Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 3 أغسطس 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


عودة الأسد وكلمة السر الإسرائيلية

Posted: 02 Aug 2018 02:27 PM PDT

رحب وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس الخميس بسيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد على الحدود مع الدولة العبرية، قائلاً بصريح العبارة إن «الوضع سيعود إلى ما كان عليه قبل الحرب الأهلية، وإن من مصلحة الأسد، ومن مصلحتنا، أن يكون الوضع مثل سابق عهده»، وربّما كان قتل القوات الإسرائيلية من سمتهم بـ«مسلحين»، في اليوم نفسه، هو نوع من التوقيع الدمويّ على عودة سياسة تبادل المصالح بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والنظام السوري.
والحقيقة أن هذا التصريح ليس إلا واحداً من العلامات الكثيرة على الصفقة التي قام على إنجازها الإسرائيليون بالشراكة مع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في اجتماع القمة الأخيرة بينهما في فنلندا.
في تحليل لمجلة «سبيكتاتور» البريطانية لهذه الصفقة، تحت عنوان «إعادة تأهيل الأسد»، قالت إن قمة هلسنكي وافقت على الحاجة إلى وقف إطلاق نار دائم بين إسرائيل وسوريا يضمنه النظام السوري. قالت المجلة إن الصفقة أنجزت بدعم المملكة العربية السعودية والإمارات للموقف الإسرائيلي، وبالتالي فإن بقاء الأسد صار أمرا مفروغا منه، وأن على الغرب أن يبدأ تقبل هذه الأوضاع الجديدة.
تفسّر هذه الصفقة طبعا وقف الولايات المتحدة الأمريكية الدعم عن قوات المعارضة السورية في الجنوب وهو ما أدى إلى تدهورها العسكري السريع، كما تفسّر التصريحات التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن لا مشكلة لديه في بقاء الأسد، كما تفسّر التصريحات الروسية المتكررة عن ابتعاد (أو إبعاد) القوات الإيرانية عن الحدود السورية مع إسرائيل. باختصار، فكل الأطراف التي لديها تداخلات في سوريا تبدو موافقة، بما في ذلك إيران نفسها التي تبدو ملتزمة بالقيود الجديدة التي وضعت لها(؟).
ولكن ماذا عن موقف ترامب الذي وصف الأسد، في نيسان الماضي، بـ«الوحش»، وكيف يفسّر تغيّر موقف إدارته التي كانت على وشك شن هجوم على النظام السوري إلى البدء بترتيبات إعادة تأهيله؟ وكيف يتسق هذا مع سياق ست سنوات كانت فيها أغلب بلدان العالم، والدول الغربية خصوصا، تتداول قضية إسقاطه عسكريا؟ وكيف سيلتف العالم، والأمم المتحدة، على سياق كامل من القرارات والوقائع التي اعتبرت جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وعلى استخدام الأسد الأسلحة الكيميائية، وتدمير مستقبل البلاد وبناها التحتية وتهجير قرابة نصف عدد سكانها؟
الأسئلة الإنسانية تخفي وراءها أسئلة سياسية أيضا، فالأسد بدأ مواجهته لشعبه قبل سنوات مستعينا بالتدخّل الخارجي الإيراني ثم الروسي، وهو الآن يختتم هذه المواجهة بموافقة الأمريكيين والإسرائيليين، وهذه الحكاية «المستحيلة» لاتفاق الأطراف المتنازعة كلّها على إعادة «ترئيس» الأسد وحذف الشعب السوري بأكمله تلخّص، عمليّا، المآل الكارثي الذي يتجه إليه العالم.
وراء بقاء الأسد في السلطة رغم تجاوز الجرائم التي ارتكبها (وسوف يرتكبها) نظامه حدود العقل، وصولاً إلى هذا الاتفاق ترامب ـ بوتين، والدعم الذي يلقاه من دول عربية نافذة، هو كلمة سرّ واضحة: إسرائيل.

عودة الأسد وكلمة السر الإسرائيلية

رأي القدس

الحال المايل

Posted: 02 Aug 2018 02:27 PM PDT

بعد ما أذيعت مقدمة، أو «برومو»، مقابلتي الأخيرة (ستذاع كاملة، مساء، كتابة هذا المقال إنترنتيًا وليس تلفزيونيًا) التي ذكرت فيها أنني لا أعتقد أن هناك إشارة واضحة لوجوب تغطية الرأس في النص القرآني، حتى تلاقفتني بعض التعليقات التقليدية بلذاعتها. في الغالب لا تتناول التعليقات عمومًا- كلما أثيرت قضية الحجاب أو كلما ذكر رأي مختلف في أي جزئية دينية- الموضوع بحد ذاته. ولا تتم مناقشة تفاصيل القضية أو خلفيتها التاريخية أو حتى رأي المتحدث المذكور، حتى تنصب التعليقات «الكلاسيكية» عادة على جهل المتحدث، وعلى عدم تخصصه الديني، وعلى تغريبه، ودفعًا بنظرية المؤامرة التي تؤكد أن المتحدث مدسوس، غالبًا من الغرب، ليهدم الدين وليضعضع أركانه وليشكك الناس في ثوابته.
ولكن، ولنأخذ الموضوع من آخره، ماذا لو تشككنا في بعض «الثوابت» خصوصًا تلك التي تتضارب مع الزمن والعصر والمبادئ الحديثة لحقوق الإنسان؟ ألم يتفكر المفكرون حول موضوع العبودية مثلاً فوجدوا لها مخرجًا من خلال طواعية النص وقابليته لإعادة القراءة والتفسير؟ ما المانع أن يعاد التفكير في العديد من المناطق الدينية التي تؤثر سلبًا على المسلمين وتضعهم في تضارب دائم والمفاهيم العصرية للحقوق والحريات؟ لا أدفع هنا جزمًا بالتغيير في اتجاه معين أو في عكسه، بل لا أدفع بالتغيير أصلاً كنتاج محقق لإعادة التفكير وإن كنت أتمناه، كخطوة أولى كل ما أدفع به هو فتح باب إعادة التفكير، فتح باب إصلاح الخطاب وإعادة القراءة وتجديد المفاهيم، الباب صدئت مفاصله وارتفع صوت صريره كلما حركناه ولو بمواربة خفيفة، أما حان الآوان لفتحه على مصراعيه وتزييت كافة مفاصله لتصبح طيعة سهلة التحريك؟ مم يخاف المسلمون؟ أي تهديد يتربص بهم إن هم أعادوا التفكير والتفسير والتحليل والتأويل؟
تلتزم الأغلبية المسلمة، ولربما الأغلبية المتدينة في أنحاء الدنيا، بمسلمات دينها دون تعمق فكري أو قراءة تاريخية ولو أولية. في الغرب، تحمي القوانين هؤلاء الذين لا يودون أن يسلموا للمسلمات، الذين يودون أن يناقشوا ويختلفوا ويسألوا، أما في عالمنا العربي الماضوي، فالقوانين لا تحمي اختلافك، هي تسميه ازدراء، وتصفه بالخروج عن الدين، تأتيك القوانين من الشمال، وتأتيك محارق المجتمع من الجنوب، من اليمين تُقبِل فتاوى تكفرك، ومن اليسار تهتف بك تهديدات في رزقك وأمنك، يصبح إخراسك دفاعًا عن الدين، ولربما يصبح إنهاء حياتك (فرج فودة مثالاً) تأمينًا للعقيدة وتكميمًا لكل فم يعلوه عقل يفكر، مجرد التفكير، أن يرسل إشارته للشفتين.
لا أستشعر أنا حقيقة نصف هذه الضغوط، فالكويت بلد مكفولة فيه حرية الرأي لحد كبير (الحريات السياسية تتفوق على الحريات الدينية بمراحل) ولا أفكر للحظة في تشبيه نفسي بالعظماء الذين بذلوا أرواحهم من أجل الكلمة، لكنني فقط أستذكر الحالات الحارقة القارسة، التي غرست خسائرها الوجل في قلوبنا عميقًا، وخلقت في داخل كل منا رقيبًا ينقح ويدقق قبل أن يتفوه، أستذكرهم وأستذكر تضحياتهم وأنا أستشعر المرار الخفيف جدًا في فمي، ترى ما كان مذاق العلقم حين يمضغونه تضحيات حتى الموت في أفواههم؟
تنقيح وإصلاح الخطاب الديني هو أهم ما يمكن للمسلمين أن ينجزوه اليوم، وسيفعلون برضاهم أو بضغوط الآخرين وبفعل الزمن والتطور والتغيير. وإصلاح أوضاع المرأة الدينية هو أهم من أهم ما يجب إصلاحه وتنقيحه: قوانين الإرث والزواج والطلاق ومفاهيم القوامة والطاعة والحجاب، كلها يجب أن تكون على الطاولة ملء العين والفم للنقاش والتعديل. وليبدأ كل ذلك بالمرأة في حد ذاتها، وعليها- وهي تتفكر في أمور دينها وتنفذها- أن تقرأ فيها وفي بعدها التاريخي وظروف نشأتها ورحلتها التي أوصلتها لها اليوم، لتفهم أكثر القرارات التي ترسم عليها مطلق حياتها.
البداية عندنا نحن النساء ومن منطلق قضايانا، إن أصلحنا هذه القضايا انصلح حال الأمة، وإن تركناها مال الحال، ولكنه لم يعد يحتمل ميلاً أكثر من ذلك.

الحال المايل

د. ابتهال الخطيب

«جو شو» يسخر من «لعنة الفراعنة» ومعتز مطر يتضامن مع «طبيب الفقراء»!

Posted: 02 Aug 2018 02:27 PM PDT

كلما اتسع مجال الإبداع الساخر ـ ولا سيما الحامل لموضوعات سياسية ـ إلا وكان ذلك مظهرا من مظاهر اتساع حرية الرأي والتعبير وتكريس الديمقراطية.
في جل البلدان الغربية، لا يخشى السياسيون من السخرية، سواء تجلت في الكاريكاتير أم في الأعمال الكوميدية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والمقالات الصحافية الساخرة.
أما في الدول العربية فإن السياسيين لا يرغبون في رؤية وجوههم في مرايا النقد، بل ينتظرون من الإعلام أن يقوم بدور واحد فحسب: تلميع صورهم وتجميلها وإبعاد أية مذمة عنها.
ضمن هذا الإطار، شكّلت مصر الريادة في الوطن العربي لعلاقة النقد بالسلطة، ومن يقرأ كتاب «كيف يسخر المصريون من حكامهم» الصادر قبل نحو ثلاثين سنة، يكتشف إلى أي حد ازدهرت النكتة السياسية في أرض الكنانة خلال ذلك العهد.
أما اليوم، فإنّ مَن يرغب في خوض هذا الرهان، رهان السخرية السياسية، مُطالَبٌ بالبحث عن فضاءات إعلامية خارج البلد، ما دامت صدور الحكّام تضيق عن تلقّي النقد والتعليق والرأي الآخر.
لذلك، وجدنا يوسف حسين، الشهير بـ «جو»، اختار الفرار بجلده إلى قناة «العربي» من أجل إسماع صوته عبر برنامج سياسي ساخر (شو)، حافل بالمستملحات والتعليقات الذكية والانتقادات القوية.
وبالطبع، فإن عبد الفتاح السيسي ينال نصيبا وافرا من «قفشات» الكوميدي المذكور، ولا سيما حين يتشكى الرئيس المصري من كثرة الشائعات التي تحوم حوله وحول البلد، فيتلقف الإعلام ـ ولا سيما التلفزيونات الحكومية والخاصة ـ هذه الشكوى ويردد أنه جرى رصد 21 ألف إشاعة في مصر خلال ثلاثة أشهر فقط، منحيا باللائمة على وسائط التواصل الاجتماعي. ويتجاهل الإعلام «المُطبّل» أنه جزء من هذه الأزمة، أزمة غياب الثقة وقلب الحقائق، وليس جزءا من الحل، لأنه يمارس الديماغوجيا ومغالطة الرأي العام وإشاعة التمويه والتركيز على موضوعات هامشية لتحويل انتباه الرأي العام عن القضايا اليومية.
لكنّ الإعلاميّ الساخر يوسف حسين لا يفوّت أية فرصة إلا ويفضح تفاهة ما يُقدّم في التلفزيونات المصرية الحكومية والخاصة، من خلال اختيار مقاطع محددة والتعليق عليها.
وفي هذا الصدد، خُصّصت إحدى الحلقات الأخيرة من برنامج «جو شو» لما سُـمّي «لعنة الفراعنة»، حيث قامت الدنيا ولم تقعد باكتشاف ما قيل إنه تابوت أثري يضمّ مومياء للإسكندر الأكبر، ورَدَّد «نجوم» القنوات المصرية إنه لو فُتِحَ التابوت فإن الكون سيُظلم لمدة 1000 سنة، إذ سيؤذن ذلك بنهاية العالم نتيجة «لعنة الفراعة».
ليتبين فيما بعد أن «التابوت» كان يضم ثلاث جمجمات وليس واحدة فقط، وأنه كان مغمورا بمياه قنوات الصرف الصحي. وبما أن أكثر من 4000 شخص يريدون شرب ذلك الماء الأحمر (ربما للتبرك به)، فقد تفتقت عبقرية أحمد موسى الفذة عن فكرة خلاقة، إذ قال جادا وليس هازئا: لننظم لهم رحلة من أجل شرب مياه المجاري!
أما «جو شو» فاقترح معلقا من باب السخرة: «لنجعله مشروبا عالميا لتنشيط السياحة المصرية!» وهكذا ستصير مياه القاذورات علامة تجارية تدلّ على ازدهار أم الدنيا في عهد السيسي الذي يردد في كل خطبه عبارة «صدقوني… صدقوني»، كما لو أنه يعرف في قرارة نفسه أن كل أفعاله وأقواله مجرد إشاعات.
تماما مثلما فعل مسؤول مصري حينما صرح للتلفزيون بخصوص الجماجم الأثرية المكتشفة، إذ قال: واضحٌ من الكسر الموجود في الرأس أنها لرجُل عسكري! كسر في الرأس دليل على كونه عسكريا. يا للعجب! «وكم ذا بمصر من المضحكات… ولكنه ضحك كالبكا» كما قال أبو الطيب المتنبي قديما.

ضريبة الاستقامة على قناة «الشرق»

أما المضحكات/ المبكيات في المغرب فكثيرة أيضا (حتى لا «يزعل» الإخوة المصريون) ومن ضمنها ما حدث مع طبيب أراد أن يخلص في مهنته ويؤدي واجبه بصدق وأمانة، فلجأت الإدارة إلى معاقبته، بالإحالة على المجلس التأديبي أولا، وبرفع دعوى قضائية ضده ثانيا، وبمحاولة التشهير به ثالثا.
إنه الدكتور المهدي الشافعي، الذي خصص له الإعلامي معتز مطر إحدى حلقات برنامجه الشهير في قناة «الشرق» المعارضة، ضمن اهتمامه ببعض القضايا المغربية، لدرجة تفوّقه في ذلك على القنوات التلفزيونية المحلية.
لُقّب المهدي الشافعي بـ«طبيب الفقراء» لكونه يستحضر ضميره المهني وواجبه الإنساني، ويعالج المرضى مجانًا في مدينة صغيرة نائية اسمها تزنيت، لكنه يُجابَه بالعديد من العراقيل من طرف بعض زملائه ومن طرف المسؤولين الإداريين الذين اختلقوا حوله إشاعات وحملات تشويه. كل ذنبه أنه يفضح ما يعتبره ممارسات فساد في القطاع الصحي، ويطالب بتحسين الخدمات الاستشفائية.
ذلك جزء من سيرة «طبيب الفقراء» كما استحضرها معتز مطر، الذي قال إن مشكلة الرجل أنه يريد أن يكون مستقيما في منظومة فاسدة ومهترئة وفاشلة، فكان جزاؤه أن أحيل على مجالس تأديبية من أجل إضعاف عزيمته، خصوصا في منطقة يشكو مواطنوها الفقراء من وضع صحي سيىء.
كما رُفعت ضده دعوى قضائية بذريعة رفض معالجة طفل وتوجيه المرضى نحو محل بعينه لاقتناء مستلزمات طبية وإفشاء السر المهني. باختصار: إنه يؤدي ضريبة الاستقامة، مثلما يشهد له بذلك المواطنون الذين نظموا تظاهرات عفوية تضامنًا مع «طبيب الفقراء».

تكلم حتى أراك!

المرور في البرامج التلفزيونية الحوارية نعمة على بعض الفنانين المغاربة ونقمة على البعض الآخر. ضمن الفئة الأولى نجد فنانين بعضهم ذو تكوين عصامي، ولكنه يتحدث كلاما نابعا من القلب، كله عفوية وتروٍّ وطيبة، والبعض الآخر ذو تكوين أكاديمي يحاول أن يحلل من خلاله واقع الممارسة الفنية في المغرب وأبعادها ويفكك عناصر السياسة المتحكمة فيها.
في حين هناك فئة أخرى، يُستحسن لها أن تلتزم الصمت وتبتعد عن كل حوار تلفزيوني أو إذاعي، إذ ينطبق عليها قولهم: «سكت دهرًا ونطق كُفرًا»، حيث يظهر مستواها الضحل في الحديث وضعفها الثقافي والمعرفي وأحيانا القِيَمي. آخر مثال في هذا الصدد، ما حدث مع ممثلة مغربية ظهرت في أحد البرامج الحوارية متحدثة بقاموس رديء مستقى من لغة الشارع، دون مراعاة طبيعة مُتلقّي التلفزيون، ولا الصورة «المثالية» التي يكوّنها الجمهور عن «نجومه» المفضلين.
مثل هؤلاء الممثلين والممثلات يتصورون أن دورهم يقتصر فقط على حفظ الأدوار وإتقان أدائها، وينسون أن الفن ثقافة وسلوك وموقف، وأنه كذلك لغةُ كلامٍ يقع بها تصريف كل هذه الأشياء. ومن ثم، فهذه اللغة إما أن ترفعك إلى مقام عال، أو تنزل بك إلى درك أسفل.
ألم يقل الفيلسوف العظيم سقراط قديما: «تكلم حتى أراك»؟!
كاتب من المغرب

7gaz

«جو شو» يسخر من «لعنة الفراعنة» ومعتز مطر يتضامن مع «طبيب الفقراء»!

الطاهر الطويل

قومية الاحتلال: البيض صهيوني والعجة عنصرية

Posted: 02 Aug 2018 02:26 PM PDT

في غمرة النقاش حول قانون قومية دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي يحدث أنها ما تزال «واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» لدى دول وجماعات وأفراد هنا وهناك في أرجاء العالم، وفي الغرب تحديداً؛ ثمة ما يفقأ أعين أبناء هذه «الديمقراطية» أنفسهم، وقبل سواهم بالتالي، ويهبط بالسجال حول قومية «الدولة اليهودية» إلى أسفل سافلين. قلّة قليلة من «الجيل الوسيط» الإسرائيلي، إذا جاز التعبير هكذا، ما تزال تقتات على استعادة الحلم الصهيوني الأبكر، حين لاح أنّ الكيبوتز مزيج من مزرعة تنمية ومواطنة ورخاء، ومتراس ديمقراطية وحقوق إنسان وعلمانية. جيل «الآباء المؤسسين» اندثر أو يكاد، وما تبقى منه يتمرغ في أحضان بنيامين نتنياهو، بعد أن انقلبت الصهيونية عنده إلى قومية دينية انعزالية عنصرية أين منها أبارتيد جنوب أفريقيا. الجيل الثالث، أو الراهن في تعميم لا مناص منه، هو ذاك الذي تشهد عليه نتائج كلّ دورة انتخابية، على مستويات شتى، وتعكسه تركيبة الكنيست ونماذج الأعضاء «الشباب» في هذا المحفل العصابي.
للمرء أن يدع جانباً ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين، فهذه باتت وصفة مكثفة لشخصية دولة الاستيطان والتمييز والتصفيات الجسدية واعتقال الأطفال وهدم البيوت واقتلاع البيارات؛ فيذهب المرء إياه إلى ما تمارسه مخابرات الـ»شين بيت» الإسرائيلية ضدّ مواطني «الحلم الصهيوني» أنفسهم، اليهود كابراً عن كابر، غنيّ عن القول. الناشط مورييل روثمان ـ زيشار احتُجز قبل أيام في مطار بن غوريون، على خلفية انتمائه إلى المنظمتين اليساريتين «كسر الصمت» و«كلّ ما هو يسار»، المرخص لهما قانونياً، للإيضاح المفيد. قبل شهر، في المطار إياه، احتُجزت يهوديت إيلاني لأنها غطت حكاية أسطول كسر الحصار المتوجه إلى غزّة؛ وقد سبقتها إلى احتجاز مماثل تانيا روبنستين، بسبب مشاركتها في مؤتمر نظمته وزارة الخارجية السويدية. وأما الواقعة الأطرف فقد كانت توقيف الأمريكي اليهودي مئير كوبلو، الذي تبرّع بالملايين لدولة الاحتلال، وذلك لحيازته كراساً فلسطينياً «مشبوهاً»: ما الذي ستفعل به حين تعود إلى أمريكا، سأل محقق الـ»شين بيت»!
وفي صحيفة «هآرتز» تقرأ زيهافا غولان هذه الوقائع على خلفية رأي يوفال ديسكين، في سنة 2007 حين كان رئيس الـ»شين بيت»؛ فاعتبر أنّ أعمال «الفتنة» يمكن أن تنطوي أيضاً على «محاولة تغيير القوانين الأساسية للدولة»، وأنّ أجهزة المخابرات الداخلية تعتبر ذاتها مخوّلة بمراقبة وحفظ الأنشطة السياسية القانونية، وباستخدام أدوات اختراقية بغرض «جمع المعلومات». وما كان مثيراً للجدل قبل 11 عاماً، تتابع غولان، صار ممارسة مقبولة اليوم، وبات «نشر الغسيل القذر علانية» تهديداً وجودياً يتيح تبييض أي أمر، من تحقيقات الـ»شين بيت» إلى القوانين الهادفة إلى إسكات الأصوات: «البيت طافح بالغسيل القذر، ولكنّ غسله محظور»! ولا غرو، تتابع غولان، أنّ المؤسسة الإسرائيلية التي غسلت 51 سنة من نهب الأراضي الفلسطينية، هي ذاتها التي تنقلب اليوم على ركائز «الدولة» بذريعة الحاجة إلى كسر البيض لصناعة العجة!
جبهة ثانية يمكن للمراقب متابعة نيرانها، المشتعلة تحت الرماد وفوقه في الواقع، هي حال دروز دولة الاحتلال مع قانون القومية الجديد؛ وكيف تعالت احتجاجاتهم لأنّ القانون يحيلهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية (بافتراض أنهم تمتعوا، أصلاً، بمواطنة من الدرجة الأولى في أيّ يوم من تاريخ هذا الكيان). فلقد سارعت قيادة جيش الاحتلال إلى تعليق عمل الضابط شادي زيدان، الذي كان نائب قائد سرية، لأنه «لا مكان للخطاب السياسي» في «جيش الدفاع الإسرائيلي. وأمّا الخطاب الذي أثار حفيظة رئاسة الاركان، فقد كان ما كتبه زيدان في صفحته على «فيسبوك»: «إنني مواطن مثل الجميع وقد قدّمت كلّ ما أملك. وفي النهاية أجد نفسي مواطناً من الدرجة الثانية. لست مستعداً لأن أكون جزءاً من هذا. كذلك فإنني أنضمّ للنضال، وقد قررت التوقف عن خدمة هذا البلد. حتى هذه الساعة وقفت أمام علم الدولة بفخار وقمت بتحيته. وحتى هذه الساعة أنشدت نشيد الهاتكفا لإني كنت واثقاً أنّ هذه بلدي وإنني متساو فيها مع الجميع. ولكني اليوم، وللمرة الأولى في خدمتي، أرفض تحية العلم، وأرفض إنشاد النشيد الوطني». قبل زيدان كان ضابط آخر من أبناء الطائفة الدرزية، عمير جمال، قد أعلن احتجاجه على قانون القومية، وكتب أنه سوف ينسحب من الخدمة في جيش الاحتلال، وطالب قادة الطائفة بدعوة الشباب الدرزي لرفض التجنيد الإلزامي للدروز.
لا يلوح أنّ هذا هو رأي قادة الطائفة، كما يمثلهم الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة ورئيس المجلس الديني الأعلى ورئيس محكمة الاستئناف الدرزية؛ إذْ قد يرى الرجل أنه يتمتع بكامل مزايا المواطن من الدرجة الأولى، هو الذي اختارته وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، لكي يكون أحد موقدي شعلة الذكرى السبعين لإقامة الكيان الصهيوني. فبعد اجتماعه، على رأس وفد من ممثلي الفعاليات الدرزية، مع مسؤولين في مكتب نتنياهو، صرّح الشيخ طريف أنّ الوفد «أوضح بجلاء وإجماع أنّ مسألة الولاء للدولة ليست على جدول الأعمال»، وأنّ الوفد «يرجو أبناء الطائفة الاستمرار في اعتناق القِيَم المشتركة والولاء المطلق لدولة إسرائيل». المشكلة أنّ هذه «الدولة» لا تبدو راغبة، من جانبها، في استقبال هذا الولاء، مطلقاً كان أم نسبياً؛ إذْ أنّ قانون القومية لا يترك هامشاً للإعراب عن ذلك الولاء، بقدر ما يُلقي به في سلّة مهملات التميّز الصرف للمواطن اليهودي… وحده، لا حليف له ولا شريك!
الأمر الذي يقود إلى جبهة «الجيل الوسيط»، الذي اختار أن يكون البيض الذي لم تتوقف الصهيونية عن تكسيره تحت شعار صناعة العجة، أي «دولة إسرائيل الديمقراطية المدنية العلمانية»، فلم ينتهِ اليوم إلا إلى عجّة العنصرية والانعزال والاستيطان والفاشية والأربارتيد. هذا ما تقوله عريضة موجهة إلى نتنياهو، وقّعها مئات الكتّاب والمثقفين الإسرائيليين، وعلى رأسهم أمثال دافيد غروسمان وعاموس عوز وأ. ب. يهوشاع وإشكول نيفو وإتغار كيريت وأورلي كاسل ـ بلوم، تحت عنوان «أبطلْ هذا الإثم»، تطالب بإلغاء قانون قومية الدولة، لأنه «توجد تجاوزات يمكن للمحكمة أن تقضي فيها، ولكن توجد آثام تمسّ جوهر الشعب اليهودي ووطنه، تستحق انتباه المثقفين وحكم التاريخ». العجيب، مع ذلك، أنّ العريضة تحتج على توصيف دولة الاحتلال بـ«الدولة ـ الأمّة للشعب اليهودي»، لكنها في الآن ذاته تقرّ مفهوم «الوطن اليهودي»، دون أن ترى في التقاطع هذا صيغة تطابق أو تكامل! ذلك لا يمنع الموقعين على العريضة من استنكار «التمييز العنصري والديني» الذي يتيحه القانون بكل وضوح، و«إبطال العربية كلغة رسمية إلى جانب العبرية»، و«عدم ذكر الديمقراطية كركيزة للبلاد»، و«إغفال ذكر المساواة كقيمة أساسية»…
لكنّ غروسمان، بوصفه أحد مشاهير العريضة، كان قبل أسابيع قليلة قد تغنى بدولة الاحتلال، في معظم الحوارات التي أجريت معه على هامش إحياء الذكرى السبعين لإقامة الكيان؛ وشدد على إنجاز تاريخي هائل اسمه «دولة إسرائيل»، ولم يكن جدّه يتصور في أيّ يوم أنّ الحلم العسير سوف يصبح حقيقة. هو غروسمان ذاته الذي سوف يواصل إقرار تكسير البيض الصهيوني إلى أجل غير مسمى، علّ تلك «الدولة» المنشودة ترى النور ذات يوم، قريب أو بعيد؛ وسيان، في غضون ذلك، أنها اليوم ترث الأبارتيد في سيرورات إعادة تدوير للنظام البائد، هي الأشنع والأبشع.

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

قومية الاحتلال: البيض صهيوني والعجة عنصرية

صبحي حديدي

شعراء يتغزلون إلا بزوجاتهم

Posted: 02 Aug 2018 02:26 PM PDT

تنطوي الكتابة في الحب أو الغزل عند العرب على قَدْرٍ هائل من اللَبْسِ. وهو لبس مأتاه التعميم الذي قد يشوب مفردة الحب، حيث تُحمل في معنى عام على دلالة مطلق الرغبة في هذا الشيء أو ذاك، أو على دلالة المحبة بما هي توادد بين البشر. على أن ما يعنينا في السياق الذي نحن به، إنما هو المضمون الغرامي الذي يعتري العلاقة بين ذكر وأنثى، خارج مؤسسة الزواج في أدب الحب. والغريب أن جل شعراء العربية، إن لم نقل جميعهم، هم منذ الجاهلية إلى اليوم لا يتغزلون بزوجاتهم؛ وإنما بنساء «حبيبات» بعضهن في عصمة أزواج؛ مما ينكره الدين والعرف الاجتماعي معا.
وفي قصص العذريين لم يشذ سوى قيس بن ذريح، فقد تزوج لبنى؛ ثم طلقها لتتزوج غيره. ولعله كان طلاقا «أدبيا» أبرمه الرواة، حتى يظل قيس جزءا من هذا النسيج الاستثنائي في تاريخ الحب. ويخرج جميل بن معمر هاربا بعد أن هدر أهل بثينة دمه وأباحهم السلطان قتله. ولكن ما يعنينا أن هذا الحب البدوي، أو العذري ينشأ هو أيضا في ما هو محرم أو محظور ونقصد هذه العلاقة بين جميل الأعزب وبثينة المتزوجة. وفيها من الحسية ما فيها،على أنها حسية من نوع مختلف. وفي الشعر الحديث فإن شاعرا مثل نزار قباني لم يكتب قط غزلا في أي من زوجتيه؛ وما كتبه في بلقيس هو رثاء باهت لا حب فيه؛ بل إن صورة العاشق في أكثر شعره هي صورة المتغزل الفاتح المفتون بنفسه «لم يبق نهد أبيضٌ أو أسودٌ/ إلا زرعتُ بأرضه راياتي». وكذا بعض قصائد أدونيس في زوجته خالدة فقد لا تعدو أكثر من تمرين على التغزل بالزوجة؛ إذ تختفي فيها تفاصيل المرأة تماما. ولا يفوتني أن أشير إلى السياب وعلاقته الملتبسة أو المتوترة بزوجته، فلا حب في ما كتبه فيها وهو قليل جدا؛ وإنما حالة رجل نخر المرض جسمه؛ فكان هذا الشعر أقرب إلى الاستعطاف منه إلى الحب. وقد أستثني العراقي يوسف الصائغ في مجموعته «سيدة التفاحات الأربع»، وهي شعر خالص، ولكنها مرثية هي أيضا، وليست غزلا. وكأن شعار هؤلاء وغيرهم قول جرير يرثي زوجته:
لولا الحياءُ لعادني استعبارُ / ولزرتُ قبركِ والحبيبُ يزارُ
هذه الظاهرة «غياب الزوجة» والاستحياء من ذكرها في شعر الحب عند العرب قديما وحديثا؛ قد تُعزى في جانب منها إلى أثر الشعر القديم في الشعر الحديث، أو إلى سلطان العرف الاجتماعي وغلبته، أو إلى ضرب من المترسب اللغوي أو المخيال الجمعي، بدون أن يسوق ذلك إلى القول إن صلتها بالحياة منقطعة أو تكاد، أو هي مفصولة عن المجتمع أو الإيديولوجيا. وهذا أدب، والأدب يظل تخيرا نوعيا من الحياة، على قدر ما يظل عملا تخييليا؛ الأمر الذي يسوغ قولهم «واقعية العمل التخييلي»؛ كلما أذكى الكاتب الإيهام بالواقع، وكان لذلك أثره في القارئ؛ حتى لَيبدوَ التخييل أقل غرابة من الحقيقة وأكثر تمثيلا. والتمييز لا يقوم في الأدب بين واقع وتخييل، وإنما بين مفاهيم عن الواقع مختلفة، وطرائق من التخييل متنوعة.
أما قديما فتؤكد أخبار كثيرة متواترة أن جسد المرأة في القبيلة العربية ما قبل الإسلام، لم يكن منبع إثم أو خطيئة عند جميعهم؛ فقد أقر هذا المجتمع إلى جانب الزواج أنواعا من العلاقات كانت تطلب للاستمتاع أو للاستبضاع؛ وتنم على احتفاء بجسد الأنثى، من حيث هو مصدر متعة و«متاع» يقتنى أو ينهب، بل يؤجر أو يقايض، و«ملكية» قابلة للانتقال بالإرث.
وقد يستخلص من هذه العلاقات الجنسية أن المجتمع العربي القديم لم يعقل الشهوة الجنسية، ولم يحطها بكثير من التحريمات والمحظورات. وربما تواصل ذلك بنسبة أو بأخرى في ثقافة الإسلام على نحو ما أذكر لاحقا. وقد يستخلص من أخبار العرب القدماء وأساطيرهم، أن مجتمعهم كان مجتمع الوفرة الجنسية والغرائز المطلقة. والحق ينبغي أن لا نذهب بعيدا في التأويل؛ وندعي بأن هذا المجتمع كان رمزا لتحرر الجسد من كل قمع ثقافي أو أخلاقي، وأن الجسد في العشير البدوي كان منبع تحرر فردي وجماعي. فقد كانت هذه «الحرية الجنسية» ـــ إن جاز أن نسميها هكذا ــ مقصورة على الرجل، وشاهدا على إشباع الغريزة؛ ونزعة الرجل إلى امتلاك جسد المرأة والاستئثار به. ومن ثمة فإن الحديث عن «فوضى جنسية» أو «حرية جنسية مطلقة» لم تقنن المعرفة فيها، ولم تروض الغريزة، لا يقوم لـه سند لا في شعر الجاهلية ولا في عادات أهلها وتقاليدهم، ولا في هذه القصص المنسوبة إليهم. أما الاحتكام إلى شعر الأعشى أو امرئ القيس وسيرته وقصص حبه، لتأكيد هذه «الحرية» فيمكن الاعتراض عليه بأكثر من حجة. فسلوك أمرئ القيس ظاهرة فردية، أو استثناء ينبغي عدم تعميمه على المجتمع الجاهلي كله؛ بل إن المجتمع لم يقر هذا السلوك.
ومع ذلك فقد بقيت الصورة الغالبة في شعر الغزل عامة صورة الرجل المنتصر الفاتح المفتون بنفسه، وفتنة المرأة به؛ وهو يتناول ما يكون بينه وبين صاحباته، وليس ما بينه وبين زوجته. وعلى هذا النهج سار شعراء العربية، بعضهم في اعتدال وفضل تعفف على نحو ما نجد عند العذريين، وبعضهم في جرأة لكنها تخفي «نرجسية» عجيبة حتى عند المعاصرين من أمثال نزار قباني وأدونيس وغيرهما.
ولعل في الوصف الذي أثبته صاحب «الأغاني» ما يفسر تقبل المجتمع العربي الإسلامي الأول لهذا القصص وهذا الشعر، على استشعاره الخطورة التي كان يمثلها هذا الأدب على قيمه ومثله. يقول ابن أبي عتيق عن شعر عمر بن أبي ربيعة: «لشعر ابن أبي ربيعة لوطة في القلب وعلوق بالنفس، ودرك للحاجة ليست لشعر. وما عصي الله عز وجل بشعر أكثر مما عصي بشعر ابن أبي ربيعة». ولعل في هذا بعض مبالغة، فقصص الحب المنسوبة إلى عمر، مثل قصته مع الثريا، أو هند بنت الحارث المرية أو العراقية… هي أقرب ما تكون إلى قصص الحب العذري. وفي «مصارع العشاق» يجمع الكاتب بين عمر وجميل ويستنشد كلا منهما صاحبه. وينشده عمر قصيدته التي مطلعها «عرفت مصيف الحي والمتربعا»:
حتى إذا بلغ قوله:
وقربن أسباب الهوى لمتيم / يقيس ذراعا كلما قسن إصبعا
صاح جميل مستحييا: «لا والله ما أحسن أن أقول مثل هذا!»
ثم يجمع الراوي بين عمر وبثينة، وقد دله جميل على بيتها، بدون أن يرافقه إليها متعللا بأن الأمير قد أهدر دمه متى جاءها. وتقول بثينة لعمر:»لا والله يا عمر ما أنا من نسائك اللاتي تزعم أن قد قتلهن الوجد بك!». بل إن كثيرا أو قليلا من «غرامياته» وقصص عشقه، لا تتعدى المعابثة، حتى وهي تجري في مقام ديني مثل الطواف، يلزم صاحبه ما يلزم من تقوى وخشوع. ومثال ذلك القصة التي ساقها الأصفهاني، وعلل بها قصيدة عمر التي يقول فيها:
أبصرتـها ليلة ونسوتـها / يمـشين بين المقام والحجر
فهي صورة لما يمكن أن يقع بين العشاق، من مغازلات ولهو ومعابثة. والطريف فيها أن المرأة هي التي تبادر فتطلب من صاحبتها ـ وقد أزمعت أن تفسد على عمر طوافه ـ أن:
قومي تصدي له ليعرفنا / ثم اغمزيه يا أخت في خفـر
والأطرف أن يكون عمر هو المتمنع:
قالت لها قد غمزته فأبى / ثم اسبطرت تسعى على أثري
وكأن الأمر يتعلق بصورة أخرى لما وقع في القصة القرآنية بين النبي يوسف وامرأة العزيز. على أنها في القصة التي نحن بها، صورة ساخرة لاهية.
لعل أظهر ما نخلص إليه أن هذا الأدب مما يعزز القول بأن الجسد فيه جسد «متخيل» أو «جسد استعارة» يرسم صورة لما ترسب في أغوار النفس من علاقة ملتبسة بالمرأة.
ولعل صورة هذا الجسد الاستعارة هي التي جعلت البعض يحملها على وجوه من التأويل قد يكون أكثرها إغراء، أن الاحتفال بالجسد ليس إلا ذكرى بعيدة لعبادة المرأة في العصور العربية السحيقة. وهي العبادة التي ترتد إلى أسباب تاريخية تضرب بجذورها في أعماق النظام الأمومي، حيث كانت السيطرة للمرأة. وربما تجلى ذلك كأوضح ما يكون في ما نسميه أدب الحب العذري. ولا نخاله مقصورا على الحقبة الإسلامية، فله جذور في ثقافة الجاهلية، ولعله مثل قرينه الحب الحضري، نص مخضرم هو أيضا، بل هو أدب لا يزال يفعل فعله في أدبنا الحديث.

٭ كاتب تونسي

شعراء يتغزلون إلا بزوجاتهم

منصف الوهايبي

عودة الملك تحسم الجدل بعد عاصفة أثارتها «الرأي» الأردنية مستنكرةً سؤال «الغياب»: «ديدان ومرتزقة ونخب صامتة»

Posted: 02 Aug 2018 02:26 PM PDT

عمان – «القدس العربي»: لامست أبرز الصحف الحكومية الأردنية وبطريقة مثيرة خلال يومين المساحة الفاصلة بين «الاستنكار والتشكيك» أو «الاستفهام» عندما أنعش مقال عريض على الصفحة الاولى سؤال «أين الملك؟» لكن بطريقة لافتة للنظر وغير مسبوقة مع جرعة تشكيك بطارحي السؤال أصلاً.
المقال نشر قبل ساعات فقط من عودة الملك عبدالله الثاني فعلياً بعد إجازة عائلية سنوية بالعادة لكنها لهذا الموسم أثارت الكثير من اللغط.
ويبدو ان طول غيبة الملك بدون بيان رسمي من أي نوع وفي ظل حصول مستجدات وأحداث محلية ابرزها الجدل العاصف الذي اثارته قضية «التبغ» أيقظ الاستفسار الوطني عموماً قبل ان تلتقط صحيفة الحكومة الأولى المفارقة وتنشر مقالاً حقق أعلى نسبة نقاش واعتراض وتأييد منذ سنوات بقلم الكاتب المخضرم أحمد سلامه. «الرأي» نشرت له مقالاً طويلاً بعنوان «سؤال أين الملك؟».
فكرة المقال استفزت الجميع لكن على نحو متباين وجرأته تجلت حصرياً في أنه الوحيد الذي حاول الإجابة على سؤال طالما تردد بقوة مؤخراً على المستوى الوطني وحتى الإقليمي والسياسي خصوصا بعدما تحدثت العديد من التقارير عن الغياب الطويل لعاهل الأردن العائد لبلاده في كل الأحوال وخلال ايام فقط كما علمت القدس العربي.
مضمون مقال سلامه يعترض بقوة على مجرد طرح السؤال ويحذر الأردنيين من المساس بـ»مملكة الحب» الهاشمية حتى لا يواجهون مصير ما حصل في مصر والعراق وسوريا.
وفي المضمون رسالة واضحة أبرزتها «الرأي» على صفحتها الأولى وتقول بأن السؤال عن الملك وصلاحياته وتفويضاته ينبغي ان لا يطرح أصلاً على أساس انه سؤال «غير دستوري».
الكاتب ندد بالتساؤلات التي طرحها النائب غازي هوامله تحت قبة البرلمان حول دور وصلاحيات الملكة رانيا العبدالله مشدداً على ان حرية العرش مضمونة ومصونة دستورياً وصاحب القرار يستطيع ان يفوض صلاحياته لمن يشاء.
عموماً المقالة والتي اتخذت طابع «الموقف» من أبرز ذراع إعلامية في الدولة تحذر عموم الأردنيين من الاسترسال في التشكيك وطرح اسئلة يمكن ان يستغلها خصوم المملكة لأجندات مشبوهة ومن التعدي على مؤسسة القصر خلال النقاش او طرح التساؤلات.
المحاولة بدت أنها الوحيدة في الإعلام الرسمي التي تحاول الدفاع عن خيارات الدولة والقصر بالرغم من ان غالبية ساحقة من الأردنيين يطرحون تساؤلات من باب المحبة والاطمئنان عن سر الغياب الطويل للملك وهو أمر لمح اليه ضمنياً عضو البرلمان الاسبق والكاتب الصحافي البارز جميل النمري عندما اعلن بانه لا يصدق بأن رئيس تحرير صحيفة «الرأي» طارق المومني سمح بنشر المقال.
أثار المقال عملياً عاصفة الجدل مجدداً وجزء من منطوقه دفع المزيد من الأردنيين للاستفسار أكثر عن غياب الملك والعائلة الملكية خصوصاً وان عنوان المقال حاول استنكار السؤال اصلاً وبصيغة: «أين الملك..لماذا السؤال؟»، الأمر الذي التقطه بدوره الاعلامي الأردني المقيم في الامارات عبدالله بني عيسى وهو يسأل: بعد ما نشرته صحيفة الرأي..أصبح سؤال الأردنيين: لماذا المقال؟ بدلاً من لماذا السؤال؟
في كل حال أثبت الكاتب سلامه وهو قليل الكتابة لأغراض الصحافة عموما مهارة فائقة في القدرة على استفزاز الجميع وتحقيق صدمة سياسية بمقال فصيح مليء بالعبر والتارخ ويدافع بشراسة عن صلاحيات الملك وحقوقه الشخصية والعائلية بصيغة تستنكر حتى مجرد السؤال وتحذر من تداعيات وخيمة.
الهجمة المضادة على الرأي والمقال وكاتبه كانت ايضاً عنيفة من قبل العديد من النشطاء والأسماء المعنية خصوصاً وان الكاتب وصف من يطرحون السؤال بصيغة تشكيكية بـ»ديدان الارض» ملمحاً لعمالة من يحاول المساس بالمشروع الوطني الملكي الأردني ومتعرضاً لرموز التيار المدني بصفة حصرية. التفاعلات كانت حادة جداً لمقال الرأي الافتتاحي والهجمة كانت شرسة ضد الكاتب المعروف بأنه مؤرخ سياسي وإعلامي كبير.
لكن السؤال : هل ذلك في حد ذاته المطلوب؟
الإجابة صعبة هنا لأن كاتب المقال قد لا يكون خلافاً لكل الاتهامات ضده من الصنف الذي يخضع لأي توجيهات من أي من رموز طبقة المسؤولين اليوم فهو من قدماء رموز المهنة والنظام وقرر طوعاً الابتعاد عن أضواء الكتابة منذ عامين واعتزل المواقع الرسمية والوظيفية بل رفض حقيبة وزارية في عهد حكومة الرئيس هاني الملقي. ولأن حكومة الرئيس الدكتور عمر الرزاز لم تعلق لا على ما نشرته صحيفتها الأولى ولا على المضمون ولا على الكاتب لا بل لم تقدم اصلاً الحكومة رواية رسمية للإجازة العائلية الملكية. ويعني ذلك أن مقال الرأي ساهم في هز الغربال الأردني وبقوة لكنه قد يبتعد عن الحسم المطلوب حيث لا أدلة او قرائن على أن تحذير الأردنيين من طرح سؤال بعنوان «أين الملك؟» ينتج مرحلياً ليس فقط لأن مئات التعليقات حاولت تذكير الرأي وكاتب المقال بأن الأردني يمارس حقوقه وهو يسأل عن غياب ملكة استفهاماً ومحبةً ووطنيةً وولاءً.
ولكن ايضاً لأن المقال وفي بعض تجلياته سمح بتوسيع قاعدة السائلين من الأردنيين بعدما كان عددهم لا يزيد فعلاً وفي أفضل الأحوال عن ألف شخص حسبما أشار المقال.
في كل الأحوال ما خطط له الكاتب حصل على الأرجح فقد انتقد أيضاً النخبة الصامتة التي حصلت على امتيازات من النظام وتحدث عن «مرتزقة» وعن مزايا حصل عليها من يحاولون الاساءة اليوم للدولة وللنظام من اولادهما في اشارة يعتقد انها تقصد متقاعدين عسكريين ومدنيين إنضموا لأانصار السؤال التشكيكي.
خلافاً للهجمة الشرسة التي طالت المقال وصحيفة «الرأي» بعد النشر يمكن القول ان رسالة النص تحاول التفريق بين استفسار استفهامي بريء بالتاكيد هو من حقوق الأردنيين الاساسية وهم يمارسون ولاءهم او يعبرون عنه وبين سؤال تشكيكي استنكاري يحاول المناكفة والاصطياد في مياه المؤسسة الملكية. يبدو أن الرسالة الأخيرة لم تكن واضحة بما يكفي فثار غضب الشارع ضد مضمون المقال والصحيفة وإلى حد واضح ضد الكاتب بعد القسوة في التشخيص والتوصيف بالرغم من النص رفيع المستوى ونادر في سقفه عندما يتعلق الأمر بمواجهة تعبيرات الشارع التي تزداد بدورها غلاظة.

عودة الملك تحسم الجدل بعد عاصفة أثارتها «الرأي» الأردنية مستنكرةً سؤال «الغياب»: «ديدان ومرتزقة ونخب صامتة»

بسام البدارين

آخر أساليب السيسي ضد معارضيه في الخارج: محاولة إقناع الدول الأوروبية بتسليمهم لمصر

Posted: 02 Aug 2018 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: صحيح أن السلطات الإيطالية أطلقت، أمس الخميس، سراح محمد محسوب، وزير الدولة للشؤون النيابية في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، والمعارض لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد احتجازه مساء أول أمس في كوميزو في جنوب إيطاليا، لكن ما حصل أثار مخاوف المعارضين المصريين الهاربين في الخارج، وفتح الباب للتساؤل، حول تحركات الحكومة المصرية لدى دول أوروبية لإقناعها بلعب دور في تسليم المعارضين.
وقررت السلطات القضائية الإيطالية، الخميس، الإفراج عن محسوب الذي كان قد نشر مقطعا مصورا على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيه إن الشرطة الإيطالية احتجزته قرب مدينة كاتانيا مساء الثلاثاء الماضي، مشيرا إلى أن ذلك يأتي تمهيدا لتسليمه للسلطات المصرية.
وأضاف: «الشرطة الإيطالية تحتجزني بطلب من السلطة المصرية لتسليمي.. وترفض الإفصاح عن التهم الموجهة لي، أنا حاليًا محتجز في قسم شرطة مدينة كوميزو التابعة (مقاطعة) لراغوزا (جنوبي إيطاليا).
يواجه محسوب، كما أوضح، تهماً في مصر وصفها بـ«الملفقة» كـ«النصب والاحتيال والتهجم على ممتلكات الدولة». وتابع: «مثلما أدافع عن حرية بلدي سأدافع عن حريتي لأخر نفس».
وصدرت بحق محسوب عدة أحكام غيابية في مصر، منها إدراجه على قوائم الإرهاب والتحفظ على أمواله، إضافة إلى حكم بالسجن 3 سنوات في قضية إهانة القضاء، وحكم آخر بالسجن 3 سنوات بعد اتهامه بالنصب على مستثمر سعودي.
وكان قد غادر مصر عقب الإطاحة بمرسي في يوليو/ تموز 2013، حيث عاش في فرنسا، وفق أحاديث سابقة له.
وشغل منصب وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية لعدة أشهر قبل أن يستقيل في نهاية 2012، وكان عضواً في الهيئة العليا لحزب الوسط (المعارض).
وفي 2016، أدرجته المنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول» على القائمة الحمراء، وفق تقارير محلية سابقة، عقب صدور حكم من محكمة مصرية بمعاقبته، في أبريل/ نيسان 2015 بالحبس غيابيا 3 سنوت لاتهامه بـ«النصب على مستثمر سعودي»، وهو ما نفاه، آنذاك.

الإخوان يستنكرون

وأثار احتجاز محسوب ردود فعلا واسعة، إذ استنكرت جماعة «الإخوان المسلمين» في بيان، ما حصل معه، وقالت: « أثار قرار توقيف الدكتور محمد محسوب السياسي والحقوقي والوزير السابق من قبل السلطات الإيطالية، اندهاش واستغراب كافة القوى السياسية المصرية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين».
وأضافت: «إذ تستنكر الجماعة هذا الإجراء فإنها تطالب السلطات الإيطالية بسرعة الإفراج عن الدكتور محسوب وعدم الإنصات للتهم الكاذبة التي تبثها بشأنه سلطة الانقلاب العسكري في مصر».
وناشدت الجماعة «كافة أحرار العالم جميعا والمنظمات والجمعيات الحقوقية الدولية المعنية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي التي تعد جمهورية إيطاليا عضوا فيها، بسرعة التحرك لكي توقف السلطات الإيطالية الإجراءات المتخذة ضد الدكتور محسوب والإفراج عنه فورا، وعدم التجاوب مع مطلب تسليمه للنظام الانقلابي في مصر الذي أدانت تقارير حقوق الإنسان الإقليمية والدولية انتهاكاته المستمرة لحقوق المواطن المصري في الداخل والخارج».
واعتبرت أن «القبض على وزير سابق وعميد لكلية الحقوق وسياسي معروف والتهديد بترحيله دون جريمة من قبل إحدى دول الاتحاد الأوروبي، يمثل طعنة لما ترفعه أوروبا والعالم الحر من شعارات عن احترام القانون والحفاظ على حقوق الإنسان ونصرة العدل ومناصرة المظلوم».

مسؤولية إيطاليا

الجبهة الوطنية المصرية أعربت عن استنكارها الشديد لاحتجاز محسوب.
وحمّلت في بيان السلطات الإيطالية «المسؤولية التامة عن سلامة محسوب وما يصيبه من أَذى إذا قامت بتسليمه للسلطات المصرية التي لا تحترم حقوق الإنسان».
وأوضحت أن «السلطات المصرية تقتل المعارضين السياسيين وتخفيهم قسريا، وتعرضهم لأبشع أنواع التعذيب، وهو ما سبق أن تعرض له مواطنها الباحث جوليو ريجيني، الذي لم يتم تقديم المتهمين الحقيقيين بقتله للمحاكمة».
وطالبت الجبهة السلطات الإيطالية بـ«سرعة إطلاق سراح محسوب، والسماح له بالعودة إلى بيته، وتقديم الاعتذار الكافي له وللشعب المصري عن هذه الجريمة».
كما استنكر المجلس الثوري المصري احتجاز محسوب، قائلا إن «كافة المؤسسات الحقوقية الدولية تثبت انعدام العدالة وغياب القانون في كل ما يتعلق بالسلطة القضائية بمصر، فقد أصبحت جزءا من السلطة التنفيذية للنظام الانقلابي الذي ينتقم بها من معارضيه».
وأضاف في بيان: «نذكّر الحكومة الإيطالية بواجباتها طبقا للقانون الأوروبي لحقوق الإنسان، بعدم تسليم أي شخص لدولته ما دامت تمارس التعذيب بشكل منهجي وموثق».
كذلك أعرب عدد من النشطاء الحقوقيين المصريين عن تضامنهم مع محسوب.
وكتب جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان على موقع التغريدات القصيرة «تويتر»: «قاعدة قانونية دولية لا جدال فيها يحظر تسليم أشخاص إلى بلدانهم، أو إلى بلدان أخرى قد يتعرضون فيها إلى التعذيب أو المحاكمة غير العادلة أو المعاملة اللاإنسانية.. لا للتسليم».
وكتب بهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان: «هذا تطور نوعي جديد في ممارسات أجهزة أمن السيسي، من خطف المصريين من الشوارع والبيوت وتلفيق اتهامات لهم، إلى محاولة إقناع دول أخرى بتسليم مصريين مقيمين لديها عبر إلصاق اتهامات ملفقة بهم».

«إنقاذ إنسان»

وأضاف : «لا يجب أن يعمينا التحزب، فهذه مسألة لاعلاقة لها بانتماء محسوب السياسي، ولا بما إذا كان مذنبا أم لا، إنها تتعلق بإنقاذ إنسان، كل متابع نزيه لما يجري في مصر (مصريا أم أجنبيا) يعرف أن أجهزة أمن السيسي تعين القضاة وتصدر الأحكام، وتعذب المحكومين أو تدفعهم للموت بأمراضهم».
أيمن نور، رئيس حزب «غد الثورة» قال في تغريدة على موقع تويتر: « عندما استقال محسوب من حكومه هشام قنديل خلال فترة حكم الإخوان، تصور السيسي أن بإمكانه توظيفه لصالح مخططه الانقلابي وطلبه في اجتماع سري في المخابرات الحربية خرج منه محسوب إلى الاتحادية لإبلاغ مرسي بما شعر به من شروع في تآمر وعندما تم الانقلاب لم يغفرها السيسي لمحسوب». وكتب الكاتب الصحافي جمال سلطان: «أرجو أن تنتهي محنة الدكتور محمد محسوب بسلام وأن يسترد حريته، وما فعلته إيطاليا أمس رخص تتنزه عنه حتى جمهوريات الموز».

تهديد الرئيس

وفتح احتجاز السلطات الإيطالية لمحسوب، قبل أن يتم إطلاق سراحه الباب للتساؤل حول تحركات النظام المصري لدى دول أوروبية لاعتقال وترحيل معارضين مصريين هاربين إلى الخارج.
وكان السيسي قد توعد المعارضين في الخارج والقنوات الفضائية المدعومة من جماعة «الإخوان» خلال كلمته في مؤتمر الشباب الخامس في مايو/ أيار الماضي، قائلاً: « أي شخص يتحدث في القنوات التلفزيونية التي تبث من الخارج، والله الكل سيحاسب.. الكل سيحاسب، من يخدع الناس ويضحك عليهم».
وجاءت الواقعة، بعد أيام من كشف المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، عن تفاصيل خداع السلطات الإسبانية لداعية إسلامي معارض للنظام المصري وترحيله إلى القاهرة.
وحسب بيان للمنظمة، فإنها تمكنت من الحصول على معلومات من مصادر متطابقة في سجن مدريد ومطاري مدريد والقاهرة، أكدت تورط السلطات الإسبانية في عملية تسليم الداعية المصري علاء محمد سعيد الذي يبلغ من العمر 45 عاما. وأوضحت أن «الداخلية الإسبانية والمحامية التي عينتها الحكومة للدفاع عن الداعية، مارسوا الخداع وضللوا المحكمة الأوروبية وتواطأوا مع الأجهزة الأمنية المصرية لتتم عملية التسليم بنجاح».
وكانت السلطات الإسبانية سلمت سعيد وهو إمام مسجد الفردوس في لوغرونو، ورئيس الاتحاد الإسلامي للأئمة والمرشدين في إسبانيا إلى مصر في 3 يونيو/حزيران الماضي، بعد احتجازه لشهر ونصف داخل سجن الترحيلات في مدريد إثر صدور قرار بترحيله في 7 مارس/آذار الماضي، بعد اتهامه من قبل السلطات الإسبانية بـ«الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين واعتناق الفكر الوهابي».
ووفق المعلومات التي تمكنت المنظمة من الحصول عليها، فإن «مدير مركز الاحتجاز، استدعى سعيد في الثاني من يونيو/حزيران، وأخبره أن السلطات الإسبانية وافقت على سفره خارج إسبانيا لأي دولة أخرى حسب رغبته، نافيا ترحيله إلى مصر، وأنه سيجري ترحيله إلى مقر احتجاز آخر». لكن في اليوم التالي، طبقاً للمنظمة «اصطحب ثلاثة من أفراد الأمن علاء سعيد في سيارة باتجاه المطار حيث احتجز في إحدى صالاته، وفي العاشرة صباحا جاءه طبيب وممرضة من دون الإفصاح عن سبب وجودهم».
وبعدها «أرغمت عناصر الأمن سعيد على ركوب سيارة واتجهوا به نحو طائرة خاصة مع الطبيب والممرضة، مقيدا ومعصوب العينين، ثم أخبره قائد الطائرة بأنه مطلوب تسليمه إلى مصر، وبعد دقائق قيدوه من الخلف ووضعوا رأسه إلى أسفل، وامتطى أحد أفراد الأمن ظهره، وأمسك آخر بقدمه بقوة، ثم حقنته الممرضة بمادة مخدرة، ولم يفق إلا قبل الوصول إلى مصر بقليل».
لم تكن هذه هي الواقعة الأولى التي تسعى مصر فيها لترحيل معارضين من الخارج، فسبق واحتجزت السلطات الألمانية في يونيو/ حزيران عام 2015 الإعلامي المصري محمد منصور مذيع قناة الجزيرة، في مطار برلين بناء على مذكرة توقيف مصرية، قبل أن تطلق سراحه خوفا من أن يواجه عقوبة الإعدام في مصر.

آخر أساليب السيسي ضد معارضيه في الخارج: محاولة إقناع الدول الأوروبية بتسليمهم لمصر
الإفراج عن وزير سابق بعد احتجازه في إيطاليا… وإسبانيا ترحّل داعية إسلاميا

الخطر الإيـراني جنوب سوريا تجاه إسرائيل… اختفى أم كان وهماً؟

Posted: 02 Aug 2018 02:25 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: بالرغم من صمت إسرائيل عن التواجد الإيراني العلني في سوريا منذ سنوات، وإجماع الكثيرين على أن الفرق العسكرية المدعومة من إيران على حدود الكيان الإسرائيلي ليست مسلحة بالشكل الذي يهدد أمن الأخيرة، كما انه يمكن لإسرائيل التعامل معها وسحقها حتى اقتلاع قواعدها بهجوم جوي وبري، إذا لزم الامر، الا ان تل ابيب انتفضت من جديد ضد الوجود الإيراني بالقرب من حدودها، ورأت به بعد مرور أكثر من ست سنوات على تواجده تهديداً مباشراً لأمنها، حيث كشف مسؤول إسرائيلي، عن رفض حكومته طرحاً روسياً خلال اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يقضي بإبعاد القوات الإيرانية لمسافة مئة كيلومتر على الأقل عن خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان، حيث قال نتنياهو «لن نسمح للإيرانيين بإرساء وجودهم حتى ولو على بعد مئة كيلومتر من الحدود»، مما أثار تساؤلات حول سماح إسرائيل بدخول تلك الميليشيات الى سوريا منذ 2012، والوصول الى حدودها، فكيف لها ان تكون خائفة أصلاً من الوجود الإيراني؟
ما يُقلق إسرائيل، برأي خبراء ومحللين ليس وجود ميليشيا حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني الذي يقوده قاسم سليماني وغير ذلك من الميليشيات التابعة له، بل هو قلق من إضفاء الشرعية الروسية على الوجود الإيراني الاستراتيجي على المدى الطويل في سوريا، خصوصاً بعد تصريحات إيرانية رسمية بأن قواتها موجودة في سوريا بناء على طلب رسمي من النظام السوري، فضلاً عن محاولة روسيا تطمين إسرائيل عبر تصريحات المبعوث الروسي إلى سوريا امس بأن القوات الإيرانية سحبت أسلحتها الثقيلة إلى مسافة 85 كيلومتراً من الحدود بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان، وهو ما يتناقض مع الاتفاق الموقع بين روسيا والولايات المتحدة والأردن، في الحادي عشر من تشرين الثاني /نوفمبر العام الفائت، الذي نص على أنه يتعين على جميع القوات الأجنبية الانسحاب من سوريا بشكل كامل.

«الهلال الشيعي»

وفي هذا الإطار قال الباحث السياسي سعد الشارع إن الخطر الإيراني على إسرائيل لا يتلخص في تموضع إيران في المنطقة الجنوبية من سوريا على حدود الكيان الإسرائيلي، بل يتعداه الى تواجدها في العمق السوري، وخاصة ان ميليشيات ايران تسيطر على الطريق البري الذي يسمى الهلال الشيعي الذي ارادت بناءه منذ سنوات، حيث تمكنت خلال الاشهر الأخيرة بالفعل من ايصال مناطق سيطرتها جغرافياً من طهران مروراً ببغداد، إلى دمشق وبيروت.
ومن الواضح ان هذا الطريق يدعم الوجود الإيراني لوجستياً وعسكرياً، وهو يزيد من نفوذها الاداري والاجتماعي وحتى الديني، مما يساهم في تعاظم نفوذ ايران ويشكل خطراً على الكيان الإسرائيلي.
وذهب المتحدث السوري الى ان إسرائيل تخشى ان يتم الاستفادة من هذا الطريق او من الحضور الايراني في سوريا من قبل حركة «حماس» الفلسطينية، وهذه النقطة تشكل قلقاً من اي دعم ايراني لمجموعات حماس عبر هذا الطريق.
وفي سياق السياسة الروسية التي تسعى الى تطمين إسرائيل كان التصريح الروسي الذي قال امس ان السلاح الايراني ابتعد عن حدود الكيان الاسرائيلي نحو 85 كيلو مترًا، حيث رأى «الشارع» ان ذلك لن يلبي رغبات إسرائيل او يرضيها حتى ولو كان مرحليًا. وأضاف ان اسرائيل طموحاتها اعلى من ذلك، فهي تريد ان تخلي سوريا بالكامل من هذه الميليشيات، لاهداف بعيدة، وربما تنتظر توافقات إقليمية على ذلك، أهمها إصرار أمريكي لاقتلاع ايران من سوريا، مشيراً الى ان «المقاربة الأمريكية قائمة على إعادة تجاذبات في الملفات الايرانية كاملة سواء بوجودها في سوريا او نفوذها في الدول الخليجية».
وعلى ما يبدو أنه ليس من اولويات واشنطن الآن التواجد الإيراني في سوريا، لذلك انسحاب إيران ولو كان جزئياً من المنطقة الجنوبية من سوريا لا يجعل اسرائيل بمأمن بحسب التصريحات الإسرائيلية على الأقل.
ونفذت إسرائيل في وقت سابق من العام الجاري سلسلة واسعة من الغارات الجوية على المواقع العسكرية داخل سوريا قالت إنها موجهة ضد تمركز القوات الإيرانية في العديد من المحافظات السورية.

الوهم الإيراني

ولم تكن إيران، وفق المحلل السياسي والعسكري السوري محمد العطار، تشكل خطراً حقيقياً على إسرائيل، وكل ما نفذته إيران منذ عام 1980 حتى اليوم، أي من أيام «الثورة الإسلامية الإيرانية»، كانت سياستها الخارجية تنفيذاً لمآرب إسرائيل، ضمن مخطط بيني غير معلن، ولكن انعكاساته على الأرض تصب في هذا الاتجاه.
وفي أحداث الثورة السورية، رأى العطار، أن التوغل الإيراني في العمق السوري، كان تلبية للرغبات الإسرائيلية، ولو لم يكن كذلك، لما سمح لها بالتحرك المريح في سوريا.
ولكن التصور الإسرائيلي المستقبلي، من وجهة نظر المصدر، يركز على المدى البعيد، فالتصور الإسرائيلي للانتشار الإيراني الشيعي في سوريا، قد يشكل تهديدات أو إبتزازات لإسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع نجاح طهران بتخريب النسيج الاجتماعي السوري، والسيطرة على مفاصل الدولة فيها.
وقال العطار لـ «القدس العربي»: «الانسحاب الإيراني غير المشروط من جنوب سوريا، يعطي ورقة قوة جديدة للإسرائيليين، بأنهم القوى العظمى الوحيدة في الشرق الأوسط، وكل ما ترغب به تل أبيب، يجب أن ينفذه الجميع، وإيران بكل تأكيد، على رأس الجهات المعنية بذلك».
وحظيت عودة قوات النظام السوري لحدود هضبة الجولان المحتل، بحفاوة إسرائيلية رسمية، إذ بدا وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أكثر تفاؤلاً أثناء جولة تفقد فيها بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات، بسبب ما وصفها بـ»انتهاء الحرب الأهلية في سوريا، وعودة حدود الجولان المحتل للهدوء، مع عودة نفوذ حكومة دمشق على المنطقة».
ليبرمان قال للصحافيين، وفق ما نقلته رويترز: «من منظورنا فإن الوضع يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب الأهلية مما يعني أن هناك جهة يمكن مخاطبتها وشخصاً مسؤولاً وحكماً مركزياً»، وقال: «لا نسعى لاحتكاكات، لكننا سنعرف كيف نرد على أي استفزازات وأي تحديات».

من هو العدو؟

عودة قوات النظام السوري إلى حدودها والاحتفاء به، هو مطلب إسرائيلي، ولو لم يكن لإسرائيل يد بعودة النظام للحدود، لما حقق الأسد أدنى الخطوات في هذا الاتجاه، وبالتالي فإن عودة قوات النظام السوري للحدود، كان مشروعاً إسرائيلياً، نفذه جيش الأسد.
البهجة الإسرائيلية بعودة النظام السوري إلى حدودها، حدث هام لتل أبيب، بحسب رؤية العطار، فهذه القوة التي عادت، حمت حدودها لعقود طويلة، لم يحدث خلالها تطور واحد لا على مستوى الأفراد أو الكتل ضد الجيش الإسرائيلي، ومن هنا فإسرائيل تعرف وتدرك من جلبت إلى حدودها.

توقيت قاتل

الخبير في العلاقات الدولية العطار، قال: «إذا ما لاحظنا توقيت عودة النظام السوري إلى الحدود مع إسرائيل، فسنجد أن الأسد بعد نجاح المخطط الإسرائيلي الأول، بالحفاظ على الأسد، مقابل تدمير المحافظات السورية، وتمزيق المجتمع المدني، وإعادة سوريا مئة عام للخلف».
وبالتالي فإن عودة النظام إلى الحدود، هدفه إنعاشه إلى مئة عام قادمة، وبالتالي يمكننا القول: «الشعب السوري، كان العدو المشترك للأسد والإسرائيلين، وكلاهما خطط ونسق لإيصاله للنتيجة التي وصل إليها اليوم».
وقال الباحث الدولي في مركز عمران للدراسات معن طلاع لـ«القدس العربي»: شكلت معارك الجنوب السوري، تحولاً متوقعاً في التعاطي الأمريكي مع الملف السوري، إذ باتت بوصلته متوافقة (في الهدف) مع الحركية العسكرية الروسية الرامية لتعزيز سلطة قوات النظام السوري على الحدود والمعابر السورية، مقابل ادعاءات موسكو بضبط ميليشيات طهران في الجنوب والتي باتت جزءاً أصيلاً في مكونات الجيش لا سيما الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وقوات النمر.

روسيا تبيع الأوهام

هذا الادعاء، وفق ما قاله طلاع لـ «القدس العربي»، أتاح لموسكو تزايد فرص بيعها للمجتمع الدولي وهماً اسمه ضبط وإعادة هندسة التموضع الإيراني الذي لا تمتلك روسيا الرغبة أو القدرة في تنفيذ هذا المطلب حتى لو صرحت مراراً وتكراراً حول رغبتها في تنفيذه، وذلك بحكم تغلغل إيران الواضح في بنية وعصب النظام لاسيما في مؤسسات الأمن والدفاع.
من جهة ثانية تكشف هذه الصفقة، وفق الباحث، وما رافقها من موافقة مبدئية من إسرائيل ثوابت عدة باتت جلية في معادلات أمن المنطقة، أولها مدى ثقة إسرائيل بتواجد قوات الأسد على حدودها لضمان عودة الضبط، وهذا يكشف بما لا لبس فيه زيف شعارات المقاومة والتصدي التي استخدمها النظام وحليفه الإيراني كسلعة استهلاكية لشرعنة حركتهما السياسية محلياً واقليمياً، فضمان تواجدهم كعناصر أساسية في هذه المعادلات من شأنه تعزيز فرص تموضعهم المركزي في أي نظام إقليمي آخذ بالتشكل.
ومن جهة ثالثة، ثبتت طبيعة التفاهمات الأمنية في الجنوب السوري تفرد موسكو بكافة الأدوات السياسية والعسكرية والتي استخدمتها سياسياً، متكئة على «مكتساباتها الميدانية» في تحقيق انحرافات عدة في شكل العملية السياسية وأجندتها، وجعلها أكثر اتساقاً مع استراتيجية «تمكين النظام مع بعض الإصلاحات الشكلية؛ وتنفيس استحقاقاته كافة المرتبطة عضوياً بمسببات الصراع وليس نتائجه فقط.

«الأسد أو التطرف السني»

ودفع النظام ومن خلفه طهران إلى توجيه المشهد السوري نحو ثنائية (الأسد أو التطرف السني)، وذلك عبر أدوات عدة أهمها، وفق ما قاله الباحث في مركز عمران معن طلاع، الخطاب الطائفي الذي مارسته طلائع ميليشياتها في سوريا منذ بداية عام 2012؛ والذي شكل محرضاً لتبلور قوى عسكرية إسلامية مناهضة لهذا التواجد، ناهيك عن أدرك النظام مع بداية العام 2014 أهمية «الإرهاب» كمدخل في إعادة تحسين تموضعه السياسي واحتمالية التعويم الدولي، فكان أن اعتمد إلى نقل الصراع إلى مستويات جديدة والبدء مع العام 2014 بإدارة الإرهاب بشكل غير مباشر ضمن الصراع، عبر عدة تكتيكات أهمها؛ دعم تنظيم الدولة الإسلامية على التمدد في الجغرافية السورية ككتلة سائلة، من خلال تسهيل سيطرته على مساحات جغرافية واسعة عبر عمليات انسحاب عسكري مدروس من عدة نقاط لتسهيل حركة التنظيم وتوجيهها (العمليات الأخيرة في السويداء نموذجاً)، في إطار تحقيق أهداف عدة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
في المقابل انتقل التعاطي السياسي الدولي باتجاه هذا الدفع متغاضياً عن كم الجرائم والانتهاكات التي مارستها ولا تزال تلك الميليشيات والتي كانت سبباً رئيسياً في التهجير وتنامي خطاب «التطرف»، وعلى الرغم من هذه البراغماتية الدولية إلا أن معطيات الاستقرار ستبقى مرتبطة بسياسات تراعي جذر المشكلة ومسبباتها وهذا ما لا يلحظ في عموم السياسات المتبعة، الامر الذي من شأنه أن يجعل أي استقرار متخيل هش ولا يملك أسباب استدامته.

الخطر الإيـراني جنوب سوريا تجاه إسرائيل… اختفى أم كان وهماً؟

هبة محمد

أنقرة تلوح بالرد على العقوبات الأمريكية والأتراك يُذكِّرون ترامب بإغلاق قاعدة «إنجيرليك» قبل 40 عاماً ​

Posted: 02 Aug 2018 02:25 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: ​ تصاعدت دعوات رسمية وشعبية واسعة للرد على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على تركيا بسبب رفض أنقرة الافراج عن راهب أمريكي متهم بالإرهاب، في ظل تلويح غير مسبوق بإغلاق قاعدة إنجيرليك الجوية التي يستخدمها الجيش الأمريكي في تركيا.​
وعقب أيام من تهديدات حادة جداً أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه بفرض عقوبات كبيرة على تركيا في حال رفضها الإفراج عن الراهب «أندرو برانسون»، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، الأربعاء، فرض عقوبات على وزيري العدل عبد الحميد غُل، والداخلية سليمان صويلو.​
وكتب عشرات آلاف الأتراك الغاضبون تحت وسم «العقوبات الأمريكية لن تجعلنا ننحني» عبارات تضامن مع الوزراء الأتراك الذين شملتهم العقوبات مؤكدين وقوفهم إلى جانب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في موقفه من الولايات المتحدة، مطالبين إياه بعدم التراجع والإفراج عن الراهب المتهم بالتعاون مع تنظيمات إرهابية.​
وتركزت الدعوات الشعبية على ضرورة الرد بسرعة على العقوبات الأمريكية من خلال وقف التعاون مع واشنطن في الكثير من الملفات، إلى جانب إغلاق قاعدة إنجيرليك الجوية التي تستخدمها القوات الأمريكية في محافظة أضنة التركية والتي تعتبر أكبر القواعد الأمريكية للجيش الأمريكي في المنطقة.​
وأثار المغردون الأتراك هذه القضية بشكل غير مسبوق، كونها جاءت بالتزامن مع الذكرى الـ40 لخطوة تاريخية اتخذتها تركيا عام 1975 تمثلت في إغلاق جميع القواعد والمرافق التي كانت تستخدمها القوات الأمريكية على الأراضي التركية وذلك من خلال إلغاء جميع الاتفاقيات العسكرية بينهما من جانب واحد وطرد آلاف العسكريين والمدنيين الأتراك، عقب قرار الحكومة التركية نقل السيطرة والسيادة على جميع القواعد العسكرية التي يستخدمها الجانب الأمريكي للجيش التركي.​
هذه الخطوة التي جاءت رداً على فرض الإدارة الأمريكية حظراً على وصول الأسلحة إلى تركيا بسبب العملية الواسعة التي سيطر من خلالها الجيش التركي على أجزاء واسعة من جزيرة قبرص عام 1974، ولم تتراجع عنها أنقرة إلا بعد 3 سنوات عندما تراجعت الإدارة الأمريكية عن قرار حظر إيصال الأسلحة لتركيا، حيث يحتفي الأتراك بهذه الحادثة على اعتبار أنها نموذجاً لمواجهة ما يسموه «غطرسة» الولايات المتحدة الأمريكية.​
ومراراً هددت أنقرة بإغلاق «إنجيرليك» أمام القوات الأمريكية، لا سيما عقب تصاعد الأزمة بين البلدين فيما يتعلق بدعم وحدات حماية الشعب الكردية في شمالي سوريا، ويشدد كبار المسؤولين الأتراك على أن إغلاق القاعدة هو «حق سيادي» لتركيا يمكنها من اتخاذه وقتما تشاء، لكنها لم تنفذ هذه التهديدات رغم مستويات التراجع التاريخية التي وصلت إليها العلاقات بين البلدين.​
وفي ردهم على العقوبات الأمريكية التي شملت تجميد أموالهم وممتلكات في الولايات المتحدة، شدد وزير العدل التركي على أنه ليس لديه ولو «قرشاً واحداً» خارج تركيا، بينما قال وزير الداخلية: «لدينا بضاعة (ممتلكات) في الولايات المتحدة.. إنه غولن، ولن نتركه هناك، وسوف نجلبه»، وذلك في إشارة إلى فتح الله غولن زعيم التنظيم المتهم بقيادة محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا والذي ترفض واشنطن تسليمه لأنقرة منذ سنوات.​
وقال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي: «نحن دولة كبيرة بعلمنا ووطننا وشعبنا، وبمقتضى ذلك، فلن نتردد ولو للحظة في اتخاذ الإجراءات اللازمة بقيادة رئيسنا»، فيما شدد وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو على أن الخطوة الأمريكية لن تبقى دون رد من جانب تركيا.​
ومن المعارضة، طالب دولت بهتشيلي زعيم حزب الحركة القومية التركي بـ«الرد بالمثل على قرار العقوبات الأمريكي، وإيقاف كل من يهدد تركيا عند حده»، فيما أكد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قليجدار أوغلو، أن القرار الأمريكي «ليس صائباً» و«يمثل إساءة لشرف الشعب التركي»، داعياً إلى الحوار لحل الخلافات خشية تطور الخلافات وحصول نتائج سلبية أكبر.​
كما أصدرت الكتل البرلمانية الأربع الأكبر في البرلمان التركي بياناً مشتركاً شددت فيه على رفضها الشديد لقرار العقوبات الأمريكية، وجاء في البيان: «بما نملكه من تضامن وعزيمة مشتركة لدى شعبنا نقول لا للتهديدات الأمريكية»، واتهم البيان الإدارة الأمريكية بدعم تنظيمات إرهابية مناهضة لتركيا، وحذر من تدهور الأزمة والمساس بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.​
والخميس، كسرت الليرة التركية التي تراجعت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة حاجز الـ5 ليرات للدولار الواحد، ووصلت عند الظهر إلى 5.09 في أسوأ مستوى تصل إليه العملة التركية، وسط مخاوف كبيرة في الأسواق التركية من أن تؤدي الأزمة مع واشنطن إلى مزيد من الإجراءات المتبادلة التي ستؤثر على الاقتصاد بدرجة أكبر.​
وفي أول تعقيب له على الأزمة، قال وزير الخزينة والمالية التركية بيرات البيرق إنه «في حال إصرار الولايات المتحدة)على الخطأ (العقوبات)، فإن تأثيره سيكون محدودًا على تركيا واقتصادها»، مؤكداً على أنه «ستبوء كافة المحاولات الرامية لخلق جو سلبي في الأسواق بالفشل».​
ورغم تصاعد الأزمة والحديث عن عقوبات أمريكية جديدة، من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية التركي مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو في سنغافورة، اليوم الجمعة، على هامش اجتماعات وزراء خارجية رابطة دول «آسيان»، في لقاء يستبعد مراقبون أن يتوصل إلى نتائج ملموسة تنهي الأزمة المتصاعدة بين البلدين.​
وفي السياق، انطلق الاجتماع الأول لمجلس الشورى العسكري الأعلى، أمس الخميس، برئاسة الرئيس رجب طيب اردوغان، عقب الانتقال للنظام الرئاسي في تركيا.
وبدأ اجتماع مجلس الشورى العسكري الأعلى (لبحث الترقيات وحالات التقاعد في الجيش) بمشاركة كبار مسؤولي الدولة، في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة.
ويشارك في الاجتماع المغلق برئاسة اردوغان، نائبه فؤاد أوقطاي، وكل من وزراء الدفاع خلوصي أكار، والعدل عبد الحميد غُل، والداخلية سليمان صويلو، والخزانة والمالية براءت ألبيرق، والتربية ضياء سلجوق، ورئيس الأركان يشار غولر، وقائد القوات البرية أوميت دوندار، وقائد القوات الجوية حسن كوجوك أقيوز، وقائد القوات البحرية عدنان أوزبال.
وقبيل الاجتماع أعرب اردوغان، عن ثقته بأن اجتماع مجلس الشورى العسكري، سيعزز قوة تركيا أكثر في كفاحها ضد جميع التنظيمات التي تهدد أمنها القومي، وفي مقدمتها «غولن» و«بي كا كا».

أنقرة تلوح بالرد على العقوبات الأمريكية والأتراك يُذكِّرون ترامب بإغلاق قاعدة «إنجيرليك» قبل 40 عاماً ​
وزير الداخلية يتوعد بجلب غولن والليرة تهوي أمام الدولار
إسماعيل جمال

مظاهرات في عموم إيران احتجاجا على الأزمة الاقتصادية

Posted: 02 Aug 2018 02:24 PM PDT

واشنطن ـ لندن ـ «القدس العربي»: أكدت وسائل الإعلام الرسمية في إيران أمس الخميس، اندلاع مظاهرات احتجاجا على المصاعب الناتجة عن الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) حدوث « أفعال احتجاجية غير قانونية» في عدة مدن، قائلة إن «العشرات» من الأشخاص شاركوا فيها.
وكان هذا أول تأكيد لاندلاع احتجاجات التي كانت مسار نقاش لأيام على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لم تظهر مقاطع الفيديو العشرات من المتظاهرين، بل المئات وربما حتى الآلاف.
وتظهر مقاطع الفيديو اشتباكات مع الشرطة في المدينتين السياحيتين اصفهان وشيراز، فيما يقوم المتظاهرون بالقاء الحجارة، وتستخدم الشرطة الغاز المسيل للدموع.
وكما هو الحال مع الاضطرابات التي اندلعت مطلع العام والمظاهرات في جراند بازار بطهران في تموز/يوليو، ترمي الاحتجاجات إلى جذب الانتباه إلى الأزمة الاقتصادية التي ساءت في الشهور الاخيرة بعد فرض أمريكا عقوبات.
وخسرت العملة الإيرانية أكثر من نصف قيمتها جراء زيادة التضخم في كل القطاعات تقريبا.
غير أن الاحتجاجات ليست مقتصرة على الاقتصاد، حيث إن المؤسسة الإسلامية هي هدف أيضا فيما يتكرر شعار «الموت للديكتاتور».
وتظهر مقاطع الفيديو المتظاهرين يرددون «خائن للأمة» في إشارة إلى دور إيران في سياسات الشرق الأوسط، وتصور أن هناك أموالا تدفق إلى سورية واليمن وغزة وليس إلى المواطنين الإيرانيين.
وتستعد إيران لتدريبات عسكرية واسعة في الخليج العربي، يمكن استخدامها لإثبات قدرة طهران على إغلاق مضيق هرمز.
ويبدأ الحرس الثورى الإيراني، وفقا لمنصات إعلامية أمريكية، في التدريبات خلال 24 ساعة المقبلة، وقامت إيران بتجميع أسطول يضم قرابة 100 قارب، ومن المتوقع أن يشارك المئات من القوات الإيرانية في التدريبات.
وأثارت العملية المحتملة، المخاوف بين مسؤولي المخابرات العسكرية الأمريكية إذ أنهم يعلمون بأن هذه التدريبات تحدث، عادة، في وقت لاحق من هذا العام، وهناك اعتقاد أن الحرس الثوري الإيراني يخطط لممارسة أكبر في وقت لاحق.
وقال كابتن البحرية بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية «نحن على دراية بالزيادة في العمليات البحرية الإيرانية داخل الخليج العربي ومضيق هرمز وخليج عمان، نحن نراقبها عن كثب، وسنواصل العمل مع شركائنا لضمان حرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة في الممرات البحرية الدولية».
وأضاف «إننا نواصل الدعوة إلى أن تتوافق كل القوات البحرية مع العادات والمعايير والقوانين البحرية الدولية».
وتصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران منذ شهر أيار/مايو عندما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه سينسحب من الاتفاق النووي الإيراني، وهو إطار يسعى إلى كبح طموحات طهران النووية مقابل رفع العقوبات كما تسعى الولايات المتحدة إلى الضغط على دول أخرى لوقف استيراد النفط الإيراني بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر.
وردت إيران، في المقابل، أنها قد تغلق مضيق هرمز، وهو ممر شحن رئيسي يمر عبره جزء كبير من امدادات النفط في العالم، وقالت إن مقاطعة صادرات النفط الإيرانية قد تهدد الصادرات في جميع انحاء المنطقة.
وفي سياق قريب، طالب الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن ينشر أسماء أفراد أسر المسؤولين الإيرانيين الحاصلين على غرين كارد وقيمة ثروتهم في الولايات المتحدة.
وكتب أحمدي نجاد على حسابه في شبكة «تويتر» للتواصل الاجتماعي باللغتين الفارسية والإنجليزية مخاطباً الرئيس الأمريكي «يا سيد ترامب، انشروا أسماء أفراد أسر المسؤولين الإيرانيين الخاصلين على غرين كارد أو من منهم يسكن في الولايات المتحدة وقيمة ثروتهم هناك، إذا تتوفر لديكم تلك المعلومات».
ويرى مراقبون أن أحمدي نجاد أشار إلى خبر كانت وكالة «إيسكا» للأنباء التابعة لجامعة الحرة الإسلامية التي يرأسها علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني، قد نشرته شهر حزيران/ يونيو الماضي.
وكانت «إيسكا» قد كتبت أن 5 آلاف و432 من أفراد أسر المسؤولين الإيرانيين يعيشون في الولايات المتحدة، وأن 354 شخصا منهم يدرس في الجامعات الأمريكية.
وكانت الوكالة قد أضافت أن 3 آلاف و947 من أبناء المسؤولين الإيرانيين الذين يعيشون في أمريكا، ليس لديهم أي تخصص أكاديمي عالي أو خبرة مهنية معينة، وأن باقي هؤلاء يعملون في قطاعات عادية لا تحتاج تخصص.
وأوضحت أنه تم إيداع 148 مليار و267 مليون دولار في الحسابات البنكية لأفراد أسر المسؤولين الإيراني في المصارف الأمريكية.
وبعد أيام من نشر الخبر أعلاه، قامت الوكالة بسحبه من موقعها، وقال الرئيس التنفيذي لوكالة «إيسكا» الإيراني، رضا واعظي، أنهم سحبوا الخبر من الموقع لأسباب تتعلق بمصلحة البلاد.
وأكد رضا واعظي خلال حديثه الخاص لوكالة «إرنا» للأنباء الرسمية الإيرانية «إننا سحبنا الخبر نظراً لمصالح البلاد العليا، لكنكم ستسمعون تفاصيل مثيرة عن أنباء المسؤولين وثروتهم في الخارج».
وعلى صعيد آخر وفي محاولة تعليق أسباب الفساد الاقتصادي وتدهور الأزمة الاقتصادية على عدد من الأشخاص غير المعنيين وإبعاد الأنظار عن أبناء المسؤولين، دعا اثنين من كبار مراجع التقليد الشيعة في إيران، الحكومة والسلطة القضائية والجهات المعنية الأخرى للتصدي بحزم للفساد الاقتصادي والعابثين باقتصاد البلاد، منددين بأي مفاوضات محتملة مع واشنطن.

مظاهرات في عموم إيران احتجاجا على الأزمة الاقتصادية
نجاد يطالب ترامب بنشر أسماء أفراد أسر المسؤولين الإيرانيين وأموالهم في واشنطن
رائد صالحة ومحمد المذحجي

موريتانيا: انشغال بثورة حمالي ميناء نواكشوط والأحزاب تندد بقمعهم

Posted: 02 Aug 2018 02:24 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: استمر الرأي العام الموريتاني، أمس، في انشغاله بقضية حمالي ميناء العاصمة وهم الذين تعرضوا، حسب مصادر عدة، لقمع من قوى مكافحة الشغب بعد تظاهرات طالبوا فيها قبل يومين بتوفير النقل وتفريغ الحاويات داخل الميناء أو التعويض عنها، وتوفير نقطة صحية ذات مداومة، ومجهزة بسيارة إسعاف.
وندد الميثاق من أجل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين (المجموعة العرقية التي ينتمي إليها الحمالون) بما سماه «القمع السافر والأسلوب السلطوي الذي يتعامل به النظام مع المطالب المشروعة للحمالين».
وطالب «بإيجاد حل جذري لقضية الحمالة»، محذرًا «السلطات من التمادي في قمع تظاهراتهم السلمية».
وأكد الميثاق «أن مطالب الحمالة في الميناء تتجدد بعد كل فترة من الانتظار اليائس والأمل الكاذب، وهو ما يفسر عدم رغبة القائمين على الميناء في ضبط أوضاع الحمالة ووضعهم في ظروف ملائمة للأعمال الشاقة التي يقومون بها».
«لكن النظام القائم، يضيف البيان، واصل تعنته وتجاهله لمطالب هؤلاء الحمالة وبدل أن يجلس معهم على طاولة الحوار من أجل النظر في مطالبهم المشروعة، استقبلتهم قواته بالقمع الهمجي والضرب المبرح الذي قال الحمالة في تجمع كبير اليوم إنه لن يثنيهم عن حقهم ولن يزيدهم إلا صمودًا من أجل مطالبهم».
وفي بيان آخر، أكد حزب اتحاد قوى التقدم المعارض «أن إضراب الحمالة دخل أمس يومه السابع احتجاجًا على معاناتهم المتفاقمة نتيجة عدم احترام بنود الاتفاقيات السابقة التي تتعلق بهذا النزاع الاجتماعي».
وأضاف: «بدل التعاطي الإيجابي مع مطالبهم المشروعة واجهتهم السلطة بالتجاهل ثم بالقوة والقمع»، منددًا «بعجز السلطة الفاضح عن حل هذه المشكلة المزمنة»، ومنددًا كذلك «بانحيازها السافر في هذا النزاع الاجتماعي للطرف الأقوى بدل أن تلعب دور الحكم المنصف».
وأكد البكاي ولد عبد المالك، وزير التعليم السابق، في مقال نشره أمس «أن لولاية الثالثة للرئيس محمد ولد عبد العزيز لن تكون ممكنة إلا في في حالة حدوث حراك شعبي عنيف أو حرب أهلية شاملة ذات طابع عرقي أو فئوي؛ أو في حالة وجود تهديد أمني خارجي قوي يستدعي تحمل المسؤولية وتقمص دور الإنقاذ باسم «الواجب الوطني» و»المصلحة العليا» للبلد على نحو ما يحدث دائمًا في بعض التمثيليات التي تقوم بها بعض الأنظمة الانقلابية حول العالم».
وقال: «لا بد من إيجاد حل سريع لهذا الحراك يضمن حقوق المهمشين ويبعد شبح الفتنة، فماذا يضر لو أقنعت السلطة العليا في البلد الذين هم أكثر حظًا في المجتمع (أرباب العمل وهم في هذه الحالة أسرة واحدة تقريًبا) بمراعاة حقوق الذين هم أقل حظًا (الحمالة) برفع رسوم تفريغ البضائع من 80 أوقية إلى 200 أوقية أو 150 (MRU) للطن الواحد دعمًا للقدرة الشرائية لهؤلاء الحمالة الذين يحملون أثقالًا فوق أثقالهم والذين لم يستفيدوا أبدًا من الصفقات العمومية المشبوهة ولا من المحاباة والفراغات القانونية الكثيرة التي بموجبها أثرى الكثيرون».
وأكد ولد عبد المالك «أن هناك ضرورة ماسة لاحتواء الموقف بسرعة من خلال القيام بإجراءات، منها التزام الطرف الحكومي باحترام تعهداته السابقة للحمالة والشروع فورًا في تنفيذها، وإلغاء نظام الشركات الوسيطة لاكتتاب العمال المعمول به أيضًا في قطاعات أخرى كالمعادن والأمن الخصوصي وتصدير العمالة المنزلية وغيرها، والذي يمثل في الواقع شكلًا من أشكال العبودية المقننة، حيث لا يحصل فيه العمال إلا على أقل من ثلث الأجور التي خصصتها لهم الشركات الأجنبية وفقًا للنظم الدولية المعمول بها، في حين تستولي الشركات الوسيطة غالبًا على الباقي دون سبب وجيه». واقترح «إنشاء صندوق خاص للمعاشات والخدمات بدعم من الدولة وعن طريق خصم مبالغ رمزية من الدخول الشهرية للعمال لتوفير الضمان الاجتماعي والصحي، ويجب أن يكون من مهام ذلك الصندوق أيضًا تقديم القروض للعمال في حالة العجز والمرض وحوادث الشغل، مع ضمان التسيير الشفاف لذلك الصندوق».
«وفي المقابل، يضيف الوزير، يتعين أن تتولى إدارة الميناء توفير وسائل نقل بأسعار رمزية لنقل العمال من الميناء وإليه، وتجهيز مرفق صحي يتضمن قسمًا للحالات المستعجلة وسيارة للإسعاف، وتخصيص أماكن لائقة للاستراحة ومركز تجاري يوفر الخدمات المختلفة، كما تجب الموافقة على تفريغ الحاويات داخل الميناء وليس خارجه، وهذا الأمر في الواقع هو مصلحة عامة وضرورة أمنية قبل أن يكون مصلحة خاصة للحمالة، لأن تفريغ الحاويات في الميناء يساعد في التصدي لتهريب المواد المحرمة أو الخطرة على صحة المواطن قبل وصولها إلى أماكن تصعب مراقبتها فيها».
واقترح الوزير في معالجته «منع تشغيل العمال الأجانب لتفريغ الحاويات في المخازن الخاصة داخل الأسواق مقابل أجور زهيدة، ففي ذلك انتهاك صارخ لحقوق الحمالة المرخصة وحدها بموجب القانون للقيام بهذا العمل، ولما في ذلك من إرباك لحركة المرور وتهديد لأمن المواطنين». ويحتج حمالو ميناء العاصمة منذ سنوات على ظروفهم القاسية، وقد دخلوا في مفاوضات مع السلطات، لكنهم يتهمون السلطات بعدم الوفاء لهم بالتزاماتها.
ويخشى الكثيرون أن تتحول مظاهرات الحمالين لثورة شعبية تقوم بها مجموعة الحراطين ذات الوفرة العددية التي يعاني عـــناصرها من الفقر الشديد والهشاشة المفزعة.

موريتانيا: انشغال بثورة حمالي ميناء نواكشوط والأحزاب تندد بقمعهم

المصريون حائرون بين رئيس مُحبَط ودولة مُنهَكة وأحلام ليس لها مكان إلا في الأساطير

Posted: 02 Aug 2018 02:23 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي»: بدا الرئيس عبد الفتاح السيسي في الفترة الأخيرة محبطاً بل اعترف بالفعل بأنه حزين، وهو الأمر الذي كان مثار اهتمام مؤيديه وخصومه على حد سواء. وفيما سعى كتاب من بينهم جلال دويدار وعبد المحسن سلامة ومرسي عطا الله ومحمد بركات ومكرم محمد أحمد إلى تبديد أجواء الحزن التي تعتري الرئيس سعى آخرون لوضع الأمور في نصابها الحقيقي. أنور الهواري اهتم بالأمر مؤكداً: بعد كل مؤتمر للرئيس مع الشباب البلد بتغطس كل يوم في صدمة نفسية عميقة، تصل عند البعض إلى حدود الاكتئاب، حزناً من بعض الكلام الذي سمعوه، وأسفاً من بعض المشاهد التي رأوها. (الجرعة هذه المرة كانت زيادة، والحالة الاكتئابية انتقلت بالإيحاء والعدوى، حتى لمن لم يشاهدوا فقرات المؤتمر.
أما نور فرحات فقدم جرعة تفاؤل: فرض الضريبة العقارية مخالف للدستور لأنها لا تفرض على مال متجدد أو معاملة جارية بل على أصل ثابت مما يعد مساسا بأصل حق الملكية المحمي دستوريا. أما الحقوقي جمال عيد فاكتشف أن التعايش مع القمع يعني نمو البلادة، والتعايش مع التوحش يعني افتقاد الإنسانية. علياء المهدي قيمت الوضع الاقتصادي مؤكدة: في يناير/كانون الثاني 2011 كان حجم رصيد مصر المملوك لها بالكامل من العملة الأجنبية 42 مليار دولار ودينها الخارجي 33 مليار دولار. النهارده رصيدنا من العملات الأجنبية جزء كبير منه ودائع عربية وقروض أجنبية 44 مليار دولار والدين الخارجي أكثر من 84 مليار دولار. معلومة لقادة السياسة النقدية للتذكرة أننا لسنا في وضع أحسن من الماضي. وقد زخرت صحف أمس الخميس بالعديد من المعارك الصحافية والتقارير، وإلى التفاصيل:

مرهق ومكفهر

في زاويته التي يطلق عليها «كرباج» بدا محمود الكردوسي في «الوطن» متألماً للحالة التي يبدو عليها السيسي: لاحظت خلال جلسات المؤتمر السادس للشباب أن وجه الرئيس السيسي مرهق ومكفهر ومهموم، وهذا يعني أنه لم يعد مستمتعاً بالحكم كسابقيه. مبارك ظل يصبغ شعره حتى آخر يوم في الحكم. وارتدى مرة بدلة مقلمة بحروف اسمه. والسادات ذهبوا إليه بأوراق وملفات في الأيام الأولى لحكمه، فقال لهم: خذوها بعيداً عني. فقد قتلت عبدالناصر ليس في الحكم لذة، خصوصاً إذا كان الحاكم عادلاً ومخلصاً ونزيهاً. وإجراءات تأمين الرئيس في نظري عملية قمع بشعة، من القميص الواقي حتى إخلاء الشوارع من المارة. ثم أن الرئيس (في مصر بالذات) لا يعجب أحداً، لأنه يحكم مئة مليون «خبير» في كل شيء، وقراراته تعجب شرائح من المجتمع ولا تعجب أخرى، والرئيس الذى يبني ويحارب ويعلم ويعالج ويفكر في كل شاردة وواردة لا يتحمل سفسطة، لأن بقاءه في الحكم مقيد، فاتركوا الرئيس يحكم وحاسبوه على مجمل أعماله.

مصر منهكة

مصر المنهكة كما يصفها عبد الله السناوي في «الشروق» لا تحتمل أي اضطرابات جديدة، بافتراض صحة الرقم الرسمي المعلن بشأن رصد (21) ألف شائعة فى ثلاثة أشهر فالمعنى أن البلد منكشف بلا مناعة ــ تقريبا ــ تصد وتوضح وتضع الأمور في نصابها. والمعنى أن القنوات السياسية والإعلامية سدت بالكامل والثقة العامة في صحة البيانات والتصريحات الرسمية تدهورت بفداحة. تسري الشائعات حيث تغيب المعلومات، ويضيق المجال العام عن أي حوار وكل تنوع. لا أحد يعرف كيف رصد ذلك الرقم المفزع من الشائعات، بمعدل تقريبي عشر شائعات فى الساعة، ولا الوسائل العلمية التي استخدمت، ولا ما هو تعريف الشائعة نفسها. في كل الأحوال لا يمكن استبعاد «سلاح الشائعات»، أو نفي وجودها من أصله، كما لا يمكن إنكار مسؤولية البيئة العامة المسمومة على تفشيها. إذا ما أردنا تخفيض مستويات الخطر الداهم إلى أقل درجة ممكنة حفاظا على المجتمع قبل أي شيء آخر، فإن تحسين البيئة العامة شرط ضروري. لا يناقش عاقل واحد في أهمية الاستقرار والأمن لأي مجتمع، فإذا اهتز الاستقرار وغاب الأمن يروع المواطنين وتتوحش الجريمة ويغيب الاستثمار ويتقوض الاقتصاد وتنهار السياحة. الاستقرار مسألة سلامة دولة ومجتمع. لكن أي استقرار وأي دولة؟ للأزمة المنذرة وجهان متداخلان ــ ارتفاع في الأنين الاجتماعي وانحسار في العمل السياسي. تحت وطأة ارتفاعات أسعار السلع الرئيسية وتآكل قيمة الجنيه المصري وتراجع مستويات المعيشة تكاد تتسيد المعارضة الاجتماعية عشوائية الطابع الموقف العام. وتحت وطأة تقليص الحريات الصحافية والإعلامية وشبه غياب لأي حياة حزبية تكاد المعارضة السياسية والعمل السياسي نفسه أن يكون من ذكريات الماضي. مكمن الخطر أن ما هو غاضب اجتماعيا لا توجد أمامه أي مسارات سياسية طبيعية للتعبير عن نفسه وطرح مطالبه. كل ما هو مكبوت مرشح للانفجار في لحظة.

أهلاً بالتفاؤل

أبرز المتفائلين في «الأخبار» امس جلال دويدار حيث يقول: من حقنا أن نسعد ونفرح بعد سنوات الضنك السياحي لما تضمنته البيانات والتقارير الدولية عن مكانة وعظمة مصر في هذا المجال الواعد اقتصاديا واجتماعيا. آخر ما صدر في هذا الشأن كان من مجلة «فوربس»‬ الأمريكية المتخصصة في شؤون الأعمال والمال. يقول تقرير المجلة إن مصر تعد من بين أفضل الدول السياحية على مستوى العالم عام 2018 . استند هذا التقرير إلى الحقائق بعيدا عن المجاملة والتهويل والادعاءات والمزاعم غير الحقيقية. هذا المضمون يؤكد إيجابيته ومصداقيته وعدالته في سرده للأسباب التي جعلها ضمن 25 وجهة سياحية عالمية مميزة في العالم. أشار التقرير إلى أن ذلك يعود بشكل أساسي إلى حضارتها وتراثها الممتد لـ 7 آلاف سنة. قالت إن وضع مصر السياسي والاقتصادي والأمني أصبح مستقرا وهو الأمر الذي يجعلها مؤهلة لاجتذاب أكبر عدد من السياح. أضافت المجلة أن حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء أدى إلى تصاعد الانحسار السياحي الذي كان قد بدأ بعد أحداث يناير/كانون الثاني 2011 وما صاحبها من فوضى وانفلات أمني. أدي ذلك إلى انخفاض الحركة السياحية من 14.7 مليون سائح عام 2010 إلى ٤٫٨ مليون سائح.. أعادت المجلة الفضل في هذا التطور الإيجابي إلى الاستقرار السياسي الذي ارتبط بثورة 30 يونيو/حزيران وسقوط جماعة الإرهاب الإخواني. كان عائد هذا الاستقرار الذي له الفضل في استعادة الحركة السياحية المصرية لعافيتها. ارتفاع معدلات الحركة السياحية عام 2017 إلى 8٫3 مليون سائح. من المتوقع أن تتجاوز هذه الأعداد الـ 10 ملايين سائح في إحصائيات 2018. لا يمكن الحديث عن أي استقرار دون ربطه بنجاح العمليات الأمنية التي قامت بها أجهزة الشرطة لمطاردة وتصفية الأنشطة الإرهابية.

مشاريع الآخرين

يسأل عماد الدين أديب في «الوطن»: ماذا لو اتفقت إيران وتركيا وإسرائيل معاً علينا؟ كل الأطراف غير العربية لديها مشروعات للمنطقة العربية إلا العرب أنفسهم بلا مشروع. الإيراني والتركي والإسرائيلي لديهم مشاريع تتعلق بحاضر ومستقبل أمن وثروات وسيادة العالم العربي، أي أنهم يلعبون دور «الطرف الفاعل»، بينما اكتفى الطرف العربي بالاستغراق في دور المفعول به! التركي لديه مشروع سياسي، عقيدي واضح وصريح لا يخفيه، وهو عودة الخلافة العثمانية إلى المنطقة، بحيث تصبح أنقرة هي الأستانة الجديدة، ويصبح رجب طيب أردوغان هو السلطان الجديد. لذلك تحتل تركيا أراضي فى سوريا، ترفع عليها العلم التركي، وتبسط عليها قوات جيشها، وتجعل من الليرة التركية العملة المتداولة، وتقيم عليها منطقة صناعية تركية. إيران لديها مشروع تصدير الثورة القائم على مبدأ ولاية الفقيه، يستند على فكر مذهبي يحاول إعادة الإمبراطورية الفارسية على أراض وشعوب وبحار وعلى الممرات الاستراتيجية للمنطقة. لذلك توجد إيران بالمال والسلطة والسلاح والحرس الثوري والخبراء والأفكار والمشروعات في سوريا والعراق ولبنان وغزة، وأماكن أخرى في آسيا وافريقيا. أما إسرائيل فهي تعيش أزهى عصورها وهي ترى مشروع تيودور هرتزل الذي تم التفكير والتخطيط له في «بازل» منذ 120 عاماً. المشروع الإسرائيلي، هو مشروع دولة يهودية تقوم على أرض محتلة، تسعى لتصدير الفكر الصهيوني، وإقامة أوسع شبكة مصالح أمنية وتجارية واقتصادية في المنطقة. لذلك نجد أن إسرائيل ليست غائبة في أي لحظة عما يحدث في العراق وسوريا والأراضي الفلسطينية وجنوب لبنان. وليس غريباً أن تسعى إسرائيل إلى تجنيب كل القوى إلىهودية في موسكو وواشنطن في آن واحد، كي تقول إنها صاحبة الكلمة «الفصل» في الملفات الأمنية في المنطقة.

ناصر «الإرهابي»

من أكثر ما لفت انتباه جمال سلطان في «المصريون» في سيرة قادة يوليو/تموز نزوعهم المستمر إلى ارتكاب عمليات الاغتيال السياسي لخصومها والتخطيط الدائم لتلك العمليات، وتقريبا لم يخل أحد من قادة ما عرف باسم تنظيم «الضباط الأحرار» من التورط في ارتكاب عمليات اغتيال، بعضها نجح وبعضها لم ينجح، وبعضها تم وأد الفكرة قبل تنفيذها ـ ليس لوازع أخلاقي ـ وإنما لعدم جدواها.
كان عبد الناصر قد اعترف بارتكابه هو وآخرون أعمالا «إرهابية» عديدة على هذا النحو، في كتابه المبكر «فلسفة الثورة»، وكان مما قاله: «وأعترف أن «الاغتيالات السياسية توهجت في خيالي المشتعل في تلك الفترة على أنها العمل الإيجابي الذي من المهم الإقدام عليه، إذ كان يجب أن ننقذ مستقبل وطننا، وفكرت في اغتيال كثيرين وجدت أنهم العقبات التي تقف بين وطننا وبين مستقبله. ولما جلست مع غيري انتقل التفكير إلى التدبير، وقمنا بمحاولات كثيرة على هذا الاتجاه».
ولعل واحدة من أخطر تلك العمليات «الإرهابية» هي المحاولة التي قام بها الضابط جمال عبد الناصر لاغتيال اللواء حسين سري عمر، الذي كان مرشحا لمنصب وزير الحربية في 8 يناير/كانون الثاني 1952، وأطلق عليه سبع رصاصات إلا أنها لم تصبه في مقتل، وقد شاركه في خلية الاغتيال كل من : كمال رفعت وحسن التهامي وحسن إبراهيم، وهي الواقعة التي رواها أكثر من عضو في مجلس قيادة الثورة، منهم أنور السادات ومنهم عبد اللطيف البغداداي ومنهم خالد محيي الدين، وهي تدخل ـ قطعا ـ ضمن ما اعترف به عبد الناصر بدون تفاصيل.

الفتنة أشد

من معارك امس بين الأشقاء ما اهتمت به «المصريون»: شن الإعلامي والقيادي الإخواني المتواجد في تركيا صابر مشهور هجومًا عنيفًا لأول مرة على محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين. واتهم مشهور من خلال مقطع فيديو تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي محمود حسين بأنه أكبر عميل داخل جماعة الإخوان المسلمين في اسطنبول، وأنه وراء وقف التظاهرات لمدة 5 أعوام على التوالي داخل تركيا ضد السلطة الحالية في مصر، لأجل عودة مرسي، حسب قوله. وأضاف أن حسين هو الوحيد من مكتب الإرشاد الذي سافر قبل الإطاحة بمرسي في عام 2013 بدون إذن من مكتب الإرشاد، وحينما سئل عن سبب خروجه قال إنها زيارة عائلية. كما أنه طالب أنصار مرسي في اسطنبول بالكف عما يعرف بـ«الثورة» لإعادة مرسي، ما تسبب في هجوم شديد عليه من قبل أنصار مرسي في العاصمة التركية، وكان أشهر من تصدي له، حسب تصريحات مشهور، هو القيادي الإخواني أشرف عبد الغفار، الذي قام محمود حسين بإيقافه وفصله من جماعة الإخوان. وواصل مشهور هجومه على حسين قائلا: إنه غير معترف فيما يعرف بالثورة لأجل مرسي، وأنه، حسب حسين، هي «فورة» وليست ثورة. وعندما سئل عن الذين ماتوا في التظاهرات قال: «ميموتوا ..هيدخلوا الجنة»، حسب وصفه.

أمريكا خدعت نفسها

«صفقة القرن» التى يروج لها كوشنير زوج ابنة الرئيس ترامب، وغرينبلات ممثل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط باتت حسب مكرم محمد أحمد في «الشروق» لا محل لها من الإعراب، يرفضها كل القادة العرب لأنها تسقط حق الفلسطينيين في أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة. وكما كان العاهل السعودي والرئيس المصري واضحين في رفضهما المشروع الأمريكي كان العاهل الأردني واضحاً في تحذيراته للإدارة الأمريكية من أن «صفقة القرن» يراها الشارع العربي على حقيقتها باعتبارها انحيازاً خالصاً لإسرائيل سوف تؤدي إلى المزيد من عدم استقرار الشرق الأوسط، وأن العاهل الأردنى مضطراً لإدانتها بشدة، كما أدان نقل السفارة الإسرائيلية من تل أبيب إلى القدس واعتبار القدس عاصمة للدولة الإسرائيلية. وكما أكد أرون ميلر أحد الخبراء الأمريكيين القلائل الذين شاركوا في معظم المفاوضات الأمريكية حول القضية الفلسطينية لصحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، فإن الولايات المتحدة هي التي خدعت نفسها، عندما أساءت تفسير الموقف السعودي، وتوهمت أن توافق الموقفين السعودي والإسرائيلي على إدانة تمدد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط يعني أن السعودية يمكن أن تدعم صفقة القرن وخطط الرئيس ترامب لإسقاط حق الفلسطينيين في أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم الفلسطينية، وإزاء هذا الموقف القاطع الذي التزم به كل القادة العرب بقوة وهدوء أصبحت المهمة الأساسية الآن توحيد الصف الفلسطيني، وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتصحيح العلاقات بين فتح وحماس، وتهيئة الفرصة لتهدئة الوضع في قطاع غزة بما يضمن أن تكون الأولوية المطلقة لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء انقسام غزة عن الضفة الغربية.

لا يهتم بهم أحد

ولتبرير عجز الحكومة أو ربما فشلها في استيعاب طموح هؤلاء الشبان الذين بذلوا جهدا جبارا للحصول على أعلى الدرجات، تنطلق أصوات، تنتقص من قدرات هؤلاء الطلبة وتتهمهم بعدم الفهم وبالاعتماد على الحفظ، والتلقين، دون أن يقولوا لنا كيف يمكن التفوق في الفيزياء ومسائلها أو الكيمياء ومعادلاتها أو في الرياضة البحتة والرياضة التطبيقية بدون مستويات مرتفعة من الفهم والقدرة على المذاكرة والتحصيل؟ طريقة تعامل الحكومة ومن يواليها من رجال الإعلام، والتعليم، مع طلبة الثانوية العامة ومع الشباب بشكل عام، كارثية وتنطوي على تكرار كلام فارغ وربما كاذب، ليس له وجود على أرض الواقع. فرجال الحكومة يتهمون الشباب بالبحث عن «شهادة جامعية لمجرد المنظرة»، بدون النظر إلى احتياجات سوق العمل، مع أن من يحلل نتائج تنسيق القبول في الجامعات يدرك كذب هذه المقولة شكلا ومضمونا. فالإقبال على كليات الطب والهندسة ليس لأنها كليات قمة لكن لأنها ما زالت توفر لخريجيها فرص عمل مضمونة. ليس هذا فحسب بل إن كليات التمريض التي توفر فرص عمل جيدة لخريجيها تحظى بإقبال كبير أيضا، رغم أنها ليست من «كليات البرستيج».

ضد الفقراء

نصيحة يقدمها نبيل السجيني في «الأهرام» للمواطنين:عندما تصل إلى سن الستين وتحال إلى المعاش فإنك تحتاج لمن يحنو عليك بعد أن فقدت الكثير من المميزات أهمها الصحة والراتب الشهري والبدلات التي كنت تتقاضاها في أثناء الخدمة، وكانت بالكاد تفي بمتطلبات أسرتك لتدخل بعدها الدائرة الجهنمية فتحصل بعد انتهاء خدمتك على معاش هزيل لا يتناسب مع جنون الأسعار الذي لا يفي بأبسط المتطلبات الأساسية. وهذه المأساة يعانيها 9 ملايين مواطن من أصحاب المعاشات، نسبة كبيرة منهم يعولون أسرهم ولديهم أبناء يعانون البطالة وبالتالي تقع مسؤوليتهم على عاتق صاحب المعاش. لقد تحول الخروج إلى المعاش إلى كارثة في هذه الأيام رغم أن إجمالي أموال التأمينات تصل إلى 755 مليار جنيه تحتاج فقط لاستثمار جيد يحقق عائدا كبيرا يزيد من موارد التأمينات مما يحسن من معيشة أصحاب المعاشات ويصون لهم كرامتهم ويحيون حياة آدمية بعد أن قضوا عشرات السنين فى خدمة بلادهم. لماذا تظل الحكومة ووزارة التضامن خصما لأصحاب المعاشات في المحاكم وتنشغل برفع الدعاوى القضائية على الأحكام الصادرة لهم؟ فقد قضت أخيرا محكمة استئناف القاهرة للأمور المستعجلة برفض استئناف الاتحاد العام لأصحاب المعاشات وتأييد حكم وقف تنفيذ حكم القضاء الإداري بإلزام مجلس الوزراء ووزارة التضامن بصرف مستحقات أجورهم المتغيرة بنسبة 80٪.

تجار جشعون

الحديث عن الفساد يطول شرحه، خاصة أنه كما يؤكد بهاء أبو شقة في «الوفد» تراكم منذ عقود طويلة من الزمن، ولم يترك شيئاً إلا وأصابه بكوارث عديدة، وأهم الأسباب المؤدية لهذا الفساد هو انتشار الإهمال والجشع الذي يتملك الكثير من التجار الذين يتحكمون في أسعار السلع الأساسية والضرورية التي يحتاجها المواطن. وكما نقول ونكرر، فإنَّ الفساد ليس فقط المتعارف عليه بالاستيلاء أو إهدار المال العام أو الاستحواذ على الأموال بدون وجه حق، بل هناك فساد آخر يكمن فى الإهمال وإصابة الصناعات بالكساد أو التحكم في الأسواق وشيوع الفوضى في الأسعارالحقيقة. إن هناك كارثة حقيقية في أمر الأسعار والفوضى فى الأسواق حيث أن 60٪ من الأرباح الخاصة بالسلع يستحوذ عليها الوسطاء، أو من نطلق عليهم السماسرة، فالسلعة التي تباع في السوق على سبيل المثال لا الحصر، نجد أنها تصل إلى السوق بشكل مغالى فيه، في حين أن قيمتها الحقيقية محملة بالأرباح لا تساوى السعر الذي يتم البيع به، والتجار الذين يقومون بالشراء من الفلاح يحصلون على سعر مناسب، ويتم رفع هذا السعر؛ بسبب الوسطاء الكثيرين الذين يقومون بالتلاعب في المنطقة الواقعة بين المنتج وبائع التجزئة، الذي يعرض بضاعته على المواطن. فمثلاً لو سعر السلع، في السوق عشرة جنيهات، نجد أن 6 جنيهات منها يستحوذ عليه الوسطاء والتجار كل السلع المعروضة تقريباً تحدث بشأنها هذه المسخرة، وتعود في نهاية الأمر الكارثة فوق رؤوس العباد المطحونين. هذا ما يجعلنا نجد سلعة واحدة تتفاوت في أسعار بين منطقة وأخرى، وهذا ما دفع الدولة إلى أن تتبنى مشروعات كبيرة في هذا الصدد من خلال الشوادر والمجمعات الاستهلاكية.

شفاء غير محتمل

الكاتب حازم حسني، الذي كلما احتفت صحيفة بمقالاته عرفت طريقها للإغلاق، خاطب قراءه عبر صفحته على «الفيسبوك» لكن المقالة عرفت طريقها لعدد من المواقع الصحافية المحجوبة : ينتظر المصريون – أو قطاع عريض منهم – وصفــــة سحرية تخرج الدولة المصرية من أزمتها، وكأن الــــدواء الذي يخرجها من هذه الأزمة موجود في الصيدليات في عبوات معقمة ومعتمدة من الجهـــات المختصة، ولا ينقص لعلاج مصر من أمراضها إلا وصفة طبية نذهب بها إلى الصيدلي ليعطينا هذا الدواء الذي يشفيها خلال أيام أو خلال أسابيع! … هذه الثقافة لا تختلف عن ثقافة السيسي الذي لا يرى الأزمـــة إلا في ثمن هذا الدواء الذي يتقاعس المصريون عن تدبير الأموال اللازمة لشرائه؛ فالدواء الذي يعرفه الطبيب متوفر في الصيدليات، وما علينا إلا توفير ثمنه ولو بالاستغناء عن وجبتين والاكتفاء بوجبة واحدة، أو حتى بزجاجة مياه تكون هي كل زادنا لعشر سنوات مقبلة.
أما الإخوان، ومعهم أنصار ما يُسمَّى بـ«الشرعية»، فيرون أزمة الدولة المصرية نفسية عاطفية لا مادية جسدية، وأن علاج مصر المريضة لا يحتاج لدواء الصيدلية ذي الثمن الباهظ وإنما هو يحتاج فقط لأن تعود مصر لعصمة الرئيس مرسي.

من القاتل؟

تطورات الأحداث في اثيوبيا دفعت محمد عصمت لرصد أبرزها في «الوفد»: لم تبح السلطات الإثيوبية بأي معلومات تكشف الغموض عن الجهة أو الأشخاص المشتبه في قتلهم مدير مشروع «سد النهضة»، والذي لقي مصرعه يوم الخميس الماضي داخل سيارته في أحد ميادين أديس أبابا وبرأسه رصاصات عدة وبيده اليمنى مسدسه الشخصي، رغم الاعتقالات التي طالت العشرات. مدير المشروع ويدعى سيمجنو بيقلي أصبح شخصية قومية لها وزنها واحترامها الكبير وسط الإثيوبيين، لم يتوقع أحد منهم أن يكون رحيله بهذا الشكل المأساوي المفاجىء، ولا بهذه الطريقة البشعة، بمجرد الإعلان عن «موته»، ثارت العديد من التساؤلات. لكن بعد أيام عدة من الحادث بدأت تتكشف حقائق جديدة أهمها أن «بيقلي» كان يستعد لعقد مؤتمر صحافى يكشف فيه أسباب التأخير في عمليات بناء السد، والتي أثارت امتعاض الرأي العام الإثيوبي المشحون عاطفيًا بالسد باعتباره عملًا وطنيًا لا مجرد بناء هندسي مهم لهم. وحسب بعض الصحف الإثيوبية فإن «بيقلي» كان سيفضح بعض ممارسات الفساد والرشاوى في توريد مستلزمات بناء السد بملايين الدولارات، والمتورط فيها كما يردد مسؤولون من النظام الحاكم في إثيوبيا وشركات ورجال أعمال. رحل «بيقلي» بالتأكيد لكن سره ربما لن يرحل معه، لكنه إذا ما تكشفت تفاصيله فسوف يطيح بالتأكيد بالعديد من الرؤوس الكبيرة في البلاد، كل هذا يعتمد على سيطرة الدولة العميقة في إثيوبيا على سير التحقيقات، وعلى الموازنات السياسية والتي لا تريد الإساءة لسمعة هذا المشروع الوطني بالحديث عن فساد ورشاوى وعمولات غير قانونية.

لا ترحل

رجاء من مرسي عطاالله في «الأهرام»: للرئيس: هذا العتاب الذي وجهه الرئيس السيسي لمن يسايرون حرب الشائعات ضد مصر وانزلاق بعضهم إلى المشاركة فى إطلاق هاشتاغ «إرحل ياسيسي»، يمثل في رأيي عنوانا لمرحلة جديدة تعيشها مصر تحت رايات التفاعل الصادق بين الحاكم وشعبه بلا حواجز وبلا سدود، وبدون تعمية أو إخفاء أو تجاهل لكل ما يدور في المشهد المصري حتى لو كان ذلك في العالم الافتراضي لوسائل التواصل الاجتماعي. وربما أكون واحدا من الذين لا يتفقون مع الرئيس السيسي في الاهتمام بمثل هذه الصيحات الشاردة، لكنني أتفهم دوافع الرئيس في ذلك كحاكم يعيش تجربة وطن يقتحم بكل ثبات واقع عصر جديد يحتم عليه أن يراقب وأن يتأمل وأن يدرس كل ظاهرة في المشهد المصري حتى يمكنه أن يتخذ القرار الصحيح والسريع لتقويم أي اعوجاج فى المسيرة وإعادة أي انحراف شارد عن الطريق الصحيح. ولو كانت المسألة سباقا على مساحات الشبكة العنكبوتية لكان بإمكان مؤيدي السيسي ومحبيه أن يطلقوا مئات «الهاشتاغات» المقابلة التي تناديه بكل الحب وعن كامل اقتناع بصحة ما تتجه إليه سياساته تحت عنوان «لا ترحل يا سيسي»، لأن غالبية المصريين مازالوا على ثقة بأنهم لم يخطئوا الاختيار وأنه مهما تكن قسوة الإجراءات التي اتخذت لإحداث تصحيح جذري في المسار الاقتصادي والاجتماعي لمصر فإنهم على يقين من حسن بصيرة الرئيس الذي يرى الصورة الشاملة لمستقبل أفضل ولا يرتضي أن يحول بصره عنها حتى لو اختصم ذلك جزءا محسوسا من رصيد شعبيته مؤقتا.

ناصرية بدون أتباع

استدعاء ذكرى ثورة يوليو/تموز أغرى سيد أمين في «الشعب» لنقد موضوعي لتلك الحقبة: إن التطبيق العملي للناصرية يؤكد أنها فشلت في كل شعاراتها. فشلت في إقامة وحدة عربية حقيقية – كما حدث في الجمهورية العربية المتحدة- رغم تهيؤ الظروف في كثير من الأقطار العربية لذلك بسبب تولي الحكم جنرالات آنذاك يقولون إنهم يؤمنون بضرورة الوحدة العربية، وتسبب هذا الفشل في تباعد فكرة الوحدة عن التحقق بعدما غيرت الكثير من نظم الحكم قناعاتها. سقطت ادعاءات القوة حينما هزمت الناصرية في كل حرب خاضتها وصرنا في ظلها بدلا من تبني الدعوة لتحرير الجزء المحتل من أراضي فلسطين صرنا في حاجة لتحرير أراضي مصر وسوريا وكل فلسطين. ولما صارت مصر تابعا للسوفيت سقطت أيضا ادعاءات الاستقلال الوطني، وحينما سيطرت مراكز القوى على البلاد والعباد سقطت معها ادعاءات المساواة والقانون وعادت «الباشاوية» لمن هم أحط خلقا من أصحابها الأصليين، واكتظت السجون بالأبرياء فسقطت ادعاءات العدالة، وسجن الكتاب والصحافيون وأعدم أصحاب الأفكار وحملة الأقلام ليحل محلهم حملة المباخر وزوار الفجر. يؤكد الكاتب أن جمال عبد الناصر قامة كبيرة في تاريخ مصر، فيما وصلت الأحزاب الناصرية من البؤس أنها صارت ملاذا لمن لا فكر له، رغم أن عبد الناصر نفسه ما زال يحظى بحب الملايين وأن هناك كثيرا من المفكرين من بينهم من ينتمون للتيار الإسلامي نفسه يثنون على كثير من أعماله عملا بحكمة مؤداها «من حاول أن يبني وفشل خير ممن لم يحاول أصلا» خاصة في زمن الخيانة الذي نعيشه الآن والذي يقودنا بسرعة الصاروخ إلى الجحيم.

المصريون حائرون بين رئيس مُحبَط ودولة مُنهَكة وأحلام ليس لها مكان إلا في الأساطير

حسام عبد البصير

العراق: اعتصامات في البصرة والمثنى والنجف… و«الفتح» يؤجل تظاهراته الداعمة للسيستاني

Posted: 02 Aug 2018 02:23 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: استأنف المتظاهرون في محافظات جنوب ووسط العراق تظاهراتهم اليومية، احتجاجاً على سوء الخدمات وانعدام فرص العمل، فيما اتخذ المحتجون في البصرة والمثنى طريق الاعتصام، كوسيلة تصعيدية للضغط على الحكومة الاتحادية في بغداد لتحقيق مطالبهم.
وحسب مصادر متطابقة (صحافية وشهود عيان) فإن متظاهري النجف، المدينة ذات الغالبية الشيعية، جددوا تظاهراتهم، ورفعوا الشعارات ذاتها التي تطالب بتقديم الخدمات ومحاربة الفساد، واستقالة الحكومة المحلية. وانطلقت التظاهرات هذه المرة من مدينة الكوفة النجف، وندد المتظاهرون بسوء تقديم الخدمات وانتشار الفساد، بالإضافة إلى المطالبة بتوفير المياه الصالحة للشرب لكل مناطق المحافظة.
وقال متظاهر يدعى حسن الفتلاوي، إن «التظاهرة انطلقت من مدينة الكوفة لتكون رسالة للسياسيين بأن مدينة علمية مثل الكوفة ولها تاريخ وشهدت أحداثا تاريخية سابقة، لن تكون بعيدة عن الوقوف بوجه الحكومة المحلية التي لم تقم بواجباتها».
مجلس محافظة النجف أعلن عقده جلسة لمناقشة مطلب المتظاهرين باستقالة الحكومة المحلية.
وقال مدير إعلام محافظة النجف، محمد الخزاعي إن «رئاسة محافظة النجف تسلمت مذكرة احتجاج من المتظاهرين تطالب باستقالة الحكومة المحلية، وعلى هذا الأساس ستناقش الحكومة المحلية هذا المطلب».

إقالة محافظة النجف

في الأثناء، أعلن عضو اللجنة المركزية للتظاهرات والاعتصامات في النجف، رحيم الشيباني، عزم اللجنة تحويل التظاهرات الاحتجاجية في المحافظة إلى اعتصامات مفتوحة.
وقال في تصريح إن «التظاهرات ستتحول إلى اعتصامات مفتوحة ابتداء من الخامس من آب/ أغسطس الجاري، لحين تحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة»، مبيناً أن «وفدا حكوميا سيلتقي اللجنة المركزية للتظاهرات عصر هذا اليوم (أمس) لبحث مطالب المتظاهرين السلميين».
وأضاف: «أبرز مطالب المتظاهرين هي إقالة محافظ النجف لؤي الياسري وحل المجلس وإحالة الفاسدين للقضاء»، مشيرا إلى أن «اللجنة المركزية ستسلم الوفد الحكومي مطالبها المتضمنة 17 فقرة، أبرزها إلغاء مجلس المحافظة للدورة المقبلة، وإعادة النظر في مطار النجف، وفتح ملفات الفساد وإحالة المتورطين للقضاء وتفعيل من أين لك هذا».
وفي محافظة المثنى الجنوبية، دخل المعتصمون أمس، يومهم الخامس على التوالي، مؤكدين مواصلة اعتصامهم لحين تلبية مطالبهم.
وحسب المصادر، فإن المعتصمين استقبلوا أخيراً، وفداً من متظاهري العاصمة بغداد، تعبيراً عن تضامنهم ودعمهم لموقف المعتصمين في المثنى.
كذلك، يواصل المعتصمون في قضاء القرنة في محافظة البصرة في أقصى الجنوب، اعتصامهم، قاطعين 6 طرق تؤدي إلى حقل غرب القرنة/ 1 النفطي.
وحسب شهود عيان، فإن العشرات جددوا، تنظيم اعتصاماتهم الاحتجاجية في محافظة البصرة للمطالبة بالخدمات، قبل أن يقطعوا 6 طرق في ناحية الإمام الصادق تؤدي إلى حقل غرب القرنة/ 1.
واضاف الشهود أن أهم تلك الطرق التي قطعت هي باهلة العلم والكرامة ونهر الباشا، مؤكدين تواجد القوات الأمنية في مواقع الاعتصامات.
أما في محافظة ذي قار الجنوبية، فيبدو أن الاحتجاجات أسهمت في إعلان الحكومة المحلية توفير 5 آلاف درجة وظيفية لأهالي المدينة حصراً.
وفي تصريح أوردته مواقع محلية، قال محافظ ذي قار، يحيى الناصري إن «التعيينات المخصصة لأهالي الناصرية سيتم الإعلان عنها قريباً»، متعهداً بـ«العمل على توفير أكثر من ألفي درجة وظيفية أخرى لأهالي المحافظة في الوزارات الاتحادية».

«عدم إشغال الأمن»

وفي العاصمة العراقية بغداد، أجّل تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري، تظاهرات اليوم الجمعة، والتي كان قد دعا إليها أخيراً.
وجاء في بيان للتحالف، «يتقدم تحالف الفتح بالشكر والإمتنان للجماهير العراقية الأبية التي استجابت لنداء شكر المرجعية الذي أطلقه تحالف الفتح في مبادرته واستعدت للخروج بتظاهرات حاشدة في جميع المحافظات».
وأضاف «حرصا منا على عدم إشغال الأجهزة الأمنية التي تحرص على سلامة المتظاهرين نعلن لكم عن تأجيل هذه التظاهرة إلى إشعار آخر، ونؤكد مرة أخرى على موقفنا الثابت مع مرجعيتنا الدينية العليا والالتزام بالأسس والمبادئ التي ذكرتها في خطبتها الأخيرة».
وسبق لتحالف الفتح أن أعلن «مبادرة» تضمنت عدة نقاط لتصحيح الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، منها تغيير مفوضية الانتخابات، فيما دعا المواطنين إلى التظاهر الجمعة، دعما لتوصيات المرجعية الدينية.
في الموازاة، دعا زعيم تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، الكتل السياسية الكبيرة الفائزة إلى تسمية مرشحها لمنصب رئيس الوزراء ممن تنطبق عليه معايير القوة والحزم والشجاعة، فيما شدد على وقوفه مع المطالب الحقة للمتظاهرين.
وقال في كلمة له خلال المؤتمر الثاني بمناسبة مرور 4 سنوات على الإبادة الايزيدية، المنعقد في بغداد : «في خطوة تشكيل الحكومة ليس هناك ما يضاف على المعايير التي تحدثت بها المرجعية الدينية»، مبيناً «أننا بحاجة إلى رئيس وزراء قوي وحازم وشجاع».
ودعا، «الكتل الكبيرة الفائزة لتسمية مرشحها لمنصب رئيس الوزراء بوضوح وممن تنطبق عليه المواصفات»، مشيراً إلى «الحاجة للمعادلة القوية المتضمنة تحالف قوي بين القوى الفائزة، ورئيس وزراء قوي، وكابينة وزارية قوية تحظى بدعم أغلبية نيابية قوية، ومن دون ذلك لا يمكن انجاز المهمة المطلوبة».
وجدد «وقوفه مع المطالب الحقة للمتظاهرين وعدم السماح بتخوين المتظاهرين بسبب استغلال بعض ذوي الاجندة الخاصة»، لافتا إلى أن «الافواج المطالبة بأبسط الحقوق هي الضمان الحقيقي لمنع تقصير المسؤولين وتسلطهم».
وشدد «على جميع السياسيين أن يعوا بأن المرحلة امام جيل شبابي مختلف لم يعش تعقيدات الماضي، ولا يكترث بتوافقات الحاضر بين الطبقة السياسية، وإنما يتطلع إلى المستقبل بشدة، وعلى القوى أن تحتضنه وتحتويه وتلبي مطالبه»، مطالباً «الدول الاقليمية بحوار إقليمي لوضع حلول لأزمات المنطقة ومنع عودة عصابات داعش أو إنتاج قوى إرهابية أخرى».
وعا لـ«اعتبار ما تعرض له المكون الإيزيدي من جرائم إبادة جماعية والعمل على تدويل الجرائم، والإسراع في تأمين عودة طوعية للنازحين إلى مناطقهم وتأهيل الضحايا نفسياً واقامة نصب تذكاري يخلد تضحيات الإيزيديين».

ترتيب العملية السياسية

ويأتي تصريح الحكيم، في وقت دعا زعيم «ائتلاف الوطنية»، إياد علاوي، جميع القوى السياسية إلى ترتيب بنية العملية السياسية بدلاً من التسابق على مواقع السلطة، مشدداً على ضرورة دعم مؤسسات السلطة والإعداد لـ«حكومة انقاذ وطني» لا ترشح نفسها للانتخابات المقبلة.
وقال في بيان، إن «عراقنا العزيز يمر بظروف خطيرة مع ما أعقب الانتخابات النيابية الاخيرة من تراجع وفوضى، واستغلال قوى التطرف والإرهاب لتلك الظروف»؟
ودعا، «جميع القوى السياسية للتكاتف وتبني منهج التكامل لإصلاح الاوضاع وترتيب بنية العملية السياسية الكفيلة ببناء مؤسسات الدولة الناجزة بدلاً عن التسابق على مواقع السلطة، التي تفقد قيمتها عندما يتراجع القانون وتسود الفوضى».
وأضاف أن «العمل والتفكير الآن يجب أن يتركز على دعم مؤسسات السلطة والإعداد لحكومة إنقاذ وطني لا ترشح نفسها للانتخابات المقبلة، بعيداً عن تدخلات الدول التي تتنافس وتتصارع»، معتبراً أن «العراق كبش الفداء الذي يجب النزاع فيه للاستحواذ على قيمه وهويته ودماء أبناء شعبه الكريم».
وشدد على أن «الجميع اليوم مطالبون بترك الطائفية السياسية والعشائرية والجهوية، والركون إلى الهدوء والتحلي بروح المسؤولية والعمل على تشكيل هكذا حكومة مؤقتة، تعمل على تطبيع الأوضاع وتحقيق الأمن وإجراء انتخابات نزيهة وشفافة خلال فترة معقولة، وقبل فوات الآوان».

العراق: اعتصامات في البصرة والمثنى والنجف… و«الفتح» يؤجل تظاهراته الداعمة للسيستاني
علاوي يجدد مطالبته بتشكيل حكومة إنقاذ وطني… والحكيم يدعو الكتل لتسمية المرشح لرئاسة الوزراء

خالد مشعل يصل إلى الأردن في «زيارة عائلية»

Posted: 02 Aug 2018 02:22 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: وصل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، خالد مشغل، الى العاصمة الأردنية عمان، في إطار «زيارة عائلية» لا يتخللها عقد أي لقاءات سياسية.
وقال المركز الفلسطيني للإعلام التابع لحركة حماس، إن مشعل وصل الى عمان قادما من العاصمة القطرية الدوحة، حيث مقر إقامته.
ووفق ما نشر المركز فإن السلطات الأردنية وافقت على دخوله أراضيها، بهدف القيام بهذه الزيارة، والمقرر أن تمتد لعدة أيام، لن يشارك خلالها في أي لقاءات رسمية مع قيادات أردنية، او أي فعاليات حزبية أو نقابية أو شعبية خلال فترة زيارته.
وكان الأردن قد أبعد مشعل وعددا من قادة حماس حيث كانوا يقيمون، عن أراضيه في عام 1999، بسبب خلافات وقعت بين الدولة والحركة.
وزار مشعل عمان بعد خروجه منها عدة مرات، كانت من ضمنها زيارة لذويه، كما شملت إحدى زياراته المشاركة في تشييع جثمان والدته التي قضت هناك.
وفي كانون الثاني/ يناير من عام 2012 انضم مشعل للقاء عقد بين الملك عبد الله، والأمير تميم بن حمد، حيث كان يشغل منصب ولي عهد قطر، وكان هذا اللقاء هو الأول لقائد حماس وقتها مع الملك الأردني منذ الخروج من عمان.

خالد مشعل يصل إلى الأردن في «زيارة عائلية»

كتاب إسرائيلي عن مخطط الصهيونية لاحتلال وعي الفلسطينيين وذاكرتهم بعد أرضهم

Posted: 02 Aug 2018 02:22 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: يكشف كتاب صادر عن المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية (مدار) عن طرق سلب ونهب الصهيونية لمجموعات كبيرة من صور فلسطينية قبل نكبة 1948 وبعدها، ويؤكد انها تعد بقوة لاحتلال الوعي والذاكرة لدى الفلسطينيين أيضا.
الكتاب تحت عنوان «لمعاينة الجمهور: الفلسطينيّون في الأرشيفات العسكريّة الإسرائيليّة» لرونة سيلع، ترجمه علاء حليحل، ويقع في 530 صفحة، يصف رحلة بحث شاقة تلاحق مصائر الصور الفلسطينية المعتقلة في الأرشيفات الإسرائيلية، سواء أكانت مسروقة من بيوت الفلسطينيين ومن جيوب شهدائهم، أم تلك التي التقطت من داخل القرى ومن سمائها لأهداف عسكرية.
يضم الكتاب عدداً كبيراً من الصور النادرة وعالية الجودة للحياة في فلسطين، وللأحداث المؤثرة في تاريخها، إلى جانب مجموعة صور ملتقطة من الجو، تظهر المعالم الكاملة لعدد من القرى الفلسطينية المدمرة ببيوتها وشوارعها وحاراتها، بما يتيح استعادة مبناها المعماريّ والجغرافيّ والطوبوغرافيّ. «لمعاينة الجمهور» هو  كتاب يرصد الطرق التي اتبعتها الأجهزة العسكريّة في إسرائيل، وقبلها، لجمع وحفظ المعارف والمعلومات البصريّة، والأخرى المتعلقة بالفلسطينيّين، على مدار القرن العشرين الماضي، وكيفية سيطرة الأرشيفات العسكريّة على هذه المعارف وإدارتها إدارة كولونياليّة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وعلى نحو يشبه تماما ما مارسته قوى الاستعمار الحديث، بل بطرق أكثر تركيباً.

المعلومات تربط بالأرشيفات العسكريّة

ويبين الكتاب كيف ترتبط غالبيّة المعلومات والمعرفة بخصوص الفلسطينيّين في الأرشيفات العسكريّة بتدابيرَ متنوّعة من النشاطات الاستخباراتيّة لغايات عسكريّة، وما واكبها من سلب قامت به جهات عسكريّة رسميّة من أرشيفات ومجموعات تتبع لمؤسّسات وبيوت خاصّة، وجنود وشهداء وأسرى، وحتى نسخ المعلومات سرّاً وجمع المعلومات المتعلّقة بالفلسطينيّين وبلداتهم لغايات السيطرة والاحتلال.
وقد جُمعت هذه الموادّ وفق الكتاب برُمّتها من مصادر ومبدعين فلسطينيّين، أو أنّ قواتٍ يهوديّة/ إسرائيليّة أنشأتها، وهي مواد ذات أهميّة للفلسطينيّين، وتخضع لأجهزة ومنظومات كولونياليّة قمعيّة تقوم بإدارتها والسيطرة عليها.
وتشمل هذه المنظومات الرقابة وتقييد الكشف والمعاينة، والشطب وإخفاء المعلومات والسيطرة على هُويّة المخوّلين بمعاينة هذه المواد، ودمغ الملكية على موادّ محتلة وإخضاعها لقوانين الدولة المحتلّة ولمعايير ونُظُم الأرشيفات الاحتلاليّة، والتفسير والتصنيف المغرّضَيْن.
وصدر كتاب «لمُعاينة الجمهور» أوّل مرة بالعبريّة، عام 2009، ليقوم بإعادة طرح تصويراتٍ في الحيّز العام، غالبيّتها لم تكن قد عُرضت من قبل، خصوصاً الصور والمواد التابعة للفلسطينيّين، وتلك التي تدور حولهم، حتى سنوات الخمسين من القرن العشرين، وطَرَح لأوّل مرة النقاش حول منظومات وأجهزة السيطرة الكولونياليّة. إلى جانب ذلك، قامت أبحاث أخرى أجرتها سيلع من وقتها وحتى اليوم، بالكشف عن موادّ إضافيّة – بصريّة ونصّيّة- أُخِذت كغنائم أو نُهبت على مرّ القرن العشرين، خصوصاً في بيروت. وعليه، يخصّص الكتاب مساحة معتبرة، أيضاً، لهذه الأرشيفات، ويسعى للكشف عن المواد التي نبشتها سيلع من وقتها، عبر مَساعٍ قضائيّة وفاعليّة بحثيّة.

سيلع باحثة في التاريخ البصري

الدكتورة رونة سيلع جامعة مَعارض وباحثة في التاريخ البصريّ. تتمحور أبحاثها حول الصراع الإسرائيليّ- الفلسطينيّ، والتصوير الفلسطيني والتصوير الصهيوني/ الكولونياليّ، والأرشيفات الإسرائيليّة الكولونياليّة، والقوميّة والجندر، وانتهاك حقوق الإنسان، ونهب وسلب الأرشيفات الفلسطينيّة وإخضاعها للميكانيزم الكولونياليّ المستعبِد.
وجاء في مقدمة الكتاب بطلعته المترجمة أنه بالإضافة إلى فوائد هذا الكتاب الجمّة، في الأساس من ناحية المعلومات الموثوق بها والواردة فيه نقلاً عن مصادر أولى هي في متناول يدي المؤلفة، فإن استنتاجاته الفكرية ليست أقل أهمية واستبصاراً. وهي استنتاجات تحمل من الحدّة والوضوح قدراً يعفينا من عناء التوسّع فيها. ويبقى في مقدمها الاستنتاج القائل: إن الاستعمار الصهيونيّ الكولونيالي لفلسطين، في 1948 كما في 1967 وصولاً إلى يومنا الراهن، لم يتم في الحيّز الجغرافيّ فحسب، بل أيضاً في حيّزيّ الوعي والذاكرة. وضمن هذا السياق يُنظر إلى الأرشيفات الكولونياليّة، على غرار الأرشيف الإسرائيلي، بصفتها مواقع لإنتاج الرواية التاريخية، بواسطة منظومات محو وإخفاء. وتكشف عن وجود صور جويّة التقطتها جهات إسرائيلية للبلدات الفلسطينيّة قبل عام النكبة في 1948 وتشمل توثيقاً شاملاً للوجود الفلسطينيّ قبل تلك النكبة.
وتوفر الصور معلومات جمّة حول الحياة النابضة في فلسطين، والانتشار الجغرافيّ الواسع قبل النكبة، ولذا فهي تشكّل في الوقت عينه شاهداً على حجم الدمار الذي حلّ بالكيان الفلسطينيّ. ووفقاً لما تقول، فإنّ هذه الصور هي بمثابة التوثيق الأوسع الأخير للانتشار الجغرافيّ الفلسطينيّ، الذي يُمكّن من إدراك وفهم خارطة البلد من نظرة طائر قبل النكبة. ومع أنّ هذه الصور التقطت لغايات تتعلّق بالاحتلال الكولونياليّ، ولتبيُّن الاتجاهات والحركة أثناء الاحتلال، إلّا أنّه بالإمكان اليوم عكس هذه الغايات واستخدامها لهيكلة المعرفة المتعلّقة بحياة الفلسطينيّين قبل 1948. ويمكن بواسطتها اكتساب المعرفة بخصوص كلّ قرية وقرية، مثل مبناها المعماريّ والجغرافيّ والطوبوغرافيّ، وكثافة السكان فيها، والزراعة فيها ومميزاتها، والطرق المؤديّة إليها، وغيرها. كما أن بالإمكان وصل مئات الصور الجويّة ببضعها البعض، وفقاً لموقعها على الخريطة، وهيكلة صورة مركّبة ودقيقة تحوي تقديراً لحجم الوجود الفلسطينيّ قبل 1948. أي أنّه بالإمكان هيكلة خريطة فوقيّة تُمكّن من وصف الوجود الفلسطينيّ، والتركّز- حسب الحاجة – في مناطق معيّنة في أرجاء البلد، أو وصف البلد بأكمله. وتتميّز هذه الصور، كذلك، بوصف تاريخ قمع الاحتلال للفلسطينيين.

كتاب إسرائيلي عن مخطط الصهيونية لاحتلال وعي الفلسطينيين وذاكرتهم بعد أرضهم
صدر حديثاً عن  مركز «مدار»
وديع عواودة:

أرسلان يهاجم جنبلاط ويعاتب بري ويشكّك في تحقيقات الشويفات ويؤكد تحالفه مع باسيل

Posted: 02 Aug 2018 02:21 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: في مقابلة إعلامية أدلى بها رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان لقناة MTV أكد فيها أنّه «لا يمكن أن يسكت عن سياسة الاحتكار والاسئثثار في القرار الدرزي».
وحول علاقته برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يدافع عن توزيره قال ارسلان «باسيل حليفي عا راس السطح» ولا أحد يستطيع الغاء أحد ونريد حقنا، وأنا جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الدرزي ولا يحلم أحد أن بإمكانه إلغائي، فمبدأ الاحتكار مرفوض».
وبدا أرسلان عاتباً على الرئيس نبيه بري حيث قال « الرئيس برّي أخ كبير رغم ما حصل ودخوله على الخلاف الدرزي وأخذه طرفاً فيه ولكن هل يعبّر موقف جنبلاط الاستراتيجي من المقاومة وسوريا والدروز في جبل العرب عن موقف بري؟»، سائلاً «سمعت كلاماً واضحاً وصريحاً من الرئيس بري بأنه بالنسبة له الدروز يتمثلون بجنبلاط وبإرسلان أين هو من هذا الموقف؟ وأنا أسأل أنا أدفع ثمن ماذا؟ وقوفي إلى جانب المقاومة؟ ما هي جريمة الرئيس عون الذي يريد حكومة وحدة وطنية والتي يجب أن يعاقب عليها؟».
وأضاف «أنا حليف العهد وداعمه، لكن شرعيتي آتية من صلب الطائفة الدرزية، ولا أرضى بأن أكون في الحكومة من ضمن حصة الرئيس وأن يضعني أحد في الموقع الذي يريده بل أنا من أحدد موقعي».
وعن ملف حادثة الشويفات، قال أرسلان: «ملف الشويفات فضيحة تطال كل الناس، وهو حفلة تزوير من الألف إلى الياء، وهناك 9 من جماعتي متهمون بملف الشويفات وهم جميعاً بريئون ويشرّفون أكبر شخص ممن زوّر في هذا الملف.وهناك إجماع من الخبراء بأن المرحوم علاء أبو فرج لم يقتل من جراء قذيفة الـ «آر بي جي» التي حكي عنها، وأنا أتحدى أي أحد بأن يقول كلاماً آخر، والأدلة الجنائية في ملف الشويفات مزورة حتى بتحوير مسار القذيفة».وتابع «المتهمون هم من جماعتي بملف الشويفات أبرياء ولا علاقة لهم بالجريمة، وبينهم 4 من مرافقيّ لذلك أنا أتحمّل المسؤولية عنهم وأطلب رفع الحصانة عني وتحويلي أمام المحكمة معهم لأنني أريد أن أعرف كيف استشهد علاء أبو فرج ولا أقبل بأي حل آخر»، لافتاً الى أنه «إذا كان وليد بك بريئاً وأتمنى ذلك من كل التزوير الذي حصل في ملف الشويفات أطلب منه المساهمة في كشف الحقيقة».
وفي سياق منفصل، أشار أرسلان الى أنّ «رئيس الحكومة لا يستطيع استنباط الحلول عن القوى كما يراها هو وعليه واجب بأن يحاور الجميع وأن يستخلص الحلول من الناس المعنية، وقد أنشأت علاقة محترمة مع الرئيس الحريري على المستوى الشخصي وكنت أتمنى بأن يتصرّف معي بطريقة أخرى». وتوجّه أرسلان الى الرئيسين عون والحريري بالقول: «أنا لا أتمثل إلا بحيثيتي، ولا أحد يقرّر عني أو يفاوض عني أو يسمي عني وأي إسم يطرح على قاعدة إرضائي أمر مرفوض».
ونوّه أرسلان بالرئيس السوري بشار الأسد ورأى «أن الدروز في جبل العرب وجبل الشيخ وفي كل سوريا حددّوا خيارهم الى جانب الدولة وإلى جانب الجيش العربي السوري والشرعية»
وحول كلام ارسلان عن ملف الشويفات، صدر عن مفوضية العدل والتشريع في الحزب التقدمي الإشتراكي ما يلي «تستنكر مفوضية العدل والتشريع في الحزب «التقدمي الاشتراكي» ما جاء على لسان النائب طلال أرسلان في معرض عرضه للحادثة المشؤومة التي حصلت في مدينة الشويفات واستشهد فيها الرفيق علاء ابو فرج، حيث ظهر جليًا أنه يتمادى في عملية التستر على مرتكبيها ويمعن في حمايتهم وتهريبهم من وجه العدالة بعد اعترافه الواضح والصريح بأن رجاله هم من أطلقوا قذيفة RPG التي كانت السبب باستشهاد المغدور علاء ابو فرج».
وأضاف البيان: «تضع مفوضية العدل هذه الاعترافات امام القضاء لاتخاذ الموقف القانوني بناء عليها، كما ان ما صرّح به لناحية إطلاعه على كامل ملف التحقيق بما فيه تقارير الأدلة الجنائية وتقرير الطبيب الشرعي يشكّل مخالفة قانونية لأصول المحاكمات امام قاضي التحقيق ويخرق مبدأ سرية التحقيق، ما يتطلب تحركًا سريعًا من قبل القاضي المولج هذه القضية لتوضيح كيفية تسريب ملف التحقيق قبل اختتام التحقيق به».
وختم: «اذا كانت هذه التصاريح من قبيل الضغط على اجهزة التحقيق لتغيير مساره بالاتجاه الذي يخدم مصلحة القتلة، فإننا على ثقة بأن القضاء سوف يقول كلمة الفصل فيها وفق مقتضيات الحقيقة والعدالة، خصوصًا وأن سمعة القضاء وهيبته هي على المحك في هذه القضية في ضوء عدم تمكن القوى الأمنية حتى تاريخه من إلقاء القبض على المتهمين الاساسيين ».

أرسلان يهاجم جنبلاط ويعاتب بري ويشكّك في تحقيقات الشويفات ويؤكد تحالفه مع باسيل

سعد الياس

الأسد قريب من الانتصار وسيتوجه إلى معقل الثوار الأخير

Posted: 02 Aug 2018 02:21 PM PDT

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، في رسالة للمواطنين بمناسبة يوم الجيش، بأنه قريب من إعادة السيطرة على الدولة المقسمة. «نحن قبيل الإعلان عن انتصار حاسم»، جاء في الرسالة. «بفضلكم وصلنا الآن إلى وضع استقرار وأمن في معظم المناطق ـ من حمص وتدمر وحلب ومرورًا بالقلمون وحتى دير الزور وضواحي دمشق، في المدن والقرى الكثيرة، التي نجح فيها الإرهاب في أن يتمركز بمساعدة لوجستية ومالية خلال سبع سنوات ونصف». في المعارضة السورية يقدرون أن الأسد سيبدأ قريبًا بالاستعداد للقتال ضد معقل المتمردين الكبير والأخير في الدولة، في محافظة إدلب.
أمس أعلن الجيش السوري أنه سيطر على القرية الأخيرة التي سيطر عليها المتمردون في درعا جنوب الدولة. وكالات الأنباء السورية أعلنت أن النظام يسيطر الآن على كل المحافظة. وحسب الإعلان، قوات مؤيدة للأسد سيطرت على قرية القصير في حوض اليرموك من أيدي جيش خالد بن الوليد، وهو منظمة متفرعة عن داعش. كما جاء أن رجال الأسد يطاردون الفارين ويبحثون عن مستودعات السلاح والعبوات الناسفة والألغام. في الوقت نفسه، تتواصل المفاوضات مع جبهة النصرة في القنيطرة. عدد من أعضائها انسحبوا من عدة قرى، ومع انتهاء الاتصالات سيستكمل الأسد المعركة في جنوب الدولة. النظام يفحص أيضًا تبادل فتح معبر الحدود مع الأردن الذي أغلق في العام 2011، حسب ما جاء عن وكالة الأنباء «رويترز».
معظم القرى في درعا والقنيطرة أعيدت لسيطرة الأسد في إطار اتفاقات مصالحة مكنت المتمردين والسكان من الاختيار بين الانتقال إلى إدلب في شمال سوريا أو البقاء والتسليم بحكم الأسد. معظم المدنيين اختاروا البقاء، وعدد من منظمات المتمردين قرروا الانضمام لقوات الأسد في هجومها ضد جيش خالد بن الوليد.
ولكن في السويداء في جنوب سوريا، التي تكبدت خسائر فادحة، ما زالوا يخافون من أعمال الانتقام. 215 شخصًا ـ وكثيرون منهم من الدروز ـ قتلوا الأسبوع الماضي في عدة عمليات انتحارية نفذها داعش، و30 امرأة وطفلًا اختطفوا. أحد سكان المنطقة قال للصحيفة إن العائلات لا تعرف إلى أين اقتيد المخطوفون، وإذا ما كان جرى اتصال مع الحكومة في أعقاب اختطافهم؟ «داعش دائمًا يطالب بثمن باهظ، مثل الأموال، وتحرير رجاله المسجونين، وطلبات كثيرة من المشكوك في إن كانت الحكومة قادرة على الاستجابة لها»، قال. حسب أقواله، السكان يخافون من استمرار سفك الدماء. رغم أن الجيش السوري أقام الحواجز في المنطقة. وأضاف: «هذا لا يعني أنه لا توجد الآن خلايا نائمة لداعش وجبهة النصرة يمكنها مهاجمة القرى».
جهات في المعارضة السورية قدرت أنه مع انتهاء السيطرة على جنوب سوريا سيبدأ الأسد بالاستعداد للمعركة في إقليم إدلب. في هذا الإقليم آلاف مقاتلي منظمات المتمردين والمسلحين وأبناء عائلاتهم الذين تم إخلاؤهم كجزء من اتفاقات الاستسلام مع النظام. الأسد أعلن في السابق أن المعركة القادمة ستجري هناك. مواقع في الانترنت متماهية مع المعارضة، قدرت أن القتال سيبدأ الشهر القادم. وحسب التقارير فإن روسيا التي تقدم مساعدة جوية لنظام الأسد هي التي ستقرر الموعد. مصدر كبير في المعارضة السورية قال للصحيفة إنه يضاف إلى هذه التعقيدات مصالح جهات أخرى وعلى رأسها تركيا. الدولة هددت بالتدخل في القتال إذا قام جيش الأسد وروسيا بمهاجمة الإقليم. لذلك قال المصدر إن التقدير هو أنه سيتم التوصل إلى اتفاق سياسي برعاية أنقرة.
مصدر في المعارضة السورية من التيار العلماني قال للصحيفة إن استكمال المعركة العسكرية في سوريا لن تكون نهاية المطاف. وحسب أقواله، روسيا أيضًا تعرف أنه لا يمكن إعادة الوضع إلى سابق عهده، بعد حوالي ثماني سنوات من الحرب وآلاف القتلى. «نحن نعرف أن روسيا والولايات المتحدة لا تريدان العودة إلى سيناريو العراق وليبيا المتمثل بتدمير مؤسسات الدولة، الذي سيؤدي إلى الانهيار»، قال، «مؤسسات الدولة السورية ستبقى، لكن يجب أن تكون عملية طويلة من الإصلاح تؤدي إلى تغيير جذري في طبيعة النظام. وهذا يحتاج تدخلًا دوليًا، بما في ذلك تدخل الولايات المتحدة. ولكن في المقام الأول رحيل بشار الأسد، وإلا ليس بالإمكان الحديث عن هدوء في سوريا حتى بعد بضع سنوات».
وثيقة داخلية تم تسريبها للمعارضة ومنسوبة لمصدر كبير في المخابرات السورية أشارت إلى أن النظام السوري جمع في السنوات الأخيرة معلومات كثيرة عن منظمات المعارضة ومصادر تمويلها التي تشمل رجال أعمال سوريين ومصادر أجنبية، وفي المعارضة يقولون إن المعلومات استخدمت ضدهم في الحرب. كما جاء أن المنظمات تم التخلي عنها من دول أخرى كان يجب أن تساعدها اقتصاديًا ولوجستيًا ومنها الولايات المتحدة ودول أوروبية ودول في الخليج الفارسي.
منظمات مساعدة تشير إلى تسجيل مئات المتمردين كقتلى في وثائق رسمية كإشارة أخرى على الأمن المتزايد للأسد. في الأسابيع الأخيرة اكتشفت مئات العائلات في سوريا أن قريبهم المفقود مسجل «ميت»، رغم أن النظام لم يعلن جهرًا عن المعلومات الجديدة. الوثائق التي نشرت هي الاعتراف الأول من الأسد بأن مئات الأسرى وربما حتى الآلاف ماتوا في الأسر.
منظمات دولية تجد صعوبة في متابعة عدد القتلى في الحرب. وحسب التقدير الأخير للأمم المتحدة والذي نشر قبل أكثر من سنتين، فإن 400 ألف شخص قتلوا منذ العام 2011 في الحرب. أكثر من 5.6 مليون شخص هربوا من سوريا منذ العام 2011، معظمهم إلى تركيا ولبنان والأردن، حسب معطيات الأمم المتحدة من نيسان الماضي. ونحو 6.5 مليون شخص تم تهجيرهم من بيوتهم وبقوا في الدولة، منهم 2.8 مليون طفل. مع تقدم نظام الأسد بدأ عدد قليل من اللاجئين في العودة إلى الدولة. في السنة الماضية جاء في تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من نصف مليون سوري عادوا إلى بيوتهم في السنة الماضية، لكن مؤخرًا قالت إنه لم تنضج الظروف بعد لعودة ملايين اللاجئين. مصدر روسي كبير قدر في الأسابيع الأخيرة أن 890 ألف سوري يستطيعون العودة إلى الدولة من لبنان في الفترة القريبة، و300 ألف من تركيا و200 ألف من دول الاتحاد الأوروبي.

جاكي خوري
هآرتس 2/8/2018

الأسد قريب من الانتصار وسيتوجه إلى معقل الثوار الأخير
اتفاق برعاية تركيا من شأنه أن يمنع الهجوم على إدلب التي أخلي إليها الآلاف
صحف عبرية

اضطرابات أمنية في «صلاح الدين» واتفاق على انسحاب «الحشد» إلى خارج المحافظة

Posted: 02 Aug 2018 02:21 PM PDT

صلاح الدين ـ «القدس العربي» ووكالات: أعلنت السلطات الأمنية العراقية، أمس الخميس رفع حظر التجوال عن قضاء الدجيل بعد اضطرابات أمنية، أدت إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين والعناصر الأمنية جنوبي محافظة صلاح الدين.
وقال مسؤول أمني في قيادة شرطة صلاح الدين إن «قضاء الدجيل والمناطق المحيطة به يشهد استقرارا أمنيا جيدا اليوم بعد يوم من الاضطرابات التي راح ضحيتها عدد من المواطنين والقوات الأمنية على خلفية عمليات خطف وقتل اتهمت فيها منظمة عصائب أهل الحق التي يقودها رجل الدين الشيعي قيس الخزعلي».
وأضاف أن «القضاء يشهد انتشارا لقوات أمنية من مختلف الصنوف لمنع تجدد أعمال العنف، وأن عناصر منظمة عصائب أهل الحق سلموا المقرات الأمنية التي سيطروا عليها ليلة أول أمس إلى القوات الأمنية وانسحبوا نحو مقراتهم وقدموا اعتذارا عن الأحداث التي حصلت».
وكانت اشتباكات، قد اندلعت بين منظمة عصائب أهل الحق وأبناء عشيرة خزرج، أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر العصائب بينهم معاون آمر لواء ومقتل أحد ابناء عشيرة خزرج وإصابة سبعة آخرين بجروح.
محافظ صلاح الدين، أحمد الجبوري، قال إنه اتفق مع فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي على سحب قوات الحشد بجميع فصائلها من داخل مدن المحافظة إلى أماكن بعيدة عنها تجنبا لعمليات احتكاك بين الطرفين.
وأوضح، في بيان صحافي صدر عن مكتبه، أن قوات الحشد «باتت تهدد السلم الأهلي لعدم التزامها بالمعايير الإنسانية في التعامل مع المواطنين».
وكان مجلس محافظة صلاح الدين قد طالب الأسبوع الماضي الحكومة المركزية «بانهاء حالة الفوضى الحاصلة بين مختلف صنوف القوات الأمنية، خاصة مع وجود عناصر الحشد الشعبي».
ودعا في بيان نشرته وسائل إعلام محلية، إلى «إخراج مقرات، وتشكيلات الحشد الشعبي، من داخل المدن، وتسليم الملف الأمني والسيطرة للشرطة والجيش، بحيث تكون تشكيلات الحشد على أطراف المدن، فضلا عن توحيد القيادات الأمنية بقيادة واحدة لتجنب الفوضى والسيطرة على القرار والملف الأمني». وحسب، أحد وجهاء عشيرة الجواري من قضاء الضلوعية في صلاح الدين، فإن «جماعة ثأر الشهداء، كما تسمي نفسها، أرسلت تهديدات لعدد من شيوخ عشائر المحافظة المقيمين في إقليم كردستان تحذرهم من المطالبة بعودة النازحين سواء في وسائل الإعلام أو لقاءاتهم مع المسؤولين الحكوميين».
وبين أن «جماعة ثأر الشهداء تتهم هذه العائلات النازحة بمساعدة تنظيم الدولة على احتلال مناطقهم قبل أربع سنوات على الرغم من أن القاصي والداني يعلم أن الضلوعية لم يحتل التنظيم إلا جزءا منها في حين قاومته عشائر القضاء داخل المدينة عدة شهور قبل طرده منها بمساعدة القوات الأمنية والحشد الشعبي وعشائر أخرى من المحافظة». وأضاف : «تواصلنا مع العديد من قادد الحشد الشعبي، ونفوا علمهم بوجود مثل هذه الجماعة أو معرفتهم بنشاطاتها».
وكانت صلاح الدين، قد شهدت محاولة اغتيال العميد الركن عماد أحمد محمد، رئيس أركان قيادة عمليات المحافظة، منتصف الشهر الماضي، ما استدعى تكثيف الإجراءات الأمنية خصوصاً في منطقة مطيبيجة التي شهدت انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكب محمد، ما تسبب بإصابته بجروح طفيفة.
مصدر من قيادة عمليات المحافظة، لم يكشف عن اسمه، أشار لـ« القدس العربي» إلى «زيادة نشاط مجموعات تابعة لتنظيم الدولة في منطقة مطيبيجة قرب سامراء التي تمتاز بسعتها الجغرافية ويتخذ منها عناصر التنظيم منطلقا لشن هجمات ونصب كمائن وزرع عبوات».
ومنطقة مطيبيجة، «تشهد أوضاعا أمنية غير مستقرة بسبب عدم تطهيرها من عناصر التنظيم حتى الآن»، حسب المصدر الذي أكد أن «الأهالي يعانون من هذه المشكلة وكثيرا ما توجهوا بطلبات إلى الجهات الأمنية المسؤولة في المحافظة لشن عملية واسعة في المنطقة لتأمينها من اي اختراقات».

اضطرابات أمنية في «صلاح الدين» واتفاق على انسحاب «الحشد» إلى خارج المحافظة
تهديدات لشيوخ عشائر تحذرهم من المطالبة بعودة النازحين
رائد الحامد

الناطق باسم الحكومة المغربية يرفض الإفصاح عن اسم وزير الاقتصاد الجديد

Posted: 02 Aug 2018 02:20 PM PDT

قال مسؤول مغربي ان رئيس الحكومة اختار وزيرا بالنيابة في قطاع الإقتصاد والمالية خلفا لمحمد بوسعيد الذي عزله الملك محمد السادس من منصبه يوم اول أمس الأربعاء.
ورفض مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة الإفصاح عن إسم الشخصية المعينة، مؤكدا بعد اجتماع لمجلس الحكومة امس الخميس، أن سعد الدين العثماني رئيس الحكومة وقع مرسوم التعيين اليوم (امس) الخميس وسيعلن عن إسم الوزير مع صدوره.
ولم يكشف الخلفي أسباب إقالة بوسعيد من على هرم وزارة الإقتصاد والمالية "ليس لدي ما أضيفه عن بلاغ الديوان الملكي لأن الأمر مؤطر بأحكام الدستور"، وأن موضوع الإقالة لم تتم إثارته امس بالمجلس الحكومي برئاسة سعد الدين العثماني.
ويتم التدوال بعدة اسماء لخلافة بوسعيد كوزير للاقتصاد والمالية، مثل عزيز اخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري ورئيس التجمع الوطني لاحرار الذي ينتمي اليه بوسعيد وايضا اسم مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة.
واصدر الديوان الملكي بلاغا الاربعاء حول الإعفاء جاء فيه أنه طبقا لأحكام الفصل 47 من الدستور، قرر الملك محمد السادس، بعد استشارة رئيس الحكومة، إعفاء محمد بوسعيد من مهامه كوزير للاقتصاد والمالية. موضحا أن هذا القرار الملكي يأتي في إطار تفعيل مبدإ ربط المسؤولية بالمحاسبة، الذي يحرص الملك أن يطبق على جميع المسؤولين مهما بلغت درجاتهم، وكيفما كانت انتماءاتهم.
على صعيد آخر مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة إن إحراق جثة مواطن مغربي أمر لا يمكن قبوله.وأضاف الخلفي، خلال ندوة صحفية، عقب اجتماع مجلس الحكومة، أمس الخميس، أن القطاع الحكومي المعني بتابع هذا الموضوع «ونأمل بمراجعة هذا الحكم لأن الأمر فيه مس واضح بكرامة المتوفى، ومشاعر عائلته بالمغرب، وهذا لا يمكن قبوله تحت أي ظرف من الظروف.
يذكر أن أسرة الهالك تقدمت بدعوى من أجل وقف إقدام كنيسة كاثوليكية، على حرق جثة ابنها المقيم في فرنسا، لكن القضاء الفرنسي بمدينة بوردو أصدر قراراً قضائياً استعجالياً  برفض طلب الأسرة المغربية.
وعللت المحكمة الفرنسية رفضها لطلب الأسرة المغربية إيقاف إحراق جثة المهاجر المغربي البالغ من العمر 45 سنة،  بسبب وصية قالت زوجته الفرنسية أنه تركها قبل مماته بمستشفى في مدينة «بوردو» تقضي بحرق جثته.
وحول موقف بلاده من قضية الهجرة قال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن المغرب يبذل جهودا كبيرا في مكافحة الهجرة غير الشرعية، التي تضاعفت أعدادها مقارنة مع السنوات السابقة، حيث أنه تم في السنة الماضية إحباط أزيد من 65 ألف حالة.
وأضاف الخلفيأنه هناك حاجة ملحة للتعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي يقع فيه تحمل المسؤولية المشتركة.وأشار الخلفي أن معظم حالات الهجرة غير الشرعية التي تم إحباطها كانت من دول أخرى، لذلك لابد من إرساء تعاون بناء في مواجهة هذه الظاهرة، وأن أي تعاون بين دول غرب المتوسط سيعود بالنفع على الجميع.وأكد الخلفي أن المغرب يقدم تضحيات جسيمة في مجال محاربة الهجرة غير الشرعية، وبإمكانياته الخاصة، لكن حجم دعم الاتحاد الأوروبي لا يرقى لحجم هذه الجهود المبذولة.
وأبرز الوزير أن المغرب اعتمد مقاربة شمولية في تعاطيه مع قضايا الهجرة، لكن لا بد من العمل في الميدان من أجل مواجهة تحديات الهجرة السرية والاتجار في البشر.وأوضح الخلفي أن التعاون مع الاتحاد الأوروبي لا بديل عنه لكن في إطار المسؤولية المشتركة، لأن تحديات الهجرة مسؤولية جماعية.
ويشار إلى ان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الأربعاء، إن المفوضية على استعداد لزيادة تمويل إسبانيا والمغرب لمساعدتهما في التعامل مع زيادة الهجرة عبر غرب البحر المتوسط برغم أن الميزانية محدودة.
ونشر يونكر تغريدة على «تويتر» نسخة من رسالة أبلغ فيها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لزيادة الدعم المالي لإسبانيا وكذلك المغرب.

الناطق باسم الحكومة المغربية يرفض الإفصاح عن اسم وزير الاقتصاد الجديد

التنفيذية تضع على طاولة المركزي توصيات «فك العلاقة» مع إسرائيل

Posted: 02 Aug 2018 02:20 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: أكد صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن اللجنة ستقدم للمجلس المركزي الذي تقرر أن يعقد منتصف اغسطس/ آب الحالي في رام الله، كافة التوصيات التي اتخذتها اللجنة العليا لتنفيذ قرارات المجلس الوطني، وفي مقدمتها اعادة النظر بمجمل العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية.
وقال في تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين»، إن المجلس المركزي سينظر بمجمل العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية منها «الانفكاك التدريجي» من «اتفاق باريس الاقتصادي» ووقف كافة أشكال العلاقات مع دولة الاحتلال الاسرائيلي.
وأشار كذلك إلى أن المجلس سيبحث أيضا في متابعة العمل على الصعيد الدولي من أجل مساءلة ومحاسبة اسرائيل على انتهاكاتها، والعمل على تعليق عضويتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتحريك لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان، من أجل التحقيق بالجرائم التي ارتكبتها اسرائيل.
وكان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني قد أعلن عن تحديد 15 من الشهر الحالي، موعدا لعقد جلسة للمجلس المركزي، الذي حصل على تفويض سابق بكل صلاحيات المجلس الوطني، حيث ستستمر الجلسة لمدة يومين.
وتطرق عضو اللجنة التنفيذية الى افتتاح «مركز يهودي» في القدس ليل أول من أمس الأربعاء.
وقال إنه يهدف لـ «تهويد مدينة القدس وتكريس احتلالها عليها وفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى المبارك»، مؤكدا أن ما جرى يعد «انتهاكا لقرارات الشرعية الدولية».
وحول ما يجري في الخان الأحمر أكد رافت أن هذا المخطط الاسرائيلي يعد جزءا من قرارات وإجراءات حكومة الاحتلال لهدم 46 تجمعا بدويا في مناطق القدس والخليل والأغوار .
وأضاف منتقدا القضاء الإسرائيلي الذي شرعن العملية «محاكم الاحتلال هي محاكم صورية لتنفيذ قرارات الحكومة الاسرائيلية لإجلاء سكان الخان الأحمر والسيطرة على أراضيها وتوسيع استيطانهم الاستعماري في المنطقة».

التنفيذية تضع على طاولة المركزي توصيات «فك العلاقة» مع إسرائيل

وزير الداخلية الجزائري: الدولة ستضرب بيد من حديد من يحاولون العبث باستقرار البلاد

Posted: 02 Aug 2018 02:20 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: قال وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي، أمس الخميس، إن الدولة ستضرب بيد من حديد كل من يحاول العبث باستقرار البلاد، مشيرًا إلى أن الجزائريين ملتفون حول مؤسسات بلدهم، وخاصة الجيش الوطني الشعبي.
وأضاف على هامش إشرافه على اجتماع لمعاينة آخر التحضيرات الخاصة بالدخول المدرسي المقبل، أن «الدولة لن تتسامح مع أي كان يريد العبث باستقرارها وأمنها، وستضرب بيد من حديد، ولن يجد أولئك سوى الحزم والصرامة النابعين من قوة مؤسسات الدولة».
وشدد على أن «أولئك الذين يريدون أن يقتاتوا من يوميات المواطن، عشية كل استحقاق سياسي مغردين خارج السرب، يجب أن يعوا بأن المواطن الجزائري لا يختبر في حب وطنه ودعمه الكامل واللامشروط لأمن بلده واستقراره والتفافه حول جيشه».
ويأتي هذا التصريح بعد يومين من مقتل سبعة جنود خلال اشتباك بين عسكريين وإرهابيين بمدينة سكيكدة، والتي أسفرت أيضًا عن القضاء على أربعة إرهابيين وإلقاء القبض على خامس، فيما يتواصل الحصار الذي تضربه قوات الجيش على الجماعة الإرهابية بمنطقة بيسي القريبة من عزابة التابعة إداريًا إلى ولاية ( محافظة ) سكيكدة شرق البلاد، وهي عمليات جندت لها قيادة الجيش إمكانيات ضخمة، من أجل تطويق المكان الذي يحتمي به الإرهابيون، واستعان الجيش بطائرات الهيليكوبتر التي بإمكانها التحليق على علو منخفض لرصد تحركات الإرهابيين، وضمان عدم إفلاتهم من الطوق المضروب عليهم من طرف قوات الجيش، وهي العملية التي ما تزال متواصلة منذ أكثر من ثلاثة أيام.
جدير بالذكر أن قائد أركان الجيش قال في تصريحات عديدة، إنه ليس أمام الإرهابيين إلا الاستسلام وتسليم أسلحتهم للجيش، علهم يستفيدون من تدابير قانون المصالحة، لأنه ليس هناك أي مخرج للمأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه، وأنه في حالة إصرارهم، فإن الجيش سيضرب بيد من حديد، وسيقضي على جميع الإرهابيين عاجلًا أم آجلاً.

وزير الداخلية الجزائري: الدولة ستضرب بيد من حديد من يحاولون العبث باستقرار البلاد

«إنجي» يجمع عدداً كافياً من التواقيع لعقد مؤتمر عام استثنائي تمهيداً للإطاحة بكليتشدار أوغلو من زعامة المعارضة

Posted: 02 Aug 2018 02:19 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي» نجح تكتل محرم إنجي في حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية في جمع العدد الكافي من التواقيع المصدقة المطلوبة لعقد مؤتمر عام استثنائي للحزب تجري فيه انتخابات يهدف من خلالها إلى الإطاحة برئيس الحزب الحالي كمال كليتشدار اوغلو من رئاسته.​
وعقب انقضاء مدة الأسبوعين المسموح بها لجمع التواقيع، قدم عدد من قيادات تكتل إنجي في الحزب ملفات تحتوي على ما قالوا إنها تواقيع مصدقة لـ630 من أعضاء المؤتمر العام للحزب، من أصل 1240 عضواً، حيث يشترط الحصول على تواقيع أكثر من نصف أعضاء المؤتمر العام، أي 621.​
وفي حال تثبت اللجنة القانونية في الحزب من مصداقية جميع التواقيع المقدمة، فإن تكتل إنجي يكون فعلياً فد نجح في جمع النصاب القانوني للمطالبة بعقد المؤتمر العام الاستثنائي، وستكون قيادة الحزب مبرة على تحديد موعد لعقد المؤتمر العام خلال 45 يوماً فقط من تاريخ تسليم التواقيع، الذي تم الخميس في المقر العام للحزب بأنقرة.​
ويجمع مراقبون على أنه في حال قرر الحزب عقد المؤتمر العام الاستثنائي فإن فرص إنجي ستكون شبه مضمونة للفوز في انتخابات رئاسة الحزب على حساب زعيمه الحالي المتهم بالفشل عقب خسارته 9استحقاقات انتخابية متتالية أمام حزب العدالة والتنمية الحاكم.​
وتصاعد الحراك الداخلي في معسكر المعارضة التركية عقب الفشل في الانتخابات الأخيرة، ومع اقتراب استحقاق الانتخابات البلدية/المحلية المقررة في آذار/مارس المقبل والتي يسعى فيها الشعب الجمهوري إلى سحب البلديات الكبرى من سيطرة العدالة والتنمية لأول مرة منذ 16عاماً.​
وفي الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي شهدتها تركيا في الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو تمكن إنجي من فرض نفسه كمنافس قوي جداً للرئيس التركي رجب طيب اردوغان على الرغم من خسارته بفارق كبير أمامه. حيث تمكن مدرس الفيزياء والخطيب المفوه من حصد أكثر من 30٪ من أصوات الناخبين الأتراك، وذلك بزيادة أكثر من 5٪ عن أصوات مرشحي الحزب للانتخابات الرئاسية على مدى السنوات الماضية، وبفارق أكثر من 8٪ عن نسبة الأصوات التي حصل عليها الحزب بشكل مباشر في الانتخابات البرلمانية.

«إنجي» يجمع عدداً كافياً من التواقيع لعقد مؤتمر عام استثنائي تمهيداً للإطاحة بكليتشدار أوغلو من زعامة المعارضة

قيادة حماس من الداخل والخارج تجتمع في غزة لبحث ترتيبات المصالحة و«التهدئة الطويلة» مع إسرائيل

Posted: 02 Aug 2018 02:19 PM PDT

غزة – «القدس العربي» : أرجعت مصادر مطلعة وصول وفد حماس القيادي من الخارج، برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، إلى قطاع غزة، وعقده لقاء مهما مع رئيس الحركة إسماعيل هنية وعدد من قادتها، إلى وجود «تقدم» في المباحثات التي تجريها مصر مع وفدي فتح وحماس، لإنهاء حقبة الخلاف، حيث هناك احتمالية للبدء بتطبيق اتفاق المصالحة خلال الأيام القليلة المقبلة، إضافة إلى الجهود الرامية لتثبيت «تهدئة طويلة» في قطاع غزة.
ودون الإعلان عن الزيارة سابقا، وصل وفد حماس الموجود في القاهرة بكامل أعضائه إلى قطاع غزة، بترتيبات أمنية خاصة، ويضم إلى جانب العاروري كلا من الدكتور موسى أبو مرزوق، وحسام بدران، إضافة إلى خليل الحية وروحي مشتهى اللذين غادرا القطاع قبل أيام، للمشاركة في حوارات المصالحة التي تتوسط فيها مصر.
وبالرغم من ندرة المعلومات حول الزيارة، وهي الأولى للعاروري إلى غزة، خاصة أنه من ضمن المطلوبين لسلطات الاحتلال، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن لها علاقة وثيقة بوجود «تقدم حقيقي» في مباحثات المصالحة التي عقدت أول من أمس بين وفد حماس والمخابرات المصرية، ومن قبلها اللقاء الذي جمع وفد فتح بالمخابرات المصرية، وجرى خلاله تسليم رد فتح على مقترحات المصالحة الجديدة.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن العاروري حصل على ضمانات مصرية بأن اسرائيل لن تمسه اثناء وجوده في غزة.
ولم يعهد من قبل أن زار وفد حماس القيادي برئاسة العاروري، الذي عقد أخيرا لقاءات عدة مع المسؤولين المصريين، قطاع غزة، على غرار هذه المرة، وهو ما يشير إلى وجود تقدم في المباحثات.
ومثلت زيارته عقد أول اجتماع لأعضاء من المكتب السياسي لحماس من الداخل والخارج في غزة، حيث سبق أن عقد اجتماعا في القاهرة بعد انتخاب قيادة حماس الجديدة، وأعلنت حماس قبل عدة أسابيع عن اجتماع آخر يبدو أنه عقد بوسائل اتصال عن بعد.
وعقد وفد حماس القيادي فور وصوله، لقاء مع هنية ويحيى السنوار قائد حماس في القطاع، إلى جانب عدد من قادة الحركة، أطلعوه خلاله على تفاصيل ما جرى في القاهرة خلال الساعات الماضية، من تقدم يشير إلى قرب الدخول في «التطبيق العملي» للمصالحة، خاصة بعد أن عملت المخابرات المصرية بعد لقائها بوفد فتح، على تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفلسطينية.
وحسب المصادر المطلعة، فإن المقترحات المصرية قدمت حلولا منطقية للطرفين، لحل الخلاف بينهما حول «طريقة تمكين الحكومة»، وما يتبعها من حل لمشكلة موظفي غزة، وكذلك حل للملف الأمني، يبدأ بأن تعطي الحكومة كامل الحرية في إدارة وزارات ومؤسسات غزة الحكومية على غرار ما تقوم به في الضفة الغربية.
وكانت «القدس العربي» قد كشفت في وقت سابق أن المسؤولين المصريين رتبوا لعقد لقاء بين قيادة فتح وحماس في القاهرة غدا السبت، وهو أول لقاء يعقد بينهما منذ توقف عجلة المصالحة، وانفجار الخلاف الأخير بين الطرفين في مارس/ آذار الماضي، عقب حادثة تفجير موكب رئيس الحكومة ومدير المخابرات الفلسطينية، لحظة دخولهما إلى قطاع غزة.
ويتردد أيضا أن الوفد القيادي من حماس، ناقش خلال لقاءاته الأخيرة مع مسؤولي المخابرات المصرية، الأفكار المقترحة للدخول في «هدنة طويلة» مع إسرائيل، تشمل تخفيفا تدريجيا للحصار المفروض، ويتخللها عقد «صفقة تبادل أسرى»، وتسهيل حياة سكان القطاع، وتنفيذ مشاريع دولية، حسب الخطة التي يحملها المبعوث الدولي للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، الذي زار هو الآخر القاهرة التي تلعب دورا رئيسيا في المحادثات قبل أيام.
ومن المتوقع أن يعود وفد حماس بعد انتهاء زيارته لغزة، وإطلاع قادة الحركة بشكل مفصل، على ما جرى بحثه مع المخابرات المصرية، إلى القاهرة من جديد.
وبما يشير إلى ذلك، ذكرت تقارير إسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ألغى زيارة خارجية له، بسبب الأوضاع على «جبهة غزة»، وإمكانية عقد «التهدئة الطويلة»، قريبا.
وحسب ما كشف فإن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، سيجتمع ة بعد غد الأحد لمناقشة جهود التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة، حيث سيتم نقاش عرض مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، ومصر بهذا الخصوص، بالإضافة إلى مقترحات أخرى من وزراء الحكومة لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.

قيادة حماس من الداخل والخارج تجتمع في غزة لبحث ترتيبات المصالحة و«التهدئة الطويلة» مع إسرائيل
العاروري حصل على ضمانات بعدم استهدافه
أشرف الهور:

المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في اليمن: إذا لم تتوقف الحرب بنهاية العام فسيذهب 10ملايين يمني آخر للجوع الحاد

Posted: 02 Aug 2018 02:19 PM PDT

صنعاء ـ «القدس العربي»: قالت ليزا غزاندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن أن 8.5 مليون يمني لا يعرفوا من أين ستأتي وجبتهم المقبلة وأن غالبيتهم يأكلون مرة واحدة كل يومين فيما لا يتوفر لكثير من الأسر سوى وجبتين في الأسبوع.
وحذرت من أن الحرب إذا لم تتوقف بنهاية العام الحالي، فإن ذلك سيدفع عشرة ملايين يمني آخر إلى 8.5 مليون يعانون من الجوع، أي أن 18 مليون شخص في اليمن سيعانون من الجوع الحاد.
كما حذرت من آثار القصف الجوي على أنظمة المياه والصرف الصحي في الحديدة، مشيرة إلى وجود إصابات بمرض الكوليرا بالفعل في المحافظة.
وقالت لموقع أخبار الأمم المتحدة أمس (الخميس) إن الأمر قد لا يتطلب سوى ضربة جوية واحدة أخرى لتلك المنشآت، حتى يتفشى وباء الكوليرا بشكل لا يمكن وقفه.
وأعربت عن القلق البالغ إزاء أثر القصف الجوي والقتال البري في الحديدة، بوجه خاص، وقالت: نحن قلقون إزاء الدمار اللاحق بأنظمة المياه والصرف الصحي. العام الماضي شهد اليمن أسوأ تفش لوباء الكوليرا في العصر الحديث. وكانت الحديدة إحدى بؤر الوباء. وتوجد بالفعل حالات إصابة بالكوليرا في الحديدة في الوقت الحالي. في الأسبوع الماضي شهدنا زيادة هائلة في عدد من أصيبوا بهذا المرض المميت في الحديدة.
وحذرت غزاندي من موجة ثالثة من وباء الكوليرا قد تجتاح البلاد، وقالت: غالباً ما تخدم نقاط المياه ما بين 250 و300 منزل في كل مقاطعة بالحديدة. إذا ما وجدت الكوليرا بالفعل في مقاطعة ما، وإذا لوثت الإيكولاي أو البكتيريا المسببة للكوليرا نظام المياه، قد تنتشر الكوليرا إلى جميع المنازل في هذا الحي خلال يومين أو ثلاثة أو أربعة أيام. إذا لم نتمكن من احتوائها، ستنتشر الكوليرا إلى الأحياء المجاورة خلال أسبوع أو أسبوع ونصف. وإذا لم نتمكن من احتواء ذلك، فيمكن أن تنتشر الكوليرا في أنحاء المدينة كلها في غضون أسابيع… لذا قالت الأمم المتحدة إن الحديدة قد تكون على بعد ضربة جوية واحدة من تفشي وباء الكوليرا بشكل لا يمكن وقفه. آثار ذلك ستكون كارثية.
وبخصوص الوضع في أنحاء اليمن في ظل تحذير برنامج الأغذية العالمي، مؤخراً، من أن اليمن على حافة حدوث المجاعة، تحدثت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، قائلة: 75٪ من كل المدنيين في اليمن، يعتمدون على شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية. لا توجد أي دولة أخرى في العالم يعتمد 75٪ من سكانها على المساعدة الإنسانية. في الوقت الحالي لا يعلم 8.5 مليون يمني كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة. إنهم يعانون من جوع حاد. تفيد تقديراتنا بأن الحرب إذا لم تتوقف بنهاية العام الحالي، فإن ذلك سيدفع عشرة ملايين يمني آخر إلى نفس الوضع. أي أن 18 مليون شخص في اليمن سيعانون من الجوع الحاد. يعاني 7 ملايين يمني من سوء التغذية.
وأضافت: إنها أزمة تسببت فيها الحرب. لذا فقد حان الوقت لأن توقف الأطراف الأعمال القتالية وتجد سبيلاً للتحرك قدما، وحلاً سياسيا. إن تكلفة الحرب هائلة.

المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في اليمن: إذا لم تتوقف الحرب بنهاية العام فسيذهب 10ملايين يمني آخر للجوع الحاد

أحمد الأغبري

تقرير استراتيجي: المغرب لم يمتلك الإرادة السياسية الحقيقية لتأمين الديمقراطية الناشئة

Posted: 02 Aug 2018 02:18 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قال تقرير أصدرته مجموعة تفكير عربية إن المغرب متردد ديمقراطيًا و«إن أبرز الوقائع التي شهدها المغرب على المستوى السياسي خلال عام 2017 تشكل امتدادًا لحالة من التردد لازمت سلوك النظام السياسي المغربي منذ عام 2013 إلى اليوم».
وأوضح التقرير السنوي لمجموعة التفكير الاستراتيجي حول «الحالة الجيواستراتيجية للمنطقة العربية» أنه إذا كان عدم انخراط المغرب بشكل كلي وصريح في موجة الارتداد على مكتسبات الربيع الديمقراطي في المنطقة مسألة إيجابية، فإنه في الوقت نفسه لم يمتلك الإرادة السياسية الحقيقية لتأمين الديمقراطية الناشئة وصيانة اختيار المغرب لمسار الإصلاح في ظل الاستقرار.
وكشف التقرير الذي نشر موقع «الأول» ملخصًا له عن مساهمة «البلوكاج السياسي» الذي عرفه المغرب منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2016 إلى حدود نيسان/ أبريل 2017 والذي استبعد عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في إرباك الوضع الاقتصادي والتأثير على مناخ الأعمال والاستثمار بسبب غياب الرؤية الاقتصادية نتيجة تأخر المصادقة على قانون المالية لعام 2017.
وسجل استمرار الاستهداف المنهج للفاعل الحزبي وضرب استقلاليته، وأن ذلك يعني معه الاتجاه نحو تعطيل فعالية المؤسسات الحزبية في التأطير والتمثيل والوساطة بين المواطن والدولة، ودفع الناس نحو العزوف عن المشاركة وفقدان الثقة في المؤسسات وفي مخرجات العملية السياسية.
ولاحظ التقرير أن المقاربة الأمنية للدولة أسهمت في تصعيد الاحتجاجات المناطقية، وأنها شوشت على بعض الحلول المقترحة من قبل الحكومة، وأن الاحتجاجات الاجتماعية الأخيرة كشفت عن خطورة ضعف الوساطة الحزبية والمدنية، بحيث صارت حركة الشارع وجهًا لوجه أمام الدولة.
واعتبر أن تنامي عدد من الاحتجاجات المناطقية التي شهد المغرب عام 2017 (الريف، جرادة، زاكورة)، يطرح أسئلة حقيقية على مؤسسات الدولة من حيث واجباتها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المناطق. ولاحظ أن الدولة تظل عاجزة عن معالجة جذور الأزمة من خلال إعادة التفكير في طبيعة الأعطاب التي تعتور النموذج التنموي المغربي، وإعادة توجيه السياسات العمومية والبرامج التنموية نحو حاجات الناس الحقيقية.
ووصف التقرير عام 2017 بـ»عام تصعيد الاحتجاج الاجتماعي بامتياز»، مرجعًا ذلك لحجم الوقائع المرتبطة بتعدد بؤر التوتر الاجتماعي وطبيعة التفاعلات التي عرفها هذا الملف، سواء بالنسبة لاحتجاجات الريف أو احتجاجات زاكورة أو اندلاع احتجاجات جرادة، بالإضافة إلى عدد من الوقائع التي شكلت أرضية أسهمت في حفز الفعل الاحتجاجي خلال عام 2017.
وتوقف التقرير عند عدد من الوقائع النوعية التي أعادت ترتيب المشهد السياسي المغربي خلال عام 2017، ومنها الانتخابات التشريعية للسابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2016، والبلوكاج السياسي والتي ترتبت عنهما محطة الإعفاء الملكي لعبد الإله بن كيران، كما توقف عند الزلزال السياسي الذي أسقط وزراء ومسؤولين بسبب مشروع الحسيمة منارة المتوسط.
وسلط الضوء على محطات بارزة على المستوى الاجتماعي ومنها احتجاجات الحسيمة، وزاكورة، وجرادة، علاوة على محطات على المستوى الاقتصادي ومنها أول قانون للمالية في عهد سعد الدين العثماني، والترخيص للبنوك التشاركية، والانتقال لنظام الصرف المرن للعملة، وعلى المستوى الخارجي الانضمام للاتحاد الإفريقي، والحياد في الأزمة القطرية.

تقرير استراتيجي: المغرب لم يمتلك الإرادة السياسية الحقيقية لتأمين الديمقراطية الناشئة

إنقاد27 مهاجرا بينهم ليبيون قبالة زوارة وترحيل 152مهاجرا إلى النيجر

Posted: 02 Aug 2018 02:18 PM PDT

لندن -« القدس العربي»: أعلنت مديرية أمن زوارة أنها تمكنت خلال الساعات الأولى من صباح أمس الخميس من إنقاد مهاجرين غير شرعيين من «موت محقق»، بعد أن كاد قاربهم المتهالك يغرق. وقالت مديرية أمن زوارة، في بيان عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»،أمس  إن 27 مهاجرًا غير شرعي من جنسيات مختلفة (ليبية ــ جزائرية ــ تونسية ــ مغربية) بينهم 5 نساء وطفلة والباقي رجال، أنقذوا قبالة زوارة، بعد أن كاد «قاربهم المتهالك يغرق بهم.»
وأشارت المديرية إلى أن رجلاً مسنًا لا يقدر على الحركة كان بين المهاجرين الذين تم إنقاذهم ونقلهم إلى موقع تابع للمديرية لـ»تقديم الطعام والشراب لهم، ومعرفة بعض المعلومات التي تفيد التحقيق».
وأكدت أن محاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية تحتاج إلى عمل دؤوب وجهد متواصل، وهذا ما تقوم به الفرق الأمنية المكلفة بهذا الملف والتابعة لمديرية أمن زوارة. وتمكن خفر السواحل الليبي، الأربعاء، من إنقاذ 473 مهاجرًا غير شرعي من جنسيات أفريقية مختلفة شمال القرة بوللي والزاوية.
وتحقق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اتهام منظمة إسبانية روما بإعادة 108 مهاجرين أنقذتهم سفينة إيطالية في البحر المتوسط إلى ليبيا بالمخالفة للقانون الدولي.
كانت منظمة «أوبن أرمز» الإسبانية الخيرية قالت في وقت سابق، الثلاثاء، إن سفينة إيطالية مخصصة لتقديم الدعم لمنصات النفط أعادت 108 مهاجرين غير شرعيين أنقذتهم في البحر المتوسط إلى ليبيا، على الرغم من عدم اعتراف أوروبا بأن ليبيا مكان آمن للاجئين بموجب مقتضيات القانون الدولي.
وفي سياق متصل، استقبلت المنظمة الدولية للهجرة بالنيجر 152 مهاجرًا قادمين من ليبيا عبر مطار معيتيقة الدولي. ونشرت المنظمة على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الأربعاء، صورًا توضح وقوف المهاجرين في صفوف لتسجيل أسمائهم لدى وصولهم، بالتعاون مع موظفي المنظمة الدولية.
وكان جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية أعلن الخميس الماضي ترحيل 17 مهاجرًا غير شرعي من دولة نيجيريا إلى بلادهم عبر مطار إمعيتيقة الدولي جوًّا. وتفاقمت قضية الهجرة غير الشرعية منذ 2011، إذ يستغل المهربون الفوضى التي تسود ليبيا لنقل عشرات الآلاف من المهاجرين سنويًّا باتجاه أوروبا، فيما يشكو الأوروبيون باستمرار من تفاقم الأزمة.
وتعتبر ليبيا محطة للمهاجرين غير الشرعيين من مختلف الجنسيات في طريقهم إلى أوروبا، وتعاني الجهات المختصة نقصًا كبيرًا في الإمكانات لمحاربة مهربي وتجار البشر والمهاجرين غير الشرعيين.

إنقاد27 مهاجرا بينهم ليبيون قبالة زوارة وترحيل 152مهاجرا إلى النيجر

الرئيس عباس يعين المتحدث باسمه وزيرا للإعلام ونائبا لرئيس الحكومة… وحماس تحتج

Posted: 02 Aug 2018 02:17 PM PDT

غزة – رام الله ـ «القدس العربي»: عين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نبيل أبو ردينة، وهو واحد من أبرز مساعديه، نائبا لرئيس الوزراء، ووزيرا للإعلام، بعد أن اعتمد تعديل تشكيلها.
وأدى أبو درنية القسم في مقر الرئاسة الفلسطينية، الذي عمل فيه لسنوات طويلة، أمام الرئيس عباس، وبحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى عماد سليم، ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ورئيسة ديوان الرئاسة انتصار أبو عمارة، والمشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف.
وقبل أداء القسم أمام الرئيس، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، إن هذا التعيين تم بالتشاور بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله.
وهناك نائب آخر لرئيس الوزراء هو الدكتور زياد أبو عمرو، الذي انتخب أخيرا عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ومن غير المعروف إن كان أبو عمرو سيستمر في منصبه، أم سيغادره لتولي مسؤولياته كامله في اللجنة التنفيذية، حيث يتولى رئاسة دائرة العلاقات الدولية.
ورفضت حركة حماس التي شاركت في عام 2014 في اختيار وزراء الحكومة، ضمن ما أصبح يعرف بـ «اتفاق الشاطئ» في غزة الذي وقع مع حركة فتح، تعيين أبو ردينة في هذا المنصب.
وقال القيادي في حماس سامي أبو زهري «حكومة رام الله لم تعد حكومة التوافق بعد اضافة نبيل ابو ردينة وغيره»، مضيفا «رعاية اي اتفاق مصالحة يجب ان يخضع لحكومة وحدة وليست حكومة فتحاوية».
ومن المقرر أن يصار إلى اختيار ناطق جديد باسم الرئاسة الفلسطينية، خلفا لنيل أبو ردينة، الذي يشغل هذا المنصب منذ تشكيل السلطة الفلسطينية عام 1994، حيث عمل ناطقا باسم الرئاسة حين كان الرئيس الراحل ياسر عرفات على رأس السلطة، وبقي في مكانه بعد تسلم الرئيس محمود عباس.
وعرف أبو ردينة بمرافقته الدائمة للرئيسين في معظم جولاتهما الخارجية.
وأبو ردينة (66 عاما) عمل أيضا قبل تشكيل السلطة الفلسطينية، مساعداً لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح خليل الوزير الذي اغتالته إسرائيل عام 1988 في تونس.

الرئيس عباس يعين المتحدث باسمه وزيرا للإعلام ونائبا لرئيس الحكومة… وحماس تحتج

وقف قبول الرهبان في جميع الأديرة الأرثوذكسية داخل مصر لمدة عام

Posted: 02 Aug 2018 02:17 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: ألقى حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس، رئيس دير الأنبا مقار في محافظة البحيرة شمال مصر، بظلاله على قرارات الكنيسة المصرية.
فقد اتخذت لجنة الرهبنة وشؤون الأديرة في المجمع المقدس عدة قرارات، أمس الخميس، بينها وقف الرهبنة أو قبول «أخوة» جدد في جميع الأديرة القبطية الأرثوذكسية داخل مصر لمدة عام، ابتداء من آب/ أغسطس الجاري.
جاء ذلك عقب جلسة عقدتها اللجنة برئاسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وحضور الأنبا دانيال السكرتير العام للمجمع المقدس، فضلاً عن 19 من الآباء المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة، لمناقشة انضباط الحياة الرهبنية والديرية في ضوء حادث مقتل الأنبا ابيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس أبو مقار في وادي النطرون يوم الأحد الماضي.
ومن بين القرارات التي أصدرتها اللجنة، إيقاف سيامة الرهبان في الدرجات الكهنوتية (القسيسية والقمصية) لمدة ثلاث سنوات، والالتزام بعدم حضور علمانيين على الإطلاق في الرسامات الرهبانية لحفظ الوقار والأصول الرهبانية الأصيلة.
وحظرت اللجنة على كل راهب، الظهور الإعلامي بأي صورة ولأي سبب وبأي وسيلة، أو التورط في أي تعاملات مالية أو مشروعات لم يكلفه بها ديره، أو الوجود خارج الدير بدون مبرر والخروج والزيارات بدون إذن مسبق من رئيس الدير.
كما منحت اللجنة الرهبان مدة شهر لغلق أي صفحات أو حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي والتخلي الطوعي عن هذه السلوكيات والتصرفات التي وصفتها بأنها لا تليق بالحياة الرهبانية، وقبل اتخاذ الإجراءات الكنسية معهم.
وأعلن الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس الأسبق وأسقف عام كنائس وسط القاهرة، إغلاق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، امتثالا لقرار اللجنة.
وقال رافائيل في منشور متداول على «فيسبوك»: «بصفتي راهبا قبطيا أرثوذكسيا سأقوم بإغلاق هذا الحساب وكل الوسائل الأخرى ويكفي التواصل مع الشعب من خلال التليفون العادي والسكرتارية، أما القراءة اليومية فيمكن متابعتها عن طريق تطبيق أرثوذكسي».
والأحد الماضي، أعلنت الكنيسة المصرية القبطية (الأرثوذكسية)، في بيان، مقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير «أبو مقار» في وادي النطرون محافظة البحيرة (شمال) والذي عثر على جثته أمام مسكنه في الدير، في واقعة نادرة يشوبها الغموض.
وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها لكشف غموض الحادث الذي يعد نادراً، وأمرت بفحص الكاميرات الموجودة في الدير، وفق وسائل إعلام محلية.
مديرية أمن محافظة البحيرة، قالت في بيان سابق، إنها تكثف جهودها لكشف «لغز» الحادث وضبط مرتكبيه، بعد أن تلقت بلاغًا بالعثور على «إبيفانيوس غارقا في بركة من الدماء أمام حجرته داخل الدير».
ووفق البيان ذاته، أوضحت أنه بمعاينة الجثة تبين وجود إصابة وتهشم بمؤخر الرأس ووجود شبهة جنائية، فيما كشفت المعاينة الأولية استخدام مرتكب الجريمة أداة حادة لقتل المجني عليه أثناء خروجه من حجرته. ويقدر عدد الأقباط في مصر بنحو 15 مليون نسمة، وفق تقديرات كنسية، من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ قرابة 104 ملايين داخل وخارج البلاد.

وقف قبول الرهبان في جميع الأديرة الأرثوذكسية داخل مصر لمدة عام
بعد مقتل رجل دين مسيحي في وادي النطرون
تامر هنداوي

مسؤولون دوليون يطالبون بحماية أطفال غزة واتخاذ «إجراءات فورية» لممارسة حياة طبيعية

Posted: 02 Aug 2018 02:16 PM PDT

غزة -« القدس العربي»: شدد مسؤولون كبار في الأمم المتحدة، على وجوب حماية الأطفال الفلسطينيين، وأعربوا عن قلقهم البالغ إزاء استمرار انتهاك حقوق الأطفال، وطالبوا باتخاذ «خطوات ملموسة وفورية» للسماح للأطفال بممارسة حياتهم الطبيعية دون خوف واستيعاب حقوقهم كافة.
وفي بيان مشترك صادر عن جيمي ماكغولدريك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وجيمس هينان رئيس مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وجنيفيف بوتن الممثلة الخاصة لمنظمة اليونيسف في دولة فلسطين، طالبوا فيه كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وحماس في غزة، إلى «وضع حقوق الأطفال فوق أي اعتبارات أخرى، واتخاذ خطوات فورية للتخفيف من معاناتهم».
وأكدوا على ضرورة احترام حقوق الأطفال والإحجام عن الانتفاع من محنتهم.
وجاء في البيان الصادر عن المسؤولين الأمميين «على الرغم من التحذيرات والنداءات المتواصلة للأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات لوضع حماية الأطفال موضع الصدارة، إلا أن التقارير الأسبوعية الواردة من قطاع غزة ومناطق أخرى في الأرض الفلسطينية المحتلة تفيد بتعرض أطفال، لا تتجاوز أعمار بعضهم الـ 11 عاما، للقتل والإصابة بجراح خطيرة».
وأشار البيان إلى أنه في شهر يوليو/ تموز الماضي استشهد سبعة أطفال فلسطينيين بالذخيرة الحية والقصف من إسرائيل.
وتتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المواطنين المشاركين في فعاليات «مسيرة العودة»، ومن ضمنهم الأطفال، وقد سجل يوم الجمعة الماضية، استهداف طفلين ما أدى إلى استشهادهما.
وحسب البيان الأممي، فإن 26 طفلا فلسطينيا استشهدوا، من بينهم 21 خلال المظاهرات التي اندلعت منذ الثلاثين من مارس/ آذار الماضي، بمحاذاة السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة، احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية في القطاع، فيما استشهد الخمسة الآخرون بسبب القصف الإسرائيلي خارج سياق تلك المظاهرات. وأشار إلى أنه وفي الفترة نفسها، أصيب مئات من الأطفال بسبب استخدام الذخيرة الحية، ويعاني عدد منهم نتيجة ذلك من إعاقات مستديمة، منها بتر أطرافهم.
وأكد أن آلاف الأطفال يحتاجون إلى «المساعدة النفسية والاجتماعية العاجلة، والرعاية الطبية المتخصصة والدعم من أجل إعادة تأهيلهم».
وجاء في البيان الذي أشار إلى حجم الأزمة الكبيرة التي يعاني منها أطفال فلسطين «ان الأطفال في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، لا سيما في قطاع غزة مسلوبون من كل حق واجب لهم». وتطرق إلى مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عن سكان غزة، بحيث يصل فقط لمدة أربع ساعات يوميا، إضافة إلى فقدان مياه الشرب النقية، مشيرا كذلك إلى أن الأسر في غزة ستواجه صعوبات جمة بالتزامن مع بدء العام المدرسي حيث لا تستطيع تحمُّل تكاليف اللوازم المدرسية الأساسية لأبنائها.

مسؤولون دوليون يطالبون بحماية أطفال غزة واتخاذ «إجراءات فورية» لممارسة حياة طبيعية

بوادر أزمة جديدة بين الأطباء والحكومة المصرية بسبب «بدل العدوى»

Posted: 02 Aug 2018 02:16 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: بوادر أزمة جديدة تلوح في الأفق بين نقابة الأطباء والحكومة المصرية، بعد قضاء المحكمة الإدارية العليا، أمس الخميس، بقبول طعن الحكومة في حكم المحكمة الإدارية باستحقاق الأطباء لبدل عدوى عادل، وذلك لانتفاء القرار الإداري.
وقالت نقابة الأطباء في بيان، أمس الخميس، إنها «تؤكد على حتمية استمرار السعي بكافة السبل لحصول الأطباء على حقهم الواضح والأكيد في بدل عدوى عادل يتناسب مع المخاطر الصحية الجسيمة التي يتعرض لها الأطباء أثناء عملهم يوميا».
وأضافت: «بدل العدوى حق، وسنسعى له مع أطبائنا ولن نرضى بالتنازل أو التخلي أبدا عن حق واضح من حقوق الأطباء».
كانت هيئة مفوضي الدولة في المحكمة الإدارية العليا، أصدرت تقريرا قضائيا أوصت فيه بإصدار حكم نهائي وبات، بإلغاء الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري عام 2015 بإلزام وزارة الصحة بزيادة بدل العدوى للأطباء إلى 1000 جنيه.
وذكر التقرير أن «لا يوجد نص قانوني يلزم الحكومة بزيادة بدل العدوى المقرر للأطباء بأي قدر كان، ومن ثم لا يشكل امتناعها عن إصدار قرار بزيادة ذلك البدل قرارا سلبيا مما يجوز الطعن فيه ومخاصمته بدعوى للإلغاء، وهو الأمر الذي يتعين معه عدم قبول الدعوى المقامة من نقيب الأطباء وآخرين لإلزام الحكومة بزيادة البدل، لانتفاء القرار الإداري».
وأشار إلى أن «قيمة بدل العدوى صارت هي والعدم سواء؛ نظرا لتقاعس وزارة الصحة منذ مدة تجاوزت 20 عاما عن مراجعتها بصفة دورية للتناسب مع المخاطر التي قررت مجابهتها، الأمر الذي يستوجب تدخل مجلس النواب لسن تشريع يحد من إطلاق يد الحكومة في منح البدلات أو منعها».
يذكر أن النقابة تقدمت بالفعل بمشروع تعديل على قانون 14 لمجلس النواب وذلك لرفع قيمة بدل العدوى منذ شهر أيار/ مايو الماضي، كما تقدمت أيضا بمطالبات للسلطة التنفيذية ممثلة برئيس مجلس الوزراء، لاستخدام حقه القانوني الذي يتيح له رفع قيمة بدل العدوى.

بوادر أزمة جديدة بين الأطباء والحكومة المصرية بسبب «بدل العدوى»

مجلس الأمن الدولي يعقد الأربعاء المقبل جلسة لمناقشة تطورات النزاع حول الصحراء الغربية

Posted: 02 Aug 2018 02:16 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: يرتقب أن يقدم المبعوث الأممي للصحراء، هورست كولر، خلاصات جديدة تتعلق بقضية الصحراء، أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء المقبل، وذلك في أعقاب التحركات التي قام بها المسؤول الأممي في الملف في علاقته بالأطراف المعنية.
وسيقدم كولر هذه الخلاصات في جلسة مغلقة لمجلس الأمن بعد إجرائه عدة اتصالات مؤخرًا مع المغرب وجبهة البوليساريو وباقي الأطراف المعنية.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة، أمس الأول، على موقعها الرسمي أن اجتماع مجلس الأمن سينعقد يوم ثامن آب/ أغسطس الجاري، وستتولى المملكة المتحدة البريطانية رئاسة هذا الاجتماع في شخص السفيرة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة كارن بيارس.
ويناقش أعضاء مجلس الأمن التطورات والمستجدات المتعلقة بملف الصحراء، وذلك بالاستماع للإحاطة التي سيقدمها المبعوث الخاص. وسيقدم كولر مدى تقدمه في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية، بعد إجرائه عدة اتصالات في أعقاب الزيارة الأخيرة التي قام بها المسؤول الأممي نهاية شهر حزيران/ يونيو للعاصمة الموريتانية نواكشوط والجزائر، علاوة على العاصمة المغربية الرباط وكذا العيون والسمارة والداخلة، قبل أن يختتم جولته بزيارة إلى إسبانيا، باعتبارها مستعمرة سابقة للأراضي الصحراوية.
وتتزامن مناقشة ملف الصحراء المغربية مع تسلّم بريطانيا رئاسة مجلس الأمن الدولي من دولة السويد. وسبق لوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أليستر بيرت، أن أجرى مباحثات خاصة حول الصحراء في كانون الثاني/ يناير الماضي مع الوسيط الأممي.
وتدعم بريطانيا الموقف الأممي لحل نزاع الصحراء، كما أكدت أنها سجلت الجهود «الجدية وذات المصداقية» التي يبذلها المغرب «للمضي قدمًا» نحو الوصول إلى تسوية لقضية الصحراء، وذلك خلال لقاء قبل أسابيع بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة وكاتب الدولة البريطاني في الشؤون الخارجية والكومنويلث بوريس جونسون، تكتب صحيفة «هسبريس» الإلكترونية.
ومباشرة بعد الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الدبلوماسية المغربية إلى لندن، نزلت البوليساريو بثقلها في هذا البلد الأنجلوساكسوني، حيث استقبل وفد عن الجبهة بمقر ووزير الخارجية البريطانية للدفاع عن موقفها أمام المسؤولين البريطانيين.
وحاول بعض النواب البريطانيين الشهر الماضي الضغط على لندن تزامنًا مع مفاوضات تجديد اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، حيث وجهوا للحكومة البريطانية عشرات الأسئلة حول «استغلال الرباط ثروات الصحراء الطبيعية بعد صدور قرار محكمة العدل الأوروبية»، وذلك قبل أيام على الاتفاقية الجديدة للصيد البحري، بعد مفاوضات بدأت منذ نيسان/ أبريل الماضي.
وفي الوقت الذي يتمسك فيه المغرب بمقترح «الحكم الذاتي» حلاً لنزاع الصحراء الغربية، ذكر موقع رسمي تابع لجبهة «البوليساريو» أن الرئاسة السويدية السابقة لمجلس الأمن الدولي عممت، الأسبوع الماضي، مذكرة موجهة من الجبهة إلى أعضاء مجلس الأمن حول موقفها من الآلية الجديدة قالت إن الاتحاد الإفريقي أنشأها «للمساهمة في إنهاء الاستعمار من الصحراء».
وأضاف المصدر نفسه أن الرسالة التي صنفت ضمن الوثائق الرسمية لمجلس الأمن جاءت أيامًا قليلة من مطالبة المغرب رسميًا رئاسة مجلس الأمن بوقف التعامل مع تمثيلية جبهة البوليساريو ورفض تعميم رسائلها على أعضاء مجلس الأمن الدولي.
وأعلن مجلس الأمن الدولي، على موقعه الرسمي، أن جدول أعمال دورة آب/ أغسطس يتضمن أيضًا قضايا مهمة، أبرزها أزمة الروهينجا في ميانمار، وعملية السلام في الشرق الأوسط، واليمن، وسوريا، وبوروندي، وكوريا الشمالية والعراق، إضافة إلى مناقشة قضايا حول الصراعات في العالم وعمليات حفظ السلام ومكافحة الإرهاب.

مجلس الأمن الدولي يعقد الأربعاء المقبل جلسة لمناقشة تطورات النزاع حول الصحراء الغربية

أنباء عن إلغاء عرض فيلم «سري للغاية» خوفا من تراجع شعبية السيسي

Posted: 02 Aug 2018 02:15 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي» : منذ ما يزيد عن عامين بدأ التحضير لفيلم «سري للغاية» الذي يتناول الأحداث التي مرت بها مصر بعد ثورة 25 يناير، ودور عبد الفتاح السيسي في هذه الأحداث، واختير أحمد السقا لتجسيد شخصية عبد الفتاح السيسي في الفيلم، ومحمد رمضان في دور ضابط صاعقة، وأحمد رزق في دور الرئيس السابق محمد مرسي وأحمد شاكر عبد اللطيف في دور محمد حسني مبارك، ونبيل الحلفاوي في دور المشير طنطاوي، وأشرف زكي في دور عصام العريان، أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين، إضافة الى عدد كبير من الممثلين، منهم روجينا وإيمان العاصي، وأمير كرارة وعمرو يوسف وأحمد بدير ومعتز الدمرداش وعادل إمام كضيف شرف، وهو من تأليف وحيد حامد وإخراج محمد سامي.
ورصدت للفيلم ميزانية كبيرة بدأت بـ300 مليون جنيه، وانتهى بالفعل تصوير الفيلم في سرية تامة خوفا من تسريب أي معلومات، وكان الجمهور في انتظار العرض بعد الضجة الكبيرة، خاصة أن النجوم المشاركين في العمل هوجموا بشدة وتم اتهامهم بالنفاق، ذلك أنها المرة الأولي في تاريخ السينما المصرية، التي يتم تجسيد شخصية رئيس الجمهورية أثناء حياته.
ورغم انتهاء تصوير الفيلم منذ عدة أشهر إلا أنه لم يتم عرضه أو تحديد موعد للعرض، وعلمت «القدس العربي» من مصادر خاصة، إن هناك نية لعدم عرض الفيلم جماهيريا، وذلك بسبب ضعفه فنيا، مما يؤثر سلبيا على شعبية عبد الفتاح السيسي، التي تراجعت بالفعل في الفترة الأخيرة، ضعف الفيلم كان متوقعا، نظرا لأن الرغبة في انتاجه الفيلم منذ البداية لم تكن تقديم عمل متميز فنيا، ولكن كان الهدف هو الدعاية للنظام الحالي.
عدم عرض الفيلم أثر سلبيا على أحمد السقا، الذي صاحبه سوء حظ كبير في الفترة الأخيرة، جاءت البداية مع تعاقد المنتج هشام عبد الخالق معه والمخرج التونسي شوقي الماجري لتولي مهمة إخراج فيلم ضخم عن إنجازات الجيش المصري، وتحديدًا قصة حياة بطل الصاعقة «إبراهيم الرفاعي»، بعنوان «الممر»، وبالفعل تم بدء التحضيرات له ثم توقف بسبب عدم إعجاب السقا بالمعالجة الدرامية للفيلم، وتم تغيير إسم المؤلف أكثر من مرة إلى أن اتخذ السقا قرارا بالاعتذار عن الفيلم، نظرا لانشغاله أيضا في البدء في تحضير فيلم آخر هو «الفارس»، الذي تم تغير إسمة فيما بعد ليحمل إسم» 3 شهور». وقامت الشركة المنتجة للفيلم «الريماس» بتوفير ميزانية ضخمة للغاية تصل إلى 58 مليون جنية، وتظهر بشكل غريب العديد من الأزمات والمشاكل التي من شأنها أن تطيح بالفيلم من المنافسة خلال سباق عيد الأضحى المقبل، حيث أنه من سوء حظ السقا أن الشركة المنفذة في أمريكا، والتي اتفقت معها شركة «الريماس» على ميزانية معينة من أجل تصوير الفيلم في أمركا بعدما سافر كل من السقا وخالد الصاوي وروجينا الى هناك، وبقيو فيها لمدة 25 يوما أخلت الشركة المنفذة للفيلم ببنود التعاقد، وطالبت الشركة المنفذة للفيلم ضعف المبلغ المتفق علية في البداية، وهو ما قابلته شركة «الريماس» بالرفض، لكونها تستغل الموقف والموقف نفسه كان لدى النجم أحمد السقا، الذي رفض الخضوع لأي ابتزاز من قبل الشركة المنفذة للعمل في أمريكا، مما جعله يعود لمصر ويتم تأجيل التصوير لحين الاتفاق مع شركة أخرى لتنفيذ الفيلم، ويرجع على أثرها من سباق عيد الأضحى.
فيلم «3 شهور» من إنتاج شركة «الريماس» والمنتج إبراهيم إسحق، ويشارك في بطولته خالد الصاوي وروجينا وانتصار وسارة سلامة ومدير التصوير جلال الزكي، ومن تأليف وإخراج محمد سامي.

7AKH

أنباء عن إلغاء عرض فيلم «سري للغاية» خوفا من تراجع شعبية السيسي
بعد تكلفة تزيد عن 300 مليون جنيه… وأحمد السقا يجسد شخصية الرئيس المصري
فايزة هنداوي

«تيرو» للفنون يطلق «كارافان الفن والسلام» لكل لبنان

Posted: 02 Aug 2018 02:15 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : يبدو أن قدر مسرح إسطنبولي وجمعية تيرو للفنون هو النضال الدائم من أجل الفن، والتصدي للعراقيل المفتعلة التي تقف في طريق تمدد الثقافة ووصولها إلى كل لبنان، وبخاصة الجنوب. فقد اطلقت الجمعية «كارافان الفن والسلام»، وذلك بعد الاقفال القسري لـ«سينما ستارز» في مدينة النبطية. ونعرف أن تلك القاعة أعيد افتتاحها بعد إغلاق دام سبعة وعشرين عاماً، ورغم عدم تمكن الجمعية من الحفاظ عليها كمنصة ثقافية حرة ومستقلة، إلا أنها استثمرت الأموال حصدتها من خلال حملة التبرعات، لإطلاق نشاط ثقافي من نوع مختلف. إنها حافلة تزينها رسوم غرافيتي لرموز في الغناء والفن كفيروز، نصري شمس الدين، شوشو، هند أبي اللمع وتشارلي تشابلن. ستجول تلك الحافلة بين مناطق وقرى مختلفة، بهدف تعميم رسالة «الفن والسلام» بين الشباب اللبناني، وحضه على الإفراج عن طاقاته الإبداعية وبلورتها.
عرقلة مشاريع المجموعة الناشطة. فقد تعرضت سينما الحمرا في مدينة صور، التي أعيد تأهيلها بعد ثلاثين عاماً، لحملة إقفال هي الأخرى، من دون أي مبرر منطقي. وأعلنت المجموعة الفنية المتمركزة في الجنوب اللبناني أنها بصدد استكمال مبادراتها الثقافية، عبر المشاركة في تنظيم مهرجانات سينمائية وإقامة ورش عمل تكوينية مجانية، ترافقها عروض سينمائية ومعارض فنية. وقد سبق للفريق الفني إطلاق مهرجان لبنان المسرحي والسينمائي الدولي وتأسيس محترف للتدريب. وهذه النشاطات شكلت ذلك ظاهرة ثقافية، وحالة فنية فريدة من حيث إعادة فتح دور سينما قديمة، وإقامة المهرجانات والعروض وأسابيع الأفلام والكرنفالات في مناطق مهمشة بعيداً عن مركزية بيروت. هذا ويعمل الفريق حالياً على إعادة تأهيل سينما ريفولي في مدينة صور بعد 29 عاماً على إغلاقها، كي تستقبل الدورة الخامسة من مهرجان لبنان المسرحي الدولي في الفترة الممتدة من 27 ولغاية 31 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وسينظم هذا المهرجان بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة ومؤسسة دروسوس، وقد تم فتح باب استقبال العروض للفرق المحلية والأجنبية لغاية 15 أغسطس/آب الجاري. وبالتوازي سيقام على هامش المهرجان عروض سينمائية وموسيقية ومعارض فنية.
وتتنافس العروض في المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح على جائزة أفضل ممثل وممثلة. أفضل إخراج، نص، سينوغرافيا وأفضل عمل متكامل.
وعبرت اللجنة المنظمة عن أهمية إقامة المهرجان في مناطق مختلفة، والذي يترافق مع وجود ورش تكوينية وندوات ومناقشات، تساهم في تأسيس ثقافة مسرحية في جميع المناطق. فالهدف الأساس هو الإنماء الثقافي المتوازن في وجه التهميش الثقافي الذي تعانيه بعض المناطق اللبنانية. وأكد مؤسس المهرجان الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي أن الجمعية تصارع من أجل الــــبقاء والاستمرارية. وقال: نحن متمسكون بالحلم والأمل في ظل غياب السياسات الداعمة للثقافة في هذا البلد الذي تـــــقفل فيه المنصات الثقافية دون أي مبرر منطقي سوى كونـــها مساحات حرة ومستقلة ومجانية وغير سياسية. هذا وسيكون المهرجان تجمعاً فنياً مسرحياً وموسيقياً وسينمائياً وسيضع الفنانين على تواصل مع الجمهور في جنوب لبنان. الباب مفتوح لكافة المشاركات في المسرح والموســــيقى. أما في السينما فالأفلام مشروطة بأن تكون منتجة بدءاً من 2016.

7AKH

«تيرو» للفنون يطلق «كارافان الفن والسلام» لكل لبنان
مهرجان المسرح في أكتوبر والمشاركة مفتوحة
زهرة مرعي

«نيويورك تايمز»: الدروز في إسرائيل… قانون القومية الجديد وبداية نهاية «أخوة الدم» مع اليهود

Posted: 02 Aug 2018 02:15 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: جاء في تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» كتبته إيزابيل كيرشنر : من دالية الكرمل على مشارف قرية الدروز هذه، القابعة فوق تلك الربوة الخضراء والمطلة على البحر الأبيض المتوسط، هنالك نصب تذكاري لأكثر من 420 من الجنود الدروز وأعضاء قوات الأمن الذين قتلوا في المعركة من أجل إسرائيل. فقد أقامت الأقلية الدرزية الناطقة بالعربية العلاقات مع الكثير من اليهود حتى قبل تأسيس الدولة، وفي السبعين سنة التي تلت ذلك، وصفت كلتا المجموعتين تحالفهما الاستراتيجي بأنه «ميثاق دم» ووصف كل طرف منهما الآخر على أنه «أخوه في الدم».
بعد ذلك، وفي منتصف تموز/يوليو، سن البرلمان الإسرائيلي قانونًا أساسيًا، يمتلك ثقل التعديل الدستوري (إسرائيل دولة بلا دستور)، معلناً إسرائيل «الدولة القومية للشعب اليهودي»، تلك الدولة التي أسست لتقرير المصير «للشعب اليهودي». وبالتالي تم تخفيض مرتبة اللغة العربية من لغة رسمية إلى جانب اللغة العبرية، إلى مرتبة لغة ذات «وضع خاص». ومن اللافت في هذا القانون، لم يشتمل على أية إشارة الى المساواة وإنتهاج الديمقراطية بين المواطنين، وهو ما يعني تهميش الأقلية العربية في إسرائيل (في الحقيقة عدد العرب يساوي عدد اليهود في فلسطين التاريخية ان تم حساب مواطني الضفة الغربية وقطاع غزة بالإضافة لمواطني ما يطلق عليه مناطق 1948) والتي تشكل ما نسبته 21 في المائة من السكان والبالغ عددهم ما يناهز التسعة ملايين نسمة.
إن الدروز (وهي طائفة دينية قوامها حوالي 000 145 نسمة في إسرائيل، ويدينون بالولاء للدولة التي يقطنون فيها، وهذا من معتقداتهم الدينية) قد شجبوا هذا التشريع باعتباره إهانة لاذعة وخيانه صريحة لتعاونهم مع اليهود منذ تأسيس الدولة. وبالتالي هم الآن أبرز من يتولى قيادة ردود الفعل العنيفة ضد هذا القانون الذي يزعزع الأسس الأخلاقية التي رفعت شعارها البلاد، ويطرح تحدياً قوياً للحكومة اليمينية برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال شادي نصرالدين، 45 عاماً، (درزي من سكان دالية الكرمل) شقيق الجندي الإسرائيلي القتيل (لطفي) الذي فقد حياته في الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014 : «كفى التربيت على الكتف والقول: إنك شقيقنا ونحن نحبك !!، لقد كان من المفترض أن يكون هناك مساواة كاملة في دولة الديمقراطية، وأضاف نصر الدين – الذي أحيل على التقاعد بعد خدمة إستمرت لما يناهز الـ26 عاماً في الجيش الإسرائيلي، ويعمل الآن في موقع النصب التذكاري ملقياً المحاضرات ويساهم في الأنشطة التعليمية : «نحن أول من يخوض المعركة في الصفوف الأمامية وأول من يموت في سبيل العلم»، «ويبدو الأمر وكأن الشعب الإسرائيلي قد تخلى عنا ببساطة . يقولون انهم لم يفعلوا. لكن طبقًا للبنود الواردة في هذا القانون، نحن لا وجود لنا».

حراك درزي في «الأمن»

وبعد أن أعلن ضابطان درزيان مغادرتهما الجيش، أصدر رئيس الأركان الإسرائيلي – الجنرال غادي إيزنكوت – توجيهاً عسكرياً نادراً من نوعه إلى قواته يوم الثلاثاء الماضي، داعياً فيه الجنود إلى نبذ السياسة فمكانها خارج الجيش.
ومثلهم كمثل الشباب اليهود الذين يبلغون من العمر 18 عامًا، يتم تجنيد الدروز، بموجب القانون، في الخدمة العسكرية، وعلى الرغم من قلتهم في العدد، يلعب الدروز دوراً بارزاً في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وبالتالي لقد وقع العشرات من ضباط الشرطة السابقين رفيعي المستوى، بينهم ثمانية مفوضين سابقين في الشرطة، رسالة هذا الأسبوع تطالب بتعديل القانون، وإجراء التعديل المناسب ليشمل الأقليات التي تساعد في الدفاع عن البلاد.
وقال شلومو أهارونيشكي – أحد المفوضين السياسيين السابقين للجيش – في إذاعة الجيش الثلاثاء الماضي: «لا يوجد في هذا القانون أي عدالة، إنه لا يتمتع بالمساواة، ولا يشير إلى جميع مواطنيها»، وليس هناك وعد بالأمن لجميع المواطنين ولا ديمقراطية». وأضاف «دولة ليس لديها من شعب إلى جانب الشعب اليهودي، فقط اليهود، وليس هناك من غيرهم».
وينتشر الدروز – طائفة انشقت عن الإسلام منذ 1000 عام – في كل من سوريا ولبنان والأردن وشمال إسرائيل، وهم بلا روابط مشتركة مع عرب إسرائيل ولا يتشاركون معهم في تطلعاتهم الوطنية الفلسطينية، ولكنهم ينادون بالمساواة داخل إسرائيل وبأنها يجب أن تنطبق على الجميع، وليس فقط على فئة منتقاة بعناية.

أقليات في الجيش

أما الشركس، فهم مجموعة عرقية مسلمة في معظمهم، يخدمون أيضاً في الجيش الإسرائيلي، ويتطوع العديد من البدو قاطني النقب في الجيش، ومن جانب آخر معظم الرجال اليهود الأرثوذكس المتطرفين يحصلون على إعفاءات من الخدمة العسكرية بحجة التفرغ للعبادة والتفقه بالتوراة.
وقال رفيق حلبي، رئيس بلدية دالية الكرمل، ومدير الأخبار السابق في هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية: «يجب تطبيق المساواة في المجتمع المدني للدولة العلمانية». «إذا سألتني كمواطن، فبالتأكيد يجب أن تكون المساواة للجميع».
وقد عقد الحلبي وممثلو الدروز اجتماعات عاجلة عدة مع رئيس الوزراء نتنياهو منذ إقرار القانون، لكن رئيس الوزراء دافع عن القانون بعد إجتماعه بهم بقوله: «إن القانون لا ينتقص على الإطلاق من الحقوق الفردية لأي شخص… إنه مصمم لتحقيق التوازن القانوني اللازم، الذي حان وقته، من أجل ضمان الهوية اليهودية لدولة إسرائيل». وتفهم «مطالب الدروز ومخاوفهم المشروعة»، ولكنه رفض قبول أية فكرة لتعديل القانون، وعوضاً عن ذلك، عرض تقديم مساعدة للدروز في مناطقهم مثل تسهيلات بالبناء وتطوير تجمعاتهم، ووصف حراك سكان دالية الكرمل (لقد أخطأوا في اعتراضاتهم).
وألقى نتنياهو باللوم على «اليسار الإسرائيلي» للتحريض على معارضة القانون، ولكن وزير التعليم ونظيره اليميني – نفتالي بينيت – انحاز علناً إلى جانب الدروز ودعا إلى إصلاح هذا القانون.
وقال وزير المالية في يمين الوسط – موشيه كاهلون: إن التشريع قد تم «على عجل»، بالرغم من أنه تمت مناقشته منذ ما يقارب العشر سنوات، وأنه يجب تعديله.

موقف اليسار الإسرائيلي

وقال أيوب كارا – من حزب الليكود المحافظ في إئتلاف نتنياهو، وهو من سكان دالية الكرمل: إنه «فخور بأن يكون إسرائيلياً» وكان سعيدًا بالقانون. بالرغم من كون مشرّعين آخرين من الدروز قد قدموا إلتماسات إلى المحكمة العليا في إسرائيل لتعديله.
من جانب آخر، وللاحتجاج على القانون، انضم مئات من الإسرائيليين لتجمع عربي كبيرً في ساحة بتل أبيب ليلة الاثنين الماضي، وأعلن الشاعر السياسي اليهودي توم أهارون، أن برنامجه التلفزيوني الأسبوعي سيتضمن ترجمة باللغة العربية حتى نهاية الموسم الحالي على الأقل. هذا ومن المقرر تنظيم مظاهرة كبيرة يوم السبت المقبل.
وألقى الصحافي الدرزي، رياض علي، مونولوجًا مدهشًا مدته ست دقائق على قناة البث العام خلال عرض إخباري في وقت الذروة، قائلاً إن القانون «أنهى علمانية إسرائيل» وحوّل الجنود الدروز إلى «مرتزقة». وقال مردخاي كرمنيتسر، وهو عميد سابق لقسم القانون في الجامعة العبرية في القدس وكبير زملاء معهد الديمقراطية الإسرائيلي (مركز أبحاث مستقل)، إنه «يخجل» من «وطني الصهيوني» وانهار في البكاء خلال المقابلة الإذاعية. وقالت جاليا حلبي /43 عاماً/ التي تعمل في متجر يعود لأسرتها في دالية الكرمل: «لا توجد كلمات تصف الألم والحزن اللذين سببهما هذا القانون للدروز. باختصار، إنه أمر مخزٍ».
وقال جاترو، وهو رجل دين مهم للطائفة الدرزية : عبر موسى وصهره البحر الأحمر، ومنذ ذلك الحين، لدينا عهد الدم. وأشار إلى أن ضابط الشرطة الدرزي الذي قُتل خلال عملية للمقاومة الفلسطينية عام 2014 في القدس.
وقال عنان شامي (28 عاماً)، في متجره لبيع الهواتف الخلوية (والده قاتل في حربي 1948 و 1967، وشقيقه في حرب لبنان عام 2006، وفي غزة عام 2014) : لنخبر قتلى الحرب في المقبرة بأنهم تحولوا الى ضحايا من الدرجة الثانية، لأجل من ولماذا قتلوا؟ وما الذي كانوا يكافحون من أجله؟!

«نيويورك تايمز»: الدروز في إسرائيل… قانون القومية الجديد وبداية نهاية «أخوة الدم» مع اليهود

العراق: الاحتجاجات ومآلاتها

Posted: 02 Aug 2018 02:14 PM PDT

انتهينا في مقال سابق إلى ان حركة الاحتجاجات التي انطلقت منذ أسابيع، وانتشارها السريع في الجغرافيا الشيعية، أي في المناطق التي يستمد النظام السياسي العراقي المحتكر شيعيا زخمه وشرعيته منها، سيفرض على القوى الشيعية كافة مراجعة شاملة لخطابها وسياساتها إذا ما أرادت استعادة ثقة الجمهور مرة اخرى. فضلا عن ان طبيعة الفئات العمرية للمحتجين، وحجم الغضب، ستفرض على الجميع تغيير السياسات الزبائنية التي اعتمدت في العراق بعد العام 2003، والعمل على التعاطي بجدية مع بنية الفساد المستحكمة، وإلا فان الغضب في المرة القادمة لن يقف عند حدود الخدمات.
وكانت الاستجابة الأهم، والاكثر تأثيرا في الجمهور، وفي المشهد ككل، هي استجابة مرجعية السيد علي السيستاني، فبعد التأييد الصريح للمحتجين ومطالبهم في الاسبوع الأول لحركة الاحتجاج، عبر اعلان «التضامن مع المواطنين في مطالبهم الحقة» ومطالبتها بالتعامل بجدية وواقعية معها. وجدنا اتهاما صريحا غير مسبوق للحكومة «بالتقصير الواضح» في «تحسين الأوضاع وتقديم الخدمات على الرغم من وفرة الامكانات المالية»، لأنها لم تحسن «توظيفها»، ولم تعتمد على «أهل الخبرة والاختصاص»، ولأنها لم تدر مؤسسات الدولة «بصورة مهنية بعيدا عن المحاصصات والمحسوبية»، ولأنها لم تقف «بوجه الفساد»، وصولا إلى وصف الوضع القائم بالمأساوي! وجاء اغفال المرجعية في الجمعة اللاحقة، خاصة بعد تصاعد طبيعة المطالب، بمثابة أحجية بالنسبة للجميع، فالبعض فسرها بانها تراجع في موقف المرجعية في دعم حركة الاحتجاج، والبعض الآخر فسرها بانها محاولة منها بالنأي بنفسها عن ان تكون في إطار أي استقطاب، فيما فسرها آخرون بانها دعم لموقف الحكومة وإجراءاتها! ولكن الجمعة الثالثة حسمت الأمر، فقد كنا هذه المرة أمام موقف واضح؛ وهو الوقوف إلى جانب الأطر الدستورية والقانونية المتعلقة بتشكيل الحكومة، وذلك من خلال المطالبة بتشكيل الحكومة «في أقرب وقت ممكن على أسس صحيحة»، من خلال «كفاءات فاعلة ونزيهة»، وأن يتحمل رئيسها «كامل المسؤولية عن أداء حكومته ويكون حازما وقويا ويتسم بالشجاعة الكافية في مكافحة الفساد المالي والاداري». كما كنا امام موقف واضح بان من حق الشعب «تطوير أساليبه الاحتجاجية السلمية لفرض إرادته على المسؤولين» في حال عدم تنفيذ الحكومة «المقبلة» لمطالبه! أي ان السيد السيستاني وضع حدا للمطالبات التي كانت تدعو إلى إجراءات بعيدة عن الأطر الدستورية والقانونية فيما يتعلق بتشكيل الحكومة المقبلة من جهة، كما انه وضع جملة من المبادئ العامة التي يجب ان تحكم تسمية رئيس مجلس الوزراء القادم وحكومته من جهة ثانية، وأخيرا منح الشرعية الكاملة لحركة الاحتجاج السلمية، بل ومطالبتها بتطوير أساليبها من أجل فرض إرادتها من جهة ثالثة.
على المستوى السياسي، وبعد العجز الحكومي الصريح عن تنفيذ أي من مطالب المحتجين، بدا واضحا ان الجميع يريد الاستثمار في هذه الاحتجاجات. هكذا وجدنا القوى السياسية الشيعية المختلفة التي احتكرت التمثيل السياسي الشيعي في مرحلة ما بعد 2003، وهيمنت على الحكومات المختلفة، وبعد ان فشلت في شيطنة هذه الاحتجاجات، تتسابق من أجل حمل لواء مطالب المحتجين، والمطالبة بتنفيذ مطالبهم «العادلة»، بل والمزايدة على مطالب الجمهور نفسه! كما بدأت سياسات «الاعتراف» تتوالى، ولكن عبر اعترافات عبثية بالأخطاء التي ارتكبت، من دون تحمل أي تبعات لهذا الفشل، بل مطالبة الجمهور بقبول الاعتذار وحسب! وكان من اللافت في هذا السياق الغموض الذي حكم أداء السيد مقتدى الصدر، الذي شكل دعمه لحركة الاحتجاج في العام 2016 قوة دفع كبيرة حينها، والذي شكل مع المحتجين أنفسهم من شيوعيين ويساريين وليبراليين قائمته الانتخابية «سائرون» التي حازت على المركز الاول في الانتخابات الأخيرة. فباستثناء بعض البيانات والتغريدات الداعمة لحركة الاحتجاج، بدا واضحا أنه ليس هناك قرار صريح بالمشاركة الفاعلة فيها! ربما لشعور السيد مقتدى الصدر أن مثل هذه المشاركة، ستعقد موقفه وقدرته على الحركة في مفاوضات تشكيل الحكومة القادمة التي يطمحون ان يكونوا نواتها الرئيسية.
على مستوى الجمهور، ما زالت أعداد المشاركين في حركة الاحتجاج محدودة إلى حد كبير، على الرغم من اتساعها جغرافيا لتشمل الجغرافيا الشيعية بالكامل تقريبا، ولكن بدا واضحا أن ثمة تعاطفا كبيرا معها. الملاحظة الثانية أن حركة الاحتجاجات فشلت في توحيد مواقفها، من خلال تكريس جهويتها بطريقة غير مسبوقة، تحديدا في محافظة البصرة، التي شهدت الشرارة الاولى للاحتجاجات. ويبقى من الصعب تحديد المسار الذي ستسلكه حركة الاحتجاج في الأيام والأسابيع القادمة، فهل سنكون في إطار تصعيد في حركة الاحتجاج باتجاه الاعتصامات المفتوحة، وربما مهاجمة بعض الاهداف الحيوية، مثل شركات النفط او المطارات، بشكل خاص في البصرة؟ ام أنها ستخفت تدريجيا، بانتظار تشكيل الحكومة المقبلة وما يمكن ان تحمله معها؟
والسؤال الجوهري الذي يفرض نفسه هنا، هو حجم التأثير الذي شكلته، وستشكله حركة الاحتجاج على مفاوضات تشكيل الحكومة، والأهم على الآليات التي تحكم تشكيل هذه الحكومة. فبعيدا عن التنازع القائم في المشهد السياسي العراقي بين دعاة الحكومة الجامعة، التي يضم الجميع من جهة، وبين دعاة الحكومة «الائتلافية» التي تشكل الكتلة الأكبر، مع ذهاب الآخرين إلى المعارضة. ليست ثمة مؤشرات على وجود إرادة حقيقية لاعتماد آليات مختلفة عن تلك التي حكمت تشكيل الحكومات السابقة، في ظل عدم وجود أية إرادة للبحث في الأسباب الجوهرية التي أفضت إلى فشل الدولة نفسها! فالجميع يتحدث عن مواصفات رئيس مجلس الوزراء المفترض، والجميع يتحدث طبيعة الوزراء الذين سيشكلون الحكومة القادمة، وكان الامر يتعلق بالأفراد وليس بالنظام السياسي نفسه، او بالآليات التي حكمت بناء الدولة نفسها! على سبيل المثال لا الحصر لا أحد يبحث في الأسباب التي أدت إلى تحييد دور مجلس الوزراء، صاحب الصلاحية الحصرية بموجب الدستور، وتغول دور رئيس مجلس الوزراء التي لا يمنحه الدستور أية سلطة منفردا! ولا أحد يبحث في الأسباب التي جعلت رئيس مجلس الوزراء يحتكر القرار العسكري والامني بالكامل! ولا أحد يبحث في الأسباب التي أدت إلى فشل مجلس النواب في القيام بدورة الرقابي، او إلى الأسباب التي أدت إلى فشل مؤسسات الدولة في القيام بواجباتها. هكذا وجدنا رئيس مجلس الوزراء يتخذ جملة من القرارات غير الدستورية وغير القانونية في إطار محاولته «الإصلاحية» المفترضة استجابة لحركة الاحتجاج الأخيرة، من دون أن تعترض أي سلطة من سلطات الدولة على ذلك!
في النهاية ما لم يتم الاعتراف بأن ثمة أزمة جوهرية في النظام السياسي نفسه، وان ثمة ضرورة لإعادة هيكلة هذا النظام الذي فشل بالكامل، سنبقى في إطار تدوير الازمات التقليدي ليس إلا.

٭ كاتب عراقي

العراق: الاحتجاجات ومآلاتها

يحيى الكبيسي

صيف المؤامرات الكبرى

Posted: 02 Aug 2018 02:13 PM PDT

شهد المغرب في القرن العشرين أربعة انقلابات أو محاولات انقلاب مهمة وقعت كلها في عز الصيف، ثلاثة منها وقعت في شهر آب/أغسطس وهو أحر الشهور في المغرب. لنبدأ أولا بعرض سريع لهاته المؤامرات الكبرى التي استهدفت كلها الجالس على العرش. كان الانقلاب الأول هو انقلاب الأمير عبد الحفيظ على أخيه السلطان عبد العزيز وإعلان نفسه سلطانا بدلا عنه وذلك بمراكش في شهر آب 1907. وسنة بعد ذلك هزمه في معركة طاحنة وفاصلة في نفس الشهر. ارتكب عبد العزيز خطأ جسيما تمثل في اعتماده على أسلحة فرنسية وخبرة ضباط سامين من جيش الاحتلال الفرنسي. كان هؤلاء قد شاركوا في احتلال الدار البيضاء بضعة أشهر قبل ذلك. هذا التعاون الميداني مع قوات الاحتلال المبغوض جعلت عبد العزيز يظهر وكأنه عميل للقوة الاستعمارية الأهم بشمال افريقيا وهي فرنسا والتي كانت قد دقت أوتادها بعمق بالجزائر وتونس وجزء من موريتانيا منذ القرن الفائت. المؤامرة الثانية التي وقعت كذلك في نفس الشهر من سنة 1953 هي تلك التي استهدفت السلطان الوطني محمد الخامس وكان قد قادها من الجانب المغربي باشا مراكش الشهير التهامي الكلاوي. أطاح إذن الفرنسيون والعملاء المغاربة بالسلطان الذي كان يعرف آنذاك بمحمد بنيوسف حيث نفوه إلى جزيرة كورسيكا ثم جزيرة مدغشقر. سيضطر الاستعمار تحت ضغط المقاومة والحركة الوطنية إلى إرجاعه إلى عرشه بعد سنتين ونيف فأنشد المغاربة ورقصوا بالرباط لاستقباله: «عامين وثلاثة شهور والملك ارجع منصور!».
كان رجوع الملك إلى عرشه ايذانا بنهاية عهد الاستعمار المباشر حيث وُقعت اتفاقيات الاستقلال بين المغرب وفرنسا ثلاثة أشهر ونصف بعد عودته.
أما فيما يخص المؤامرتان الأخريان، فكان قد قادهما الجيش ضد الملك الحسن الثاني. كانت الأولى يوم العاشر من تموز/يوليو 1971 والثانية يوم 16 آب/أغسطس من السنة الموالية. فشلت الأولى بسبب النزاع الذي انفجر في عز الحدث بين الرأس المدبر الجنرال المذبوح والقائد العملياتي للانقلاب الكولونيل عبابو. جرت الأحداث بالصخيرات وهي مدينة ساحلية يوجد بها قصر للملك وتقع جنوبي الرباط…سأل عبابو وهو ضابط معروف بمزاجه الحاد قائده المذبوح عن مكان وجود الحسن الثاني، فحاول هذا المناورة خوفا على حياة الملك، فما كان من عبابو إلا أن صفاه في الحال. هل أطلق النار عليه بنفسه أم أمر مساعده الوفي وأمهر رماة المدرسة العسكريةً هرمومو، حاروش عقا بإفراغ رشاشه في بطن المذبوح؟ اختلفت شهادات الحضور ومن الصعب معرفة الحقيقة.
يبدو أن المذبوح كان يريد الاكتفاء بتنازل الملك عن العرش بينما عبابو كان يرى أن الحل الجذري الوحيد هو تصفية الملك والملكية. أما الجنرال محمد أوفقير الذي سهر بأمر من الحسن الثاني على تصفية الانقلابيين قبل أن يبدأ هو نفسه في تهييء انقلابه فلا ندري ماذا كان هدفه الحقيقي، الجمهورية أم أن يصبح هو شخصيا وصيا على ملك طفل وحاكما فعليا للمغرب؟ ما كان واضحا ومؤكدا هو أنه كان يريد قتل الحسن الثاني بإسقاط طائرته في البحر الأبيض المتوسط عند مغادرتها الأجواء الإسبانية. لكن حظ بل «برَكة» نجل محمد الخامس جعلته يعطي الأوامر بإقلاع طائرته قبل الوقت المحدد لذلك بعدة دقائق فأربك ذلك خطط المتآمرين. ورغم أن الطائرة الملكية تلقت نيرانا لابأس بها مما أحدث ثقوبا من عشرات السنتيمرات في جسمها فإنها لم تسقط ووصلت حتى مطار الرباط/سلا. هذا الفشل الذريع جعل أوفقير يفكر في خدعة ومؤداها إقناع الملك بأنه لم يكن في علمه شيء بل أنه حاول حماية الطائرة الملكية مباشرة بعد توصله بخبر يفيد تعرضها لهجوم في السماء بينما كانت تقطع المسافة بين تطوان والقنيطرة. لكن الحسن الثاني كان قد فقد الثقة في أوفقير منذ مدة…وهكذا أعلنت الإذاعة الرسمية في البداية أن الجنرال انتحر انتحار الوفاء نظرا لفشله في اكتشاف خيوط المؤامرة غير أنها عادت لتعترف أن أوفقير كان هو مدبر المحاولة الانقلابية وأنه انتحر فعلا بإطلاق ثلاث رصاصات على نفسه. المشكل أن الرصاصات كانت قد اخترقت جسمه من الخلف إلى الأمام. صحيح أن الجنرال كان رجلا رياضيا، لكن أن يحمل بندقية ثم يوجه فوهتها من خلف جسمه إلى الامام…أمر غريب!
هل صدفة أن تقع كل هذه المؤامرات في عز الصيف؟ سؤال يقفز في الختام للذهن حول زمن حدوث هذه المؤامرات الذي تزامن مع الصيف، ويمكن أن نفترض على الأقل فيما يخص الانقلابات الثلاثة الأخيرة أن الأسابيع الوسطى في الصيف هي على العموم وقت الراحة والاستجمام والابتعاد عن هموم السياسة والتدبير. ولهذا يتوفر الوقت أولا للمتآمرين للقيام بآخر الترتيبات قبل المرور إلى التنفيذ. ثم إن المؤسسات القائمة تضعف يقظتها أثناء هذه الفترة من السنة إذ تكون في حالة ارتخاء كبير، هذه فرضية من ضمن ما قد يفسر مؤامرات الصيف.

٭ كاتب مغربي

صيف المؤامرات الكبرى

المعطي منجب

فلسطين من الخان الأحمر وعهد التميمي إلى التمييز العنصري

Posted: 02 Aug 2018 02:13 PM PDT

بعد نحو خمسة وعشرين يوما في أرض فلسطين والاطلاع عن كثب على ما يجري في البلاد من مآس وتحديات ومواجهات أود أن أشارك القراء في بعض الانطباعات والملاحظات الختامية. لقد أتيحت لي فرصة المشاركة في خيمة الاعتصام في قرية الخان الأحمر، والتقيت بعدد كبير من المسؤولين، وزرت العديد من المدن والمخيمات والقرى، وشاركت كمتحدث في مؤتمر عن الأسرى تحت عنوان «الأسير إنسان»، واستقبلت تحرير عهد التميمي في قرية النبي صالح، وزرت مخيم الدهيشة، وقابلت عائلة الشهيد الطفل أركان مزهر وعائلة الشهيد القائد معتز زواهرة، وتحدثت مطولا مع رجال دين ورجال أعمال ونشطاء الفصائل والمجتمع المدني.
تميزت هذه الفترة بالضياع والتردد واللامبالاة من جهة المسؤولين، لكنها تميزت أيضا بثلاثة تطورات كبرى كانت موضع اهتمام الإعلام والدوائر السياسية- قرار هدم قرية الخان الأحمر وتحرير عهد التميمي ووالدتها وقرار الكنيست بتعريف القومية اليهودية. وأود أن أشارك القراء ببعض الملاحظات والانطباعات.

أولا- أين نحن ذاهبون؟

لا جواب عن السؤال المكرر دائما إلى أين تسير سفينة الوطن؟ أين القيادة الفلسطينية من هذه التطورات وماذا تعمل وهل لديها إستراتيجية لتحقيق أي شيء بعد صفقة القرن؟ أيكفي أن تصدر بيانا برفضها؟ وهل إغلاق الباب فقط يعني نهاية الخطر؟ فإذا كانت المفاوضات متوقفة تماما وإذا كانت المقاومة السلمية وخاصة في الضفة تكاد تقتصر على بعض الأحداث الفردية والمظاهرات الصغيرة والاعتصامات وتنتهي عادة باستشهاد أحد اليافعين واعتقال العشرات فماذا بعد؟ أين اختفت القيادات والفصائل والأحزاب والمنظمات السياسية؟ بالكاد تسمع أخبار أي من رموز السلطة الأساسيين سوى أخبار عن اجتماعات وتوزيع حقائب واستقبالات وزيارات خارجية. 
القيادة لا تريد مقاومة سلمية واسعة ولا تريد حل السلطة وتسليم المفاتيح لنتنياهو كما أعلن مرة أبو مازن، ولا تريد إنقاذ غزة وتستمر في وقف المساعدات ولا حورات المصالحة أنجزت شئيا. فما دامت القيادة عاجزة الآن عن تحقيق أي إنجاز على طريق الدولة المستقلة إذن ماذا بعد؟ لقد فقدت الحركة الوطنية الفلسطينية برمتها البوصلة فلا أحد يعرف أين تتجه الأمور. حقيقة سفينة الوطن تسير على غير هدى تتقاذفها الأمواج العالية. لقد أصيب الربان بحالة دوار البحر والركاب خائفون وشلة من القراصنة مستفيدة من الوضع وتريد للوضع الراهن أن يبقى على حاله. لقد أصبحت جعبة القيادة خالية من السهام بانتظار غودو الذي للأسف لن يأتي.
ثانيا – ظاهرة عهد التميمي
يوم الأحد 22 تموز/يوليو كنت من بين شهود العيان للحظة إطلاق سراح عهد التميمي ووالدتها ناريمان في بلدة النبي صالح غربي رام الله. لقد حظي تحرير عهد بتغطية صحافية غير مسبوقة، وأعطيت الفتاة من الاهتمام ما لم يحظ به لا أسير سابق ولا حتى شهيد تذكرني بالتغطية الصحافية التي رافقت استشهاد الطفل محمد الدرة.
لكن حملة قاسية أطلقت على صفحات التواصل الاجتماعي تنتقد «عهد» وتعتبرها ظاهرة مفتعلة ولا تستحق كل هذا الاهتمام. ومن جهة أخرى أطلقت التيارات الإسلامية حملة ضد عهد على أرضية أخرى تنتقد سفورها وغياب الحجاب الذي كان يجب أن يلم شعرها. وكلا الحملتين ظالمتان مغرضتان لا تستحقان أكثر من الإزدراء.
ليس ذنب عهد أن تكون موضع اهتمام الصحافة. فهذه مشكلة الصحافة التي تبحث عما يجذب القارئ والمشاهد. وهنا قصة جذابة بالتأكيد أكثر من تحرير فتاة أخرى عادية قضت محكوميتها وخرجت من الأسر.
هناك ثلاث ميزات توفرت في قضية عهد لم تتوفر في أي قضية أخرى: أولا ان الناس تعرفها وتتذكر الصفعة التي وجهتها للجندي الإسرائيلي عام 2012 وعمرها 11 سنة وصرخت في وجهه: أتظنني أنا خائفة منك واستطاعت بمساعدة والدتها تخليص أخيها محمد من أيدي الجنود. ظلت صورتها محفوظة في الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني والشعوب العربية وأنصار السلام. فعندما كررت الصفع والركل لجنديين من أمام بيتها يوم 18 كانون الأول/ديسمبر الماضي استقرت الصورة أكثر وأصبحت رمزا للطفولة التي رغم براءتها ترفض الهوان والذل والقهر وتنتصر لكرامتها، وهذه هي الصورة الرمزية الحقيقية للشعب الفلسطيني.
وثانيا عهد جاءت من عائلة مناضلة كل أفرادها تعرضوا للاعتقال فسجن والدها باسم ثماني مرات ووالدتها ست مرات وأخوها وعد موجود الآن خلف القضبان وعمتها استشهدت على أيدي مستوطنين في المحكمة وخالها أيضا ستشهد أمام عيون أمها. فكيف لا تعتمل البراكين والزلازل في قلب الفتاة الصغيرة وتترجم كل هذا الغضب إلى صفعة حامية لوجه الجندي القبيح المدجج بالسلاح ليصل صداها إلى أركان المعمورة؟
وثالثا – لقد ساعد الشكل الخارجي في تثبيت الصورة الجميلة لفتاة بريئة، عكس الصورة النمطية التي تعممها إسرائيل عن الفلسطينيين. فالفتاة الشقراء كان يمكن أن تكون الفتاة النموذجية في مدرستها أو مغنية أو محامية أو ممثلة أو رمزا للجمال لكن الاحتلال وقهره وظلمه حولها إلى بطلة قبل الأوان وجعل منها «أيقونة المقاومة السلمية» بدل أن تسير في طريق طفولتها نحو النجومية والإبداع.
أما حملة الإسلامويين على قصة الحجاب فلا تستحق إلا الإزدراء فهم ليسوا أوصياء على الناس ليقولوا لهم ما يلبسون وما لا يلبسون. إنهم بهذا يحتكرون سبل النضال وكأنهم يعطون فرمانات حسن سلوك لمن يلتزم بأيديولوجيتهم فقط. طرق النضال مفتوحة للجميع فلا ينصبن أحد نفسه على مسلكيات العباد، فمقاييس هذه الأيام للنضال والمواجهة وليس هناك من وقت لإضاعته في الحديث عن الحجاب فالسلوك النضالي لا يقاس بقطع القماش بل بمواجهة جنود الاحتلال.
ثالثا- بين الخان الأحمر والأغوار
ما زالت قصة هدم قرية الخان الأحمر وطرد سكانها من عرب الجهالين الذي يسكنون هذه القرية البدائية منذ عام 1950 موضع اهتمام الرأي العام في فلسطين. وقد تحولت خيمة الاعتصام إلى خشبة نجاة لبعض القيادات للظهور في الخيمة وإعطاء تصريحات للمحطات الفضائية الموجودة بشكل متواصل. ومع أني أثمن هذه الوقفات المتواصلة إلا أن إسرائيل عمدت على المماطلة وتأجيل الهدم كي يخفت الاهتمام الشعبي بالقرية لكن جميع المؤشرات تشير إلى أن الهدم حاصل لا محالة ضمن خطط إسرائيل لربط المستوطنات المحيطة بالقدس من الجهة الشرقية والشمالية لتصبح القدس الكبرى متواصلة دون تجمعات فلسطينية مترابطة، وبالتالي يتم قطع شمال الضفة عن جنوبها تماما ما يلغي إمكانية قيام أي كيان فلسطيني مترابط في الضفة الغربية وهي الرؤية المجسدة في صفقة العصر بحيث لا يكون هناك دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية لا الآن ولا في المستقبل.
الشيء الخطير الذي لا يعرفه الكثيرون هو أن إسرائيل استغلت انشغال الرأي العام بموضوعة الخان الأحمر ونهبت آلاف الدونمات في منطقة الأغوار شمال أريحا والمحاذية لنهر الأردن كي تقطع أي تواصل جغرافي في المستقبل بين أي كيان فلسطيني وعمقه الطبيعي في الأردن. تبلغ مساحة الأغوار 240 ألف دونم، وبها 7 مستوطنات كبرى و3 بؤر إستيطانية. وقد أطلق الاحتلال أيادي المستوطنين لترهيب السكان والعمل على تهجيرهم لتسهيل السيطرة الكاملة على سلة الغذاء الفلسطينية. وتستخدم سلطات الاحتلال سياسة هدم البيوت بشكل أسبوعي، فقد هدمت منذ عام 2009 وحتى عام 2017، ما مجموعه 350 بيتاً و719 منشأة في منطقة طوباس. وهناك إجماع لدى الأحزاب الإسرائيلية بأن لا يكون هناك وجود للفلسطينيين (إلا كأفراد) بين إسرائيل والأردن في تلك المنطقة لأهمية الأغوار الشمالية من الناحية الاستراتيجية كشريط حدودي من جهة وكمنطقة زراعية غنية. المأساة أن القيادات والأحزاب الفلسطينية غير معنية بما يجري في الأغوار ويكتفون بظهورهم في خيمة الاعتصام.

رابعا- قانون القومية اليهودية

القانون الدستوري الأساسي الذي اعتمده الكنيست يوم 18 تموز/يوليو من أخطر التحولات الأيديولوجية في تاريخ الكيان الصهيوني منذ إنشاء الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر. وقد كتب الكثير عن القانون وتحدثت مطولا مع بعض أعضاء الكنيست العرب حول الموقف منه. وأريد باختصار أن أشير إلى أن القيادة الفلسطينية تتصرف وكأنها غير معنية بهذا القانون، فقد كان رد الفعل باهتا وخجولا مع أن هذا القانون يعطي للفلسطينين عامة فرصة كشعب واحد موحد مواجهة وفضح دولة أبارتهايد عنصرية.
هناك خلافات بين قيادات الشعب الفلسطيني داخل فلسطين التاريخية حول خطة مواجهة هذا القانون. فهناك رأي يقول بضرورة استقالة النواب الثلاثة عشر من الكنيست. وهناك رأي يقول لو حدث ذلك ستتجه الجماهير العربية لانتخاب رموز وقيادات غير وطنية ربما تكون لها ارتباطات مع الأحزاب الصهيوينة. وهناك رأي يقول بتعليق عضوية النواب العرب لمدة ثلاثة أشهر كنوع من الاحتجاح بصوت عال يتم خلال هذه الفترة البحث عن رد منطقي ومعقول ومؤثر لهذا القرار الخطير الذي قطع كل علاقة للفلسطينيين مع وطنهم وتاريخهم وحضارتهم. وخلاصة القول إن هذا القانون ليس قدرا على الفلسطينيين بل إن إفشاله ممكن إذا ما عاد الفلسطينيون إلى ثوابت قضيتهم الممثلة في وحدة الشعب ووحدة الأرض ووحدة الهدف.
محاضر في مركز دراسات الشرق الشرق الأوسط في جامعة رتغرز (نيوجرسي)

فلسطين من الخان الأحمر وعهد التميمي إلى التمييز العنصري

د. عبد الحميد صيام

قانون القومية اليهودية وصراعات القبائل العربية

Posted: 02 Aug 2018 02:13 PM PDT

لم تشهد البلدات العربية في إسرائيل أي ردة فعل احتجاجية لافتة في أعقاب المصادقة على قانون أساس: «إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي»؛ وقد تكون التظاهرة اليهودية – العربية التي جرت في تل أبيب، مساء يوم الاثنين المنصرم، الحدث الشعبي الأبرز حتى الآن، والصرخة التي كشفت عن صمم القيادات السياسية العربية المزمن. ولقد عرّت، كذلك، عجزها البنيوي وعدم قدرتها على تحريك «الشارع» وإخراج أفراده من حالة فقدان الثقة وإنقاذهم من نتائج ممارسات بعضهم لفنون الرياء السياسي المنتعش، في ظل وحدة معوّقة وواهمة كما سيرد لاحقًا .
لقد توقعت، ككثيرين مثلي، هذه النتيجة، وأكدّت في مقالتي السابقة أنه «لن يراهن عاقل على ما قد يحدث قريبًا، وسيبقى أقوى الاحتمالات الواردة ألّا نلمس تحركات ثورية ومؤثرة» .
لم يكن ذلك من باب التكهن النزوي أو التنبؤ الافتراضي، فتشخيص حالة العقم السياسي في مجتمعنا العربي تم منذ سنوات، وأعراضه ظهرت في كل مرّة فشلت فيها تلك القيادات بالتصدي لقطار العنصرية المندفع بجنون والمتقدم من محطة إلى أخرى، دون أن تنجح مؤسسة أو حزب أو جهة بتعطيله أو بعرقلته إلى أن وصل، كما نرى في أيامنا، إلى محطته قبل النهائية واسمها «إسرائيل دولة يهودية فوق الجميع».
لم تحدث انهيارات البنى السياسية والاجتماعية فجأة، ولن نتطرق هنا إلى مسبباتها التاريخية، لأن ما يعنينا في النهاية هي نتائجها التي تستوجب المعالجة بجرأة وباستقامة وبوفاء.
لقد أُصبنا في الثلاثة : «لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في إسرائيل» و»القائمة المشتركة» و»اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية». كانت خسارة المجالس البلدية والمحلية من علامات «الآخرة» السياسية، حيث أدّت باكتمالها إلى تقويض دور لجنة الرؤساء في تأمين سلامة مجتمعاتنا المحلية وحمايتها؛ ومن هناك، كما كتبنا، بدأت مواسم حصاد الهزائم!
كان من المفترض، في مثل هذا الواقع، أن تضاعف لجنة المتابعة العليا من قوتها ومن تأثيرها على مجريات الأحداث في مجتمعاتنا، خاصة بعد أن اضطرت الأحزاب والحركات السياسية المؤمنة بالعمل البرلماني خوض تجربة العمل الوحدوي من خلال «القائمة المشتركة» التي توقع الجميع إسنادها للجنة المتابعة. لم يحدث هذا وبرأيي لن يحدث، فلماذا؟

لجنة المتابعة واحتجاجات «الكوتتج»

اجتمعت لجنة المتابعة العليا يوم الثلاثاء المنصرم ونشرت بيانًا ضمّنته دعوتها الجماهير الواسعة للانخراط في رزمة من الفعاليات الاحتجاجية المتنوعة التي ستغطي فترة الأيام القريبة المقبلة.
لم يجفّ حبر البيان حتى قامت جهات عدة بانتقاده مباشرة ووصمه بالتقليدي والمكرور الذي لم يستحدث أي وسيلة نضال جديدة ترقى إلى مستوى الحدث.
قد يكون ما كتبه في هذا الصدد مراد حداد القيادي في حزب التجمع، (وهو ليس وحيدًا، فقبله كتب زملاؤه مثله وأكثر في حق لجنة المتابعة والمؤسسات القيادية الأخرى) هو الأحدّ والأبرز، فبرأيه «كل احتجاج لا يحمل طابع المواجهة مع المؤسسة لا يعوّل عليه». ثم يضيف بحدة وبقساوة قائلًا: «لقد سقطت المتابعة مرّة أخرى بقرارات جوفاء وباحتجاج ضعيف يشبه إلى حد ما «احتجاج الكوتتج». المتابعة أصبحت جسمًا مشلولًا تتحكم به ثلة من أتباع التعايش الوهمي والتذلل لسلطة أبو مازن» .
لا تستطيع المتابعة إغفال هذه الاتهامات الخطيرة، خاصة وهي تكال بحقها على لسان قياديين بارزين في حزب يشكل أحد مركباتها الأساسية، وتُعلن من قبلهم بناءً على مواقف حزبهم المبدئية إزاء مسألة تعريف جوهر الصراع ووسائل النضال في مواجهته.
قد تكون المصادقة على قانون «إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي» من المفارقات الفريدة التي ستفرض على القوى السياسية العربية، وعلى الحركات الإسلامية في إسرائيل، إزالة الطلاء عن بعض المفاهيم المؤسسة عند كل فريق وفريق منهم، وتجبرهم، بالتالي، على العودة إلى أصول التمايز واختلاف الرؤى والعقائد بينهم.
ومع أن هذه الاختلافات العقائدية الأساسية كانت قائمة بينهم في فترة «العدة» الوحدوية (بين الشيوعيين/ الاشتراكيين، والقوميين والإسلاميين) وكانت مصبوغة بحكم المصلحة ومؤجلة بفرض الواقع، إلا أن سفور القانون الجديد وتحدياته المستفزة لن تسمح لهم، على ما يبدو، بإبقائها تحت ظل التوافق المصطنع وفي ثنايا المصالح الآنية «المشتركة» وعند أقدام ضرورات «التقية» ومنافع المراوغة.
فحزب التجمع، وعلى لسان معظم قيادييه، يرفض حصر الصراع في مسألة المواطنة ودولة المواطنين؛ ويرى معظمهم بضرورة «تفكيك المشروع الصهيوني الاستعماري وبناء دولة ديمقراطية واحدة» دستور إيمانهم وأساس برنامجهم السياسي، ولذلك يجزمون، كما رأينا، بأن « كل احتجاج لا يحمل طابع المواجهة مع المؤسسة لا يعوّل عليه»، لا كما دعت لجنة المتابعة في بيانها للنضال الاحتجاجي السلمي ومن دون «استقدام المواجهة مع المؤسسة».
فهل في مثل هذه المواجهة بين موقفين مبدئيين مختلفين، يستطيع رئيس لجنة المتابعة تفادي اتهامه، غير المحق، وزملاءه بكونهم « ثلٌة من أتباع التعايش الوهمي والتذلل لسلطة أبو مازن» ومن مروّجي نضالات «الكوتتج» ؟

الدول زائلة والعقيدة باقية

لم يكشف قانون الدولة القومية اليهودية عمق الخلاف بين حزب التجمع وبين مركبات أخرى في لجنة المتابعة فحسب، بل عاد وأكد، على الضفة الثانية، على مزيد من الخلافات وتضادها الجوهري بين معظم تلك المركبات وبين ما تؤمن به الحركة الإسلامية، وهي أيضًا مركب هام آخر من مركبات لجنة المتابعة.
فبخلاف ما يؤمن به حزب التجمع، يؤمن الإسلاميون بأن الصراع هو صراع ديني على الأرض وبأن منطق التاريخ يقول: «لا بقاء للدول، وأنّ صعود الدول وزوالها واندثارها هو مسألة وقت. لكن الذي لا يذهب ويبقى هو الأرض وما ينزل من السماء، هي العقيدة»، كما نشر الشيخ كمال الخطيب في أعقاب المصادقة على القانون.
وإذا كان الحال هكذا، فكيف بمقدور رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، وهو القائد الشيوعي العتيق وابن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التجسير على هذه الفوارق الجوهرية، والنجاح بوضع برامج عمل نضالية حقيقية لا توفيقية كما حدث ويحدث وسيحدث باسم وحدة لجنة المتابعة والمحافظة عليها ؟
فلماذا ستبقى هذه الوحدة مقدسة حتماً؛ بينما سيبقى العمل الحقيقي مشلولا ومصيرنا، كمواطنين في دولة تستوحش بلا هوادة، مرهونا بين سماء فيها للجميع حصة، وبين همّة أمة تأكل أبناءها وبعضها؟
وكيف يمكن تحقيق برامج نضال دسمة «وغير نباتية»، إذا كان جزء كبير من الشركاء يعتقد أن شركاءه في النضال ليسوا أكثر من مجرد ثلة واهمة وتابعة ؟ وكيف يمكن لأعضاء «القائمة المشتركة» أن يعطوا كل ما في وسعهم مع شركاء يحرّمون عليهم العمل من داخل البرلمان الصهيوني ويتّهمون بعضَهم بالعمل «لصالح المشروع الصهيوني نفسه أكثر مما هو لصالح شعبنا»، كما جاء في مقالة الشيخ كمال الخطيب المذكورة ؟
كتبت، قبل سنوات ،عن خشيتي من أن «يكون ضعفنا في وحدكتم»، وكم أخاف اليوم أن يكون حدسي قد صدق !
فالخلافات بينكم أخطر مما توقع المتفائلون بيننا وأقوى من محاولاتكم لتدثيرها في أغطية من الأماني وباقات الوعود.
يستوجب غياب الشارع عن ميادين النضال ضرورة مراجعتكم للتجربة واستخلاص النتائج والعبر؛ فالوحدة بين المقموعين ضرورية لكن «التجارب مسنات» والنتائج تصرخ مع كل رصاصة وقانون.
فنعم للوحدة ولكن بشرط ألا تكون مهزوزة ومعطلةن ونعم للشراكة ولكن فقط إذا تعانقت المقاصد وتوافقت الغايات ولم تعد غاياتكم سببا للعجز وللصمت ومسوغا لتراتيل السراب.
وأخيرا، تستطيعون انتقاد نكوص المؤسسات القيادية وقصورها، لكنني لا أفهم كيف تفسرون فشل أحزابكم بإخراج مظاهرة واحدة يتجمع فيها عدد أشخاص أكبر من عدد من يشاركون بعض القادة والوجهاء، أفراحهم أو أحزانهم ؟
كاتب فلسطيني

قانون القومية اليهودية وصراعات القبائل العربية

جواد بولس

سؤال الشفافية في موسم الشائعات الأردني

Posted: 02 Aug 2018 02:12 PM PDT

حصلت حكومة الرئيس عمر الرزاز على فرصة للاستحواذ على المشهد الإعلامي في الأردن في ظل الرحلة الطويلة للملك والتي تركت مساحة واسعة للأقاويل التي يبدو أن كثيراً منها يفتقد لأي سند منطقي، فتواجد الملك خارج البلاد لا يفترض به أن يقود لأي مشكلة دستورية، وحتى النص الذي يدفع به البعض ضمن الدستور الأردني حول تغيب الملك خارج البلاد لأربعة أشهر فإنه يوجه لاجتماع مجلس النواب لمناقشة الموضوع في حالة لم يكن المجلس مجتمعاً، أي في حالة عدم وجوده في دورة اعتيادية على ما يفهم في النص، وهو ما يمكن أن يسند أصلاً على أساس قراءة ما ورد في المادة الأولى من الدستور في وصف نظام الحكم نيابياً ملكياً وراثياً.
ارتأى البعض أن إتاحة فرصة واسعة لحكومة ما بعد احتجاجات الدوار الرابع من ضمن الأسباب التي دعت لترتيب زيارة مطولة لإتاحة هامش معقول للرئيس المكلف، وهو ما استغله الرزاز بالصورة المناسبة ضمن اجتهاده الشخصي الذي يظهر وأنه سيكون قدراً للأردنيين، فمن بيان الحكومة الذي يعترف الرئيس فيه بأن حكومته لا تختلف عن أي حكومة سابقة في آلية اختيارها للوزراء وترتبط بالرئيس ونطاقه العملي والاجتماعي، إلى ارتجال مجموعة من الإجراءات التي لقيت استقبالاً إعلامياً لافتاً لتعزيز دوره وتجربته، فالرئيس تحول إلى رجل يحمل عصا سحرية ويضع استثماراً بستة ملايين دينار ليحل بسرعة قياسية مشكلة بيئية في منطقة الرصيفة ما فتئت تشكل مكرهة صحية على امتداد أربعين عاماً – بالطبع لم يكن مثل هذا المبلغ ضمن موازنة الدولة – واحتفت الصحافة الرسمية بالأمر، ليتبعها بزيارة خاطفة لمستشفى البشير الحكومي انتهت بقرار سريع بتعيين إدارة جديدة للمرفق الحكومي، وغيرها من التغطيات الواسعة والممنهجة لمصلحته.
تطورت الأقاويل حول رحلة الملك لتتحول إلى شائعات واسعة النطاق على شاشة التلفزيونات الأردنية والمواقع الإلكترونية وصولاً إلى أحد معاقل الإعلام الرسمي في صحيفة «الرأي» مع مقال طرح تفاعلات عديدة داخل المجتمع الأردني، خاصة بعد إطلاقه سؤالاً مهماً يتعلق بأحقية المواطنين الأردنيين في التساؤل عن تغيب الملك، وهو ما استجلب حالة واسعة من عدم الرضا شغلت الأردنيين وأنتجت مجموعة من التعليقات التي تستحق الالتفات والقراءة المعمقة.
تتعدد القراءات حول القضية التي يبدو أنها أثيرت من أطراف مغرضة في البداية لفتوا الانتباه إلى الزيارة الملكية الطويلة للولايات المتحدة في فترة حساسة، فالبعض كان يتطلع لأن يكون الوجود الملكي مهماً ومطلوباً في ظل تطورات الأوضاع في سوريا، مع أن عدم وجوده أيضاً يمكن أن يفسر بمثابة الخطوة التكتيكية لإتاحة الفرصة للعسكريين والأمنيين للعمل دون تأثير سياسي، فمعبر نصيب/ جابر يتأهب لاستعادة دوره وهو ما سيعني دراسة فعلية لاستئناف أنشطة تجارية ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري وبالتالي يتوجب التعرف على الأرض في الجانب الآخر والتعرف على تفاصيلها وهو الشأن الأمني الصميم الذي لا يحتاج تدخلاً ملكياً خاصة أن التواصل مع القوى الفاعلة على الأرض مستمر منذ أسابيع ويمضي بصورة معقولة.
حضرت صفقة القرن في الحديث أيضاً، مع أنه بدا واضحاً قبل سفر الملك أن الأمريكيين لم يشكلوا بعد تصوراً قابلاً للتبني والإعلان، أو أن زيارة كوشنر للمنطقة فرملت مشروعه الكبير شكلاً والفارغ مضموناً.
أخذت المنطقة الرمادية التي أثارتها الشائعات تؤول إلى نهاية وشيكة مع وصول الملك إلى البلاد مساء الأربعاء، ومع ذلك فمن الضروري التأكيد على أن الأردنيين يمتلكون الحق في الاهتمام بوجود الملك خارج البلاد في ظل تصميم البنى السياسية القائمة، ولا يمكن لأي شخص أن يصادر حقهم في ذلك، ولا أن يصادر على الملك تقدير تفاصيل تغيبه خاصة أنه يمنح تفويضه للحكومة المكلفة بموجب الدستور، وتحصل هذه الحكومة على ثقة مجلس النواب. وبما أن الدورة الاستثنائية للمجلس كانت تنحصر في مناقشة بيان الثقة في الحكومة بدون وجود مشاريع قوانين تحتاج لتوشيحها بالإرادة الملكية، فالرحلة الطويلة لم تكن لتخلق أي حالة من التعطيل لمسارات محددة سلفاً، وفي حالات الطوارئ فالجميع يتذكر قيام الملك بقطع زيارة خارجية سابقة عندما أقدم تنظيم «الدولة» على إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة بما كان يشكل أزمة وطنية في ذلك الوقت.
قطعت عودة الملك الطريق على تصاعد الشائعات التي تغذيها أطراف مشبوهة خارج الأردن، ولكنها تدفع للعودة لمربع العلاقة بين الملك والمواطنين في الأردن، فالملك هو المرجعية التي يمكن أن تفض الاشتباك بين السلطات وأن تتدخل لحل المجلس النيابي أو تكليف حكومة جديدة، وحالة السيولة الحالية في الإقليم وعلى المستوى الأردني توحي بأن الأردنيين ينتظرون تدخلاً ما دون أن يعرفوا توقيته أو مداه، بما يوصف بحالة قلق جماعي غير مرتبطة بدافع واضح أو محدد، ولكن متاعب الإقليم وأسئلته الصعبة، وتقلبات السياسة الدولة تجاه عصر جديد من ثنائية أو ثلاثية أو حتى رباعية القطبية، باعتبار الصين والاتحاد الأوروبي بجانب روسيا والولايات المتحدة، عدا بالطبع عن تفاعلات داخلية مثل قضايا الفساد واحتقانات مجتمعية، كلها أمور تدعو لهذه الحالة من القلق والتي كانت بعض البالونات التي تنطلق من متعالمين أو متحاذقين تدفعها إلى الحافة بنبرة من التحدي أظهرت وكأن الأمر يقوم على معلومات أو تسريبات معينة.
بشكل عام ليس من السهل التوقع بمسارات السياسة في الأردن، وهذه ليست ظاهرة جديدة، فالأردن ينقل قدميه بكثير من الحذر في إقليم ملتهب، وهذه السياسة الحذرة التي جربت التكلفة الكبيرة للمساحات الضيقة كما حدث مع خيارات حرب الخليج الثانية تجعل تسلسل المعلومات في الأردن محكوماً بكثير من الاعتبارات، وبما يجعل من الشفافية غاية من الصعب تحقيقها في المدى القصير على الأقل. ولكن لا يمكن لأحد أن يرفض المطالبة بالكثير من الشفافية لأنها متطلب أساسي تجاه الإصلاح السياسي، ولا يمكن لأي جهة أيضاً أن تفرض ايقاعاً للعلاقة بين الملك بوصفه رأس الدولة وبين المواطنين في الأردن، لأنها علاقة عبرت بمآزق حرجة احتاجت أعلى درجات المصارحة مثل حرب يونيو/حزيران 1967 وفك الارتباط مع الضفة الغربية وتبعات حرب الخليج الثانية، وفي كل مرحلة كانت تدخل الأردن في انعطافة جديدة بما يمتلكه من قدرة على المراجعة.
يمكن القول بأن هبة ابريل/نيسان 1989 أنتجت عصرها الخاص واستعادت الحياة الديمقراطية للأردن، وأن الاحتجاجات الأخيرة تكتب ما يخصها من فصول وأنها ستكون خطوة تجاه تأكيد الولاية العامة للحكومة مع وضع مجلس النواب أمام حقيقة إعادة إنتاجه للمشكلات نفسها من تداخل مصالح أعضائه مع الأجهزة المختلفة وسعي كثير منهم تجاه مصالحهم الشخصية، وبما يوحي بأن كثيراً من أعضائه سيترك بدون غطاء أمام استحقاق انتخابي ربما لن يكون بعيداً.
كاتب أردني

سؤال الشفافية في موسم الشائعات الأردني

سامح المحاريق

تغوّل رأس المال وتفتيت أنساق القيم

Posted: 02 Aug 2018 02:12 PM PDT

الأخلاق من المنظور الليبرالي مجرّد قيم تجاريّة استهلاكية تُقاس كمّيا وفق مبدأ الربحيّة والمنفعيّة بعيدا عن القيم العليا، فالربح المادّي هو الأساس في الفلسفة الأخلاقية الليبرالية التي في جوهرها «ليست أخلاقية»، ويتمّ ذلك عبر التحكّم في الذّوق الاستهلاكي وتوجيهه عبر الإشهار من أجل إدخال الفرد في دوامة الاستهلاك. والتسويغ ذاته لدى المشروع النيوليبرالي الذي يهدف إلى تحرير الاقتصاد الرأسمالي من كلّ القيود، وفي سياق مثل هذه النزعة المادّية المنفلتة لا يمكن تحرير الإنسان بأي شكل من الأشكال القيمية أو الأخلاقية أو الإنسانية، وهذا التّعميق للبعد المنفعي الحسّي يجعل الفكر الليبرالي هو هو لم يُغادر أسواره الكلاسيكية مع إضافة جديدة تكمن في «تأليه السوق» وإصباغه قداسة تدفع الجميع إلى قبول مُخرجاته وكأنّها قَدَرا محتوما ضمن دوّامة الاستهلاك «لإنسان السّوق» المفرط في الاستهلاكية.
المنظور الاقتصادي الليبرالي ينزع نحو تثبيت قيم نفعيّة مادّية تبتعدُ عن القيم الأخلاقية والمعايير الإنسانية ووشائجها الاجتماعية ومثل هذه المعايير تنطق بإفلاس الرؤية الليبرالية في فهم واستيعاب كينونة الإنسان باختزالها الذّات الإنسانية في أطر مادّية خارج نطاق المعايير الأخلاقية والروحية. وهذه الرؤية الاختزالية التي يعتمدها المنهج الليبرالي عاجزة عن استيعاب المعطى الإنساني في كلّيته وهي تهتمّ بأبعاد محدّدة في الكائن الإنساني هي بالأساس الجسد الذي يستوي به كائنا مادّيا خارج نطاق الاحساس أو الشعور. نموذج متهافت يسعى الخطاب الثقافي النيوليبرالي إلى تمريره وتنميط الجميع على أساسه وفق معيارية الاستهلاك والمِلْكية، وهو إيقاع يُفرغ حياة الإنسان من المعنى، ويُسلّط متطلّبات مادّية تُبعِدُه عن سلّم القيم والأخلاق العليا. وقد ينتهي هذا الإنسان إلى الاستعباد عندما يشيّئه عالم الأشياء الذي انغمس فيه ونسي نفسه.
قصد ليس عسير الإثبات عندما نبتعد عن الخطاب الانهزامي القلق المثقل بلغة التبرير ونسائل النهج الليبرالي اقتصاديا وسياسيا من جهة علاقته بالأخلاق والقيمة، فمحورية السوق داخل النسق الليبرالي المتوحّش ساهمت في تدمير المقوّمات الأخلاقية للفعل الإنساني بتفتيت أنساق القيم وإفراغ حياة الإنسان من المعنى، ومنطق المقاربة النيوليبرالية المحكوم بالرؤية المادية يجعل رؤيتها لماهية الإنسان مبتورة وخاطئة. وليس مستغربا ترك السوق دون ضوابط وتدخّل من قبل الدولة الأمر الذي أدّى إلى الفوضى في كلّ الكيانات القطرية المصطدمة بإملاءات الحركة التجارية الربحية والمنصدمة بأدفاق العولمة، فالمنظور النيوليبرالي يدفع باتجاه جعل السوق خارج نطاق التّوجيه من قبل أي سلطة خارجية، فهو ينال القداسة التي تمنعُ التدخّل فيه. إنّه «توثين جديد» بتوصيف الطيب بوعزّة، يصنع صنما تُخلعُ عليه حُلل القداسة في أعلى صورها. وخلف مقولة العولمة والقرية الكونية يُعاد من جديد إخراج مشهد الاستعمار التقليدي بين «المرشدين الدّوليين والزبائن» وعماده التنافس الاقتصادي والمصالح النفطية والمناورات الجيوسياسية، وتُلغى «الإقليمية» بصفتها مبدأ تنظيم المجتمع ونوازعه الثقافية بفعل موجة العولمة، وهي صورة للرأسمالية الشاملة وأيديولوجيا الليبرالية الجديدة، وتُصبح المجتمعات الإقليمية بفعل تأثير العولمة الثقافية والسياسية والاقتصادية معرّضة لموجات مُتقلّبة ولقوى لا تستطيع التحكّم فيها ولا سلطة لها عليها وهو عجز الدولة ومؤسّساتها في نهاية الأمر وفشل في التّجاوب مع معطى العولمة ورهاناتها وتحدّيات السوق والتقنية أمام الدولة الوطنية .

النّظام العالمي الجديد اُحتُكر غربيّا بتصوّر أساسه المرجعية المادّية وبرغبة في الهيمنة على العالم بأسره، وهو مشروع وجّه اهتمامه لاستعمار العقول السياسية منها والفكرية في سعي واضح لجعل الشعوب العربية والإسلامية منفصلة عن القيم الأخلاقية ومغرقة في الأنماط الاستهلاكية. وعلى هذا الأساس تُصبح العملية تجارية بحتة بما فيها الديمقراطية التي مازال يُنظر للمجتمعات العربية على أنّها غير ناضجة وليست مؤهّلة لحياة ديمقراطية وهي أحكام معيارية وليدة امبريالية سياسية وثقافية مشبعة بالعداء والكراهية والصدام الحضاري. واتّساقا مع ما سبق يجري العمل على إلغاء كلّ أشكال الوعي المنهجي كي لا يبقى للهوية والإسهام الحضاري أيّ قيمة تُذكر ضمن عملية البيع والشراء «لحضارة التقدّم» والمرجعية المادّية. وفي الأثناء يبدو أنّ الفضاء الثقافي العربي فشل في اجتراح نموذج توافقي وفي تطوير موقف نقدي تجاه ما يُصدّر من أفكار يتمّ تبنّيها عند السواد الأعظم من الفئات العمرية على اختلافها وهي مسارات غاية في الخطورة بالنظر إلى جدّية مساءلة الوعي العربي لأناه الحضاري ضمن سياقات المتغيرات الدولية والنظام العالمي الجديد.
كاتب تونسي

تغوّل رأس المال وتفتيت أنساق القيم

لطفي العبيدي

خديجة أيَّتُها الأُم المناضلة وداعاً

Posted: 02 Aug 2018 02:12 PM PDT

تجتاح الكرة الأرضية في معظم أجزائها والعالم موجة عارمة من الحر الشديد وباتت درجات الـ 50 نسبة مئوية أمراً مألوفاً لكثير من المدن، وقد لفظ عدد لا يستهان به أنفاسهم جراء هذه الظاهرة والتي تسمى بالإحتباس الحراري وهي زيادة درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم لزيادة الغازات الدفيئة ( بخار الماء ، ثاني أكسيد الكربون ، أكسيد النيتروز ، الميثان ، الأوزون ، الكلوروفلوركاربون ) وقد لوحظت الزيادة في أواسط القرن العشرين وبعد الحرب العالمية الثانية ، وانتهت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية أنَّ إزدياد الغازات الدفيئة وما ينجم عنها بسبب الممارسات البشرية الخاطئة لأنَّ الحرارة اليوم هي ضعف ما كانت عليه قبل 200 سنة تقريباً ومع أن البراكين والضياء الشمسي لها تأثير أيضاً لكن بنسبة قليلة لوجودها قبل عصر الصناعة وأوكل بعض العلماء للتلوث الحاصل فيما ذهب آخرون إلى التغير في الطبيعة ولا ينحصر ضررها بإرتفاع درجات الحرارة فحسب بل تتعلق بالتلوث البيئي والمناخي أيضاً .
في ظلِ الأجواء اللاهبة وحالة العطاش والظمأ التي يعاني منها الكثيرون إزدادت قلوب الأحرار في العالم عطشاً وظمأ بوفاة المناضلة وأم الأحرار وسيدة أُمهات (مدينة سربرنيتسا البوسنية ) خديجة محمدوفيتش والتي قد وافتها المنية بعد صراعٍ طويل مع المرض و تم دفن الفقيدة يوم الأربعاء 2572018 في قرية بكتيجي في مدينة سربرنيتسا شرقي البوسنة والهرسك بعد ما توفيت مساء الأحد 227 في أحد المراكز الصحية في العاصمة البوسنية سراييفو وقد حضر تشييعها المئات من محبيها ومحبي العدل والمساواة بعد إن سبق الدفن مراسيم التشييع في مركز المدينة وبحضور رسمي وشعبي كبير .
واعجباً يا خديجة فقد إلتحقت بالرفيق الأعلى في الشهر الحزين تموز / يوليو ذاته، والذي قد سيق بهِ للقتل من قبل سنة 1995م زوجكِ عبد الله وأبنيكِ أزمير وألمير 21 و 18 عاماً وما لا يقل عن 8000 آلاف شاب وصبي بريء لا ذنب لهم ولا جريرة سوى ثقافة عدم قبول الآخر والأحادية اللئيمة كما وفقدتِ والدكِ وشقيقكِ وأفرادا عديدين مِن عائلتكِ بل ووصل الأمر بالقتلة ومرتكبي الإبادة الجماعية إلى إخفاء جثامينهم والتخلص منها .
واعجباً يا خديجة حينما عدت لمدينة سربرنيتسا بمفردكِ وكنتِ الوحيدة الناجية ولخمس عشرة سنة بلا كلل ولا ملل وأنتِ تبحثين عن رفاتهم وتنادينا بصوت العدل والحرية بعد إبادةٍ جماعية ومجزرة قد وصفها الأمين العام للأُمم المتحدة بالأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية على الأراضي الأوروبية وقد تعرضتِ للتهديد والإرهاب في أجواء سادها طمس آثار الجريمة وإنكارها لكنكِ وقفتِ كالجبل الأشم ومنارة وضاءة في مسارِ تحقيق العدل والمساواة .
واعجباً يا خديجة فحينما يتعرض أحدنا إلى طارئ صحي بسيط أو هزة من هزات الحياة تراه يستسلم سريعاً بينما حولتِ مأساتكِ الفريدة من نوعها إلى أكاديمية للصبر والصمود يتخرج منها كلُ مَن تتشوق حدقة عينيه لمعنى المبادئ والقيم ، ولم تجلسِ يوماً مجلساً يميزكِ عن ما سواكِ بل كنت أُمَّاً للجميع وخادمةً لأُمتكِ ومجتمعكِ ولطالما هزت مشاعري صورتكِ بين التوابيت وقد حملت ما تبقى من آثار أجساد الأبرياء في 2007 م ولفت بالأعلام الخضرآء وأنتِ تجلسين في منتصفهم وتحتضنينهم بيدكِ اليمنى والشمال وكأنكِ نذرت روحكِ للجميع يحسبكِ الناظر تجلسين في واحةٍ ومزرعةٍ خضراء وهي كذلك إلاّ أنَّها ليست من نباتٍ بل من جنة الأحرار والشهداء الخضراء ، فكما وقفتِ مستذكرةً على صخور الألم ( تذكار ضحايا المجزرة ) ها هم أحرار العالم يقفون نادبين وباكين على رحيلكِ وفراقكِ ، وكما وقفت تقرئين أسماءهم 8372 على حجرٍ تذكاري ها هم أحرار العالم يقرؤون نضالكِ وجهادكِ وصبركِ وصمودكِ .
واعجباً يا خديجة لخمسٍة وستين عاماً من النضال والشهامة والمروءة ففي أشدِّ حالات المرض بعد ما أخذَ منكِ مأخذهُ وأنتِ تفكرين بالعطاء والبذل فقد أطلقت حملة تبرعات ونظمت قوافل المساعدات من الغذاء والأدوية للاجئين السوريين ! وكنتِ تقولين :
«لا أسعى إلى الانتقام .. ولا أنشر الكراهية .. ولا أتمنى أن يشعر أي إنسان بما أشعر به .. ما أسعى إليه هو العدالة .. إذا انتصر عليَّ مرض السرطان أعطوني وعداً أن تظلوا تذكرون أبنائي وأن تحكوا قصتهم للجميع .. وأن تقولوا حقيقة ما جرى في سربرنيتسا «.
يا أيتُها الأُم المناضلة فإذا فقدتِ أبناءكِ فأحرار العالم جميعاً لكِ أهلٌ وأبناء وها نحن نعدكِ بأنَّ صوتكِ سوف يبقى يدوي في سماءِ الخلود ، وإنَّ العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلاَّ ما يرضي ربنا وإنَّا لفراقكِ يا خديجة لمحزونون وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون .

خديجةَ صوتٌ حُر قد عاشَ خالداً
كريماً أبيَّاً للرؤوسِ عـــــــــــوالي

تُرددُهُ الأجيالُ في الليلِ والضحى
تُرددُهُ في عزةٍ وغــــــــوالي

على روحِها أُمِّ الكتابِ تحيةً
قفوا صامتين دقيقةً وليالي

كاتب من العراق

خديجة أيَّتُها الأُم المناضلة وداعاً

إحسان بن ثامر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق