موسم سجن الشعراء في إسرائيل ومصر! Posted: 01 Aug 2018 02:28 PM PDT طالعنا في يوم واحد خبران متشابهان، الأول من إسرائيل، والثاني من مصر، وكلاهما يتعلّق بسجن شاعر لكتابته الشعر! السلطات الإسرائيلية ألقت القبض على الشاعرة دارين توفيق طاطور عام 2015 لنشرها 3 تعليقات ضمنها مقطع فيديو يصور إلقاءها قصيدة بعنوان «قاوم يا شعبي قاومهم»، وفي خلفية الفيديو عدد من المتظاهرين الفلسطينيين خلال رميهم بالحجارة، أما السلطات المصرية فاعتقلت الشاعر في آذار/مارس الماضي وكان حكمها على الشاعر جلال البحيري أشد قسوة من نظيرتها الإسرائيلية حيث حكمته بثلاث سنوات سجنا. «جريمة» طاطور، حسب المحاكم الإسرائيلية هي التحريض على الإرهاب، أما جريمة البحيري فهي «إهانة السلطات، ونشر أخبار كاذبة من شأنها التأثير على الأمن القومي للبلاد»، وقد نفت الشاعرة الفلسطينية طبعا التهمة المنكرة التي اتهمتها إسرائيل بها، وكذلك فعل الشاعر المصري، فكلا التهمتين تحملان قدرا كبيرا من السخف الذي يميّز نظم الاحتلال والاستبداد. من الواضح أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية لم تهتم بكلمات القصيدة، وهي بسيطة ومتواضعة المعاني بمقاييس الشعر الفلسطيني، كما أن شريط الفيديو لا يعرض إلا ما يراه جمهور الفلسطينيين وغير الفلسطينيين على الشاشات التلفزيونية ووسائل الإعلام كل يوم تقريبا، ولعلّ المسألة تتعلق بقضيتين: الأولى أن طاطور هي من فلسطينيي عام 1948 الذين ظلوا في فلسطين بعد النكبة وأصبحوا «مواطنين إسرائيليين»، والعقوبة، بالتالي، هي لمنع تكرار هذا المثال، والثانية هي استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي، وهي وسيلة العصر الرقمي الحديث في التأثير على قطاع واسع من البشر، وبالتالي فإن الأمر لا يتعلّق بالقصيدة أو شريط الفيديو نفسه ولكن بحسابات إسرائيلية أخرى. أما غضب السلطات المصرية من جلال البحيري، وهو الذي كتب قصائد سابقة ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك، فلكتابته أغنية عنوانها «بلحة» تسخر من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتطالبه، بطريقة غير مباشرة، بالخروج من الحكم (ومن هنا تهمة «إهانة السلطات»)، أما تهمة «التأثير على الأمن القومي للبلاد»، فمبعثها، على ما يبدو، هو أن الأغنية اللاذعة حصلت على 4 ملايين متابعة على موقع «يوتيوب» للفيديوهات المصورة، وقد ردّت السلطات المصرية على ذلك بحجب الأغنية كما حجبت مئات المواقع والمدونات الالكترونية، واعتقلت كاتبها. تتبقى طبعا قضية «الأخبار الكاذبة»، فما هي يا ترى، وهل انزعج موالو السيسي من تشبيهه بـ«البلحة» فاعتبروا التشبيه خبرا كاذبا؟ يفضح المثالان، بوضوح، «كلبية» إسرائيل وانفراط ادعاءاتها المضحكة بالديمقراطية وهي التي لم تستطع تحمّل قصيدة مع شريط فيديو بسيطين، كما يكشف، على «الجبهة» المصرية، وصول النظام المصري إلى حدود قصوى في إرادته إفراغ المجال العام من أي شكل من أشكال الاعتراض عليه. والأهم من كل ذلك، فإنه يظهر التشابه المذهل بين نظامي الاحتلال العنصريّ الإسرائيلي والاستبداد المحلّي المصري في التعامل مع البشر، باستثناء أن الإسرائيليين يتعاملون مع شعب آخر يعتبرونه في صراع وجودي معهم، فيما أن السلطات المصرية تتعامل مع شعبها نفسه. موسم سجن الشعراء في إسرائيل ومصر! رأي القدس |
هواجس مواطن من الدّرجة «ب»… Posted: 01 Aug 2018 02:28 PM PDT ليس سهلا أن تمشي في الشارع، أو تدخل مطعما أو مؤسسة ما، أو إلى شاطئ البحر مثلا، بينما القانون الذي يصنّفك كمواطن من الدرجة الثانية، ما زال طازجا. رغم العنصرية التي لا لبس فيها، والتي تصادفك في كل مجالات الحياة منذ طفولتك، إلا أنها اليوم صارت قانونا، مثل معادلة زراعية، يوجد بطيخ صنف أ-أ، وبطيخ صنف ب، وثمة فراخ صنف ممتاز، وفراخ مضروبة. دخلت إلى شاطئ البحر، المكان نفسه وكذلك المياه والأمواج، ونظراتي التي أوزّعها على المستجمّين والمستجمّات على الشاطئ، أدخل الماء على مهل، أغوص تحت الماء، بالقرب مني سيّدة ورجل وطفلة يتحدثون بالروسية، كذلك سيدة وفتاة تتحدثان بالعربية، ومن بعيد رفع يده يحييني طبيب من قريتي، انتقل للعيش في عكا منذ عقدين، الآن فهمت أنهما زوجته وابنته، وهناك مجموعات أخرى من اليهود والعرب والروس والألمان، عرفت هذا من حديثهم. كل شيء عادي، الماء والشمس والهواء والرمال، وقطع النايلون الصغيرة التي كنت أهرب فزعا منها في زمن مضى، كنت أظنها قِرشا أو أسماك المنشار المفترسة. كل شيء عادي، المنقذ العربي العكاوي الذي أعرفه منذ سنين طويلة، يطل من نافذة برج المراقبة، ينادي بالعبرية ويوجّه المستحمين «هنالك جَرف قوي،اتجهوا أمام برج المراقبة فقط». وما إن هجست حول اللغة، حتى أثلج صدري، إذ خاطب سيدة ما، كان واضحا من لباسها أنها عربية، فقد دخلت البحر بملابس اليوم العادية مع طفلها «أنت يا أختنا هناك، لا تتركي الولد من يديك». رغم ذلك أشعر بأنني أصبحت أقل درجة من اليهودي والروسي وحتى غير اليهودي، القانون يصنفني أنا والطبيب الذي يعمل في مستشفى رمبام في حيفا وأسرته، والمنقذ على برج المراقبة على أننا درجة -ب-. العنصرية قديمة جدا، ولكن كان ممكنا أن تُنسب إلى هذا الموظف أو ذاك، إلى إدارة مؤسسة ما، وحتى إلى رئيس الحكومة، ولكنها أصبحت قانونا أساسيا، أنا مواطن من الدرجة الثانية حسب القانون، أشعر بهزيمة عميقة، لغتي لم تعد رسمية في وطني، لغتي مُقصاة، رغم أنني أسمعها بقوة من حولي في كل مكان، أشعر بحروفها تنزف. احتقار لغتك هو وخزة تذكّرك بوطنك المغتَصب، وبلؤم بيبي نتنياهو وعصابته. أحتاج إلى طاقة نفسية كبيرة لأتحدى هذا الشعور بأنني أصبحت قانونيا أدنى من هؤلاء الذين يتحدثون بالروسية والعبرية، تمر في بالي للحظات رواية «الأشياء تتداعى» للكاتب النيجيري تشينو آتشيبي. أغوص تحت الماء مغمض العينين، فأرى هنديا أحمر يعزف على نايه بحزن ينفثه من دمه، أغوص مرة أخرى، لا أنكر، مرّ في خاطري يهودي مُهان على طرف مدينة وارسو، يُعلّق شارة صفراء على صدره(jude). خرجت متثاقلا من الماء، ومشيت، أبتعد عن الشاطئ الرسمي المنظّم، أشعر باعتزاز بأولئك الشبان العرب الذين يشغلون أغنية عربية بقوة، أسمعها من بعيد، ليسوا الوحيدين، هناك عدد من حلقات الشبان والعائلات العربية، تبتعد عن الشاطئ الرسمي، لأن الأرجيلة ممنوعة على الشاطئ المنظّم، كذلك فالشاطئ المنظم لا يسمح بهذا الإزعاج، كنت قبل القانون الجديد أعتبرهم مزعجين، شعوري تجاههم الآن أصبح مختلفا، فلتلعلع الأغاني العربية في الفضاء، ولتزعج العنصريين، بلا شك هذا قد يسبب مشاكل كثيرة في الأمكنة العامة. ربما لم يقرأ هؤلاء الناس تحليلات عن إسقاطات القانون الجديد عليهم، فهم يعيشون العنصرية على جلودهم ويتحدّونها بطريقتهم وبعفوية خالصة، ولكن ربما يكون العكس، وذلك أنهم يعون تماما القانون الجديد، وما تشغيل الأغنيات العربية بهذه القوة سوى رد فعل مقصود على القانون الحقير. بلا شك، هنالك يهود مختلفون، جالست أحدهم هذا الأسبوع، وهو المؤرخ اليهودي الدمث المناهض للصهيونية إيلان بابه، أهديته روايتي الجديدة (بلد المنحوس)، وأهداني دراسته القيّمة «عشر خرافات عن إسرائيل»، ترجمة د. سارة عبد الحليم إلى العربية عن الإنكليزية، صادرة عن مكتبة كل شيء في حيفا، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. إحدى الخرافات العشر التي يتحدث عنها كتابه، هي كذبة أن إسرائيل دولة ديمقراطية، ويضرب أمثلة كثيرة، منها رفض العرب في 70٪ من أماكن العمل بحجة عدم الخدمة العسكرية والحساسية الأمنية. وللخدمة العسكرية حكاية. يذكر إيلان بابه في كتابه هذا أنه في عام 1954 قررت دولة إسرائيل تجنيد الشبان العرب في الجيش الإسرائيلي، فأرسلت بطلب التجنيد للمئات منهم، وكانت المفاجأة لـبن غوريون أول رئيس حكومة في حينه، أن المئات لبوا الطلب، ولم يتخلف سوى قلائل، وما سهّل قبول الشبان العرب لهذا الأمر هو تأييد الحزب الشيوعي الإسرائيلي في حينه لهذه الخطوة، إذ رأى في الكيان المولود حديثا مشروعا لدولة اشتراكية، إلا أن بن غوريون ذهل وأسرع في إلغاء أمر التجنيد. لقد كان بن غوريون ذكيا بما يكفي لأن يتراجع عن قرار تجنيد العرب في الجيش، فقد أدرك أن تدريب عشرات آلاف العرب على استعمال السلاح وحيازته، قد يكون خطرا كبيرا في المستقبل، إضافة إلى أن عدم خدمة العرب في الجيش استغلت كذريعة «ديمقراطية» لحرمانهم من حقوق المواطنة في كل مجالات الحياة. لقد تعلمت الحركة الصهيونية تجارب شعوب وأمم كثيرة، فالجنود والضباط الذين خدموا في جيوش الاحتلال، كثيرا ما تحوّلوا وصاروا جزءا من مقاومة الاحتلال لبلادهم، والثورة الجزائرية مثال على ذلك. نحن، الفلسطينيين، ابتلينا بأناس جاؤوا من معظم أقطار المعمورة، في جعبة كل منهم تجربة مختلفة، جمعوها كلها فأنتجوا قوة هائلة، هذا الكيان نموذج مصغّر لأمريكا المؤلفة من أعراق كثيرة، وهو كذلك نموذج في العنصرية ضد العرب في فلسطين، يوازي العنصرية ضد الهنود الحمر، وضد السود والملونين في أمريكا، مع فارق جوهري هو أن القوانين العنصرية الأمريكية ضد السود ألغيت بعد نضال طويل ومرير، وهم ليسوا مهدّدين بالطرد من وطنهم، بينما القوانين في دولة الاحتلال تُسنُّ بالاتجاه المعاكس، حيث يجري إحياء قوانين عنصرية ليست من هذا العصر، وأصحاب البلاد الأصليون مهددون بالاقتلاع من وطنهم، مثلما اقتلع إخوان لهم من قبل، وليس أمامهم سوى المضيّ على خطى الشعوب المكافحة مع بقية أبناء شعبهم، والنضال بشتى السُّبل وهي كثيرة، لدفع ثمن الحرية والعدالة، كي لا يكون بين الناس صنف أ-أ وصنف درجة ب. هواجس مواطن من الدّرجة «ب»… سهيل كيوان |
عهد التميمي… والصورة السرية والمسربة بين بطولة السجون وسجون البطولة Posted: 01 Aug 2018 02:28 PM PDT كان يا ماكان، كانت هناك كاميرا، وكانت شاشات وفضائيات ومشاهدون وأحداث وأخبار وجمهوريات موز و«فقوس» ورز، وكانت هناك عروش وملوك وجيوش… وآكلو أعشاب وفتّوش… ومناسف وكروش، وكان يا ما كان، صحراء بلا رمال وبلاد بلا رجال، يحكمها شيوعي مصاب بالزهري العصبي، هو وشلته المخبولة، من تولستوي وشومان ونيتشه، إلى هتلر وموسوليني، وأخيرا وليس آخرا: ترامبوي، و«عَرَبانوس» الإله العربي، الذي يتربع على عرش قبة الفضاء، مستحكما بالبث من موجة «عكاشة سات»، في قيامة إعلامية أشبه بالذي يقوم من موته كمن مسه الريموت بصعقة غير مكتملة، أو بهزة فضائية محتملة، خاصة وأن الثرثرات الإخبارية تتخذ مجرى جديدا في ما يخص «صفقة القرن» ومراكز القوى والتأثير في المنطقة، بما يتيح لمشايخ الفرنج والعجم التقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب الشارات الدبلوماسية، مراوحين بين لعبتين: الاتفاق والاعتراك، أما نحن العرب فلن ينوبنا من كليهما سوى الدغدغة حتى الموت! الآن، يتم حسر الضوء عن الملك الأردني، وولي العهد السعودي، بما يثير التكهنات الإعلامية عن اختفائهما، في حين يتسلط الضوء على الإيرانيين والصهاينة، البارعين بملاطفة الأتباع، ليس تدليلا إنما تضليلا، وهما يعدان لمراسم احتفالية بانتصار الشيطان على نفسه، وانهزام العفاريت السمر في حلبة الشقاوة التلفزيونية، ليس على طريقة «سارتر ولا تشرشل» إنما على طريقة ناقة البسوس، أو ناقة صالح، فهل لك بعد هذا أن تجد أمة في الأرض تنتمي لأعدائها مثلنا؟ المشاهد الساخنة تحتدم على الفضائيات، والمشاهد السرية لا تقل أهمية، فالمصير الإعلامي لزعماء عرب، لم يزل مجهولا، وما يشاع عن إجازات مفتوحة، أصبح مثيرا للعجب، لأن إجازة شهر العسل لا يمكن أن تتخطى ثلاثين يوما، ولو فعلا حصل، يصبح العسل أسودا، والنقاهة وجاهة، مشفوعة بتقاعد مبكر، ودق «المهباش يا سويلم»! بطولة السجون والبطولة الله ما أجمل السجون، حين تكون معاقل لأحرار لا تهزمهم جدرانها ولا أسلاكها الشائكة، ولا سلاسلها الحديدية أو أساورها الالكترونية، سجون تخرج من تحت الأرض، أو تنزل من قلاع معلقة، أو باستيلات معزولة ومناف مطمورة كالمقابر، داخل عالم هو أبو السجون جميعها… غير أن الوثائقيات التي تعرضها الشاشات، أصبحت أكثر هوسا بالسجون من المساجين، خاصة أن هذا الكوكب يضم ما يفوق 10 ملايين سجن، ثلثها تقريبا في أمريكا وحدها، حتى ليعد اكتشاف سجن جديد، سبقا إعلاميا، أكثر منه أخلاقيا وقانونيا، بل ويصبح السبق حدثا مبهرا، يثير شهية المشاهد لاختراق جدران الصمت، والعتمة، بمتعة فائقة، تتوج السجن بطلا فضائيا، يحصد ملايين المتابعات، عداك عن تهافت السوق لإنتاج لعب الكترونية تحاكي سجونا شهيرة أو أفلاما هوليوودية ترغبك بمغامرة سينمائية بين زنازينها، وهذا نمط رخيص لصناعة بطولة بديلة تلهي المشاهد عن قضايا العدل والحرية، فالسجانة الأمريكية «الخيالية» في فيلم معسكر أشعة إكس، التي وقعت في حب سجين مسلم في غوانتانامو، ما هي إلا محاولة يائسة لتحسين صورة السجانة الأمريكية ليندي إنغلاند الفاضحة في سجن أبو غريب، وبين الخيال والواقع يصبح السجن أهم من السجان والسجين، لا لشيء إنما لأن الصور المسربة، لعبت دورا في إشهار هذه الباستيلات ببطولة إعلامية قوامها: الفضيحة! صورتان خرجتا من فلسطين مؤخرا، ساهمت كل منهما بإضاءة خاصة على القضية، فالسجن لم يعد هو البطل الرئيسي في المشهد، هناك أبطال أكبر قامة من السجون، مهما استبد ظلامها، أبطال يخطفون الصورة، من السينما، والخبر، من الضوء ومن العتمة، أبطال تجاوزوا صورة الضحايا، والشهداء، ليسوا لأنهم يفوقونهم بطولة، إنما لأنهم امتلكوا مقومات خارقة، تضعهم في مصاف عظماء التايخ كرموز وأيقونات عالمية، تماما مثل عهد التميمي… ولهذا لن تؤاخذ من يسألون: لماذا عهد التميمي دون سواها، طالما أن الرمز يتجاوز القضية فلا يلغيها إنما يعززها، ولا يحجب عنها الضوء إنما يخطفه ليسلطه على زواياها الخفية، او اللامرئية! رمزية الصورة ولعبة التنافس! محمود درويش لم يخطف الضوء من شعراء فلسطين، إنما تحول إلى رمز إبداعي، تجاوز القائمة، دون أن يخرج منها، لم يكن في المركز الأول، ولكنه كان ضمن التصنيف، ليس كمرتبة بل كهوية، وهذا وحده كان كفيلا ببقاء الليستا مكتملة النصاب، المشكلة كانت بالنسبة للبعض، هي كيف يتم إخراج محمود درويش من المينيو؟ بصراحة نجحوا في ذلك، فما هي النتيجة؟ بقي درويش وضاعت القائمة! هكذا تماما تفهم رمزية الأيقونة! سامر العيساوي، مثال فلسطيني آخر، ثم تأتي عهد، لا شك أن الكاميرا، تبحث دائما عن لقطة ساحرة، خلابة، لها حكاية مدهشة، تساهم في تفعيل الحراك الإعلامي، ولو أنك تابعت صورة الأسيرة البطلة الطفلة ديمة الواوي 12 عاما، لعثرت على ذات الخيوط في حكاية عهد، غير أن اللقطة تظلم الحكاية، أحيانا، رغم إصرار عهد التميمي على أن هنالك من هم أشجع منها في فلسطين، فالصور المتداولة على مواقع التواصل، لريمه، تظهرها محبطة حزينة، مدمرة، وتتساءل عن الاهتمام الإعلامي بضحية تحررت ولم تزل روحها سجينة، بينما في لقاء قناة «الجديد» معها، تصر على أن الأمر لم يكن يتعدى التعب من رحلة « البوسطة»، وهي إحدى وسائل التعذيب القاسية، والمضنية، وأن السجن أمدها بالشجاعة والصبر والصمود، وقوة التحمل، فلماذا لم يستطع الإعلام العالمي الالتفات إلى هذه البطولة واكتفى بصورة عهد؟ – يسأل النشطاء -! بصراحة، ليس في السؤال شتيمة، ولكن قد يكون فيه جريمة، حين تصبح البطولة قابلة للمحاصصة الإعلامية، فديمة سجنت في عمر أصغر من عمر عهد، وتجربتها لا تقل قسوة، لأنهم في هذا الهم جميعا فلسطينيون، ونسبة التفاوت في المعاناة طبيعية، طالما أنه لا يتم إخضاعها للتنافس الإعلامي، الذي نجح الفلسطينيون بالتغلب عليه، فمعيار البطولة عندهم وطني بالدرجة الأولى والأخيرة، ومن شاهد عهد يوم تحررها يدرك أن الإعلام بالنسبة إليها ليس حفلة ولا شهرة ولا مجدا ولا مكافأة، بل هو وسيلة استطاعت تسخيرها للحقيقة بعد سنوات من الزيف الصهيوني! من يخطف الصورة لا يصادر الكاميرا، ومن يخطف الكاميرا لا يصادر الصورة، المسألة تتعلق أولا وأخيرا بدرجة القلق من (البقاء على قيد الحياة )، لأن هدف المحتل ليس هو هدف المقاوم، ولهذا تحديدا لا يجب أن تتحول الصورة إلى مشكلة تنافسية، طالما أن القضية دائما بحاجة إلى رمز، وليس العكس، ولهذا يصبح الرمز وحده قادرا على استيعاب القضية، وتمثيلها ونشرها وتحويلها إلى أسطورة عظيمة. تمكنك من التعامل مع الاستئثار غير المقصود والمتعمد للقطة، كأثر فاعل على فلسفة الإيثار الوطني عند الشعب الفلسطيني، أما بطل الواجهات الفضائية دائما ما يدلك على أبطال سريين، نجحوا بالاختباء من الكاميرا، ليس لأنها أخفقت بالوصول إليهم، إنما لأنهم تغلبوا على نهمها، وأثبتوا أن المشاهد الخبيئة، هي ملعبهم الأجدر ببطولاتهم الثمينة. عربانوس الفضائي الرمزية، دلالة سامية، لا يحظى بها إلا من له قضية بهذا الحجم، والسرية أيضا دلالة لها ذاته السمو، وبين هذه وتلك، تدرك أن صورة لاجئ كوسوفو لكارل جوزي أو صورة الحرب تحت القدم لكارولين كول، على سبيل المثال لا الحصر، هما الأكثر حصدا للجوائز، لأن البطولة للكاميرا، فقط، أما حين يتعلق الأمر بفلسطين، فالصورة ليست خاضعة للتنافس المهني، لأن الأهم من اللقطة، هي القضية، ومن المشهد، هو الموقف، ومن الصورة، هو البطل. يبقى فقط أن تفرز هذه الدلالة على القمر الفضائي: عربانوس، لترى التفاوت في تناول البطولة الفلسطينية، تبعا لاختلاف المصالح، والتحالفات… والأهداف، والمخاوف، فالجميع يريد التقاط صورة مع الصورة، رغم أن عهد التميمي ليست مجرد صورة، ولكن «عربانوس» في قبته الفضائية مصر على حصر البطلة في إطار، فهل يعتبر عربانوس ممن رقص فنقص أم يكتفي بدق المهباش! كاتبة فلسطينية تقيم في لندن 7gaz عهد التميمي… والصورة السرية والمسربة بين بطولة السجون وسجون البطولة لينا أبو بكر |
ما الذي سيتغير في كرة القدم؟ Posted: 01 Aug 2018 02:27 PM PDT ما حدث فنيا في كاس العالم 2018 لا يزال مادة للتحاليل والتعاليق لأنه ينذر بتحولات عميقة ستشهدها كرة القدم العالمية مستقبلا خاصة مع تفوق الواقعية على المهارة الفردية، وتفوق المنظومة الدفاعية الجيدة على الاستحواذ والمتعة الكروية، وتألق منتخبات وصفت بالمغمورة على حساب العمالقة كما كان الشأن مع كرواتيا بلجيكا على حساب البرازيل وألمانيا، إضافة الى تألق جيل جديد من اللاعبين وتراجع نجوم كبار على غرار ميسي نيمار ورونالدو ما ينذر بتغييرات جديدة في منظومة كروية لن تكون كما كانت في كل القارات والدوريات. المدربون واللاعبون استوعبوا الدروس الفنية والتكتيكية للمونديال وأدركوا بأن نجومية الفرديات لم تعد الأساس لتحقيق الإنجازات إذا لم تتوفر المنظومة الدفاعية القوية والروح العالية واللعب الجماعي والتحضير الجيد نفسيا وبدنيا، عوامل كلها ترتكز على طواقم فنية شابة موسعة تتميز بالكفاءة والجرأة و تثق في الجيل الجديد من اللاعبين الشبان الذين يحتاجون الى مرافقة معنوية، نفسية وفنية تسمح لهم بتفجير طاقاتهم دون عقدة. الغلبة في مونديال روسيا كانت لجيل جديد من المدربين وجيل جديد من اللاعبين المبدعين على حساب المخضرمين الذين عجزوا على مسايرة الجيل الجديد بفكره الجديد وارادته الكبيرة في اثبات الذات.. اخفاق حامل اللقب ألمانيا بذلك الشكل كان درسا سيستفيد منه الألمان الذين كان عليهم حسب المتتبعين الاعتماد على الجيل الجديد المتوج بكأس القارات منذ سنة لكن مدربهم المحافظ فضل الاعتماد على المتوجين باللقب في البرازيل وعدم المغامرة بالشبان طمعا في الحفاظ على تاجه، في وقت دفع الاسبان ثمن تغييرهم لمدربهم عشية المونديال في تصرف لم نعهده عند الكبار، والأكيد أنه لن يتكرر لاحقا على هذا المستوى في أوروبا. المدرسة الكروية الفرنسية كانت أكبر مستفيد من مونديال روسيا لأن تتويجها كان بمثابة تتويج لمراكزها التكوينية العريقة التي أنتجت أجيالا مبدعة سابقا ولا تزال تنجب لاعبين فرنسيين آخرين من أصول افريقية أثبتوا قدرات كبيرة على الاندماج وتحقيق الذات في مجتمع فرنسي يصعب التأقلم فيه. الجيل الجديد من اللاعبين الفرنسيين الشباب بقيادة مبابي سيتحرر وينتفض ويتألق مع نواديه الفرنسية والأوروبية بعدما لبس ثوب البطل العالمي بجدارة وامتياز متحررا من كل العقد الكرة في أمريكا الجنوبية ستستفيد بدورها من اخفاقها في المونديال الأخير بعدما تعمقت الهوة بينها وبين نظيرتها الأوروبية فنيا وتكتيكيا وبدنيا وهي التي كانت دوما تعتمد على مواهبها في صناعة الفارق لتكتشف في روسيا بأن عالم الكرة تغير كثيرا ولم يعد بمقدور ميسي، نيمار، سواريس وخاميس رودريغيز لوحدهم تحقيق الانتصارات ومنافسة كرة أوروبية واقعية ترتكز على روح الجماعة والصرامة التكتيكية. أما الكرة الآسيوية فقد أثبتت من خلال إيران واليابان بأنها قريبة من المستوى العالمي العالي عكس الكرة في افريقيا والعالم العربي التي تم تلقينها في روسيا كل الدروس في مختلف المواد التي يمتحن فيها المسيرون، المدربون واللاعبون دون أن يستوعبوها جيدا او يحفظوها ما جعلها تكرر نفس الأخطاء في مختلف التجارب رغم توفرها على طاقات بشرية ومهارات كروية تصنع أمجاد أكبر النوادي الأوروبية من زمان دون أن تقدر على صناعة الفارق مع منتخباتها. ما حدث في روسيا سينعكس نفسيا وفنيا على مختلف الدوريات العالمية خاصة الأوروبية منها والتي أثبتت تفوقها على الكرة في أمريكا الجنوبية، افريقيا وآسيا وسيستمر تفوقها لسنوات لأنها تشهد انتعاشا مستمرا وحركية متسارعة سمحت لها بالتتويج باللقب العالمي لأربع دورات متتالية منذ 2006 بفضل الأجيال الجديدة التي دفعت انييستا الى مغادرة البارسا والتوقف عن اللعب مع المنتخب، ودفعت رونالدو الى الرحيل عن الريال، ودفعت بأرسن فنغر الى مغادرة آرسنال بعدما قضى معه أكثر من عشرين عاما أمور كثيرة تغيرت في مونديال روسيا وأخرى ستتغير في كرة القدم العالمية بعد تتويج فرنسا وتألق كرواتيا، بلجيكا وانجلترا، واخفاق المانيا، اسبانيا، الأرجنتين والبرازيل امتداد لتحولات أخرى يشهدها العالم في كل المجالات المرتبطة بلعبة كرة القدم التي تحولت الى علم وصناعة للفرجة والمكسب الرياضي والمادي، ومسرح للاستثمار السياسي من طرف ملوك، أمراء ورؤساء غيروا الكثير من المفاهيم بمناسبة مونديال روسيا الذي سيكون دون أدنى شك منعرجا كبيرا لكرة القدم العالمية.. فهل سنعتبر نحن ام سنعاود حفظ نفس الدرس دون استيعابه الأكيد مالم نستوعبه لحد الآن أن الكرة دائمة التغيير والتطوير. إعلامي جزائري ما الذي سيتغير في كرة القدم؟ حفيظ دراجي |
هل يكون الاتفاق الدولي في سوريا ثلاثي الأبعاد: إنهاء الثورة وإخراج إيران وإعادة هيكلة النظام؟ Posted: 01 Aug 2018 02:27 PM PDT إدلب – «القدس العربي»: لا تعني الانجازات العسكرية الأخيرة الذي حققها النظام السوري وحلفاؤه في المنطقة الجنوبية من سوريا، بالضرورة ان النظام السوري بات قادراً على فرض شروطه في آخر معقل للمعارضة السورية شمالاً، ولن يكون الوضع الميداني هو الوجه الوحيد للأزمة برأي خبراء ومحللين، فالصراع تحول الى تفاهمات دولية وإقليمية، وسط محاولة الفصائل العسكرية الوازنة المنتشرة في ادلب ومحيطها الاستفادة من ذلك عبر إيجاد صيغة توافقية مع انقرة تفضي إلى حل عقدة التشرذم، وإغلاق ملف التنظيمات الجهادية وسلاحها الثقيل، مما يبقي على الجسم العسكري المنبق عنها داخل المعادلة الصعبة، وهو الامر الذي يشير الى تردد روسيا في الإعلان عن حرب على تلك المنطقة، قبل استنفد الوقت الذي تعهدت به أنقرة لجعل ادلب منطقة وقف اطلاق نار، إذ نفى المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، الثلاثاء، وجود أي هجوم واسع على محافظة إدلب حاليا، داعياً المعارضة للتوصل إلى حل لمسألة ما سماها بـ»التهديدات الإرهابية» في المحافظة. واستدرك المسؤول الروسي، بالقول «للأسف التهديدات في المنطقة تبقى كبيرة جداً، في الشهر الماضي فقط تم إسقاط 26 طائرة مسيرة تحمل متفجرات، ولا يمكن ان نقف مكتوفي الأيدي تجاه كل شيء ضد العسكريين الروس في قاعدة «حميميم»، فإن نجحت المعارضة المعتدلة في اتخاذ معايير محددة للحد من الخطر، فنحن مستعدون للمساعدة بشكل منفتح، ونعول على أنهم سينجحون بذلك». وتزامن ذلك مع اتفاق الدول الضامنة لمفاوضات مسار أستانة، على الإبقاء على إدلب، شمال سوريا، في مأمن مؤقتاً، إلا أن تركيا، أكدت خلال جولة سوتشي، أن الوضع حول إدلب- آمن، فيما تتخوف المعارضة السورية من حملة عسكرية جزئية بقيادة روسية، تستهدف ريف اللاذقية وصولاً إلى جسر الشغور. حرب إعلامية القيادي العسكري البارز في المعارضة السورية، العقيد فاتح حسون، قال لـ «القدس العربي»: تركيا حسمت موقفها تجاه أي هجوم على إدلب، شمال سوريا، سواء كان ذلك الهجوم بمشاركة قوات سوريا الديمقراطية أو من عدمه، وأن أنقرة لن تقف مكتوفة الأيدي، وأن وجود 12 نقطة مراقبة تركية في الشمال يعني الكثير. وأشار المصدر، إلى حديث الرئيس التركي بهذا الخصوص، عندما قال: «لدينا 12 نقطة مراقبة عسكرية في إدلب، ولن نقبل بأيّ هجمات للنظام السوريّ عليها، وقد أبلغت بوتين بذلك». ورغم قناعة البعض بأن حرباً إعلامية يشنها النظام السوري وأعوانه، بغرض زعزعة ثقة المقاتلين بقدراتهم في إدلب وما حولها، وكذلك محاولة فصل الحاضنة الشعبية عن المعارضة، إلا أن الوقائع تشير الى وجود تحضيرات عسكرية يقوم بها النظام بهدف شن هجوم على أجزاء من منطقة خفض التصعيد من محاور عدة أهمها جسر الشغور، وفق ما قاله قائد حركة تحرير الوطن، العقيد فاتح حسون، ولم يستبعد القيادي، مشاركة قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في المعركة، بعد تمهيد الوحدات الكردية لطريق العودة الى مظلة النظام السوري «ويساند تلك الحرب الإعلامية تصريحات روسية بين الفينة والأخرى». ما يتم ترويجه والتصريح عنه من النظام السوري وحلفائه، يقابله من طرف الثورة وداعميها، وفق العقيد حسون، تطمينات وتحذيرات واستعدادات عسكرية ولوجستية، «ولكن مواصلة النظام العمل العسكري أم توقف عنه، يبقى مرهوناً بما يمكن أن يتحقق فعليا على الأرض بعد لقاء الرئيسين التركي والروسي، ومدى قدرة إيران على تخريب ما تم الاتفاق عليه ودورها فيه». وقال حسون بالرغم من «صعود أخبار التهديدات في محافظة إدلب، لأعلى المستويات الدولية والمحلية، من خلال التصريحات وحملات التهديد والوعيد من قبل النظام السوري وروسيا والقوات الكردية، فضلاً عن التطمينات التركية، واستعداد المعارضة السورية لكافة الاحتمالات، إلا أن حدوث أي عامل مفاجئ في المحافظة، لن يتحول إلى حرب إقليمية في سوريا» مشيراً الى ثقل التشكيلات العسكرية المنتشرة في آخر معقل للمعارضة شمالاً. ودلل القيادي على وجود اتفاق دولي للانهاء النزاع في سوريا لصالح النظام السوري بالقول بأن الدول العظمى رغم الخلافات البينية فيما بينها، إلا أنها متفقة على قاعدة ثلاثية واحدة، وهي «إنهاء الثورة السورية – إخراج إيران من سوريا- وإعادة هيكلة النظام السوري». استنزاف تركيا ورأى القيادي في المعارضة السورية أن للتوتر في العلاقات التركية الأمريكية، دوراً كبيراً في مصير إدلب، مرجحاً ان ينعكس ذلك على دور قوات سوريا الديمقراطية في المرحلة المقبلة، وقال حسون «الخلاف الأمريكي مع تركيا قد يدفع بواشنطن، لتوجيه قوات سوريا الديمقراطية الى المشاركة في هجوم النظام السوري على جسر الشغور، في ريف إدلب»، مشيراً الى ان ذلك سوف ينعكس سلباً على أمن الحدود التركية، «وقد تحاول الولايات المتحدة استنزاف الجيش التركي بتركه يدخل بشكل أكبر إلى مناطق أوسع في سوريا، وهنا لا يمكننا إغفال حقيقة وجود حدث عالمي يؤثر بشكل واضح على الواقع في سوريا». يجري ذلك بينما خرج السوريون منذ زمن من دائرة صنع القرار في بلادهم، وأصبح النظام والمعارضة على حد سواء، في رأي البعض، أدوات بيد اللاعبين الدوليين والاقليميين، وبينما يحاول النظام السوري الخروج بمظهر المنتشي بفعل الانتصارات الميدانية التي حسنت مركزه واعادت جزءاً من هيبته المفقودة، بعد الانجازات التي حققها بدعم روسي وايراني، تحاول فصائل المعارضة تحت ضغط تركي، توحيد صفوفها، وحل عقدة «النصرة» منعاً لأي تفاهمات دولية لاحقة قد تودي بـ4 ملايين شخص. لذا فإن محافظة ادلب معقل المعارضة الوحيد، تتهيأ لاسوأ السيناريوهات عبر دمج تشكيلاتها في جسم عسكري موحد، بإشراف تركي، ووفق هذه التطورات قال مصدر عسكري مطلع لـ «القدس العربي» ان الفصائل العسكرية المنتشرة في ادلب، شكلت قبل أيام غرفة عمليات مركزية في الشمال السوري، انبثق عنها سبع غرف، موزعة على قطاعات عسكرية، لتشكيل خطوط دفاع متتالية حسب الأهمية الجغرافية والعسكرية. وأشار، القيادي الذي فضل حجب اسمه، إلى ان مهمة الغرف العسكرية السبع، ، هي توزيع المقاتلين على المحاور القتالية منعاً لإحداث اختراق من قبل قوات وميليشيات النظام. كما نوه المصدر العسكري، إلى أن الغرفة الرئيسية وضعت خططاً دفاعية وهجومية، بما يتناسب مع طبيعة أي هجوم محتمل، واستطرد قائلاً: لن تبقى قوات الغرف في خندق الدفاع إذا ما بدأت روسيا والنظام السوري وايران الهجوم ضد الشمال، بل سوف تتخذ منحى مغايراً، من قلب الدفاع إلى الهجوم، وقد وضعت أهدافاً عسكرية سيتم استهدافها في ذلك الوقت. القيادي المعارض، قال «نحن ملتزمون باتفاق خفض التصعيد في الشمال السوري، ولكن الرد سيكون حاضراً، إذا ما خرقت القوات الروسية أو حليفها الأسد، ذلك الاتفاق». هل يكون الاتفاق الدولي في سوريا ثلاثي الأبعاد: إنهاء الثورة وإخراج إيران وإعادة هيكلة النظام؟ هبة محمد |
الأردن: طبقة رجال الحكم تتحرش بالرزاز وتتهيأ للانقضاض على حكومته وملف التبغ يضرب مجدداً في العمق Posted: 01 Aug 2018 02:27 PM PDT عمان- «القدس العربي»: صعب عملياً فهم الدافع السياسي وراء قرار رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور هاني الملقي فجأة مغادرة الصمت والتحدث علناً للشارع الذي واجهه ويواجهه بعاصفة من الاتهامات. أردنيون كثر اليوم يطالبون بمحاكمة أو مساءلة الملقي على التفريط في ما قيمته 155 مليون دينار للخزينة بدلاً من تهرب رجل أعمال بارز هارب الآن من دفع ضريبة للخزينة في قضية التبغ الشهيرة. الرجل لاحظ أن سلفه رئيس الوزراء الحالي الدكتور عمر الرزاز لا يدافع عن الحكومة السابقة حسب التقاليد المرعية في البيروقراط الأردني. كما لاحظ حسب مقربين منه في كل الأحوال أن الدولة برمتها على مستوى النخبة والأجهزة تسمح بإنتهاك تجربته ولا تنبري لتقديم اي توضيح يدافع عن قرارات حكومته بخصوص قضية التبغ. الملقي كان يمني النفس بالتقاعد برتبة رئيس وزراء والاسترخاء بعيداً عن الاضواء. لكن قضية السجائر والتبغ تحولت إلى «شبح» يحرمه والعشرات من الاسترخاء خصوصاً وأنها تفاعلت وتتفاعل في ظل غياب المرجعية الملكية. لا يمكن توجيه اللوم للملقي إذا قرر فجأة الدفاع عن نفسه في سابقة غير مألوفة وسط نادي رؤساء الحكومات عبر تصريحات نقلها موقع «خبرني» مقابل حالة «إتهامية» تتطور ولا يفعل الرزاز شيئاً مقابلها حتى اللحظة بإستثاء بيان صغير لدائرة الجمارك حاول إنصاف حكومة الملقي. هنا حصرياً قرر الملقي مغادرة الصمت والتحدث بالكلام المباح فأعلن مساء الثلاثاء موقفه على أساس جزئية في غاية الأهمية تتهم بدورها الحكومة الجديدة ضمنيا وفكرتها..»حكومتي هي التي اكتشفت أصلاً قضية التبغ». لم يقف الملقي عند هذه الحدود بل زاد بتوسيع دائرة الاتهامات لحكومة الرزاز الوليدة عندما أوضح في جملة نقدية بأن ملف فساد التبغ تقرر في عهده ان يعالج بإطار القانون بهدوء وحتى لا «يهرب الاستثمار» أو حتى لا يتحوط «بقية الفاسدين». تلك بطبيعة الحال مرافعة سياسية لم تكن متوقعة لا يدافع فيها الملقي عن نفسه بقدر ما يتهم حكومة سلفه الرزاز بأنها ليست الحكومة التي اكتشفت اصلاً التهرب الضريبي في قضية التبغ وبأنها – هذا الأهم- حكومة وبشفافيتها المعلنة ستدفع باتجاه هروب الاستثمار وستمنح بقية الفاسدين الفرصة للنجاة والتحوط. طبعاً تلك رواية «بائسة» سياسياً لمسار الأحداث لأن غالبية ملفات الفساد تراكمت تحت وطأة الحديث عن الخوف من التأثير سلباً على الاستثمار مع ان الفساد تراكم والاستثمار لم يحضر او يزيد في كل الاحوال. الأهم هو ان لغة «إدانة تقنية» واسلوب حكومة الرزاز واضحة في خطاب الملقي… تلك لهجة جديدة وسابقة لا يمكن إغفالها وبدأت توحي بان قضية رجل التبغ عوني مطيع تضرب تحت الحزام داخل نخبة ومراكز القوى في النظام والدولة. اتهامات الملقي الضمنية للرزاز صاحب الشعبية الكبيرة حتى الآن على الأقل أصبحت بقرار الأول وقف حالة الصمت تلفت عملياً النظر إلى المساحة الفارقة بين حكومة قررت مسبقاً «الخضوع» للظل ووزارة تعلن أنها حصلت على ضوء أخضر من الظل المرجعي لضرب الفساد والفاسدين. وبكل الاحوال من الصعب توقع ان شخصية مقربة جداً من مركز القرار المرجعي بمواصفات الملقي تتجه نحو مثل هذا الإفصاح الإتهامي والكيدي بدون ضوء أخضر بدورها، الأمر الذي يعني – لو حصلا فعلاً – بأن تجاذباً حاداً داخل الدولة يثيره الرزاز وأن نخب النادي التقليدي النافذة التي طبقت نماذج الخضوع التام في الماضي بدأت تتحرك ضد الرزاز. وهو ما تحدث عنه علناً أصلاً عضو مجلس النواب طارق خوري عندما حذر الرزاز من ان ثلاثة على الأقل من أعضاء نادي الرؤساء السابقين يتحركون ضده داخل النظام حالياً. منطقي جداً ان لا يحصل الرزاز على تفويض واسع للمضي قدماً في طريقته بالعمل التي تؤدي او ستؤدي في النتيجة لإدانة الكثير من حكومات الماضي ولو جوهرياً في المخيلة الشعبية. تلك منطقة مزروعة بـ«الألغام» في طريق الرزاز يعبر عنها الملقي أولاً لكنها تضم أخرين كثراً في بنية الدولة يحاولون الآن التأشير على ان تفويضات حكومة الرزاز ينبغي ان لا يسمح لها بالوصول إلى مرحلة «إدانة الماضي». ما لا يقوله الملقي للرزاز مباشرة هو رسالة تتضمن بأن مؤسسات طبقة رجال الدولة والبيروقراط ونادي الرؤساء السابقين مستعدة للانقضاض على تجربته إذا ما أصر على تجاهل هجمات الشارع الشعبي وبدون تدخل لضبطها. أغلب التقدير ان الرزاز يعرف المسألة ويقدرها فقد تحدث في اجتماعات مغلقة مع اشخاص محددين عن «موقف سلبي» من جميع أجهزة الدولة ضد حكومته وقبل ان تعمل في الوقت الذي كان فيه الوزير السابق والمثقف الدكتور طالب الرفاعي يطلب من جميع المخلصين وعبر «القدس العربي» الوقوف مع الحكومة بسبب مضمونها المختلف والجديد. والأكثر أهمية ان «صيحة الملقي» بمضمون إتهامي قد يكون لها ما يبررها على الصعيد الشخصي والذاتي. لكنها في كل الأحوال رسالة في غاية الأهمية مرسلة للرزاز من جهات عدة تقول بأن التفويض لا يشمل الوصول لمحطة «نخب دولة تلتهم» بعضها في الوقت الذي ترافق فيه الكاميرا رئيس الوزراء الجديد وهو يستجيب لدعوة ضابط شرطة طلب منه تناول فنجان قهوة بمعيته في مركز أمن وسط العاصمة بعد معانقة علنية بين الرزاز وأبو علي الشخصية الشهيرة في عمان والتي تدير أقدم كشك لبيع الكتب. الأردن: طبقة رجال الحكم تتحرش بالرزاز وتتهيأ للانقضاض على حكومته وملف التبغ يضرب مجدداً في العمق بسام البدارين |
نفي تورط جامعات مصرية في منح شهادات مزورة لطلاب كويتيين Posted: 01 Aug 2018 02:26 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: نفى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، منح جامعات مصرية شهادات مزورة لطلاب كويتيين وصلت لأكثر من 40 شهادة. وكانت السلطات القضائية في الكويت بدأت تحقيقات موسعة خلال الأيام الماضية، في نحو 40 بلاغاً من وزارة التعليم العالي الكويتية، حول اكتشافها تزوير عدد من الشهادات الجامعية والعلمية الممنوحة للعديد من الكويتيين، والتي تم بموجبها تعيين العديد من العاملين وترقية البعض الآخر. واعتقلت الأجهزة الأمنية الكويتية مقيما مصريا، ثبت تورطه في تزوير تلك الشهادات، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 3 و4 آلاف دينار كويتي للشهادة الواحدة. وتواصل مركز المعلومات وفق ما قال في بيان أمس الأربعاء «مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي نفت تلك الأنباء تمامًا، مُؤكدةً على عدم قيام أي من الجامعات المصرية بإصدار شهادات جامعية مزورة لأي من الطلاب الكويتيين، لمختلف المراحل الجامعية، مشددةً على صحة كافة الشهادات العلمية الموثقة التي تمنحها الجامعات المصرية». وأشارت الوزارة، حسب البيان إلى أن «المجلس الأعلى للجامعات هو الجهة المنوطة باعتماد جميع الشهادات العلمية سواء التابعة لقانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972، أو جهات أخرى ومنها الكليات العسكرية والكليات في الخارج»، مؤكدةً أن «هذا الأمر لا يخرج عن كونه شائعات لا تمت للواقع بصلة ولا أساس لها من الصحة». وناشدت «جميع وسائل الإعلام المختلفة وصفحات التواصل الاجتماعي بتحري الدقة والموضوعية في نشر الحقائق والتواصل مع الجهات المعنية في الوزارة للتأكد من الحقائق قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى بلبلة الرأي العام وتؤثر سلبًا على سمعة الجامعات المصرية». كذلك، قالت وزارة التعليم العالي والبحث العالي إن «الجامعات المصرية ليست طرفًا في هذه القضية، وإنها حينما سئلت عن صحة هذه الشهادات من الجانب الكويتي، أفادت بأنها مزورة ووهمية، مشيرة إلى قيام الجامعات المصرية خلال الفترة الماضية بتطوير طباعة شهاداتها وفقا لأحدث الوسائل التكنولوجية بما يجعلها غير قابلة للتزوير والتحايل». كما أوضحت في بيان أن « للوزارة تواصلها الدائم مع السلطات الكويتية وتوجيه الجامعات المصرية بسرعة الرد على القوائم المرسلة من الجانب الكويتي للتأكد من صحة الشهادات الدراسية الصادرة لها، موضحة استعدادها للتحقيق في أية حالة يثبت تورطها في عملية التزوير داخل مصر». ولفتت إلى «توجيه الجامعات المصرية لإرسال نسخة إلكترونية من نتيجة طلاب كل دولة، تُسلم سنويًّا إلى سفاراتها في جمهورية مصر العربية، أو تُرسل إلى السفارات المصرية بهذه الدول لتسليمها إلى الجهات التعليمية المعنية». نفي تورط جامعات مصرية في منح شهادات مزورة لطلاب كويتيين |
إلغاء حفلات غنائية في الجزائر يثير جدلاً ويعيد للأذهان ذكريات مزعجة! Posted: 01 Aug 2018 02:26 PM PDT الجزائر- «القدس العربي»: أثار إلغاء حفلات غنائية في بعض المدن الجزائرية من طرف مواطنين وجدوا في ذلك طريقة للاحتجاج على أوضاعهم الاجتماعية الصعبة جدلًا واسعًا، بين من يدافع عن هذه الطريقة في الاحتجاج باعتبارها طريقة سلمية، وبين من يسلمون بوجود مشاكل، لكنهم ليسوا مقتنعين بأن الثقافة والفن ترف يمكن الاستغناء عنه مقابل الأكل والشرب، وبين من يرون أن هناك دوافع أيديولوجية وراء منع تلك الحفلات. القضية بدأت عندما احتج مواطنون من مدينة ورقلة (800 كيلومتر جنوب البلاد) هذه المدينة التي حطمت الرقم القياسي في درجات الحرارة هذا الصيف، لتكون المنطقة الأكثر سخونة في إفريقيا، وكانت المدينة على موعد مع حفل غنائي لمطرب الراي المعروف باسم «كادير الجابوني»، لكن المواطنين نزلوا إلى الشارع، ومنعوا الحفل برفع شعارات تقول إنهم يريدون كهرباء ومناصب عمل، وليسوا بحاجة إلى حفلات غناء ورقص، واختار الذين شاركوا في هذه الحركة الاحتجاجية أن يقيموا الصلاة في ذلك المكان. بسرعة انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وبدأ النقاش الذي كان يبدو حتميًا، خاصة وأن بعض الأقلام الصحفية اعتبرت أن خلفيات أيديولوجية هي التي تقف وراء إلغاء الحفل، واتخذت من إقامة المحتجين للصلاة في المكان الذي كان سيقام فيه الحفل دليلاً على أن هناك تيارات متطرفة تقف وراء الذي حدث، لكن الكثير من سكان ورقلة، وخاصة المنتمين إلى النخبة، سارعوا إلى نفي الأمر، مؤكدين أن الصلاة أدركتهم فاختاروا إقامتها هناك، وأنه لا يوجد لا تطرف ولا خلفيات أيديولوجية وراء تصرفهم، بل إن سكان المنطقة وجدوا من غير المعقول إقامة حفلات غنائية تصرف فيها مبالغ طائلة، في حين أن المدينة غارقة في البطالة، والتيار الكهربائي ينقطع باستمرار، مع درجات حرارة تصل إلى الستين درجة في بعض الأحيان، كما اعتبروا أنه من الضروري أن تلتفت إليهم السلطات من خلال العمل على توفير مناصب عمل، وكذا منحهم امتيازات فيما يتعلق بالكهرباء، خاصة في فصل الصيف، الذي تعمل فيه مكيفات الهواء ليل نهار دون انقطاع، الأمر الذي يجعل الفواتير ترتفع لتصل إلى مبالغ ضخمة لا يقدر عليه الكثيرون. من جهة أخرى اعتبر الكثير من المثقفين والإعلامين أن الثقافة والفن ليسا ترفًا، وأنه إذا بدأنا نلغي النشاطات الثقافية والفنية لأن هناك مشاكل اجتماعية، فلن يبقى هناك لا ثقافة ولا فن، مع التأكيد على أن مطالب السكان مشروعة، وأن من واجب السلطات الالتفات إليهم، ولكن شرط ألا يتم ذلك على حساب الثقافة، لأن الميزانية المرصودة للثقافة والفن تبقى زهيدة. الشرارة انتقلت بسرعة إلى مدن أخرى، مثل الوادي وبشار، إذ اضطرت الهئيات الحكومية التي تتكفل بتنظيم الحفلات الفنية والمهرجانات إلى إلغاء عدد من النشاطات التي كانت مبرمجة، بسبب رفض سكان تلك المدن تنظيمها، مبررين ذلك بأن تلك الأموال يجب أن تستغل في تنظيف المدن وتوفير مناصب شغل. الجدل الدائر أعاد إلى الأذهان ما حدث خلال تسعينيات القرن الماضي، عندما كان الإسلام السياسي في أوجه، آنذاك قام حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ ( المحظور) بمنع الكثير من الحفلات والنشاطات التي كانت ستنظم، وأشهرها حفلة المغنية الشهيرة ليندا دوسوزا التي كانت ستحييها في قاعة الأطلس بحي باب الوادي سنة 1989. إلغاء حفلات غنائية في الجزائر يثير جدلاً ويعيد للأذهان ذكريات مزعجة! |
قتل تنظيم «بي كا كا» لرضيع ووالدته يفجر غضب الأتراك على أمريكا وأوروبا Posted: 01 Aug 2018 02:25 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: فجرت حادثة قتل مسلحين من تنظيم «بي كا كا» رضيعاً وزوجة جندي تركي في تفجير عبوة ناسفة جنوب شرقي البلاد غضب الأتراك بدرجة غير مسبوقة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية، يتهمونها بتقديم الأسلحة إلى التنظيم المصنف إرهابياً في تركيا وأمريكا وأوروبا. والاثنين، فجر مسلحون من العمال الكردستاني عبوة ناسفة بعربة مدنية كانت تقل عائلة ضابط تركي في ولاية هكاري، ما أدى إلى مقتل زوجته 26عاماً، ورضيعته البالغة من العمر 11شهراً فقط، في آخر عمليات التنظيم الذي يشن هجمات تستهدف عسكريين ومدنيين أتراك منذ عدة عقود. ومع الصدمة التي خلفتها عملية قتل الرضيع، تصدرت أخبار الهجوم بث الفضائيات التركية، وتصدرت صور الرضيع الصفحات الأولى للصحف اليومية، فيما عبر الأتراك عن غضبهم عبر كتابات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وعبر تويتر كتب أكثر من 200ألف تركي تحت وسم «هاشتاق» (تنظيم بي كا كا قاتل الأطفال)، عبروا من خلالها عن غضبهم من الهجوم الإرهابي الذي نفذه التنظيم، مطالبين بـ«الانتقام من الإرهابيين ومن يقدمون لهم الدعم السياسي العسكري». وفي هذا الإطار صب الأتراك جام غضبهم تجاه الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية عدة، يتهمونها بتقديم الدعم السياسي والعسكري لتنظيم بي كا كا وما يقولون إنه ذراعه السوري «وحدات حماية الشعب الكردية»، متهمين هذه الدول بالمشاركة بشكل مباشر في قتل الأطفال والمدنيين الاتراك. واعتبر مغردون أن تنظيم بي كا كا ما زال يستمد قوته العسكرية من الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة ودول أوروبية إلى وحدات حماية الشعب في شمالي سوريا بحجة الحرب على تنظيم داعش، مطالبين بوضع حدا لمشاركة الغرب في قتل المدنيين الاتراك، على حد وصفهم. كما عبر آلاف المغردين عن غضبهم من ما أسموه احتضان الدول الأوروبية للآلاف من أنصار تنظيم بي كا كا الذين يتحركون بحرية في الدول الأوروبية ويجمعون الأموال التي يشتري فيها التنظيم الأسلحة ويؤمنون الدعم السياسي للتنظيم في تركيا من داخل الاتحاد الأوروبي. واعتبر المغردون الاتراك أن هذه الهجمات الإرهابية ما زالت تكشف كذب وظلم المعايير العالمية والكيل بمكيالين، وكتب الكثير من الغردين: «عندما يتعلق الأمر بهجوم صغير في أوروبا تقوم الدنيا ولا تقعد، ولكن عندما يقتل رضيع في تركيا على يد إرهابيين تغذيهم أوروبا كأن شيئاً لم يكن»، لافتين إلى أن العالم يريد أن يرى الإرهاب في تنظيم الدولة فقط، ويتناسى إرهاب العمال الكردستاني، على حد تعبيرهم. وشهدت السنوات الماضية توتراً كبيراً في العلاقات التركية مع أمريكا وأوروبا، على خلفية مطالبة أنقرة لهذه الدول بوقف امدادات الأسلحة للوحدات الكردية في سوريا، وتقول أنقرة إن واشنطن أرسلت ما لا يقل عن 5آلاف شاحنة و2000طائرة نقل محملة بالأسلحة للوحدات الكردية في سوريا، معتبرة أن ذلك يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي التركي. وعلى الدوام يعلن الجيش التركي ضبط أسلحة ومتفجرات متطورة تقول أنقرة إنها صنعت في الولايات المتحدة أو دول أوروبية وصلت إلى يد تنظيم بي كا كا من خلال الأراضي السورية أو بشكل غير معلوم، متهمة هذه الدول بالتواطؤ في محاربة العمال الكردستاني رغم تصنيفها له كتنظيم إرهابي. كما تقول تركيا عن العديد من الدول الأوروبية باتت بمثابة قاعدة خلفية للتنظيم. وزير الداخلية التركي سليمان صويلو قال في تصريحات غاضبة جداً وهو يذرف الدموع في جنازة الرضيع ووالدته إن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت 5آلاف شاحنة أسلحة لتنظيمي بي كا كا و «ب ي د» لتغذية هذه التنظيمات الإرهابية، وأوروبا أيضاً تقدم لهم الدعم، «لكن أبطال الجيش التركي ما زالوا يواجهون هؤلاء الإرهابيين وسيقضون عليهم جميعاً». وقال صويلو: «الغرب الذي يدعم الإرهابيين، يمنحهم حق اللجوء السياسي، الذين أرسلوا ٥ الاف شاحنة أسلحة للإرهابيين، وقدموا لهم التعليم العسكري الاحترافي، والتقنيات العسكرية، من أرسلو خبراءهم من بعد 10آلاف كيلومتر لتدريب الإرهابيين في قنديل (جبال تقع شمالي العراق ويتمركز فيها تنظيم بي كا كا)، من يتغاضون عن الجمعيات التي ترسل الأموال للتنظيم، هؤلاء هم من يحاولون تقسيم بلادنا وقتلوا الرضيع ووالدته». وفي تصريحات هزت الشارع التركي، قال والد الرضيع القتيل: «ماذا بوسعي أن أقول، ليبقى الوطن بخير، قدمت روحين (زوجته ورضيعه) من روحي لأجل الوطن، لن نترك دمائهم دون انتقام، لماذا قتلوا أطفالي، ليأتوا إلي ويطلبوا مني الحساب، نحن نعمل لأجل الوطن ولسنا إرهابيين». وولدت الحادثة مطالبات واسعة بالانتقام، وبينما توعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ووزير داخليته سليمان صويلو بمواصلة الحرب دون الوقف على العمال الكردستاني داخل وخارج البلاد، نشرت صور لصواريخ جهزت على طائرات حربية وكتب عليها «انتقاماً لزوجة الجندي ورضيعه». قتل تنظيم «بي كا كا» لرضيع ووالدته يفجر غضب الأتراك على أمريكا وأوروبا اردوغان يشارك في الجنازة ووزير داخليته يتوعد بالانتقام إسماعيل جمال |
«قانون القومية» يضرب أسس جيش الاحتلال والبدو يلحقون باحتجاجات الدروز وقائد الأركان الإسرائيلي يُحذّر من الخلافات السياسية Posted: 01 Aug 2018 02:25 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي»: بما يشير إلى ارتداد «قانون القومية» العنصري الإسرائيلي، الذي أقره الكنسيت قبل عدة أيام، بشكل عكسي، ضد ائتلاف اليمين الإسرائيلي الحاكم في تل أبيب، انضم الجنود البدو العاملون في الجيش الإسرائيلي، إلى احتجاجات الجنود والضباط من الطائفة الدرزية، الذين يدعون إلى الانسحاب من الخدمة في الجيش، كتعبير احتجاجي قوي ضد القانون الذي يصنفهم على أنهم جنود «درجة ثانية»، في الوقت الذي كشف فيه النقاب عن شروع قيادة الجيش بمحادثات معهم للتوصل إلى حلول. ورسميا انضم الجنود والضباط البدو إلى احتجاجات الضباط الدروز، وباتوا يفكرون في هذا الوقت بالتوقف عن الخدمة في جيش الاحتلال، كتعبير احتجاجي يحمل رسائل قوية، في حال لم تقم الأحزاب اليمينية الحاكمة بإدخال تغييرات جوهرية على «قانون القومية» العنصري. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية «مكان» عن أحد الضباط البدو قوله إنهم يشعرون بأن إسرائيل «تخلت عنهم بعد ان دافعوا عنها». جاء ذلك وسط الاحتجاجات الكبيرة التي شرع بها الضباط الدروز، ووصلت إلى حد قيام أحدهم بالإعلان عن الانسحاب من الخدمة في جيش الاحتلال رفضا للقانون الجديد. وأكد هذا الضابط أن الدولة التي خدمها هو واثنان من أخوته بالإضافة لوالده «لم تمنحهم شيئا في المقابل سوى تحويلهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية»، وطالب قيادة الطائفة الدرزية بالدعوة للانسحاب من قانون التجنيد الإلزامي. وكان الكنيست قد صوت قبل أسبوعين على القانون بأغلبية 62 عضوا، ومعارضة 55 عضوا. وينص القانون على أن «دولة إسرائيل «هي الوطن القومي للشعب اليهودي»، وأن حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود فقط، وأن الهجرة التي تؤدي الى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط، وأن «القدس الكبرى والموحدة عاصمة إسرائيل»، وأن اللغة العبرية هي لغة الدولة الرسمية. وقبل يومين رفض وفد درزي مقترحات الطاقم الحكومي الذي شكل من أجل التباحث معهم بعد صدور القانون، وأكد أنه لن يقبل بالمساومة على شيء سوى تعديل هذا القانون، لضمان مكانتهم في إسرائيل. ومن شأن هذه الخطوات أن تؤثر كثيرا على الجيش الإسرائيلي، الذي يعتمد كثيرا على هؤلاء الجنود في كثير من المهمات الخاصة، ومنها تكليف الجنرال كميل أبو ركن، مهمة منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية، وهو منصب رفيع في الجيش. وفي مسعى لتجنيب الجيش ويلات القانون العنصري الجديد، دعا رئيس الأركان الجنرال غادي ايزنكوت، جميع قادة الجيش وجنوده الى «إبقاء المسائل السياسية الخلافية خارج المؤسسة العسكرية». وشدد على الالتزام بالحفاظ على «كرامة الإنسان بمعزل عن العرق والدين والجنس». ومن المقرر أن تعقد قيادة جيش الاحتلال في الأيام القليلة المقبلة سلسلة من اللقاءات والمحادثات مع مجندين من البدو والدروز، في ظل المخاوف القائمة من وجود حالات تململ قد تتسرب إلى الجيش ضمن موجة تصاعد الاحتجاج على «قانون القومية» في صفوف الدروز. وقد بدأت تلك اللقاءات باجتماع بين ايزنكوت، والزعيم الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، وهو ما يؤكد تفاقم المشكلة وخشية الجيش من آثارها السلبية على تركيبته. جاء ذلك بعدما انضم أمس ضباط متقاعدون برتب كبيرة في الجيش، بالإضافة إلى ضباط كبار في جهاز الشرطة إلى الاحتجاجات ضد القانون الجديد. وفي سياق توحيد المواقف الرافضة للقانون الإسرائيلي الجديد، اجتمع رئيس حزب «هناك مستقبل» يائير لابيد مع رئيس منتدى السلطات المحلية الدرزية مفيد مرعي، واكد له ضرورة تعديل «قانون القومية». وقال لابيد لمرعي «ما من أحد ضد فكرة كون اسرائيل الدولة الوطنية للشعب اليهودي، إلا أنه لن يسمح بأن يتم جرح مشاعر أشقائنا الدروز ويسيء اليهم». يشار إلى أن احتجاجات الدروز والبدو اشتدت وتيرتها، مع الكشف عن عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو «صفقة» مع الأحزاب الدينية، لتمرير «قانون القومية»، يشمل موافقتهم على القانون الجديد، الذي يعطيهم ميزات عن باقي السكان، مقابل إعفائهم من الخدمة العسكرية، التي يعمل بها البدو والدروز رغم انتقاص القانون من مكانتهم. كما أن القيادة الفلسطينية حذرت من مخاطر القانون الإسرائيلي، ووصفته بـ»العنصري»، وأنه يدعو لـ «التطهير العرقي»، ودعت لموقف دولي حازم لإجبار إسرائيل على التقيد بالقوانين الدولية. «قانون القومية» يضرب أسس جيش الاحتلال والبدو يلحقون باحتجاجات الدروز وقائد الأركان الإسرائيلي يُحذّر من الخلافات السياسية المعارضة تعقد لقاءات ضد الحكومة والجيش يحاول لتطويق الخلاف |
الصدر يتراجع عن معاداة أمريكا… والانشقاقات تهدد ائتلاف العبادي Posted: 01 Aug 2018 02:25 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: تهدد الانشقاقات، وحدّة ائتلاف «النصر»، بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي، في حال قرر الانضمام إلى تحالف «سائرون»، المدعوم من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أو ائتلاف «دولة القانون»، بزعامة نوري المالكي. القوى السياسية الشيعية المنقسمة على نفسها بسبب حدّة الخلافات بين زعاماتها، هي المعنيّة، بتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، وفقاً للاستحقاق الانتخابي، قبل أن تخوض جولة من المباحثات مع السنة والأكراد، المثقلين بالخلافات أيضاً. مصدر مطلع على سير المفاوضات السياسية، استبعد في حديث مع «القدس العربي»، أن «يجتمع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وزعيم التيار الصدري الراعي لتحالف سائرون، مقتدى الصدر في كتلة أو تحالفٍ واحد»، عازياً السبب في ذلك إلى «حجم الخلاف الكبير بين الطرفين». واعتبر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «الحكومة المقبلة لا تتحمل الصدر والمالكي. أحدهما سيكون في الحكومة والآخر في المعارضة»، مرجّحاً أن «يتجه تحالف سائرون إلى المعارضة في المرحلة المقبلة». وطبقاً لمعلومات المصدر، الذي شغل منصب وزير ونائب سابق، فإن «هناك قطبين سياسيين يعتمد عليهما تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، المكلفة بتأليف الحكومة الجديدة. الأول يتمثل بسائرون وحليفهم تيار الحكمة الوطني، فيما يمثل القطب الآخر ائتلاف دولة القانون والحزبان الكرديان الرئيسيان (الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني بزعامة رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني)، إضافة إلى حزب الحل بزعامة جمال الكربولي». وعن مصير ائتلاف «النصر»، أشار إلى أن «ائتلاف العبادي معرض للانشقاقات»، مبيناً أن «تلك الانشقاقات تعتمد على قراره في الانضمام إلى تحالف الصدر، أو تحالف المالكي». وتابع: «في حال قرر العبادي الانضمام إلى تحالف سائرون سيخسر مستشار الأمن الوطني، ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض»، متابعاً: «أما إذا قرر الانضمام إلى تحالف المالكي، سيخسر حزب وزير الدفاع السابق خالد العبيدي (بيارق الخير)، الذي سيذهب نحو سائرون». وأضاف: «المواصفات التي حددتها المرجعية لا تنطبق على العبادي، كون الأخير لم يكن حازماً في إدارته للدولة، كما لم يكن له دور في متابعة تنفيذ القوانين المُشرّعة»، مبيناً أن «القوى السياسية الشيعية أدركت أن العبادي فاقد لدعم المرجعية». ورجّح أن يكون «للمرجعية توجيهات أكثر حزماً في المرحلة المقبلة، بعد إعلانها تأييد التظاهرات السلمية، والتلويح بخيارات أخرى وتصاعد حدّة التظاهرات في حال إخفاق الحكومة بتنفيذ مطالب المواطنين»، مشيراً إلى «تعمد المرجعية إلى الإشارة بوضوح أكثر للأحزاب والشخصيات السياسية التي أسهمت في تراجع البلد». «ضغوط وتهديدات» وكشفت تسريبات صحافية مؤخراً، عن «ضغوط وتهديدات» أمريكية على الكتل السياسية الشيعية للقبول بتجديد الولاية لرئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، ورفضها طرح شخصيات سياسية عراقية غير مقبولة أمريكياً. ويعدّ العبادي أبرز المرشحين المعلنين لتولي منصب رئيس الوزراء المقبل، فيما يصرّ ائتلاف «الفتح» على اعتبار هادي العامري، مرشحاً وحيداً عن الائتلاف. ورغم إن تحالف العامري حلّ في المرتبة الثانية في الانتخابات بـ47 مقعداً، بعد تحالف «سائرون» 54 مقعداً، لكن اقترابه من إيران قد يعدّ العقبة الأبرز في طريق رئاسة الوزراء، حسب الرؤية الأمريكية. وأقرّ القيادي في تحالف «الفتح» عامر الفايز، بوجود «رغبة أمريكية» بتجديد ولاية العبادي، لكن «كثرة أصدقاء واشنطن» في العراق قد تغير رغبتها. وقال في تصريح أورده موقع «المعلومة»، إن «الولايات المتحدة الأمريكية قد تكون لديها رغبة في منح رئيس العبادي ولاية ثانية لكنها في الوقت نفسه ليست مصرة عليه»، مشيراً إلى أن «لدى واشنطن أصدقاء كثرا غير العبادي لذلك لا تستطيع إحراج نفسها بفرض مرشح معين. أمريكا غير قادرة على فرض شيء من هذا القبيل لأنه شأن عراقي». أما القيادي في حزب «الدعوة» الإسلامية، النائب السابق عن ائتلاف «دولة القانون»، جاسم محمد، اعتبر أن «التهديد الأمريكي» بفرض العبادي رئيسا للحكومة المقبلة بـ«القوة»، سيعقد موقف واشنطن. وقال في تصريح : «إذا صح، فرض الأمريكان للعبادي بالقوة لرئاسة الحكومة المقبلة فانه يعتبرا تجاوزا على دولة كبيرة ذات سيادة مثل العراق»، مؤكدا أن «لا يمكن للقوى السياسية القبول بذلك». ورأى أن «لا يمكن لأمريكا، ومن هي أكبر منها، أن تتجرأ بفرض إرادتها على الكتل السياسية باختيار شخصية معينة لرئاسة الوزراء»، مشيراً إلى أن «هذه المعلومات في حال كانت صحيحة، رغم استبعادي لها، فإنها ستعقد الوضع الأمريكي نفسه». الجميع باستثناء إسرائيل في الطرف الآخر، تراجع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عن موقفه السابق «الرافض» للتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، كونها قوات محتلّة، وأعرب عن رغبته في التعاون مع «جميع الدول» باستثناء إسرائيل. وحدد ضياء الأسدي، مسؤول المكتب السياسي لزعيم التيار الصدري، ملامح الحكومة التي يدعو لها الأخير، وفيما أكد أن المعايير التي قدمها الصدر ببرنامجه ستكون قاعدة التفاهمات مع الفرقاء السياسيين، بين أن رؤية الصدر بشأن تشكيل الحكومة تنطلق من رغبة العراق بالتعاون مع جميع الدول باستثناء اسرائيل. وقال في بيان له، إن «الصدر يؤسس لبرنامج وطني وحكومة تقوم على أساس المبادئ والثوابت وليس على أساس التحاصص والتوافق، كما يدعو إلى حكومة تحالف وطني عابر للطائفية وملتزم بثوابت بناء الدولة على أسس صحيحة راسخة». وأوضح، أن «ملامح الحكومة التي يدعو لها السيد الصدر هي ليست حكومة وحدة وطنية أو شراكة وطنية، أو أغلبية سياسية لحزب أو مكون واحد، لأنها جميعا تستند إلى المحاصصة والتوافقات السياسية على حساب المبادئ والقواعد الصحيحة»، معتبراً أن «المعايير والمبادئ التي قدمها (الصدر) في برنامجه هي التي ستقرب أو تبعد الشركاء في الحكومة المرتقبة، وهي ستكون قاعدة التفاهمات مع الفرقاء السياسيين». وأضاف، أن الصدر «لم ينظر في برنامجه ورؤيته التي قدمها لتشكيل الحكومة إلى مصلحة كتلة سياسية أو حزب أو مكون بل نظر إلى مصلحة العراق برمته»، مبيناً أن «الرؤية التي قدمها الصدر بتشكيل الحكومة وبناء الدولة تنطلق من رغبة العراق بالتعاون مع جميع دول العالم باستثناء اسرائيل في بسط الأمن والاستقرار في المنطقة ودفع عجلة التنمية والبناء». واختتم مسؤول المكتب السياسي لزعيم التيار الصدري بيانه بالقول، «في رؤيته لتشكيل الحكومة وبناء الدولة يستند السيد الصدر إلى المنهج التدريجي في التحول من التوافقية إلى المعيارية، الأمر الذي يساهم في تصحيح العملية السياسية وترسيخ مسارها الديمقراطي». أربعون بنداً وجاء بيان الأسدي بعد يوم واحد من تحديد الصدر «ضوابط» المشاركة في تحالفات تشكيل الحكومة المقبلة، إضافة إلى «ميثاق وطني» حدد فيه 40 بنداً لتشكيل الحكومة واختيار رئيسها. وأكد الصدر في وثيقة، نشرها مكتبه الرسمي بخط يده، لتحديد ضوابط التحالف من أجل تشكيل الحكومة المقبلة، على ضرورة «ترسيخ مبدأ فصل السلطات الثلاث، القضائية والتشريعية والتنفيذية، من خلال سن القوانين»، مشدداً على أن تطبيق هذا الميثاق يجب أن «يكون بعد تحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة ومن دون توان أو خديعة، فورا وبلا تأخير». وحسب الزعيم الشيعي فقد « قضى الميثاق أن يجب أن لا تشرك الكتل السياسية أي من الوجوه القديمة في أي من المناصب مطلقا»، متابعاً أن «تشكيل لجنة عليا بإشراف القضاء العراقي النزيه لمحاسبة من تدور حولهم الشبهات والفساد في الداخل والخارج». وأشار إلى أن «الميثاق نص على أن المناصب التنفيذية لا تكون وفقا للمحاصصة الطائفية أو الحزبية أو العرقية، بل وفقا لنظام صارم ليس فيه إلا المتخصص، والتكنوقراط، والمستقل»، موضحا أنه يجب «التقليل من الامتيازات، والرواتب، وتفعيل قانون من أين لك هذا». كما حدد الصدر، شروط اختيار رئيس الوزراء المقبل منها أن يكون مستقلا ومن خارج مجلس النواب، وأن لا يرشح للانتخابات المقبلة. الصدر يتراجع عن معاداة أمريكا… والانشقاقات تهدد ائتلاف العبادي قيادي شيعي: لا يمكن لواشنطن فرض إرادتها على الكتل السياسية باختيار رئيس الحكومة مشرق ريسان |
موجة شكاوى ضد مصر في الأمم المتحدة بسبب اعتقال صحافيين وحقوقيين Posted: 01 Aug 2018 02:25 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: تصاعدت موجة الاستغاثات والشكاوى التي ترسلها منظمات حقوقية مصرية ودولية، إلى الأمم المتحدة، بشأن اعتقال صحافيين وحقوقيين مصريين. منظمة «مراسلون بلا حدود» ناشدت فريق الأمم المتحدة المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي، بالنظر في قضية الصحافيَين المصريَين هشام جعفر ووائل عباس، اللذين يقبعان خلف القضبان دون محاكمة منذ عدة أشهر، ودعت، الأمم المتحدة إلى الاعتراف بالطابع التعسفي لاحتجازهما، مع مطالبة السلطات المصرية بإطلاق سراحهما في أسرع وقت. وقالت في بيان، أمس الأربعاء : «بينما تزداد حدة القمع ضد الصحافيين في مصر، تدعو «مراسلون بلا حدود» الأمم المتحدة إلى إثارة قضية احتجاز الصحافيَين وائل عباس وهشام جعفر دون أي سبب مشروع». وأوضح بول كوبان، رئيس القسم القانوني في المنظمة أنه «منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة عام 2013، تتدهور حالة حرية الصحافة في مصر، بينما تتضاعف حالات الاعتقالات التعسفية في أوساط الصحافيين». وبين أن «العديد من الإعلاميين محرومون من حريتهم في الوقت الحالي دون سبب وجيه، علماً أن قضية وائل عباس وهشام جعفر هي الأولى التي تناشد «مراسلون بلا حدود» الأمم المتحدة بشأنها»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «من الضروري أن تتدخل الأمم المتحدة لدى السلطات المصرية لتحقيق الإفراج عنهما». ووائل عباس (43 عاماً) يُعد من الوجوه الصحافية البارزة في مصر، حيث اشتهر أساساً بإماطة اللثام عن عنف الشرطة، وهو الذي فاز بعدة جوائز دولية. كما كان نشطاً للغاية على موقع «تويتر»، الذي كان يُعتبر حتى وقت قريب الملاذ الأخير لحرية التعبير في مصر، إذ كان يتابعه 350 ألف شخص، وكان ينشر أيضاً مقالاته بانتظام حول مسألة حقوق الإنسان والانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن. تهم جاهزة واعتُقل عباس في 23 مايو / أيار 2018 من منزله قرب القاهرة، حيث اتُّهم بـ«الانتماء إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة». وحسب المنظمة فإن «تهمة الانتماء لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة تُستخدم بشكل منهجي في مصر ضد معارضي النظام». وتابعت: «بينما لم تتمكن السلطات من توضيح كيف أن المعلومات التي نشرها تندرج في إطار الأخبار الكاذبة، يتعذر في المقابل إيجاد سند قانوني لتهمة الانتماء لجماعة إرهابية، خاصة وأن وائل عباس يُعتبر أيضاً معارضاً شرساً للإخوان المسلمين منذ فترة طويلة». وحول استمرار اعتقال الصحافي هشام جعفر (53 عاماً)، أشارت المنظمة إلى أن «مدة احتجاز جعفر بلغت إلى الآن 33 شهراً، حيث اعتقل بتاريخ 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، رغم أنه انتقد مواقفها مراراً وتكراراً». وحسب «مراسلون بلا حدود»، «بالنظر إلى مدة احتجازه دون محاكمة، وفي ظل انعدام الرعاية الطبية الكافية (حيث يعاني من مشاكل صحية) والظروف السيئة لاحتجازه (إذ لا تحتوي زنزانته على سرير)، ناهيك عن الأسباب الواهية لاعتقاله، فإن حرمان هشام جعفر من الحرية يدخل بشكل واضح في إطار الاحتجاز التعسفي، كما يتعارض تماماً مع مقتضيات القانون الدولي. وعلى غرار زميله وائل عباس، فإن السبب الحقيقي وراء اعتقاله هو ممارسة حقه في حرية التعبير والإعلام». ودعت فريق الأمم المتحدة العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي، باعتباره جهاز مجلس حقوق الإنسان المختص في البت بشأن مدى مطابقة حالات احتجاز فردية لأحكام القانون الدولي، للإقرار رسمياً بالطابع التعسفي لاحتجاز الصحافيين هشام جعفر ووائل عباس، مع حث السلطات المصرية على إطلاق سراحهما. يُذكر أن مصر تقبع حالياً في المركز 161 (من أصل 180 دولة) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته «مراسلون بلا حدود» هذا العام، علماً أن ما لا يقل عن 32 صحافياً ـ مواطناً ما زالوا قيد الاحتجاز بسبب عملهم الإعلامي، حيث غالباً ما يُزج بهم في الحبس الاحتياطي على مدى أشهر أو حتى سنوات، لأسباب واهية دائماً، إذ نادراً ما تصدر أحكام قضائية تدينهم بالتهم المنسوبة إليهم. في السياق، أرسلت «التنسيقية المصرية للحقوق والحريات» و منظمة «كوميتي فور جستس» و«الجبهة المصرية لحقوق الإنسان»، شكوى إلى الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، بشأن الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمحامي والمدافع عن حقوق عزت غنيم. وحسب الشكوى «تعرض غنيم الذي يبلغ من العمر 41 سنة، المحامي والمدير التنفيذي للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، في 1 مارس/ آذار الماضي، للاعتقال على يد وكلاء لجهاز الأمن الوطني في مصر، ثم الإخفاء القسري في مقر الجهاز في مدينة الشيخ زايد غرب العاصمة القاهرة لمدة ثلاثة أيام». وتابعت المنظمات الحقوقية في الشكوى:» تعرض غنيم للتعذيب النفسي والتهديد غير القانوني في مقر الأمن الوطني، وأجبر في 16 مارس/ آذار، على تصوير مقطع فيديو دون علم النيابة العامة بعنوان المحور الحقوقي، ضمن شريط فيديو بثته وزارة الداخلية بعنوان «خيوط العنكبوت»يروج لجهود الدولة في مكافحة الإرهاب، حيث بدا عزت مرهقا وتحت الإكراه». تصعيد من النظام ووفق الشكوى «تمثل هذه الحالة تصعيداً آخر لهجوم الدولة المصرية على منظمات حقوق الإنسان والمدافعين عن حقوق الإنسان في مصر، في أعقاب تجميد الأصول والاستجواب والاعتقالات التعسفية بحقهم». وزادت: «في 4 مارس/ آذار الماضي، خضع عزت للتحقيق لأول مرة أمام نيابة أمن الدولة العليا دون حضور محاميه بعد ضمه للقضية رقم 441 لسنة 2018 حصر تحقيق أمن الدولة العليا والمعروفة علناً باسم «قضية التحرك الإعلامي»، وعقب مثوله أمام نيابة أمن الدولة، علمت أسرته ومحاميه بمكان وجوده». وفي 5 مارس/ آذار الماضي خضع عزت للتحقيق مرة ثانية وتمكن محاميه من الحضور معه، ووجهت له الاتهام بـ«الانضمام لجماعة أسست خلافا لأحكام القانون والدستور الغرض منها تعطيل مؤسسات الدولة ومنعها من ممارسة عملها، ونشر أخبار كاذبة، وإمداد مؤسسات دولية بمعلومات مغلوطة»، في إشارة إلى عمله الحقوقي مع آليات حماية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والجهات الإعلامية. ويقبع عزت في سجن تحقيق طرة جنوب القاهرة، ولم يُسمح لعائلته بزيارته إلا بعد 11 يومًا من وصوله إلى السجن وبعد 14 يومًا من اعتقاله، وكان محاموه وأسرته أرسلوا برقيات فور اختفائه إلى النائب العام ووزير الداخلية والمجلس القومي لحقوق الإنسان ونقابة المحامين للمطالبة بإجلاء مصير عزت والإفراج عنه، ولكن لم تستجب السلطات لذلك. وكانت الدائرة 11 جنايات في محكمة جنوب القاهرة المنعقدة جلساتها في معهد أمناء الشرطة برئاسة المستشار محمد شرين فهمي، أصدرت في 25 يوليو/ تموز الماضي قرارها بحبس عزت غنيم 45 يومًا أخرى على ذمة التحقيقات. وأكدت المنظمات الموقعة على البيان أن «اختطاف غنيم واحتجازه تعسفيا يقع تحت الفئة الثانية والفئة الثالثة من الانتهاكات ومنها: انتهاك الحق في حرية التعبير، وانتهاك حقوق المحتجز في الوصول إلى العالم الخارجي وانتهاك الحق في الاستعانة بمحام أثناء الاستجواب». وطالبت «الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، بالتدخل لدى السلطات المصرية لضمان واحترام حقوق الإنسان ووقف استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان وللإفراج الفوري عن المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان عزت غنيم». موجة شكاوى ضد مصر في الأمم المتحدة بسبب اعتقال صحافيين وحقوقيين مراسلون بلا حدود: تهمة «الانتماء لجماعة إرهابية» تُستخدم بشكل منهجي ضد معارضي النظام |
اليمن: أكبر مجموعة صناعية تعلن عن وقف بيع المواد الغذائية إثر انهيار سعر الصرف والبنك المركزي يشن حملة ضد الصرَّافين Posted: 01 Aug 2018 02:24 PM PDT تعز ـ «القدس العربي»: أعلنت مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه، أكبر مجموعة صناعية وتجارية في اليمن، أمس عن إيقافها عملية بيع المنتجات الغذائية إثر الانهيار الكبير لسعر العملة المحلية اليمنية الريال، خلال الأيام القليلة الماضية، فيما اتخذ البنك المركزي اليمني جملة من الإجراءات الهادفة إلى استقرار سعر صرف العملية اليمنية. ووجهت الإدارة الإقليمية لمجموعة هائل سعيد أنعم مذكرة عاجلة، مؤرخة بتاريخ 31 آب (أغسطس) لكافة الشركات التابعة لها تطالبها بالوقف الفوري لبيع المنتجات الغذائية في السوق اليمنية. وأرجعت المجموعة أسباب اتخاذ قرارها بوقف بيع المنتجات الغذائية إلى الانهيار الكبير والمتسارع لسعر الصرف للعملة المحلية الريال أمام العملات الأجنبية. وقالت في مذكرتها المعنونة بـ(إيقاف المبيعات) «الإخوة مدراء عموم الشركات الصناعية، التجارية والخدمية، إشارة إلى الموضوع أعلاه (إيقاف المبيعات)، ونظرا للتصاعد المستمر وغير المنطقي في أسعار سعر العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني، وعدم توفرها في السوق وتأثيرات ذلك على عدم قدرتنا على سداد قيمة مشتروات المواد الخام، يتم إيقاف عملية البيع حتى إشعار آخر». وقال اقتصاديون يمنيون لـ(القدس العربي) ان «هذا القرار يعد أخطر قرار على الوضع الاقتصادي والإنساني منذ بداية الحرب اليمنية، نظرا لأن مجموعة هائل سعيد أنعم، تعد الحامل الفعلي للاقتصاد والتجارة في اليمن». وأوضحوا أن توقف هذه المجموعة عن بيع المنتجات الغذائية يعني المزيد من الانهيار للوضع الإنساني، لما قد يخلقه ذلك من اهتزاز كبير في سوق المواد الغذائية والذي سيخلق أزمة كبيرة في توفر المواد الغذائية». وأشاروا إلى أن هذه الأزمة ستتجاوز سوق المنتجات الغذائية إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث قد تتسسب في انهيار العديد من الشركات الصغيرة الأخرى التي كانت صامدة أثناء الحرب وتحتمي بوجود مجموعة هائل سعيد أنعم، والتي قد تضطر إلى اتخاذ خطوات مماثلة قريبا. وكان البنك المركزي اليمني اتخذ إجراءات صارمة خلال الأيام الماضية في محاولة منه للحيلولة دون استمرار المزيد من الانهيار للعملة اليمنية أمام العملات الصعبة، غير أن هذه المحاولات لم تحقق نتائج مثمرة على صعيد استقرار سعر الصرف للريال اليمني. واتخذ البنك المركزي أمس الأول قرارا يقضي بسحب الدفعة الأولى من الوديعة السعودية لتغطية الاعتمادات البنكية للمواد الأساسية بمبلغ وقدرة20 مليون و428 الف دولار، كما اقر سحب الدفعة الثانية من طلبات البنوك لتغطية الاعتمادات من الوديعة السعودية، واستكمال إجراءاتها وفقا للآليات المعتمدة والموافقة على إصدار شهادة الإيداع للبنوك التجارية بنسبة فائدة 17 بالمائة، وفق المصدر الحكومي. ووافق مجلس إدارة البنك على إصدار سندات حكومية بنسب فائدة تصل إلى 12 بالمائة ولفترات مختلفة من سنة إلى ثلاث سنوات، وإصدار ودائع الوكالة للبنوك الإسلامية بصافي ربح عند البيع بنسبة 13 بالمائة وحسب الآليات المقرة من هيئات الرقابة الشرعية. وبدأ البنك أمس شن حملة في محافظة عدن لإغلاق جميع محلات الصرافة المخالفة للوائح والاجراءات المصرفية وإحالتهم إلى الجهات المختصة لاتخاذ كافة العقوبات القانونية ضدهم. وأكد البنك المركزي اليمني «التزامه بتغطية الاعتمادات المستوفاة للشروط للمواد الأساسية المحددة بتمويل من الوديعة السعودية البالغة اثنين مليار دولار»، كما أكد ان «جميع آليات الصرف من الوديعة السعودية أصبحت منفذة وتتسم بالسهولة واليسر في إطار الشروط الموضوعة من قبل البنك المركزي وبتعاون وتفاهم مشترك مع وزارة المالية ومؤسسة النقد العربي السعودي». اليمن: أكبر مجموعة صناعية تعلن عن وقف بيع المواد الغذائية إثر انهيار سعر الصرف والبنك المركزي يشن حملة ضد الصرَّافين خالد الحمادي |
المغرب: شركة فرنسية تسعى لإشراك المستهلكين في تحديد ثمن الحليب بعد أشهر من المقاطعة Posted: 01 Aug 2018 02:24 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: بعد أكثر من ثلاثة أشهر من المقاطعة الشعبية لثلاثة منتجات استهلاكية بالمغرب تابعة لشركات كبرى، ما زال مخاض الخسائر مستمرًا ويتواصل معه الجدل حول أفق المقاطعة، خاصة بعدما أظهرت هذه الوسيلة الاحتجاجية قوة تأثير انتقلت من الفضاء الأزرق «فيسبوك» لتلقي بظلها على الأسواق وعلى أرباح الشركات، وهو ما أجبر إحدى الشركات المعنية بالمقاطعة على خوض تجربة تواصلية جديدة مع المستهلكين في المغرب من أجل إصلاح ذات البين عبر تنظيم لقاءات تواصلية، ابتداء من أمس الأربعاء بمدن كبرى كطنجة ومراكش والدار البيضاء ومكناس، من أجل إشراك المواطنين في تحديد ثمن يناسب الجميع، حسب ما أفادت به شركة الحليب صاحبة المبادرة والمعنية بحملة المقاطعة. الشركة الفرنسية التي لقي حليبها حملة مقاطعة كبدت الشركة خسائر مهمة وفق ما أعلنت عنه هي نفسها، حيث سبق أن صرحت أن مبيعاتها في المغرب انهارت بنسبة 40 في المئة، أطلقت على حملتها الجديدة اسم «نتواصلوا ونواصلوا « أي (نتواصل ونواصل)، وهي الحملة الثانية بعد أن سبقتها حملة «خليونا نتصالحو» (تعالوا نتصالح)، ودشنت بدايتها من المسرح الملكي بمراكش أمس الأربعاء، وبدأت في الترويج لها منذ أمس الأول الثلاثاء، من خلال تدوينات وفيديوهات على الصفحة الرسمية للشركة على «فيسبوك». وكان إيمانيول فابير، المدير العام للشركة الفرنسية، قد زار المغرب نهاية حزيران/ يونيو المنصرم وقام بزيارة ميدانية لبعض البيوت، حظيت بتغطية إعلامية من أجل حث المغاربة على العدول عن المقاطعة، وخلال تلك الزيارة أعلن عن ثلاثة التزامات خلال ندوة صحفية عقدها في الدار البيضاء، بغية تجاوز آثار المقاطعة التي استهدفت الشركة منذ نيسان/ أبريل المنصرم. هذه الالتزامات، وفق ما أعلنت عنه الشركة، هي: هي أولاً الشفافية حول الأثمنة والجودة ،وثانيًا عدم تحقيق أي ربح فيما يخص الحليب المبستر، وثالثًا وضع الثقة التامة في كل من يخصه أمر الحليب لإيجاد الثمن المناسب والمنصف للجميع. وتأتي الحملة التواصلية الجديدة، حسب منشوراتها، في سياق بداية تنفيذ ما تم الإعلان عنه من التزامات، وأولها الالتزام الذي يهم تحديد ثمن الحليب، وهو الذي أطلقت عليه الشركة اسم «نتواصلو ونواصلو» وهي عملية تواصلية بعدة مدن تهدف لعقد تشاور حول ثمن الحليب بين الشركة والمستهلك، ووجهت الشركة دعوتها إلى جميع المواطنين المستهلكين لحليبها لحضور اللقاء التشاوري الأول بمراكش للمساهمة في نقاش تحديد الثمن الجديد. وأكد عبد الجليل لقايمي، الناطق الرسمي باسم الشركة، أن هذه الأخيرة ملتزمة بتنفيذ الالتزامات التي أعلن عنها المدير العام خلال زيارته للمغرب، مؤكدًا أن الشركة ستلتزم بالشفافية التامة حول أثمنة وجودة منتجاتها وأنها ملتزمة ببيع الحليب دون تحقيق أي ربح فيه، مؤكدًا في شريط فيديو على صفحة «فيسبوك»، للشركة، أن السعر الجديد لمنتوج الحليب لن يتم الإعلان عنه إلا بمشاركة كل المعنيين حتى يكون ثمنًا منصفًا ومناسبًا للجميع، كما أعلن عن فتح منصة إلكترونية للتواصل مع الزبناء حول آرائهم ومقترحاتهم في مسألة تحديد السعر، وسيتم عبرها استقبال اقتراحات المواطنين ممن لم يتمكنوا من حضور اللقاءات، يقول لقايمي. وقال الناطق الرسمي للشركة: «في الأسابيع الأخيرة هناك تساؤلات حول ماذا ستفعل الشركة بخصوص مطالب المستهلكين، أفضل جواب هو أن ندعوكم لمنصة رقمية كي يكون هناك تفاعل مباشر بيننا»، مضيفًا أن الشركة ستخصص أكثر من ألف من مستخدميها سينزلون للميدان، على حد تعبيره، من أجل تواصل مباشر مع الناس، سواء كانوا مستهلكين أو فلاحين، و»ثالثًا سنقوم بجولة في أكبر خمس مدن مغربية، هذه صفحة جديدة تعتمد على الشفافية التامة، ليس لدينا ما نخفيه، وتعتمد على تواصل مباشر دون وسيط»، يختم لقايمي دعوته. وكانت شركة الحليب هذه قد أعلنت أن انخفاض مبيعاتها في المغرب ترك أثرًا على إيراداتها ولولا المقاطعة لكانت نسبة مبيعاتها بشكل عام قد عرفت ارتفاعًا أكثر من المسجل، والذي بلغ 12498 مليون يورو، بارتفاع قدره 2,4 مقارنة مع السنة الماضية. وأكد المدير العام، إيمانميول فابير، هذه الخسائر قائلاً: «باستثناء الوضع الاستثنائي في المغرب، سجلت جميع الفروع نموًا في النصف الثاني من الأسدس الأول». وما زالت المبادرة لم تظهر تفاعلات قوية من لدن نشطاء المقاطعة على شبكات التواصل الاجتماعي، ومن لدن الخبراء الاقتصاديين والفاعلين المدنيين، إذ تغلب حالة من الانتظار لما ستسفر عنه هذه المبادرات ومدى جدية الشركة في الالتزامات التي تعهدت بها، وهو الأمر الذي قد يشكل منعطفًا في حملة المقاطعة، سواء من خلال التجاوب مع المبادرة إذا لقيت استحسان المستهلكين أو الاستمرار في المقاطعة، ما قد يعمق أزمة الشركة لدى سوق المستهلكين في المغرب، حسب ما تشير إلى ذلك المؤشرات والخسائر التي تكبدتها الشركة منذ نيسان/ أبريل. وفي الوقت الذي تتوالى فيه مبادرات الشركة الفرنسية من أجل إنقاذ سوق مبيعاتها في المغرب عبر مبادرات، بغض النظر عن التجاوب الذي تلقاه، فإن الشركتين الأخريين المعنيتين بحملة المقاطعة، وهما شركة الغاز التي تعود ملكيتها لوزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، وشركة الماء المعدني لمالكتها مريم انصالح بنشقرون، رئيسة اتحاد المقاولات سابقًا، ما زالتا تتكتمان عن حجم الخسائر التي طالتهما رغم الأثر الواضح للمقاطعة في الأسواق ومحطات الوقود. المغرب: شركة فرنسية تسعى لإشراك المستهلكين في تحديد ثمن الحليب بعد أشهر من المقاطعة سعيدة الكامل |
فرضية تستبعد الدافع الإرهابي في مقتل الأنبا أبيفانيوس وأخرى ترجح تصفيته على يد أحد الرهبان Posted: 01 Aug 2018 02:24 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: رغم أنه لم يكن الخبر الرئيسي في صحف أمس فإن إعلان الشرطة أنها قتلت خمسة من أعضاء حركة «حسم» الإخوانية المسلحة والقبض علي أربعة آخرين كان الخبر الأكثر أهمية لسببين: الأول أن المصريين كادوا لا يشعرون بأن أعمالا إرهابية تحدث في المدن من مدة طويلة. حتى في مناطق شمال سيناء، التي كانت مركز تمركز الإرهابيين، لا يسمعون إلا عن عمليات فردية. السبب الثاني تباهي الشرطة بأنها وصلت إلى مستوي مرتفع جدا في عملية جمع المعلومات الدقيقة عن أي مجموعات مسلحة والوصول إليها. وسبب التباهي أنها تتلقى عونا غير محدود من الأهالي في الإبلاغ عن أي شخص أو مجموعة يرتابون فيها لأن الداخلية والمخابرات الحربية تنشران يوميا على شاشات جميع القنوات العامة والخاصة وفي الشريط أرقام التليفونات الأرضية والمحمولة وتطلب من المواطنين الاتصال بها للإبلاغ عن أي شيء. وهكذا تنهال عليها البلاغات الصحيحة وغيرها، أي أنه لم يعد للإرهاب أي بيئة حاضنة حتى في أصغر القرى. وكان ملفتا أيضا في العملية القبض على الأربعة أحياء بما يعني أنهم لم يطلقوا الرصاص على الشرطة عندما أحسوا باقترابها، أي استسلموا مفضلين السجن عن القتل مثل الخمسة الآخرين لوجود تعليمات مشددة للشرطة والجيش بالتصفية الفورية لكل من يرفع السلاح أمامها. والذي علمته أن جهاز أمن الدولة لم يستعد قوته التي كانت له قبل ثورة كانون الثاني/ يناير فقط وإنما ازداد قوة. وكانت هناك عناصر من أصحاب الاتجاهات الدينية تتعاون معه لكن بعضهم بعد يناير/كانون الثاني ووصول الإخوان للحكم رفضوا الاستمرار. أما بعد الإطاحة بالإخوان فقد عادوا للتعاون خاصة بعد أن ازداد عدد قوات مكافحة الإرهاب المدربة تدريبا عاليا ومجهزة بأحدث الأسلحة وتعمل ضمن تشكيل قوات الأمن المركزي. وواصلت الصحف الاهتمام بقضية الفتاة الفلسطينية عهد التميمي التي صارت أعجوبة وأيقونة وتسابقت الصحف في نشر الأحاديث معها التي أجرتها بالهاتف. وهنا القضية الأخرى التي تجتذب اهتمامات الكنيسة الارثوذكسية وأشقائنا الأقباط وهي الاغتيال الذي أوجع قلوبنا للانبا ابيفانيوس وتضارب الأقوال حوله، فيما استمرت الأغلبية مهتمة بمباريات الدوري العام لكرة القدم والحج الذي لم يبق عليه إلا عشرون يوما بما يتضمن وقفة عرفات والأضاحي، وإلى ما عندنا …. التحدي شعارنا ونبدأ بردود الأفعال على عهد التميمي التي نشرت لها «الأهرام» حديثا بالهاتف أجرته معها سارة رمضان قالت فيه: استطعت أن أهزم خوفي وأصمد أمام المعوقات التي واجهتها إلى أن حصلت على شهادة «التوجيهي». ورغم أن إدارة السجن كانت عائقا أمامي، أنا وزميلاتي المعتقلات، فإننا رفعنا شعار التحدي ووقفنا ضد الظلم الذي تعرضنا له، قائمة طويلة من الانتهاكات تعرضت لها منذ اللحظة الأولى للتحقيق بداية من المجندة التي كانت ترافقني حتى المحققين الذين هددوني باعتقال أشخاص من عائلتي لإجباري على الاعتراف، والكلمات النابية التي كان يتلفظ بها المحققون أمامي إضافة إلى أن وجود الأسرى داخل دولة الاحتلال هو انتهاك بحد ذاته لابد أن تعاقب عليه إسرائيل. حقًا كان من الصعب استكمال دراستي حيث كان الضغط كبيرًا جدًا علينا ولكن رغم الصعوبات فإنني استطعت الصمود والتركيز على الحصول على شهادتي، ولهذا أعتبرها من أهم السنوات في حياتي حيث استطعت من خلالها إعادة اكتشاف «عهد» من جديد فقد كان الضغط كبيرًا والخوف أكبر من أن أفقد تلك السنة الدراسية. ليس هذا فحسب بل كان الوجع النفسي والإنساني يسيطر علي. في بعض الأحيان حينما أتذكر زميلاتي وهن يذهبن للمدرسة ليتلقين دروسهن في الوقت الذي أحرم فيه كطفلة فلسطينية من أبسط حقوقي في التعليم لأنني حبيسة جدران مظلمة مكبلة بالقيود الحديدية في دعوى أدافع فيها عن حقي فى الأرض والوطن. سأدرس القانون لأصبح محامية ليكلل دوري النضالي بما ينبغي أن يكون. أستطيع أن أتوقع المستقبل إلا أن تركيز نشاطي الرئيسي الآن وما أضعه على عاتقي هو أن أكون ناشطة في مجال حقوق الأسرى مدافعة عن كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. أمنية الوحدة ونشرت «الوطن» حديثا لها أجراه معها محمد علي حسن قالت فيه: والدتي كانت معي في السجن نفسه لكنها كانت محتجزة في غرفة أخرى، وحينما كانت إدارة السجن تسمح بفتح الغرف كنت ألتقي بها وفي أوقات كثيرة كنت أحتاج إلى أحضانها لكن جدران الزنزانة كانت عائقا بيني وبينها. هذه التجربة علمتني مدى وقوف الأسيرات بجانب بعضهن البعض داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي فالأسيرات كلهن قويات. أصعب لحظات مررت بها أثناء فترة اعتقالي تمثلت في موقفين الأول عند استشهاد ابن عمي عز التميمي بعدما أطلق عليه الاحتلال النار خلال مواجهات في قريتنا «النبي صالح» ومنعوا الأهالي من إسعافه، أما الموقف الثاني عندما اعتقل الاحتلال الإسرائيلي شقيقي الأكبر وعد حيث قامت القوة بتفتيش منزلنا قبل اعتقاله في مشهد مشابه لما حدث عند اعتقالي. كانت إدارة السجن تعطيني ورقة الأسئلة وأنا أجيب مثل جميع الأطفال الأسرى حيث كنت أذاكر الكتب الدراسية التي أدخلتها عائلتي في أثناء فترة الاعتقال. واعتبر فترة الامتحانات تحديا ضد الاحتلال الإسرائيلي فالمعتقل جعلني أقوى كنت أخصص كل وقتي في المعتقل للدراسة واستذكار دروسي. فقط أتمنى أن تتوحد القيادات الفلسطينية وأن يتحرر جميع الأسرى ولن أنسى قضيتهم حتى أموت. أكد الرئيس محمود عباس على دعمه لي خلال اللقاء الذي جمعني به أنا وعائلتي بعد الإفراج عني ووعدني بلقاء ثانِ حتى يكون لي متسع من الوقت للحديث معه بصورة أكبر وأوصل له جميع أوضاع الأسيرات داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي. ونصل إلى جريدة «صوت الأزهر» وتحقيقها الذي قالت فيه: وقال السفير سعيد أبوعلي الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية إن الأسيرة الفلسطينية المحررة عهد التميمي مثلت نموذجا للإصرار والإيمان الفلسطيني بحتمية الانتصار خاصة في مثل هذه المرحلة المصيرية بكل المعاني التي تجتازها القضية الفلسطينية والتي يقف فيها الشعب الفلسطيني شامخا بقيادة الرئيس محمود عباس، متمسكا بحقوقه وثوابته الوطنية، ومتصديا بصلابة لكل محاولات الاستهداف لتصفية قضية الفلسطينية، ومصرا على مواصلة النضال وبناء الدولة. وأشاد بما تمثله عهد من نموذج في المقاومة السلمية ومسيرة الفتاة والمرأة الفلسطينية النضالية العريقة، موجها التحية لنضال الشعب الفلسطيني بكل فئاته وأطيافه وأجياله وإلى الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين يواصلون درب الحرية والتضحية. الأنبا محب للجميع وإلى قضية مقتل الأنبا ابيفانيوس، رئيس دير الأنبا مقار، بضربه على رأسه بآلة حادة وهو أمر يثير القلق وكثرة التخمينات. هل قتله متطرفون إسلاميون يريدون إحراج النظام أم قتله رهبان؟ البابا تواضروس في تجنيز الأنبا طالب بانتظار نتائج التحقيقات وقال نقلا عن عاطف مكرم في «المساء»: قال قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني في صلاة جناز مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس مقاريوس ببرية شيهيت في كنيسة القديس الأنبا مقار الأثرية في وادي النطرون: إنه في الحقيقة أسقف منير لكل من حوله رغم الألم الذي يعتصرنا جميعًا ويعتصرني أنا شخصيًا إلا إننا على رجاء القيامة نودعه كما تعلمنا كنيستنا الارثوذكسية، إننا أمام هذا الناسك الجليل لا يهتز إيماننا بالله ضابط الكل، فالله يضبط هذه الحياة وليس شيء بعيد عن هذا نؤمن أن الله يضبط حياتنا بكل تفاصيلها ويضبط رحيلنا من هذه الحياة. نؤمن أيضًا بأنه صانع الخيرات للجميع للأبرار والأشرار ويظهر شمسه على الصديقين والخطاة، ونؤمن بأنه محب للبشر حتى الخطاة. أنا أشهد أمام الله وأمامكم أن هذا النموذج الرفيع فى المعرفة والقامة الروحية كان في عمله طبيب متميز ومتفوق وكان هادئًا وسط أسرته المباركة التي جعلته مرتبطا بالكنيسة منذ نعومة أظافره. وعندما جاء الوقت في سن الثلاثين دخل إلى الدير وتتلمذ على يد شيوخ الدير وصار محبوبًا ومحبًا للجميع. وبعد ما يقرب من ثلاثين سنة أختير للأسقفية بناء على رغبة الآباء الأحباء وصار أسقفًا وصارعضوًا فى مجمع كنيستنا القبطية الأرثوذكسية ورغم أن أسقفيته لم تدم إلا خمس سنوات وشهورا قليلة إلا أنه قدم لنا رسالة حية. ليس له عداوات لكن رئيس تحرير «الوفد» الأسبق مجدي سرحــان رفض طلب البابا انتظار نتائج التحقيقات وقدم سيناريوهات عدة لدوافع القتل وقال: كل هذه السيناريوهات تكاد تكون مستبعدة فرئيس الدير القتيل لا يمتلك شيئا يمكن سرقته منه شأنه شأن كل الرهبان ولا يوجد أي دليل على سرقة أي شيء من متعلقاته الشخصية، ولذلك فإن فرضية السرقة مستبعدة، وكذلك فرضية الدافع الإرهابي مستبعدة، لأن الأسقف الضحية ليس شخصية عامة شهيرة وغير معروف لغير مرتادي الدير ولا يمكن تمييزه عن باقي الرهبان.أيضا عمال المزرعة كلهم مسيحيون وليست لهم عداوات مع رئيس الدير فلماذا يقتلونه؟ هنا تبرز حقيقة ساطعة هي أن قتل الأنبا إبيفانيوس كان هدفا في حد ذاته وغالبا ليس من خارج الدير وهذا ما يطرح السيناريو الرابع «الأسود» للجريمة وهو أن يكون القاتل من بين الرهبان أنفسهم وهو ما رجحه أحد رهبان الدير في تصريح صحافي قال فيه: «إن القاتل هو أحد الموجودين في الدير وليس خارجه لأنه يعرف ممرات الدير وأماكن كاميرات المراقبة التي لا توجد في مثل هذا الممر الذي وقعت فيه الجريمة، كما أن القاتل يعرف رئيس الدير جيدا ولم يستهدف قتل أحد آخر. «لكن: لماذا يقتل راهب أسقفا في الدير؟ وهل يوجد بين الرهبان من يقتل؟ البعض يقول: إن الأسقف الضحية هو أحد التلاميذ المخلصين لمدرسة الأب متّى المسكين الفكرية التي تختلف مع الكنيسة أو «الكرازة» في بعض الأمور اللاهوتية. إن الفترة الماضية شهدت صدامات وخلافات حول بعض التعليم الكنسي بين الدير والكنيسة. وهذا الصدام ارتبط بشكل ما بـ«تسييم» الأنبا أبيفانيوس على الدير أو تعيينه رئيسا له بواسطة البابا تواضروس. تنبأ بموته وأخيرا إلى «الدستور» التي نشرت صفحة كاملة عنه ضمت تحقيقات عدة شارك في إعدادها مايكل عادل وجرجس صفوت وتريزة شنودة ومونيكا جرجس. ومما قالوا: حسب الراهب شنودة المقاري فإن «الأنبا أبيفانيوس أعلن اقتراب وفاته لعديد من رهبان دير الأنبا مقار» مستدلًا على ذلك بـ«اعتكاف أحد آباء الدير منذ أكثر من أسبوع عند سماعه كلام الأب الراحل بقرب نياحته كدليل على حزنه». وأضاف المقاري: «أحد العلمانيين حمل إلى الدير رخامة كشاهد جنائزي فيه التفاصيل الخاصة بالأب الراحل لتوضع على باب الفتحة الخاصة بمواراة جسد الأنبا في الدير، وقال بالحرف: «نيافة الأنبا أبيفانيوس طلب مني منذ أربعة أيام تجهيز هذه الرخامة»»ومن فوارق القدر أيضًا أن الأنبا الراحل حمل خلاصة فكره قبل أيام من موته خلال عظته وحديثه الأخير مع رهبان ديره حين سأل أحد الرهبان نيافته قائلًا: «كيف نميز فكرا مزيفا وكيف لا ندعه يخدع قلبنا؟»عندها أجاب الأنبا أبيفانيوس وكأنه يعطي وصيته الأخيرة: «كل فكر يؤدي إلى المزيد من المحبة فكرٌ مقدس وكل فكر يؤدي إلى الثبات في المسيح أكثر هو فكرٌ مقدسٌ أيضًا. أما كل فكر يخلق غيرة بيني وبين أخي فهو فكر مزيف مخادع، فلنجعل المحبة هي المصفاة التي نصفي عليها جميع أفكارنا وسيحفظنا ذلك من حرب العدو ولكن الحرب آتية لا محالة فلنستعد لها». الأنبا أبيفانيوس ولد في 27 يونيو/حزيران 1954 في مدينة طنطا وتخرج فى كلية الطب وترهبن في 21 أبريل/نيسان 1984 في دير الأنبا مقار في وادي النطرون باسم الراهب القس أبيفانيوس المقاري وسُيّم أسقفًا ورئيسًا للدير في 10 مارس/ آذار 2013. قبلها كان يُشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل لغاتها في الدير باعتباره من الباحثين النشطين، ونشرت له مطبعة الدير أول إنتاجه العلمي وهو «ترجمة من اليونانية القديمة للعربية: سفر التكوين والقداس الباسيلي». حتى لا نبدأ من الصفر ولا تزال الصحف والمجلات الحكومية مليئة بإعادة ما قاله الرئيس في المؤتمر الوطني السادس للشباب وتحليله خاصة قوله إنه «زعلان» بسبب «هاشتاغ إرحل» رغم ما أنجزه من مشاريع. ولذلك قال منصور عبد الغني في «الأهالي» لسان حال حزب التجمع اليساري مشيدا بما تحقق ومهاجما النظام كذلك بقوله: ابقى يا ريس لأنك تصديت، استمر لأنك رفضت المساومة على مصر وأمنها القومي واستجبت لمطالب الملايين بتصحيح المسار ووفرت الأمن والأمان. أعطيت الأمل لأجيال كثيرة في إمكانية استقلال القرار الوطني وتحرير الإرادة. إبقى يا ريس رئيسا منتخبا مطبقا للدستور، محافظا على الدولة ووحدة وسلامة أراضيها، منصتا للرأي الآخر، فاتحا المجال أمام الكفاءات وأهل الخبرة، فارضا العدل والمساواة، مسؤولا عن المقهورين العاجزين عن توفير احتياجاتهم بسبب الإجراءات الاقتصادية القاسية. وفي مجلة «المصور» الحكومية أثار رئيس تحريرها الأسبق عبد القادر شهيب إلى ظاهرة ازدياد عدد الفقراء في مصر بدرجة ملفتة وكان مقاله عنوانه «حتى لا نبدأ من الصفر في مواجهة الفقر» : طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي من رئيس الرقابة الإدارية خلال فعاليات مؤتمر الشباب الذي احتضنته جامعة القاهرة بداية هذا الاسبوع أن يضع على مكتبه الملف الخاص بنحو 107 أسر فقيرة في إحدى قرى الفيوم لا تجد عونا أو مساعدة تعين أفرادها على الحياة وتوفير الحد الأدنى الضروري من احتياجاتها الأساسية من الغذاء ناهيك عن الاحتياجات الأساسية الأخرى من سكن آدمي ورعاية صحية وتعليم وغيره. وفي الوقت ذاته طلب الرئيس السيسي من وزيرة التضامن الاجتماعي ان تسعى بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية للوصول إلى هذه الأسر الفقيرة التي لا تنطبق عليها الشروط المقررة للحصول على دعم ومعاش تكافل وكرامة لتوفير دعم لها يساعدها علي مقاومة فقرها، بينما طلب من رئيس الرقابة الإدارية اختصار الجدول الزمني المقرر للانتهاء من إعداد قائمة شاملة لمصر اقتصاديا واجتماعيا وفي كل المجالات من ست سنوات إلى أربع أو أقل، مشيرا لأهمية أن نعرف الفقراء الذين يعيشون في بلدنا والوصول إليهم لمساعدتهم وتقديم الدعم اللازم لهم. ولكن الرسام في «المصري اليوم» عمرو سليم قدم دليلا مضادا ينفي فيه حكاية تزايد الفقر وإنما العكس هو ما حدث تزايد الغنى لدرجة أنه شاهد امرأة وسمعها تقول لجارتها: جوزي محرج عليا أطبخ من ساعة ما رفعوا سعر الغاز كل يوم بنطلب أكل جاهز من مطعم مكسيم في سويسرا. إعلاميون بلا عمل وإلى المشاكل حيث أحزننا عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» وهو ينقل لنا مأساة صحافيين قال عنهم تحت عنوان «إعلاميون بلا عمل»: أين سوف يذهب الإعلاميون والصحافيون الذين استغنت عنهم أماكن عملهم في الشهور الأخيرة؟ أتمنى أن تنشغل كل الجهات المعنية وذات الصلة بالبحث عن إجابة لهذا السؤال الصعب؟ لا أتحدث اليوم عن السياسة أو المحتوى أو لماذا تقشفت هذه الصحيفة أو توقفت تلك المحطة ــ فذلك موضوع متشعب ــ لكن أتمنى أن ننشغل جميعا بالتفكير فى أمر الزملاء الذين فقدوا وظائفهم في الشهور الأخيرة إذ شهدت غالبية الصحف والفضائيات عمليات تقشف واسعة النطاق بفعل أزمات اقتصادية طاحنة. نعلم جميعا أن أسعار الورق ارتفعت عالميا أكثر من مرة قبل أقل من سنتين كانت الزيادة 80٪ بسبب تداعيات قرار تعويم الجنيه المصرى أمام العملات الأجنبية. وقبل شهرين ارتفعت الأسعار مرة أخرى إلى نسب تقترب من 45٪ بسبب تغيرات في سوق الورق عالميا بفعل الحروب التجارية بين أمريكا والصين وأوروبا أو لتغيرات في قوانين عالمية تتعلق بآليات استخدام بعض أنواع الوقود في النقل. هذه الارتفاعات مصحوبة بتراجع حصة الإعلانات التجارية خصوصا تلك الموجهة للسوق المصرية إقليميا حتمت على غالبية الصحف وقف التعيينات أو تخفيض الرواتب. ورغم ذلك كانت غالبية الصحافيين تتقبل هذه الإجراءات مكرهية، لكن الجديد أن العديد من الصحف والفضائيات بدأت عمليات استغناء واسعة النطاق عن بعض العاملين فيها والنتيجة أن مئات الصحافيين والإعلاميين وجدوا أنفسهم جالسين في بيوتهم لا يجدون فرصة عمل تحافظ لهم على الحد الأدنى من الدخل اللازم لمعيشتهم، وبعضهم لم يعد يملك إلا البدل النقدي الذي تقدمه نقابة الصحافيين ولا يزيد على 1670 جنيها. في بعض المؤسسات كانت عمليات الاستغناء واسعة النطاق ونظرا لعدم وجود فرص عمل في صحف أو مواقع أو فضائيات أخرى كان الجلوس فى المنزل هو الخيار الوحيد. أعرف قصصا مأساوية كثيرة لزملاء في المهنة لا يصدقون حتى الآن أنهم بلا عمل، بعضهم كانوا نجوما بارزة في سماء الإعلام وبعضهم كانوا في بداية مشوارهم المهني. في السنوات الأخيرة صار في كل جامعة كلية إعلام أو أكثر من قسم للإعلام فيها والجميع يحلم بأن يصبح صحافيا لامعا أو مذيعة مشهورة ودخل المهنة من يستحق ومن لا يستحق لكن النتيجة النهائية أن هناك أكثر من 12 ألف صحافى عضو في نقابة الصحافيين وربما مثلهم أو أكثر غير معينين وآلاف غيرهم يعملون في الفضائيات ما بين مذيعين ومعدين ومصورين وفنيين. أتمنى أن تكون هناك لجنة طارئة تدرس هذا الملف ويكون ممثلا فيها نقابتا الصحافيين والإعلاميين والمجلس الوطني للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والوطنية للصحافة وكل جهة مختصة ومعنية بهذا الملف الحيوي والحساس قبل أن يجدوا المئات معتصمين في نقابة الصحافيين أو نقابة الإعلاميين الوليدة. الأطباء الأشباح ولكن مقابل هذه المشكلة أشار رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «اليوم السابع» أكرم القصاص إلى مجموعة تحقق مكاسب هائلة ولا تقدم مقابلا لها وهم كبار الأطباء الذين يهددون بفضل مشروع التأمين الصحي الجديد، وقال عنهم: ونحن نتحدث عن المنظومة الصحية والاتجاه لتطبيق التأمين الصحي الشامل الأمر يستحق البحث والنقاش للوصول إلى أفضل صيغة تقدم خدماتها للمرضى، ومع أهمية التمويل والموازنة هناك عناصر تسبق في أهميتها المال. التمويل يمكن توفيره ويتضمن قانون التأمين الصحي الشامل أبوابا كثيرة يمكن أن توفر تمويلا مناسبا وكافيا لكن هناك العنصر البشري والإنساني وهو الذي يبدو أنه يغيب في منظومة الطب الحالية خاصة أن الأطباء الكبار غالبًا غير متفرغين يتنقلون من مستشفى لآخر ومن عيادة لأخرى. ويبدو المريض في آخر قائمة الاهتمامات. لا يوجد نظام تفرغ يضمن وجود الطبيب في مكانه ومستشفاه وهو نظام غير موجود في أي مكان في العالم ومعروف أن تراخيص مزاولة المهنة في الدول التي تحقق أنظمة طبية محترمة تصدر بتحديد المكان المحدد الذي يعمل فيه الطبيب، ولا يوجد في أي دولة متقدمة طبيب يتقافز بين المستشفيات تاركا مرضاه يلهثون وراءه بحثا عن كلمة أو رأي. لقد كنت شاهدا على تجربة كاشفة لأمراض الطب والعلاج في واحدة من أكبر مستشفيات مصر ـ عين شمس التخصصي ـ ظل المريض ينتظر أستاذ ورئيس قسم الصدر أو أستاذ ورئيس قسم الأورام ثلاثة أسابيع من دون أن يزوره أي منهما، ولم تجد التدخلات والتوصيات شيئا. الأطباء الكبار يتركون تلاميذهم المتدربين ويكتفون بتلقي التقارير على «الواتس آب» وإنْ وجد الأستاذ وقتا يراجعها بإهمال ويجيب عليها بملل والنتيجة مزيد من الآلام للمريض وأهله، وبعض كبار الأطباء تحولوا إلى أشباح تمارس طبا شبحيا وماكينات لجمع المال. يذكرني ذلك بواقعة حدثت أيام الرئيس جمال عبد الناصر عندما أتفق كبار الأطباء على رفع قيمة الكشف من خمسة جنيهات إلى عشرة فقال في خطبة علنية إذا لم يتراجعوا عن هذه الزيادة فسوف أقوم بتأميم الطب مثل بريطانيا وهي دولة رأسمالية فسارعوا بالعودة إلى السعر الأول وهم يجزون على أسنانهم غيظا منه. حكاية زواج أنور وليلى أخيرا إلى الحكايات والروايات وستكون هذه المرة من جريدة «اللواء الإسلامي» التي نشرت تحقيقا السيد الحراني عن قصة زواج الفنان أنور وجدي من الفنانة ليلى مراد، نقلا عن كتاب الباحث الفني أشرف غريب، وضمنه أقوال لمحمود عساف سكرتير حسن البنا مرشد الإخوان ومؤسس الجماعة. وجاء في التحقيق : كانت تفاصيل وثيقة الزواج الذي تم في محكمة مصر الابتدائية وتنشرها «اللواء الإسلامي» كالتالي «إنه في يوم 1 شعبان عام 1364 هجرية الموافق 15 يوليو/تموز عام 1945 الساعة 12 ظهراً عن «على» يدي أنا محمد صالح النواوي رئيس قلم المأذونين في محكمة مصر الابتدائية الشرعية بالأصالة عن حضرة صاحب القضاء رئيس المحكمة حضر كل من: حضرة الأستاذ أنور وجدي المولود في القاهرة المسمى أبوه المرحوم يحيى وجدي ابن المرحوم حسين صالح وأمه الست مهيبة بنت سعيد البالغ «الزوج» من العمر 32 سنة تقريبا والساكن 25 شارع شريف باشا المتدين بالدين الإسلامي والتابع للحكومة المصرية وصناعته مدير شركة سينما والآنسة البكر ليلى مراد المولودة في بلدة القاهرة المسمى أبوها زكي مراد ابن مراد زكي وأمها الست جميلة مراد بنت إبراهيم روشو البالغة «الزوجة» من العمر 24 سنة تقريبا الساكنة في المنزل المذكور المتدينة بالدين الإسرائيلي من رعايا الحكومة المصرية وصناعتها مطربة وكلاهما بالغ عاقل وتم الاتفاق على مؤخر صداق وقدره 500 جنيه». يذكر هنا أنه في ذلك الوقت لم يكن قد تم الاعتراف رسميا بوجود إسرائيل. وذكر الناقد الفني أشرف غريب في كتابه الوثائق الخاصة بليلى مراد أن الفنان أنور وجدي أعلن رسميا عن الزواج يوم 17 يوليو/تموز عام 1945 عقب انتهاء تصوير مشهد الزفاف الذي كان يجمعه مع ليلى ضمن أحداث فيلمهما «ليلى بنت الفقراء» حيث أبلغ الحضور بأنه عقد قرانه عليها بالفعل قبل يومين في محكمة مصر الابتدائية الشرعية. وقال السيد الحراني إن أنور ذهب لمقابلة السيد شومان الذي افتتح فرعا للبنك العربي في القاهرة في وقت كان فيه حسن البنا قد توجه إليه لفتح حساب للجماعة فيه قال: فاجأنا شومان بك بقوله بصوت عال حينما لمحنا: أهلاً أهلاً أهلاً وسهلاً مما جعل الجالس أمامه ينظر إلينا فإذا به ينتفض هو الآخر ويهتف قائلاً: حسن بك، حسن بك أهلاً وسهلاً، حسن بك. ثم تقدم نحونا مصافحاً الإمام ثم إياى ثم جلس على كرسى مواجه للإمام. وقال لنا أنا أنور وجدي المشخصاتي- يعني الممثل- طبعاً فأنتم تنظرون إلينا ككفرة نرتكب كل يوم المعاصي في حين أنا والله أقرأ القرآن وأصلي كلما كان ذلك مستطاعاً. كانت مفاجأة لي فلم يكن أحد ينادي الإمام أو يشير إليه في كلامنا إلا بقولنا فضيلة الأستاذ أو السيد الإمام أما حكاية حسن بك كانت نشازاً غريباً عليه وعلى مسامعه هو أيضا. رد عليه الإمام بقوله يا أخ أنور أنتم لستم كفرة ولا عصاة بحكم أعمالكم فالتمثيل ليس حراماً في حد ذاته ولكنه حرام إذا كان موضوعه حراماً وأنت وإخوانك الممثلون تستطيعون أن تقدموا خدمة عظمى للإسلام إذا عملتم على إنتاج أفلام أو مسرحيات تدعو إلى مكارم الأخلاق بل أنتم تكونون بذلك أكثر قدرة على نشر الدعوة الإسلامية من كثير من وعاظ المساجد. ثم قال الإمام إني أرحب بك وآمل أن تحضر لزيارتنا في دار الإخوان المسلمين في الحلمية الجديدة لنتبادل الرأي حول ما يمكن أن تسهموا به في نشر الفضيلة والدعوة إلى الله تعالى. فرضية تستبعد الدافع الإرهابي في مقتل الأنبا أبيفانيوس وأخرى ترجح تصفيته على يد أحد الرهبان حسنين كروم |
الرئيس عباس يوزع مهام التنفيذية وانفجار خلاف بعد سحب «ملف المغتربين» من «الديمقراطية» Posted: 01 Aug 2018 02:23 PM PDT غزة – رام الله -»القدس العربي»: يتضح من قرارات الرئيس محمود عباس، التي صادق خلالها على توزيع مهام أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي انتخبت قبل ثلاثة أشهر، أنه جرى سحب «دائرة المغتربين» من ممثل الجبهة الديمقراطية في المنظمة تيسير خالد، وإلحاقها بمؤسسة الرئاسة، على أن يتولى إدارتها مستشاره للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية الدكتور نبيل شعث، وهو ما فجر خلافا كبيرا مع هذا التنظيم الفلسطيني، الذي شارك في المجلس الوطني الأخير، بخلاف الجبهة الشعبية. وأعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، في تصريح صحافي، عن مصادقة الرئيس عباس، بصفته رئيس اللجنة التنفيذية، على توزيع المهام والدوائر على أعضاء اللجنة التنفيذية. وشملت التوزيعات الجديدة تولي الرئيس عباس رئاسة اللجنة التنفيذية، والصندوق القومي، فيما يتولى عريقات أمانة سر اللجنة ورئاسة دائرة شؤون المفاوضات، وأوكلت للدكتورة حنان عشراوي رئاسة دائرة الدبلوماسية والسياسات العامة، فيما أبقي تيسير خالد بلا دائرة. وأوكلت دائرة العمل والتخطيط للدكتور أحمد مجدلاني من حزب النضال الشعبي ، فيما أوكل لصالح رأفت من حزب فدا، رئاسة الدائرة العسكرية والأمنية، والدكتور واصل أبو يوسف رئاسة دائرة التنظيمات الشعبية، فيما يتولى عزام الأحمد رئاسة دائرة الشؤون العربية والبرلمانية، والدكتور زياد أبو عمرو دائرة العلاقات الدولية، وبسام الصالحي دائرة الشؤون الاجتماعية، وعدنان الحسيني دائرة شؤون القدس، وأحمد أبو هولي رئاسة دائرة شؤون اللاجئين، والدكتور علي أبو زهي رئاسة دائرة التربية والتعليم، وفيصل عرنكي دائرة التنمية البشرية، وأحمد بيوض التميمي دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني. وتقرر وفق القرار الرئاسي أن تتبع دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير لرئيس اللجنة مباشرة، حيث أصدر الرئيس قرارا بتكليف الدكتور نبيل شعث بإدارة دائرة شؤون المغتربين والإشراف على أعمالها مؤقتا، وألغى القرار كل ما يتعارض مع أحكامه. وفي السياق رفض تيسير خالد قرار نقل صلاحيات دائرة شؤون المغتربين، وقال إنه «غير قانوني»، فيما أعلنت الجبهة الديمقراطية رفضها الدخول في «ترتيبات غير قانونية». وتدرس حاليا فكرة تجميد عضويتها في التنفيذية. وكشفت الجبهة في بيان لها عن إرسالها «مذكرة سياسية» للرئيس عباس يوم 26 من يوليو/ تموز الماضي، وصفت فيها الأسلوب الذي أدار به مسألة دائرة المغتربين في اللجنة التنفيذية بـ «التفرد والانفراد والهيمنة»، كما وصفت اللغة التي برر بها مواقفه بأنها «لغة السيطرة والإقصاء». ورأت الجبهة أن هذه السياسات، خاصة في هذه المرحلة، «تلحق أذى شديداً في العلاقات الوطنية»، ودعت بدلاً من ذلك إلى العودة إلى «لغة القواسم المشتركة والشراكة السياسية والتوافقية الديمقراطية». يشار إلى أن خالد الذي أعيد انتخابه كعضو في اللجنة التنفيذية للمنظمة أخيرا، ممثلا عن الديمقراطية كان على رأس دائرة المغربين منذ 10 أعوام. وبالعودة إلى قرارات توزيع المهام، فقد أوكلت مهمة متابعة ملفات الشهداء والأسرى والجرحى مع الجهات المختصة، لأمانة السر التي يتولاها الدكتور عريقات. كما قررت اللجنة التنفيذية تشكيل لجنة لتفعيل دوائر ومؤسسات منظمة التحرير واستقلاليتها وإلغاء كل ما يتناقض مع القوانين والأنظمة، وبما يشمل النظامين الإداري والمالي، مكونة من خالد، رئيسا، وعضوية مجدلاني والأحمد والصالحي وأبو هولي، وعرنكي ورمزي خوري، وهو مدير الصندوق القومي. كما جرى تشكيل لجنة عليا لمتابعة كل ما يتعلق بالمحافظة على تفويض وعمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» وتوفير الدعم المالي لها لتمكينها من النهوض بمسؤولياتها، يرأسها أحمد أبو هولي، وتضم في عضويتها مجدلاني والأحمد وأبو عمرو وعرنكي والصالحي. وقال عريقات إن اللجنة التنفيذية أقرت التقرير والتوصيات التي قدمت من اللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ قرارات المجلس الوطني الذي انطلقت أعماله في 30 أبريل/ نيسان الماضي، وشملت: تحديد العلاقات الأمنية والاقتصادية والسياسية مع سلطة الاحتلال إسرائيل، والمصالحة الفلسطينية، وإسقاط «صفقة القرن»، وبما يشمل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس، وكذلك محاولة إسقاط ملف اللاجئين، واعتماد قانون القومية العنصري كنقطة ارتكاز لصفقة القرن، إضافة إلى قرارات المجلس الوطني المتصلة بالقدس والمرأة والشهداء والأسرى والجرحى وباقي القرارات. الرئيس عباس يوزع مهام التنفيذية وانفجار خلاف بعد سحب «ملف المغتربين» من «الديمقراطية» الصندوق القومي من صلاحياته وعريقات أمينا للسر والأحمد للعلاقات العربية والبرلمانية |
بروفيسور فلسطيني ينال أعلى المناصب الأكاديمية والعلمية في بريطانيا Posted: 01 Aug 2018 02:23 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي»: حاز طبيب فلسطيني بارز على مرتبة «بروفيسور زائر» من أهم جامعتين في المملكة المتحدة، تقديرا لأبحاثه ومساهماته العلمية والجراحية في العالم. وعبر البروفيسور سليم حج يحيى من مدينة الطيبة داخل أراضي 48 عن سعادته بحيازته على مرتبة «تشير بروفيسور» ، وهو المنصب الأعلى أكاديميا وعلميا في المملكة المتحدة في مجال القلب وجراحة القلب والرئتين، مؤكدا أن ذلك سيتيح له فرصة كبيرة لشق طريق في بناء وتطوير مؤسسات فلسطينية وعربية. وفي تصريحات خاصة بـ «القدس العربي» أكد سليم حج يحيى (50 عاما) أنه تلقى مذكرة تبلغه بمنحه هذه المرتبة الرفيعة النادرة من جامعتي بريستول جنوب غرب بريطانيا، وغلاسكو، وهي جامعة اسكتلندية تم تأسيسها في 1452، وتعتبر من أعرق الجامعات. موضحا أنه تم تبليغه بذلك بشكل اعتيادي، نافيا وجود أي فعاليات احتفالية. وقال إنه سيظهر اسمه رسميا في لائحة الجامعتين في مطلع آب/أغسطس القريب. ويشغل حج يحيى اليوم عدة مهام كالرئيس التنفيذي لمستشفى نابلس، وعميد كلية الطب والعلوم الطبية في جامعة النجاح وبروفيسور ومدير المعهد الوطني لجراحة القلب والرئتين في مستشفى نابلس، علاوة على كونه محاضرا في جامعات بريطانية. وسبق أن قام بتأسيس قسم زراعة القلب الاصطناعي في جامعة غلاسكو، كما قام بأول عملية زرع هناك عام 2011. الأصغر سنا في بريطانيا وبحصوله على هذا اللقب يكون البروفيسور حج يحيى جراح القلب البريطاني (من أصل فلسطيني) الوحيد الحاصل على درجة «تشير بروفيسور» على مستوى أسكتلندا، والبروفيسور الوحيد في زراعة القلب والرئتين على مستوى المملكة المتحدة، كما أنه جراح زراعة القلب الأصغر عمرا، والوحيد الحاصل على منصبين بدرجة «تشير بروفيسور» في آن واحد من جامعتين بريطانيتين. وجاء في كتاب التنسيب لرئاسة الجامعة ومجلسها أن «تعيينا رفيع المستوى كهذا يعد بمثابة عربون إجلال وتقدير لما قدمه حج يحيى لأسكتلندا من خدمات علمية وجراحية مثل زراعة القلب الصناعي الناجح الأول في غلاسكو (التي قاد بها البروفيسور حج يحيى الفريق)، وقيادة فريق زراعة القلب الطبيعي وبناء برنامج الدورة الدموية الصناعية الذي كان له الأثر في تطوير قاعدة للبحث العلمي في بريطانيا». وثمّن كتاب التنسيب ما قدمه البروفيسور حج يحيى لبناء برامج طلائعية لزراعة القلب الصناعي في أنحاء مختلفة في العالم وفي معظم أنحاء العالم العربي، بما في ذلك فلسطين. كما ثمّن عالياً كونه مثلا إنسانيا وعلميا يقتدى به وملهما للطلاب وأطباء المستقبل لبناء طب مبني على القيم المهنية العلمية والإنسانية. وخلص التنسيب للقول: «على إنجازاته هذه كلها يستحق هذا الشرف بالمنصب». لكن حج يحيى يرى في المنصب ما هو أهم من التشريف، مؤكدا على الأبعاد الاستراتيجية المترتبة عليه. ويوضح أن المنصب يعزز الفرص لاستكمال مشروع بناء المؤسسات الفلسطينية والعربية، علاوة على كونه ملهما بالنسبة للطلاب والباحثين وصناع القرار في فلسطين والوطن العربي، وأشرف على بناء معاهد زراعة قلب اصطناعي وعلى عمليات زرع في دول عربية كثيرة، وشارك في تطوير القلب الاصطناعي بالتعاون مع شركات ومؤسسات عالمية منها مختصة بالجيل الجديد من القلب الاصطناعي، الذي يمكن له أن يبقى فعالا طيلة حياة الإنسان». وتابع «هذا دليل على أننا قادرون على التحدي وإحراز النجاحات الطبية والجراحية رغم كل ظروف الاحتلال. ولا يقل أهمية البعد السياسي القومي الذي يشير لوفرة الكفاءات والطاقات عندنا. وإذا كنا تحت الاحتلال ننجح ببناء مشاريع وحيازة ألقاب ومراتب عالمية فلك أن تتخيل الإمكانيات الكبيرة الكامنة في الوطن العربي ولدى الأمة العربية». وأوضح أن المنصب مؤثر جدا علميا وسياسيا ويفتح آفاقا كبيرة للتعاون بين المجتمع الفلسطيني والعربي، وبين أرقى الجامعات الغربية في مجال العلم والتقدم الحضاري. ويضيف «بدأت باستغلال المنصب لخدمة أطباء عرب وفتح مجالات تخصص وإجراء أبحاث علمية في المملكة المتحدة، حيث ترصد ميزانيات هائلة للبحث العلمي العالمي بشرط التعاون مع مؤسسات علمية في دول العالم الثالث. كما ينبه إلى أنه شرع في استغلال المنصب الجديد والمجاني لتدعيم العمل الفلسطيني المؤسساتي حيث سيقوم عشرة أطباء أطفال بريطانيين بزيارة فلسطين في سبتمبر/ أيلول المقبل للمساهمة في إجراء عمليات جراحية للأطفال. كذلك تم إرسال طلاب من جامعة النجاح إلى بريستول، فيما يستعد فريق أطباء وإداريون فلسطينيون لزيارة جامعة غلاسكو لاستكمال المشاركة في مجالات شتى. برنامج ريادي في نابلس حج يحيى الذي يعمل أيضا كمستشار للجنتين تابعتين لحكومتي بريطانيا واسكتلندا في مجال زراعة القلب والرئتين، كشف عن إطلاق برنامج ريادي على مستوى كل العالم العربي في نابلس يعنى بزراعة القلب والرئتين، لافتا إلى استخدام طرق طلائعية في هذا المجال تم تطويرها علميا وتقنيا، مستفيدا من الخبرة العلاجية الكبيرة خاصة في مجال زرع رئات من متبرعين بعد وفاة الدورة الدموية عندهم، مما ضاعف من عدد المتبرعين وأعداد عمليات زرع الأعضاء في ظل نقص كبير في الأعضاء البشرية في فلسطين. وردا على سؤال عن مستقبل زراعة الأعضاء في المستشفيات الفلسطينية قال حج يحيى إن القدرات موجودة وبدأ تحقيقها، لافتا للحاجة لاستكمال بناء نظام حكومي متكامل يشرف على هذا المشروع الطبي الإنساني الفريد. كما يشير الى الحاجة لحملات توعية منهجية لحيوية تبرع الناس بأعضائهم وإنقاذ سواهم، لافتا إلى استكمال سن قانون فلسطيني جديد ينظم هذا المجال بمساعدة رئيس حكومة فلسطين رامي حمد الله، بعدما كان يعتمد قانون مصري متقادم. وتابع «ينطوي ذلك على أبعاد إنسانية وطبية وثقافية كبيرة، وقد بدأنا حملة التبرع بالأعضاء في فلسطين في 2017». بروفيسور فلسطيني ينال أعلى المناصب الأكاديمية والعلمية في بريطانيا خبير في زراعة الرئة والقلب وديع عواودة: |
حركة «التوحيد والإصلاح» المغربية تطرح قرار فك ارتباطها بحزب «العدالة والتنمية» Posted: 01 Aug 2018 02:23 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: تتجه حركة «التوحيد والإصلاح» المغربية، الذراع الدعوية لحزب «العدالة والتنمية» قائد الائتلاف الحكومي في المغرب، إلى تطليق السياسة وتعميق طابعها الدعوي، عبر تعديل ميثاقها المؤسس الذي يحدد أهدافها وبرامجها. ويُنتظر أن تطرح الحركة توجهها الجديد للمصادقة عليه في مؤتمرها العام بين يومي 3 و5 آب/ أغسطس الجاري. ويوضح رئيس الحركة أن التوجه الجديد بعدم الاشتغال بالسياسة كشأن حزبي «نابع من قناعة فكرية واجتهاد في العمل الإسلامي الحديث مغاير لما اعتمدته أغلب الحركات الإسلامية الحديثة». فيما يعتبر خبيران أن هذا التوجه يمثل تدقيقًا في هوية الحركة، وخطوة استباقية لما قد تنتهي إليه تجربة حزب «العدالة والتنمية» في الحكومة. ومنذ تموز/ يوليو 2016 أطلقت حركة «التوحيد والإصلاح» برنامج مراجعة ميثاقها، قبل أن تخلص إلى التخلي عن «المجال السياسي». وتشمل التعديلات المقترحة في ميثاقها إحلال قسم باسم «مداخل الإصلاح» محل قسم «مجالات العمل». وتحدد الحركة «مداخل الإصلاح» في: مدخل التربية والتكوين، والمدخل الدعوي، والمدخل العلمي والفكري. ويتضمن ميثاقها، المعتمد منذ عام 1998، «المجال السياسي»، وهو بين 10 مجالات للعمل هي: «الدعوة الفردية»، و«الدعوة العامة»، و«العمل الثقافي والفكري»، و»العمل العلمي التعليمي»، إضافة إلى: «المجال التربوي والتكويني»، و«الاجتماعي والخيري»، و»المجال السياسي»، و»المجال النقابي، و«المجال الإعلامي»، و»المجال الاقتصادي». ويُقصد بالمجال السياسي «مختلف الأعمال والمهام الرامية إلى التزام المؤسسات السياسية والممارسات السياسية بالإسلام». ويتحقق هذا الالتزام عبر اعتماد ثلاثة وسائل هي: تأصيل العمل السياسي بالدراسات والأبحاث، وتوفير الآليات المشروعة اللازمة للعمل السياسي والعمل على تقديم صورة جديدة للممارسة السياسية الراشدة والنظيفة». الدعوي والسياسي منذ ميلادها أعلنت حركة «التوحيد والإصلاح» عن تبنيها خيار التمايز بين ثنائية «الدعوي والسياسي»، لكنها هذه المرة تطمح إلى التخلي كليًا عن العمل السياسي. ويقوم خيار التمايز، وفق أدبياتها، على شراكة استراتيجية بين الهيئتين الدعوية (الحركة) والسياسية (حزب العدالة والتنمية) باعتبارهما شريكين في مشروع إصلاح واحد، والتمايز يشمل الوظائف ومجالات العمل والخطاب والرموز. ونشأت الحركة في أواسط سبعينيات القرن العشرين من خلال فعاليات كانت تقيمها مجموعة من الجمعيات الإسلامية. وفي 31 آب/ أغسطس 1996 تحققت وحدة اندماجية بين حركة «الإصلاح والتجديد» و»رابطة المستقبل الإسلامي»، لتولد رسميًا الحركة باسمها وصيغتها الحاليين. وخلال المؤتمر العام لـ«التوحيد والإصلاح» (يضم ممثلين عن كل فروع الحركة)، في نهاية الأسبوع الجاري، تتدافع تساؤلات حول توجه الحركة في المرحلة المقبلة. وقال رئيس الحركة، عبد الرحيم شيخي،إن «الحركة ستعمل على ترسيخ التمييز بين ما هو سياسي ودعوي على المستوى التصوري والفكري». وتابع: «وكذلك تعميق التمايز بين ما هو تنظيمي حركي وما هو حزبي، بما يقتضيه ذلك من استقلالية للحركة في اختياراتها وقراراتها ومواقفها واختيار مسؤوليها وتمويلها عن أية جهة حزبية». وأوضح أن «توجه الحركة نحو عدم الاشتغال بالسياسة كشأن حزبي يومي هو توجه نابع من قناعة فكرية واجتهاد في العمل الإسلامي الحديث مغاير لما اعتمدته أغلب الحركات الإسلامية الحديثة». وأردف أن «التغييرات التي سيعرفها الميثاق تزيل اللبس وتسهم في المزيد من الوضوح وتفتح المجال لبناء علاقات التعاون والشراكة مع كل الفاعلين في ميادين الإصلاح المختلفة». وبخصوص العلاقة مع حزب العدالة والتنمية، أجاب «شيخي» بأن «مراجعتها (هذه العلاقة) مطروحة للمدارسة والتداول، وهناك- إجمالاً- اتجاه خلال المرحلة المقبلة نحو مزيد من التعميق لهذا التمايز إلى أبعد مدى ممكن». خطوة استباقية وفق عز الدين العزماني، باحث مغربي في العلوم السياسية، فإن «تجربة حزب العدالة والتنمية بانتقاله من المعارضة إلى تسيير الحكومة تفرض هذا التوجّه الجديد». وأضاف العزماني أن «الحركة لم تعد قادرة على استيعاب سرعة السّياسي ومجاراة تقلُّباته، والتي تكون في الغالب على حساب ما تراه اختصاصاتها المباشرة». وتابع: «لاحظنا كيف تغوّل الموضوع الحزبي على أجندة الحركة، خاصة بعد بروز واضح لتيارات متمايزة داخل الحزب، ما فرض على الحركة تحيُّزات حاسمة لصالح هذا الطرف أو ذاك، كما تبنّى الحزب مواقف قد لا تتماشى مع توجّهات الحركة». ومنذ تشكيل حكومة سعد الدين العثماني، في نيسان/ أبريل 2017، يعاني حزب العدالة والتنمية من خلافات حادة بين قيادته، لا سيما مع رفض المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب)، في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مقترحًا لتعديل نظامه الداخلي، بما يسمح بترشح عبد الإله بنكيران لولاية ثالثة على رأس الحزب. وذهب العزماني إلى أن «تفكير الحركة للتّخفيف من تغوّل الحزبي على عملها هو خطوة استباقية لما قد تنتهي إليه تجربة حزب العدالة والتنمية في التسيير الحكومي». ورأى أن «هذا التخفيف يظهر واضحًا في تعديل صيغة (مجالات العمل)، التي تشمل السياسة، إلى صيغة ميادين الإصلاح، التي يمكن مباشرتها إذا توفرت الشروط لذلك، في حين تبقى التخصُّصات الأساسية (التربية والدعوة والتكوين والفكر) محدّدة لهوية الحركة المدنية». ومضى قائلاً إن «خيارات الحركة ومبادراتها وعملها المدني هو الذي سيسهم في التخفيف عمليًا، وبشكل طبيعي وتدريجي، من تغوّل السياسي، دون التقليل من أهمّية التدقيق المفاهيمي والتّصوري». هوية الحركة فيما اعتبر سلمان بونعمان، كاتب المغربي وباحث في العلوم السياسية، أن «تعديلات الحركة تمثل تدقيقًا في هويتها، باعتبارها حركة اجتماعية دينية هوياتية تشتغل في المجتمع بأدوات العمل المدني». وأردف بونعمان، أن هذا «نوع من التطوير بالوظيفة الأصلية للحركة الإسلامية باعتبارها بالأساس حركة دعوية دينية واجتماعية». ودعا إلى أن «تتحول إلى حركة يتفاعل فيها الديني والاجتماعي والمدني، لأنها ليست حركة دعوية تربوية محدودة». وزادا بأنها «يجب أن تكون رهاناتها بالأساس هي رهانات المجتمع وقضاياه وليس سقف إكراهات الحزبي». وشدد على أن «الحركة لا يمكن أن تخرج من المجال السياسي بمفهومه العام، وهو الاهتمام بقضايا الوطن والمواطنين». وختم بقوله: «لكن الحركة يجب أن تحدث فصلًا حقيقيًا مع الشأن الحزبي، وأن لا ترتهن إلى سقفه القائم على التفاوض والتوافق والإكراهات والملابسات». حركة «التوحيد والإصلاح» المغربية تطرح قرار فك ارتباطها بحزب «العدالة والتنمية» |
«لقاء ثلاثي» بعد غد في القاهرة يجمع فتح وحماس بإشراف مصري لإعلان جدول تنفيذ المصالحة Posted: 01 Aug 2018 02:22 PM PDT غزة – «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» أنه في حال تمكن المسؤولون المصريون المشرفون على ملف المصالحة، من تقريب وجهات النظر حول ورقة تنفيذ المصالحة التي قدمت أخيرا بين مواقف فتح وحماس، في اجتماعاتهم المنفردة مع الطرفين، سيصار إلى عقد اجتماع للطرفين بعد غد السبت في القاهرة، للإعلان عن الشروع في ملف المصالحة، بالتوافق على كثير من نقاط الخلاف السابقة. ويوم أمس عقد الوفد القيادي الرفيع المشكل من قيادات وازنة من حركة حماس، لقاءاته مع المسؤولين المصريين، بعد أن وصل هذا الوفد تباعا من غزة والخارج، برئاسة صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة. وركز الاجتماع على جسر الهوة بين مواقف الطرفين حول ملفات خلافية، التي وردت في رد رسمي مكتوب سلم إلى الجانب المصري، خلال اللقاء الطويل الذي عقد مساء أول من أمس ودام لعدة ساعات، وخلال الاتصالات واللقاءات التي عقدها المصريون أخيرا، وجاءت في ضوء الورقة التي قدمت مؤخرا، وتشمل أربعة مراحل لتطبيق باقي بنود اتفاق المصالحة. نقطتا خلاف متبقيان وحسب المعلومات المتوفرة فإنه لم يبق سوى نقطتين خلافيتين مهمتين، هما ملف دمج موظفي غزة، حيث تقترح مصر حلا لهم سيجرى تنفيذه خلال وقت قصير، حال وافق الطرفان، إضافة إلى ملف الأمن، الذي على الأرجح سيتم إرجاء تنفيذه لمرحلة لاحقة، لكن بعد أن يجري الاتفاق على أسس حل هذا الملف، الذي يشمل توحيد أجهزة الأمن، وفق ما ورد في اتفاق القاهرة عام 2011. وعمليا جرى حسم ملف «تمكين» الحكومة، وهو بند طالبت حركة فتح بتنفيذه بشكل فوري، كمرحلة أولى وأساسية، من عملية البدء في تطبيق المصالحة، وفق التحرك المصري الجديد، ليكون أساسا لسيطرتها على كل الوزارات بما في ذلك عمليات الجباية، للانتقال للمرحلة الثانية الخاصة بحل مشكلة موظفي غزة المعينين من قبل حماس. وفي الأساس خصصت جلسة الحوار التي عقدت أمس بين المسؤولين المصريين وقادة حماس، لإطلاع وفد الحركة على ما دار خلال لقاء وفد فتح، خاصة وأن مسؤولي جهاز المخابرات المصرية، وضعوا بعد اللقاء الأول مع فتح «رؤية تقريبية» بين مواقف الحركتين، مستمدة من الورقة الأخيرة لتنفيذ الاتفاق. وأعلنت حماس أن وفدا من الحركة برئاسة العاروري، وصل مساء أول من الثلاثاء إلى القاهرة ويضم أيضا موسى أبو مرزوق وحسام بدران وعزت الرشق، لينضم إليه وفد غزة المكون من خليل الحية وروحي مشتهى، الذي وصل قبل ثلاثة أيام، بناء على دعوة مصرية. وتجرى الترتيبات حسب ما علمت «القدس العربي» حاليا في القاهرة، لعقد «لقاء ثلاثي» يجمع مسؤولي جهاز المخابرات المصرية مع وفدي فتح وحماس، السبت المقبل في حال نجحت جهود القاهرة خلال الساعات المقبلة في إقناع وفد حماس بملاحظات فتح على الورقة الأخيرة، التي تتماشى مع مضمون الاتفاق. وفد حماس سيبقى بالقاهرة وفي هذه الحالة سيمكث وفد حماس القيادي في القاهرة حتى السبت، ومن المحتمل أن يتم الدفع بقيادات أخرى للمشاركة في الاجتماع المقبل، على أن يعود وفد فتح برئاسة عزام الأحمد وعضوية كل من روحي مشتهى وحسين الشيخ، ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج من جديد للعاصمة المصرية. وقال مسؤول في فتح إن وفد الحركة أبلغ بموعد عقد «اللقاء الثلاثي» في نهاية لقائه الطويل الذي استمر لعدة ساعات، مع مسؤولي جهاز المخابرات المصرية، مؤكدا أن وفد الحركة حمل «مقترحات إيجابية»، لإنهاء الخلاف وتطبيق المصالحة بشكل كامل. ويشير إلى أن التدخل المصري الحالي، يستند إلى أسلوب وطريقة عمل جديدة، لم تكن معتادة من قبل، وتشمل التوصل خلال اللقاءات إلى وضع حلول شاملة وكاملة لجزئيات الخلاف، لضمان عدم تفجر الخلافات خلال التطبيق بين فتح وحماس، على غرار المرات السابقة. وأكد المسؤول في فتح لـ «القدس العربي»، أن مؤسسة الرئاسة الفلسطينية شرعت باتصالات مع أطراف عربية وإقليمية مؤثرة، منذ عدة أيام من أجل دفع جهود المصالحة الحالية. وفي سياق متصل، رفضت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار أول من أمس الثلاثاء، اقتصار حوارات المصالحة على فتح وحماس، وأكدت على ضرورة ألا تكون الحوارات الجارية في القاهرة «حوارات ثنائية»، وأن تشمل مشاركة القوى والفصائل الفلسطينية كافة، داعية إلى أن تكون مرجعية أي مصالحة هي اتفاقية «الوفاق الوطني» الموقعة في القاهرة في عام 2011. وشددت الهيئة في بيان لها، أن تلك الاتفاقية تقوم على أساس الشراكة الكاملة في كل المؤسسات الوطنية، وعلى رأسها مؤسسات منظمة التحرير، وتشكيلها وفق مخرجات بيروت، وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وثمنت الجهود المصرية المبذولة في إطار وقف عدوان الاحتلال ودعم المصالحة وكسر الحصار عن غزة، كما ثمنت جهودها المبذولة لدعم شعبنا وإنهاء معاناته الإنسانية. ودعت إلى رفض الإجراءات المفروضة على قطاع غزة لـ «تعزيز صمود شعبنا في وجه صفقة القرن»، ولدعم مسيرة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال. «لقاء ثلاثي» بعد غد في القاهرة يجمع فتح وحماس بإشراف مصري لإعلان جدول تنفيذ المصالحة يبدأ بـ «تمكين» الحكومة ويلحقه حل مشكلة الموظفين والأمن أشرف الهور: |
من أجل منع الأزمة مع الدروز اضطر آيزنكوت إلى التطرق للعاصفة Posted: 01 Aug 2018 02:22 PM PDT تصريح رئيس الأركان غادي آيزنكوت الذي نشر أمس في أعقاب رد الطائفة الدرزية على قانون القومية شمل عدة أمور مطلوبة، حتى لو أنها جاءت بتأخير بضعة أيام. آيزنكوت لا يمكنه التطرق بصورة مباشرة لقانون القومية، ربما سنسمع موقفه عنه بعد خمسة أشهر عندما تنتهي فترة ولايته كرئيس أركان. ولكن كان يجب عليه التطرق لضائقة الطائفة التي تدهورت في الأيام الأخيرة من أقوال انتقادية لضباط كبار متقاعدين إلى إعلان عن استقالة ضابطين شابين في الخدمة النظامية. رئيس الأركان دعا في تصريحه الضباط والجنود إلى إبقاء الخلاف السياسي خارج الجيش، وكرر أيضًا التزام الجيش الإسرائيلي بالدروز وكل أبناء الأقليات الآخرين الذين يخدمون فيه. يمكننا الاختلاف على تعريف النقاش كسياسي في تصريحه. هذا نقاش مبدئي حول صيغة قانون، حتى لو كانت له تأثيرات سياسية واضحة. وربما أن آيزنكوت كان سيحسن صنعًا لو أنه استدعى إليه الآن عددًا من الدروز الذين يخدمون في الخدمة النظامية من أجل التحادث معهم بصورة منفتحة على مشاعرهم بدل الاكتفاء بتصريح خطي من جانب واحد. صوت وزير الدفاع افيغدور ليبرمان لم يسمع بعد حول هذا الأمر. إن النضال ضد القانون يقوده رؤساء الطائفة، وبصورة مطلوبة انضم اليهم أيضًا ضباط كبار سابقون في الجيش الإسرائيلي، سواء بسبب مكانتهم في الطائفة أو لأنهم معروفين أكثر في أوساط الجمهور الإسرائيلي. الغضب والإهانة من صيغة القانون ومن إقصاء الدروز من قوات الأمن مقارنة مع نظرائهم اليهود أدت إلى عدد من التصريحات ضد الحكومة وطرح الأسئلة بشأن استمرار «حلف الدم» مع الدولة. ولكن القيادة والضباط المتقاعدين حاولوا الامتناع عن الدعوة إلى رفض الخدمة أو تركها من خلال فهم درجة هشاشة العلاقة. التصريحات التي قام بنشرها في «فيسبوك» مؤخرًا ضابطان، قائد فصيل ونائب قائد فصيل، تعبر أيضًا عن الضائقة في أوساط من يخدمون خدمة نظامية في الجيش. الجيش يمكنه أن يقرر بشأن إجراءات انضباطية ضدهما، بسبب تطرقهما العلني إلى مسألة مختلف فيها، ومن خلال ذكرهما أنهما يخدمان كضابطين في الخدمة النظامية. ولكن الجيش الإسرائيلي أيضًا يجب أن يكون مصغيًا لما يجري في أعماق الطائفة وأن يرى أنه طوال الوقت لم تتطور هنا أزمة بارزة مع الجنود والضباط الدروز في الخدمة الإلزامية والنظامية، وأيضًا في الاحتياط. في العام 2000 بعد موت شرطي حرس الحدود، مدحت يوسف، الذي نزف حتى الموت في قبر يوسف في نابلس، ثار احتجاج مشابه (بعد سنوات من ذلك منح الجيش عددًا من أبناء عائلته الذين غضبوا من القضية إعفاء من خدمة الاحتياط). هذه المرة يتم بحث موضوع أوسع، يبدو أن من شأنه أن يثير،، ولفترة طويلة ردودًا أكثر صعوبة. الأزمة الحالية تنفجر بالضبط في فترة جيدة جدًا في علاقات الجيش الإسرائيلي مع أبناء الأقليات الذين يخدمون فيه. آيزنكوت يعارض مبدئيًا الوحدات القطاعية باستثناء كتيبة الناحل الحريدية التي أنشئت كثمرة لإملاء حكومي. في فترة ولايته أغلق كتيبة المشاة الدرزية النظامية «حيرف» وقلص كتيبة الدورية الصحراوية البدوية إلى مستوى فصيل. الجيش الإسرائيلي أيضًا أزال العقبات من أمام المقاتلين الدروز في الوحدات السرية، وجنود وضباط من أبناء الطائفة ينضمون اليوم بسهولة نسبية إلى وحدات النخبة. مجال الإمكانيات الواقعة أمام الشاب الدرزي عند تجنده أصبح منذ فترة غير مقيد بـ «حيرف» وحرس الحدود والإدارة المدنية. الخدمة كتف إلى كتف مع يهود وآخرين تفيد حتمًا العلاقة بين الطوائف. ضباط دروز يقولون غالبًا إن المكان الوحيد الذي يشعرون فيه بالمساواة الكاملة هو الجيش، لكن الآن برز نقاش حول قانون القومية، الذي لم يأت بسبب الجيش، بل جزء من تداعياته يسقط داخل ساحة الجيش. في هذه الأثناء تبحث القيادة الدرزية مع مكتب رئيس الحكومة عن حل للازمة. على الأجندة يقف تطبيق مبادرات اقتصادية واجتماعية في مجالات تقلق الطائفة، ولكن احتمال أن يقوم نتنياهو بالتراجع عن قانون القومية يبدو في هذه اللحظة ضعيفًا. رئيس الحكومة سمع وهو يقول إن أحزاب المعارضة مخطئة في حساباتها الانتخابية. حسب رأيه فإن معارضتها لقانون القومية تصنف في نظر كثيرين من مصوتي اليمين كأنها تعمل «ضد اليهود». حتى قبل نشر الاستطلاعات الأخيرة قدر نتنياهو أن النضال ضد القانون يفيده سياسيًا. لذلك من الصعب رؤيته وهو يغير موقفه، كما فعل مؤخرًا في قضية قانون «الأم الحاضنة» وقبل ذلك عندما ألغى موافقته على الاتفاق مع الامم المتحدة بشأن طالبي اللجوء الأفارقة. كثيرون تذكروا في الأيام الأخيرة فيلم «العرب يتدفقون إلى صناديق الاقتراع» الذي نشره نتنياهو يوم الانتخابات في العام 2015. ولكن نتنياهو يستخدم هذه المشاعر بنجاح كبير منذ سنوات كثيرة، حتى في أيام منافسته مع شمعون بيرس في 1996. في حينه ادّعت الحملة الحاسمة التي مولها لصالحه في الأسابيع الاأخيرة قبل التصويت المليونير الاسترالي يوسف غوتنيك، وهو رجل «حباد»، بأن «نتنياهو جيد لليهود». معارضة اليسار لم تجد، فنتنياهو عرف بالضبط أي رسالة يقوم ببثها. لذلك يبدو أن الدروز أيضًا وفي هذه الأثناء لهم موقع هذه المرة، وسائل الإعلام والمعارضة يمكنهم ـ حسب رأيه ـ مواصلة الاحتجاج. بواسطة عاصفة قانون القومية، فإن رئيس الحكومة يبث رسالة مزدوجة حتى لو لم تكن صريحة: بيبي جيد لليهود، وإذا حدث وتضرر في الطريق أبناء الطوائف والديانات الأخرى، فمن المشكوك فيه أن يحزن ذلك كل ناخبيه. قبل انتخابات محتملة، حيث في الخلفية أزمة أمنية متواصلة في قطاع غزة (التي تجد الحكومة صعوبة في إظهار صورة متشددة) فإن قانون القومية والردود التي يثيرها في أوساط اليمين هي ذخر سياسي قوي. في هذه الأثناء في الليكود لا يتنازلون عن ورقة كهذه بسبب غضب الضباط الدروز. وبدل ذلك يزيدون احتضانهم قليلا ويطلقون عدة وعود ويواصلون خطتهم. يبدو أن السياسة ستتغير فقط إذا نجحت المعارضة، خلافًا لما يبدو الآن، في تحويل الاحتجاج إلى نضال فعال ومتواصل. عاموس هرئيل هآرتس 1/8/2018 من أجل منع الأزمة مع الدروز اضطر آيزنكوت إلى التطرق للعاصفة رسالة التهدئة التي أرسلها كانت مطلوبة قبل الإعلان عن استقالة ضباط الطائفة صحف عبرية |
الحكومة العراقية ستعلن أسماء المسؤولين الفاسدين… وأنباء عن إعفاء مدير الموازنة في وزارة المالية من منصبه Posted: 01 Aug 2018 02:22 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان (منظمة أممية غير حكومية)، إلى اعتبار المتظاهرين الذي سقطوا خلال التظاهرات في البصرة «شهداء»، مطالبةً بتشكيل لجنة عليا تضم في عضويتها منتسبي مكتب المفوضية، وعناصر من الحراك الشعبي، لمتابعة الجهات الحكومية بخصوص تقديم الخدمات الأساسية من الماء والكهرباء وتوفير العلاج وتعيين الخريجين. وقالت في بيان، إن «التوصيات التي رفعها مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة إلى مجلس المحافظة تضمنت المطالبة باعتبار المتظاهرين الذين سقطوا بالتظاهرات شهداء يتمتعون بالحقوق والامتيازات الكاملة التي نصت عليها القوانين والقرارات الصادرة بهذا الشأن». وأوضح مدير مكتبها في البصرة، مهدي التميمي، حسب البيان، أن «التوصيات التي توصلت اليها خلية الأزمة المشكلة في المفوضية برئاسة رئيس المفوضية العليا لحقوق الإنسان عقيل جاسم المنصوري الموسوي، تضمنت عددا من المطالب الأساسية التي تدعم حق المواطنين بالتعبير عن رأيهم بكل سلمية وضمان حقوق المتظاهرين ومعالجة المصابين في التظاهرات وتعويضهم عن الأضرار الجسدية التي لحقت بهم، وضمان تقديم العلاج اليهم, وتقديم الشكر والتقدير للمتظاهرين السلميين الذين أظهروا الانضباط العالي في ممارسة حقوقهم ودورهم في إيصال مطالب أهالي البصرة». وأضاف أن «المفوضية أوصت بتشكيل لجنة عليا تضم في عضويتها منتسبي مكتب المفوضية وعناصر من الحراك الشعبي لمتابعة الجهات الحكومية لتقديم الخدمات الاساسية من الماء والكهرباء وتوفير العلاج وتعيين الخريجين، فضلا عن تشكيل لجنة أخرى للتحقيق في الشكاوى وحالات الانتهاك الحاصلة ضد المتظاهرين وتحويل المقصرين إلى القضاء»، داعياً إلى «إعداد خطط وبرامج للقوات الأمنية وفئات المجتمع الأخرى للتدريب على مبادئ حقوق الإنسان وإحترام حرية الرأي والتعبير والتظاهر». برنامج للإصلاح رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أكد من جانبه العمل مع الكتل السياسية على إعداد «برامج موحدة» للاصلاح، مبيناً أن المواطن عامل رئيس في الكشف عن مستوى الخدمات. وقال في كلمة له خلال مؤتمره الأسبوعي، «نحن جادون بتحقيق مطالب المتظاهرين»، مبيناً أن «المواطن عامل رئيسي في الكشف عن مستوى الخدمات». وأضاف أن «التظاهرات تشكل دافعا للحكومة باتجاه العمل والانجاز في قطاع الخدمات»، لافتا إلى «العمل مع الكتل السياسية على إعداد برامج موحدة للإصلاح في المرحلة المقبلة». ويعوّل العبادي أيضاً على تنفيذ الوعود التي قطعها ليس بتوفير الخدمات وحسب، بل في متابعة ملفات الفساد التي طالما يتحدث عنها في كل مناسبة. وأضاف: «الحكومة بصدد نشر لوائح اسماء المسؤولين المحالين إلى النزاهة بتهم فساد»، داعياً، السلطتين التشريعية والقضائية إلى «التعاون مع الجهات التنفيذية من أجل محاربة الفساد». وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قرر العبادي سحب يد وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، وإحالة ملفات الفساد في الوزارة إلى التحقيق، في إجراء يعدّ الأول من نوعه منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية، قبل نحو ثلاثة أسابيع. وعلمت «القدس العربي»، من مصادر متطابقة (سياسية وصحافية) إن الحكومة الاتحادية قررت سحب يد مدير عام دائرة الموازنة في وزارة المالية، طيف سامي السعيدي. ورغم أن الحكومة لم تقدم أي إيضاح بشأن ذلك، غير أن المصادر أشارت إلى إن السعيدي تشغل المنصب منذ عام 2004، وتم تعينها هي ومجموعة من المسؤولين العراقيين من قبل الحاكم المدني آنذاك بول بريمر. وتؤكد المصادر أن مدير عام الموازنة، تمتلك معلومات عن التمويل المالي للعراق، فضلاً عن الحسابات والأرصدة التحويلات المالية لجميع المسؤولين والمؤسسات الحكومية في عموم الدولة العراقية. وفي 21 أيلول/ سبتمبر 2016، صوت مجلس النواب العراقي على إقالة وزير المالية هوشيار زيباري من منصبه، على ضوء مخالفات إدارية وشبهات فساد. وبعد نحو سبعة أشهر، كلّف العبادي ماهر حماد جوهان، وكيل وزارة التخطيط، بمهام وكيل وزير المالية. وتستمر لجنة تقييم الأداء الحكومية، رفع تقاريرها اليومية لرئيس الوزراء بشان تقصير بعض المسؤولين في اداء عملهم، على أمل نشر أسماء جميع المسؤولين المحالين إلى هيئة النزاهة. سعد الحديثي، المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء قال في تصريح له، إن «لجنة تقييم الأداء والتي شكلها رئيس الوزراء وصوت عليها مجلس الوزراء خلال جلسته قبل الأخيرة، مستمرة في تقييم أداء المفاصل المهمة في الدولة، سواء في الحكومات المحلية او الوزارات الاتحادية المعنية في القطاعات الخدمية، وفي حال تشخيص أي خلل في الإدارة أو إخفاق ترفع تقريرها إلى العبادي بشكل مباشر لاتخاذ ما يلزم». لكن محمد اللكاش، النائب السابق عن تيار الحكمة الوطنية، بزعامة عمار الحكيم، كشف عن وجود «مئات الفاسدين»، ودعا العبادي إلى أن يكون «شجاعاً» ويعلن محاسبتهم. وقال في تصريح أورده الموقع الرسمي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، إن «هناك المئات من الفاسدين في العراق، وأطلب من العبادي أن يكون شجاعاً لمرة واحد وأن يعلن عن محاسبة الفاسدين وأن يفتح جميع ملفات الفساد منذ العام 2003 ولحد يومنا هذا». وأضاف: «على العبادي اعلان محاسبة الفاسدين من جميع المكونات ومن القيادات الموظفين والوزراء والهيئات المستقلة، لأن هذا فقط سينهي الفساد من العراق». وتابع: «نحن نحتاج إلى يوم لإعلان تقديم الفاسدين إلى القضاء، كما تم اعلان النصر على تنظيم داعش الإرهابي»، مؤكدا أن «ملف الفساد هو ام البلاوي التي حلت بالعراق وجميع المآسي التي تعرض لها العراق كانت بسبب الفساد». النائب السابق شوان داودي، أكد أن الفساد في العراق سينتهي بتشكيل حكومة خدمية وتعيين رئيس وزراء قادر على محاربة الفساد. وأضاف: «على الأطراف السياسية تشكيل حكومة جديدة قوية وترشيح رئيس وزراء قادر على مواجهة التحديات وإنهاء الفساد المستشري في العراق». 4 مليارات دينار في الأثناء، خصص مجلس الوزراء الاتحادية «مبالغ جديدة» لتوفير الخدمات في المحافظات العراقية. جاء ذلك خلال جلسته الأخيرة (أمس الأول) التي خصص أغلبها لمناقشة مطالب المتظاهرين. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، إن «مجلس الوزراء عقد، (…) جلسته الاعتيادية برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي»، موضحاً أن «مجلس الوزراء واصل مناقشة مطالب المواطنين والقرارات المتخذة لكل محافظة، والبدء بتطبيق هذه القرارات والتوجيه بالمتابعة المستمرة والحثيثة لها». وأضاف أن «المجلس صوت على تمويل مشاريع في محافظات البصرة وذي قار والمثنى والنجف». وبين أن «مجلس الوزراء صوّت على تخصيص مبلغ 4 مليارات دينار (3 ملايين و300 ألف دولار) لوزارة الموارد المائية لانجاز صيانة عاجلة وشاملة هذا العام للسدة الحدودية الأمنية بين العراق وإيران لعزل مياه البزل، ثم 500 مليون دينار (416 ألف دولار) للصيانة السنوية على تخصيصات الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل/ مشاريع الري الصغرى، وقيام وزارات الخارجية والداخلية والموارد المائية إضافة إلى البيئة والحكومة المحلية لمحافظة البصرة، بالتفاوض الفوري مع الجانب الإيراني حول مشروع مشترك للتخلص من خطر تلويث شط العرب او احتمال انهيار السدة الحدودية». وحسب المكتب، «تم التصويت على تعويض المشاريع المصابة بمرض انفلونزا الطيور». الحكومة العراقية ستعلن أسماء المسؤولين الفاسدين… وأنباء عن إعفاء مدير الموازنة في وزارة المالية من منصبه رصد مبالغ حكومية جديدة… ومنظمة أممية تدعو لاعتبار قتلى الاحتجاجات «شهداء» |
الرئيس اللبناني عازم على التعاون مع الحريري للخروج من أزمة تأخير تشكيل الحكومة Posted: 01 Aug 2018 02:21 PM PDT بيروت- «القدس العربي»: لمناسبة العيد الـ73 للجيش اللبناني، أقيم احتفال مركزي في الكلية الحربية، في ثكنة شكري غانم في الفياضية، تقدمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس المكلف سعد الحريري، قائد الجيش العماد جوزف عون، إضافة الى عدد من النواب والوزراء والدبلوماسيين ورجال الدين وقادة الاجهزة الامنية وضباط من المؤسسة العسكرية. استهل الاحتفال بضع الرئيس عون إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش .وبعد ان اطلق رئيس الجمهورية تسمية الدورة بإسم دورة فجر الجرود،سلّم السيوف للضباط الـ35 المتخرّجين بالتزامن مع تلاوة اسمائهم. وفي كلمة له المناسبة ، قال قائد الجيش العماد جوزف عون « ثلاثة وسبعون عاماً والجيش يسطّر صفحات مشرقة في تاريخ الوطن، حافلة بدلالاتها القوية ومعانيها العميقة. وإذا كان الأول من آب هو اليوم الذي نحتفل فيه بمناسبة عيد الجيش، بحيث تجتمع قلوب اللبنانيين قاطبةً على التقدير المتجدد والثقة العالية بالمؤسسة العسكرية، فإن كل يوم من ايام العسكريين هو مناسبة للالتزام الوطني الصادق والتضحية بلا حساب، حفاظاً على امن المواطنين وسلامتهم».ولفت إلى «ان السنوات الماضية حملت العديد من التغيّرات والأحداث والمحطات، لكن حقيقة لامعة برزت فلم ينل منها تعاقب الأيام ولا خطورة التحديات، هي حقيقة ان لبنان، ذلك الوطن الاستثنائي بكل ما للكلمة من معنى، ينهض بعد كل محنة، ويتجاوز كل تجربة يخوضها، فيخرج اقوى واصلب، ويمضي ابناؤه اكثر ثقةً وإيماناً بوطنهم». واضاف «في عيد جيشنا، نجدد الاعتزاز بإرثنا المشرّف، مستذكرين دماء الشهداء والجرحى التي ستبقى امانة في اعناقنا، ونؤكد اننا سنظل حماة للبنان ورسالته الإنسانية الجامعة، في وجه العدو الإسرائيلي والخطر الإرهابي». وتوجه العماد عون إلى «ابناء وطننا العزيز»، بالقول «عهد منا في يوم عيدنا، ان يكون أمنهم عنواناً وهدفاً نضعه نصب أعيننا على مرّ الأيام». من جهته، عاهد رئيس الجمهورية ميشال عون الجيش «بأن يكون دوماً إلى جانبه وجانب قيادته في سعيها إلى تحصينه وتطوير قدراته القتالية وتسليحه بأحدث العتاد والمعدات والتجهيزات ليكون على الدوام على قدر المهات التي يقوم بها والتي تنتظره في المستقبل، بالتوازي مع ورشة العمل والمهمات التي تنتظر الحكومة العتيدة في معركة بناء الوطن اللبنانيين». «فجر الجرود» وفي كلمة ألقاها خلال حفل تخريج الضباط قال «اخترتم ان تحمل دورتكم اسم «فجر الجرود» وفي رمزية هذا الاسم عِبر ومسيرة حياة، فتلك الجرود التي خيّم عليها ليل الإرهاب طويلاً وسالت على ارضها دماء وسقط شهداء وعانى مخطوفون حتى الشهادة وبكى اهل واحبة قد بزغ فجرها بسواعد أبطال وقرار قيادة وبسالة تضحيات حرّرت الأرض وطهرتها من الإرهاب». وتابع «اكدت العملية العسكرية النوعية التي قام بها الجيش للقضاء على الإرهابيين والتي اجمع العالم بأسره على حرفيتها ودقتها على اهلية مؤسستنا العسكرية واكتسابها ثقة دولية وإيمان ابنائها بدورهم الجوهري في الدفاع عن وطنهم وبأنهم في النهاية خشبة الخلاص له وسط العواصف والاضطرابات». وتطرّق رئيس الجمهورية الى مسألة تشكيل الحكومة قائلاً « تحقق في الفترة الأخيرة إنجاز انتظرناه لسنوات وهو إجراء الانتخابات النيابية وفق قانون عصري توافق عليه اللبنانيون وفي اجواء ديمقراطية مشهود لها وأفضت الانتخابات إلى التعبير عن صوت الشعب الذي اختار ممثليه وعليه الآن ان يراقب اداء من اوصلهم إلى قبة المجلس النيابي»، وشدد على «ان صوت اللبنانيين الذي تمثل في مجلس النواب يجب ان ينعكس ايضاً على تشكيل الحكومة العتيدة، وكلنا تصميم في هذا الإطار الا تكون فيها الغلبة لفريق على آخر والا تحقق مصلحة طرف واحد يستأثر بالقرار او يعطل مسيرة الدولة». وأكد « أن عزمنا واضح، وهو ان تكون هذه الحكومة جامعة للمكوّنات اللبنانية من دون تهميش اي مكوّن، او إلغاء دوره ومن دون احتكار تمثيل اي طائفة من الطوائف»، معتبراً أنه « إذا كانت بعض المطالب قد أخّرت حتى الآن تشكيل الحكومة، فأود هنا ان أجدد تأكيد عزمي بالتعاون مع دولة الرئيس المكلف على إخراج البلاد من ازمة تأخير ولادة الحكومة مراهناً على تعاون جميع الأطراف وحسهم الوطني لأن اي انكفاء في هذه المرحلة من تاريخنا هو خيانة للوطن وآمال الناس». تغريدة حريرية وفي عيد الجيش، غرّد الرئيس الحريري عبر «تويتر» قائلاً «تحية الى الجيش في عيده السنوي الثالث والسبعين. نتذكّر في هذا اليوم، وكل يوم، شهداءنا الضباط والعسكريين، وتضحيات كل فرد في قواتنا المسلحة ليبقى لبنان سيداً حراً مستقلا، ولتبقى الدولة فوق الجميع وراعية وضامنة للجميع، وليبقى الأمان والاستقرار لكل اللبنانيين.» كما غرّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع قائلًا «لا جمهوريّة قويّة من دون جيش قوي… مبروك لنا جميعًا بعيد الجيش الـ73، هذا الجيش الذي أثبت في مناسبات عديدة روحه المؤسساتيّة، انضباطه، كفاءاته القتاليّة العالية وبذل الدم في سبيل أمن المواطن اللبناني». كذلك، هنأت السفارة الأمريكية في لبنان الجيش اللبناني بمناسبة عيده، وخصّت الضباط المتخرجين الذين يحملون بفخر اسم دورة فجر الجرود، لافتة الى» أن هذه العملية أثبتت أن الشعب اللبناني يستطيع أن يثق بقدرة الجيش اللبناني على الدفاع عن لبنان ». وشددت السفارة الأمريكية « على فخرها بكونها شريكة للجيش اللبناني»، مشيرة الى « أن الحكومة الأمريكية قدمت على مدى السنوات العشر الماضية الى الجيش اللبناني أكثر من 1.5 مليار دولار في مجالي التدريب والمعدات، وقامت بتدريب أكثر من 32,000 جندي لبناني». الرئيس اللبناني عازم على التعاون مع الحريري للخروج من أزمة تأخير تشكيل الحكومة سعد الياس |
رئيس الحكومة الاسبانية يرغب في لقاء ملك المغرب لمعالجة قضية الهجرة السرية Posted: 01 Aug 2018 02:21 PM PDT مدريد-«القدس العربي»: تحولت الهجرة السرية أو غير القانونية إلى موضوع للمواجهة بين حكومة مدريد والمعارضة، وخاصة الحزب الشعبي، الذي بدأ يتبنى مواقف قريبة من الحركات القومية المتطرفة الرافضة للمهاجرين. ويأمل رئيس الحكومة بيدرو سانتيش الانتقال إلى الرباط لمعالجة الموضوع مع الملك محمد السادس. وبعدما كانت إيطاليا خلال السنوات الأخيرة محور الهجرة السرية، تحولت إسبانيا هذا الموسم إلى الدولة التي تستقبل أكبر عدد من المهاجرين السريين، إذ استعادت الطريق البحرية من شمال المغرب نحو الأندلس نشاطها في تهريب المهاجرين، وبدأ يصل إلى هذه الشواطئ ما بين 200 إلى 400 مهاجرًا يوميًا. وترتب عن هذا التطور حضور الهجرة في الخطاب السياسي لحزبين سياسيين كبيرين وهما: الحزب الشعبي المحافظ اليميني المتزعم للمعارضة، وحزب سيودادانوس الليبرالي. وأدلى زعيم الحزب الشعبي بابلو كسادو الذي تولى أمانة الحزب منذ أسبوعين، بتصريحات قوية ضد سياسة الهجرة، متهمًا إياها بتشجيع قدوم الأفارقة إلى إسبانيا وباستحالة استقبال إسبانيا ملايين المهاجرين. وذهب زعيم اسيودادانوس ألبير ريفيرا إلى المنحى نفسه. وجاء رد الحكومة قاسيًا، متهمًا الحزبين بتبني خطاب عنصري ضد المهاجرين على شاكلة الأحزاب السياسية في دول أخرى مثل فرنسا وإيطاليا. وتنقسم وسائل الإعلام إلى قسمين: طرف يتفهم قدوم المهاجرين، وصحف وقنوات تتبنى خطاب التهويل من «الغزو الإفريقي». وتحاول حكومة مدريد تحويل موضوع الهجرة إلى قضية أوروبية، لهذا طالبت من الاتحاد الأوروبي ضرورة التدخل للمساعدة في مراقبة شواطئ إسبانيا الجنوبية وضرورة استقبال باقي الدول جزءًا من المهاجرين. وطالبت مدريد الاتحاد بـ 35 مليون يورو بشكل مستعجل؛ لأن نسبة المهاجرين قد ارتفعت بشكل لافت خلال الأسابيع المقبلة إلى مستوى يدعو إلى القلق. وجاء رد رئيس المفوضية الأوروبية جون كلود جانكر سريعًا بضعف إمكانيات الاتحاد الأوروبي؛ لمحدودية المبالغ المالية المخصصة لهذه الظاهرة. وتراهن حكومة إسبانيا وباقي حكومات أوروبا على دور رئيسي للمغرب لحراسة حدوده الشمالية ومنع انطلاق قوارب الهجرة كما كان يحدث في الماضي. وفي هذا الصدد، كشفت الصحافة الإسبانية رغبة رئيس حكومة مدريد بيدرو شانتيس زيارة المغرب خلال الشهر الجاري ولقاء الملك محمد السادس لمعالجة مواضيع متعددة، ومنها مساهمة البلدين في إيقاف الهجرة السرية. وهناك احتمال بالرفض لأن المغرب لا يريد أن يتم اختصاره في أمر الهجرة فقط. ووفق التصور الذي تنهجه الرباط في الوقت الراهن، وهو عدم الاستمرار في القيام بدور الدركي وتحمل الأعباء المالية للهجرة، وترى أن المهاجرين ينطلقون من مختلف دول إفريقيا ويهدفون إلى وصول أوروبا- فإن الأمر يتطلب تعاونًا مشتركًا حقيقيًا وليس مساعدات ظرفية. وتقدم المغرب بطلب إلى الاتحاد الأوروبي عبر إسبانيا مطالبًا بـ60 مليون يورو لشراء المعدات الكافية وتمويل عمليات مراقبة الهجرة. رئيس الحكومة الاسبانية يرغب في لقاء ملك المغرب لمعالجة قضية الهجرة السرية حسين مجدوبي |
إسرائيل تبدأ في ترحيل المشاركين في رحلة كسر الحصار وبعضهم يرفض القرار لـ «فضح» ممارسات الاحتلال Posted: 01 Aug 2018 02:20 PM PDT غزة – «القدس العربي»: أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ بترحيل بعض النشطاء الدوليين الذين كانوا على متن سفينة «العودة» إلى بلدانهم، وذلك بعد يومين من اختطافهم من قبل البحرية الإسرائيلية وهم في طريقهم إلى غزة. وقال زاهر بيراوي رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار في تصريح صحافي، إن عددا من النشطاء تم ترحيلهم فعلياً بينهم البروفيسور الماليزي محمد أفندي صالح، فيما سيتم ترحيل آخرين خلال الساعات المقبلة. وأكد أن عددت من النشطاء يرفضون الترحيل الطوعي، ويفضلون التأخر أكثر من 72 ساعة (هي المهلة القانونية لقبول الترحيل الطوعي)، وذلك بهدف المثول أمام المحاكم الإسرائيلية لـ «فضح ممارسات الجنود الذين اختطفوا السفينة، ومقاضاة إسرائيل عن طريق رفع قضايا لاحقاً بتهمة الاختطاف من المياه الدولية». ونقلت اللجنة الدولية لكسر الحصار شهادات بعض النشطاء عن تعرضهم للضرب والعنف، من بينهم كابتن السفينة ومساعده ومتضامنون آخرون. وكانت اللجنة قد أكدت تعرض متضامنين دوليين كانوا على متن سفينة «العودة» التي صادرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ومنعت وصولها إلى قطاع غزة، للضرب على أيدي جنود البحرية. وأكدت اللجنة أن بعض المتضامنين شاهدوا دماء على متن السفينة، التي قطرتها قوات الاحتلال بالقوة من قبالة سواحل غزة إلى ميناء إسرائيلي. وكانت بحرية الاحتلال قد قرصنت يوم الأحد الماضي هذه السفينة، وهي واحدة من سفينتين انطلقتا في شهر مايو/ أيار الماضي من موانىء نرويجية وسويدية، وجابتا عدة موانئ أوروبية، من أجل حشد التأييد لصالح سكان غزة المحاصرين من قبل إسرائيل. ولم تأبه إسرائيل بالمناشدات التي أطلقها منظمو الرحلة بعدم التعرض للمتضامنين السلميين الذين يحملون معهم مساعدات طبية لغزة. وفي السياق طلبت وزارة الخارجية النرويجية من إسرائيل تفسيرا حول الأسس القانونية لاحتجاز «سفينة صيد» ترفع العلم النرويجي بعدما حاول ناشطون الإبحار بها إلى قطاع غزة حاملين معهم مساعدات. وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية النرويجية في أوسلو «طلبنا من السلطات الإسرائيلية توضيح الملابسات المحيطة باحتجاز السفينة والأسس القانونية للتدخل»، حيث يوجد على متن تلك السفينة خمسة نرويجيين. وتفرض إسرائيل حصارا محكما على قطاع غزة منذ 12 عاما، يشمل البحر، وتمنع بموجبه دخول العديد من السلع للسكان، كما تضع قيودا مشددة على حركة الأفراد، وبموجب إجراءات الحصار منعت بالقوة وصول سفن كسر الحصار، وفي نهايات أيار/ مايو من عام 2010، اعتدت على سفن «أسطول الحرية الأول» ما أدى إلى مقتل عشرة متضامنين أتراك. إسرائيل تبدأ في ترحيل المشاركين في رحلة كسر الحصار وبعضهم يرفض القرار لـ «فضح» ممارسات الاحتلال النرويج طالبت بتفسير للأسس القانونية لاحتجاز سفينة ترفع علمها |
الاحتلال يواصل حملاته ضد الصحافيين ويجرف أراضي جديدة في بيت لحم لمصلحة الاستيطان Posted: 01 Aug 2018 02:20 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملات الملاحقة والاعتقال للصحافيين الفلسطينيين، في مسعى لمنع فضح إجراءاتها القمعية والاستيطانية، التي تمارس بشكل يومي. واعتقلت صحافيا فلسطينيا، بعد يومين من اعتقال أربعة آخرين ومصادرة معداتهم، وذلك ضمن حملة مداهمات انتهت باعتقال عدد آخر. وقالت مصادر محلية إن تلك القوات اعتقلت الصحافي محمد انور منى (35 عاما) من حي زواتا غربي المدينة، بعد مداهمة منزله. ويعمل منى مديرا لإذاعة «هوا نابلس» المحلية، ومراسلا لوكالة أنباء «قدس برس»، وسبق أن أمضى فترات عديدة بالأسر معظمها في الاعتقال الإداري. وجرت عملية اعتقاله بعد مداهمة قوات كبيرة من الجيش يرافقها أفراد من المخابرات، الحي الذي يقطن فيه، وجرى إخضاعه لتحقيق ميداني قبل أن يجري اعتقاله. وجاءت عملية الاعتقال هذه، بعد يومين من اعتقال قوات الاحتلال أربعة صحافيين يعملون في قناة «القدس الفضائية»، من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، ومصادرة معداتهم، وبعد أيام قليلة من اعتقال الكاتبة الصحافية لمى خاطر من مدينة الخليل. وتعتقل قوات الاحتلال أكثر من 30 صحافيا، بعضهم موجود في الاعتقال منذ عدة أعوام، ضمن حربها المستمرة لإسكات الصوت الفلسطيني. وفي هذا السياق قالت لجنة دعم الصحافيين، إن قوات الاحتلال واصلت الشهر الماضي، الانتهاكات والاعتداءات ضد الصحافيين ووسائل الإعلام الفلسطينية، لافتة إلى أن ذلك يدل على أن حكومة الاحتلال تعمل جاهدة وبكل الوسائل على «إخفاء جرائمها التي ترتكبها ضد أبناء الشعب الفلسطيني من قتل ميداني ممنهج واعتقالات وهدم منازل واستيطان». وأضافت في تقرير لها أنها رصدت 90 انتهاكاً اسرائيلياً ضد الصحافيين، تمثلت في إصابة 28 صحافياً، إضافة إلى سبع حالات اعتقال، علاوة على عمليات منع التغطية ومصادرة المعدات وفرض أحكام ضدهم. واعتقلت قوات الاحتلال خلال حملات الدهم، شابا آخر من بلدة بيت ايبا شمال غرب نابلس، وشهدت عملية الاقتحام مواجهات مع الشبان في تلك القرية، دون أن يبلغ عن إصابات. كذلك داهمت قوات الاحتلال الاسرائيلي بلدة عرابة جنوب جنين، ونصبت حاجزا عسكريا على مدخلها، قبل أن تقتحم عددا من المنازل، وتفتشها وتستجوب قاطنيها. واعتقلت كذلك شابا من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، وهو شقيق أسير إداري، وتمت عملية الاعتقال بعد أن محاصرة قوة خاصة إسرائيلية البلدة. وشملت الاعتقالات كذلك شابا من قرية حزما في القدس المحتلة، وأربعة آخرين من مدينة الخليل جنوب الضفة، حيث قامت هناك بتوزيع منشورات خلال اقتحامها لمدينة يطا، تحذر السكان من المشاركة في فعاليات المقاومة الشعبية. وشهدت المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل وتحديدا حارة أو سنينة مواجهات مع قوات الاحتلال، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، مما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق. واندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال، في جنوب مدينة طوباس شمال شرق الضفة الغربية، أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع,. وذكرت مصادر محلية أن حريقا نشب بمساحات أراضٍ مفتوحة في مفرق طمون جراء قنابل الغاز والصوت التي أطلقت بكثافة، وأخمدته فرق الدفاع المدني التي هرعت إلى المكان. كذلك اصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق خلال مواجهات مع جنود الاحتلال في منطقة سبسطية شمال نابلس، حيث أجبر جنود الاحتلال أصحاب المحلات السياحية في المنطقة الأثرية على إغلاقها ومغادرة المكان. إلى ذلك أقدمت سلطات الاحتلال على تجريف عشرات الدونمات من أراضي المواطنين الواقعة شرق مدينة بيت لحم لتوسعة المستوطنات. وأفاد ممثل هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، حسن بريجية، بأن جرافات الاحتلال شرعت بتجريف أراض واقعة ما بين مستوطنتي «نوكاديم» والداد»، بهدف إقامة «منتزه» طبيعي وتوسعة المستوطنات، حيث تبلغ المساحة المنوي الاستيلاء عليها قرابة 100 دونم. وأشار بريجية الى ان المشروع يضم شق طرق وزراعة أشجار وتركيب مقاعد، وسيقوم بربط مستوطنتي «نوكاديم» و»الداد» مع بعضهما. الى ذلك قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس إن شهر يوليو/ آب الماضي شهد أكثر من 32 اعتداء وانتهاكا واقتحاماً للمسجد الأقصى، والإبراهيمي. وذكر في بيان صحافي أن الشهر الماضي، شهد هجمة شرسة سواء ما يتعلق بالحفريات أسفله أو اقتحامه بصورة همجية وعنيفة. وأكد أن شهر يوليو شهد حملة تصعيدية من قبل ما تسمى «جماعة الهيكل المزعوم»، وتزايدا في عدد المقتحمين لباحات المسجد الأقصى، وما صاحبها من «صلوات وحركات تلمودية» ومحاولة لاقتطاع مواضع في محيط صحن قبة الصخرة المشرفة وجعلها محطات جلوس يومية لهم. الاحتلال يواصل حملاته ضد الصحافيين ويجرف أراضي جديدة في بيت لحم لمصلحة الاستيطان الأوقاف تؤكد تصاعد الاعتداءات على الأقصى والحرم الإبراهيمي |
محكمة الاحتلال العليا تؤجل قرارها بشأن التماس لوقف هدم الخان الاحمر Posted: 01 Aug 2018 02:19 PM PDT لندن – «القدس العربي»: قررت المحكمة االإسرائيلية العليا أمس الأربعاء، تأجيل قرارها بشأن الالتماس المقدم لوقف هدم وإخلاء قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة لمدة خمسة أيام. وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، إن «هذه سياسة متوقعة من الاحتلال الإسرائيلي»، مؤكدًا أهمية الصمود والرباط في القرية حتى لا يتم تهجير السكان مثلما حثل خلال نكبة 1948. وتقع قرية الخان الأحمر على الطريق الواصل ما بين القدس وأريحا، بمحاذاة ما يعرف بشارع رقم «1»، 16 كميلومترا جنوب شرق المدينة المقدسة، بين مستوطنتي «معاليه ادوميم، وكفار ادوميم». والقرية واحدة من 14 تجمعا بدويا في المنطقة الممتدة من شرق القدس حتى مشارف أريحا والبحر الميت، ويقطنها نحو 2764 نسمة، حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، معظمهم من عشيرتي الجهالين والكعابنة المهجرتين عام 1948 من منطقتي النقب وبئر السبع. ويبلغ العدد الإجمالي للتجمعات البدوية 46 تجمعا، ومساحتها الإجمالية نحو 16000 دونم، وتشكل جزءا أساسيا من بادية فلسطين التي تنتشر من طوباس شمالاً وحتى الخليل جنوباً. وتتبع أراضي الخان الأحمر لبلدات العيزرية وأبو ديس والسواحرة وعناتا، وأطلق عليها هذا الاسم لأن طبيعة رمال المنطقة تميل إلى الحمرة، ويبلغ عدد سكان القرية نحو 180 نسمة، وتضم حوالي 40 مسكنا ومنشأة ومدرسة بدائية تعرف بـ»مدرسة الإطارات». ويوافق اليوم مرور 44 يوما على صمود أهالي الخان الأحمر ونشطاء المقاومة الشعبية والمتضامنين الأجانب، الذين تصدوا لجرافات الاحتلال بصدورهم العارية. محكمة الاحتلال العليا تؤجل قرارها بشأن التماس لوقف هدم الخان الاحمر |
الكشف عن مضاعفة الاحتلال لعمليات منع مرضى غزة من العلاج في الخارج لعلاقتهم بحماس Posted: 01 Aug 2018 02:19 PM PDT غزة – الناصرة – «القدس العربي»: كشفت إحصائيات إسرائيلية، عن لجوء سلطات الاحتلال لفرض مزيد من التعقيدات والتشديد على قطاع غزة، وبالأخص على المرضى، من خلال منع كل من له علاقة قرابة بأي من عناصر حركة حماس، حتى لو كان يعاني من أمراض خطيرة كالسرطان. وأكدت إحصائية أوردتها صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، مصدرها الأساس مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجود «تراجع حاد» في عدد طلبات الخروج من قطاع غزة التي يتم المصادقة عليها من قبل سلطات الاحتلال. وبينت أنه منذ مطلع عام 2018، لوحظ ارتفاع حاد برفض طلبات الخروج من القطاع. وبلغ عدد الذين منعوا من الخروج 769 فلسطينيا، وذلك بذريعة أن لهم «علاقات أسرية» من الدرجة الأولى مع نشطاء حماس. وأظهرت الإحصائية الإسرائيلية أن العام الماضي 2017، شهد رفض 21 طلبا للسبب ذاته، وهو ما يظهر مضاعفة سلطات الاحتلال لقيودها المشددة على سكان غزة المحاصرين منذ 12 عاما بشكل أكبر، على خلاف ادعائها بتخفيف الحصار. ويعاني هؤلاء المرضى الذين لا تزال إسرائيل ترفض طلبات حصولهم على التصاريح، للخروج من القطاع عن طريق معبر بيت حانون «إيرز» للعلاج في مشافي الضفة وإسرائيل، من أمراض مزمنة وخطيرة منها «السرطان»، وتقدم سبعة منهم التماسات للمحكمة العليا الإسرائيلية ضد قرار رفض طلباتهم. وحسب الالتماس، فإن جميع السيدات اللواتي قدمن الطعون، يعانين من أمراض مزمنة وخطيرة وبحاجة إلى علاجات فورية، سواء الإشعاع والعلاج الكيميائي أو الجراحة، وهو علاج لا يتوفر في مشافي غزة، وقد حصلن على مواعيد في مشاف في القدس لتلقي العلاج. واعتبرت الجمعيات الحقوقية سواء الإسرائيلية أو الفلسطينية التي قدمت طلبات الاعتراض للمحكمة العليا، ضد قرار المنع المتخذ من جيش الاحتلال، أن ذلك يمثل «عقابا جماعيا»، ويتعارض مع تصريحات النيابة الإسرائيلية، بأن منع الخروج لن ينطبق على حالات إنقاذ الأرواح والمرضى الذين لا يوجد «بديل علاج» لهم في القطاع. وتوضح الإحصائية أيضا أنه في تلك الأشهر، تم قبول 13066 طلبا ورفض 896 16 طلبا، علما بأنه تم تقديم بعض الطلبات التي تم الرد عليها أو رفضها في عام 2017. يشار إلى أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر او ما يعرف بالكابينيت قرر في يناير/ كانون الثاني من عام 2017، إلغاء خروج المرضى من أعضاء حماس أو من أقاربهم، بعد أن قدمت عائلة الجندي هدار غولدين المحتجز لدى حماس، التماسا للمحكمة ضد الدولة بدعوى أنها لا تنفذ القرار، حيث التزمت الدولة خلال المداولات بتنفيذ القرار. ومنذ فرض الحصار الإسرائيلي المحكم على قطاع غزة في منتصف يونيو/ حزيران من عام 2007، تضع إسرائيل قيودا مشددة على حركة الأفراد والبضائع، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، وتراجع جميع القطاعات بما فيها القطاع الصحي. الكشف عن مضاعفة الاحتلال لعمليات منع مرضى غزة من العلاج في الخارج لعلاقتهم بحماس |
فتح خط بحري مباشر بين الموانئ المغربية وميناء حمد الدولي في قطر Posted: 01 Aug 2018 02:19 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي»: أعلن سفير المغرب في قطر، نبيل زيبر، عن قرب فتح خط بحري مباشر ين الموانئ المغربية وميناء حمد الدولي، موضحا أن هذه الخطوة «ستعزز المبادلات بين البلدين وستسهم في الرقي بالعلاقات التجارية والاقتصادية إلى مستوى العلاقات الأخوية المرموقة بين البلدين الشقيقين وقيادتيهما.» وأفاد بأن بلاده تعتز بالعلاقات الدبلوماسية مع الدوحة منذ 46 سنة، مضيفا قوله إن المغرب يعتز ويفتخر باستضافة دولة قطر لمونديال كرة القدم 2022، والذي دون شك سيكون ناجحا ومبهرا، معربا عن خالص متمنياته لدولة قطر بمزيد من الرخاء والازدهار، وأن تعود اللحمة إلى العلاقات القطرية مع الأشقاء داخل مجلس التعاون الخليجي. وكشف السفير، خلال احتفال السفارة المغربية في الدوحة بالذكرى التاسعة عشر لعيد العرش، أن أعمال الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة بين البلدين، التي انعقدت في الرباط خلال آذار/ مارس الماضي، شهدت توقيع 11 اتفاقية شملت ميادين الصناعة التقليدية والتربية والتعليم والشباب والإعلام والصناعة والزراعة والإسكان والطيران المدني والرقابة المالية كما تقرر خلالها إحداث خط ملاحي بحري مباشر بين موانئ البلدين، وفقا لصحيفة «الشرق» القطرية. فتح خط بحري مباشر بين الموانئ المغربية وميناء حمد الدولي في قطر |
الأسيرة «خاطر» تتعرض لتحقيق مكثف يتجاوز العشر ساعات يوميا Posted: 01 Aug 2018 02:18 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: جدد نادي الأسير التأكيد على استمرار تعرض الأسيرة الفلسطينية لمى خاطر )42 عاما( لتحقيق مكثف من قبل المخابرات الإسرائيلية، يتجاوز العشر ساعات. ونقل محامي نادي الأسير الفلسطيني فراس الصباح، عنها، بعد زيارة أجراها لها، القول إن المحققين في معتقل «عسقلان» صعدوا من عمليات التحقيق معها خلال اليومين الماضيين، في محاولة منهم لكسر موقفها الرافض للاعتراف. وأوضحت الأسيرة خاطر أنه بعد جلسة الاستئناف التي عقدت لها يوم الأحد الماضي، استمر التحقيق معها لغاية الساعة الثامنة مساء، وفي اليوم التالي تواصل التحقيق معها نحو عشر ساعات، حول كتاباتها، التي وصفها المحققون بأنها «قنابل موقوتة». وأضافت أنها وطوال فترة التحقيق كانت مقيدة بكرسي، ويرافق ذلك صراخ وشتم بشكل متواصل، ولم يسمحوا لها باستخدام دورة المياه سوى مرة واحدة، وكذلك الطعام. وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت الأسيرة خاطر وهي أم لخمسة أبناء في تاريخ 24 يوليو/ تموز الماضي من منزلها في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وفي سياق متصل أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن الأسير حسن شوكة، المضرب عن الطعام منذ أكثر من 50 يوما، لم يعلق إضرابه المفتوح، رغم تجميد محكمة الاحتلال قرار اعتقاله الإداري. وقال إن قرار التجميد بمثابة «لعبة اسرائيلية حتى يتحسن الوضع الصحي للأسير شوكة، ليعاد اليه الحكم الإداري رغم حالته الصحية المتدهورة». ويواصل أربعة أسرى آخرون إضرابهم المفتوح عن الطعام منذ نحو أسبوعين، احتجاجا على سياسة الاعتقال الإداري. الأسيرة «خاطر» تتعرض لتحقيق مكثف يتجاوز العشر ساعات يوميا |
الزعنون يعلن عقد جلسة لـ «المركزي» منتصف الشهر الحالي Posted: 01 Aug 2018 02:18 PM PDT غزة – «القدس العربي»: أعلن سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، أن المجلس المركزي الفلسطيني سيعقد جلسة له منتصف أغسطس/ آب الحالي في مدينة رام الله، وتستمر ليومين. وأشار في تصريح صحافي إلى أن المجلس المركزي سيعقد دورته التاسعة والعشرين، بعنوان «دورة الشهيدة رزان النجار، والانتقال من السلطة إلى الدولة»، وسيناقش قضية تنفيذ قرارات المجلس الوطني الصادرة عن دورته الأخيرة، بما فيها وضع آليات الانتقال من مرحلة السلطة الانتقالية الى مرحلة الدولة، تجسيدا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى جانب وضع آليات تفعيل عمل مؤسسات ودوائر منظمة التحرير الفلسطينية كونها المرجعية العليا للشعب الفلسطيني وأكد على أهمية انعقاد المجلس المركزي في هذه المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية على الصعيدين الداخلي والخارجي، مشيرا إلى أن هناك العديد من التحديات والمخاطر التي يجب التصدي لها، سواء على مستوى ما يطرح من خطط ومشاريع تستهدف جوهر المشروع الوطني الفلسطيني، أو على مستوى تمتين الجبهة الداخلية وإنهاء الانقسام. وقال «آن الأوان لوضع قرارات المجلس الوطني موضع التنفيذ، خاصة تحديد العلاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي». يشار إلى أن المجلس الوطني الذي عقد جلسته الاخيرة في نهاية أبريل/ نيسان الماضي، وانتخب في ختامها قيادة جديدة للجنة التنفيذية ومجلسا مركزيا، أوكل كامل مهامه لهذا المجلس المركزي. الزعنون يعلن عقد جلسة لـ «المركزي» منتصف الشهر الحالي |
عادل إمام يرفض تكريم مهرجان القاهرة ويبدأ التحضير لمسلسله الجديد Posted: 01 Aug 2018 02:18 PM PDT القاهرة – «القدس العربي»:رفض الفنان المصري عادل إمام تكريمه في مهرجان القاهرة بحصوله على درع «فاتن حمامة» في الدورة المقبلة من المهرجان، وتعلل لإدارة المهرجان، التي رشحته للجائزة بانشغاله في الفترة المقبلة، إلا أنه صرح للمقربين منه إنه رفض الجائزة لأن إسم «فاتن حمامة» لن يضيف إلى تاريخه السينمائي، حيث وصل إلى مكانة سينمائية أكبر من هذا التكريم. ومن المقرر أن ينطلق مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ40 يوم 20 من شهر نوفمبر/ تشرين المقبل، كما أنه سيختتم فعالياته في التاسع والعشرين من الشهر نفسه. وكان عادل إمام قد رفض التكريم في مهرجانات مصرية كثيرة في السنوات الأخيرة، إلى أن وافق على التكريم في مهرجان الجونة السينمائي، الذي أقيمت دورته الأولي في العام الماضي، وقيل وقتها إن نجيب ساويرس صاحب المهرجان أهدى عادل إمام فيللا في الجونة حتي يوافق على هذا التكريم. من ناحية أخرى، بدأ «الزعيم» في التحضير لمسلسله الجديد الذي سيشارك فيه في السباق الرمضاني المقبل، من إخراج رامي إمام، حيث بدأ اختيار الممثلين الذين سيشاركونه بطوولة العمل الذي يتكتم على تفاصيله. وقالت ملكة جمال المغرب رشا سباعي إنها ستكون ضمن مجموعة من الممثلين الجدد الذين سيخضعون لاختبار في مصر خلال المرحلة المقبلة للمشاركة في المسلسل المقبل لعادل إمام. وكان مسلسل «عوالم خفية» هو آخر أعمال إمام في رمضان الماضي، ولاقى نجاحا كبيرا بعد عدد من المسلسلات، التي لم تلق إعجاب الجمهور، وشاركه البطولة رانيا فريد شوقي وأحمد وفيق وبشرى. 7AKH عادل إمام يرفض تكريم مهرجان القاهرة ويبدأ التحضير لمسلسله الجديد |
ذلك الخبر الصغير عن السياب Posted: 01 Aug 2018 02:17 PM PDT خبر قديم كانت صحيفة عراقية قد نشرته في عام 1964 أعادني إلى بدر شاكر السياب. ليس إلى شعره الذي مع انقضاء السنوات نسيتُ أكثره، بل إليه هو، «بدر»، كما كنا نسميه لدوام حضوره بيننا. هذا ولم يكن أحد منا قد رآه. حسن خليل رأى شخصا يشبهه في بوسطة كانت تقلّ ركابها إلى الشياح. وهذا كان أخاه على الأغلب وليس هو نفسه، طالما أننا كنا في سنة 1968 وكان بدر قد مات قبل ذلك بسنتين. لكن لماذا لم تكلّمه يا حسن، لماذا لم تسأله؟ أجاب أنه ظلّ يحمّس نفسه ليقوم بذلك إلى حين فاجأه ذاك الرجل بالنزول بعد أمتار من مستديرة الطيونة. كنا نحبّ أن نعرف عن بدر شاكر السياب. هو مَن حفّزنا إلى ذلك، أقصد شعره، وها إنني من بين ما لم تنسني إياه السنوات، ابنه غيلان واعتذار بدر له بسبب ابتعاده عنه متنقّلا بين المشافي؛ وكذلك زوجته إقبال التي كتب لها «الملتقى بك والعراق على يديّ هو اللقاء» لكن من منفاه هذه المرّة. كما لم أنسَ «جيكور» قريته التي اكتفيتُ من تخيّلها ببيوت طين وشجرات نخيل وأشياء قليلة أخرى، بينها تلك الشناشيل الملونة على نافذة ابنة الجلبي، ثم «بويب» ذلك النهر الذي فوجئت حين قال لي صديق عاد من رحلة إلى العراق أنه ساقية بالكاد. كان شعر السياب قد أحيا مخيلاتنا وملأها بماء «بويب»، دفّاقا صافيا. كنا نقول لبعضنا بعضا إن السياب ليس شاعرا فحسب، بل هو ناقل لعالم عايشه إلى فضاء الشعر. ولا يعود ذلك إلى أخذه لنا إلى ذلك القرب من ماء بلاده وترابها ونخيلها ونسائها، سواء كنّ معشوقاتٍ أولئك الأخيرات، أو جدّات «يوشوشن عن حزام وكيف شقّ القبر عنه أمام عفراء الجميلة». كنا نتقفى أثر بدر شاكر السياب، كأن من أجل أن نجمع من الأخبار الصغيرة لتكون معرفتنا بحياته كاملة. ولم ننس شيئا مما كنا نسمع من تلك النتف القليلة. مثلا لم ننسَ ما كتبه أنسي الحاج، هو الذي عرفه هنا في بيروت، عن مشية السياب التي يثقلها وجع ظهره. كما أننا بقينا سنوات نتساءل عمّا حل بابنه وبزوجته بعد رحيله. وفي يوم ما من أيام الثمانينيات المنقضية ذهبت لحضور أمسية أحيتها آنذاك لميعة عباس عمارة. ما ذهبت لأسمعه، أو لأراه، هو السياب طالما أنه كان مولعا بلميعة، كما كان قد تناهى إلى أسماعنا آنذاك. على الدوام كنا نبحث عن السياب، الشخص، بل الشاعر، كأن شعره أظهر لنا عن روحه ولم يبق إلا أن نعرف في أي إهاب كانت تسكن هذه الروح. وما زال ذلك الفضول القديم مقيما فينا. من ذلك مثلا صورة تلك القصاصة على الفيسبوك. «تعال انظر» سمعت زوجتي تقول عن الشرفة. كان خبرا صغيرا في صفحة تعنى بالإخطارات التي تعلن عنها إدارات الدولة في جريدة صدرت بتاريخ 12ـ 8 ـ 1964. أما مضمونه فكان إخطارا لبدر شاكر السياب بأن إجازته المرضية قد انتهت وأن عليه أن يعود إلى العمل في خلال ثلاثين يوما وإلا يُعتبر مستقيلا من الخدمة. وقّع الإخطار يومذاك المدير العام لمصلحة الموانئ العراقية. أما العودة إليه، إلى نشره على الفيسبوك بعد أربعة وخمسين عاما فكانت من طلال طعمة الذي أراد، بعد انقضاء كل هذه المدة، أن يُطلع عليه أصدقاءه الافتراضيين. هناك آخرون أيضا يعملون مثلي على اقتفاء كل ما يتعلّق بالسياب. أحد المعلّقين على ما ورد في تلك القصاصة كتب، متذكرا السياب، «مطرٌ مطرٌ مطر»، غير مكترث بما يمكن أن يحمله الخبر من سجال حول أن يكون السياب مرؤوسا للعميد المدير العام، أو إن كان هذا الرئيس متقيدا بالقانون إلى حدّ عدم الاكتراث بأن الرجل مريض فعلا، وهو على شفير الموت، وقد مات فعلا بعد نحو أربعة أشهر من ذلك التاريخ. لم أجد تعليقا أفضل من ذاك: «مطرٌ مطرٌ مطر»، على الرغم من أنني ما زلت ساعيا لأن أعرف أي شيء عن حياة السياب. ذاك أن من كتب ذاك التعليق بقي هناك بين اسم السياب وشعره. كأنه يعلن عن استمتاعه الباقي بتلك القصيدة الرائعة، وبعد ذلك لا شيء يهم. السياب، وحده من بين مَن عرفنا شعرهم، يعيدنا شعره بهذا القدر إلى حياة كاتبه. هل هو شعره الذي يدعونا إلى ذلك؟ هل هي مأساته، مرضه الذي أودى به وهو في السادسة والثلاثين من عمره؟ هل هو حنيننا إلى جنته الأليفة التي صنعها لنا لنقيم فيها، والتي لم نغادر فيئها بعد؟ إلخ. لكن المهم هو قبولي في وقت ما بتلك النظرية التي تقول إن علينا أن نقرأ النص، الأدبي أو الشعري، بعد فصله عن كاتبه وقطْعه عنه. كنت قابلا بذلك ومصدقا له، على الرغم من تعلّقي بالسياب على النحو الموصوف أعلاه. ٭ روائي لبناني ذلك الخبر الصغير عن السياب حسن داوود |
تناقضات في القصور Posted: 01 Aug 2018 02:16 PM PDT في العالم العربي تناقض يزداد وضوحا بين أنظمة سياسية تدير شؤونها من الأعلى للأسفل، وقلما تنجح في الإستماع لنبض الشارع ومعاناته، وبين أجنحه سياسية في ذات النظام السياسي تواجه درجات من العزلة ولديها آراء نقدية وإصلاحية. معظم النخب المسيطرة في العالم العربي قلما تؤمن بالأسلوب التشاركي أو الحقوقي والديمقراطي. لكن بنفس الوقت يوجد في كل ديوان ملكي وجمهوري عربي جناح يشعر بالغربة وينتظر فرصته لتجربة تصورات اكثر تحسسا لآلام المجتمع ومهمشيه، بل لدى هذا الفريق رؤى حول المصالحات الوطنية والمساومات مع القوى المعارضة. لهذا من الطبيعي أن ترتفع حدة الصراع المستتر كثيرا والمعلن أحيانا في النظام العربي حول كيفية التعامل مع العدالة الإجتماعية كما ومع الحراكات السياسية المختلفة والحريات. فمن نتائج ما وقع في 2011 تكثيف الإختلاف بين النخب المؤثرة حول التعامل مع الأوضاع، فبعضها يرى أن الحل الامني والتعسفي هو مفتاح الحلول في كل زمان ومكان، بينما بعضها الآخر يؤمن بإصلاح سياسي واقتصادي يؤدي لتغيرات في علاقة الشعب بالقصر وبالنخبة وبالدولة. لكن الواضح بنفس الوقت أن القوى الإصلاحية في النظام العربي ضعيفة ولن تستطيع التحرك إن لم يقع تحرك ما من قبل الشارع يـؤدي لفتح أفق إصلاح النظام السياسي. بل من الطبيعي أن تكون هذه الحقبة التي نمر بها في الإقليم مكونة من لحظات إنتظار. وهذا يعني بأنه يجب أن تصل حالة الديون وسقوط العملة والغلاء الفاحش والفشل الإقتصادي والإجتثاث السياسي والتعسف والتحالف مع ترامب وربما في بعض الحالات مع إسرائيل لنهايتها الطبيعية، وذلك قبل ان تتحرك الطبقات الوسطى والشعبية للتعبير عن سخطها. وعلى سبيل المثال لم تشهد مصر، رغم ضخامة بعض المشاريع (التي قلما تصل للمواطن) وضعا اقتصاديا سلبيا يمس جيب المواطن كالوضع القائم اليوم، ورغم سعي شخصيات وطنية مصرية تحسب في الأساس على النظام إلا انه لم يسمح لها بالتعبير عن نفسها وأودع عدد منها في سجونه (رئيس الأركان السابق سامي عنان وفريقه على سبيل المثال). أن الخروج من هذا الوضع الشائك سيتطلب مبادرة الشعب ودوره. ففي باطن المجتمع المصري كما والعربي وضمن أنظمته نخب بديلة تشعر بالمأزق لكنها عاجزة أمام النخب المسيطرة. الصراع في أعلى الهرم في البلدان العربية سيتطلب صراعا آخر مساعدا له ومؤثرا عليه يصدر عن قاعدة المجتمع. إن غلق أفق الآليات الانتخابية والتمثيل السياسي للمجتمع ستتحول لأحد أهم الأبعاد التي تتناغم مع الحرمان والتدهور الإقتصادي، إن غلق السبل السياسية السلمية هو الذي يؤدي الآن لبحث الناس عن منافذ جديدة تساعدها على تغير المعادلات، فالمجتمع عندما لا يجد امامه طريقا سلميا للتعبير عن مطالبه وحاجاته يختبر تحولات إحتجاجية مختلفة. هذا سيعني في المجال التاريخي انه لن يتبقى للناس بعد مدة سوى إنتزاع المساحة العامة من الشارع. لنأخذ الأردن كمثال على هذا الوضع. ففي الأردن وقعت (حزيران/يونيو 2018) حالة شعبية هي الأخطر على النظام. وقد أدى حراك الشارع الأردني للتأثير على معادلة الدولة والحكومة. الأهم أن النظام الأردني تعامل مع الاحداث بذكاء، إذ شكل حكومة يترأسها رئيس للوزراء لم تعتد الأنظمة العربية على تعيين من يشبهه في موقع القرار. فرئيس الوزراء الجديد عمر الرزاز، وبغض النظر عن فرصه في تحقيق إصلاح حقيقي، يتميز بصفات لم نعتد على رؤيتها في النظام العربي المترهل. ربما يصح القول بأنه لولا الحراك الأردني لما أتى النظام بشخصية تعرف بأخلاقيتها ونزاهتها وباستقلاليتها وتعرف بنفس الوقت بمعرفتها بآليات النظام الدولي وبقربها من النظام السياسي دون ان تتطابق معه. الرزاز نتاج لأسرة مثقفة تمتلك عمقا عربيا ووعيا بحاجات المهمشين والمستثنيين من الطبقات الشعبية والوسطى. هنا بالتحديد تنقسم المجتمعات العربية. فكتلة الشباب وكل من هم دون الاربعين من العمر تزداد راديكالية واستعدادا للمجازفة وكتلة الكبار تزداد التزاما بعدم التحرك خوفا من الوصول لحالة تشبه بعض الأنظمة العربية المنهارة والمدمرة كما هو الحال في سوريا وليبيا. التغير في المرحلة القادمة سيأتي عبر المدخل الاقتصادي، ففي الاقتصاد خير تعبير عن الفشل الإداري والسياسي المؤدي لإختفاء الطبقات الوسطى وتدمير الطبقات الشعبية. الاوضاع متشابكة في الواقع العربي وتحتمل أكثر من قراءة لكن الاستقرار ليس أحدها. مع ذلك لا يمكن المراهنة على مدرسة الاصلاح العربي التي ربما لم يحن وقتها، فالأسلوب القديم مازال متحكما، والدول العربية ما زالت في مرحلة القمع والإنحياز للطبقات المتنفذة. إن تحول الأوضاع كما تؤكد التجربة الأردنية ثم بعض التجارب الاخيرة في المغرب (مقاطعة إقتصادية فاعلة وحراكات شعبية) تهدف لخلق حالة وعي بالمطالب الشعبية كما تهدف لخلق آليات ضاغطة على النظام السياسي. ويمكن القول بأن حراكات الشارع في المرحلة المقبلة ستقرر مدى قدرة النخب العربية الإصلاحية على أخذ المبادرة وطرح حلول جادة للمشكلات المزمنة. لن تقدم الأنظمة الإصلاحات والتنازلات على طبق من فضة، فهذا أمر صعب بسبب تمترس النخب المؤثرة وبسبب عدم مقدرتها الاستدارة والابتعاد عن نهج صار له زمن طويل. إن مقدرة الناس على تشكيل كتلة تغير حرجة هي جوهر التغير في المجتمعات العربية في المرحلة القادمة، لكن ذلك ايضا لن يقع بلا درجات من التفاعل مع بعض النخب صاحبة الرؤى المغايرة والنهج الاصلاحي. ٭ استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت تناقضات في القصور شفيق ناظم الغبرا |
هجوم السويداء: اللاعقلانية والمجزرة Posted: 01 Aug 2018 02:16 PM PDT يدفع هجوم السويداء الأخير، وعموم المجزرة السورية المستمرة، إلى إعادة التفكير بالعديد من المفاهيم والأفكار السائدة، ليس فقط على المستوى السياسي المباشر، بل على المستويات الفكرية والتاريخية والأيديولوجية، وحول قضايا مثل الدولة والجماعة الأهلية والأخلاق والحداثة. في هذا السياق من المفيد استعادة طروحات المفكر البولندي البريطاني زيجمونت باومان، التي نالت مؤخراً كثيراً من الشعبية في الوسط الثقافي العربي. في عملة المركزي «الحداثة والهولوكوست» يعمل باومان على نقل عدد من مقولات النقد اللاهوتي للحداثة إلى مجال علم الاجتماع، فالإبادة الجماعية لليهود ليست حدثا غريباً واستثنائياً ضمن الإطار العام للحداثة والتطور التقني (وإن لم يكن حدثاً حتمياً). عمليات العقلنة والمأسسة والبقرطة جزّأت الفعل الإنساني وفصلته عن نتائجه الأخلاقية، ما أسس لحالة من «اللامبالاة الأخلاقية» دفعت أشخاصاً مسالمين عموماً، لا يتسمون بدموية أو تعصب أو انحراف نفسي خاص، إلى تنفيذ واحدة من أبشع مجازر التاريخ، بكفاءة لا توفرها إلا العقلنة الحديثة. والهولوكوست لم يكن تصوره ممكناً إلا ضمن هذا الشرط الحداثي. ورغم أن فرضية باومان هذه لا زالت تتمتع بقبول جيد في عدد من الأوساط الفكرية، إلا أنها أُشبعت نقداً من منظورات مختلفة. فمفكرو النازية، والفلاسفة الذين التحقوا بهم فيما بعد (مثل مارتن هايدجر وكارل شميت)، كانوا محملين بنقد أخلاقي للحداثة والتقنية يشترك بأسس كثيرة مع نقد باومان نفسه. وبناء أساطير الأمة العضوية والعرق ومعاداة السامية ارتبط في جانب كبير منه بالحركة الرومانتيكة الألمانية، التي انتقدت بدورها تفتيت الفعل الإنساني والاغتراب عن الطبيعة وغياب التعالي الأخلاقي. ورغم تمازجها في بعض الأحيان مع فكر التنوير وتطويرها له، إلا أن الرومانتيكية في كثير من جوانبها كانت «تنويراً مضاداً» أسهم في التأسيس للنازية وكوارثها. فضلاً عن هذا فإن حديث باومان عن «اللامبالاة الأخلاقية» يغفل عمداً الصراع السياسي والطبقي الذي رافق صعود النازية ومجازرها، الذي كان من ضحاياه آلاف المناضلين النقابيين والشيوعيين والاشتراكيين الألمان. تعاني أعمال باومان من الانتقائية التاريخية، فاعتبار أن الإبادة لا يمكن تصورها إلا في الشرط الحداثي يغفل وقائع شهيرة مثل محاكم التفتيش الإسبانية بعد سقوط الأندلس، التي نجحت بكفاءة في خلق «التجانس» على حساب المسلمين واليهود، وذلك قبل اكتمال الشرط الحداثي، ودون الحاجة إلى بيروقراطية وعقلنة على النمط الحديث. دعك من «صيد الساحرات» الذي أباد عشرات الآلاف، معظمهم من النساء، في جو لا يتسم أبداً بـ«اللامبالاة الأخلاقية»، بل بفرط الأخلاق إن صح التعبير. عالم النفس الأمريكي الكندي ستيفن بينكر يؤكد أن «العلوم» التي استندت إليها النازية كان معروفاً أنها علوم زائفة، ولا تتفق مع أي تفكير عقلاني أو بيولوجي يحترم نفسه، حتى في الثلاثينيات والأربعينات من القرن الماضي. وأن التقنية كانت ظاهرة عرضية في الإبادة الجماعية، فالتطهير العرقي في راوندا مثلا لم يحتج إلى أكثر من مجموعة من المناجل والأسلحة البيضاء. هذه الانتقادات كفيلة بوضع نظريات باومان في مكانها الصحيح، بوصفها فصلاً من علم اللاهوت وليس علم الاجتماع. وحديث بينكر عن نموذج المجزرة الراوندية مدخل جيد للنظر إلى مجزرة السويداء: كيف يؤدي غياب المؤسسات والقانون وبنى الحداثة عموماً إلى أشكال سريالية من الدموية. أو كيف تنتج اللاعقلانية المجزرة. لا يعنينا هنا تقديم تحليل بوليسي لمجزرة السويداء، يحاول تقصي المسؤولية الجنائية عنها: النظام أم داعش أو الاثنين معاً. ما يهمنا هو الطابع اللاعقلاني للحدث السوري. فإذا اعتبرنا أن الهدف الأساسي للنظام السوري كان منذ البدء هو البقاء في السلطة، فهو فعل ذلك بأسوأ الطرق الممكنة وأقلها عقلانية. أتيحت للنظام منذ بداية الثورة السورية عديد من الفرص لاحتواء الأزمة بتكلفة زهيدة، خاصة أن المزاج الثوري العام للكثير من المنتفضين السوريين كان أكثر تردداً من نظرائهم في مصر وتونس مثلاً. وربما كانت اصلاحات معدودة في البداية وايقاف القتل كافياً لسحب فتيل التوتر وإظهار النظام أمام العالم بمظهر الحكم الإصلاحي الحريص على شعبه. إلا أن مسؤولي النظام اختاروا الطريق الأصعب، فالبنية الرثة للدولة السورية، التي تتخللها مختلف الانحيازات والعصبيات البدائية، وضعف البنية المدنية للبلاد عموماً، وانعدام المؤسسات والقانون و«العقلانية البيروقراطية» لم تنتج إلا اقتتالاً أهلياً متوحشاً. المقاتلون السوريون في مختلف الجهات والتنظيمات، ومقاتلو الميليشيات الأجنيية، لا يمكن وصفهم بـ«اللامبالاة الأخلاقية»، بل على العكس، هم ضمن منظوراتهم الخاصة، مهما كان رأينا فيها، أخلاقيون جداً، سواء كانت منظومتهم الأخلاقية تقوم على حفظ الطائفة أو الجماعة أو الدين أو الأثنية. اليوم يتحدث أنصار النظام عن «الانتصار» الذي حققوه، ولكن أي انتصار؟ بلد معزول دولياً دُمرت بنيته التحتية تحكمه دولة فاشلة وشعبه بين قتيل ومعتقل ومشرد. إنه الانتحار الأكثر سخرية للعقلانية. ذكرنا سابقاً حديث ستيفن بينكر عن «مناجل راوندا»، ويمكننا تعميمه جزئياً على ما يصفه البعض بـ«حالة ما بعد الحداثة». الاقتتال الأهلي لم يقتصر على دول ضعيفة التطور مثل سوريا والعراق وراوندا، بل شمل دولاً لعبت فيها الدولة الوطنية دوراً كبيراً في التحديث وتحقيق السلم الأهلي ومفهوم المواطنة، ولعل النموذج الأصلي لذلك هو تفتيت يوغسلافيا وتحطيم الفكرة اليوغسلافية من أساسها لحساب إعادة إنتاج الهويات العرقية والدينية، وهي عملية يمكن ردها بشكل كبير إلى مشاكل بنيوية في نظام الرئيس اليوغسلافي جوزيف تيتو، إلا ان إغفال التدخل الأجنبي، وتحطيم النظام الدولي لبنية الدولة الوطنية اليوغسلافية، لن يعطي صورة صحيحة عن هذا الحدث التاريخي المزلزل. اليوم تبرز سياسات الهوية، بشكليها اليميني الخائف على التقاليد، واليساري المحتفي بـ«التنوع» و«الاختلاف»، كأحد أبرز التحديات للعقلانية السياسية والاجتماعية ولفكرة التحديث ودولة القانون من أساسها. ويمكننا تتبع آثاره الكارثية في البلد الذي أنتج أحد أهم أشكال العقلنة الدستورية في التاريخ، أي الولايات المتحدة الأمريكية: الصراع بين اليمين الهوياتي المتعصب ويسار «تحالف الأقليات» يصعّد التوتر العرقي ويهدد السلم الأهلي، والأهم أنه يكاد يفرغ مؤسسات الحداثة الأساسية من مضمونها، فالقضاء أصبح مناكدة أيديولوجية بين المحافظين والليبراليين، والصحافة فقدت الحد الأدنى من المهنية التي كانت تتمتع بها، والأكاديميات أصبحت غيتوهات مغلقة تحارب في كثير من الأحيان حرية التعبير ومبدأ الحرية الأكاديمية، والهوية باتت العامل الأساسي لتعريف الأفراد مع غياب فكرة المتحد السياسي لمواطنين أحرار، أما الفصل العنصري والجنسي فصار ممارسة «يسارية». والسياسة باتت حرباً لتكسير العظام. الأمر لا يقتصر على راوندا، فالعقلانية والمؤسسات والبيروقراطية تذوي، والهوية تستل مناجلها حتى في البلد الأغنى والأكثر تطوراً. لباومان أطروحة شهيرة أخرى عن «الحداثة السائلة»، التي تقوم على عدم الاستقرار وتعميم الاستهلاك والهوس بالتطوير وضياع الغايات، هذه «السيولة» نشأت حسبه نتيجة ولع الحداثة بتفكيك التقاليد والتحديث الشامل للروابط الاجتماعية، ما أدى لانقلاب الحداثة على نفسها و«صلابتها» القديمة، بحيث أصبحت «السيولة» هي الصلابة الحداثية الوحيدة الممكنة. هذه الفرضية غير مفيدة تفسيرياً، لأنه من سمات حاضرنا تصلب «السيولة» من جديد على شكل هويات وقوميات وعصبيات يعاد إنتاجها دوماً. بالعودة إلى السويداء والوضع السوري يمكننا القول أن ضعف البنى الحداثية («سائلة» أو صلبة) يجعل البلاد تكرر دوماً سيرتها مع الحروب الأهلية المستمرة منذ قرون. فالاقتتال الأهلي شرط «طبيعي» في الوضع غير الحداثي، وله اقتصاده الخاص ووظائفه الاجتماعية الواضحة (إعادة توزيع الثروة بالنهب والغزو، فرص عمل ميليشياوية لفائض الشباب في المجتمع، تجديد علاقات القرابة والمصاهرة..الخ). مبدأ السلم الأهلي هو تعريفاً مبدأ حداثي لأنه يقوم على احتكار الدولة الحديثة للعنف، ضمن نظام متمايز ومستقل للقانون له صلاحية تحديد أشكال العنف الشرعي. بعد أن كان لكل إقطاعي وباشا وشيخ عشيرة «رجالهم» الذين يُستعملون في الصراعات على المنافع والنفوذ. وهو ما عادت مناطق عربية كثيرة تشهده اليوم بأشكال جديدة. وجود ما يدعوه عالم الاجتماع الألماني نيكلاس لومان بـ«أنظمة متمايزة وظيفياً» للقانون والسياسة والأخلاق والدين، تعمل بشكل منفصل وفق آلياتها ورموزها الخاصة، هو من أهم مكتسبات الحداثة التي أنتجت مبدأ السلم الأهلي. وقد علمنا التاريخ أن كل نقد «أخلاقي» متطرف للحداثة يأتي بكوارث مرعبة، أسوأ مراراً مما يتم انتقاده. من العصر الرومانتيكي، مروراً بالنازية، وحتى أيام سياسات الهوية التي نعيشها. ٭ كاتب وأكاديمي سوري هجوم السويداء: اللاعقلانية والمجزرة محمد سامي الكيال |
معنى المفاوضات بين مجلس سوريا الديمقراطية والنظام Posted: 01 Aug 2018 02:15 PM PDT لم يتسرب شيء عن فحوى المباحثات التي جرت في دمشق، بين وفد يمثل «مجلس سوريا الديمقراطية» ووفد استخباري لنظام الأسد، بقيادة علي مملوك، ومن المرجح ألا يتسرب في وقت قريب. «اتفق الجانبان على تشكيل لجان تخصصية للتباحث حول مختلف الجوانب» هذا كل ما لدينا إلى الآن. بعيداً عما قد يكون دار في ذلك الاجتماع، يمكن الحديث عن معناه أو معانيه، في سياق سيالة الأحداث السورية بأبعادها المحلية والإقليمية والدولية، كما عن مفاعيله في الرأي العام المحلي بانقساماته وانحيازاته. يمكن القول، قبل كل شيء، إن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يشكل لب مجلس سوريا الديمقراطية، هو بصدد إعادة تموضع استراتيجية، على ضوء الانسحاب الأمريكي المحتمل من سوريا الذي يضغط الرئيس ترامب على وزارة الدفاع بشأن تنفيذه. واضح أن الأمر أصبح مسألة وقت ربما يقاس بالأشهر لا بالسنوات. ويقال إن تفاهمات قمة هلسنكي بين ترامب وبوتين بشأن سوريا، هي التي سرعت من وتيرة إعادة التموضع المذكورة، فكان اجتماع دمشق تتويجاً لسلسلة اجتماعات سرية سبقته. يقال أيضاً إن الأمريكيين دفعوا باتجاه هذا التقارب من خلال مصارحة حليفهم الكردي بأن «المهمة انتهت» بالنسبة لواشنطن بالقضاء على دولة داعش، ولا مفر من عودة الحزب الكردي إلى علاقته السابقة مع النظام، ربما مع مظلة حماية روسية. قد تعني إعادة التموضع، بهذا المعنى، تحالفاً روسياً ـ كردياً، لمرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي، لا بد أن ينطوي على أكثر من مجرد إعادة مناطق سيطرة «قسد» إلى سيطرة النظام، أو التوافق مع النظام على شكل من أشكال الإدارة الذاتية لحزب الاتحاد الديمقراطي مع شركائه في مجلس سوريا الديمقراطية أو بدونهم. ذلك أن الروس سبق وعبروا، في مناسبات عدة، عن رؤية لمستقبل سوريا تلاحظ وضعاً خاصاً للمناطق الكردية، يتراوح بين الإدارة الذاتية والكيان الفيدرالي المرتبط بالمركز على مثال ما هو قائم في شمال العراق. من المحتمل أن روسيا التي حصلت على موافقة ترامب على استفرادها برسم مصير سوريا، قد تعمل على ملء الفراغ الذي يمكن أن يتركه انسحاب ـ جزئي على الأرجح ـ للميليشيات الموالية لإيران، تنفيذاً للرغبة الأمريكية، بقوات «قسد» وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب (الكردية). فتكسب روسيا، بهذا الاستبدال، مرتين: تتخلص، من جهة أولى، من عبء الحليف الإيراني ومنَّته كحليف ميداني للطيران الحربي الروسي، وتكسب، من جهة ثانية، حليفاً ميدانياً مجرباً وأكثر طواعية، لا يتبع إيران ولا النظام الكيماوي، وإن كان لا يصطدم مع الأخير. وهذا ما من شأنه أن يمنح السياسة الروسية في سوريا هامش حركة واستقلالية أكبر عن كل من إيران والنظام الذي لا يبدي الخضوع الكامل في جميع الأمور، ولا تملك موسكو أدوات ضغط كافية لإخضاعه، وخاصةً فيما يتعلق بمسائل «الحل السياسي» الذي تريد موسكو فرضه على الأطراف. هناك تكهنات، نابعة من الهواجس التركية الكلاسيكية، بشأن اتفاق مفترض بين النظام الكيماوي و«الوحدات» لاستخدام قوات الأخيرة في معركة السيطرة على إدلب. مع استبعادي لسيناريو من هذا النوع، بالنظر إلى ما سيخلفه تعاون من هذا القبيل من آثار مدمرة على العلاقات العربية ـ الكردية، تتجاوز كل ما سبق من أحداث مماثلة في الرقة وريفها وريفي الحسكة وحلب، لكن مجرد الابتزاز بهذا الاحتمال من شأنه دفع تركيا إلى ارتكاب حماقات قد تكلفها طرداً روسياً لقواتها من الأراضي التي تسيطر عليها في منطقتي «درع الفرات» وعفرين، إضافة إلى نقاط المراقبة التركية في محافظة إدلب، أي عملياً إخراجها من الصراع السوري والتسوية السورية. إن «تفعيل» هذا الابتزاز روسياً، يتوقف على مدى استمرار توافق «ثلاثي آستانة»، روسيا وتركيا وإيران، أو تفجره المحتمل من الداخل، بالارتباط مع قدرة روسيا على التخفف من عبء هذين الشريكين بموازاة التفاهم مع واشنطن. ولكن من وجهة نظر حزب الاتحاد الديمقراطي، يستبعد أن يوافق على المشاركة في القتال في معركة إدلب، المؤجلة حالياً حتى إشعار آخر، كما فهمنا من المخرجات المعلنة لاجتماع «آستانة 10» الذي انعقد مؤخراً في سوتشي. فلا بد أن الحزب المذكور قد اتعظ من تجربة تحالفه مع الأمريكيين في الحرب على داعش، وتخلي الأمريكيين عنهم في معركة عفرين، فلا يكرر الخطأ نفسه مرة ثانية مع روسيا والنظام الكيماوي. لعل أكبر المتوجسين من مباحثات دمشق بين النظام ووفد «مجلس سوريا الديمقراطية» هو تركيا التي بذلت الكثير من الجهود الدبلوماسية لإقناع واشنطن بفك تحالفها مع القوات الكردية، وكانت الثمرة الهزيلة لتلك الجهود، بعد سنوات، هي الدوريات التركية ـ الأمريكية المشتركة حول منبج (العربية!). وها هو كابوس جديد يقض مضجع أنقرة مفاده أن مظلة الحماية التي تتمتع بها القوات الكردية ستنتقل من الأمريكي المنسحب إلى الروسي الباقي الذي يريد، فوق ذلك، إشراك حزب الاتحاد الديموقراطي في مباحثات التسوية السياسية في سوريا. أما كارهو «الاتحاد الديمقراطي» من البيئة العربية المعارضة في سوريا، ومع وجود أسباب وجيهة كثيرة لتلك الكراهية، فهم ينتقلون بطريقة عجيبة من اتهام الحزب الكردي (وأحياناً الكرد بعامة) بالنزعة الانفصالية، إلى اتهامه بالعمالة للنظام، ولا يرون التناقض بين الاتهامين. ٭ كاتب سوري معنى المفاوضات بين مجلس سوريا الديمقراطية والنظام بكر صدقي |
أنا والسندباد ومقهى لندني Posted: 01 Aug 2018 02:15 PM PDT عاد السندباد إلى لندن، طاف البحور السبعة وعاد. اتصل، قال: أنا هنا. قلت: هي القهوة إذن. وتواعدنا إلى المقهى ذاته. يحب اليمنيون الذهاب إلى المقاهي في بلدان المهجر- بحثاً عن البن- لكنهم لا يجدون رائحة الشجرة الباسقة في جبال بني مطر ويافع. طلب السندباد «اللاتيه» الإيطالية، كما يطلبها بحار من صقلية، وطلبتُ الـ «موكا/Mocha» كصياد من تهامة. النادلة البرازيلية لوسيا، تشرح بتفاعل لا ينقصه الحماس أصالة قهوة الموكا البرازيلية، فيما أنا أصغي على مضض، قبل أن أجرح شعورها الوطني بالقول إن الماركة العالمية «موكا» هي المدينة اليمنية «مخا»، التي كانت ذات يوم ميناءً عالمياً يصدر أجود أنواع قهوة المخا أو الموكا، التي هاجرت إلى أمريكا اللاتينية لتُنسب إليها، فيما غرقت المخا في رمال النسيان، قبل أن تتحول إلى مركز لرجال العصابات والتهريب بين اليمن وافريقيا. ابتسمت لوسيا، وقالت: من أين أنتم؟ قلت: من المخا، تبسمت وقالت: استمتعوا، وغاصت في بحر زبائن الموكا واللاتيه. التفتُ إلى السندباد وقلت: حدثني يا «جوّاب البحور»، ماذا لديك عن اليمن؟ قال مباشرة: إيران هددت بمنع تصدير أي نفط آخر إذا لم يسمح لها بتصدير نفطها. قلت: أريد أخبار المخا. قال: حدثتك بأخبار المخا. قلت: ما علاقة إيران بموضوعنا؟ قال: نفذ الحوثي التهديد الإيراني واستهدف ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر، وبعثت إيران بالرسالة عبر مضيق باب المندب، لأنها لا تستطيع إرسال هذه الرسالة عبر مضيق هرمز. أضاف محدثي: إيران تجيد ارتداء القفازات التي تخفي بصماتها في مسرح الجريمة. تختار مرتزقتها للأعمال القذرة، بعيداً عن أراضيها ومياهها الإقليمية، كي تظهر بمظهر من يترفع عن مثل هذه الأعمال غير المسؤولة، وتمسحها في لحية وكيلها الحوثي في اليمن. قلت: وماذا بعد؟ قال: دونالد ترامب عرض على روحاني لقاءً مباشراً. قلت: فليذهبا إلى الجحيم؟ أريد أخبار اليمن. قال: خذ هذه: الثلاثاء أعلن الحوثي وقف عملياته البحرية ضد خطوط الملاحة، وهذه هي الاستجابة الإيرانية على دعوة ترامب. قلت: تريد أن تقول إن الحوثي حول اليمن إلى منصة إطلاق صواريخ ومبادرات إيرانية؟ قال: هو يحاول ذلك، لكن اليمن أكبر من جمجمته المعلبة. أضاف: يسعى الحوثي إلى أن يعصب رأس اليمن بعمامة الولي الفقيه، وينظر الحوثيون إلى إيران على أساس أنها وطن المشروع الكبير الذي يجب أن تلتف حوله حركات «التشيع السياسي» لإقامة «دولة الولي الفقيه العادل، نائب الإمام»، كما يترآى لهم في اليوتوبيا الحالمة. أردف السندباد: ألا ترى كيف يمجد الحوثيون الملك الحميري سيف بن ذي يزن؟ لأنه أول من شرع لليمنيين الاستعانة بالفرس، عندما استنجد بكسرى ضد الاحتلال الحبشي لليمن، فأرسل معه كسرى اللصوص والسجناء لقتال الأحباش لتحقيق أحد هدفين: إما التخلص من اللصوص والسجناء بهلاكهم في الحرب مع الأحباش، أو إضافة مستعمرة جديدة، ودرة أخرى للتاج الفارسي. وقد تحقق الهدف الثاني وانتقل اليمن من الاحتلال الحبشي إلى الاحتلال الفارسي، الذي سار على نهج نظيره الحبشي، في محو آثار الحميريين، والتحكم في رقاب اليمنيين، قبل أن يعتنق اليمنيون الإسلام، ويتخلصوا من حكم اللصوص الذين عادوا إلى اليمن مرات عديدة بعد ذلك، قبل أن يتمكنوا أخيراً من السيطرة على صنعاء في 2014. قلت: هذا تاريخ مضى، أريد حديثاً عن الحاضر. رد السندباد: التاريخ البعيد هو الحاضر المعيش، ولصوص الأمس هم لصوص اليوم، وقد أرسل كسرى فارس حسن روحاني هدية إلى قيصر الروم دونالد ترامب عبر البحر الأحمر، من أجل أن يقبل القيصر باستمرار تدفق نفط فارس وحريرها إلى أوروبا وبلاد المشرق، وإلا فإن القراصنة الذين أرسلهم كسرى إلى اليمن سوف يستهدفون ناقلات النفط التي تحمل الذهب الأسود إلى بلاط قيصر واشنطن. قلت: أخرجنا من التاريخ. قال: لكي تفهم الحاضر لا بد أن تذهب إلى رفوف المكتبات وأجنحة المتاحف، لتفك رموز «المسند الحميري»، وتعرف كيف يتناسل التاريخ واللصوص على حد سواء. واصل: هذه المنطقة هي منطقة أطماع تاريخية. غزاها الأحباش والفرس والرومان ووصلها الأتراك وغيرهم، في حملات متتالية. أردف: أهم ما يميز اليمن عمقها التاريخي وموقعها الجغرافي، والأمم الأخرى تعرف ذلك، لذا ترى الحوثي يمجد حضارة فارس على حساب حضارة حِمْيَر، لينسي اليمنيين كنوزهم الحضارية، وترى العالم يتسابق للسيطرة على الموقع المتميز، عبر السيطرة على السواحل والبحار والجزر، للتحكم في حركة الملاحة البحرية، وترك الداخل للصوص يتقاتلون عليه، ومن ثم تذهب ميزة الموقع الجغرافي، والعمق التاريخي. قلت: ما لنا ولهذه «الخطرفات» التاريخية، دعنا من الماضي، فالتاريخ لا يكرر نفسه. قال ضاحكاً: خدعكم من قال إن التاريخ لا يكرر نفسه، هو يكرر نفسه، ولكن ليس بطريقة حرفية، إنه يلعب لعبة المهرجين بالتنكر وراء بهرج الشكل ليخدع المؤرخين عن حقيقة كونه يتكرر مرات عديدة. قلت ماذا تريد أن تقول؟ قال: الأمور واضحة لا تحتاج إلى سؤال. إيران تحاول بعث امبراطوريتها، والعرب يواجهونها بلا مشروع. قلت: هل يعني ذلك أن المشروع الإيراني سيُنجز؟ قال: نعم ولا. قلت: كيف؟ قال ستفشل الأحلام الامبراطورية الإيرانية على واقع الرفض التاريخي والاجتماعي والديني والثقافي له لدى شعوب المنطقة، لكن الخطة «باء» من المشروع المتمثّلة في خلخلة البناء السياسي والاجتماعي والثقافي العربي ستنجح إلى حين. قلت: وجود هذا المخطط يدل على دهاء الإيرانيين؟ قال: لا، بل دهاء الذين رسموا الخطة التي تحولت إيران بموجبها إلى أداة نشر للفوضى والخراب في البلدان العربية، وسوف يسعى راسم الخطة إلى تحجيم إيران، حال فكرت في تعدي الحدود المرسومة لها، في الإضرار بغير العرب. قلت: الإيرانيون أغبياء إذن؟ قال: لا، هم فقط أذكى من العرب. قلت: طوحت بعيداً عن اليمن، عد بنا إليه. قال: لا. أي حديث بعيد عن اليمن، هو من أجل أن تفهم – عن قرب – الوضع في اليمن، كما أن الحديث عن اليمن يجعلك تفهم تصرف اللاعب الإقليمي والدولي، أو بلغة التاريخ، يجعلك تفهم سياسات كسرى وقيصر، تماماً، كما أن الحديث عن التاريخ هو حديث في صلب الحاضر اليومي. قلت: حدثني عن مارتن غريفيث. ضحك طويلاً وقال: مارتن يدير أزمة ولا يحلها. قلت: لماذا؟ قال: الذي أرسله أوكل إليه هذا الدور. قلت: وما الفائدة؟ قال: الحرب في اليمن تجارة، وصاحب التجارة لا يريد لها أن تبور. قلت: وضح. قال: لو كنتَ تاجراً لما طلبت الإيضاح، أريد فقط أن أقول لك إن صاحب مصنع السلاح الذي يتقاتل به اليمنيون، هو الذي أرسل غريفيث، لا ليحل الأزمة، بل ليمنع انتصار طرف على طرف، ليس محبة في طرف، أو كراهية لآخر، ولكن ليستمر بيع السلاح. قلت: أرسلته الأمم المتحدة. ضحك السندباد، وقال: لا توجد أمم متحدة، هناك مجلس أمن شكلته الدول المصدرة للموت والسلاح. قلت: الخارج – إذن – هو المسؤول عما وصلنا إليه؟ قال: إذن أنت لم تقرأ إلا فصلاً واحداً من الرواية، لا تصدق أن الخارج يدخل إلا إذا فتح له الباب من هم في داخل الدار. قلت: لا حل إذن؟ قال: يمكن أن يكون هنالك حل، إذا انتبه «أهل البيت» للأخطار المحدقة بهم. قلت: لن ينتبهوا، ولذا ستستمر الحرب؟ قال: لا حرب تدوم، الحرب وسيلة لإحداث عدد من الإزاحات في المواقف والسياسات والبنى الاجتماعية والفكرية والثقافية، ولدفع الناس بعضهم ببعض، لحكمة يعلمها الله، وإذا ما انقضت أهداف الحرب توقفت. أردف: بعض الحروب ضرورة حتمية من أجل السلام. قلت: تتكلم بالألغاز! قال: اشرب القهوة، وستحل اللغز بيسر وسهولة. نهض السندباد على عجل، كانت سفينته أو طائرته تنتظره، وتركني لـ»لوسيا» التي عادت تحدثني حديثها المُمِلّ عن البرازيل، «بلاد القهوة»، فيما كان خيالي يحلق فوق أشجار البن الباسقة في يافع وبني مطر، ويرحل إلى أرض سبأ التي خرج منها اللبان والبُرود والسيوف اليمانية وبلقيس التي أدهشت جن سليمان بن داوود. كاتب يمني من أسرة تحرير «القدس العربي» أنا والسندباد ومقهى لندني د. محمد جميح |
قانون «القومجية» الإسرائيلي:ما يشكله من مخاطر وما يفتحه من أبواب Posted: 01 Aug 2018 02:15 PM PDT فتحت حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية والأكثر عنصرية بين حكومات إسرائيل، أبوابا عديدة لتحالفات وتعاون، بدرجات متفاوتة، بين الأقلية الفلسطينية العربية في إسرائيل، ومكونات عديدة في المجتمع اليهودي الإسرائيلي، وتجمعات في الجاليات اليهودية في دول العالم الغربي بشكل خاص، وإعادة كثيرين من أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل، إلى مكانهم الطبيعي كطائفة نوعية من بين الطوائف الإسلامية والمسيحية العربية في إسرائيل. أكثر من يهمنا بين الناقدين والرافضين لـ»قانون أساس: إسرائيل ـ الدولة القومية للشعب اليهودي» العنصري، الذي شرّعه الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) قبل أسبوعين، هم، وحسب الترتيب: اليهود الإسرائيليون، أعضاء الجاليات اليهودية في العالم، العرب الدروز في إسرائيل الذين يخضعون لقانون التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي. ولو ألقينا نظرة سريعة على ما أوردته الصحف ووسائل الإعلام والتواصل في إسرائيل، فإننا نرى كمّا هائلا، وغير مسبوق، من الاعتراض والرفض والإدانة لهذا القانون، الذي يعلن وبصراحة، أن إسرائيل، دولة نظام ابرتهايد وعزل عنصري. صوت ضد هذا القانون 55 عضو كنيست، في حين صوت 62 عضوا تأييدا له، مع امتناع أو تغيب ثلاثة أعضاء. وأما خارج الكنيست فإن انتقاد القانون لم يقتصر على من يعتبرون، بالمقاييس الإسرائيلية، يسارا أو ليبراليين أو يمينيين مستنيرين فقط، بل ورافق هؤلاء في انتقاداتهم العديد من قيادات تاريخية في حزب الليكود اليميني ذاته، والذي يرأسه بنيامين نتنياهو. كان من بين أوائل اليهود الإسرائيليين الذين أعلنوا رفضهم وإدانتهم لهذا القانون العنصري، دانييل بيرنباوم. وبيرنباوم هذا، لمن لا يعرف هذه القامة العالمية، هو عازف البيانو الأشهر في العالم، وقائد الأوركسترا الملكية في برلين، يحمل الجنسية الارجنتينية بالولادة، والجنسية الإسرائيلية بفعل هجرته كيهودي إلى إسرائيل، والجنسية الاسبانية التي منحت له، إضافة إلى الجنسية الفلسطينية، بناء على طلبه، والتي منحها له الزعيم الفلسطيني الخالد، ياسر عرفات، والصديق الأقرب للاستاذ الفلسطيني الكبير الراحل، ادوارد سعيد. وكان بيرنباوم قد أعلن بعد يوم من صدور القانون الإسرائيلي العنصري المذكور، إنه يخجل من كونه إسرائيليا. لحق بذلك إصدار بيان/رسالة إلى نتنياهو تدين إصدار القانون وتطالبه بإلغائه، وقعها 180 كاتبا وروائيا وشاعرا وفنانا وأستاذا يهوديا إسرائيليا، من ألمع الأسماء في إسرائيل: عاموس عوز، ديفيد غروسمان، ا. ب. يهوشاع وغيرهم. ثم تلت ذلك مظاهرة في ساحة المسرح الوطني الإسرائيلي «هبيما»، في تل ابيب، تحت اسم «أكبر صف لتعليم اللغة العربية» حيث بلغ عدد «الطلاب» 700، وذلك بسبب إلغاء القانون العنصري الإسرائيلي المذكور لصفة «لغة رسمية» واعتماد اللغة العبرية لغة رسمية وحيدة، في حين يحدد للغة العربية مكانة خاصة تصدر في قانون لاحقا. ثم أعلن برفيسور التاريخ الأهم في الجامعة العبرية في القدس، يوفال نُواح هراري، أنه سيقاطع حفل تكريم له في لوس انجيلوس، في شهر ايلول/سبتمبر المقبل، لأن القنصلية الإسرائيلة في المدينة الأمريكية هي التي دعت وسترعى حفل التكريم، معلنا أنه لن يقبل تكريما ترعاه قنصلية دولة تصدر قانون فصل عنصري. والمورخ وأستاذ التاريخ هذا، لمن لا يعرفه أيضا، هو مؤلف كتاب «مختصر تاريخ البشرية» واسع الانتشار في العالم، والذي ترجم إلى 28 لغة خلال العام الأول من صدوره، 2011، وألحقه بكتاب «تاريخ الغد»، وأعلنت أكبر دار نشر باللغة الانجليزية أنها ستصدر كتابه في شهر آب/اوغسطس الحالي، قبل صدوره باللغة العبرية، وهو بعنوان «21 درسا للقرن الحادي والعشرين»، ويتضمن ما يعتقده دروسا يتوجب على أولاد هذه الأيام تعلمها ليكونوا مستعدين لعالم الغد. هذه عينة مختصرة جدا لنشاطات وتحركات لأفراد ومجموعات من المجتمع اليهودي في إسرائيل، احتجاجا خلال الأسبوعين الأولين لصدور القانون «القومجي» العنصري الإسرائيلي. وهي تكشف لنا بوضوح سافر وجود كنز ومنجم من يهود إسرائيليين وغير إسرائيليين، يمكن للفلسطينيين العرب في إسرائيل، بناء علاقات تعاون وتحالف معهم، بدرجات متفاوتة، كأفراد وككتل اجتماعية وسياسية وعلمية وأدبية، لما يساعد على كشف وفضح ومواجهة سياسة الاحتلال والاستعمار العنصرية الإسرائيلي. هذا هو الواجب الوطني الأول والآني، الذي يمكن أن يحقق فيه الفلسطينيون اختراقا حقيقيا للمجتمع الإسرائيلي، وبما يعود بالفائدة الأكيدة على مجمل أبناء الشعب الفلسطيني، ضحايا هذا الاحتلال والاستعمار العنصري. استثناء كل من ليس يهوديا في إسرائيل من القانون «القومجي»، فتح كذلك بابا واسعا لاستعادة وحدة المكون الفلسطيني في إسرائيل، حيث حوّل كل من ليس يهوديا، إلى مواطن منقوص الحقوق، وإلى مواطن من الدرجة الثانية، حتى وإن كان ممن يخدمون في الجيش الإسرائيلي من أبناء الطائفة العربية الدرزية، الذين أُخضعوا لقانون التجنيد العسكري الإجباري منذ إقامة إسرائيل عام 1948، وهي الطائفة التي خرج من صفوفها ومن بين قياداتها الأعلى من ينتقد ويرفض هذه السياسة العنصرية البغيضة، مع ضرورة التنبه مسبقا لخطورة ما أعلنه نتنياهو قبل أيام، أثناء لقائه مع عدد من الوجهاء الدروز، برئاسة زعيم الطائفة، الشيخ موفق طريف، من أن الحكومة الإسرائيلية ستعمل على إصدار قانون خاص بأبناء الطائفة الدرزية، لن يكون، بالتاكيد، إلا قانونا عنصريا آخر، يسعى لدقن إسفين جديد بين العرب الدروز في إسرائيل، وبقية العرب في مناطق الـ48. جدير بنا أن نعرف أن قضية فلسطين، هي واحدة من أكثر قضايا عصرنا تعقيدا: فهي تحتوي على ما حوته قضية الجزائر من كونها ضحية استعمار استيطاني فرنسي، (اندحر بعد 131 سنة من استعماره، وبعد ثورة بلغ عدد الضحايا فيها مليون شهيد)؛ وتحتوي على ما حوته قضية فيتنام، من مواجهة مع الجيش الأمريكي الأقوى في العالم؛ وتحتوي على ما حواه نظام الابرتهايد والفصل العنصري في جنوب افريقيا. هذا الوضع الفلسطيني البالغ التعقيد، يستدعي استعدادا لنضال صعب وشاق ومتواصل، أثبت الشعب الفلسطيني امتلاكه على مدى أكثر من قرن من الزمن، وسبعين سنة من الاحتلال، وخمسين سنة من الاستعمار. لقد حظيت الجزائر باحمد بن بيللا وهواري بومديَن ورفاقهما، وحظيت فيتنام بهو شي منه والجنرال جياب ورفاقهما، وحظيت جنوب افريقيا بنلسون منديلا والمطران ديزموند توتو ورفاقهما. لكن فلسطين ليست عاقرا، والشعب الذي أنجب ياسر عرفات ومحمود درويش، قادر ومؤهل لأن ينجب العشرات والمئات من أمثال هؤلاء العمالقة. تبقى بعد ذلك ملاحظة لا بد منها: العبء الأكبر في مواجهة العنصرية الإسرائيلية في هذه المرحلة الصعبة، (وكل المراحل التي مر بها النضال الفلسطيني صعبة)، يقع على عاتق الفلسطينيين العرب في إسرائيل، وسلاحهم الأقوى فيها هي بطاقة الهوية الإسرائيلية، وما توفره لهم من احتكاك وتعامل يومي مع كل طبقات وفئات وأحزاب المجتمع اليهودي في إسرائيل. وهؤلاء محظوظون بأن محمد بركة وأيمن عودة ومازن غنايم، يترأّسون الهيئات التمثيلية الثلاث الأهم لعرب الـ48: لجنة المتابعة العليا، والقائمة العربية الموحدة في الكنيست، واللجنة القطرية لرؤساء البلديات والمجالس المحلية العربية في إسرائيل. ما نواجهه في هذه الهجمة الصهيونية العنصرية الحالية خطير، ويستدعي الترفع عن الخلافات الصغيرة والذاتية التي تقف حائلا دون التكاتف والتكامل وتوحيد الجهود. وللرئاسة الفلسطينينة الشرعية القدرة الأدبية، وغيرها من القدرات أيضا لضمان الجمع بين هذه الرئاسات الوطنية والمحلية الثلاث. كاتب فلسطيني قانون «القومجية» الإسرائيلي:ما يشكله من مخاطر وما يفتحه من أبواب عماد شقور |
أمريكا وايطاليا… توافق لتجديد تحالف عتيق Posted: 01 Aug 2018 02:14 PM PDT دخل الصراع في ليبيا انعطافا جديدا مع إقدام رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي على قلب الطاولة على اللاعبين والسعي للانفراد بحل الأزمة الليبية. وعلى الرغم من ضبابية الخيار الذي دعا إليه كونتي في ختام محادثاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض فالواضح أنه قوض الجهود الفرنسية الرامية لتنفيذ خارطة طريق تُفضي إلى إجراء انتخابات عامة في العاشر من ديسمبر/كانون الأول المقبل. واستطرادا فإن نسف نتائج مؤتمر باريس يُشكل عودة إلى المربع الأول، لكن مع مُتغير بارز يتمثل بتسليم واشنطن مفتاح الملف الليبي للحكومة الشعبوية في روما، بقيادة «حركة الخمس نجوم» و»رابطة الشمال»، القريبتين فكريا من ترامب، إن جاز أن تُصنَف الشعبوية بين الأفكار. غير أن الغضب الايطالي من سيطرة فرنسا على الملف الليبي ليس موقفا جديدا، فلم تُخف الحكومة السابقة برئاسة باولو جنتيلوني حنقها الشديد من جمع الغريمين فائز السراج وخليفة حفتر في باريس في يوليو/ تموز العام الماضي، من دون التنسيق معها. واضطُرَ السراج للتوقف في روما في طريق عودته إلى طرابلس من أجل تهدئة غضب الايطاليين. ثم أبصرت العلاقات الفرنسية الايطالية أزمة أكبر مع مبادرة الرئيس الفرنسي يوم 29 مايو/ أيار الماضي، إلى جمع أربعة من الفرقاء البارزين في الصراع الليبي وهم، بالإضافة للسراج وحفتر، رئيس البرلمان (شرق) عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة (غرب) خالد المشري. أمعن الفرنسيون في تهميش الايطاليين الذين لم يُدعوا في تلك المناسبة حتى للحضور، في إطار ما اعتُبر محاولة فرنسية للانفراد بالملف الليبي، بما يترتب على ذلك من إحراز مركز متقدم في قطف صفقات إعادة الإعمار، بعد نهاية الحرب الأهلية. والأرجح أن الحكومة الايطالية الحالية عرفت كيف تقتنص فرصة وجود ترامب في البيت الأبيض، وكيف تستثمر خلافه الأخير مع الرئيس الفرنسي ماكرون أثناء قمة السبعة الكبار للحلول محلَ فرنسا في إدارة الملف الليبي. والظاهر من تصريحات رئيس الحكومة الايطالية كونتي في واشنطن، أن إقدامه على قلب الصحن وتقويض خارطة الطريق لم يكن مجرد «فشة خلق»، وإنما هو توافق أمريكي إيطالي على تجديد التحالف العتيق، الذي صاغه أركان «الديمقراطية المسيحية» الايطالية في القرن الماضي، في مواجهة المد الشيوعي، وخاصة تنامي قوة الحزب الشيوعي الايطالي، الذي كان أكبر حزب شيوعي في أوروبا الغربية. خطوة كونتي في واشنطن، كانت بهذا المعنى، عودٌ إلى بداية انضمام إيطاليا للحلف الأطلسي، ذاك الحلف الذي يملك في الجنوب الإيطالي قاعدة مركزية هي «سيغونيلا»، التي يُشرف من نافذتها على كامل الحوض الغربي للمتوسط وشمال أفريقيا. ويعكس ثبات الموقف الايطالي منذ حكومات حزب «الديمقراطية المسيحية» السابقة إلى الأحزاب الشعبوية اليوم، استقرار علاقات التحالف مع واشنطن، وهو الاستقرار الذي لم تجده أمريكا في علاقاتها مع فرنسا، المُتسمة بهزات متوالية، منذ عهد الرئيس الأسبق شارل ديغول، وكان بعضُها صامتا وبعضها الآخر مُعلنا. على هذا الأساس منح ترامب توكيلا لكونتي بإدارة الملف الليبي، فيما سارع كونتي إلى الإعلان عن العودة إلى نقطة الصفر، أي تقويض الجهود التي بذلتها أطراف عدة بينها فرنسا، لوضع خريطة الطريق على سكة التنفيذ. لم يكن إعلان كونتي عن منح التفويض الأمريكي لحكومته مجرد رغبة بإغاضة باريس، أو الثأر لمعاملة بلده كلاعب صغير في الصراع الليبي، وإنما هو استقواءٌ بالحليف الأكبر يتضمن رسالة واضحة إلى جميع المعنيين بالملف الليبي، مفادُها أن رأي واشنطن هو رأي روما ورأي روما هو رأي واشنطن، ومن يُريد شق عصا الطاعة على أمريكا فليُجرب حظه! من هذه الزاوية نفهم التشديد على أهمية «غرفة العمليات الدائمة» بين أمريكا وإيطاليا في البحر المتوسط، وخاصة في مجالي مكافحة الإرهاب والتصدي للهجرة غير النظامية. كما يمكن أن نفهم أيضا ما نقله كونتي عن ترامب من أن إيطاليا ستغدو «المرجعية في أوروبا في كل ما يتعلق بالملف الليبي، والمُحاور المتميز مع الولايات المتحدة في هذه القضايا الأساسية». بهذه الخلفية، اقتصرت زيارة كونتي لواشنطن واجتماعه مع ترامب في البيت الأبيض على درس ثلاثة ملفات اثنان منها يخصان الأزمة في ليبيا، وهما الإرهاب والهجرة، والثالث يتصل بالعلاقات التجارية الثنائية. وهذا يدلُ على الأهمية التي توليها الإدارة الأمريكية للحد من الحركة الفرنسية في ليبيا واستطرادا في منطقة الساحل والصحراء، حيث تنشر باريس في إطارعملية «برخان» أربعة آلاف عسكري بين مالي والنيجر، منذ الأول من أغسطس/ آب 2014. في المقابل لا تولي الإدارة الأمريكية اهتماما للملف الليبي، عدا ما يتصل بالحرب على الإرهاب وملاحقة المسؤولين عن الهجوم الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي العام 2012، والذي أودى بحياة ثلاثة أمريكيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز. كما تستهدف الضربات الجوية الأمريكية في ليبيا، التي لم تنقطع أبدا، قياديين مفترضين في الجماعات الإرهابية، وبخاصة «تنظيم الدولة» و»القاعدة» و»أنصار الشريعة». لكن بالرغم من الخطط التي وُضعت لاحتواء تلك الجماعات وكسر شوكتها، يعتقد خبراء أنها حافظت على قوتها العسكرية والمالية، واستطاعت أن تسحب من مدينة سرت قسما من مقاتليها لم يتسن تقديرُهُ، بالاعتماد على مساومات، لقاء الانسحاب بأقل معارك ممكنة. وزادت أهمية الساحة الليبية في الموازين الأمريكية بعد هزيمة «تنظيم الدولة» في كل من سوريا والعراق، وخاصة بعد إخراجه من الموصل والرقة، إذ أن ليبيا تقع في نقطة الوصل بين المشرق العربي وشمال الصحراء الكبرى، ما يُتيح للعناصر المنسحبة ملاذا آمنا نسبيا. ما خطة كونتي لحلحلة الأزمة الليبية؟ يبدو أن رئيس الحكومة الشعبوي لم يحمل في حقيبته خطة للحل في ليبيا، وما كان الرئيس الأمريكي في وارد مناقشة هكذا خطط مع ضيفه، فاكتفى بطرح مبادرة إقامة مؤتمر للصلح قال إنه يحرص على أن يحضره جميع الفرقاء. وقدم كونتي، على ما رشح من تصريحاته، مُقترحين واضحين في شأن الملف الليبي، أولهما تأمين مشاركة أمريكية «فاعلة» في مؤتمر الصلح، وتجاهل المبادرة الفرنسية في إطار العمل على عرقلة الدور الفرنسي في ليبيا. لكن لماذا ظهرت هذه المبادرة الآن؟ أتى خروج كونتي المُفاجئ من واشنطن في مثابة رد على التقدم الذي أحرزه الفرنسيون في التقريب بين وجهات نظر الفرقاء، وخاصة بعد جولة مكوكية لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان التقى خلالها بشكل منفصل كلا من رئيس البرلمان عقيلة صالح والقائد العسكري خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج ورئيس مجلس الدولة خالد المشري. ولم ينس لودريان مدينة مصراتة ذات الوزن السياسي والاقتصادي الكبير، والتي قاطع ممثلوها مؤتمر باريس. ومصراتة التي تسيطر عليها جماعات أصولية تتحكم بالعاصمة طرابلس، مُصنفة كمدينة متحالفة تاريخيا مع الايطاليين. وربما كان الوزير لودريان أول مسؤول فرنسي رفيع المستوى يزورها منذ سنوات بعيدة. وخلال معركة تحرير مدينة سرت من العناصر المسلحة التي استولت عليها، وقف الإيطاليون إلى جانب مصراتة حيث أقاموا مستشفى ميدانيا وأرسلوا مئات الجنود لحراسته. تدعم إيطاليا حكومة الوفاق في طرابلس برئاسة السراج ولا تُطيق غريمه حفتر الذي تُحمله مسؤولية الأزمة السياسية في ليبيا، مُذ أطلق عملية «الكرامة» لمقاتلة الجماعات الأصولية والتيارات المتشددة في 2014. ودللت إيطاليا من خلال الإبقاء على سفارتها في طرابلس مفتوحة على مدى سنوات، على عكس السفارات الغربية الأخرى، على أن علاقاتها جيدة مع الجماعات المتحكمة بالعاصمة، والتي تحمي الحكومة الليبية نفسها. من هنا أقدم كونتي على وضع فيتو على المسار الذي كانت تديره فرنسا، ليقول لها وللأطراف الأخرى أن الحلَ في ليبيا يمرُ عبر روما. وساعده في ذلك اللوبي الايطالي العريق في واشنطن، والذي استثمر التباعد بين موقفي الخارجية الأمريكية وأجهزة المخابرات، ليشتغل على مستشار الرئيس للأمن القومي جون بولتون ويُعدل الموقف الأمريكي على نحو يُكرس روما مرجعية لأمريكا في أوروبا، ومخاطبها الأول في شأن الملف الليبي. أكثر من ذلك حصل الايطاليون على الضوء الأخضر من واشنطن لعقد مؤتمر دولي في الخريف لمعالجة الأزمة الليبية، ما يعني تعليق خريطة الطريق المُنبثقة من مؤتمر باريس في الربيع الماضي، والتخلي عن مشروع الانتخابات التي كانت مقررة للعاشر من ديسمبر/كانون الأول المقبل، والتي يعتبرها الايطاليون غير واقعية. وقد أقنعوا البيت الأبيض بأنها مجازفة غير مضمونة النتائج. ينسجم موقف الإدارة الأمريكية في الملف الليبي مع سياستها العامة التي تُركز في الدرجة الأولى على مكافحة الإرهاب والهجرة، وهي لا تعتبر الملف الليبي من أولوياتها. أما إيطاليا فأهدافها واضحة وهي لم تتغير منذ مطلع القرن الماضي، فعلى الرغم من تصريحات كونتي في واشنطن، وقد كاد يُقسم أن النفط والغاز ليسا محرك سياسة بلده في ليبيا، كانت زيارة المدير التنفيذي لمجموعة «إيني» الايطالية العملاقة إلى ليبيا، في اليوم نفسه تقريبا، استعجالا لقطف ثمار التحول في السياسة الأمريكية. فالمدير التنفيذي لمؤسسة «إيني» كلاوديو ديسكالزي زار طرابلس في مهمة ترمي لتوسيع أنشطة المجموعة واستكشاف حقول جديدة للنفط والغاز، في نوع من السباق الشديد مع غريمتها الكبرى مجموعة «توتال» الفرنسية. وأماطت صحيفة «فينانسيو ميلانو» المتخصصة بالشؤون الاقتصادية اللثام عن خلفية الصراع فكتبت تقول إن زيارة ديسكالزي إلى طرابلس شكلت «خطوة حاسمة على طريق مواجهة شركة «توتال» الفرنسية»، من دون إعطاء تفاصيل عن تلك المواجهة. الأكيد أن الأزمة الليبية زادت تعقيدا بالتخلي عن خارطة الطريق، الرامية لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في الخريف، ما يفتح الباب أمام عودة العنف والحرب، وسط اشتداد الصراع الدولي على ثروات البلد، بعنجهية لا تقلُ عن جشع الامبراطوريات الاستعمارية الآفلة، ما سيجعل الليبيين يدفعون فاتورة الصراعات مُجددا. لذا فإن مفتاح الحل الحقيقي بأيدي الليبيين أنفسهم، لأنهم هم وحدهم القادرون على إنقاذ بلدهم من التفكك والانحلال، وهم الذين سيهبونه لقمة سائغة إلى الطامعين، إذا ما أمعنوا في الخلاف والتنابُذ. كاتب من تونس أمريكا وايطاليا… توافق لتجديد تحالف عتيق رشيد خشانة |
جدلية الشخصية العربية وحداثتها Posted: 01 Aug 2018 02:14 PM PDT هناك محاولات متنامية، استعمارية وصهيونية، استخباراتية وإعلامية واستشراقية فكرية، لسلخ الإنسان العربي عن هويته العروبية. فمنذ السقوط المأساوي للتجربة الناصرية، بعد موت قائدها التاريخي وملهمها، ومع تراجع المدًّ القومي بسبب ضعف وتبعثر وصراعات الأحزاب والحركات القومية الأخرى، تنامت ظواهر الهجوم على الهوية من قبل الخارج وبعض قوى وأفراد الداخل. ولذا أصبح لزاماً إعادة استحضار مكونات ومنهجيات تلك الهوية، لإعادة، على الأخص، التوازن في ذهن شباب هذه الأمة. وإذا كان من نقد ومحاولة تجاوز فليكن ذاتياً موضوعياً، وليس تقليداً أو صدى لما يقوله الآخرون، كما تفعل بعض الخطابات العربية الشاذة، المعبًّرة عن غضب طفولي مجنون عند هذا الفرد او عند تلك الجماعة. من الضروري أن يدرك شباب الأمة أن هوية الشخصية العربية هي، إلى حدًّ كبير، هوية تاريخية شكلتها، من جهة أولى، نصوص ورؤى وقراءات دينية، ومن جهة أخرى شكلًّها تراث حضاري في الفكر والفنون واللغة والقيم والسًّلوك عبر قرون عدة. وبالطبع فنحن هنا نتحدث عن «الأنا الجمعية» المشتركة والسًّائدة بين أفراد الأمة، مع علمنا التام بأن مقدار تواجد مكونات الهوية الجمعية التاريخية يختلف من شخص إلى شخص آخر. كما أننا يجب أن لا نغفل عن جانبين من جوانب الموضوع: أولهما هو أن كل حقبة من الزمن تطرح أسئلة جديدة على التاريخ وتستنطقة ليجيب على تلك الأسئلة المتجددة دوماً، وثانيهما هو أن الشخصية التاريخية تتجدد وتتغيًّر، تقوى وتضعف، تصعد وتهبط في ألقها. ما نقوله لاينطبق فقط على الشخصية العربية، إذ أن شخصيات كل الأمم هي نتاج مركًّب لأهمًّ العوامل المؤثرة في تاريخها، وهي على الأخص عوامل الدين والثقافة والأحداث الكبرى التي فجرًّتها وضبطت إيقاعها عوامل السياسة والاقتصاد والإجتماع. ولذلك فليس صحيحاً بأن العرب ينفردون من دون غيرهم، بطرح الأسئلة حول الشخصية الجمعية وهويتها، إذ أن جميع الأمم معنية دوماً، بصور شتًى، بطرح أسئلة متجددة حول شخصياتها الجمعية وهويًّاتها. بالنسبة لنا، نحن العرب، تطرح الحقبة الزمنية التي نعيشها أسئلة محددة، أسئلة تعنينا كأمة تحاول إيجاد طريق ومكان لها في المسيرة الإنسانية. هذه الأسئلة يجب أن يعيها شباب أمة العرب وأن لا يهدأ لهم بال حتى يحصلوا على إجابات معقولة، لا تدمًّر شخصية أمتهم الجمعية، وذلك من خلال تشويه هويتهم تلك الشخصية بالكذب الصهيوني والاستعماري وبالتلفيق المجنون من قبل بعض العرب. السؤال الأول يتعلق بمدى أهمية المراجعة المتأنية الموضوعية لكل الجوانب السلبية في تلك العوامل الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي فعلت فعلها في تاريخهم، وبالتالي في شخصيتهم وهويتهم. تلك المراجعة تحتاج أن تكون تحليلية تفكيكية ونقدية، لتنتقل بعدها إلى تجاوز السلبي وحذفه أو تجديده، وإلى الإبقاء على مايبدو أنه إيجابي صالح لمرحلتنا الحياتية الحالية. سيخطئ الشباب إن اعتقدوا بأن السؤال الأول لا يخصًّهم ولايتطلب انخراطهم التام في التفتيش عن الإجابة عليه، جزء كبير من التزاماتهم الثقافية يجب أن تنشغل بذلك الأمر. ذلك أن الإجابة على السؤال الأول ستساعدهم على الإجابة على السؤال الثاني، الملتصق أشدًّ الالتصاق بحاضرهم ومستقبلهم. السؤال الثاني هو مدى الترابط أو التناقض بين شخصيتهم وهويتهم تلك وبين مسلًّمات وادًّعاءات ما يعرف بالحداثة، التي بدأت كحصيلة للنهضة والأنوار الأوروبية لتنتهي اليوم بأن تصبح حداثة شبه عالمية. هنا يحتاج الشباب العرب إلى أن يعوا تماماً الملاحظات النقدية الكثيرة حول مسلًّمات الحداثة وتطبيقاتها الخاطئة الكثيرة عبر القرون الثلاثة الماضية. ولعلُّ قراءتهم لأدبيات النقد الشديد للحداثة الغربية الذي وجهته المدرسة التفكيكية، بقيادة المفكرين الفرنسيين من أمثال جاك دريدا، وأدبيات كتًّاب مدرسة ما بعد الحداثة الكثيرين، ستعينهم على الإجابة على السؤال الثاني. سيعلمون عند ذاك ما الذي في الحداثة قد يتعارض مع شخصيتهم وهويتهم، وما الذي لايتعارض على الإطلاق. لن يكون الأمر سهلاً، ولكنه غير مستحيل. سيكتشف الشباب المقولة الخاطئة والتي تعتبر الحداثة الغربية هي المراكز الذي تدور من حول بقية الحداثات، بما فيها الحداثة العربية الذاتية، خصوصاً عندما يتعرفون على ماذكرنا من نقد كثير وتساؤلات كثيرة موجًّهين لتلك الحداثة. هناك تساؤلات كبرى حول بعض مكونات الحداثة من مثل المدى المعقول للحرية الشخصية والاستقلالية الذاتية، أو من مثل موضوع التقدم ومعانيه وحقوله وتوجهاته، أو من مثل نوع الارتباط بين إملاءات العقلانية والتزامات القيم. نحن هنا لا ندعو إلى المماحكة والصًراعات العبثية، وإنما ندعو إلى الجديًة والنديًة في دخول عوالم الحداثة، بل وحتى عوالم ما بعد الحداثة. ما نريده من شبابنا هو أن يصلوا بجهودهم إلى نوع تركيبة الشخصية الجمعية العربية، وبالتالي هويتها، وإلى نوع التعايش بينهما وبين تركيبة الحداثة العربية الذاتية. ذلك جهد مطلوب وملح إن كانوا يريدون لأمتهم معاودة دخولها في مسيرة الحضارة الإنسانية، المتناغمة والمتكاتفة الأجزاء وهم، إذ يسيرون في مسعاهم ذاك يجب أن لا يلتفتوا إلى أصوات الخبث والخديعة الصادرة من دوائر الإمبريالية والصهيونية ومن دوائر أبواقها في أرض العرب. كاتب بحريني جدلية الشخصية العربية وحداثتها د. علي محمد فخرو |
لعنة الأيديولوجيا على إسرائيل Posted: 01 Aug 2018 02:13 PM PDT المراقب للوضع الإسرائيلي من داخله يلحظ بلا أدنى شك ازدياد اعتماد إسرائيل على الأيديولوجيا الصهيونية، والأساطير التوراتية ضمن تناسب طردي مع سنوات إقامتها. هذا ما أكّدته استخلاصات مؤتمر هرتسيليا الاستراتيجي الثامن عشر الذي عقد في أيار/ مايو الماضي. بالتالي فإن «قانون القومية» الذي سنّه الكنيست هو نتاج طبيعي لهذا الاعتماد المتزايد، كما أنه دليل عملي على ازدياد نفوذ أحزاب اليمين الديني الصهيوني الأكثر تطرفا على المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، كما توغلها المتسع طولا وعرضا في الشارع الإسرائيلي. القانون هو إثبات عملي على زيف مقولة «اليسار الصهيوني» فلا اتفاق بين اليسارية كفكر، وبين الصهيونية كأيديولوجيا عنصرية وكشكل من أشكال التمييز العنصري وفقا لقرار الأمم المتحدة بهذا الشأن، ومعروفة هي ظروف إلغاء القرار بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية عام 1991، وظهور عالم القطب الواحد بزعامة أمريكا. نقول عن لعنة الأيديولوجيا على دولة الكيان الصهيوني، نظراً لأنها بتداعياتها المعروفة فيما يتعلق بتعاظم العنصرية التي يجري تتويجها بالفاشية ستشكل مقتلا للدولة الإسرائيلية على المدى الاستراتيجي البعيد. نعم ,العنصرية الفاشية لا تقف عند حدّ معيّن، بل هي مسيرة متواصلة الأمر الذي يعيد إلى الأذهان مشروع «دولة إسرائيل الكبرى»، الذي ما زال يراود أحلام المستوطنين وأحزابهم. بالفعل لا نعرف حقيقة، ما أدّى بالنخب السياسية العربية للوصول إلى نتيجة مفادها: إن إسرائيل تخلّت عن مشروعها بإقامة دولتها الكبرى!؟ نقول ذلك للأسباب التالية، أولا: إن الصهيونية هي ذاتها، بل تطوّرت باتجاه أنها أصبحت المرجع الأساسي للسياسات الحاكمة في الدولة الصهيونية. المسألة ذاتها هي بالنسبة للتوراة المحرّفة أيضا. للحق يمكن القول إن النخب السياسية العربية لا تتابع التطورات الداخلية في إسرائيل. ثانيا: إن دولة الاغتصاب انتهجت السياسات ذاتها منذ إنشائها القسري حتى هذه اللحظة إنْ بالنسبة لشعارها المعروف «يهودية الدولة» وتهيئة كل الأسباب لهذه المسألة، أو الاستيطان أو النهج العدواني، كما سياسة الإبادة الجماعية للفلسطينيين كمقدمة لقتل أكبر نسبة من العرب لاحقاً! والدلالات والأحداث تؤكد صحة ما نقولْ. ثالثا: إن الظروف تتغيّر ولا يمكن انطباق ظروف الواقع الحالي ( وفيه صعوبة كبيرة إنْ لم يكن استحالة لتطبيق مشروع «دولة إسرائيل الكبرى») على المستقبل، الذي قد يحمل بين طياته ظروفاً مواتية لتطبيقه، خاصة إذا ما استمرّت ظروف العجز الفلسطيني والعربي. قد يحمل المستقبل أيضا ظروفا معاكسة للدولة الصهيونية، ولكن ذلك مرتبط بالعاملين المهمّين في المعادلة، وهما الفلسطيني والعربي. رابعاً: تنطلق إسرائيل في سياستها من مبدأ «فرض الوقائع» دون الأخذ بعين الاعتبار لا قرارات الأمم المتحدة، ولا الشرعية الدولية، وبخاصة، أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب حليفتها الصهيونية في كلّ ما تتخذه من سياسات عدوانية أو خطوات توسعية، تحت شعار»الدفاع عن النفس». اعتدنا في العالم العربي للأسف على محاكمة الخطوات الإسرائيلية بعد اتخاذها، دون امتلاك صفة رئيسية في التحليل السياسي، وهو استشراف أحداث المستقبل، رغم المقدمات الظاهرة والجلية، والتي لو وضعت في مكانها الصحيح، بناءً على معرفة العدو ونهجه، كما امتلاك الرؤية التحليلية واسعة الأفق، لجزمنا باتخاذ معظم القرارات الإسرائيلية قبل حدوثها، ومنها سن قانون «الدولة القومية» مثلا . نعم، الفرق كبير بين الحالتين بالطبع انطلاقا معما يمكن خوضه من معركة سياسية ضارية قبل اتخاذ القرار المعني وتهيئة الظروف لمجابهة اتخاذه الأمر الذي يجعل العدو يفكّر في خطورة ما سيتخذه من قرارات. بالفعل، الندب بعد اتخاذ الخطوة لا يسمن ولا يغني من جوع! فالقرار جرى اتخاذه شئنا أم أبينا! لكنه ليس قدرا ولن يكون. وبالعودة إلى شعار «دولة إسرائيل الكبرى»، فحقيقة الأمر أنه لم يفارق عقول الحاخامات اليهود أيضا، ولا المؤسسة الدينية الإسرائيلية مطلقاً، وعلى سبيل المثال لا الحصر (والأمثلة كثيرة) يتساءل الحاخام كشتئل في مقابلة له مع صحيفة «هآرتس»: «ولكن ما هي حدود أرض إسرائيل التي تعود لنا؟ … ويجيب قائلاً: أرض غزة بالتأكيد هي جزء من أرض إسرائيل … إن راشي اليهودي العبقري ,كما الكوزري يؤكدان إنها تصل إلى وادي مصر والقصد حتى دلتا النيل… الله لن يهدأ له بال حتى نحتل كل بلادنا المقدسة. سوف يجلب لنا الله أعداء من هنا ومن هناك، والذين سيتصرفون بصورة غير منطقية تماما… كل ذلك من أجل أن يشار إلينا بأن هناك أرضا أخرى لم تقوموا باحتلالها… الهدف الأسمى هو احتلال أرض إسرائيل حتى لو لم يطلقوا حتى اليوم أي صاروخ علينا من منطقة الشمال، فإنه، حسب التوراة، نحن ملزمون بأن نحتل على الأقل حتى بيروت». ويستطرد: «الله يرمز لنا بأنه يجب علينا الوصول إلى هناك. نعم..هناك ميراث آشر الذي ينتظرنا…إن أساس هدف الدولة، أساس قيمة الجيش هو في كونه جيش احتلال»، ويضيف: بعون الله وقريبا سيأتي إلى هنا ملايين المهاجرين الجدد، وليس بعيدا اليوم، الذي سيصل فيه الاكتظاظ هنا إلى درجة كبيرة ويبلغ السيل الزبى، ولن يكون أمامنا خيار سوى طرد الغرباء – سنحتاج إلى قليل من التوسع هنا، لأنه لن يكون لدينا مكان كاف لسكن أصحاب الأرض». من جانب آخر فإن البعض من المستوطنين المهاجرين في الشارع الإسرائيلي، أدانوا سنّ الكنيست لقانون القومية، بالطبع ليس انطلاقا من تأييدهم للمساواة بين سكان فلسطين الأصليين مع اليهود المغتصبين لأرضها، وإنما من وجهة نظر، ما سيجّره القانون من ويلات ومخاطر على دولة الكيان الصهيوني. فهؤلاء ينطلقون من أهمية بقاء إسرائيل كدولة، ويرون في قانون القومية مقدمة لانهيار هذه الدولة، بتأجيج الصراعات المختلفة المحتدمة فيها. فمثلا انتقد عضو الكنيست بني بيغن بشكل حاد الصياغة التي طُرحت للتصويت على القانون، قائلاً إن «هذا الاقتراح خاطئ»، وانتقد الشرط الذي يسمح بـ «تأسيس مستوطنات لأفراد من دين واحد أو جنسية واحدة- المقصود اليهود-»، مشيراً إلى أنه قبل سبع سنوات وبدعم من حزب «ليكود» أقر الكنيست قانوناً يمنع لجان القبول من رفض قبول مرشح لأسباب وطنية، إضافة إلى سلسلة قيود إضافية. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر قانوني، درس صياغة القانون، قوله: إن قرار منح اللغة العربية «مكانة خاصة» وإلغاء مكانتها كلغة رسمية، من شأنه أن يضر بتوسيع الوجود العربي في الفضاء العام في المستقبل، وذلك على عكس ما أتى في إعلان القانون الذي نص على أنه لا «يضعف وضع اللغة العربية في الممارسة قبل بدء هذا القانون الأساسي». من جانبه اعتبر يوسي بيلين أن سنّ قانون القومية هو «دليل ضعف لا قوة». أما يديديا شتيرن فقد اعتبرته «ذئبا في جلد نعجة»- يديعوت أحرونوت- فهي تقول «يسعى مشروع القانون إلى تغيير القانون القائم: فضمن أمور أخرى يقترح تخفيض مستوى مكانة اللغة العربية، من لغة رسمية إلى لغة «ذات مكانة خاصة»، وهذه خطوة تستهدف استفزاز الأقلية العربية. كما أن القانون يقّر بوجود استيطان مجتمعي منفصل على أساس القومية، في خلاف مع موقف المستشار القانوني للحكومة. ولكن ودون التقليل من أهمية هذه المواضيع فإن الضرر الدراماتيكي لمشروع القانون هو الإخلال بالتوازن الذي بين الجانب الخاص للمشروع الصهيوني والجانب الكوني له. فمشروع القانون يعنى بتوسع في جانب واحد من المعادلة – الهوية اليهودية للدولة – بدون أي ذكر لعنصرها الديمقراطي. ويدّعي واضعو المشروع بأن الجانب الديمقراطي يعالج منذ الآن في قوانين أساس أخرى، ولكن هذا تضليل: ليس في إسرائيل وثيقة حقوق إنسان. وقال الكاتب حيمي شاليف، في صحيفة «هآرتس» إن «الضرر الأكبر للقانون هو في أوساط يهود أمريكا، فمنظمات يهودية كثيرة بما فيها التي تملأ فمها بالماء بشكل عام أدانت القانون الجديد بكلمات لاذعة لكن أيضا بالنسبة للكثيرين الذين صمتوا فإن قانون القومية هو جسم مسموم في قلوبهم». وحسب شاليف، فإن اعتراض تلك المنظمات ليس فقط على قانون القومية وإنما على سلسلة من القوانين التي تقوض حرية التعبير، مثل القانون الذي سيمنع منظمات وجمعيات إسلامية، مناهضة للاحتلال، من ظهور مندوبين عنها أمام طلبة المدارس الإسرائيلية. وقال إن قانون القومية كانت بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير، والمسمار الأخير في نعش إسرائيل». ما سبق هو غيض من فيض مما قيل عن تداعيات سن «قانون القومية» على إمكانية انهيار إسرائيل. بتعبير آخر: إنها لعنة الأيديولوجيا. كاتب فلسطيني لعنة الأيديولوجيا على إسرائيل د. فايز رشيد |
القمة في هلسنكي ومربط الفرس في تل أبيب Posted: 01 Aug 2018 02:13 PM PDT بعيداً عن مقاييس القوى العالمية تشكل إسرائيل الملحن لجميع أنواع الصراعات و الأزمات في منطقة الشرق الأوسط ، هذه المنطقة التي تؤثر بشكل مباشر على العالم أجمع بمجال الطاقة والاستقرار و الأديان ، و بوجود تل أبيب في قلب هذه المنطقة يضعها ضمن أكثر دول العالم تأثيراً ، و مع تعقد المشهد في هذه المنطقة التي لم تعرف يوماً استقرارا تاما بفعل الحروب و الأزمات أصبح من الصعب مراقبة خيوط اللعب و من يقف خلف هذه الأزمات ، فالربيع العربي الذي أتى من بعد أعوام و أعوام من الاضطهاد و الفساد التي عاشها العالم العربي ، يفاجئ العالم بتحوله لخريف زاد من سوء أوضاع شعوب المنطقة ، هذا الانحراف لم يأت مع الربيع أو من شباب الحرية في هذه الدول و إنما من قوى إقليمية ودولية تحتاج أن تبقي تحكمها و خيوطها في المنطقة ثابتة ، و كنتيجة هذه التدخلات كان ما كان ، إلا أن لتل أبيب حصة الأسد مما جرى في الشرق الأوسط خلال الأعوام الخمسين الماضية بشكل مؤكد . مع صعود ترامب لقيادة البيت الأبيض كان اللوبي الإسرائيلي من أكثر المسرورين في واشنطن فأيديولوجيا ترامب تقوم بشكل أساسي على وضع أمن إسرائيل على رأس قائمة أولوياته ، و مما زاد من سلطة تل أبيب في البيت الأبيض هو خلفية وصول ترامب للرئاسة الأمريكية ، فالموساد صاحب الشهرة العالمية بقدرته على جمع المعلومات مكنت تل أبيب من الإمساك على وثائق كافية للضغط على ترامب بشكل يجعله يسير مغمض العينين خلف الرأي الإسرائيلي ، و الوقائع تؤكد ذلك بما لا شك فيه . تل أبيب واللعب تحت الطاولة في سوريا كانت تل أبيب المسؤول المباشر على تشكيل ما سمي بغرفة الموك في الأردن هذه الغرفة التي شكلت لإدارة قوات المعارضة السورية المسلحة في الجنوب و الوسط السوري و تمكن تل أبيب بشكل كامل من السيطرة على أصحاب القرار في هذه الميليشيات ، و الأحداث الأخيرة هناك و التي أدت لإعادة سيطرة الأسد على محافظة درعا و أجزاء واسعة من محافظة القنيطرة كانت بتنسيق مباشر مع تل أبيب أو عبر موسكو ، فيما أن كل ما سرب عن اجتماع هلسنكي بين بوتين و ترامب يؤكد على أن ترامب وضع الرضى الإسرائيلي في الأزمة السورية أولوية لواشنطن ، هذا التفاهم دفع كلا من وزير الخارجية و رئيس أركان روسيا لزيارة إسرائيل و لقاء نتنياهو و ليبرمان من بعد أيام من قمة هيلسنكي . من خلال التدقيق و التمحيص في تحركات جيش الدفاع الإسرائيلي من جهة و الدبلوماسية الإسرائيلية من جهة أخرى يتلخص اهتمام تل أبيب في الأزمة السورية ضمن ثلاثة ملفات وهي كالتالي : الملف الكيميائي الذي تمت السيطرة عليه من قبل موسكو سابقاً و دمرت إسرائيل أجزاءً منه في عدد من الغارات الجوية و الصاروخية خلال الفترة الماضية ما بين مركز البحوث العلمية في جمرايا و حتى مركز البحوث في مصياف مروراً بمستودعات تخزين سرية على أطراف مطار النيرب شرق مدينة حلب . ملف الصواريخ البالستية و على رأسها صواريخ سكود روسية الصنع ، و بالعودة لعام 2013 فإن ضربات تل أبيب في كل من القلمون و جبل قاسيون في العاصمة السورية دمشق قد أنهت على معظم هذه الصواريخ فيما كانت الضربات على اللواء 47 في ريف حماة و معامل الدفاع في حلب و مصياف إتماماً لإنهاء البرنامج ، كما أن النفوذ الروسي في سوريا جعل من هذا البرنامج بعيداً عن الأيادي السورية أو الإيرانية . إيران و ذراعها اللبنانية « حزب الله « لا ترى تل أبيب إمكانية لتقبل بقاء أي وجود إيراني في سوريا ، فإسرائيل التي ترى في ديكتاتور حي المهاجرين ضعفا و حاجة تجعله مضطرا للقبول بأي مطلب إسرائيلي بما فيها التخلي عن حليفه الإيراني ، و بالرغم من عدم وجود خطر مباشر إيراني بالوضع الحالي ضد تل أبيب إلا أن ذلك لا يعني بأي شكل أن تل أبيب مضطرة لقبول بقائهم هناك ، و بالتالي فإن نهاية هذا الملف بالنسبة لتل أبيب تكون عند انسحاب إيران من سوريا بشكل كامل و هو ما يتم بحثه بشكل مكثف في موسكو ، و حتى ذلك الوقت ستستمر إسرائيل بضرباتها الجوية ضد أي صيد ثمين أو شحنة صاروخية أو موقع تطوير تابع لطهران داخل الأراضي السورية . تل أبيب هي من اختارت توقيت و كيفية نقل السفارة الأمريكية نحو القدس ، و تل أبيب هي المسؤولة بشكل مباشر على التمدد الإيراني في المنطقة من بعقوبة في العراق و حتى صنعاء في اليمن من خلال مدهم بالسلاح و إعطائهم الغطاء الغربي الأمريكي ، و تل أبيب هي من تقود حلف و مافيا الثورة المضادة في المنطقة من ليبيا و حتى الحديدة ، و هي نفسها تل أبيب التي ينغص نومها طائرات ورقية يطلقها أطفال مخيم جباليا في غزة ، أما الشعب السوري الذي ضحى بالغالي و النفيس ليحصل على حريته لايزال يملك أوراقا عدة تمكنه من قلب الطاولة ، و النقطة الأهم هو التعلم من تجربة الجنوب السوري والتجربة الأفغانية فهما كافيتان لإعادة رسم خريطة القوة في سوريا خصوصاً والمنطقة عموماً ، و الشمال السوري الذي يراه البعض كخاتمة لصفحة الثورة السورية قد يكون بداية لموجة تغيير و ربيع شرق أوسطي و عربي أوسع وأكثر فاعلية . محللة سياسية يونانية مختصة بشؤون الشرق الأوسط القمة في هلسنكي ومربط الفرس في تل أبيب ايفا كولوريوتي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق