Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 21 يونيو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


هل يمكن قراءة خيبات العرب الرياضية سياسيا؟

Posted: 21 Jun 2018 02:32 PM PDT

تعرّضت كل الفرق العربية المشاركة في مونديال 2018، من دون استثناء، للخسارة، وبعضها لهزائم مذلّة، كما حصل مع السعودية في مباراة الافتتاح (التي حضرها وليّ العهد محمد بن سلمان شخصيا) بخسارتها بخمسة أهداف مقابل صفر أمام روسيا، ثم بخسارتها مرة أخرى أمام أوروغواي، وكرّرت مصر هذا السيناريو، فخسرت أيضاً أمام أوروغواي، ثم بثلاثة أهداف مقابل هدف أمام روسيا، وكانت حظوظ المغرب وتونس، ولعبهما أفضل بكثير، لكنّ النتيجة النهائية لم تتغير، فلحق المغرب بالسعودية ومصر، وما زال العرب بانتظار لقاء الفرصة الأخيرة لتونس وللعرب مع بلجيكا، بعد أن ضيّعت التعادل مع إنكلترا.
أزاحت هذه الخسائر المتلاحقة متعة الإنجاز الذي يمثله وصول أربعة فرق عربية إلى هذه المسابقة العالمية الكبرى، وربما ستمحو هذه النتائج الجهد الكبير الذي أوصل هذه الفرق إلى هذا المقام، أو الأداء الجيّد، ولكن المتفاوت، للمغرب وتونس، ولهدف محمد صلاح، وحتى لأداء السعودية الأفضل نسبيا في مباراتها الثانية والأخيرة.
لا ترتبط إنجازات الرياضة، بشكل مباشر، بالقوة السياسية والعسكرية والحضارية للدول، وإلا لكان المتأهلون الرئيسيون في المونديال هم منتخبات دول أعضاء مجلس الأمن، أو السبعة الكبار اقتصاديا، وفي أحيان كثيرة، تهزم دول صغيرة وضعيفة الشأن دولاً كبيرة، وإذا كانت هزيمة الفرق العربية في المونديال لم تشكل مفاجأة مدوّية، فإن دولاً راسخة في شأن رياضة كرة القدم، كالبرازيل وألمانيا، تراجعتا عن تاريخهما الكبير في التنافس على الكأس، فيما اخترقت السنغال، وهي دولة أفريقية، الحاجز النفسي وهزمت بولندا الأوروبية، وقد تتمكن من الوصول إلى دور الـ16 فريقا.
يحتل الزعماء في الدول العربية فضاء السياسة والمجال العامّ، وتلتهم السياسة كل شيء آخر، وبما أن هؤلاء الزعماء ورموز سلطاتهم يتدخّلون في الشأن الرياضي، فلا يعود ممكنا، والحال كذلك، فصل ما حصل في المونديال عن السياسة، لأن الرياضة في البلدان العربية تستخدم في الشأن السياسي للدول، ويتحمل الحكام، أكثر حتى من مسؤولي الرياضيين، مسؤولية هذه الهزائم.
يفسّر هذا الارتباط السيئ بين السياسة والرياضة لماذا لم يعاقب وليّ العهد السعودي، الذي غضب لخسارة بلاده المذلة، مستشاره والمسؤول الرياضي الأكبر في المملكة، تركي آل الشيخ، فالعلاقة بين المسؤولين شخصية، وهي التي جعلت من آل الشيخ أحد رموز السلطة الكبار في المملكة.
الانتصارات الرياضية، في البلاد العربية، يجب أن تعزى للمسؤول الأكبر شخصيا، أما الهزائم فيجب تخفيفها وجعلها «مشرفة»، أو تحميلها لأشخاص أصغر في «النظام»، وهو ما يفسّر لماذا لجأ الإعلام الرسمي المصري لمحاولة التخفيف من وطأة الخسارة بالحديث عن الإنجاز التاريخي لمحمد صلاح الذي كرر إنجاز مجدي عبد الغني في مونديال إيطاليا 1990، أو بالحديث عن أخطاء الدفاع والإدارة الفنية الخ.
جدير بالمقارنة، والذكر، هنا، ما ذكرته مجلة «برايفت آي» البريطانية، عن وقف «الفيفا» تحقيقاتها في تناول أعضاء من المنتخب الروسي للمقويّات قبل ثلاثة أسابيع من انطلاق المونديال، وهو ما يمكن تصنيفه أيضاً ضمن زواج الرياضة بالسياسة، وهو ما يوجّه الشكوك حول نتائج روسيا، الدولة المضيفة، التي يسعى زعيمها فلاديمير بوتين، من وراء عقد المونديال في بلاده، ونتائج منتخبه، إلى نصر سياسي، وهو الأمر الذي لم يوفّق به زعماء ومنتخبات العرب.

هل يمكن قراءة خيبات العرب الرياضية سياسيا؟

رأي القدس

حين يتحرك التوانسة

Posted: 21 Jun 2018 02:32 PM PDT

قامت لجنة الحريات الفردية والمساواة في تونس والتي أمر رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي بتشكيلها بتقديم تقرير ثوري لرئيس الجمهورية يرفع سقف الآمال والتوقعات والمطالبات لمستوى إنساني رفيع لربما سيضع تونس على مصاف الدول المتقدمة الرائدة في هذا المجال، حيث يدفع بالحقوق الإنسانية وبمفاهيم العدل والمساواة واحترام الحريات خطوات شاسعة للأمام، ستأخذ تونس بلا شك وحال تنفيذها الى مقدمة الصفوف الإنسانية المتحضرة.
يشير التقرير في مقدمته الى الخطوات الرائدة التي اتخذتها تونس إصلاحياً وخصوصاً في ما يتعلق بمجلة (أي قانون) الأحوال الشخصية وهي الإصلاحات «التي حررت المرأة من الممارسات المهينة لكرامتها، فألغت حق الولي في جبر المرأة على الزواج، واعترفت لها بأهلية الزواج وحرية إختيار الزوج، ومنعت تعدد الزوجات، وأنهت العمل بالتطليق وعوّضته بطلاق قضائي يستوي فيه الزوجان ويضمن حقوقهما ويحفظ المصلحة الفضلى لأطفالهما. كما تعززت هذه المكتسبات بما أدخل على مجلة الأحوال الشخصية من تحويرات خاصة بقانون 12 يوليو/تموز 1993 الذي حرّر الزوجة من واجب الطاعة الذي كانت تدين به لزوجها وعوّضه بواجب الإحترام المتبادل بين الزوجين». ويؤكد التقرير أن آخر تنقيح لـ «مجلة الأحوال الشخصية» والذي «استهدف التمييز ضد المرأة قد مرّت عليه أكثر من عشر سنوات» عائداً لسنة 2007، «في حين ترجع آخر القوانين التي رفعت بعضاً من مظاهر التمييز ضد المرأة الى 1 ديسمبر/كانون الأول 2010 تاريخ إرساء المساواة بين الأب والأم التونسيين في إسناد جنسيتهما الى أبنائهما، و23 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 تاريخ الإعتراف للأم سلطات الأب نفسها بخصوص سفر أبنائهما. ولا يغيّر في هذه الملاحظة صدور قانون 11 أغسطس/آب 2017 المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة لأنه، وعلى أهميته، جاء فقط بإجراءات وتدابير لتدعيم حماية المرأة من العنف من دون أن يأتي بحلول لرفع التمييز في الحقوق بينها وبين الرجل»، حيث يقر التقرير بأنها «إذن لمدة طويلة من السكون التشريعي على مقاومة التمييز ضد المرأة». كما وتشير المقدمة إلى أن العديد من الحريات الفردية بقيت منسية كذلك وأنه قد حان الوقت لدخولها «للمنظومة القانونية التونسية» حيث، ولأجل هذا الغرض جاءت المبادرة تلك «لإرساء مشروع إصلاح كامل . . . هو مشروع لكل التونسيات والتونسيين».
ولقد إختصرت الصحافية التونسية وجد بوعبدالله على «تويتر» بعض ما جاء في هذا التقرير حيث عدّدت بعض أهم النقاط الواردة فيه مثل إلغاء عقوبة الإعدام، إلغاء تحريم المثلية الجنسية، السجن ثلاثة أشهر لمن يعتدي على سرية الحياة الخاصة للآخرين، رفع القيود الدينية على الحقوق المدنية، إصدار أحكام قانونية لإقرار المساواة بين الأب والأم والزوج والزوجة، المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، توحيد حقوق التونسي والتونسية المتزوجين بأجانب، منح إقامة للأجنبي المتزوج بتونسية، إلغاء المهر كشرط لإتمام الزواج، (تشير المغردة إلى أن التقرير يقول بأن المهر كمقابل للإستمتاع بجسد المرأة يحط من كرامتها)، إعفاء الأرملة من العدة (كذلك تشير المغردة لرأي التقرير بأن العدة تعتبر تمييزاً)، إلغاء «مفهوم رئاسة العائلة» للرجل، إلغاء واجب الإنفاق على الزوجة إذا كان لها مصدر رزق يغنيها، إلغاء إحتكار ولاية الأب على القاصر لتصبح الولاية مشتركة بين الأب والأم، ضرورة إنفاق الأم على الأبناء إذا كان لها مصدر دخل قادر، إمكانية إختيار لقب أحد الوالدين للمولود وليس شرطاً لقب الأب، أو وضع لقب الأب والأم معاً، إمكانية أن يضيف الراشد الى لقب الأب لقب أمه ويعمل باللقبين معاً. هذه بعض الإصلاحات المقترحة التي وردت في التقرير والتي إختصرتها الصحافية المذكورة على «تويتر» والتي هي إصلاحات ستأتي بتونس، حال تنفيذها، لمصاف الدول المتقدمة في مجالي الحقوق والحريات، معمقة الشعور بمفهوم القيمة الإنسانية عند الشعب بأكمله، الموافق على هذه التعديلات والغير موافق، ومؤكدة على أن إقرار العدل والمساواة هو واجب الدولة تجاه مواطنيها، واجب لا يقع تحت طائلة «ديمقراطية» تظلم أقلية ولا أيديولوجية تعلي جنساً على جنس أو أصلاً فوق أصل مهما بلغ العمق التاريخي لهذه الأيديولوجية أو درجة سيطرتها على المجتمع.
التقرير يحكي عن نفسه، والإصلاحات الواردة فيه ليست مثال إعجاب فقط بسبب قيمتها الإنسانية ودرجة تجردها من كل الإنحيازات مهما بلغت شدتها وقوتها في المجتمع، بل هي مثال إعجاب لمجرد فعل طرحها، لمجرد تسطيرها في تقرير يكتب بلغة عربية ويقدم لحكومة عربية. لقد قدّم التونسيون مثالاً، لربما الأول من نوعه، لدولة عربية تحتفظ بهويتها الإسلامية ولكنها آخذة في خطوها العلماني بلا تردد وعلى غير إستحياء وبخطو واثق فخور نبيل. سيقولون كثيراً وستصم تونس آذانها إلا عن حقوق الناس، سيشوّحون بأياديهم كثيراً وستغمض تونس عينيها إلا عن إنسانية كل من يحيا على أرضها. إتسع عمري لأرى هذه الخطوة، عساه يمتد لأرى تحقيقها. التوانسة هؤلاء، ليس لهم نظير.

حين يتحرك التوانسة

د. ابتهال الخطيب

انتهت «الزفة» وحانت ساعة تقديم الحساب… و«موازين» للإلهاء فقط!

Posted: 21 Jun 2018 02:32 PM PDT

قبل بضعة أسابيع، حاول الممثل المغربي سعيد الناصري أن يقيم الدنيا ويقعدها، تماشيا مع حالة الحماس العامة السائدة آنذاك، لترشيح المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2026، فجمع خليطا من الممثلين والإعلاميين والرياضيين و»نجوم» الطبخ وغيرهم، وطلب منهم أن يظلوا واقفين على صناديق خشبية، لتصورهم الكاميرات وهم يرددون كلمات تفتقر إلى الإبداع، وأطلق على ذلك المنتَج الغريب اسم ملحمة «أبطال». ورغم الهالة التي حاول الناصري إضفاءها على هذه «الملحمة»، عبر وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، فإنها لم تظفر سوى بتقرير تلفزيوني قصير على القناة الثانية المغربية، خلافا لما حصل مع «ملحمة» أخرى، كان مصعب العنزي (الكويتي ذو الجنسية المغربية) قد أنتجها بمناسبة عيد العرش (عيد الجلوس) قبل أربع سنوات، حيث بُثت مرارا وتكرارا على القنوات المغربية، أرضيا وفضائيا، وذلك بحكم صلة صاحبها بإحدى الشخصيات النافذة في البلاد.
هكذا تحولت «ملحمة» الناصري إلى مسخرة لدى الرأي العام المحلي، وربط البعض بينها وبين ما تعنيه هذه الكلمة في التعبير المشرقي، حيث ظهر صاحبها في رسوم كاريكاتورية بائعا للحم؛ علما بأنه لا علاقة لهذه «البدعة» المغربية (وليس الإبداع) أية علاقة بالملاحم كما عُرفت في التراث الأدبي اليوناني (الألياذة والأوديسا) والهندي (المهابهارتا ورامايانا). والواقع أن الكوميدي سعيد الناصري، وقد تحول إلى مخرج بقدرة قادر، ذكّر المغاربة بعهد ودّعوه ونسوه منذ أكثر من عقدين، حينما كانت وزارات الداخلية والإعلام والثقافة تحفّز بعض الفنانين المقربين من السلطة على إنجاز «ملاحم» تمجد السلطان وتتزلف إليه، وهي عبارة عن منتجات «فنية» تمزج بين الغناء والتمثيل، وتقدم خلال المناسبات الوطنية ولاسيما عيد العرش (الجلوس)، وعيد الشباب (عيد ميلاد الملك). وحيث إن تلك «الملاحم» كانت تصادف هوى في نفس العاهل الراحل الحسن الثاني، فإن السلطة كانت تغدق على أصحابها المال الوفير. ومن أشهر «صناع» تلك الأعمال الفنان المسرحي الراحل الطيب الصديقي.
وبما أن الإبداع الجيد يُكتب له الخلود، فقد احتفظ التاريخ بـ»الملاحم» الحقيقية، في حين أن تلك الأعمال المغربية ـ التي أُنجزت على عجل تحت الطلب ـ سرعان ما توارت واندثرت، وكذلك الشأن بالنسبة لـ»ملحمة» سعيد الناصري التي عاشت أقصر عمر في تاريخ الأعمال الفنية العالمية، ولم يعد يذكرها أحد بعد فشل المغرب في الظفر بتنظيم كأس العالم في كرة القدم عام 2026.

إذا عمت هانت…

الواقع أن ملحمة «أبطال» كانت جزءا من الجعجعة التي سعى المسؤولون بها إلى شغل الرأي العام المغربي عن مشكلاتها اليومية، وبالخصوص عن حملة مقاطعة عدد من المنتجات الاستهلاكية، من خلال توظيف القنوات التلفزيونية لتسويق أوهام بالفرح والحلم بفوز الفريق الكروي المغربي في مباريات كأس العالم في روسيا. وهكذا، اصطبغت كل المنتجات التلفزيونية بصبغة كرة القدم وبالمنتخب القومي، من برامج وفقرات إعلانية ونشرات إخبارية وغيرها.
يضاف إلى ذلك، أن السلطة المغربية أوفدت العديد من الوجوه الإعلامية والفنية ـ المستهلكة باستمرار ـ من أجل «مساندة» الفريق القومي، غاضة الطرف عن الكثير من الرياضيين القدماء الذين صنعوا أمجاد الكرة المغربية في الماضي.
ووجدنا المحظيين بمرافقة الفريق المغربي، على حساب المال العمومي، يقومون بالدعاية لأنفسهم عبر وسائط التوصل الاجتماعي، محاولين إغاظة مَن لم يحظوا بذلك «الشرف». وتحدثت منابر إلكترونية أيضا عن وجود العديد من البرلمانيين المغاربة في روسيا على نفقة الشعب، وإن حاول مجلسا النواب والمستشارين نفي هذا الخبر عبر بلاغ مشترك.
كل هذه الجعجعة كانت بلا نتيجة، إذ حصلت صدمة كبرى بعد توالي الهزيمتين، الأولى أمام المنتخب الإيراني والثانية أمام المنتخب البرتغالي. وطفق المصدومون يعزون أنفسهم بكون المغرب ليس البلد العربي الوحيد المنهزم، بل شاركته المصير نفسه مصر والسعودية، وذلك عملا بالقول المأثور: «إذا عمّت هانت».

أين الشفافية؟

والآن، بعد خفوت الجعجعة، صار الكثيرون يتساءلون: ألم تحن بعد ساعة تقديم الحساب؟ أولا لمعرفة كلفة الترويج للملف المغربي الخاص باستضافة «مونديال» 2026، وثانيا، لمعرفة كلفة حضور الوفد المغربي الرسمي في كأس العالم في روسيا، والخلفية التي تحكمت في اختيار أسماء دون أخرى، ومدى الحاجة لذلك.
وقبل هذا وذاك، ألا يتعين البحث في الأسباب الذاتية والموضوعية التي تجعل المغرب يفشل للمرة الخامسة في استضافة الحدث الكروي العالمي، بعد فشله في سنوات 1994 و1998 و2006 و2010؟ ولماذا غلب لون حزبي معين على اللجنة المغربية الأخيرة المكلفة بالترويج لطلب استضافة «المونديال»؟
إن الشفافية تقتضي تقديم الحساب كاملا في الملفين المذكورين، درءًا لكل الشبهات، خاصة وأن الجميع يعلم أن كرة القدم ليست مجرد لعبة بريئة، بل هي فضاء لتضارب المصالح الاقتصادية والسياسية وغيرها. فلا عجب إن ركزت عليها الحكومات المغربية المتعاقبة، وأعطتها الأولوية، على حساب الملفات الاجتماعية والاقتصادية المستعجلة.

مقاطعة «موازين»

ابتداء من اليوم الجمعة، تولي مجموعة من القنوات التلفزيونية المغربية عناية قصوى لمهرجان «موازين» الغنائي العالمي، في ظل دعوات شعبية لمقاطعته.
مبدئيا، المواطن المغربي ـ عموما ـ ليس ضد الفن والإبداع. ولكنه ضد تبذير المال العمومي وتوجيهه نحو مغنيات ومغنيين، يحصدون مئات الآلاف من الدولارات مقابل الوقوف ساعة او ساعتين أمام الجمهور.
غير صحيح أن تمويل مهرجان «موازين» يعود إلى شركات ومؤسسات خاصة، فهناك مجموعة من القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية التي تقدم الدعم المادي واللوجيستي والبشري لذلك المهرجان المدلل، بحكم قرب إدارته من الدوائر العليا في البلاد.
والحال أن الأموال الباهظة التي تضخ في حسابات فنانين أجانب يمكن أن تنفع للمساهمة في محاربة الفقر وبناء المراكز الصحية والمدارس العمومية وتجهيزها بوسائل العمل الضرورية وتوفير الماء الصالح للشرب وفك العزلة عن الأرياف والمناطق الجبلية…
هناك أولويات لدى الشعب والوطن. أما سياسة الإلهاء فلن تنفع في شيء، بل تزيد الأوضاع تأزما. لذلك لا نستغرب إن وجدنا هذا الشعار: «لنقاطع موازين، لأنه أحد أوجه الفساد في المغرب».

كاتب من المغرب

7gaz

انتهت «الزفة» وحانت ساعة تقديم الحساب… و«موازين» للإلهاء فقط!

الطاهر الطويل

التنافس الإيراني ـ الروسي في سوريا: خرافة أم تحصيل حاصل؟

Posted: 21 Jun 2018 02:31 PM PDT

بصفة رسمية وصريحة وعلنية، لا يخفى فيها الحرص على أن تبدو هكذا تماماً، اتخذت معادلات الوجودين الإيراني والروسي في سوريا وجهة الافتراق، واستطراداً: التمهيد للشقاق، في أواسط أيار (مايو) الماضي؛ حين أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «الانتصارات الملموسة للجيش السوري فى محاربة الإرهاب وانطلاق المرحلة النشطة من العملية السياسية سيليها بدء انسحاب القوات الأجنبية من أراضى سوريا». كان بوتين يتحدث وإلى جانبه بشار الأسد، الذي تمّ استدعاؤه ـ كما يتوجب القول، في كلّ زيارة مماثلة ـ كي يصادق على المرحلة المقبلة من خطط الكرملين للمشروع الروسي في سوريا؛ والتي تمثلت، خلال جولة منتجع سوتشي تلك، في ترسيم الحدود القصوى للمواجهة الإيرانية ـ الإسرائيلية على أرض سوريا، وإطلاق سيرورة جديدة في التفاهامات التركية ـ الروسية حول مناطق الشمال.
لم يتأخر الردّ الإيراني بالطبع، وإنْ كان قد جاء أوّلاً على مستوى منخفض في سلّم التفويض بالتصريح السياسي؛ إذْ قال بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: «لا يمكن لأحد أن يجبر إيران على فعل أي شيء. ستستمر إيران في المساعدة في سوريا مادام الأمر يتطلب ذلك، وأرادت الحكومة السورية ذلك». ولقد توجب لاحقاً، حين اتسع التعاطي الإعلامي مع تصريح بوتين، أن يتدخل أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، فيعلن أنّ إيران لن تنسحب من سوريا رغم الضغوطات التي تتعرض لها، لأنها إنما تتواجد هناك بناء على طلب نظام الأسد؛ وهذا تفصيل صحيح تماماً، ولم يكن بوتين يشكك فيه أصلاً، كما أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تعترض عليه منذ البدء. الفارق أنّ شمخاني أشار إلى ضغوطات أمريكية (على مَن؟ نظام الأسد، أم طهران؟)، وتفادى الإشارة، أو التلميح، إلى الضغوطات الأولى الفعلية، أي الروسية.
والحال أنّ تعبير «القوات الأجنبية» الذي استخدمه بوتين بالغ الإبهام في الأصل، إذْ أنّ منطوقه اللفظي ينبغي أن يشمل جميع الدول والميليشيات والجماعات والجبهات التي ليست سورية الجنسية؛ وهذا لا يقتصر على إيران وأذرعها المختلفة، ولا على تركيا والولايات المتحدة، ولا على الجهاديين من كلّ حدب وصوب، بل يشمل روسيا أيضاً. وفي المقابل، سوف تزعم كلّ مجموعة أجنبية (موالية للنظام أو متحالفة معه) أنها جاءت بناء على طلب النظام؛ وسيزعم الجهاديون أنهم، أيضاً، لبوا نداء الجهاد وتسابقوا إلى نصرة أهلهم على أرض الشام. فلماذا استشعرت إيران، على الفور، أنها المقصودة أولاً بتصريح بوتين؟ أو الأحرى التساؤل: هل كانت أية «قوة أجنبية» ستدرك انها المقصودة، قبل إيران أو أكثر منها؟
كلا، بالطبع، لأسباب بالغة الوضوح وذات صلة مباشرة بالواقع السياسي والعسكري على الأرض، بصفة عامة؛ لأنّ موسكو ترغب في الذهاب نحو مرحلة ما بعد «القضاء على الإرهاب»، كما تسميها، والتي تعني قطاف استثماراتها المتعددة التي كانت وراء مشروع التدخّل العسكري في سوريا، خريف 2015. وإلى جانب الثمار السياسية التي تكفل للكرملين حقّ التدخل والتسيير والهيمنة في مفاصل نظام الأسد الكبرى، ثمة ثمار اقتصادية محلية ذات صلة بإعادة التعمير المقبلة حيث العقود دسمة أو حتى فلكية؛ وثمة ثمار جيو ـ سياسية تتجاوز المحلي إلى الإقليمي والدولي، إذْ بات الاستثمار في الخراب السوري أعلى مردودية من أيّ استثمار روسي آخر على نطاق عالمي. إيران هنا، في النفوذ المحلي والاقتصاد والجيو ـ سياسة، ليست طرفاً مكمّلاً أو متكاملاً مع الاستثمار الروسي، بل هي طرف منازع ومنافس، أقرب إلى الخصم الشرس في نهاية المطاف.
إنها ليست تركيا، أو إدارة رجب طيب أردوغان تحديداً، في كلّ حال، لأنّ العلاقة التركية ـ الروسية يمكن أن تذهب إلى أقصى الشدّ والجذب (كما وقع خلال الأشهر التي أعقبت نجاح الطائرات الحربية التركية في إسقاط المقاتلة الروسية سوخوي ـ 24، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015)؛ لكي تعود إلى أقصى الوفاق والتوافق (كما في الاتفاق الروسي ـ التركي حول تل رفعت). ولا يقلّ أهمية في هذا الفارق، بين تركيا وإيران، أنّ تعاقدات موسكو مع أنقرة يمكن أن تحظى بغمزة رضا من واشنطن، وهذا عند موسكو مكسب لا بأس به في ظلّ شروط الالتحام الراهنة، من جهة؛ كما يمكن لتلك التعاقدات ذاتها أن تجبر طهران على الانخراط في شراكة من نوع ما، إلى درجة الموافقة على سحب أنصارها من تل رفعت مثلاً، وليس هذا بقليل أيضاً، من جهة ثانية.
بهذا المعنى فإنّ القوات التركية، التي تحتل مساحات باتت واسعة في الشمال السوري، ليست ضمن التصنيف «الأجنبي» الذي نطق به بوتين في سوتشي؛ إذْ لا يعقل أن يطالب الكرملين بإخراجها في شهر أيار (مايو)، ثمّ يوافق على إدخالها (عبر بوابة تل رفعت، مثلاً) في شهر حزيران (يونيو)، بل يساعد أيضاً في إخراج الوحدات الكردية والإيرانية منها. تُضاف إلى هذا حقيقة ذات أهمية خاصة، تتجاوز مسألة التنافس الإيراني ـ الروسي إلى مستقبل علاقات موسكو وأنقرة وطهران مع التشكيلات المسلحة التي أنشأها النظام في عموم سوريا، ولكن على امتداد خطوط التماس والاشتباك بين العواصم الثلاث في مناطق الشمال والساحل السوري. ما يرضي طهران هناك، لا يرضي أنقرة غالباً، ولعله لا يرضي قاعدة حميميم الروسية دائماً؛ فضلاً عن أنه لا يندرج جيداً ضمن التمهيد الروسي لسيرورة «انطلاق المرحلة النشطة من العملية السياسية»، حسب تعبير بوتين.
بين الأسباب الأكثر وضوحاً، أيضاً، وكذلك على نحو خاصّ وحساس وجوهري، أنّ الموقف الإسرائيلي من الوجود العسكري الإيراني على الأرض السورية قد انتقل إلى طور مختلف خلال الأشهر الأخيرة، الأمر الذي اقتضى إرساء قواعد اشتباك جديدة تضع طهران في خطّ الاستهداف الأول. في البدء كانت ستراتيجية دولة الاحتلال الإسرائيلي، وما تزال حتى الساعة في الواقع، تبدأ من خطّ أحمر ناظم هو اعتراض قوافل التسليح الإيرانية القادمة من سوريا إلى لبنان؛ إلى جانب ردع أيّ «انحراف»، مصدره إيران عبر «حزب الله مثلاً، عن الهدوء المستتب في هضبة الجولان المحتلة؛ وأخيراً، استئصال أي جهد يقوم به النظام السوري نحو بناء منشآت نووية (كما في قصف موقع الكبر قرب دير الزور في أيلول/ سبتمبر 2007، واغتيال العميد محمد سليمان المستشار الأمني الخاص للأسد في آب/ أغسطس 2008).
اليوم لا يقبل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأقلّ من سحب الوجود العسكري الإيراني في سوريا، على نحو كامل وشامل لا يستثني شبراً من مساحة سوريا؛ بدليل القصف الأخير الذي طال «هيئة الحشد الشعبي» العراقية في البوكمال، أقصى شرق سوريا، ويُعتقد أنّ الطيران الحربي الإسرائيلي كان وراءه. وليس في وسع طهران، وميليشياتها التابعة في سوريا، أن تنتهج موقفاً وسيطاً بين عدم الردّ على العمليات الإسرائيلية، وعدم الاستجابة إلى ترتيبات الأرض التي تتوافق فيها موسكو مع واشنطن تارة (درعا وجبهة الجنوب عموماً)، أو تركيا طوراً (تل رفعت). أو، على نحو أدقّ: ليس في وسع طهران انتهاج هذا الخيار طويلاً، لأنّ تسارع التطورات على الأرض لم يعد يسمح بالكثير من التكتيك؛ خاصة حين توضح موسكو، أكثر فأكثر ويوماً بعد آخر، أنها لن تقبل بإفساد استثماراتها بعيد المدى في سوريا جراء إصرار إيران على البقاء في سوريا ضمن صيغة مواجهة مفتوحة مع دولة الاحتلال الإسرائيلية.
ليس التنافس الإيراني ـ الروسي في سوريا خرافة، إذا صحّت قراءة السطور السابقة، بل هو أقرب إلى تحصيل حاصل تفرضه شروط يحدث أنها تتجاوز حسابات طهران، سورياً أوّلاً، ثمّ إقليمياً وعالمياً أيضاً.

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

التنافس الإيراني ـ الروسي في سوريا: خرافة أم تحصيل حاصل؟

صبحي حديدي

رسائل من نظام دمشق: برلين محطة «موثوقة»… والمقايضة: إبعاد الميليشيات مقابل تسليم سلاح المعارضة

Posted: 21 Jun 2018 02:31 PM PDT

عمان- «القس العربي» : تشارك المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في الحراك الدبلوماسي الغربي النشط الذي يحاول تفكيك بعض قيود الحصار الاقتصادي والمالي على الأردن لكن بطريقتها الخاصة. ميركل حضرت إلى عمان مساء الاربعاء واجتمعت بالملك عبد الله الثاني صباح اليوم التالي. لاحقًا قررت توفير قرض ميسور بقيمة مئة مليون دولار للحكومة الأردنية.
القرض الألماني سيخدم عجز الميزانية المالية الأردنية وسيعزز التقنية التي اعتمدت لتحسين موقع وموقف الأردن مع صندوق النقد الدولي حيث بدأت بعض الدول الثرية والمهمة بتقديم كفالات للجانب الأردني. تلك بكل حال أحد مؤشرات حصاد ما سمي بأحداث الدوار الرابع حيث طبقة من الشباب المدني تحركت في الشارع فلفتت نظر الجميع للأزمة الاقتصادية الأردنية. على نحو أو آخر الأزمة المالية الأردنية تخضع اليوم لاعتبارات المعالجات الإقليمية ولم تعد محلية فقط.
لكن الحلول التي تقدم حتى اللحظة لأزمة الاقتصاد الأردني ليست جذرية ولا عميقة ولا تمكنه من النهوض وإن كانت تساعد في جزئيتين رئيسيتين ركز عليهما المانحون طوال الوقت وهما المساعدة في تثبيت سعر الدينار الأردني ومنعه من الهبوط وهو ما حصل فعلا ثم ترتيب تكتيكات مع صندوق النقد الدولي تلغي الفيتو على اقتراض الأردن بصورة ميسرة.

ميركل تبحث عن دور

الاستثمار حلقة لم يعد المستوى الرسمي الأردني يتحدث عنها لأنها إما سياسية في المقام الأول او تخضع لاعتبارات السوق واسس معادلات الربح والخسارة كما قال السياسي المخضرم الدكتور ممدوح العبادي أمام «القدس العربي» مرات عدة وهو يلفت النظر إلى ضرورة التحدث بعمق ووعي عن الاستثمار وجذبه وعلى أساس البيئة التي تجذبه حقاً لا قولاً. وبكل حال يبدو ان المستشارة ميركل حضرت إلى سوق بورصة عمان السياسية لكي تتسوق بدورها وسط القناعة بأنها تريد ان تكون في ميدان ترتيبات ما يسمى بعملية السلام الجديدة حيث تصعيد ملموس على جبهة الجنوب السـوري بعد تـقدم قوات الـحرس الجـمهوري وحيث ربط موضـعي وموضـوعي بين الملـفين السـوري والفـلسطيني.
إشارة عابرة صدرت عن ميركل في عمان تتحدث أيضاً عن استعدادها لاستقطاب مستثمرين ألمان في الأردن لكن في عمق مباحثاتها يشير الخبراء والمرافقون الألمان تحديداً إلى ضرورة التفاهم سياسياً وامنياً على نوعية المشاريع التي يمكن ان يتطوع لإنتاجها القطاع الخاص الألماني والذي يلمح بدوره للاستفادة من مشاريع إعادة إعمار سوريا وتحديداً عبر واجهة الحدود الشمالية الأردنية. ميركل تبحث من جهتها عن دور وتحضر إلى عمان بعدما ناقش معها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ووفد أمني رفيع المستوى الوضع في الجنوب السوري.
وقد علمت «القدس العربي» من مصادر مطلعة جداً أن الادارة الألمانية بدأت تقدم نفسها للإسرائيليين والأردنيين كجهة محايدة تستطيع «مداعبة أو ملاعبة» المسألة التي تؤرق الطرفين حصرياً وهي تلك المتعلقة بدور القوات الإيرانية اذا ما اشتعلت واستعرت حرب استعادة الجنوب السوري. يحصل ذلك بينما تتقدم قوات النخبة في الحرس الجمهوري السوري في اتجاه قرى محيط درعا وفقاً لمعلومات أردنية يتم تحديثها ضمن اطار تنسيقي ولأول مرة بين المؤسستين العسكريتين في عمان ودمشق.
وبهذا المعنى تصلح زيارة ميركل لعمان كمعيار له علاقة بتحديد ملفين وهما الحراك الدبلوماسي الغربي لمساعدة الأردن في أزمته الاقتصادية وتلك العلاقة الخفية التي تشبك ما بين تطورات الميدان في الجنوب السوري وما يسمى بخطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط.

مهمة صعبة

مجموعة ميركل تزعم قدرتها على معالجة المخاوف الأمنية الإسرائيلية والأردنية من الميلشيات الإيرانية. وما ورد لعمان مؤخراً من رسائل سرية مصدرها دمشق يفيد بأن برلين محطة موثوقة بالنسبة للنظام السوري وايضاً لحزب الله اللبناني وهي نفسها الرسائل التي كانت تحاول لفت نظر الأردنيين مثلاً إلى ان الوجود العسكري الإيراني في سوريا «قدر محتوم» ومن الصعب معالجته الآن. لكن نظام دمشق بالتوازي مستعد لمقايضة منع الميليشيات الإيرانية من الاقتراب من حدود الأردن جنوبي سوريا ومن حدود الجولان مقابل تسليم جبهة النصرة وما تبقى من فصائل الجيش الحر المعارض للسلاح.
تلك تبدو مهمة صعبة خصوصاً وان عمان تدرك بان اجبار المسلحين في الجيش الحر على تسليم سلاحهم قد يؤدي إلى فوضى واشتباك معهم وهي ايضاً مسألأة تظهر ألمانيا القدرة والاستعداد للتعامل معها على أساس وساطة.
وعليه من المرجح ان جولة التسوق السياسي التي تقوم بها ميركل بعد التوقف في عمان محاولة للاقتراب اكثر من تفاصيل الملفات التي تؤرق الجميع في المنطقة. وهي تفاصيل ليست صدفة ان الموقع الجيوسياسي الأردني حاسم واساسي عند التعاطي معها حيث لا حلول في الضفة الغربية او في جنوب سوريا بدون الأردن وفقاً لقناعة عضو البرلمان ووزير الداخلية الاسبق مازن القاضي.
وحيث صحوة غربية تحاول الالتفات لمخاطر ترك الاقتصاد الأردني في حالة استعداد للانهيار بدون التدخل الإنعاشي المؤقت على الاقل وهو ما حصل عملياً منذ اجتماع مكة الرباعي وبعد اللقاء الثنائي الكويتي الأردني والدعم القطري الذي اعقبه دعم ياباني واليوم ألماني بقروض ميسرة وقليلة الفائدة.
يثبت ذلك أن الأدبيات التي استخدمتها القيادة الأردنية بعد موجة الحراك الأخيرة هزت الغربال في دول تتأثر جداً بالحالة الأردنية من بينها إسرائيل والسعودية وحتى ألمانيا. وللتذكير يمكن العودة للعبارة التي وردت على لسان الملك عبد الله الثاني عندما لمح إلى ضرورة الاستدراك قبل الارتطام في المجهول قبل ان يلتقط الكرة نفسها رئيس الوزراء الجديد الدكتور عمر الرزاز وهو يطالب الأردنيين بالبقاء مع حكومته حتى لا يمضي الطرفان فيما سماه بالطريق الموحش.
وتبدو مناورات المستشارة ميركل جزءاً يلتحق بتفاصيل المشهد اليوم بعدما تحول الأردن إلى نقطة جذب للانتباه ابتداء من الملك سلمان بن عبد العزيز إلى نتنياهو وكوشنر وامير الكويت وامير قطر إلى ان وصل الأمر إلى المستشارة ميركل.

رسائل من نظام دمشق: برلين محطة «موثوقة»… والمقايضة: إبعاد الميليشيات مقابل تسليم سلاح المعارضة
ميركل «تتسوق» سياسياً في الأردن… 100 مليون دولار لـ «استقرار الدينار»… وعزف على وتر «المجهول»
بسام البدارين

أويحيى يضحي بـ«قدره» ويدعو بوتفليقة للترشح لـ«ولاية خامسة»!

Posted: 21 Jun 2018 02:30 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: دعا أحمد أويحيى رئيس الوزراء الجزائري وأمين عام التجمع الوطني الديمقراطي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح إلى ولاية رئاسية خامسة، مؤكداً أن الوقت حان للفصل في موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك في خطوة تهدف إلى اللحاق بحزب جبهة التحرير الوطني الذي سبق أن دعا الرئيس إلى الترشح لولاية رئاسية جديدة.
وأضاف في افتتاح اجتماع المجلس الوطني لحزبه الخميس أن الوقت قد حان للفصل في موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن الحزب ومن منطلق دعمه المتواصل للرئيس بوتفليفة يدعوه إلى الترشح إلى ولاية رئاسية خامسة في الانتخابات الرئاسية التي من المقرر إجراؤها الربيع المقبل.
وأكد رئيس الوزراء أن المجلس الوطني لحزبه «سعيد بدعوة المجاهد عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستمرار في أداء مهمته وتضحيته في خدمة الجزائر، وأن التجمع الوطني الديمقراطي يؤكد له دعمه للاضطلاع بولاية جديدة كرئيس للجمهورية»، موضحاً أن الأمر يتعلق بـ»التزام يليق بروح التجمع الوطني الديمقراطي ومبادئه، التزام من أجل الاستمرارية والاسقرار، التزام من أجل الجزائر».
وخلال كلمته التي ألقاها أمام أعضاء المجلس الوطني لحزبه أثنى أويحيى على ما اعتبره إنجازات للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشيراً إلى أنه لا توجد بلدان كثيرة في الجنوب تحتوي على حرية التعبير الموجودة في الجزائر، ولا توجد دولة من الجنوب أو حتى من الشمال استطاعت أن توزع 50 ألف سكن في ليلة واحدة مثلما فعلت الجزائر في ليلة القدر في شهر رمضان الماضي، وكم من دولة نفطية استطاعت الصمود بعد انهيار أسعار البترول، وهذا على حد قوله كاف لتلخيص إنجازات الرئيس التي يستغرق ذكرها ساعات وساعات.
وذكر أن حزبه واع بأنه ما زال هناك الكثير مما يجب عمله لتجسيد مشروع الإصلاحات وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك المزيد من أجل ترقية ديمقراطية تعددية ثرية بتنافس البرامج، مما يتيح للمواطنين إمكانية الاختيار بينها، وأن التأخر المسجل على المستوى الداخلي هي نتيجة أيضا لدواع خارجية لا تتحكم فيها الجزائر، خاصة وأنها تواجه ظرفا دوليا اقتصاديا وسياسيا وأمنيا غير مضمون العواقب إطلاقا.
واعتبر أن هذا هو السياق الشامل الذي تتجه فيه بلادنا نحو الانتخابات الرئاسية المقررة في ربيع عام 2019، وهو موعد من شأنه أن يثير نشاطا سياسيا حثيثا يقول رئيس الوزراء، لكن ما هو غير طبيعي هو اشتداد حدة الانتقادات، بل وكذلك الشتائم الدنيئة التي تمس برموز الدولة، كما أنه من غير الطبيعي تلك الدعوات بخصوص ضرورة الذهاب إلى مرحلة انتقالية، وكأن الشعب السيد ليس له الحق في التعبير عن رأيه، منتقداً ما سمّاه المناورات السياسوية أو المخفية التي تسعى إلى زعزعة استقرار الجبهة الاجتماعية على حساب حق المواطنين في الاستفادة من الخدمة العمومية، وكذلك ارتفاع أصوات جزائرية تؤيد تهجم بعض المنظمات الأجنبية على البلاد لأسباب مختلفة وواهية، على غرار المسائل المتعلقة بالمهاجرين الأفارقة، أو الحق النقابي أو حرية الصحافة.
وتأتي دعوة أحمد أويحيى المتأخرة نوعاً ما مقارنة بغريمه حزب جبهة التحرير لتؤكد أن «سي أحمد» قرر الإذعان والتضحية بـ«قدره» وطموحه في الترشح إلى الرئاسة، لأن قرار ترشيح بوتفليقة قد صدر، ولأنه يريد الحفاظ لنفسه على مكان تحت الشمس، ومرة أخرى سيتفرج أويحيى على انتخابات رئاسية ويشارك فيها داعما لا مرشحا، وهو الذي قال ذات يوم من عام 2011 لما سئل من طرف صحافي عن مدى رغبته في الترشح للرئاسة سنة 2014 قائلا«: الرئاسة هي لقاء رجل مع قدره»، لكن يبدو أن لا قدر لأويحيى مع قصر المرادية طالما يريد بوتفليقة أن يكون قدره الرئاسة مدى الحياة.
كما أن إعلان أويحيى عن ترشيح بوتلفيقة لولاية رئاسية جديدة يؤكد أن ما فعله حزب جبهة التحرير لم يكن وحي خيال جمال ولد عباس أمين عام الحزب، وأن كل الكلام الدائر حول الولاية الخامسة منذ أشهر كان سيناريو من أجل تعبيد الطريق أمام الإعلان عنها رسميا، فضلا عن أن الملاحظ أن أويحيى مثله مثل ولد عباس لم يتكلما عن ولاية رئاسية خامسة بل استخدما مصطلح ولاية رئاسية جديدة، لأن «تسويق» المشروع قائم على أساس تفادي كلمة الخامسة واعتبارها إما ولاية جديدة أو ثانية على أساس الدستور الجديد المعدل سنة 2016.

أويحيى يضحي بـ«قدره» ويدعو بوتفليقة للترشح لـ«ولاية خامسة»!

أمريكا ستسحب أسلحتها من «ب ي د» الكردي عند مغادرته منبج

Posted: 21 Jun 2018 02:30 PM PDT

أنقرة – «القدس العربي»: قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستستردّ الأسلحة من الوحدات الكردية كما أعطتها إياها، لدى إخراج عناصره من منطقة منبج بريف حلب شمالي سوريا، والوحدات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «ب ي د» الذي تعتبره أنقرة بحزب العمال الكردستاني الموضوع على لوائح الإرهاب.
وأضاف أوغلو خلال مشاركته في برنامج على قناة «سي إن إن» التركية بالقول «لن نتحاور مع عناصر الوحدات الكردية، ولن نقول لهم اعطونا أسلحتكم»، موضحًا أنه «بموجب خارطة الطريق المتفق عليها مع الولايات المتحدة، فإن الجانب الأمريكي سيسحب الأسلحة من عناصر الوحدات الكردية لدى خروجهم من منبج، بينما سيراقب الطرف التركي ذلك».
وحسب وكالة الاناضول التركية فإن «اوغلو» لفت إلى أن الطرفين التركي والأمريكي سيحددان معًا الجهات التي ستشارك في إدارة المنطقة وقوات الأمن فيها. وأكد أن تركيا لا يمكن أن تسمح لأشخاص على صلة بالإرهاب أو تحت سيطرة «ي ب ك»، بالمشاركة في إدارة المنطقة والقوات التي ستشكل لحفظ الأمن فيها.

أمريكا ستسحب أسلحتها من «ب ي د» الكردي عند مغادرته منبج

دعوة لنصب «مصيدة دبلوماسية» لحماس وإطلاق حملة علاقات عامة لكسب المعركة على الوعي

Posted: 21 Jun 2018 02:30 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: في ظل فشلها في توفير حل للطائرات الورقية المحترقة وتصاعد حالة الضغط والغليان داخل عشرات المستوطنات حول قطاع غزة، صعدت إسرائيل تهديداتها لغزة وحملتها الدعائية ضد حركتي حماس، التي حولت هذه الطائرات الى «سلاح استراتيجي» وفق اتهامات إسرائيلية. وصّعد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس، لهجته، متوعدا بالتصعيد العسكري ضد غزة وتشديد قوة الرد الإسرائيلي على أي هجوم منه،
فيما أشارت تقارير صحافية إلى أن قيادة جيش الاحتلال أعدت سيناريوهات مختلفة تتعلق بالقطاع وعرضتها على القيادة السياسية بانتظار اتخاذ القرارات. وتكرر أوساط  سياسية وعسكرية دعواتها إلى استئناف عمليات الاغتيال بحق القيادات الميدانية لفصائل المقاومة. وادعى نتنياهو، في كلمة ألقاها خلال مراسم تخريج فوج من ضباط الاحتلال، «لدينا سلام مبارك مع مصر والأردن وما زال صامدًا رغم تغير الظروف». وتابع مهددا «لكننا نرى حولنا عدة جبهات معادية، منها من يهاجمنا أو يحاول القيام بذلك. لا أنوي أن أفصّل إجراءاتنا التي ننوي اتخاذها ضد قطاع غزة، فقوة الرد ستشتد قدر الحاجة، ونحن مستعدون لأي سيناريو ومن الأفضل أن يفهم أعداؤنا ذلك والآن «.وانضم وزير الأمن أفيغدور ليبرمان لتصعيد لهجة التهديدات بالتزامن مع تزايد حجم تبادل إطلاق النار فقال إن حركة حماس «أخطأت تقدير الموقف».

دعوات للاغتيالات

في تعقيبه على إطلاق فصائل المقاومة عشرات القذائف الصاروخية ردًا على عدوان إسرائيلي استهدف غزة، أضاف «أقول لحماس ثلاث كلمات فقط.. هذا كان خطأ «. كذلك دعت قيادات في جيش الاحتلال إلى استئناف الاغتيالات ضد من وصفهم بـ»رؤساء التنظيمات الإرهابية في القطاع، وأيضا ضد قادة الجناح السياسي».
وأشارت القناة الثانية إلى أن قيادة المؤسسة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي تدرس بجدية العودة إلى سياسة الاغتيالات للقيادات الميدانية لمطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة. وألمح الى ذلك قائد أركان جيش الاحتلال، غادي آيزنكوت بقوله إن «تطورات الأحداث على الجبهتين الجنوبية والشمالية تثبت قابلية هذه المنطقة للتفجر».أضاف أن الجيش الإسرائيلي يعمل على مدار الساعة وبالقوة المعروفة جيدًا لأعدائنا وأنه سيعيد الأمن لسكان الجنوب كما باقي في المناطق الإسرائيلية». وقال معتقدًا بإمكانية فعل ذلك بـ»التعقل والصرامة اللازمة وبالسرعة الممكنة».
وإزاء تصاعد الاحتجاجات في مستوطنات محيطة بغزة لعدم توفير حل طويل الأمد لمحنتها، كرر وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت (البيت اليهودي) تهديداته، وقال إن «الطائرات الورقية الحارقة التي يتم إطلاقها من قطاع غزة ليست لعبة أطفال وإنما أداة قتل». وطالب بـ»التعامل مع مطلقي هذه الطائرات على أنهم إرهابيون»، مدعيًا أن «من يطلق هذه الطائرات ليسوا أطفالا في الثامنة من العمر».

حرب الطائرات الورقية الأولى

معتبرا ان ضبط النفس في مثل هذه الظروف لن يؤدي سوى إلى التصعيد لأن الطرف الآخر سيفهم أنه مسموح له إطلاق هذه الطائرات. وهذا ما تتبناه زميلته في الحزب وزيرة القضاء الإسرائيلية، أييليت شاكيد حيث دعت قوات الاحتلال إلى «تشديد الرد على إطلاق الطائرات الورقية الحارقة». وتابعت «الأوضاع الأمنية قد تتفاقم إذا لم ترد إسرائيل بالقوة «.
واعتبر المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل أن حركة الحماس» ستعتمد «إطلاق البالونات المتفجرة والطائرات الورقية الحارقة كخيار استراتيجي» خلال الفترة المقبلة. وخلافا لما يعلن رسميا كشف أن القيادة العسكرية للاحتلال أوصت المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، بتجنب الرد بقوة والحرص على عدم الانزلاق نحو تصعيد عسكري محتمل تكون نتائجه وخيمة على المستوطنات المحيطة في غزة أيضا.
كما يحذّر زميله المحلل العسكري يوسي يهوشع من احتمال نشوب «حرب الطائرات الورقية « الأولى، ويقول إنها وشيكة جدا إلا إذا حصل تطور درامي يحول دونها. ويعلل ذلك بالإشارة لرغبة الطرفين بصياغة معادلات ردع جديدة، لافتا إلى أن تهديدات وعمليات إسرائيل لا  تحقق مبتغاها حتى الآن.

الحلبة الدبلوماسية

ويقول إن حماس والجهاد الإسلامي تلاحظان عدم رغبة المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل بالانزلاق نحو جولة عسكرية جديدة، ولذا فهما تغامران ومستعدتان للمخاطرة وتستغلان الحالة الراهنة لتصعيد لهجة التهديدات. ويزعم أن جيش الاحتلال اليوم بحالة ليست سهلة، فهو من جهة يوصي بتسهيلات وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة رغم معارضة المستوى السياسي، ومن جهة أخرى هو لم ينته من استكمال الجدران الباطنية مع غزة، ولذا لا يبث دافعية للقتال مقابل المقاومة في غزة.
ويشير إلى أن الجيش عدل سياسته تجاه الطائرات الورقية والبالونات المتفجرة من غزة بتوجيهات من الحكومة. ويستذكر أن الجيش انتقل منذ مطلع الأسبوع القريب من استهداف مواقع خالية لـ «جباية الثمن» من حماس ومهاجمة قواعدها في قلب القطاع بشكل متصاعد، لافتا هو الآخر إلى أن حماس صعدت من ردها قولا وفعلا ولذا اتهمت هذه المرة بشكل مباشر من قبل إسرائيل. داعيا لرد أقوى يعيد لها قوة الردع وبنفس الوقت لتقديم مساعدات إنسانية لغزة كمبادرة حسن نية من قبلها كـ «طرف منتصر»، وذلك بهدف منع جولة عسكرية جديدة ونيل الهدوء المأمول. ويخلص للقول «ولكن وحسب الأداء الإسرائيلي حتى الآن فإن هذا الخيار بات متأخرا جدا». وفي ظل تصاعد التوتر واقتراب عدوان جديد يعتبر المعلق بن درور يميني أن إسرائيل بخلاف تصريحات قادتها ليست مستعدة بعد للحرب لأن المواجهة الحقيقة تكمن في الحلبة السياسية بالإضافة للعسكرية. ويقول إن كتائب المتظاهرين في باريس وبوسطن وستوكهولم ولندن جاهزة وانتهت من تحضير اللافتات. وتابع «ما تحرزه إسرائيل في الحلبة العسكرية يسلب منها في الحلبة الدبلوماسية». 
ويرى أن حربا جديدة هي آخر ما تحتاجه إسرائيل اليوم رغم الطائرات الورقية الاستفزازية والمحبطة، علاوة على ضرورة وقف القذائف من غزة. ويضيف «إن كان لا بد من الحملة العسكرية فليس الآن لأنها لن تسوي أي مشكلة اليوم.  أي حملة عسكرية تهزم حماس عسكريا دون شرعية دولية نتيجتها معروفة سلفا كما حصل في جولات سابقة. ولذا يدعو بن يميني صاحب التوجهات اليمينية للاستعداد للمعركة على الوعي والرواية في العالم. ولهذا الغرض يدعو لتقديم اقتراح على حماس بإزالة الحصار وتطوير غزة مقابل نزع سلاحها. ويضيف «حماس سترفض العرض العلني وهذا سيمنح إسرائيل فرصة لتعبئة بطاريات شرعيتها وسحب البساط من تحت أقدامها. فالعرض المرفوض من حماس سيبرز عدالة موقف إسرائيل لدى الرأي العام العالمي بقدر كبير. ويزعم أن إلحاق الهزيمة بحماس مهم، ولكن ليس سهلا. ويقول إنه حتى تنجح إسرائيل بذلك عليها أن تنصب فخا دبلوماسيا لحماس قبل المواجهة العسكرية. ويخلص للقول إنه كلما كان العرض الإسرائيلي المعلن لحماس أكثر سخاء فإن الفخ يكون قاتلا أكثر، وبدون ذلك فإن المواجهة القادمة ستنتهي كما انتهت جولات سابقة: مواجهة محدودة وزائدة وغير مؤثرة «.

بالونات متفجرة

وفي سياق الحديث عن المعركة على الوعي كشف أمس أن وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقلت من إرسال رسائل تقليدية لمرحلة الهجوم، يقوم فيها طاقم جديد من المتحدثين بالرد على الأحداث فورا، وسط استهداف للشباب في العالم خاصة في منتديات التواصل الاجتماعي. وأوضح الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية عامنوئيل نحشون أن الحملة الجديدة أكثر فظاظة ووقاحة وسرعة. منوها أن طاقما من الخبراء الشباب يعمل على إنتاج حملة رقمية إبداعية تطلق مضامين مفاجئة تشكل نوعا من «كوماندوز علاقات عامة». من ضمن المضامين «الوقحة» هذه إطلاق حملة بالونات الإرهاب» التي تصل من غزة محملة بسوائل مشتعلة ومتفجرة، وذلك بهدف إحراج حماس. وتشمل الحملة رسومات كاريكاتورية يسأل فيها مسؤول من حماس كيف يمكن تحسين أحوال غزة، فيرد عليه آخرون بالقول: «طائرات ورقية إرهابية «،» بالونات متفجرة «. كما يظهر شخص يقترح تحسين أحوال غزة بالاستثمار فيها فيقوم ناشط من حماس بإلقائه من النافذة. كما تشمل رسومات لقادة حماس وهم يضحكون ويقولون»معي بالون متفجر».
 

دعوة لنصب «مصيدة دبلوماسية» لحماس وإطلاق حملة علاقات عامة لكسب المعركة على الوعي
تمهيدا لحرب جديدة على غزة
وديع عواودة:

الحكومة تتعهد بمزيد من التقشف وتحذر من العطش وتطالب الأغلبية بعدم الشكوى

Posted: 21 Jun 2018 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أمس الخميس 21 يونيو/حزيران كان يوماً عصيباً على المصريين، إذ فوجئوا بخطابات عدائية وأخرى تدعو للذعرمن قبل وزراء ومسؤولين تطالبهم بعدم الشكوى والرضا بالقليل، ما بين وزير يصيح بأعلى صوته «اللي مش عاجبه الأسعار يشوف بلد تانية يعيش فيها»، وآخر يدعو المواطنين لأن يشعروا بالفخر، وإعلامي يلوح للمصريين بعدم تعكير صفو السلطة التي تفضلت بقبول الحكم.
ومن آخر الصدمات التي مرت بالمواطنين أمس تلك المنسوبة لوزير البترول الذي أكد خلالها على أن زيادة أسعار المحروقات ليست الأخيرة، مضيفا: «نحن لم نرفع الأسعار، لكن نصحح أسعار المنتجات البترولية»، ومن جانبه أطلق وزير الري تحذيرات صادمة، مؤكداً أن حالة مصر المائية مخيفة، وان خمسة ملايين مواطن سيهجرون الدلتا.
أما الأكاديمي حازم حسني فقال: «المواطن الشريف فلان الفلاني المحامي لا يكف عن تقديم بلاغات كاذبة ضد أي صوت مختلف عن صوت النظام، فهو ومن يحرضونه لا يرون الأصوات المعارضة إلا إخوانية تحرض على الجيش وتسعى لهدم مؤسسات الدولة، الغريب هو أن مؤسسات الدولة لم تحاكمه أبداً بتهمة البلاغ الكاذب، رغم ثبوت التهمة عليه!».
تصدر الاجتماع الأسبوعي الأول للحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اهتمام الصحف الصادرة أمس الخميس. وقد أبرزت الصحف أول اجتماع للحكومة الجديدة، الذي أكد خلاله الدكتور مصطفى مدبولي على أن الحكومة عازمة على استكمال جهود الإصلاح على كل الأصعدة، ومتابعة الخطط والبرامج التنموية، والانتهاء من المشروعات القومية الكبرى في توقيتاتها المقررة، بما يحقق الأهداف المرجوة للتنمية الشاملة في جميع ربوع الوطن. وعرض مدبولى، خلال الاجتماع، تكليفات الرئيس السيسي للحكومة، الواردة ضمن خطاب التكليف، بالإضافة إلى استكمال الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الرئاسية الأولى. كما تناولت الصحف عددا من الأخبار المهمة، يأتي على رأسها، وزير البترول: دعم الدولة للوقود مستمر بـ89 مليار جنيه، باستثمارات 100 مليون دولار في مدينة 6 أكتوبر، 3 تحالفات تبدأ إنشاء أول ميناء جاف، نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والسودان، «المالية» تدرس آليات إخضاع إعلانات «فيسبوك» للضرائب بدء تصحيح العينة العشوائية في «الفيزياء والتاريخ». وزير الدفاع يصدق على قبول دفعة جديدة من المجندين، سحب البصمة الحيوية لحجاج القرعة الأحد المقبل، خلاف بين منتجي النفط حول زيادة الإنتاج، استمرار تدريب العاملين في «المالية» على منظومة الدفع والتحصيل الإلكتروني، استياء دولي لانسحاب أمريكا من مجلس حقوق الإنسان، الحزن يخيم على معسكر المنتخب وأبو ريدة يشكو الحكم.

الوضع مخيف

قال وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد العاطي: «إن المياه من أهم أهداف التنمية المستدامة، باعتبارها ركيزة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتابع وفقاً لـ«التحرير» خلال مشاركته نيابة عن رئيس الوزراء في المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول المياه من أجل التنمية المستدامة في طاجيكستان، أن الدعائم الرئيسية الأربع تتمثل في الخطة القومية للموارد المائية في الترشيد وتنمية موارد جديدة، وتحسين نوعية المياه وزيادة المعرفة والوعي، وإصدار التشريعات اللازمة. وأشار إلى أن دول الحوض لديها جميعا تحديات تنموية كبيرة، ما يتطلب العمل على توثيق التعاون بينها، وأن مصر حرصت على إبداء المرونة المناسبة، بدون التفريط في الحقوق أو المصالح المصرية. موضحا أن مصر تقود مشروعا رائدا مع عدد من أشقائها من دول حوض النيل، لخلق ممر ملاحي يربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، مرورا بعدد من دول حوض النيل، ومصر تتطلع إلى مزيد من التعاون لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية، بما يعزز من فرص التنمية في القارة الإفريقية. وحول التحديات المائية التي تواجه مصر، قال عبد العاطي، إن حالة المياه في مصر تعد حرجة وفريدة من نوعها، إذ إنها بلد جاف جدا يقع في منطقة شبه قاحلة، وإن مصر قد وصلت إلى حالة تفرض فيها كمية المياه المتاحة حدودا على تنميتها الاقتصادية. وأكد على أنه من المتوقع أن تؤدي تأثيرات تغير المناخ في الساحل الشمالي لمصر إلى هجرة ما لا يقل عن 5 ملايين شخص من دلتا النيل، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات التكيف المناسبة».

كل يغني على ليلاه

«باتت مواقع التواصل الاجتماعي تعكس التفاعلات والانحيازات والصراعات، ولاحظت كريمة كمال الكاتبة في «المصري اليوم» أخيرا أنه سرت على مواقع التواصل الاجتماعي موجة من «الردح» الطبقي، فمن ناحية كان هناك «ردح» ضد الطبقة الدنيا أو الفقيرة، واتهامها بالكثير من الاتهامات، من قبيل إنهم مش بتوع شغل وبيضربوا برشام ويتعاطوا حشيش وقاعدين على القهاوي ليل ونهار وبيخلفوا عيال، بل وصل الأمر إلى القول بأن الشعب أكل فسيخ بكام وأكل كحك بكام، بل على الناحية الأخرى وصلات ردح في الاتجاه المعاكس ضد الطبقة الوسطى من قبيل «ما تبيعوا العربيات والشقق اللي اشترتوها وتعيشوا على قدكم وتودوا عيالكم مدارس غالية ليه، ولزومه إيه مدارس السباحة ودروس الرياضة والنوادي لولادكم، عيشوا عيشة أهلكم ولزومه إيه المصيف كل سنة؟». ويبقى السؤال من وراء هذه الوصلات ولماذا؟ هل باتت الطبقات الاجتماعية تناصب بعضها بعضا العداء؟ أم أن وراء هذه الحملات اللجان الإلكترونية التي تسعى للحد من تأثير أي شكوى أو غضب من الناس؟ أم أن الأمر خليط من هذا وذاك وتصبح هنا اللجان الإلكترونية سببا في إذكاء روح الصراع الطبقي، حيث إنها تلعب على نغمة التناقض الطبقي أو تزيد من حدتها بشكل ملحوظ، خاصة أن كل طبقة تنظر إلى الطبقة الأخرى بعداء، ومن هنا يزداد هذا الصراع بين الطبقات حدة وسخونة، فالغاضب لا يجد من يوجه له غضبه سوى الآخر، ولكن هذا لا يلغي أن بذرة هذا الصراع وجدت من قبل، ولعلنا نتذكر ما كشفت عنه العديد من «بوستات» التشفي عندما غرق التجمع الخامس. كما كانت هناك وصلات من نوع آخر هي وصلات الدفاع عن الطبقة، كل طبقة تدافع عن نفسها».

بين إسماعيل ومدبولي

تقييم رئيس الوزراء السابق والحالي أمر يشغل البعض، منهم عبد الله السناوي في «الشروق»: «بالنظر إلى سجل رئيس الوزراء الجديد مصطفى مدبولي، فإنه يكاد أن يكون صورة أخرى من سلفه شريف إسماعيل. كلاهما لم يعهد عنه، في أي وقت من حياته قبل توليه رئاسة الحكومة، أي قدر من الاهتمام بالعمل العام يتجاوز دوره الوظيفي. وكلاهما تنفيذي كفء في حدود تخصصه، في ما يوكل إليه من مهام. الأول ــ في حقل البترول، والثاني ــ في ملف الإسكان. من الإنصاف لأدوار الرجال عندما يغادرون مواقعهم أن ينسب لشريف إسماعيل التطور اللافت في مستوى أدائه لمهامه، حيث بدا عند البدايات كأن عالما آخر قد دخل إليه توا، لا يعرف أحدا من الشخصيات العامة، ولا أحد يعرفه باستثناء من يدخلون في نطاق عمله، كما لم تكن لديه دراية يعتد بها بالملف الاقتصادي، الذي حُمِّل به، لكنه بعد فترة بدا أكثر انفتاحا على الحياة العامة، بقدر ما ساعدته صحته، وأكثر حفظا للأرقام والبيانات بدون أن يضطر للنظر في أوراقه، كما تحلى بلطف إنساني أذاب جليدا داخل مجلس الوزراء وخارجه. غير أن كل تلك الصفات الإيجابية لم تسعفه في بناء صورة رئيس وزراء تتسق أدواره التنفيذية مع التعريف الدستوري، الذي ينص على أن «الحكومة هي الهيئة التنفيذية والإدارية العليا للدولة»، ويدخل في اختصاصها: «الاشتراك مع رئيس الجمهورية في وضع السياسة العامة للدولة والإشراف على تنفيذها». بالتعريف الدستوري فهذه هي «الحكومة السياسية». إذا غابت الشراكة في وضع السياسة العامة للدولة فإن الحكومة لا تتجاوز كونها «سكرتارية رئاسية»، تنفذ ما تكلف به، كل وزير على حدة غالبا، لا برنامج يضمها، ولا مسؤولية تضامنية تجمعها، ولا أدوار لرئيسها خارج التنسيق العام بقدر ما هو متاح».

علاج غير مجد

نبقى مع تقييم الحكومة حيث يرفض علي السلمي في «المصري اليوم» السير على الطريق القديم نفسه: «في محاولة للتخفيف من آثار تلك الزيادات في أسعار السلع والخدمات التي كانت تتمتع بالدعم، قررت الحكومة صرف العلاوات وزيادة الرواتب للعاملين في الدولة ولغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية، وكذلك زيادة المعاشات بنسب متواضعة. وفي الأساس فإن سياسة الدعم العيني غير مجدية، وتسبب إقبال المواطنين على الاستهلاك بغير ضوابط. كما أن نسبة بالغة من اعتمادات الدعم تصل إلى غير مستحقيه، ولا يستفيد منها الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، الذين هم الأكثر احتياجاً. وقد ثارت مناقشات في مجلس النواب لبعض الوقت حول استبدال الدعم النقدى بالدعم العيني كحل لضمان وصول ذلك الدعم إلى مستحقيه فعلاً من جانب، وتخفيض اعتمادات الدعم التي تنوء بحملها الدولة من جانب آخر. ولكن تلك المناقشات توقفت ولم تسفر عن نتائج عملية على الأرض، وفي الوقت ذاته اختلف الاقتصاديون وممثلو الأحزاب والتيارات السياسية والمنظمات المجتمعية حول مبدأ الدعم النقدي، ومن ثم فضلت الحكومة الاستمرار في سياسة تخفيض الدعم وصولاً إلى إلغائه، بدون تقديم بديل اقتصادي ومجتمعي وسياسي مقبول، يحقق صالح المواطنين ويحافظ على سلامة اقتصاد الوطن وأمنه القومي في الوقت ذاته. وطوال ذلك المشوار في تنفيذ استحقاقات الإصلاح الاقتصادي لم تتضح إنجازات تُذكر للحكومة في مجالات التنمية، خاصة في ميدان الصناعة والزراعة وتطوير الخدمات الإنتاجية، كذلك لم تتضح فعاليات الحكومة في تحجيم الاستيراد الترفي وغير المفيد للشرائح الغالبة من المواطنين، أو في تنمية الصادرات السلعية من المنتجات الصناعية والزراعية والخدمات التقنية والمعلوماتية، التي باتت تشكل أعمدة الاقتصاد في الدول الناهضة».

لن يضيعنا الله

من المتفائلين في «الأهرام» بمستقبل مصر سيد علي: «في هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة بصحبة الصديق يبدي أبو بكر خوفه من ملاحقة الكفار لهما، فيخبره الرسول (صلى الله عليه وسلم) بقوله «لاتحزن أن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم»، أي أن من كان في معية الله لا يحزن ولن يضيع، وكان الصحابة في مهد الدعوة في حالة ضعف، ويخوفهم المنافقون بالجموع وكثرة الأعداء فينزل القرآن يبشرهم بأن الله لا يضيع عبدا التجأ إليه في قوله تعالى «الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم». والأمر كذلك فإن الله لن يضيع مصر أبدا لأنها في معيته، وهو الذي قال «أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين». وفي طور سيناء تجلى لسيدنا موسى وذكرها في قرآنه تصريحا وتلميحا نحو 28 مرة، وفي العهد القديم 670 مرة، وفي العهد الجديد 28 مرة، وفِى القرآن نعرف من حكاية يوسف أن مصر كانت خزينة الأرض وسلة غلالها، وفي التوراة نعرف أن القحط عندما كان يعم العالم كانوا يسافرون إلى مصر للتزود بالطعام والشراب، ومثل هذا البلد الذي احتضن موسى وهارون وآوى يوسف وإليه التجأ المسيح عيسى وأمه السيدة مريم هربا من البطش، ومنها تزوج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم السيدة مارية القبطية لتنجب له إبراهيم فيصبح المصريون أخوال العرب والمسلمين، أي أنها في معية الله، والأمر كذلك فإن الله لن يضيعها أبدا ولو كره الكارهون وما أكثرهم».

الدعم المستحيل

«ليس من الحكمة لكاتب، كما يشير جمال عبد الجواد في «الأهرام» يرجو رضا القراء إظهار تأييده لسياسات حكومية تضع أعباء إضافية على عاتقه، لكن إذا كان رئيس البلاد لديه من الشجاعة ما يكفي لتبنd هذه السياسات، فإن المقتنعين بهذه السياسات من الكتاب وأصحاب الرأي يتحملون المسؤولية الأخلاقية لإظهار ما استقر في ضمائرهم، حتى لو صادف ذلك استياء شعبيا. إن لنظام الدعم المعمول به آثارا مدمرة. وفقا للإجراءات الأخيرة، فإن الحكومة لم تأخذ من المواطنين شيئا، لكنها قررت التوقف عن تحمل جزء اعتادت تحمله من نفقات حياتهم. فالحكومة لم تضع على كاهل المواطنين ضرائب جديدة يدفعونها من دخولهم، لكنها قالت لهم عذرا، لم يعد بإمكاني مواصلة تحمل هذا النصيب الكبير من نفقاتكم. صحيح أن الحكومة ما زالت تتحمل جزءا غير قليل من تكلفة البنزين والسولار والكهرباء وأنابيب البوتاجاز، لكن النية تتجه للتخلص من أغلب هذه الأعباء على مدى السنوات القليلة المقبلة، بما يعنى أن ما حدث هذا العام من تخفيض للدعم سيتكرر مرات تالية في الأعوام المقبلة. هذه بالتأكيد أخبار سيئة بالنسبة لأغلب المواطنين الذين أصبح عليهم تدبر أمورهم، وتحمل مسؤولية تمويل نمط الحياة الذي يتطلعون إليه. لقد تسبب دعم الجنيه ودعم الطاقة في تشجيع أبناء الطبقات الوسطى على التصرف بطريقة عقلانية تماما من وجهة نظرهم، لكنها مدمرة بالمطلق للاقتصاد الوطني. فعندما كانت الحكومة تدعم الجنيه ليتم صرفه بضعف قيمته الحقيقية، كان بإمكان المواطن شراء سيارة خاصة بنصف سعرها الحقيقي. ومع أن سعر السيارة المدعوم هذا ظل باهظا بالنسبة لأغلبنا، فإن الدعم الكبير لأسعار الوقود، شجع المواطن على تركيز كل همه على توفير ثمن السيارة».

أحلام يقظة

هكذا يرى محمود مسلم في «الوطن» اللحظة الراهنة: «حال مصر يشبه كثيراً وضع منتخبها لكرة القدم في كأس العالم، قدرات محدودة، وأحلام بلا سقف، نتيجة طبيعية للانفتاح على الخارج، وغياب الوعي، ونقص الخبراء الذين يملكون شجاعة عدم العزف على عواطف الجماهير، فإذا كان من حق الناس أن تحلم، وأن تطلق العنان لخيالها، فواجبٌ على النخبة ترشيد الأحلام، سواء في السياسة، أو كرة القدم، أو الاقتصاد. فالمصريون مصابون بما يمكن أن يسمى «لعنة الفرحة»، فإذا وصلنا إلى كأس العالم بعد 28 عاماً من الغياب، فنحلم بالوصول إلى دور الـ16، وبعضنا وسَّع خياله للوصول إلى الدور النهائي، بينما فريق مثل المغرب، أفضل فنيّاً من مصر، وصل إلى كأس العالم 5 مرات في تاريخه، لم يتجاوز الدور الأول. يقوم المصريون بثورة يناير/كانون الثاني، فيعتقدون أن كل المشاكل تم حلها، وأن العالم منبهر بما تم وسيغير سياساته، ويطالبون بأن نكون مثل أمريكا وفرنسا والصين في عدة أيام، ثم يقومون بثورة 30 يونيو/حزيران، فيطمحون إلى طفرة اقتصادية ليس لها مقدمات على أرض الواقع. وأتذكر أن المنتخب المصري حينما ذهب إلى كأس العالم 1990 كانت الطموحات أن يتخطى الدور الأول، بل عندما نظمت مصر دورة الألعاب الإفريقية بجدارة، في بداية تسعينيات القرن الماضي، بدأ التفكير يداعب المسؤولين لتنظيم الأولمبياد، أو كأس العالم، بدون أي دراسة للواقع أو القدرات. أجريت حواراً مع الخبير الاقتصادي الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء الأسبق، مع زميلي سيد جبيل، قبل توليه الحكومة أيام عهد «الإخوان»، وسألته: هل مصر دولة غنية؟ فردَّ بوضوح: لا، بينما كل خبراء الاقتصاد على برامج «التوك شو» ينظّرون بأن مصر دولة غنية».
تقشفوا يرحمكم الله

دعوة للتقشف يطلقها محمد الهواري في «الأخبار»: «في كل الدول التي واجهت أزمات اقتصادية تم اللجوء إلى التقشف لتجاوز الأزمة الاقتصادية فيها، مثلما حدث في اليونان والبرتغال ودول أخرى كثيرة، وكما حدث من قبل في الأرجنتين والبرازيل، وهذه الدول تحولت إلى اقتصاديات ناهضة وأصبحت من الدول التي تحتفظ بمعدلات نمو مرتفعة. لذا فإن من الطبيعي أن تسعى مصر للنهوض باقتصادها من خلال برنامج اقتصادي قوي أعطى مؤشرات إيجابية خلال الفترة الأخيرة، ومن الضروري أن تتبع ذلك حالة من التقشف في الاستهلاك وفي رفع الأسعار وتخفيض الدعم الذي يستحوذ على مئات المليارات من الجنيهات سنويا، بما يؤثر على الخدمات التي تقدمها الدولة في التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، وسعي الدولة لتقديم الدعم للمستحقين، فعلا كما يجب أن يمتد الترشيد إلى الإنجاب حتى يمكن للأسرة أن ترعى أبناءها بشكل أفضل. لا شك في أننا نعاني من ارتفاع الأسعار وانخفاض الأجور، ولكن هذه المعاناة لن تستمر طويلا مع كل خطوات من التقدم على المسار الاقتصادي، وفتح مجالات التشغيل في المشروعات الجديدة وتحويل مصر إلى ورشة عمل حقيقية، مثلما يحدث في الدول المتقدمة. فمن لا يعمل لا يجد قوت يومه، ولدينا بالفعل ثروة بشرية كبيرة قادرة على الإنتاج والعمل، أما الكسالى فليس أمامهم سوى نفض الكسل والعمل بكل جدية، من خلال مبادرات شخصية وفتح مجالات العمل في الصناعات الصغيرة، وهناك أعداد كبيرة من الشباب من طلاب الجامعات بدأ بالفعل في إقامة مشروعات صغيرة بجانب الدراسة، أما لجوء البعض للبقاء ساعات طويلة في المقاهي والكافيهات وانتظار فرصة عمل على مزاجه فهذا غير مقبول».

الفقر بيحبنا

نبقى مع الغلاء وسنينه ودندراوي الهواري في «اليوم السابع»: «لا يمكن لشخص لديه ضمير حي ألا يُقدر معاناة الغلابة من نار ارتفاع الأسعار، أو ألا يتعاطف مع كل إنسان يصارع الحياة يوميًا من أجل توفير لقمة عيش لأسرته، وألا يمكن أن يتذمر من أحقية كل إنسان في التعبير عن وجعه إثر هذه الزيادات بشكل محترم ولائق. ومصر مرت عبر تاريخها الطويل بفترات عصيبة وقاسية ومؤلمة، أضعاف ما تمر به حاليًا، وذكر المؤرخون أن مصر مرت بالمجاعة الشديدة 4 مرات. الأولى أطلق عليها السنوات السبع العجاف، حيث ذكرتها التوراة في عشر آيات، وذكرها القرآن في تسع آيات. الثانية كانت في عهد الهكسوس واستمرت 7 سنوات. الثالثة وقعت في عهد الدولة الفاطمية، وأطلق عليها الشدة المستنصرية، واستمرت ما يقرب من 7 سنوات. أما الرابعة فكانت في عهد خورشيد باشا، الوالي العثماني، واقتربت من 7 سنوات أيضًا. ورغم هذه المجاعات الكارثية، تحمّل المصريون الأوائل، ولم يحاولوا تغليب مصلحة «البطون» على حساب مصلحة «الوجود» في هذا الكوكب الأرضي، والعيش بكرامة وكبرياء بين حدود وطن معلوم وموحد ومستقر. ونذكر معاناة المصريين في زمن «الشدة المستنصرية» أو الشدة العظمى لأهميتها، وحسب ما أوردته كتب التاريخ، فقد وقعت في مستهل النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، وتحديدًا في عصر الخليفة المستنصر بالله الفاطمي، عندما حلت المجاعة والخراب على البلاد. وروى المؤرخون حوادث قاسية عن تلك الفترة، حيث تصحرت الأراضي، وهلك الحرث والنسل، وخطف الخبز من فوق رؤوس الخبازين، وأكل الناس القطط والكلاب».

فاسدون بالمقاس

«هناك فئات مستثناة لا يتم تطبيق الحد الأقصى للأجور عليهم، ومن المؤسف، كما يؤكد وجدي زين الدين في «الوفد»، أن هذه الفئة ممن يتولون مناصب مهمة في الدولة، والأحرى بهؤلاء أن يلتزموا بتطبيق القانون، إلا أنهم مع الأسف الشديد يضربون بكل القوانين عرض الحائط، ولا يشغلهم سوى تحقيق مصالحهم الخاصة على حساب أي شيء، ولا يهمهم من قريب أو بعيد سوى تحقيق هذه المصلحة الخاصة. هذه الفئة المستثناة كثيرة في المصالح والهيئات والوزارات، وهذا ما جعلنا نطلق عليهم صفة الفاسدين من نوع خاص، لأن هؤلاء يحتكرون كل شيء على حساب باقي المجتمع. مصر الجديدة التى يحلم بها الناس، لا بد من إلغاء كل أصناف الاستثناء التي يبتكرها هؤلاء الفاسدون في كل الدواوين والمصالح والهيئات. ولا يجوز في أي حال من الأحوال أن تستمر ظاهرة الاستثناء، التي تعد مظهراً من مظاهر الفساد الخطير. ومن بينها تطبيق الحد الأقصى للأجور الذي ترفض بعض الهيئات تطبيقه وتنفيذه، ولا يجوز أبداً أن يكون هناك استثناء لأي أحد مهما كان موقعه ومنصبه، ولذلك فإن أي استثناء من تنفيذ أي قانون يصيب الناس بالأسى والخيبة، بل الأخطر من ذلك كله، أنه يتم تصدير مشاكل للدولة بعد إصابة الناس بالإحباط الشديد، نحن في مصر، وفي إطار الحرب، على الفساد الذي استشرى في البلاد منذ عقود طويلة لا بد أن ننسف هذه المنظومة التي يطلق عليها استثناءات، والقضاء عليها، لأنها تتسبب في مشاكل عديدة وتنشر الاحتقان بين الناس».

تحت طائلة القانون!

يعيش الصحافيون حالياً اسوأ أيامهم بسبب حالة العداء التي تبديها السلطة، وهو ما يؤرق أشرف البربري في «الشروق»: «يجب على مؤسسات الدولة المعنية باستقرارها وأمنها وصورتها أمام المجتمع الدولي، ناهيك عن المؤسسات والهيئات ذات الصلة بحرية الرأي والتعبير، التصدي لمشروع «القضاء على الصحافة والإعلام» المعروف رسميا باسم مشروع «قانون تنظيم الصحافة والإعلام» الذي أقره مجلس النواب بصورة مبدئية، وأحاله إلى مجلس الدولة لمراجعته. فالنص الذي أقره مجلس النواب بصورة مبدئية يتضمن مواد تجعل من التغطية الإعلامية وممارسة مهنة الصحافة في أبسط صورها عملية بالغة الصعوبة، ويفتح الباب أمام سيناريوهات شديدة العبث للعاملين في هذا المجال. فالمادة رقم 12 من هذا المشروع تقول «للصحافي أو للإعلامي في سبيل تأدية عمله، الحق في حضور المؤتمرات والجلسات والاجتماعات العامة، وإجراء اللقاءات مع المواطنين والتصوير في الأماكن العامة غير المحظور تصويرها، بعد الحصول على التصاريح اللازمة». وهذا يعني أنه في حال حدوث حريق كبير أو حادث خطير مثلا، سيكون على المصور أن يطلب من قوات الإطفاء أو الإنقاذ تأجيل تدخلهم لإطفاء الحريق أو إزالة آثار الحادث حتى يحصل على التصاريح اللازمة ويعود لتصويره حتى لا يقع تحت طائلة القانون. وهو يعني أيضا، أنه على الصحافي أو الإعلامي أن يستأذن من المواطنين شهود العيان عدم مغادرة المكان حتى يتمكن من الحصول على «التصاريح اللازمة» والعودة لمعرفة رأيهم، حتى لا يقع تحت طائلة القانون. فهل يعلم السادة الذين صاغوا هذه المادة، مدى العبث الذي تنطوي عليه، وكم من المشكلات التي يمكن أن تسببها للصحافيين والإعلاميين أثناء ممارسة عملهم في التغطية الميدانية؟».

روسيا غدارة

لا حديث يعلو على خسائر منتخبنا الوطني الذي يؤلم جلال عارف في «الأخبار»: «تلقينا الهزيمة التالية من روسيا بعد الهزيمة من أوروغواي. فقدنا التركيز لربع ساعة ففقدنا الفرصة، واستقبل مرمانا ثلاثة أهداف بعد أن كنا الأقرب للتهديف في الشوط الأول. كانت هناك أخطاء فنية، وكانت هناك بلاو إدارية، خاصة من الشركة الراعية للمنتخب، لكن فلنؤجل الحديث عن كل ذلك، ولنركز على نقطتين أساسيتين. النقطة الأولى التي يجب التوقف عندها هي أن هذا المنتخب يستحق منا كل التقدير، لاعبين ومدربين وإداريين. هؤلاء بدأوا المنافسات في أصعب الظروف التي مرت بها الكرة المصرية، واستطاعوا بجدارة أن يعيدوا مصر إلى المونديال‬ بعد طول غياب. وأن ينالوا جوائز أفضل لاعب وأفضل مدرب وأفضل فريق في إفريقيا. وأن يكونوا – قبل الاصابة المؤثرة لنجمنا الكبير صلاح- مرشحين باستحقاق ليكونوا الحصان الأسود في المونديال. لم تكن المهمة سهلة في ظل ظروف يتناساها الجميع الآن، رغم أنها مازالت تؤثر في الكرة المصرية أسوأ تأثير، بدءا من الملاعب الخاوية إلى تراجع مستوى الأندية الكبرى، وفي المقدمة الأهلي والزمالك، إلى فوضى الإدارة التي تحتاج لأكثر من وقفة وأكثر من قرار لحسم الأوضاع. النقطة الثانية أن لدينا مباراة ثالثة بعد أيام. وعلينا أن نتناسي أحزاننا لكي نقدم مباراة تليق بالمنتخب، وتؤكد جدارته بأن يكون مشاركا دائما في المونديال، بعد أن استعاد الروح وعرف الطريق، واكتسب المزيد من الخبرات، ليس هذا وقت ذبح الفريق الذي أعادنا إلى ‬المونديال بعد غياب طويل. لقد قدّم اللاعبون كل ما لديهم، والشكر واجب لهم».

المونديال غريب علينا

الحزن يخيم على المصريين بسبب خروج فريقهم مبكراً من مونديال روسيا ومن الغاضبين على ذلك حازم صلاح الدين في «اليوم السابع»: «التمثيل المشرف»، هذا الشعار يرتفع رصيده في بنك كرة القدم، حينما يصعد أي منتخب عربي إلى كأس العالم، فعلى مدى تاريخنا كعرب مع عالم الساحرة المستديرة، لم تكن لنا لمسة حقيقية أو منافسة جادة على لقب أي مونديال سابق. قبل بداية مونديال روسيا الحالي بدأت المنتخبات العربية الأربعة «مصر والمغرب وتونس والسعودية» المشاركة في هذا العرس العالمي، الاستعداد وسط أحلام الجماهير بتحقيق مفاجأة الصعود إلى دور الـ16، وهو حلم اللاعبين أنفسهم والأجهزة الفنية نفسها، عبر كل التصريحات الخاصة بهم. أداء ونتائج المنتخبات العربية الأربعة في الجولة الأولى أكدت أننا بعيدون تمامًا عن إمكانية تحقيق أي مفاجآت، فقد خسرت مصر والمغرب وتونس بالطريقة نفسها، عبر لدغة الدقيقة الأخيرة أمام أوروغواي وإيران وإنكلترا على الترتيب، فيما تعرضت السعودية لهزيمة ثقيلة على يد «الدب الروسي» بخمسة أهداف بدون رد. السؤال الصعب الذي يطرح نفسه هنا: متى يفوز منتخب عربي بلقب كأس العالم؟ بكل تأكيد الإجابة على هذا السؤال صعبة جدًا، وسينال العديد من السخرية حال طرحه في استفتاء مثلًا، عمومًا ما دام أقصى طموحنا «التمثيل المشرف» لن نتمكن من تحقيق أي إنجاز، ولا يكفينا 100 كتاب للرد عليه ووضع يدنا على طرق الوصول إليه. «نحن نحتاج إلى تغيير كبير في نظام إدارة الكرة، ونحتاج إنتاج أكثر من لاعب مثل محمد صلاح في عالمنا العربي، لذلك يجب التعلم من الغرب كيفية الاستفادة من تلك الصناعة في الربح والمنافسة».

اردوغان وأشياء أخرى

«لماذا تكره النخبة المصرية أردوغان؟ في اعتقاد جمال سلطان الذي اهتم بالقضية في «المصريون» أن الالتباس تعاظم في موقف النخبة المصرية تجاه أردوغان وتجربته، بعد الأحداث الأخيرة التي أعقبت دحر الانقلاب العسكري الخطير في يوليو/تموز 2016، واتساع نطاق الاعتقالات وفرض حالة الطوارئ وحبس عدد من الصحافيين والقضاة وفصل عدد كبير من الموظفين من الجهاز الإداري للدولة، وتم تصوير الأمر على أنه نزعة ديكتاتورية تسيطر على تركيا الآن، وتم استسهال مقارنة أردوغان بتجارب ديكتاتوريات العالم الثالث، رغم أن النسيج السياسي والمؤسسي مختلف جذريا، ولا وجه للمقارنة فيه، مع اعتبار وجود تجاوزات بالفعل، كما أن الخلافات السياسية العربية الداخلية والإقليمية عكست نفسها على ذلك التصور، إضافة إلى أن الصورة المغلوطة والخرافية عن علاقة أردوغان بجماعة الإخوان المسلمين كانت سببا رئيسيا في هذا الالتباس. أردوغان وحزبه أبدوا تعاطفا كبيرا مع الإخوان، هذا صحيح، ولكنه تعاطف إنساني وأخلاقي، وليس تعاطف التأييد الأيديولوجي، ولا حتى تقدير السياسات التي انتهجتها الجماعة، سواء وهي معارضة أو وهي في الحكم، في العام الذي حكم فيه محمد مرسي، وإنما الموقف الداعم له وجه معنوي وأخلاقي وإنساني عند الرئيس التركي وحزبه من وجهة نظرهم، وهو مرتبط بقلق تركي ومخاوف من أثر التجارب المريرة التي عاشتها تركيا طوال نصف قرن، مع التدخلات العسكرية التي كانت توقف المسار الديمقراطي، وتخلط الأمور، وتدمر ما تم إنجازه من تنمية أو نهضة، وأردوغان شخصيا عاش أربعة انقلابات عسكرية في حياته، الأخير كان موجها ضده هو، وأوشك على اغتياله وإسقاط نظامه، لكنه فشل لأسباب عديدة».

الحكومة تتعهد بمزيد من التقشف وتحذر من العطش وتطالب الأغلبية بعدم الشكوى

حسام عبد البصير

أنقرة تهدد بإنهاء مسار «أستانة» في حال استمرار الهجمات على «إدلب»

Posted: 21 Jun 2018 02:29 PM PDT

إسطنبول- « القدس العربي» : هددت تركيا لأول مرة، أمس، بإنهاء مسار «أستانة» مع روسيا وإيران في حال استمرار الهجمات على مناطق خفض التصعيد في محافظة إدلب السورية والذي يأتي – حسب محللين أتراك – في إطار الضغط الروسي على أنقرة في ظل غضب موسكو من الاتفاق التركي الأمريكي في محافظة منبج شمالي سوريا.
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو طالب في مؤتمر صحافي، الخميس، روسيا وإيران بوقف الهجمات المتواصلة على منطقة خفض التصعيد في إدلب، التي أنشأت تركيا فيها 12 نقطة مراقبة بموجب تفاهمات «أستانة» بين الدول الثلاث الضامنة «روسيا وإيران وتركي».ولأول مرة هدد الوزير التركي بإنهاء مسار أستانة في حال استمرار هجمات روسيا والنظام السوري على إدلب، وقال: «لدينا 12 نقطة مراقبة في إدلب، ونقول لروسيا وإيران إذا وقعت هجمات على هذه المنطقة فإن هذا يعني نهاية المحادثات السياسية.. أنتم ضامنون للنظام، وحصول الهجمات يعني انتهاء مسار أستانة وكذلك مسار جنيف»، وبينما أقر بوجود «إرهابيين انتقلوا من حلب إلى إدلب»، شدد على ضرورة وقف الخروقات لاتفاق مناطق خفض التصعيد.
التهديد التركي غير المسبوق جاء بعد أن صعد النظام السوري وروسيا هجماتهم على إدلب وسط مخاوف من تحضيرهم لهجوم واسع على المدينة وهو ما أثار مخاوف كبيرة لدى السكان المدنيين ودفع الأمم المتحدة للتحذير من احتمال تهجير 2.5 مليون من سكان المحافظة إلى تركيا في حال توسيع الهجوم العسكري عليها.
ويأتي تكثيف هجمات روسيا والنظام على إدلب بالتزامن مع تطبيق الاتفاق الأمريكي التركي «خارطة الطريق» في منطقة منبج شمالي سوريا وهو ما رأي فيه أتراك محاولة من قبل روسيا للضغط على تركيا للحد من تعاونها مع واشنطن وخاصة فيما يتعلق بالشأن السوري.
وأمس الخميس كشف أوغلو أن الوحدات الكردية سوف تنسحب من منبج اعتبارًا من 4 تموز/يوليو المقبل، عقب مرحلة تحضير تمتد بين 4 حزيران/يونيو و4 تموز/يوليو، وفق خريطة الطريق مع الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ستستردّ الأسلحة من التنظيم كما أعطته إياها، وقال: «الطرفين التركي والأمريكي سيحددان معًا الجهات التي ستشارك في إدارة المنطقة وقوات الأمن فيه».
إلى جانب ذلك، تسعى موسكو للضغط على تركيا من أجل تسريع إقامة نقطة المراقبة الأخيرة في المحافظة التي تم التوافق عليها في مباحثات أستانة واتفاق مناطق خفض التصعيد، حيث ترى موسكو أن أنقرة تأخرت في إقامة نقاط المراقبة وبدء الحملة العسكرية على هيئة تحرير الشام المنبثقة عن جبهة النصرة في إدلب.
ورغم عدم وجود نص اتفاق معلن بين روسيا وتركيا وإيران حول المرحلة المقبلة في إدلب، لكن التطورات تشير إلى وجود توافق سابق يتعلق بإنهاء تواجد جبهة النصرة في المحافظة، لكن في الوقت الذي تريد فيه تركيا تنفيذ ذلك بطريقة سلمية وبعمليات عسكرية «جراحية» تتجه روسيا لتنفيذ هجوم واسع وهو ما يوقع مئات القتلى المدنيين وخشية من تهجير مئات الالاف وهو ما تعارضه أنقرة بقوة.
وتسعى تركيا للتخلص من جبهة النصرة من خلال إعادة تشكيل فصائل المعارضة في المحافظة وسحب العناصر غير المتشددة من التنظيم تدريجياً والقيام لاحقاً بعمليات محددة ضد التنظيم، وهو ما لم يرض روسيا التي اتجهت لتنفيذ هجمات جوية دموية على المدينة.
كما أن تصريحات الوزير التركي تعيد توضيح الموقف التركي عقب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في أول أيام عيد الفطر والتي اعتبرت غامضة وحملت إشارات «مخيفة» لسكان المدينة.
وكان اردوغان رد على سؤال حول احتمال حصول موجات هجرة كبيرة من إدلب بتحميل «الإرهابين مسؤولية التصعيد»، مشيراً إلى قيام روسيا والنظام السوري «بعمليات محددة ضد الإرهابيين في إدلب»، وهي الهجمات التي أوقعت قبيل العيد عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، ولم يتطرق إلى أن هجمات روسيا تعتبر خرقاً لاتفاق أستانة.
لكن وزير الخارجية عاد، أمس، للتأكيد إلى التأكيد أن ما يحدث يهدد بانهيار مسار أستانة، مشيراً إلى أن المجموعات المتطرفة تمارس القمع والاضطهاد بحق أهالي إدلب، وقال: «تركيا تعمل على تطهير إدلب من العناصر الإرهابية من جهة، والحيلولة دون حدوث انتهاكات لاتفاق مناطق خفض التوتر»، لافتاً إلى أن بلاده على تواصل مع المجتمع الدولي بخصوص التطورات في إدلب، وتوجه تحذيراتها إلى إيران وروسيا، وتدعو الجميع إلى الالتزام بالتفاهمات حول المنطقة.

أنقرة تهدد بإنهاء مسار «أستانة» في حال استمرار الهجمات على «إدلب»
أوغلو: الوحدات الكردية ستنسحب من منبج اعتبارًا من 4 تموز
إسماعيل جمال

ثري يهودي أمريكي يهدد الديمقراطيين بوقف تمويلهم إذا تحدثوا عن أزمة غزة

Posted: 21 Jun 2018 02:28 PM PDT

واشنطن – «  القدس العربي» : استخدم ممول إسرائيلي ـ أمريكي لغة مستهترة تقلل من شأن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، مع تهديدات مبطنة بوقف تمويل الحملات الانتخابية، بسبب توقيعهم على رسالة تتحدث عن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة .
وحصلت مواقع استخبارية أمريكية من بينها موقع انترسبت على الرسالة السرية المتعالية  التى بعثها قطب الإعلام المعروف حاييم سابان الى المشرعين الأمريكيين تضمنت توبيخا واضحا بسبب إثارتهم لقضية الأزمة الإنسانية في غزة
ووقع 12 مشرعا من الديمقراطيين على رسالة بعثها السيناتور بيرني ساندرز الى وزير الخارجية مايك بومبيو، تدعو الى العمل بشكل عاجل من أجل المساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. وجاء الخطاب المؤرخ في 11 مايو/ أيار الماضي وسط رد اسرائيلي قاتل على الاحتجاجات .
وجاء في الرسالة التي أثارت حفيظة سابان المعروف بالقول ان قضيته الوحيدة هي اسرائيل، ان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجب ان تعيد التمويل لجهد إنساني للأمم المتحدة وتشجع اسرائيل على تخفيف القيود المفروضة على الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة.
وكشف الموقع ان سابان أرسل رسالة إلكترونية الى ستة من أعضاء مجلس الشيوخ بالإضافة الى حفنة من الموظفين الآخرين، معربا عن استيائه من التوقيع .
وكتب بطريقة تشبه حديث المعلم لتلاميذه «قوموا بواجبكم، لا تختاروا الانقياد الأعمى للسناتور ساندرز فهو مضلل وجاهل». ولكن قراءة سريعة لرسالة سابان كشفت ان اللغة الباردة والمزاعم التي تحدث عنها، ليست لها علاقة برسالة أعضاء مجلس الشيوخ او الملاحظات التي قالها أعضاء المجلس حول الأزمة. وقال يوسف منير، المدير التنفيذي للحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينين، ان الرسالة تمثل تجاوزات مريرة لهذا المستثمر السياسي المعروف بعدم اهتمامه بانتهاكات اسرائيل البشعة لحقوق الإنسان.
ويعد سابان شخصية قوية في الحزب الديمقراطي، وهو متبرع ضخم للأجهزة الحزبية، وكان من كبار المساهمين في حملة هيلاري كلينتون، ولكن دعوته السياسية معروفة، وهي تصب في مصلحة دعم الكيان الإسرائيلي المحتل بجميع الوسائل وتحت أي ظرف، وقد ساهم سابان في محاربة النائب المسلم كيث اليسون أثناء محاولته الفوز برئاسة اللجنة الديمقراطية الوطنية.

ثري يهودي أمريكي يهدد الديمقراطيين بوقف تمويلهم إذا تحدثوا عن أزمة غزة

رائد صالحة:

الغزيون يحيون أولى الجمع بعد رمضان في «مخيمات العودة» وترجيحات إسرائيلية بقرب اندلاع الحرب

Posted: 21 Jun 2018 02:28 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: تتواصل التحضيرات داخل «مخيمات العودة» لإقامة فعاليات اليوم الجمعة، كعادة الجمع الماضية، في إطار استمرار الفعاليات الشعبية، والمتوقع أن تشهد خلال الفترة المقبلة تصعيدا، بعد انقضاء شهر رمضان، فيما أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد شاب متأثرا بجروح أصيب بها أثناء مشاركته في إحدى «مسيرات العودة».
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد الشاب محمد غسان أبو دقة (22 عاما) متأثرا بجروحه التي أصيب بها برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته في «مسيرات العودة» يوم 14 أيار/ مايو الماضي، شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. وكان أبو دقة، قد نقل بسبب خطورة إصابته للعلاج في أحد المشافي خارج قطاع غزة، حيث قضى هناك.
ومنذ انطلاق فعاليات «مسيرات العودة» يوم 20 آذار/ مارس الماضي، استشهد أكثر من 135 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، يسبب استخدام قوات الاحتلال «القوة المفرطة والمميتة» ضد المتظاهرين، فيما أصيب أكثر من 14 ألفا آخرين.
ومن المقرر أن تنطلق عصر اليوم فعاليات جمعة جديدة ضمن «مسيرات العودة» في خمس مناطق تقع على الحدود الشرقية لقطاع غزة. وتشهد هذه الفعاليات التي تدعو لها اللجنة الوطنية للعودة وكسر الحصار، مواجهات شعبية بين المشاركين وجنود الاحتلال.
وأمس واصل الشبان المشاركون في الفعاليات الشعبية، إطلاق «طائرات وبالونات حارقة» تجاه الأحراش الإسرائيلية القريبة من الحدود، مما تسبب في نشوب بعض الحرائق. وتأتي الفعاليات الشعبية الجديدة، على وقع تصعيد لغة الخطاب بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، بعد جولة القصف الأخيرة التي شهدها القطاع ليل الثلاثاء وفجر الأربعاء.
وفي هذا السياق قام جيش الاحتلال بإعادة نصب «منظومة القبة الحديدية»، المخصصة لاعتراض القذائف الصاروخية، في محيط قطاع غزة تحسبا لتصعيد الأوضاع. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني، قوله إن الأوضاع الميدانية والتصريحات الصادرة عن إسرائيل وحماس على حد سواء «قد تؤدي الى تدهور الأوضاع نحو حرب». وأضاف «حركة حماس لا تدرك إلى أي مدى أصبحت إسرائيل قريبة من شن هجوم عسكري في القطاع»، لافتا إلى أن حماس تحكمت على مدى أربع سنوات في «حجم ألسنة اللهب، وهي لا تزال توجه العمليات الإرهابية بينها إطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة».
ويوم أمس رجح الوزير جلعاد أردان، قيام إسرائيل بحملة عسكرية كبيرة في قطاع غزة خلال الأشهر القريبة، لافتا إلى أن «قوة الردع الإسرائيلية أمام حماس لم تتراجع». وأكد أن حماس تدرك جيدا الثمن الذي تدفعه، لافتا إلى أنه لا يمكن تجاهل السنوات الأربع الأخيرة، التي اتسمت بـ «هدوء نسبي وأدت الى ازدهار وتنمية المناطق الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة».
جاء ذلك على وقع تحذيرات إسرائيلية أخرى باندلاع حرب جديدة، حيث قال وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن حماس «أخطأت تقدير الموقف»، حين عقب على قيام ناشطي الحركة بإطلاق قذائف صاروخية أول أمس على البلدات القريبة من القطاع.
يشار إلى أن ليل الثلاثاء وفجر الأربعاء، شهد توترا كبيرا على الحدود، وأعاد القصف المتبادل بين المقاومة وإسرائيل مشاهد أجواء الحرب، حيث نفذت قوات الاحتلال 25 غارة على غزة، فيما ردت المقاومة بقصف البلدات الحدودية بـ 45 قذيفة.
وأكدت فصائل المقاومة التي تبنت عبر غرفة عمليات مشتركة القصف على البلدات الإسرائيلية على «معادلة القصف بالقصف»، وجاء في بيان لها «لن نسمح للعدو بفرض معادلاته العدوانية على شعبنا ومقاومته». وأشارت إلى جهوزيتها العالية.
وذكرت أن «كل محاولات العدو البائسة في كسر الحراك الشعبي الفلسطيني المتصاعد عبر القصف والعدوان لن تفلح»، وأن هذه المحاولات «ستزيد شعبنا إصرارًا على انتزاع حقوقه وحرق كبرياء العدو الصهيوني وغطرسته».

الغزيون يحيون أولى الجمع بعد رمضان في «مخيمات العودة» وترجيحات إسرائيلية بقرب اندلاع الحرب
استشهاد شاب متأثرا بجروح أصيب بها خلال «مليونية العودة»

درعا: النظام يتجه نحو خيار الحرب… حركة نزوح كثيفة وتحذير «أممي» من مأساة إنسانية

Posted: 21 Jun 2018 02:28 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : وسط تحذيرات أممية من مأساة إنسانية تنتظر ساكنيه يتعقد المشهد في الجنوب السوري، مع توجه النظام لخيار الحرب، وسط دفع روسي لقواته نحو خيار المواجهة، وتتزامن نذر الحرب الشاملة المرتقبة في درعا مع تصاعد الأزمة الإنسانية التي يبدو أنها ستتحول لكارثة تصيب عشرات آلاف العائلات، فيما أكدت مصادر عسكرية في المعارضة السورية استعدادها الكامل لصد الحملة، متوعدة قوات الأسد ومن يساندها بحرب لم تشهدها من قبل.
مصدر خاص، أكد لـ «القدس العربي»، أن دولاً عديدة ستساند المعارضة في الجنوب السوري، ضد الهجمات الإيرانية والتابعة للنظام السوري، مؤكداً أن الجنوب لن يتم تسليمه لإيران ومن خلفها قوات النظام والميليشيات الشيعية.
المصدر، الذي فضل حجب اسمه، أكد لـ «القدس العربي»، وصول عشرات الشاحنات من الأسلحة النوعية والثقيلة والصاروخية من دولة أوروبية للجيش السوري الحر الحر، خلال الساعات الماضية، من بينها أسلحة حديثة مضادة للمدرعات، وراجمات صواريخ، وغيرها من الأسلحة النوعية المتطورة، متوقعاً دعماً عسكرياً كبيراً سيصل إلى الجنوب السوري خلال أيام قليلة جداً لصد الضغوط العسكرية التي تمارسها إيران وروسيا والنظام السوري ضد المعارضة التي تسيطر على غالبية المنطقة. بينما نفت مصادر أخرى وصول تلك الشحنات من الأسلحة.

غرف عمليات

المعارضة المسلحة، عقب التطورات الأخيرة، أحدثت غرف عمليات لكامل الجنوب السوري، إذ أعلنت مجموعة تشكيلات عسكرية عدة عن اندماجها ضمن «غرفة عمليات مركزيّة»، تتكون من غرف عمليات (البنيان المرصوص) و(رصّ الصُّفوف) و(صد البغاة) و(توحيد الصُّفوف) و(مثلث الموت) و(النصر المبين) و(صد الغزاة) لمواجهة ما تشهده محافظتا درعا والقنيطرة في الآونة الأخيرة.
كما أعلنت مجموعة فصائل عاملة في المنطقة الشرقيّة للمحافظة انضمامها لغرفة عمليات «توحيد الصفوف»، وحسب البيان، فإن كلاً من فصائل «قوّات شباب السنة»، «قوّات الحسم»، «جيش الثورة»، «جيش أحرار العشائر»، «جيش الإسلام»، «أحرار الشام»، «جند الملاحم المستقلين»، أعلنت انضمامها للغرفة.
الاندماج العسكري للمعارضة، وصل لمحافظة القنيطرة، لتعلن التشكيلات العسكرية هناك عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة تحت اسم «النصر المبين»، بهدف حفظ المناطق المحررة من الحملات العسكرية لنظام الأسد.

السويداء: الحياد

حركة «رجال الكرامة» في السويداء، حددت موقفها من تسارع وتيرة الأحداث في الجنوب السوري، وفي توضيح نشرته الحركة عبر «فيسبوك» الأربعاء، قالت إنها كانت ولا زالت على موقف الحياد الإيجابي من أي «صراعات داخلية بين أبناء الوطن الواحد».
وأضافت أنها ليست طرفاً في إراقة الدماء، ومتمسكة بثوابت قائدها الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس والشعار الذي كان يقوله دائماً دم السوري على السوري حرام»، وحرمت الحركة التعدي من السويداء وعليها، وحذرت أي طرف من المساس بهيبة جبل العرب والاعتداء على أهله.
وقال قائد فرقة اسود السنة التابع للسوري الحر أبو عمر زغلول، لـ»القدس العربي»: «خلال الفترة السابقة وإلتزاماً منا كجبهة جنوبية بالإلتزامات الدولية تجاه الحلفاء وما نتج عن هذا الإلتزام من تفعيل منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري، حقناً لدماء أهلنا وطمعاً بتحقيق حل سياسي عادل للقضية السورية، إلا أن النظام السوري ونظام الملالي في طهران والمليشيات الشيعية المساندة لهما وبدعم روسي قاموا بضرب التعهدات كافة بعرض الحائط.
ويقوم نظام بشار الأسد وبدعم من المليشيات الشيعية وبضوء أخضر روسي بتحشيد قواته لتنفيذ هجوم عسكري واسع في المنطقة الجنوبية حيث بدأ بتنفيذ قصف عنيف وهمجي على عدد من القرى و البلدات مما اضطرنا للرد على مصادر النيران.

روسيا تدفع الأسد

وقال القيادي، «لقد تم اتخاذ قرار واضح وحاسم بالتصدي لهذه المحاولة بكل الإمكانات المتاحة، فالمعركة معركة وجود وتم اتخاذ جميع الإجراءات العسكرية اللازمة لصد هذا العدوان الهمجي السافر من تشكيل غرف عمليات للقطاعات وغرفة عمليات مركزية ونشر السلاح وعمليات الإمداد اللوجستي».
المعنويات وفق «زغلول»، على المستويين المدني و العسكري مرتفعة ونحن أصحاب قضية محقة ونقاتل على أرضنا مدافعين عنها وهذا ما يعزز قدرتنا على استيعاب الصدمة الأولى للهجوم، ومن ثم تحويل المعركة لصالحنا، ومن خلال ذلك فرض واقع جديد على المستوى الدولي فيما يتعلق بالقضية السورية.
قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا، ذكرت عبر معرفاتها الرسمية أن «القوات السورية ستنجز مهامها في جنوب وجنوب غربي سوريا دون الإذعان للتهديدات الأمريكية التي لن تختلف عن سابقاتها من التصريحات التي تصدر في غمار كل مهمة تفتتحها القوات الحكومية السورية في البلاد.
وقالت: «قوات النخبة السورية المتمثلة بالقوة الاقتحامية الضاربة في قوات الضابط السوري العميد سهيل الحسن ستحظى بفرصة جديدة لاثبات قدراتها القتالية في المعركة القادمة جنوبي البلاد».
أما العقيد الطيار نسيم الوعرة قائد المجلس العسكري لقوات شباب السنة، فقال: إن النظام السوري، أقدم على إرسال حشود عسكرية كبيرة إلى غالبية قطاعات الجنوب السوري، ليقوم بعدها بقصف مكثف على المناطق السكانية، دون تحقيق أي تقدم عسكري.
الجيش السوري الحر، وفق ما قاله «الوعرة» لـ «القدس العربي»: قام بتشكيل غرف عمليات عسكرية على مستوى كامل الجنوب، وأن معارك صد محاولات النظام في التقدم، ستتم عبر قيادات ميدانية ذات كفاءات قتالية وتكتيكية عالية، وأن الجنوب السوري بأمان، والأمور تحت السيطرة، وقال: ننتظر أي آلية عسكرية للنظام حتى نقوم بتحويلها لرماد.

حرب نفسية

وتعد الحشود العسكرية للنظام السوري في الجنوب، محاولة منه وفق العقيد الطيار لتنفيذ حرب نفسية ضد تشكيلات المعارضة، لإجبارهم على المصالحات، كما حصل في العديد من المـناطق.
وأشار إلى أن الجنوب مختلف بشكل تماماً، وهنالك أسلحة نوعية وثقيلة تتمركز بنقاط التماس، ونرجح بأن هذه الضغوط تمهيداً لفرض واقع جديد في المرحلة القادمة، ولكننا ننتظر القمة القادمة بين ترامب وبوتين، لنرى ما سينتج عنها، أما نحن فنتصدى للهجمة الشرسة، والنظام واهن لاعتقاده بأن حرب الإبادة ستنجح في ترجيح كفته، ولكن في الجنوب الوضع مختلف ولن يتقدم النظام شبراً واحداً في الجنوب، وقرارنا تم حسمه بالمواجهة بكل ما أوتينا من قوة». وقال العقيد الطيار: قوات النمر، اعتمدت على سياسة الأرض المحروقة، وتتقدم بعد إبادة المنطقة بالقصف الجوي، وسوف نريهم ما يسوؤهم في الجنوب السوري.

50 ألف نازح

وأدى القصف المدفعي والصاروخي على بلدات وقرى ريفي درعا والقنيطرة، وفق ما قاله المعارض السوري عبد الحي الأحمد لـ «القدس العربي»، إلى حالة هلع كبيرة لدى السكان المدنيين في الجنوب، وقد أسفرت عمليات القصف المكثفة عن نزوح ما يزيد عن 50 ألف نسمة عن منازلهم، وتركزت حالات النزوح من قرى اللجاة وبصر الحرير والمليحة وناحتة والحراك والكرك بشكل رئيسي.
وتوجه معظم النازحين، إلى القرى المحاذية للشريط الحدودي مع المملكة الأردنية، كما نزح الآلاف كذلك الأمر من منطقة مثلث الموت بريف القنيطرة إلى المخيمات الموجودة على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل.
وتستمر موجة النزوح بشكل يومي، ومن المتوقع أن تتجاوز أعداد النازحين 100 ألف نسمة خلال أيام في حال إستمرت عمليات القصف العشوائي للبلدات المحررة مما ينذر بكارثة إنسانية على المدى المنظور.
وحسب الائتلاف السوري المعارض فإن نظام الأسد قد أغلق أول أمس معظم المعابر من وإلى محافظة درعا، ومنع المدنيين والبضائع من العبور، وزاد من وتيرة إرسال التعزيزات العسكرية إلى المنطقة، وعبرت الأمم المتحدة على إثرها عن قلقها، ودعت إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية أرواح المدنيين، والسماح بحرية الحركة متخوفة من مصير مجهول ينتظر 750 ألف سوري في الجنوب.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك: إن «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بحدوث تصعيد للعنف في محافظة درعا جنوب سوريا، مما يهدد المدنيين ويؤدي إلى نزوح مئات العائلات»، وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي للمتحدث بمقر المنظمة الدولية الدائم في نيويورك». وعرض ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وشرائط مسجلة، توضح تعرض مدن وبلدات ريف درعا إلى قصف عنيف من طيران النظام وروسيا الحربي.

ثلاثة جيوب

مركز جسور للدراسات، نظر للتطورات الأخيرة في الجنوب السوري من زاوية أخرى، ويرى في دراسة له، «إن كان هناك بالفعل نيّة حقيقية لدى النظام السوري لتقديم الحل العسكري على السياسي في الجنوب السوري، فهو يهدف من تحركاته في ريف درعا الشرقي إلى عزل المنطقة لثلاثة جيوب وهي اللجاة، وبصر الحرير، ودرعا، ليقوم بعدها بقضم بطيء وضغط عسكري لتنفيذ تسويات مع المدن والبلدات الواقعة في الجيوب الثلاثة المذكور».
لكن التحركات العسكرية، وفق مركز الدراسات، لا تنفي أن يكون النظام السوري يريد منها فقط الضغط العسكري لدفع المعارضة لتنفيذ مصالحات في الريف الشرقي وذلك انطلاقاً من ملف بلدة محجة ووصولاً لملف معبر نصيب.

درعا: النظام يتجه نحو خيار الحرب… حركة نزوح كثيفة وتحذير «أممي» من مأساة إنسانية
مصدر خاص لـ «القدس العربي»: المعارضة في كامل جهوزيتها ووصلتها كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة
هبة محمد

القضاء العراقي يقر بدستورية قانون البرلمان حول الفرز والعدّ اليدوي لنتائج الانتخابات

Posted: 21 Jun 2018 02:27 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: قضت المحكمة الاتحادية العراقية، أمس الخميس، بـ«دستورية» جميع التعديلات على قانون انتخابات مجلس النواب، التي أقرها البرلمان في 6 حزيران/ يونيو الجاري، باستثناء فقرة واحدة، نصّت على إلغاء نتائج انتخابات الخارج والنازحين والبيشمركه.
وعقدت المحكمة جلستها، برئاسة رئيسها القاضي مدحت المحمود، وجميع أعضائها، للبتّ في الطعون التي قدمت بشأن التعديل الثالث لقانون الانتخابات التشريعية.
وأقرّت، بدستورية جميع الفقرات التي تضمنها قانون مجلس النواب، بينها إجراء عملية الفرز والعدّ اليدوي، وتجميد عمل مفوضية الانتخابات لحين انتهاء عملية التحقيق في «الخروقات» التي شابتها العملية الانتخابية، التي جرت في 12 أيار/ مايو الماضي، فضلاً عن «دستورية» انتداب قضاة لإجراء عملية الفرز والعدّ اليدوي.
وقال المحمود في مؤتمر صحافي: «تجد المحكمة أن توجه مجلس النواب بإعادة العد والفرز، إجراء تنظيمي وليس فيه مخالفة لأحكام الدستور».
لكن في الوقت عيّنه، أقرّت المحكمة بعدم دستورية المادة (3) في تعديل قانون الانتخابات، التي تقضي بـ«إلغاء نتائج انتخابات الخارج لجميع المحافظات، وانتخابات الحركة السكانية لمحافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى وديالى، وانتخابات النازحين في المخيمات، وانتخابات التصويت الخاص في اقليم كردستان العراق».
واعتبرت أن تلك الفقرة «غير دستورية»، وبالتالي فإن نتائج الانتخابات المذكورة، «ستخضع أيضاً لإجراءات الفرز والعدّ اليدوي».
القضاء العراقي ردّ أيضاً الطعن المقدم من مجلس المفوضين، والذي يخص الاعتراض على قرار البرلمان إجراء فرز وعدّ يدوي، مشيرة إلى أن من المفترض أن تتقدم الحكومة الاتحادية بهذا الطعن وليس المفوضية. الأمر الذي يشير إلى «تأييد» الحكومة لإجراءات البرلمان.
وفور انتهاء جلسة المحكمة، أصدر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري بياناً أعلن فيه احترام مجلس النواب العراقي لجميع قرارات القضاء العراقي.
واعتبر، وفقاً للبيان، أن البرلمان «نجح بترسيخ ركائز الديمقراطية في البلاد، عبر تصويب نتائج الانتخابات وفق آليات قانونية ودستورية»، مشيراً إلى أن «مرة أخرى أثبت القضاء العراقي نزاهته وحياديته، سواء بالرد على الطعون المقدمة إليه أم الملفات الأخرى التي تمس أمن وسيادة البلاد».
وعلى إثر ذلك، علمت «القدس العربي» من مصادر في الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، أن هيئة رئاسة البرلمان دعت أعضاء المجلس إلى عقد جلسة استثنائية ـ في الساعة الرابعة (بالتوقيت المحلي) من عصر اليوم الجمعة.
وحسب المصادر، الجلسة، ستخصص لبحث قرارات المحكمة الاتحادية بشأن التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب العراقي.
كذلك، سارع ائتلاف «النصر» بزعامة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إلى إعلان التزامه بقرار المحكمة الاتحادية، ودعا الجميع إلى «الامتثال» له.
المتحدث باسم الائتلاف، حسين العادلي، قال في بيان: «يؤكد ائتلاف النصر التزامه الكامل بقرار المحكمة الاتحادية حول التعديل الثالث لقانون الانتخابات».
ودعا، طبقاً للبيان، الجميع لـ«الامتثال للقرار صونا للعملية السياسية وسيادة القانون، وحفظا لاصوات الناخبين، وسلامة الاجراءات المتصلة بشرعية العملية الانتخابية وما تنتجه من سلطات ومؤسسات».

«الخضوع للقانون»

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، دعا الجميع، عقب قرار المحكمة، إلى «ضبط النفس والخضوع للقانون بمسألة إعادة العد والفرز اليدوي لنتائج الانتخابات، كما أوصى القضاء بـ«التزام الحيادية بهذا الشأن»، مؤكداً على ضرورة أن تحدد فترة زمنية لاعادة العد والفرز.
وقال، في بيان «أضع بين أيديكم بعض النصائح فيما يخص إعادة العد والفرز اليدوي، فعلى الجميع ضبط النفس والاذعان للقانون وإن كان غير مقنع».
وأضاف، «نوصي القضاء العراقي بالالتزام بالحيادية في مسألة العد والفرز الذي يجب أن يحدد له فترة زمنية غير طويلة»، لافتا إلى أن «في حالة تأخر العد والفرز لغاية الأول من الشهر السابع من السنة الحالية فعلى الحكومة الالتزام بالقانون وأن لا توسع صلاحياتها وأن لا تستغل الفراغ الدستوري الذي يعد خطرا يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه».
وتابع، «نوصي الكتل السياسية بالسير قدما نحو تحقيق الحوارات الجادة من اجل تحقيق التحالفات المناسبة والتي تراعي الاصلاح الحقيقي، كما نوصي القوات الأمنية بعدم التأثر سلبا بمثل هذه القرارات والبقاء على حذر وانتباه، فالبلد لايزال بخطر»، مشيرا إلى أن «هناك مخاوف من أن العد والفرز اليدوي سيكون مقدمة لإعادة الانتخابات والتعدي على أصوات الناخبين وبالتالي سيكون وأداً للعملية الديمقراطية وستقل نسبة المشاركة مستقبلا».
واكد «على ضرورة أن يعي الشعب أن العملية السياسية الانتخابية قد وقعت بين أفكاك الفاسدين والطامعين بالسلطة بغير حق، وعليه يجب أن يكون على بينة من أمره للتمييز بين الصالح والطالح».
وأعتبر أن «تلك القرارات لن تكون وأداً للاصلاح فالاصلاح سينتصر كما انتصر اول مرة، ولذا فلنتمنى أن لا يكون العد والفرز اليدوي مقدمة لإرجاع كبار الفاسدين».
وختم الصدر بيانه بالتوصية في «استمرار عمل الوزارات ولاسيما الخدمية منها بحيث لا يتضرر الشعب العراقي، ويجب عدم تغافل معاناة الشعب والخوض بالصراعات والنزاعات السياسية والانتخابية المتعلقة بالعد والفرز وما شابه ذلك».

«ضربة قاصمة»

زعيم ائتلاف «الوطنية»، نائب رئيس الجمهورية، إياد علاوي، بين أن قرارات المحكمة الاتحادية، وجهت «ضربة قاصمة لإرادات الفساد والتزوير»، مبدياً ثقته بقدرة القضاء على تصويب «الانحراف» الذي شهدته العملية الانتخابية.
وقال في بيان : «نؤكد كامل الاحترام والالتزام الخاص بقرارات المحكمة الاتحادية الخاصة بقانون التعديل الثالث لقانون الانتخابات»، لافتا إلى أن «تلك القرارات وجهت ضربة قاصمة لإرادات التزوير والفساد».
وأضاف: «ثقتنا عالية بقضائنا المستقل وبإدارته المهنية المستقلة لتصويب الانحراف الذي شهدته العملية الانتخابية، سواء عن طريق إجراءات العد والفرز اليدوي أو عن طريق النظر بالكم الهائل من عمليات التزوير الذي شهدته»، مؤكداً ضرورة «اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المزورين وحماتهم». كذلك، رحبت الجبهة التركمانية العراقية، بقرار السلطة القضائية العراقية، واعتبرته «انتصاراً» لإرادة الشعب العراقي.
وقال النائب عن الجبهة، حسن توران، في بيان إن «الجبهة التركمانية ترحب بقرار المحكمة الاتحادية حول التعديل الثالث لقانون الانتخابات، وتعتبره انتصارا لإرادة الشعب العراقي الذي رفض التزوير الحاصل في انتخابات مجلس النواب، وبالأخص في محافظة كركوك التي انطلقت منها الثورة الشعبية لفضح المزورين».
وفي سياق ردود الفعل على قرار المحكمة أيضاً، أعلن أسامة عبد العزيز النجيفي نائب رئيس الجمهورية رئيس تحالف «القرار العراقي»، «دعمه الكامل لقرار المحكمة الاتحادية العليا بخصوص الموقف من التعديل الثالث لقانون الانتخابات الصادر عن مجلس النواب وما تضمنه قرار المحكمة من الحرص على سلامة الانتخابات التشريعية وانسجامها مع أحكام الدستور».
ودعا إلى «إحكام السيطرة على مناطق خزن الصناديق الانتخابية كافة تمهيدا لعمليات التدقيق لأنصاف إرادة الشعب وإعادة الثقة بالعملية السياسية وحرصا على حماية حقوق القوى السياسية الشرعية من التلاعب أو التزوير فضلا عن اتخاذ اجراءات قانونية سريعة ضد المتلاعبين والمزورين».
وأعرب عن أمله في أن «يكون قرار المحكمة الاتحادية العليا لبنة أساسية في بناء الثقة بالعملية الانتخابية وبوابة للمضي نحو المستقبل بخطى واثقة».

لا تغيير كبيرا

ووفقاً للخبير القانوني حيدر الصوفي فإن قرار المحكمة الاتحادية لن يؤدي إلى «تغيير كبير»، مضيفاً: «قد يحدث تغيير في ثلاثة إلى أربعة مقاعد داخل كل كتلة، لكن يبقى أن الكتل التي تملك أربعين إلى خمسين مقعدا لا يمكن لها تشكيل حكومة وحدها دون تشكيل تحالف».
أما الخبير القانوني طارق المعموري، فأوضح أن «التغيير إن حصل بعد الفرز اليدوي، سيكون في المناطق السنية والكردية».
وبين أن «العد والفرز اليدوي فيه مجال أكثر بكثير للتزوير من العد الإلكتروني، لكن نحن نثق بالقضاء أكثر من المفوضية».
وأضاف «إذا أدار القضاة العملية بكفاءة، أتوقع تقلص التزوير بنسبة كبيرة جدا».
ورأى أن «تصويت الخارج لن يغير شيئا إذ أنه يشكل فقط 3٪ من مجموع الأصوات»، مشيراً إلى أن «العد والفرز لأصوات النازحين الذي جرى خصوصا في محافظات الأنبار وصلاح الدين والموصل، سيغير النتائج في عدد من المقاعد».
وتابع: «في إقليم كردستان أيضاً، سيخسر الاتحاد الوطني الكردستاني كثيرا، لأنه أكثر المستفيدين من التلاعب»

القضاء العراقي يقر بدستورية قانون البرلمان حول الفرز والعدّ اليدوي لنتائج الانتخابات
رفض إلغاء تصويت الخارج والنازحين والبيشمركه… والصدر يدعو لـ«ضبط النفس»

«هيل»: النزاع اليمني وصل إلى نقطة تحول مهمة… هل تقود الحديدة للمفاوضات؟

Posted: 21 Jun 2018 02:27 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: يرى مايكل بي ديمبسي، الزميل في شؤون الأمن القومي في معهد العلاقات الخارجية عن الحرب الحالية في اليمن في مقال نشره موقع «هيل» أن النزاع الحالي للسيطرة على ميناء الحديدة يمثل أكبر احتمال لنقطة تحول في الحرب المضنية التي مضى عليها ثلاث سنوات. وقام التحالف الذي تقوده السعودية بشن المرحلة الأولى من العملية الطموحة للسيطرة على الميناء الحيوي والذي تصل إليه 70٪ من المساعدات الإنسانية و 90٪ من الإمدادات التجارية. وحتى هذا الوقت تركز القتال على مطار المدينة والذي قامت به قوات توجهها الإمارات المدعومة بمقاتلين يمنيين دعموا الغارات الجوية السعودية. ويشير ديمبسي إلى قلق مراقبي الأمم المتحدة الشديد عندما يتوسع القتال إلى الميناء نفسه والذي لا يبعد 10٪ عن المطار لأنها قد تؤدي إلى تدمير البنية التحتية بشكل سيفاقم الأزمة الإنسانية. وتقول منظمة الصحة العالمية إن 8.4 مليون نسمة يواجهون خطر المجاعة وهناك أكثر من مليون يواجهون خطر الكوليرا في ظل توقف نصف المؤسسات الطبية التي دمرتها الغارات الجوية. وبكل الحسابات فستكون المعركة على الميناء شرسة خاصة أن الحوثيين مصرون على البقاء في المدينة التي يسيطرون عليها منذ عام 2014.
واستخدم الحوثيون الميناء لابتزاز ملايين الدولارات من الضرائب والرشاوى، كما استخدموا الميناء كنقطة نقل السلاح المقبل من إيران. ومن المحتمل أن يستمر القتال على ميناء الحديدة لأسابيع عدة حيث يتوقع أن يسيطر التحالف الذي تقوده السعودية. وفي أحسن الحالات فقد يتحقق النصر في وقت قريب أكثر من المتوقع ويمكن ان يجنب المدينة الكثير من الأضرار. وربما قرر الحوثيون وفي أسوأ الأحوال القتال حتى النهاية بشكل يزيد من مخاطر تدمير الميناء وتشريد 500.000 من المقيمين فيه.
وفي ظل هذا السيناريو الأخير يجب على التحالف الذي تقوده السعودية والمجتمع الدولي أن يكونوا جاهزين للحد من كابوس الأزمة الإنسانية. ولو استطاع التحالف الذي تقوده السعودية في النهاية السيطرة على الميناء فلربما فتح بابا للتفاوض الدبلوماسي ينهي الحرب أو على الأقل يخفف من حمام الدم.
وحتى لو استطاع التحالف السيطرة على الحديدة فمن المستبعد السيطرة على العاصمة صنعاء في وقت قريب أو إجبار الحوثيين على سحب قواتهم للشمال. فمن منظور التحالف فربما كانت فترة جيدة للمفاوضات. وربما أجبر الحوثيون في النهاية على الخروج من المدينة وبالتالي خسارة المصادر التي كانوا يستغلونها. ومن هنا قد يجدوا أن من الحكمة التفاوض لتقوية وضعهم السياسي والإقتصادي. ويعرف الحوثيون الذين يشكلون نسبة 5٪ من سكان البلاد أنهم لا يستطيعون حكم الجميع. ويتساءل ديمبسي عن المبادرة الدبلوماسية الجديدة التي قد تنشأ بعد الحديدة. ويعتقد ان أمريكا لن تقودها بسبب النظرة لها بأنها قريبة جدا من التحالف الذي تقوده السعودية. وعليه فالأمم المتحدة هي المرشحة للإشراف على الجهود الجديدة وربما تولتها « مجموعة أصدقاء اليمن». وأيا كان الطرف المسؤول عنها فهناك عدد من المقترحات التي يجب بحثها وتضم «تجميد مقابل تجميد»، حيث يوافق التحالف السعودي على وقف الغارات الجوية مقابل توقف الحوثيين عن إطلاق الصواريخ الباليستية خارج الحدود اليمنية. بالإضافة للإتفاق على مناطق وقف إطلاق النار من أجل نقل المواد الإنسانية للمناطق البعيدة في البلاد وكذلك فتح المجال أمام نقاش جدي يتجاوز قرار مجلس الأمن رقم 2216 والذي يرفضه الحوثيون وكذا بحث مستقبلهم من ناحية التمثيل التشريعي وحصصهم من مصادر الحكومة المركزية.
وتشمل أيضا خطوات بناء ثقة خاصة على الحدود اليمنية ـ السعودية ووقف تدفق السلاح المتقدم خاصة من إيران. ولربما تم الإتفاق على عقد مؤتمر للدول المانحة حالة حصل تقدم جدي. ويختم بالقول إن النزاع اليمني تفوقت عليه الأحداث في سوريا ومسألة كوريا الشمالية حتى بعد الأزمة الإنسانية التي نتجت عنه، لكن الحديدة تمثل نقطة تحول من ناحية التوصل لحل يرضي كل الأطراف. وبدون اتفاق فستظل الحرب مستمرة لوقت طويل، وسيتفاقم الوضع الإنساني ودور الجماعات غير الدول مثل القاعدة وتنظيم الدولة وستخرج عن الحرب عن حدود اليمن. وهذا السيناريو القاتم الذي يجب تجنبه بكل الأثمان.

«هيل»: النزاع اليمني وصل إلى نقطة تحول مهمة… هل تقود الحديدة للمفاوضات؟
استغل الحوثيون الميناء لجباية الملايين
إبراهيم درويش

مصادر إسرائيلية: في حوزة النيابة العامة أدلة قوية ضد المتهمين بقتل عائلة دوابشة

Posted: 21 Jun 2018 02:26 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»:كشفت مصادر في إسرائيل أن هناك أدلة دامغة بحوزة النيابة العامة الإسرائيلية تدين قتلة ثلاثة من أبناء عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس، عام 2015 ، رغم إقدام محكمة مركزية على شطب بعض اعترافاتهم بدعوى أنهم قدموها تحت التعذيب.
وشطبت المحكمة المركزية في مدينة اللد الاعترافات المركزية للمتهمين بالقتل عميرام بن أوليئيل وقاصر آخر يحظر كشف هويته، أنها انتزعت تحت التعذيب، في حين اعتبرت باقي الاعترافات مقبولة، وهي من نوع الأدلة الظرفية التي «تضعف» ملف الاتهام قضائيا.
وحسب صحيفة «هآرتس» فإن النيابة العامة الإسرائيلية لديها أدلة دامغة ضد المتهمين في جريمة قتل عائلة دوابشة، حتى بعد قرار المحكمة القاضي بشطب بعض اعترافات القتلة. وعلمت الصحيفة أنه في اعتراف المتهم الرئيسي بالجريمة، الذي قبل كدليل، أشار المتهم إلى دور المتهم القاصر بالتآمر لارتكاب الجريمة. وفي ضوء الأدلة الإضافية ضدهما، ستواصل النيابة العامة الإجراءات القضائية ضد المدعى عليهما وفقا لقرارات الاتهام الأصلية، وستستمر جلسات الاستماع في أيلول/ سبتمبر المقبل.
وقد شطبت المحكمة اعترافين للمتهم المركزي بن أوليئيل، بينما ثبتت اعترافا ثالثا يتضمن إعادة تمثيل مفصل للجريمة، وذلك عدا الاعتراف الذي شطب. كذلك، لدى النيابة العامة مجموعة متنوعة من الأدلة، بما في ذلك أدلة ظرفية وتفاصيل يعرفها فقط الأشخاص المتورطون في الجريمة .
ولهذا السبب، تشير التقديرات إلى أن فرص إدانة بن أوليئيل عالية جدا. كما شطبت المحكمة الإسرائيلية اعترافات للمتهم القاصر، ومع ذلك، قبلت المحكمة اعترافه فيما يتعلق بست جرائم نفذها على خلفية قومية، بما في ذلك أربع محاولات إشعال حرائق وجرائم نشر الكراهية على شكل كتابة شعارات تحريضية وعنصرية على الجدران وكذلك تخريب ممتلكات فلسطينيين.
وقال القاصر خلال إخضاعه للتحقيق، حسبما وصفه مكتب النائب العام للدولة، بأنه «اعتراف افتراضي» فيما يتعلق بقتل عائلة دوابشة، فهذا الاعتراف، حسب الصحيفة، ليس اعترافا بالمعنى القانوني للكلمة ولكنه دليل أضعف. وقد أشار المتهم القاصر في محادثة مع المحققين إلى ضلوعه في جريمة القتل في دوما وتم اعتماد المحادثة كدليل، بيد أن هذا الاعتراف، حسب الصحيفة، ليس اعترافا من وجهة النظر القانونية وبمثابة دليل ضعيف. لكن القاصر تحدث للمحققين عن الجريمة دون التطرق لأسماء ويعتبر هذا الدليل مساعدا ومفيدا، ومن المتوقع أن تكون له قيمة قانونية، حتى إذا كان ضعيفا مقارنة باعتراف حقيقي.
وشطبت المحكمة اعترافات متأخرة للقاصر الذي تم أخذها خلال التحقيق في استجواب يتضمن وسائل ضغط جسدي، علما بأن هذا الاعتراف كان يتصل بشكل مباشر بدوره في جريمة القتل في دوما.
في المقابل لم تنسب النيابة العامة الإسرائيلية جريمة القتل نفسها إلى القاصر، لأنه لم يظهر في الليل عندما ادعى أنه قرر تنفيذ جريمة القتل مع بن أوليئيل. ومع ذلك، باعتراف المتهم المركزي بن أوليئيل تم قبولها كدليل، حيث ذكر اسم المتهم القاصر بشكل واضح وصريح، فيما أكد مصدر مطلع على تفاصيل الملف أن اسم القاصر تم الكشف عنه باعتراف بن أوليئيل. لكن المصدر زعم أن الاسم لم يعط إلا بعد أن تعرض بن أوليئيل لبعض أقوال القاصر أثناء استجوابه، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف شهادة بن أوليئيل بشأن تورط القاصر في جريمة القتل. وتنقل الصحيفة عن مصادر قضائية إسرائيلية قولها إنها تستبعد أي تغيير في الإجراءات بعد قرار شطب بعض الاعترافات، وأنها لا تتوقع مثل هذا التغيير أيضا.
يشار الى أنه خلال التحقيق في جريمة القتل في دوما، تم التحقيق مع القاصر وبن أوليئيل بادعاء أنهما «قنابل موقوتة»، مما يعني أنه كانت لديهما معلومات عن أشخاص آخرين يحاولون تنفيذ هجمات وجرائم مماثلة، وليس عن جريمة القتل في دوما فقط.
 

مصادر إسرائيلية: في حوزة النيابة العامة أدلة قوية ضد المتهمين بقتل عائلة دوابشة
رغم شطب المحكمة لبعض الاعترافات بدعوى تحصيلها «تحت التعذيب»

نقترب من الحملة على غزة

Posted: 21 Jun 2018 02:26 PM PDT

ليلة تبادل إطلاق النار على حدود قطاع غزة تدل على تغيير أساسي في الوضع الأمني هناك. إسرائيل وحماس توجدان الآن في وضع مختلف عن الذي ساد في القطاع خلال السنوات الاربع الماضية منذ عملية الجرف الصامد. الانجاز الاساسي للعملية حسب وجهة نظر إسرائيل، الهدوء النسبي الذي أصبح بالتدريج شعوراً بالأمن لسكان غلاف غزة آخذ في التلاشي، واحتلت مكانه المظاهرات العنيفة وكثرة المصابين في الطرف الفلسطيني والطائرات الورقية الحارقة التي أحرقت الحقول والاحراش في غلاف غزة والآن أيضاً صواريخ وقذائف.
هذه هي المرة الثانية خلال أقل من ثلاثة أسابيع التي تطلق فيها التنظيمات الفلسطينية بقيادة حماس والجهاد الإسلامي كمية كبيرة من الصواريخ والقذائف نحو بلدات غلاف غزة. في 29 أيار/مايو أحصي أكثر من 150 صاروخاً وقذيفة وفي الليلة الماضية 45 صاروخاً. ولكن اتجاه التطورات معروف: عندما تصبح الفترة الزمنية الفاصلة بين الحرب قصيرة والأعداد تصل إلى مستويات كهذه فإن الطريق إلى جولة قتالية أخرى على صيغة الجرف الصامد تصبح قصيرة.
كما سبق وكتب هنا فإن هذا ليس قدراً. صيف 2018 لا يشبه صيف 2014. صحيح أنه في الحالتين الاستخبارات الإسرائيلية اعتقدت أنه لا توجد لحماس مصلحة في اندلاع الحرب، لكن الاندلاع قبل أربع سنوات أشعلته الحرائق في الضفة الغربية: اختطاف وقتل الفتيان الثلاثة في غوش عصيون. عندما عثر على جثث الفتيان سادت في أوساط الجمهور وفي أوساط الساحة السياسية أجواء حرب ساعدت على زيادة رد الحكومة على التوتر مع حماس في القطاع. بعد نحو أسبوع اندلعت الحرب. هذه المرة رغم الغضب من إحراق الحقول فإن قوة الضغط ليست مشابهة.
الجهود التي بدأت بها حماس بالمظاهرات قرب الجدار في نهاية آذار/مارس لم تؤت ثماراً كثيرة حتى اليوم. القتلى في المظاهرات تسببوا بتنديد دولي شكل الزيت في عجلات مقاطعة حركة بي.دي.اس، لكنها لم تثمر عن تنازلات فعلية من جانب إسرائيل. بالذات الطائرات الورقية، الوسيلة البسيطة جداً، شكلت بالنسبة لحماس طريقاً التفافياً لعوائق الصد التي وضعها الجيش الإسرائيلي على طول الجدار.
الجيش في محاولة لوقف إطلاق الطائرات الورقية والبالونات انتقل إلى إطلاق النار التحذيرية على الخلايا التي تعدها، وبعد ذلك بدأت بمهاجمة مواقع ومخازن لحماس رداً على ذلك. الآن حماس والجهاد الإسلامي يحاولان تغيير معادلة الرد، كما أعلنا عن ذلك يوم الاربعاء بعد إطلاق النار في الليل وفي الصباح. كل هجوم جوي إسرائيلي، أعلنتا، سيتم الرد عليه بالصواريخ والقذائف على النقب.
عدد من اعتبارات يتعلق بالساحة الداخلية الفلسطينية. فتح معبر رفح من قبل مصر في شهر رمضان ضاءل جزئيا الضغط. مصر سمحت أيضاً بنقل أكثر من 800 شاحنة مساعدات للقطاع. ولكن قيادة حماس في غزة قلقة من الوضع الفظيع للبنى التحتية في القطاع، إلى جانب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها ومنها التقليص الذي قامت به السلطة لموظفيها في القطاع. في الشهر القادم يُتوقع أيضاً تقليص كبير في رواتب موظفي وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين «الاونروا» على خلفية انتقاد الولايات المتحدة لها.
إضافة إلى ذلك حدث بسبب ذلك مس كبير بمدخولات العمال في القطاع. يبدو أنه على الاقل جزء من الرسالة التي تبثها حماس الآن موجه للسلطة بواسطة إسرائيل. حماس تقدر أن إسرائيل لاعتباراتها الخاصة غير متحمسة لمواجهة عسكرية معها في القطاع، وأن استمرار الاحتكاك العسكري سيجعلها تسمح لها بالحصول على المزيد من الاموال، حتى بواسطة توجه من القدس لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
في هذه الاثناء يهاجم رجال دعاية رئيس الحكومة نتنياهو في الشبكات الاجتماعية: الجيش أمام الإرهاب من قطاع غزة، بدءاً بالطائرات الورقية وانتهاء بالصواريخ. وكأن الحكومة ليست هي التي تقرر سياسة الرد في القطاع. نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان اكتفيا بإطلاق تهديدات عامة، في احتفال لتخريج ضباط في هذا المساء. ليس علينا أن نبني بالطبع على إظهار دعم علني للجيش. الوزير نفتالي بينيت يواصل المطالبة بالضرب المباشر لمطلقي الطائرات الورقية الذين «ليسوا أطفالاً أبرياء أولاد 8 سنوات»، قال. من المعقول أن الجيش سيصعد الآن رده بدرجة ما على إطلاق الصواريخ، لكن بشكل عام توجيهات المستوى السياسي بقيت على حالها: الشمال أكثر أهمية من غزة، وفي القطاع القصة تتعلق بصد واحتواء طالما أن نتنياهو يستطيع الامتناع عن ذلك فإن إسرائيل لن تشن هناك حرباً.
الذي لا يتحدث عنه أي من الوزراء بصوت عال هو جهود التسوية السياسية. إدارة ترامب مشغولة بخطوات لطرح مبادرة سلام للرئيس. ولكن وتيرة الاحداث العنيفة في القطاع تعيق في الوقت الحالي الاتصالات لإعادة إصلاح البنى التحتية، ومن شأنها أيضاً أن تقود الطرفين إلى المواجهة العسكرية.
في تقرير مراقب الدولة عن عملية الجرف الصامد تم توجيه انتقادات شديدة للحكومة ومجلس الامن القومي على عدم بلورة استراتيجية إسرائيلية بالنسبة للقطاع، لم يبحثوا عن بدائل سياسية عشية العملية ولم يعملوا على علاج البنى التحتية المنهارة في القطاع (التي وضعها زاد تدهوره منذ ذلك الحين)، رغم تحذيرات منسق أعمال الحكومة في المناطق. ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي كان مشاركاً في هذه الخطوات، وتسرح في هذه الأثناء، قال إنه يتوقع بمعقولية كبيرة طريقة سير المفاوضات غير المباشرة التي سيديرها الطرفان في القاهرة بعد جولة القتال القادمة. في كل المواضيع التي ستبحث هناك، أضاف، يمكن ويجب بحثها الآن.

عاموس هرئيل
هآرتس 21/6/2018

نقترب من الحملة على غزة
حماس والجهاد الإسلامي تحاولان تغيير معادلة الرد في القطاع
صحف عبرية

المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تقوم بأول زيارة لها لميانمار

Posted: 21 Jun 2018 02:26 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: أنهت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بميانمار، كريستين شرانير بورغيرين، زيارتها الرسمية الأولى إلى ميانمار في الفترة من 12 إلى 21 حزيران / يونيو وشملت زيارتها ولاية يانجون وراخين حيث ارتكبت المجازر بحق المسلمين الروهينجا، كما جاء في بيان صادر صباح أمس الخميس عن مكتب المتحدث الرسمي.
واجتمعت المبعوثة الخاصة مع مجموعة من المسؤولين في ميانمار من بينهم مستشارة الدولة أونغ سان سو كي، والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنرال آونغ أونغ هلاينغ، والرئيس ورئيس لجنة الشؤون القانونية لتقييم القضايا الخاصة ورئيس لجنة الانتخابات، ومسؤولين من حكومة ولاية راخين بما في ذلك رئيس الوزراء والمجتمعات المحلية والأسر المتضررة في الولاية والأشخاص المشردين داخلياً، والنازحين حالياً على طول الحدود الدولية بين ميانمار وبنغلاديش، وممثلي المجتمع المدني في ميانمار، وأعضاء الرابطات النسائية، وكذلك مع فريق الأمم المتحدة القطري والمجتمع الدبلوماسي والمنظمات غير الحكومية الدولية. وشددت في جميع الاجتماعات على الحاجة إلى حلول شاملة تدمج وجهات النظر والأصوات الهامة للمرأة.
وفي هذه الزيارة الأولى، ركزت المبعوثة الخاصة على الاستماع إلى جميع الأطراف من أجل فهم وجهات نظرهم المتنوعة بشكل أفضل بغية بناء الثقة بين مختلف الأطراف المعنيين وإقامة علاقات إيجابية مع الجميع وتعزيز المبادئ الرئيسية للأمم المتحدة. وشددت على أهمية تقييم الخطوات الإيجابية الأخيرة التي اتخذتها حكومة ميانمار.
كماعقدت بورغيرين مناقشات بناءة مع جميع المحاورين، مع التركيز على الحالة في ولاية راخين، والحاجة إلى تقصي الحقائق على نحو موثوق وإرساء الديمقراطية والانتخابات، والسلام وﺗﻨﻔﻴﺬ اﺗﻔﺎق وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر. وأكدت المبعوثة الخاصة على استعداد الأمم المتحدة لتعزيز دعمها لميانمار بما يتماشى مع قيم المنظمة، بما في ذلك تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها.
وجاء في البيان أن جميع المحاورين أعربوا عن رغبتهم في السلام والتنمية في ميانمار، وتقاسموا تقييمهم الصريح للتحديات التي يواجهونها وأكدوا استعدادهم للعمل عن كثب مع مكتب المبعوثة الخاصة والأمم المتحدة. وأكدت المبعوثة الخاصة أنها ستهدف إلى العمل كجسر بين الأمم المتحدة وميانمار وكذلك بين مختلف أصحاب المصلحة، والمساعدة في صياغة حلول يمكن أن تستفيد من التجارب والخبرات المقارنة للمنظمة.
وفي جميع المناقشات أبرزت المبعوثة الخاصة أهمية المساءلة، التي أبرزت أنها ضرورية للمصالحة الحقيقية وحثت على اتخاذ تدابير موثوق بها لتقصى الحقائق، وسلطت الضوء على استعداد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتعاون في هذا الصدد.
واعترفت المبعوثة الخاصة بالخطوات الإيجابية الأخيرة في ولاية راخين، ولا سيما التوقيع في 6 حزيران / يونيو 2018 على مذكرة التفاهم بين حكومة ميانمار وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وبينما لاحظت تعقيدات الوضع على الأرض، وأعربت بورغيرين عن أملها في أن الجهود الحالية تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية، بما في ذلك من خلال تنفيذ توصيات اللجنة الاستشارية بشأن ولاية راخين ـ ولا سيما إنهاء القيود المفروضة على حرية التنقل ومنح المواطنة إلى أولئك المؤهلين ـ سوف يؤدي قريباً إلى بيئة تفضي إلى العودة الطوعية والآمنة والكريمة والمستدامة للنازحين واللاجئين إلى مكانهم الأصلي. كما أعربت عن دعمها لتنفيذ مذكرة التفاهم في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 بين بنغلاديش وميانمار وتعتزم المبعوثة الخاصة السفر قريبا إلى بنغلاديش حيث تنوي زيارة مخيمات اللاجئين.
وقد شملت زيارة المبعوثة الخاصة مخيمات المشردين داخلياً خارج سيتوي وماونغداو، فضلاً عن النازحين حالياً على طول الحدود الدولية بين ميانمار وبنغلاديش وشددت أثناء هذه الزيارات الميدانية على الحاجة الملحة إلى حرية التنقل، والتنمية الاجتماعية ـ الاقتصادية، وسيادة القانون غير التمييزي والسلامة العامة، لا سيما فيما يتعلق بمعالجة المخاوف وانعدام الثقة بين المجتمعات المحلية في ولاية راخين وفي جميع الأماكن وقالت: «تحدثت إلى المجتمعات المحلية المتضررة من النزاعات والضحايا، وتأثرت بشدة بقصصهم الشخصية، التي أكدت على ضرورة إنهاء الحلقة المفرغة للعنف». ولتحقيق هذه الغاية، أعادت المبعوثة الخاصة التأكيد على أهمية إدانة التحريض على الكراهية والعنف العنصريين، واتخاذ جميع التدابير لنزع فتيل التوترات بين المجتمعات.
وأكدت مجدداً على دعوة الأمين العام السابقة، واقترحت أنه بالإضافة إلى الجهود الحالية لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة وإعداد الظروف المناسبة لعودة المشردين، فإن الاجتماعات العامة بين المجتمعات المتضررة والسلطات ستقطع شوطا طويلا لتشجيع المصالحة والمعافاة.
وأضاف البيان أن المبعوثة الخاصة قد شاركت في مناقشات موضوعية بشأن عملية السلام وسلطت الضوء على استعدادها للمساعدة في بناء الثقة بين أصحاب المصلحة وأضافت أن الأمم المتحدة يمكن أن تساعد في بناء زخم إيجابي من حيث تعزيز نهج شامل، وأعربت عن قلقها إزاء تصاعد العنف في ولايتي كاشين وشان وتأثيرها على المدنيين، وقالت إنها تتطلع إلى زيارة هذه المناطق في زيارة قادمة كما أثنت على استعداد حكومة ميانمار لإشراكها في محادثات السلام المقبلة.
وأعربت عن تقديرها لاتفاق حكومة ميانمار على إنشاء مكتبها الرئيسي للدعم في ناي بي تاو. وتشمل خطط سفرها زيارات إلى تايلند والصين وبنغلادش قبل مشاوراتها المقبلة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك وتتطلع إلى مواصلة هذه المناقشات مع حكومة ميانمار وأصحاب المصلحة الآخرين.

المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تقوم بأول زيارة لها لميانمار
طالبت بالمحاسبة كجزء من المصالحة
عبد الحميد صيام

الأحمد يُلمّح لإعلان «المركزي» برلمانا للدولة ويتحدى أمريكا في تمرير «صفقة القرن» ويؤكد وجود «موقف أردني صلب»

Posted: 21 Jun 2018 02:25 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: ألمح عزام الأحمد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، احتمال اتخاذ قرار من القيادة الفلسطينية، لإعلان المجلس المركزي لمنظمة التحرير «برلمانا لدولة فلسطين»، أثناء انعقاد المجلس المقرر الشهر المقبل، وقلل من أهمية جولة مبعوثي الإدارة الأمريكية للمنطقة، من أجل تسويق «صفقة القرن»، لرفضها فلسطينيا، وقال إن القيادة الفلسطينية واثقة من وجود «موقف أردني صلب» مساند لمطالبها.
وقال في مقابلة مع تلفزيون فلسطين، إن المجلس المركزي سيعقد قبل نهاية يوليو/ تموز المقبل، وإن الدعوات ستوزع على الأعضاء قبل أسبوعين أو عشرة أيام من موعد الانعقاد. وأكد سهولة عقد هذا المجلس، الذي أحال إليه المجلس الوطني صلاحياته كاملة، لافتا إلى أن عدد المجلس المركزي يبلغ حاليا  144 عضوا، توجد غالبيتهم داخل المناطق الفلسطينية، لافتا إلى أنه يجري الترتيب لعقده منذ وجود الرئيس محمود عباس الشهر الماضي في المشفى.
وأضاف ان الرئيس كلفه بالذهاب إلى عمان للطلب من رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون للاستعداد لعقد جلسة «المركزي». ومن المقرر حسب قوله أن يقوم المجلس المركزي باستكمال بعض القضايا التي لم يتم اكمال بحثها في المجلس الوطني، ومناقشة الخطوات المطلوب تنفيذها لمجابهة التطورات. وألمح إلى إمكانية أن يتم إعلان المجلس المركزي كـ «برلمان دولة فلسطين» بالاعتماد على قرار الأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية تحت الاحتلال، والاعتراف بأن اللجنة التنفيذية للمنظمة تمثل حكومة تلك الدولة.
وفي حال جرى إقرار هذا الأمر، سيجري إلغاء كل ما له علاقة بعمل السلطة الفلسطينية، التي ستتحول بالكامل إلى دولة فلسطين.
وأشار الأحمد كذلك إلى أنه سيتم خلال عقد المجلس المركزي، التأكيد على قرارات المجلس الوطني السياسية، في مقدمتها العلاقة مع إسرائيل.
وكان المجلس الوطني قد أنهى مطلع الشهر الماضي اجتماعا له في مدينة رام الله، قام خلاله بانتخاب لجنة تنفيذية جديدة للمنظمة، كما جرى اختيار المجلس المركزي الجديد.
وتطرق الأحمد إلى جولة مبعوثي الإدارة الأمريكية الحالية للمنطقة، من أجل الترويج لـ «صفقة  القرن»، لافتا إلى أن المبعوثين يبحثون عن «خطة التحرك وليس صفقة القرن»، وانهم «يضعون غزة في المنتصف تحت الحل الإنساني». وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية حاولت عقد مؤتمر بشأن غزة برئاسة الأمم المتحدة، موضحا أن القيادة الفلسطينية رفضت ذلك، وقال إن جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي، يحاول توسيع دائرة المؤتمر، ويزج بدول عربية جديدة، مضيفا «نحن بالمرصاد ولن نسمح للإدارة الامريكية أن تمرر مخططاتها».
وتحاول الإدارة الأمريكية الترويج لـ «ضفقة القرن» من خلال مشاريع اقتصادية تقدم لقطاع غزة الذي يعاني من حصار مشدد طال كل مناحي الحياة، وترى القيادة الفلسطينية أن هذه الخطوات الإنسانية مرتبطة بمخطط سياسي يهدف إلى فصل غزة عن باقي الوطن.
ويزور حاليا الوفد الأمريكي برئاسة كوشنر، وعضوية جيسون غرينبلات، المنطقة حيث عقدا لقاءات مع عدد من المسؤولين العرب، قبل الانتقال إلى إسرائيل للقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لترويج «صفقة القرن» دون المرور بمدينة رام الله، بعد رفض القيادة الفلسطينية التعاطي مع المخططات الأمريكية. وأكد أن القيادة الفلسطينية على تنسيق تام مع الدول العربية، وقال إن الخطة الأمريكية لن تمر، لافتا إلى أن القيادة الفلسطينية «في معركة مفتوحة مع أمريكا».
وقال في رسالة إلى الإدارة الأمريكية التي تسعى لتمرير صفقة القرن المرفوضة فلسطينيا «نتحدى الكون كله، في تمرير إشي بدناش إياه (نرفضه)».
وأكد الأحمد أن القيادة الفلسطينية ترتكز على دعم عربي لموقفها، وقال «نحن واثقون بموقف الأردن الصلب في دعم الموقف الفلسطيني»، لافتا إلى أن الملك الأردني أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي في اللقاء الذي جمعهما في عمان قبل أيام، موقفه الذي يؤكد على قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 عاصمتها القدس، والتمسك بحل الدولتين.
وأشار إلى أن عدم صدور بيان مشترك عن لقاء الملك ونتنياهو، وإصدار تصريحات منفردة يؤكد أن اللقاء لم يحمل أي اتفاق، مؤكدا أيضا على أن مصر والسعودية أيضا تحملان الموقف نفسه.
وتطرق في سياق اللقاء، إلى ملف المصالحة المتعثرة مع حركة حماس، مشيرا إلى تشكيل لجنة من اللجنتين التنفيذية والمركزية تسمى «لجنة غزة»، مهمتها إعداد ورقة بشأن المصالحة مع حركة «حماس. وأوضح أن هذه اللجنة التي ستنهي عملها خلال أيام، ستقدم مقترحات لإقرارها، مستمدة من اتفاقيات المصالحة الموقعة سابقا، وقال إنه في حال لم تقم حماس بالاستجابة لمطالب المصالحة، سيتم البحث عن بدائل.
وجدد تمسك حركة فتح بالرعاية المصرية لإتمام عملية المصالحة، وشدد على ضرورة تمكين الحكومة الفلسطينية من القيام بكامل عملها في قطاع غزة. وقال موجها حديثه لحماس، إنه في حال عدم قبولها بتمكين الحكومة، فإن ذلك سيدفع لأن تتسلم كل شيء في غزة. وقال إنه جرى نقل رسالة بهذا المضمون لحماس من قبل الوسيط المصري، وإن الحركة لم ترد بعد عليها، لكنه قال «لن ننتظر للأبد»، في إشارته لرد حماس.
وفي سياق حديثه قال الأحمد إنه «متشائم» من رد حماس، لكنه أضاف «لست متشائما من إرادة الشعب الفلسطيني، ليضغط على كل من يقف في وجه الانقسام»، مؤكدا في الوقت ذاته أن إنهاء الانقسام من أوليات القيادة الفلسطينية وحركة فتح. وتابع القول إنه «رغم كل أخطاء حماس»، سيبقى الباب مفتوحا لتنفيذ اتفاقيات المصالحة الموقعة.

الأحمد يُلمّح لإعلان «المركزي» برلمانا للدولة ويتحدى أمريكا في تمرير «صفقة القرن» ويؤكد وجود «موقف أردني صلب»
قال إن «لجنة غزة» تنهي مهام عملها قريبا وتعد ورقة بشأن المصالحة مع حماس

تحركات دبلوماسية مكثفة تمهيداً للقمة الإفريقية المقرر عقدها في نواكشوط

Posted: 21 Jun 2018 02:25 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: تتكثف التحركات الدبلوماسية في المغرب العربي، تمهيداً للقمة الافريقية الـ31، المقرر عقدها بداية الشهر المقبل في العاصمة الموريتانية نواكشوط، والتي تكتسي، مغربياً، أهمية خاصة إن كان على صعيد علاقة الرباط ونواكشوط أو على صعيد قضية الصحراء أو مساعي المغرب لعضوية مجموعة منظمة غرب إفريقيا (ساداو) والأهم دور مغربي متميز في القارة الافريقية وفي إطارها (الإتحاد الافريقي) الذي التحق به بداية 2017.
وتعرف العلاقات المغربية – الموريتانية إرباكاً منذ عدة سنوات، وصلت أحياناً إلى القطيعة الدبلوماسية والحملات الإعلامية، لكنها تعرف منذ عدة أسابيع تحسنا توج باستقبال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، السفير المغربي الجديد حميد شبار، ومن المتوقع أن يترسخ هذا التحسن ويتطور بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس للقمة الافريقية الموعودة، لتكون زيارته الثانية لجارته الجنوبية منذ توليه العرش سنة 1999.
وقضية الصحراء من الملفات التي عكرت العلاقات بين الرباط ونواكشوط، وتبرز بين الحين والآخر غيمة سوداء في سماء هذه العلاقات، وموريتانيا كانت حتى 1978 طرفا بالنزاع ، الى جانب المغرب، من خلال اداراتها للمنطقة الجنوبية للصحراء الغربية، وأدت الانقلابات العسكرية التي عرفتها منذ ذلك الحين الى الانسحاب من هذه المنطقة وإعادتها للمغرب والوقوف سياسيا الى جانب جبهة البوليساريو وفي أحسن الاحوال الوقوف على الحياد الاقرب للجبهة.
وتشكّل قضية الصحراء الغربية وتطوراتها أهم القضايا التي ستوضع على جدول أعمال القمة. وعودة المغرب للعمل الافريقي المؤسساتي والالتحاق بالاتحاد الافريقي منذ 2017 لم يلغيا اختلاف الرؤى حول دور الاتحاد في تسوية النزاع الذي تتولى الامم المتحدة منذ 1985 تدبيرها والاشراف على عملية التسوية منذ 1988.
والاتحاد الافريقي يسعى ليكون له دور متميز في التسوية، وإن كان في إطار الامم المتحدة، وهو ما نصت عليه قرارات مجلس الامن ذات الصلة بالنزاع، ويطلب الاتحاد تواجد مكتب لمفوضية الامن والسلم في المنطقة الى جانب بعثة الامم المتحدة. ورغم عودة المغرب للعمل المؤسساتي الافريقي ما زالت الرباط تتحفظ على أي دور للاتحاد والاشراف الحصري لمنظمة الامم المتحدة.
وتتحرك الدبلوماسية المغربية في عدد من العواصم الافريقية بكثافة قبل انعقاد القمة، مع أجواء ود نسبي، مع الداعم الاساسي لجبهة البوليساريو، الجزائر بعد تصويتها لصالح المغرب في استضافة مونديال 2026 وإرسال العاهل المغربي الملك محمد السادس رسالة شكر للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وقال السفير المغربي في الجزائر حسن عبد الخالق أن الملك «سجل باعتزاز هذا الموقف الجزائري النبيل الذي يعكس في نظره قيم الشهامة والصدق والوفاء التي يتحلى بها الرئيس بوتفليقة، ويعكس في الوقت نفسه عمق أواصر الأخوة والتضامن التي تجمع بين الشعبين الشقيقين»، وأنه «سيعمل مع الرئيس بوتفليقة من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقن في جميع الميادين والارتقاء بها إلى مستوى طموحات الشعبين الشقيقين إلى المزيد من التقارب والوحدة والتكامل».
وفي الخرطوم استقبل الرئيس السوداني، عمر البشير مساء الأربعاء، وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الذي سلّمه رسالة خطية من العاهل المغربي، الملك محمد السادس، «تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيزها في القضايا الإقليمية والدولية والتشاور والتنسيق بين البلدين في المجالات كافة في الساحة الافريقية». وقال الوزير المغربي بوريطة ان الرسالة «تضمنت التشاور والتنسيق حول أجندة القمة الإفريقية».
قضية الصحراء ستكون حاضرة على جدول أعمال القمة الافريقية من خلال التقرير الذي سيقدمه موسى فكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الذي قام خلال الايام الماضية بزيارة كل من الرباط وتندوف والتقى مسؤولين مغاربة وصحراويين للإعداد لهذا التقرير.
واستقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس قبل أسبوعين في الرباط رئيس المفوضية الافريقية موسى فاكي محمد الذي التقى ابراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو خلال زيارة منذ يوم الثلاثاء لمنطقة تندوف بالجزائر. وقالت أوساط مغربية أن الجبهة كانت تأمل في استضافة فكي في المنطقة العازلة، كما استضافت سفراء دول إفريقية في مناطق من الصحراء المغربية، وهو الفعل الذي أثار غضب المغرب في حينه.
وقبل القمة الافريقية من المنتظر أن يزور المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، المنطقة وسيكون برفقة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرتس في القمة وللإعداد لتقرير يقدمه لمجلس الأمن الدولي في دورة اجتماعاته ذات الصلة بالنزاع الصحراوي التي يعقدها في تشرين الاول/ أكتوبر المقبل.
وأعلن رسميا في نيويورك أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء يتوجّه إلى المغرب حيث يزور الرباط ويلتقي مسؤولين مغاربة ومدينة العيون لتفقد بعثة الامم المتحدة ولقاء منظمات مدنية وحقوقية، قبل توجهه الى مخيمات تندوف في الجزائر حيث يلتقي قادة جبهة البوليساريو ثم الى نواكشوط.

تحركات دبلوماسية مكثفة تمهيداً للقمة الإفريقية المقرر عقدها في نواكشوط

محمود معروف

وزير سابق يتهم لجنة رئاسية مكلفة بالمساواة بإثارة الفتنة في تونس

Posted: 21 Jun 2018 02:24 PM PDT

تونس – «القدس العربي» :اتهم وزير الشؤون الدينية السابق نور الدين الخادمي لجنة رئاسية مكلفة بتفعيل المساوة بين الجنسين بإثارة «الفتنة» في البلاد، وأشار إلى أن تقريرها الأخير يتعارض مع الشريعة الإسلامية، داعيا مفتي الجمهورية إلى التدخل.
وخلال مؤتمر صحافي عقدته «التنسيقية الوطنية للدفاع عن القرآن والدستور» في العاصمة التونسية، قال الخادمي إن تقرير لجنة «الحريات الفردية والمساواة» يثير الفتنة ويتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية، معتبراً أن التقرير «صادم لهوية الشعب التونسي المحددة بالدستور، كما أنه تجاوز التخصصات العلمية بأنواعها».
وكانت لجنة الحريات الفردية والمساواة، التي شكّلها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في وقت سابق وترأسها البرلمانية بشرى بالحاج حميدة، قدمت قبل أيام تقريرها النهائي إلى رئيس الجمهورية، ويتضمن عدداً من النقاط المثيرة للجدل أبرزها، المساواة التامة بين الرجال والنساء وبين جميع الأطفال بمن فيهم المولودون خارج إطار الزواج، وفضلاً عن إلغاء تجريم المثلية وإسقاط عقوبة الإعدام وتجريم التمييز ورفع القيود الدينية على الحقوق المدنية.
وقال الخادمي إن التقرير «مرفوض شكلا ومضمونا في ما يتعلق بالأحوال الشخصية وفي موضوع الحريات الفردية»، مشيراً إلى أنه «تضمن مقترحات معادية لنظام الأسرة في الإسلام بالإضافة الى تعارض التقرير ومقترحاته مع ما ورد في توطئة الدستور»، كما اعتبر أنه «يبيح الشذوذ ويلغي القوامة ويحرم المرأة من حقها الشرعي في النفقة».
ودعا مفتي الجمهورية إلى إبداء رأيه بشكل واضح وصريح من التقرير المذكور، كما دعا الرئيس الباجي قائد السبسي إلى «استقبال عدد من العلماء في مجال القضاء والقانون والعلوم الاجتماعية لإبداء رأي علمي تخصصي في ما يتعلق بتقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة».
وكان عدد من رجال الدين هاجموا التقرير المذكور، الذي قالوا إنه تعارض مع الدستور وأحكام الشريعة الإسلامة، حيث دوّن الداعية بشير بن حسن عبر صفحته على موقع «فيسبوك»: «أين سماحة المفتي عثمان بطيخ مما يجري في تونس من الهجوم على المقدسات وضرب لثوابت الدين؟». وأضاف الداعية عادل العلمي رئيس حزب «تونس الزيتونة» الإسلامي «وجب على الدولة القائمة بمؤسساتها أن تأتي بفريق بشرى (بلحاج حميدة رئيسة اللجنة المكلفة بالمساواة) الشؤم جميعا في مكان عام وتقوم برجمهم حتى الموت. لتطهرهم وتطهر البلاد من نجسهم تطهيرا»، وهو ما دفع عدداً من السياسيين والحقوقيين إلى المطالبة بمحاكمته.
وكان الرئيس الباجي قائد السبسي اقترح في وقت سابق تفعيل مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، معتبراً أنه لا يتعارض مع الدين، حيث أعلن لاحقا عن تشكيل لجنة لتفعيل هذا الأمر، وقوبلت مبادرته بردود فعل متباينة في البلاد، حيث تظاهر عشرات الحقوقيين للضغط على الدولة لتفعيل مبدأ المساواة، فيما تظاهر المحسوبون على التيار الديني للتعبير عن رفضهم لهذا المقترح مطالبين بالالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية.

وزير سابق يتهم لجنة رئاسية مكلفة بالمساواة بإثارة الفتنة في تونس

حسن سلمان

إضراب عمّال الطباعة يحجب صحف موريتانيا عن الصدور

Posted: 21 Jun 2018 02:24 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: خوت أكشاك توزيع الصحف في موريتانيا أمس لليوم الثاني بعد أن توقفت الصحف الحكومية والخاصة عن الصدور بسبب إضراب عمال المطبعة الوطنية الموريتانية عن العمل لعدم سداد رواتبهم المتأخرة منذ أربعة أشهر.
ويؤكد مندوبو عمال المطبعة أن هذه المشكلة صعبة الحل لأنها تتطلب قراراً من الحكومة بإعادة النظر في واقع المؤسسة وسداد ديونها وانطلاقتها على أسس جديدة ثابتة ومستقرة.
وعجزت المطبعة الوطنية التي أسست عام 1969 والتي تطبع يوميتي «الشعب» و»أوريزون»، عن تسديد منتظم لرواتب عمالها الـ 115، وذلك بسبب نقص الدعم المالي الذي تقدمه الدولة لها.
وأُضيف إلى ذلك عدم حصول المطبعة على الديون التي تطالب بها شركاءها التجاريين وعلى رأسهم الوكالة الموريتانية للأنباء التي تصدر يوميتي «الشعب» و»أوريزون» الحكوميتين.
وأكد متحدث باسم إدارة المطبعة أن مؤسستهم تعاني من عدم سداد الديون، وقال: « مؤسستنا تطبع اليوميتين الحكوميتين وتطبع الصحف الخاصة، وهي تطالب الدولة بديون كثيرة مجمدة منذ سنوات».
وكانت الصحف الموريتانية قد اختفت مستهل السنة الجارية بسبب أزمة ورق لدى المطبعة الوطنية، وتطور الموقف إلى أن وصل إلى عجز المطبعة الكامل عن أداء خدماتها.
وانهارت المطبعة الوطنية الحكومية الوحيدة في موريتانيا المختصة في طباعة الصحف بسبب تعرضها لمشاكل مالية ناجمة عن سوء التسيير من جهة وعن امتناع الحكومة عن تسديد الديون التي تطالبها بها المطبعة.
وتحصل المطبعة الوطنية التي بنتها وجهزتها الحكومة الألمانية في سبعينيات القرن الماضي، سنوياً، على 40 مليون أوقية من صندوق دعم الصحافة وهو صندوق تغذيه الحكومة بموارد مالية كل عام.
وتعاني المطبعة من ركود كبير في نشاطها جعلها على شفا الإفلاس، لعدم وجود أعمال تجارية بسبب منافسة المطابع الخاصة لها.
وقد شمل الإضراب جميع عمال المطبعة حسب تأكيدات سيدي ولد محمد مندوب العمال أمس الذي قال: «جميع ماكينات الطباعة متوقفة ولم تصدر أي مطبوعة حتى صحيفتا الحكومة «الشعب» و»أوريزون» توقفتا عن الصدور».

إضراب عمّال الطباعة يحجب صحف موريتانيا عن الصدور

نظام السيسي حاول استغلال مشاركة منتخب مصر في كأس العالم للتغطية على أزماته

Posted: 21 Jun 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: فتحت الأزمات التي شهدها معسكر المنتخب المصري المشارك في كأس العالم في روسيا، الباب للحديث عن فشل الإدارة السياسية في مصر، ومحاولة استغلالها أي نجاح كان من المنتظر أن يحققه المنتخب لغسل ماء وجهها، وتقديم نفسها باعتبارها قادرة على تحقيق نجاحات، واستغلال رياضة كرة القدم للتغطية على الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المواطن وموجات ارتفاع الأسعار المتلاحقة، التي جاء آخرها مع قرار الحكومة رفع أسعار الوقود خلال إجازة عيد الفطر.
إلا أن فشل المنتخب المصري في الصعود للدور السادس عشر في البطولة، وظهور عدد من الفنانين والإعلاميين والبرلمانيين في روسيا بعد أن سافروا من خلال دعوات تحملت تكاليفها الشركة الراعية للمنتخب المصري «بريزنتيشن»، جاء على عكس ما تتوقع أو ترغب الحكومة.
ففشل المنتخب في تقديم أداء جيد، وحالة الهرج والمرج التي شهدها فندق إقامة المنتخب في روسيا، تسببا في غضب شعبي، وسط اتهامات لاتحاد الكرة المصري بالفشل والفساد والتسبب في خروج لاعبي المنتخب عن تركيزهم، ما تسبب في تلقي هزيمة ثقيلة أمام الدولة المنظمة بـ 3 أهداف مقابل هدف واحد، والخروج من البطولة. كذلك اتهم النظام الحاكم ككل بالفشل ومحاولة القفز على أي نجاح لغسل سمعته السياسية.
لم تكن أزمة سفر الفنانين والإعلاميين المحسوبين على نظام السيسي، هي الأولى التي تتسبب فيها الشركة الراعية لكرة القدم المصرية، فقبل انطلاق البطولة بأكثر من شهر، اندلعت أزمة جعلت محمد صلاح لاعب المنتخب المصري ونادي ليفربول الإنكليزي، يصف تعامل اتحاد الكرة المصري معه في الأزمة الأخيرة التي نشبت بعد استخدام اسمه في إعلانات دعائية دون الحصول على موافقته بشكل رسمي، مع تعارضها مع رعاة له، بـ»الإهانة».
وشهدت تلك الفترة جدلا وخطابات متبادلة بين محامي صلاح واتحاد الكرة، قبل أن تنتهي الأزمة بإزالة صورة صلاح من على طائرة المنتخب التي تحمل إعلانا لشركة اتصالات مصرية.
الأزمة الأكبر تسببت فيها الشركة الراعية قبل أيام، عندما وجهت دعوات لفنانين وإعلاميين محسوبين على نظام السيسي للسفر لتشجيع مصر في مواجهته مع روسيا، ما أشعل الغضب الشعبي لسببين، الأول، لأن الشركة المصرية للاتصالات هي من تحملت تكاليف سفر الفنانين، ما اعتبره كثيرون فسادا ماليا من خلال استخدام أموال المصريين في سفر هولاء، في وقت يعاني فيه المصريون من الفقر والغلاء، ومطالبات المسؤولين لهم بشد الحزام والتحمل من أجل بناء مصر.
والأمر الثاني يتعلق بفساد اتحاد الكرة الذي سمح لهؤلاء الفنانين بالنزول في الفندق نفسه الذي يستضيف المنتخب المصري، ما جعل الفندق ساحة للهرج والمرج، وأفقد اللاعبين المصريين تركيزهم، وجعل غرفهم ساحة مفتوحة لأسر قيادات اتحاد الكرة والفنانين المسافرين لتشجيع المنتخب.
وبمجرد الإعلان عن سفر الوفد الفني والإعلامي الذي ضم الراقصة فيفي عبده، والإعلامية بوسي شلبي، وخالد صلاح، وشريف منير وأحمد رزق وغيرهم، اشتعل غضب المصريون على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين توقعوا هزيمة المنتخب المصري في مواجهته مع نظيره الروسي.
وأشار رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى اعتياد الأنظمة الحاكمة في مصر على استغلال مثل هذه الأسماء في محاولة لسرقة انتصار حققه لاعبون، وضربوا أمثلة بما حدث عام 2010، عندما سافر عدد من الفنانين بصحبة جمال وعلاء نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى السودان، لمتابعة مباراة منتخبي مصر والجزائر المؤهلة لكأس العالم 2010، في إطار تقديم جمال كمحقق انتصار في مجال كرة القدم، ما يؤهله لوراثة الحكم عن أبيه، وانهزم وقتها المنتخب المصري، ما جعل الفنانين والإعلاميين يختلقون أحداثا عن اشتباكات مع مشجعي منتخب الجزائر، ثبت بعد ذلك عدم صحتها، وأن الأمر لا يعدو محاولة للتغطية على الفشل الإداري، وحتى لا يعود جمال مبارك من السودان محملا بالهزيمة وحدها.

أخذ ورد

الهجوم الذي طال الفنانين والإعلاميين، جعلهم يردون، حيث خرج الفنان شريف منير في تسجيل مصور، للدفاع عن نفسه قائلا:»وجهت لنا دعوات لحضور مباراة المنتخب المصري أمام روسيا في كأس العالم، ذهبنا لدعم فريقنا القومي المصري، فما الخطأ في ذلك؟».
وأضاف:»لم نحصل على مقابل مادي للسفر، وكل ما حصلنا عليه تذاكر السفر ودعوات الإقامة، ما الخطأ الذي فعلناه، كل ذلك لأن الفريق خسر، هل نحن من وضعنا خطة اللعب، وهل نحن قصرنا، ونحن نتفاعل في الملعب مثل أي مشجع مصري، وحزنا لما خسرنا ويقال علينا ألفاظ سيئة، ولا ندري السبب من وراء ذلك».
وتابع:»أريد كل شخص أن يضع نفسه مكاننا، لو جاءت لك دعوة لحضور المباراة، هل سوف تسافر أم لا؟ يقال علينا إننا نأكل من قوت الشعب، وذلك الكلام غير حقيقي ولكن ذلك بند من دعاية الشركة».
الفنانة سما المصري، ردت على منير، في فيديو نشرته على صفحتها الشخصية على وقع إنستغرام، قائلة: «يا أستاذ شريف منير، أنت تقول انك لم تحصل سوى على تذكرة السفر وتكاليف الإقامة، ولم تحصل على مقابل مادي، هل كنت ترغب في التسوق على حساب البلد».
وأمام الغضب الشعبي، اضطرت شركة «بريزنتيشن سبورت» لإصدار بيان عن واقعة سفر الفنانين والإعلاميين إلى روسيا.
وقالت في بيانها أمس، إن «عدد الفنانين، والشخصيات العامة، لم يتجاوز 10 أفراد من بين 1350 فردا دعتهم بريزنتيشن لدعم المنتخب».
ونفت «وجود أي من المدعوين فى أي مكان أقام فيه المنتخب، وأن غالبية المدعوين كانوا من الفائزين في المسابقات المختلفة لبعض البرامج والمسابقات التي أطلقتها المصرية للاتصالات لتشجيع المنتخب، وكذلك الفائزين من عملاء باقي الرعاة والشركات الأخرى، تماماً كما فعلت المؤسسات الكبرى، وفي المقدمة منها البنوك الوطنية الكبيرة مثل بنك مصر والبنك الأهلي المصري».
وتابعت:»شركات أخرى عديدة فعلت الأمر ذاته، وفي المقدمة منها شركات الاتصالات المنافسة، التي تحملت سفر النجوم من الفنانين والشخصيات العامة والجماهير كذلك، والقول بأن الشركة التي يدخل في رأسمالها حصة وإن كانت بسيطة من المال العام يجعلنا نتخلى عن استخدام الوسائل التسويقية المتاحة في سوق منافسة مفتوحة فإنه يعد حجرا لا مبرر له على الإطلاق، ويقوض الجهود لصالح المنافسين».

الهجوم الغريب

وزادت: «هذا يدفعنا للاندهاش من الهجوم الغريب على الشركة المصرية للاتصالات التي على الرغم من أنها شركة الاتصالات الوحيدة الراعية والداعمة للمنتخب الوطني، بل ولصناعة كرة القدم المصرية، وتساهم بالفعل في إعادة تطويرها، ولم تتخل عن المنتخب الوطني وتصدت بشجاعة لرعاية ودعم الكرة المصرية في وقت غاب فيه الجميع عن تحمل تلك المسؤولية الوطنية ليتحقق معهم وبفضل دعمهم ورعايتهم حلم المصريين الذي ظل بعيد المنال لأكثر من 28عاما».
واختتمت الشركة الراعية بيانها بالتأكيد أن « الشركة المصرية للاتصالات وإن كانت دائما تنأى بنفسها عن الرد على المهاترات والشائعات، فإننا كشريك فخور بهم وبدورهم، ونتصدى للرد عنهم بعد أن تعاظمت الشائعات حتى تملكت الرأي العام بفعل حملات ممولة ومشبوهة أثرت كثيراً في توجهات بعض قادة الرأي دون أن يكون لها أي أساس من الصحة ودون السعي لإظهار الحقائق وتسليط الضوء عليها».
وعلى الرغم من نفي الشركة الراعية لوجود الفنانين والإعلاميين في مقر إقامة المنتخب، إلا أن الصور التي نشرها عدد من أعضاء الوفد، وأعضاء الاتحاد تظهر صورهم في الفندق، ومن بينها صور للإعلامية بوسي شلبي، وهي تعد «تورتة» عيد ميلاد اللاعب محمد صلاح، وأخرى تظهر نجل مدرب حراس المرمى أحمد ناجي وهو داخل غرف اللاعبين، وصور لحفيد الرئيس الأسبق حسني مبارك في الفندق بصحبة عدد من اللاعبين.
وترددت أنباء عن خلافات بين محمد صلاح وهاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة المصري، على خلفية أزمة المعسكر والهرج والمرج الذي شهده، وأن صلاح هدد بالانسحاب من المعسكر وعدم لعب مباراة السعودية، وأن أبو ريدة طالبه بالهدوء. إلا أن آخر تغريدة نشرها صلاح على موقع تويتر قال فيها :»الجميع في منتخب مصر متكاتف ولا يوجد أي خلاف على الإطلاق بيننا.. نحترم بعضنا البعض والعلاقة على أفضل وجه».
وينتظر المصريون إجراءات جدية لمحاسبة اتحاد الكرة والمسؤولين عن سفر الفنانين، عقب عودة المنتخب المصري من روسيا بعد مباراة السعودية يوم 25 من الشهر الجاري.

نظام السيسي حاول استغلال مشاركة منتخب مصر في كأس العالم للتغطية على أزماته
سفر إعلاميين وفنانين محسوبين على السلطات إلى روسيا يثير غضبا شعبياً

العبادي يسعى لجمع القوى السياسية حول «ورقة موحدّة» لإدارة المرحلة المقبلة

Posted: 21 Jun 2018 02:23 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: يسعى زعيم تحالف «النصر»، رئيس الوزراء، حيدر العبادي، إلى عقد اجتماعٍ وطنيٍ موسعّ، في العاصمة بغداد الأسبوع المقبل، يجمع قادة الكتل السياسية من الشيّعة والسنّة والأكراد، لطرح «ورقة عمل» تحدد أولويات عمل الحكومة المقبل.
ودعا قادة الكتل السياسية العراقية، في 14 حزيران/ يونيو الجاري، إلى عقد اجتماع «عالي المستوى» بعد عطلة عيد الفطر، لمناقشة تشكيل الحكومة المقبلة.
المتحدث باسم تحالف «النصر» حسين العادلي، قال لـ«القدس العربي»، إن «المرحلة المقبلة، خطيرة وحساسة، وتحتاج إلى اتفاقٍ على مبادئ عامة لإدارة التجربة والحكومة المقبلة»، مشيراً إلى أن تحالفه يعمل على جمّع القوى السياسية حول «ورقة مبادئ عامة، تنظّم المرحلة المقبلة»، معتبراً أن ذلك «هو الهدف الرئيسي للاجتماع» المرتقب.
وأضاف: «القوى الفائزة في الانتخابات هي المعنيّة بشأن الدولة، وستكون في البرلمان وستشكل حكومة. مجموع هذه القوى عليها أن تتفق على إطار عام لمبادئ المرحلة المقبلة». وكشف عن «لجنة تحضيرية» تتولى مهمة الإعداد للاجتماع المرتقب، فضلاً عن توليها مهمة «إعداد الورقة» التي ستطرح خلاله.
وتابع: «اللجنة مكوّنة من جميع القوى السياسية، وتضم ممثلين عن تلك القوى (…) مهمتها إعداد مسودة لمجموعة الأسس والمبادئ التي سيتم الاتفاق عليها، والتي تمثل خلاصة رؤى وإرادات الأطراف المجتمعة»، لشكل الحكومة المقبلة.
وأكد أن «اللقاء الوطني» سيضم جميع القوى السياسية العراقية الشيعيّة، والسنّية، والكردية»، لافتاً في الوقت عيّنه إلى أن اللجنة التحضيرية «هي التي ستقرر موعد انعقاد المؤتمر»، مرجّحاً أن يكون الأسبوع المقبل.
وسبق للعادلي أن ذكر في بيان صحافي، نشره أمس الخميس، بالتزامن مع قرار المحكمة الاتحادية العراقية، أن «اللقاء الوطني للكتل السياسية الذي دعا اليه العبادي، يحقق تقدما ملموسا مع استمرار اللقاءات والتواصل مع قيادات الكتل السياسية وممثليها، للاتفاق على مخرجات اللقاء على ضوء الوثائق المتعلقة والمحاور التي سيتناولها اللقاء».
يأتي ذلك في وقتٍ، بحث العبادي، ونائب رئيس الجمهورية، زعيم ائتلاف الوطنية، إياد علاوي، اللقاء «عالي المستوى» بين قادة الكتل السياسية والتحضيرات بشأنه.
وقال مكتب العبادي في بيان، إن «رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي استقبل اليوم (مساء أمس الأول) نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع السياسية ومبادرة العبادي للقاءٍ عالي المستوى بين قادة الكتل السياسية والتحضيرات بشأنه، من خلال اللجنة التحضيرية لوضع أسس أي اتفاق لبرنامج الدولة المقبل».
وأضاف «تم مناقشة حماية العملية الديمقراطية والسياسية وضمان سيرهما بشكل سليم، وسبل حماية العملية الانتخابية من التزوير والتلاعب والحفاظ على المنجزات التي تحققت وتعزيزها بالبناء والإعمار وبمستقبل أفضل للعراقيين».
كذلك، أكد العبادي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، دعوته الكتل السياسية «لعقد اجتماع للاتفاق على برنامج إدارة الدولة وليس الحكومة فقط خلال الفترة المقبلة»، موضحا أن «هذه الدعوة هي مشروع لوضع أساس اتفاق سياسي لبناء برنامج الدولة».
وتأتي التحضيرات لـ«اللقاء الوطني» بالتزامن مع سعي أطراف سياسية من بينها نائب رئيس الجممهورية نوري المالكي ورئيس تيار «الحكمة» عمار الحكيم، إلى تشكيل حكومة «أغلبية»، وخلّق معارضة برلمانية لتقويّم العمل الحكومي.
الحكيم، اعتبر أن المرحلة الحالية تتطلب «أغلبية وطنية» حاكمة ومعارضة «مسؤولة»، مشدداً على ضرورة أن تكون «حكومة الأغلبية» ذات برنامج علمي وعملي يلبي طموحات الناس وفق سقف زمني محدد.
وقال خلال استقباله وفداً من الحزب الشيوعي العراقي برئاسة سكرتير الحزب المرشح الفائز عن تحالف سائرون، رائد فهمي، وأعضاء المكتب السياسي، إن «العراق تعافى ويحتاج إلى فريق وخطط عملية لاستثمار الايجابيات الموجودة وعدم الرجوع إلى الوراء»، مؤكداً «ضرورة التوازن السياسي بين القوى».
وأضاف، حسب بيان لمكتبه، أن «المرحلة تتطلب أغلبية وطنية حاكمة ومعارضة مسؤولة، وبذلك يكون هناك وضع توازن داخل قوى البرلمان ويشعر الجميع بتحمل المسؤولية»، موضحاً أن «الأغلبية الحاكمة والمعارضة المسؤولة ليس معناها اقصاء أحد، لكن المرحلة تتطلب وضوحاً في أن من يشترك في الحكومة عليه أن يتحمل مسؤوليتها ولا يتحول إلى معارضة وهو جزء منها».
وتابع: «حكومة الأغلبية يجب أن تكون ذات برنامج علمي وعملي يلبي طموحات الناس وفق سقف زمني محدد، ولا يمكن القبول بالخطط المفتوحة بلا نهايات»، مؤكدا الحاجة إلى «الشراكة في القرار كي يتحمل الجميع مسؤوليته».

العبادي يسعى لجمع القوى السياسية حول «ورقة موحدّة» لإدارة المرحلة المقبلة
«اللقاء الوطني» سيضم ممثلين عن الشيعة والسنة والأكراد
مشرق ريسان

إسرائيل تغطي فشل منتخبها في الوصول للمونديال بالحديث عن المشاركة عبر «بوابة التكنولوجيا»

Posted: 21 Jun 2018 02:23 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»:عملت إسرائيل على التفاخر بحضور المونديال العالمي الذي تستضيفه روسيا حاليا، من بوابة «التكنولوجيا»، بعد فشل منتخبها في الوصول إلى هذه النهائيات العالمية، التي شهدت حضورا من أربعة فرق عربية هي مصر والمغرب وتوتس والسعودية.
وحسب تقرير أوردته هيئة البث الإسرائيلية، فقد كشف النقاب أن شركات إسرائيلية عدة تشارك حاليا في البطولة عن طريق تقديم الخدمات التقنية، بعد إخفاق المنتخب الإسرائيلي في التأهل الى نهائيات كأس العالم بكرة القدم.
وكشف التقرير عن رسو عطاء على إحدى الشركات الإسرائيلية، لتركيب منظومات كشف الدخان والحرائق والإنذار والاطفاء  في ملاعب فولغوغراد ونينزني نوفوغراد، بقيمة مليوني دولار. ونقل التقرير عن أحد ملاك الشركة قوله إنهم يحاولون اختراق السوق الروسية منذ عام2000 .
في السياق ذاته ذكر التقرير أن هناك شركة إسرائيلية أخرى تساهم في نقل وقائع البطولة الى العالم، بعد أن قامت بتطوير الأجهزة والتكنولوجيا التي تمكن من نقل البث الحي عبر الشبكات الخليوية. وحسب التقرير فقد قامت هذه الشركة بنشر 300 جهاز إرسال في المدن التي تستضيف المباريات، وهو أكبر عدد من هذه الأجهزة الذي تم نشره في أي بطولة رياضية.
وذكر أن شبكات تلفاز ووكالات أخبار كبرى مثل سكاي وفوكس ورويترز وإي بي وأخرى، تستعمل أجهزة الشركة الإسرائيلية، كما انها نشرت طواقم  في الميدان لتوفر الدعم اللوجستي والتكنولوجي للمستخدمين. ويشير التقرير أن هذه الأجهزة توفر للمشاهدين التقاط  البث بجودة  الـ «فور كي».
يشار إلى أن إسرائيل التي أخفق منتخبها في بلوغ المشاركة في كأس العالم، تلقت صفعة كروية قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة الأشهر في العالم، حين رفض المنتخب الأرجنتيني بقيادة نجمه ليونيل ميسي، اللعب وديا مع منتخب إسرائيل، في أحد ملاعب مدينة القدس، وقرر عدم الوصول إلى إسرائيل، عقب احتجاجات فلسطينية رسمية، وكذلك احتجاجات من منظمات دولية مساندة للفلسطينيين.
ودفع ذلك وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان للسخرية من تعادل منتخب الأرجنتين في أولى مبارياته في المونديال مع المنتخب الآيسلندي. وكتب ليبرمان في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر «: «كان ينقصهم (الأرجنتينيين) التدرب في مباراة ودية أمام إسرائيل».

إسرائيل تغطي فشل منتخبها في الوصول للمونديال بالحديث عن المشاركة عبر «بوابة التكنولوجيا»

السلطات المغربية تمنع مؤتمراً دولياً حول الحريات الفردية

Posted: 21 Jun 2018 02:22 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: بعد شد وجذب وتراجعات مفاجئة وسحب مقرات منعت السلطات المغربية الندوة الدولية حول «الحريات الفردية في ظل دولة الحق و القانون» التي أعلنت عن تنظيمها مجموعة الحريات والديمقراطية التي يرأسها رجل الإعلانات المشهور نور الدين عيوش ، وذلك وفق ما جاء في بلاغ صادرعن المجموعة مساء أول أمس. وقال البلاغ: «تتأسف مجموعة الحريات والديمقراطية أن تعلن لكم أن الندوة الدولية ليومي الجمعة و السبت 22و 23 حزيران/ يونيو قد تم منعها من طرف السلطات المغربية. نتقدم باعتذارنا للمشاركين و لكل الديمقراطيين في بلادنا».
وأثارت الندوة بشكل مفاجئ ردود فعل قوية رغم أن المجموعة أعلنت عن تنظيمها منذ أسابيع خلت ونشرت برنامجها الذي يضم أسماء أكاديميين ونشطاء في المجتمع المدني و فاعلين سياسيين من تونس والمغرب والجزائر و فرنسا ومصر. وتتابعت أشكال محاصرة الندوة بشكل متسارع بدءاً من البلاغ الذي أعلنت فيه مؤسسة آل سعود التي يوجد على رأسها أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن المؤسسة لم تمنح مقرها للمجموعة من أجل تنظيم الندوة معتبرة أن ما تم تداوله هو خبر زائف، ليتلوه منع آخر من الفندق الذي أعلنت المجموعة أنها ستنقل أشغال الندوة إليه كتحدٍ للإرباك الذي خلقه قرار المؤسسة و تشبث بتنظيم الندوة في وقتها المحدد سلفا وفق ما صرح به عيوش ، غير أن المنظمين تفاجأوا بأن إدارة الفندق لم تكتف فقط بالاعتذار عن احتضان الندوة بل نشرت ذلك في بلاغ رسمي ، وهو الأمر الذي أٌثار تساؤل فاعلين مدنيين استغربوا غلق المنافذ عن الندوة بل واللجوء لبلاغات رسمية عوض الاكتفاء بالاعتذار و التراجع، هذا قبل أن تعلن في نهاية المطاف المجموعة في بلاغ لها أن السلطات قررت منع الندوة ، وبه يكون قد تجلى سبب حصار المقرات .
مواضيع الحريات الفردية والمساواة بين الجنسين وحرية المعتقد ( وهي ما كانت تعتزم الندوة الخوض فيه) غالبا ما تثير جدلا في المغرب عبرالنقاش الذي تحفل به وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي و ينخرط فيه فاعلون محسوبون على الصف الرسمي و آخرون أصحاب رأي ونشطاء مستقلون حقوقيون ومدنيون ، وحسب ما أفاد به منظمو الندوة فهذه ليست أول مرة يقدمون على تناول هذه المواضيع بل سبق إثارتها في أكثر من مناسبة واحتضنتها مقرات بما فيها مؤسسة آل سعود وهو ما جعلهم يستغربون للطريقة التي تراجع بها في البداية بعض المسؤولين عن المشاركة ومن ضمنهم محمد أوجار وزير العدل ونبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية .. وهو ما علق عليه عيوش بالقول : «ما برر به البعض تراجعه هو كذب ولدينا إثباتات، ليست لديهم الشجاعة ليقولوا السبب الذي دفعهم للتراجع حقيقة» .
وفي الوقت الذي أثار مسلسل المنع المتدرج استغراب العديدين، خرج وزير الدولة لحقوق الإنسان لتبريره قائلاً :» من حق جميع المواطنين، أن يناقشوا كافة المواضيع التي يرونها ، لأن ذلك من الحريات المضمونة التي لا حق لأحد في مصادرتها، غير أنه ينبغي للجميع أن يضع في الاعتبار أن الدستور الذي أطر حرية التعبير هو ذاته الذي نصّ على الثوابت الجامعة التي يتبوأ فيها الدين الإسلامي الصدارة»، مضيفاً «أي حوار في هذا الموضوع وغيره من المواضيع ذات الحساسية الخاصة ، والتي تثير اهتمام عموم المواطنين و يمكن أن تترتب عليها ردود أفعال متباينة، تنبغي مناقشتها بمسؤولية بعيداً عن المزايدات و أساليب الإثارة التي اعتدناها من بعض الخائضين في مواضيع من قبيل مواضيع الحريات الفردية» .
الحقوقية خديجة الرياضي، استنكرت هذا المنع واعتبرته «منعا تعسفيا» و»تضييقا» على حرية الاجتماع السلمي وحرية التعبير التي يكفلها الدستور والتزامات المغرب في مجال الحقوق السياسية والمدنية ، قائلة لـ»القدس العربي» أن منع الندوة هو أحد مظاهر الردة الحقوقية التي يعرفها المغرب وهي من بين الأساليب التي تلجأ إليها السلطة لتكريس سياسية الخطوط الحمر .
«حساسية» الموضوع نجمت عنها تعليقات متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي و «منابر إعلامية» هاجمت بشكل حاد موضوع الندوة وبشكل خاص نور الدين عيوش و اعتبرها بعض المنتمين لمجموعة الحريات الديمقراطية أنها تشكل تأليباً للرأي العام على الندوة و رئيس المجموعة و بأنها تحاول شخصنة الندوة و الصراع وعزله من خلال الاتهامات و السب و الشتم الذي تم إطلاق العنان له من دون حسيب ولا رقيب ، ومن خلال عناوين بعض الصحف التي ادعت أن الندوة تستضيف مثليين في حين يقول المنظمون أن برنامج الندوة ليست فيه أية إشارة لمشاركة مثلي أو مثليين بهذه الصفة ، وأن ما راج في إحدى الصحف له طابع تحريضي ضد الندوة و رئيس المجموعة .
في حين لم يستعبد مصدر رفض الكشف عن إسمه ، أن يكون من ضمن أسباب المنع المواقف التي عبّر عنها عيوش مؤخراً بخصوص قضية الصحافي توفيق بوعشرين، بعد حضوره الندوة الفكرية التي نظمتها «لجنة الحقيقة و العدالة في قضية الصحافي بوعشرين» و إدلائه بتصريحات اعتبر فيها أن القضية سياسية وبالرغم من أنه لا يبرئ و لا يدين بوعشرين من المنسوب إليه فالحجم الذي أخذته القضية يوحي بوجود خلفية سياسية ، معلقا أن «الدولة أصبحت تقوم بالسينما»، وهو الأمر الذي يرى مصدرنا أن السلطات لم تستسغه من حقوقيين ورجال قانون حضروا الندوة وتمت مهاجمتهم بعدها، فبالأحرى أن تستسيغه من رجل معروف بقربه من دوائر القرار ومن القصر، أما بخصوص دفاعه عن الحريات الفردية و نشاطه المدني في هذا المجال، يقول المصدر، فعيوش فهو وإن كان محط انتقاد من طرف تيار في المجتمع المغربي فهو لم يكن يوما سبب غضب السلطة عليه. والندوة الممنوعة مؤخراً التي وافقت بداية مجموعة من المسؤولين الرسميين على حضورها ثم تراجعوا عن ذلك لم يكن ليوافقوا في الأصل لو أنهم بلغهم أو شكوا في أنها يمكن أن تثير غضبا أو تمنع ، إضافة للطريقة التي تم بها التراجع من قبلهم ومن قبل المقرات فهي لا تبدو عادية ، مضيفا أن النقاش المثار حول اعتراض «المحافظين « و»السلفيين» هو هامشي و يثار دائما ويتم استعماله ، رغم جدية البعض في طرحه ، أحيانا كثيرة لتمويه قضايا وحقائق أخرى.

السلطات المغربية تمنع مؤتمراً دولياً حول الحريات الفردية

سعيدة الكامل

وزير الدفاع الأمريكي: كوريا الشمالية لم تبدأ في خطوات لنزع السلاح النووي

Posted: 21 Jun 2018 02:21 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إنه «ليس على علم» بأى خطوات اتخذتها كوريا الشمالية لنزع السلاح النووي في أعقاب القمة التاريخية بين الرئيس دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وقال عندما سئل عما إذا كانت هناك أى مؤشرات عسكرية بأن كوريا الشمالية فعلت شيئا لنزع السلاح النووي «لست على علم بذلك»، مؤكدا أنه لا يتوقع ذلك في الوقت الحاضر لأن المفاوضات التفصيلية لم تبدأ بعد.
وألتقى ترامب وكيم في سنغافورة في الأسبوع الماضي، ووقعا على بيان مشترك تلتزم فيه كوريا الشمالية في العمل على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، ولم يتضمن البيان أى تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك، بما في ذلك عدم وجود جدول زمني للتفكيك النووي وخطوات التحقق.
واعلن بعد القمة ان كوريا الشمالية لم تعد تشكل تهديدا نوويا على الرغم من أن الشروط المحددة للاتفاقية ما زالت غير واضحة، وقد حددت الوثيقة أن وزير الخارجية مايك بومبيو سيكون المفاوض الأمريكي الرئيسي في المستقبل.
وقال ماتيس: «تنسيق وثيق معتاد ومستمر، نحن نمهد للمستقبل، كل شئ يسير على ما يرام بيننا وبين جمهورية كوريا، وبالتحديدبين رئيس هيئة الاركان المشتركة ونظيره في كوريا»
واجتمع ماتيس مع مستشار الأمن القومي جون بولتون في مقر وزارة الدفاع لبحث التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بعد أن أعلنت الولايات المتحدة تعليقها للتدريبات تمشيا مع إعلان ترامب في القمة.
ولدى سؤاله عن تأثير التعليق على الاستعداد العسكري، قال ماتيس «سنقوم بتصنيف كل شئ»، مشيرا إلى أنه يحتاج إلى فرز الأمور قبل التحدث عنها، وأضاف أن المناقشات حول استعادة جثث الجنود الأمريكيين ما زالت مستمرة مع الطرف الكوري علما بأن بيان ترمب ـ كيم قد تعهد باستعادة رفات أعضاء القوات الأمريكية المسلحة الذين قتلوا في الحرب الكورية.
ويقدر البنتاغون أن هناك 7700 أمريكي لم يتم التعرف على مصيرهم في الحرب التى تعتبر مستمرة من الناحية الفنية لأنها انتهت بهدنة في عام 1953.

وزير الدفاع الأمريكي: كوريا الشمالية لم تبدأ في خطوات لنزع السلاح النووي

رائد صالحة

قوات الاحتلال تهدم منزل أسير في جنين وتشرد عائلته.. وإسرائيل تسعى لحرمان أهل القدس من مقاضاة شرطتها

Posted: 21 Jun 2018 02:21 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلا لعائلة أسير فلسطيني اتهمته بتنفيذ عملية دهس طالت إسرائيليين في وقت سابق، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة، فيما قامت تلك القوات أيضا بتنفيذ حملات اعتقال واسعة النطاق في الضفة الغربية، في الوقت الذي كشف فيه النقاب عن سعي إسرائيلي لمنع أهل القدس الشرقية، من ملاحقة أفراد الشرطة، الذين ينفذون بحقهم اعتداءات خطيرة.
وطالت عملية الهدم التي نفذتها قوات الاحتلال منزل الأسير علاء راتب قبها (26 عاما)، الواقع في بلدة برطعة جنوب مدينة جنين شمال الضفة، وهي بلدة معزولة خلف الجدار الفاصل. ودخل الكثير من الآليات العسكرية الإسرائيلية البلدة، وقامت على الفور بمداهمة منزل الأسير قبها الذي تتهمه بتنفيذ عملية دهس في شهر مارس/ آذار الماضي، عند حاجز عسكري قريب من بلدة يعبد.
والمنزل الذي جرى هدمه عبارة عن شقة تقع في عمارة سكنية للعائلة، ويؤوي 12 فردا من أسرة الأسير قبها، وجاءت العملية بعد أن أعطت قوات الاحتلال العائلة مهلة دامت لعدة أيام قبل تنفيذ عملية الهدم، التي جعلت الأسرى بلا مأوى.
وتنفي عالة الأسير قبها ادعاءات الاحتلال بأن يكون دافع عملية الدهس هو تنفيذ هجوم، وتؤكد أنه حادث سير عادي، وأن المحكمة الإسرائيلية التي تنظر في القضية رفضت التعاطي مع المحامي، وثبتت قرار الهدم.
وفور دخول قوات الاحتلال البلدة اندلعت مواجهات عنيفة، قام خلالها الشبان برشق جنود الاحتلال بالحجارة، ما أدى إلى إصابة أحد الشبان برصاصة معدنية، فيما أصيب آخرون بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.

توسيع المداهمات والتفتيش

إلى ذلك شهد يوم أمس توسيع قوات الاحتلال لنطاق عمليات المداهمة والتفتيش، وكذلك عمليات الاعتقال في الضفة الغربية. ومن مدينة بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال ستة شبان، بينهم أشقاء، بعد مداهمة منازل عوائلهم. واعتقلت مواطنين اثنين من بلدة بيت أمر، القريبة من مدينة الخليل جنوب الضفة، من بينهم أسير محرر. كذلك اعتقلت فجر أمس شابين آخرين من قرية اللبن الشرقية قرب مدينة نابلس شمال الضفة، بعد حملة تفتيش، إضافة إلى اعتقال مواطنين آخرين من بلدة حوارة جنوب نابلس.
وشهدت عمليات المداهمة أيضا اعتقال ناشطين من مدينة القدس المحتلة، وهما رئيس نادي جبل الزيتون، عضو اتحاد كرة القدم الفلسطيني سابقا، وعبد الله الكسواني، بعد دهم منزله، في حي الطور المطل على القدس القديمة.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت قبل ذلك الناشط والكاتب المقدسي راسم عبيدات (60 عاما) من سكان حي جبل المكبر، بعد دهم منزله، وقال نجله إنه تلقى اتصالا هاتفيا من مخابرات الاحتلال، أبلغ خلاله انه قيد الاعتقال. واعتقلت عبيدات وهو أسير محرر، يوم الإثنين الماضي خلال مشاركته في احتفال اليوم الوطني لروسيا في أحد فنادق القدس. وذكرت مصادر محلية أن عدد المعتقلين بلغ 20، بتهمة المشاركة في فعاليات شعبية ضد الاحتلال.
وفي السياق، قام مستوطنون متطرفون برشق سيارات الفلسطينيين المارة على حاجز حوارة بالحجارة، بعد أن تجمهروا بالقرب منه.
وقطع مستوطنون آخرون بحراسة جيش الاحتلال، الطريق الرابطة بين قريتي زعترة وسكاكا شرق سلفيت في محاولة منهم لمنع المواطنين من المرور.

اقتحامات جديدة للأقصى

واقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، التي وفرت لهم الحماية الكاملة من لحظة الاقتحام، حتى خروجهم من باب السلسلة.
من جهتها طالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي، والمنظمات والهيئات الدولية وعلى رأسها «اليونسكو»، بتحمل مسؤولياتهم تجاه العدوان الاحتلالي المستمر على الحرم الإبراهيمي الشريف. وحذر المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، من مغبة تنفيذ ما أعلن عنه مستوطنون بإقامة حفل موسيقي داخل الحرم الشريف، بالتزامن مع افتتاح مركز لشرطة الاحتلال في الحرم، مؤكدا أن ذلك يعد «اعتداءً فظيعاً على هذا المسجد الإسلامي، وتدنيسا لقدسيته». وحمل حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة عن هذا الاعتداء السافر، الذي يضاف الى سجل الاعتداءات الاحتلالية الأسود ، بحق شعبنا وأرضه ومقدساته.

مخطط لمنع أهل القدس من مقاضاة الشرطة

جاء ذلك في الوقت الذي كشف فيه النقاب عن سعي حكومة إسرائيل لتعديل قانون يهدف إلى منع سكان القدس الشرقية من مقاضاة شرطة الاحتلال، ولا سيما أفراد حرس الحدود. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن وزير الامن الداخلي جلعاد اردان، يعمل على إدخال هذا التعديل القانوني، لمنع المقدسيين من الحصول على تعويض في حال تسبب لهم هؤلاء بأضرار جسدية أو مادية طالت ممتلكاتهم خلال أعمال شرطة الاحتلال. وأضافت الصحيفة أن اردان ينسق ذلك مع النيابة العامة ووزيرة العدل اييليت شاكيد. حيث يتوقع أن يطرح التعديل القانوني خلال الأسابيع المقبلة.
وحسب الصحيفة فإن اردان يسعى إلى منح حصانة للشرطة من دعاوى تعويض أسوة بجنود جيش الاحتلال، علما أن الشرطة تتمتع بهذه الحصانة «خارج الخط الأخضر»، والمقصود بها مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
ونقل عن الوزير الإسرائيلي قوله «إن محاربي ومحاربات حرس الحدود يوجدون في الصفوف الأمامية للتصدي للإرهاب ويعملون على حماية الدولة ومواطنيها».
ويتردد أن الشرطة الإسرائيلية واجهت في السنة الأخيرة نحو 10 دعاوى قدمها مقدسيون، أكدوا فيها أنهم تضرروا نتيجة عمل قوات «حرس الحدود»، ويتوقع أن تواجه أجهزة الاحتلال موجة دعاوى قضائية من جانب مقدسيين، وذلك في أعقاب المواجهات التي وقعت بينهم وبين قوات الاحتلال في القدس في السنوات الأخيرة.

قوات الاحتلال تهدم منزل أسير في جنين وتشرد عائلته.. وإسرائيل تسعى لحرمان أهل القدس من مقاضاة شرطتها
حملة اعتقالات طالت 20 فلسطينيا والمستوطنون واصلوا الاعتداءات على الأقصى

وزارة الإعلام الفلسطينية تطالب الاتحاد الدولي للصحافيين بالتحرك لمنع قانون إسرائيلي ضد الصحافيين

Posted: 21 Jun 2018 02:21 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: طالبت وزارة الإعلام الفلسطينية، الاتحاد الدولي للصحافيين، بالعمل على حماية الصحافيين الفلسطينيين، في أعقاب إقرار الكنيست الإسرائيلية، بالقراءة التمهيدية، مشروع قانون يحظر توثيق ممارسات جنود الاحتلال خلال أداء «المهام العسكرية»، ومعاقبة من يصورهم وينشر صورهم بالسجن خمس سنوات.
ودعت وزارة الاعلام في رسالة وجهتها للجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحافيين، رئيس الاتحاد فيليب لوروت، وأعضاء اللجنة التنفيذية، لـ «اتخاذ خطوات عملية» لحماية الصحافيين الفلسطينيين، من هذا القانون الذي وصفته بـ «العنصري».
وقالت إنه يعني عمليا استهداف كل العاملين في الإعلام في فلسطين، ومنعهم من العمل، لافتا إلى أن هذا الأمر «يشكل مخالفة لكل القوانين العالمية التي تكفل حرية العمل الصحافي، ويتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي (2222)، الذي يوفر الحماية للصحافيين، ويمنع إفلات المعتدين عليهم من العقاب، ويطلق يد الجنود لتنفيذ اعتداءات إرهابية ضد أبناء الشعب الفلسطيني».
وأشارت إلى ان توقيت مشروع القانون بعد تسريب تسجيل مصور في أبريل/ نيسان الماضي، يرصد جنودا إسرائيليين على إحدى التلال المحيطة بقطاع غزة وهم يقنصون متظاهرين فلسطينيين، ويفرحون بإصابة أحد الأطفال، وعقب تبرئة الجندي القاتل إليئور أزاريا، وهو يعدم الشهيد عبد الفتاح الشريف، في مدينة الخليل «يستدعي تحرك الاتحاد على أوسع نطاق، لإجبار دولة الاحتلال على الالتزام بالقوانين الدولية التي تضمن حرية العمل الإعلامي، وتمنع استهداف الصحافيين، وتقدم ضمانات لحمايتهم».
وأضافت: «ان القانون الذي طرحه عضو الكنيست روبرت إيلتوف من حزب «يسرائيل بتينا»، بدعم من رئيسه وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان «يأتي للتعتيم على جرائم الجيش بحق أبناء شعبنا، ويطال كافة العاملين في الإعلام المحلي والأجنبي، ويسعى لإرهابهم».
وأكدت الوزارة أن الصحافيين الفلسطينيين يواجهون «عدوانا متكررا»، ويدفعون ثمنا باهظا خلال تنفيذ رسالتهم المهنية، لافتا إلى فقدان الأسرة الصحافية شهداء سقطوا بنيران الاحتلال، وآخرهم في غزة ياسر مرتجى، وأحمد أبو حسين، عدا عن جرح واحتجاز وإعاقة عمل العشرات منهم.
وأعادت التذكير أنه في في مايو/ أيار الماضي، سجلت 106 حالات انتهاك ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق 92 صحافيا، و4 انتهاكات بحق مؤسسات إعلامية، و6 أخرى بحق طواقم إعلامية.

وزارة الإعلام الفلسطينية تطالب الاتحاد الدولي للصحافيين بالتحرك لمنع قانون إسرائيلي ضد الصحافيين

محكمة مغربية تؤجل النظر في قضية الناشط في حراك الريف المرتضى أعمراشن

Posted: 21 Jun 2018 02:19 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أصدرت محكمة مغربية من الدرجة الثانية في مدينة سلا قراراً بتأجيل النظر في قضية الناشط في حراك الريف المرتضى أعمراشن وحددت محكمة الاستئناف في المدينة القريبة من الرباط، يوم 11 من شهر تموز/ يوليو المقبل، موعداً لإعادة النظر في قضية أعمراشن، بعدما تقدم دفاعه بطلب استئناف الحكم الصادر في حقه نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، والقاضي بسجنه خمس سنوات.
واستفاد أعمراشن، الذي كان يتابع في حالة اعتقال قبل الحكم عليه، من السراح المؤقت تزامنا مع وفاة والده، إذ تم منحه في البداية رخصة استثنائية للسماح له بمغادرة سجن الزاكي مؤقتا لحضور جنازة والده، قبل أن يقرر قاضي التحقيق، في الوقت نفسه، بناء على ملتمس النيابة العامة، متابعته في حالة سراح مع إخضاعه للمراقبة القضائية.
وحقق المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية DST) مع إعمراشن لمدة 11 يوما، قبل إحالته على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الرباط، الذي أحاله على قاضي التحقيق. وبالرغم من متابعته بتهم تتعلق بالإرهاب، فإن المرتضى إعمراشن عرف بدفاعه عن العلمانية وانفتاحه على «الملحدين» و»غير المتدينين»، وأثارت مواقفه الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.

محكمة مغربية تؤجل النظر في قضية الناشط في حراك الريف المرتضى أعمراشن

مصر وكرة القدم

Posted: 21 Jun 2018 02:19 PM PDT

الكاتب ياسر أيوب المعروف لدى القراء بمقالاته في كرة القدم وأيضا بمقالاته في شؤون الحياة المصرية الاجتماعية والسياسية هو من الصحافيين الكبار الذين يجعلون بين الثقافة والصحافة رباطا كبيرا، بل يقرر في كل ما يكتبه إنه لا عمل في الصحافة بدون ثقافة عميقة.
سبق لياسر أيوب أن أصدر كتابا منذ حوالي عشرين عاما بعنوان «الانفجار الجنسي في مصر» كان ولا يزال فريدا في بابه اجتماعيا ونفسيا وسياسيا. ياسر أيوب أصدر أخيرا كتابا بمثابة ملحمة عن تاريخ مصر والرياضة، على هدى الحديث عن كرة القدم المصرية في التاريخ المصري الحديث. لا شك في أن ياسر أيوب أمضى في هذا الكتاب سنوات طويلة في البحث لا يذكرها، وإن قال إنه أنفق فيه وقتا طويلا.
الكتاب يقع في خمسمئة وستين صفحة من القطع الكبير وثلاثة وثلاثين فصلا كبيرا، يبدأها المؤلف بشكر كبير لكل من كتبوا في الموضوع من قبله أجانب أو مصريين، ويذكرهم بالاسم عبر أكثر من مئة سنة سابقة. لنقطع معه بعد ذلك رحلة طويلة غنية بالتحليل السياسي والاجتماعي مع كرة القدم ومصر. اللعبة التي أجبرت الأغنياء على الاعتراف بها، بعد أن مارسها الفقراء في الشوارع متأثرين بالجنود البريطانيين. وعلى عكس ما يقال أن انتشار اللعبة كان بسبب مقاومة الإنكليز يقول، إن هذه خرافة فاللعبة انتشرت لسببين رئيسيين، أولهما يتعلق بالمصريين أنفسهم الذين حرموا من الألعاب كثيرا على طول التاريخ. والسبب الثاني يتعلق باللعبة الجميلة السهلة الرخيصة التي لا تكلف لاعبيها شيئا. أما الإنكليز فشجعوا المصريين عليها مادامت ستأخذهم بعيدا عن المطالبة بحقوقهم. ويعود إلى التاريخ منذ أيام الفراعنة حتى العصر الحديث فقد كانت هناك ألعاب مقدسة لا يمارسها الشعب خاصة بالملوك، وألعاب ساذجة للناس، كما كانت ألعاب أطفال الملوك والأمراء تختلف عن ألعاب أطفال الشعب. واستمر الأمر مع استعراضه لهذه الألعاب المسموح بها والممنوعة مرورا بالتاريخ اليوناني والروماني ثم المسيحي، حيث لم تكن للمسيحية عناية بالألعاب باعتبارها ديانة روحية، بل كانت لعبة مثل المصارعة مثلا تذكرهم بما كان يفعله بهم الرومان من إلقاء المتصارعين للأسود في الملاعب، فضلا عن أنها لعبة للجسد وليست للروح، وكيف أن الكنيسة منعت في العصر الحديث اللعب أيام الآحاد حتى وقت قريب.
كل العصور بعد ذلك، الإسلامية عربية أو طولونية أو أخشيدية أو فاطمية أو أيوبية أو مماليك أو عثمانيين، لم تترك للشعب اللعب إلا في الموالد والاحتفالات الدينــــية، وعادة ما تكون ألعابا رثة ذكرها إدوارد وليم لين وغيره، بينما ظلت سباقات الخيول والعربات والمبارزات ألعاب الملوك والأمراء. ولم تكن لعبة كرة القدم هي الوحيدة التي حملها الإنكليز إلى مصر، بل حملوا معهم ألعابا مثل التنس والاسكواش والبــــولو، لكن هذه الألعـــاب فازت بها الطبقات الراقية وتُركت كرة القــــــدم للصعاليك في الشوارع.
وكما كان المصـــــريون ينقسمون إلى فقراء وأغنياء، كان الإنكليز ينقسمون إلى ضباط وجنود، وكانت لعبة كرة القدم للجنود في المعسكرات والشوارع، ومنهم أخذها المصريون. ظلت لعبة كرة القدم لوقت طويل لعبة يخجل منها الأغنياء في مصر.
لقد تعلم المصريون اللعبة، وكما حدث في أمريكا الجنوبية، أضافوا إليها فن التغزيل والتكسير بالكرة أي المهارات الفردية. كرة القدم مشت مع الإنكليز في العالم كله، لكن ليس كل العالم أحبها، ففي الهند المحتلة وجدوها لا تتناسب مع العقائد الهندوسية، وأحبوا الكريكيت مثلا. لقد تعلم المصريون كرة القدم من الإنكليز كما تعلمها أهل أمريكا اللاتينية وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وغيرها من البلاد التي يصل إليها الإنكليز عبر الموانئ وليس ضروريا أن يكونوا مستعمرين لها. وليس ضروريا أنها كانت سلاحا في مواجهة الاستعمار. وفي مصر عام 1895استطاع محمد أفندي ناشد لاعب الكرة الهداف الرائع أن يشكّل أول فريق مصري بعنوان «التيم المصري» لا بعنوان من عناوين الفرق المنتشرة في شوارع البلاد مثل «الأسد المرعب» أو «فريق الشجعان» أو غيره من الألقاب. واستطاع أن يلعب في مواجهة الفريق الإنكليزي لا ليثور عليهم، ولكن ليثبت لهم أنهم رغم تعلمهم اللعبة منهم فقد تفوقوا عليهم. لقد قرر اللورد كتشنر الحاكم البريطاني أول القرن الماضي أن تصبح لعبة كرة القدم أساسية في المدارس المصرية، وبهذا بدون أن يدري جعل منها اللعبة الشعبية الأولى في مصر. كان يقصد إلهاء الناس بها لكنها جمعتهم حولها وشيئا فشيئا دخلها الأغنياء ودخلت النوادي التي كانت للصفوة. وفي عام 1913 شهدت مصر أول بطولة رسمية لها في كرة القدم. شهد هذا العام بناء أول محطة مصرية لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، وغير ذلك من تطورات في الحياة، وهكذا يربط ياسر أيوب دائما بين اللعبة والنهضة المصرية في كل جوانبها، ويمشي مع ظهور النوادي ومجهود الباشوات الكبير في ترويج اللعبة، ويتابع اللعبة في زمن الحرب العالمية الأولى وما بعدها وزمن الحرب العالمية الثانية وما بعدها حتى اليوم، وكيف نشأ اتحاد الكرة بعد زيادة النوادي واحدا بعد الآخر، حيث أنشأت مصلحة السكة الحديد أول ملعب كرة حقيقي تملكه في منطقة جزيرة بدران، وأسس الباجوري باشا أول ناد مصري في الإسكندرية وتأسس النادي الأهلي ثم الزمالك، وبدأ تنظيم بطولات كرة القدم في المدارس وتداخلت اللعبة مع السياسة بعد ثورة يوليو/تموز 1952 لكنه لا ينسى وهو يقف عند الأحداث الكبيرة أن يدخل في التفاصيل الصغيرة مثل لهجات المصريين التي تأثرت بالمفردات الإنكليزية فقالوا «جول» بدلا من هدف و«بنالتي» بدلا من ضربة جزاء و«ريفري» بدلا من الحكم ثم راحت العامية تلعب بدورها فصار الجول «جون» والبنالتي «بلن» والريفري «رِف» وهكذا، ما كان مدعاة لدراسات لغوية لبعض أساتذة اللغويات في العالم.
الكتاب لغته ممتعة لا زيادة ولا ثرثرة، رغم صفحاته التي تزيد عن خمسمئة صفحة، وبقدر ما يحتفي بالكرة وتاريخها يحتفي بروادها الذين يضيق المقال عن أسمائهم مثل حسين حجازي في وقت مبكر للغاية مع بداية القرن العشرين إلى اليوم ونجومه. كما يضع بين يديك كثيرا جدا من الصحف التي اندثرت والكتاب الذين ربما نسيناهم أو لم تعد كتبهم تطبع، وتابعوا هذه اللعبة لكن ياسر أيوب يذكرهم بكتاباتهم الجميلة وآرائهم التي مهما اختلف مع بعضها يعطيها حقها من الاحترام. هذا كتاب يحتاج إلى أكثر من مقالة. عظمته في جهده البحثي وآرائه ولغته التي ليست غريبة على كاتب مثل ياسر أيوب مثقف كبير وأحب أن أهديه للقارئ هذه الأيام، خاصة بعد خسارة فريقنا في كأس العالم فمنه نعرف تاريخ اللعبة وتاريخ بلادنا وما وصلنا إليه من مكسب أو خسارة في الكرة أو في الحياة.

٭ روائي مصري

مصر وكرة القدم

إبراهيم عبد المجيد

أفلام مصرية تحت الطلب ونجوم يتأهبون لحرب باردة

Posted: 21 Jun 2018 02:18 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي» : حالات التأهب التي يعيشها نجوم السينما المصرية في مراحل كثيرة من العام هي أقرب إلى الأزمات النفسية والعضوية منها إلى الإبداع والمعايشة الفنية، فالنجم أو النجمة عادة ما يسجن كل منهما نفسه داخل الأجواء التنافسية الصعبة، خاصة إذا كان ما يقوم بتصويره عملاً مهماً ينتظر أن يشارك في مهرجان أو يدخل في مارثون موسمي كبير يتم التعويل عليه في إثبات الوجود الفني والتأثير الجماهيري، ومن آيات ذلك المواسم الرئيسة التي تكون اختباراً حقيقياً لوضعية النجم والنجمة ومكانتهما وتأثيرهما الجماهيري على نطاق واسع محلياً ودولياً.
فالمهرجانات والأعياد عادة ما تمثل ذروة التحدي للنجوم أمام أنفسهم وأمام جمهورهم، وبناءً عليه تتميز المناسبات المهمة بحيثيات فوق العادة من نواح كثيرة، منها الدعاية وتنفيذ الأفيشات واختيار مواضع وأماكن البروز في الشوارع وواجهات دور السينما، وقد ظلت هذه الاستعدادات لعقود طويلة وما زالت تشكل ملامح المواسم في هدوئها وصخبها وأزماتها، فالصراع على كتابة أسماء الأبطال وترتيبها، حسب الدور والمكانة والنجومية لا يزال مستمراً، وقد شهدت الساحة الفنية معارك كثيرة بين الأبطال إزاء هذه القضية كانت أشهرها معركة نبيلة عبيد وحسين فهمي في فيلم «قصاقيص العشاق»، الذي عرض منذ عدة سنوات وتسببت عملية ترتيب الأسماء في أزمة كبيرة بينهما.
وأيضاً تدخل المتابعة الدقيقة للإيرادات في شباك التذاكر وقياس المؤشرات في أيام الأعياد الأولى، وما بعدها ضمن الترتيبات وبالطبع تلعب الأرقام دورها في الدلالات الحسابية لتمييز فيلم عن فيلم ونجم عن نجم آخر، وفي هذا الإطار تبذل محاولات مضنية لاستقطاب النسبة الأعظم من جمهور المشاهدين ويتم التركيز في الدعاية على التوابل الحريفة لجذب الشريحة الأكبر من الشباب والصبية كونهم يمثلون حجر الزاوية في مسألة الإيرادات ومعدلاتها الرقمية.
ولا شك أن ذلك يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأسماء بعض النجوم من أصحاب الحظوة الجماهيرية والشعبية الكاسحة مثل أمير كرارة الذي يدخل السباق بفيلمه الجديد «حرب كرموز» مع محمود حميدة وغادة عبد الرازق ومصطفى خاطر، ينافسه على كعكة العيد، حسن الرداد، الذي يجرب حظه في الكوميديا بفيلم «قلب أمه» مع دلال عبد العزيز وشيكو وهو الرهان نفسه على شريحة الشباب من مرتادي السينما في أيام العيد وهواة الإقبال على الأفلام المضحكة.
البطولة المطلقة تتزعمها أيضاً غادة عبد الرازق، التي تتصدر شباك التذاكر كعنصر نسائي مهم في فيلم آخر هو «كارما» أمام عمرو سعد، الذي شاركته البطولة قبل سنوات في فيلم «دكان شحاتة» وحققا سوياً نجاحاً ملحوظاً، ولعل من عوامل الجذب في هذا الفيلم وجود أكثر من بطل وبطلة مهمين يتم التعويل عليهم في ضمان الحد الآمن من النجاح وارتفاع مستوى الإيرادات وهم وفاء عامر وماجد المصري وخالد الصاوي وزينة، ويمثل هذا التشكيل النجومي الفني اتجاهاً لدى المخرج خالد يوسف الذي يؤمن بفكرة البطولة الجماعية ويعمل على تعزيزها وترسيخها كقاعدة ثابتة في عملية تطوير الصناعة السينمائية واستثمارها على نحو مربح ومفيد وهي خطوة إلى الأمام على الطريق الصحيح.
وفي هذا الموسم يأتي أيضاً فيلم «الأبله طمطم» لياسمين عبد العزيز كأحد مقومات تنشيط موسم عيد الفطر الرئيسي بالجرعة الكوميدية مضمونة التأثير، لا سيما في ظل وجود نجوم جدد متميزين في هذا اللون ولهم تجارب ناجحة كان لها الفضل في عودة الابتسامة الحقيقية للجمهور المصري مثل بيومي فؤاد وحمدي الميرغني، والأخير أحد أبطال فرقة «مسرح مصر»، عمل مع الفنان أشرف عبد الباقي، الذي ساهم في صعود عدد كبير من المواهب الشابة ممن تسند لهم الآن بطولات في أفلام ومسلسلات مهمة ويستثمرون كورقة رابحة مضمونة بحسابات المكسب والخسارة ورهانات شباك التذاكر المعتادة في استفادة ذكية من التجربة المسرحية الفريدة.
ومن المتوقع أن تتعدد هذه النوعية من الأفلام الكوميدية الخفيفة بأبطال جدد لتشكل ظاهرة قوية يعتد بها في المستقبل القريب ويعول عليها في تقوية الاقتـصاد الـسينمائي.

7akh

أفلام مصرية تحت الطلب ونجوم يتأهبون لحرب باردة

كمال القاضي

الفنان الفلسطيني محمد بكري يدعو تركيا لمقاطعة إسرائيل

Posted: 21 Jun 2018 02:18 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: بالتعاون مع حملة المقاطعة الدولية في تركيا، شارك الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري ضيفا على مهرجان اسطنبول الحادي عشر للأفلام الوثائقية – دوكيومينتيرست.
وقد اعتُبِرَ بكري ضيف الشرف لمهرجان هذا العام خاصة بعد انسحابه في أبريل/ نيسان الماضي من مهرجان اسطنبول السينمائي بعد علمه بأن الشركة الإسرائيلية (آرت يسرائيل) التابعة رسميا لوزارة الخارجية الإسرائيلية شريكة وراعية ماليا للمهرجان.
وبناء عليه انسحب الفنان بكري من المهرجان بشكل تظاهري مع فريق فيلمه «واجب» للمخرجة «آن ماري جاسر».
على هامش مهرجان اسطنبول، شارك بكري في عدّة ندوات خصصها المهرجان لفلسطين تحت شعار «فلسطين – الحقيقة والمقاومة». وقال بيان صادر عنه إنه لاقى اهتماما إعلاميا واسعا، حيث وُجِّهت له أسئلة كثيرة عن مكانة السينما الفلسطينية، ودور المرأة الفلسطينية.
وتحدّث عن فيلم «زهرة» وعن أفلامه الأخرى «جنين جنين»، وفيلم «من يوم ما رحت»، واستعرض فظاعة الاحتلال وجرائمه، معتبرا صمود الشعب الفلسطيني في وجه غطرسة وعربدة الاحتلال أسطوريا.
وحول سياسة المقاطعة قال إنه على الحكومة التركية أن تقاطع ووقف الاتفاقيات الجارية فوق وتحت الطاولة، وعدم الاكتفاء بمقاطعة الشعب التركي فقط وعلى الصعيدين الشعبي والمؤسساتي. وخلص للتساؤل وإلا ماذا يعني طرد سفير إسرائيل من تركيا وفي الوقت نفسه تُبرم الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية معها.

7akh

الفنان الفلسطيني محمد بكري يدعو تركيا لمقاطعة إسرائيل
في مهرجان اسطنبول للأفلام الوثائقية

المحكمة الاتحادية والانتخابات وفشل الدولة

Posted: 21 Jun 2018 02:17 PM PDT

أنهت المحكمة الاتحادية العليا الجدل المتعلق بالانتخابات، وأصدرت يوم أمس الخميس 21 أيار/ مايو قرارا باتا وملزما للسلطات كافة، يقضي بدستورية أغلب مواد التعديل الثالث لقانون الانتخابات الذي أصدره مجلس النواب العراقي بتاريخ 6 أيار/ ماي 2018، أي القبول بحلول قضاة من مجلس القضاء الأعلى محل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والقيام بمهامها. والقبول بإعادة العد والفرز اليدوي لأصوات الناخبين في جميع المراكز الانتخابية في عموم العراق، وعدت ذلك إجراء تنظيميا لعملية الانتخابات العامة لا يخالف أحكام الدستور. لكنها اعترضت على المادة المتعلقة بإلغاء نتائج انتخابات الخارج لجميع المحافظات، وانتخابات الحركة السكانية لمحافظات (الانبار، وصلاح الدين، ونينوى، وديالى)، وانتخابات النازحين في المخيمات، وانتخابات التصويت المشروط، وانتخابات التصويت الخاص في اقليم كردستان. ووجدت المحكمة إن الغاء هذه النتائج بشكل مطلق، يشكل هدراً لأصوات الناخبين ومصادرة لإرادة الناخبين، وهو يتعارض مع احكام الدستور التي كفلت للمواطن حقه في المساواة، وحقه بالتصويت.
ولكن المحكمة الاتحادية في القرار نفسه أقرت جملة من «المبادئ» التي تناقض «مبادئ» اخرى سبق للمحكمة الاتحادية نفسها، بقضاتها أنفسهم، ان قررتها سابقا، وهي مطمئنة تماما أن التواطؤ الجماعي مستمر، بداية من عدم دستورية المحكمة نفسها، مرورا بقراراتها المسيسة تبعا لإرادة الفاعل السياسي الأقوى، أو استنادا إلى صفقة بين الفاعلين السياسيين الأقوى، وان هذا التواطؤ سيتيح لها تمرير قراراتها مهما كانت بعيدة عن النص الدستوري، بل ومنتهكة له، لاسيما ان هذا التواطؤ ليس تواطؤا داخليا وحسب، بل تواطؤ إقليمي ودولي!
لقد جاء في قرار المحكمة الاتحادية أن عدم مصادقة رئيس الجمهورية لا يمنع من صيرورة القانون نافذا لأن رئاسة الجمهورية لا تملك دستوريا صلاحية نقض القوانين، وإلى أن الدستور العراقي أجاز في المادة (19/ تاسعا)، وفي المادة (129) أن يكون نفاذ القانون من تاريخ التصويت عليه! وهي بذلك تنتهك بشكل صريح أحكام الدستور العراقي الذي أعطى في المادة 73/ ثالثا صلاحية حصرية لرئيس الجمهورية بان «يصادق ويصدر القوانين التي يسنها مجلس النواب، وتعد مصادقاً عليها بعد مضي خمسة عشر يوماً من تاريخ تسلمها». وبعيدا عن مخالفة هذا القرار للنظام الداخلي للمحكمة الاتحادية نفسها الذي يقضي بصلاحيته الحصرية في النظر في القوانين النافذة حصرا، من خلال تعاطيها مع قانون لم يدخل حيز النفاذ بعد! فان المحكمة الاتحادية تعمدت التدليس والخلط بين موضعين مختلفين تماما هما: النفاذ والمصادقة! فالمادة 19/ تاسعا نصت على أن «ليس للقوانين أثر رجعي ما لم ينص على خلاف ذلك»! كما نصت المادة (129) على أن «تنشر القوانين في الجريدة الرسمية، ويعمل بها من تاريخ نشرها، ما لم يُنص على خلاف ذلك»، أي ان المحكمة مارست التدليس الصريح من خلال عدم الإشارة إلى موضوع المصادقة مطلقا، لأنها تعلم تماما انه لا إمكانية لنفاذ أي قانون من دون مصادقة رئيس الجمهورية، او مرور خمسة عشر يوما على تاريخ تسلم رئاسة الجمهورية لهذا القانون!
كما أشار قرار المحكمة الاتحادية إلى ان «مقترح القانون» لا يشترط أن يمر على مجلس الوزراء لكي يتحول إلى «مشروع» قانون! وان المواد 60/ اولا وثانيا من الدستور تجيز ذلك! لكن وبالعودة إلى الدستور سنجد ان المادتين المذكورتين تشيران إلى «مشروعات» القوانين التي يقدمها رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء، وإلى «مقترحات» القوانين التي تقدم في مجلس النواب! لكننا نعرف أيضا أن المحكمة الاتحادية ذاتها، بقضاتها أنفسهم، كانت قد أصدرت في العام 2010 قرارا سابقا، ما زال باتا وملزما للسلطات كافة أيضا، قررت فيه أن «الفقرة (ثانيا ) من المادة (60) من الدستور اجازت لمجلس النواب تقديم مقترحات القوانين عن طريق عشرة من اعضاء مجلس النواب او من احدى لجانه المختصة، ومقترح القانون لا يعني مشروع قانون لأن المقترح هو فكرة والفكرة لا تكون مشروعا ويلزم ان يأخذ المقترح طريقه إلى احد المنفذين المشار اليهما (أي رئيس الجمهورية او مجلس الوزراء) لإعداد مشروع القانون وفق ما رسمته القوانين والتشريعات النافذة إذا ما وافق ذلك سياسة السلطة التنفيذية التي اقرها مجلس النواب» (القرار 43 و 44/ اتحادية/ 2010)! أي أن المحكمة الاتحادية تقول لنا في العام 2010 ان مقترح القانون يلزم أن يتحول إلى مشروع قانون عن طريق رئيس الجمهورية او مجلس الوزراء وبخلافه يعد غير دستوري، بدليل انها نقضت قانونين بهذه الحجة! ثم تعود لتقول في العام 2018 إنه لا مشكلة في تشريع قانون يعتمد على مقترح، وان لا حاجة لكي يتحول هذا المقترح إلى مشروع قانون!
الطريف هنا ان المحكمة الاتحادية ردت على طعن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الذي انصب على عدم اخذ مجلس النواب موافقة السلطة التنفيذية على تشريع القانون رغم انه يكلف مبالغ مالية، بطريقة غير مسبوقة، فقد كان رد المحكمة على هذا الطعن «الدستوري» بالقول: إن مثل هذا الطعن «تختص به الحكومة وليس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات»! فهذا الموضوع كان حاضرا في قرارات سابقة اخرى أصدرتها المحكمة الاتحادية! والأمثلة على هذا التدليس كثيرة؛ فقد قررت المحكمة الاتحادية في قرارها (59/ اتحادية/ 2015) بان أحد مواد قانون التقاعد الموحد «غير دستوري لأن مجلس النواب شرعه ولم يكن بالصيغة المعدة من مجلس الوزراء، ولأن النص المذكور يرتب جنبة مالية على الحكومة»! أي أن المحكمة نفسها لم ترد عمليا على هذا الطعن إلا عبر المراوغة والتهرب الصريحين، من دون ان تنتبه المحكمة إلى ان الدستور نفسه قد أعطى «لذوي الشأن من الأفراد» الحق في الطعن المباشر لدى المحكمة، فكيف لها أن تمنعه عن هيئة رسمية!
لم تكن أزمة الانتخابات، وما صاحبها ونتج عنها من دوران سلطات الدولة جميعها في حلقة مفرغة، سوى مظاهر تعكس أزمة الدولة ومؤسسات بالكامل، وكان من العبث التفكير أصلا بان القضاء بوجه عام، او المحكمة الاتحادية، تقفان خارج إطار هذا الازمة! هكذا لا يمكن التعاطي مع قرار المحكمة الاتحادية سوى على انه تكريس لأزمة الدولة العراقية وفشلها!

٭ كاتب عراقي

المحكمة الاتحادية والانتخابات وفشل الدولة

يحيى الكبيسي

حول علاقة السلطة والمال والتمثيلية السياسية

Posted: 21 Jun 2018 02:16 PM PDT

عاد النقاش بقوة حول الضرر الاقتصادي والسياسي البالغ الذي تحدثه العلاقة الوثيقة والملتبسة بين الثروة والسلطة في المغرب. فحوالي نصف من وضعتهم لائحة فوربيس خلال السنوات الأخيرة في مصاف المليارديرات يشاركون بطريقة مباشرة في الحكم بمناصب سامية. هؤلاء الناس الذين يساهمون إذن بشكل قوي في القرار الاقتصادي المركزي والاستراتيجي، لا يمكنهم إلا أن يتخذوا القرارات التي تذهب في اتجاه مصالح شركاتهم وتنمية ثرواتهم. إنهم رجال أعمال فلا يمكن أن يروا في ممارسة السياسة عملا تطوعيا أو هواية قد تضر بمصالحهم. إنهم واعون حق الوعي أن السياسة نشاط يساعد على تسهيل استثماراتهم وإنعاش أرباحهم. إذا أضفنا لهذا أن طبيعة الاقتصاد السياسي بالمغرب هي طبيعة ريعية، تفهمنا ليس فقط حركة المقاطعة التي انطلقت بالمغرب منذ حوالي شهرين ولكن كذلك عودة النقاش القوي الذي أثارته ـ أي المقاطعة ـ حول مشروعية العلاقة بين السلطة والمال.
كما حدث خلال الربيع المغربي لسنة 2011، شاركت في النقاش أغلب توجهات الرأي العام ومنها اليسار بشقيه البرلماني والجذري وكذلك الحركة الإسلامية سواء تلك القريبة من حزب العدالة والتنمية أو جماعة العدل والإحسان. المواطنون اللامنتمون وهم يمثلون أغلبية نشطاء الشبكات الاجتماعية شاركوا بحماس في النقاش بل إن العشرات منهم على الأقل قد نشروا فيديوهات تدين الترابط اللامشروع بين السلطة والثروة. إن الكثير من هاته الفيديوهات قد قام النشطاء بإنتاجها شخصيا أو في إطار جمعيات.
شارك زعماء سياسيون وطنيون في النقاش كذلك. هكذا نقلت الصحف عن نبيلة منيب الأمينة العامة للاشتراكي الموحد، مطالبتها «بإنهاء الزواج غير الشرعي بين السلطة الاقتصادية والسياسية». كما أنها دعت إلى استقالة الفاعلين الاقتصاديين الكبار من السياسة و«وقف نزيف الريع الاقتصادي والتوزيع غير العادل للثروات التي تسيطر عليها عائلات بعينها». وفي نفس التصريح الذي تابعه حوالي مئة وخمسين ألف من مرتادي الفضاء الأزرق، أكدت القيادية اليسارية أن «النظام السلطوي مازال يراوغنا منذ الاستقلال» إذ يرفض أن يباشر إصلاحات حيوية وعاجلة كالفصل بين السلط. وصفت السيدة منيب النظام «بالمنخور» والراعي للفساد والريع والذي يعيق تقدم المغرب نحو المجتمع الديمقراطي الحداثي والملكية البرلمانية.
من بين القضايا ذات الارتباط بالموضوع والتي نوقشت من لدن الرأي العام تضرر التنافسية الاقتصادية وإذن أغلب رجال الأعمال من السطوة السياسية لبعضهم، وهم قلة قليلة تستعمل علاقات الحظوة التي تتوفر عليها وولوجها لدوائر القرار، للحصول على امتيازات لا يمكن أن يحصل عليها المستثمر المستقل. يصل الأمر أحيانا بهاته القلة الغنية جدا إلى استصدار قوانين على المقاس قد لا تدوم صلاحيتها إلا بدوام الهدف المصلحي منها.
وبمناسبة انتخاب رئيس جديد للباطرونا، أشار بعض المناقشين إلى أن الأنظمة السلطوية ترفض على العموم التعامل بطريقة جدية ومنتجة ديمقراطيا مع الهيئات ذات التمثيلية القوية بما فيها نقابات رجال ونساء الأعمال. وهكذا فإن الاتحاد العام لمقاولات المغرب قد تعرض لضغط رهيب كاد يعصف به أواسط التسعينيات من القرن الماضي لما رفض الوصاية وتشبث بالدفاع عن رجال الأعمال بغض النظر عن طبيعة العلاقة بينهم وبين النظام. نفس اتحاد المقاولات وُضع من جديد تحت الضغط في بداية الألفينيات ليفقد جزءا كبيرا من استقلاليته حيث أصبحت السلطة السياسية تتدخل، أحيانا بشكل سافر، في اختيار من يقود الباطرونا. كما أن هاته الأخيرة وُجهت سياسيا لمعارضة حكومة عبد الإله بنكيران رغم أن القرارات الاقتصادية لحكومته قد ذهبت في الغالب الأعم في اتجاه مصالح المستثمرين. إن تبرم السلطة من الهيئات والشخصيات ذات التمثيلية القوية يتجلى في الدفع بالسيد صلاح الدين مزوار، وهو لم يكن أبدا رجل أعمال بل وسياسي مقرب من القصر، إلى رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب. وهكذا يقو د سياسي، لا مال له، رجال المال والأعمال.
في نفس الوقت يحاول أن يتزعم رجل أعمال وهو السيد أخنوش، بدفع من نفس الجهات العليا، طبقة السياسيين في انتظار أن يقود الشعب في الانتخابات القادمة، والشعب لا مال له. هذا التناقض الصارخ والمضحك يدلل على رهاب التمثيلية الذي تعاني منه السلطة في المغرب. التخلص من بنكيران كرئيس للحكومة رغم وصول الحزب الذي يتزعمه أولا في الانتخابات التشريعية كان سببه كذلك التمثيلية الكبيرة التي كان يتمتع بها الرجل داخل وخارج حزبه. ولكن قد نتساءل ما سبب هذا الرهاب؟ نعتقد أن سببه الرئيسي هو القدرة التفاوضية التي يتوفر عليها ذوو التمثيلية القوية تجاه النظام، سواء كان هؤلاء معارضين للنظام أو يتمتعون فقط باستقلالية نسبية عنه. إن القدرة التفاوضية ـ المدعمة دستوريا وإن نظريا ـ والتي يحصل عليها الوسطاء المستقلون من القواعد التي تنتخبهم سواء أكانوا في الحكومة أو في البرلمان أو المجتمع السياسي أو المدني، تثير حنق النخبة المتحكمة في القرار. وذلك لأن هاته النخبة تعرف أن لا مشروعية انتخابية لها وأنها إن فرطت في المنطق السلطوي فإنها في الأخير ستجد نفسها في نظام جديد يجعل من المنطق الديمقراطي ديدنه ومن خدمة الصالح العام هدفه. وهذا يتناقص ومصلحة القلة المتحكمة في المال وفي القرار.

٭ كاتب من المغرب

حول علاقة السلطة والمال والتمثيلية السياسية

المعطي منجب

في فلسفة الهزيمة: التجربة العربية في كأس العالم

Posted: 21 Jun 2018 02:16 PM PDT

خرجت ثلاثة من الفرق العربية المشاركة في كأس العالم تباعاً، وما زالت أمام المنتخب التونسي فرصة ما للمنافسة، بدون أن تترافق بأي آمال عريضة أو متواضعة، وتتابعت الهزائم وتفشت حالة العقم في الأداء، وبدأت تساؤلات كثيرة تدور حول السبب الذي يقف وراء هذه الهزائم المهينة، وتراكمت السخرية التي لا تعني استقبالاً يعبر عن الروح الرياضية، بقدر ما هو تعبير عن غضب كامن يتحين فرصاً للانطلاق، بدون أن يضطر لتقديم أي إشارات مسبقة أو مبررات، وبدون أن يكون مضطراً لتقديم أي وعود أو الإجابة عن أي أسئلة.
تخطت الانتقادات في كثير من الأحيان اللاعبين في الميدان، والمدربين الذين يقفون هادئين أو متوترين على خطوط التماس، وتوجهت بصراحة للمسؤولين القائمين على الشؤون الرياضية في الدول المشاركة، وعندما يتعلق الأمر بالحديث عن المسؤولين الرياضيين في الدول العربية، فالأمر ينسحب على جميع أنواع من يتولون مواقع المسؤولية، حيث أشاعت التجربة والثقافة الشعبية أن هؤلاء المسؤولين يدخلون إلى عالم الرياضة من بوابة سياسية ليعملوا على تجيير المنجزات للقائد الملهم والحكيم وراعي الشباب والرياضة، صاحب الرؤية، ووراءهم تبدأ آلة المداهنة والتلميع الإعلامية، أما في حالات الإخفاق فهذه النوعية من المسؤولين تعرف أصول اصطياد أكباش الفداء.
تطغى الرياضة على غيرها، لتعلقها بآمال الشعوب المباشرة لسهولة تحقيق المنجزات على أرضها، فكينيا مثلاً حققت ميداليات أولمبية تفوق ما تحقق لجميع الدول العربية قاطبة، وأتت إنجازاتها في مجال العدو، الذي كان للأجسام النحيلة المتمرسة بالجوع، وذاكرة الحفاء للأقدام القوية، الدور الرئيسي في هذه الرحلة من التفوق، بينما يتطلب الأمر بيئة متكاملة من أجل الوصول إلى عالم يحرز جائزة نوبل في الفيزياء أو الكيمياء، كما لا يمكن أن تنتج بيئة يخرج فيها المتشددون لتحطيم التماثيل، أو إسدال القماش عليها، فنانين مثل بيكاسو أو مونيه، ولا يتبقى غير التعلق بأقدام بعض اللاعبين، الذين يحملون مسؤولية تمثيل الوطن في محافل عالمية، يمكن اختطاف بعض الفرح على أرضها، بكثير من المجهود وقليل من الحظ.
قبضت الديكتاتوريات على هذه الفكرة وغرست أسنانها الثخينة في لحمها المغري للشعوب، التي تبحث عن (الخبز والسيرك)، ولذلك وقف موسوليني بقبضته الثخينة ليذكر فريقه بضرورة الفوز بكأس العالم 1934 بينما تسيد هتلر العالم لأيام مع أولمبياد برلين 1936 محرضاً العرق الآري على إثبات جدارته بالنظرية التي اصطنعها لتفوقه، وحين يصبح الخبز غاية محتجبة وبعيدة، فإن السيرك يكتسب أهمية طاغية، ولذلك أسرفت الطغمة العسكرية في الأرجنتين 1978 في التدليس والرشوة لتمرير الكأس لخزائن فريقها للمرة الأولى.
التقط الرئيس حسني مبارك هذه الفكرة، بينما تفلت من بين يديه أمور البلاد، وتستولي عصبة من المفرطين والسماسرة على الإدارة الاقتصادية والسياسية، وبينما كان نجله جمال يعيد هندسة البنى السياسية في مصر، لاستقبال مشروع توريثه منصب الرئاسة، كانت كأس الأمم الإفريقية 2006 فرصة ذهبية لتقديم مطامع جمال مبارك للشباب المصري، وتقديمه بوصفه ملهماً لجيل جديد من المصريين، وكانت المفارقة تتوسع والإعلام يتغنى بالحضور العائلي الأنيق في المدرجات، ويدين في البرامج نفسها توسع ظاهرة التحرش في الشوارع، وكأن الملاعب وقتها أصبحت جنة أمنية ترعاها مؤسسة الرئاسة، ويعلم القائمون على تنظيمها وحراستها وتأمينها، أن السيد الوريث يتابعها بعناية، وتمكن المسؤولون من المحافظة على الملاعب لسنوات تواصلت خلالها المنجزات وتراجعت سيطرتهم على الشارع الذي ظهر وكأنه وحش يطبق يديه على القاهرة بتقاليده الجديدة ونماذجه الصاعدة.
تقدم ميدان التحرير بشجاعته وجرأته ليحمي مصر من انتفاضة مرعبة تخرج من القاهرة العشوائية، وتنبه المسؤولون للشارع وتوجهوا لاستعادته، ليتركوا وراءهم الملاعب خالية، فحدثت مجازر استاد بورسعيد لجمهور الأهلي، واستاد الدفاع الجوي للزمالك، وأصبح المشجعون المتحمسون (الألتراس) خصوماً للدولة تسعى لترويضهم والسيطرة عليهم، وتوزعت أهواء اللاعبين بين الانتماء للمدرجات مثل محمد أبو تريكة الذي وضعته الدولة في خانة أعدائها، والارتماء في أحضان المسؤولين وأصحاب الحظوة، أو الوقوف على الحياد الصعب والمرير.
في حالة كان القارئ يشعر بأن الانتقال من المسؤول الرياضي إلى المسؤول الأمني في المقدمات السابقة يفتقر إلى أساس منطقي، فإن الأمر ليس كذلك على الإطلاق، فالرابط قائم ووثيق، فمثلاً كان عبد الحكيم عامر قائد الجيش المصري متحيزاً لنادي الزمالك، وأسهم في دخول النادي لفترته الذهبية، وتواصلت تدخلاته في مختلف أوجه الحياة ومنها الفنية، وحتى عبد الناصر نفسه، فإن الإعلامي وجدي الحكيم يكشف تعرض عبد الحليم حافظ لتأنيب وتقريع رئيس الجمهورية متحيزاً لفريد الأطرش، ومنحه الحضور التلفزيوني على حساب عبد الحليم وفوق ذلك قلادة النيل، بينما بقي عبد الحليم الذي يعتبر مغني الثورة وصوتها بدون الحصول على التكريم المناسب لدوره.
المسؤول في المنطقة العربية ليس نتاجاً سياسياً يعبر عن رؤية وبرنامج معين يطرح نفسه لتقييم الناخبين، كما أن تصريحات متتابعة تأتي من كل صوب وحدب تسقط كلية فرضية التكنوقراطي المتمرس الذي يستطيع قيادة المسيرة وتجاوز التفاصيل لتحقيق جزء من الرؤية الأوسع، ويبقى المسؤول هو الشخص الذي يحسن التصرف في حضرة السلطان ويستطيع أن يتعامل مع تقلباته النفسية والمزاجية.
بالعودة إلى تجربة كأس العالم الأخيرة، وعالم كرة القدم (المسيس) في المنطقة العربية، فإن متابعة أسباب الهزيمة لمنتخب مصر نموذجا، يمكن أن تعود لقرار إقالة المدرب حسن شحاتة، بناء على قرار سيادي من شخصية متنفذة، ولم يمتلك شحاتة القدرة على التصريح بصاحب الرغبة الذي يمكن أن يتدخل في عالمه الصغير، بمجرد تلميح أو إيماءة يتلقفها المسؤول (الوسيط)، وتتناقل أجهزة الإعلام أحاديث كثيرة عن غضبة اللاعب محمد صلاح على بعثة منتخبه وطريقة إدارة الأمور التي سلمت المنتخب بكامله لوصاية شركة إعلانية، لا يعلم أحد كيف استطاعت أن تقفز في العربة، وأن تصبح المسيطرة على لاعبي المنتخب خارج الملعب وربما داخله أيضاً. المنتخبات العربية الأخرى لم تكن أفضل حالاً ولا أبعد عن تدخلات المسؤولين، فتدور أحاديث حول تدخل المسؤولين في تقرير اللاعبين المنضمين للمنتخب، واختيار التشكيل الخاص بالمباريات، ومع أن هذه الأمور من الصعب نفيها وتأكيدها لأنه يمكن أن تكون تذرعاً من المدربين لا يعفيهم ولا ينقذ سمعتهم.
أصحاب الولاء وليس الكفاءة استطاعوا أن يلتهموا المشهد العام في الدول العربية، والرياضة ليست سوى جزء صغير، والهزيمة في الملعب قابلة للنسيان، ولكن هزائم متلاحقة في التعليم والصحة والخدمات والصناعة تلقي بأثرها السلبي على الحياة اليومية للناس، وتهدد مستقبل أجيال كاملة.
كاتب أردني

في فلسفة الهزيمة: التجربة العربية في كأس العالم

سامح المحاريق

أسرى فلسطين الإداريون: إلى أين؟

Posted: 21 Jun 2018 02:15 PM PDT

مضت على قرار مقاطعة الأسرى الإداريين الفلسطينيين لمحاكم الاحتلال الإسرائيلي أربعة أشهر.
ورغم الخطوة، لم تنقطع المحكمة العسكرية في معسكر «عوفر» عن النظر في تثبيت أوامر الاعتقال المجحفة الصادرة بحق الفلسطينيين؛ التي بلغ عددها، منذ مطلع هذا العام وحتى نهاية مايو/أيار الماضي، 413 أمرًا، كان من بينها 154 أمرًا جديدًا.
 ذاق آلاف الفلسطينيين مرارة هذه التجربة القاسية وعبثيّتها؛ فاعتقلوا بدون تهمة وحوكموا أمام محاكم غير نزيهة تفتقد لأبسط أصول المحاكمات والتقاضي؛ ويكتفي قضاتها ، في معظم الأحيان، باستراق النظر إلى ما يسمى «ملفات سرية»، لا يطّلع عليها الأسير ولا محاموه، كيما يُلقوا بالمعتقل وراء القضبان. وقد طالت أوامر الاعتقال الإدارية جميع فئات الشعب الفلسطيني، ولم تستثن فصيلًا ولا حزبًا ولا قطاعًا ولا حتى القاصرين ولا النسوة ولا القادة السياسيّين ولا نوّاب المجلس التشريعي؛ الذي ما زال ثلاثة من أعضائه، هم خالدة جرار ومحمد جمال نعمان النتشه وحسن يوسف، قيد الأسر، رغم ما تكبّدوه من ظلمٍ خلال سنوات كفاحهم الطويلة ضد الاحتلال. 
تعود بدايات «رحلة» النائبين النتشه ويوسف «الجبلية «مع سجون الاحتلال الى أوائل تسعينيات القرن الماضي، بيد أن أكثر فصولها إيلامًا هي تلك السنوات العديدة التي قضاها كل واحد منهما وهو معتقل «إداريًا»، أي من دون مواجهته بتهمة عينية، واكتفاء القضاة بادّعاء النيابات العسكرية، في كل مرة اعتقلا بها، بكونهما قياديين بارزين في حركة «حماس» المحظورة اسرائيليًا، وبأنهما يخطّران من موقعيهما على أمن وسلامة الجمهور! 
أمّا عضو التشريعي خالدة جرار فكانت قد اعتقلت إداريًا لأول مرة يوم 21 يوليو/تموز عام 2017، بعد أن قضت، قبلها بعام، مدة 14 شهرًا في سجون الاحتلال اثر «إدانتها» في محكمة الاحتلال العسكرية بكونها قيادية ناشطة في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».
لم تفرج سلطات الاحتلال عن خالدة جرار، بعد انتهاء مدة أمر الاعتقال الاداري الأول، بل قام من يسمى بقائد قوات الجيش بتجديده لمدة ستة أشهر إضافية، كانت ستنتهي في الثلاثين من يونيو/حزيران الجاري.
ولكن، مرة أخرى وقبل انتهاء المدة باسبوعين، قام القائد العسكري نفسه بإصدار أمر اعتقال جديد لمدة ثلاثة أشهر اخرى، من المنتظر أن تنتهي في الثلاثين من سبتمبر/ أيلول المقبل. 
قد تعكس حالات النواب الثلاثة تعقيدات الواقع الفلسطيني الداخلي وعلّاته، لكنها حتمًا تعكس صور المعاناة التي عاشها ويعيشها كل من يصدر بحقه أمر اعتقال إداري؛ فالأسير/ الضحية يواجه حالة من العدمية والعجز القاهر، لأنه لا يُمنح فرصةً حقيقية للدفاع عن نفسه ويُترك ليواجه أشباحًا أو «طواحين هواء» ؛ وفي الوقت نفسه يبقى حبيس قلق منهك ؛ فذلك «القائد العسكري» يملك قوة مطلقة بتجديد أوامر الاعتقال، من دون تحديد سقوفها أو كشف مسبباتها؛ وهو لذلك قادر على ابقاء ضحيته في حالة من عدم الاستقرار النفسي والترقب السرمدي، المهلكَين! ويضاف إلى ممارسات قوات الأمن دور المحاكم العسكرية والمدنية، التي عملت طيلة السنوات الخوالي كأجهزة «تبييض وتغليف» لإجحاف قوات الأمن والقادة العسكريين، حتى أصبحت عمليًا شريكة كاملة في واحدة من المخالفات الإسرائيلية الأبشع للقوانين الدولية ولأبسط حقوق الإنسان المُقرّة عند معظم الأمم العصرية.
على هذه الخلفيات وبسبب هذا الوقائع، قرر الأسرى الإداريون مقاطعة جميع الأجهزة القضائية الإسرائيلية، كخطوة نضالية أولى في مشروع أشمل، قد يضطرهم، كما أُعلن على لسانهم، إلى اتخاذ خطوات إضافية، مثل شروعهم في إضراب عن الطعام وفق خطة متدرّجة ستشمل في النهاية جميعهم وبعض الأسرى غير الإداريين.
فهل نجحوا؟       
من الضروري أن يقيّم الأسرى مردود خطوتهم ومدى فاعليتها، بعد مرور  أكثر من أربعة شهور على بدء تنفيذها؛ فالمحكمة العسكرية، المخوّلة بمراجعة كلّ أمر يجدّد أو يصدر لأول مرة، مارست مهامها وكأنّ شيئا لم يحدث، وصادقت، كما تقدّم، وبدون حضور الأسرى أنفسهم إلى قاعاتها، على مئات الأوامر؛ حتى وصل عدد الأسرى الاداريين اليوم إلى 430 أسيرًا؛ ما يدل على أن الجهاز  القضائي، وقبله أجهزة الأمن التنفيذي، لم تتأثر بشكل فعلي بخطوة الأسرى، ولم تغيّر من سياستها على الاطلاق. 
هنالك أسباب عديدة لتكوُّن هذه «المعادلة» الملتبسة ؛ فعلى الرغم من موافقة جميع فصائل الحركة الأسيرة الفلسطينية على خطوة الأسرى الإداريين بمقاطعة المحاكم، يبقى وجود الشرخ الأساسي القائم بين أسرى «حماس» وأسرى «فتح»، عاملًا يسهّل على «السجان الاسرائيلي» إيجاد تصدعات في جدار الوحدة، وتحويل قرار المقاطعة إلى نوع من «الحبات المسكنة» التي لا تشفي العلة المزمنة ولا تداويها. بمعنى آخر،  يراهن السجان الاسرائيلي على عدم وجود قوة ردع حقيقية داخل السجون، قابلة للتبلور وللتحوّل إلى طاقة نضالية كاسحة؛ ليس بسبب وجود حالة الخلاف العامودية الخطيرة بين أكبر معسكرين فحسب، بل بسبب وجود «جيوب» من التخندقات «الشللية» أو «الظلالية الفصائلية الداخلية» العاكسة لتخندقات ذلك الفصيل نفسها التي تمارسها « الأجنحة»، على اختلافها، خارج جدران السجون.
على جميع الأحوال سيبقى أهل الزنازين أدرى بتجاربهم وبشعابها، فقد كانوا أصحاب القرار وسيبقون أهله وأبناء النهار؛ ومن مثلهم يعرف معنى وقوة الوحدة الحقيقية، خاصة إذا عززها من الخارج من يسندها وما يدعمها.
إنّ تبنّي الشارع الفلسطيني وقياداته السياسية والمؤسساتية لمطالب الحركة الأسيرة كان دائمًا شرطًا أساسيًا في تحقيق مطالبها أو بعضها، وتحرُّك «الشارع» مع  خطوتهم قد يحوّلها إلى»زناد» على شراره سيولِد ضغطًا محليًا ورأياً عامًا خارجيًا مساندًا وضاغطًا، من شأنه أن يستجلب طاقات المؤسسات الحقوقية المؤثرة وحناجر أحرار العالم لتصدح مع الأسرى وتقف مع مطالبهم؛  كما جرى في معارك سابقة سجلت فيها الحركة الأسيرة أو بعض أفرادها نجاحات لافتة ومميزة. 
لستُ محبطًا، لكنني مثل الجميع أشعر بغياب دور الشارع الفلسطيني وتفاعل مؤسساته وانعدام دور قياداته عن المشهد، رغم مرور أربعة شهور على خطوة، بُني عليها الكثير. وما زال معظم الأسرى الاداريون يخوضون التجربة بمرارة من دون «عمقهم» المحلي وفي أجواء متقلبة ومنذرة. 
على الإسرى إجراء جرد لحساباتهم الواقعية وعليهم عدم البقاء في محطتهم الحالية، فقطار «الإداري» مندفع رغم قرارهم، وضحاياه يقبعون وراء القضبان وهم صامدون بإرادات فولاذية ، باسمون لفجر، بعضهم ينتظره بصبر المؤمنين الثائرين منذ اكثر من عشر سنوات. 
أخيرًا ، عبّرت جهات دولية عديدة عن معارضتها الواضحة لسياسة اسرائيل ولممارستها في موضوع الاعتقال الاداري؛ وكان لتدخل بعض تلك المؤسسات والشخصيات في الماضي أثر كبير على انحسار أعداد الأسرى لبعض  الوقت، إلا انّ متابعة هذه الجهات لم تتمّ بشكل منهجيّ وموفق، فهي ليست «ثوريةً» أكثر من أصحاب الوجع والثورة ؛ وكي نعيدهم إلى الحلبة من إجل فلسطين وأسراها الاداريين، يتوجب أولًا على «أهل» الأسرى أن يعتلوا الحلبة ويتصدروا الساحات، وإن لم يفعلوا فسيذهب شقاء أسرى اليوم – يا للخسارة – في مهبّ أسرى الغد.
كاتب فلسطيني  

أسرى فلسطين الإداريون: إلى أين؟

جواد بولس

عن وجهي النضال الفلسطيني: الوجه الوطني والوجه الديني

Posted: 21 Jun 2018 02:15 PM PDT

لكل فرد ولكل قضية هويات عديدة. وتحديد موقع كل هوية، على سُلّم الأولويات والاهتمامات، يشكل عاملا حاسما، في إمكانية إحراز النجاح في إنجاز ما يضعه الفرد أو الجماعة أو الشعب لنفسه من أهداف.
على أن تقديم أي من هذه الهويات على غيرها، لا يعني التنكر للهويات الأخرى. كذلك يمكن بسهولة، إعادة تحديد موقع كل هوية وفقا للظروف والتطورات، بدون أن يشكل ذلك عيبا أو نقيصة في مدى التزام الفرد وتمسكه بقناعاته وحقوقه ومصالحه.
كل واحدة من هذه الهويات، تصبح هي الوجه الذي يعرف به صاحب العلاقة، فور وضعها وتثبيتها على الدرجة الأعلى في سلم أولوياته. وما ينطبق على الفرد ينطبق على الحزب والجماعة والحركة السياسية وغيرها. ومن أبرز الأمثلة العصرية على ذلك، ما يشير إليه شعار «يا عمال العالم اتحدوا»، أو «أمريكا أولا» أو «عاشت مصر» أو ذلك الشعار الذي سمعته طفلا عن الذين قبلوا أو اضطروا إلى الهرب من بيوتهم وقراهم ومدنهم في سنة النكبة الفلسطينية، واثناء أحداثها المأساوية، من أن «العرض ولا الأرض»، بمعنى تفضيل «صيانة العرض»، مما نسب إلى قوات الاحتلال الصهيونية من عمليات اغتصاب، وكذلك انحلال خلقي، (حسب ما أورد ذلك استاذ الصحافة الراحل، محمد حسنين هيكل، اقتباسا حرفيا من أحد بيانات «الهيئة العربية العليا»)، على التمسك بالأرض الفلسطينية، وكأن هناك تناقضا بين قيمتي العرض والأرض، وأن لا مجال إلا بالتضحية بأحداهما.
قد يكون من المفيد في هذا السياق، تذكر القول/المعادلة المنسوبة للصحافية والكاتبة والفيلسوفة اليهودية، حنة سانش، من أنه «عندما يتم الاعتداء عليّ أو التعرض لي لأنني يهودية، فإنني أرد على ذلك كيهودية»، وسانش هذه كانت قد تعرضت لانتقادات شديدة من قبل السلطات الاسرائيلية، بسبب انتقاداتها اللاذعة للطريقة التي تمت بها إجراءات محاكمة القائد النازي، أدولف ايخمان، في القدس، إثر اختطافه من الأرجنتين، في مطلع ستينيات القرن الماضي؛ بل وصل الأمر بالسلطات والصحافة الإسرائيلية أن اتهمتها باتخاذ موقفها الناقد لتلك التصرفات، بأن نسبت ذلك إلى أنها كانت عشيقة أحد كبار القادة النازيين، أثناء الحرب العالمية الثانية، حتى بعد خروجها من ألمانيا، ولجوئها إلى فرنسا.
هنا يجيء دور السؤال: هل يمكن لنا أن ننسب أو نحصر السبب في ما يعانيه شعبنا الفلسطيني، إلى هويتنا العربية أو هويتنا الإسلامية؟
لا يضيرنا، ونحن نناقش مسألة تقديم هوية على هوية، بدون أن يعني الأمر انتقاصا لأي منهما، أن نذكّر بما أوردته كتب التاريخ ومراجعه، من أن مسيحيي الشرق بشكل عام، ومسيحيي فلسطين بشكل خاص، قدّموا هويتهم الوطنية الفلسطينية الشامية، وهويتهم القومية العربية، على هويتهم الدينية المسيحية، أثناء مرحلة الحروب الصليبية واحتلالاتها ثم دحرها، في نضال استمر على مدى قرنين من الزمن، وتم بفضله تثبيت الهوية الوطنية والهوية العربية لفلسطين ومحيطها.
يندرج، تحت هذا الباب أيضا، تفسير سبب بروز عدد كبير جدا من المسيحيين في المشرق العربي، في قيادة حركات الدعوة والنضال والعمل للتخلص من نير الامبراطورية العثمانية، تحت علَم هويتهم القومية العربية، رغم أن العديد من الجماهير العربية، في ذلك الزمان على الأقل، كانت ترى أن سبب معاناتها هو الخضوع لحكم «سلطان مسلم جائر»، وليس الخضوع لحكم «سلطان مسلم أجنبي».
بعد كل هذا ننظر إلى ما نحن فيه كفلسطينيين هذه الأيام، فماذا نرى؟
نرى اننا محظوظون من جهة في غاية الأهمية، ولكننا مُبتلون من جهة أكثر أهمية بكثير:
1ـ محظوظون بتنام غير مسبوق في التعاطف العالمي، الشعبي والجماهيري والمحلي، على الأقل، والتعاطف المتزايد بوتيرة سريعة مع معاناة شعبنا في الوطن المحتل والمستعمر، وفي دول اللجوء والشتات، من حكومات وجهات رسمية، في العديد من دول العالم، شرقيه وغربيه، شماله وجنوبه. يكفي أن ننظر إلى التطورات والاخبار الواردة من السويد أو ايرلندا أو اسبانيا مثلا، من مدنها الكبرى، وبرشلونة إحداها، وإلى العديد من عواصم الاقاليم والمحافظات فيها، ومدى ضيق اسرائيل وسفاراتها في هذه الدول وغيرها، من الأخبار المناصرة لفلسطين وشعبها، والمُدينة لإسرائيل وسياساتها وجرائمها، لنعرف كم نحن محظوظون. حتى الولايات المتحدة الامريكية، (وهي في قاموسي «الدول» المتحدة الامريكية)، بذلت على مدى الخمسين سنة الأخيرة، وبشكل أكبر بكثير في عهد الإدارة الامريكية الحالية، كل ما تستطيع، وبكل ما تملكه من عناصر القوة والتاثير، أن تفك عزلة اسرائيل، فكانت النتيجة، أن فشلت في كسر طوق العزلة هذا، وانها هي، امريكا، أدخلت نفسها إلى قفص العزلة مع اسرائيل. نظرة خاطفة إلى نتائج التصويت في مركز الشرعية الدولية، في الأشهر القليلة الماضية، تظهر هذه العزلة المجلجلة للدولة العظمى في عالم اليوم، التي تتهرب من فضيحة عريها بالانسحابات المتتالية من الهيئات والمجالس الدولية، وآخرها، هذا الاسبوع، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ويضاف إلى ذلك بالطبع، التجاوبات الإيجابية الكبيرة مع حركة الـ» بي دي إس»، المتمثلة بالمقاطعات الاكاديمية والفنية والرياضية وغيرها لاسرائيل.
2ـ (أ): مُبتلون بقيادات فلسطينية لا تتناسب قدراتها وكفاءاتها، إضافة إلى ضيق افقها، وحرصها على مصالحها الذاتية الآنية الضيقة، مع ما يحتاجه الوضع الفلسطيني. وهي لا تجد في حاضرها ما تفتخر به، أو تستند اليه، فتتلفع بعباءة تاريخ وطني نضالي مشرف. هذا من جهة؛
(ب): مُبتلون بقيادات فلسطينية تقدّم هويتها الدينية الاسلامية، على هويتها الوطنية الفلسطينية، بل ولا تذكر هويتها الفلسطينية في اسمها اصلا. وهي قيادات لا تتماشى أيديولوجيتها ونواياها، وأكثر من ذلك، ارتباطاتها وولاؤها وتبعيتها لما هو خارج فلسطين، بل خارج الأمة العربية، وتمسكها الأعمى بـ»مكاسب» عملية بالسيطرة على قطاع غزة، بفعل انقلاب دموي مشين ومُدان. وهذا من جهة ثانية؛
هذا وضع فلسطيني مأساوي. لم يستفد الشعب الفلسطيني من كل ما نتج جرّاء انقلاب حركة حماس على الاطلاق. المستفيد الوحيد هو العدو.
ثم، لو أن السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، ارسلت فاتورة ثمن هراوات شرطتها إلى حكومة اسرائيل العنصرية، لسددت ثمنها بفرح واستبشار؛ ولو أن قيادات حماس الانقلابية، التي خطفت قطعة من الوطن وفرضت عليها سيطرتها وسيطرة لونها الواحد، ارسلت فاتورة ثمن «صواريخها» إلى حكومة اسرائيل العنصرية، لسددت ثمنها بفرح واستبشار.
هذه سنوات فلسطينية عجاف. لا يملك الفلسطينيون فيها وعاء تُجمع وتُراكم فيه أي مكاسب تم ويتم إحرازها بفعل النضال الفلسطيني، وبفعل التضامن الدولي مع شعب فلسطين. كل ما يتوفر من مكاسب تنسكب في أنبوب بلا قعر، وتسيل في وادٍ بدون سدّ، فتضيع هباءً وكأنها مياه عادمة في بحر بلا شاطئ.
لا بديل عن التراجع عن الانقلاب، وعن كل ما ترتّب عليه، ليكون مقدمة لا بديل لها، لإصلاح الوضع الفلسطيني على صعيد الشرعية الفلسطينية، وابتداء من قمة الهرم بالضرورة.
كاتب فلسطيني

عن وجهي النضال الفلسطيني: الوجه الوطني والوجه الديني

عماد شقور

الدولة القُطْرية ومعوقات التغيير

Posted: 21 Jun 2018 02:15 PM PDT

الإفلاس الأخلاقي الذي ارتبط بالنخب الحاكمة في تونس، يزيده قبحا ووقاحة تمسك هؤلاء بتغييب أي إمكانية لإعادة التقييم أو التفكير في الوضع السائد، أو أي تدقيق في معوقات نجاح الحالة الثورية التي أهملت للأسف ركائز الديكتاتورية واهتمت برموزها.
وبمعنى أدق تناست العامل الخارجي، ودور القوى الإمبريالية في صناعة أصنام الديكتاتورية وهندسة التغول الاستبدادي، ومواصلتها زرع أياد فاسدة تنهب ثروات الشعوب، وتكفل المكاسب لصالح البنوك الدولية، التي تُعتبر أشكالا للهيمنة الغربية الجديدة ضمن سياقات العولمة، التي سعت إلى تكريس التبعية الاقتصادية لهذه الدول، وهو ما يمنع نجاح الثورة الحقيقية، خاصة وقد خطت القوى الامبريالية خطوات كبرى في اتجاه احتواء الثورات العربية عبر أجهزتها المالية، مُمثلة في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرهما من الأذرع الفتاكة التي راهنت على إغراق هذه الدول بالديون، وهي التي بدا لها أنها استنشقت نسمات الحرية، وذلك لتعجيزها عجزا تاما وجعلها تابعة لا تمتلك قرارها السيادي قطريا، فما بالك بحضورها في القضايا الدولية ضمن لعبة الأمم اقتصاديا وسياسيا.
وضمن رهانات المرحلة تُعد «القفزة النوعية» بتعبير توماس كوين من نمط اجتماعي وسياسي واقتصادي إلى نمط آخر يكنسُ النمط السائد، ويفرض منظومة مختلفة أمرا بات ضروريا، فالاكتفاء بالفرجة في ما يُقدم على الركح السياسي من تمثيلية ساذجة تُستبدل فيها حكومة بحكومة أخرى، إنما هو لعبة شطرنج، فذهاب الفاشل وقدوم الأفشل ليس سوى مصادرة على المطلوب وإغراق للبلد في متاهات قد يصعب الخروج منها، نحو تكريس عدالة اجتماعية تضمن حياة أكثر عدلا وإنسانية، وهو ما كان مرجوا ضمن أهداف الحراك الاجتماعي الثوري في تونس وغيرها من الدول العربية.
هكذا إذن تسمح الديمقراطية المتعثرة بالاستبداد، الذي يكشف عنه تحكم بضعة أشخاص في مصير الملايين، وإخضاعهم للتجارب الفاشلة، ضمن خيارات سلبية متواصلة، ولا تنبئ بخير يُرجى، بل على العكس من ذلك هناك استماتة في مواصلة تعتيم الوضع الاقتصادي في البلاد. ومثل هذه السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي تجلب الحرمان للشعب، وتجر العواقب السلبية، إنما هي سياسة قاصرة ولا خير في أصحابها، فهي بالمقاييس الأخلاقية خيانة لمصالح المجموعة الوطنية، فالمطلوب هو الوعي بواجبات العمل في إطار الجماعة السياسية، والتمييز بين مطالب الحزب مهما كانت مرجعياته وولاءات أفراده ومطالب المجتمع والدولة، وبتعبير أكثر دقة تمثل واستيعاب دولة المواطنة التي تجمع الكل بدون أن يمنع ذلك التنافس السياسي بأيديولوجياته المختلفة، على أن تخدم رؤى وبرامج حقيقية وليس احترابا على الوهم. فالدولة في وجه من وجوهها إنما هي مشروع سياسي ذو طابع مؤسسي، وهي التي تحرص على ضمان مجتمع يسوده الوفاق ضمن الحد الأدنى من القواسم المشتركة.
وفي ظل طبيعة النظام السياسي الغامض وضعف المؤسسات السياسية الرسمية في استيعاب معطى الحكم، وفي التعامل مع القضايا الاجتماعية، ناهيك من احتكار الدولة لصالح نخب معينة، غيبت صفة المواطنة وعطّلت معطى الحوكمة العادلة، أصبح مصير البلاد في يد مجموعة من المراهقين سياسيا لا يمتلكون أي حلول سياسية أو اقتصادية، يكتفون بالمعارك الحزبية والفئوية، بغية تحصيل مكاسب شخصية، وكل ذلك على حساب حاضر البلاد ومستقبلها. أما الانصياع وراء الشخص وتغييب الفكرة والمشروع والميل نحو تحويل الحزب إلى جماعة أهلية تُشبه الطائفة أو العائلة الموسعة، فهي أمور أصبحت مكشوفة وسوقها نافقة وتدفع نحو فقدان الثقة في السياسيين، وعزوف الشعب عن الأداء الانتخابي.
ذاك شيء من فهم يدفعنا لنجدد طرح سؤال مصير الدولة القطرية في ضوء معطيات التحولات الكونية، وتغير التوازنات الدولية والعالمية، وهو سؤال ملح في ظل سجال يبدو أزليا بين مختلف التيارات، يُعقده تمسك بعضها بشعارات كانت في فترة ما محل تعقيد والتباس ضمن نسقها الأيديولوجي، وهي إلى الآن على تلك الحال من العبثية وانعدام الاضافة الجوهرية، وما كل ذلك إلا هدر للوقت، رديفه المُضي في النقاش مع سياق نخبوي مازال يواصل طرح سؤال المشروع الوطني بشكل مُصطنع ومشبوه، يُبطن نوعا من الترويج للمشروعات الأمريكية أو غيرها من الدخيل اقليميا، التي تستهدف الأقطار العربية، وهو ترويج يستتر برداء نيوليبرالي تحرري أو اسلاموي مؤدلج، سرعان ما تتضح رداءته لأصحاب الفكر النقدي الحر، الذين ينصب اهتمامهم حول الحالة الحداثوية العربية كمشروع سياسي وفكري متكامل، وهو مشروع نضالي بامتياز له متطلباته ومتجددة رهاناته.
ويبقى أبرزها طرح برنامج وطني ديمقراطي يتفهم طبيعة المرحلة، وكيفية إدارة العمل السياسي الفاعل وطنيا بعيدا عن الأجندات الخارجية وعن المصالح الفئوية والحزبية الضيقة، أو التعامل الاقطاعي مع مؤسسات الدولة بما يعنيه من ولاءات تنحكم بها التعيينات في مختلف المناصب، وتُقصى فيها الكفاءات وتُغيب ضمن أطر التهميش واللامبالاة، ولا فرصة تُعطى للكوادر النوعية في إدارة الشأن العام، طلبا للارتقاء بواقع البلاد وتغيير أوضاعها نحو الأفضل، تعبيرا عن تطلعات المواطنين في دولة مدنية حديثة تُعاملهم وفق ألف باء المواطنة الدستورية وهو أمر ليس عسيرا تحققه في أي بلد عربي.
كاتب تونسي

الدولة القُطْرية ومعوقات التغيير

لطفي العبيدي

ملادينوف والطموح السياسي على حساب الدم الفلسطيني

Posted: 21 Jun 2018 02:14 PM PDT

كنت أعد مقالا حول المقارنة بين ثلاث مظاهرات وطرق التعامل معها، واحدة في الدوار الرابع في عمان، وثانية في ميدان المنارة في رام الله، والثالثة في ساحة السرايا في غزة. ولكن عندما استمعت صباح الثلاثاء لتقرير ألقاه ممثل الأمين العام لدى السلطة الفلسطينية ومنسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، أمام مجلس الأمن الدولي، رأيت من واجبي الخلقي والوطني والإنساني أن أشير إلى هذا التقرير الخطير الذي يكاد يبرر لإسرائيل جرائمها، ويلقي باللوم على الفلسطينيين. وخطورة التقرير ليس في ما قاله فقط، بل ما أشار إليه أو تجاهله عن عمد أو عرضه بشكل ملتو ومريب.
ولا يغرنك بعض الجمل المكررة والمعادة حول لاشرعية الاستيطان أو هدم البيوت. فهذا لا جديد فيه، وينقله حرفيا عن تقارير مكتب منسق الشؤون الإنسانية، أو دائرة الإحصاء الإسرائيلية، أو تقارير منظمات حقوق الإنسان مثل بتسيلم.
وهذا التقرير الخطير أقارنه بتقرير اللجنة الرباعية، الذي صدر في الأول من يوليو 2016 حول أسباب تعثر تنفيذ الحل العادل والشامل والدائم القائم على حل الدولتين. وكاد ذاك التقرير يضع اللوم كاملا على الفلسطينيين. وقد نبهت لخطورة ذلك التقرير الذي أوكلت كتابته للمندوب الأمريكي في الرباعية، فرانك لوونستاين، مساعد مارتن إنديك، سفير الولايات المتحدة السابق في إسرائيل، وأحد قيادات الإيباك السابقين. ونشرت حينها مقالا بعنوان: «تقرير الرباعية الدولية ـ يتبنى الرواية الإسرائيلية في لوم الضحية». وطالبت فيه بالتنبه من ملادينوف ووقف التعامل معه أو مراقبة خطاباته وأعماله. وأجد نفسي مضطرا لأن أنبه مرة أخرى إلى خطورة هذه التقارير التي تؤسس لرواية جديدة تستغلها إسرائيل والولايات المتحدة لإعادة تأهيل إسرائيل، كدولة عادية لا تحتل أرضا ولا تنتهك القانون الدولي، ولا تمارس الفصل العنصري البشع.
مثالب التقرير الخطير
سأكتفي بمجموعة نقاط في رأيي هي الأخطر:
أولا: يتحدث التقرير عن موجة العنف الأخيرة، مبتدئا بذكر إطلاق الصواريخ من غزة إلى الداخل الإسرائيلي، ثم يذكر بعد الصواريخ مباشرة، أن الاحتجاجات التي بدأت يوم 30 مارس خلفت 135 قتيلا. فكل من يقرأ التقرير وينتبه إلى أن العنف بدأ بالحديث عن إطلاق الصواريخ يخرج بنتيجة أن إسرائيل إنما ترد على قصف الصواريخ. بهذه المهارة الخبيثة استطاع ملادينوف أن يضع إطارا للعنف يبدأ بالصواريخ من حماس والجهاد، التي تؤدي إلى سقوط ضحايا من الفلسطينيين. ولم ينس ملادينوف أن يذكر أن جنديين إسرائيليين أصيبا، ولم يتحر الدقة ويقول إصابتهما خفيفة كي يترك للمستمع تقدير مستوى الإصابات.
ثانيا- يذكر التقرير أن 135 فلسطينيا قتلوا، ويلحقها فورا بجملة لئيمة تقول»وقد اعترفت حركتا حماس والجهاد بأن من بين الضحايا عناصر تابعة لهما». لكنه وعن عمد وسبق إصرار لم يذكر أن عدد المصابين زاد عن الثلاثة عشر ألف شخص، من بينهم ما لا يقل عن 30% أصيبوا بالذخيرة الحية، وأن عددا كبيرا منهم أصيب بعاهات دائمة. والأنكى من ذلك أنه لم يؤنسن هؤلا الضحايا، فلم يذكر أن من بين القتلى على الأقل 17 طفلا وصحافيين ونساء وشيوخا ومعاقين وطواقم صحية، حتى أنه لم يذكر استشهاد الممرضة رزان النجار التي أصبحت رمزا صارخا للجرائم المشينة والقتل بدم بارد.
ثالثا: وتمادى في تبريره للعنف الإسرائيلي فقال: «وتحت غطاء الاحتجاج، قامت حركتا حماس والجهاد والميليشيات الأخرى بأعمال عنف وأعمال استفزازية فقد اقترب المئات من السياج، وجربوا أن يخترقوه، وأحرقوا الإطارات وألقوا بالحجارة والقنابل الحارقة على القوات الإسرائيلية، وأطلقوا الطائرات الورقية المشتعلة وتركوا وراءهم مواد متفجرة». وتابع قائلا: «الفلسطينيون المحتجون (لاحظ الإدانة الجماعية) قاموا بسرقة وتكسير معدات ومنشآت لمعبر كرم أبي سالم من الجهة الغزية». ثم يكون واضحا أكثر في من يتحمل المسؤولية عندما يقول: «إن أعمال حماس والجهاد والمتطرفين الآخرين لا تعرض حياة الإسرائيليين والفلسطينيين للخطر فحسب، بل تعثر الجهود التي تعمل على ضمان مستقبل قابل للحياة للشعب في غزة». إذن تعرفون الآن من المتسبب في العنف ومعاناة غزة.
رابعا. لم ينس ملادينوف أن يذكر حماس والفصائل بوجود مواطنين إسرائيليين مفقودين في قطاع غزة، وضرورة تقديم كافة المعلومات عنهم، حسب متطلبات القانون الدولي. ولكنه يتناسى على الأقل 350 طفلا معتقلا، ويتناسى أيضا نصوص القانون الدولي في موضوع اعتقال الأطفال.
خامسا: لم ينس ملادينوف في بيانه خطاب محمود عباس في دورة المجلس الوطني الفلسطيني، وعاد وذكر أن خطابه معاد للسامية، رغم معرفته التامة بأنها زلة لسان اعتذر عنها. وأضاف إليه مباشرة اقتباسات من أحد قادة حماس يحرض المتظاهرين على تمزيق السياج وتمزيق قلوب المحتلين. والإشارة واضحة إلى أن التحريض آت من كافة الأطراف، كما يدعي الإسرائيليون ونيكي هيلي. لكنه لم يقتبس ولا مقولة واحدة للإسرائيليين حول التحريض، أو حتى القوانين العنصرية التي تقر يوميا في الكنيست. وأقترح عليه مراجعة بعض التصريحات لوزير دفاعهم ليبرمان، وماذا قال عن قاتل رزان النجار أو عندما قال: «لا أحد بريء في مسيرات العودة» مبررا قتل أي شخص في تلك المسيرات.
سادسا- عندما ذكر الأنشطة الاستيطانية، أردف الفقرة فورا بأن نسبة الاستيطان في الربع الأول من هذا العام مقارنة بالأنشطة الاستيطانية في الفترة الزمنية نفسها من العام تعتبر أقل نسبة منذ ست سنوات، كما أنها لا تشمل القدس الشرقية المحتلة.
وأخيرا يكرر ملادينوف في كل تقاريره بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها والدفاع عن مواطنيها، ولكنها يجب أن تمارس أقصى درجات ضبط النفس في استخدام الذخيرة الحية، وألا تفرط في استخدام القوة. ولا نعرف هل يملك الفلسطينيون الحق نفسه؟ أم أن لهم قوانين أخرى؟ ثم هل نسي السيد ملادينوف حقوق الشعب الواقع تحت الاحتلال كما نصت عليها اتفاقية جنيف الرابعة؟
الطموح السياسي على حساب الشعب الفلسطيني
القاعدة الذهبية تقول إن كل من يسعى للوصول إلى منصب رفيع، أو موقع سياسي مهم عليه أن يصل إلى قلب الإدارة الأمريكية. والطريق إلى قلب المسؤولين الأمريكيين يمر حصريا بتل أبيب. فمن أراد أن يعزز مواقعه مع الإدارة الأمريكية عليه أن يحتضن الرواية الإسرائيلية، أو يحسن علاقاته معها، أو يخرج علاقاته السرية إلى العلن، كما يفعل بعض العرب. ومن لديه طموح سياسي رفيع في المنظومة الدولية، مثل منصب الأمين العام للأمم المتحدة فعليه أن يقدم ولاء الطاعة والإذعان للرواية الصهيونية، ويتبنى سرديتها حتى لو كان في ذلك مخالفة للقانون الدولي. أما المسؤولون الأمريكيون الذين يطمحون في مناصب عليا، فلا بد من السجود صاغرين أمام اللجنة الإمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة المعروفة باسم «أيباك». وحتى لا أطيل الرواية فهناك الآن شخصيتان تسعيان للحصول على بركات «تل أبيب وممثليها» لتحقيق طموحاتهما وهما: السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، التي عينها على الخارجية قريبا ـ ربما في الدورة المقبلة لترامب، إذا أعيد انتخابه ومن ثم الترشح للبيت الأبيض عام 2024. والشخص الثاني هو نيكولاي ملادينوف، وأعتقد جازما أن عينه على منصب الأمين العام بعد رحيل أنطونيو غوتيريش.
شغل ملادينوف في بلده هنغاريا (من مواليد 1972) منصب وزير الدفاع وهو في سن 27 سنة لمدة سنتين ثم وزيرا للخارجية لمدة ثلاث سنوات، ثم عين ممثلا خاصا للعراق لمدة سنة ونصف السنة فقط (أغسطس 2013- فبراير 2015) وهي فترة قصيرة جدا بمعايير الأمم المتحدة، وكأن ذلك التعيين مقصود كمقدمة لتحريكه إلى فلسطين خلفا لروبرت سيري الذي لم يكن مرضيا عنه إسرائيليا. وتم تعيينه في اليوم نفسه الذي أعلن عن نهاية ولايته في العراق في 5 فبراير 2015، أي أنه في هذا الموقع الحساس لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة تقريبا. ومن يعتقد أن أحدا يعين في هذا المنصب من دون أن تكون هناك مشاورات أو جس نبض لإسرائيل، أو على الأقل للولايات المتحدة فهو خاطئ.
الفرصة لانتخاب أمين عام جديد من أوروبا الشرقية واردة جدا، فهي المجموعة الجغرافية الوحيدة التي لم ينتخب منها أمين عام. المنطقة الأخرى التي كانت لغاية 2016 لم تحظ بمثل هذا الشرف هي أوروبا الغربية وقد انتهت تلك الصفحة بانتخاب البرتغالي أنطونيو غوتيريش. وقد نافسه على المنصب نحو عشرة مرشحين على الأقل من أوروبا الشرقية. والمنافسة في انتخابات أمين عام جديد في المرة المقبلة قد تكون محصورة بين مرشحين من أوروبا الشرقية، ونكاد نجزم أن ملادينوف قد يكون من أقوى المرشحين، خاصة إذا بقي الطرفان الأساسيان راضيين عنه.
إذن ليس من قبيل الصدفة أن جميع العناصر تقريبا التي وردت في خطاب نيكي هيلي أمام الجمعية العامة يوم 13 يونيو حول تفسيرها للأحداث في غزة، نعكست بكاملها في خطاب ملادينوف أمام مجلس الأمن يوم الثلاثاء ولكن بطريقة مقنعة… فكلاهما يعمل على تحقيق طموحه ويعرف أقصر الطرق إلى لتحقيق ذلك الهدف.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرسي

ملادينوف والطموح السياسي على حساب الدم الفلسطيني

د. عبد الحميد صيام

 خواطر عن الثورة

Posted: 21 Jun 2018 02:14 PM PDT

1- لَوْ أُتِيحَ لِي اختصار وُجودي في كلمة وَاحدة لاخترتُ «الثَّورة»:

«الثَّورةُ» كلمةٌ مَظلومةٌ لأنَّها مرتبطة بالفَوضى، وحَركة الجماهير الهائجة. الثورةُ إنَّما تَكُونُ في العَقْلِ حيث يَثُورُ العقلُ على الخرافة، ويَخوض الإنسانُ حَربًا ضِدَّ نَفْسِه لِيُطَهِّرَها مِنَ الوَهْمِ. هذه هِيَ الثورة. ثَورةُ الإنسانِ على ذَاته مِـن أجـْلِ إعـادة اكتشاف ذَاته.
إذا تَحقَّقتْ هذه المعاني، فإِنَّ التَّغيير على أرض الواقع سَيَتِمُّ بِسُهولة وسَلاسة. فالإنسانُ هُوَ الصانع، والواقعُ هُوَ المصنوع. وإذا تَغَيَّرَ الصانعُ سَيَتَغَيَّرُ المصنوع، ولَيْسَ العَكْسِ. وتَغييرُ الذات هُو الْخُطوة الأُولَى لتغيير العالَم.

2 – أصعبُ شَيْءٍ على الشَّاعرِ أن يُطْلَبَ مِنهُ تَفسير شِعْره:

الشاعرُ يَصنع قَصيدته، لكنَّ هُناكَ أماكن في القَصيدة خاضعة لمنطقة اللاوَعْيِ في عَقْلِ الشاعر. وهذه الأماكنُ المجهولةُ لا يَستطيع أحَدٌ أن يُفَسِّرَها بِدِقَّة، حتى الشاعر نَفْسه. سَيَتِمُّ الاقترابُ مِن هذه الأماكن الغامضة دون الوصول إلَيها، كالثُّقوبِ السَّوداء عِندَ حافَّة الكَون، يَقترِبُ الضَّوءُ مِنها فَتَمْتَصُّه لِتَظَلَّ غامضةً وعَصِيَّةً على التَّفسيرِ.
هَل يَستطيع الشاعرُ أن يُفَسِّرَ مَعْنَى زَقزقة العصافير؟
هَل يَستطيع النَّهرُ أن يُتَرْجِمَ صَوت جَرَيان الماء؟
إنَّ اللغةَ الشِّعريةَ تَشتمل على أماكن غامضة ومَجهولة، لأنَّها لُغة رمزية مُحمَّلة بِطَاقَةِ الشُّعور، ولَيْسَتْ وَسيلةً للتَّخاطُب. سَتَظَلُّ القصيدةُ مَفتوحةً على كُلِّ الاحتمالاتِ، ولا يُمْكِنُ إغلاقُها. وإذا حَاوَلَ الشاعرُ تَفسيرَ قَصيدته، ففي أحسنِ الأحوالِ، سَوْفَ يَغُوصُ في أعماقها دُون الوصول إلى القاعِ. ومَهْمَا كانَ السَّباحُ بَارِعًا، فَلَن يَصِلَ إلى قاع الْمُحيطِ. ومُتعةُ الشِّعر في الغُموضِ اللذيذ.
وهُنا، لا بُدَّ أن نَشكر القصيدةَ لأنَّها كَشَفَتْ للناسِ رُموزَ اللغة، وأظْهَرَت الطاقةَ الشُّعورية للأبجدية التي تَختلِط بالألفاظ والمعاني، كما يَختلِطُ الذهبُ بالتــراب.
وفَصْلُ الذهبِ عَن التُّرابِ يَحتاجُ إلى خَبير. وفَصْلُ الرَّمْزِ عَن المعنَى يَحتاج إلى شاعر. واللغةُ هِيَ الإيقاعُ الرمزيُّ المتدفِّقُ في أبجديةِ الأنا وذاكرةِ المعنَى. وفَلسفةُ اللغةِ مَبْنِيَّةٌ على التوازن بين المِخيال الوظيفيِّ والبُنى الاجتماعية. والمجتمعُ البشريُّ عِبارة عن جنين شَرعيٍّ وحتميٍّ للرُّموزِ اللغوية.
وهذا الجنينُ يتمُّ تَوليده رَغْمًا عنه، لأنَّ الجنين لا يَمْلِكُ حُرِّيةَ الاختيار. والشاعرُ شَاعرٌ سَواءٌ كَتَبَ القصائدَ أَمْ لَم يَكْتُبْها. واللغة كائنٌ حَيٌّ يتحرَّك بين أشباح العناصر الميتة. نحن نكتب كَي نُعْطِيَ ذواتنا الميتة فُرصةً للحياة من جديد.
وفي بعض الأحيان، لا يستطيع الفردُ أن يُعبِّر عن الأحداث التي يَعيشها رَغْمَ أنَّهُ يَفهمها شُعوريًّا ويَحُسُّ بِها. حيث تَدخل الأفكارُ في دائرة الإحساس الكامن في اختفاء الكلام، ويُصْبِح الصمتُ هُوَ الصَّرخةَ، والسُّكوتُ هُوَ لُغةَ الحِوار.
سَوْفَ تَصيرُ الكلمةُ مُسَدَّسًا والْحُلْمُ رَصاصًا. الإنسان ثَوريٌّ بِطَبْعِه، وُلِدَ حُرًّا، لَكِنَّ الضغوطاتِ المادية تُدَجِّنُه، والقمعَ السياسيَّ يَنتزع مِنهُ صِفةَ الثَّورية لِيُحِيلَه نَمَطًا استهلاكيًّا ذا تَفكير محصور في الشَّهوات والشُّبهات. ومع استمرار عملية التَّدجين اليوميِّ يَتِمُّ قَتْلُ الإنسانِ رُوحِيًّا، مِمَّا يَجعله شكلاً للوَهْم، لا أكثر ولا أقل. والفردُ لَن يَجِدَ نَفْسَه إلا إذا انقلبَ على نَفْسِه.

3 – لَوْ يَعْلَمُ الإنسانُ خُطورةَ نَفْسِه التي بَيْنَ جَنْبَيْهِ لَجَهَّزَ جَيْشًا لِقِتَالِهَا:

الإنسانُ يَذهبُ إلى المعركة لقتالِ العَدُوِّ، ونَفْسُهُ هي العَدُوُّ الأوَّلُ الذي يَأكلُ ويَشربُ مَعَهُ. يُهاجِمُ الإنسانُ الاستعمارَ، ويَتجهَّزُ لِقِتالِ العَدُوِّ الخارجيِّ، ويَنْسَى العَدُوَّ الدَّاخليَّ (الحاكم الطاغية) الذي يُدَمِّرُ البلادَ ويَسْرِقُ العِباد. يُخَطِّطُ الإنسانُ لِمُوَاجَهَةِ العَدُوِّ الثالث بكل شَجاعةٍ ورُجولةٍ، وَهُوَ عَبْدٌ ذَليلٌ للعَدُوِّ الأوَّلِ (نَفْسه التي بين جنبيه)، وخَادمٌ مُسْتَسْلِمٌ للعَدُوِّ الثاني (الحاكم الطاغية). ثُمَّ يَتَعَجَّبُ مِن غياب النَّصر.

4 – في أيِّ وَضْعٍ فَاسِدٍ، سَيَكُونُ الْمُتَفَائِلُونَ هُمُ الفاسدين:

التفاؤُلُ سِلاحُ الأقوياءِ الذينَ يَقُولون ويَعملون. إنَّهم يُحَوِّلُون كلامَهم إلى عَمَلٍ دَؤوبٍ لِتَغيير الواقع إلى الأفضل. أمَّا الأشخاصُ الغارقون في الفساد، والذينَ يَبيعون الكلامَ البَرَّاق والشِّعاراتِ الرَّنانة، فهؤلاء يَتَّخذون التفاؤُل سِلاحًا لِخَداعِ الناسِ وتَخديرهم لأطْوَل وقت مُمْكِن، مِن أجل استغلالهم حتى آخر قَطــرة.
وهُناكَ صِنفان يَلعبان هذه اللعبة القاتلة: الأُمَراء والعُلَماء.
فالحاكمُ يَسْرِقُ الشعبَ ويَقُود البلاد إلى الهاويةِ السَّحيقة، ثُمَّ يُقَدِّمُ وَجبةً مِنَ التَّفاؤُل لِشَعبه، تَشتمل على الأمل بِغَدٍ مُشرِق، وضَرورة تَطهير المجتمع من العناصر الْمُنْدَسَّة التي تَدعو إلى التَّشاؤم، وتُشكِّك بالْمُنجَزات الوَطنية. ثُمَّ يَأمُرُ الحاكمُ عُلَماءَ البَلاطِ وَوُعَّاظَ السَّلاطين أن يُخَاطِبُوا الشَّعبَ بِنَبـْرةٍ مُتــفائِلةٍ.
وهذا التَّفاؤُل الْمُخَادِع يَتِمُّ تَغليفه بالنصوص الدِّينية لإيجادٍ شَرعية له، فَيَبدأ الحديثُ عن التفاؤُلِ في الإسلام، وضَرورةِ طاعة وَلِيِّ الأمر الذي يَسهر على راحة الرَّعِيَّة، وأهميةِ التَّقَشُّف وتَرشيد النَّفقات، ودَفع الضرائب الحكومية في مَوْعِدها لأنَّها تُحقِّق مصالِحَ المسلمين، وتُقَوِّي دَولةَ الإسلام في مُوَاجَهَة الأعداء.
والْمُضْحِكُ الْمُبكي أنَّ عِلْيةَ القَوم يَعيشون في قُصورٍ أُسطوريةٍ، ويَركبون سَيَّاراتٍ فارهة، ومَعَ هذا يُطْلَب من الشّـَعب الفقيـر أن يُضَـحِّيَ مِن أجـل حُكَّـامِه الْمُتـْرَفِين.

كاتب من الأردن

 خواطر عن الثورة

إبراهيم أبو عواد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق