Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 14 يونيو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


كيف نفعّل معركة حماية الشعب الفلسطيني؟

Posted: 14 Jun 2018 02:30 PM PDT

صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية على مشروع قرار لصالح توفير الحماية للشعب الفلسطيني.
رقم المصوّتين بالموافقة: 120 دولة (وكذلك المصوتين بالرفض: 8 دول)، شديد التعبير عن وزن فلسطين في الوجدان الجمعي لشعوب البسيطة، ومعبّر أيضاً صدوره عن تركيا، التي صارت رأس حربة في مواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي العربي لوأد القضية الفلسطينية تحت مسمى «صفقة القرن»، وكذلك عن الجزائر، التي ما زالت، رغم العقود الطويلة التي مرّت على استقلالها عن فرنسا، ترتبط بصلة قربى بفلسطين، عبر دلالة التحرير الدامي والمعاناة المتماثلة مع مشروع استعماري استيطاني طال كثيراً ولكنه رحل في النهاية مخلفا آثار أقدامه السوداء. الجديد في القرار الجديد كان مطالبته بإنشاء آلية دولية لحماية الشعب الفلسطيني، وهو يظهّر الحقيقة المؤلمة لكون الشعب الفلسطيني، رغم الإجماع الأممي المذهل على تأييده، لا يملك حماية يغطّيه عالميّاً، كما هو حال الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل، وحال روسيا مع النظام السوري، كما أنه لا يملك غطاء إقليميّاً أو عربيّاً قادراً على الدفاع عنه من المخالب النووية لإسرائيل وترسانتها العسكرية الهائلة وأخطبوطها المنتشر في مراكز القوّة السياسية والمالية والإعلامية في العالم.
السلطة الفلسطينية حاولت نقل المحمول الرمزي للقرار إلى سكّة ممكنة للتنفيذ عبر الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تقديم مقترح خلال 60 يوما يحمل آليات عملية لتنفيذ القرار، وهو أمر لو حصل، فإنه سيضع دولة الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءها الكبار في مواجهة الأمم المتحدة.
غير أن الابتهاج من هذا القرار لا يجب أن يمنعنا من رؤية الإشكاليات السياسية الكبرى للمشروع الفلسطيني المنقسم سياسيا وجغرافيا بين رام الله وغزة، كما لا يمنعنا من رؤية الإشكالات الداخلية التي تعاني منها السلطتان، بالعلاقة مع بعضهما، وبالعلاقة مع جماهيرهما. يثير الأسى هنا أن يتناظر صدور القرار المهم المذكور مع العنف الذي قوبلت به مظاهرات «الحملة الشعبية لرفع العقوبات عن قطاع غزة» من قبل قوات الأمن الفلسطينية، وقد أثارت هذه التظاهرات أسئلة عديدة بين كتاب فلسطينيين حول انفصال العلاقة بين قيمتي التحرير والحرية، وحول إضرار الإجراءات العقابية التي تستهدف «حماس» بعموم الغزيين. وكما يمكننا مساءلة الحكومة الفلسطينية كذلك يمكن مساءلة السلطات في غزة عن الكثير من أفعالها، وقد حصلت انتقادات لربط «حماس» ما يحصل من أعمال بطولية هائلة لفلسطينيي غزة في مواجهة إسرائيل، مع إعادة الترويج للعلاقات مع إيران، وصب رصيد الفعاليات في إطار ترسمه إيران، لتتناظر فعاليات «يوم القدس» في غزة مع فعاليات مشابهة لـ«حزب الله» في لبنان، والحوثيين في اليمن، و«الحرس الثوري» في إيران.
القرار الأممي الذي جاء قبل عيد الفطر هو انتصار سياسي في معركة طويلة جدا، ولكن المعارك السياسية في أروقة الأمم المتحدة ليست منفصلة عن باقي المعارك السياسية التي تدور في رام الله وغزة وباقي بلدان المنافي الفلسطينية، والحماية المطلوبة من المنظومة الأممية، لا يمكن تطبيقها لو لم يتمكن الفلسطينيون من حماية مشروعهم الداخلي.

كيف نفعّل معركة حماية الشعب الفلسطيني؟

رأي القدس

«ليسوا ملكاً لكم»

Posted: 14 Jun 2018 02:30 PM PDT

في مقال غاية في الظرف وغاية في العمق كذلك والمعنون «هذا ما تعلمته من تجربة الأمومة»، تتحدث نوارة نجم الكاتبة والناشطة السياسية المصرية عن تجربتها مع الأمومة. تبدأ الكاتبة مقالها قائلة: «يبدو أن هناك خداعاً ما حدث. هناك رسم لصورة الأم غير واقعي بالمرة، ربما هي الصورة التي يتمناها المجتمع، لكنها ليست الصورة الحقيقية».
في الواقع تعاني الكثير من النساء من هذه الصورة غير الواقعية والتي تجعل من المرأة «الطبيعية» تلك التي تتوق للحمل والإنجاب وتلك التي تقع في حب طفلها مباشرة ومن دون أي مقدمات، في حين أن واقع الكثير من النساء يقول أنهن لسن جميعهن يرغبن في الأمومة، وأن العديد منهن يحتجن الى زمن وتدريب نفسي ليقعن في حب أطفالهن. يفرض المجتمع موقعين متضادين على المرأة، فهي إما شيطان خليع أو ملاك أمومي، كل الدرجات المتفاوتة بين هذين الموقعين لا يراها المجتمع الذي كثيراً ما يتجاهل إنسانية المرأة التي قد تضعها على أي لون من ألوان الطيف الإنساني المتعددة بين هذين المتضادين المتطرفين.
تتحدث الكاتبة بطرافة عن «إنتهاء أيام الصعلكة» بعد إنجابها وعن تغيّر حياتها وطبائعها التام فتقول: «صرت شخصاً آخر، بصفات أخرى، ونمط حياة آخر، ووزن آخر، (مش قادرة أصدق إني كومت الشحم ده كله ومش عارفة أخلص منه) وبإحساس دائم بالذنب. أنا لست هذا الملاك الذي يعيش من أجل غيره بالرغم من تغيّر نمط حياتي، ولا أظن أن الجنة تحت أقدامي. بل أظن أن الجنة على رأس أولادي الواقعين تحت رحمتي ورحمة مزاجي المتراوح المتأرجح». تتساءل نجم عن مدى إستحقاق الأم للقب القلب الكبير، فالأم، كما تقول نجم، هي التي أتت بالأطفال للدنيا مختارة وهي لم تأت بهم لتعذبهم بالتأكيد. وتنوّه نجم أن «لا أحد يتحدث عن قلب الإبن أو الإبنة، يعني مثلاً لا أحد يذكر أننا في أحيان كثيرة نخطئ في حق أبنائنا وأنهم يسامحوننا، ويغفرون لنا، ولا يعاقبوننا على ما قد نقترفه في حقهم إما بجهل أو بسبب ضغوط الحياة أو الإرهاق أو ثقل المسؤولية، كل ذلك ضاغط، وقد يكون عذراً، لكنه لا يخصهم في شيء، وليسوا مسؤولين عنه، لكنهم يتسامحون، ويظلون محتفظين بحبهم، وهذا يشعرني دوماً بالذنب».
من اللافت كذلك أن الغالبية العظمى من الأمهات يستخدمن أداة تأنيب الضمير مع الأبناء، يذكّرن هؤلاء بأفضالهن والتي يفترض أنها ليست بأفضال، هي واجبات طبيعية لإختيارهن إنجاب هؤلاء الأبناء. نُحمّل نحن أبناءنا متاعبنا النفسية ونتوقع منهم الصبر والتحمل بحجة أفضالنا هذه وبحجة الجنة الواقعة تحت أقدامنا وبحجة مراكزنا الأمومية التي تمنحنا حقوق الطاعة والتبجيل فقط لإتمامنا عملية الحمل والولادة. في الواقع لا يفترض أن تتحصل الأمومة على كل هذه الحقوق بشكل مباشر وغير مشروط، تتحصل الأمومة على الحقوق وعلى الإحترام والتبجيل حين نعمل نحن الأمهات على تشكيلها صفة رفيعة وعلاقة فاضلة أخلاقية إنسانية لا نحمّل من خلالها أطفالنا المنّة طوال الوقت، ولا نتوقع منهم السمع والطاعة لمجرد أننا قمنا بتنفيذ عملية بيولوجية لإستجلابهم لهذه الحياة، فنقسرهم تحت ثقل مفهوم «البر» على البقاء مكبلين بجانبنا، يخدموننا ويتحملوننا ويطيعوننا ويبقون عمرهم كله مكبلين بأفضالنا، أفضال، إن كانت كذلك، نحن من إختار، من دون طلب أو قيد أو شرط، تقديمها باتخاذنا قرار جلب هؤلاء الأبناء للحياة.
تنهي نجم مقالها قائلة: «لا أحد يتحدث عما نتعلمه من أبنائنا، عن محاولات تأديب النفس حتى نبدو في صورة لا بأس بها، عن ضرورة تقديم الاعتذار للإبن أو الإبنة حين نخطئ حتى نتمكن من تعليمهم الاعتذار عند الخطأ، علماً بأنهم يخطئون وهم يجهلون، ونحن نخطئ ونحن نعلم. «بكرا تخلفي وتعرفي».. آه والله خلفت وعرفت… عرفت أنني لا أحتاج لممارسة «عدة النصب» على أبنائي كي أحمّلهم فوق طاقتهم وأمارس عليهم سلطات ليست من حقي وأطالبهم بالوفاء بدين لم أدينهم به، وأنهم متسامحون بقدر تسامحي، ومحبون بقدر حبي، يعلمونني بقدر ما أعلمهم وربما أكثر. يؤدبونني بقدر ما أؤدبهم وربما أكثر. «لست ملاكاً».. أنا شخص يحاول جاهداً ألا يؤذي هذه الكائنات القصيرة الصغيرة صاحبة الصوت الحاد العالي قدر المستطاع. أحاول جاهدة ألا أحمّلهم أعباء مشاكلي وعقدي واختياراتي.. أفشل في أحيان كثيرة، وأشعر دوماً بالذنب». لربما يرى البعض التعابير قاسية، ولكنها في الواقع تعبّر عن حقيقة مع غالبية جيدة من الأمهات واللواتي كثيراً ما يمارسن «عدة النصب» هذه لإشعار الأبناء بتقصيرهم مما يؤسس لشعور «تأنيب الضمير» كرابط أساسي في العلاقات بينهم وبين هؤلاء الأبناء. نربط نحن أبناءنا بجانبنا بمشاعر المنّة وبالتذكير بالأفضال وحتى بالتهديد بالجنة، الجنة التي لا مدخل لها إلا أسفل أقدام الأمهات. أي عبء نضع على الأبناء وأي علاقة تأنيبية ثقيلة نخلق نحن بيننا وبينهم؟
الأمومة شعور رائع، لكنه ليس دائماً فطرياً، أحياناً هو مكتسب ويحتاج للكثير من الجهد والعمل لتحسينه. والبنوة ليست عبودية، تجعل من الأبناء أملاكاً نتحكم بها ونسيّرها ونتوقع منها السمع والطاعة الغير مشروطين مدى الحياة. يقول جبران خليل جبران «إن أولادكم ليسوا أولاداً لكم. إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم ولكن ليس منكم. ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكاً لكم. أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم، ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم، لأن لهم أفكاراً خاصة بهم.
وفي طاقتكم أن تصنعوا المساكن لأجسادهم. ولكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم. فهي تقطن في مسكن الغد، الذي لا تستطيعون أن تزوروه ولا في أحلامكم». لنحرر أبناءنا ونطلقهم في الحياة من دون قيود الأفضال وأحمال المنّة وتأنيب الضمير، هذا واجبنا وبه تتحقق أرفع سمات الأمومة والأبوة. عيدكم سعيد مبارك.

«ليسوا ملكاً لكم»

د. ابتهال الخطيب

النّازيون الجدد ومتطرفو اليمين خرجوا من جحورهم… صانعة أفلام مسلمة تكشف عن الشخصيات المهتزة وراء أيديولوجيا الكراهية

Posted: 14 Jun 2018 02:29 PM PDT

لم تجلب الأزمة المالية العالميّة 2008 إفلاساً وبطالة وبؤساً فحسب، بل هي استجلبت غضباً اعتمر قلوب ملايين البشر في الغرب الذين كفروا بأنظمة حكم بلادهم وباتوا مستعدين لدعم أي تغيير سياسي للأوضاع القائمة يُخرجهم مما هم فيه من ضنك العيش.
في مثل هذه الأجواء القاتمة تصاعدت موجة احتجاج تزعّمتها قيادات شعبويّة لا تتوفر على حلول سحريّة أو واقعيّة وإنما خلقت لليائسين عدواً سهلاً يمكنهم تفريغ حقدهم فيه: الأجانب والأقليّات المسلمة واللاجئون من الشرق الأوسط وأفريقيا. هذه المناخات دفعت تيارات اليمين المتطرف والفاشيين والنازيين الجدد إلى الخروج من جحورها التي كانت اعتصمت بها طوال عقود منذ سقوط حكم الرايخ الثالث نهاية الحرب العالميّة الثانية عام 1945.
إنتقل هؤلاء من التجمعات الخاصة والأنشطة الجانبية المحدودة إلى قلب السياسة في عدة بلدان على جانبي الأطلسي، فأصبحوا كتلاً وازنة في البرلمانات ومجالس الحكم المحلي في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا وهنغاريا والدنمارك وهولندا والنمسا وبريطانيا، وتمكنوا من استلام السلطة فعلياً في بعضها، وكانوا وراء الأغلبيّة التي صوتت على استفتاء البريكست البريطاني لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، قبل أن يتحقق انتصارهم الأكبر في إيصال دونالد ترامب الشعبوي النرجسي إلى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكيّة.
التطرف وعداء الأجانب ظاهرة ليست بجديدة على الغرب الذي بنى حضارته المعاصرة على العنصريّة واتخاذ العبيد واحتقار الأمم الأخرى. وليست إيديولوجية الجيل الجديد من النازيين ومتطرفي اليمين إلا ثمرة هذا الزّرع العتيق الآثم في آخر جناها، وهي أيديولوجيا لا تكتفي بكراهيّة الآخر بل وتدفع المجتمعات نحو استقطابات وانقسامات حادة إذ أنها تستدعي بالضرورة مشاعر سلبيّة مضادة في قلب ذلك الآخر الذي سيجد نفسه مستهدفاً بسبب لونه أو عرقه أو دينه (المفترض).

ضيا خان: هكذا تكون الأفلام الوثائقيّة أو لا تكون

تلفزيونياً أُنجزت عشرات الأفلام الوثائقيّة بلغات عدّة لتسجيل هذه الظاهرة واستكشافها، وبعضها أنجزها مخرجون وصانعو أفلام مشهورون، لكن معظمها وقع في فخ إعادة قراءة أيديولوجيتهم أو إعطاء الفضاء لهم لتقديم صورتهم كما يرغبون هم بأن يراهم المجتمع: غاضبون وعازمون على تغيير العالم بالقوّة. لكن مخرجة مسلمة جريئة، تعمل وحيدة دون دعم من مؤسسات إعلاميّة ضخمة أو محطات تلفزيون معروفة نجحت في أخذنا إلى ما وراء الأقنعة المتجهمة لهؤلاء لنتعرف على طبيعة الشخصيات التي تعتنق هكذا أيديولوجيات متطرفة ومآزقها النفسيّة والاجتماعيّة التي أسقطتها في مستنقعات الكراهيّة من خلال فيلمها الوثائقي التلفزيوني (اليمين الأبيض: تفضل بمقابلة العدو) والذي حاز على جوائز عالميّة وعرض على واحد من أهم التلفزيونات البريطانيّة (أي تي في)، قبل أن تتطرحه نيتفليكس مؤخراً لجمهورها العالمي.
هي البريطانيّة ضيا خان (ديا خان كما تكتبها بلغتها الأم) المنحدرة من أم أفغانيّة وأب باكستاني وتحمل جنسيّة النرويج حيث ولدت وترعرعت في عائلة مسلمة تحاصرها يومياً نظرات و ربما شتائم العنصريين من ذوي البشرة البيضاء في أوسلو. خان التي دخلت إلى عالم الأفلام الوثائقيّة عندما استفزتها جريمة الشرف البشعة التي حدثت في بريطانيا وراحت ضحيتها بناز محمود (20 عاماً) الصبيّة الكرديّة العراقيّة على يد عائلتها لاتهامها بترك زوجها لأنها أحبت رجلاً آخر. حملت خان عندها كاميرتها وسجلت كل ما استطاعت من مقابلات ووثقت الأماكن والشخصيات والأحداث، وعلّمت نفسها تحرير المادة الفيلميّة التي أرادت منح حق عرضها مجاناً للجمعيّات النسويّة المدافعة عن المرأة قبل أن يقع في يد مدير وثائقيّات تلفزيون «أي تي في» الذي وجده مثيراً للاهتمام وصوتاً مختلفاً، وليفوز بعدها – بناز: قصة حب – بجائزة الإيمي لأفضل فيلم وثائقي عالمي عن الأحداث الجارية.

مواجهة الخوف بالفهم: تفضلوا بمقابلة العدو

(اليمين الأبيض: تفضل بمقابلة العدو) هو الفيلم الرابع لخان. وقد جاءت فكرته نتيجة تعرضها شخصياً لهجمات كثيفة من المتطرفين اليمينيين الذين هددوها بالاغتصاب والتعذيب والقتل لأنها قالت في مقابلة لها على تلفزيون «بي بي سي» أنها تعتقد بأنه حان الوقت على ذوي البشرة البيضاء التوقف عن حلمهم في يوتوبيا بريطانية نقيّة عرقيّاً ومواجهة الواقع الذي يحتّم تظافر الجميع بغض النظر عن أصولهم ومنابتهم في العمل على غد أفضل للجزيرة.
خان المعتادة على الشتائم العنصريّة بوصفها مسلمة نسويّة عالية الصوت لا تقبل بالتهميش أو النظرة الدونيّة لم تشعر بالقلق والخوف قدر ما وجدت في تلك التهديدات دعوة لعقلها الفضولي أبداً ليبحث في دواخل البشر الذين يوجهون مثل تلك التهديدات وأيّة عمليّة فكريّة تدفعهم إلى أحضان الكراهية ضد كل من ليس مثلهم. فكان فيلمها التلفزيوني الذي أرادت فيه مواجهة هؤلاء والجلوس معهم على ذات الطاولة واستيضاح دوافع العدواة التي يحملونها.
سافرت خان إلى الولايات المتحدة وقابلت عدداً من زعماء النازيين الجدد وأفرادهم في مقابلات شخصيّة، وحضرت بعضاً من تجمعاتهم بما فيها استعراض تشارلوتسفيل الذي تحول إلى خبر عالمي بعد مقتل أحد الناشطين المعادين للفاشيّة في المكان. نازيو أمريكا الجدد هؤلاء الذين قابلتهم خان لم يكونوا يحملون بنادق وسكاكين فحسب عند حضورهم لهذه التجمعات، بل هم حضروا أيضاً بأسلحة متوسطة يمكن رؤيتها فقط في مناطق النزاع.
الفيلم الذي عادت به من هناك مثير للاهتمام بالفعل. فهو يكشف عن مآزق نفسيّة وانكسارات وخوف وشخصيات مهزوزة وحاجة ماسة للانخراط في قضيّة جماعيّة وراء ادعاءات القوّة والعدوانيّة، وأن أغلبهم يشعر بأنهم ضحيّة مستهدفة وما يقومون به هو نوع من مقاومة تستهدف إصلاح المجتمع. وهي بالمناسبة تتطابق – مع اختلاف المشهد والعدو المستهدف -ودوافع المسلمين الأوروبيين الذين تركوا الغرب للالتحاق بالقتال مع داعش في سوريّا والعراق والذين تحدثت إليهم خان في فيلمها السابق (جهاد) و هم بدورهم عاشوا نوعاً من الاغتراب وكانوا مفتقدين إلى الشعور بالانتماء لأحضان قضيّة يساهمون من خلالها في إصلاح المجتمع!

يجب أن نقلق: هكذا يسقط الشبان في مستنقع الكراهيّة

(اليمين الأبيض: تفضل بمقابلة العدو) وثائقي تلفزيوني من النوعيّة التي تدفع مشاهدها إلى القلق. لقد أرتنا خان تلك السّهولة التي يمكن لصنّاع أيديولوجيا الكراهيّة من أجهزة ومنظمات مشبوهة اصطياد أمثال تلك الشخصيّات غير المستقرّة ذهنيا ونفسيا وتحويلها إلى جنود يعبّرون عن أشواقهم بالغد الأفضل من خلال العنف والقتل فيخدموا أجندات مشبوهة بينما يظنون – دائماً – أنهم يحسنون صنعاً. وبالطبع لا يغيب عن الذّهن هنا ذلك الانتشار الانشطاري لأدوات التواصل الاجتماعي الحديثة التي فتحت مساحات غير مسبوقة في التاريخ لتجنيد التائهين على نطاق واسع وبأقل التكاليف.
صانعة الأفلام المبدعة ضيا خان – ذات التوجهات الليبراليّة سياسياً – لم ترد من مشاهدها في فيلميها سواء عن الجهاديين أو عن النازيين الجدد التعاطف مع تلك الشخصيّات المتأزمة بقدر ما أرادت الكشف عن ذلك الاغتراب النفسي الذي يعيشه شباب الغرب – والعالم – ويدفع بهم لقماً سائغة في توجهات سياسيّة دافعها الكراهيّة، وهو اغتراب يأتي نتيجة تلقائيّة محتمة لبنية النظام العالمي في الرأسماليّة المتأخرّة، حيث البشر هم مجرد مستهلكين وموارد بشريّة لخدمة ماكينة الربح التي لا تتوقف عن الدوران لمصلحة فئة قليلة.
(اليمين الأبيض: تفضل بمقابلة العدو) رسالة بليغة لكل صانعي الوثائقيّات والقائمين على عرضها في محطات التلفزيونات العربيّة جميعها. تفضلوا أنتم أيضاً بمقابلة الواقع.

إعلامية لبنانية تقيم في لندن

7gaz

النّازيون الجدد ومتطرفو اليمين خرجوا من جحورهم… صانعة أفلام مسلمة تكشف عن الشخصيات المهتزة وراء أيديولوجيا الكراهية

ندى حطيط

قمة سنغافورة: هل للبرنامج النووي دين أو قومية؟

Posted: 14 Jun 2018 02:29 PM PDT

قد يجهل البعض أنّ التعاطي الأمريكي مع ملفّ البرنامج النووي في كوريا الشمالية لم يبدأ مع التحضيرات لقمة سنغافورة «التاريخية»، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري كيم جونغ أون، التي انعقدت مؤخراً وانتهت إلى توقيع اتفاقية مشتركة، وجيزة وعامّة الصياغة. يذكّرنا الأمريكي جوشوا بولاك، رئيس تحرير The Nonproliferation Review والأخصائي في السلاح النووي وأسلحة التدمير الشامل، أنّ ذلك التاريخ يعود إلى ربع قرن على الأقلّ، وإلى سلسلة اتفاقيات (بعضها أكثر وضوحاً من اتفاقية ترامب ـ جونغ)، حتى إذا لم ينطو إبرامها على قمم عالية المستويات.
على سبيل المثال، البلاغ المشترك بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، الموقع في 11 حزيران (يونيو) 1993، يؤكد على استمرار المفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ حول انسحاب الأخيرة من اتفاقية الحدّ من انتشار الأسلحة النووية (وهو الانسحاب الذي وقع في آذار/ مارس من العام ذاته، بسبب ادعاء السلطات الكورية أنّ فرق التفتيش التابعة لوكالة الطاقة تجاوزت حدود صلاحياتها)؛ كما يشدد على «ضمانات بعدم استخدام القوة» و»الالتزام بالسلام والأمن وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي»؛ فضلاً عن «دعم محاولات إعادة توحيد الكوريتين».
قبل هذا كانت المباحثات الكورية ـ الكورية قد انتهت، في 20 كانون الثاني (يناير) 1992، إلى اتفاقية من ثلاثة بنود أساسية: 1) الالتزام بعدم تصنيع أو استقبال أسلحة نووية، في إشارة إلى وجود أسلحة نووية أمريكية في كوريا الجنوبية؛ و2) الالتزام بعدم امتلاك منشآت للإنتاج النووي أو تخصيب اليورانيوم، في وقت شهد تطوير بيونغ يانغ لمنشأة أولى نووية، اعتبرتها الأخيرة مجرد «مخبر راديو ـ كيميائي»؛ و3) الالتزام بإنشاء «هيئة مراقبة نووية مشتركة»، تقوم بالتفتيش في مواقع متفق عليها.
أما اتفاقية تشرين الأول (أكتوبر) 1994، فقد ذهبت أبعد في العلاقات النووية، إذا جاز القول، بين واشنطن وبيونغ يانغ؛ مع التعهد الأمريكي بتزويد كوريا الشمالية بمفاعلات الماء الخفيف لتوليد الكهرباء بدلاً من تكنولوجيا مفاعلات الغاز، وكذلك تزويدها بالوقود الثقيل. في المقابل، وافقت بيونغ يانغ على تجميد مفاعلها والمنشآت المرتبطة به، وإعادة إخضاعها لتفتيش وكالة الطاقة الدولية. أكثر من هذا، نصّ الاتفاق على قيام البلدين بخطوات نحو «التطبيع الكامل للعلاقات السياسية والاقتصادية» بينهما، و»العمل معاً من أجل السلام والأمن في شبه جزيرة كورية خالية من النووي».
الإعلان المشترك الأمريكي ـ الكوري الشمالي، أكتوبر/تشرين الأول 2000، كان ثمرة قيام مبعوث كيم جونغ أون بزيارة واشنطن والاجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون؛ حيث تمّ التشديد، هذه المرّة، على التزام كوريا الشمالية بتعليق إطلاق «الصواريخ بعيدة المدى من أيّ نوع، خلال استمرار المباحثات حول مسألة الصواريخ»؛ وهو التأكيد الذي طبقته بيونغ يانغ حتى العام 2006. من جانب آخر، شددت الوثيقة على جهود «خفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وإنهاء الحرب الكورية رسمياً عن طريق استبدال اتفاقية الهدنة لعام 1953 بترتيبات سلام دائم». وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2002 توصلت واشنطن إلى «اتفاقية إطار» مع كوريا الشمالية، انسحبت منه بعد عام عند اكتشاف عودة بيونغ يانغ إلى تخصيب اليورانيوم، مما أدى إلى انسحاب الأخيرة مجدداً من اتفاقية الحدّ من انتشار الأسلحة النووية.
ما الذي يشير إليه هذا التاريخ، الذي يتوجب أن يُربط بسلسلة اتفاقيات من نوع مماثل، أو متقدم أحياناً، مع كوريا الجنوبية؟ الكثير من الدلالات في الواقع، قد يكون أبرزها أنّ قمّة سنغافورة الأخيرة لا تأتي بجديد دراماتيكي بالقياس إلى ماضي الاتفاقيات والعهود والمواثيق والبيانات المشتركة، وأنّ العبرة استطراداً هي في اعتماد سياسة أمريكية متوازنة في شبه الجزيرة الكورية، لا تفصل بين النووي والسياسي، وبين اليورانيوم والاقتصاد، وبين الحقّ في امتلاك التكنولوجيا مقابل سلطة حصرها أو حجبها وفق كيل بأكثر من مكيال. وقد يكون الدرس الآخر أخلاقياً، وإنْ كانت «السياسة الواقعية» لا تعتدّ بالأخلاق عموماً؛ وهو خرافة أنّ واشنطن تربط انتشار السلاح النووي بمسألة وجود نظام ديمقراطي يتحكم بزرّ الإطلاق (الذريعة الكلاسيكية التي تُساق، في الغرب عموماً، لتبرير السكوت عن البرنامج النووي لدولة الاحتلال الإسرائيلي). لقد تعاملت واشنطن في الماضي، وتواصل التعامل اليوم، مع البرنامج النووي الكوري الشمالي بصرف النظر عن طبيعة نظام كيم جونغ أون الحالي، ونظام أبيه وجدّه من قبله؛ وبصرف النظر عن التشدق المعتاد حول حقوق الإنسان والسلم العالمي.
وهذا يعيد التذكير بحقيقة أخرى ساطعة: أنّ البرنامج النووي الإيراني (الذي يُثار حوله كلّ هذا اللغط الأمريكي والإسرائيلي الراهن) لم ينطلق في عهد آيات الله، بل قبل ثورة 1979 بما يقارب ربع قرن، أيام الشاه رضا بهلوي؛ وأنّ البرنامج كان، ثانياً، بعض تجليات الحرب الباردة لأنّ الولايات المتحدة هي التي رعته وأشرفت على تنفيذه. كذلك كانت أمريكا هي التي زوّدت إيران بمفاعل نووي طاقته 5 ميغاواط، مع الوقود اللازم، أي اليورانيوم المخصّب (نعم: ذاته الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها اليوم)، كما قبلت إقامة منشآت لتخصيب اليورانيوم في إيران. وفي عام 1975 وقّع وزير الخارجية آنذاك، هنري كيسنجر، ما يُعرف باسم «مذكرة القرار الأمني 292»، التي أرست دعائم التعاون النووي الأمريكي ـ الإيراني، بقيمة استثمارية صافية تبلغ ستة مليارات دولار. وبعد سنة فقط، وقّع الرئيس الأمريكي جيرالد فورد أمراً إدارياً بتمكين إيران من شراء وتشغيل منشأة تتيح فصل البلوتونيوم (أي المرحلة الأعلى على صعيد تصنيع القنبلة النووية!)، بذريعة أنّ هذه التكنولوجيا سوف «تحرّر ما تبقى من احتياطيّ نفطي، وتضعه في التصدير».
وبصرف النظر عن حقّ الشعوب في امتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض مدنية، أو حتى حقها في وضع خيار التكنولوجيا النووية العسكرية نصب أعينها؛ فإنّ الانتساب إلى هذا المحفل النخبوي الفائق، نادي السلاح النووي، يتخذ أحياناً صفة الضرورة بالمعنى الاستراتيجي، ومن حيث احتواء نزاعات لا يفلح في تطويقها إلا «خيار درجة الصفر». وليس لأحد أن يتكئ على اعتبارات أخلاقية أو سياسية أو اقتصادية، «عقلانية» تارة أو «بيئية» طوراً، صادقة مرّة أو زائفة معظم المرّات، لتوجيه اللوم إلى شعوب بعينها (خارج نطاق النادي النخبوي، حصرياً!) بذريعة أنها أحوج إلى التنمية الإنسانية من التنمية النووية. وحتى يأتي اليوم الذي يُجمع فيه النظام الدولي على تنظيم «ديمقراطي» متكافئ لشروط الانتساب إلى النادي النووي، فإنّ من حقّ الجميع التطلع إلى التكنولوجيا ذاتها، دون الحصول على أذن مسبق من الكبار.
لكنّ توازن الرعب هذا ليس له دين أو هوية ثقافية، كما يحلو للبعض أن يفلسف بين حين وآخر، اتكاءً على تعبير «القنبلة الإسلامية» الذي نحته كيسنجر، دون سواه، في وصف البرنامج النووي الباكستاني؛ واهتداءً، كذلك، برأيه الذي يمكن أن ينتهي إلى تقسيم نوويات العالم على أديان العالم: هذه قنبلة مسيحية في الولايات المتحدة وأوروبا، وتلك بوذية في الصين، وثالثة يهودية في اسرائيل، ورابعة سيخية في الهند، وخامسة مسلمة في الباكستان، وسادسة في الاتحاد السوفييتي… ملحدة! وفي الغضون، على امتداد وقائع التاريخ النووي بين أعضاء النادي والطامحين إليه، ثمة على الدوام ذلك الاختلال الكوني المزمن الذي يتعدى الذرّة إلى جزيئات انشطار لا تعدّ ولا تُحصى.

كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

قمة سنغافورة: هل للبرنامج النووي دين أو قومية؟

صبحي حديدي

الأردن: حكومة يصعب «الإمساك بها» وبلا طاقم متجانس… سقوط لفكرة «الرشاقة» وخضوع للتيار المحافظ مع «نكهات حراكية»

Posted: 14 Jun 2018 02:28 PM PDT

عمان- «القدس العربي: اعتبارات واضحة دفعت رئيس الوزراء الأردني الجديد الدكتور عمر الرزاز لتسجيل مفاجأة «سلبية جداً» للشارع الذي قفز به رئيساً للحكومة بعد أحداث «الدوار الرابع» الشهيرة عندما قرر أمس الخميس تسـمية طاقمـه الـوزاري.
الرزاز أخفق تماماً في تجاوز امتحان «الرشاقة» الذي وعد وأمر ملكياً به عندما اختار حكومة بـ29 حقيبة لا مبرر لنصفها بعدما كان لمح لـ16 حقيبة فقط.
الإخفاق واضح ايضاً في إسقاط الرئيس للتوجيه المتعلق بالرؤية النقدية ملكياً للوزراء «النائمين» فقد عاد إلى الحكومة 15 وزيراً من حكومة الرئيس هاني الملقي.
الأهم والأخطر ان تلك الاعتبارات دفعت الرزاز لـ «تسوية» ملموسة مع الحرس القديم في الدولة والبلاد من الصنف الذي يعيق أي «خطاب إصلاحي» حقيقي عندما اضطر لتعيين الدكتور رجائي المعشر نائباً له في اختبار قوة من الصعب ان تفلت منه التجربة بين رئيس مثقف ومستنير وضعيف داخل بنية الدولة ونائب قوي وخبير من أهم رموز التيار المحافظ.
واضح أيضاً ان الرزاز حاول «طمأنة» كل التيارات المحافظة عبر تعيين المعشر رجلاً ثانياً في الحكومة وبصلاحيات واسعة مع وزارتين… ذلك تم فعلاً على حساب المجازفة بالقيمة الاساسية التي رافقت تعيين الرزاز اصلاً وهي «حراك الشارع العصري والحضاري» الذي قفز به وامتدحه الجميع.
تعيين المعشر بدون تسميته مختصاً بالشأن الاقتصادي مع وزارة للدولة قد تعني أن الرجل هو الذي سيدير الملفات الكبرى في عهد وزارة الرزاز خصوصاً وان الثاني كان «موظفاً» لدى الأول في بنك يملك الحصة الأكبر فيه.
الأرجح ان صاحب نظرية «الحقوق المكتسبة» للأردنيين يتواجد في مركز القرار اليوم كدلالة واضحة المعالم بأن القوى الكلاسيكية أخضعت الرزاز وقررت ان لا يبقى وحده في قمة القرار بمقر رئاسة الوزراء في خيار يرضي جهات نافذة في إدارة الدولة.
ما كلفت به حكومة الرزاز بإسم «حوار وطني» يختص بملفات السياسة الاقتصادية سيحكمه المعشر وهو عجوز محنك /74 عاماً/ يفترض أنه يدير حكومة شكلت اصلًا على ايقاع حراك شباب لا يزيد عمرهم عن 25 عاماً.
تلك في كل حال مفارقات الحالة الأردنية حيث يرفض «السياق المحافظ» التسليم بالرزاز صاحب التفويضين الشعبي والملكي وإن كان الصدام السياسي حتميًا بين رئيس الوزراء ونائبه لاحقًا.
اضطر الرزاز لإعادة 15 وزيراً من حكومة سلفه الدكتور هاني الملقي بينهم وزراء حقائب السيادة مثل الداخلية والخارجية وطاقم الخدمات إضافة لوزارة التنمية السياسية والبرلمان…هنا يؤشر إلى أن ما حصل ليس أكثر من «تعديل وزاري» على تجربة الملقي خصوصاً وإن وزير المالية الجديد عز الدين كناكريه هو الأمين العام للوزارة عندما قرر قانون الضريبة الجديد.
حتى يظهر الرزاز مقنعاً للشارع أضاف بعض «النكهات» على طاقمه في أربع مناطق فقط من جسد وهيكل الحكومة أبرزها السياسي والبرلماني والحقوقي المعروف مبارك أبو يامين الذي يعتبر من الشخصيات الأساسية والمقبولة شعبياً والقادرة على إدارة حوارات وطنية.
ويتولى أبو يامين موقع وزارة الشئون القانونية في حكومة الرزاز.
في منطقة النكهة الثانية إنضمت للحكومة وزيرة للثقافة بسمة النسور وهي كاتبة معروفة وناشطة جداً في مجال التضامن مع الشعب السوري وموقفها صلب ضد النظام السوري بمعية وزير الخارجية الباقي في موقعه أيمن الصفدي.
واستعان الرزاز بوجهين جديدين هما الصحافية جمانة غنيمات وزيرة للاتصال وستتولى ملف الإعلام ومثنى الغرايبة الوجه المعروف في حراكات الشارع منذ عام 2011.
خلافاً لذلك سيعمل أحد انشط السفراء الأردنيين وهو مكرم القيسي مع الشباب في حكومة الرزاز فيما تخلص الأخير من طاقم وزراء التأزيم في الجناح الاقتصادي حيث الثلاثي عمر ملحس وعماد فاخوري وجعفر حسان.
حصة النساء في الحقائب كانت هي الأكبر في تاريخ الحكومات حيث سبع وزيرات بعد قفزة لصديق الرزاز المحامي طارق حموري في عمق الطاقم الاقتصادي عبر وزارة الصناعة والتجارة.
حصة مؤسسة القصر بقيت في الوزارة عبر تثبيت الصفدي في موقعه ثم بقاء وزير الاستثمار مهند شحادة لإكمال مشروعه.
دون ذلك لا توجد دلالات سياسية عميقة في تشكيلة الرزاز حيث ان نظام الخدمات في النقل والسياحة والزراعة والصحة بقي في عهدة فريق سلفه الملقي تماماً.
وحيث ان التجانس صعب بين الفريق في الهوية الفكرية والسياسية وعملية تقاسم للحقائب على مقدار الواقع الموضوعي لصمود الحكومة.
لكن الأهم ان الوزارة في المضمون السياسي «لا يمكن الإمساك» بها وغير محسوبة على «لون متجانس» وهي أقرب لخلطة غريبة من المرجح أنها حيكت تحت ضغوط مراكز الثقل الكلاسيكية المناطقية والأمنية وتقنية المحاصصة فيما سجل الرزاز المفاجأة الابرز وهي عدم تمكنه من إدخال رموز سياسية وبالتالي صعوبة تثبيت «مفاجأة» حقيقية تحافظ على «زخم شعبي» ينهض بالحكومة.
وقد اتضح ذلك مبكراً من خلال وسائط التواصل الاجتماعي التي سارعت لإبراز صدمتها عبر إشارتين دعا في الأولى منها نشطاء شباب إلى صيغة: «العيد ..عالدوار» فيما وسمت الحكومة بسرعة بانها حكومة أحد البنوك التجارية على أساس وجود ثلاثة أقطاب من إدارة هذا البنك في الفريق إضافة لرئيس الوزراء نفسه الذي كان موظفاً فيه.

أسماء الوزراء

وفيما يلي قائمة بأسماء الوزراء: رجائي صالح المعشر نائبا لرئيس الوزراء ووزير دولة، أيمن حسين الصفدي وزيرا للخارجية وشؤون المغتربين، عادل عيسى علي الطويسي وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي، هاله نعمان بسيسو لطوف وزيرا للتنمية الاجتماعية، موسى حابس المعايطة وزيرا للشؤون السياسية والبرلمانية، سمير سعيد مراد وزيرا للعمل، محمود ياسين الشياب وزيرا للصحة، يحيى موسى كسبي وزيرا للأشغال العامة والإسكان، نايف حميدي الفايز وزيرا للبيئة، وليد محيي الدين المصري وزيرا للنقل ووزيرا للشؤون البلدية، مجد محمد شويكه وزيرا لتطوير القطاع العـام.
لينا مظهر عناب وزيرا للسياحة والآثار، المهندس خالد موسى الحنيفات وزيرا للزراعة، عوض أبو جراد المشاقبة وزيرا للعدل، مهند شحادة خليل وزير دولة لشؤون الاستثمار، سمير إبراهيم المبيضين وزيرا للداخلية، عبدالناصر موسى أبو البصل وزيرا للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، عزالدين محي الدين كناكرية وزيرا للمالية، منير موسى عويس وزيرا للمياه والري، عزمي محمود محافظة وزيرا للتربية والتعليم، مكرم مصطفى القيسي وزيرا للشباب، مبارك علي أبو يامين وزير دولة للشؤون القانونية، طارق محمد الحموري وزيرا للصناعة والتجارة والتموين، جمانة سليمان غنيمات وزير دولة لشؤون الإعلام، هاله عادل زواتي وزيرا للطاقة والثروة المعدنية، ماري كامل قعوار وزيرا للتخطيط والتعاون الدولي، بسمة محمد النسور وزيرا للثقافة ومثنى حمدان غرايبة وزيرا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

الأردن: حكومة يصعب «الإمساك بها» وبلا طاقم متجانس… سقوط لفكرة «الرشاقة» وخضوع للتيار المحافظ مع «نكهات حراكية»
الرزاز «يخذل» الشارع و«يعدل» على طاقم الملقي بعد التخلص من «فريق التأزيم»
بسام البدارين

محامي الصحافي المغربي بوعشرين: السلطات أخذت نجلي كرهائن لإجباري على الحضور إلى مقر الشرطة القضائية

Posted: 14 Jun 2018 02:28 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : يدور مسلسل محاكمة الصحافي المغربي توفيق بوعشرين، مدير صحيفة أخبار اليوم وموقع اليوم 24، في حلقة فيديوهات تقول النيابة العامة انها تظهر انتهاكاته لأعراض عدد من النساء وتؤكد الاتهامات التي وجهت اليه، الاتجار بالبشر والاغتصاب، فيما يؤكد بوعشرين ودفاعه انه غير معني بهذه الفيديوهات ويصفونها بالمزورة.
وطالب ممثل النيابة العامة في محاكمة توفيق بوعشرين أول أمس الاربعاء في الجلسة التاسعة عشرة في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، بإجراء خبرة تقنية على الفيديوهات الجنسية المنسوبة لبوعشرين، وأكد دفاع بوعشرين أنه لا ينازع في الفيديوهات بسبب أنها تعرضت لـ»المونتاج»، لكن لأنهم يصرون على أن من يظهر في هذه الفيديوهات ليس هو بوعشرين بل شخص أخر. وأوضح دفاع بوعشرين أنه ليس لديه مشكل مع الإدارة العامة للأمن الوطني أو يطعن في مصداقيتها، لكن المشكل مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.
وتقول السلطات أن مجموعة من الأجهزة من بينها قرص صلب خارجي، وكاميرا، وجهاز DVR قد تم حجزها في مكتب توفيق بوعشرين أثناء اعتقاله، والتي تحتوي على مقاطع الفيديوهات الجنسية التي يُتهم بوعشرين بتصويرها.
ونفى مراد المعبر الشاهد، مسؤول بالقسم التقني وقسم المعدات الإلكترونية بمؤسسة بوعشرين الإعلامية أمام المحكمة خلال جلسة محاكمة توفيق بوعشرين، أول أمس الاربعاء، علمه بوجود الأجهزة التي عرضتها عليه المحكمة والتي تقول السلطات أنه قد تم حجزها في مكتب بوعشرين. وأكد الشاهد أنه لم يسبق له أن شاهد هذه الأجهزة أو أن المؤسسة قد اشترتها، وذلك بعد عرضها عليه جميعها، وتحدث بشكل مستفيض عن الموصلات الكهربائية بالمؤسسة ذاتها وعن الكاميرا والمسجل الرقمي والقرص الصلب، نافياً وجود موصل كهربائي إضافي أو كاميرا إضافية، ما جعل محامي من دفاع المطالبات بالحق المدني يقرّ بالقول: «تطفو فرضية تصوير المتهم لضحاياه وتحكّمه عن بعد في الكاميرا المخصصة للتصوير وتتلاشى فرضية زرع الأجهزة الأمنية لكاميرات في مكتب هذا الأخير».
واستمعت المحكمة للمشتكية وداد ملحاف بناء على طلبها، التي تقول بتعرضها للتحرش ومحاولة اغتصاب من طرف بوعشرين وقدمت محتوى محادثة نصية جرت بينها وبين المصرحة أمل الهواري على تطبيق المراسلات الفورية «الواتساب» ، كما حفظت حقها في التواجه مع هذه المصرحة. وقال موقع الاول ان ملحاف طالبت باعتقال أمل الهواري إحدى المصرحات في الملف، مدعية أنها حاولت التأثير عليها للتراجع عن شكايتها ووقفت أمام المحكمة، وألحّت على إحضار الهواري لمواجهتها بمحادثات جرت بينهما حول الموضوع، معتبرة أن على المحكمة إيقاف الهواري والتحقيق معها في هذه الواقعة.
وأكدت أمل الهواري في وقت سابق أنها رفضت مواجهة ملحاف خلال الفترة التي كانت فيها تحت الحراسة النظرية لدى الضابطة القضائية بالرباط، وتقول انها ليست معنية بالملف وترفض أن تشهد زوراً ضد بوعشرين وطعنت بمحضر الشرطة واتهمت ضابط التحقيق بالتزوير وهو التزوير الذي توبع به وحكم عليها بالسجن 6 شهور، وطلبت المحكمة إحضار الهواري بالقوة العمومية بعد رفضها حضور المحاكمة كونها غير معنية بها.
وقررت المحكمة تأجيل المحاكمة إلى يوم الإثنين المقبل، حيث من المتوقع أن تبت في طلب النيابة العامة بخصوص إجراء الخبرة التقنية على الفيديوهات وهو الطلب الذي أيده دفاع المشتكيات. وقال المحامي محمد زيان إن السلطات الأمنية قد أخذت نجليه كرهائن من أجل إجباره على الحضور إلى مقر الشرطة القضائية، وذلك في تعليقه على عملية اعتقال إبنيه لمدة 24 ساعة برفقة المصرحة آمال هواري من أجل التحقيق معهم في أفعال «قد تشكل أفعالا مخالفة للقانون»، وفق بلاغ سابق للنيابة العامة.
وقال زيان أن اعتقال نجليه جاء بهدف محاولة الضغط عليه لإجباره للحضور إلى مقر الشرطة القضائية، من أجل ارسال رسالة لجميع المناضلين والمفكرين والأحرار مفادها أن الكل يمكن التحقيق معه، مضيفا أن أبناءه لم يكونوا يعرفون ماذا يحصل ولماذ أخذوهم أصلا. وأشار زيان إلى أن نجليه لم يكونا على علم بشخص اسمه بوعشرين ولم يكونا متابعين له، وأنهما سمعا باسمه فقط خلال الفترة الأخيرة، مشدداً على أن لحظة اقتحام منزله من طرف العناصر الأمنية من أجل اقتياد أمل الهواري للمحكمة كان هو بنواحي أكادير، ولم يكن له علم بوجود الهواري منزله. وأوضح المحامي المثير للجدل أن تواجد الهواري في منزله جاء لأن مسكنه ظل مفتوحا دوما للجميع، وهي لجأت إليه لأنها كانت تحت ضغوط وتخويف كبيرين بسبب محاولة الأمن إجبارها على الحضور للشهادة في ملف بوعشرين رغم أن وكلت محاميها إسحاق شارية بأن يطلب من المحكمة عدم إقحامها في هذا الملف بصفة نهائية.
وقال أن ملف بوعشرين حُسم على مستوى الرأي العام، لأن الشعب منحه البراءة بعدم ايمانه بالرواية الرسمية التي فقدت كل مصداقيتها، ولاسيما بعد استعمال العنف من أجل دفع بعض «المصارحات» لحضور المحكمة لتقديم شكوى ضد بوعشرين رغم أنهن أكدن أنهن لم يكن يوما ضحية أي تحرش أو اغتصاب من طرف مؤسس جريدة «أخبار اليوم». من جهة أخرى نفت أسماء الموساوي، زوجة توفيق بوعشرين، أن تكون طلبت لقاء وزير الدولة لحقوق الانسان، مصطفى الرميد، من أجل «حثه على التدخل لصالح زوجها في الملف، كما يتم الترويج لذلك». وأوضحت أنها فعلا، طلبت لقاء الرميد والتقته بمكتبه، كما التقت محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وطلبت لقاء وزير العدل محمد أوجار، من أجل طلب واحد، نقلته باسم زوجها، وهو «العمل على ضمان شروط المحاكمة العادلة».
وشددت زوجة بوعشرين، على أن»الرسالة التي حملتها إلى المسؤولين المغاربة، كل من موقعه، مفادها أن زوجها لا يحتمي بالمؤسسات في الخارج، وإنما يتوجه أولاً إلى المؤسسات الوطنية المعنية، بضمان شروط المحاكمة العادلة». وقالت «سنطرق جميع الأبواب، لأن المحاكمة تعرف مجموعة من الخروقات».
وأفادت أسماء الموساوي، بأنها أبلغت الرميد، بالقلق وخيبة الأمل من مسار المحاكمة، التي قالت إنها تعرف خروقات كبيرة، وتحدثت مع الوزير عن «حملة التشهير بزوجها في وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية، وعن عدم احترام قرينة البراءة»، مخاطبة الرميد «بصفته وزير حقوق الإنسان».
وأضافت زوجة توفيق بوعشرين، «للأسف رفض الوزير الاعتراف بوجود خروقات في مسار المحاكمة، وحاول إقناعي بأن الفيديوهات غير مفبركة، وبأن زوجي ارتكب فعلاً المنسوب إليه، بينما أتشبث ببراءته، وهو ما لم يتقبله».
ويأتي رد زوجة توفيق بوعشرين، بعدما خرج عضو في ديوانه، متحدثا عن لقائها بوزير الدولة بمكتبه.
وكتب جواد غسال، مستشار الوزير، أنه «كان شاهداً يوم استقبل الرميد زوجة توفيق بوعشرين بمكتبه»، وقال إن «كل الأخبار التي تم تداولها والتي تزعم أن الرميد سعى إلى إقناعها بتورط زوجها في ما ينسب إليه، ليست صحيحة بالمرة».
وأضاف عضو ديوان الوزير «بالرغم من إلحاح زوجة توفيق بوعشرين على استصدار موقف واضح من الرميد، بتكرار مجموعة من الأسئلة، إلا أن وزير الدولة أبقى حديثه محايداً في ما يتعلق بالملف، ومشدداً عزمه التدخل في كل ما يتعلق بالجانب الحقوقي، في احترام تام لاستقلال السلطة القضائية».

محامي الصحافي المغربي بوعشرين: السلطات أخذت نجلي كرهائن لإجباري على الحضور إلى مقر الشرطة القضائية

محمود معروف

استكمالاً لرسم خريطة النفوذ في الشمال السوري… روسيا تسحب حمايتها للميليشيات الكردية

Posted: 14 Jun 2018 02:27 PM PDT

جنيف – دمشق – «القدس العربي»: أبلغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا الصحافيين أمس الخميس بأن مسؤولين أمريكيين سينضمون إلى محادثات في جنيف في وقت لاحق هذا الشهر بشأن تشكيل لجنة دستورية سورية في مؤشر على حراك في عملية بدت عرضة لخطر التعطل. جاء كلام دي ميستورا متزامناً مع تفاهمات روسية – تركية وأخرى أمريكية – تركية بخصوص الشمال السوري وبالتحديد في مدينتي منبج وتل رفعت.
إذ يعتزم دي ميستورا أن يجتمع مع مسؤولين روس وأتراك وإيرانيين مطلع الأسبوع المقبل وقال إنه يتوقع اجتماعًا مشابهًا بعدها بأسبوع مع مسؤولين أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وألمان وأردنيين. وقال للصحافيين «نشهد حراكا وسنسعى للمزيد منه» مضيفاً أنه لا يتوقع انفراجة كبرى.وقال دي ميستورا إن المضي نحو دستور جديد هو «حجر اساس رئيسي لعملية سلام يعاد تنشيطها» لانهاء حرب مدمرة مستمرة منذ سبع سنوات. وقدمت حكومة دمشق قائمة تتضمن 50 اسماً للمشاركة في اللجنة. ولم تتقدم فصائل المعارضة السورية بأي اسماء بعد، واكد دي ميستورا «ضرورة احراز تقدم في ذلك قريبا».
وكانت تعثرت محادثات سلام برعاية دولية في تسع جولات سابقة. وكرر عبارة كثيراً ما استخدمها في مساعيه الدبلوماسية قائلاً انه لا يتوقع «اختراقاً كبيراً» في العملية الدستورية. لكنه اضاف «انا على ثقة بأن العملية ممكنة».

تفاهمات روسية – تركية

توازياً مع المساعي الدبلوماسية، تستكمل على الأرض التفاهمات الروسية التركية لبلورة خريطة الشمال السوري، إذ مهد اتفاق منبج بين الولايات المتحدة الأمريكية وانقرة وفق نموذج الإدارة المشتركة، الطريق أمام اتفاق مشابه في مدينة تل رفعت شمالي حلب، ينص على خروج الميليشيات الكردية من المدينة إلى معاقلها شرق الفرات وتخلي روسيا عن حمايتها، مقابل تولية مجالس مدنية مسؤولية حوكمة المدينة بإشراف روسي – تركي، مع عزل تام لفصائل المعارضة.
تزمناً اتفق عسكريون أتراك وأمريكيون على خطة لتنفيذ الاتفاق بشأن منطقة منبج شمالي سوريا، وأعلنت رئاسة الأركان التركية في بيان لها امس الخميس، أن اجتماعاً انعقد يومي الثلاثاء والأربعاء بين عسكريين من الجانبين في مقر قيادة القوات الأمريكية في أوروبا، في مدينة شتوتغارت الألمانية، مشيراً إلى أن الاجتماع جاء بموجب خريطة طريق «منبج»، والمبادئ الأمنية المدرجة فيها.
وأوضح أن المسؤولين اتفقوا على خطة لتنفيذ الاتفاق، وقرروا تقديم مضمونها للسلطات العليا لكلا البلدين من أجل المباحثات المقبلة.
واعلن المجلس العسكري لمدينة تل رفعت، الخميس، توصل الأتراك والروس لاتفاق حول المدينة، يضمن عودة الأهالي النازحين إلى بيوتهم وإخراج مليشيات النظام السوري و»وحدات حماية الشعب» الكردية كما يمنع دخول فصائل المعارضة، وحسب احد قيادات المجلس العسكري فإن الاتفاق يضع المدينة تحت إدارة مدنية من أهالي تل رفعت بإشراف عسكري مشترك من قبل موسكو وأنقرة.
العقيد أحمد عثمان القيادي في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون أوضح لـ «القدس العربي» ان اتفاق تل رفعت تم بالخطوط العريضة فقط، ويفيد بانسحاب الميليشيات الانفصالية «البي كي كي» و «بي واي دي» من هذه المناطق، فيما يواجه الاتفاق مشكلة لدى المعارضة ومن ورائها أنقرة، حول الطرح الروسي، إذ ترفض موسكو اي تواجد لفصائل المعارضة في تل رفعت ومحيطها، وذلك مقابل الرفض التركي لوجود ميليشيات كردية في المنطقة ذاتها، حيث ترغب موسكو بإدارة عسـكرية روسـية – تـركية فقـط.
وقال المتحدث، ان عرقلة الاتفاق لا بد ان تنتهي بتحديد الجهة العسكرية السورية التي ستكون مسؤولة عن ادارة المنطقة، بالنظر إلى موقعها الجغرافي الهام، وقربها من بلدات «نبل والزهراء» المواليتين للنظام، والتي تسيطر عليهما الميليشيات الشيعية.

صعوبة الحل

وأشار العقيد احمد عثمان إلى ان ما سبق أدى إلى صعوبة الوصول إلى حل وسط بين الاطراف، بيد ان ذلك لا يؤثر على الاتفاق ككل حيث انتهى من صيغته الأساسية وينتظر ان يتم خلال الاجتماعات القريبة المقبلة بين موسكو وانقرة تحديد آلية التنفيذ وانسحاب الميليشيات الكردية والمخطط الزمني، مرجحاً ان يبدأ تنفيذ الاتفاق بعد نحو 10 أيام، أي بعد الانتخابات التركية.
ومن المقرر ان تنسحب الوحدات الكردية من مدينة تل رفعت وقرى «ديرجمال – معرستة الخال – ماير – أبين – حربل – الزيارة – كفرناصح وغيرهم» مقابل عودة نحو 100 ألف نسمة إلى هذه المناطق، قادمين من المخيمات على الحدود السورية التركية، حيث نزح الأهالي إبان معارك خاضتها الوحدات الكردية بدعم جوي روسي في شهر شباط/فبراير 2016، أسفرت وقتذاك عن فرض سيطرة هذه الميليشيات ونزوح جميع المدنيين.
كما يتوقع ان يعود ما بين 30 و40 ألف نسمة من أهالي منبج النازحين إلى بيوتهم حال إتمام اتفاق «خارطة الطريق» المتفق عليها بين واشنطن وأنقرة.
ويرى خبراء ومحللون انه لا داعي للضغط على وحدات حماية الشعب الكردية للخروج من مناطق سيطرتها في تل رفعت، إذ ان رفع الحماية الروسية عنها هو كافٍ بحد ذاته لدفعها إلى الخروج من المنطقة وبأقل الخسائر، كما هو حال انحسار نفوذها في منبج بعد الاتفاق التركي – الأمريكي وقرار خروجها من المدينة.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية دخلت إلى تل رفعت بعد القصف الكثيف من قبل سلاح الجو الروسي، وتمهيد الطريق أمامهم من أجل بسط سيطرتهم على المنطقة، حيث أسفر ذلك عن انسحاب فصائل المعارضة وخروج مئات العوائل من الأهالي المدنيين إلى مراكز الإيواء ومخيمات النازحين، ومنذ ذلك الحين تدير الميليشيات الكردية وتفرض سيطرتها بحماية روسية.
وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية على أكثر من 90 في المائة من ريف دير الزور شرقي نهر الفرات، بحماية من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، فيما يسيطر النظام في شرقي الفرات على نواحي مراط وخشام ومظلوم الواقعة شمال شرقي مدينة دير الزور والقريبة من حقل كونيكو أكبر حقول الغاز السورية، كما يسيطر النظام على جيب في شمال الميادين عند ناحية ذيبان.
ويمتد نفوذ «قسد» على ثلث مساحة سوريا، في منطقة شرقي الفرات المعروفة بغناها بالثروات النفطية، حيث هذه القوات المدعومة من واشنطن بشكل رئيسي، وباريس، تبسط سيطرتها على معظم مساحة محافظة الرقة، وكامل ريف دير الزور شمالي نهر الفرات، ومعظم محافظة الحسكة باستثناء مركز مدينتي القامشلي والحسكة التي تعتبر مربع النظام الأمني في المنطقة.
كما تمتد قوات قسد التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري في شمال شرقي حلب، شرقي نهر الفرات، ومدينة منبج وجانب من ريفها الواقع غربي النهر، وعدد من القرى الصغيرة جنوب نهر الفرات الممتدة على نحو 65 كيلو متراً بين مدينة الطبقة وحتى مدينة الرقة شرقاً.

استكمالاً لرسم خريطة النفوذ في الشمال السوري… روسيا تسحب حمايتها للميليشيات الكردية
دي ميستورا: نشهد حراكاً في العملية السياسية في سوريا… تفاهمات بين «اللاعبين الكبار»
هبة محمد – وكالات

الفلسطينيون ينتصرون مجددا في المعركة السياسية ويلحقون «الهزيمة» بالبيت الأبيض في الجمعية العامة بتصويت الأغلبية لقرار توفير الحماية

Posted: 14 Jun 2018 02:27 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: وجه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالتصويت بأغلبية لصالح مشروع توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، صفعة جديدة لإسرائيل والإدارة الأمريكية التي أفشلت تمرير المشروع ذاته في مجلس الأمن باستخدام الفيتو في الأسبوع الماضي. وقابل الفلسطينيون القرار الأممي الجديد بالترحيب، كونه مثل انتصارا جديدا في المعركة السياسية التي انطلقت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي ردا على قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية على مشروع قرار لصالح توفير الحماية للشعب الفلسطيني، بحصول القرار على دعم 120 دولة، فيما اعترضت 8 دول فقط على القرار، فيما امتنعت 45 دولة عن التصويت، وذلك بعدما فشلت الولايات المتحدة، في تمرير مشروع معدل على المشروع المقدم من الجزائر وتركيا، برفض 78 دولة لمشروع القرار الأمريكي.
وكانت أمريكا قد قدمت تعديلا على القرار، يشمل إضافة بند لإدانة حركة حماس، وذلك لعدم حصولها على تأييد ثلثي أعضاء المجلس على الأقل.
وأدان القرار الجديد للجمعية العامة التي لجأ إليها الفلسطينيون بعد «الفيتو» الأمريكي في مجلس الأمن، الاستخدام المفرط للقوة من قبل إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وخاصة في قطاع غزة.

توصية بإنشاء آلية دولية

وطالب الأمين العام أنطونيو غوتيريش بأن يوصى بإنشاء آلية دولية لحمايتهم. وأظهر القرار مجددا مدى العزلة التي تعيشها الإدارة الأمريكية وإسرائيل داخل أروقة الجمعية العامة، على خلاف قوتها المتسلحة بـ «الفيتو» داخل مجلس الأمن، كما مثل انتصارا جديدا في المعركة السياسية التي تخوضها القيادة الفلسطينية مع أمريكا، منذ ديسمبر الماضي.
وقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس شكره وتقديره للدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي صوتت لصالح القرار القاضي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وفي السياق قال وزير الخارجية رياض المالكي، إن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية لصالح قرار توفير الحماية للشعب الفلسطيني «أصبح قرارا رسميا»، مطالبا الأمين العام بتقديم مقترح خلال 60 يوما من تاريخه يحمل آليات عملية لتنفيذ القرار. ووصف المالكي التصويت بـ «الإنجاز الكبير»، لافتا إلى أن الفلسطينيين تمكنوا من تحقيق انتصارين بإلحاق الهزيمة بالمقترح الأمريكي، كونه يشكل «سابقة خطيرة جدا» في حال تم تمريره، وثانيا الانتصار بالأغلبية الساحقة بوقوف العالم مع الشعب الفلسطيني.
وقال «هذا القرار أصبح قرارا رسميا، ويؤكد ضمان توفير الحماية للشعب الفلسطيني، وأيضا إيجاد آليات تنفيذية لهذا القرار»، مضيفا «المطلوب الآن هو مواصلة الضغط على أمريكا وإسرائيل». وأعرب المالكي عن شكره لكل الدول التي وقفت إلى جانب الفلسطينيين، وذكر الجزائر وتركيا اللتين قدمتا مشروع القرار، وكافة الدول التي وصفت من خلال كلماتها ضرورة دعم المشروع بالرغم من الضغوطات التي مورست من قبل أمريكا على الدول لتغير موقفها. وأكد أن ما حصل يمثل «فشلا جديدا للبيت الأبيض»، وذلك من خلال دعم وتأييد المجتمع الدولي الذي أصبح يعي تماما أهمية دعم الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية له.

بدء العدد التنازلي
لضمان تنفيذ القرار

وكان المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور قد قال «إن العد التنازلي بدأ من اليوم لضمان تطبيق قرار الجمعية العامة القاضي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني». وأضاف في تصريحات لتلفزيون فلسطين، بعد عملية التصويت «سنعمل مع الأمين العام لضمان تقديم آليات مفيدة لتوفير الحماية للسكان المدنيين، وعند تقديم تقريره الخاص خلال 60 يوما، سنعود إلى الجمعية العامة لتنفيذ القرار».
وأشار إلى أن الفلسطينيين ينتظرون من الأمين العام استخدام كافة الأجهزة المتوفرة لتقديم مقترحات عملية لضمان توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، من ضمنها أيضا حماية دولية للشعب الفلسطيني. وقال «سنعمل من أجل أن يتضمن التقرير مقترحات عملية مفيدة».
واعتبر المجلس الوطني الفلسطيني تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني «انتصارا للحق والقانون الدولي وهزيمة جديدة لأمريكا واسرائيل». وأكد رئيس المجلس في تصريح صحافي مكتوب، أن القرار الجديد «يؤكد صحوة الضمير العالمي في وجه غطرسة الإدارة الأمريكية واسرائيل وفي وجه الظلم والعدوان». وشدد على أن الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط هو «إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس».

حماس ترحب

ورحبت حركة حماس بنتائج تصويت الجمعية العامة، وبرفض تمرير التعديلات الأمريكية التي تنص على إدانة الحركة. وقالت في بيان لها إن القرار أظهر «حالة العزلة التي تصر الولايات المتحدة على وضع نفسها فيها»، من خلال محاولة التغطية والتبرير للجرائم الإسرائيلية. وأكدت أن القرار يعزز الموقف الفلسطيني الذي قدم أدلة أكد فيها أن دولة الاحتلال «تُمارس إرهاب الدولة المنظم ضد الشعب الفلسطيني والمتظاهرين السلميين»، مشيرة إلى أن الحماية الحقيقية للشعب الفلسطيني تكمن في زوال الاحتلال، ومحاكمة قياداته. 
في المقابل استشاطت إسرائيل غضبا بعد صدور القرار، وأصدر ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيانا، رفض فيه تركيز المنظمة الدولية على إسرائيل فقط ، وحمل حماس مسؤولية الأوضاع الصعبة في القطاع والخسائر البشرية الناجمة عن الأحداث الجارية. واتهم بيان مكتب نتنياهو الرئيس عباس بالتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة من خلال تقليص الرواتب ورفضه دفع نفقات الكهرباء، التي يتم تزويد الغزيين بها.

الفلسطينيون ينتصرون مجددا في المعركة السياسية ويلحقون «الهزيمة» بالبيت الأبيض في الجمعية العامة بتصويت الأغلبية لقرار توفير الحماية
الرئيس عباس شكر الدول التي صوتت للقرار .. ونتنياهو حمّله وحماس المسؤولية

ماذا يعني فوز اردوغان بـ«الرئاسة» وخسارة حزبه «الأغلبية البرلمانية»؟​

Posted: 14 Jun 2018 02:27 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي» : قبيل 9 أيام فقط من موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية «التاريخية والحاسمة» في تركيا، ما زلت استطلاعات الرأي تشير إلى فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية سواء من الجولة الأولى أو الثانية، وذلك في ظل شكوك كبيرة حول قدرة حزب العدالة والتنمية الحاكم على الاحتفاظ بالأغلبية البرلمانية التي يمتلكها منذ 16 عاماً وهو السيناريو الذي يفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات كبيرة حول استحقاقات وطبيعة المرحلة المقبلة.​
وفي حال خرجت الانتخابات فعلياً بهذه اللوحة المعقدة فإن المشهد السياسي التركي سيكون قد دخل في مرحلة جديدة تختلف تماماً عن المرحلة السابقة التي سادت فيها سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم على الرئاسة والحكومة والبرلمان وهو ما شكل أرضية قوية للانسجام بين جميع السلطات في البلاد وولد حالة من الاستقرار السياسي الداخلي.​
وتتفق استطلاعات الرأي على أن أردوغان سيحصل على أعلى نسبة أصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، لكنها تختلف في قدرته بالحصول على أكثر من 50% من هذه الأصوات وبالتالي إمكانية تأجيل الحسم إلى الجولة الثانية التي تعقد بعد أسبوعين من موعد الانتخابات المقررة في الرابع والعشرين من الشهر الحالي.​
وفي حال انتقال الانتخابات الرئاسة إلى جولة ثانية، ترجح جميع الاستطلاعات والتوقعات قدرة أردوغان على حسمها بشكل أسهل وبنسبة أعلى في ظل الشكوك الواسعة حول قدرة جميع أطراف المعارضة الكردية والعلمانية والقومية والإسلامية في التوافق على دعم مرشح المعارضة الذي سيواجه أردوغان في الجولة الثانية، والمتوقع أن يكون محرم إنجي مرشح حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة.​ وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية، تبدو الأمور أصعب بكثير بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الذي تقول استطلاعات ومصادر من أروقته الداخلية إنه يخشى بشكل جدي عدم تمكنه من الحصول على الأغلبية البرلمانية سواء بمفرده أو من خلال إجمالي الأصوات التي سيحصل عليها «تحالف الجمهور» الذي يضم إلى جانب العدالة والتنمية حزبي الحركة القومية والوحدة الكبرى، وهو ما ينفيه الحزب رسمياً مؤكداً أن استطلاعات الرأي الخاصة به تؤكد تمكنه من الحصول بمفرده على أكثر من 300 مقعد من أصل إجمالي مقاعد البرلمان الـ600.​
وبموجب الدستور التركي السابق، كان هذا السيناريو يعني بشكل واضح إعادة الانتخابات البرلمانية، واللجوء إلى انتخابات مبكرة، وهو ما حصل فعلياً في الانتخابات الأخيرة عام 2015، فبعد أن فشل العدالة والتنمية في الحصول على الأغلبية البرلمانية التي تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده، أفشل جهود تشكيل حكومة ائتلافية وجر البلاد لانتخابات برلمانية مبكرة حصل فيها على الأغلبية بسبب الرغبة التي تتولد عند الشارع في منع دخول البلاد في فراغ سياسي والعودة لأجواء الاستقرار السياسي الداخلي.​ لكن هذا السيناريو بات مستبعداً الآن كون الانتخابات الحالية تجري وفق الدستور الذي أدخل عليه تعديلات جوهرية في الاستفتاء العام الذي جرى العام الماضي وتضمن تحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي ومنح الرئيس صلاحيات واسعة.​
وفي تفاصيل نظام الحكم الجديد الذي ما زالت الكثير من جوانبه غامضة وغير واضحة، فإن تشكيل الحكومة سيكون من صلاحيات الرئيس بشكل مباشر كما أن الوزراء سيكونون من خارج البرلمان، حيث أعلن أردوغان في السابق أن جميع الوزراء سيكونون من خارج البرلمان وأنه يخطط لأن تكون حكومته مكونة من أقل عدد ممكن من الوزراء لتقليل البيروقراطية بالبلاد.​ لكن الأهم، هو أن النظام الجديد لا يشترط نيل حكومة الرئيس الثقة من البرلمان كما كان في السابق، وهي النقطة الجوهرية التي كانت تجر البلاد إلى انتخابات مبكرة، وبالتالي وفي حال حصول السيناريو السابق المتمثل في فوز أردوغان بالرئاسة وخسارة حزبه بالبرلمان فإنه أردوغان- لن يجد بسهولة مسوغا قانونيا لإعادة الانتخابات البرلمانية وسيتمكن من تشكيل حكومته وإدارة البلاد من خلالها.​ وعلى الرغم من أن النظام الرئاسي الجديد سيمنح الرئيس صلاحيات واسعة وغير مسبوقة وسيمكنه من إدارة معظم أمور البلاد بدون العودة إلى البرلمان واتخاذ قرارات مباشرة، إلا أن ذلك لا يعني انتهاء قيمة البرلمان في الحقبة الجديدة، حيث ستبقى بيده سلطات أخرى ذات أهمية وقدرة على التأثير على عمل الرئيس.​ ويخشى أردوغان الذي استشعر الخطر وركز في حملته الانتخابية على حث أنصاره على عدم الاكتفاء بانتخابه وإنما انتخاب العدالة والتنمية للخروج بـ»مجلس قوي» يخشى أن تخرج الانتخابات بمجلس تتمتع فيه المعارضة بأغلبية تستطيع من خلاله إعاقة عمله الرئاسي وتضيق عليه المساحة والحرية بالعمل التي سعى إليها في خطواته السابقة، إلى جانب حالة عدم التجانس في التوجهات السياسية التي ستسود العلاقة بين الرئاسة والبرلمان. وبالتالي يمكن القول إنه وفي حال حصول ذلك فإن تركيا أمام نظام سياسي مختلف عن ما كان عليه الحال طوال الـ16 عاماً الماضية، وسيكون أبرز تغيير فيه هو انتهاء حقبة السيطرة التامة لحزب العدالة والتنمية على جميع السلطات في البلاد.​

ماذا يعني فوز اردوغان بـ«الرئاسة» وخسارة حزبه «الأغلبية البرلمانية»؟​

إسماعيل جمال

الأسد: لا مانع من إقامة قواعد إيرانية… وحزب الله باقٍ لفترة طويلة

Posted: 14 Jun 2018 02:26 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: قال رئيس النظام السوري بشار الأسد إنه لا شيء يمنع إيران من إقامة قواعد عسكرية في سوريا، ما دام أنها دولة حليفة كما هي روسيا، نافياً وجود وحدات إيرانية نظامية مقاتلة في البلاد. وأضاف الأسد – في مقابلة أجرتها معه الأربعاء قناة العالم الإخبارية الإيرانية – أن هناك مجموعات ممن سماهم المتطوعين الإيرانيين الذين أتوا للقتال في سوريا يقودهم ضباط إيرانيون.
وأكد أن جيش نظامه يتلقى دعما من مقاتلين من العراق وإيران ولبنان، وعندما سئل عما إذا كان حزب الله اللبناني سيغادر سوريا، قال الأسد إنه سيظل إلى أن «يعتقد الحزب أو إيران أو غيرهم بأن الإرهاب قضي عليه». وتابع أن «حزب الله عنصر أساسي في هذه الحرب؛ فالمعركة طويلة والحاجة لهذه القوى العسكرية ستستمر لفترة طويلة». وقال الأسد إن سوريا وجهت الدعوة لإيران وروسيا للمشاركة، لكنها تعتبر القوات الأمريكية والفرنسية والتركية والإسرائيلية التي تعمل على الأراضي السورية قوات احتلال.
وفي ما يتعلق بالأوضاع في جنوب غرب سوريا، قال إنه لا قرار بشأن إذا كان الوضع في جنوب سوريا سيحل من خلال المصالحة أو بالسبل العسكرية، موضحاً «سنعطي المجال للعملية السياسية إن لم تنجح فلا خيار سوى التحرير بالقوة». وأكد أن الروس على تواصل مع الأمريكيين والإسرائيليين بخصوص مصير الجنوب السوري، متهماً الطرفين الأخيرين بعرقلة تسوية تجنب المنطقة الخيار العسكري.

الأسد: لا مانع من إقامة قواعد إيرانية… وحزب الله باقٍ لفترة طويلة

صحف تتهم المصريين بالتسبب في الغلاء وكتاب يطالبون الفقراء بالكف عن الشكوى

Posted: 14 Jun 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: مع نهاية شهر رمضان بدأ الإحساس يشتد بعمق الأزمة الاقتصادية والغلاء الذي بات الكلام عن آثاره لا ينتهي. وفي صحف أمس الخميس 14 يونيو/حزيران استأنف كثير من الكتاب ترويج بضاعتهم الراكدة، ووصل الحال ببعضهم لتوجيه التوبيخ للجماهير واتهامها بالمسؤولية عن تردي الأوضاع الاقتصادية.
وتضــــرع عصام الســباعي في «الأخبار» لله بسبب زيادة أسعار الكهرباء: «ندعو الله ألا يجعلنا أعضاء في نادي الشريحة السابعة لفاتورة الكهرباء، مع كبار مليارديرات البلد، الذين يزيد استهلاكهم الشهري عن الـ1000 كيلو وات ولو بكيلو واحد، فهكذا تتم محاسبة محمد أفندي بسعر فاتورة الملياردير نفسه، الذي يستهلك أضعاف الأضعاف بسعر موحد 145 قرشا للكيلو، والله عيب يا بهوات». أما محمد الدسوقي رشدي في «اليوم السابع» فيتألم بسبب ازدهار بضاعة اليأس: «تلك أزمتنا، الحياة بين أهل الإنكار، وأهل المبالغة، وطن مخنوق بين فئة تنكر حقيقة الوضع الاقتصادي الصعب، بسبب الظروف العالمية، وبالتالي تنكر جهود الدولة في عبور تلك الأزمة، وفئة أخرى تبالغ في توصيف الأزمة، وتصدير فكرة الخراب». بينما صرخ منتصر الزيات: «نقابة المحامين ليست للأيجار أو الخصخصة إنها نصير الضعفاء والمقهورين».
ومن أخبار أمس أيضا التي أسعدت قطاعاً من المواطنين: أعلن هيكتور كوبر، المدير الفنى لمنتخب مصر، مشاركة اللاعب محمد صلاح نجم ليفربول الإنكليزي في جزء من مباراة الفريق غدًا أمام أوروغواي في أول لقاءات المنتخب في مونديال كأس العالم في روسيا. وأكد كوبر أن صلاح أصبح جاهزًا لخوض المباريات مع الفراعنة، مشيرًا إلى أنه يسعى بكل قوة للحاق بالمباريات الرسمية في المونديال بداية من مواجهة أوروغواي.

العيد الحقيقي

«فات البدري بدري، وكل عام وأنتم بخير، يقولها للقراء محمد أمين في «المصري اليوم»، العيد بكرة، وأود أن أعترف لكم بأن الأمور قد سارت في رمضان على غير ما كنتُ أريد، فقبل بداية الشهر الكريم، كنت قد سجلتُ عدة أفكار تتماشى مع روحانيات الشهر، خصوصاً أن الشياطين تُسلسل والحكومات أيضاً، وكانت المفاجأة أننا انتظرنا قرارات قاسية وتغييراً وزارياً، ذهبت طبعاً بروحانيات الشهر الفضيل. ومن العجيب أن جرائم كثيرة حدثت وتحدث في رمضان، ومعناه أن الشياطين لا تُسلسل، ولكنها تجري في النفوس مجرى الدم، وهناك أفاكون وكذابون تتنزل عليهم الشياطين، مصداقاً لقوله تعالى: «هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَـزَّلُ الشَّيَاطِينُ* تَنَـزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ»، دقة في الوصف، ورأينا الأفاكين والكذابين يمارسون الكذب و«هم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً» للأسف! وتبلغ الدهشة مداها، أن «الخناقات» في رمضان لم تغادر صغيرة ولا كبيرة، إلا وقد امتدت إليها النيران، وقد سجلتُ ذلك في مقال بعنوان «مصر في حالة خناقة»، ومن عادتي أن أشتبك برفق، ومنطقي في ذلك أنني لا أدعي امتلاك «الحقيقة المطلقة»، أيضاً هناك «عقيدة مهنية» أن الكاتب ينبغي أن لا يكون في حالة خصومة، ويبدو أن البعض يجب أن يتعلم هذه القيم من جديد. وللأسف لو طبقت المعايير المهنية على كثير مما يكتبه البعض، سوف تُلقي به في صفيحة الزبالة، وقد رأينا مؤخراً نموذجاً صارخاً من هذه الكتابات «الفجة»، وكان رأي حكماء المهنة أنه كلام فارغ، تفوح منه رائحة الشخصنة، وهنا سقطت الأقنعة وسقطت الأصنام، فقد عشنا المعارك الصحافية في عصرها الذهبي، والآن تقزّمت الأسماء وتراجعت القيم بشكل خطير».

فضيحه أثرية

«لازم نغير الشعار هاشتاغ متداول بكثرة، ضمن حملة ساخرة يواجه بها المصريون شعار «اللوغو»‬ المتحف المصري الكبير (صممته شركة ألمانية) والذي أعلنت وزارة الآثار عن إطلاقة كبداية للحملة الترويجية للمتحف الكبير في العالم،. رفض الشعار والسخرية الشديدة منه واضح وصريح، فهو لا يعكس أبدا روح ولا هوية مصر وخصوصيتها الحضارية، كما تؤكد عبلة الرويني في «الأخبار»، ولا يعبر عن محتوى المتحف الكبير، الذي يضم 100 ألف قطعة أثرية من نفائس الحضارة المصرية، وحده الدكتور خالد العناني وزير الآثار من يعجب باللوغو، ويرى من خلاله فلسفة ومغزى وجمالا، فالشكل الهندسي للشعار تكثيف موجز واستلهام للمسقط الرأسي المعماري لمبني المتحف، وبقعة اللون البرتقالي الذي يميزه هو انعكاس لشعاع الشمس، زاوية نظر المدافعين عن تصميم اللوغو، زاوية ضيقة جدا ورؤية قاصرة جدا، فكيف لمصمم الشعار، أن يتجاهل محتوى أكبر متحف في العالم، وخصوصية ما يضمه من كنوز،. كيف له أن يترك مفردات وعناصر الحضارة المصرية كلها، ولا يجد فيها ما يمنحه الفكرة والخيال، لصياغة شعار يعبر عنها، فينكمش ويتضاءل مكتفيا باستلهام التصميم المعماري للبناء؟ طبعا ليس المقصود تحويل القطع الأثرية إلى شعار، ولكن استلهام الروح والخصائص والهوية. الاحتجاج على الشعار وصل إلى حد تقديم النائب إبراهيم عبد العزيز حجازي طلب إحاطة لمجلس النواب، لمناقشة ما أسماه «مهزلة شعار المتحف»، واعتبر الفنان أحمد اللباد ‬اللوغو منقوصا معرفيا وغرافيكيا ووظيفيا، بينما طالب الفنان أحمد نوار، بتصميم شعار جديد يليق بالمتحف، المدهش أن الدكتور زاهي حواس عالم المصريات، أمسك العصا من الوسط، أعجب بالشكل التجريدي البسيط للشعار، لكنه وصفه بالشعار المؤقت».

العمل عبادة

يتساءل عباس الطرابيلي في «الوفد»: «هل نحن شعب تعود أن يأخذ بدون أن يعطي، ولذلك زادت عدوى الكسل، وأصبح على الدولة وحدها أن تعمل، وأن تقدم، بدون أن يقوم بدوره في الإنتاج، هل نعتمد على الدولة في كل شيء، ونسينا أن ما تنفقه الدولة إنما هو عائد إنتاج الشعب، فإذا لم يعد الشعب ينتج كما يجب، فمن أين تنفق الدولة. إن أرقام الدعم باتت تهدد أمن الدولة، وتهدد استقرارها، وأصبحنا نأكل بالدين ونكاد نعجز عن سداد فوائد ما تقترضه الدولة، فماذا عن مصير أصول كل هذه الديون، خصوصًا عندما نعلم أن فوائد هذه الديون «فقط الفوائد» تصل إلى 540 مليار جنيه. هنا كانت المصارحة مطلوبة، وكانت الحقيقة ضرورية، وأصبح السؤال الأكثر صعوبة: كيف نعيش؟ وكان لا بد من المصارحة، وأن الشعب يجب أن يعرف هذه الحقيقة، ولذلك كان الرئيس السيسي أول أمس، أكثر صراحة من أي موقف سابق، وكانت الجدية تغلف حديثه، ولكنها كانت مصحوبة بالألم، وقالها الرئيس بكل جدية «إن كان هناك من يقدر على حل تلك المشاكل، يتفضل يشيلها». هنا يأتى دور الشعب في المشاركة، والمشاركة هنا ليس بتقديم بعض ما يملك، ولكن بزيادة قدرته على العمل، وعلى الإنتاج، فهل نعود إلى عصر لجأ فيه رئيس مصر جمال عبدالناصر إلى منع استيراد الكثير من السلع، حتى يستطيع أن يوفر الأساسيات، وهل يتحمل الشعب الآن ما حدث أيام القحط الناصري، وهل الحل أن نصرف على المصري مما يعمل وينتج، فمن لا يعمل ولا يساهم في الإنتاج لا يحصل على ما يحتاجه».

الظلم ظلمات

على العكس تماماً من كلام عباس الطرابيلي يبدو مجدي سرحان مناصراً للفقراء في «الوفد»: «هذا كلام يجب أن لا يتسبب في غضب، أو زعل، لأنه كلام يتعلق بحقوق الناس الصابرة المحتسبة، التي تتحمل ما تنوء به الجبال من ألم وعناء ومشقة وضغوط، منذ أن بدأت الدولة تطبيق خطة الإصلاح الاقتصادي التي تصل إلى ذروتها الآن بالدخول إلى مرحلة رفع الدعم «شبه الكامل» عن جانب كبير من السلع والخدمات الأساسية، في مقدمتها الوقود والكهرباء والماء والمواصلات والعلاج والغذاء، حيث يضج الناس بالشكوى والأنين، بينما تمضى الدولة قدما في تنفيذ خطتها، رافعة لواء «الجرأة في اقتحام المشاكل المزمنة» وشعار «التضحية بالحاضر من أجل بناء المستقبل». يحدثونك عن أن هذا برنامج التزمت به الدولة وارتضاه الشعب، ويسير وفق جدول زمني محدد يعلمه الجميع، ولا بد له أن يكتمل. بينما يتجاهلون أن هذا البرنامج والجدول الزمني كان مخططا له السير في مسارين أساسيين: أولهما تخفيف الأعباء الزائدة عن موازنة الدولة، عن طريق خفض مخصصات الدعم وزيادة الإيرادات، وثانيهما تحسين مستوى معيشة الفرد وزيادة دخله بما يعوضه جزئيا عما يفقد من مزايا هي أصلا حقا له، نظير ما يساهم به في إيرادات الدولة من ناتج عمله، وما يتم استقطاعه منه من ضرائب ورسوم خدمات تمثل نسبة كبيرة ومتزايدة من الناتج المحلى الإجمالي».

مخاوف مشروعة

«فتاوى الشأن السياسي كما يسميها إبراهيم السايح في «الوطن» الشفوية والتحريرية والإعلامية تتفوق على سائر الأنواع الأخرى. ففي كل يوم من أيام شهر رمضان يقول الناس إن أسعار الكهرباء والمياه تضاعفت، وإن أسعار البنزين والسولار سترتفع بعد السحور، وإن الأردن تلقت دعماً مالياً ضخماً من دول الخليج مقابل التنازل عن الضفة الغربية والشرقية والوسطى لصالح إسرائيل! وإن ظهور علاء مبارك في مسجد الحسين والتفاف الناس حوله معناه الرئيسي أن الناس في مصر مشتاقون بشدة لأيام الرخاء التي عاشوها في عصر مبارك، ويقال إن مهاتير محمد العائد لحكم ماليزيا مؤخراً نجح خلال أسابيع في استعادة خمسين مليار دولار للدولة الماليزية من براثن الفاسدين واللصوص، ويقارن الناس بينه وبين لجنة محلب، التي فشلت فشلاً ذريعاً في استعادة مئات الآلاف من الأفدنة المملوكة للدولة، لأن واضعي اليد عليها أشخاص من جهات عليا لا يجوز خضوعها للقانون. الناس مش عاجبها العلاوات الجديدة ويقولون إنها لا تمثل 1٪ من حجم غلاء المعيشة المستحدث في البلاد، وناس تانية مش عاجبها طريقة تشكيل الحكومة الجديدة لأن الأجهزة التي تختار فشلت قبل ذلك في كشف فساد محافظ المنوفية ونائب محافظ الإسكندرية ووزير الزراعة وآخرين كثيرين كانوا يشغلون وظائف قيادية واكتشفت الرقابة الإدارية أنهم لصوص. إخواننا الناشطون والمعارضون يتهمون النظام بالتخطيط والتنفيذ لإفساد حفل إفطار أقاموه في القاهرة منذ عدة أيام، وانتهى قبل أن يبدأ بهجوم من أشخاص غير معروفين أطاحوا بالموائد والأطعمة عند أذان المغرب، واعتدوا على بعض الحاضرين. ويقول السادة الناشطون إن القصة كلها من تدبير الأستاذ صبرى نخنوخ وإنها عبارة عن هدية تطوعية يقدمها بمناسبة إعفائه من قضاء باقي عقوبته الجنائية».

الصدقة للفقراء

من بين الغاضبين بسبب الإعلانات المنتشرة في معظم الفضائيات والصحف التي تحض المواطنين على التصدق خلال الشهر الكريم عمرو جاد في «اليوم السابع»: «اليوم ينفض مولد الإلحاح السنوي على التبرعات برحيل شهر رمضان الكريم، ونبدأ في مطاردة الأحلام بأن تصبح أحوالنا أفضل في موسم رمضان المقبل، وبين الموسمين من حق المتبرعين أن يعرفوا أين ذهبت أموالهم، ويتيقن الناس من جدية كل هذه المشاهد المؤثرة التي نغصت عليهم الحياة في الثلاثين يومًا، وربما سيعتبر بعضهم هذا المطلب جزءًا من المؤامرة الكونية على المشاريع الناجحة التي لن تكتمل إلا بالتبرعات، لكن هذه الشفافية أصبحت مطلوبة اليوم لمصلحة من يبحثون عن التبرعات بعد سيل الانتقادات والتشكيك الذي انهال عليهم هذا العام، واكتفوا بهجمات مضادة تتهم الآخرين بالحقد، هذه الشفافية مطلوبة أيضًا لأن المتبرعين لن يستمروا في الدفع إلى الأبد اعتمادًا على انبهارهم بالدقة والنظام والنظافة في المشروعات، أو تأثرهم بمآسى يرويها أطفال على الشاشات».

لهذا عوقب يوسف

ومن المعارك الفنية وعلاقتها بحالة الانسداد السياسي أشارجمال سلطان، في «المصريون» إلى أن قرار منع عرض فيلم «كارما» للمخرج خالد يوسف، قد تقف وراءه جهات سيادية، خاصة أن الرقابة كانت قد سبق وصرحت بعرض الفيلم. وقال سلطان، في مقال له بعنوان «هل هناك ملعوب في قرار منع عرض فيلم «كارما»؟» إنه لم يشاهد الفيلم حتى الآن: «من الواضح أنه يحمل إسقاطات سياسية، لأن أغنية الفيلم الأساسية ـ التي يقدمها المطرب الشعبي أحمد شيبه وهاني عادل ـ تحمل إشارات يمكن تفسيرها بأنها تقصد سياسات النظام، بل والرئيس نفسه، فكلماتها ـ على سبيل المثال ـ تقول:
سرقونا وطاروا لفوق وسابونا نعافر تحت
مهما ينادينا الشوق نحيا ونموت في الفحت
يقولولنا بكره تروق ولا مرة في بكره ارتحت
وأشار سلطان إلى أن إطلاق تلك الأغنية في جو مشحون ومترصد مثل الذي نعيشه في مصر الآن، وتقديم سوء الظن دائما، وسوق المزايدات المفتوح بلا سقف من جانب المتسابقين في نفاق النظام، يجعل من السهل التصيد لتلك الكلمات وتفسيرها على أنها تشهير بالنظام، وبوعود الرئيس السيسي نفسه، مضيفًا، وأرجح أن هذا ما حدث، قبل أن تتدارك جهة أخرى الأمر. وتابع، إنه في حالة فيلم «كارما» فالرقابة لم تكن ـ بكل تأكيد ـ صاحبة قرار حظر عرضه، لأنها كانت صاحبة قرار عرضه، والمسألة محرجة بل وفضائحية لها، إن تناقضت قراراتها على هذا النحو الفج. واستدرك، إنما الموقف كان تعليمات، ولا توجد أي جهة يمكن أن تملي على موظفي الرقابة موقفا جديدا وقرارا مخالفا لقراره السابق إلا جهة سيادية».

من يضلل العدالة؟

«بعد أن انتهت اللجنة الثلاثية من الأطباء الشرعيين التي شكلها النائب العام المستشار نبيل صادق إلى أنه لا توجد شبهة جنائية في جريمة الرحاب، وأن التصور الخاص بوقوع الجريمة يشير إلى قيام رجل الأعمال عماد سعد بقتل أسرته، ثم أطلق على نفسه ثلاث رصاصات، كان محور الانتقاد، كما تشير كريمة كمال في «المصري اليوم»، كيف يمكن ألا تقتله الرصاصة الأولى ولا الرصاصة الثانية، ليتمكن من أن يطلق على نفسه الرصاصة الثالثة التي تقضي عليه، وأن المنتحر في العادة ينتحر برصاصة واحدة فقط، تقرير صادم عما حصل مع رجل الأعمال المصري في مذبحة الرحاب، وكل الأدلة تؤكد واقعة القتل في مذبحة الرحاب، والطب الشرعي يحسمها «انتحار». من يقف وراء تضليل النيابة؟ كان الشك هو المحور والتشكيك هو المسيطر، بما يعني أن هناك ما يتم إخفاؤه، وفكرة أن هناك ما يتم إخفاؤه هي الفكرة المسيطرة هنا في مواجهة تقرير رسمي لجهة رسمية من المفترض أنها اكثر تخصصا، وهي الطب الشرعي، لكن الأكثر سيطرة هنا أن هناك ما يتم إخفاؤه وأن هذا الإخفاء يمس شخصيات متورطة في الجريمة، ومن هنا نجد العديد من القصص التي تم تداولها حول تهريب للآثار، أو وضع يد على أراض، لكن المهم هنا هو فكرة أن من تورط يملك القدرة على الإخفاء، وهو ما يجب أن يكون مستبعدا تماما في هذه الحالة، بل أن يكون تقرير الجهات الرسمية وكلمتها في القضية هي الفيصل، وليس ما تردد على مواقع التواصل من قصص وفيديوهات. عندما يسود مثل هذا التشكيك في مواجهة تقرير رسمي يصبح من الضروري أن نعترف بأن هناك أزمة ثقة شديدة لدى المواطن تجاه التقارير الرسمية».

على شفا الموت

«إذا كنت مريضا في «شبه دولة» فأنت واحد من اثنين، كما يؤكد حلمي القاعود في «الشعب»، من المرضيّ عنهم أو المغضوب عليهم. المرضيّ عنهم هم أتباع النظام وأحباؤه، والمغضوب عليهم بقية فئات المجتمع من الأساتذة والكتاب والفلاحين والعمال والموظفين ومن يعيشون في قاع المجتمع ماديا ومعنويا. المرضيّ عنهم من الأتباع والأحباء، يعالجون في أفضل المستشفيات في الداخل والخارج بمجرد الإشارة وأسرع ما يمكن. المغضوب عليهم- وعادة ما يكونون فوق السبعين- يجب أن تكون لديهم قوة مئة حصان حتى يدوخوا السبع دوخات بين الطلبات والموافقات والتوقيعات واللجان والخطابات. ويا ويله من المستشفيات العامة – التي لم تعد مجانية- والتأمين الصحي وما أدراك ما التأمين الصحي؟ والرعاية الصحية التي تنظمها عمليات التعاقد بين الجهات الحكومية والمستشفيات الخاصة، عليك أن تملك قوة مئة حصان لتقف في الطوابير، وتنتظر السادة والسيدات من الأطباء وهيئة التمريض والفنيين حتى تراهم في مكتب الكشف أو التحليل أو الأشعة أو غرف العلاج. ولا بأس أحيانا أن يلقى بك على عتبة المستشفى حين يضيقون بك ذرعا، فالسرير يحتاجه مريض آخر قد يكون من المحظوظين، لأن له قريبا أو حسيبا أو نسيبا! وإذا ذهبت إلى الأطباء غير الحفاة (الحفاة موجودون في الصين ويقومون بواجبهم على خير وجه) فعليك أن تدفع في عياداتهم مبلغا محترما في الأرياف وليس في العاصمة والمدن الكبرى؛ نظير أن يتعطف عليك حضرة الطبيب المتغطرس بخمس دقائق يفحصك فيها ويحمّلك ألوانا من التحاليل والأشعّات، وبعضها أو كثير منها أو كلها لا لزوم له، وإن كانت أصول البيزنس مع أصحاب المعامل تفرض ذلك. وفقا لقانون النسبة والتناسب، وكله على حساب البائس أو مئة حصان».

الجرح غائر

«يدعو الدكتور حسام عقل في «المصريون» رئيس الوزراء الجديد، لأن يطالع جيدًا وجوه الناس في الشوارع، بدون تعجل أو تهوين من شأن الأمر، أو أن يطالع وجوه الناس في أي سوق أو «سوبر ماركت» وهم يشترون السلع الضرورية وينفضون جيوبهم لآخر قرش متبقٍ، ويخاطبون أنفسهم وقد خبطوا كفًا على كف، يحسبونها من كل الوجوه، ويسدون الاحتياجات جهد طاقتهم بخلع الأضراس، ويتطلعون بخوف إلى الأفق المقبل المجهول، مع زيادة أسعار المحروقات والوقود والكهرباء! لا أريده، هنا، أن يستدعى خبراته المختزنة، حين كان خبيرًا في البنك الدولي، أو خبيرًا في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات)، أو حتى خبراته حين تولى حقيبة الإسكان، وسمع، بأذنيه، زفرات الألم المصرية وهي تتلوى في الأفق! وإنما أريده أن يستدعي حس المسؤولية الأخلاقية، كما قال المفكر البرازيلي باولو فيريري، بمعنى استدعاء الحس الإنساني بنبض القرار، وآثاره المتغلغلة، وتداعياته النافذة في العمق، قبل الإقدام على مزيد من القرارات الاقتصادية «الهيكلية» بعد أن أبقت حكومة شريف إسماعيل على المائدة للمصريين «نصف كسرة» خبز جافة، تقريبًا لا تقيم صلب نملة صغيرة. لا نريد فقط سد خانات الأرقام على الأوراق، وإنما نريد الوعي الإنساني باللحظة المأزومة الغارقة في مساحة المحنة الهائلة (الشدة المستنصرية الجديدة المقبلة التي نشم رائحتها بوضوح)، لا نريد قنابل دخان للإلهاء والتشتيت أو صناعة أزمة صغيرة موازية، تكون بديلًا عن الأزمة الكبيرة وفق نظرية تشومسكي الشهيرة، فما عاد هذا يصلح نريد ضمادة توقف نزيف الجرح وتفكر بجدية في طرق العلاج بعد أن ناشت أجساد المصريين الجروح من كل نوع».

الإنسان أولاً

«يريد محمد السيد عيد في «الأخبار» من الرئيس السيسي في ولايته الثانية وضع استراتيجية لبناء الإنسان المصري، لأن معظم ما نعانيه من مشاكل يرجع لعيب في بناء الإنسان، هذا العيب باختصار هو اهتزاز البناء الأخلاقي. إن كل ما نراه من سرقة أراضي الدولة وآثار مصر، والرشوة المنتشرة في المصالح الحكومية، ابتداءً من الموظف البسيط وانتهاءً ببعض المحافظين والوزراء، والاختلاسات التي وصلت أحيانا للمليارات، مثلما رأينا في حالة الأفراد الثلاثة الذين استولوا على المليارات في قضية البترول، وغير ذلك من أشكال النصب والتحايل، بل إن مشكلة المخدرات وانتشارها حالياً ترجع أولاً لاهتزاز البناء الأخلاقي، لكل هذا نريد استراتيجية لبناء الإنسان المصري. وبناء الإنسان المصري عملية مركبة، يدخل فيها التعليم؛ ومن حسن الحظ أننا نبدأ الآن واقعاً تعليمياً جديداً، وهذا الواقع الجديد لا بد أن يكون قائماً على تأكيد البعد التربوي بعد أن غاب هذا البعد عن مدارسنا، وصار هدف وزارة التربية والتعليم هو التعليم فقط. إن التعليم يعاني مشاكل جمة أساسها اهتزاز القيم، فالأساتذة لا يدرّسون، ومراكز الدروس الخصوصية أخرجت المدارس من الخدمة، والطلبة لا يذهبون للمدارس، والكتاب المدرسي ضائع أمام الكتب الخارجية، كل هذه المشاكل في حقيقتها أعراض لمشكلة اهتزاز القيم، لذلك لا بد أن يركز التعليم المصري في صورته الجديدة على البعد التربوي. ولا يغيب عنا أهمية الجانب الديني. لأن الإنسان المصري متدين بطبعه، لكن الطبيعة القلقة لفترة ما بعد 2011 انعكست عليه، وشوشت مفاهيم كثيرة لديه، لذلك فلابد لنا من الاهتمام بالدين في استراتيجيتنا لبناء الإنسان. أما الإعلام فدوره رئيسي في هذه الاستراتيجية، لأنه يقوم الآن بدور مهم في هدم الإنسان المصري».

جنة الفقراء

التصدي لإشكالية الدعم والأزمة الاقتصادية كانت هاجس مرسي عطا الله في «الأهرام»: «علينا أن نعي أنه بصرف النظر عن حتمية مواصلة إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي أوشكنا على الاقتراب من خط النهاية لها في غضون عامين تقريبا، فإننا مطالبون بنسيان المفاهيم القديمة التي كانت تجعل الدولة مسؤولة مسؤولية كاملة عن التوظيف والتشغيل وتقديم الدعم المباشر وغير المباشر، لأن ذلك يمثل استخفافا بالعقول وتجاهلا للواقع ويحمل في طياته أوهام الارتداد مجددا إلى فلسفات وعقائد لم يعد بمقدور أي نظام حكم عاقل ورشيد أن يتحمل تبعة المتاجرة بها، أو تضليل الناس باسمها. إن أمامنا طريقا واحدا لرفع المعاناة وتخفيف الأعباء ومعادلة الأجور مع الأسعار وتكاليف المعيشة، وهو طريق زيادة الإنتاج والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في السلع الغذائية وتأمين الاحتياجات الأساسية من المياه والكهرباء والصرف الصحي وشبكات الطرق وغيرها، مثلما فعلت كل الدول الناهضة، التي بنت استراتيجية النهوض على أساس أنه كلما زاد الناتج القومي توافرت السلع في الأسواق وزادت فرص العمل المتاحة للباحثين عنها، وتحقق الانتعاش والرواج الذي يضمن الحماية الاجتماعية بمنهج العطاء وليس بمنهج الإعالة! لقد دقت ساعة العمل في مصر وكفى مزايدات رخيصة ـ في الفضائيات والمسلسلات والأفلام والمقالات – باسم الفقراء والمحتاجين الذين يحلمون بالعمل الشريف ويتعففون عن مد الأيادي واستجداء دعم الأفراد أو الدولة».

قانون للقتل

«وجد الصحافيون أنفسهم كما يؤكد أشرف البربري في «الشروق»، أمام قانون بالغ السوء يقضي إلى غير رجعة على «الاستقلال المنقوص» للصحف المملوكة للدولة، من خلال بنود تشكيل الجمعيات العمومية ومجالس إدارات هذه المؤسسات، وصلاحيات الهيئة الوطنية للصحافة التي تختار السلطة التنفيذية ممثلة في رئيس الجمهورية ووزير المالية رئيسها ونحو نصف أعضائها حسب المادة رقم 7 من مشروع قانون الهيئة الوطنية للصحافة. فوفقا للمادة 35 من مشروع قانون الهيئة الوطنية للصحافة الخاصة بتشكيل الجمعية العمومية للمؤسسة الصحافية، فإن رئيس الهيئة هو رئيس الجمعية العمومية لكل المؤسسات الصحافية القومية، وهو ما يعني القضاء على فكرة التعددية والتنوع التي ينطوى عليها تعدد المؤسسات القومية، ما دام رأس السلطة واحدا فيها جميعا. يتابع البربري، كما تقضي هذه المادة بتشكيل الجمعية العمومية للمؤسسة الصحافية من 17 عضوا بينهم 3 أعضاء من المنتمين للهيئة الوطنية للصحافة من غير المنتمين للمؤسسة و7 من أصحاب الخبرات الاقتصادية والمالية والقانونية من غير المنتمين للمؤسسة وستة منتخبين من العاملين في المؤسسة وهم صحافيان وإداريان وعاملان. معنى هذا ببساطة أن الأغلبية في الجمعية العمومية للمؤسسة باتت من خارج المؤسسة فأصبحنا أمام مؤسسة تدار من خارجها، بل ومن أغلبية ليس لهم علاقة بالصحافة من الأساس. وما قيل عن الجمعية العمومية يقال عن مجلس إدارة المؤسسة الذي يضم 13 عضوا منهم 6 أعضاء من غير ذوي الخبرات الصحافية ومن خارج المؤسسة، ورئيس مجلس الإدارة الذي تختاره الهيئة إلى جانب 6 أعضاء منتخبين من المؤسسة، بينهم صحافيان فقط، وهو ما يعني أن تمثيل الصحافة والصحافيين في مجلس الإدارة لن يصل إلى الربع على أحسن تقدير».

صلاة العيد والجمعة

تجتمع اليوم صلاتي العيد والجمعة، ويتساءل البعض، هل نكتفي بصلاة العيد أم واجب علينا صلاة الجمعة؟ وهل يجوز صلاة الصلاتين «الجمعة والعيد»؟ للإجابة على هذه التساؤلات، أصدر الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن في كلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، بحثا حول هذا الأمور جاء نصه، كما أشارت «اليوم السابع»، عن الحكم الشرعي حول اجتماع صلاتي العيد والجمعة في يوم واحد، وقالت دار الإفتاء المصرية، إنه إذا اجتمعت صلاة العيد مع صلاة الجمعة، تقدم صلاة العيد؛ حيث أن صلاة الجمعة الأصل فيها أن تقام في المساجد، إلا أنه يرخص في هذا اليوم تركها وأداء صلاة الظهر بدلًا عنها، جاء ذلك خلال إجابتها حول تساؤل ورد إليها عن الحكم إذا اجتمعت صلاتي العيد والجمعة في يوم واحد، وأوضحت الإفتاء، عبر صفحتها عي موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه إذا جاء العيد يوم الجمعة، فالأصل أن تقام الجمعة في المساجد، ومن كان يَصعب عليه حضورها أو أراد الأخذ بالرخصة في تركها إذا صلى العيد فله ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في ذلك «قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمِّعون»، بشرط أن يصلي الظهر بدلًا عنها. وتابعت دار الإفتاء والقول بسقوط الجمعة والظهر معًا بصلاة العيد، فلا يعول عليه ولا يجوز الأخذ به». ووجه مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن في كلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، مجموعة من النصائح للمسلمين بشأن صلاتي العيد والجمعة، قائلا: «انتهى ما جاء في هذا الموضوع من كلام دار الإفتاء المصرية، ونحن ننصح إخواننا بالمحافظة على الصلاتين صلاة العيد ثم صلاة الجمعة في وقتها».

بين السيسي وبوتين

يتساءل الكثيرون عن الأسباب وراء عدم ارتقاء العلاقات بين القاهرة وموسكو إلى مستوى تستحقه. يجيب جميل مطر في «الشروق»: «يغفل كثيرون من الخبراء في المنطقة، حقيقة أن ما يعتقدونه مستوى تستحقه العلاقات بين الدولتين قد لا يكون بالضرورة المستوى الذي تسعى إليه الدولتان في اللحظة الراهنة. بعضنا ما زال لا يقدر بالدرجة الكافية حجم وضراوة الأهوال التي تعرضت لها الدولتان خلال فترة امتزجت فيها استراتيجيتهما وتداخل بعض أهم مصالحهما ومارستا معا أدوار الريادة في المنطقة. كثيرون، وأنا أحدهم، لا يزالون يفكرون متأثرين بسياقات ربما اختفت. أضرب مثلا أن هناك صروحا لعبت أدوارا مهمة في صنع وتطوير كثير من علاقات العرب الدولية، بل كانت في كثير من العهود تفرض نفسها سياقا تلتزمه الدول العربية وتحسب له حسابا دول كبرى ودول إقليمية. كانت جامعة الدول العربية أحد هذه الصروح وكانت في بعض الأحيان سياقا تلتزمه الدول أو تراعيه. اليوم، بل منذ زمن غير قصير، نرى الصرح ولا نرى أو نلمس سياقا يدعونا لالتزام من أي نوع. الصرح قائم والمضمون، أيا كان، غائب. لا نلوم على هذا الغياب أمينا عاما بعينه أو توازنا إقليميا استجد، فالأمر أخطر وأعمق. أنا وغيرى غير قليلين يجب أن نتخلص من تأثير القصة الذهبية، قصة أول أمين عام للجامعة حاول أن يفرض الجامعة سياقا والتزاما وقيادة لحكومات الدول الأعضاء، قبل أن تتكاتف وتزيحه. أرادت هذه الحكومات تثبيت استقلالية قرارها السيد والمكتسب منذ قليل. لا أبالغ وأنا أقول إن الحساسية الشديدة التي تتعامل بها الحكومات العربية الآن مع كل ما يمكن أن يصدر عن الجامعة ماسا باستقلالية قرارها «السيد» عادت إلى حالتها البدائية التي كانت عليها وقت النشأة في الأربعينيات».

صحف تتهم المصريين بالتسبب في الغلاء وكتاب يطالبون الفقراء بالكف عن الشكوى

حسام عبد البصير

ثماني وزيرات… والبرلمان ينتظر البيان الوزاري خلال أيام

Posted: 14 Jun 2018 02:25 PM PDT

القاهرة ـ « القدس العربي»: ارتفع عدد الوزيرات في الحكومة المصرية الجديدة إلى ثمان، حيث شملت هالة زايد وزيرة للصحة والسكان، وياسمين فؤاد وزيرة للبيئة، و إيناس عبد الدايم وزيرة للثقافة، وسحر نصر وزيرة للاستثمار، وأيضا نبيلة مكرم، وزيرة الدولة لشؤون الهجرة، وغادة والي وزيرة للتضامن، وهالة السعيد وزيرة للتخطيط ، ورانيا المشاط وزيرة للسياحة.
النائبة هالة أبو السعد، رئيسة الهيئة البرلمانية لحزب المحافظين، أعتبرت أن «زيادة تمثيل المرأة في الحكومة الجديدة ليرتفع إلى 8 وزيرات بعد تولى وزيرتين حقيبتي الصحة والبيئة، هو إصرار للقيادة السياسية على تمكينها والحرص على شغلها كافة المناصب»، مضيفة «سوف يذكر التاريخ أن الحقبة السياسية الحالية هي أكثر فترة شهدت طفرة في تمكين المرأة، ونأمل أن تكون السنوات المقبلة بها مناصفة بعدد الحقائب الوزارية الموجودة».
وفي سياق آخر، قال نائب رئيس تكتل «دعم مصر»، في البرلمان المصري، حسين عيسى إن «نواب البرلمان يترقبون تحديد موعد لمثول الوزراء الجدد أمامهم خلال أيام، وإن الوزراء يجب عليهم تجهيز رؤى جديدة وحلول مبتكرة لعرضها على ممثلي الشعب خلال جلسة محكومة بمدة زمنية أقصاها 20 يوماً».
وتابغ في تصريحات صحافية أن» النواب سيحرصون خلال الجلسة على توصيل عدة رسائل لوزراء التشكيل الجديد، أولها ضرورة أن يتحلوا بالمرونة الكافية التى تمكن خمس أو ست وزارات من تشكيل فريق واحد للعمل على قضية مشتركة كالتعليم أو الصحة أو الاستثمار».
وبين أن: «أعضاء المجلس سيبذلون جهودا للتأكد من أن الوزراء الجدد على دراية كاملة بما تركه أسلافهم، فمن غير المعقول ألا يكون الوزير ملما بتفاصيل ومشكلات وزارته، والملفات التي يتحملها وتحدث بها تطورات لحظية، عليه أن يكون ملما بذلك ومدركا لما يدور حوله، وسيقدم النواب الدعم المطلوب للسلطة التنفيذية للعمل على إحراز تقدم في عدة مؤشرات وقطاعات خلال الفترة المقبلة». ياسر عمر، وكيل لجنة الخطة والموازنة في البرلمان، لفت إلى أن «الدستور يحكم شكل الإجراءات التي تسبق تلاوة الحكومة للقسم الجديد، ومن ثم مثولها أمام نواب البرلمان»، مؤكدا أن «الوزراء لن يأتوا إلى المجلس بدون برنامج جديد، شارح لتوجهاتها خلال الفترة المقبلة، متضمن محاور وثيقة الصلة بالمشكلات والملفات الطارئة التي تشغل بال المواطنين».
وأضاف في تصريحات صحافية أن «النواب سيحرصون على التأكد من توقيتات تنفيذ البرامج الحكومية، والتشديد على الوزراء بالانتهاء من أهدافهم المعلنة في التوقيتات التي حددوها سلفا، لننتقل إلى مستوى جديد من التغلب على التحديات من خلال سياسات منظمة ووعود تتحقق وفقا لجداول زمنية، معربا عن تفاؤله بأن «تحمل الفترة المقبلة الأفضل بالنسبة للمواطنين على عدة مستويات اقتصادية واجتماعية وخدمية». أما وكيل لجنة التضامن الاجتماعي البرلمانية، محمد أبو حامد، فقال إن «من الواضح أنه تغيير كبير وشمل وزارات سيادية مؤثرة، وهو ما ينبئ بتغييرات ليس فقط في مجرد أسماء الوزاراء، وإنما في السياسات بما يتفق مع رؤية الدولة في الفترة القادمة، واضح جدا أننا أمام تغييرات مؤثرة في جميع الملفات».
وأضاف «من المتوقع أن تعرض الحكومة على البرلمان بيانها السبت المقبل، وهو ما نستطيع من خلاله التعرف على أولويات العمل في المرحلة المقبلة ».

ثماني وزيرات… والبرلمان ينتظر البيان الوزاري خلال أيام

لطفي براهم: لم ألتقِ رئيس المخابرات الإماراتي وزيارتي للسعودية تمت بعلم السبسي والشاهد

Posted: 14 Jun 2018 02:25 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: نفى وزير الداخلية التونسي المعزول لطفي براهم ما أشيع حول تحضيره لـ»انقلاب» على الرئيس الباجي قائد السبسي بدعم إماراتي – سعودي، نافياً لقاءه برئيس المخابرات الإماراتية في جزيرة جربة، كما أشار إلى أن زيارته للسعودية تمت بعلم رئيسي الجمهورية والحكومة، كما نفى كل من رئيس الحكومة والسفير الإماراتي في تونس علمهما بوجود «مخطط» للانقلاب على السلطة في تونس.
وكان موقع «موند أفريك» الفرنسي كشف عن اجتماع «سري» قال إنه جمع بين وزير الداخلية التونسي المُقال لطفي براهم، ورئيس المخابرات الإماراتي في جزيرة «جربة» جنوب شرق تونس، نهاية شهر أيار/مايو الماضي، لمناقشة سيناريو مشابه لـ«الانقلاب الطبي» الذي نفذه الرئيس السابق زين العابدين بن علي على الحبيب بورقيبة. وعلّق براهم على هذا الأمر بقوله إنّه لا يعرف رئيس المخابرات الامارتية ولم يلتقِه في حياته، مشيراً إلى أنه في تاريخ اللقاء المزعوم مع رئيس المخابرات الإماراتية، كان متواجداً في ثكنة بوشوشة برفقة أعضاء لجنة الأمن والدفاع في البرلمان حيث تناول معهم وجبة الإفطار، كما أشار إلى أنه لم يزر جربة سوى في موسم الغريبة في بداية شهر أيار/مايو (قبل نحو شهر من الموعد الذي ذكره الموقع الفرنسي)»، مشكّكاً بمصداقية كاتب المقال الصحافي الفرنسي نيكولا بو الذي قال إن لديه «تاريخا أسود».
كما أكد براهم، في تصريح إذاعي، أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد كانا على علم بزيارته إلى السعودية، مشيراً إلى أن الزيارة كانت في إطار استكمال بعض الإتفاقيات السابقة منها بناء مستشفى لقوات الأمن الداخلي بتونس، والتحضير لعودة المتطرفين من بؤر التوتر. وقال إن لقاءه بالملك سلمان وولي العهد السعودي كان بتكليف من رئيسي الجمهورية والحكومة.
وكانت زيارة براهم الطويلة إلى السعودية واستقباله بشكل خاص من قبل الملك سلمان وكبار المسؤولين هناك وعودته بطائرة ملكية خاصة إلى بلاده، أثارت تساؤلات عدة في تونس، ودفعت البعض للحديث عن «سيناريو» سعودي جديد يتم تحضيره لتونس. وفي ذات السياق، نقل النائب عن «نداء تونس» عماد أولاد جبريل عن رئيس الحكومة يوسف الشاهد «نفيه» ما يروج عن وجود نية سابقة لتنفيذ مخطط انقلابي من قبل وزير الداخلية السابق لطفي ابراهم، مشيداً بـ«وطنية» براهم وكفاءته الأمنية.
فيما نفى سفير الإمارات في تونس سالم عيسى، صحّة ما يروّج من أخبار حول التخطيط لانقلاب في تونس، مشيراً إلى إن العلاقات بين السلطات التونسية والإماراتية جيدة و»ثمة أطراف تريد التشويش وتوتير هذه العلاقات». وقال إنه لا يمكن لأي مسؤول إماراتي أن يلتقي بنظيره في دولة أخرى إلا بموافقة السلطات الإماراتية.
وعادة ما تُتهم الإمارات بمحاولة إثارة الفوضى في تونس، حيث يرى البعض أنها تعارض تجربة التوافق في الحكم بين حربي «نداء تونس» و«النهضة»، وتسعى لتعطيل المسار الديمقراطي في البلاد، عبر إخراج «النهضة» من المشهد السياسي ودعم رموز نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي بهدف إعادة البلاد إلى الحكم الديكتاتوري.

لطفي براهم: لم ألتقِ رئيس المخابرات الإماراتي وزيارتي للسعودية تمت بعلم السبسي والشاهد

«قوات سوريا الديمقراطية» تتقدم في الحسكة… وتنظيم «الدولة» يعتمد على الكمائن في دير الزور

Posted: 14 Jun 2018 02:25 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: تشهد المناطق الساخنة في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، معارك هي الأعنف بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وتنظيم «الدولة»، في حين تبدو المواجهات بين الطرفين في محافظة دير الزور، أشد تعقيداً مع استحكام مجموعات التنظيم في جغرافية المنطقة، واعتمادهم على الكمائن والتلغيم لصد هجمات القوات الديمقراطية المدعومة من مقاتلات التحالف الدولي.
وعلى الصعيد السياسي، صرّح مساعد وزير الخارجية الأمريكية ديفيد ساترفيلد، أن السياسة الأمريكية في سوريا لا تهدف فقط لهزيمة تنظيم «داعش» بل لمواجهة النفوذ الإيراني أيضاً. وأشار إلى أن النظام الإيراني يشكل تهديداً للأمن الدولي، وعلى الإدارة الأمريكية، أن تضع حداً للنظام الإيراني بالتعاون مع حلفائها.
وقال المسؤول الأمريكي: «يتعين على الإيرانيين مغادرة الأراضي السورية كافة وليس جنوبها فقط» متهماً النظام السوري بعدم الرغبة في قطع علاقته مع إيران ووقف اعتماده عليها. وأضاف ساترفيلد في إحاطة أمام اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس النواب الأمريكي وفقاً لما ذكرته قناة «الحرة» الأمريكية، أن تنظيم «داعش» خسر معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في شمالي سوريا ومع ذلك مازال القتال متواصلاً حتى يتم القضاء عليه تماماً.
يُذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها واشنطن صراحةً أن مواجهة إيران جزء من سياستها ومن مهمتها في سوريا، فقد أشار ساترفيلد خلال إجابته على سؤال حول إمكانية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا بالقول لأحد أعضاء اللجنة الفرعية في مجلس النواب الأمريكي «إن أي قرار بسحب القوات الأمريكية من أي مكان في سوريا مرتبط بالقضاء على «داعش» وبتطبيق سياستنا لمواجهة إيران في المنطقة».
وفي التفاصيل الميدانية، أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الخميس، السيطرة على قرية «الخوبرة» جنوبي محافظة الحسكة، شمالي شرقي سوريا، بعد مواجهات مع تنظيم «الدولة».
وذكرت «الوحدات» على صفحتها في موقع «فيسبوك»، إن السيطرة جاءت بعد مواجهات استمرت طوال الليل في القرية التي تقع شرقي بلدة الشدادي وتبعد عن بلدة الدشيشة 9 كم، وأضافت أن المواجهات أسفرت عن مقتل وجرح عدد من عناصر تنظيم «الدولة» وتدمير آليات عسكرية لهم والاستيلاء على عربة مصفحة وأسلحة وذخائر، في حين لم تذكر خسائر «قسد» التي أعلنت في السادس من شهر حزيران الجاري، السيطرة على قريتي الشماس والحلوة قرب مدينة الشدادي، حيث اكتفت بالإعلان حينها دون ذكر تفاصيل إضافية.
أما في محافظة دير الزور، شرقي سوريا، فالمواجهات العنيفة لا تزال هي السمة الأبرز، إذ اندلعت معارك بين تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية قرب مدينة «هجين» في الريف الشرقي من المحافظة، وأضافت المصادر أن الاشتباكات تزامنت مع غارات جوية عدة لطائرات التحالف الدولي، على مواقع وتجمعات عناصر التنظيم في المنطقة. مصادر ميدانية، أشارت إلى أن خريطة السيطرة العسكرية في محافظة دير الزور، لا تتغير بشكل كبير، وأن غالبية المواجهات تحمل صفات «الكر والفر»، وقالت المصادر: تنظيم الدولة يعتمد بشكل كبير على الهجمات المفاجئة «الكمائن»، والتي توقع خسائر في صفوف قوات سوريا الديمقراطية.
وأشارت إلى أن تنظيم الدولة، يعتمد أيضاً على سلاح «الخلايا»، لضرب القوات المهاجمة من الخلف، بعد التسلل نحو صفوفها، بالإضافة إلى قيامه بزرع ونشر أعداد كبيرة من الألغام على خطوط المواجهات، مما يجعل عمليات التقدم البري للقوى المهاجمة ضعيفة وحذرة للغاية.
وقالت مصادر إعلامية محلية، إن طائرات التحالف الدولي قصفت، الأربعاء، بعدّة غارات جويّة منازل المدنيين في قرية «الباغوز» في ريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، هم سيدة وثلاثة أطفال، وأصيب آخرون بجروح. وكانت ارتكبت طائرات التحالف الدولي، أكثر من مجزرة في ريف الحسكة الجنوبي، وقتلت أكثر من 35 مدنياً من ضمنهم عائلات كاملة، خلال هذا الأسبوع.

«قوات سوريا الديمقراطية» تتقدم في الحسكة… وتنظيم «الدولة» يعتمد على الكمائن في دير الزور
واشنطن: هدفنا في سوريا هزيمة «داعش» ومواجهة إيران

عواصف لبنان السياسية لم ينقصها إلا عواصف الطبيعة التي أغرقت القاع ورأس بعلبك

Posted: 14 Jun 2018 02:24 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : في وقت يلملم البقاع الشمالي وخصوصاً بلدتا القاع ورأس بعلبك آثار السيول الجارفة نتيجة عواصف الطبيعة في شهر حزيران غير الطبيعية، فإن عواصف السياسة لم تهدأ بعد في لبنان ولاسيما ما يتعلق بالتوتر القائم بين وزير الخارجية جبران باسيل ومفوضية شؤون اللاجئين على خلفية اتهام المنظمة بتخويف النازحين السوريين من العودة إلى بلادهم، وما يتصل بالسجالات الناشئة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على خلفية التنازع حول الحصص الحكومية وما يتصل ببواخر الكهرباء وصولاً إلى العاصفة التي سبّبها مرسوم التجنيس الأخير الموقّع من رئيس الجمهورية ميشال عون وكل من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق والذي أحيل إلى التدقيق في المديرية العامة للامن العام العام مع أنباء عن ورود حوالى 40 إسماً لا تستوفي الشروط الموضوعية للتجنيس لأن حولها شبهات قضائية وأمنية.
وفي هذا السياق، تقدّم الحزب التقدمي الإشتراكي بطعن أمس في مرسوم التجنيس أمام مجلس شورى الدولة ، وحمل الطعن الذي أعدّه المحامي نشأت الحسنية تواقيع النواب بلال عبدالله ، هادي أبوالحسن وفيصل الصايغ وطلب إبطال القرار القاضي بمنح الجنسية اللبنانية.واللافت أن الطعن لم يقترن بتواقيع نواب من حزبي القوات اللبنانية والكتائب ربما لتباين في مقاربة بعض الصلاحيات والأمور.
وجاء فـي الوقائع أنه «بتاريخ 11/5/2018 صدر عن فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير الداخلية والبلديات المرسوم رقم 2942 والذي قضى بمنح وإعطاء الجنسية اللبنانية لأكثر من أربعماية شخص من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية بينهم فلسطينيون وسوريون، وقد تبيّن أن هذا المرسوم (الذي صدر وجرى التكتم عليه وأخذت الأوساط السياسية ومنهم وزراء في الحكومة ونواب، علماً به، من خلال تسريبات صحافية) والذي لم ينشر في الجريدة الرسمية ولم يعلن عنه رسمياً في بادئ الأمر بل جرى نشره بعد فترة طويلة من صدوره انشغل فيها الرأي العام بهذا المرسوم الذي أجمع اللبنانيون أنه أقل ما يقال فيه إنه مرسوم غريب عجيب، حيث إضطرت وزارة الداخلية وبعد مطالبات عديدة من جهات رسمية ومجتمع مدني ورأي عام ضاغط خضعت الإدارة نتيجتها وفقاً لتصريح معالي وزير الداخلية «أن موضوع الإطلاع على المرسوم بات مسألة رأي عام» ولذلك نشر على موقع وزارة الداخلية الإلكتروني إلاّ أن الوزارة لم تسلّم أياً من الأشخاص والهيئات والمراجع صورة طبق الأصل عنه الأمر الذي أكد الشكوك المثارة حوله بحيث أجمع المراقبون في تعليقاتهم حول المرسوم على أنه هرّب «تهريب في ليلة ظلماء» وأن وراءه مصالح سياسية ومالية كون من شملهم المرسوم لا علاقة لهم بالوطن لبنان ولم يقدموا له أي خدمات أو لهم فيه أصول لبنانية بل جلّ ما في الأمر أنهم من أصحاب النفوذ والمصالح المالية».
واضاف الطعن «إن ما يعزز الشكوك والريبة إضافة للعيوب التي شابت هذا المرسوم، توقيعه بعد الإنتخابات النيابية مباشرة وتسريب صدوره بعد وقت من توقيفه بشكل خفي وسري دون عرضه أو إعلام الوزراء به، في مرحلة البحث بتشكيل حكومة جديدة بعد إعتبار أن الحكومة الحالية دخلت في تصريف الأعمال الفعلية والواقعية التي هي أقوى من مرحلة تصريف الأعمال كما ينص عليها الدستور ، وكان ذلك في مرحلة دخول الحكومة في تصريف الأعمال دستورياً بعد إنتهاء ولاية المجلس النيابي القديم، على أثر الانتخابات النيابية الأخيرة، واعتبار الحكومة بفعل الدستور مستقيلة.
وأن المرسوم المطعون فيه بظروف إنشائه وتوقيفه وصدوره لم يعرض بطبيعة الحال على مجلس الوزراء المناط به السلطة الإجرائية بعد التعديل الدستوري الذي طال صلاحيات رئيس الجمهورية بعد إتفاق الطائف، ويمكن لهذا السبب أي لفقدان المرسوم لأسبابه وموجباته القانونية ومبرراته الفعلية التي تستوجب منح الأشخاص الوارد ذكرهم في المرسوم الجنسية اللبنانية لم يتم نشر المرسوم وأن قدمت لعدم النشر أسباباً قانونية سنثبت عدم صحتها «.
وتابع «كما تناول المرسوم منح الجنسية اللبنانية لأشخاص فلسطينيين خلافاً لأحكام الدستور وأشخاص متمولين وأصحاب نفوذ ويشكلون غطاءً مالياً لأعضاء السلطة الحاكمة في سوريا الموضوعين على لائحة الإهاب الدولي ، في الوقت الذي توقف البحث في قانون الجنسية لأسباب أعلنها أصحاب الموقف الرافض أولها الخوف من التوطين وما يسبب ذلك من خلل في التوازنات الطائفية التي تتناقض ومقدمة الدستور وميثاقية العيش المشترك، ليتبين أن الجهة الرافضة لإقرار قانون جديد للجنسية تحت تلك المسميات هي من قامت بتجنيس فلسطينيين وسوريين وأجانب غير معروفة سيرتهم وأعمالهم وثروتهم مشكوك بقانونيتها.

لا علاقة لهم بالوطن

وهذا ما دفع مجلس شورى الدولة على قاعدة عدم مراعاة المصلحة الوطنية والتمهيد للتوطين المرفوض دستورياً وعدم المساواة بين المواطنين والنقص الحاصل في التحقيقات إلى إعادة النظر بمرسوم التجنيس الحاصل عام 1994 على المراجعة المقدمة من الرابطة المارونية ضد الدولة اللبنانية».
وختم الطعن « إن المستدعين ومن موقعهم الوطني يدركون أهمية الجنسية في الحياة الوطنية والتي تشكل وفقاً للفقه والإجتهاد الذي أرساه رجال قانون كبار "رابطة بين الشخص والدولة» والتي «هي رابطة من نوع «الوطنية الفعلية» التي تنبع أصلاً من وحدة الشعور الوطني الذي يفتخر أبناء الوطن الواحد أو على الأقل عن تقارب مثل هذا الشعور» والتي «هي بالتالي رابطة سياسية، قانونية».
كما يعايش أي أفراد الجهة المستدعية، معاناة الآلاف من الأشخاص الذين ولدوا في لبنان وعاشوا على أرضه وإنتموا إليه وتعززت لديهم الروابط بهذا الأرض وبأبناء الوطن ولم يستطيعوا الحصول على جنسيته رغم توافر الشروط القانونية لذلك، إضافة لمواطنات لبنانيات الأصل تزوجوا من عرب وأجانب وهم وأولادهم مقيمون منذ طفولتهم في لبنان لم يستطيعوا منح جنسيتهم لأولادهم في الوقت الذي يحصل أشخاص لا علاقة لهم بالوطن ولم يعيشوا ولم يقدموا له خدمات تذكر على الجنسية اللبنانية دون أن تعرف المعايير والأسباب الموجبة التي أملت منح هؤلاء الجنسية اللبنانية والتي يتوقف عليها دون سواها إصدار متل تلك المراسيم بحيث خلا المرسوم من أي معيار وأي مبرر قانوني أو واقعي لمنح الجنسية الأمر الذي جعل من هذا المرسوم مشوب بعيوب كثيرة جعلت منه مسألة قانونية ومسألة رأي عام ومسألة حقوق حيث هناك الآلاف من المستحقين للجنسية اللبنانية لم يرد ذكرهم في المرسوم كأبناء وادي خالد والقرى السبعة وأولاد الأم اللبنانية المتزوجة من أجنبي.
فجاء المرسوم ليؤكد فقدان الشروط الموضوعية وإلزامية وإنعدام الشفافية في الإدارة وأن الوصول إلى الحقوق والخدمات ليست قائمة على أساساً الحق بل على قاعدة قرب هذا الشخص من الزعماء والمسؤولين السياسيين في الوقت الذي يجب أن تكون الإدارة وقراراتها هي لرفع الظلم والغبن لا لزيادته وتهميش فئات واسعة من المواطنين المستحقين للجنسية ومن المفيد الإشارة لتأكيد هشاشة وعدم مراعاة هذا المرسوم للقانون وإفتقاده لحيثياته وركائزه وأسبابه الموجبة إلى الآتي :
– طلب رئيس الجمهورية ممن لديه معلومات مفيدة حول الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في المرسوم الإبلاغ عنها، وكان ذلك بعد صدور المرسوم وقبل نشره في حين كان يتوجب إجراء مثل هذا الأمر قبل صدوره.
– إستدعاء رئيس الجمهورية لمدير عام الأمن العام وتكليفه إجراء تحقيق أمني يتناول الأشخاص المشمولين بالمرسوم، وذلك أيضاً بعد التوقيع على المرسوم، في حين أن القانون ألزم إجراء مثل هذا التحقيق قبل صدور المرسوم، إذ أن هذه التحقيقات هي ركن أساسي من ركائز صحة المرسوم وقانونيته.
– تصريح وزير الداخلية لتبريره حجب المرسوم وعدم نشره أن هناك تعديلات ستطرأ على الأسماء الذين شملهم المرسوم وكان هذا بعد التوقيع على المرسوم بحيث جرى فعلاً إستبدال وإلغاء أسماء من المرسوم وهذا يؤكد أن المرسوم برمته باطل لعدم وجود ما يبرر منح هؤلاء الجنسية اللبنانية سوى مصالح مالية وسياسية على ما يبدو.
وآخر تلك المؤشرات على هشاشة المرسوم موقف غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي أكد أن المرسوم الذي صدر على «حين غفلة وبأسماء مشبوهة لا تشرّف الجنسية اللبنانية».
أن كل ذلك إن دلّ على شيء فهو يدل على العيوب الكبيرة التي شابت المرسوم ومخالفته للقواعد الدستورية والقانون والأعراف والذي يقتضي معه إبطال هذا المرسوم برمته بعد أخذ القرار بوقف تنفيذه».

عواصف لبنان السياسية لم ينقصها إلا عواصف الطبيعة التي أغرقت القاع ورأس بعلبك
«الاشتراكي» يطعن بمرسوم تجنيس «غريب عجيب هُرّب في ليلة ظلماء»
سعد الياس

جدل في مصر بسبب بثّ قناة إسرائيلية مباريات كأس العالم مجاناً

Posted: 14 Jun 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : أثار لجوء عدد من المواطنين العرب لمشاهدة مباريات كأس العالم على قناة «مكان» الإسرائيلية، جدلا واسعا في مصر، حيث رأى كثيرون أن إسرائيل تستخدم «المونديال» للوصول إلى التطبيع مع الشعوب العربية.
وكان عدد من المقاهي في مصر، إضافة إلى مواطنين، قالوا إنهم سيلجأون لقناة «مكان» الإسرائيلية لمشاهدة مباريات بطولة كأس العالم في كرة القدم.
صفحة إسرائيلية شهيرة على موقع « فيسبوك» تحمل عنوان «إسرائيل تتكلم بالعربية»، سبق أن أعلنت عن وجود قناة إسرائيلية تدعى «مكان» ستبث مباريات كأس العالم على القمر الصناعي «أموس» بالمجان.
واستغلت إسرائيل حاجة المواطنين العرب غير المشتركين في قنوات «بي ان سبورت» لمشاهدة المباريات، وأعلنت أن قرارها جاء بسبب وجود بحث شديد من قبل الناس عن قنوات لبث كأس العالم دون مقابل مادي.
وأشارت إلى وجود معلقين باللغة العربية، وبين الشوطين ستكون هناك استوديوهات تحليلية للمباراة باللغة العربية.
وكتبت الصفحة «يمكن لعشاق الرياضة في الدول القريبة من إسرائيل، في الأردن، ولبنان، ومصر، وفي الضفة الغربية، متابعة مباريات المونديال مجانا على قناة مكان الفضائية الإسرائيلية التي ستبث معظم مباريات كأس العالم عبر الأقمار الاصطناعية». وأضافت: «اقتنت هيئة البث حقوق بث المباريات من روسيا هذا الصيف، كما سيتمكن المهتمون من دول الجوار بمواكبة تحليلات طاقم الإعلاميين العرب باللغة العربية خلال البث». ونشرت صحف مصرية شهيرة تردد القناة، باعتبارها تقدم خدمة للمواطنين لمشاهدة كأس العالم مجانا. واعتبر نشطاء على «الفيسبوك» أن إسرائيل تهدف لاستخدام المونديال لبث أفكارها، ودفع المواطنين العرب للتطبيع بعد فشلها خلال العقود الماضية، واقتصار العلاقات على الأنظمة الحاكمة.
وكتب سالم أبو زيد: «بما أن نشطاء الفيسبوك والصحافيين الجدد، مهتمون بالحدود والبحر والرواتب والبطولات الرمضانية، أحب أن اذكركم قناة مكان الإسرائيلية ستبث مباريات كأس العالم بالمجان، ومن المتوقع أن يتعدى عدد مشاهدي القناة 70مليون شخص من الوطن العربي، وهذا يعد اختراقا جديدا في حربنا الفكرية مع الاحتلال، وهي سابقة خطيرة سيقوم الاحتلال من خلال المباريات بنشر كافة إعلاناته وكافة أفكاره وسمومه للشعب العربي».
الهيئة الوطنية للإعلام المصرية، أعلنت بث 22 مباراة في كأس العالم في روسيا 2018، وذلك على شاشات التلفزيون المصري، ومن ضمنها مباريات منتخب مصر . وقالت الهيئة في بيان رسمي، إن «بث المباريات جاء انطلاقا من الحرص على حق الشعب المصري في مشاهدة منتخبه الوطني في كأس العالم في روسيا»، مضيفة أن «رئيس الهيئة الوطنية للإعلام حسين زين، خاطب الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في السادس من الشهر الجاري للحصول على حق إذاعة 28 مباراة من بطولة كأس العالم، من ضمنها مباريات المنتخب المصري مقابل مبلغ محدد على أن تفيد «فيفا» بالرد خلال يومين». وأضاف أنه «لم يرد أي رد من الفيفا على طلب الوطنية للإعلام، لذا فقد تمت مخاطبة جهاز حماية المنافسة، وشرح الأمر له، وقرر الجهاز طبقا للقوانين والأعراف الدولية، أن التلفزيون المصري لديه القاعدة القانونية التي تمنحه حقوق بث مباريات المنتخب بكأس العالم». وأكد البيان أنه بذلك «يحق للوطنية للإعلام بث عدد 22 مباراة من ضمنها مباريات المنتخب المصري على البث الأرضي».
ووفق البيان «بث المباريات على التلفزيون المصري ستقتصر على البث الأرضي، وذلك حفاظاً على حق المواطن المصري في مشاهدة منتخبه الوطني لكرة القدم». وكانت شبكة «بي إن سبورت» المالك الحصري لحقوق بث كأس العالم في المنطقة العربية، قد أعلنت أنها ستبث 22 مباراة من نهائيات كأس العالم على محطة مفتوحة دون تشفير. وأشارت إلى أن المباريات الـ 22 ستبث مجانا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دون مقابل. وقال ناصر الخليفي، رئيس مجموعة «بي إن سبورت» إنه لشرف وفخر لنا أن نقدم 22 مباراة من نهائيات كأس العالم مجانا ونقدم أعظم اللحظات التي لا تنسى من كأس العالم في روسيا إلى الملايين من جماهير كرة القدم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
والجدير ذكره، يستهل المنتخب المصري مساء اليوم، أولى مبارياته بلقاء صعب يجمعه مع منتخب الأوروغواي، وذلك لحساب المجموعة الأولى التي تضم بجوارهما كلا من المنتخبين السعودي والروسي.

جدل في مصر بسبب بثّ قناة إسرائيلية مباريات كأس العالم مجاناً

تامر هنداوي

مظاهرة في مدينة إسرائيلية احتجاجا على بيع شقة لمواطن فلسطيني

Posted: 14 Jun 2018 02:23 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»:قدمت منظمة أطباء لحقوق الإنسان الإسرائيلية ومركز «عدالة» الفلسطيني شكوى ضد طبيبة الشرطة الإسرائيلية، التي كانت حاضرة في موقع إطلاق النار على يعقوب أبو القيعان وإصابته وتركه ينزف حتى الموت، في قرية أم حيران الفلسطينية في صحراء النقب داخل أراضي 48 قبل عام.
وقتها داهمت قوات إسرائيلية كبيرة القرية بغية تهجير سكانها الأصليين تمهيدا لتطبيق قرار حكومي ببناء مستوطنة ترث أرضها واسمها، وخلال ذلك فتحت النار نحو مركبة كانت واقفة وقتلت سائقها يعقوب أبو القيعان، وهو معلم مقيم في أم الحيران، وسارعت الشرطة لاتهامه بأنه «إرهابي» و»داعشي» ولاحقا تبين أنها فرية.
وزعمت الطبيبة الإسرائيلية في إفادتها أنها لم تر أبو القيعان، ولذلك لم تعالجه حين كان ينزف حتى الموت، لكن شهادات أخرى نشرتها صحيفة «هآرتس» أكدت أنها شاهدته في الساحة الصغيرة، ومع ذلك لم يتم التحقيق معها تحت طائلة التحذير، بل ان وحدة التحقيق مع رجال الشرطة في وزارة القضاء أعلنت قبل شهر عن إغلاق ملف قتل أبو القيعان.
وقدم ممثلو المنظمتين الحقوقيتين المذكورتين شكوى إلى نقابة الأطباء ضد الطبيبة الإسرائيلية بسبب مخالفة قواعد أخلاقيات مهنة الطب. كما طالبتا وزارة الصحة بالتحقيق في القضية، بغض النظر عن الجانب الجنائي للتحقيق. وكتبت المنظمتان في رسالتهما «بغض النظر عن الجانب الجنائي، فإن هذا هو فشل طبي خطير للغاية يتعارض مع قواعد الأخلاق المهنية».
ووفقاً لما وصل إلى صحيفة «هآرتس»، فقد رافقت الطبيبة فريقا طبيا مساعدا كجزء من استعدادات الشرطة لهدم المنازل هناك. وفي شهادتها قالت إنها أثناء وجودها في المكان، قدمت الرعاية الطبية للشرطيين اللذين أصيبا، وبعد مرور بضع ساعات فقط أدركت أن شخصاً آخر قد قُتل، باستثناء الشرطي إيرز ليفي، الذي تعرض للدهس من سيارة أبو القيعان الذي أطلقت الشرطة عليه النار، ولاحقا تبين أن مركبة أبو القيعان دهسته بعد مقتله مما أدى لانفلاتها وتسارعها في منحدر.
وشككت وحدة التحقيق مع الشرطة في وزارة القضاء في رواية الطبيبة، خاصة وأن سيارة أبو القيعان، التي تم إخراجه منها بعد الحادث، كانت على بعد أمتار قليلة فقط من رجال الشرطة الذين أصيبوا. وحسب مصادر مطلعة على تفاصيل الملف، فقد كان من بين أعضاء وحدة التحقيق مع رجال الشرطة من اعتقد انه يجب التحقيق مع الطبيبة تحت طائلة الإنذار، في ضوء سلوكها، لكنه تقرر في النهاية، عدم توصية المدعي العام بالتحقيق معها. وأشارت مصادر مطلعة للقناة العاشرة إلى أن القرار نجم عن صعوبة مناقضة ادعاءاتها، بسبب الاضطراب الكبير والظلام في المكان، وكذلك على أساس شهادات قدمها ضباط الشرطة في المنطقة الذين وجهوا أعضاء الطاقم الطبي لتقديم العلاج الفوري للشرطي ليفي ولشرطي آخر.
كما في كل مرة يتضح أن الشارع الإسرائيلي يتناغم ويتغذى على ممارسة العنصرية من قبل المؤسسة الرسمية الحاكمة، إذ تظاهر العشرات من سكان مدينة العفولة احتجاجاً على بيع منزل في أحد الأحياء لأسرة عربية من فلسطينيي الداخل. ولوح المتظاهرون، وبينهم أطفال، بالأعلام الإسرائيلية وحملوا لافتات تحمل شعارات «بيع تصفية للحي» و»لن ينام ولن يهدأ كاره إسرائيل» و»خيانة».
كما شارك في المظاهرة أفي الكابيتس، رئيس بلدية العفولة السابق، الذي ينافس على الرئاسة في الانتخابات المقبلة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وشلومو مليحي، القائم بأعمال رئيس بلدية المدينة. وقال الكابيتس «سكان العفولة لا يريدون مدينة مختلطة وإنما مدينة يهودية، وهذا حقهم الكامل». وأضاف «آمل أن يتم إلغاء بيع المنزل حتى لا نفتح الباب أمام تحول الحي والمدينة إلى مدينة مختلطة. لن نوافق على تغيير طابع المدينة».
وجاء في منشور الدعوة للمظاهرة «اليوم ستجري مظاهرة احتجاجية في العفولة، في موضوع بيع شقق لأشخاص غير مرغوب فيهم في الحي. لقد تم بالفعل إنجاز صفقة واحدة، ويجب علينا بذل كل جهد ممكن لإلغائها وإيقاف هذه الظاهرة في بدايتها. هذا هو الوقت للتوحد معا، لأن إسرائيل ضامنة لبعضها البعض، اليوم نحن وغدًا، أنتم … «.
وعقب رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، على المظاهرة بالقول «ليس من المستغرب في دولة تم فيها منذ 1948 بناء 845 بلدة لليهود ولم يتم بناء أي بلدة للعرب، تغلغل الأفكار العنصرية بضرورة تهميش المواطنين العرب (17%). وقال إنه من المثير للقلق أن نرى كيف يتفكك أملنا في حياة مشتركة بسبب الكراهية والعنصرية التي تغذيها الحكومة الإسرائيلية».
وأكد النائب يوسف جبارين (المشتركة) لـ «القدس العربي» أن «العنصرية والتفوق العرقي أصبحا في ظل حكومة اليمين خطابًا شرعيًا يروج له بنيامين نتنياهو ووزراؤه بواسطة القانون وفي الواقع». لافتا إلى أن هذه المظاهرة يجب أن تهز الجهاز السياسي وتقض مضاجع كل من يعتبرون قيم المساواة والكرامة الإنسانية عزيزة على قلوبهم».
وقال مركز مكافحة العنصرية إن محاولات بعض العناصر تحريض الرأي العام ضد إمكانية العيش معا وتعزيز خيار «العيش معا» يجب أن تتوقف، وهذا لن يتوقف دون ردود فعل واضحة من شخصيات عامة وزعماء سياسيين».

مظاهرة في مدينة إسرائيلية احتجاجا على بيع شقة لمواطن فلسطيني
طبيبة إسرائيلية تركت مواطنا فلسطينيا ينزف حتى الموت

«القدس العربي» تستطلع آراء بعض السفراء حول قرار الحماية الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة

Posted: 14 Jun 2018 02:23 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: خرج السفراء العرب وحلفاؤهم من الدول الإسلامية والأفريقية وكتلة عدم الإنحياز مبتسمين من قاعة الجمعية العامة، الساعة السادسة والنصف مساء الأربعاء، بعد أن سجلوا هدفا قويا في مرمى السفيرة الأمريكية نيكي هيلي وعطلوا كافة محاولاتها لإقحام فقرة في مشروع قرار «حماية المدنيين الفلسطينيين» يدين حركة حماس. ثم جاء التصويت على مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر نيابة عن المجموعة العربية وتركيا نيابة عن القمة الإسلامية وبنغلاديش، نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي والسنغال نيابة عن لجنة الأمم المتحدة لممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف.
كانت النتيجة تزيد عن ثلثي الدول الحاضرة والمشاركة في التصويت وعددها 173 دولة. فقد حصل القرار على 120 صوتا إيجابيا ولم تجد الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل إلا ست دول معظمها من الدول الجزرية الصغيرة في المحيط الهادي ليصبح عدد الأصوات المعارضة 8 فقط، بينما صوتت 45 دولة معظمها من أوروبا بـ «بالامتناع».

سفير تركيا

وألتقت «القدس العربي» أولا بالسفير التركي، فريدون هادي سينيرلي أوغلو، أحد الذين قدموا المشروع، والابتسامة العريضة على وجهه وسألته عن الخطوة التالية فقال: «تتصرف الجمعية العامة في دوراتها الخاصة الطارئة في مواضيع فشل مجلس الأمن في حسمها. في هذه الدورة يتطلب أي قرار غالبية الثلثين ليصبح ملزما وهو ما حصلنا عليه». وأضاف «الأمين العام الآن مكلف بتنفيذ هذا القرار وعليه أن يقدم توصيات لحماية المدنيين الفلسطينيين ضد الهجمات التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلية. ننتظر تقرير الأمين العام خلال 60 يوما لنرى ما هي المقترحات التي سيقدمها لنا وما هي الآليات التي سيقترحها لتنفيذ هذه الحماية».
سفير الجامعة العربية، ماجد عبد الفتاح، أدلى بتصريح لـ «القدس العربي» حول التجربة المشرفة التي خاضتها المجموعة العربية مع حلفائها وقال: «هذه التجربة تكرار وتكريس للعزلة الأمريكية في الأمم المتحدة نتيحة الدعم المتواصل وغير المبرر الذي تقدمه لإسرائيل ومحاولة فرض إرادتها على الدول الأعضاء وخاصة الدول العربية، خاصة في ظل وجود إرادة دولية تاريخية معلنة ومقننة ومشرعة من خلال الأمم المتحدة». وأضاف حول القرار: «الأمين العام أمامه تكليف واضح عليه أن ينفذه خلال 60 يوما، وأن يقترح آلية محددة لحماية الشعب الفلسطيني ونحن سنتعامل مع الأمين العام ومع كافة المجموعات المساندة وحتى مع الدول التي لم تصوت معنا. الآن القرار صدر بغالبية كبيرة وهو قرار ملزم».
السفير الجزائري، صبري بوقدوم، الذي لعب دورا محوريا في تقديم القرار وتعطيل التعديل الذي تقدمت به السفيرة الأمريكية، قال لـ»القدس العربي»: هذا يوم عظيم كرس التأييد للشعب الفلسطيني ونضال الشعب الفلسطيني وهناك تفهم دولي لمعاناة الشعب الفلسطيني وفي الوقت نفسه هناك عزلة للموقف الإسرائيلي وحليفتها الولايات المتحدة. هذه خطوة عملية تختلف عن سوابقها لأن هناك مقترحا محددا يجب تنفيذه وهو آلية الحماية. وبانتظار تقرير الأمين العام حول آليات تلك الحماية».

السفير الفلسطيني يشكر

أما السفير الفلسطيني، رياض منصور، فقد بدأ حديثه مع «القدس العربي» بتوجيه الشكر للمجموعات المختلفة وأولها المجموعتان العربية والإسلامية وكتلة عدم الآنحياز لوقوفها المبدئي مع الحق والعدل والقانون الدولي، رغم أن هناك دولة تراقب وتأخذ الأسماء وتتوعد.
وقال: «لقد أكد هؤلاء الأصدقاء الذين وقفوا مع الشعب الفلسطيني أن العالم ما زال عامرا بالخير وبأصحاب المبادئ. 120 دولة تقف مع فلسطين ولا يقف في الصف الآخر إلا 8 دول رغم كل الضغوطات إلا أنها فشلت في هزّ قناعة الدول بعدالة القضية الفلسطينية». وردا على سؤال حول خطوة ما بعد تقديم الأمين العام لتقريره قال منصور: «ننتظر التقرير خلال 60 يوما وبعدها نعود للجمعية العامة لمناقشة هذه المقترحات واعتمادها في قرار جديد يعطي شرعية دولية للمقترحات ويصبح قرارا واجب التنفيذ. هدفنا فقط توفير الحماية للشعب الفلسطيني وليس لنا أي دافع آخر».
وأخيرا توقف السفير الإسرائيلي، داني دانون، لحظات أمام الصحافة المعتمدة ليأخذ سؤالا أو سؤالين من صحافيين منتقين بعناية حول تفسيره لما حدث. وقد وجهت له «القدس العربي» سؤالا حول إغفاله ذكر الاحتلال «فكما انتقدت مشروع القرار والدول الداعمة له بعدم ذكر حماس ولو مرة واحدة، تغافلت أنت أيضا عن ذكر الاحتلال ولو مرة واحدة» فقال: «عليك أن تنتبه للأسباب الحقيقة للصراع. إنها تتعلق بإرهاب حماس. نحن انسحبنا من غزة عام 2005 وتحولت غزة إلى قاعدة لإرهاب حماس ليس ضد الإسرائيليين فقط بل ضد الفسطينيين أيضا».

«القدس العربي» تستطلع آراء بعض السفراء حول قرار الحماية الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة
بعد إلحاق الهزيمة بمشروع القرار الأمريكي وفوز الفلسطيني
عبد الحميد صيام:

السياسة من خلف المونديال

Posted: 14 Jun 2018 02:23 PM PDT

مونديال 2018، الذي ينطلق على الدرب في روسيا اليوم، هو أكثر بكثير من مسابقة كرة قدم. كل من توقع انهيار الدولة القومية في القرن الـ 21 سيرى في الشهر القريب القادم أيضاً كيف ان المنتخبات التي تمثل الدول تقاتل الواحد ضد الآخر على الملعب، فتثير نوازع قومية وتحمس توترات سياسية. قبل لحظة من صافرة البدء يمكن أن نشير إلى خمسة أسئلة تختلط بكرة القدم، القومية، السياسية والثقافية – ولا كلمة عن ميري ريغف ومن شأنها أن تشغل بالنا على مدى المسابقة.
هل ستتصرف روسيا بنزاهة؟ ان استضافة المونديال هي إنجاز كبير للرئيس بوتين، ولكن روسيا تصل إليه بعد سلسلة من المواجهات مع بريطانيا والولايات المتحدة. وأكثر من هذا، فمنتخبها لكرة القدم ضعيف جداً، ورغم القرعة المريحة نسبيا من شأنها أن تستعيد الانجاز المشكوك فيه لجنوب افريقيا في 2010 لتصبح المضيفة الثانية في التاريخ التي لا تصعد من المرحلة الاولية إلى ثمانيات النهائي. في ضوء كل هذا وفي ضوء السمعة التي لروسيا في مجال الحفاظ على الروح الرياضية، فإن أحداً لن يتفاجأ إذا ما شهدنا انحيازاً في التحكيم في صالح المضيفة مثلما حصل في الارجنتين في 1978 وفي اليابان وكوريا الجنوبية في 2002.
كيف ستؤثر العقوبات الأمريكية على منتخب إيران؟
منتخب كرة القدم الإيراني هو الوجه الجميل للدولة في العالم، وفي الغالب يوفر لحظات راحة نادرة للإيرانيين الذين يعيشون تحت الحكم القمعي في بلادهم. في المونديال في فرنسا في 1998 سجل المنتخب الإيراني الكفؤ لعلي داي ومهدي مهدبكية اتصالا تاريخيا 1:2 على خصمه الكبير الولايات المتحدة، ولكن هذه السنة أوقع الامريكيون على إيران ضربة غير بسيطة، حتى من دون أن يصعدوا إلى المونديال، في شكل إلغاء الاتفاق النووي وعودة العقوبات الاقتصادية. وكنتيجة لذلك أعلنت مؤخراً شركة «نايكي» انها لن توفر الاحذية للاعبي كرة القدم الإيرانيين الرياضيين في روسيا. أما منتخب إيران الحالي فليس قويا كسلفه، ولغرض التغيير، فإن هذا المونديال لن يوفر للإيرانيين ملاذاً من مشاكلهم.
هل إسبانيا ستبقى موحدة؟ أحد أبطال الكفاح لاستقلال كتالونيا هو جيرارد فيكا، الدفاع في برشلونة ومنتخب إسبانيا. وكان فيكا أطلق صوتا واضحا في صالح الانفصال وضد شرطة إسبانيا، التي أظهرت العنف تجاه المتظاهرين الكتالونيين، ولكن أعلن أيضاً بأن المنتخب هو عائلته. إنجاز على الملعب الروسي في 2018 اسبانيا تعتبر واحداً من المرشحين للفوز، رغم إقالة مدرب المنتخب أمس يمكنه أن ينسي لزمن ما المواجهة الاسبانية الداخلية. ولكن الاقصاء في مرحلة مبكرة، حتى وإن كان محتملا أقل، يمكنه بذات القدر أن يعيد إلى السطح التوترات بين القوميتين المختلفتين في الدولة الممزقة وفي صفوف المنتخب، وفي سيناريو متطرف قد يسرع خطوة سياسية كبرى.
ماذا سيكون مصير المونديال في قطر في 2022؟ إن كشف أعمال الفساد في قيادة الفيفا خلّف مكانا قليلا للشك بالنسبة لصحة التصويت في صالح روسيا في استضافة المونديال، ولكن أحداً تقريباً لم يتجرأ على الصدام مع بوتين. أما قطر 2022 فكفيلة بأن تكون قصة مختلفة: لا شك ان قطر منحت ذلك بفضل الفساد والرشوة، والاصوات التي تدعو إلى نقل المونديال إلى دولة أخرى كفيلة فقط أن تزداد إذا ما ظهرت روسيا كمضيفة فاشلة وغير مناسبة. القطريون لن يسارعوا إلى التنازل عن هذا الذخر الاستراتيجي والمواجهة كفيلة بأن تحتدم أكثر قبل صافرة إنهاء المونديال الحالي.
كيف سيتغير تراث ليونيل ميسي؟ النجم الارجنتيني إبن الـ 31، وهذا هو المونديال الأخير الذي يصل إليه في ذروة كفاءته. في البرازيل 2014 سار بمنتخب متوسط جداً حتى النهائي، حيث خسر لالمانيا، وفي هذا الصيف يريد أن يتخذ خطوة واحدة إلى الامام ويحقق الكأس للارجنتين. الفرص ليست في صالحه، ولكن إذا نجح فإن روسيا 2018 ستذكر في التاريخ بفضل تاريخ ثقافي واحد: منح الختم النهائي على أن ميسي هو لاعب كرة القدم الاعظم في التاريخ.

يديعوت 14/6/2018
أساف موند

السياسة من خلف المونديال

صحف عبرية

قادة عسكريون من «الحر» لـ «القدس العربي»: الجيش الوطني في الشمال «رواية» و«تحرير الشام» لن تندمج بـ «المعارضة المعتدلة»

Posted: 14 Jun 2018 02:22 PM PDT

أنطاكيا – «القدس العربي»: كثرت الروايات في الآونة الأخيرة عبر الوكالات والشبكات الإخبارية المحسوبة على المعارضة ومواقع التواصل الاجتماعي، عن توجه تركي لإنشاء جيش وطني يضم جميع الفصائل (المعارضة) المتواجدة في الشمال السوري، مع أنباء أخرى، مفادها توصل كل من الأتراك وهيئة تحرير الشام المهيمنة على الشمال السوري لاتفاق ينص على حل الهيئة ودمجها في صفوف (الجيش المفترض إنشاؤه) قريباً في الشمال السوري وفق الروايات.
ولعل توجه أنقرة إلى شيء من هذا القبيل، يعود لرغبة الأخيرة في إنشاء كيان موحد يوازي كيان (درع الفرات) في مناطق شمال وشرقي حلب، وبالتالي سيكون من السهل دمج الكيانين لاحقاً ضمن ما يسمى بـ «الجيش الوطني» والذي أُعلن عن أسسه في مناطق درع الفرات منذ بضعة أشهر تحت مسمى «نواة الجيش الوطني» والتي كانت فيما سبق تعرف باسم «غرفة عمليات حوار كلس» التي قادت المعارك إلى جانب الجيش التركي ضد تنظيم الدولة وقوات قسد منذ السيطرة على جرابلس، وصولاً للسيطرة على مدينة الباب وإعلان المنطقة (منطقة نفوذ تركي) ومحمية بموجب الاتفاق بين الأتراك والروس.
إلا أنه من الواضح حتى الآن على الأقل، أن جميع الاحتمالات والفرضيات التي تم طرحها عن موضوع الجيش الوطني وإمكانية تنفيذه بمجرد الاتفاق بين الروس والأتراك على النقاط الأخيرة الواقعة غربي حلب وبالتحديد في حي (جمعية الزهراء) ما زالت «روايات» لا أكثر، وقد نفى العديد من القادة العسكريين في صفوف المعارضة صحة هذه المعلومات مشيرين إلى أنها مجرد «كلام» لا أكثر كما في المرات السابقة، إذ يقول عضو المجلس العسكري في جيش إدلب الحر والقائد العام السابق لفصيل الفرقة 13 المقدم أحمد السعود في حديث لـ «القدس العربي»، إن الحديث عن تشكيل جيش وطني في الشمال السوري هو مجرد كلام لا أكثر ولا صحة أبداً لوجود مبادرة تركية حول ذلك، مشيراً إلى أنه «بعد الانتخابات التركية (الرئاسية والبرلمانية) المزمع عقدها في الرابع والعشرين من شهر حزيران/يونيو الجاري ستتغير الكثير من المعطيات لكن بجميع الأحوال موضوع (إنشاء جيش وطني) في الشمال السوري مجرد كلام ولا توجد أية وجهات تركية وحتى الآن لا يمكن التنبؤ بما سيجري لاحقاً».
ويضيف: «في المرحلة اللاحقة جبهة النصرة (تحرير الشام) ستنتهي وسيتم حصرها ثم القضاء عليها على غرار تنظيم الدولة بعد السيطرة على مناطقه الرئيسية في الرقة ودير الزور، كما ان موضوع دمج عناصر النصرة في صفوف المعارضة أمر مرفوض تماماً ولن يتم قبول أي عنصر منهم في صفوف الفصائل، مضيفاً في إجابته عن سبب رفض عناصر النصرة: «لدينا الكثير من الشهداء» في إشارة لعناصر الفصائل الذين قتلوا برصاص عناصر النصرة خلال الاقتتال الذي حصل مرات عدة بين تحرير الشام من جهة وبين فصائل المعارضة من (جيش المجاهدين، وحركة الزنكي، وأحرار الشام، والفرقة 15).
أنباء تشكيل الجيش الوطني في الشمال السوري، ترافقت مع أنباء أخرى مفادها اندماج فصائل عدة من بينها «فيلق الشام، أحرار الشام، جيش النصر» وفصائل معارضة اخرى ضمن تكتل عسكري تحت مسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» إلا أن هذه الأنباء لم تتجاوز مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة لنشر أخبار أخرى عن توجه الفصائل لإنشاء غرفة عمليات شاملة تضم جميع الفصائل في الشمال دون أي نفي أو تأكيد من الفصائل ودون أي تغيير على أرض الواقع، وقد أكد القيادي في حركة نور الدين الزنكي «علي إبراهيم» أنه حتى الآن لا يوجد مشروع جيش وطني ولا توجد جهود تصب في هذا الاتجاه وما أشيع هو مجرد (دغدغة لمشاعر الثوريين) وفق تعبيره، مشيراً إلى أن هناك تكتلات قادمة ولكن لا تصب في صالح مشروع الجيش الوطني وسيتم خلال المراحل المقبلة تفكيك الفصائل وتحويلها إلى شرطة وستتبع ذلك خطة محددة يتم الاتفاق عليها مع النظام والروس ضمن مسار (أستانة) وسيتم ضبط الوضع مع الإبقاء على بشار الأسد رئيساً لسوريا.
وعن مصير «تحرير الشام» اعتبر القيادي أنها (جبهة النصرة سابقاً) ستبقى على ما هي عليه، أما عن فرضية دمجها بالمعارضة «المعتدلة» فهذا سيكون (مستحيلاً)، وصدامها الأخير بتحالف تحرير سوريا (الزنكي وأحرار الشام)، أضعف من هيمنتها مؤخراً على الشمال ككل.

قادة عسكريون من «الحر» لـ «القدس العربي»: الجيش الوطني في الشمال «رواية» و«تحرير الشام» لن تندمج بـ «المعارضة المعتدلة»

خيبة أمل لدى شباب الحزب الشيوعي العراقي بسبب تأييده التقارب بين «سائرون» و«الفتح»

Posted: 14 Jun 2018 02:21 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أثار تأييد الحزب الشيوعي العراقي للتحالف الأخير بين «سائرون» و«الفتح»، موجة من ردود الفعل الغاضبة والمنتقدة بشدّة لخطوة الحزب، المنضوي في تحالف «سائرون».
الكادر الشبابي في الشيوعي، اعتبر موقف الحزب، «خيبة أملٍ» لهم، و»تجاوز» من قبل المكتب السياسي.
بيان الحزب الأخير، تضمن التأكيد على «تمسكه» بالمشروع الوطني للتغيير والإصلاح، فيما اعتبر أن الإعلان عن التحالف بين قائمتي «سائرون» و»الفتح»، أسهم في «منع تعريض البلد إلى مخاطر جدية».
وأضاف «منذ إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب لسنة 2018، وبالنظر إلى عدم حصول أي من الكتل الفائزة على عدد من المقاعد البرلمانية يؤهلها لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، فقد دخلت كتل سياسية عدة في حوارات ولقاءات، كان تحالف سائرون محور العديد منها لكونه الفائز الأول في عدد المقاعد».
وأضاف :«لذلك وفي أعقاب إعلان النتائج، التقى الوفد المفاوض لتحالف سائرون بممثلي العديد من الكتل السياسية، وأسفرت اللقاءات عن تفاهمات في شأن المبادئ التي ينبغي أن يعتمدها برنامج الحكومة المقبلة، وكان بين اللقاءات تلك التي جرت مع تحالف الفتح والتي أعقبها إعلان الاتفاق من قبل السيد مقتدى الصدر والسيد هادي العامري (…) لتشكيل الكتلة الاكبر».
وأشار إلى أن لقاءات «سائرون ومفاوضاته كافة، شهدت تأكيد الثوابت التي تضمنها مشروعه للتغيير والإصلاح، التي تلبي رغبة الناس والناخبين، خصوصا من منحوا ثقتهم لتحالف سائرون، فغدا ذلك أمانة في عنق التحالف وهدفا يسعى إلى تحقيقه». وتابع: «في هذا السياق تم الانفتاح على القوى والكتل التي أبدت استعدادا للتفاهم والتوافق على الأسس المذكورة، الأمر الذي وفر الأرضيّة لتطور تلك اللقاءات إلى تفاهمات، وإلى اتفاقات تستجيب للاستحقاق الدستوري الحاكم بشأن الكتلة الأكبر، علما أن أساس موقفنا من أي تحالف يعتمد على مدى التزامه بالمبادىء التي سبق ذكرها». وتابع: «قد جرى الإعلان عن التحالف مع الفتح، ليسهم في منع تعريض البلد إلى مخاطر جدية، تحرق الأخضر واليابس، وهو ما تحاول قوى مختلفة وبدوافع متباينة جره إليها، فالبعض لا يتورع عن اللجوء إلى الأساليب والوسائل التي تضع الوطن على كف عفريت من دون اكتراث بالنتائج، في سعيه لمنع توفير الظروف المناسبة لانتقال سلمي سلس للسلطة، وللحيلولة دون تنفيذ المشروع الوطني الإصلاحي، ولتيسير الالتفاف على إرادة التغيير التي عبرت عنها جماهير واسعة». ورأى الحزب أن «من الطبيعي أن يحفز إعلان هذا التحالف الهام، الساعي إلى تشكيل الكتلة الأكبر، مثل هذا التباين في الرأي، فإننا نجد في ذلك تعبيرا عن قناعة مزيد من القوى الوطنية ببرنامج سائرون، وما يتضمن من التزامات شاملة في سائر الميادين، ومن توجه إلى الخلاص من المحاصصة الطائفية والإثنية، ومكافحة الفساد، وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي تحقق العدالة الاجتماعية».
وأشار إلى أن «أي تحالف سياسي لا ينفي بالضرورة الاختلافات في الفكر وفي بعض المواقف السياسية، فإننا نؤكد، كحزب شيوعي، وكطرف في سائرون، سعينا من خلال هذا التحالف وبالتعاون والتنسيق مع بقية أطرافه إلى دفع كل القوى الوطنية التي تتفق مع الخطوط العامة لبرنامج سائرون، وتوجهات هذا التحالف العابر للطوائف، نحو العمل الموحد لتشكيل الكتلة الأكبر التي تأخذ على عاتقها، وفقا للالتزامات الدستورية، تشكيل الحكومة على أساس الكفاءة والنزاهة والوطنية».
وتابع: «لقد كنّا وما زلنا نرى في تحالف سائرون وبرنامجه إمكانية واقعية للتغيير والإصلاح، وهو ما يتوجب التمسك به والسعي إلى تحقيق أهدافه، وتوفير فضاءات لتحويله إلى واقع معاش. وعلى هذا فإن موقفنا هو موقف سائرون ذاته، الذي يمد اليد إلى الائتلافات والتحالفات التي تقترب من مشروعه السياسي الوطني، وتتوافق معه في وضع المواطن والوطن في مركز الاهتمام، وتكريس كل الجهود لخدمتهما».

تجاوز صلاحيات

القيادي في الشيوعي العراقي، جهاد خليل، كتب على صفحته الرسمية في «فيسبوك» قائلاً: «ما صدر من بيان (…) لا يمثلني كعضو وقيادي في الحزب الشيوعي العراقي، بل هو صادر من المكتب السياسي الذي دائما ما تجاوز الكثير من صلاحياته وهناك ملاحظات جدية على إدارة وأداء عمله ومنها التحالفات». كذلك، كتب عضو الحزب والناشط في «الحراك الاحتجاجي» بهاء كامل «اعتذاراً» على صفحته في «فيسبوك» لـ»شهداء الحركة الاحتجاجية منذ 2011، إلى الآن». وقال: «اعتذر من كل صديق وصديقة صوتوا لتحالف سائرون بسبب قناعتهم في التحالف من خلالي. واليوم يشعرون بخيبة الأمل». وأضاف: «اعتذر للرفاق الشيوعيين الذين واجهتهم واختلفت معهم، والأصدقاء الذي لديهم رؤية سياسية حقيقية واعية، فقد خابت آمالي الكبار»، مبيناً «كنت ومنذ بداية التظاهرات أدافع عن حُلم جميل رسمناه في مخيلتنا حتى صار واقعاً، لكن (السائرون) على الطريق- اصحاب القرار، أفسدوا علينا أحلامنا وما اتفقنا عليه».

تبريرات

وحمّل عضو الحراك الاحتجاجي، الحزب الشيوعي جزءا من مسؤولية «هذه النكسة»، لافتاً: «كنت ومنذ يومين انتظر بياناً حاسماً ينهي صراع القوم، إلا أن البيان الذي صدر عن مكتبه السياسي عبارة عن تبريرات لا تليق بِنَا ولا بتضحيات شبابنا الذين واصلوا التظاهر وتعرضوا لأشد وأشرس الهجمات من قوى الفساد». واعتبر كامل، بيان الحزب «خيبة أمل، ونكوصا يدل على حجم الضغوطات التي جعلت من (السائرون) يتراجعون إلى الوراء، والفاسدون الذين أردوا الدخول إلى الحكومة من الشباك فتحنا لهم الباب على مصراعيه». ويعدّ الحزب الشيوعي العراقي، أبرز الداعمين للحراك الاحتجاجي المستمر منذ عام 2011، المطالب بتوفير الخدمات، والمنتقد سوء الأداء الحكومي. وتعرض أعضاء الحراك الاحتجاجي إلى قمّع ومضايقات عدّة، كانت أبرزها في شباط/ فبراير 2011- فترة حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، عندما أقدمت السلطات على اعتقال أربعة ناشطين. والتحق «الصدريون» بركب تظاهرات «المدنيين» الأسبوعية في 2016. وشاركوا في أكبر موجة احتجاج شهداها العراق بعد عام 2003، والتي تمثلت باقتحام المتظاهرين مبنى مجلس النواب في أيار/ مايو 2016، لكن تلك الحادثة لم تخلو من «عنف حكومي» أسفر عن قتل متظاهر وإصابة عدد آخر.

خيبة أمل لدى شباب الحزب الشيوعي العراقي بسبب تأييده التقارب بين «سائرون» و«الفتح»

الحملة الشعبية لرفع «عقوبات غزة» تتعهد بالاستمرار في التظاهر

Posted: 14 Jun 2018 02:21 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: تعهدت «الحملة الشعبية لرفع العقوبات عن قطاع غزة» بالاستمرار في تنظيم الفعاليات والمظاهرات، حتى يتم إنهاء الإجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية قبل أكثر من عام ضد قطاع غزة، وذلك عقب قمع قوات الأمن الفلسطينية لتظاهرة نظمت الليلة قبل الماضية وسط مدينة رام الله، أسفرت عن وقوع إصابات واعتقال عشرات المشاركين، في حادثة أثارت حفيظة الفصائل والمراكز الحقوقية، التي وجهت انتقادات للأجهزة الأمنية، ودعت لمساءلة المسؤولين.
وكتب القائمون على الحملة على صفحتهم الخاصة على «فيسبوك» بعد أحداث ليلة الأربعاء الساخنة «مش رح يقدروا يسكتوا صوتنا، قمعك مش رح يرهبنا، مستمرين حتى نوقف العقوبات».
جاء ذلك بعد قيام قوات الأمن، وأشخاص بلباس مدني، بتفريق التظاهرة التي خرجت وسط رام الله، بدعوة من الحملة، ضمن الفعاليات المنددة باستمرار «عقوبات غزة»، والمطالبة بإنهائها فورا. وأطلق أفراد الأمن الذين فرقوا التظاهرة قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، وتعرض عدد من المتظاهرين إلى اعتداءات بالضرب جراء التعامل الخشن من قوات الأمن، ما أدى إلى إصابة العديد منهم برضوض وحالات اختناق، نقلوا على أثرها لمشافي رام الله.
ورفع المشاركون في الفعالية لافتات كتب عليها «ارفعوا العقوبات عن غزة»، و «غزة توحدنا». كما هتف المشاركون بـ «الروح بالدم نفديك يا غزة»، واعتصم المشاركون في الفعالية بعد فضها أمام مراكز أمنية تابعة للسلطة الفلسطينية، رفضا لعمليات الاعتقال التي طالت عددا من المتظاهرين، وأقاموا هناك حتى ساعات فجر أمس، قبل أن تشرع أجهزة الأمن بالإفراج عنهم.

قوى الأمن تنتشر مسبقا

وذكر شهود عيان أن قوات الأمن استبقت خروج التظاهرة وسط رام الله، بنشر الكثير من عناصرها في المكان، لمنع وصول المحتجين. وكانت هناك توقعات كبيرة بحدوث الصدام، بعد إصدار مستشار الرئيس لشؤون المحافظات، قرارا بمنع التظاهر خلال فترة الأعياد، وذلك قبل 24 ساعة تقريبا من خروج مسيرة رام الله، التي أعلنت عنها قبل عدة أيام، وكذلك مسيرة أخرى في مدينة نابلس، كان يفترض أن تخرج في التوقيت نفسه ، غير أن مسيرة أخرى لأعضاء من حركة فتح خرجت في المكان، تنديدا بصفقة القرن، ورفضا لاستمرار الانقسام، حالت دون ذلك.
وبدا واضحا أن تلك المسيرات الرافضة للإجراءات تجاه غزة، التي بدأت تطبيقها قبل 15 شهرا، شكلت إحراجا للسلطة الفلسطينية، خاصة في ظل استمرار الدعوات لتوسيعها في قادم الأيام.
وكانت السلطة الفلسطينية قد شرعت بفرض خصومات على رواتب موظفي غزة، بنسبة 30%، لتزداد خلال الشهرين الماضين لتصل نسبة الخصم إلى 50%، إضافة إلى قيامها بإحالة آلاف الموظفين لـ»التقاعد المبكر»، وبررت خطواتها بالضغط على حماس لإنهاء سيطرتها على غزة، وهو ما مس بشكل كبير اقتصاد غزة والموظفين الحكوميين، الذين يعانون من أزمات اقتصادية كبيرة.
ولاقت عملية فض التظاهرة، انتقادات واسعة النطاق من النقابات والفصائل ومسؤولين في منظمة التحرير، ومن قبل المراكز الحقوقية، بسبب «التعامل الخشن» لقوات الأمن مع المحتجين والصحافيين الذين حضروا لتغطية الفعالية.
وأدانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان «ديوان المظالم»، الاستخدام المفرط للقوة من قبل أفراد الأمن، وقالت إنه وفقاً لتوثيقات باحثيها الذي كانوا في الميدان، فقد اعتدت الأجهزة الأمنية، ودون سابق إنذار، بشكل عنيف على المتظاهرين السلميين، مشيرة إلى أنها وثقت دخول أفراد بالزي المدني بأعداد كبيرة، بعضهم لا ينتمي للأجهزة الأمنية، وسط المتظاهرين واعتدوا على المشاركين، بما في ذلك الاعتداء على النساء وبعض الصحافيين.

متظاهرون يعتصمون أمام مقار الأمن

وطالبت بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، ووقف أية ملاحقات قضائية بحقهم، واحترام حق المواطنين في التجمع السلمي والتعبير عن الرأي، كما طالبت بمحاسبة ومساءلة من أعطى الأوامر وتسبب في قمع المتظاهرين، كما أكدت الهيئة على موقفها الرافض للإجراءات المتخذة بحق قطاع غزة، خاصة الإجراءات الماسة برواتب الموظفين.
وقررت نقابة الصحافيين بعد تعرض عدد من الصحافيين للاعتداء، مقاطعة أخبار الحكومة والأجهزة الأمنية الفلسطينية، ودعت كافة الصحافيين ووسائل الإعلام الفلسطينية الى الالتزام بهذا القرار «حتى إشعار آخر». وأكدت ان اعتداء الأجهزة الأمنية، على الصحافيين خلال الفعالية «فعل مستنكر ومدان ونقطة سوداء تضاف لسجل الانتهاكات بحق الصحافيين». وحملت النقابة الدكتور رامي الحمد الله بصفته رئيسا للحكومة ووزيراً للداخلية المسؤولية الكاملة عن الاعتداءات بالضرب، ومصادرة وتكسير كاميرات وهواتف نقالة لعدد من الصحافيين، واحتجاز اثنين من الصحافيين الأجانب، وأعلنت تقديمها «دعاوى قضائية» ضد قادة وأفراد الأمن الذين نفذوا الاعتداء.
واستنكرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي الحادث، وقالت «إن تبرير إجازة عيد الفطر لمنع المظاهرات واستخدام الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت من قبل قوات الأمن الفلسطينية لتفريق المتظاهرين هو امر مستهجن وغير مقبول»، واعتبرت أن ما حدث يعد «انتهاكا صارخا للحق في حرية التعبير والتجمع السلمي».
ورفض القيادي في حماس سامي أبو زهري ما حصل ووصفه بـ «البلطجة»، وقال إن تلك الإجراءات «لن تفلح في منعهم من الوقوف الى جانب إخوانهم في غزة ضد سياسة التمييز والخنق».
كذلك وصفت الجبهة الشعبية الحادثة بـ «الجريمة»، وحملت السلطة المسؤولية عنها، وقالت إن قيادة السلطة اختارت أن تضع نفسها في «موقع الخصم للشعب».
وأدان داوود شهاب مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي، الاعتداء على التظاهرة، وقال في تصريح صحافي «تأبى أجهزة القمع الأوسلوية إلا أن تؤكد التزامها التام بمحاربة كل صوت يقاوم ويرفع صوته»، مشيدا في الوقت ذاته بالمشاركين في المسيرة الرافضة لـ»عقوبات غزة».
في المقابل قالت حركة فتح إن هناك مؤامرة لـ «تصفية القضية الفلسطينية»، ومحاولات من البعض لـ «حرف البوصلة وجر شعبنا إلى مربع الفوضى والفلتان الأمني والسياسي والأخلاقي لتمرير صفقة القرن». وقال امين سر حركة فتح في نابلس جهاد رمضان، «إن هناك محاولة استغلال رخيصة لمعاناة أهلنا في قطاع غزة جراء الحصار الاسرائيلي الظالم وجراء الممارسات الانقلابية التي تقوم بها حركة حماس»، مؤكدا دعم فتح لحرية الرأي والتعبير، لكنه رفضه أن يصل الأمر الى «استغلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان واستغلال الجماهير بأن هناك حالة غليان في الشارع الفلسطيني»، معتبرا أن ما حصل «يجافي الحقيقة».

الحملة الشعبية لرفع «عقوبات غزة» تتعهد بالاستمرار في التظاهر
نقابة الصحافيين قاطعت الحكومة.. وفتح رفضت الاستغلال «الرخيص» لمعاناة القطاع

الجزائر: دعوات غريبة على مواقع التواصل الاجتماعي لرش النساء «المتبرجات» بسائل حارق تثير جدلاً!

Posted: 14 Jun 2018 02:21 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: تداولت الصفحات الجزائرية في مواقع التواصل الاجتماعي دعوات غريبة للاعتداء على النساء «المتبرجات» على حد قول أصحاب المنشورات، وذلك من خلال تشويه وجوههن أو «المفاتن» التي يبدين، وهي دعوات انتشرت في أعقاب الجدل الذي دار بشأن حكاية «المرأة والمطبخ» التي نتجت بدورها عن السباق الذي نظم السبت الماضي في العاصمة تضامنا مع الفتاة التي تعرضت لاعتداء قبل أيام من طرف رجل، لم يتقبل ممارستها الرياضة في مكان عام، وقال لها «: ماذا تفعلين هنا في هذا الوقت، مكانك في المطبخ!».
قضية الاعتداء على الفتاة ريم أخذت أبعاداً أخرى بعد تنظيم السباق النسوي التضامني، والذي شارك فيه بعض الرجال، بينهم إعلاميون ومثقفون، إذ انطلقت حملة تشويه وسب وشتم ضد من شاركوا في السباق ومن نظموه، الذين وجدوا أنفسهم متهمين بالعمالة للخارج، والعمل على تحطيم القيم والتقاليد، ووصل الأمر حد القول إن الهدف هو الإساءة إلى المطبخ واللواتي يدخلنه من النساء. ورغم البعد الذي أخذه النقاش والسباب حول هذه القضية، إلا أن الأمر بدا لأول وهلة مجرد جعجعة من دون طحين ظرفية، لكن الأمر أخذ أبعاداً أخرى بظهور منشورات غريبة تحرض على الاعتداء الجسدي عل النساء.
ومن بين تلك المنشورات التي تم تداولها بكثرة منشور يقول صاحبه إن الحل للقضاء على «تبرج» النساء هو رشهن بسائل حارق على مستوى الوجه، حتى يبقين في بيوتهن، وهي منشورات لاقت إعجاب بعض الأشخاص وتعليقات تثني عليها وتحرض على الفعل نفسه، ثم تداولت الصفحات الجزائرية منشوراً لشخص آخر، يتردد أنه قيادي في حزب إسلامي محظور، والذي قال إنه لا يجوز تشويه الوجه، ولكن لا بأس على حد قوله من رش السائل الحمضي الحارق على المفاتن، حتى تكف النساء، على حد تعبيره، من ارتداء ألبسة فاضحة، مؤكداً بكل فخر أن هذه الطريقة تم تجريبها في ثمانينيات القرن الماضي وحققت نجاحا.
وقد أثار المنشوران السابقان ضجة كبيرة، خاصة لدى النخبة التي اعتبرت أن الأمر يتعتبر تحريضا على القتل، وأن الذين كتبوا تلك المنشورات أو شاركوا فيها أو علقوا عليها بالمدح والإعجاب تجب متابعتهم قضائيا، وأنه حتى وإن كان بعضهم قد سارع إلى حذف صفحته، فإن السلطات المختصة قادرة على العثور عليهم واستخراج المنشورات المحذوفة. وسارع العديد من الجزائريين، غالبيتهم نساء إلى التقدم بشكوى أمام جهاز الشرطة بغرض فتح تحقيق في القضية، وإلقاء القبض على من تورطوا في مثل هذه الأمور الخطيرة، حتى وإن كان البعض اعتبر أن الأمر مجرد «فتحة صدر» على رأي المصريين، وأنه بالنهاية أصحاب هذه المنشورات أجبن من القيام بأي عمل، لكن الإشكال هو أنه بين عشرات الآلاف أو مئات الآلاف ممن اطلعوا أو سيطلعون على رسائل التحريض هذه قد يكون هناك شخص من الغباء والسذاجة والإجرام ما يجعله ينفذ ذلك، معتقداً أنه يقوم بعمل لخدمة الأمة والدين!
ويأتي تطور خطاب الكراهية هذا والتحريض على العنف كنتيجة لعدم لجوء السلطات إلى التعامل بشدة وحزم مع كل من يرتكب مثل تلك الأفعال، فإذا كان أصحاب المنشورات التي تطال المسؤولين يتابعون قضائيا، فإن الكثير من المحرضين على العنف والذين يمجدون الإرهاب يواصلون نفث سمومهم، من دون حساب أو عقاب في غالب الأحيان.

الجزائر: دعوات غريبة على مواقع التواصل الاجتماعي لرش النساء «المتبرجات» بسائل حارق تثير جدلاً!

نجل الرئيس التونسي يتهم مستشاره بتجاوز صلاحياته

Posted: 14 Jun 2018 02:20 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : تسببت تدوينة لمستشار الرئيس التونسي، فراس قفراش، تؤكد رفض الأخير اللجوء للبرلمان لطلب تجديد الثقة في حكومة يوسف الشاهد، تراشقا بينه وبين نجل الرئيس والمدير التنفيذي لحزب «نداء تونس» حافظ قائد السبسي، في وقت نفت فيه الناطقة باسم الرئاسة سعيدة قرّاش تخلي الرئيس عن طبيبه الخاص.
وكتب قفراش على صفحته في موقع «فيسبوك»: «الباجي قائد السبسي هو الضمانة الأساسيّة لحالة الاستقرار السياسي في البلاد منذ 2011. دعوات البعض ونصائحهم له بتفعيل الفصل 99 من الدستور ومحاولات استدراجه والزج به في معارك حزبيّة رديئة، لن تُجدي نفعاً». وأثارت تدوينة جدلاً على موقع «فيسبوك»، حيث اعتبر البعض أن قفراش ليس مخولاً للحديث باسم الرئيس التونسي، ودوّن حافظ قائد السبسي (نجل الرئيس والمدير التنفيذي للحزب الحاكم) «ما كتبه المستشار في رئاسة الجمهورية ملمحا وكأنه ينقل موقف رئيس الجمهورية لا أساس له من الصحة. ما كتبه فراس قفراش يمثل موقفه الشخصي وميولاته المعلومة، مستغلا صفته كمستشار لدى رئيس الجمهورية لبث الشكوك لدى الرأي العام السياسي وقد تأكدنا بما لا يدع مجالاً للشك انه لا علم للرئيس بفحوى التدوينة المذكورة». وكانت أحزاب المعارضة دعت الرئيس الباجي قائد السبسي إلى تفعيل الفصل 99 من الدستور عبر دعوة مجلس نواب الشعب صاحب السلطة الأصلية لإعادة النظر في منح الثقة من عدمها لحكومة يوسف الشاهد وتقييم أدائها الحكومي.
من جانب آخر، نفت الناطقة باسم الرئاسة، سعيدة قراش، ما تردد من أنباء حول تخلي الرئيس التونسي عن طبيبه الخاص، حيث دوّنت على صحفتها في «فيسبوك»: «لا أساس لما يروّج من أخبار عن تخلي رئيس الجمهورية عن طبيبه الخاص الدكتور معز بالخوجة».
وكانت وسائل إعلام تحدثت عن تخلي قائد السبسي عن معز بالخوجة طبيبه الخاص والذي تربطه به علاقة قرابة، وهو عادة ما يرافق الرئيس التونسي في اجتماعاته الرسمية وزياراته إلى الخارج.

نجل الرئيس التونسي يتهم مستشاره بتجاوز صلاحياته

حسن سلمان

 محللون: مؤشرات وتفاؤل بتنشيط العلاقات بين موريتانيا والمغرب

Posted: 14 Jun 2018 02:19 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: مع أن خيوط الدبلوماسية الموريتانية يديرها الرئيس بمفرده، فقد تفاءل محللون مهتمون بمسار العلاقات بين موريتانيا والمغرب، أمس بتعيين إسماعيل ولد الشيخ أحمد وزيراً للخارجية الموريتانية ورأوا فيه مؤشراً على تحسن مرتقب للعلاقات بين نواكشوط والرباط المتوترة منذ سنوات.
وضم هؤلاء المحللون المتابعون لهذا الملف، تصويت موريتانيا الأخير لصالح استضافة المغرب لمونديال 2026، لمؤشرات التحسن المرتقبة والتي من ضمنها طرد الحكومة المغربية آخر العام الماضي، لرجل الأعمال الموريتاني المعارض محمد بوعماتو الذي كان مقيما في مراكش.
وستتضح أكثر مؤشرات التحسن، إذا قرر الملك محمد السادس القدوم إلى موريتانيا للمشاركة في القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الإفريقي المقررة يومي 1 و2 يوليو/تموز المقبل بنواكشوط.
وأكد مراقبون لهذا الشأن في توضيحات لـ «القدس العربي»، أمس «أن إزاحة ولد أحمد إزيد بيه عن الخارجية الموريتانية سيكون له انعكاس إيجابي كبير على تنشيط العلاقات مع المغرب باعتبار أن وزير الخارجية المقال كان مهندس التقارب مع الجزائر الذي يتزامن عادة مع الابتعاد عن المغرب».
وسبق للملك محمد السادس أن اعتذر عن استقبال ولد أحمد إزيد بيه الوزير المقال، عند وصوله للرباط حاملاً دعوة للعاهل المغربي لحضور القمة العربية التي عقدت في نواكشوط يوم 25 يوليو/تموز 2016.
وألغى الرئيس الموريتاني في التعديل الأخير كتابة الدولة للشؤون المغاربية والإفريقية والموريتانيين في الخارج ليجمع وزارة الخارجية بكافة قطاعاتها للوزير الجديد، وهو مؤشر على الثقة الكاملة في الوزير ولد الشيخ أحمد الذي أصبح اليوم الربان الوحيد للوزارة.
وينتظر الجميع الآن ما إذا كان الوزير ولد الشيخ أحمد الذي استهل مقابلاته أمس بلقاء السفير السعودي، سيتمكن من تنشيط علاقات موريتانيا بجيرانها، أم سيظل الوضع كما كان عليه سابقا.
ويتوقع عارفون بشخصية الوزير ولد الشيخ أحمد «أنه سيسعى لإضفاء بصمته على الدبلوماسية الموريتانية، بالرغم من كونها بيد الرئيس ولد عبد العزيز يديرها بشكل منفرد».
وتوجهت العلاقات المغربية – الموريتانية مؤخراً نحو التحسن بعد أن استلم السفيران المغربي حميد شبار، والموريتاني محمد الأمين آبي عمليهما في نواكشوط والرباط وسلما نسخا من أوراق اعتمادهما لوزيري خارجية البلدين.
وتتأرجح العلاقات الموريتانية – المغربية منذ سنوات بين مظاهر التحسن وعلائم التوتر، رغم التفاؤل الكبير الذي تعكسه التطورات الأخيرة.
ويعتبر المجال السياسي والدبلوماسي المجال الأكثر توتراً في هذه العلاقات، بينما يشهد قطاع المبادلات التجارية توسعاً ملحوظاً حيث بلغ الحجم الإجمالي للمبادلات التجارية بين المغرب وموريتانيا 1397 مليون درهم خلال 11 شهراً الأولى من سنة 2015، وبلغ حجم الصادرات المغربية إلى موريتانيا، برسم السنة نفسها، ما قيمته 1390 مليون درهم، كما أن الواردات المغربية من السوق الموريتانية، بلغت خلال الفترة نفسها 7 ملايين درهم.
وتشهد العلاقات بين المغرب وموريتانيا توتراً سياسياً منذ سنوات، كان من بين نتائجه أن الحكومة الموريتانية أخرت تعيين سفير جديد لها بالمغرب حتى عام 2016 رغم تقاعد سفيرها السابق محمد ولد معاوية سنة 2012.
وبدأ توتر العلاقات بين البلدين الجارين في الظهور إلى العلن منذ قيام نواكشوط سنة 2011 بطرد مراسل وكالة المغرب العربِي للأنباء في نواكشوط، وأمهلته 24 ساعة لمغادرة أراضيها، وهو القرار الذي اعتبره المغرب آنذاك، غير ملائم.
وعرفت هذه العلاقات توتراً كبيراً نهاية 2015 حين قامت موريتانيا برفع علمها فوق مباني مدينة الكويرة التي يعتبرها المغرب جزءاً من ترابه وتصاعد هذا التوتر بعد اتهامات وجهتها الأوساط المغربية للحكومة الموريتانية بنزوعها في نزاع الصحراء من الحياد الى دعم مواقف جبهة البوليساريو الانفصالية.
ويسجل في التاريخ المغربي أن موريتانيا كانت جزءاً من المملكة المغربية، ورفض المغرب حتى 1969 الاعتراف بموريتانيا دولة مستقلة.
ولا يتوانى مغاربة في التذكير بهذا بين فترة وأخرى، فيخلق ذلك أزمة تسعى الدبلوماسية لإخمادها قبل تطورها، في ظل ارتياب باطني موريتاني من «أطماع» مغربية باسترجاع التاريخ و«استعادة» موريتانيا جزءاً من المغرب، وهذا «الارتياب» الذي كثيراً ما يكون مرجعية لقراءة موريتانيا لأي موقف مغربي يتعلق بموريتانيا او قضية تهم موريتانيا.
ومنذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، أصبحت قضية الصحراء الغربية، حاضرة سلبا أو إيجابا في العلاقات بين الرباط ونواكشوط، وفي اتفاقية مدريد التي تضمنت انسحاب إسبانيا من الصحراء، تقاسم المغرب وموريتانيا المنطقة، لكن الوضع الداخلي الموريتاني ووهن جيشها والارتباط القبلي بين الصحراويين والموريتانيين، والانقلاب العسكري الذي عرفته موريتانيا 1978، أدى إلى انسحاب القوات الموريتانية في آب/ أغسطس 1979، من منطقة وادي الذهب/ جنوب الصحراء، واستعادة المغرب لهذه الجزء من الصحراء، ويسود في المغرب شعار «من طنجة للكويرة» لكن الكويرة بقيت في الجانب الإسباني وهو ما يزعج الموريتانيين من هذا الشعار.
وإذا كانت نواكشوط طرفا بالنزاع الصحراوي من 1976 إلى 1979، فإنها أعلنت بعد ذلك تبني موقفاً محايداً بين المغرب وجبهة البوليساريو، التي اعترفت بجمهوريتها من دون أن تفتح سفارة لها، لكنه ليس دائما حيادا متوازنا، إذ دائما يميل إلى هذا الجانب أو ذاك، في بعض الأحيان لحسابات سياسية وأحيانا أخرى لحسابات إقليمية بحكم وجود الجزائر بقلب النزاع الصحراوي، وأحيانا لحسابات داخلية.
ومنذ تولي محمد ولد عبد العزيز رئاسة موريتانيا عام 2008، ذهبت العلاقات نحو توتر لا يغيب، وإجراءات تعبر عن قلق، واتهامات غير رسمية لكنها مباركة من المسؤولين، هنا أو هناك.
ومنذ عدة أشهر أصبحت منطقة الكركرات، نقطة الحدود الموريتانية – المغربية، وبوابة المغرب البرية لأفريقيا، عنوانا من عناوين التوتر، إذ قامت القوات المغربية في صيف 2016، في خطوة أقلقت موريتانيا، بتنظيف المنطقة الواقعة خارج الجدار الأمني الذي شيده المغرب على حدوده مع موريتانيا بالجنوب والجزائر في الشرق، لمنع هجمات قوات جبهة البوليساريو.

 محللون: مؤشرات وتفاؤل بتنشيط العلاقات بين موريتانيا والمغرب

قوات الاحتلال تنفذ عمليات دهم وتفتيش واسعة النطاق في الضفة … وتحول منزلا أثريا في الخليل لثكنة عسكرية

Posted: 14 Jun 2018 02:19 PM PDT

رام الله ـ«القدس العربي»: شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة مداهمات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية المحتلة قبل يوم واحد من حلول عيد الفطر، واندلعت مواجهات حامية تصدى خلالها الشبان لعمليات الاقتحام، أسفرت عن إصابة جندي إسرائيلي بجراح. وذكر شهود عيان أن مواجهات حامية اندلعت في قربة اللبن الشرقية جنوب مدينة نابلس شمال الضفة، تمكن خلالها الشبان من إصابة جندي إسرائيلي بالحجارة.
وأكد الشهود أن دوريات إسرائيلية اقتحمت البلدة بشكل مفاجىء، ما أدى على الفور لاندلاع مواجهات أطلق الجنود خلالها الرصاص الحي وقنابل الغاز تجاه المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة العشرات من سكان القرية بالاختناق. وذكروا أن قوات الاحتلال حاصرت المسجد القديم في القرية، في الوقت الذي كان الأهالي يقيمون الليل، ما أدى إلى اندلاع المواجهات، وانسحبت قوات الاحتلال بعد ذلك من المكان، مخلفة خرابا في عدة منازل.
وشهدت بلدة عناتا شمالي شرق القدس المحتلة، مواجهات مماثلة، حيث اعتلى جنود الاحتلال الذين داهموا البلدة أسطح عدد من منازلها، وأطلقوا الرصاص وقنابل الغاز على المتظاهرين.
وأغلقت قوات الاحتلال حاجز «الطنيب» الفاصل ما بين طولكرم ونابلس، ومنعت المواطنين من التحرك خلاله، ما أدى لأزمة خانقة.
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال مدينة طولكرم وبلدة عزون شرق مدينة قلقيلية، شمال الضفة الغربية، ونصبت حواجز عسكرية هناك، قبل أن تشرع في عمليات تفتيش للعديد من منازل المواطنين. وقالت مصادر محلية، إن جنود الاحتلال داهموا عدة ضواح في مخيم نور شمس في طولكرم فجرا، واقتحموا عددا من منازل المواطنين، واعتقلوا عددا من الشبان.
واعتقلت قوات الاحتلال فتى يبلغ من العمر 16 عاما وأصابت آخر في عملية دهس بآلية عسكرية، فيما أصيب مواطنون آخرون بحالات اختناق، في مخيم جنين، وذلك خلال مواجهات اندلعت هناك واعتقلت قوات الاحتلال فجرا شابين من مخيم عايدة شمال بيت لحم، وذلك بعد أن داهمت منزل عائلتيهما، وقامت بنقلهما إلى جهة غير معلومة.
يشار إلى أن قوات الاحتلال لم تنقطع عن تنفيذ حملات اعتقالات واسعة النطاق في الضفة الغربية، طوال شهر رمضان، حيث كان من بين المعتقلين أشقاء ونساء وأطفال.
إلى ذلك أخطرت ما تسمى «الإدارة المدنية» التابعة للاحتلال الإسرائيلي، بمنع استخدام خلايا شمسية، في قرية بردلا في الأغوار الشمالية. وأفاد مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، بأن الاحتلال أخطر بوقف عمل لمشروع خلايا شمسية، لتغذية بئر ارتوازية بالكهرباء في تلك المنطقة، مقدم من مؤسسة (G.V.C) الإيطالية.
وفي الخليل جنوب الضفة حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلا أثريا يقع في شارع السهلة، في البلدة القديمة، إلى ثكنة عسكرية. وتعود ملكية المنزل، الذي يعد من المنازل التراثية العريقة، لعائلتي القدسي والكرد. وأفادت لجنة إعمار الخليل بأن جنود الاحتلال وضعوا أكياسا من الرمل على نوافذ المنزل، بالإضافة لنقطة مراقبة على سطحه.
وأشار مسؤول اللجنة عماد حمدان إلى إن المباني التراثية الفلسطينية في البلدة القديمة «تعد هدفا استراتيجيا لسلطات الاحتلال وللمستوطنين»، لافتا إلى أن سلطات الاحتلال تعمد إلى الاستيلاء عليها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وتمنع الفلسطينيين من السكن فيها أو ترميمها.
وذكر أن المستوطنين يسرقون حجارة هذه المنازل الأثرية وينقلونها لأبنيتهم لـ «تأخذ الصفة التاريخية، في محاولة منهم لتزوير التاريخ». وأضاف أن ممارسات الاحتلال ومخططاته بحق المنازل والمحال التجارية الفلسطينية «بحاجة إلى التكاتف والتعاضد من الجميع، من أجل الوقوف في وجهها وإفشالها».

قوات الاحتلال تنفذ عمليات دهم وتفتيش واسعة النطاق في الضفة … وتحول منزلا أثريا في الخليل لثكنة عسكرية

مصادر إسرائيلية: روسيا طلبت من إسرائيل تحاشي القصف في سوريا خلال المونديال

Posted: 14 Jun 2018 02:19 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر « دبلوماسية رفيعة المستوى» في إسرائيل أن روسيا طلبت منها أخيرا عدم القصف أو تنفيذ غارات جوية في سوريا خلال شهر مباريات كأس العالم «المونديال» الذي تستضيفه، وقد انطلقت أولى مباراته أمس. وقالت صحيفة « يسرائيل هيوم « المقربة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن روسيا بعثت في الأسابيع الأخيرة برسائل إلى الدول المشاركة في الحرب على سوريا، بما في ذلك إسرائيل، بأنها تتوقع منهم ضبط النفس وعدم القصف أو تنفيذ أي غارات خلال فترة كأس العالم في كرة القدم.
وأشارت الصحيفة أن ما سمتها بـ« الحرب الأهلية» في سوريا قد تراجعت في الآونة الأخيرة، بعد أن استكملت قوات النظام الحاكم الاستيلاء على أجزاء كبيرة من البلاد، بما في ذلك الأحياء المسيطر عليها على يد قوات المعارضة في ريف دمشق واستعادها مجددا الجيش السوري. ومع ذلك، فإن الوضع القابل للانفجار ما زال قائما برأي المصادر الإسرائيلية ليس فقط لأن بعض أجزاء البلاد لا تزال خاضعة لسيطرة قوى معارضة لنظام الأسد فحسب، ولكن أيضا في أعقاب المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وإيران حول الجهود الإيرانية لإنشاء قواعد دائمة في سوريا وجهودها الدؤوبة لنقل أسلحة متطورة إلى حزب الله.
وفي ظل هذا الواقع، أبدت موسكو خشيتها من أن تؤدي تصرفات مختلف العناصر الآن إلى تصعيد سيخرج عن السيطرة ويحول الرأي العام العالمي من كأس العالم إلى سوريا. وبما أن مباريات كأس العالم هي مشروع شخصي للرئيس فلاديمير بوتين، ومصدر فخر وطني في روسيا، فقد أوضحت القيادات الروسية لجميع الجهات الناشطة في المنطقة أنه من المتوقع منهم أن يتصرفوا في المستقبل القريب بمسؤولية أكبر. وتقول الصحيفة إنه ليس من الواضح الى أي مدى سيتم تنفيذ الرسالة الروسية وتطبيقها في الميدان، إذ تواصل إيران أنشطتها، فيما سيتعين على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستتبنى في المستقبل القريب سياستها المعلنة بعدم التسامح المطلق مع التموضع الإيراني.
ورغم أن حرص إسرائيل على إبلاغ روسيا عن عملياتها من خلال آلية التنسيق التي تم تأسيسها بين جيشي الجانبين، فمن المعقول أن نفترض أنه «في الأسابيع المقبلة سوف تتصرف إسرائيل بحساسية كبيرة». كذلك وحسب «يسرائيل هيوم»، فإن مصلحة روسيا تتحدى رغبة حليفها المباشر بشار الأسد الذي يخطط للتوجه إلى الجنوب، نحو الحدود مع الأردن، وبعد ذلك إلى خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل في الجولان المحتل، من أجل إخلاء قوات المعارضة والمنظمات المنتسبة لتنظيم القاعدة و»داعش».
وكان الأردن قد أوضح أنه سيرحب بهذا النشاط لجيش النظام السوري، لأنه يفضل استقرار نظام الأسد بسبب التهديد الذي يواجهه من المنظمات السلفية. كما قالت «يسرائيل هيوم « إن إسرائيل تنقل رسائل تفيد بأنها ستوافق على عودة الجيش السوري إلى الحدود الدولية، شريطة ألا تقترب الميليشيات التي تعمل تحت إشراف إيران من المنطقة.
وتقدر الصحيفة أنه سيتعين على الأسد الآن أن يقرر ما إذا كان سيبدأ حملة استعادة جنوب سوريا لسيطرته أثناء مباريات كأس العالم، أو الانتظار حتى تنتهي. وخلصت الصحيفة إلى القول: «كما هو الحال في جميع مراحل القتال في السنوات الأخيرة، ستستمر روسيا في تزويد الجيش السوري بدعم واسع، وخاصةً الجو، للسماح له باستعادة السيطرة على الأراضي التي خسرتها خلال الحرب الأهلية «.

مصادر إسرائيلية: روسيا طلبت من إسرائيل تحاشي القصف في سوريا خلال المونديال

استشهاد شاب أصيب في «مليونية القدس»… والفعاليات الشعبية تتواصل في «مخيمات العودة» بإقامة بطولة تحاكي «كأس العالم»

Posted: 14 Jun 2018 02:18 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: استشهد شاب فلسطيني متأثرا بجراح أصيب بها خلال مشاركته قبل أيام في إحدى فعاليات «مسيرة العودة» جنوب قطاع غزة، في الوقت الذي تواصلت فيه تلك الفعاليات الشعبية في «مخيمات العودة»، حيث أقيمت أمس فعالية في أحد المخيمات تحاكي بطولة كأس العالم لكرة القدم، تزامنا مع انطلاقها في روسيا.
وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد الشاب أحمد زياد توفيق العاصي (21 عاما) في مستشفى غزة الأوروبي، متأثرا بجراحه التي أصيب بها قبل عدة أيام شرق مدينة خانيونس.
وشهدت مناطق الحدود، خاصة تلك القريبة من «مخيمات العودة الخمسة» يوم الجمعة الماضي مواجهات عنيفة، في إطار إحياء سكان غزة فعالية «مليونية القدس»، ما أدى وقتها إلى استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة أكثر من 600 آخرين بجراح متفاوتة.
وباستشهاد الشاب العاصي يرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بداية أحداث «مسيرة العودة» التي انطلقت يوم 30 مارس/ آذار الماضي، إلى 133، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى سقوط أكثر من 14 ألف مصاب.
وفي إطار الاستمرار في تنظيم الفعاليات الشعبية في «مخيمات العودة»، قامت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، أمس بتنظيم بطولة تحاكي انطلاق بطولة كأس العالم في روسيا، في «مخيم العودة» الواقع إلى الشرق من مدينة غزة، وذلك تزامنا مع انطلاق البطولة العالمية، وفي محاولة للفت أنظار العالم إلى ما يعانيه قطاع غزة من حصار إسرائيلي محكم أصاب كل مناحي الحياة.
إلى ذلك فقد أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي، مساء أول من أمس الأربعاء، شن هجمات تحذيرية ضد مطلقي «الطائرات الورقية الحارقة» في قطاع غزة . ووفق تقارير إسرائيلية فإن الجيش شن ثلاثة هجمات تحذيرية متفرقة في قطاع غزة ضد مجموعات كانت تعد طائرات ورقية وبالونات حارقة في القطاع. جاء ذلك من خلال استهداف طائرات استطلاع شبانا كانوا يهمون لإطلاق طائرات حارقة، بصواريخ تحذيرية، أطلقت على مقربة منهم.
وفي هذا السياق كان مواطنون أكدوا أن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخا تجاه مجموعة من الشبان، تعمل على إعداد «طائرات ورقية» شرق مخيم البريج وسط  القطاع.
ويستخدم الغزيون هذا السلاح الجديد في مقارعة الاحتلال منذ بداية أحداث «مسيرات العودة»، وهو سلاح شعبي أحدث قلقا كبيرا لإسرائيل، بعد إحداثه حرائق كبيرة في المزارع والأحراش الإسرائيلية القريبة من الحدود، ما نجم عنه خسائر مالية كبيرة.
وتوعدت «وحدة الطائرات الورقية الحارقة»، بإطلاق خمسة آلاف طائرة و»بالون حارق» على مناطق «غلاف غزة» في أول أيام عيد الفطر، ضمن فعاليات «مسيرة العودة». وقال شاب من تلك الوحدة وضع على وجهه قناعا في مؤتمر صحافي عقد في «مخيم العودة» المقام إلى الشرق من وسط قطاع غزة، «قررنا إطلاق خمسة آلاف بالون وطائرة حارقة باتجاه أراضينا المحتلة شرق قطاع غزة صباح يوم العيد ومن مختلف المناطق ليكون يوما للوفاء لشهدائنا».
وأشار إلى أن عمليات الإطلاق السابقة أدت إلى حرق مناطق زراعية واسعة في إسرائيل، مؤكدا أن عمليات الاستهداف من قبل الاحتلال لهم خلال الأيام الماضية لثنيهم عن عملهم. وقال «سنستمر بكل ما أوتينا من قوة حتى تحقيق أهدافنا، ولن يهنأ المستوطنون بالأمن والاستقرار حتى رفع الحصار عن القطاع».
وأعطت الوحدة مهلة لإسرائيل من أجل العمل على رفع الحصار عن غزة، وقالت منذرة «وإلا سنجعل سكان الغلاف يعيشون بحصار نيران الطائرات والبالونات الحارقة»، مؤكدا أنهم طوروا أداءهم في العمل لتصل البالونات لأماكن أكثر بعدا عن الحدود.
وعقب انتهاء المؤتمر الصحافي أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية «بدون طيار» صاروخا قرب مجموعة من الشبان أثناء عملهم على إطلاق «طائرة ورقية حارقة»، لكن الحادثة لم تتسبب في وقوع إصابات.
وفشلت إسرائيل سابقا في مواجهة «سلاح الطائرات الحارقة» من خلال طائرات صغيرة مسيرة عن بعد، تحمل سكاكين في مراوح طائرات من غير طيار.
وقررت إسرائيل في إطار التصدي للطائرات والبالونات الحارقة، تقليص كميات «غاز الهيليوم» التي تدخل إلى قطاع غزة، بذريعة استخدامها في ملء «البالونات الحارقة».
وكان  منسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، قد توعد بوقف إدخال الغاز بالكامل، حال استمر إطلاق «البالونات الحارقة»، محملا حركة حماس المسؤولية عن ذلك. واستنكرت وزارة الصحة الفلسطينية «الادعاءات الباطلة» من قبل قوات الاحتلال حول استخدام «غاز الهيليوم الطبي». وقالت في بيان لها «إن تلك الادعاءات الباطلة تؤكد ان الاحتلال الاسرائيلي خسر أمام التعاطف الإنساني، خاصة بعد استهدافه للطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، ويبحث عن ذرائع لخلط الأوراق لقتل المزيد من المرضى وحرمانهم من العلاج».
وأكدت أن  قرار قوات الاحتلال بتقييد دخول «غاز الهيليوم» للمستشفيات ستكون له «تداعيات خطيرة» على حياة المرضى خاصة من هم بحاجة لخدمات الرنين المغناطيسي، وعددهم يزيد عن 3000 مريض شهريا.
وأشارت إلى أن هذا القرار يأتي منسجماً مع إجراءات الاحتلال التي تهدف الى «تقويض العمل الصحي واستهداف الإنسان الفلسطيني وسلبه لأبسط حقوقه المكفولة دوليا ومنها حق الوصول للخدمات الصحية». وشددت وزارة الصحة على زيف ادعاءات الاحتلال، وأعلنت عن فتح أبوابها أمام جميع الجهات الدولية المختصة للتحقق من ذلك، وطالبت في الوقت ذاته كافة الجهات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ «تفنيد هذه المزاعم».

استشهاد شاب أصيب في «مليونية القدس»… والفعاليات الشعبية تتواصل في «مخيمات العودة» بإقامة بطولة تحاكي «كأس العالم»
وزارة الصحة تحذر من قرار إسرائيل تقليص إدخال «غاز الهيليوم» الطبي

وزير الصحة الجزائري يتجاهل الأطباء المقيمين في وقت تتزايد فيه الانقسامات في صفوفهم!

Posted: 14 Jun 2018 02:18 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: رفض مختار حسبلاوي وزير الصحة الجزائري التعليق على قضية إضراب الأطباء المقيمين، الذي شرعوا فيه منذ أكثر من سبعة أشهر، في وقت تزداد فيه الانقسامات في صفوفهم بعد قرار استئناف المناوبات الاستعجالية، وهو القرار الذي فجّر خلافات بين القاعدة وبين ممثلي الأطباء وزرع الشك في صفوفهم.
وتحاشى أمس الخميس الرد على أسئلة الصحافيين على هامش جلسة لطرح الأسئلة الشفهية في البرلمان بخصوص إضراب الأطباء المقيمين، وآخر التطورات التي عرفها الملف، خاصة بعد قرار استئناف المناوبات الاستعجالية، وهو القرار الذي اتخذه الأطباء المقيمون منذ يومين، إذ فضّل الوزير حسبلاوي الحديث عن مشروع إنجاز مستشفى خاص ضخم بضواحي العاصمة، موضحا أن الأشغال انطلقت في المشروع، من دون أن يعلق على ملف الأطباء المقيمين، أو يقول كلمة عن قرارهم استئناف المناوبات، ولم يتحدث أيضاً عن أية جلسة تفاوض مع ممثلي الأطباء، علماً أن هذه الجلسات التي كانت تعقد مرة في الأسبوع انقطعت منذ حوالي شهرين، كما أن الوزير لما سئل قبل أيام عن رأيه في إعلان الأطباء استعدادهم استئناف المناوبات شرط الجلوس على طاولة المفاوضات مع الوزارة، رد قائلاً: « أنا لا أعلم شيئا، أنا مقطوع عن العالم»!
ويظهر جلياً من خلال التطورات التي عرفها ملف الأطباء المقيمين خلال الأيام القليلة الماضية أن الوزارة أدركت أنها استنزفت الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأن الأطباء الآن في موقع ضعيف، لذا تفضل الوزارة، بحسب ما هو ظاهر، تأجيل التفاوض حتى تستنزف الحركة الاحتجاجية أكثر فأكثر، وفرض سياسة الأمر الواقع على الأطباء في النهاية، فالوزارة ومن ورائها السلطات راهنت على الوقت، وأدركت أن طول فترة الإضراب سيكون لصالحها، وهو ما تحقق، لأن قطع رواتب الأطباء منذ أشهر أنهكهم ماليا، إلى درجة أن الكثير منهم أصبحوا لا يحضرون إلى المستشفيات التي يعملون بها لأنهم لا يمتلكون ثمن المواصلات، وكانت الطبخة استوت ولم يتبق سوى دق مسمار في نعش إضراب الأطباء المقيمين.
واندلعت ضجة كبيرة على مستوى القاعدة، إذ اتهم الكثير من الأطباء ممثليهم في المكتب الوطني لتنسيقية الأطباء المقيمين، باتخاذ قرار استئناف المناوبات الاستعجالية من دون العودة إلى القواعد، ومن دون أخذ موافقتها، وهو ما خلق جواً من الشك، جعل عدداً من الأطباء، بينهم وجوه بارزة في هذه الحركة الاحتجاجية يتبرأون من المكتب الوطني، ويعلنون قرارهم توقيف الإضراب واستئناف العمل، وهو ما خلق مناخا من الشك والفرقة وتبادل الاتهامات، وهو الأمر الذي يكون قد بلغ مسامع الوزارة، فقررت التريث أكثر وحشر الأطباء في الزاوية لدفعهم إلى العودة للعمل بـ«أقل المطالب»، في وقت أصبحت فيه إعادة طرح مطلب إلغاء إجبارية الخدمة المدنية ضربا من الجنون، لأن الوزارة التي لم تستجب إليه في الوقت الذي كانت فيه الحركة الاحتجاجية في أوجها لن تستجيب له وإضراب الأطباء يتهاوى!

وزير الصحة الجزائري يتجاهل الأطباء المقيمين في وقت تتزايد فيه الانقسامات في صفوفهم!

المغرب: فاعلون سياسيون ومدنيون يحذرون الدولة من الاستمرار في تجاهل وقمع الحراكات الاجتماعية وحملة المقاطعة

Posted: 14 Jun 2018 02:18 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: دفعت حملة المقاطعة الجارية في المغرب منذ ما يناهز ثمانية أسابيع ، لثلاثة منتجات استهلاكية تابعة لشركات كبرى ، أزيد من سبعين شخصية مغربية فاعلة في المجال السياسي و المدني والإعلامي والبحث العلمي إلى توقيع إعلان لتحذير الدولة المغربية من خطورة استمرارها في سياسة الهروب إلى الأمام و تجاهل المطالب و قمع الإحتجاجات الشعبية ، داعية إلى ضرورة التفاعل مع حملة المقاطعة بما تستحقه من أهمية بالغة و استخلاص الدروس مما يجري طيلة ثمانية أسابيع ، وفق ما جاء في الإعلان الذي توصلت «القدس العربي» بنسخة منه أمس الخميس.
وأكد الموقعون أن تنامي الأشكال الاحتجاجية في المغرب و تصاعدها في السنوات الأخيرة، يجد مبرراته المشروعة في الوضع العام المتسم بفقدان الثقة و بمسلسل الخيبات المتوالية « فبعد أن مثلت ظرفية2011 جرعة أمل لدى المغاربة عموما، سرعان ما توالت النكسات وخيبات الأمل، جراء التنصل من وعود محاربة الفساد وتفكيك منظومة الريع وإصلاح القطاعات الاجتماعية وتفعيل المؤسسات، وهو ما أدى إلى تنامي حراكات اجتماعية في مناطق مختلفة من البلاد، ردت عليها الدولة بنهج أسلوبها المعهود، الذي يبدأ بالتجاهل ثم ينتقل إلى التخوين فمحاولة الاحتواء ثم اللجوء إلى التهديد الذي ينتهي بالقمع» يقول الإعلان . وإن كانت تندرج في نفس المسار ، فحملة المقاطعة ، شكلت إبداعا وحركة غير مسبوقة ، يقول الموقعون أنها أظهرت «محدودية المقاربة القمعية في وقف الاحتجاجات و الحد من آثارها على أرض الواقع « ويرجع ذلك إلى «أنها عبرت بشكل موحد عن معاناة شرائح واسعة ومختلفة من المجتمع، ونجحت في أن تُجْلِي بكل وضوح وبساطة أسباب الغضب الشعبي، التي يوجد من بينها ضرب القدرة الشرائية للمواطنين وتفاقم الفوارق الاجتماعية، نتيجة استمراراقتصاد الريع وتفشي ظاهرة الرشوة وضعف السياسات الاجتماعية. كما شكلت، في الوقت نفسه، وسيلة ناجعة بيد المواطنين للحد من سطوة القمع الذي تلجأ إليه الدولة ضد المحتجين».
و أكدوا أن سلوك الدولة اتسم بـ «عدم الإنصات و نهج سياسة القمع « ضد كل من حركة عشرين فبراير/شباط وضد بعض التيارات والتنظيمات السياسية المعارضة، وضد نشطاء المجتمع المدني، وضد شباب حراك الريف وجرادة وزاكورة ومناطق أخرى، وضد الصحافة المستقلة، وهو الأمر الذي ساهم في نظرهم في تجميع ضحايا سياسة الدولة . فأصبحت الدولة بذلك وجهاً لوجه مع المحتجين وغضبهم، خاصة بعد إفلاس هياكل الوساطة وفقدان المواطنين لأي ثقة في أدوارها ووظائفها، فَسَادَ التخويف والترهيب، بدل إقامة جسور التواصل والثقة، يضيف الإعلان محذراً من عواقب فقدان الثقة التي يمكن أن ينجم عنها استعصاء تصحيح بعض المعطيات المغلوطة التي يجري تداولها بين الناس بما فيها على وسائل التواصل الاجتماعي و التي قد تساهم في إذكاء الغضب الشعبي .
ولفت الموقعون الانتباه إلى أن «انعدام مصداقية وسائل الإعلام العمومي حرم البلاد من وسيلة ناجعة وضرورية للنقاش الديمقراطي، حيث تم الاكتفاء بمتابعات سطحية من دون فتح المجال أمام محللين وفاعلين من مختلف الفعاليات والانتماءات لخوض نقاش جدي وعميق حول الأزمة القائمة (تشخيص الوضع وتحديد الأسباب وبحث سبل المعالجة)، لتبقى شبكات التواصل الاجتماعي المجال الوحيد لنقاش من المفروض أن تحتضنه وتساهم فيه وسائل الإعلام العمومي»، كما حذروا من خطر انزلاق المقاطعة والانتقال من الدفاع عن مطالب مشروعة إلى التعويم الذي يمكن أن يفقدها مشروعيتها .
ودعت الشخصيات الموقعة ومن ضمنها نبيلة منيب زعيمة الحزب الاشتراكي الموحد، والقيادي في نفس الحزب محمد الساسي، والبرلماني عمر بلافريج ورجل الأعمال والفاعل السياسي كريم التازي، والمؤرخ معطي منجب ، والفاعل الجمعوي فؤاد عبد المومني ، والباحث محمد مدني، والأنتربولوجي عبد الله حمودي ، والباحثة و الناشطة المدنية لطيفة البوحسيني ..إلى جعل المقاطعة فرصة لتصحيح الأوضاع وفتح آفاق حقيقية للحلول .

المغرب: فاعلون سياسيون ومدنيون يحذرون الدولة من الاستمرار في تجاهل وقمع الحراكات الاجتماعية وحملة المقاطعة

اعتقال ناشط بلجيكي – مغربي بسبب الحراك الشعبي في الريف

Posted: 14 Jun 2018 02:17 PM PDT

 مدريد – «القدس العربي» : اعتقلت السلطات المغربية مواطنا بلجيكا من أصول مغربية لعلاقته بملف الحراك الشعبي في الريف، ووجهت له اتهامات ثقيلة للغاية تصل الى العصيان المسلح، وبهذا تنتقل الاعتقالات من صفوف النشطاء المغاربة الى الخارج. ومن شأن هذا الحادث أن يحمل تطورات مقلقة في علاقة الدولة المغربية بالجالية المغربية المتحدرة من الريف.
ووقعت عملية الاعتقال منذ أيام في مدينة الناضور، واستهدفت الناشط قجوع الوافي عندما حل بالمغرب هذه الأيام، ولم تكن بالزيارة الجديدة له بعد اندلاع الحراك الشعبي في الريف بل زار المغرب في مناسبات سابقة بعد اندلاع الحراك في الريف.
ووجهت له الشرطة اتهامات ثقيلة للغاية منها التحريض على تظاهرة غير مرخص لها، التحريض على العصيان المسلح  والمس بالأمن القومي للمغرب والتحريض ضد وحدته الترابية. وصرحت مصادر مغربية – بلجيكية  لـ «القدس العربي» أن هذه الاتهامات تبدو غريبة للغاية بحكم رهان الحراك الشعبي في الريف سواء في الداخل أو الخارج على السلمية وتفادي العنف. ولا تستبعد مصادر أخرى احتمال تبرير الدولة المغربية الاعتقال بتدوينات له في الفايسبوك.
وهذه هي ربما المرة الثانية التي لجأت فيها الدولة المغربية الى اتهامات تتعلق بالسلاح، وكانت المرة الأولى ضد الصحافي حميد المهداوي الذي كان مديراً للجريدة الرقمية بديل عندما اتهمه القضاء بعدم التبليغ على معلومات تتعلق بإدخال دبابات روسية الى الريف. وكان شخص مجهول قد اتصل بالمهداوي، وأخبره بإدخال دبابات روسية الى الحراك، وهي الهمة التي أثارت استغراب الرأي العام المغربي.
ولم يكن منتظراً اعتقال نشطاء الخارج رغم الإشارة لبعضهم في ملفات محاكمة النشطاء المعتقلين في الحراك، وذلك رغم ورود أسماء البعض منهم في محاضر الشرطة والنيابة العامة.
وينتمي الوافي الى الجيل الثاني من المهاجرين في بلجيكا الذين لديهم ارتباط قوي بمنطقتهم في الريف شمال المغرب، وهو واحد من الآلاف الذين كانوا يتظاهرون في مختلف مدن أوروبا لدعم المعتقلين في المغرب. ومن شأن هذا الاعتقال أن يؤدي الى نتائج من ضمنها: مزيد من تدويل هذا النزاع بسبب احتمال تدخل حكومة بروكسيل نظراً للجنسية البلجيكية للمعتقل. في الوقت ذاته، هذا سيدفع شريحة من المهاجرين الى عدم الدخول الى المغرب مخافة الاعتقال. وعلاوة على كل هذا، قد يترتب عن الاعتقال رهان بعض النشطاء على التشدد تجاه الدولة المغربية ومزيد من التظاهرات.
ويشهد خطاب بعض النشطاء في أوروبا راديكالية، بينما يدافع طرف آخر على الاعتدال لحل نزاعات الريف التي تبقى ذات طبيعة تنموية وليس سياسية.

اعتقال ناشط بلجيكي – مغربي بسبب الحراك الشعبي في الريف

حسين مجدوبي

مسؤول أمني مغربي يؤكد أن بلاده أصبحت نموذجاً يحتذى في مكافحة الارهاب

Posted: 14 Jun 2018 02:17 PM PDT

الرباط – «القدس االعربي»: قال مسؤول أمني مغربي كبير أن مخابرات بلاده أضحت نموذجا في الضربات الاستباقية للخلايا الإرهابية من أجل منعها من تنفيذ مخططاتها التخريبية.
وقال عبد الحق الخيام مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع لمديرية حماية التراب الوطني (المخابرت الداخلية DST) أن حرفية الاستخبارات المغربية جعلت منها محل اعتراف عالمي وأصبح عدد من الدول يطلب ودها ويريد التعامل معها. وأكد الخيام في حوار نشرته صحيفة «العمق» الالكترونية المغربية، أن المغرب فهم الظاهرة الإرهابية بشكل صحيح ووضع استراتيجية غير مسبوقة عالميا من أجل التصدي لها، وأن تلك الاستراتيجية متعددة الجوانب وتشمل ما هو أمني وقانوني وديني واقتصادي واجتماعي، وهو جعله ينجح في الضربات الاستباقية لتفكيك الخلايا الارهابية قبل تنفيذ عملياتها التخريبية. وشدد الخيام على أن استراتيجية المغرب في مكافحة الظاهرة الارهابية لا تنبني فقط على المعالجة الأمنية، بل تعتمد أيضا على التأطير الديني ومحاربة الفقر والهشاشة والتصدي للخطاب المتطرف من خلال وضع برامج تعليمية في المستوى المطلوب، داعيا إلى العائلات والأسر والمجتمع المدني إلى المشاركة في الحد من هذه الظاهرة، مؤكداً أنه لا يمكن القضاء عليها بصفة نهائية رغم ذلك.
وأبرز أن البرنامج الذي أعدته الدولة بخصوص إعادة إدماج المغاربة العائدين من جبهات القتال ببؤر التوتر في الشرق الأوسط، ساهم في تراجع عدد من هؤلاء عن الفكر المتطرف الذي كانوا يؤمنون به، مشدداً في الآن ذاته على أن المكتب المركزي لا يمكن إلا أن يطبق القانون في وجه كل عائد من تلك البؤر وذلك من أجل تجاوز ما سقطت فيه بعض الدول الأوربية التي لم تتخذ أي إجراءات في حق هؤلاء العائدين ما تسبب في قيامهم بتفجيرات إرهابية معروفة.
ودعا المسؤول الامني المغربي الجزائر ودول المنطقة إلى التنسيق والتعاون لضمان الاستقرار في المنطقة. وقال أن استمرار التوتر السياسي ووقف التنسيق الأمني يجعل البلدين دوما عرضة للتهديدات الإرهابية، مشيراً إلى أن جميع الأسلحة التي يتم ضبط دخولها للمغرب تأتي من الحدود الجزائرية، مؤكداً أن القضايا السبع التي تم من خلالها ضبط محاولة دخول الأسلحة إلى المغرب كانت آتية من حدوده الشرقية.

مسؤول أمني مغربي يؤكد أن بلاده أصبحت نموذجاً يحتذى في مكافحة الارهاب

الشعر بين المعاصرة والحداثة

Posted: 14 Jun 2018 02:16 PM PDT

تعني المعاصرة في بعدها العام، التواقت والتزامن بين مجموعة من الظواهر. وفي مجال الشعر، نفهم منها أن المشتغلين في هذا المجال، يعيشون في عصر واحد، ويتزامنون في ضرورة التأثُّر بشروط حضارية يعيشونها، وكذا في ضرورة استلهام أفكارها. كما أن هؤلاء الشعراء الذين يجتمعون تحت لواء المعاصرة يُحركهم هاجس واحد هو الرغبة في الخروج بالشعر من مثالب القدامة إلى مضمار التحديث مظهرا وروحا. فليس المهم عند عز الدين إسماعيل «بالنسبة للتجديد هو ملاحظة شواهد العصر، ولكن المهم هو فهم روح العصر». وإدراك روح العصر لن يتم إلا باتخاذ موقف واضح ومحدد من الماضي والمستقبل، وأن يصبح هذا الموقف جزءا من قناعتنا في هذا الوجود، وأن نربطه بالزمن المعاصر ربطا وجدانيا.
هنا، تحديدا، يغدو مفهوم المعاصرة جسرا يقود حتما إلى مفاصل الحداثة. وبالإمكان حسب خليل أبو جهجه، إبراز التمايزات «بين مفهومات المعاصرة، والحداثة، والجدة، على أساس أن المعاصرة مفهوم له دلالة زمنية تعني التواقت والتزامن بين ظاهرتين أو حالتين أو فعلين، ضد حيز زمني واحد. أما الحداثة فهي ذات دلالة زمنية، لأنها تعني كل ما لم يصبح قديما، وقد تكتسب حكما تقويميا إذا ما قورنت بكل عتيق لأن الحداثة نقيض القدامة».
إن لفظ الحداثة يستقي مفهومه أصلا من (حدث)، في حين أن مفهوم الحداثة الغربية Modernite مشتق من الجذر Mode ، التي تعني الصيغة أو الشكل أو ما يتبدى به الشيء. إن الحداثة كمفهوم كلياني يحمل في طياته بذور التجاوز والتخطي المستمرين، يرتبط ارتباطا وثيقا بالحدث. بمعنى أنه ليس هناك حداثة بدون حدث، أي الفعل المضاد والمعاكس أو بالأحرى الفعل المغاير. وكلما كانت هناك حداثة، كانت الدهشة والقلق والتساؤل. فالحداثة هي انفجار دائم في المكتسبات، وحضور متميز للآخر في الأنا، أي هي تلك الهوية التي تنهض في زمن ما ومكان ما بالحوار المستمر بين الأنا والآخر. إنها النسق المتشكل في التعدُّد المُشبع بـ«وحدة التنوع» أو «التنوع المتعدد»، وبذلك تكون الحداثة حوارا مسجورا بالكشف، وتجاوزا مطلقا للمعيش والنمطي – الأنالوجي.
وفي ضوء ما سبق يتضح أن ظواهر الحداثة تنبني أساسا على منطق العصيان المستمر، والتجاوز الدائم، وعلى ثنائية « الماضي والمستقبل». فبالثورة التي لا تنقطع تنزع الحداثة نحو المستقبل. والشعر الحداثي لا يجيء من الماضي، بل من الحاضر والمستقبل، من الآن وهنا وهناك. هذا الكلام لا يعني إطلاقا القطيعة الكلية مع التراث، ورفض الماضي، بقدر ما يعني تجاوزه بالتفكيك والغربلة. لا مراء إذن في أن الحداثة ترى أن لحظة الشفافية تأتي من المستقبل لا من الماضي، وأن الشعر الذي لم يُكتب بعد هو أرقى وأسمى من الذي كُتب. إلا أن بلوغ هذه اللحظة الشعرية التّشوُّفية ، تشترط أولا العودة إلى التراث لا من أجل تكراره، وإنما من أجل مساءلته وغربلته ومراجعته انطلاقا من منظور نقدي لا قياسي، إذ لا يُمكن الحديث عن نص يُكتب من فراغ. إلا أن هناك اختلافا بين الشعراء في فهم الماضي، وهو اختلاف صحي وطبيعي يشي بنوع من الحيوية، ويُؤسّسُ، حتما، لمبدأ «الاختلاف داخل الائتلاف». والاختلاف المفرط مع التراث يزُجّ بالحداثة في بعدها التغريبي، وكذلك الائتلاف المفرط يزج بها في التنميط والتحنيط، يقول أدونيس في هذا السياق: «الاختلاف المفرط عن تراث اللغة التي يكتب بها الشاعر هو الموت، أي هو التبخر كالدخان، بالقياس إلى نار هذه وجمرها، والائتلاف المفرط هو الموت أيضا، أي التخثر كالحجر».
ولا بد من الإشارة إلى أن مفهوم الحداثة مفهوم شمولي، وأنها ثورة دائمة بتبنيها لمسوغات التجاوز بغاية الجدة والإضافة (الإبداع). ولبلوغ هذه المرحلة من الإبداع، لا يكفي التراشق بالمصطلح واستهلاكه، وإنما يستدعي الأمر ضرورة المشاركة في إنجاز الفعل كفاعلين لا كمنفعلين. فالمساهمة في الفعل التحديثي، في العمق لا في المظهر، هي إحدى اشتراطات الحداثة.

٭ كاتب مغربي

الشعر بين المعاصرة والحداثة

محمد الديهاجي

من ظلال الإسلام على الأدب الروسي

Posted: 14 Jun 2018 02:16 PM PDT

لعب الأدب دائما دورا جوهريا في تعارف الثقافات العربية الإسلامية والروسية الأرثوذكسية. ومع أن هناك الكثير من الدراسات بالروسية والعربية، التي تكشف عن عمق وروحية تلك الشراكة، غير أن الموضوع يتطلب وجود عمل شامل يعمم نتائج ذلك التفاعل، ويوضح تلك الشراكة بكل أبعادها. ويكون تفاعل الحضارات والثقافات مجالا لمعرفة الذات وإنمائها، وجسرا لتشكيل صورة واقعية عن الآخر، وللمجالات السياسية والتبادلات النفعية الاقتصادية والتجارية وخلق المصالح المشتركة.
كان جفريل ديرجافين (1741 ـ 1816) وهو أعظم الشعراء الروس قبل الكسندر بوشكين ورجل دولة مرموق، وأول من تحدث باحترام وتقدير بالغ عن الإسلام، وافتخر بكونه منحدراً من عائلة ميرزا (أمير) باجريم التي عاشت في كنف «الأورطة الذهبية» وأمضى طفولته في مدينة قازان عاصمة تترستان في يومنا الحالي. وقد تسربل كل حنينه وشوقه لإمارة قازان في العبارة المشهورة عنه « تسرنا حلاوة الوطن والدخان».
أخذ الشعراء الروس الآخرون يمعنون التفكير بقصائدهم في موضوع: الأواصر التي تقرب بين المسلم والمسيحي والخليفة ورعيته. وراحوا يترجمون كلاسيكيي الشرق ومؤلفات شعراء أوروبا الذين ولعوا بالشرق.
ومن بين الأعمال الشعرية الروسية في مرحلة ازدهار الاتجاه العاطفي في الأدب في نهاية القرن الثامن عشر، التي تميزت بأصالتها رواية بافل كاتينين الشعرية «عش الحمامة» وهو الذي تغنى بها في زمن ظهور الإسلام وقيمَ انتشار الدين الجديد بين العرب على أنه خير للبشر.
وكان من شعراء مرحلة ما قبل بوشكين الذين تناولوا موضوع الإسلام، جريبيدوف وفيازيمنسكي ومورافيوف. وجرى تعرف الأوروبيين على الإسلام في بداية القرن التاسع عشر، من خلال دراسات المستشرقين. ومع اتساع الاحتكاك والشراكة بين الحضارتين ألهمت الحضارة الإسلامية في ما بعد الشعراء والمفكرين الذين كان من بينهم شاعر روسيا الكسندر بوشكين. فعكس في رواياته الشعرية «نافورة باختشي سراي» و«أسير القفقاز» جزئيا احتكاكه المباشر بمعيشة ونمط حياة الشعوب المسلمة في جنوب روسيا. وتناول في قصيدة «تازيت» الطويلة تقاليد أخذ الثأر عند الشيشان، حيث تتضافر مواضيع العادات المتوارثة وتناقضها مع الإسلام. ولا يمكن إلا الاتفاق مع مؤلف كتاب «الإسلام في الأدب الروسي» على تجاور الشيشاني ذي الروح المحاربة مع الجمال الآسر والرحمة والإحسان. وتُعد مثابة قمة موضوعات الإسلام لدى بوشكين القصائد التي اطلق عليها اسم «من وحي القرآن «أو تترجم أحيانا «مقتبسات من القرآن» وهي التي ظهرت لها ترجمات عديدة باللغة العربية، وظهرت عنها دراسة وافية في كتاب مكارم الغمري تحت عنوان «مؤثرات عربية وإسلامية في الأدب الروسي». ولم يبتعد أحد الباحثين الروس في الموضوع عن الحقيقة، حينما أشار إلى أن قراءة تلك القصائد تترك انطباعا قويا لدى القارئ بأن بوشكين يلوح وكأنه شاعر إسلامي يُمَجد عقيدته.
وكتب الشاعر والناقد الكسندر بيستوجيف ـ مارلينسكي (1797 ـ 1837 ) وهو من المشاركين في حركة ديسمبر/كانون الأول التي حاولت إسقاط القيصر في 1825، عن حياة المسلمين روايته «آللمات ـ بيك». وكتب الكسندر بوليجايف (1805 – 1838) قصائد «الحريم» و«السلطان» وغيرها. وغدت صورة الشرق الإسلامي بجماله السحري مصدرا لكثير من أعمال الشاعر ميخائيل ليرمنتوف (1814ـ 1841) صاحب رواية «بطل من ذلك الزمان» التي ترجمها سامي الدروبي للعربية. وتناول الكسي تولستوي موضوع الحتمية، وخلق سبحانه وتعالى للطبيعة في «مقالات القرم». كما رسم الشاعر الروسي نيقولاي نيكراسوف (1821 ـ 1878) في «تورتشانكا» (التركية) صورة حسناء شرقية بديعة. وكتب نيقولاي غوغول (1809 ـ 1852) صاحب النفوس الميتة، الكثير من المواد عن الإسلام، أشاد فيها بشخصية النبي محمد «صلى الله عليه وسلم». وأبدى جوجل اهتماما كبيرا بهندسة الشرق المعمارية التي انطوت على الغابات الناعسة، كما يرى أنها بمجملها تتكون من الزهور. وفي مقالته «المأمون» وصف تاريخي، عبّر به الأديب عن إعجاب منقطع النظير بحكم الخليفة المأمون.
وكانت حضارة الإسلام والمسلمين محط اهتمام الفيلسوف والشاعر فلاديمير صولوفيوف (1900 ـ 1953) الذي يعد أحد أوائل الداعين للحوار بين المسيحية والإسلام، وناقش في دراسته «محمد: سيرته، وتعاليمه الدينية» (1896) «مسألة الإسلام»، فجاءت كنوع من الدفاع المسيحي عن الإسلام، وعن كون النبي محمد امتداداً عضوياً توحيدياً «للشجرة الإبراهيمية»، وكانت من موضوعات فلسفته وإبداعاته قضايا الشفاعة في يوم القيامة، والحتمية في الإسلام والجهاد أو الحرب المقدسة. وقدّر الفيلسوف عاليا دور الإسلام والنبي محمد والإسلام في الحضارة البشرية.
وقيّم ليف تولستوي (1828 ـ 1910) صاحب روايات «الحرب والسلام» و«آنا كارنينا» عاليا القرآن الكريم والثقافة العربية ودرس العادات والتقاليد الإسلامية وشخصية النبي محمد، وترجم عن الإنكليزية «كتاب حكم النبي محمد» واهتم الأديب تولستوي، خلال مشاركته في الحرب الروسية القفقازية بنمط حياة الشعوب الجبلية المسلمة، وجسدت شخصية رواية حجي ـ مراد الكثير من سمات المسلمين في القفقاز.
لقد كف الشرق في بداية القرن العشرين عن أن يكون بالنسبة للأدباء والمفكرين وطن الجنيات والسحر. وهنا تناول الكاتب الروسي الحائز جائزة نوبل، أيفان بونين (1870 ـ 1953 ) موضوعات الإسلام الخالدة. ودرس الأعمال المكرسة للبلدان العربية، وجذبته المنارات وزخارفها والجوامع. وكتب المختصون بسيرته بأنه كان ينظر بإعجاب كبير إلى كبرياء المسلمين وتحديهم للمستعمرين الأوروبيين واعتزازهم بكرامتهم في التعامل مع المحتلين. وكان الشاعر نيكولاي جوميليوف مسحورا أيضا بالرحلات بين الدول العربية. كما انعكست أصداء الشرق في قصائد سيرجي يسينين الرقيقة.
وما زال الإسلام محط اهتـــمام الأدباء والمفكرين في روسيا، وتناولته أيضا الأعــــمال السينمائــــية لا سيما فيلم «المسلم» الذي يتحدث عن ذلك الشاب الذي عاد من أفغانستان بعــــد اشتراكه في الحرب هناك ووقوعه في الأسر واعتناقه الإسلام.
كما رسمت الكاتبة الروسية جوزيل ياخينا المنحدرة من أصول تترية في روايتها «زُليخة تفتـــح عينيها» الصادرة عام 2015 جــــوانب من حياة المسلمين ونمط حياتهم وعلاقاتهم بدينهم في ظل الدولة السوفييتية.

٭ كاتب ومترجم من العراق يقيم في موسكو

من ظلال الإسلام على الأدب الروسي

فالح الحمـراني

العراق: بازار ما بعد الانتخابات

Posted: 14 Jun 2018 02:15 PM PDT

بحسب التطورات الدراماتيكية الأخيرة المتعلقة بالانتخابات ونتائجها، يبدو أننا سنكون مرة أخرى أمام فراغ دستوري، أي نهاية ولاية مجلس النواب الحالي في 30 يونيو/حزيران 2018، من دون وجود مجلس نواب جديد ونتائج انتخابات مصادق عليها. فعمليات العد والفرز اليدوي ستحتاج إلى ثلاثة أسابيع على أقل تقدير لإنجازها في أفضل الأحوال، وسندخل بعدها في الطعون ومشكلاتها القانونية لاسيما أن القضاء الذي يفترض أن يبت في هذه الطعون هو الذي تولى مهمة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات؟ وهذا الفراغ الدستوري سيجعلنا ندخل مرة أخرى في أزمة حقيقية حول توصيف طبيعة حكومة حيدر العبادي: هل هي حكومة كاملة الولاية، أم حكومة تصريف أمور يومية؟
سبق للعراق أن واجه المأزق نفسه في العام 2010، عندما انتهت ولاية مجلس النواب في 15 آذار/ مارس 2010 ولم يجتمع البرلمان المنتخب إلا في 14 حزيران/ يونيو 2010 وليبقي الجلسة مفتوحة لمدة خمسة أشهر تقريبا، وصولا إلى استئناف اجتماعاته في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2010. وظل الاختلاف حينها محصورا في إطاره السياسي، ولم يسع أي طرف لمقاربة الموضوع قانونيا، لا من طرف القائلين بحكومة تصريف الأعمال، ولا من طرف المدافعين عن مقولة الولاية الكاملة. وكعادة الأطراف المعنية فإن تأويل المواد الدستورية يتم وفقا للرغبات ووجهات النظر! بل إنهم تواطأوا على استخدام مصطلح لا وجود له في الدستور، إذ لا يرد مصطلح «تصريف الأعمال» وإنما مصطلح «تصريف الأمور اليومية» (المادة 61/ثامنا/ب/د والمادة 64/ثانيا). وكعادتها أيضا ظلت المحكمة الاتحادية بعيدة عن هذا الجدل الدستوري المفترض، لا بل إنها رفضت النظر في سؤال حول الموضوع لأسباب شكلية بحت.
يعرف الدستور العراقي في مادته الأولى نظام الحكم في العراق بأنه «جمهوري نيابي (برلماني) ديمقراطي». لهذا كان المشرع حريصا على عدم حصول أي فراغ دستوري من خلال ربط مسألة مدة الدورة الانتخابية للبرلمان المحددة بأربع سنوات تقويمية، بضرورة أن تجري الانتخابات البرلمانية «قبل خمسة وأربعين يوما من تاريخ انتهاء الدورة الانتخابية اللاحقة»، وهي إحدى «قوارير الإسلام» التي شبعت تكسيرا خلال السنوات الماضية!
وحيث أن نظام الحكم نيابي، فإن أي «حل» لمجلس النواب يطيح بالضرورة بكامل النظام السياسي الناتج عنه حكما، فقد نصت المادة 64/ ثانيا على أنه عند حل مجلس النواب «يعد مجلس الوزراء في هذه الحالة مستقيلا ويواصل تصريف الأمور اليومية». على الرغم من أن المادة نفسها اشترطت أن يتم إجراء الانتخابات خلال مدة أقصاها 60 يوما، أي أن المشرع لم ير أي إمكانية لكي يمارس مجلس الوزراء ولايته السياسية الكاملة خلال هذه المدة المحددة زمنيا من دون وجود مجلس نيابي. ببساطة لأن مبدأ الفصل بين السلطات، وهو المبدأ الأول للدولة الحديثة، والذي اعتمده الدستور العراقي، يعني التوزيع المتوازن للسلطة بين السلطات الثلاثة، وتفعيل الرقابة المتبادلة بينها: Power should be a check to power، وإن احتكار أي من هذه السلطات للسلطة، يهدد بإحلال الاستبداد والطغيان محل القانون.
احتج مؤيدو مقولة الولاية الكاملة لحكومة المالكي بعد نهاية الدورة الانتخابية لمجلس النواب في 15/3/2010، بأنه لم يرد نص صريح في الدستور يشير إلى أن الحكومة بعد هذا التاريخ هي حكومة «تصريف أمور يومية»، بدون الالتفات إلى السياق الكامل الذي يصف نظام الحكم في العراق، أو الرجوع إلى المحكمة الاتحادية للفصل في هذه المسألة. ولم نجد سوى محاولة يتيمة قام بها مكتب طارق الهاشمي للرجوع إلى المحكمة الاتحادية في هذه المسألة، ولكن المحكمة ردت الطلب شكلا، بسبب عدم توقيع الهاشمي على طلب مكتبه، أما باقي الأطراف فلم يفكروا في اللجوء إلى المحكمة الاتحادية، ومن ثم ظل الأمر جزءا من الصراع السياسي بين الأطراف المختلفة، أكثر منه رغبة أو حرصا على الوصول إلى تفسير واضح للمشكلة، بوصفه جزءا من مبدأ احترام حكم القانون! ذلك أن الأول يحتمل المساومات والتوافقات، في حين لا يحتمل الثاني شيئا من هذا من حيث المبدأ.
قانونيا، لم يكن ثمة توصيف لحكومة تصريف الأمور اليومية Run everyday business / تصريف الأعمال care-taker government ، لقد أوضح الدستور أن هذه الحكومة يجب أن تكون ملزمة بتوقيتات محددة، ففي الموضعين/المادتين اللتين ذكر فيهما المصطلح كنا بإزاء تحديدات زمنية صريحة، ثلاثون يوما (المادة 61/ثامنا/ب/د)، وستون يوما (المادة 64/ثانيا)، بمعنى أن المشرع كان حريصا على أن لا تكون مدة هكذا حكومة طويلة. ولكن ليس ثمة توصيف لما تعنيه جملة «الأعمال اليومية»، والأدبيات المتعلقة بهذا الموضوع تشير جميعها إلى أن هكذا حكومة، ومن وجهة نظر أخلاقية، وليست قانونية حسب، تبقى في حدود الحد الأدنى الذي لا يلزم الحكومة المقبلة مستقبلا، وتحديدا فيما يتعلق بالالتزامات المالية.
في مواجهة هذا الفراغ الدستوري، أو في محاولة للإفادة منه، تقوم بعض القوى السياسية بمحاولة لتسويق فكرة أن الدستور العراقي، في تحديده لولاية مجلس النواب بأربع سنوات تقويمية تبدأ بأول جلسة وتنتهي بنهاية السنة الرابعة، لا تعني عدم جواز تمديد هذه الولاية، وبالتالي ليس ثمة مانع من تمديد عمل مجلس النواب القائم! وهم يتعكزون، في هذا التأويل المفرط، على حالة التمديد لمجلس النواب اللبناني بشكل خاص، دون الانتباه إلى أن الدستور اللبناني لم يشر مطلقا إلى مدة ولاية المجلس النيابي! وأن المجلس الدستوري اللبناني قد قرر بالإجماع عدم دستورية قانون تمديد ولاية مجلس النواب اللبناني استنادا إلى أن دورية الانتخابات مبدأ دستوري لا يجوز المساس به (القرار رقم 7/2014).
إن مراجعة سريعة لدساتير الديمقراطيات العريقة، يكشف بوضوح انه ليس ثمة ما يتيح تمديد ولاية المجالس النيابية، لأن هكذا مادة ستتناقض مع مبدأ حق الشعب في اختيار ممثليه بشكل دوري! وهذا يعني، أيضا، أن مبدا التمديد في الفقه الدستوري غير دستوري أصلا! كما أن مراجعة دساتير المنطقة تكشف عن وجود بعض النصوص الدستورية التي تتيح مثل هذا التمديد بشروط محددة (حالة الحرب كما في الدستور السوري والكويتي، أو تعذر إجراء الانتخابات بسبب ظروف قاهرة كما في الدستور الجزائري والتونسي واليمني)،
وكما هو واضح فإن تقرير إمكانية التمديد من عدمها، يجب أن يكون حاضرا في النص الدستوري نفسه، وبعكسه لا إمكانية دستورية للتمديد.
ليس ثمة جديد في المشهد العراقي، فنحن أمام عجز حقيقي عن إنتاج دولة! وهذا العجز يجعل الجميع في سياق تواطؤ لاستمرار حالة اللادولة عبر صفقات سياسية مؤقتة ينتجها بازار تحالفات ما بعد الانتخابات الذي شرع أبوابه لإنتاج خلطة العطار التقليدية!

كاتب عراقي

العراق: بازار ما بعد الانتخابات

يحيى الكبيسي

المغرب: المقاطعة الشعبية وإرادة المقاطعين؟

Posted: 14 Jun 2018 02:14 PM PDT

لم يتأخر كثيرا إقحام السياسي في ملف المقاطعة الشعبية في المغرب، فأول ما انطلقت مقاطعة ثلاثة منتوجات أساسية (حليب سنطرال، ماء سيدي علي، ومحروقات شركة افريقيا) حتى اتهم قياديون في التجمع الوطني للأحرار العدالة والتنمية بكونه وراء هذه المقاطعة لاسيما بعد أن أخطأ هؤلاء القادة في التعاطي مع فعل المقاطعة، وتصدوا لسب الجمهور ونعتهم بالمداويخ، وتبخيس فعلهم، وكونه مجرد نضال في الفضاء الافتراضي وأنه لا أثر له، ثم بعد ذلك تحديهم.
لكن ما لبثت التهمة أن تغيرت مع الوقت، بعد أن تصدى قيادات العدالة والتنمية وحدهم للتعاطي مع مخاطر استمرار مقاطعة حليب شركة سنطرال على وضعية 120 ألف من الفلاحين الذين يزودون هذه الشركة بالحليب، وتعرض وزير الحكامة والشؤون العامة لحسن الداودي لحملة شعبية قوية، ألجأته لتقديم ملتمس إعفائه من الحكومة بعد أن شارك في وقفة احتجاجية أمام البرلمان، نظمها بعض المحسوبين على معارضي المقاطعة، فتحول الاتهام من جديد للقيادة السابقة للأصالة والمعاصرة، خاصة بعد أن تم رفع شعار «أخنوش ارحل» أمام الملك في نشاط ملكي في مدينة طنجة، كان الملك مرافقا فيه بوزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش. وبعد أن رفع التجمع الوطني للأحرار الأمر للبرلمان، ودعا النيابة العامة للتحقيق فيمن وراء رفع هذا الشعار، وأبدى استعداده لتقديم وثائق تثبت ضلوع إلياس العماري في إثارة غضب الملك من عزيز أخنوش.
بيد أن هذا التحول من اتهام العدالة والتنمية إلى اتهام إلياس العمري الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، لم ينه الجدل حول الأطراف التي دخلت على خط المقاطعة، ولم يجعل الصورة واضحة تماما، ففضلا عن بروز مؤشرات لضلوع جهات قريبة من السلطة في تأجيج فعل المقاطعة واستهداف عزيز أخنوش، وبشكل خاص دور القناة الثانية في هذا الموضوع، فقد وقعت في الأسابيع القليلة الماضية ثلاثة مؤشرات أربكت الصورة تماما، وخلقت جوا من الغموض والضبابية، وفتحت الإمكانية للحديث ربما عن أطراف ما تريد استثمار فعل المقاطعة لضرب الاستقرار في المغرب.
أول هذه المؤشرات، هو صدور تقارير مطردة عن مجموعة إعلامية تتهم شركات للحليب منافسة لشركة سنطرال (مثل شركة كوباغ وشركة كولينور) في استعمال الحليب المجفف المستورد في إنتاج الحليب ومخالفة معايير «أونسا» بهذا الخصوص.
ثاني هذه المؤشرات، وهو تسريب مضمون تقرير المجلس الأعلى للحسابات حول سلامة بعض المنتوجات الغذائية، والذي تضمن معطيات خطيرة حول عدم السلامة الصحية لعدد من المنتجات الغذائية (الخضار والفواكه واللحوم والشاي) بسبب عدم تخليصها من آثار المبيدات الحشرية.
ثالث هذه المؤشرات، وهو صدور تصريحات مطردة من عدد من الفاعلين في قطاع المحروقات، تقدم معطيات عن السعر الحقيقي الذي ينبغي أن تكون عليه المحروقات، والسيناريو الذي تم به التحايل على إصلاح صندوق المقاصة، للتحكم في أسعار النفط، والتواطؤ مع شركات المحروقات لتوسيع هامش الربح بما في ذلك تعطيل تفعيل مجلس المنافسة وتوقيت توقيف مصفاة لاسامير!
والواقع أن تحليل هذه المؤشرات لا يصب في خانة واحدة، فالتقارير التي تروجها المجموعة الإعلامية عن نشاط شركات الحليب المنافسة لشركة سنطرال، يمكن قراءتها من زاوية فعل تنافسي ربما تقوم به شركة سنطرال لإحداث نوع من التوازن، أو الضغط على الدولة للتدخل لحمايتها بسلاح «نموت جميعا أو تعمل الدولة على اتخاذ ما يلزم لإنقاذ شركتنا»، لكن، يمكن قراءتها أيضا من زاوية أخرى، ترتبط بالأثر على الاستقرار، فإشاعة مثل هذه التقارير، يخلق حالة من التشوش العارم على مزاج الرأي العام، يمكن أن يتحول إلى خلق فوضى عارمة لا يمكن التحكم فيها.
أما المؤشر الثاني، المرتبط بتسريب مضمون تقرير المجلس الأعلى للحسابات حتى قبل أن ينتهي من مهامه بهذا الخصوص، بل حتى قبل أن تقدم وزارة الفلاحة جوابها، فيمكن قراءته من زاوية استمرار استهداف عزيز أخنوش، كما يمكن أيضا قراءته من زاوية خلق حالة هياج اجتماعي عارم على خلفية وجود أطراف لا يهمها سوى الربح، ولو كان الثمن تدمير صحة المغاربة، مما يعني في المحصلة أن المستهدف هو الاستقرار.
أما المؤشر الثالث فيمكن قراءته أيضا من الزاويتين السابقتين نفسيهما، مما يعني في المحصلة إمكانية دخول خط آخر على فعل المقاطعة، وتحول الرهان من الضغط السياسي لتفكيك زواج السلطة والمال، إلى محاولة زعزعة الاستقرار الاجتماعي.
والمثير أن الأمر لا يتوقف عند هذه الحدود، إذ بالإضافة إلى هذه النتيجة المرتبطة بضرب الاستقرار الاجتماعي، ثمة مؤشرات أخرى ترتبط بتهديد التوازن والاستقرار السياسي، وخلق حالة فراغ خطير لا تملك فيه السلطة السياسية أي خيارات للخروج منها، فالذي يتابع الأثر السياسي للمقاطعة بعد دخول بعض الأطراف على خطها، يخلص في نهاية تركيبه للخلاصات، أن ثلاثة أحزاب سياسية كانت مرشحة للتنافس على صدارة المشهد السياسي استنزفت بفعل المقاطعة، إذ كان العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار أكبر المتضررين، بعد الأصالة والمعاصرة الذي احترق تماما بعد اقتراع السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وبعد جملة سلوكات سياسية أنتجتها قيادته السابقة انتهت بها إلى الخروج من المشهد مؤخرا بعد طول عناد.
وما يزيد من تأكيد هذه الخلاصة هو ما تضمنه مقال نشره الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بنشماس، الذي دعا فيه صراحة إلى التخلص من وجع مخرجات الشرعية الانتخابية، وتسويغ انقلاب على المسار السياسي بآليات دستورية.
تركيب هذه المعطيات في بعدها الاجتماعي والسياسي، يسمح بالحديث عن ثلاث احتمالات:
الأول، أن تكون هناك أطراف داخل السلطة، دخلت على خط المقاطعة، وصارت توجه مخرجاته لخلق حالة من الفوضى والارتباك تنتهي بتسويغ إنهاء مخرجات الفعل العملية الانتخابية، أو على الأقل، تنتهي بإقناع الجمهور بوجود أطراف تحاول تحريك المقاطعة لضرب الاستقرار.
الثاني، أن يكون الأصالة والمعاصرة ببعض علاقاته، يحاول استثمار فعل المقاطعة وتيارات الرفض المجتمعي، ومحاولة إيصالها لحالة الفوضى، من أجل تجديد الإقناع براهنيته وصلاحيته للقيام بدور في قيادة الحكومة.
الثالث، أن تكون هناك أطراف خارجية، تسعى إلى توظيف الديناميات الاجتماعية والسياسية لخلق الارتباك الاجتماعي والسياسي للتخلص تماما من تجربة العدالة والتنمية، ولو بالقيام بانقلاب على العملية السياسية والانتخابية، أو لإحداث فوضى عارمة تلحق المغرب بدول الربيع العربي التي تاهت طويلا من أجل أن تعيد الاستقرار السياسي والاجتماعي.
لحد الآن لا وجود لمعطيات عن دور أجنبي في الموضوع، لكن الكشف في تونس عن انقلاب كانت الإمارات ترتب له، مع ملاحظة تواتر حالة الارتباك الموجودة، والتي دفعت التقدم والاشتراكية للخروج ببيان ينبه إلى خطورة هذه الحالة السياسية، فضلا عن خروج عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، لدعوة الناس إلى التهدئة وإنهاء مقاطعة الحليب، كل ذلك، يسمح بإدخال هذا المعطى في التحليل، خاصة وأن التجارب المؤرخة لمثل هذه الانقلابات، تظهر أن اشتغال الفاعل الأجنبي، لا يكون مستقلا عن اشتغال الفاعلين السياسيين المحليين، سواء بفعل التنسيق الواعي، أو بفعل الاستثمار للمخرجات ومحاولة توظيفها.
التقدير، أن فعل المقاطعة بدأ مجتمعيا، وبلغ مستويات عميقة من الـتأثير وإيصال الرسالة السياسية المرتبطة بمخاطر زواج السلطة بالمال، لكن توظيف مخرجاته والانزياح الذي يقع في مساره لجهة دفع الجمهور للانخراط في حالة من الفوضى والارتباك، يؤشر على أن المقاطعة اليوم صارت توجه برهانات سياسية كبيرة، تتجاوز إرادة المقاطعين.

كاتب وباحث مغربي

المغرب: المقاطعة الشعبية وإرادة المقاطعين؟

بلال التليدي

بطاقات معايدة من جراح المواطن العربي

Posted: 14 Jun 2018 02:14 PM PDT

تسلمت عددا من بطاقات المعايدة من بعض المواطنين العرب «الغلابى»، حقيقة أو مجازا لا فرق، وأود أن أشارك القراء الأعزاء، بعد التهئنة بالعيد، نزرا من المعاناة التي يمر بها الملايين من إخوتنا وأخواتنا وأطفالنا وشيوخنا في هذا الوطن العربي، الذي حوّله الأعداء والحكام المرتبطون بهم إلى خرائب وأطلال وحقل تجارب للأسلحة الجديدة، في غزة والحديدة وإدلب ودرنة والعريش والفاشر وبغداد وطرابلس وصنعاء ومنبج ودير الزور ودرعا والدوار الرابع بعمان وحارة بطن الهوى بالقدس وخزاعة بخانيونس والحسيمة ومقديشيو وسقطرى وسبها.
شعوب العالم العربي لا تعرف معنى السعادة الحقيقية في هذا العيد. حروب وتفتت وجوع ومرض وفساد وانقسامات وغارات جوية وألغام وبراميل متفجرة، وهدر للأموال وتطبـيع مجاني ورعونة حكام «عيال»، يتآمرون مع أعداء الأمة على ما تبقى في المنطقة من كرامة، ويحاصرون إخوتهم فيكتشفون أن الحبال تلتف حول أعناقهم.
لقد حرفوا بوصلة النضال التي كانت مصوبة نحو القدس، لتشير الآن إلى كل الاتجاهات إلا القدس، وأطلقوا غول الطائفية ومولوا كل الحركات التكفيرية، وأشعلوا العديد من الفتن داخليا وخارجيا.
الغلابى من المواطنين العرب يؤكدون لنا أنهم ما زالوا يؤمنون بالأمة العربية المجيدة، ولم يكفروا بالعروبة رغم ما ألحق الحكام وحلفاؤهم بهم من قهر وإذلال، ويناشدون في بطاقاتهم القصيرة والموجعة أصحاب عمليات الحزم والقهر والكرامة والعصف والفرقان والحشد، أن يمنحوهم هدنة لمدة ثلاثة أيام، كي يستطيعوا أن يدفنوا موتاهم بدون أزيز الطائرات وقصف المدافع ودوي الرصاص. وتعالوا نقرأ عينة من هذه البطاقات.

بطاقة من غزة

من يصدق أننا على قيد الحياة؟ معجزة – حصار خانق من البر والبحر والجو لأزيد من 11 عاما. خضنا فيها ثلاث حروب دموية، وأسقط علينا مئات الأطنان من القنابل والمواد المتفجرة، وهدمت بيوتنا ومدارسنا ومشافينا ومصادر رزقنا، وجفت مياهنا وتلوثت شواطئنا، لكننا انتفضنا لكرامتنا وفضلنا أن نموت واقفين وفي ساحات النضال على أن نعيش بذل. فأبدعت عبقريتنا الجماعية مسيرات العودة الكبرى الحضارية والمنظمة والموحدة، فأصيب العدو بحالة من الذعر والهلع والجنون. تخلخل الكيان المصطنع وظهرت علامات انهياره فبدا يطلق النار في كل اتجاه ويتصدى لطائراتنا الورقية بطائرات الـ»أف -16» والصواريخ والمدفعية. رسمنا الطريق لهزيمة هذا الكيان وانهياره بدون سلاح ولا دبابات ولا مقذوفات بدائية. عبدنا طريق العودة بالنجوم الشهداء- من أطفال وصحافيين ونساء وممرضات وشباب ومعاقين. لا نريد لأحد أن يستثمر دمنا ولا أن يدعي أنه يحركنا. نحن لا نعمل لفصيل ولا جبهة ولا حركة ولا أبوات ولا زعماء. نحن ننتفض لكرامتنا ونتمرد على شروط سجننا ونفتح ثغرة واسعة في السياج العنصري الذي يفصلنا عن أرضنا. نشعر بأن العالم تخلى عنا ويعمل على تركيعنا، وأولهم الذين يمنعون عنا رواتبنا القليلة، ويعاقبوننا لأننا لا نريد أن نركع أو نخون. بقاؤنا واقفين يعري المنهزمين والمهرولين والمطبعين والمنسقين وزوار السر والعلانية.
أبناء القطاع المحاصر من الأعداء والإخوة لا يعرفون كيف يحتفلون بالعيد، لكنهم لن يساوموا على لقمة الخبز وحبة الدواء مقابل «صفعة القرن». تذكروا أن كل ما يجري في عالمنا العربي من مصائب يخدم في المحصلة هذا الكيان السرطاني الغريب الذي زرع في قلب أمتنا بطريقة قسرية، وبدأت تفتح له العواصم الواحدة بعد الأخرى. تمتعوا بأعيادكم، أما نحن فسنقضي اليوم في زيارات لأضرحة الشهداء.

بطاقة من اليمن

نحن أهل اليمن أو من تبقى منا لا نعرف الفرق بين يوم العيد وغيره، فأيامنا كليالينا ورمضاننا كبقية الشهور، لأن صيامنا دائم والجوع يعضنا ليل نهار وفوق الجوع خوف ومرض وقتل وتدمير.
قالوا لنا إنهم أطقوا «عاصفة حزم» لإنقاذنا من مغتصبي الشرعية، وما أتفه هذه الكلمة، فأجهزوا علينا بغاراتهم الجوية، حيث تأتي أسراب من الطائرات فتلقي حمولتها فوق رؤوسنا، في الأسواق والمدارس والمستشفيات والجنازات والأعراس، ويعود المرتزقة إلى قواعدهم جذلين بما كسبوا ذلك اليوم، ويفرح مصدرو الأسلحة بصفة جديدة من الصواريخ والقذائف والقنابل العنقودية. الهجوم على ميناء الحديدة بات وشيكا على أيدي مرتزقة جمعوا من أطراف الأرض، وسيكون الرد من على الأرض بالقصف والتدمير وتجنيد الأطفال ونهب الممتلكات وتدفيع الخاوات وطرد الناس من بيوتهم والاستيلاء على لقمة عيشهم كي يعيش المقاتل ولو مات الناس جميعا. شعارنا في هذا العيد «مصائب لو صبت على الأيام صرن لياليا». يمننا يتفتت ويتقسم أمام عيوننا. أكثر من سلطة وأكثر من حراك وأكثر من ميليشيا. دول الجوار تتقاتل هنا وقوى عالمية تتنافس هنا، ونحن الغلابى ندهس تحت الأرجل. فمن نجا من الغارة أو الصاروخ أو اللغم الأرضي تلقته الكوليرا أو الجوع. أين نذهب ومع من نقف ولمن نشكو. سامحونا يا أبناء العروبة، فنحن الآن لا نعرف هل سيبقى اليمن ويعود يوما إلى حضن العروبة؟ أم أنه في طريقه إلى الفناء كما يتمنى ذلك بعض الإخوة الأعداء؟

بطاقة من سوريا

هل من مكان آمن نحتفل فيع بالعيد السعيد، من دون خوف من صاروخ أو برميل، أو غاز الكلور، أو قذيفة أو غارة جوية من طائرات متعددة الهويات، أو صاروخ باليستي قذف من حاملات الطائرات، أو جماعة تكفيرية تمارس جزّ الرؤوس؟ ثورتنا السلمية الحضارية كما مثلها غياث مطر وحمزة الخطيب وعلي فرزات وإبراهيم القاشوش ومي سكاف وخالد تاجا، تم خطفها على أيدي التكفيريين والمتطرفين من أمثال الجولاني والبغدادي والشيشاني والداغستاني والألباني وغيرهم. تحولت سوريا إلى مقبرة وسجن وملجأ ومعبر. بعد سبع عجاف تحولت بلادنا إلى «حقول موت» و»أرض يباب» بعد أن كانت دمشق في ما مضى من غابر الأيام «تعطي للعروبة شكلها وبأرضها تتشكل الأحقاب». دكت معالمها التاريخية من مسلات ومعابد ومساجد وقبور أولياء صالحين، ولم يسلم من ذلك حتى قبر خالد بن الوليد، ولا تمثال أبي العلاء ولا قلعة حلب ولا مسجد الأنصاري ولا مملكة زنوبيا في تدمر. دخل حدود سوريا الأغراب الذين لا يهمهم لا الشعب السوري ولا حضارته ولا تاريخه ولا مستقبله، ويحاولون أن يفرضوا سلطتهم بحد السيف لدرجة أن الكثيرين ممن انتفضوا تراجعوا وهربوا من النار إلى الرمضاء.. هناك الآن من يفرحون بنصر على تلال من جثث ومدن درست ومخيمات تشتت أهلها للمرة الثالثة أو الرابعة أو العاشرة. سوريا الآن مخردقة مقطعة مجزأة، قد تحتاج لأن تحمل عشرين جواز سفر وتتكلم عشرين لغة كي تقطع الحواجز المنتشرة في ربوعها. قررنا نحن الغلابى هنا إلغاء احتفالات عيد الفطر، تضامنا مع اللاجئين والمهجرين والمشردين والمسجونين والمجندين قسرا، بانتظار حل ما يأتينا من خارج الحدود فكم من جهة تتحدث وتتفاوض نيابة عن السوريين في غياب السوريين.

بطاقة من مصر

أوضاعنا في مصر لا تسر صديقا ولا تغيظ عدوا. نعيش على هامش الحياة وهامش الدول وهامش التاريخ، بسبب حكامنا الذين اغتصبوا ثورة يناير العظيمة وباعوها للبترودولار وفوق البيعة منحوهم تيران وصنافير. تغيرت مصر كثيرا يا أحبتنا وكأن هذه ليست مصر المسالمة الهادئة الصبورة المليئة بالحب والتسامح والإيمان العميق. نحن يا إخوتنا نعيش لحظة تمزق وفرقة وخلاف وشك وخوف وترقب وانطوائية. نحن الآن نعيد إنتاج حكام الفراعنة، بل أسوا من ذلك بكثير. هناك من يحصي عليك أنفاسك ويراقب حركة عينيك وأصابعك والأغاني التي تسمعها والتغريدات التي تعجب بها. ويا ويلك وطول ليلك لو نفثت حسرة في تغريدة أو شكوت بعبرة تنحدر على خدودك، ستتهم بالعمالة والخيانة والارتباط بقوى خارجية ومحاولة إسقاط الحكم وتأجيج ثورة مضادة وهدم البلد. شهاد الزور موجودون وقضاة مفصلون على مقاس الحاكم جاهزون وأحكام الإعدام بالجملة. أدعوا الله أن تتعافي مصر وتدخل عصر الاستقرار والتقدم والحرية والكرامة لما في ذلك خير لنا ولأبناء أمتنا الكرام الذين دائما يتفاعلون مع مصر في السراء والضراء. أين نحن ذاهبون؟ لا نعرف، ولكن نحن في هذا العيد لا نجد ما نفرح له أو به.
ملاحظة ختامية- رفقا بالقراء رقيقي القلوب نعتذر عن متابعة قراءة البطاقات الواردة من درنة والحسيمة ومقديشيو والموصل وعمان.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرسي

بطاقات معايدة من جراح المواطن العربي

د. عبد الحميد صيام

هل زهافا جلئون حليفة أم عدوة؟

Posted: 14 Jun 2018 02:14 PM PDT

تطفو من حين إلى آخر نقاشات قديمة جديدة حول ما يسمى بـ»اليسار الصهيوني» وشرعية العمل السياسي المشترك معه داخل إسرائيل.
لم أخفِ مواقفي خلال السنوات الماضية إزاء هذه القضية، فأنا من «مدرسة» تقضي تعاليمها بضرورة إيجاد السبل لاختراق مجتمع الأكثرية اليهودية واستجلاب «جيوب» منه لتدعم قضايانا العينية، أو ربما تناضل معنا من أجل مطالبنا الجوهرية. 
الأعمى فقط لن يرى حقيقة ما يجري داخل إسرائيل، وماذا يتشكل في دهاليزها السلطانية؛ والأحمق من لا يرعوي مما حصل ويحصل في داخل «عمقنا العربي والإسلامي»، والأبله من ما زال يعوّل على مواقف «ضمير العالم الحي»، والمقامر من يبني على أنّ «كومة جماجم» ستكون حتمًا «لمجدنا سلما».
نحن في النضال لسنا وحدنا، ولم نكن ضعفاء ولن نكون؛ لكننا سنكون أقوى إذا نجحنا بضم حلفاء من اليهود إلى جانبنا، لاسيما أولئك الذين تستعديهم قطعان العنصريين السائبة، وتضعهم في قوائمها السوداء وتحسبهم خونة فاقدين لدمغة الأهلية (الكشروت) القومية .
لن تكفي مقالة أسبوعية لتفكيك جميع عُقد هذه المسألة، أو للتعاطي مع كامل عناصرها؛ فمحرّمو العمل مع «اليسار الصهيوني» يختلفون بحججهم وبمصادر تحريمهم، وبمشاريعهم السياسية الكبرى كذلك. وإذا استبعدنا من يحرّمون منهم الشراكة لأسباب عقائدية دينية، أو لأسباب عقائدية قومية، سنبقى مع مجموعات لا تحرّم العمل مع « اليهود» مبدئيًا؛ بل تعارضه لأسباب سياسية، وعلى الأغلب بسبب «صهيونية» هؤلاء، وما يوحي به هذا الانتماء ويعنيه.
يعتمد المعارضون على التجارب ويتّبعونها مسطرة وقياسًا؛ فهذا «اليسار»، هكذا يقول المعارضون، على اختلاف مناهجه ومركباته، أثبت منذ يوم الصراع الأول على هذه الأرض، أنه منقاد بصهيونيته، التي سعت في سياقها التاريخي لتكون بديلة لوجودنا، نحن الفلسطينيين، هنا. إنهم عمليًا، وفق هذه المدرسة، «الذئاب» نفسها في فراء أخرى! 
لن أناقش صحة هذه المواقف ولا معاني تسمياتها الحاضرة في قبالة تاريخها، ولن أجرب مدى انطباقها على واقعنا في ظروفنا الحالية، لأنني على قناعة بأن مصلحتنا الإستراتيجية العليا، نحن المواطنين العرب في اسرائيل، في إيجاد من يقف مع حقوق اخوتنا الفلسطينيين وتخلصهم من الاحتلال، ومع حقوقنا في نيل مواطنة كاملة في الدولة. هكذا أومن، وحق غيري ألا يؤمن مثلي؛ فقوانين البقاء ستبقى أقوى من كل الشعارات وغلاوة الحياة ستغلب اللذة التي في الأحلام.
المواقف السياسية المشتركة هي مبررات التحالفات المنشودة وأسسها؛ فمن يجرّم الاحتلال، مثلاً، وموبقاته لا مانع أن يصطف معنا في خندق واحد حتى لو كان يعتمر «كيباه» أو يصر على تعريف نفسه صهيونيًا. ومن يوافق على حقنا بالمواطنة الكاملة في إسرائيل وبالمساواة الحقيقية، سيكون حليفنا في معركتنا ضد الفاشية، حتى لو أصر أن يبقى ابن «ميرتس» أو غيرها. قد لا يكونون شركاء في الحلم، لكنهم اليوم معنا في «حلق جهنم» أهدافًا مطاردةً وحلفاء من أجل الخلاص، بعد أن باتوا يشعرون بدنوّ الهاوية.
استطيع أن أملا صفحات بأسماء شخصيات ومنظمات اصبحوا في عداد أعداء النظام، لكنني ساكتفي بايراد ثلاث عيّنات «طازجة» من شأن مواقفها أن توضح مرادي ومطلبي. 
قبل أيام اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بما صرّحه رئيس «المحكمة العليا» السابق البروفيسور أهرون براك، في محاضرة ألقاها في الجامعه العبرية في القدس في الثامن من يونيو/حزيران الجاري؛ وشدّدت معظم عناوينها، على تقديمه، لأول مرّة، تعريفًا حادًا لطبيعة نظام الحكم السائد في الدولة، حين وصفه «بديكتاتورية الأغلبية واستبدادها» وكذلك على تخوّفه من أن إسرائيل «تمر في عملية تتغلب فيها أسس غير ليبرالية على ديمقراطيتنا الدستورية، وثمة خوف من أننا في قمة منزلق أملس».
معظم المتابعين العرب لم تُثِرهم مضامين المحاضرة التي حفلت بتوصيف أشمل لما قامت وتقوم به القوى الفاشية في حربها ضد «المحكمة العليا الإسرائيلية» وضد مكانة قضاتها؛ وقد يعود سبب ذلك الإهمال إلى ما يمثله «ماضي» القاضي براك وحقيقة كونه شريكًا وازنًا وبارزًا في هندسة دور «المحكمة العليا» ومواقفها المعادية لحقوق الفلسطينيين بشكل عام، ولحقوق المواطنين العرب في إسرائيل. 
قبل محاضرة القاضي براك بيوم واحد، أي في السابع من يونيو، نشرت رئيسة حزب «ميرتس» السابقة، زهافا جلئون مقالًا في جريدة «هآرتس» تحت عنوان: «لنوقف البولدوزرات بأجسادنا»؛ وفيه تطرقت إلى رفض «محكمة العدل العليا « لالتماس قُدّم باسم مواطنين بدو فلسطينيين يسكنون، منذ سنوات، في موقع يدعى» الخان الأحمر»، كانت الحكومة الإسرائيلية قد أصدرت أمرًا بطردهم وهدم منازلهم مع مدرسة كانت تخدم مئة وخمسين طالبًا منهم. وصفت زهافا جلئون حكومة إسرائيل «بالمجرمة، والسكرى بتأثير القوة، وعديمة القلب والكوابح الاخلاقية». بالتزامن مع نشر مقالة جلئون في «هآرتس» قامت منظمة «بتسيلم» بنشر بيان تشجب فيه إدارتها قرار المدعي العام للدولة مناحيم مندلبلط إبطال لائحة اتهام كانت قد حررت على خلفية قتل الشاب سمير عوض، ابن السادسة عشرة، بعد أن أُطلقت النيران على رأسه وظهره وهو عالق في سياج من الأسلاك الشوكية.
إنها «بتسيلم» نفسها التي حذرت قضاة «المحكمة العليا» بعد رفضهم التماس سكان «الخان الاحمر»، ووصفتهم، ببيان صدر عنها يوم 27/5، كشركاء في تنفيذ جريمة حرب؛ وهي المنظمة ذاتها التي بادرت قبل يومين إلى نشر عريضة شملت مئات التواقيع لشخصيات عالمية ومحلية، يشجبون فيها سياسة إسرائيل في ترحيل السكان البدو الفلسطينيين، واقترافها جراء ذلك لجرائم حرب بهدف الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وضمها إلى اسرائيل.
كل ما سيقال عن ماضي القاضي براك صحيح، وكل ما سيلصق بحق حزب زهافا جلئون محق وصائب، وكل من سيشكك في نوايا منظمة «بتسيلم» يكون قد حاول واجتهد؛ أما الحقيقة فستبقى أنهم وأمثالهم من اليهود صحوا ذات نهار «صهيوني» ليجدوا أنفسهم في مصاف أعداء من يقودون الدولة على ذلك «المنزلق الأملس» نحو الهاوية ، كما وصفه القاضي براك.
لقد أنهت زهافا جلئون مقالتها بتحريض واضح وبدعوة جريئة أعلنت فيها «علينا في هذا الامتحان ان نستنفد جميع وسائل النضال غير العنيف، بما في ذلك العصيان المدني واعتراض البولدوزارات؛ لقد انتخبت الحكومة بشكل قانوني، لكنها ليست مخولة لاقتراف جرائم حرب، ومن المؤكد ليس بالنيابة عنا ولا بالوكالة منا» .
إنها مجرد عيّنات لا يمكن « تطنيشها» فنحن نعيش في فوهة بركان وعلينا أن نكون حكماء وليس فقط محقين. 
 قد يكون ما كتبه في هذا الصدد السيد سليم سلامة، وهو رافض عتيق لدور اليسار الصهيوني وكاتب وصحافي لافت بنقده وحدة قلمه، علامةً وقدوةً لما على الانسان المسؤول أن يفعل، فلقد عقّب على مقالة جلئون المذكورة وقال «أنا الرافض (والمعادي) منذ سنوات طويلة لكل ما يسمى «اليسار» الصهيوني/ الإسرائيلي، فكريًا وسياسيًا، تاريخيًا وأخلاقيًا، ولا أفوّت فرصة لنزع الأقنعة عنه وكشف حقيقته ، لا يسعني اليوم إلا أن احيّي زهافا جلئون، الزعيمة السابقة لـ»ميرتس» ولهذا «اليسار» على موقفها في قضية اقتلاع وتهجير «عرب الجهالين».. كتبت جلئون مقالا جريئًا غير مألوف في مشهد هذا «اليسار»، يشكل شذوذا غير مسبوق في موقفه ومنهجيات ادائه». 
فهل بعد هذا الكلام من كلام ؛ إلا ما أضاف من تخوّف وحذر، تمامًا كما يتوجّب على كل عاقل ومجرّب ومؤمن بصدق قضيته أن يفعل، خاصةً وقد فاضت طرقاتها بالجحور والحفر. 
سيكون نضالنا ضد الفاشية في إسرائيل أقوى مع حلفاء يهود ولا ضير، إن كانوا صهاينة ومستعدين أن يقفوا بصدورهم أمام شيفرات بولدوزارات الهدم والدمار. 
كاتب فلسطيني  

هل زهافا جلئون حليفة أم عدوة؟

جواد بولس

ليلة القبض على مجلس النواب.. عرض مسرحي جديد في الأردن

Posted: 14 Jun 2018 02:13 PM PDT

بدت غضبة نواب البرلمان الأردني لتأخير غير مقصود من الرئيس المكلف عمر الرزاز، حافلة بالاستعراض والفذلكة والاصطناع، وإعلاناً مبكراً عن علاقة غير مريحة ستنشأ بين المجلس، الذي كان مطواعاً للحكومة السابقة والحكومة الجديدة التي أنفق الرئيس نحو أسبوعين من المشاورات لتشكيلها.
أثارت مشاهد النواب المحتجين على التأخير، مزيداً من التعاطف مع الرئيس الرزاز الذي سيضاف إلى رصيده المتخم بالتوقعات العالية، وبالقطع لن يكون في مصلحته في المدى البعيد، خاصة أن شخصية الرئيس أظهرت أنه لن يتوجه إلى معارك ضارية في المرحلة المقبلة، وأنه سيحاول أن يمسك العصا من المنتصف، والمجلس في هذه المرحلة يمتلك القدرة على إطلاق المواجهة مع التصويت على الثقة في الحكومة، التي يبدو أنها لن تكون سهلة على الإطلاق.
كانت مطالب عديدة أطلقها الحراكيون خلال الأسبوع الماضي، تطالب بحل مجلس النواب، على أساس أنه جزء أصيل من الأزمة الراهنة في الأردن، إلا أن صوت العقل استطاع أن يؤجل هذه المعركة، ويمنح النواب فرصة لممارسة بعض الاستدراكات الارتجالية، من أجل الحصول على هدنة من الشارع، فحل المجلس في مرحلة ما قبل تشكيل الحكومة كفيل بأن يوقع البلاد في أزمة دستورية، خاصة أن الحكومة التي تأخرت في تشكيلها ستصبح عرضة للاستقالة حكماً حسب نصوص الدستور الأردني.
ترى نسبة كبيرة من المشتركين في الحراك أن شخصية رئيس مجلس النواب القادم من قطاع المقاولات لم تعد مقبولة في هذه المرحلة، وأن عاطف الطراونة الذي لم يكن معروفاً في الأوساط السياسية قبل عقد من الزمن، بالتأكيد غير مؤهل لأن يتولى دوراً في لعبة سياسية ستميل إلى مزيد من التعقيد والتأزيم خلال الأشهر المقبلة، فالرجل الذي انطلق بسرعة الصاروخ إلى رئاسة المجلس يدور حوله الكثير من الأحاديث حول استثماره المفرط للمال السياسي، خاصة والحديث يدور حول انتقال الصفقات الكبرى إلى قبة مجلس النواب، بعد أن كانت تدور في فضاء الحكومة سابقاً، وهو ما أنتجته وتيرة المساعدات في الفترة الأخيرة، بتركيزها على الاستثمار في المشروعات، ما جعل الدخول إلى عالم السياسة من بوابة المجلس لا الحكومة، مطلباً للعديد من الشخصيات التي تحمل طموحاً بزيادة النفوذ والمكتسبات المترافقة معه.
انقلب السحر على الساحر، ولقي النواب الضجرون بتأخير الرئيس الرزاز الكثير من الانتقادات، التي ازدحمت بها مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن شائعات تواترت حول تمسك رئيس المجلس بأحد الوزراء من حكومة الملقي، في ممارسة ضغط مفتوح مرتبط بمصالح شخصية، ووجدت هذه الشائعات صداها، وربما أدت دورها في حالة من التخندق تسبق أصلاً استحقاق منح أو حجب الثقة النيابية في المجلس، والنواب الذين أتى معظمهم من أوساط غير سياسية، وضعوا أنفسهم في مأزق مع الشارع كان يمكنهم تجنبه في حالة التزام الصمت والترقب، وهي الاستراتيجية التي استطاعت القوى السياسية والدولة العميقة أن تتبناها وتترك الرئيس في خضم مشاوراته الماراثونية.
شهد الأسبوع الماضي تدفقاً لمنح غير متوقعة، ليست كافية لإخراج الأردن من مأزقه، ولكن بالتأكيد ستمنحه فرصة لالتقاط أنفاسه والخروج من آثار حالة التوتر التي خلفتها حكومة الملقي وراءها في أيامها الأخيرة، وكمثل الشعوب الشرقية بشكل عام، فالأردنيون يميلون للتفاؤل والتشاؤم، ولذلك يمكن أن يعتبر الرزاز رئيساً محظوظاً، بتضافر العديد من الأسباب التي تجعله يتقدم في صورة البطل والمنقذ، مع أنه شخصياً لم يظهر سابقاً، ما يمكن أن يجعله جديراً بهذه التصورات، فهو شخصية غير صدامية تفضل الإيقاع البطيء، وذلك لا ينفي أنها تتقدم أحياناً وتتراجع في أحيان أخرى، مع أن ذلك لا يعكس حساسية سياسية، وإنما تعبر عن صفات جوهرية في شخصية الموظف الكبير التي اعتادها الرزاز في مسيرته، وتماهى معها بصورة يجب الالتفات لها ووضعها دائماً في الاعتبار لدى تقييمه.
تطرح المنح الخليجية تحدياً كبيراً أمام الرزاز، لأنها تخلصه من الضغوط المباشرة، ولكن يبقى عليه أن يتعامل مع المشكلات الهيكلية في الاقتصاد الأردني، التي تحتاج إلى ثورة كاملة عابرة للقطاعات، وبدايتها في القطاع الحكومي ذاته. ولكن ما يتناساه الأردنيون والخليجيون يرتبط بالنمط الذي يدفعون الأردن لتبنيه وقدرته فعلاً على تحقيقه ضمن حدود الدور الإقليمي الذي وضع فيه الأردن منذ الخمسينيات، وهي الفترة التي شهدت أصلاً بداية تحول الأردن إلى دولة شرهة للمساعدات الخارجية، مع الإزاحات السكانية المتتابعة التي استوعبها الأردن من محيطه المتأزم، وقدرة موارده أصلاً على خدمة هذه القفزات السكانية، وآخرها مئات الآلاف من المهجرين نتيجة الأزمة السورية طويلة الأمد، ولذلك، يبدو أن على الرزاز أن يكون متواضعاً في تصريحاته وأن يتعامل بحكمة وصبر مع الدعاوى المجانية، التي تنطلق للحديث عن الاعتماد على الذات، بينما الأردن يتحمل أصلاً ما يفوق قدراته الذاتية.
يأتي الرزاز من خارج النخبة الضيقة، وفي الوقت ذاته، لا يمكن اعتباره بعيداً عن مزاجها ومواصفاتها وشروطها، وهو الآخر مثل الطراونة الذي وضع نفسه في موقع الخصومة السياسية المبطنة، لم يكن معروفاً للأردنيين قبل عقد من الزمن، والجيد في الأمر أن الموقع السابق الذي شغله كان توليه لوزارة التربية والتعليم التي يعتبر مؤشر أدائها منفصلاً تماماً عن السياسة أو الأوضاع الاقتصادية، ويرتبط في ذهنية الأردنيين بشكل عام بنتائج امتحانات الثانوية العامة، وهو الذي شهد انفراجة مع الرزاز بعد أن حوله الوزير السابق محمد الذنيبات إلى كابوس بالنسبة للأسرة الأردنية.
يتأهب الأردن لجولة أخرى من ارتدادات الدوار الرابع، وينتقل الترمومتر هذه المرة إلى الدولة ومؤسساتها بعد أن كان معلقاً في الشارع أثناء الأسبوع الساخن الذي شهدته احتجاجات رمضان، والرزاز يمتلك حساسية كبيرة تجاه الشارع ويسمعه نتيجة حضوره الجيد على مواقع التواصل الاجتماعي، ولذلك فنجاحه مرتبط بدعم الدولة له في مواجهة الخصومة المتوقعة مع النواب، وتأهيل قانون انتخابات عصري يستطيع أن يصعد بقوى سياسية حقيقية، يبدو أن الأردن لا يعاني نقصاً منها، وإن كان بالتأكيد يمارس تجاهها الإقصاء والتهميش، ويمكن القول بعدها بأن الأردن لن يبقى رهينة الحصول على رجل محظوظ وبدون تاريخ وبدون عداوات ليلقي على كتفيه مسؤولية عقود من ترحيل المشكلات وتدويرها، بدون أن يتوقف أحد ليتساءل حول مدى قدرته على القيام بهذه المهمة.
تتجاوز مشكلة الأردن شخصية الرزاز، فهو فقط الواجهة السياسية والرسمية للتقدم نحو الحلول، ويجب أن تتوفر القناعة على مدى واسع بضرورة المراجعة والتغيير، وسوى ذلك، فالأمر لا يعدو استهلاكاً للوقت لا طائل من ورائه يضاف إلى سنوات النسور والملقي العجاف التي كادت أن تكمل سبعاً.
كاتب أردني

ليلة القبض على مجلس النواب.. عرض مسرحي جديد في الأردن

سامح المحاريق

هندسة الانقسام والفوضى والاسترسال في الإثم

Posted: 14 Jun 2018 02:13 PM PDT

التحدي الحقيقي في العالم العربي يكمن في التقدم من أجل تجاوز التقسيمات الإثنية والدينية والطائفية، التي غذتها عوامل داخلية وعملت قوى خارجية على تجذيرها، من أجل تقسيم  المنطقة وإدامة الصراع فيها، ومثل هذه القوى تعمل على منع تحقق الديمقراطية المواطنية، من خلال شحذ التناحر الأيديولوجي تحت عناوين علمانية أو قومية أو اسلامية. والمؤسف حقا مسايرة النخب العربية، السياسية منها والفكرية، مثل هذا الاستقطاب الأيديولوجي العقيم، ليبقى ترديد الشعارات أمرا متساوقا مع الانقسام المعلن، الذي يُضمر الولاء لقوى أجنبية ويخضع لإملاءاتها بشكل مُخجل.
ومثل هذا الوهن الذي أصاب الجسم العربي تستغله إسرائيل، وتدفع نحو جعل فلسطين أقلية غريبة يُمكن إدماجها مع الأردن أو مصر، ضمن صفقة القرن التي يُشرف عليها العراب الأمريكي، وبالتالي تصفية القضية والأرض بشكل نهائي. فاستقلال فلسطين أمر لا أهمية له لدى الإسرائيلي، وكما بحث ثيودور هرتزل عن تحويل الفلسطينيين إلى أشباح، كذلك يعمل القادة الصهاينة المتتالين، فمجرد نشر الدعاية الكاذبة بأن الفلسطينيين لم يكونوا هناك في يوم من الأيام، كفيل بشرعنة العنف ومحاولات الإلغاء المادي والفيزيائي للفلسطيني. وهنا يصبح السكان الأصليون دُخلاء على منطقة ليست لهم، ويغدو انتزاع الأرض وإضافة سكان إسرائيليين أمرا مشروعا لا استيطانا لغرباء وطفيليين.
وليس ذلك بالأمر المستغرب، فإسرائيل رفضت وبشكل مبكر جدا أن تعترف بالعرب كأمة وهي تسعى إلى تجزئة المنطقة ليسهل عليها التعامل مع كيانات وطوائف بدل أمة متجانسة وموحدة. تلك هي الثوابت في الذهنية الاسرائيلية منذ بداية التواجد الصهيوني في فلسطين، فقد رُوج لاستبدال الهوية القومية الجامعة بهويات طائفية مُفرقة، وهذا ما حدث بعد غزو العراق، وصولا إلى تقسيم السودان والفوضى الخلاقة التي تجري الآن في كل الوطن العربي تقريبا، ولا تجعله يستقر على حال. في المقابل ينعم الكيان الصهيوني بالهدوء ويراقب من أعلى الربوة تحقق ما سهر في التخطيط إليه إلى جانب «الامبراطورية التصحيحية». وبحث هؤلاء عن توطيد أحكام معيارية وليدة امبريالية سياسية وثقافية مُشبعة بالعداء والكراهية والصدام الحضاري، ولتحقيق المصالح وإدامة النفوذ يجري البحث عن عدو معلن، وهي البضاعة الرائجة في زمن السياسات الراكدة أخلاقُها، وقد وجدوا في الإسلام الراديكالي عدوا جديدا، وما هو في الحقيقة إلا أداة لتخريب المنطقة وإعادة تقسيمها واستنزاف ثرواتها، مثلما كان بالأمس أداة دفعت به الأجهزة المخابراتية الأمريكية والبريطانية إلى محاربة السوفييت، بأن جعلته خطا أماميا للمواجهة إنهاءً للحرب الباردة. ومن ثمة البحث عن عدو جديد ولن يكون هذا العدو إلا في مواضع إنتاج النفط والغاز ومصادر الطاقة عموما، وهو أمر بين منذ بدايات اشتعال الحروب في الشرق الأوسط عامة، كما في أفغانستان وجورجيا ومقدونيا والشيشان ويوغسلافيا، وغيرها من بؤر التوتر التي أشعلتها أمريكا، واستخدمت الحركات الاسلامية المتطرفة وباركت وجودها، ثم أعلنت أخيرا أنها ستحارب «الإرهاب الإسلامي»، وهي مناورة معهودة وتزكية لطموحات باتت واضحة لم تعد تنطلي إلا على من بلغ درجة عظيمة من الغباء الجيوسياسي، وغاب عنه التحليل المركب للمشهد الدولي ولحقيقة صراع المصالح في المنطقة العربية، خاصة في السنوات الأخيرة، فخارج أطر المخدرات الإدراكية، وتعطيل قدرات الناس التحليلية، يظهر بشكل جلي من يحارب الإرهاب ومن يدعم الجماعات المتطرفة تحقيقا لمآرب سياسية خبيثة.
النموذج الغربي القائم على إمبريالية متوحشة، يرفض أن يُقام حوار حقيقي بين أنداد يُفضي إلى قواسم مشتركة، ووجه المفارقة طرحُه لثنائية التبعية الكاملة أو الرفض الكامل ضمن معسكر الخير والشر، وكلاهما يُفضي إلى توليد الصراع والتوتر. وفي الأثناء تُرسل الرأسمالية الغربية بجيوشها للاستيلاء على منابع البترول إن لزم الأمر، وهي تُقيم حكومات عميلة تفتح أسواقها أمام السوق الرأسمالية الاستهلاكية، وتدخل في منظومته الاقتصادية غير عابئة بالخطر الذي يمكن أن يضر باقتصاداتها الوطنية. تلك حداثة مادية متوحشة، منفصلة عن القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية، روجت لها الحضارة الغربية فحولت العالم إلى «مادة استعمالية» توظفه كما تُريد ضمن معطى التشكيل الامبريالي الذي صاحب الثورة العلمية والتكنولوجية في الغرب. ومثل هذه المخاطر التي تهدد المصير العربي تجعل من كل أشكال المقاومة أمرا مشروعا، ناهيك عن تعرية النفاق وفضح التزييف لكل من مفهومي العدل والسلام، وكم نحن في حاجة إلى وقفات مدققة حول المآل الذي بلغه المشروع القومي العربي في اللحظة الراهنة، ووقوعه أسير العجز عن إطلاق طاقات الشعوب وتجديد خطابات المجتمع وتفعيل ديناميكية حضارية فاعلة تفتح أفق النهوض والتقدم.
كاتب تونسي

هندسة الانقسام والفوضى والاسترسال في الإثم

 لطفي العبيدي

تحسين صورة الإسلام في الغرب أم تحسين صورة الغرب لدى المسلمين؟

Posted: 14 Jun 2018 02:12 PM PDT

احتفل هذه الأيام وحيداً في بلاد المهجر باليوبيل الفضي لحدث مهم جداً اجتاح إدراكي الحسي وقَلَبَ سنين عمري رأساً على عقب، فمنذ ذلك التاريخ وأنا أبحث عن حل هذا اللغز الجاثم في عقلي وبنات أفكاري دون الوصول لأي تفسير المنطقي له.
25 عاماً مرت على وصول أول رسالة إعلامية صريحة للدماغ والعقل تخاطب طفولتي مفادها «وجوب العمل لتحسين صورة الإسلام في الغرب» وهي السنة نفسها التي قام بها انتحاري «مسلم» بضرب مركز التجارة العالمي في نيويورك الأمريكية 1993.
لم أفهم قصد الرسالة حينها وبدأت معاناتي لسنوات طوال مع البحث عمّن يبسط لي هذا المصطلح «حديث الولادة» وربطه بدول بعيدة جغرافياً وثقافياً وفكرياً عن بلادنا المنهكة، ولكن معظم من سألتهم كانوا إما قوميون عرب يعادون أي وجود أجنبي في الوطن العربي أو شيوخ مسلمون يؤمنون بفكرة الجهاد ضد كل « كافر» يحاول المساس بديننا الحنيف أو بلادنا المقدسة، وبالتالي لم أتوصل لنتيجة مقنعة تشبع شغفي وإدراكي ما حرك لدي رغبة جامحة بتعلم أصول الدين وأركان الإسلام وتلاوة القرآن وأحكامه والغوص في أصول الفقه والشريعة في عمر لا يتجاوز 15 عاماَ فلم أجد فيه ما يدفعني لتحسين صورة هذ الدين الجميل الحسن العادل بحق البشرية.
التوازي بين تعلم أصول الدين والفقه في المسجد ودروس التاريخ المليئة بجرائم الاستعمار في المدرسة والدروس الحياتية اليومية مع ما أشاهده على شاشات التلفزة من احتلالات متعددة عسكرية واقتصادية وثقافية للعالمين العربي والإسلامي أوصلني للهلوسة بمفهوم «من يجب أن يحسن صورته نحن كمسلمين أم هم كغرب؟

مقارنة رقمية

لابد لنا هنا أن نختصر المسافات الزمينة ونحصر تركيزنا في المئوية الأخيرة وتحديداً مع بدء الحرب العالمية الأولى ونجري مقارنة رقمية بين جرائم الغرب بحق المسلمين وجرائم «التنظيمات الإسلامية» بحق الغرب باعتبار أن المصطلح قد يكون تراكميا موروثا عن أجدادنا الذين واكبوا بداية القرن العشرين.
منذ عام 1916 بدأت حقبة جديدة متطورة من الجرائم بحق العرب والمسلمين مع تجرؤ كل من مارك سايكس البريطاني وجورج بيكو الفرنسي توقيع اتفاقية (سايكس بيكو) لتقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات تخضع لوصاية كل من الاحتلالين البريطاني والفرنسي ونهب خيراته وقتل وتجويع شعبه .
ولم تمضِ أشهر قليلة حتى فُجِع العرب مجدداً بصدور وعد بلفور من الحكومة البريطانية لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وما رافقه لاحقاً من قتل وتشريد وتهجير واعتقال لملايين الفلسطينين وإقامة دولة الاحتلال الصهيونية المستمرة بقتل الشعب الفلسطيني حتى يومنا الحالي بدعم دولي.
وبالحديث عن الاستعمارات لا يمكننا أبداً تجاهل الاحتلال الفرنسي للمغرب العربي وتحديداً للجزائر والذي استمر نحو 130 عاماً إذ دفع الجزائريون أكثر من مليون ونصف المليون شهيد ثمناً لحريتهم واستقلالهم. وليس ببعيد عنها موقعاً وزمناً عانى الشعب المصري طويلاً من تبعيات العدوان الثلاثي سنة 1956 وهي الحرب التي شنتها كل من فرنسا وبريطانيا لمساندة إسرائيل بالسيطرة على قناة السويس.
هذه «البلطجة» الدولية سمحت للمحتل الإسرائيلي باستكمال مخططاته الاستعمارية تحقيقاً لشعار دولتهم الخالد « حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل «. وتوالت الاعتداءات الصهيونية بنكسة يونيو/حزيران 1967 واحتلال سيناء والجولان ومن ثم حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 ثم غزو لبنان 1982 و 2006.
لم يكتف الغرب بكل تلك الجرائم والمجازر بحق المسلمين بل قام أيضاً بحصار الشعب العراقي بحجة القضاء على نظام صدام حسين بعد اجتياح الأخير للكويت. واستمر الحصار سنوات عديدة مات بسببه مئات آلاف العراقيين جوعاً وقهراً وانتهى بالغزو الأمريكي البريطاني للعراق والإطاحة بنظام صدام وتسليم الدولة لإيران على طبق من ذهب لاستكمال مشروعها الطائفي في المنطقة «الهلال الشيعي».
لا يمكننا غلق ملف جرائم الغرب بحق المسلمين دون التوجه نحو القارة العجوز وتحديداً إلى البوسنة والهرسك حيث جرت أكبر إبادة عرقية بحق المسلمين في القرن الماضي بقتل أكثر من 300 الف مسلم على أيدي القوات الصربية و بدعم مبطن من القوات الهولندية .
فضلاً عما يجري اليوم من مذابح بحق المسلمين في بورما ومالي بصمت دولي مطبق ليس آخيرا ما يحدث في سوريا منذ 8 سنوات من ذبح جماعي للمسلمين تجاوز عددهم النصف مليون شخص على يد نظام الأسد وحليفيه النظامين الروسي والإيراني.
وفي المحصلة لكل ما سبق تحول الوطن العربي من منارة علم إلى بؤرة من التخلف والجهل والأمية والفقر والمجاعات وانعدام للصحة والتعليم والبنية التحتية، فضلاً عن مساهمة الغرب مساهمة جلية في دعم الأنظمة الديكتاتورية وتسليطها على الشعوب المضطهدة .

الإسلاموفوبيا

وفي المقابل لم ينتشر مصطلح «الاسلاموفوبيا» إلا في نهاية تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة حيث استندت وسائل الإعلام الغربية على ظهور وتنامي « التنظيمات الإسلامية المتشددة» في الدول العربية والإسلامية ودعواتها المتكررة للجهاد ضد أي قوى استعمارية ومؤيديها متجاهلين تماماً أن أعتى تلك التنظيمات المعروفة دولية بتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن تم تأسيسها في أفغانستان 1988 لمحاربة الشيوعيين الروس المحتلين لأفغانستان وبدعم مالي ولوجيستي صريح ومعلن من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحليفها النظام الباكستاني لمنع تمدد وتوسع الاحتلال السوفياتي .
الأمر الآخر الذي تجاهله الإعلام الغربي متعمداً هو حق الشعب الأفغاني في الدفاع عن أرضه، إذ تجاوز عدد الأفغان مع بدايات تشكيل «القاعدة» 99% من أفراد التنظيم فيما لم تتجاوز نسبة الجنسيات المتعددة 1% بعلم وتنسيق مع جهاز المخابرات الأمريكية .
بعد انسحاب السوفييت من أفغانستان وخسارة الحرب تخلت الولايات المتحدة كعادتها عن هؤلاء الشبان الأفغان وتركتهم للمصير المجهول ولعبة «التطرف والتمويل». وهنا بدأت العمليات الانتحارية لتنظيم القاعدة بالتوسع ضد الأمريكان بدءً بمهاجمة مركز التجارة العالمي أوائل التسعينيات ومن ثم تفجير مبنى سفارتي أمريكا في نيروبي الكينية ودار السلام في تنزانيا، تبعها الهجوم الأشهر على برج التجارة العالمي 2011 وسلسلة من التفجيرات في العواصم والمدن الأوروبية على رأسها إسطنبول التركية «ذات الغالبية المسلمة».
لم تمضِ سنوات قليلة حتى بدأت نشاطات التنظيم تنحسر ((بقدرة قادر)) وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة الحرب على « الإرهاب» و ما تبعه من احتلال للعراق و قتل للمدنيين الأبرياء على أيدي الجيشين الأمريكي و البريطاني .
وبعد أن علت الأصوات العالمية المنددة باحتلال العراق والجرائم ضد الإنسانية ظهر فجأة على ساحة الصراع تنظيم « إسلامي « جديد أطلق على نفسه تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام بقيادة أبو مصعب الزرقاوي 2004 بغية الجهاد ضد غزاة العراق .
اندثرت أخبار التنظيم بعد الانسحاب الأمريكي من العراق ليُعاد استخدامه مجدداً بداية عام 2013 في سوريا بقيادة «أبو بكر البغدادي» للقضاء على ثورة الشعب السوري ضد نظام الأسد الديكتاتوري. وتمكن بأيام قليلة جداً من فرض سيطرته على مدينة الرقة السورية وأجزاء واسعة من البادية ودير الزرو وريف حلب وحمص، وهي مناطق كانت في معظمها تحت سيطرة جيش النظام وحلفائه الإيرانيين وحزب الله.
وحسب معظم الاحصائيات الغربية قُدِر عدد عناصر تنظيم « داعش» بـ 80 ألف مقاتل، هؤلاء القلة تمكنوا من السيطرة على قرابة نصف مساحة سوريا والعراق بأشهر قليلة دون مقاومة من الجيشين العراقي والسوري، كما تبنوا عشرات العمليات الإرهابية ضد مساجد ونقاط تفتيش وتجمعات في السعودية والكويت وتركيا وعمليات أخرى في فرنسا وأمريكا بريطانيا وألمانيا بعضها باستخدام « سكاكين» يدوية .
المؤكد للجميع أن ما قتله هذا التنظيم من المسلمين عشرات أضعاف ما قتله من المدنيين في الغرب ومع ذلك بدأت ظاهرة معاداة المسلمين بالتزايد وتحميلهم وزر هذا التنظيم بكل شاردة وواردة حتى بات العالم بأسره على شفير حروب أهلية وربما حرب عالمية جديدة نتيجة ردود أفعال الأنظمة العالمية بحق المسلمين جميعاً والمقدر عددهم بأكثر من 2 مليار مسلم (قرابة 30% من سكان العالم) .
ورغم كل ذلك من الواجب علي كمسلم أقيم في بلد غربي أن أتحمل كل الأذى النفسي والمعنوي وأن أضبط نفسي من أي انفعال تجاه أي قرار تعسفي ضد المسلمين أو أي نظرة عنصرية تجاه زوجتي المحجبة ونظيراتها أو تجاه طوابير المهاجرين المذلة للحصول على أوراق الإقامة أو تجاه أساليب التحقيق المخابراتية لقبول طلبات اللجوء السياسي والإنساني أو … أو …
25 عاما من التساؤلات الدفينة بداخلي عن هذا التناقض المرعب بين ما أشاهده من لهاث للأنظمة العربية والإسلامية للارتماء في أحضان المستعمرين وتقديم ولاء الطاعة وبين سياسات الأرض المحروقة التي يتبعها أولئك للقضاء علينا جسدياً وفكرياً ونفسياً. فمن يجب أن يحسن صورته للآخرالضحايا أم الجـلادون؟

صحافي سوري

تحسين صورة الإسلام في الغرب أم تحسين صورة الغرب لدى المسلمين؟

إيلاف قداح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق