الصدمة». لا أحد يُصدق أن تميمة الأمل الذي يرسم الابتسامة على الصغير قبل الكبير في كل ربوع مصر، سُلب منه حلمه! وهو تقريبا في أعظم لحظة في مسيرته كلاعب، أو كما سمعتها من سيدة ممن يُقال عنهن «أبسط خلق الله». قالت: «كان على باب المجد لكن منه لله البعيد راموس كسره وكسرنا»، وهذه واحدة لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أنها ستُشاهد مباراة طرفها المنتخب المصري ولو في نهائي كأس العالم، فما بالك ونحن في موسم المسلسلات! الثقافة الكروية التي طرأت عليها وعلى أغلب من لم تكن لهم علاقة بكرة القدم قبل ظهور صلاح، يكفي فقط أن الجميع، بدون مبالغة، في مصر يتحدثون عن راموس وتاريخه الأسود مع خصومه، خصوصا النجوم الكبار كميسي ودافيد فيا وداني ألفيش وآخرين، هذا يُلخص ما فعله المدافع الأندلسي في أحفاد الفراعنة، وكأنه رماهم بسهم جارح في القلب.
ربما لو انتهت المباراة بنفس النتيجة ولم يتعرض صلاح لمكروه، لما عم الحزن على الشعب المصري بهذه الطريقة المفجعة، فالواقع يقول أن أبو مكة لم يَعد مُجرد لاعب ناجح وصل من المحلية إلى قمة هرم العالمية الذي لا يتسع لأكثر من اسمين أو ثلاثة بحد أقصى، بل نموذج وقدوة يَحلم الأطفال والشباب أن يسيروا على نهجه، كما يُدينون له الفضل في العودة للظهور في كأس العالم للمرة الأولى منذ قرابة ثلاثة عقود، بهدفه الشهير في الكونغو في الوقت المحتسب بدل الضائع، فلولا هذا الهدف، لما اقتبس رامز جلال فكرة مقلبه الجديد، ولا ظهر سعد سمير وأحمد حجازي وبقية نجوم المنتخب في إعلانات رمضان وحملة «اللي يمثل مصر بروسيا يقدر يمثلها في أي مكان»، وغيرها من أبواب الرزق التي فُتحت لناس كُثر بهبة من الله أولاً، ثم محمد صلاح ثانيا، وبعد ذلك يأتي راموس في غمضة عين ويضربه بالقاضية على طريقة «الجودو» كما قال الاتحاد الأوروبي للعبة، إلا كرة القدم التي تُفرق بين التدخل القوي وتعمد الإيذاء.

ضحكة شريرة

شاهدنا كيف عادت الدموية لوجه راموس وهو يتحدث مع مساعد الحكم لحظة خروج صلاح، وكأنه لا يُصدق أنه نجح بامتياز في مهمته، بالتخلص من أهم لاعبي المنافس بدون الحصول على بطاقة صفراء، بشكل مغاير لما حدث الموسم الماضي، عندما كرر الحركة «غير الأخلاقية»، والتي تم منعها في لعبة الجودو، مع داني ألفيش، في نهائي الكأس ذاتها عام 2017، الفارق الوحيد أن الحكم الألماني عاقب المدافع الإسباني بإشهار البطاقة الصفراء في وجهه، مع تحذير بما هو أسوأ كما أظهرت الكاميرات، وأيضا نجا المدافع البرازيلي من الإصابة، عكس صلاح الذي خسر الجلد والسقط، ولم يجد من يُدافع عنه، لينضم لقائمة ضحايا راموس، الذي تقول عنه لغة الأرقام أنه المدافع الأكثر وحشية والأكثر طردا في تاريخ الدوري الإسباني، بحصوله على 19 بطاقة حمراء، والمفارقة ان غالبيتها مع ريال مدريد.

الأخذ بالثأر

الأمر المُلفت، أن قضية تعمد راموس إيذاء صلاح أخذت منحنى آخر، فبعيدا عن هوس المحامي المغمور الذي يبحث عن الشهرة للشهرة، برفع دعوى قضائية ضد مدافع الريال، للمطالبة بحفظ حقوق نجم مصر المادية والمعنوية، بتعويض مالي يُقدر بنحو مليار جنيه، هناك بالفعل عدد لا بأس به من النقاد الرياضيين الكبار والمشاهير المتابعين لكرة القدم، لا يستبعدون تكرار المواجهة بين اللاعبين، على اعتبار أن منتخب الفراعنة سيُحالفه التوفيق ويُنهي مجموعته الأولى مع أوروغواي وروسيا والسعودية، في المركز الثاني، ليضرب موعدا مع اسبانيا في دور الـ16، لتحل لعنة الفراعنة على راموس نظير ما فعله في أيقونة المصريين في نهائي الأبطال، ولعل أشهر من يتنبأ بحدوث هذا السيناريو، الفنان نبيل الحلفاوي، الذي راهن في واحدة من تغريداته على أن طارق حامد سينال بطاقة حمراء أمام إسبانيا، وسيُحمل على الأعناق، في إشارة إلى أن لاعب الوسط المعروف عنه خشونته الزائدة، سيتكفل بإيصال لعنة الفراعنة لمن أبكى صلاح وعشاقه. ربما الفنان صاحب المقطع الشهير في ملحمة «الطريق إلى إيلات» بالغ في تقديره، لكن واقعيا، من الممكن جدا أن يتقابل المنتخب المصري والإسباني في بدابة الأدوار الإقصائية.

هل مصر قادرة بدون صلاح؟

إلى الآن، لا تزال الشكوك تحوم حول مشاركة نجم الفراعنة في أول مباراتين ضد أوروغواي وروسيا، فبعد التقارير الطبية الأولية المُبشرة التي رجحت أن تصل فترة غيابه لأسبوعين أو ثلاثة، جاءت أنباء غير سارة من مدينة فالنسيا الإسبانية، تفيد بأن غيابه لن يَقل بأي حال من الأحوال عن أربعة أسابيع، كما انفردت صحيفة «ليكيب» بالمعلومة منتصف الأسبوع الماضي، وهذا يعني أن فريق كوبر سيفقد 50٪ من قوته الضاربة وربما أكثر من ذلك، بالتالي ستكون فرصه أقل في بلوغ الأدوار التالية، إلا إذا أعاد زملاء صلاح إلى الأذهان ما فعله أصدقاء رونالدو في نهائي «يورو 2016»، عندما أجبرته الإصابة على الخروج في أول 20 دقيقة أمام أصحاب الأرض فرنسا، ليُفاجئ أحفاد فاسكو دي غاما العالم، بعرض ربما الأفضل في تاريخهم، انتهى بهدية إيدير للدون، التي منحت البرتغال أول بطولة كبرى، بعدما ظن الجميع أن مهمة الديوك باتت سهلة بخروج أفضل لاعب في العالم، هكذا فقط يُمكن لكوبر ورجاله أن يخرجوا بأقل الخسائر أمام السفاح لويس سواريز وشريكه كافاني، ومن ثم البلد المُضيف، إلى أن يَعود المُلهم في مباراة الدربي أمام الجارة السعودية، ليبدأ التفكير بشكل جدي وواقعي في مجد التأهل لدور الـ16 ومعه كذلك الثأر من راموس، أما إذا سألت أي مشجع مصري عن رأيه في فرص وصول منتخبه للأدوار النهائية بدون صلاح؟ ستجده يتطرق لأشياء كثيرة، وفي النهاية سيُعطيك إيحاء بعدم التفاؤل، لأنه بعيدا عن العاطفية، يُدرك قيمة وأهمية وتأثير صلاح على المنتخب، بخلاف الرعب الذي يُصدره للخصوم.

من بديل صلاح؟

متابعو كرة القدم، يعرفون جيدا أن النجم السوبر عادة ليس له بديل، مثلاً دعونا نفترض أن البرتغال ستخوض كأس العالم بدون رونالدو، هل هناك لاعب يحمل جنسيته على نفس مستواه؟ بالطبع لا. الأمر ينطبق كذلك على ميسي ونيمار، من الصعب بل مستحيل توفير بديل على نفس كفاءة وجودة هؤلاء السحرة، الذين انضم إليهم محمد صلاح، هو الآخر لا يوجد في منتخبه من هو قادر على تنفيذ دوره، بنفس الشكل المُعقد الذي يطلبه منه مدربه الأرجنتيني، لذا الحل الأفضل في مثل هذه المطبات الصعبة، أن يلجأ المدرب للخطة «بي»، بتغيير استراتيجية لعبه بالطريقة التي تتناسب مع لاعبيه المتاحين. كما نعرف هو لا يلعب سوى بأسلوبه المُفضل والمُحبب 4-2-3-1، بتثبيت الرباعي أحمد حجازي وعلي جبر كقلبي دفاع، وعلى يمينهم أحمد فتحي وفي اليسار محمد عبدالشافي، وأمامهم ثنائي الارتكاز طارق حامد والنني، ثم الثلاثي صلاح وعبدالله السعيد ومحمود حسن تريزيغيه، بأدوار دفاعية، وكوكا أو مروان محسن في مركز رأس الحربة الوهمي، لفتح مساحة لصلاح في الهجمات المرتدة، وهذه الطريقة تصلح في حالة واحدة، أن يُعّدل طريقة الهجوم من اليمين إلى اليسار، بالاعتماد على تريزيغيه ليقوم بدور صلاح، لكن في جهة اليسار، على أن يضع محمود كهربا في مكان هداف البريميرليغ كجناح أيمن مهاجم، هما (تريزيغيه وكهربا) يمتازان بالسرعة، خصوصا لاعب قاسم باشا القريب من الانتقال لأحد أندية البريميرليغ، الذي تطور مستواه كثيرا في الآونة الأخيرة، وقد يُساهم غياب صديقه المُقرب في انفجاره في كأس العالم، بالطريقة التي يرسمها ويُخططها لنفسه، بإصراره على الكفاح في أوروبا للعام الثالث على التوالي، بدون أن يستسلم للحل السهل بالعودة لناديه السابق الأهلي.

رأي فني

على المستوى الشخصي، أميل أكثر لرأي تغيير الطريقة لأنه كما اتفقنا لا يوجد بديل على نفس مستوى الغائب، حتى الموهوب شيكابالا، لم تعد لديه الطاقة للركض 90 دقيقة متواصلة، لا ننسى أنه تقدم في السن، ولا يقوم بأدوار دفاعية، بالكاد يقوم بأدواره الهجومية بنسبة 100٪ لمدة ساعة على أقصى تقدير، ولو افترضنا جدلاً أنه وضع تريزيغيه مكان صلاح وكهربا في الجهة الأخرى أو العكس كما أشرنا، تبقى مقامرة غير مضمونة، إذن الحل في اللعب بأفضل طريقة تتناسب مع شيكابالا وكهربا وتريزيغيه ورمضان صبحي، بمعنى أدق الثنائي الذي سيُرافق السعيد ورأس الحربة، أمامه خيار اللعب 4-3-2-1، بوضع لاعب ستوك كلاعب وسط ثالث جهة اليسار، كما كان يعتمد عليه هيوز في موسمه الأول في البريميرليغ، وأن يكون في الوسط الهجومي عبدالله السعيد كحلقة وصل بين الوسط والهجوم، وكهربا في مكانه المُفضل الذي يُبدع فيه منذ نعومة أظافره كمهاجم ثاني حر خلف رأس الحربة، هنا سيستغل بطء غودين وخيمينيز، بضربهم في العمق، بدلاً من حيلة اللعب على العرضيات أو الكرات الطولية التي ستكون أشبه بالهدايا لقلبي دفاع المنافس اللاتيني، لكن لنكن واقعيين، أمر كهذا سيكون صعبا على مدرب مثل كوبر، معروف عنه منذ أيامه في فالنسيا والإنتر أنه لا يستمع لأحد، فقط يمضي بطرقه الدفاعية البحتة التي لا تختلف كثيرا عن أفكار مواطنه هيلينيو هيريرا صاحب نظرية تطوير الكاتناتشو المُعقدة.

استعدادات الشعب المصري

في مصر والوطن العربي، سيكون 15 يونيو عيدين، الأول عيد الفطر أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بخير، والثاني موعد ظهور الفراعنة في كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاما، الأمر الذي سيُغير أشياء كثيرة متعارف عليها في الحياة العامة في البلاد، على سبيل المثال، الأمر المُعتاد في أول يومين أو ثلاثة في العيد، تكون المقاهي والكافتريات في الأحياء المتوسطة والشعبية مُغلقة، فقط يُستثنى الكافيه (5 نجوم) من هذا الأمر، لكن هذه المرة، سيكون الأمر مختلفا، خاصة بعد تأكيد وزير الرياضة خالد عبدالعزيز فشل مفاوضات نقل مباريات المنتخب عبر القنوات الأرضية، وبالتبعية معروفة أن أغلب مصر تُشاهد المباريات المُشفرة من خلال المقاهي وتجمعات الأندية الاجتماعية وبعض الصالات المُغطاة في المدن الكبرى بدعم من مديرية الشباب والرياضة، وهذه واحدة من الفرص التي لا تُفّوت لأصحاب المقاهي، وكما أخبرنا أكثر من صاحب مقهى في أشهر ميادين 6 اكتوبر «الحصري»، الذي يشهد تجمع الآلاف في مثل هذه المواعيد، وأيضا في مباريات الأندية الكبرى في أوروبا، ستكون الأبواب مفتوحة قبل بداية المباراة بساعة على أقل تقدير، حتى يستطيع العمال زيارة أقاربهم صباح أول أيام العيد، على أن يعودوا ظهرا لتقديم الخدمة للزبائن قبل المباراة المُقررة الساعة 2 ظهرا بتوقيت القاهرة.
أيضا المدينة الصفراء المهووسة بكرة القدم، الإسماعيلية، لن يغلق أصحاب مقاهي الطريق الدائري أبوابهم أمام آلاف المشجعين، المعتادون على مشاهدة مباريات المنتخب في هذا المكان بالذات، لكنهم اتفقوا على أن الخدمة ستنتهي فور انتهاء المباراة، من باب التقدير لمشاعر العمال في أول أيام العيد، علما أن هناك تلميحات إلى احتمال أن تزداد قيمة الجلوس على الكرسي لأكثر من 5 جنيهات، بدون الحصول على مشروب سيكون بضعفي ثمنه على الأرجح، بخلاف «البقشيش» الذي ينتظره عامل «الشيشة» أو الرجل الذي يُقدم الطلبات، وهو رقم لا يُقارن بالتجمعات القريبة من مدينة الانتاج الإعلامي ولا الكافيهات (5 نجوم)، الكرسي بمشروب = 100 و200 جنيه في بعض الأماكن، تكون في صورة حجز طاولة بمشروبات مُحددة.
الأجمل والأرخص على الإطلاق، تبقى مقاهي عروس البحر المتوسط الأسكندرية، حيث تُشاهد المباراة عبر شاشات ضخمة على الشواطئ المزدحمة عن بكرة أبيها في أول أيام العيد، منظر أشبه بمشجعي البرازيل على شواطئ كوباكابانا، وبتكلفة لا تزيد على 20 جنية شاملة طلب أو اثنين، بمحاذاة شارع خالد بن الوليد أو في الأماكن الراقية كالمعمورة والمنتزه، هناك أيضا نفس المنظر، لكن مُطل على شاليهات لأثرياء البلد، ومستوى اجتماعي مختلف عن الشواطئ العامة، كذلك استعدت مدينة الغردقة السياحية، بالترويج لعروض خاصة في نواد ليلية وكافيهات في الممشى السياحي وشارع شيري والهضبة، لمشاهدة مباريات كأس العالم بأسعار في المتناول لأصحاب البلاد والأجانب، أما الأغلى على الإطلاق، هو حجز مكان في أحد مقاهي خليج نعمة في شرم الشيخ، أما في الصعيد والدلتا، فالمشاهدة تبدو أرخص، وربما أرخص من مدينة الدراويش، مدينة كالزقازيق أو المنصورة أو طنطا، يُمكنك مشاهدة المباراة بالمجان، فقط تُحاسب على المشروب، ولو كنت محظوظًا في «قهوة بلدي»، لن تدفع أكثر من 5 جنيه مقابل المشاهدة ومشروب قهوة أو شاي، وربما الاثنين معا، لكن في الوقت ذاته، هناك أماكن في هذه المدن والمدن الكبرى، مُخصصة للأغنياء فقط تَضاهي أرقى الأماكن في القاهرة والأسكندرية، فقط في نجريج مدينة محمد صلاح، المشاهدة والمشروب بالمجان، والسبب بسيط، هو يتكفل بكل شيء واجب بسيط منه تجاه أبناء بلده.

مَن بديل صلاح في المونديال وهل ستَحل لعنة الفراعنة على راموس؟
المقاهي تنتظر «ثروة» المونديال والمشروبات بالمجان في نجريج
عادل منصور

زيدان رحل قبل ان «يؤذي» ريال مدريد!

Posted: 02 Jun 2018 02:09 PM PDT

ما زال الكثيرون من جيش أنصار ريال مدريد حول العالم يحاولون استيعاب صدمة الرحيل المفاجئ للمدرب الفرنسي زين الدين زيدان عن تدريب الفريق الملكي، بل كانت الغالبية متفاجئة من ايحاءات النجمين كريستيانو رونالدو وغاريث بيل عن امكانية رحيلهما قريباً.
حجم الصدمة الكبير جاء بسبب حجم الانجاز الكبير الذي تحقق قبلها بأيام، ولكن في الواقع الامر توقف على 90 دقيقة في المباراة النهائية لدوري أبطال اوروبا، ولو استمر حال ليفربول على ما كان عليه في أول 20 دقيقة، ونجح في الفوز واحراز اللقب، لربما لما تفاجأ أحد على الاطلاق بان ريال مدريد يبحث عن بديل لزيدان، لان الموسم سيعتبر مخيباً الى اقصى الحدود، خصوصا ان الفريق لم ينافس على الاطلاق على بطولة الدوري الاسباني هذا الموسم، الذي انهاه في المركز الثالث بفارق 18 نقطة عن البطل برشلونة، كما خرج من مسابقة كأس الملك أمام المغمور ليغانيس، بل اذا عدنا الى شهري يناير وفبراير الماضيين، كان النادي يبحث عن خيارات أخرى، وحينها ارتبط اسم مدرب توتنهام ماوريسيو بوتشيتينو كأحد الخيارات المحتملة وليس في الايام الماضية فقط.
لكن زيدان مثلما كان لاعبا عبقرياً، هو انسان ذكي جداً، يدرك مقدراته، ونقاط قوته وضعفه كمدرب، ولهذا كان تصريح الرحيل واضحا، عندما قال: «هذا الفريق يجب أن يواصل الانتصارات ويحتاج للتغيير من أجل ذلك. بعد ثلاث سنوات يحتاج الفريق إلى صوت آخر وطريقة عمل أخرى، ولهذا السبب اتخذت قراري». فهو ادرك انه خلال العامين والنصف الماضيين، استنفد كل سحره وأسلوبه الرشيق والمحبوب مع نجومه، لانه يدرك انه ليس مدرباً تكتيكيا، مثلما صرح في أكثر من مناسبة، ولا يستطيع وضع الخطط التي تتناسب مع ظروف المباراة، ولا حتى يعرف كيف يجري تغييرات تكتيكية خلال المباريات، ان كان بالخطة او باللاعبين، بل يعلم ان نقاط قوته هي قدرته على تحميس اللاعبين ورفع درجات جاهزيتهم معنويا ونفسيا وذهنيا، خصوصا ان نجومه الكبار يتفاعلون من نجم كبير سابق مثله أفضل بكثير من غيره، على غرار ما حصل مع المدرب التكتيكي رفائيل بنيتيز، صاحب الأسلوب العسكري المنفر للنجوم. ولهذا السبب كثيرون يعلمون ان زيدان يصلح مدربا لفريق الريال الاول اكثر من كاستيا (فريق الريال الثاني)، الذي اخفق معه. ورئيس النادي فلورنتينو بيريز يدرك ان لزيدان شعبية كبيرة بين لاعبيه، ولهذا طرح اسمه لتدريب الفريق مرات عدة منذ 2012، لكن بسبب انعدام الخبرة، أعطي مهمة تدريب كاستيا، لكن ورغم التقارير السلبية عن أداء زيدان مع الفريق الثاني التي وصلت بيريز، الا انه كان يدرك ان فريقه الاول ونجومه لا يحتاجون الى مدرب تكتيكي، بل الى مدرب يجمعهم حوله، ويشجعهم ويحمسهم.
فعلا حقق زيدان مع الريال خلال العامين والنصف الماضيين انجازا رائعا، بالفوز بتسعة ألقاب من أصل 13، لكنه أدرك في النهاية، ان هذه السمعة البراقة التي بناها في مدة وجيزة، قد تنتفي في الشهور المقبلة، لان المؤشرات الى ذلك كانت موجودة طيلة الموسم، والفريق بحاجة الى اعادة بناء وربما هيكلة جديدة، رغم انه زعيم أوروبا بدون منازع او منافس، لكنه ليس زعيم اسبانيا، وماراثون الدوري عادة يتطلب جهدا تكتيكيا كبيرا، هو يعلم انه لا يملكها، والأنكى انه كان يتعين عليه الموافقة علي بيع نجوم، على رأسهم رونالدو وبيل، ولاعبه المفضل كريم بنزيمه، وربما ايسكو، لان أبرز نجوم الريال اصبحوا اليوم فوق الثلاثين عاماً، وهو لا يريد ان يكون المدرب الذي قام بذلك وفكك أعظم فريق في دوري أبطال اوروبا. ومثلما قال المدرب الاسباني بيب غوارديولا حين قرر الرحيل عن برشلونة في 2012: «اذا بقيت مع الفريق أكثر فاننا سنؤذي بعضنا بعضاً»، وهو بالضبط ما فعله زيدان الآن، آثر الرحيل لأنه لا يريد ان يؤذي ريال مدريد.
twitter: @khaldounElcheik

زيدان رحل قبل ان «يؤذي» ريال مدريد!

خلدون الشيخ

بعد رحيل زيدان جماهير الملكي تُعطي الأمر لاختيار الحاكم الجديد

Posted: 02 Jun 2018 02:08 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: أحدث خبر رحيل المدرب الفرنسي زين الدين زيدان عن ريال مدريد، رواجا في مختلف وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل، للطريقة المفاجئة التي تخلى بها زيزو عن منصبه، وهو في أوج وأفضل لحظاته كمدرب مع الميرينغي، بحفاظه على دوري أبطال أوروبا في «سانتياغو بيرنابيو»، منذ تسلمه قيادة الفريق خلفا لرافا بنيتيز في يناير/كانون الثاني 2016.
على الفور، قامت أكثر الصحف قُربا من النادي الملكي «الماركا»، بعمل استطلاع رأي، أشبه بجس النبض للجماهير، لاختيار المدرب الجديد، وكانت المفاضلة بين مدرب ليفربول يورغن كلوب، ومدرب توتنهام ماوريسيو بوتشيتينو، ومدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف وغوتي.
ورغم أن مدرب السبيرز من الأسماء المُرشحة بقوة لخلافة زيدان، بحسب المصادر الصحفية، ومثله تماما لوف، إلا أن جماهير الريال كان لها رأي آخر، باختيار كلوب الذي اكتسح الأصوات خلال مدة الاستفتاء، التي استمرت لساعتين، شارك فيه أكثر من 22 ألف شخص، وهو ما فسرته الصحيفة، على أن جماهير الريال تضع مدرب الريدز على قائمة المطلوبين لخلافة زيدان الأسطوري.
أما عبر الصحف، ففي إنكلترا، قالت «التيلغراف»، أن كشاف النجوم آرسن فينغر ضمن القائمة المُختصرة التي حددها بيريز لاختيار المدرب المقبل، لتفرغ صاحب الـ68 عاما بعد انفصال شراكته التاريخية مع آرسنال، التي امتدت لأكثر من 20 عاما، وأيضا للاهتمام المُسبق من قبل النادي، حيث أكد المدرب الفرنسي أنه تلقى إغراء تدريب الريال أكثر من مرة، لكنه دائما كان يُفضل استكمال مشروعه مع المدفعجية.
أما في ألمانيا، فلا تستبعد التقارير أن يكون لوف هو حاكم الريال الجديد، رغم أنه مُرتبط بعقد مع اتحاد المانشفات حتى 2022، نفس المُعضلة التي قد تُخرج بوتشيتينو من الحسابات، لوجود شرط جزائي في عقده مع دانيال ليفي، وهناك أكثر من اسم آخر لامع مُرشح لشغل المقعد الشاغر في البيرنابيو، منهم أنطونيو كونتي وماوريتسيو ساري وماسيميليانو أليغري وآخرون، سيُحاول رجل الأعمال الإسباني اختيار أفضلهم ليكون الرجل القادم بعد زيدان.
وأصبح زيدان أيقونة في تحديد موعد تسليم الراية، فقبل 12 عاما، فاجأ العالم بإصراره على اعتزال كرة القدم، وهو يُقدم أفضل عروض في حياته أمام البرازيل وإيطاليا في كأس العالم 2006، وظهر الخميس، كرر المشهد، لكن هذه المرة، كمدرب حقق ما يُشبه المعجزة في الزمن الحديث، وفي الأخير غادر مرفوع الرأس، تاركا بصمة ستتذكرها الأجيال القادمة. وقضى نحو عامين وخمسة أشهر على رأس الجهاز الفني للريال، حقق خلالها تسعة ألقاب، بدأها بالكأس ذات الأذنين الحادية عشرة، بالفوز على أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح، ثم الكأس السوبر الأوروبية في 2016، وقبل انتهاء العام، ظفر بكأس العالم للأندية. وكما قال بنفسه في مؤتمر وداعه، حقق البطولة الرابعة (الأصعب في رحلته)، وهي الدوري الإسباني موسم 2016-2017، وتبعها بالبطولة الخامسة بقهر يوفنتوس 4-1 في نهائي الأبطال، ثم استكمل ما فعله في أول موسم، باحتكار كأسي السوبر وبطولة العالم للأندية، وأضاف إليها السوبر المحلية بالفوز على برشلونة ذهابا وإيابا، وفي الأخير أنقذ موسمه المنقضي بافتراس ليفربول في نهائي «كييف» 3-1، ليُنهي حلمه الجميل مع الريال كمدرب وفي سجله 149 مباراة في مختلف المسابقات، حقق خلالها 104 انتصارات مقابل 29 مباراة انتهت بالتعادل و16 هزيمة، أي نسبة انتصارات حوالي 70٪، وحصيلة الأهداف المُسجلة وصلت لـ393، واهتزت الشباك في عهده 160 مرة، والسؤال الآن: هل المدرب القادم قادر على تحقيق هذه الأرقام؟

بعد رحيل زيدان جماهير الملكي تُعطي الأمر لاختيار الحاكم الجديد

ماجر يتحول إلى صداع في رأس المنتخب الجزائري!

Posted: 02 Jun 2018 02:08 PM PDT

الجزائر ـ «القدس العربي»: يعيش المنتخب الجزائري لكرة القدم في دوامة منذ رحيل المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش بعد مونديال 4201، فالمنتخب الذي بناه المدرب البوسني حقق أكبر إنجاز في تاريخ الكرة الجزائرية بالتأهل إلى الدور الثاني من مونديال البرازيل، قبل أن يقصى على يد الفائز باللقب لاحقا الماكينة الألمانية في مباراة «تاريخية» لم يكن فيها الفوز فيها للألمان سهلا.
بعد المونديال اختار المدرب «رمي المنشفة»، رغم أن الجماهير كلها كانت تريد بقاءه، وحتى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تدخل وطلب منه الاستمرار على رأس المنتخب، لكن خاليلوزيتش فضل الرحيل، متأثرا بـ»ديكتاتورية» محمد راوراوة الرئيس السابق للاتحاد الجزائري، لتبدأ رقصة المدربين على رأس المنتخب. خمسة مدربين في أقل من أربع سنوات، آخرهم وأكثرهم إثارة للجدل رابح ماجر، نجم المنتخب في الثمانينات وبداية التسعينات، صاحب العقب الذهبي الذي أهدى للجزائر اللقب الإفريقي الوحيد في تاريخها سنة 1990.
تعيين ماجر كان مفاجئا وصادما، فلا أحد كان يتوقعه، لعدة أسباب، أولها أن «مصطفى» اسم الشهرة لماجر )سبق له أن درب المنتخب في بداية الألفية الحالية، وفشل في مهمته، واستقال بعد صراع مع راوراوة، وظل لسنوات يعيش في ثوب الضحية، ولا يتوان في انتقاد رئيس الاتحاد والمدربين بسبب أو بدونه، فكل شيء بدون ماجر لا يصلح ولا معنى له، حتى إنه قال مرة إن خاليلوزيتش مدرب مغمور وأن الجزائر هي التي صنعت له اسماً، بل وقلل من أهمية التأهل إلى نهائيات كأس العالم، مؤكدا أنه أمر سهل. ماجر أرغى وأزبد وقصف كثيرا انطلاقا من بلاتوهات مكيفة، لم يكلف نفسه عناء التعلم للحصول على شهادات التدريب، ولا النزول إلى الميدان لصقل معارفه وتجاربه، ولم يتوقع أن مهمة تدريب المنتخب ستؤول إليه يوما، و أن السحر سينقلب على الساحر.
بداية ماجر مع «الخضر» كانت صعبة، فالصحافة أثارت ومنذ البداية قضية عدم حصوله على الشهادات التي تمكنه من تدريب منتخب، وهي اتهامات لم يستطع ماجر وضع حد لها. ومع المباريات الأولى للمنتخب، رسمية وودية وظهور الفريق بوجه شاحب، وغياب الأداء والنتائج، بدأ ضغط الجمهور والصحافة يتزايد، وبدأ صدر «مصطفى» يضيق، وكان أول مؤشر عليه انفجاره في وجه صحافي يعمل في الإذاعة الحكومية، صارخا: «تيزي فو تيزي فو» (اصمت… اصمت) قبل أن يقرر مقاطعة الصحافة، ثم يطل بعد فترة عبر التلفزيون الحكومي ويطلق ما تحول إلى نكتة عنوانها «ألو بورتو». ماجر ضرب تاريخه الكروي بالعقب وأصبح أكثر مدرب تعرض إلى السخرية والانتقاد في تاريخ المنتخب الجزائري. ورغم أنه حاول مؤخرا عقد صلح مع الصحافة، بمنح عدة حوارات لقنوات تلفزيونية جزائرية في يوم واحد، إلا أن القدر شاء أن يزيد الضغط عليه، فقد قرر اتحاد الكرة فجأة إعفاءه وطاقمه الذي يتشكل من المدربين المعروفين جمال مناد ومزيان إيغيل من الإشراف على منتخب المحليين، ما وضعه في حرج أمام الجمهور والصحافة. وزادت متاعبه عندما قرر فجأة استدعاء ثلاثة محترفين سبق أن لعبوا للمنتخب، وكان هو قرر الاستغناء عنهم بدعوى فتح الباب للمحليين، ما فسر على أنه تخبط وعدم وجود رؤية واضحة لديه، وكم كانت صدمة ماجر كبيرة عندما فوجئ بأن اللاعبين الذين استدعاهم رفضوا تلبية الدعوة. ويعتقد الصحافي الرياضي زكريا حبشي أنه لم يكن هناك معيار واضح لإختيار مدرب المنتخب، خاصة بعد الإنتقادات اللاذعة من وسائل الإعلام والجماهير عندما تم تعيين المدرب الإسباني لوكاس آلكاراز، كون سيرته الذاتية لاتسمح له بقيادة منتخب بحجم الجزائر ونتائجه خير دليل، فالجمهور كان ينتظر أن يتم تعيين مدرب كبير بعد المشاكل التي حدثت بين اللاعبين والمدرب رايفاتس، ويبدو أنّ رئيس الاتحاد أراد مجاملة المحليين واعطاءهم فرصة، وهذا ما حدث بتعيين ماجر الذي لم يُزاول مهنة التدريب لأكثر من 12 سنة، ضاربا بالمعايير عرض الحائط، ورد فعل الجمهور كانت واضحة، فالكل يطالب بمدرب يعيد هيبة المنتخب. واعتبر أن ماجر وجد منتخبا جاهزا ولا علاقة له بالمشاكل بين زطشي ورورواة، وكان يمكن له أن يحافظ على اللاعبين ويكسب ودهم بدل الكلام «الفارغ» وتحويل المنتخب الى حقل تجارب، مشيرا إلى أنه أعاد المنتخب إلى نقطة الصفر، لأنه لم يوفق في خياراته لا هو ولا الإتحاد الذي فشل في جلب لاعبين من الدوريات الأوروبية مثل حسام عوار مهاجم ليون الذي أبدى رغبته في اللعب مع المنتخب في وقت سابق، كما لم يمنح ماجر فرصة لآخرين مثل لاعب ليل الفرنسي ياسين بن زية، وأيضا تهميشه لسفير تايدر ورياض بودبوز والحارس وهاب مبولحي وسفيان فيغولي، مقابل منحه فرصة لمحليين لا يملكون الخبرة ولا حتى المستوى الذي يؤهلهم للعب في المنتخب، بما يوحي أن هناك اما مشكلة لماجر مع المحترفين أو خضوعه إلى أوامر فوقية.
ويرى سعيد فلاك الصحفي الرياضي أن الجميع يعلم أن مستوى ماجر التكتيكي ليس كبيرا، لكن الناس الذين ينتقدونه، ينسون أن مستوى الفريق مع المدربين السابقين مثل رايفاتس وجورج ليكنس وألكاراز كان متواضعا جدا، مع أن ليكنس مثلا مدرب سبق له الإشراف على منتخبي تونس وبلجيكا، مشددا على أن مشكلة المنتخب عميقة، كما أن المنتخب مع رابح ماجر لم يلعب مباريات قوية ورسمية كثيرة حتى يمكن أن نقيس مستواه، لأن المباريات الودية ليست مقياسا حقيقيا. وذكر فلاك أن ماجر لم يأت بنية التركيز على المحليين، هو أراد «أفرقة» الفريق، فبالنسبة إليه اللاعبون الذين تعودوا على الملاعب الأوروبية لا يمكنهم التأقلم مع المناخ الإفريقي، بدليل ما كنا نراه في نهائيات كأس أمم إفريقيا في كل مرة، وهو من حيث المبدأ محق، ولكن هذا لا يمكن أن يتحقق بين عشية وضحاها، بل يجب أن يكون نتاج عمل يبدأ من الفئات الصغرى لتحضير لاعبي المستقبل، هو أراد تطبيق ما كان موجودا في الثمانينات عندما كان لاعبا، وعندما كان المنتخب يتشكل أساسا من لاعبين محليين، ولكن حتى ذلك الفريق لم يفز بأي لقب إفريقي، واللقب الوحيد الذي فازت به الجزائر كان سنة 1990 على أرضها.
أما ما يتعلق بمدى تأثر ماجر بما يجري حوله، أوضح فلاك أن كل شيء مرتبط بمدى استمرار اتحاد الكرة في دعم المدرب، مع أن مؤشرات توحي أنه تم التخلي عنه، بدليل أنه أعفي من مهمة تدريب المحليين، كما أن الاتحاد لم يتحرك بعد إعلان فيغولي ومبولحي عدم تلبية دعوة المدرب، لأن عندما أبلغ فوزي غلام الاتحاد بأنه مصاب، طلب منه أن يأتي ليتم فحصه في الجزائر، والتأكد من إصابته، في حين أن هذه المرة، وحتى الآن، لم يطلب الاتحاد من فيغولي القدوم للخضوع إلى فحص طبي، فالمفروض أن اللاعب يحضر إلى المعسكر، ثم يقرر الجهاز الفني للمنتخب تسريح اللاعب أو اللاعبين، إما لنقص اللياقة أو بسبب الإصابة، وحده رفيق حليش سيحضر للتأكيد على أنه مصاب. واعتبر فلاك أنه من الصعب تصور أن رئيس اتحاد الكرة خير الدين زطشي هو من يريد رأس ماجر، لأنه يكن له احتراما كبيرا، بل الأمر ربما يتعلق ببعض أعضاء الاتحاد، بسبب النتائج وضغط الجمهور، وربما لأسباب أخرى، ولكن الأكيد أنه إذا قرر ماجر «رمي المنشفة» والاستقالة، فلن يتمسك به زطشي، موضحا أنه غالبا سيبقى ماجر حتى استئناف التصفيات المؤهلة إلى نهائيات أمم إفريقيا 9201، فإذا خسر أمام غامبيا في سبتمبر/أيلول المقبل وتعثر مجددا أمام بنين في أكتوبر/تشرين الأول فستكون الإقالة مصير ماجر لا محالة.

ماجر يتحول إلى صداع في رأس المنتخب الجزائري!

كمال زايت

التونسيون بصوت واحد: جايين يا روسيا!

Posted: 02 Jun 2018 02:08 PM PDT

تونس ـ «القدس العربي»: «يا روسيا… هاو جايين هاو جايين… تونيزي (تونس بالفرنسية) يا تونيزي معاك ربي والنبي»، تلك هي العبارة الاشهر اليوم في تونس، وتكاد تكتسح كل الشوارع والاذاعات والقنوات التلفزيونية المحلية، حيث تتسابق جل الشركات التجارية اليوم في تونس على ابداع اعلانات تحظى بأكثر نسب متابعة وتكون ذات تأثير على المستهلك في آن معا، وليس هناك افضل من تأهل المنتخب التونسي لنهائيات كأس العالم ليكون مصدر الهام المنتجين وشركات الاعلانات في بلد تحتل فيه الرياضة على انواعها مكانة كبيرة في عقول واذهان المواطنين على اختلاف شرائحهم العمرية.
أهم إعلان تلفزيوني اشتهر اليوم في تونس هو ذلك الذي يظهر فيه رجل ملامحه روسية ويرتدي قبعة بلاد القياصرة في صقيع موسكو، يتكلم بلغة عربية ركيكة ويطالع صحيفة تتحدث عن قدوم المنتخب التونسي قريبا إلى روسيا، وهنا يتكلم الروسي بعدما يزيح الجريدة ويقول «يا روسيا التوانسة جايين هاو جايين هاو جايين» وكله سعادة وفرحة بقدومهم. وبعدها تظهر فتيات روسيا يرقصن باللباس التقليدي الروسي فرحا بمجيء التونسيين وبامتلاء شوارع موسكو قريبا برائحة البخور التونسي الزكية، ثم تتساءل عجوز روسية عمن يكون سيدي محرز وأم الزين «إلي جايين» (القادمين). وسيدي محرز بن خلف وأم الزين الجمالية هما من أولياء تونس الصالحين الذين يتبرك بهم التونسيون و لديهما مكانة هامة في الموروث الصوفي التونسي.
وأصبحت هذه الدعاية تتردد على ألسن الكثيرين، خاصة الاطفال الذين بات أغلبهم يتشوق لرؤية منتخب بلاده في المونديال يقارع كبار هذه اللعبة من مختلف القارات، خاصة أن بعض هؤلاء يعيش المونديال للمرة الأولى باعتبار حداثة سنه، كما أن تونس لم تتأهل إلى النهائيات منذ مونديال ألمانيا 2006 الذي أضاعت فيه تأهلاً إلى الدور الثاني كان في المتناول.
يشار إلى أن بعض القنوات الاذاعية اختارت التركيز على اهم المدن الروسية واستعراض تاريخها وحضارتها وحتى كيفية التنقل فيها، في اطلالة ثقافية وسياحية على اهم المعالم الروسيةـ وغاية هذه الإذاعات هي تعريف التونسيين، خصوصا أولئك الذين قرروا مواكبة المونديال على أرضه مباشرة، ببلد القياصرة، وتسهيلا لمواكبتهم للمونديال في أفضل الظروف ومن قلب الحدث.
ويمكن القول ان هناك حالة عامة من الجنون والهوس بالمنتخب الوطني، تمخضت عنها متابعة لكل التفاصيل المتعلقة باستعداداته الوثيقة لاولى المباريات في كأس العالم، ومن نتائج هذا الهوس هو الجدل الذي حصل حول الزي الرسمي الذي سيسافر به لاعبو المنتخب الى روسيا، فلا يترك التونسيون في هذا الإطار صغيرة ولا كبيرة تفلت عن أنظارهم المسلطة على لاعبي منتخبهم، ولان كان اعداد ملابس رسمية مزركشة بالاحمر والابيض مصدر سخرية وتهكم لدى البعض، الذين شبهوا نسور قرطاج بالصيصان وهم يرتدونها، فان اختيار العباءة (الجبة) التونسية التقليدية للاعبين، كان بالنسبة للبعض خيارا صائبا، فهو يعكس الخصوصية التونسية بكل حضارتها من قرطاج وما قبلها إلى يوم الناس هذا، ووصول المنتخب الوطني الى روسيا حدث استثنائي يتطـلــب طلة استـثنــائية صرفة من خلال الأزياء التونسية والمدرب والطاقم الفني التونسيين.
وبالتوازي مع كل هذا، هناك استعدادات وثيقة في الشوارع والمقاهي من اجل هذا الحدث الإستثنائي، ففي أحد أندية الرياضة والشباب في تونس، في باردو التابعة للعاصمة، ينشغل جلال المكناسي بوضع اللمسات الاخيرة على مقهاه، اذ خص المونديال بديكور خاص فيه، اضافة الى الشاشة العملاقة، صور عملاقة لأكبر ملعب كرة قدم في تونس وهو ملعب رادس، و للاعبي المنتخب التونسي، وكان للديكور التونسي التقليدي نصيبه، اذ لم ينس وضع بعض الأواني الفخارية التراثية على أطراف المقهى، اضافة الى اعلام بعض الفرق المشاركة وبالطبع في مقدمتها العلم التونسي، في محاولة منه لجذب المتابعين وعشاق كرة القدم الى مقهاه كي تزاحم المقاهي الاخرى في الاحياء القريبة.
ويكاد الحصول على تذاكر المونديال لمتابعة مباريات المنتخب التونسي حلما صعب المنال لعديد الشرائح المتوسطة والبسيطة بالنظر الى غلاء أسعار هذه التذاكر، وكذا الفنادق في بلاد القياصرة.
ودفع ذلك بالبعض إلى نيل قروض بنكية لتغطية مصاريف الاقامة في موسكو وعزاؤهم في ذلك ان تونس تستحق، وان الحدث تاريخي ولا يقدر بثمن. فهل لنسور قرطاج القدرة على إدخال الفرح والبهجة على قلوب التونسيين بعد كل هذا الحماس؟

التونسيون بصوت واحد: جايين يا روسيا!
مونديال 2018
روعة قاسم

سد النهضة: مفاوضات متعثرة منحت إثيوبيا الوقت لإنجاز المشروع

Posted: 02 Jun 2018 02:07 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: كل يوم يمر دون توصل مصر وإثيوبيا والسودان لاتفاق بشأن الخلافات حول سد النهضة الإثيوبي الذي تعتبره مصر سيؤثر على حصتها التاريخية من مياه النيل التي تقدر بـ 55 مليار لتر مكعب من المياه، يمثل نجاحا لأديس أبابا مع اقترابها من الانتهاء من بناء السد، في وقت تتسع الأزمة المصرية.
السفير الإثيوبي لدى الخرطوم، ملوقيتا زودي، كشف قبل أيام عن أنه سيتم الاحتفال قريبا جدا بانتهاء بناء سد النهضة بعد إنجاز أكثر من 65 في المئة من عمليات التشييد.
وقال في تصريح صحافي على هامش حفل إفطار رمضاني نظمته السفارة الإثيوبية لوكالات الأنباء والصحافة المحلية، إن العمل في السد يسير على قدم وساق.
وأضاف:» كما تعلمون هو مشروع كبير جدا وما زال ينتظرنا الكثير، لكن عمليات البناء تسير بشكل جيد ومتواصل ولم تتوقف ولو لدقيقة واحدة، حتى الآن أنجزنا أكثر من 65 في المئة من عمليات البناء وقريبا جدا، ربما في أقل من عام سنحتفل بإنجاز سد النهضة».
رسائل عديدة أرسلها السفير الإثيوبي من خلال تصريحاته، كان أهمها تأكيده على أن عمليات البناء لم تتوقف دقيقة واحدة، ما يعني أن المفاوضات كانت تسير في طريقها المتعثر، بينما عمليات البناء تسير في طريق ممهد.
الرسالة استقبلها الشارع المصري، باعتبار أن المفاوضات التي استمرت لأعوام وشهدت أكثر من 20 جولة استضافتها القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، كانت مجرد محاولة إثيوبية لإضاعة الوقت على المصريين في وقت تسير عمليات البناء بوتيرة متسارعة.
وبينما تواصل إثيوبيا البناء دون النظر للخلافات مع مصر، تستضيف القاهرة يومي 18 و19 حزيران/يونيو المقبل أعمال «اللجنة التساعية «بين دول مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة بمشاركة وزراء الخارجية والري ومديري أجهزة المخابرات في الدول الثلاث، لاستكمال ما اعتبره ممثلو الدول الثلاث انفراجة في المفاوضات المتعثرة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ففي منتصف أيار/مايو الماضي حدث اتفاق مفاجئ بين الدول الثلاث بعد عدد من الجولات المتعثرة.
واتفقت الدول الثلاث على تشكيل فريق علمي مستقل ومشترك لدرس ملء سد النهضة وقواعد تشغيله، بالتوازي مع دراسات الاستشاري. وتمثل مسألة ملء السد وتشغيله عقبة بين مصر وإثيوبيا، إذ تخشى مصر أن تؤثر نسبة المياه المحتجزة خلف بحيرة السد على حصتها المائية.
وتأتي 80 في المئة من المياه الواردة إلى مجرى النهر الرئيسي من النيل الأزرق الذي يبنى عليه السد.
وأعلنت الخرطوم أن محادثات وزراء الخارجية والمياه ورؤساء المخابرات في السودان ومصر وإثيوبيا، حققت اختراقات في خلافات سد النهضة في شأن التقرير الاستهلالي للاستشاري وملء السد الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق.
وسيقوم المكتب الاستشاري بتسليم رده على خطاب الملاحظات خلال ثلاثة أسابيع من تقديمه، على أن تتم مناقشة الرد في اجتماع وزاري بمشاركة الدول الثلاث، وبحضور المكتب الاستشاري في القاهرة بعد أسبوع واحد من تقديمه الرد، على أن يعقبه اجتماع تساعي ثالث في الفترة من 18-19 حزيران/يونيو المقبل في القاهرة، بحضور ممثل المكتب الاستشاري.
ووقع الوزراء وقادة المخابرات وثيقة اتفاق تضمنت أيضا عقد قمة لرؤساء الدول الثلاث من أجل دفع التعاون بينها مرتين كل سنة.
وتعد التقرير شركتان فرنسيتان هما «بي ار إل» و «أرتيليا» المكلفتان من الدول الثلاث بتنفيذ دراسات حول التأثيرات المحتملة لسد النهضة على دول أدنى النهر «مصر والسودان».
السفير محمد الدرديري وزير الخارجية السوداني، زار مصر الأسبوع الماضي، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه، التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه بنظيره المصري، قال، إنه فيما يتعلق بأزمة سد النهضة التي يتم بحثها على المستوى الثلاثي تم قطع شوط في تجاوز الخلافات بين البلدان الثلاثة، وعازمون على تجاوز ما تبقى من خلافات وأي إشكاليات تظهر في المستقبل».
وأضاف: «ربما يحدد موعد لعقد اجتماع اللجنة التساعية لاستمرار التنسيق» مشيرًا إلى أن هناك اتفاقيات مرجعية لمصر والسودان فيما يتعلق بمياه النيل، وهذه الاتفاقيات سارية والبلدان تحترمها، وهي أساس لتعامل البلدين مع إثيوبيا».
وتابع، أن هناك قمة مرتقبة بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ونظيره السوداني عمر البشير في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وأضاف: «نقلت للرئيس عبد الفتاح السيسي، دعوة الرئيس السوداني عمر البشير، لزيارة الخرطوم في / تشرين الأول/اكتوبر المقبل، وهو الموعد المقرر لعقد القمة بين الزعيمين».
وأمام تعثر المفاوضات، حاولت مصر الخروج من المأزق بدعوة البنك الدولي للدخول كطرف محايد للفصل في الخلافات الفنية حول سد النهضة، إلا أن الاقتراح قوبل بالرفض من الجانب الإثيوبي.
التعنت الإثيوبي دفع رئيس لجنة الشؤون الافريقية في مجلس النواب، والقيادة السياسية للتحرك على المستوى الدولي لحل أزمة السد، وإعداد ملف فني لتقديمه لمجلس الأمن الدولي، والمحكمة الجنائية الدولية لوقف أعمال بناء السد، واتخاذ إجراءات ضد حكومة أديس أبابا، لتعنّتها.
وقال، إن «النظام السوداني والحكومة الإثيوبية، يحاولان تسييس الجانب الفني في أزمة السد، وكسب تعاطف شعبي، على حساب مصر، ومحاولة ابتزازها بكل الطرق».
وأضاف: «معركة أديس أبابا والخرطوم خاسرة على المستوى الدولي، لأن السد لا يتفق مع المعايير والاتفاقيات الدولية الموقعة عليها إثيوبيا، بالإضافة لمخالفة المواصفات التي سيبنى عليها السد للاتفاق الإطاري الموقع بين الدول الثلاث». وتابع: «حياة المصريين لن تكون رهن تسييس واضح من الحكومة الإثيوبية، والنظام السوداني، الذي كشف الوقت على مدار الأشهر الماضية، أن الدولتين تستغلان وقت المفاوضات الفنية بين الدول الثلاث».
وشدد على «ضرورة الإسراع في اتخاذ كافة الإجراءات على مستوى المؤسسات الدولية لحفظ حقوق المصريين التاريخية في مياه النيل».
لم تقتصر الحلول التي طرحها مقربون من النظام على فكرة التحكيم الدولي بل امتدت للحل العسكري.
اللواء يحيى كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب سبق وقال، إن على مصر اللجوء لكافة القنوات الدبلوماسية، في سبيل حل أزمة سد النهضة، بما فيها اللجوء للتحكيم الدولي والمحافل الدولية.
وأضاف أن «كافة الخيارات متاحة أمام مصر للحفاظ على أمنها القومي، بما فيها الخيار العسكري. فمياه النيل مسألة حياة أو موت لمصر، خاصة وأن النهر المصدر الوحيد للمياه بالنسبة لها، لذلك فلا تفريط في نقطة مياه واحدة».
وأوضح أن «مصر لا تسعى لاستخدام الحل العسكري في أزمة السد حاليا، ولكن حال استنفاد الطرق الدبلوماسية، فلن يكون أمامها سوى ذلك الحل لحماية شعبها وأمنها القومي، وبالتالي فهو ليس مستبعدا تماما، وهو أمر مشروع دوليا».
إلا أن النظام المصري يبدو أنه قبل بالأمر الواقع وبدأ اتخاذ خطوات لترشيد استخدام المياه تحسبا لانخفاض المياه الواردة في نهر النيل، فسن قانون لتقليص المساحات المزروعة بالمحاصيل الشرهة للمياه كالأرز، كما بدأ الحديث عن خطة إعلامية لتوعية المواطنين بضرورة ترشيد الاستهلاك إضافة للحديث عن البدء في تدشين محطات لتحلية مياه البحر.
وتخوض دولتا المصب (مصر، والسودان) ودولة المنبع (إثيوبيا) مفاوضات انطلقت قبل 6 سنوات، في محاولة لتجنب الإضرار بحصة مصر من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب) وتمكنت الدول الثلاث في أيلول/سبتمبر عام 2016 من التوصل لاتفاق مع مكتبين فرنسيين لإجراء الدراسات الفنية اللازمة لتحديد الآثار الاجتماعية والبيئية والاقتصادية المترتبة على بناء السد الإثيوبي.
وكانت مصر والسودان وإثيوبيا وقعت على «وثيقة الخرطوم» في كانون الأول/ديسمبر 2015 بشأن حل الخلافات بشأن السد تتضمن الالتزام الكامل بوثيقة «إعلان المبادئ» التي وقع عليها رؤساء الدول الثلاث في اذار/مارس 2015 وهي المبادئ التي تحكم التعاون فيما بينها للاستفادة من مياه النيل الشرقي وسد النهضة. ونص الاتفاق الذي وقع عليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والسوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين «على أن تقوم المكاتب الاستشارية بإعداد دراسة فنية عن سد النهضة في مدة لا تزيد عن 11 شهرا، ويتم الاتفاق بعد انتهاء الدراسات على كيفية إنجاز سد النهضة وتشغيله دون الإضرار بدولتي المصب مصر والسودان».
وأشار إلى أن أهم ما يشغل مصر الآن هو الاتفاق على حيثية ومعايير محددة يتم الملء وفقًا لها، بوضع كل الاحتمالات المتوقعة لكميات المياه والفيضان والأمطار خلال فترة ملء خزان السد بما لا يؤثر على استخدامات مصر من المياه ويقلل من معدلات الضرر المتوقع، وليس تحديد سنوات الملء والاتفاق على عدد محدد من السنوات مع إثيوبيا كما يحاول الجانب الإثيوبي الوصول إليه.
وتتبادل القاهرة وأديس أبابا الاتهامات بشأن تعثر المفاوضات، فبينما تقول القاهرة إن أديس أبابا والخرطوم يرفضان التقرير الاستهلاكي الذي قدمته الشركة الاستشارية، تقول إثيوبيا إن المفاوضين المصريين هم سبب التعثر، بطرحهم لاتفاقية 1959 الموقعة بين السودان ومصر، والتي تمنح القاهرة 55.5 مليار متر مكعب سنويًا من مياه نهر النيل، فيما تحصل الخرطوم على 18.5 مليار متر مكعب» معتبرة أن هذه الاتفاقية لا تعنيها ولن تتحدث بشأنها، في إشارة لعدم التزامها بحصة مصر التاريخية.

سد النهضة: مفاوضات متعثرة منحت إثيوبيا الوقت لإنجاز المشروع

تامر هنداوي

غزة: أزمة غاز الطهي تتصاعد مع إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري

Posted: 02 Jun 2018 02:07 PM PDT

بدأت أزمة غاز الطهي تشتد في قطاع غزة مع بدء نفاد الكميات المخزنة داخل المحطات ومع استمرار الجانب الإسرائيلي في إغلاق المعبر ووقف إدخال المواد اللازمة، ومنها الوقود وغاز الطهي بحجة تدمير البنية التحتية وعدم صلاحية المعبر للعمل، وذلك بعد إقدام شبان فلسطينيين على إحراق ممتلكات ومخازن المعبر تنديداً باستمرار الحصار وتدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية وهو ما أعلنته الهيئة العامة للمعابر والحدود عن إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة حتى إشعار آخر وفق تعليمات تلقوها عبر القيادة العسكرية الإسرائيلية في المنطقة الجنوبية عقب خسائر فادحة وأضرار لحقت فيه.
أزمات متراكمة لا تزال تلاحق الغزيين، فأزمة المياه وانقطاع التيار الكهربائي تضاف إلى مشكلة نفاد غاز الطهي، والذي يعتبر من السلع الاستهلاكية الأساسية خاصة في شهر رمضان، حيث أصبح من أحاديث المواطنين في الشارع الغزي «كيف نحصل على أنبوبة غاز ومن أين؟».
وأوعزت هيئة البترول منذ إغلاق المعبر المحطات إلى التحفظ على كميات الغاز الموجودة وهذا ما شكل حالة إرباك في صفوف المواطنين الذين انهالوا على المحطات لتعبئة اسطوانات الغاز الفارغة تفادياً لأزمة طويلة.
وبين رئيس لجنة الغاز في جمعية أصحاب شركات الوقود سمير حمادة، أن معبر كرم أبو سالم لم يعد صالحاً للعمل، وعلى أثر ذلك قرر إغلاقه حتى إشعار آخر، في حين لا توجد نوايا حالية لإصلاح ما تضرر وهذا يزيد من أزمة غاز الطهي، مع بدء نفاد الكميات الأساسية والدخول في الحصص الاحتياطية.
وأكد حمادة لـ»القدس العربي» أن هيئة البترول ومنذ الأحداث التي وقعت في المعبر، أصدر التعليمات بالتحفظ على كميات الغاز كإجراء احترازي، وذلك لإحصاء الكميات وتقدير فترة تغطيتها لمتطلبات واحتياجات المواطنين ومحاولة تخطي الأزمة.
وأشار إلى أن الجهات المختصة تعمل بخطة طوارئ لمنع حالات الاستغلال وذلك مع الجهود المبذولة من قبل هيئة البترول في رام الله للتنسيق مع الجانب الإسرائيلي لتشغيل المعبر وإدخال المواد اللازمة لقطاع غزة.
وبين سليم ياسين أحد موزعي الغاز أن الأزمة تشتد يوماً بعد يوم في ظل وقف إدخال الجانب الإسرائيلي الحصص لقطاع غزة والإغلاق المستمر للمعبر.
وأوضح ياسين لـ»القدس العربي» أن محطات الغاز بدأت تعبئة إسطوانه الغاز 6 كيلو بدلا من 12 كيلو لزيادة عدد الاسطوانات المعبئة، وهذا يعتبر إسعافا أوليا لعدد البيوت التي لا يوجد فيها غاز، مطالباً الجهات المختصة بمخالفة أصحاب السيارات التي تسير على الغاز والتي تستهلك كميات كبيرة بشكل يومي وتخلق أزمة.
وأضاف أن هناك انزعاجا كبيرا من المواطنين على تعبئة نصف الأسطوانات، بحجة أنها لا تكفي لفترة طويلة، ولكن هذا الإجراء خارج عن الإرادة وهو حل مؤقت ومرحلي لتجنب فقدان الغاز من بعض البيوت في ظل إقدام بعض المنازل للطهي على الحطب فضلا عن بدائل أخرى يستخدمونها.
وأكد رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى غزة رائد فتوح، أن قطاع غزة يستقبل يومياً 290 طناً من غاز الطهي في الأيام الطبيعية، ومنذ إغلاق لم تدخل أي شاحنة وهذا يشكل أزمة حادة في حال استمرار إغلاقه.
وأشار فتوح إلى وجود خسائر كبيرة في الجانب الفلسطيني من المعبر وليس هناك أي أضرار في الجانب الإسرائيلي مبيناً أن الخسائر لحقت بمعدات نقل الوقود والغاز التي تعمد الشباب إحراقها خلال المواجهات القريبة من المكان.
وقالت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار أنها تفاجأت بالأحداث المؤسفة وغير المقصودة، التي قام بها بعض الشباب الثائرين في معبر كرم أبو سالم التجاري والتي تسببت في إتلاف الممتلكات وإحداث خسائر مالية كبيرة في الجانب الفلسطيني من المعبر. ودعت الهيئة المتظاهرين إلى المحافظة على الممتلكات العامة التي تقدم الخدمة للمواطنين وطالبتهم بعدم الانحراف عن بوصلة مسيرة العودة التي تهدف لكسر الحصار ورفع الظلم، وتجسيد حق الفلسطينيين في العودة لأراضيهم.
وحملت إسرائيل حركة حماس مسؤولية ما جرى من حرق وتخريب في ممتلكات معبر كرم أبو سالم، في حين تنظر مؤسسات دولية وحقوقية إلى خطورة استمرار إغلاق المعبر في تفاقم معاناة المواطنين، حيث يشكل معبر كرم أبو سالم جنوب شرق قطاع غزة الوجهة التجارية الوحيدة لسكان غزة، ويتم من خلاله إدخال كافة المواد الأساسية من مواد بناء وأغذية ومحروقات وغيرها من البضائع التي يحتاجها الغزيون ومن شأن إغلاقه إحداث أزمة اقتصادية وإنسانية في غزة.

غزة: أزمة غاز الطهي تتصاعد مع إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري

إسماعيل عبد الهادي

الأردن: تدهور سريع للصحافة الورقية وانتعاش للالكترونية

Posted: 02 Jun 2018 02:06 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تتصاعد أزمة الصحافة الورقية في الأردن على الرغم من المحاولات الرامية لانقاذها، في الوقت الذي تشهد فيه صحافة الانترنت انتعاشاً وصعوداً متزايداً، فيما يتوقع أن يؤدي قانون جديد في البلاد إلى إغلاق الصحف اليومية الصغيرة لصالح بقاء الصحف الكبرى، حيث يحصر القانون الجديد الإعلانات القضائية في أكبر صحيفتين دون غيرهما، وهو القانون الذي أثار جدلاً واسعاً في الوسط الصحافي الأردني خلال الشهور الماضية. وعلمت «القدس العربي» أن جريدة «السبيل» اليومية المحسوبة على التيار الإسلامي تعتزم تسريح عدد إضافي من العاملين فيها خلال الأسابيع المقبلة من أجل تقليص النفقات استعداداً للتوقف عن الطباعة في حال استمرت الأزمة المالية التي تعاني منها الصحيفة، والتحول إلى موقع الكتروني إخباري على الانترنت.
وحسب ما قال أحد العاملين في «السبيل» لـ»القدس العربي» فان القانون الجديد يشكل السبب الرئيسي لأزمة الصحيفة، حيث يحجب الإعلانات الالزامية التي تطلبها المحاكم والسلطات القضائية من المحامين من أجل التبليغات، وهي إعلانات تشكل مصدر دخل مالي مهم لكافة الصحف اليومية في الأردن.
ويشير الصحافي الذي شرح لـ»القدس العربي» الأزمة إلى أن القانون الجديد يحصر هذه الإعلانات بأكبر صحيفتين فقط، وهما صحف تملك الحكومة جزءاً من أسهمها، كما أنها صحف تعاني هي الأخرى من أزمات مالية وبالتالي سيتم حل أزماتها بهذه الطريقة، لافتاً إلى أنه «ليس فقط الإعلانات ستذهب لهما دون غيرهما، وإنما سترتفع أيضاً أسعار هذه الإعلانات نتيجة غياب المنافسة، ونتيجة كون هذا النوع من الإعلانات إلزامياً، حيث أنها تبليغات قضائية تقوم المحاكم بالزام المحامين بنشرها في الصحف». ويلفت إلى أن جريدة «الديار» اليومية اضطرت للتوقف عن الصدور والطباعة قبل شهور، وقبل البدء بسريان هذا القانون الذي شكل ضربة للصحف الورقية الصغيرة، كما أن «السبيل» التي تشكل لسان حال المعارضة الإسلامية في الأردن تتجه للإغلاق والتوقف عن الصدور والطباعة قريباً.
وعلى الرغم من قيام صحيفة «السبيل» فعلا بتسريح عدد من العاملين فيها وإبلاغ الباقين بالأزمة المالية التي قد تؤدي إلى الإغلاق، إضافة إلى نشرها مقالا لافتا قبل أسابيع تتحدث فيه عن الأزمة التي تمر بها وتطالب الحكومة بانقاذ الصحيفة، إلا أنه على الرغم من كل ذلك فان الإدارة يبدو أنها لم تتخذ حتى الآن قراراً بالإغلاق ووقف الطباعة.
ونقلت تقارير محلية في الأردن عن المدير الإداري لصحيفة السبيل رائد هاشم نفيه وجود نية لإغلاق الصحيفة الورقية، وقال إنه «لا نية لدى مجلس إدارة الصحيفة بإغلاق الطبعة الورقية أو إنهاء خدمات موظفين خلال الفترة المقبلة، وتسير الأمور في الصحيفة كما يجب». وأضاف انه في حال اتخذ قرار من هذا القبيل ستقوم الصحيفة بنشره واطلاع الرأي العام عليه.
وتعاني كافة الصحف الورقية في الأردن ـ حسب الصحافي الذي تحدث لـ»القدس العربي»- من أزمات مالية متباينة بسبب التراجع الكبير في سوق الإعلانات واتجاه العديد من الشركات وأصحاب الأعمال إلى الإعلان عبر الانترنت والترويج لأعمالهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما أنعش الصحافة الالكترونية وأدى إلى ظهور عدد كبير من المواقع الالكترونية الأردنية، فضلاً عن أن شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة «فيسبوك» باتت تستقطب هي الأخرى جزءاً كبيراً من الإعلانات.

7med

الأردن: تدهور سريع للصحافة الورقية وانتعاش للالكترونية

قانون لمكافحة التضليل الإعلامي يثير انتقادات في فرنسا

Posted: 02 Jun 2018 02:05 PM PDT

تستعد فرنسا على غرار ألمانيا لسن قانون لمكافحة التضليل الإعلامي وسط انتقادات متزايدة للتنديد بنص يعتبره معارضوه غير مفيد ويهدد بالتسبب بنتائج عكسية وبالتعرض للحريات.
ومن المقرر مناقشة مشروع القانون «ضد التلاعب بالأخبار» في البرلمان في 7 حزيران/يونيو ليدخل حيز التنفيذ بحلول موعد الانتخابات الأوروبية في 2019.
وأعد هذا القانون بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون بعدما استهدفت حملته للانتخابات الرئاسية عام 2017 بشائعات عن حياته الخاصة ومزاعم بامتلاكه حسابا مصرفيا في البهاماس.
ويخول النص القضاء خلال الفترات الانتخابية وقف بث معلومات خاطئة بصورة عاجلة. كما يفرض على المنصات الرقمية الالتزام بواجب الشفافية المشددة، ويمنح وسائل لوقف بث شبكات تلفزيونية تحت سيطرة أو توجيه دولة أجنبية، في حين تتهم الحكومة الفرنسية تلفزيون «روسيا اليوم» (آر تي) ووكالة «سبوتنيك» الروسيتين بالسعي لزعزعة الديمقراطيات الغربية.
وتندرج هذه المبادرة الفرنسية ضمن سياق دولي أوسع، على خلفية اتهام الكرملين بالتدخل في عدة حملات انتخابية في أوروبا وفي الانتخابات الأمريكية التي حملت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وفي حملة الاستفتاء حول بريكست في بريطانيا.
وتسعى الحكومات الأوروبية لتنظيم الرد على هذه التدخلات. فقد شكلت الحكومة البريطانية وحدة خاصة، فيما استحدثت إيطاليا أداة لكشف التدخلات الإلكترونية، ويعتزم الاتحاد الأوروبي وضع مدونة «حسن سلوك».
أما فرنسا، فتعتزم المضي أبعد من ذلك، من غير أن تحذو تماما حذو ألمانيا حيث ينص قانون موضع جدل على غرامات تصل إلى خمسين مليون يورو لشبكات التواصل الاجتماعي.
وتثير هذه المبادرة الاستياء إذ يخشى البعض أن تقوم السلطات تحت ستار مكافحة «الأخبار الكاذبة» بوقف نشر معلومات قد تكون صحيحة غير أنها مصدر إحراج أو إدانة للسلطة.
ورأى الأمين العام الوطني الأول للنقابة الوطنية للصحافيين فينسان لانييه أن «هذا غير مجد وقد يكون خطيرا، لأننا نتجه إلى ما يمكن أن يقود إلى الرقابة».
وتؤكد الحكومة أن القانون سيرفق بمعايير تضمن «حماية شديدة» لحرية التعبير إذ ينبغي من أجل تطبيقه أن يكون الخبر «غير صحيح بشكل واضح» وأن يكون بثه «مكثفا» و»مصطنعا».
وأوضحت وزيرة الثقافة فرنسواز نيسين أن «الفكرة لا تقضي على الإطلاق بالحد من حرية التعبير، بل على العكس الحفاظ عليها، لأننا حين ندع أخبارا خاطئة تنتشر، فإننا نهاجم مباشرة مهنة» الصحافة.
لكن مدير صحيفة «لوموند» جيروم فينوليو أشار إلى أن «الخطر جسيم». وقال إن «الفترات الانتخابية يجب أن تسودها حرية كبيرة، إنها فترات تصدر فيها معلومات هامة»، مستشهدا بقضية فرنسوا فيون خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة في فرنسا.
وتابع «علينا أن نأخذ حذرنا من نظام أكثر تسلطا قد يصل إلى الحكم في فرنسا وكيفية استخدامه للقانون»، وقد وردت مخاوف مماثلة في دول من أوروبا الشرقية، وذلك في وقت يسجل صعود الشعبويين في جميع أنحاء العالم.
ويخشى آخرون أن يكون للقانون مفعولا مخالفا للنتيجة المرجوة، إذ قد يتسبب بظهور «شهداء الأخبار الكاذبة». ويشيرون إلى أن معلومات صنفتها السلطات بأنها «خاطئة» لن تختفي بل قد يزداد الاهتمام بها وتكتسب المزيد من القيمة والصحة في رأي البعض.
وقال الأستاذ في جامعة «سيانس بو» للعلوم السياسية فابريس إيبلبوان إن «هذا القانون يعتبر منذ الآن بمثابة قانون رقابة في خدمة الخطاب الرسمي. كل ما سيفعله هو أنه سيعزز الريبة حيال الصحافة والسياسيين الذين فقدوا بالأساس الكثير من الاعتبار اليوم»، متوقعا «عواقب كارثية».
وتساءلت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن «هل تبقى فرنسا ديمقراطية إن كمت أفواه مواطنيها؟».
وتدخل الاتحاد الأوروبي مؤكدا أنه لا يريد «وزارة للحقيقة» ولا يعتزم وضع قوانين بهذا الصدد.
وتشمل التساؤلات أيضا كيفية تطبيق القانون ولا سيما التوجه بالتماس عاجل إلى قاض يصدر حكمه في مهلة لا تتخطى 48 ساعة. وانتقد القانوني فينسان كورون قانونا «ليس منقوصا وغير مفيد فحسب، بل هو خطير لهدوء النقاش العام وتنوعه».
وأوضح الأستاذ في تاريخ وسائل الإعلام في جامعة السوربون باتريك إيفونو أن هذا القانون «ينصب قاضي الأمور المستعجلة حكما على الصحيح والخاطئ، ما يهدد بإطلاق يد أطراف يقومون بالتلاعب سواء لافتقارهم إلى الكفاءة أو إلى المسافة».
أما بالنسبة إلى حظر وسيلة إعلام أجنبية، فإن فينوليو يبدي عدم ارتياحه لهذه الإمكانية ويوضح «لا يسعني الدفاع عن نص يعتبر من الطبيعي وقف أي نوع من الأخبار لاعتبار الوسيلة قريبة من حكومة أجنبية»، مذكرا بأن صحيفته نفسها «ممنوعة ومحجوبة في الصين». (أ ف ب)

7med

قانون لمكافحة التضليل الإعلامي يثير انتقادات في فرنسا

إسرائيل تُصعد تقييدها للصحافيين الفلسطينيين وتريد منع تصوير جنودها

Posted: 02 Jun 2018 02:05 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي تقييدها للصحافيين الفلسطينيين وفرضت مزيداً من القيود والحصار على عملهم الميداني، وفي أحدث حلقات هذا التصعيد تعتزم تل أبيب إصدار قانون جديد يحظر على الصحافيين تصوير الجنود، وذلك بعد الفضائح التي تمكن المصورون الصحافيون من التقاطها للجنود خلال ارتكابهم للعديد من الانتهاكات.
واعتبرت نقابة الصحافيين الفلسطينيين أن القانون الجديد عنصري ويوجه ضربة قاسية إلى مهنة الصحافة كما يشرعن الممارسات الإجرامية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. ورأت النقابة في بيان لها أن «مناقشة ما يسمى كنيست الاحتلال لمشروع القانون الذي يحظر تصوير جنود الاحتلال أثناء أداء مهامهم، تحت طائلة عقوبة السجن الفعلي لمدة 10 سنوات، تعني من الناحية العملية منح الشرعية لجيش الاحتلال لارتكاب مزيد من الجرائم من دون إمكانية توثيقها من قبل الصحافيين أو حتى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وهي محاولة للإفلات من العقاب والعدالة الدولية تفتقت عنها عقلية وزير الحرب العنصري أفيغدور ليبرمان وأمثاله من قادة الاحتلال ذوي السجل الإجرامي».
وأكدت النقابة أن طرح هذا القانون يأتي بالتزامن مع تقديم فلسطين شكوى لدى المحكمة الجنائية الدولية ضد جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال، ويأتي في الوقت الذي تواصل فيه النقابة مساعيها لتقديم شكاوى لدى المحاكم الأوروبية والجنائية الدولية ضد الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين.
وقالت إن القانون المشار إليه «يؤكد أن الهدف الأساس هو تضليل العدالة وتوفير غطاء رسمي لارتكاب مزيد من الجرائم».
وطالبت النقابة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ذات العلاقة بحرية العمل الصحافي بإبداء رأيها وممارسة الضغوط على كيان الاحتلال لإلزامه بمواءمة قوانينه بما يتفق مع الشرائع والمواثيق الدولية، وعدم المس بحرية العمل الصحافي ودور الصحافيين الأساسي بالكشف عن الحقيقة وتوثيقها.

7med

إسرائيل تُصعد تقييدها للصحافيين الفلسطينيين وتريد منع تصوير جنودها

رجل آلي يعمل طباخاً ويصنع 300 برغر يومياً

Posted: 02 Jun 2018 02:05 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: دخل أول طباخ آلي في العالم إلى الخدمة في أحد مطاعم ولاية كاليفورنيا الأمريكية بعد أن كان المطورون يعانون من مشكلة تعليمه كيفية التعامل مع البشر، لكنهم تغلبوا أخيراً على هذه المعضلة.
وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية في تقرير مطول لها عن «الروبوت» الجديد إن اسمه «فليبي» وإنه أصبح قادراً على التعامل مع البشر بعد أن تم تعليمه بعناية كيفية التصرف، وتم تكليفه العمل في المطبخ من أجل إعداد ساندويشات البرغر، على أن الطباخ الآلي الجديد الوافد إلى المطعم يعمل طيلة أيام الأسبوع السبعة دون الحاجة إلى راحة أو عطلة نهاية أسبوع، وينتج يومياً 300 ساندويش «برغر» بانتظام.
وحسب المعلومات فإن «فليبي» تمت تجربته أول مرة في آذار/مارس الماضي لكنه واجه مشاكل في التعامل مع زملائه من البشر العاديين، وهو ما اضطر العلماء إلى سحبه من العمل لغايات تطويره وتعليمه وإعداده، وهو ما تم بالفعل أخيراً، وأعيد قبل أيام إلى العمل كالمعتاد في المطعم.
وشكل «الطباخ الآلي» حلاً مهماً لمشكلة الازدحام التي يعاني منها مطعم «كالي برغر» في مدينة باسادينا في ولاية «كاليفورنيا» الأمريكية، حيث تمكن من تخفيف الازدحام اليومي للزبائن، وذلك على الرغم من أنه استقطب أعداداً كبيرة من المهتمين في المدينة الراغبين بتجربة الشطائر المصنوعة على يد طباخ آلي.
وقال ديفيد زيتو الذي قام بتطوير «الروبوت» الجديد إنه «أصبح الآن يعمل بصورة أفضل على الرغم من أنه لا يزال يحتاج إلى المساعدة البشرية من أجل القيام بمهامه على أكمل وجه».
وحسب زيتو فان المشكلة السابقة التي حدثت مع الطباخ «فليبي» لم تكن محصورة في كونه لا يجيد التعامل مع البشر، وإنما أيضاً لكون العاملين في المطعم من زملائه لم يتم تدريبهم على العمل معه وكيفية التعامل بينهم وبينه.
ونقلت جريدة «يو أس إيه توداي» الأمريكية عن زيتو قوله إن «الروبوت فليبي يتحرك الآن مثل النينجا والثقة فيه أصبحت أكبر بكثير من السابق» وأضاف: «إنه يبدو أفضل الآن».
وحسب الصحيفة الأمريكية فإن الطباخ الآلي الجديد والمبتكر من المفترض أن يصل قريباً إلى أكثر من 50 فرعاً تابعاً لسلسلة مطاعم الوجبات السريعة «كالي برغر» وفي العديد من الولايات الأمريكية بما في ذلك سياتل وواشنطن وميريلاند وغيرها.
يشار إلى أن الكثير من التقارير تتحدث عن مخاوف من أن يحل «الإنسان الآلي» بدل البشر في مئات آلاف الوظائف في العالم، حيث دخل الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة إلى قطاع الصناعة ونتجت عنه زيادة في الإنتاج ولكن على حساب عدد الوظائف.
ويوشك الذكاء الصناعي أن يودي بوظائف كثيرة حتى أن بعض الدراسات تحذر من أن 85 في المئة من الوظائف في البلدان النامية ستكون مهددة.
وكانت الأمم المتحدة حذرت مؤخراً من تأثير انتشار «الروبوت» على الوظائف التي لا تتطلب مهارات عالية في البلدان النامية كما حذرت من انتفاء الحاجة إلى العمالة الرخيصة وهو ما يمكن أن يكون كارثياً.
وحسب تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «UNCTAD» فان من الممكن الاستعاضة عن ثلثي مجموع فرص العمل في العالم النامي من خلال الاعتماد على النظم الاوتوماتيكية التي أصبحت أكثر انتشارا في مجال صنع السيارات والالكترونيات.
وجاء في التقرير: «إن زيادة استخدام الروبوتات في البلدان المتقدمة قد تحد من الاعتماد على العمالة المنخفضة التكلفة الموجودة في البلدان النامية، وإذا اعتُبرت الروبوتات شكلا من أشكال رأس المال وبديلا موثوقا للعمال ذوي المهارات المتدنية، فسيؤدي الأمر إلى تقليل حصة العمالة البشرية في اجمالي تكاليف الإنتاج».

رجل آلي يعمل طباخاً ويصنع 300 برغر يومياً

«سامسونغ» تعمل على حل أهم مشاكلها

Posted: 02 Jun 2018 02:04 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تعمل شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية على حل أهم المشاكل التي واجهتها خلال الفترة الماضية، وهي المشكلة التي تعاني منها هواتف «غالاكسي نوت 8». حيث كشفت أحدث التسريبات أن الطراز الجديد من الهاتف والذي سيحمل اسم «غالاكسي نوت 9» سيتضمن تحسينات تتجاوز المشاكل السابقة.
ومن المفترض أن يتم طرح «غالاكسي نوت 9» في وقت لاحق من العام الجاري.
وحسب التسريبات التي نشرتها مواقع الكترونية غربية فإن الهاتف الجديد المزود بقلم يتميز بماسح أكثر اتساعا من النسخة السابقة منه، مما يعني تحسين نظام التعرف على صاحب الهاتف، وأيضا حماية أكبر ضد الاختراق، وهي المشاكل الجوهرية التي كان يعاني منها الهاتف السابق «غالاكسي نوت 8» ويسود الاعتقاد بأنها أثرت سلباً على مبيعاته وانتشاره في العالم.
وقالت جريدة «دايلي اكسبرس» البريطانية إن شركة «سامسونغ» تسعى من خلال زيادة اتساع ماسح العين إلى إصدار هاتف أكثر دقة وسرعة في التعرف على الوجوه، لتلافي المشاكل التي واجهها مستخدمو «غالاكسي نوت 8» في هذا المجال.
وبخلاف هاتف «آيفون» المزود بخاصية التعرف على الوجه في أي حالة، حتى مع ارتداء نظارة أو غطاء رأس، فإن «غالاكسي نوت 8» كان يفشل أحيانا في التعرف على صاحبه في حال ارتدى نظارة.
ويسود الاعتقاد أن «غالاكسي نوت 9» سيتعرف أيضا على بعض ملامح الوجه، مما يسهل مهمته في التعرف على صاحبه حتى وإن كان يرتدي شيئا على وجهه.

«سامسونغ» تعمل على حل أهم مشاكلها

أمريكا والعالم في انتظار هجوم الكتروني كبير من روسيا

Posted: 02 Jun 2018 02:04 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: دخلت الولايات المتحدة في حالة ترقب جديدة تحسباً لهجوم الكتروني قد يؤدي إلى أضرار كبيرة في البلاد، على أن السلطات الرسمية في واشنطن تعتقد أن الهجوم المقبل سيكون مصدره روسيا وقد يؤدي إلى أضرار كبيرة في شبكات الكمبيوترات في الولايات المتحدة، كما يهدد بتسرب كميات كبيرة من المعلومات.
وأصدر مكتب التحقيقات الفدرالي الأسبوع الماضي تحذيراً عاجلاً لمستخدمي شبكة الانترنت في الولايات المتحدة دعاهم فيه إلى إطفاء وإعادة تشغيل أجهزة استقبال الشبكة العنكبوتية، وذلك بعد أن تمكن من رصد فيروس الكتروني مصدره روسيا يتوقع أن يكون قد غزا مئات آلاف الأجهزة في الولايات المتحدة.
وقال المكتب إن الفيروس عبارة عن «برمجية خبيثة» تُدعى «VPNFilter» ومصدرها روسيا، لكن أخطر ما فيها هي أنها تعيق الوصول إلى مواقع الانترنت بالنسبة للمستخدم وفي الوقت ذاته فانها تتيح لأصحابها المخترقين (الهاكرز) جمع البيانات والمعلومات من أجهزة المستخدمين المصابة بهذه البرمجية وتترك أجهزتهم عرضة للاختراق والنهب ونسخ الملفات عنها وتعطل أنظمة الحماية العاملة على الأجهزة.
وحسب التحذير الصادر عن الـ»FBI» فقد «تمكن مخترقون الكترونيون أجانب من الوصول إلى مئات الآلاف من أجهزة استقبال الانترنت المنزلية والمكتبية وأجهزة الشبكات الأخرى في جميع أنحاء العالم».
وقالت السلطات المختصة بالجرائم الالكترونية في الولايات المتحدة إنه لا يزال من غير المعروف ما هو تأثير الاختراق الذي حدث، وكيف يمكن أن تؤدي هذه البرمجية الخبيثة، لكن مكتب التحقيقات الفدرالي يقول إن مصدرها مجموعة من قراصنة الانترنت الروس التي تدعى «Sofacy Group» وهي مجموعة خطيرة نفذت العديد من الهجمات في العالم وتحمل الكثير من الأسماء، ومن بين الأسماء التي يشار لها بها: «apt28» و»x-agent» و»sandworm» وغير ذلك.
وتقول الولايات المتحدة إن هذه المجموعة من القراصنة تنشط منذ العام 2007 وتقوم باستهداف الحكومات والجيوش والمؤسسات العسكرية والرسمية والمنظمات الدولية وأجهزة الأمن وغيرها.
وحسب مكتب التحقيقات الفدرالي فهذه المجموعة هي ذاتها التي يسود الاعتقاد أنها قامت باختراق «اللجنة الوطنية الديمقراطية» خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2016.
وتقول السلطات الأمريكية إن مجموعة القراصنة الروس قاموا بنشر البرمجية الخبيثة في أكثر من خمسين بلداً بالعالم، ما يعني أن الولايات المتحدة ليست وحدها المهددة بعملية الاختراق وسرقة بيانات المستخدمين وإنما الملايين من البشر في مختلف أنحاء العالم.
ونقلت جريدة «دايلي ميل» البريطانية عن تقرير صادر عن شركة «سيسكو» العالمية المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات قولها إن 500 ألف جهاز استقبال لشبكة الانترنت موزعة على 54 بلداً باتت مصابة بهذا الفيروس الروسي الذي يعني أن بيانات الملايين من المستخدمين المرتبطين بهذه الشبكات باتت في مهب الريح ويمكن أن تتم سرقتها في أي لحظة.
وكان وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون حذر العام الماضي من أن روسيا تشن حملة مستمرة من الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الديمقراطية والبنى التحتية المهمة في دول الغرب.
وقال إن موسكو «تستخدم التضليل كسلاح» في محاولة لتوسيع نفوذها، وزعزعة استقرار الحكومات الغربية، وإضعاف حلف شمال الأطلسي «ناتو».
واعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اختار أن يصبح «منافسا استراتيجيا» للغرب. وأكد فالون على أهمية أن يعزز أعضاء حلف الناتو من دفاعاتهم ضد الهجمات الإلكترونية.
وقال «يجب على الناتو أن تدافع عن نفسها بفاعلية في مجال الإنترنت، كما هو الحال في الجو والأرض وفي البحر، حتى يدرك الأعداء أن هناك ثمنا يجب دفعه إذا استخدموا الأسلحة الإلكترونية».

7tch

أمريكا والعالم في انتظار هجوم الكتروني كبير من روسيا

لهذا السبب لم ينجح البشر في الوصول إلى الكائنات الفضائية

Posted: 02 Jun 2018 02:03 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: طرح عالم فيزياء روسي نظرية جديدة من الممكن أن تؤدي إلى العثور على جواب بشأن المخلوقات الفضائية ولماذا لم ينجح البشر في الوصول لها أو تعقبها.
ويعتقد العالم أن السبب يعود إلى احتمال قيام «الروبوتات القاتلة الغريبة، بتدمير كل حضارة خارج الأرض» في الكون على الرغم من اتساعه الضخم، حسب ما نقلت جريدة «دايلي ميل» البريطانية.
وطرح ألكسندر بيريزين من جامعة الأبحاث الوطنية للتكنولوجيا الإلكترونية في روسيا، هذه النظرية الغريبة لشرح شيء يعرف باسم «مفارقة فيرمي».
وتصف هذه المفارقة التناقض بين احتمال وجود حياة غريبة في مكان ما من الكون، وعدم وجود أي دليل يثبت وجودها. وأثارت «مفارقة فيرمي» التي سميت تيمنا باسم الفيزيائي إنريكو فيرمي، حيرة العلماء منذ عقود.
ولكن البروفيسور بيريزين يقترح حدوثها، لأن الحضارات المتقدمة ستدمر أشكال الحياة الأخرى باستخدام تقنياتها. كما يعتقد أن أي حضارة تعود لـ «كائنات حية بيولوجية مثلنا أو مثل أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تمردت على مبتكريها» والتي تحاول استعمار الكواكب الأخرى، ستدمر كل أنواعها بطريقة حتمية.
ونشر بحثا يصف ما يسمى بـ»الحل الأول والأخير» لمفهوم «مفارقة فيرمي» وكتب قائلا: «لا أقترح أن حضارة متطورة للغاية ستقضي بوعي على أشكال الحياة الأخرى. على الأرجح، لن يلاحظوا ذلك، أي بالطريقة نفسها التي يقوم بها طاقم البناء بهدم عش النمل لبناء عقارات، لأنه يفتقر إلى الحافز لحمايته».
وفي حال تمكنت البشرية من السفر عبر النجوم وبدأت باستعمار أي من الكواكب، فإنها ستقضي على جميع الأنواع «المنافسة» لتغذية توسعها. ولكن إذا لم تحقق هذا المستوى المتقدم من السفر عبر الفضاء، فمن المحتمل أن يتم القضاء عليها من قبل الكائنات الخارجية أو أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بالطاقة الأرضية، أثناء توسيع حضاراتها.
ويحذر بيريزين قائلا إن «الحافز على انتزاع جميع الموارد المتاحة قوي جدا، ولا يتطلب الأمر سوى طرف واحد سيئ لتدمير التوازن، مع عدم وجود إمكانية لمنعه من الظهور في النطاق النجمي. ويمكن أن يقوم الذكاء الاصطناعي بملء المجموعة الكاملة بنسخ متقدمة، وتحويل كل نظام شمسي إلى كمبيوتر عملاق».
ويوضح البحث أن الطريقة الوحيدة لتفادي تدمير البشرية من قبل القوى الخارجية، تتمثل في أن يصبح البشر أول من يغزو النجوم.
ويعتقد البروفيسور، بريان كوكس، أن التقدم في العلوم والهندسة الذي تحتاج إليه أي حضارة لبدء غزو الكون، سيؤدي في النهاية إلى تدمير أشكال الحياة.
ويظن البعض أن المسافات الكبيرة بين الحضارات الذكية، لا تسمح لأي نوع من الاتصالات ثنائية الاتجاه.
وتقول فرضية أخرى إن الحياة الغريبة الذكية موجودة، ولكنها تتجنب عمدا أي اتصال بالحياة على الأرض، للسماح بتطورها الطبيعي.
وكانت دراسة سابقة قد خلصت إلى أن المريخ كان في يوم من الأيام موطناً للكائنات الفضائية، حيث يعتقد باحثون من جامعة أدنبرة أن الصخور القريبة من البحيرات القديمة قد تحتوي على آثار لمخلوقات صغيرة تعرف باسم الميكروبات على المريخ.
وانتهى الفريق البحثي إلى أن الصخور الرسوبية المصنوعة من الطين أو الصلصال هي الأكثر احتمالا لاحتواء الأحافير، حيث تشكلت هذه الصخور خلال حقبة «Noachian» و»Hesperian» من تاريخ المريخ منذ ما بين ثلاثة إلى أربعة مليارات سنة عندما كان سطح المريخ وفيرًا بالماء.
وقام الباحثون بمراجعة دراسات الحفريات على الأرض وقيموا نتائج التجارب المعملية التي تكرر الظروف على المريخ لتحديد المواقع الواعدة للبحث عن آثار للحياة.

7tch

لهذا السبب لم ينجح البشر في الوصول إلى الكائنات الفضائية

ابتكارات

Posted: 02 Jun 2018 02:03 PM PDT

● اختراع أردني: تمكن مخترع أردني يتعاون مع وكالة «ناسا» الأمريكية من إطلاق أول قمر صناعي في العالم يستخدم نظاما هجينا للتواصل عن بعد.
وذكرت تقارير محلية في الأردن أن القمر الاصطناعي يستخدم نظامي بث واستقبال للتواصل عبر موجات الراديو والليزر، وقالت إن المخترع عبد المحسن الحسيني، يعد شريكا مؤسسا ومديرا تنفيذيا للتكنولوجيا في مؤسسة «أناليتيكال سبيس» التي سجلت الإنجاز قبل أيام بإطلاقها القمر الاصطناعي «Radix».
ونقلت جريدة محلية أردنية عن الحسيني قوله إن «راديكس» يُعتبر أول قمر اصطناعي في العالم يثبت فكرة استخدام نظام هجين يجمع بين الاتصالات عبر موجات الراديو والليزر في الفضاء باستخدام تقنية خاصة بالشركة، ولديه القدرة على التواصل مع مختلف أنواع الأقمار الاصطناعية في المدار الأرضي المنخفض «Low Earth Orbit» باستخدام موجات الراديو، ثم القيام بإرسال البيانات من الفضاء بواسطة تقنية الليزر بسرعات غير مسبوقة.

● شحن بالليزر: نجح علماء روس من شركة «إينيرغيا» الحكومية الفضائية في ابتكار تكنولوجيا جديدة لشحن بطاريات الطائرات المسيرة بدون طيار وهي تحلق في الجو دون الحاجة لانزالها، وهو ما يعني أننا من الممكن أن نرى طائرات تواصل التحليق لمدد خيالية قد تصل لسنوات. وتتميز التكنولوجيا الجديدة بأنها تقوم بالشحن فائق السرعة بواسطة الليزر.
واستخدم المهندسون الذين طوروا هذه التكنولوجيا أجهزة بصرية روسية التصنيع وجهاز ليزر ألماني وبطاريات صينية.

● هاتف قابل للطي: كشفت مصادر مقربة من شركة «هاواوي» الصينية أن الشركة تنوي إطلاق هاتف بشاشة قابلة للطي في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
ومن المفترض أن يزود الجهاز بشاشة «OLED» مرنة بمقاس 8 إنشات، كما أنه يتميز بأنه سيطوى من المنتصف ليصبح بحجم هاتف ذكي متوسط، أما عند فتحه فستصبح شاشته بمقاسها الكامل شبيهة بشاشات الكمبيوترات اللوحية.

● مزايا جديدة في «واتساب»: طرحت شركة «واتساب» المملوكة بالكامل لشبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ميزة جديدة لتطبيقها المتخصص بالمراسلات الفورية، حيث تم اختبار هذه المزايا الجديدة في إطار ضيق في انتظار النتائج النهائية لتجربتها من أجل أن يتم تعميمها على كافة المستخدمين في العالم.
وقالت تقارير غربية إن أهم المزايا الجديدة هي إمكانية إجراء محادثات صوتية جماعية، وميزة إرسال الرسائل لأشخاص ليسوا مسجلين على قائمة جهات الاتصال.
ويتم اختبار الخاصية الأولى حاليا على أنظمة «آي أو إس» لهواتف «آيفون» فيما ستتم إضافتها قريبا لأنظمة «أندرويد».
وسوف تسمح الخاصية الثانية بإرسال رسائل لأشخاص دون الحاجة لتسجيل أرقامهم على هاتفك.

7tch

ابتكارات

سباق للقوارب الشراعية غرب فرنسا

Posted: 02 Jun 2018 02:02 PM PDT

انطلق أمس سباق القوارب الشراعية في دورته العاشرة في جولة بيلا الي ريس في غرب فرنسا.
وهو حدث بحري تم إنشاؤه عام 2008 من قبل شركة التسويق الرياضية الفرنسية، ومفتوح لجميع اليخوت الشراعية التي يبلغ طولها 6،50 متر أو أكثر.
وتتمثل الميزة الخاصة لهذا الحدث في الترحيب بالمحترفين بالإضافة إلى البحارة الهواة الذين لم يعتادوا على المشاركة في سباقات الإبحار. وتحظى رياضة القوارب الشراعية بشعبية لدى الفرنسيين الذين يستطيعون ممارسة هذه الرياضة في فصلي الربيع والصيف فقط.

10SOW

سباق للقوارب الشراعية غرب فرنسا

أمراض الصيف والوقاية منها

Posted: 02 Jun 2018 02:02 PM PDT

تونس ـ «القدس العربي»: فصل الصيف هو الموعد الذي ينتظره الكثيرون للراحة والاستجمام بعد عناء الدرس والعمل، فيخصصون فيه أياما للتنعم بالهدوء والسكينة والعطل. ولكنه أيضا يحمل معه خطر الإصابة بعديد الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، فتصاحب قدوم الصيف تأثيرات سلبية على صحة البشر خاصة الأطفال ومرضى الحساسية ويظهر تأثيرها جليا على البشرة، ومنها الأمراض الجلدية والهضمية المرتبطة بتناول بعض أنواع الثمــار الصـيفية أو الأمراض التنفسية.
بحر متلألأ وشمس ساطعة، ستغري حتما الأسر لارتياد الشواطئ الذهبية، ولكي تصبح العطل أكثر سلاما وأمنا وخاصة على الأطفال، يوصي أطباء الجلد بالوقاية تفاديا لأي تأثيرات جانبية قد تكدر أجواء الصيف.
ويستعرض الدكتور طلال البادري اخصائي أمراض الجلد والحساسية لـ»القدس العربي» مختلف أنواع الأمراض المرتبطة بالصيف بالقول: «أمراض الصيف متعددة ومرتبطة في أكثر الأحيان بالتعرض للشمس لساعات طويلة. فدرجات الحرارة تصل إلى أعلى مستوياتها خلال هذا الفصل مما يتسبب في أمراض لها علاقة مباشرة بالتعرض بالشمس أو بالرطوبة. علاوة على الأمراض التي تحدث على البحر».
ويشير إلى ان أكثر أمراض الصيف شيوعا هي «ضربة الشمس» فعندما يتعرض الجلد بشكل مكثف لأشعة الشمس، يحدث نوع من الحروق تكاد تكون متفاوتة الخطورة. فيمكن ان تكون مجرد احمرار وتصل إلى حدوث فقاقيع مائية تشبه أعراض الاحتراق من الدرجة الثانية. وهذه الحالة تحدث غالبا خلال الأيام الأولى للتعرض للشمس عندما يكون الجلد غير متهيئ للتعرض للحرارة بعد فصلي الشتاء والربيع. وبعد التعرض المطول لأشعة الشمس يقع ما يسمى «اسمرار البشرة» وهو عبارة عن حماية طبيعية للجلد من الآثار السلبية للشمس.
ويضيف «هناك بعض الأشخاص لديهم حساسية مفرطة من التعرض للشمس وهذا ما نسميه عادة حساسية الصيف، وتتمثل في الإصابة بالتهابات جلدية ناتجة عن التعرض للشمس. وهناك أشخاص لديهم أمراض نقص في المناعة ما يحفز لظهور مرض الذئبة الحمامية وهو خلل في المناعة ويمكن ان يستهدف القلب والرئتين».
أما عن الحالات التي ترتبط بالحرارة والرطوبة فيقول: «يكثر التعرق في فصل الصيف مما يتسبب في ظهور حب العرق، وهي حبوب صغيرة وأيضا تكثر الفطريات في الصيف خاصة في الأرجل».
ويؤكد الدكتور بادري ان هناك نوعا من الأمراض الجلدية المرتبطة بارتياد البحر مثل الإصابة بلدغة الحريقة أو قنديل البحر، وهو من الكائنات البحرية التي تفرز مادة سامة تسبب حساسية الجلد. كما ان هناك بعض الكائنات البحرية والأسماك التي تختبئ تحت الرمال وتسبب اصابات جلدية خطيرة، مثل الشفنينيات وتنتمي لفئة الأسماك الغضروفية، وتعيش خصوصاً في المناطق المدارية وشبه المدارية والمعتدلة. وعندما يحتك جسد الإنسان بها على الشاطئ فيمكن ان تسبب أشواطها في ظهور احمرار وطفح جلدي.
ويرى ان علاج كل هذه الأمراض المتنوعة يبدأ بالوقاية، فحماية الجلد من خطر أشعة الشمس ضرورة ويكون ذلك سواء عبر ارتداء الملابس الملائمة والقبعات والنظارات الشمسية أو استخدام مراهم الوقاية وأيضا تجنب التعرض للحرارة أو ارتياد البحر بين الساعة الحادية عشر والثالثة عصرا». ويشدد محدثنا على أهمية عدم ارتداء أقمشة تسبب العرق أو أحذية مغلقة لأنها تسبب تكاثر الفطريات الجلدية.
أما عن لدغات قنديل البحر، فالعلاج يكون من خلال تعرض المكان المصاب بماء البحر ثم وضع طبقة من الرمل الجاف فوقه ثم إزالة الطبقة بهدوء لكي تزال السموم معها ويتم بعدها استخدام المطهرات. ويشير أيضا إلى أهمية تجنب استخدام المكيف مباشرة بعد التعرض لدرجات حرارة مرتفعة وينصح باعتماد المكيف في حدود الـ 26 درجة لتجنب الاصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي وسببه التأثر بهواء التكييف أو بعوامل الطقس كالغبار. ومن أجل تجنب الأمراض الهضمية المنتشرة في الصيف، ينصح بالاهتمام في نظافة الطعام، وغسله بشكل جيد، وخصوصاً الفواكه، والخضراوات، والحرص على شرب الماء بكميات كافية.

أمراض الصيف والوقاية منها

روعة قاسم

حظر النقاب في أوروبا خريطة تتسع لتصل الدنمارك

Posted: 02 Jun 2018 02:02 PM PDT

قرر البرلمان الدنماركي حظر النقاب في الأماكن العامة، وسيدخل هذا القانون حيز التنفيذ في مطلع آب/ أغسطس المقبل. وإلى جانب الدنمارك هناك دول أوروبية أخرى تعتمد قانوناً مماثلاً منذ عدة سنوات، فما هي؟
شير حظر التغطية عادة إلى تلك الأغطية التي تخفي جزءاً كبيراً من الوجه أو بالكامل، وتدخل من ضمنها أيضاً الأقنعة أو بعض الخوذات. لكن في بعض الدول الأوروبية فإن الحظر يشمل بالأخص ارتداء ملابس دينية مثل النقاب والبرقع. لذلك يقصد في كثير من الأحيان من حظر التغطية أيضاً حظر البرقع. البرقع هو عبارة عن حجاب كامل للجسم، بما في ذلك العينين أيضاً واللاتان تخبئان وراء نوع من القماش يشبه الشبكة وذلك للسماح لمن ترتديه بالرؤية. في حين أن النقاب هو عبارة عن حجاب أو غطاء للوجه، ولا يغطي العينين. فيما يلي قائمة بالبلدان الأوروبية، التي تحظر تغطية الوجه أو بالأحرى النقاب:

حظر النقاب في أوروبا بدأ من فرنسا

فرنسا كانت أول دولة أوروبية تحظر ارتداء البرقع والنقاب. وقد بدأ العمل بقانون منذ شهر نيسان /أبريل عام 2011. وتفادياً للاتهامات بالتمييز، لا يشير النص القانوني بشكل صريح إلى الحجاب الديني، وإنما جاء في صياغة مفتوحة: «لا يُسمح لأحد بارتداء قطعة ملابس في الأماكن العامة والتي تعمل على تغطية الوجه».
ومنذ عام 2004 يحظر القانون في المدارس ارتداء أي قطعة ملابس دينية، بما في ذلك ارتداء الحجاب. ووفقاً للتقديرات، فإن ألفي امرأة فقط تأثرن بقانون حظر ارتداء البرقع والنقاب في فرنسا. إذ أن من بين الخمسة ملايين مسلم في فرنسا، تبلغ نسبة مرتديات النقاب أو البرقع حوالي ألفي امرأة.

 بلجيكا تحذو حذو فرنسا

منذ شهر تموز/يوليو عام 2011 تحظر بلجيكا هي الأخرى النقاب في الأماكن العامة. ومن لم تلتزم بالقانون، عليها توقع العقوبات والتي قد تبدأ من دفع غرامات وصولاً إلى أحكام بالسجن قد تصل إلى سبعة أيام. وعلى غرار فرنسا، يؤثر قرار الحظر على عدد قليل جدًا من النساء. إذ حسب التقديرات، فإن نسبة مرتديات النقاب أو البرقع في بلجيكا تبلغ حوالي 300 امرأة، من نسبة مليون مسلم في البلاد.

هولندا تقر حظراً محدوداً على النقاب

يتم حظر الحجاب الكامل للجسم وحجاب الوجه المقصود به النقاب في جميع أنحاء البلاد، ولكن الحظر اقتصر فقط على المباني الحكومية ووسائل النقل العام والمدارس والمستشفيات. وتصل غرامة انتهاك قانون حظر النقاب في هذه الأماكن المذكورة إلى 400 يورو. وكما هو الحال في كل من فرنسا وبلجيكا، فإن نسبة مرتديات البرقع والنقاب في هولندا منخفضة للغاية. وتقدرها الحكومة بحوالي 100 امرأة.

استثناءات في بلغاريا

على خطى هولندا، أقرت بلغاريا حظر النقاب في عام 2016. كما وضعت أيضاً عقوبات ضد انتهاك قانون الحظر، ولكن الغرامة في بلغاريا كانت أعلى بكثير منها في باقي الدول والتي وصلت إلى حوالي 750 يورو أو أكثر. غير أن قانون حظر النقاب في بلغاريا لم يشمل جميع الأماكن العامة. وظلت هناك استثناءات شملت أماكن الرياضة والعمل والأماكن المخصصة للصلاة.

حظر النقاب في النمسا

 دخل قانون حظر النقاب حيز التنفيذ في النمسا منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2017 عام. وبموجب قانون حظر تغطية الوجه، المصطلح عليه بشكل مختصر بـ AGesVG يجب أن تكون ملامح الوجه واضحة للعيان انطلاقاً من الذقن إلى خط الشعر. وفي حالة لم تكن كذلك، يجب دفع غرامة مالية قد تصل إلى 150 يورو.

الدانمارك تلحق بالركب مؤخراً

 في يوم الخميس (31 أيار/مايو 2018) أقر البرلمان الدنماركي، بتأييد الأغلبية (75 صوتًا مع القرار، مقابل 30 صوتًا فقط ضده) قانوناً يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة. وسيدخل القانون حيز التنفيذ في شهر آب/ أغسطس. في حالة انتهاك القانون، يتوجب دفع غرامة مالية قد تصل إلى 135 يورو. وفي حالة تكرار انتهاك القانون يمكن أن تتضاعف هذه الغرامة المالية إلى عشرة أضعافها.

 محط نقاش في دول أخرى

حظر النقاب كان محط نقاش في العديد من الدول الأوروبية الأخرى، بما في ذلك ألمانيا وسويسرا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا والنرويج. وفي إسبانيا، كان هناك حظر محلي لارتداء النقاب في أجزاء معينة من كاتالونيا، لكن سرعان ما تم إلغاؤه. أما في إيطاليا، لا يوجد نقاش حول حظر الحجاب الكامل أو النقاب، إذ كان هناك حظر عام على ارتداء الملابس التي تجعل من الصعب تحديد الهوية منذ سبعينات القرن الماضي. (DW )

حظر النقاب في أوروبا خريطة تتسع لتصل الدنمارك

كباب اسكندر

Posted: 02 Jun 2018 02:01 PM PDT

المقادير: كيلو لحم بقر مقطع إلى شرائح رفيعة
4 رؤوس بصل مهروس
ملعقة صغيرة ملح
ملعقة صغيرة فلفل أسود
ملعقتان كبيرتان زيت زيتون
4 أرغفة خبز عربي
ملعقتان كبيرتان عصير طماطم
رشة فلفل حريف
كوبان لبن زبادي
4 فصوص ثوم مهروس
4 ملاعق كبيرة زبدة مذوبة

طريقة التحضير: في وعاء متوسط الحجم، نضع الملح، الفلفل الأسود، واللحم، وزيت الزيتون والبصل المهروس.
نقلب المكونات حتى تتداخل ثم ندخلها إلى الثلاجة حوالي 24 ساعة حتى يتشرب اللحم بطعم الخليط.
نسخن القليل من الزيت في مقلاة على النار ثم نضع شرائح اللحم ونتركها حتى تنضج من الجهتين.
نخلط في وعاء كل من اللبن الزبادي والثوم المهروس ثم نترك المزيج جانباً.
في مقلاة على النار، نسخن عصير الطماطم، الفلفل الحريف والملح ثم نترك المزيج حتى يغلي ويتماسك.
نوزع الخبز في أطباق، نسكب القليل من مزيج الزبادي على وجه كل منها ثم نوزع شرائح اللحم فوقها.
نوزع بعدها مزيج الطماطم على وجه كل طبق ثم القليل من الزبدة المذوبة قبل التقديم.

كباب اسكندر

طبق الأسبوع

تطوير مواد تساعد على تجدد مينا الأسنان والعظام

Posted: 02 Jun 2018 02:01 PM PDT

قال باحثون بريطانيون، إنهم نجحوا في تطوير طريقة جديدة تساعد على نمو المواد المعدنية التي يمكن أن تجدد الأنسجة الصلبة مثل مينا الأسنان والعظام.
الدراسة أجراها باحثون بكلية كوين ماري جامعة لندن، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Nature Communications) العلمية.

وأوضح الباحثون أن مينا الأسنان، تمكن أسناننا من العمل لفترة كبيرة من حياتنا على الرغم من قوة مضغ الطعام، والتعرض للأطعمة والمشروبات الحمضية ودرجات الحرارة العالية.
ومع ذلك، وعلى عكس أنسجة الجسم الأخرى، لا يمكن أن تتجدد المينا بمجرد تآكلها، ما قد يؤدي إلى زيادة الألم وفقدان الأسنان.
وتؤثر مشاكل تآكل مينا الأسنان على أكثر من 50 في المئة من سكان العالم، ولذلك فإن العثور على طرق لإعادة تجديد المينا كان منذ فترة طويلة حاجة ماسة في طب الأسنان.
وحسب الفريق، تستند الطريقة التي تم تطويرها إلى مادة بروتينية محددة قادرة على تحفيز وتوجيه نمو البلورات النانوية على مستويات متعددة، على نحو مماثل للكيفية التي تنمو بها هذه البلورات عندما تتطور مينا الأسنان في أجسادنا.
وأضافوا أن هذا الأسلوب الجديد يمكن أن يخلق مواد ذات دقة ونظام يماثل مينا الأسنان الطبيعية.
ويمكن استخدام هذه المواد لمجموعة واسعة من مضاعفات الأسنان مثل الوقاية وعلاج التسوس أو حساسية.
وقال قائد فريق البحث الدكتور ألفارو ماتا «إن الهدف الرئيسي في علم المواد هو التعلم من الطبيعة لتطوير مواد مفيدة تعتمد على التحكم الدقيق في كتل البناء الجزيئية».
وأضاف: «طورنا تقنية لتنمية المواد الاصطناعية التي تحاكي البنية الطبيعية لمينا الأسنان، ما يفتح الباب أمام إمكانية تطوير مواد ذات خصائص تحاكي أنسجة صلبة مختلفة تتجاوز المينا مثل العظام، يمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من تطبيقات الطب التجديدي». (الأناضول)

تطوير مواد تساعد على تجدد مينا الأسنان والعظام

هناك تعليقان (2):

  1. RUSAF ASLAM FINANCIAL SERVICE
    يقدم حاليا قرض بمعدل فائدة 3٪.
    نحن نقدم مجموعة متنوعة من التمويل بما في ذلك: القروض الشخصية ، قرض السكن ، قروض توطيد الديون ، قروض السيارات ، القروض الزراعية ، قروض الأعمال وقروض الشركات بمعدل فائدة سنوي 3٪ ويتم إصلاحه. يرجى الاتصال بنا عبر البريد الإلكتروني: rusafaslemloanfirm@hotmail.com

    ردحذف
  2. RUSAF ASLAM FINANCIAL SERVICE
    يقدم حاليا قرض بمعدل فائدة 3٪.
    نحن نقدم مجموعة متنوعة من التمويل بما في ذلك: القروض الشخصية ، قرض السكن ، قروض توطيد الديون ، قروض السيارات ، القروض الزراعية ، قروض الأعمال وقروض الشركات بمعدل فائدة سنوي 3٪ ويتم إصلاحه. يرجى الاتصال بنا عبر البريد الإلكتروني: rusafaslemloanfirm@hotmail.com

    ردحذف