Translate

التوقيت العالمي

03:18:02 pm

احوال الطقس

تحيه

أهلا و سهلا ... اتغديت و لا لسا

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 6 أغسطس 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


هل يلمّح حاكم دبي لأخطاء قادة أبو ظبي؟

Posted: 05 Aug 2018 02:27 PM PDT

أطلق حاكم إمارة دبي ونائب رئيس دولة الإمارات، محمد بن راشد آل مكتوم، عدة تغريدات مؤخرا ينتقد فيها بقوة السياسات العربية معتبرا فيها أن الخوض في السياسة في العالم العربي «مضيعة للوقت ومفسدة للأخلاق ومهلكة للموارد»، طالبا ممن «يريد خلق إنجاز لشعبه» التوجه إلى وطنه ليكون التاريخ شاهدا عليه، «فإما إنجازات عظيمة تتحدث عن نفسها أو خطب فارغة لا قيمة لكلماتها ولا صفحاتها»، وأتبع ذلك بتغريدة أخرى يقول إن الأزمة في البلاد العربية هي «أزمة إدارة وليست موارد»، مشيرا إلى «دول تملك النفط والغاز والماء والبشر، ولا تملك مصيرها التنموي، ولا تملك حتى توفير خدمات أساسية كالطرق والكهرباء لشعوبها»، وكذلك بتغريدة أخرى يحمل الأخطاء فيها للسياسي الذي «يدير الاقتصاد والتعليم والإعلام وحتى الرياضة»، مشيرا إلى أن على السياسي بدلا من التنطع لهذه المهام الكثيرة «تسهيل حياة الاقتصادي والأكاديمي ورجل الأعمال والإعلامي»، معتبرا الوظيفة الحقيقية للسياسي «تسهيل حياة الشعوب وحل الأزمات بدلا من افتعالها وبناء المنجزات بدلا من هدمها».
ورغم احتفاء الصحف الإماراتية بتغريدات محمد بن راشد، فإن توقيت التغريدات وتواترها واللغة المستخدمة فيها (رغم محاولتها التعميم والتوسعة والشمول) لا يمكن أن تقرأ من خارج سياق الأزمة الخليجية، وحرب اليمن، إضافة إلى اعتبارها نقدا لبعض الدول التي تتحالف معها الإمارات، وكذلك، بالتأكيد، لدول عربية أخرى.
إحدى الجمل المفتاحية، ضمن دائرة الحدث الخليجي، في هذه التغريدات هي «حل الأزمات بدلا من افتعالها»، وكذلك الحديث عن السياسة الـ»مهلكة للموارد»، وأيضا الحديث عن بلدان تملك كل شيء لكنها «لا تملك مصيرها التنموي»، وهذه الجمل لا تحتاج تأويلا كثيرا لاستخدامها توصيفا لما يفعله قادة أبو ظبي أنفسهم في تدخلاتهم العابرة للدول، سواء كان في اليمن، التي وظفت فيها ميليشيات تدافع عن مصالحها، وبنت سجونا تعتقل فيها اليمنيين وتنتهك حقوقهم بطرق بشعة، أو في ليبيا، حيث ترسل أيضا مقاتلاتها ودعمها لصالح الجنرال خليفة حفتر، وفي مصر، حيث عملت من دون هوادة على الانقلاب على الحكم المدني الديمقراطي وساهمت في استيلاء الجيش على السلطة، ووصولا إلى نزاعها مع تركيا وغيرها.
تعطي هذه التغريدات دفعة لبعض الوقائع التي يمكن ربطها بها، مثل ظهور شقيق حاكم دبي، وزير المالية حمدان بن راشد، على شاشة قناة «الكأس» القطرية، على خلفية مشاركة في مهرجان قطري للخيول في لندن، ولجوء نجل حاكم الفجيرة، في أيار/مايو الماضي الذي قال لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن حكام أبو ظبي لم يتشاوروا مع حكام الامارات الآخرين قبل المشاركة في حرب اليمن، كما تحدث عن وجود توتر بين الإمارات، وأن جنود الإمارات الأصغر، كالفجيرة، هم أغلب قتلى الحرب اليمنية.
وسواء كان الشيخ محمد بن راشد ينتقد حكام أبو ظبي أم لا، فالأكيد أن التوسع «الامبراطوري» لأبو ظبي، ولعبها دورا محوريا في أغلب النزاعات العربية، بعد أن كانت البلد الذي يحاول جمع كلمة العرب ووقف الخلافات بينهم، وجرّها وراءها الإمارات الست الأخرى بالقوة، لا يمكن أن يستمرّ، وقد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.

هل يلمّح حاكم دبي لأخطاء قادة أبو ظبي؟

رأي القدس

غموض محمود درويش

Posted: 05 Aug 2018 02:27 PM PDT

في مستهل كتابه «لماذا الشعر»، الذي صدر مؤخراً بالإنكليزية عن منشورات هاربر كولنز في نيويورك، يلجأ الشاعر وأستاذ الأدب الأمريــكي ماثيــــو زابرودر إلى تدوين ثلاثة اقتباســات: من والت ويتمان («مُرّ بي هذا النهار وهذه الليـــلة، ولسوف تستحوذ على أصل جمـــيع القصائد»)؛ ومحمـــود درويــــش («أقصى الوضوح هو الغموض»)؛ وفرجينيا وولف («الشاعر معاصـــرنا دائماً»). ولسوف يعود، على امتداد فصول الكتاب الـ13، إلى الأسباب التي جعلته يختار آراء شاعـــر أمريـــكي وشاعر فلسطيني وروائية بريطانية لتصدير كتاب يساجل، في مقولته المركزية، حول سلسلة العناصر الفنية والاجتماعية والسياسية المقترنة بالشعر، والتي لا تجعل منه فناً ضرورياً فحسب؛ بل تشكّل، في الآن ذاته، ولدى شرائح واسعة من القرّاء، عائقاً أمام حُسن استقباله وتذوّقه.
لا يشير زابرودر إلى المصدر الأصلي لعبارة درويش، وما إذا كانت شعراً في قصيدة أم نثراً في مقالة أو حوار؛ ولهذا فمن الخير الإيضاح هنا أنّ الاقتباس يعود إلى قصيدة «مأساة النرجس ملهاة الفضة»، في مجموعة «أرى ما أريد»، 1990؛ وهي قصيدة طويلة متصلة، تستعيد أطوار تاريخية متشابكة تتقاطع خلالها رموز روما وصور وقرطاج وطروادة وسومر ودمشق والأندلس والساحل السوري؛ كما تتباين أطوال سطورها بين القصير والمتوسط والفقرة المدوّرة، وتتنوّع تشكيلاتها الإيقاعية أسوة بأنظمة التقفية المألوفة والداخلية. وقرابة نهاية الثلث الأوّل من القصيدة، يقول درويش:

هل نستطيع تناسخ الإبداع من جلجامش المحروم من عشب الخلودِ
ومن أثينا بعد ذلك؟ أين نحن الآن! للرومان أن يجدوا وجودي
في الرخامِ، وأن يعيدوا نقطة الدنيا إلى روما، وأن يلدوا جدودي
من تفوُّقِ سيفهم.
لكنّ فينا من أثينا
ما يجعل البحر القديم نشيدَنا
ونشيدُنا حجر يحكّ الشمس فينا
حجر يشعّ غموضَنا. أقصى الوضوح هو الغموضُ،
فكيف ندرك ما نسينا؟

وفي فصل بعنوان «معنى الحلم» يعود زابرودر إلى التعليق على عبارة درويش، ضمن سياق الحديث عن «الوضوح» بصفته صانع عناصر القصيدة؛ أي «تلك الأشياء التي تربطنا كقرّاء مع القصيدة. غموض القصيدة هو سبيل تلك الأشياء في التحوّل إلى تجربة لم تُعرف بعد، وإلى امتداد للوعي، في قلب الأسرار والتناقضات التي تتكاثر دائماً في حيواتنا».
وهو قرأ القصيدة، بترجمة فادي جودة إلى الإنكليزية، والأرجح أنه انشدّ إلى هذا الجانب الخاصّ، الطاغي عليها مع ذلك: الغموض الذي تســتولده مستويات وضوح قصوى، وتشترك في تجسيده (أو إغماض معانيه، عن سابق قصد دلالي وفنّي، إذا جاز التعبير) مهارات تسخير اللغة والرمز والأسطورة، ابتداءً من عنوان القصيدة ذاته في الواقع.
هذه خلاصاتي الشخصية، كي لا تُنسب إلى زابرودر، الذي يكتفي باقتباس عبارة درويش من باب تمكين فكرته المركزية عن الغموض، وكذلك على سبيل بلوغ درجة عليا من التكامل بين ويتمان ودرويش وولف. وأجدني هنا أعود إلى فقرة ثمينة حول الغموض، جاءت في مقدّمة الراحل للمختارات الشعرية التي صدرت سنة 2000 بالفرنسية تحت عنوان La terre nous est étroite et autres poèmes، «تضيق بنا الأرض». كتب درويش: «ليس الغموض هدف الشاعر. لكنه ينتج عن التوتر بين حركة القصيدة وما يحركها من فكر، وعن التوتر بين حالتها النثرية وحالتها الإيقاعية. وهذا الغموض الشبيه بإيماءات الظلال، هو أحد أشكال صراع اللغة الشعرية مع الواقع الذي لم يعد الشعر مشغولاً بوصفه، بل بالنفاذ إلى جوهره، وبصراع اللغة مع مرجعياتها. ولعلّ هذا النوع من الغموض هو الفضاء المفتوح لدور القارئ في منح القصيدة حياةً ثانية، إذْ يوفّر لها دوراً إبداعياً في القراءة والتأويل، بدلاً من تلقي الرسالة كاملة نهائية. فليس هذا الغموض نقيض الوضوح، بل نقيض الوضوح التعليمي الذي يترك القارئ عاطلاً عن العمل».
والراحل، الذي امتلك معارف نقدية عميقة وترك تنظيرات رفيعة حول الشعر والشعرية، أوجز في هذه الفقرة ــ على مألوف عادته، ونثره المثقف الفريد، حين يجنح إلى التأمل النقدي ــ جوهر ذلك الوضوح الأقصى الذي يُنتج الغموض في القصيدة؛ خاصة وأنّ درويش رأى، منذ «ورد أقلّ» على نحو خاصّ، أنّ «اللغة في الشعر ليست وسيلة أو أداة فقط لنقل المعنى، والمعنى في الشعر ليس سابقاً لبنية القصيدة».
وعلى أعتاب الذكرى العاشرة لرحيله، ثمة الكثير الذي يتوجب تلمّسه في إيماءات الظلال، خلف تجربة شعرية فذّة ظلّ صاحبها يتعلم «المشي العسير على الطريق الطويل إلى قصيدتي التي لم أكتبها بعد».

غموض محمود درويش

صبحي حديدي

هاجس الهواجس اللبنانية: السيادة على «التواصل الاجتماعي»

Posted: 05 Aug 2018 02:26 PM PDT

يوماً بعد يوم يتحول التحكّم بالدفق الفردي والأهلي على مواقع التواصل الإجتماعي إلى هاجس الهواجس بالنسبة إلى السلطات اللبنانية على إختلاف مستوياتها وأنواعها، فتتخذ إستعارة «السهر» (سهر الدولة على أمن وأمان مواطنيها، على سبيل المثال) إلى تطبيق بالحرف، تطبيق مؤّرق للسلطات والناس معاً. تطبيق «وسواسيّ» بامتياز من حيث أنّ ما ينتاب هذه الحساسية الأمنية «الساهرة» على قنوات التواصل الاجتماعي بدعوى «تسهيل المرور» ومراقبة قوانين السير داخلها، لا ينم بالضرورة عن نهم منهجي لتقويض النكهة الليبرالية للمعاش اللبناني، على هشاشتها كنكهة، بقدر ما يعكس توجّساً من كون كل هذا المعاش غير مسند بأساسات تدعمه، وبكون كل ما يعيشه لبنان من استقرار متصدّع وسريع العطب، انما كاستقرار بالمقارنة مع سواه من بلدان الجوار، ليس عنده من ضامن ويحاذر ان يتبدّد في أي وقت، ولأوهن الأسباب.
يعود استشراء هذا الهجاس السلطوي بمواقع التواصل، في حالة لبنان، إلى جملة عوامل. أبرزها يبقى أنه في ظل غياب الفضاءات العمومية، وتراجع الاعلام، ليس الصحافة فحسب بل ايضا التلفزة، وتكلس الاكاديميا، وتحلل الاشكال الاخيرة الفاعلة للانتلجنسيا بالمعنى الحركي للكلمة، تحولت مواقع التواصل، وبخاصة «فيسبوك» إلى مستقبل كبير لكل هذا، إلى وهم «آغورا» يحتشد فيها الشعب كله، فيرغي ويزبد ويقول ما يحلو له، والى وهم «كونية» باعتبار الفضاء الافتراضي الذي تدون عليه كل هذه الاشياء يتجاوز الحدود اللبنانية. وهكذا، بعد ان تخاصمت القوى المتسيدة على الوضع الداخلي مطولا حول مفهوم السيادة، وضد من يوظف هذا المفهوم، اخذت تصطنع شيئا من التفاهم بينها على «السيادة على مواقع التواصل الاجتماعي». السيادة المنقوصة بازاء السفارات والاشرافات والكيانات الموازية للدولة صارت تجد ضالتها في السيادة الافتراضية على الفضاء الافتراضي.
بيد ان هذا التفاهم على السيادة الافتراضية يحضر مجتزأ بدوره. عندما كان الرئيس ميشال سليمان، دافع العونيون عن هجاء له على مواقع التواصل بدعوى ان هذا رأي والبلد فيه حرية رأي. وعندما صار رئيس العونيين رئيسا للبلاد انقلبت الآية. وما يصح في حال العونيين يصح في حال غيرهم بطبيعة الحال. قبل اسبوعين تظاهر المئات في ساحة سمير قصير في بيروت «ضد القمع»، بعد تزايد الاستدعاءات إلى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، الذي يدل اسمه على مكافحة اعمال القرصنة الالكترونية، لكن الاستدعاءات المتكررة تحصل في اطار مختلف تماما. المفارقة في تلك التظاهرة ان قسما من المشاركين فيها ضد قمع تعرض له مواطن كتب مهاجما رئيس الجمهورية، لم يمانعوا ملاحقة مواطن آخر بدعوى تهكمه على رمز ديني من طائفته نفسها، وتلك كانت حالة «طريفة» تستخدم فيها الطائفة جهاز الدولة ضد احد ابناء رعيتها، بدعوى انه مواطن «هذه المرة» في واحدة من فرقعات النظام الطائفي اللبناني. فنظام الدولة الطائفية يظهر اكثر من اي وقت مضى، وبفضل اشكاليات الفضاء الافتراضي «الاجتماعي» هذه، على حقيقته: الطائفة هنا «نقابة» تحميك من الطوائف وافراد الطوائف الاخرى، لكن في مقابل مصادرة حقوقك كانسان ومواطن وعامل ان كنت «ابنا» ضالا، او غير ضال، لها.
السيادة المبحوث عن تعويضها بالسيادة «الساهرة» على مواقع التواصل الاجتماعي، وكثافة انكباب اللبنانيين على هذه المواقع، وانعدام مفهوم «السواسية» في التعامل بين تياراتهم، والمنسوب العالي للشتم والتجريح عند اللبنانيين مقارنة بشعوب عربية اخرى، كل هذا يفاقم التهابات «هاجس الهواجس» الحالي. يتزامن الامر مع ازمة انسداد شرايين هذا النظام، نظام الدولة الطائفية، وغياب الأفق المستقبلي له بقطع النظر عن مدى قدرته على تأبيد حاضره الماضوي بالمكابرة والتبلد، سنوات اضافية. ليس قليلا بالمناسبة، ان لا يستأثر اقتراب مئوية انشاء دولة لبنان الكبير بأي نقاش فكري وسياسي جدي، مثلما مرت قبل عامين سبعينية الدستور اللبناني مرور الكرام. الوقت للتنمير الالكتروني، وللتسمر الالكتروني. ربما يسجل للاستدعاءات لبعض المواطنين على خلفية منشور الكتروني هنا او هناك، انها حاولت، على طريقتها، الخروج من «السجن الالكتروني» والتذكير أن هناك سجونا غير الكترونية، وهو ما استدعى اول اعتصام غير الكتروني للشباب اللبناني في وسط المدينة منذ فترة غير طويلة.
ثمة مقولة «في لبنان الكثير من الحريات والقليل من الديمقراطية»، وهي في الاصل للرئيس سليم الحص، كانت تصلح فيما مضى للاضاءة على جانب اساسي من المفارقة اللبنانية. هذه المقولة عجنت كثيرا على مر السنين، وتقلص مفعولها، وهي الآن بين تهفيت وتبكيت. في زمن الثورة الرقمية والتلفون «الذكي» والأبله في نفس الوقت، تتداخل اشكال كسر المراتب واعادة «تجبيرها» على مواقع التواصل، ويصبح التحكم بهذه المواقع هاجسا محموما. لا يعني هذا ان الحريات في لبنان في طريقها إلى تقلص على المنوال العربي، فبعد كل شيء ثمة فارق كبير ومهول بين منحى الاستدعاءات وبين «المنسيين في المعتقلات». الهاجس محموم كونه لا يمتلك شروطه. لا يمتلك شروط السيطرة على لعبة السوشل ميديا بمثل ما امتلك في نهاية المطاف شروط السيطرة على الميديا. في لبنان الكثير من الحريات التي تتعرض للانتهاك، انما للانتهاك العشوائي، الانتهاك الذي لا يستطيع الذهاب إلى خواتيمه.

٭ كاتب لبناني

هاجس الهواجس اللبنانية: السيادة على «التواصل الاجتماعي»

وسام سعادة

ثبات الكتابة والقراءة

Posted: 05 Aug 2018 02:26 PM PDT

كما هو معروف وعلى الرغم من تطور تقنيات الكتابة عموما، سواء في الغرب أو في الوطن العربي، ما زال هناك مبدعون يتمسكون بالتقنية القديمة أو الكلاسيكية، بعيدا عن أي طرق حديثة أو تجريبية، بمعنى أن تجد القصة المكتوبة هذه الأيام لدى هؤلاء، هي نفسها التي كتبها يوسف إدريس ومحمد تيمور، منذ عهد بعيد، والرواية، هي نفسها رواية نجيب محفوظ ويحيى حقي، والطيب صالح، وأولئك القدامى الذين ساهموا في الارتقاء بالكتابة في زمن من الأزمان، وجاء زمن جديد، اقتضى مزيدا من المغامرة، ومزيدا من التجريب واختراع طرق جديدة تجري فيها الحكاية.
لا أنكر أن الطريقة القديمة، ذات الحكي الواضح، والزمن المتصاعد لمتابعة حدث، وبناء شخصيات تلائمه، قد تكون أكثر إمتاعا من تشتيت الحكي، والبداية من منتصف العمل مثلا، أو تعدد أصوات الرواة في العمل نفسه، ما قد يربك القارئ غير المتمرس أو غير المتابع جيدا، ويجعله يفكر في تقييم سيئ لعمل عظيم يستحق كل تقدير.
هذا الذي يفعله البعض، أي الكتابة بالروح القديمة في زمن حديث، أسميه الثبات الكتابي، وهو أن الكاتب بلا قدرة كبيرة على النحت، وشق درب جديد، هو يكتفي بالمنحوت أصلا ليتابع آثاره، وهذا ينطبق على كتابة القصة القصيرة والرواية، وأيضا على النقد الذي طالما ذكرنا أنه تنحى كثيرا عن دوره، وترك الساحة هكذا تعربد فيها الكتابة الجيدة وغير الجيدة، وتتصارعان بلا صافرة حازمة تنظم الفوضى. وحتى النقاد الذين يكتبون، يسارع معظمهم إلى الكتابة عن أعمال كتب عنها مئات المرات، وخرجت في مدحها الخطب والكتب، ولم تبق أسطر منها لم يشر إليها، وكان هذا يثير استغرابي، ودائما ما أسأل الشخص الذي ما زال يحاول استنباط نظرية ما في عمل استنبطت كل النظريات واستهلكت فيه: أليس من عمل جديد لتستنبط منه؟
ويأتي الرد من الأغلبية، لا يوجد عمل يوازي هذا.
أيضا أستغرب من تلك الموازاة التي تتكرر دائما، ماذا يعني أن لا عمل يوازي عملا؟ وأن لا سرد حديثا يوازي ذلك السرد القديم؟
إنها أسئلة بلا أجوبة، لكنني أجيب وأقول، هو الثبات الكتابي، القدرة على عدم مواكبة الجديد والنحت فيه، تلك التي تساوي القدرة على المتابعة، المغيبة هنا بتلك الأسباب التي ذكرتها.
لن نلوم كاتبا لن يسعى لابتكار شيء، ويستخدم الفكرة عينها بالطريقة نفسها التي استخدمها بها كتاب قدامى، ولن نلوم شاعرا يكتب بقسوة شعر عنترة وامرؤ القيس حتى الآن، أو يذوب في رومانسية نزار قباني من دون جرأة على طرح رداء جديد ترتديه قصيدته، التي تتغزل في حبيبة من هذا العصر.
وللعلم، فإن الكتابة القديمة، عند الكتاب الجدد، تستهوي معظم القراء، وتجد لديهم أصداء طيبة، بعكس كتابة التجريب التي لا يفهمها معظمهم كما ذكرت، وكنت دائما أشير إلى جمل وعبارات، استهلكت بشدة، وأصر على نفيها وإبعادها بشدة عن الكتابة الجديدة، ولكن أجدها مستخدمة ما تزال، والقراء لا يجدونها نشازا أو بلا ضرورة، وبالعكس قد يستعذبونها وتطربهم.
عبارات مثل: بنت شفة، وارتعاد الفرائص، وعرض المنكبين المرتبط بطول القامة، تلك العبارات الموجودة في ثلثي الكتابة العربية، معظم من يكتبونها قد لا يعرفون ماذا تعني، وإنما تكتب هكذا بلا تفكير، فالشخص الطويل القامة، في الرواية، هو بالضرورة عريض المنكبين، والذي التزم الصمت لأي سبب في النص، لم ينبس ببنت شفة، والذي خاف من شيء، لا بد أن ترتعد فرائصه هكذا.
بالنسبة لقراءة النصوص، التي لا بد منها لتكتمل حلقة الكتابة – القراءة، فهي أيضا تملك ثباتا لا يتحرك، وقدرة على عدم القدرة على اكتشاف التقنيات الحديثة، القارئ هنا مدرب على أن يقرأ نصا يبنى أمامه جملة جملة، ويتصاعد البناء بشكل روتيني ليصبح نصا روائيا، هو، أي القارئ قد يشارك في ذلك البناء بتوقع أحداث معينة، ربما تحدث بالفعل وربما لا تحدث، كأن يتوقع مثلا أن تجهض فتاة حامل، من جراء المعاملة القاسية لزوجها، أو يموت الزوج فجأة، وهو يرفع سكينا يحاول أن يطعن بها الزوجة. إنها آراء أو توقعات تبنى نتيجة الفهم الثابت والاستيعاب العادي لنص بدأ طفلا وكبر بين يدي القارئ، ويأتي التقييم في النهاية جيدا لأن القارئ كان في غاية الهدوء والاسترخاء، حتى لو كانت الأحداث مثيرة، ومشوقة، المهم أنه لم يجهد ذهنيا، وبالتالي سيظل هكذا محافظا على ثبات الاستيعاب، في كل نص جديد. بالطبع يوجد قراء آخرون، قراء مغامرون مثل الكتاب المغامرين تماما، هؤلاء، لا تستهويهم النصوص المكتوبة بقدرات محدودة، ويبحثون عما يسمونه الجنون الكتابي عند كتاب مستعدين ليجنوا تماما في أي نص يكتبونه، حتى لو كان النص مجرد ثرثرة أو حكاية عادية، مثل قصة عراك بين الصبية في الطريق، أو قصة حب بين رجل متزوج وفتاة صغيرة، أو كثير من القصص والأفكار العادية الأخرى.
الكتاب المغامرون يستلمون الفكرة، وينحتون لها بيتا جديدا يسكنونها فيه، ويسعون في الطريق للبحث عن قارئ يفهم النحت ويقدر المغامرة، يتوجهون إليه، لكن دائما ثمة عقبات وثمة قارئ من ذوي الثبات القرائي، قد ينحرف إلى كتابة المغامرة، يقرأ، ولا يخرج بشيء، ويسيء التقييم حين يود أن يقيمها.
في النهاية، أنت تكتب سواء بثبات أو مغامرة، تطرح ما تكتبه على الناس، في هيئة كتب منشورة، ولا تستطيع أن تمنع قارئا ثابتا من تصفح كتاب مغامر، أو قارئا مغامرا من تصفح كتاب ثابت، وبالتالي لا يمكنك أن تتحكم في تقييم كتاب يخصك أو يخص غيرك من الزملاء. سترتعد الفرائص، ولا ينبس الناس ببنت شفة، ويظهر الطوال عراض المناكب، ليعشقهم البعض، وينفر منهم البعض الآخر، ستحلق كتابة عظيمة في فضاء متسع، يستظل بها البعض، ويحسها البعض هجيرا، ويستمر كل شيء كما هو.

٭ كاتب سوداني

ثبات الكتابة والقراءة

أمير تاج السر

فرادة اللغة

Posted: 05 Aug 2018 02:26 PM PDT

إذا كانت اللغة ناقلة للفكرة، فهل هي ناقلة للأسلوب، ولروح الكاتب التي نحس بوجودها حين نقرأ النص بلغته الأصلية؟
لطالما طرحت السؤال على نفسي، وأنا واقفة أمام متناقضة هوية الكاتب ولغة أدبه، هل يمكن للكاتب أن يكون في الحقيقة مجرّد مترجم لأفكاره الخاصّة، حين يفكِّر بلغة ويكتب بأخرى؟ أم أن أدبه مرتبط باللغة التي يتقنها ويكتب بها، وليس بلغته الأم؟
حين نتحدث عن الكُتّاب العرب الذين يكتبون باللغة الإنكليزية أو الفرنسية، أو غيرها، يحدث أن نتوقف عند نقطة ما فنتساءل هل ينتمي نصهم للغة التي كُتِبَ بها؟ أم لهويتهم العربية؟ وهذا الأدب الذي يُزرع في بيئة غير البيئة العربية ويحتضنه قارئ أجنبي ماذا نسميه؟ هل اللغة كافية لمنح هوية للنص؟ أم أن هوية الكاتب هي التي تحددها؟ وإذا كان الكاتب ابن بيئة مختلفة عن اللغة التي يكتب بها، فأين نصنف نتاجه الأدبي؟
القائلون بأنّ اللغة لديها محمولاتها الثقافية بالتأكيد لم يخطئوا، والقائلون بأنّها أداة تواصل أيضا مصيبون، لكنّها حتما أوسع من هذين التعريفين، اللذين قلّصا من حجم معنى اللغة وخطورة تأثيراتها، التي تبدأ بصنع الفرد وتنتهي بصنع الأمم.
فالمعضلة الحقيقية تكمن في ما يمكن للغة أن تستوعبه من أثقال ثقافية وعلمية، هل كل لغة لديها تلك القدرة على مصِّ ثقافة الآخر وتقديمها للقارئ مجرّدة ممَّا قد تحمله من عبء الثقافة المناقضة لها؟
والجواب يتوضَّح إذا ما استطعنا أن نتأمل في المنظومة الجديدة المنبثقة من تزاوج اللغة بثقافة مختلفة، وفهم ميكانيزماتها، ففي الحقيقة لغة المبدع منظومة مختلفة تماما عن منظومة المترجم، لكن ما يحدث عند فعل الترجمة هو تلاقح عجيب بين لغتين بكل محمولاتهما، وتزاوج فكرين مختلفين، قد يكون أحدهما خلاّقا والآخر لا، وقد يبدع كل منهما بطريقته، وقد يخفق المترجم تماما في نقل الوهج الإبداعي للنص الأصلي، فينتهي النص عند عتبة ترجمته. إنّها تماما كتزاوج الجينات الحية ونتاجها، وهي عملية خطيرة إذ أنها أحيانا تنتج كائنات جميلة، وأحيانا أخرى كائنات مشوّهة.
ما أريد طرحه إذن هو فكرة فرادة اللغة، فهي منطوق بشري أي نعم، ولكنّها أيضا تحمل في ثناياها مكونات تشبه خطوط البصمة، فلكل فرد فرادته، ومتى ما وثَّق هذا الفرد للغته عــــبر نسخها فإنه أوتوماتيكـــيا وثَّـــق لتلك الفرادة. وهذا ما نسميه البنية المعرفية للغة، فكل لغة مرتبطة بوجهة نظر ناطقها، وهي التي نراها على سبيل المثال لا الحصر في ترجمة les fleurs du mal «أزهار الشر» لشارل بودلير، التي توقف النقاد عند ترجمتها لافتين النظر إلى أن كلمة « شر» لا تنطبق على المعنى المقصود عند بودلير، فمحتوى نصوصه الشعرية يصب في معنى العذاب، والمعاناة، والأسى، ويصف فيها سماء جريحة نازفة، وصراخ الشوارع وأنينها، وبرودة الأرصفة… ووفق مجمل معنى هذا الحقل اللفظي فنحن أمام «الألم» ولسنا أمام «الشر»، حتى إن كان الشر في ثقافة المترجم العربي متجسدا في صور أخرى فسّرها حسب ثقافته انطلاقا من حقل لفظي آخر كانت له دلالات «الشر» مثل الخمور، والكفر، والشياطين والأرواح المضطربة… وغيرها من الكلمات التي تحيل لمعنى الشر أكثر.
هل يكفي إذن أن نتقن لغة لنتخلّص من مخزون لغتنا الأم؟ أو هل يكفي أن نتعلّم لغة لنخلع جلابيب لغتنا الأولى؟ إلى أي مدى يمكن للغة أن تؤثر في تكوين جانب مهم من شخصيتنا؟ هل للغة سلطة؟ أم هو فعل القراءة المستمر الذي لا يؤتي ثماره إلا بعد فترة زمنية معينة؟
ثم حين نقرأ أدبا أجنبيا تُرجم للغة العربية، مثل الأدب الروسي الذي ترجم بكثافة في فترة من الفترات، هل يمكننا أن نقول إن ما نقرأه فعلا أدب روسي؟ أم أنه مجــــرّد إطلالة بسيطة على ثقافة أخرى؟
فكرة خيانة النص، لا تبدو صحيحة تماما حين تُلفَّق للترجمة، لا أراها دقيقة، بل لا أراها صحيحة بالمرة، فحين نترجم نصا فإننا نخبر الحكاية للآخر بلغته، نحن لا نخون، بل ننقل حكاية، مفرغة من روحها، إننا نقوم بما يقوم به المصور حين يوقف حياة كائناته في لحظة ما، لتعيش تلك اللحظة إلى الأبد للشخص نفسه الذي يكمل حياته غير آبه بما ستخبره الصورة عنه.
يبدو تماما أن اللغة في فرادتها تجعلها كائنا لا يرى نفسه في المرآة، بل إنها أبعد من ذلك حين تصبح غير قابلة للتشكيل حسب أذواقنا، كأن نختصر الكتاب نفسه ونقدم ملخّصا عنه، ألا نُصاب بصدمة حقيقية، حين نحصل على عصارات لا تتشابه للنص نفسه لأن اللغة مرتبطة بدرجات وعي مختلفة؟ ألا يحدث أن نحب ترجمة لكتاب ونكره أخرى للكتاب نفسه؟ نعم يحدث، هذا لأن المصفوفة اللغوية تنجح حين يشتغل عليها مبدع بموهبته ووسائله الخاصة، فالترجمة في النهاية إبداع، وهي أيضا أنواع، من باب أنها مرتبطة بتقنيات وحقول لم نكتشف منها غير القليل، عدا عن أن اللغة تستهدف العقل مباشرة، فتخترق رأس القارئ الذي لديه ما يكفيه من الضجيج في رأسه، فنقتحم عالمه بمنظومة لغوية قد يكون غير محصن ضدها، حسب تكوينه وقدرة استيعابه، وقد يكون حاضنا لها، كما قد يكون غير حاضن لها بتاتا، فتصطدم بقضبان وعيه وتبقى خارجه.
إنّها النّسبية الثقافية واللغوية، وهي تعيد تعليمنا شيئا قديما جدا، وجديدا جدا في الوقت نفسه « فجميع اللغات متشابهة في تنوعها الشديد، وجميع الثقافات متشابهة في تنوعها الشديد أيضا»، شيء قد نستوعبه جيدا إن أدركنا أن التعامل مع اللغة لا يتحقق إلا بترسيخ ديمقراطية ثقافية، تقوم على فكرة احترام الآخر، بحيث «تتطور من المعرفة الصرفة، والفضول الصادق لمعرفة ثقافة الآخر»، من دون اللجوء للحرب وإقصاء الآخر بدءا بلغته.
تنتصر اللغات بانتصار الثقافات، لهذا مهما ارتبطت لغة بقرارات سياسية تدعمها، فإنّها تنطفئ بانطفاء الثقافات المنتجة لها، وهذه الأخيرة تلتهم نفسها حين تحاط بالقمع وقطع الهواء عنها. بإمكاننا إذن أن نترجم ما شئنا من النصوص بعقولنا المقلّمة، ولغتنا الرّاسخة في أذهاننا بعباءة المقدس، فلن يتحقق لنا ما يتحقق في لغات أخرى، إننا نقرأ نصوصا تعود لأوائل القرن الماضي، لأنّها انبثقت في فترة ما يشبه النهضة، وبقينا عليها إلى اليوم، لكنّنا أبدا لا نشعر أننا خرجنا من حظيرة ثقافتنا، كوننا نقرأ وعبء لغة المترجم يهبط علينا كضباب يحجب الرؤية الجيدة عنّا، كما لغتنا التي تفقد كل يوم من جسدها الجميل الكثير من مكوناته، كونها تعامل خلافا لفرادتها.
قبل عشر سنوات فقط من كان يتوقع أن تُكتب اللغة العربية بالأحرف اللاتينية والأرقام؟
لا أحد توقع ذلك، ولعلّنا من شدة قسوتنا عليها خرجت من عباءتنا وارتدت عباءة ثقافة أخرى لتعيش… أليس مؤلما أن تبلغ لغتنا العربية هذه الحال؟ أليس مؤلما أن تصبح لغة لاجئة؟
شاعرة وإعلامية من البحرين

فرادة اللغة

بروين حبيب

تحول بين عمان ودمشق: أسرار وخفايا عباءة «روسية» لتجنب «التفاوض» مع الحرس الثوري وتشغيل المعبر فوراً

Posted: 05 Aug 2018 02:25 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: إذا أردت أن تعرف ماذا يجري بين عمان ودمشق هذه الأيام ..عليك معرفة معلومات أكثر عن التفاهمات التي ينجزها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مـع موسـكو.
هذه المقولة «المسرحية» نسبياً تصلح مرحلياً لفهم مؤشرات التسارع الغريب ولأول مرة في الاتصالات البيروقراطية بين الأردن والنظام السوري تحت لافتة «إعادة تشغيل معبر نصيب» في التقاطه كان رئيس وزراء الأردن عمر الرزاز قد سبق الجميع في التحدث عنها الاسبوع الماضي بدون أدنى تعليق تحرشي او سلبي او مناكف بالمقابل من المجموعة المخاصمة للأردن في العمق السوري بقيادة السفير المطرود من عمان بهجت سليمان ومعه عضو مجلس الشعب أحمد شلاش.
الواضح حتى اللحظة ان كل صغيرة وكبيرة لها علاقة بالأردن وسوريا تحسم في هذه المرحلة مع موسكو وليس مع أي طرف آخر.
الوزير الصفدي وفي الهامش غير المعلن يعتبر الحراك مع العباءة الروسية هو الأجدى والانفع ويفترض انه لا يغضب الأمريكي لأن الأخير وببساطة شديدة يغادر الملف والمنطقة ولا يظهر أي اهتمام لا بالبقاء مؤثراً في المعادلة السورية ولا بالمصالح الأردنية.
ما يثبت هذا السيناريو مستجدان في غاية الخطورة والاهمية.
الأول تمكن الطاقم الأردني لسبب مجهول حتى اللحظة من «تجاوز» الشعار الذي أعلنه رموز في النظام السوري بعنوان «فيتو على تشغيل معبر نصيب» بدون «صفقة امنية وعسكرية وسياسية شاملة».
والثاني ان الاتصالات في شأن إستراتيجي جداً مثل الجنوب السوري يجريها الأردن ويرتبها مع الروس وليس مع الامريكيين.
تلك مستجدات ينبغي ان تعيد بوصلة المصالح الأردنية إلى الواقع كما يلاحظ الأمين العام الاسبق لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي وهو أرفع شخصية أردنية تمكنت حتى الآن من التواصل مع النظام السوري مؤخراً.
الرفاعي لديه ملاحظات وانطباعات في غاية الأهمية سمعتها «القدس العربي» مباشرة لكن يحتفظ بوجهة نظر بخصوص التنويع والتلوين وضرورة ومتطلبات الإندفاع في اتجاه حماية المصالح الأردنية الحيوية مع الجميع وبدون تردد.
وعندما يتعلق الامر بعبارة «بدون تردد» يعمل كثر مع الرفاعي ومن بينهم رئيس الوزراء الاسبق عبد الكريم الكباريتي لصالح ترك التردد وعدم التوقف عند المخاوف من «العقدة السعودية» في المسألتين السورية والإيرانية.
خلافاً للمنطق الذي يحاول البعض ترويجه لا يوجد طاقم سياسي نخبوي أردني متمترس خلف نظرية تقول بعدم التواصل مع النظام السوري ومع الجمهورية الإيرانية. لكن يوجد ساسة من بينهم الوزير الصفدي من اصحاب نظرية التحذير من إجراء اتصالات عميقة مع النظام السوري بنافذة مستقلة وبعيدا عن اللاعب السوري .
وجهة النظر الأخيرة تفترض أن أي لحظة يتواصل فيها الأردن مع النظام السوري ويلبي شروطه او يحاول التفاهم سيجد نفسه حتماً في مواجهة دائرة النفوذ الإيراني.
في اجتماعات مغلقة ومهمة طرح ممثل للمستوى الأمني السؤال التالي: هل نحن مستعدون للمجازفة بتفاهمات مع إيران؟…هل لنا مصالح بذلك الآن؟.. طارح السؤال نفسه اضاف: اذا كانت الإجابة بنعم فلنتفاهم وفوراً مع النظام السوري واذا كانت بالنفي فعلينا الحذر والتعامل مع دولة تحترم تعهداتها هي روسيا بكل الاحوال.
من هنا رفضت الحكومة الأردنية الحالية الحماس لصفقة شاملة مع النظام السوري الذي كان قد ارسل بدوره وعبر شخصيات أردنية برقية خاصة يقول فيها بأن «النفوذ الإيراني.. نحن عالقون به مثلكم».
وتكشف «القدس العربي» هنا معلومة لم تنشر سابقاً وصف فيها وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمام شخصيات أردنية التقاها بصورة مغلقة النفوذ الإيراني بما يلي: «نقول لكم ببساطة … مكره أخاكم لا بطل» مشيراً إلى ان الأردن والنظام العربي الرسمي حشر سوريا في هذا المأزق اصلاً.
عمان العميقة تقول إنها لا تريد ان تجد نفسها فجأة في حالة تفاوض مع الحرس الثوري الإيراني او الاستخبارات الإيرانية وهي تحاول التفاهم من أجل تشغيل معبر نصيب او تسليم أسلحة معارضة او عودة لاجئين أو إدخال شاحنات وبضائع أوالبحث عن حصتها في إعادة الاعمار.
تلك خسارة استراتيجية للبوصلة الأردنية فلو حصل أي تواصل مع الإيراني في العراق أو سوريا لخسرت عمان فورًا على ثلاث جبهات خطيرة مؤذية لو تحالفت وهي إسرائيل والسعودية والادارة الامريكية الحالية.
لذلك كان الأنجى للأردن ان يتفاهم على «العناصر السـورية» في حـكايته حصـريًا مع روسيا، الأمر الذي نتـج عنه الإنتـظار أكثر لتطبـيع العلاقـات وضغط داخلي بعنوان ضرورة التفاهم مع النظام السـوري.
صمدت إستراتيجية الصفدي والرزاز في هذا السياق حيث تولى الجانب الروسي الإعلان عن النهاية التامة للعمليات العسكرية على طول الحدود مع الأردن وبدأ بتنفيذ بروتوكول بمظلة روسية لإعادة اللاجئين السوريين.
والأهم ان الحضور الروسي القوي على كل تفاصيل الحدود الجنوبية لسورية بعد عزل الحرس الثوري وقوات حزب الله انتهى بتشكيل لجنة بيروقراطية تدرس الآن تشغيل معبر نصيب وتضم وفوداً تجتمع لأول مرة منذ عام 2011 مع الحكومة السورية.
كل ذلك حصل بعد تفاهم الأردن مع موسكو التي تتولى «هندسة»الاتصالات بين عمان ودمشق في هذه المرحلة وبطريقة منتـجة عملياً تعفي الأردنيين من مجازفة التفاوض مع الحرس الثوري كمـا طـلب منـهم نوري المالكي عندما سألوه عن اسـباب «الإعـاقات» للـعلاقات التجـارية بين العـراق والأردن مشـيرا إلى أن عليهم التحدث مع طهران إذا رغبوا في دخول السوق العراقية.

تحول بين عمان ودمشق: أسرار وخفايا عباءة «روسية» لتجنب «التفاوض» مع الحرس الثوري وتشغيل المعبر فوراً
وليد المعلم عن النفوذ الإيراني: «مكره أخاك لا بطل»
بسام البدارين

لهذه الاسباب تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية كاملة في تخريب العلاقات مع تركيا

Posted: 05 Aug 2018 02:25 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: لم تكن العقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة على تركيا، الاولى من نوعها، ولكن الظروف مختلفة تماما مما يجعل المشكلة أكثر استعصاء، اذ فرضت واشنطن حظرا للأسلحة على تركيا في عام 1975 بعد اجتياحها لشمال قبرص، وردت أنقرة بإغلاق جميع القواعد الأمريكية في تركيا، ومع ذلك لم يكن الأمر حقا يشير إلى انهيار في العلاقات الأمريكية ـ التركية الثنائية على الرغم من أن حل المشكلة لم يتم إلا بعد ثلاث سنوات من المفاوضات المطولة.
ولعب الجيش التركي، الذى كان تقليديا أكثر محاور الحرب الباردة فعالية بالنسبة إلى واشنطن، دورا رئيسيا في ذلك الوقت، ولكن في الوقت الحالي، لم يعد «الباشا» مصدرا لاتخاذ القرار.
وأظهرت صورة جماعية احتفالية نشرتها الصحف الصبحية في انقرة حول اجتماع لمجلس الامن القومي بشكل مثير تضاريس القوى في البلاد اذ برز العسكر في الصف الثالث بينما وقف الرئيس التركي رجب اردوغان بمفرده في الواجهه مع وزراء الحكومة الذين وقفوا خلفه في الصف الثاني.
ولا تدرك واشنطن أن قدراتها في التأثير على قرارات الحكومة التركية محدودة للغاية في عهد ارودغان، ومرة أخرى، فإن مالزاج الشعبي العام في تركيا هو معاد تماما لأمريكا، والقيادة السياسية تعلم ذلك.
وتعاون الحزب الحاكم مع الأحزاب الرئيسية الأخرى لإصدار بيان مشترك ضد العقوبات الأمريكية يتضمن لا كبيرة للتهديدات الأمريكية، وطالب متحدث باسم الاحزاب الليبرالية في تركيا بالاستيلاء على ابراج ترامب.
اردوغان التزم الصمت، وانتظر ردود الفعل من وزير خارجيته مفلوت كافوس أوغلو بعد لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بمومبيو في سنغافورة، وهذا يعنى أن الجميع يبحث عن صيغة لحفظ ماء الوجه.
وتبادل اردوغان والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وجهات نظر مختلفة على هامش قمة الناتو الاخيرة في بروكسل، وفيما يتعلق بالمحاكمة الحالية للقس اندرو برونسون، الشخصية المركزية في الأزمة الحاية، فإن الدلائل تشير إلى أنه سيتم إطلاق سراحه في نهاية الأمر.
واشنطن ردت بأخبار لا تريد تركيا سماعها، اذ اعلن وزير الخزانة عن عقوبات، وفي البيت الابيض، تحدث ترامب في اجتماع غير مسبوق مع قساوسة من خارج واشنطن عن المشكلة وسط مدح وثناء، وأصبحت المواجهة بين الولايات المتحدة وتركيا معقدة للغاية.
من المنظور التركي، جوهرالأزمة جاء بعد تجاوز الولايات المتحدة لخط أحمر قبل عامين في علاقاتها مع الأكراد إذ التزمت الولايات المتحدة في أوقات سابقة بأن تحالفها العسكري مع الأكراد سيكون محدودا للغاية ولكنها تتصرف بطريقة أخرى تماما، والقضية الثانية هي إصرار تركيا على تسليم فتح الله غولن الذى يعيش في المنفى في بنسلفانيا، والذى تقول تركيا انه مسؤول عن محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
وأصبحت القضايا الإقليمية عاملا رئيسيا في التدهور المستمر للعلاقات التركية الأمريكية، وكان الصراع السوري مصدرا للاحتكاك خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما والرئيس الحالي كما أن واشنطن غير معجبة بالعلاقات الباردة بين تركيا واسرائيل وغيرر معجبة، ايضا، بدورة العلاقات مع إيران، وعلاوة على ذلك، فإن محور الشرق لارودغان سبب عدم الارتياح في اوروبا والولايات المتحدة.
واشنطن، وفقا للعديد من المحللين، لم تحاول اصدار حكم عادل على التوجهات التركية، ولم تتفهم المصالح التركية لانها ببساطة تتناقض مع مصالح صناع السياسة ولوبي الدفاع في الولايات المتحدة، ولم تفهم واشنطن أن ارودغان يريد بالفعل أن تصبح تركيا جزءا من الغرب ولكن مع استقلال استراتيجي.

لهذه الاسباب تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية كاملة في تخريب العلاقات مع تركيا

رائد صالحة

إدلب على صفيح ساخن والفصائل المعارضة ترفض تسليم السلاح

Posted: 05 Aug 2018 02:25 PM PDT

أنطاكيا – «القدس العربي»: تدخل منطقة إدلب منعطفاً هامَّاً، فمنذ أن سيطرت عليها فصائل المعارضة السورية أواسط عام 2015، باتت المحافظة الاكثر احتضاناً لقوى المعارضة عسكرياً ومدنياً، وبالتالي فان سقوطها بيد النظام يعني توجيه الضربة النهائية للمعارضة السورية.
وعلى الرغم من كونها جزءاً من اتفاق خفض التصعيد الموقع عليه في مؤتمر أستانة الرابع، وانتشار 12 نقطة مراقبة تركية فيها، إلا أن تهديدات النظام السوري وتلميحات الروس باجتياح المنطقة، لم تتوقف لحظة، كما ترافقت مع وصول آخر دفعات مقاتلي المعارضة إليها من درعا.
كما تحدثت تقارير إعلامية عن تقديم الجانب التركي للروس، «ورقة بيضاء» تتضمن تسليم فصائل المعارضة سلاحها الثقيل لتركيا، وإعادة المرافق الحياتية والخدمية وفتح طريق حلب – دمشق، وضمان وقف هجمات النظام المحتملة على إدلب. بيد أن فصائل المعارضة السورية، التي تسيطر على المنطقة، تباينت مواقفها، الرافضة لأي عملية مصالحة أو تسوية مع النظام السوري، وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط على غرار باقي المناطق في وسط وجنوب سوريا.

تعزيزات وخطط هجومية

النقيب ناجي، المتحدث العسكري باسم الجبهة الوطنية للتحرير، شدد على أن «هناك تنسيقاً عالي المستوى مع فصائل الثورية في الساحة بشكل كامل من ناحية عسكرية وسياسية هناك تعاون في الاعمال العسكرية من حيث التحصين وتوزيع قطاعات معينة وكافة الفصائل موجودة على كافة الجبهات».
وحول الخيارات المطروحة لدى الجبهة، قال النقيب ناجي لـ»القدس العربي»: «نحن نمتلك أكثر من خيار، الأول هو خيار صد قوات العدو في حال تقدم تجاه مناطقنا، فقد قمنا بتعزيزات وتحصينات كاملة في المنطقة وفي الوقت نفسه نحن جاهزون للقيام بهجمات استباقية، والقيام بأكثر من عمل هجومي وإعادة التقدم والإغارة على العدو في حال حاول التقدم باتجاه مناطقنا».
وأضاف النقيب متحدثاً عن موقفه من الورقة البيضاء التي جرى الحديث عنها مؤخراً: «سمعنا عن الورقة البيضاء التي طرحتها تركيا في الإعلام ولم نطلع عليها كفصائل»، ونوه إلى أن «تسليم السلاح غير وارد نهائيا… سلاحنا ما زال في أيدينا لن نتركه حتى تحقيق أهداف ثورتنا بإسقاط النظام المجرم».
كما كشف النقيب عن وجود مباحثات توحد مع جبهة تحرير سوريا، وأوضح: «هناك غرف عمليات واحدة وقطاعات عسكرية موحدة، ومباحثات توحد واندماج مع الجبهة.. إذا استمرت الأمور بالشكل المطلوب سيكون هناك قريباً توحد.. المباحثات لم تنتهِ بعد وننتظر نتائجها».
وأكد القائد العسكري البارز في جبهة تحرير سوريا «حسام سلامة»، إلى أنه «من بداية أحداث درعا تم تنسيق الجهود مع الفصائل الثورية كافة وترتب خطة دفاعية متكاملة وتحصين الجبهات وصنع خطوط دفاع قوية»، واستدرك: «نقوم بتقصي اي معلومات توصلنا لأي شخص يريد إجراء اتفاقيات مع النظام وملاحقة واعتقال كل من ثبت تورطه بذلك». وأضاف: «ليس لنا خيار إلا الصمود والتمسك بالأرض، وخاصة أن الشمال هو آخر البقع الخضراء وهي أمل الثورة الأخير».
وحول «الورقة البيضاء»، قال «سلامة»: «ليس عندي تصور كامل عن الموضوع، ولكن لا يمكن لنا أن نتخلى عن سلاحنا وخاصة بهذا الوضع الراهن كوننا نواجه نظاماً لا عهد له ولا ميثاق ولا يفهم إلا لغة القوة».

الحاضنة الشعبية ومواجهة المصالحات

وأشار العقيد الطيار مصطفى بكور القيادي في جيش العزة التابع للمعارضة السورية، والمتمركز في شمال حماة، إلى إعداد الخطط للتصدي لهجوم النظام المحتمل مشيراً إلى أنه «يتم تحشيد الحاضنة الشعبية للمعركة المتوقعة من خلال كشف خطط الاحتلال الروسي للقضاء على عنصر المفاجأة لدى العدو»، على حد وصفه.
وأضاف: «لا يوجد في عقيدة وقرار قيادة وأفراد جيش العزة أي خيار إلا القتال دفاعاً عن المناطق المحررة كافة بدءاً من ريف حماه الشمالي وصولاً إلى أبعد نقطة يمكن أن تصلها قواتنا».
وشدد القائد، على أنه «لا يوجد في مناطق انتشار جيش العزة وخاصة ريف حماه الشمالي أي لجان مصالحات»، وأردف: «كل من يعمل في هذا المجال يقيمون في مناطق سيطرة النظام لكن نتوقع نشاطاً قوياً لهم بعد بدء العدوان الروسي على المنطقة لذلك نحن نراقب بدقة نشاط أي مجموعة تنشط في هذا المجال وسيتم التعامل معهم كضفادع وعملاء للاحتلال الروسي عند تحركهم».
وحول المفاوضات مع الجانب التركي، قال «بكور»: «علمنا بالورقة البيضاء التركية من خلال وسائل الإعلام والتقارير الصحافية فقط وعندما تقدم لنا من قبل الجانب التركي سنقوم بدراستها واتخاذ القرار الذي يتناسب مع مصلحة اهلنا وأهداف الثورة السورية. واستدرك: «تمت دعوتنا لحضور اجتماعات مع الجانب التركي بمشاركة الفصائل كافة المتواجدة بالشمال السوري المحرر لمناقشة الوضع في الشمال السوري ولم يطلب منا تسليم اي سلاح للجيش التركي».

«هيئة تحرير الشام»

ولم تصدر هيئة تحرير الشام الفصيل الأبرز في منطقة إدلب، حتى اللحظة بياناً توضح فيه موقفها من التطورات الحاصلة في الشمال السوري، إلا أن قادة في صفوفها نفوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تقديم الهيئة «تنازلات»، حول منطقة إدلب. وأوضح «أبو الفتح الفرغلي» عضو مجلس الشورى في الهيئة، في تدوينة له عبر حسابه بتطبيق «تلغرام»: «وصلتني أسئلة كثيرة على الخاص حول الإشاعات التي تثار في الساحة (جيش وطني، ورقة بيضاء، حل الهيئة… إلخ من الافتراءات)»، وأضاف أن «غرضها الأساسي زعزعة ثقة المجاهد في نفسه وقيادته وجهاده».
وأشار «الفرغلي» إلى أن هناك فروقاً عدة تتميز بها منطقة الشمال عن بقية المناطق، مشيراً إلى أنه لا يُتوقع أن يحصل في إدلب كما حصل في حمص وحلب والغوطة ودرعا، كما نوه إلى أهمية وجود حدود مشتركة بين إدلب وتركيا.
من جانبه، شدد القيادي البارز في هيئة تحرير الشام، أبو ماريا القحطاني، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على أن منطقة إدلب تختلف عن باقي المناطق، وأضاف: «الحرب الإعلامية والنفسية التي يشنها الروس ويشن لها المنهزمون لن ترهب من باع نفسه لله، فلا باصات زرقاء بعد اليوم وإن ظهرت الضفادع فالسيف لرقابهم والقادم أدهى وأمر».
ويرى مراقبون، أن هجوم النظام المحتمل سيتسبب بكارثة إنسانية كبيرة، كون المنطقة تعتبر خزاناً بشرياً هائلاً للسكان المحليين والنازحين والمهجَّرين من مناطق مختلفة من سوريا، وهو ما يزيد من احتمال وقوع مجازر، وموجات نزوح جديدة نحو الحدود السورية التركية.
إذ أسفرت هجمات النظام السوري والميليشيات الأجنبية المدعومة من إيران بتغطية من الطيران الحربي الروسي، عن نزوح ما يقارب مليون مدني من شرق حماة وجنوب حلب ودير الزور الرقة، إلى الشمال السوري، إلى جانب أكثر من 200 ألف مدني هُجِّروا قسريًا من مدنهم وقراهم، في درعا جنوباً وجنوب وغرب وشرق دمشق، وشمال حمص، ومدينة حلب.

إدلب على صفيح ساخن والفصائل المعارضة ترفض تسليم السلاح
تزامناً مع طرح «ورقة بيضاء» تركية إعلامياً

نحو 190 نائباً شيعياً يحددون منصب رئيس الوزراء العراقي… وانقسام سنّي على رئاسة البرلمان

Posted: 05 Aug 2018 02:24 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: كشف زعيم ائتلاف «دولة القانون»، نوري المالكي، أخيراً، عن رغبة تحالف «سائرون»، المدعوم من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى أن يكون جزءا من تحالفٍ يجمع إضافة إلى «دولة القانون»، كل من «الفتح»، و«النصر»، و«تيار الحكمة».
وقال في تصريح لموقع «المربد» إن «التحالف والتفاهم وثيق بين الفتح ودولة القانون، إضافة إلى أغلب الكتل داخل تحالف النصر. نطمح أن يكون جميع النصر معنا».
وأضاف: «هناك تطور يتمثل برغبة سائرون إلى أن يكون جزءا من هذا التحالف، ومن المرجح أن يكون الحكمة كذلك»، وفي حال تم ذلك فإن القوى الخمسة، «هي التي ستشكل الكتلة البرلمانية الأكبر. بأكثر من 190 نائباً في البرلمان، ومنها سيكون رئيس الوزراء».
واعتبر أيضاً أن «لا توجد ضرورة للقائه بالصدر، بقدر التفاهم على البرامج التي هي أهم من التفاهم على العلاقات الشخصية»، مشدداً على أهمية «التفاهم على مصلحة الوطن وحماية البلد من انهيار العملية السياسية وعودة الإرهاب، وضعف الخدمات».
كما دعا، كتل «الفتح» و«النصر» و«سائرون» و«الحكمة»، فضلا عن «دولة القانون»، إلى «استغلال فترة العد والفرز اليدوي الجارية حاليا لتشكيل الكتلة الأكبر، ليتسنى لتلك الكتل ترشيح الشخصية المناسبة لشغل منصب رئاسة الوزراء مع مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات ليتم طرحها على الفضاء الوطني لحصول المقبولية عليه».
وتابع: «أنا لم أترشح لمنصب رئيس الوزراء، وأعمل في الوقت الراهن على إيجاد القاعدة التي يجب أن تستند عليها الكتل السياسية في اختيار المرشح».
وأشار إلى أن «لدى الكتل الخمس عددا من المرشحين من بينهم هادي العامري وفالح الفياض وطارق نجم (قيادي في حزب الدعوة)»، مؤكداً أن «الفوز برئاسة الوزراء يعتمد على مدى مقبولية المرشح من قبل الفضاء الوطني وقوة الكتل التي تقدم الدعم له».
ويأتي تصريح المالكي، عقب دعوته مفوضية الانتخابات (القضاة المنتدبون) إلى الإسراع في عملية الفرز والعدّ اليدوي، وتلافي تداعيات التأجيل وإطالة الفترة.
إذ أكد في بيان له على «ضرورة الانتهاء من عملية العد والفرز للمحطات المطعون بها، لكي يتم المصادقة على نتائج الانتخابات، والانتقال إلى الخطوات الدستورية الأخرى المتعلقة في عقد الجلسة الأولى واختيار المؤسسات المطلوبة وفق توقيتاته الزمنية»، داعيا المفوضية إلى «الإسراع لتلافي تداعيات التأجيل وإطالة فترة العد والفرز».
وطالب، جميع الشركاء إلى أن «يضعوا نصب أعينهم واهتمامهم تشكيل الحكومة قبل تفاقم الأزمة».

الكتل الخمسة

ما تزال الخلافات تعصف بالقوى السياسية الشيعية والسنية على حدٍّ سواء، ولم تتوصل حتى الآن إلى اتفاقٍ يقضي بتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر الممهدة لاختيار الكابينة الوزارية الجديدة ومناصب الرئاسات الثلاث.
تقارب النتائج التي حققتها القوى السياسية الشيعية في الانتخابات الأخير، التي جرت في 12 أيار/ مايو الماضي، عقّدت المشهد التحالفي، فليس بالإمكان لأي كتلة سياسية أن تتبنى مشروع تشكيل التحالف الأكبر، من دون الاستعانة بأربع كتل أخرى على الأقل. ومن الصعب إقناع الكتل السياسية على الاجتماع في تحالف موحد، من دون تحديد منصب رئيس الوزراء، إضافة إلى تقديم «عروض وزارية».
رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية (غير حكومي) عدنان السراج، قال لـ«القدس العربي»، إن «التقارب في المقاعد التي حصلت عليها الكتل السياسية، هو من بين الأسباب المهمة التي تعيق تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر. لا توجد هناك كتلة سياسية كبيرة في عدد مقاعدها حتى يمكن لها طرح مشروعها التحالفي على بقية الكتل».
وأضاف: «مناهج الكتل السياسية والائتلافات مختلفة جملة وتفصيلا، في ظل وجود 5 كتل سياسية يعوّل عليها تشكيل الكتلة الأكبر داخل البرلمان، بعدد مقاعد نحو 191 مقعداً».
واعتبر رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية، الذي يقدم استشارات للحكومة العراقية، أن ما يعطل تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر «هي مسألة رئاسة الوزراء، والشخص المرشح لهذا المنصب الذي يمثل عقبة أمام التحالفات، إضافة إلى عملية الفرز والعد والتجاذبات السياسية داخل الكتل نفسها التي لا تستطيع وضع برنامج موحد وتتبنى خطابا سياسياً واحداً».
وأشار إلى إن هناك «191 نائباً يمثلون الكتل السياسية الشيعية، إضافة إلى 25 نائباً سنياً انتظموا مع الكتل الشيعية بعنوان المشروع الوطني، وهذا يعني أن تأثير الكتل السنية والكردية على تشكيل الكتلة الأكبر أقل من الدورات السابقة، بسبب انقسامها. التعويل سيكون على الكتل الشيعية».
ورأى أن «الأكراد ينتظرون تشكيل الكتلة الأكبر حتى يعطوا رأيهم في هذا الائتلاف، وكذلك الحال بالنسبة للكتل السياسية التي تعاني من مسألة الفرز والعد التي ستغير في أعدادها». من دون تحديد تلك الكتل.

24 ساعة الأخيرة

ونوه السراج إلى أن «الـ24 ساعة الأخيرة في مسألة التحالفات واختيار رئيس الوزراء عادة ما تحمل مفاجآت. هذا ما تعودنا عليه في الدورات السابقة»، لافتاً إلى أن «السياسيين الشيعة غير متفقين على مبادئ وخريطة طريق محددة».
وبين أن «الصدر أعلن منهاجه لتشكيل الحكومة، وكذلك الفتح لديها وجهة نظر في هذا الشأن، والنصر ودولة القانون. هذا الأمر قد يُنذر بمفاجأة تقلب الموازين»، منوهاً في الوقت عينه إلى أن «خطاب المرجعية والتظاهرات، سيعيد التفاهمات مرة ثانية بعد إعلان نتائج الفرز والعد ومصادقة المحكمة الاتحادية على أسماء المرشحين، والكتل الفائزة».
ورغم تصاعدّ حدّة الخلافات بين الكتل السياسية الشيعية، وعدم حسم أمرها في تحالف موحدّ، غير أن منصب رئيس الوزراء المقبل يجب أن يكون شيعياً، وفقاً لاتفاق سابق يقضي أيضاً بمنح السنّة منصب رئيس البرلمان، وللأكراد رئاسة الجمهورية.
وأثيرت في الآونة الأخيرة أنباء تفيد بوجود حراك داخل حزب الدعوة الإسلامية، يقضي باختيار «مرشح تسوية» بين زعيم الحزب نوري المالكي، ورئيس الحكومة حيدر العبادي.
لكن السراج، المقرب من العبادي، نفى تلك الأنباء، مبيناً أن «الحزب منقسم بين المالكي والعبادي، لكن حظوظ المالكي أقل من العبادي».
ومن بين المرشحين الشيعة لمنصب رئاسة الحكومة المقبلة، كل من زعيم ائتلاف «الفتح» هادي العامري، ومستشار الأمن القومي رئيس «هيئة الحشد الشعبي» فالح الفياض.
ورأى السراج أن «الكفّة تميل إلى العبادي من بين تلك الأسماء»، وفيما عزا ذلك إلى «مقبولية العبادي دولياً»، أشار إلى إن إيران قد تقف عائقاً أمام مقبولية العبادي «إقليمياً».

صراع بين الجبوري والنجيفي

أما عن منصب رئيس البرلمان، فإن انقسام القوى السياسية السنّية إلى أكثر من فريق، يعيق تسمية مرشحهم للمنصب، في ظل وجود أنباء تتحدث عن «منافسة محتدمة» بين رئيس البرلمان السابق، سليم الجبوري، وزعيم «تحالف القرار»، نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، على المنصب.
في هذا الشأن، قال السراج، إن «الكتل السياسية السنية تعاني من ظروف أصعب من تلك التي تمر بها الكتل الشيعية والكردية، رغم محاولاتها تشكيل كتلة موحدة»، مبيناً أن «التحالفات السنية التي تتشكل خارج العراق لن يكتب لها النجاح أيضاً. هذه التحالفات مدفوعة من دول إقليمية».
وأضاف: «قسم من القوى السياسية السنية انضم إلى كتل شيعية كالنصر والوطنية والحكمة والفتح»، لافتاً إلى أن «نتائج الفرز والعد في الانبار وصلاح الدين وكركوك أظهرت تزويراً. كل هذه الأمور تؤدي إلى إن الموقف السني لن يكون موحداً، لا سيما في مسألة اختيار رئيس البرلمان».
في الأثناء، أكدت المفوضية العليا للانتخابات، أن عمليات الفرزّ والعدّ اليدوي ستنتهي اليوم (أمس) بعد إكمال جميع محطات جانب الكرخ من العاصمة بغداد.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن المفوضية المنتدبة قولها، إن «اليوم (أمس) سيكون نهاية لعمليات العد والفرز اليدوي بعد اكمال عد وفرز جميع محطات الكرخ، فضلا عن انتهاء اخر محافظتين وهي صلاح الدين ونينوى».

نحو 190 نائباً شيعياً يحددون منصب رئيس الوزراء العراقي… وانقسام سنّي على رئاسة البرلمان
المالكي: «سائرون» يرغب في الانضمام إلى تحالفٍ يشمل «دولة القانون»
مشرق ريسان

المعارض سيد أحمد غزالي: السلطة أفسدت الشعب والجزائريون خائفون على مستقبلهم

Posted: 05 Aug 2018 02:24 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: قال سيد أحمد غزالي رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق، إن النظام سيتمكن من تمرير الولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة دون عناء كبير، مشيرًا إلى أنه لا توجد معارضة حقيقية قادرة على الوقوف في وجه هذا المشروع، ولا حتى الشعب سينتفض ضد استمرار بوتفليقة في الحكم، لأن النظام نجح في «رشوة الجميع!».
وأضاف سيد أحمد غزالي في مقابلة مع الصحيفة الفرنسية « تيلغرام » أن النظام نجح في خلق نوع من استقرار الخوف، الخوف من المستقبل، مؤكدًا أنه واحد من الكوادر السابقين في الدولة، وأن هناك أكثر من 100 ألف مسؤول سابق على مختلف المستويات، وأن الدولة عملت على مضاعفة المعاشات ثلاث مرات، وأن هؤلاء الكوادر كلهم يخشون عدم حصولهم على معاشات في حالة ما إذا حدث تغيير ما في النظام، وهو الأمر الذي اقتنعوا به، وجعلهم يخشون من المستقبل، في حين أن هذا النظام سيكون عاجزًا عن دفع المعاشات بعد ثلاث أو أربع سنوات.
وأكد أنه لا توجد معارضة حقيقية، لأنه حتى وإن كان الدستور ينص على حرية إنشاء الأحزاب السياسية، إلا أن ذلك غير متاح لكل الجزائريين، الأمر الذي يجعل الساحة السياسية خالية من الأحزاب السياسية الحقيقية، معتبرًا أنه من الخطأ الحديث عن خلافة بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأنه لم ينتخب، بل النظام هو ما عينه.
واعتبر أن الشعب لن ينتفض ضد الولاية الخامسة، لأنه يفضل سياسة الهروب إلى الأمام حفاظًا على ما يعتقده مكاسب اجتماعية، مشيرًا إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة لن تكون سوى عبارة عن إجراء شكلي، لأنه حتى لو تم تغيير الرئيس، فهذا لا يعني أن النظام سيتغير.
وذكر أن الكثيرين يسألون لماذا لم يكن هناك ربيع عربي في الجزائر، والسبب، هو أن ربيع الجزائريين حدث في أكتوبر 1988، أي منذ قرابة 30 سنة، وآنذاك قوبلت الانتفاضة بقمع غير مسبوق، بدليل أن 500 جزائري قتلوا خلال أسبوع واحد، وأن النظام رد على هذه الانتفاضة بإقرار التعددية الحزبية والإعلامية التي تضمنها دستور 1989.
وشدد غزالي على أن سبب عدم انتفاض الشعب مجددًا، هو أن النظام الذي «لم يكن غريبًا عن بروز الإسلام السياسي وظهور الإرهاب»، على حد قوله، أقنع الجزائريين بأنهم إذا حاولوا القيام بأي تغيير سياسي فإنهم سيعيشون أسوأ مما عاشوه خلال تسعينيات القرن الماضي من إرهاب وقتل ودمار وخراب.
واعتبر أنه حتى وإن كان الإرهاب قد هزم عسكريًا، فإن الأسباب التي أدت إلى ظهوره ما تزال موجودة، مؤكدًا أن الإسلاميين الذين يستثمرون في القطيعة بين النظام والشعب، يحاولون أن يفرضوا أنفسهم على النظام انطلاقًا من الوضع القائم.
جدير بالذكر أن سيد أحمد غزالي سبق أن تولى مسؤوليات عدة مثل رئيس مجلس إدارة شركة سوناطراك، ووزير للطاقة، كما شغل منصب وزير خارجية، ثم رئيس حكومة من 5 يونيو/ حزيران 1991 إلى 8 يوليو/ تموز 1992، أي بعد حوالي أسبوع من اغتيال الرئيس الراحل محمد بوضياف، وقد حاول غزالي تأسيس حزب سياسي نهاية التسعينيات، لكن السلطة رفضت منحه الترخيص، تمامًا مثلما فعلت مع وزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي، دون تقديم تبريرات واضحة، إذ ظل وزير الداخلية الأسبق يزيد زرهوني يردد أن ملف حزب غزالي تنقصه ورقة، دون أن يقول ما هي، ودون أن يمكن صاحب المشروع من إضافتها للملف، واستمر الأمر لسنوات، حتى فهم غزالي أنه غير مرغرب في تأسيسه حزبًا سياسيًا، علمًا أن غلق الباب أمام تأسيس أحزاب سياسية استمر سنوات، ليعاد فتحه سنة 2011 عندنما هبت رياح الربيع العربي، قبل أن يغلق مجددًا.

المعارض سيد أحمد غزالي: السلطة أفسدت الشعب والجزائريون خائفون على مستقبلهم
رئيس حكومة أسبق يشرح لماذا سيتم تمرير الولاية الخامسة دون عناء!

مصر: وزارة الأوقاف تحسم الصراع مع السلفيين على المساجد وتنشىء ذراعاً استثمارية

Posted: 05 Aug 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: حذر محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، أمس الأحد، الأئمة المرافقين لبعثة الحج من التحدث في السياسة، خلال وجودهم في الأراضي السعودية، أو الإجابة على أي سؤال متعلق بها، مشيراً إلى وجود بعثة من الأئمة يؤدون أعمالهم في فنادق مكة الآن لإرشاد الحجاج.
وفي مؤتمر صحافي عقده في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، حذر جمعة أيضاً الحجاج من الدخول في جدال ديني مع أي وفود من دول أخرى، قائلاً: «الدين يسر، ودائما ما يتم اللجوء إلى الرأي اليسير، وتم الاختيار من التيسير ما يراعي ظروف الوقت وازدحام الحجاج، داعياً «الأئمة المرافقين لبعثة الحج للرحمة بالضعفاء».
وأشار إلى أن «توجيهات المملكة العربية السعودية في كل ما يتصل بالنظام واجبة التنفيذ»، مشيراً إلى أن «البعثة المصرية الرسمية هي الوحيدة التي تصطحب معها علماء ووعاظا».
إلا أن الوزير الذي حذر الحجاج من الحديث في السياسة، استغل المؤتمر الصحافي الذي عقده بمناسبة انطلاق بعثة الحج المصرية، ليشيد بأداء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قائلاً، إن «أي مواطن في الخارج يشعر بقيمة التغيير الإيجابي في مصر حاليا».

مصر تعتمد على نفسها

وأضاف أن «قطع المعونات قديما كان يهدد مصر أما الآن لا تنشغل بمساعدات خارجية بل تعتمد مصر على ذاتها».
وبين أن «السيسي أشاد بمواقف الأشقاء العرب ومساعدتهم لمصر، وأن الدولة الآن تعتمد على نفسها، ولذلك لا بد أن يدرك أي ممثل لمصر في الخارج أنه سفير لمصر».
وفي سياق آخر تحديداً حول أزمة بناء المساجد والزوايا والصراع بين الوزارة والدعوة السلفية، بخصوص السيطرة على المساجد، قال جمعة : «يتم حاليا دراسة نظام جديد لعمارة وبناء المساجد. لا توجد دولة في العالم بها مساجد تتبع جماعات، والولاية في المساجد في مصر لوزارة الأوقاف فقط».

نموذج موحد

وأضاف في كلمة في ندوة حملت عنون «دور المرأة في العمل الدعوي والمجال التربوي» خلال افتتاح الموسم الثقافي الصيفي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية : «سيتم إعداد نماذج ثابتة لتصميم موحد للمساجد في مصر بعمارة عصرية شديدة التميز يتم تصنيفها حسب المساحة».
وتابع: «وداعا لافتتاح زوايا جديدة، البناء في المناطق التي تحتاج إلى مسجد بكود بناء مصري، من يريد أن يبني ألف مسجد فليأت مرحبا به، ولكن دون التغول على حق الدولة والاستيلاء على أراضيها، مثلما كانت تفعل بعض الجماعات المتطرفة».
وأشار إلى أن «العام الماضي شهد أكبر حركة إعمار مساجد في تاريخ مصر حيث تم إحلال وتجديد وافتتاح أكثر من ألف مسجد».
وزاد: «مهمة الوزارة تجفيف جميع منابع وروافد الفكر المتطرف أينما وجدوا، حيث أن نقل الفكر الديني الوسطي هو واجب شرعي ووطني».
وأشا إلى أن «في السابق لم يكن للمرأة دور في العمل الدعوي المباشر بسبب قلة العدد ما أتاح الفرصة لبعض الجماعات المتطرفة»، مشيرا إلى أن الوزارة «أعدت كوادر مدربة لاقتحام العمل الدعوي بفهم ووعي، كما سيتم ضم سيدتين في مجالس إدارة المساجد الكبرى لتنظيم الأنشطة داخل مصلى السيدات، كما سيتم بحث إرسال واعظات في بعثات الحج المقبلة».
وزير الأوقاف ناقش، وفق ما أعلن خلال لقائه الأخير مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، «سبل تطوير وتحديث منظومة الأوقاف وإنشاء صندوق الأوقاف الاستثماري برأس مال 3 مليارات جنيه، ليكون الذراع الاستثمارية الأهم للأوقاف عبر تاريخها»، موضحاً أن «هذا الصندوق ستتم إدارته من خلال مجموعة من الخبراء المتخصصين في هذا المجال، لإدارة أسهم الأوقاف ومحفظتها المالية».
وبين أن «الصندوق سيولى أهمية خاصة للحفاظ على مال الوقف وتنميته وتحقيق أفضل صورة للاستفادة القصوى منه واستثماره على الوجه الأكمل»، مشيرًا إلى أن» اللقاء تضمن أيضًا مناقشة قضية تجديد الخطاب الديني، بهدف تحقيق الفهم الصحيح لمقاصد الدين ونشر المفاهيم الدينية الصحيحة، ومواجهة تيارات التطرف والتشدد الديني».

تجديد الخطاب الديني

واستعرض جمعة مع السيسي «خطة الوزارة في مجال تجديد الخطاب الديني، من حيث التركيز على فهم المقاصد الدينية الصحيحة للشرع الحنيف وفهم جوهر الإسلام وتفكيك الفكر المتطرف والتصدي للأفكار الهدامة، من خلال الخطب والدروس الدينية والندوات والنشر والترجمة مع التركيز على برامج التدريب».
وكشف عن عزمه «افتتاح 3 مراكز ثقافة إسلامية في محافظة شمال سيناء خلال العام الحالي، أحدها في شمال المحافظة في مدينة العريش، والثاني في وسط سيناء في منطقة الحسنة، والثالث في جنوب المحافظة في منطقة بئر العبد، حتى تتم تغطية المحافظة بصورة شاملة لنشر المفاهيم الدينية الصحيحة ومواجهة الفكر المتطرف».
وحول الهدف من إنشاء هذه المراكز الثقافية الجديدة أوضح: «هذه المراكز ستكون بمثابة مراكز إشعاع ثقافي وفكر مستنير لنشر صحيح الإسلام وتصحيح المفاهيم الخاطئة، إضافة إلى ما يصاحب هذه المراكز من مدارس علمية ومدارس قرآنية وفصول محو الأمية، وندوات ومحاضرات عامة وقوافل لكبار الأساتذة ومكتبة متنقلة بكل مركز».
جمعة أعلن أيضاً تخصيص مبلغ 100 مليون جنيه لدعم التعليم والبحث العلمي.
وأضاف «سيتم وضع الـ100 مليون جنيه في صندوق وقفي لاستثماره، وأنه جرى الاتفاق مع وزير التعليم العالي للصرف منها على مشروعات تخرج الطلاب بكليات الهندسة».
وأشار إلى «تخصيص مبلغ 100 مليون جنيه لرفع بنية المسكن الآمن للأسر الأولى بالرعاية في القرى الأكثر فقرا، و100 مليون جنيه للعمل الاجتماعي، فضلا عن 300 مليون جنيه لتحسين دخل الأئمة».

مصر: وزارة الأوقاف تحسم الصراع مع السلفيين على المساجد وتنشىء ذراعاً استثمارية
جمعة أشاد بأداء الرئيس السيسي… وأكد انتهاء عهد بناء الزوايا
تامر هنداوي

مدرسة الشعارات الوطنية «الكذابة» وإهانة الناس تحاصر العمل المهني الجاد ومذيعة تتحول لجهة تحقيق مع أطفال مهربين

Posted: 05 Aug 2018 02:23 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: امتلأت الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 4 و5 أغسطس/آب بالكثير من الموضوعات البارزة، كان أهمها تداعيات مقتل الأنبا أبيفانيوس، واهتم بها بشكل أساسي أشقاؤنا الأقباط، وكذلك قطاع من السياسيين، وتركيز أجهزة الأمن على كشف غموض الحادث، واهتمام كبير من الرئيس السيسي.
أما بخصوص الشائعات فالملاحظ أنها زادت عن حدها وتتجدد كل يوم، وإذا كانت هناك كتائب إلكترونية تنشرها، فإن هناك كتائب أخرى مضادة لها وبيانات مركز معلومات مجلس الوزراء تلاحقها يوميا وتنفيها. وقد أخبرنا الرسام في «المصري اليوم» عمرو سليم أنه زار أحد جيرانه من البؤساء فوجده جالسا على سجادة الصلاة ويدعو ربه بينما زوجته تكلم صديقة لها في الهاتف وتقول لها: من ساعة ما عرف أن العيد الكبير جاي كمان أسبوعين وهو عمال يدعي أن الخبر ده يطلع إشاعة. واهتم كثير من الصحافيين بحادثة الأطفال في جمرك بورسعيد. أما الاهتمام الأكبر فكان موجها للحج ومباريات الدوري العام. وإلي معظم ما عندنا من أخبار متنوعة..

مقتل الكاهن

ونبدأ بأبرز ما نشر عن مقتل الكاهن الأنبا أبيفانيوس داخل دير أبو مقار، وأبرز رد فعل كان للبابا تواضروس الثاني بطريرك الأقباط الأرثوذكس، وهم الأغلبية الساحقة للمسيحيين المصريين، إذ أصدر تعليماته لرجال الدين بإلغاء حساباتهم على الفيسبوك، ونشرت رانيا سعد في «البوابة» يوم السبت تحقيقا قالت فيه: «أعلن قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أنه قرر غلق صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وقال البابا في تدوينته الأخيرة عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: «الوقت أثمن عطية يعطيها الله لنا يوميا، ويجب أن نحسن استخدامها، والمسيحي يجب أن يقدس وقته، والراهب يترك كل شيء لتصير الحياة كلها مقدسة للرب». وأضاف أن «ضياع الوقت في الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي صارت مضيعة للعمر والحياة والنقاوة». وتابع: «لأن الطاعة من نذوري الرهبانية التي يجب أن أصونها وأحفظها، لذا أتوقف عن صفحة «فيسبوك» الخاصة بي وأغلقها وأحيي كل إخوتى وأبنائي الذين نهجوا طاعة لقرارات كنيستي المقدسة». وكانت لجنة الرهبنة وشؤون الأديرة في المجمع المقدس قد عقدت جلسة خاصة برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني وحضور الأنبا دانيال السكرتير العام للمجمع المقدس و19 من الآباء المطارنة والأساقفة رؤساء الأديرة وأعضاء اللجنة، حيث ناقشت الجلسة انضباط الحياة الرهبانية والديرية في ضوء الحادث الأليم، واستشهاد الأنبا أبيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس أبو مقار في وادى النطرون. وأعلنت اللجنة أنه من ضمن قراراتها إعطاء الرهبان فرصة لمدة شهر لغلق أي صفحات أو حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، والتخلي الطوعي عن هذه السلوكيات والتصرفات التي لا تليق بالحياة الرهبانية. وقبل اتخاذ الإجراءات الكنسية معهم، في استجابة للقرارات البابوية، أعلن عدد من الرهبان والأساقفة غلق صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعلن نيافة الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة عن غلق حسابه الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وذلك على خلفية قرار اللجنة المجمعية للرهبنة الصادر منذ قليل بخصوص هذا الشأن، وغرد الأنبا رافائيل للمرة الأخيرة قائلا: «بصفتي راهبا قبطيا أرثوذكسيا سأقوم بإغلاق هذا الحساب، وكل الوسائل الأخرى ويكفي التواصل مع الشعب من خلال التليفون العادي والسكرتارية. أما القراءة اليومية فيمكن متابعتها عن طريق تطبيق أرثوذكسي الرب معكم ويحفظ سلام الكنيسة وسلامتها». فيما أعلن الأنبا دانييل أسقف سيدني وتوابعها إغلاق صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وقال: «الراهب يترك كل شيء لتصير الحياة كلها مقدسة للرب». وأعلن الراهب القمص بولس الأنبا بيشوي سكرتير البابا شنودة الثالث الراحل، إغلاق صفحاته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك وتويتر» وأعلن الراهب ثيوديسوس أنبا مكاريوس قائلا بصفتي راهبا قبطيا ارثوذكسيا سأقوم بإغلاق هذا الحساب وكل الوسائل الأخرى».

المصاب جلل

وطبعا السؤال المحير هو من قتل الكاهن؟ هل كان مثله على خلاف ديني معه؟ هل هو متطرف إسلامي؟ وغير ذلك من الأسئلة التي ستصل أجهزة الأمن المتعددة التي تبحث في الموضوع بتعليمات مشددة من الرئيس السيسي، الذي يولي هذا الحادث اهتماما كبيرا وكذلك وزير الداخلية اللواء محمود توفيق. وفي «الأهرام» قال مريد صبحي تحت عنوان «جريمة دير أبو مقار من المستفيد؟»: «حدث مقتل رئيس دير أبو مقار الأسقف أبيفانيوس ربما يعد الأول في تاريخ الرهبنة القبطية للكنيسة الأرثوذكسية، الذي يستهدف شخصية بهذا الحجم داخل أسوار الدير، وعلى بعد أمتار من قلايته، فالجريمة مروعة والمصاب جلل والتداعيات خطيرة في ظل استهداف مصر، وبالذات أقباطها، فمرتكب الجريمة يعلم جيدا ماذا يفعل وكيف ينفذ جريمته؛ فهو ليس قاتلا بالصدفة أو فعلها لمجرد الانتقام من راهب مسالم بدرجة رئيس دير، فالراهب عموما مات عن العالم، ولا يضمر شرا لأحد، ولا يتسلل الحقد إلى قلبه، فلا خصومة أو عداء مع الآخرين، إذن القاتل كانت له مقاصد من جريمته، منها إثارة الفتنة والانقسام بين الأقباط، أو بينهم وبين إخوتهم المسلمين، وأيضا إثارة الفزع في مجتمع الرهبنة الآمن المسالم؛ ومن ثم إثارة الخوف في نفوس الأقباط المترددين على الأديرة، كما حدث عقب حادث «دير الأنبا صموئيل المعترف» في المنيا. وأعتقد أن فريق البحث الذي تشارك فيه كل أجهزة وزارة الداخلية يضع كل الاحتمالات أمامه؛ فقد كان تحرك الجهات الأمنية على مستوى الحدث الخطير، وإدراكا لتداعياته لقد جاءت كلمات البابا باكية حزينة، وهو يغالب دموعه يحاول التماسك أمام رعيته حزنا على رحيل أسقف من الوزن الثقيل، وكما وصفه البابا كان يتمتع بوداعة الحكمة وغزارة المعرفة والبساطة في كل شيء، وهى سمات قديس يعيش بيننا ويبدو أنه تعجل الرحيل، ولكن من هو المستفيد من هذا الرحيل المفاجئ؟ أعتقد أنه فشل في مقصده».

هالة الغموض

وفي «اليوم السابع» كان رأي عمرو جاد هو: «تصبح الخلافات الفكرية مفيدة حين تكون في النور، أما في الظلام فللشك والريبة مساحات أكبر من الثقة، ولم نعرف من قبل ما نوع الزهد الذي يودي بصاحبه إلى أن يموت في غموض، يستدعي أن تتدخل جهات التحقيق للبحث عن شبهة جنائية، قد يكون وراءها خلاف فكري. أضف إلى ذلك التلميحات الغامضة في تصريحات البابا تواضروس وقراراته المفاجئة لضبط الرهبنة وتنقيتها مما اختلط فيها من انحراف، ولا أعلم في ما يكون انشغالنا حين تتسلل الأفكار الشاذة لدور العبادة في مصر، لأن هالة الغموض التي تتمسك بها الأديرة على قدر الخطر نفسه الذي تمثلهما الدروشة والتطرف اللذان شهدتهما المساجد وحلقات الذكر عند المسلمين، كلاهما يعيش في الظلام محاطًا بقداسة مزيفة وسياج من سرية الممارسات والمقاصد، ثم النتائج محصورة بين الدم والخرافة».

اغتيال فكر مستنير

ونغادر «اليوم السابع» إلى مجلة «روز اليوسف» لنكون مع وفاء وصفي التي حددت خمسة رهبان قد يكون واحد منهم هو من قتل الأنبا قالت وهي المسؤولة عما قالت: «تشير أصابع الاتهام إلى 5 رهبان أكبرهم يقيم خارج أسوار الدير، وآخر صاحب مشاكل كثيرة وتسبب مؤخرا في رفع دعوى قضائية ضد البابا تواضروس، وآخر صغير في الثلاثينيات من عمره. إلى الآن لا أحد يعرف الدافع وراء تلك الجريمة، أو السبب في أن تكون بهذه البشاعة، خاصة أن أغلب من قاموا بها هم من دخلوا الدير بعد رحيل الأب متى ومنهم من قام الأنبا أبيفانيوس برسامتهم بنفسه، إلا أن الدكتور مدحت ثابت، وهو أحد الخدام الذين تتلمذوا على كتب وفكر الأب متى المسكين، يرى أن ما حدث في دير أبومقار لا يصنف قتلًا لأسقف ورئيس دير وراهب ناسك زاهد، ولكنه محاولة مفعمة بغل وكراهية لاغتيال فكر مستنير يهدد ساكني الظلمة في وجودهم وكيانهم، والتخلص بحقد وعنف من أسلوب حياة روحية ومنهج تفكير مستنير يرعب الأقزام ومفتقدي النعمة ويهدد وجودهم وكيانهم».
خلافات داخل الدير

أما زميلها أسامة سلامة فقال في مقاله في مجلة «روز اليوسف»: «الوقائع في حادث الأنبا إبيفانيوس تقود إلى طريق واحد هو الاتحاد ونبذ الفرقة، خصوصًا أن تفسيرات الحادث دارت في حينه حول أربعة احتمالات، الأول: أن الجاني من داخل الدير، وأن مؤامرة بسبب وجود خلافات فكرية بين رهبان أبومقار، وأن بعض الغلواء والتطرف غزت عقول بعض الرهبان فإن الأمر خطير ويحتاج للتكاتف من أجل مواجهة هذه الأفكار الداعشية، التي حتمًا ستكون وبالًا على الكنيسة والمجتمع كله، وسندفع ثمنها جميعًا، ولعل الذين يروجون لهذا الاحتمال فسروا كلام البابا تواضروس خلال قداس الصلاة على الأنبا الشهيد عندما وجه كلامه لرهبان الدير «لستم تابعين لأحد بل للقديس أبومقار» على أنه إشارة إلى الخلافات داخل الدير وانقسام الرهبان بين مدرستين إحداهما محافظة والأخرى إصلاحية، ولكن يبعد من هذا الاحتمال ويصعب تصديقه أنه مهما كانت الخلافات فإنها تظل في إطارها الفكري، ومن الصعب على من زهد الدنيا وطلب أن تُصلى عليه صلاة الموتى أن يقتل مهما كانت الأسباب. الاحتمال الثاني: أن تكون وراء الجريمة صراعات الأساقفة، وهو احتمال يحلو لمن يتبناه أن يستشهد بمقولة البابا لرهبان الدير أخرجوا الانحراف بعيدًا عن الرهبنة، ويشرحها بأنها رسالة بوجود أفكار وتصرفات تبتعد تمامًا عن الفكر الرهباني وتعاليم الآباء. الاحتمال الثالث: أن يكون الاغتيال عملية إرهابية قامت بها جماعة متطرفة مثل «داعش» أو غيرها من خلال تسلل أحد أفرادها إلى الدير، وقيامه بالقتل ثم الهرب مرة أخرى، وهو أيضًا احتمال ضعيف في ظل عدم إعلان أي جماعة عن تبنيها الحادث حتى الآن، وهو أمر لو فعلوه لتباهوا به وأذاعوه. يتبقى احتمال رابع وهو أن من قام بها راهب أو زائر مصاب بحالة نفسية، ولكن يدحض هذا الكلام أن الجريمة مخططة ومن قام بها كان واعيًا ومدركًا وهو ينفذها».

اتهامات بدون أدلة

«هل يمكن أن يقتل المسيحي مسيحيا؟ وهل يمكن أن يقتل هذا المسيحي قسا أو قمصا أو أنبا يعمل تحت رئاسته الروحية؟ هذا التساؤل طرحه عماد الدين حسين في مقاله في «الشروق» مواصلا كلامه، هذه الأسئلة بصياغات مختلفة هي التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بعد مقتل الأنبا أبيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس أبو مقار في وادي النطرون يوم الأحد الماضي، في «قلايته» أو مقر سكنه داخل الدير، الذي يقع على مساحة تزيد على 3000 فدان. التحقيقات لاتزال جارية في الحادث، وكل الاحتمالات واردة بالطبع، بعد أن استجوبت النيابة وسألت أكثر من 400 عامل و150 راهبا في الدير. من وجهة نظر كثير من الإخوة المسيحيين فإن الإجابة هي: «لا» قاطعة، ويستحيل حدوثها بالمرة. والهدف من هذا المقال ليس «من الذي قتل الأنبا؟»، ولكن إلقاء الضوء على طريقة تفكير بعض المصريين. قرأت لإخوة أقباط كثيرين يقولون إن القاتل لابد أن يكون إرهابيا، يريد إحداث فتنة جديدة مع المسلمين لمصلحة مؤامرة إقليمية ودولية شاملة ضد مصر. وطبعا لا أستبعد ذلك، لأن المؤامرة في هذا المجال موجودة منذ زمن طويل، لكن السؤال المنطقي الذي يفترض أن نسأله لأصحاب هذا السيناريو هو: على أي أساس أو أدلة أو معلومات أعلنتم توقعاتكم بعد وقوع الحادث بدقائق قليلة؟ هل لديكم أي دليل، أم أنكم تتحدثون عن أمنياتكم وتصوراتكم فقط؟ من الوارد أن يكون القاتل إرهابيا، أو على خلفية جنائية، أو ربما من داخل الدير نفسه لتصفية حسابات معينة. في هذا الشأن قرأت لكاتبة صحافية مستنيرة، كلاما منطقيا على صفحتها على الفيسبوك تقول فيه نصا: «المسيحيين بتوع يستحيل راهب يقتل رئيس الدير مهما حصل.. أذكرهم بالآتي: هو اللي باع المسيح كان إرهابي ولا حرامي.. ده كان واحد من تلامذته كان بياكل معاه من الطبق نفسه.. شاف معجزاته وقدراته على شفاء المرضى وإقامة الموتى وإخراج الشياطين وغيرها من المعجزات، اللي باختصار تخلي أي واحد يخاف يخونه.. لكن على الرغم من كدة تجرأ وباعه للموت عادي يعني. ــ يعنى الجملة المقبلة هي بعيدة عن قناعاتي تماما لأني بطلت أصدق الحكايات دي.. بس خليني أقولها كرد بلغة الناس اللي هي ضد فكرة أن راهب يقتل: «بستان الرهبان والسنكسار اللي الكنيسة والمسيحيين بيحبوه مليان قصص كتير عن قديسين كانوا رهبان ومشهود لهم بالتقوى والورع وكانوا أقرب للسياح.. لكن رفاقهم من الرهبان كانوا غيرانين منهم وبيحسدوهم وبيكرهوهم.. فكانوا بيتآمروا عليهم عشان يدمروهم ويتخلصوا من وجودهم بأي طريقة، فعادي برضه يعني.. الاسترشاد بالموضوع ده مش معناه أن جريمة قتل رئيس دير أبو مقار بسبب غيرة وحسد من تقواه.. لكن أنا بسترشد بفكرة أن مجتمع الرهبان زيه زي أي مجتمع بشري يعني يحصل فيه أي حاجة.. دول بشر لا مؤاخذة، غريبة أوي الناس اللي بتعترف بالتاريخ ده، وفي الوقت نفسه بترفض أنها تكون جزء منه.. آه نقرأ عنه لكن ميحصلش عشان محدش يشمت فينا». كلام الكاتبة الصحافية ــ وهي بالمناسبة قبطية ــ منطقي جدا، وحتى لا يغضب بعض أصدقائي الأقباط أقول لهم إن هذا الأمر يحدث في كل الديانات والمذاهب السماوية والوضعية».

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات، حيث أثار ماهر عباس في «الجمهورية» مشكلة تثير غيظ الملايين من مشاهدي قنوات التلفزيون الخاصة، وهي تأجيرها أوقاتا لأطباء للدعاية لأنفسهم ولشركات أدوية لبعض منتجاتها للشعر وتخفيض الوزن وقال عنها: «هذه البرامج «المشتراه» من القنوات يقف وراءها شباب باحث عن «سبوبة» الكسب، وكل طبيب لديه مركز طبي يتقدم ويعرض شراء الوقت المناسب، وهذا حقه لكن أين الرقابة العلمية والطبية على هذا العبث الذي نسمعه كل يوم في هذه البرامج والمبالغة الكبيرة التي «يدغدغون» فيها حاجة المريض الذي يتعلق بقشة وأمل في العـــــلاج، ومعظمــــها يركز على موضــــوعات الســـاعة، كالسمنة والرشاقة وجراحـــات التجميـــل، ويتحدثون على راحتهم، لأن في النهاية الطبيب دفع ثمن الحلقة للمعد أو المجموعة التي أشترت حق تسويق البرنامج من القناة «الخاصة»، وهي أرقام مليونية وليس لدى أحد اعتراض، لكن أين الرقابة العلمية من المتخصصين على هذه البرامج، كما يحــــدث في العالم كله، خصوصا أن جميع قنواتنا الفضائية الخاصة وضعت فـــي استراتيجيتها برنامجا طبيا أو أكثر، وهي من البرامج التي تغطي تكلفتها في أحيان كثيرة وكما هو مطلوب تثقيف المواطن صحيا مطلوب أيضا مراقبة المعلومة الطبية التي تدخل كل بيت».

مذيعة الكوارث

وعن مذيعة الكوارث كان مقال عمرو الشوبكي في «المصري اليوم»: «ليست حالة فردية ولا يجب التعامل معها على أنها مذيعة أخطأت، وجزء من حالة انعدام المهنية في الإعلام، إنما هي تمثل مدرسة «أم الكوارث» التي تخفي صورا متعددة من الفشل وانعدام قيم العمل والإنجاز لصالح الهتافات «الحنجورية» والشعارات الوطنية الزائفة. الحوار الذي أجرته مؤخرا إحدى المذيعات عديمة المهنية والفهم لطبيعة عملها مع مجموعة من الأطفال المهربين، كان يفترض أن تعرف أو تتعلم أنها ليست جهة تحقيق، ويفترض أن تعرض واقع هؤلاء الأطفال كما هو، وتترك للمشاهد الحكم، إذا كانت قد تعلمت من الأصل أن مهنتها هي نقل الواقع وتترك لمن يفكون الخط (غيرها بالطبع) مهمة تحليل هذا الواقع أو الخبر. لقد شاهدت على يوتيوب تحقيقها المسيء مع الأطفال، ويقينا هم مخالفون للقانون وليسوا أبطالا، ولكن إجابتهم كاشفة لجانب من مشاكل مصر الاجتماعية، فنظرية أن تضحي من أجل بلدك التي رددتها المذيعة الفاشلة أمام ناس يعانون في حياتهم اليومية أشد المعاناة، جلبت نتائج عكسية، فقد قالت لهم: «مش أكرملك تشتغل وستجد مليون عمل في بورسعيد يا متسول؟ ألا يوجد بديل للشغلة الحرام التي تضر بها دولتك؟»، وأضافت سؤالا سمجا آخر، من دلك على هذا العمل؟ فرد: صحابي، فردت صحاب السوء، فرد ليسوا أصحاب سوء لأني بحصل على 150 جنيها في اليوم ولأن 50 جنيها لا تؤكل أهلي، أما من يهربون الملايين أمامنا فلا تحاسبهم الدولة، إنما تأتي على الغلابة مثلنا. حوار المذيعة ذكرني بنائبة محافظة الإسكندرية السابقة التي اتهمت في قضايا فساد ورشوة، وكيف كانت من أكثر المسؤولين رفعا للشعارات الوطنية حتى وصل بها الأمر إلى غناء أغنية «ماتقولش إيه إدتنا مصر قول حندي إيه لمصر» في أحد الاجتماعات الرسمية. الوطنية الزائفة مثل التدين الزائف، هي نمط من التفكير وجد لكي يخفى العيوب بالشعارات والعموميات بدلا من مناقشة المشاكل الحقيقية من بطالة وعمالة أطفال، فتقوم المذيعة بسبهم وكأنها مخبر فظ في قسم شرطة. ما لم تتصور هذه المذيعة أن تلك الفجاجة وانعدام المهنية في التعامل مع هؤلاء الأطفال المخالفين للقانون (ضحايا المنظومة الاجتماعية السائدة) ستجعلها مرضيا عنها وربما سترقيها وتجعلها تقدم برنامج «توك شو» لما أدارت الحوار بهذه الطريقة. إن مدرسة الشعارات الكذابة والشكليات وإهانة الناس (الأطفال في هذه الحالة) تحت مسميات وطنية، صارت تحاصر العمل المهني الجاد، وتغطي على أي نظام للمحاسبة لأنها تتصور أنها بذلك تخدم الدولة والنظام. علينا أن نعي أننا لسنا أمام خطيئة مذيعة إنما أمام مدرسة متكاملة تهتف وتسوق للشكل والشعارات على حساب الجدية والمضمون وجربت من قبل وكانت نتائجها كارثية».

جرائم السرقات

أما السيد البابلي في «الجمهورية» فأثار مشكلة السرقات التي يقوم بها الحراس في الكوباوندات الفاخرة وقال عنها: «يتحدثون عن جرائم السرقات التي تتزايد في المجتمعات العمرانية الجديدة ومعظم من يرتكب هذه الجرائم من العاملين في هذه المناطق الذين يعرفون كل صغيرة وكبيرة عن السكان وأسلوب حياتهم وأوقات تواجدهم ومقدار ثرائهم أيضاً، ويزيد من حدة المشكلة أن بعض قاطني هذه المناطق يعيشون حياة الثراء بطريقة استفزازية وبسلوكيات وتصرفات تتحدى مشاعر «الغلابة»، وتثير أحقاداً دفينة كانت خامدة، والذين يقيمون في هذه الأحياء الراقية في حاجة إلى نوع من الوعي الأمني والمجتمعي، لكي يشعروا بالأمان وعليهم أن يعرفوا أن الفجوة ساحقة بينهم وبين من يعملون قريباً منهم في مجالات الخدمات، وأن البعد الإنساني مطلوب في هذه التعاملات بدون غرور وبدون فوقية وبروح من التكافل الذي يمنع الحقد ورواسبه، ليس معقولاً أو مقبولاً أيضاً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نمر بها أن يقود شاب صغير سيارة بعدة ملايين من الجنيهات، ويختال بها في شوارع يقف فيها المئات في انتظار الميكروباص لينحشروا داخله والقضية ليست أمنية فقط هي قضية وعي وثقافة وحس إنساني ومجتمعي».

الأحزاب السياسية

وإلى الأحزاب السياسية التي وصل عددها إلى أكثر من مئة حزب لا نعرف عنها شيئا، وحتى الأحزاب السياسية التي لها عدد كبير من الأعضاء في مجلس النواب لا يعرف الناس حتى في دوائرهم شيئا عنها، ما دعا محمد عمر في «أخبار اليوم» إلى السخرية منها ومن مجلس النواب بقوله: «أسدل مجلس النواب الستار على جلساته وطلع في إجازة بدون أن يعرف أعضاؤه من المترقبين والمشتاقين لمن ستكون الأغلبية ورئاستها في الدورة المقبلة بعد شهرين، فقد كان مرتبا أو مطبوخا قبل شهر أن ينتزع حزب «مستقبل وطن» الأغلبية من أخيه في الله والوطن «ائتلاف دعم مصر»، لكن رفعت الجلسات ولم يحدث شيء، رغم أن عددا غفيرا من أعضاء «ائتلاف دعم مصر» أعلنوا ورتبوا انتقالتهم بسلامة الله إلى «مستقبل وطن»، ومنهم من منى نفسه برئاسة لجنة أو حتى بوكالتها في ظل الأغلبية الجديدة المقبلة، لكن كل هؤلاء تفاجأوا بأن العملية محلك سر، وأكد لهم ذلك أن المجلس الذي سبق وأكد أنه سيجري تعديلا على قانونه يضمن لهم انتقالا هادئا للحزب الجديد، بدون مخالفة دستورية أو شوشرة إعلامية لم يتطرق من قريب أو بعيد إلى ذلك التعديل، ومن يومها والأعضاء يضربون أخماسا في أسداس وبطبيعة الحال يتبادر السؤال ويصبح ضرورة».

«الوفد الوفد لو فيها رفد»

لكن عبد العظيم الباسل في «الأهرام» أشاد بحزب «الوفد» بمناسبة قرب احتفاله بمرور مئة عام على تأسيسه وقال تحت عنوان «الوفد الوفد لو فيها رفد»: «وها هو الوفد يواصـــل دوره المتجدد تحت قيادة المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس اللجنة التشريعــية في البرلمان، تعاونه كوكبة من رجال السياسة ورموز الدولة الوطنية، من بينهم الدكتور هاني سري الدين سكرتير عام الحزب، ومحمـــود أباظة وفؤاد بدراوي وغيرهم من أقطاب الوفد التاريخية، فضلا عن هيئته الاستشارية التي ضمت مصطفى الفقي عمرو موسى وممدوح عباس وغيرهم، ولم يبق سوى أيام قليلة ويحتفل الوفد بمئويته الأولى، فهو يعد المؤسسة السياسية الوحــيدة التي بلــغ عمـــرها قــــرنا من الزمان، ولاتزال على قيد الحياة تواصل عطاءها المتجدد، وتمثل المعارضة البناءة على أرضية وطنية مع النظام الحاكم، مؤكدة شعارها الخالد «الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة». هكذا سيظل الوفد منارة سياسية لكل من ينتمى إليه وليس غريبا أن يكون لســـان حال أعضائه: الوفد الوفد لو فيها رفد».
معارك وردود

وإلى المعارك والردود وأولها الهجوم الذي شنته يوم السبت أمينة النقاش رئيسة تحرير جريدة «الأهالي» في عمودها الأسبوعي في جريدة «الوفد» ضد الرئيس بسبب أقوال له في المؤتمر الوطني السادس للشباب واستشهدت في هجومها بأغنية للفنان والمطرب محمد فوزي قالت: «صحيح تماماً ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد كنت أتمنى أن يتجاهل الرئيس السيىسي في كلمته في مؤتمر الشباب الإشارة إلى هاشتاغ «إرحل يا سيسي»، الذي لم أكن أعرف به سوى من إشارته التي غدت بمثابة ترويج له، ناهيك عن أن يعبر عن غضبه منه بجملة تحفل بالالتباس والتعجل بالقول، إن ما يفعله سيحاسبه الله عليه «سواء رضيتم أم لا» وبناء على ما سبق فإن هذا اللون من الحملات الدعائية على العالم الافتراضي في وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن الأولى، ولعلها لن تكون الأخيرة، وهى أشياء معهودة في الدول الديمقراطية التي تحفل بالتعدد الحزبي والفكري والسياسي، ومن المبالغة المفرطة أن يعتبرها البعض دليلاً على توجهات الرأي العام، أو عن رفضه أو قبوله للنظام القائم، فضلاً عن أن توقف الرئيس أمامها وإلقاء الضوء عليها يبعث بإشارات سلبية تغري بتكرارها وتهز المكانة التي يمنحها الدستور لمؤسسة الرئاسة. ورضا المواطنين أو عدم رضاهم لا يصنعه هاشتاغ بل تحركه سياسات تخفف عنهم وطأة الحياة وترفع عن كاهلهم أعباء غلائها، وتمنح لهم الفرص الكريمة لتلبية احتياجاتهم المعيشية. عقب انتهاء الرئيس من كلمته تنامى إلى سمعي صوت محمد فوزي يشدو: قلبي بهواك مشغول وعذابي معاك حيطول وإن كان على قول العزال خلي اللي يقول يقول».

العدالة الاجتماعية المفقودة

وأمس الأحد تعرض فريق من رجال الأعمال إلى عدة هجمات مفاجئة في «الأهرام»، الأول شنه الدكتور عمرو عبد السميع ضد نوعية من رجال الأعمال قال عنهم وهو متأفف منهم: «حين كتبت لسنوات عن غياب العدل الاجتماعي، أو عدم منطقية توزيع أعباء الأزمة الاقتصادية، واقتصار دفع ثمن الإصلاح على متوسطي ومعدومي الدخل، بدون أن يدفع الأثرياء الموسرون للبلد ما يكافئ حجم تراكماتهم المالية المهولة، لم أقصد التحريض على الأغنياء، أو بلوغ صيغ تشابه التأميم والمصادرة، وكالعادة يثير ذلك الكلام حفيظة وتوتر أثرياء مصر، وبالتبعية الإعلام المرتبط بهم، ومن ثم انتشرت أقوال ومقالات تعترض على منطق العدل الاجتماعي وتردد «لن نقوم بتمويل الفاشلين» الذين هبطوا بمستوى البلد، والحقيقة أن كل ما طالبنا به هو الضرائب التصاعدية، كما في بريطانيا، وإقرار منطق سياسات دولة «الرفاه» المطبقة في دول «رأسمالية جدا».
والحكاية تتعلق بأصل الثروة «قبل تنظيفها أو تهريبها» إنهم يريدون ردعنا عن التساؤل حول أصل الثروة ويريدون أن نبحث الأمر في الحالة الراهنة فقط، وإذا فتحت فمك يقولون «ماذا تريدون نحن ندفع الضرائب» وربما ألفت النظر هنا إلى حديث اللواء محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية في مؤتمر الشباب حول نزاعات الضرائب البالغة 900 مليار جنيه، يعني حتى الضرائب العادية لا التصاعدية لا يدفعونها».

تركيز رجال الأعمال على الاستيراد

أما رئيس المجلس الأعلى للإعلام مكرم محمد أحمد، فقد اتهم رجال الأعمال بأنهم رغم كل التسهيلات التي قدمتها الحكومة لهم فلم ينشئوا صناعات ذات قيمة، إنما اكتفى أغلبهم بالاستيراد وقال: «لا تزال جهود مصر لتحفيز الرأسمالية الوطنية على زيادة نشاطها الإنتاجي والصناعي متواضعة لم تحقق بعد الحد المأمول في مجال الإنتاج السلعي، لأن الرأسمالية الوطنية لا تزال تركز على الاستيراد من الخارج بأكثر من تركيزها على النشاط الإنتاجي في كل المجالات، ابتداء من صناعة الملابس الجاهزة التي تستورد أغلبها من بنغلاديش، إلى صناعة المولدات وطلمبات رفع المياه، ووسائل النقل الخفيف من الدراجات والموتوسيكلات، وأنشطة أخرى عديدة تعتمد فيها على الاستيراد من الخارج. والواضح أن النشاط الأضخم الذي يشكل عنصر جذب أساسيا لمدخرات المصريين هو النشاط العقاري، رغم وفرة المعروض بما يفوق حاجة الطلب، خاصة أن هناك مئات الآلاف من شقق الإسكان على كل المستويات مغلقة لم يتم استثمارها، لأن الحكومة تأخرت طويلاً في فرض ضرائب على العقارات غير المؤجرة المغلقة والمحجوبة عمداً عن سوق العقارات، ورغم احتياج مصر المتزايد إلى العديد من مشروعات التنمية الصناعية لإنشاء صناعات مغذية تخدم أغراض الصناعة والزراعة يمكن أن تنهض بها صناعات صغيرة ومتوسطة، يفضل الكثيرون الذهاب إلى سوق العقارات رغم أن مصر بذلت على امتداد عامي 2016 و 2017 جهداً كبيراً من أجل تحسين بيئة ومناخ الاستثمار في مصر، في إطار رؤية وطنية توافرت عليها وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي الدكتورة سحر نصر، وأطلقت خريطة استثمارية جديدة تقوم على تشجيع وتنمية النشاط الإنتاجي بما في ذلك مشروعات التنمية الصغيرة والمتوسطة، كما سارعت إلى إصدار قانون جديد للاستثمار وقانون آخر لسوق العمل، يعززان بيئة ريادة الأعمال ويشجعان على إنشاء شركات جديدة ناشئة ويضمنان تسهيل الإجراءات وتبسيطها».

لا أحد فوق القانون

أما الهجوم الثاني الذي سننهي به تقرير اليوم فسيكون في «الجمهورية» لسمير الجمل وهجومه في بروازه «أكشن» على علاء وجمال مبارك ووالدتهما، وتوعدهم بأنه ستتم محاسبتهم عما قريب: «الكلام واضح لا أحد فوق القانون، حيث لا بطانة ولا شلة ولا مصلحة خاصة ومجاملة لرجال البزنس، لأنهم من المحاسيب وشركاء العيال وأمهم، الكلام واضح ماشي بالقانون اكسب براحتك وربنا يبارك، ماشي باللبط واللوع وشغل الثلاث ورقات تستاهل اللي يجري لك وما جمعته في سنوات السبهللة ستفقده في أيام الجد، لأن الدولة التي كانت مؤجرة مفروشة للكبار عادت ملكيتها لأصحابها جميعا الفقراء والأغنياء بشرف».

مدرسة الشعارات الوطنية «الكذابة» وإهانة الناس تحاصر العمل المهني الجاد ومذيعة تتحول لجهة تحقيق مع أطفال مهربين

حسنين كروم

فتح تعترض على اتصالات «التهدئة» وترفض الالتزام بالنتائج وحماس تواصل النقاشات في «سرية» والجهاد ترفض التفرد

Posted: 05 Aug 2018 02:23 PM PDT

غزة ـ»القدس العربي»: في مؤشر على اقتراب الإعلان عن تفاهمات بين حركة حماس وإسرائيل، برعاية مصرية وأممية، أعلنت حركة فتح اعتراضها الرسمي على ما تقوم به حماس، وقالت إنها لن تلتزم بأي نتائج تصدر عنه، وذلك بعد سلسلة اجتماعات داخلية عقدتها قيادة حماس من الداخل والخارج في مدينة غزة، احيطت بسرية تامة.
وتواصل قيادة حماس من الداخل والخارج، مناقشاتها الداخلية للرد على المقترحات الأممية والمصرية، الخاصة بالتهدئة مع إسرائيل والمصالحة مع فتح، وذلك بعد نقاشات دامت على مدار الأيام الثلاثة الماضية.
وكانت بداية المناقشات قد انطلقت فور وصول وفد الحركة من الخارج، الذي يرأسه نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، وعضوية قيادات كبيرة أخرى أبرزهم ماهر صلاح رئيس حماس في الخارج، والدكتور موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق ومحمد نصر وحسام بدران وماهر عبيد، وغيرهم من قادة حماس.

حماس تتكتم على نتائج مباحثاتها الداخلية

وأجرى وفد الحركة مناقشات داخلية حول المقترحات الأخيرة التي نقلت إليهم من مصر والمبعوث الدولي نيكولاي ميلادينوف، بـ «سرية تامة»، بعدما أصرت قيادة حماس على إجراء تلك المحادثات في غزة، حيث مكان حكمها، وهو ما دفع الوسطاء للتدخل لدى إسرائيل، بالحصول على تعهدات بعدم المس بقيادة الحركة، خاصة صالح العاروري المطلوب رقم واحد لدى دولة الاحتلال.
ولم يعلن أي من قادة حماس عن تفاصيل الخطة المقدمة إليهم، ولا عن نتائج المناقشات الداخلية، رغم شغف الشارع الفلسطيني والغزي على وجه التحديد لمعروفة نتائج تلك الاجتماعات، التي ينتظر أن تفضي لأشياء إيجابية، من أبرزها تجنيب غزة حربا جديدة، وإدخال تحسينات كبيرة على الحياة بعد حصار دام 12 عاما، حيث ترتفع نسب الفقر والبطالة.
وفي غزة أكد مسؤولون كبار في فصائل فلسطينية بعضها مقرب من حماس، عدم علمهم بتفاصيل الخطة الجديدة التي أعدتها مصر والأمم المتحدة، حيث عقدت الحركة مساء أمس الأحد لقاء بقيادة الفصائل بعد ثلاثة أيام من مشاوراتها الداخلية، لوضعهم في تطورات الموقف.
وقالت مصادر مطلعة إن الكثير مما نقل عن فحوى المبادرة التي يتوسط فيها المبعوث الدولي للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، والمخابرات المصرية، من أجل إعادة الهدوء إلى غزة، وانعاش اقتصادها غير دقيق، وإن هناك العديد من «البنود الخفية» التي ناقشها وفد حماس القيادي من الداخل والخارج خلال لقاءاته المحاطة بسرية تامة في غزة.
وتؤكد المصادر أن ما هو مطروح من قبل المبعوث الدولي والمخابرات المصرية، بشأن استمرار الهدوء في غزة، يسير في خطين متوازيين، حيث يقوم الشق الأول الذي ترعاه الأمم المتحدة، على مشاريع تطويرية في غزة، بهدف إنعاش اقتصادها، ودفع عجلة العمل من خلال فرص مؤقتة، ومشاريع بنى تحتية، فيما يقوم الشق الآخر الذي تعمل مصر على تنفيذه بإشرافها المباشر، على الحفاظ على الهدوء، وإبرام صفقة تبادل أسرى جديدة بين حماس وإسرائيل.
وهنا يتردد بقوة أن ما هو معروض من بنود جديدة على حماس وإسرائيل من قبل المبادرة المصرية الأممية، يقوم على «تطوير» اتفاق التهدئة الذي جرى التوصل إليه قبل أربعة أعوام برعاية مصرية، وأوقفت بموجبه حرب صيف 2014.

نشاط ملحوظ في الاتصالات مع مصر

وشهدت الأيام الماضية قناة الاتصال القائمة بين حماس والمخابرات المصرية، نشاطا كبيرا. وفي هذا السياق أكد حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس القادم من الخارج، أن الحراك السياسي بشأن قطاع غزة بدأ منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 مارس/ آذار الماضي، لافتا إلى أنه أمر لا يخص حماس وحدها.
وقال في تصريح لإذاعة القدس المحلية «الحراك السياسي مضى عليه ربما أشهر، منذ أن بدأت مسيرات العودة المباركة التي عرّت الاحتلال أمام العالم»، لافتا إلى أن الاحتلال «بدأ يتحرك يمينًا ويسارًا، من أجل الوصول إلى حالة للتخفيف من آثارها». وأشار إلى أن حماس أجرت لقاءات داخلية لم تنته بعد، وقال «من المبكر الحديث عن أي تفاصيل أخرى».
وشدد بدران على أن «هذا الأمر لا يخص حماس وحدها، بل يخص الشعب الفلسطيني، وبالتالي كل مكوناته الوطنية والفصائلية يجب أن تكون شريكة في أي توجه».
وأكد أن حركته لن تعقد أي ترتيب سياسي أو ميداني لتحسين الوضع في قطاع غزة «بمعزل عن التوافق الوطني الفلسطيني»، وذلك خلال لقاء جمعه بمسؤولي الفصائل الفلسطينية في مدينة غزة.
وقال وهو المسؤول في حماس عن ملف الاتصال والتنسيق مع الفصائل «الحديث في الحرب والسلم وعن التهدئة ورفع الحصار هو قرار وطني». وأضاف بدران «نعيش مرحلة بالغة الخطورة والحساسية»، لافتا إلى ما يجري إعداده من قبل الإدارة الأمريكية بخصوص «صفقة القرن».
وأكد أن لدى حماس «هدف استراتيجي» تشاركها به الفصائل الأخرى وهو وقف الحصار الذي يتعرض له سكان غزة. وبخصوص المصالحة مع حركة فتح، أكد التزام حركته بكل ما تم التوقيع عليه بالاتفاقات السابقة.
لكن في المقابل، واصلت حركة فتح توجيه الانتقادات الحادة لحماس، وقالت إنها تشعر بـ «الخطر» لما يدور بين حماس وإسرائيل. واتهمت الحركة في بيان لها حماس بأنها «تصر على التنكّر لمصالح شعبنا وللمشروع الوطني من خلال إمعانها في رفض إنجاز المصالحة الوطنية، وإنهاء سيطرتها على غزة بالقوة والاستمرار في تمزيق وحدة الوطن».

فتح تحذر

وحذرت فتح من مخاطر «صفقة القرن» الأمريكية، الهادفة لـ «تصفية» القضية الفلسطينية. وأضافت «أن انخراط قيادة حماس في مفاوضات مخزية مع حكومة الاحتلال، إنما هو التطبيق الفعلي لأهم بنود صفقة القرن»، والهادفة إلى فصل غزة عن بقية الوطن، لافتة إلى أن هذه المفاوضات «تتم بمعزل عن القيادة الفلسطينية الشرعية».
وأعلنت فتح رفضها لما وصفته بـ «العبث بالقضية الوطنية»، وأكدت أنها أيضا لن تلتزم بأية نتائج أو ترتيبات تصدر عن هذه المفاوضات التي وصفتها بـ «المشبوهة»، وطالبت حماس بدلا من ذلك بـ»الإسراع في إنجاز الوحدة الوطنية وطي صفحة الانقلاب الأسود وعودة غزة الى الشرعية الوطنية».
وردت حماس على بيان فتح بالقول على لسان القيادي سامي أبو زهري، إن هناك «تصعيدًا فتحاويا ممنهجا ضد الحركة يهدف إلى توتير الأجواء وإفشال الجهد المصري»، وطالب حركة فتح بـ»التخلي عن عنجهيتها، وأن تدرك أنها سقطت في الانتخابات وهي مجرد فصيل، وأن رئيسها انتهت شرعيته».
وكان أبو زهري قد قال في وقت سابق إن موضوع التهدئة «سيقرر في السياق الوطني»، رافضا أي مزايدات في هذا الشأن
من جهته كان أبو عماد الرفاعي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، رفض قيام أي فصيل بالدخول في تسويات «دون إطار جامعي لكل القوى والفصائل»، وقال في تصريحات نقلتها مواقع مقربة من الحركة «لا يحق لأي فصيل أن يتفرد لأنها قضية لا تخص فصائل أو فصيلا بحد ذاته، بل تخص الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي أجمع بكل أطيافه»، مطالباً بضرورة البحث عن طرق ووسائل لجمع الكل الفلسطيني، ووضع الرؤية لمواجهة كافة التحديات.

فتح تعترض على اتصالات «التهدئة» وترفض الالتزام بالنتائج وحماس تواصل النقاشات في «سرية» والجهاد ترفض التفرد
بدران: الحركة لن تعقد أي ترتيب بمعزل عن التوافق الوطني

عشرات آلاف الدروز يتظاهرون في تل أبيب ضد قانون القومية ومقرب من نتنياهو يدعوهم لإقامة دولة لهم في سوريا

Posted: 05 Aug 2018 02:23 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: اعتبر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» الأسبق، ووزير القضاء الأسبق في إسرائيل، ان قانون القومية مخجل وينم عن اعتبارات ضيقة وانتخابية.
جاء ذلك خلال مظاهرة صاخبة في تل ابيب ضد القانون العنصري، وبالتزامن دعا مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدروز لإقامة دولة لهم في سوريا. وتظاهر عشرات آلاف المواطنين ليل أول من أمس السبت في تل أبيب ضد قانون القومية، في إطار مظاهرة نظمتها الطائفة العربية الدرزية.
وطالب المتحدثون باعتماد ما يسمى «وثيقة استقلال» إسرائيل منذ 1948 التي تعرفها كدولة يهودية ديمقراطية، رافضين اعتبار غير اليهود مواطنين من الدرجة الثانية. ورفعوا في المظاهرة لافتات كتب عليها: «إذا كنا أخوة فلنكن متساوين» و «قوتنا في وحدتنا – قانون القومية يفرق بيننا».
وسمعت خلال المظاهرة هتافات تندد بوزير الاتصالات الدرزي أيوب القرا، الذي خرج أخيراً للدفاع عن القانون، ووصفه المتظاهرون بالخائن.
وقال الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، في بداية المظاهرة :»كنا دائما فخورون بالدولة، ولم نستأنف أبدا على هويتها اليهودية. كنا نعتقد أن جزءًا من روحها اليهودية سيكون المساواة الكاملة مع مواطنيها غير اليهود، وفي المقام الأول الدروز المخلصون. لا أحد يستطيع أن يعلمنا عن التضحية ويعظنا بالولاء، وتشهد على ذلك المقابر العسكرية « في إشارة لمقتل 450 جنديا درزيا في الحروب الإسرائيلية.
كما قال انه «رغم ولاء غير محدود من قبل الدروز لإسرائيل فإنها لا تعتبرهم متساوين». وتابع « كما نقاتل من أجل وجود وأمن الدولة، نحن مصممون على القتال معكم من أجل طابع الدولة والحق في العيش فيها بمساواة وكرامة». وخلص طريف أنه مقتنع بعزم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على تصحيح الأذى الذي تتعرض له الطائفة الدرزية.
واقتبس العميد أمل أسعد في كلمته من إعلان قيام الكيان الصهيوني، وقرأ عبارة «دولة إسرائيل ستدأب على تطوير البلاد لصالح سكانها جميعًا… وستحافظ على المساواة التامة في الحقوق اجتماعيًا وسياسيًا بين جميع رعاياها دون التمييز من ناحية الدين والعرق والجنس».

دولة الأبرتهايد

يشار الى ان العميد أسعد كان قد وصف اسرائيل بدولة الأبرتهايد على مسامع نتنياهو خلال لقاء مع بعض وجهاء الدروز قبل أيام، فبادر نتنياهو لوقف اللقاء وكشف عما حصل.
وقال عضو الكنيست السابق شكيب شنان، الذي قتل ابنه كميل في عملية قبل عام ونيّف في باحة الأقصى خلال عمله في شرطة الاحتلال «عندما تم إقرار القانون، فهمت أنني أصبحت مواطنا من الدرجة الثانية، وأصبح ابني شهيدا من الدرجة الثانية. قانون القومية هو ثمرة الخوف والكراهية واليأس، لكنني مليء بالحب والأمل والإيمان، كنت ولا أزال درزيا إسرائيليا فخوراً، كنت وبقيت نصيرا للسلام، مؤمناً بوجوده المشترك وفقاً لقيمة «العيش المتبادل». واختتم شنان كلمته بهتاف «عاشت دولة إسرائيل، عاشت الطائفة الدرزية».
ودعا رئيس بلدية تل أبيب، رون حولدائي في كلمته «لإزالة الوصمة القبيحة» لقانون القومية من البلاد. وقال «في هذه الساحة، يقف إخوتنا الدروز اليوم، ويضعون أمامنا مرآة تعكس المسافة الرهيبة التي مررنا بها منذ إعلان الاستقلال وحتى يومنا هذا». معتبرا ان ما هو بسيط للغاية في إعلان قيام إسرائيل تم حذفه عن قصد من قانون القومية كجزء من عملية مستمرة تستثني المرأة، والمثليين، والإصلاحيين والمحافظين، والشركس والبدو والعرب وأنتم، إخواننا في حلف الدم – الدروز».
وحسب حولدائي «حتى إصدار القانون الأساسي، القومية كانت إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية، دولة لكل الإسرائيليين»، مؤكدا ان القانون الحالي لا يعترف بجميع مواطنيها كمواطنين متساوين يتمتعون بحقوق متساوية. وتابع «إنه يجتث مبادئ المساواة والديمقراطية – وتم التخلي عن قيم الصهيونية، ليس فقط قيم هرتسل، بل قيم ناعوم جابوتنسكي أيضا.»
وهاجم رئيس الشاباك السابق، يوفال ديسكين، المشرعين لقانون القومية الذي وصفه بـ «الرجس»، كما هاجم المنافقين ممن أسماهم «كلاب البودل» الذين اتهمهم بنشر الأكاذيب والتحريض، قائلاً إن «القانون لم يأت لتعزيز دولة إسرائيل وإنما لخدمة احتياجات سياسية صغيرة وحقيرة، ولتقويض الأسس وتقسيم الشعب وزيادة الكراهية بيننا تمهيدا للانتخابات» وأوضح أن اليمين الليبرالي تبدد واستبدل به يمين كاذب ومزيف». وأضاف « رئيس حكومة اسرائيل الراحل مناحيم بيغن كان سيتقلب في قبره لو رأى خلفاءه في الليكود»، وفي نهاية خطاب ديسكين، تمت قراءة رسالة وجهها الوزير السابق دان مريدور، الذي دعا إلى إلغاء القانون ووصفه بأنه «مخجل».
وشكك المدعي العام السابق للدولة موشيه لادور بأن المعنى الرئيسي لقانون القومية هو تصريحي. وحذر من أنه قد يؤثر على تعامل السلطات مع الأقليات وعلى قرارات المحاكم. ودعا الدروز إلى عدم الموافقة على الحل الوسط الذي طرحه عليهم نتنياهو بشأن القانون. وأضاف «إذا بقيتم موحدين ولم تفشلوا أمام تكتيك فرق تسد، فإنني أعتقد أن نضالكم سوف يثمر».

مشاركة زعيمة المعارضة الإسرائيلية

وشاركت في المظاهرة زعيمة المعارضة تسيبي ليفني، ورئيس يوجد مستقبل يئير لبيد، ورئيسة ميرتس تمار زاندبرغ، وأعضاء الكنيست عمير بيرتس، ميكي روزنتال وميخال بيران من المعسكر الصهيوني، وإيلان غيلؤون وموسي راز من ميرتس. وامتنع المتظاهرون عن رفع أعلام حزبية بادعاء أن هذا هو احتجاج غير سياسي ومن أجل المساواة.
في المقابل قاطعت الفعاليات الفلسطينية في الداخل كالمتابعة العليا والمشتركة والأحزاب هذه المظاهرة لاعتبارها فئوية تتجانس مع القاموس  السياسي الإسرائيلي، مثلما أنها ترفض شعاراتها ولا ترى بوثيقة الاستقلال مرجعية لها، وتعتبر الخدمة في جيش الاحتلال خيانة. وتشارك كافة الفعاليات المذكورة بمظاهرة شعبية واسعة في تل ابيب السبت المقبل ضد قانون القومية.
في بيانها أعلنت لجنة المتابعة العربية داخل أراضي 48 عدم الانضمام للمظاهرة الدرزية في تل أبيب، لأنها لا تعكس وجهة نظر المجتمع العربي بأسره.
وتظاهر العشرات أمام منزل وزير المالية موشيه كحلون في حيفا، وقالت عضو الكنيست عايدة توما سليمان ( المشتركة) خلال المظاهرة، إن «كحلون، الذي صوت لصالح قانون القومية العنصري، ويستهدف جعل خمس مواطني البلاد مواطنين من الدرجة الدنيا، ويشرع التمييز ضدهم في قانون أساسي، سيعود إلى القرى والبلدات العربية ويتوسل الحصول على أصوات هؤلاء المواطنين». وتابعت «يجب علينا جميعا أن نتذكر بأنه وحزبه وقفوا كتفا إلى كتف مع اليمين المتطرف لإخراجنا من دائرة المواطنة المتساوية». وجرت مظاهرات أخرى في رهط والطيبة وجلجولية وفي عدة اماكن في الجليل أمس.
في هذا السياق نشرت صحيفة «يديعوت احرونوت» أن ناتان ايشل، أحد أقرب الناس لرئيس الوزراء نتنياهو، دعا الدروز إلى الانتقال إلى سوريا وإقامة دولة درزية هناك. ووفقا لما نشره الصحافي امنون ابراموفيتش في القناة الإسرائيلية الثانية قال ايشل»بعد أن انطلقنا، لا ينبغي تغيير أي كلمة في قانون القومية، وأي شخص لا يناسبه ذلك، فإن لديه جماعة درزية كبيرة في سوريا وهو مدعو لإقامة الدولة الدرزية هناك».
وسارع مكتب نتنياهو إلى التنصل من التصريح، وقال ردا على ذلك «بيان من هذا النوع مخالف لرأي رئيس الوزراء وعمله من أجل الطائفة الدرزية. مثير للسخرية محاولة نسب هذه المقولة إليه». لكن ايشل، رئيس الطاقم الأسبق في مكتب رئيس الوزراء، الذي أصبح الآن مقربًا من نتنياهو، لم يكتف بهذا الاقتراح، بل كتب لأطراف مختلفة أن «نتنياهو يريد ألا يواجه الدروز والدروز لا يريدون بقاءه في الحكم».

عشرات آلاف الدروز يتظاهرون في تل أبيب ضد قانون القومية ومقرب من نتنياهو يدعوهم لإقامة دولة لهم في سوريا
«حاربنا من أجل وجود الدولة وسنحارب على طابعها»
وديع عواودة:

«تايمز»: خلاف حول جنسية هاشم العبيدي يؤخر ترحيله ومحاكمته في بريطانيا

Posted: 05 Aug 2018 02:22 PM PDT

لندن- « القدس العربي»: ذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية، أمس الأحد، أن جدلا قانونيا حول جنسية هاشم العبيدي، شقيق منفذ تفجير مانشستر، تسبب في تأجيل تسليمه إلى بريطانيا لمحاكمته بتهمة التواطؤ في تنفيذ التفجير الذي أودى بحياة 22 شخصًا.
وقالت الصحيفة إن النائب العام الليبي يدرس الخلاف حول جنسية هاشم العبيدي، الذي يملك جوازي السفر البريطاني والليبي، والجدل القانوني حول محاكمته باعتباره مواطنًا ليبيًا أم بريطانيًا، مشيرة إلى أن اتفاقية تسليم المجرمين المبرمة بين بريطانيا وليبيا تمنع تسليم الليبيين لمحاكمتهم خارج البلاد.
ونقلت عن مصادر دبلوماسية، لم تذكرها، أن وزير الخارجية المفوض بحكومة الوفاق الليبية، طاهر سيالة، أبلغ السلطات البريطانية أنه يجب اعتبار هاشم العبيدي مواطنًا بريطانيًا. وقالت الصحيفة: «دعم طاهر سيالة يمثل دفعة للسلطات البريطانية، التي تريد محاكمة العبيدي بالمحاكم البريطانية لتورطه مع أخيه في تنفيذ الهجوم».
ونقلت «تايمز»عن مصدر آخر، لم تكشف هويته، أن «السلطات الليبية ووزراء يؤيدون اعتبار هاشم العبيدي مواطنًا بريطانيًا، وعليه يجب أن يتم ترحيله إلى المملكة المتحدة بموجب الاتفاقية بين البلدين. لكن هناك عملية قانونية يجب اتباعها، فالاتفاقية تنص على منع ترحيل مواطنين ليبيين إلى بريطانيا والعكس». وتابعت: «يُعتقد أن هاشم يفضل أن يتم ترحيله ومحاكمته في بريطانيا، للهروب من سجن طرابلس، حيث تحتجزه قوات الردع الخاصة». لكنها نقلت عن مقربين من عائلة العبيدي أن «هاشم أصبح مترددًا بشأن ترك عائلته في ليبيا».
ويُذكر أن قوات الردع الخاصة ألقت القبض على هاشم العبيدي، في طرابلس، بعد أيام من تنفيذ هجوم مانشستر، في أيار /مايو من العام الماضي. ويواجه العبيدي تهمًا عدة، بينها التآمر لقتل السفير البريطاني في ليبيا.

«تايمز»: خلاف حول جنسية هاشم العبيدي يؤخر ترحيله ومحاكمته في بريطانيا

حزب اسباني يحذّر مدريد من تطور التعامل مع المغرب في مكافحة الهجرة إلى ااستغلال من جانب الرباط

Posted: 05 Aug 2018 02:22 PM PDT

مدريد-القدس العربي: يقع المغرب وسط الجدل السياسي في إسبانيا بسبب تفاقم ظاهرة الهجرة السرية خلال الأسابيع الأخيرة، وتنقسم المعارضة بين من يتهم المغرب بالتساهل مع المهاجرين للوصول إلى شواطئ إسبانيا وبين من يؤكد ضرورة عدم تحويل هذا البلد المغاربي إلى دركي تجنبًا لنتائج وخيمة مستقبلاً مثل الابتزاز السياسي.
وتفاقمت الهجرة السرية بشكل لافت، وأصبحت فرق الإنقاذ يوميًا تقوم بإنقاذ مئات المهاجرين في طول الساحل الممتد من مضيق جبل طارق إلى السواحل الشرقية للأندلس بالقرب من ألمرية. وما بين أول أمس ومساء أمس، جرى إنقاذ أكثر من 300 مهاجر، وتعترف الحكومة بحساسية الملف.
ويترتب عن هذا الوضع ارتفاع الجدل السياسي حول البحث عن الحلول المناسبة، ويوجد المغرب وسط هذا الجدل. في هذا الصدد، اتهم الحزب الشعبي المتزعم للمعارضة حكومة الحزب الاشتراكي بزعامة بيدرو سانتيش أمس بالعمل على تفادي الضغط على المغرب لكي يقوم بحراسة شواطئه. وقال خافيير ماروتو، النائب الثاني المكلف بالتنظيم في الحزب الشعبي: «لقد نسي رئيس الحكومة دور المغرب، حيث تتفرج شرطته على آلاف وآلاف الأشخاص في أراضيه في انتظار الهجرة إلى إسبانيا».
وكان منتظرًا استعمال الحزب الشعبي للمغرب في خطابه السياسي، فقد اعتاد هذا الحزب عند تزعم المعارضة اللجوء إلى المغرب كنعصر مهم في خطابه في قضايا الهجرة والإرهاب والزراعة للتضيق على الحكومة الاشتراكية. وكانت أكبر الأزمات خلال العقدين الأخيرين قد وقعت مع الحزب الشعبي سواء في الحكومة أو المعارضة.
وجاء رد فعل مختلف من طرف حزب بوديموس «قادرون»، وهو يساري راديكالي، الذي يلعب دورًا مساندًا للحكومة، ولكن في الوقت نفسه يعارض بعض قراراتها، أي ينهج ما يعرف بـ «المساندة المحدودة». وفي تصريحات لوكالة «أوروبا برس»، أمس، قالت إيون باليرا ضمن الناطقين باسم الحزب في البرلمان إن «مدريد لا يمكنها الاعتماد على المغرب كدركي لحدودها لأنه ستترتب نتائج سلبية عن هذا». وضمن ما تعتقده نتائج سلبية «خروقات حقوق الإنسان التي يرتكبها المغرب ضد المهاجرين ويمكنه ابتزاز إسبانيا بسبب هذا الدور الذي يقوم به». وفي المقابل طالبت بتسوية وضعية المهاجرين السريين وتولي إسبانيا نفسها مراقبة حدودها بدون الاعتماد على المغرب.
ولا يرى حزب بوديموس بعين الارتياح العلاقات مع المغرب، فهو يعتقد أن كل قرار يقوم به المغرب تجاه إسبانيا يهدف إما للحصول على دعم في نزاع الصحراء أو مساعدات مالية من طرف الاتحاد الأوروبي.

 

حزب اسباني يحذّر مدريد من تطور التعامل مع المغرب في مكافحة الهجرة إلى ابتزاز من جانب الرباط

حسين مجدوبي

التفاهمات المتبلورة مع حماس ترسخها كقوة حاكمة على حساب السلطة

Posted: 05 Aug 2018 02:22 PM PDT

كثير من الدخان يخرج مؤخرًا من قطاع غزة والقاهرة والقدس ورام الله. الحديث لا يدور فقط عن دخان الحرائق التي تتسبب بها الطائرات الورقية الحارقة، بل عن ستارة كثيفة من التقديرات والتخمينات بخصوص التفاهمات التي توصلت إليها حماس وإسرائيل ومصر في نهاية الأسبوع. على جدول الأعمال يتم بحث اقتراحين، الأول قدمته مصر، والثاني قدمه مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف. يضع الاقتراح المصري على رأس سلم الأولويات المصالحة الداخلية الفلسطينية بين حماس ومصر، وتبادل أسرى وسجناء، يشمل جثث الجنود، وموافقة على وقف طويل المدى لإطلاق النار. بعد ذلك ستقام حكومة فلسطينية موحدة تعد للانتخابات.
أما اقتراح ميلادينوف فيركز على المجال الاقتصادي ويضع موضوع تبادل الأسرى على رأس سلم الأولويات، وحسب هذا الاقتراح ستسمح إسرائيل بنقل البضائع إلى غزة بمستويات كبيرة، وبتدفق حوالي نصف مليار دولار لتطوير القطاع، وإقامة محطات لتحلية المياه، وزيادة الكهرباء للقطاع ومنح تصاريح عمل كثيرة لسكان قطاع غزة.
هذان الاقتراحان لا يتناقضان في أساسهما، والواحد يكمل الآخر. قيادة حماس تتبنى المبادئ التي توجههما، لكن الصعوبات كالعادة تكمن في التفاصيل. حماس تعارض ضم الاتفاقات الاقتصادية ووقف إطلاق النار إلى تبادل الاسرى والجثث والسجناء الفلسطينيين. بالنسبة لها هذه مواضيع مختلفة تقتضي نقاشًا منفصلًا. موضوع آخر يتعلق بمسألة التمويل، إذ إنه من غير الواضح ما هو مصدر الأموال للتطوير الاقتصادي، وخاصة أن مصر تعارض بأن تقوم قطر بالتمويل. الدول المانحة، ومنها الولايات المتحدة، تستطيع حقًا تجنيد المبلغ، لكن الشرط هو أن تكون هناك حكومة مسؤولة متفق عليها تقوم بتسلم الأموال. الشرط يقتضي التوافق بين فتح وحماس، أو أن تكون مصر هي التي تشرف على سبل استثمار التمويل.
مصر تطلب من السلطة الفلسطينية قبول العرض وتسريع عملية المصالحة، لكن محمود عباس طرح 14 تحفظًا يمكنها أن تفشل تطبيقها. عباس عين مؤخرًا نبيل أبو ردينة نائبًا لرئيس الحكومة. وفي حماس يرون ذلك خطوة تدل على معارضته لتشكيل حكومة وحدة جديدة، وبدون حكومة وحدة لن تكون مصالحة، وبدون مصالحة ستضطر مصر إلى أن تقرر إذا ما كانت سترفع يديها عن السلطة وتتحول بنفسها إلى شريك فعال في الاتفاق. قرار مصر بفتح معبر رفح بدون انتظار موافقة السلطة، يدل على أن مصر مستعدة أيضًا للتقدم في قناة مستقلة إزاء حماس، حتى لو كان تفسير ذلك استمرار القطيعة بين حماس وفتح وخرق اتفاق الرباعية بخصوص تشغيل المعابر.
صمت إسرائيل إزاء تشغيل معبر رفح من قبل مصر، وبحكم أن إسرائيل نفسها تواصل إغلاق معبر كرم أبو سالم حتى هذا الأسبوع، يوضح أن إسرائيل ما زالت متمسكة بشروط الرباعية وإن لم تر في إشراك السلطة في إدارة غزة شرطًا أساسيًا لفتح المعابر أو رفع الحصار.
يبدو أن استمرار الانقسام بين فتح وحماس يخدم إسرائيل التي تستطيع أن توقف علاقتها مع حماس على عتبات تقنية عسكرية بدون إجراء مفاوضات مباشرة معها. وبالتأكيد بدون دفع ثمن سياسي مقابل تنازلات حماس. هذا التقدير يجد تعزيزه أمام التدخل النشط لميلادينوف في المفاوضات الثلاثية، بعد أن عارضت إسرائيل بشدة في الماضي مبادرات وساطة مع حماس (باستثناء موضوع الأسرى)، وكانت من قبل أيضًا عارضت لقاء ممثلين دوليين كبار مع قيادة حماس.
إسرائيل طلبت في السابق أن تكون السلطة هي العنوان الحصري لإدارة شؤون قطاع غزة، لا سيما عندما عرفت أن السلطة لا يمكنها حقًا السيطرة على القطاع. أما الآن فإن إسرائيل لا تقتصر في عملها على تشجع نشاط ميلادينوف، بل تقوم بنقل مواقفها من خلاله.
هذه السياسة تدل على أن إسرائيل توافق على أن ترى في حماس مسؤولة ليس عن كل نشاط عسكري في غزة، بل تراها جهة حاكمة لها صلاحيات مسؤولة عن تطبيق التفاهمات الاقتصادية والإدارية إذا تم التوصل إليها. إذا كان هذا ما سيحدث نتيجة النقاشات، فإن ذلك يمثل انعطافة حقيقية في نظام العلاقات بين إسرائيل وحماس. وحينئذ ستضطر إسرائيل إلى السماح لحماس بإدارة تجارة واسعة النطاق مع منتجين في إسرائيل والضفة، ومنح سكان غزة المزيد من تصاريح العمل الذين سيتم في المقابل حصولهم على أذونات من حماس وأن تعيد تحديد إطار الحصار الذي سيأخذ في التفكك، وستضطرأيضًا إلى قبول إمكانية أن الحكومة الفلسطينية الجديدة التي ستتشكل (إذا شكلت) ستتشكل من حماس والسلطة، وستحظى بالشرعية الدولية.
في الوقت نفسه ستحظى إسرائيل بحليف مهم لإدارة شؤون القطاع على هيئة مصر عبد الفتاح السيسي. مصر التي أملت دائمًا التخلي عن إدارة القطاع، ستجد نفسها غارقة حتى عنقها في إدارة المواجهات مع إسرائيل، وهي التي ترسم وتشرف على تنفيذ التفاهمات مع حماس لصالحها وصالح إسرائيل. بالنسبة لإسرائيل، فإن مشاركة مصر هي نعمة وفرت عليها شن عملية عسكرية واسعة وخطيرة في غزة، لكن سيكون لهذه النعمة ثمن سياسي عندما سيطلب من إسرائيل الاستجابة أيضًا لطلبات مصر في كل ما يتعلق بإدارة قطاع غزة وتطبيق الاتفاقات مع حماس.

تسفي برئيل
هآرتس 5/8/2018

التفاهمات المتبلورة مع حماس ترسخها كقوة حاكمة على حساب السلطة
ربما توافق إسرائيل على أن ترى الحركة مسؤولة كجهة سياسية إلى جانب النشاطات العسكرية
صحف عبرية

عودة دعوات تعديل الدستور لبقاء السيسي في الحكم وسط رفض من المعارضة

Posted: 05 Aug 2018 02:21 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: عاد الجدل من جديد بشأن مدة الرئاسة في الدستور المصري، بعد حديث رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار في مجلس النواب، النائب أسامة هيكل، عن عدم اقتناعه بأن تكون المدة الواحدة 4 سنوات.
ورغم أن هيكل أعلن بوضوح في تصريحات متلفزة، رفضه للدعوات المطالبة بأن تكون فترات الرئاسة أكثر من مدتين، إلا أنه تحدث عن ضرورة أن تكون المدة الواحدة أكثر من 4 سنوات.
هيكل قال إن فترة الـ 4 سنوات غير كافية لأي رئيس لظهور مجهوداته في تنفيذ المشروعات وجني ثمارها.
وأضاف أن «ترك مدة مفتوحة للرؤساء لا تكون نتائجها جيدة، وأن هذا ما رآه المصريون مع الرئيس الأسبق مبارك». وتابع: « لدينا موروث بأن كل ما يأتي جديد يحمل ذنب ما فعله الآخرون، لذلك مدة الأربع سنوات غير كافية لإعطاء فرصة للرؤساء»، مؤكدًا أنه «ليس مع المدة المفتوحة للرئاسة».
وشدد على أن «تحديد الفترة الرئاسية الواحدة بأربع سنوات، تعد فترة قصيرة جدًا لإظهار نتائج المجهود المبذول».
وبين أن «لديه اعتراضات على مواد كثيرة في الدستور الحالي»، موضحا أن «الدستور به مواد كثيرة تحتاج لإعادة نظر، والحديث عن تعديل هذه المواد يجعل الكثيرين يعتقدون أننا نريد تغيير المادة الخاصة بمدة الرئاسة»، مستطردا: «ليس فقط فترة الرئاسة التي بها مشكلة، والمشكلة الحقيقية في مواد أخرى ملغومة، وستظهر تأثير تلك المواد خلال الفترات المقبلة».
وضرب مثلا بشأن المواد الملغومة، قائلاً إن «هناك نصا في الدستور بشأن وضع 10٪ من الناتج الإجمالي للتعليم والصحة والبحث العلمي، ولا يوجد دستور في العالم يحدد نسبا، لأن سياسة الحكومات تتغير من وقت لآخر، ومن وضع تلك المادة لم ينتبه إلى أن الموازنة العامة للدولة ربع الناتج المحلي الإجمالي».
تصريحات هيكل جاءت متزامنة مع حديث «الغارديان» البريطانية عن حملة عنوانها «الشعب يطالب»، أطلقها عدد من النواب، وتدعو إلى تمديد فترات رئاسة الجمهورية في مصر وتعديل بنود الدستور فيما يتعلق بذلك، لتصبح المدة 8 سنوات.
الصحيفة قالت إنها حصلت على نسخة من الوثيقة المنتظر توقيعها من مؤسسات وشخصيات سياسية بارزة، لكنها لم توضح مدى انتشارها.
وبينت أن «الحملة سبقتها عريضة أخرى طالبت السيسي بفترة رئاسية ثانية قبل انتهاء المدة الأولى تحت عنوان علشان نبنيها»، التي أعلنت وقتها جمع 13 مليون توقيع، وذكرت أنها تواصلت مع أعضاء الحملة لكنهم نفوا أن تكون لهم علاقة بالحملة الجديدة المعلنة.
يحيى حسين عبد الهادي، المتحدث باسم الحركة الوطنية الديمقراطية التي تضم 7 أحزاب سياسية معارضة، وأكثر من 100 شخصية عامة، قال إن «دعوات تعديل الدستور وزيادة مدة فترة الرئاسة مرفوضة، لأنها تأتي على النقيض من إعلان مبادئ الحركة المدنية الديمقراطية والتي تستهدف تفعيل الدستور الحالي الذي لم يفعل كثير من مواده إلى الآن».
وأضاف أن «المواد المرغوب بتعديلها ومتعلقة بفترة الرئاسة مواد محصنة بنفس الدستور الذى حظر تغييرها بأي آلية من الآليات، واعتبر تلك الدعوات ليست بجديدة وإنما هي نسخ مكررة من فيلم هابط».
وأضاف: «طرح فكرة أبدية الرئاسة تجعلنا نصدق أنه ما أن يجلس الحاكم علي كرسي الرئاسة إلا ويتم تقنين بقائه الأبدي إلى أن تأكل دابة الأرض من سقفه، فلا أحد يتعلم من سابقيه وغالبا ما يترك الحاكم الحكم بمأساة، وأن أول الرقص حنجلة، ونعتاد عليها مع كل حاكم، لم يشذ حاكم عن هذا السلوك، محاولة تعديل فعلي لدستور منتهك أصلا».
وحول موقف المعارضة من تعديلات الدستور، قال إنه «سيتم اجتماع قوى المعارضة ودراسة المشهد، وإن الحركة المدنية الديمقراطية تستخدم المقاومة السلمية وتداوم عليها».
يذكر أنه من حين لآخر تخرج دعوات لتعديل الدستور المصري بما يسمح للسيسي بالبقاء في الحكم لفترة أطول، سواء من خلال تعديل المادة الخاصة بالرئاسة، بحيث تسمح له بالبقاء أكثر من مدتين، أو بزيادة المدة الواحدة من 4 سنوات إلى 8 سنوات.
وكان السيسي قد فاز بولاية ثانية وأخيرة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر مارس/ آذار الماضي، وقاطعتها المعارضة.

عودة دعوات تعديل الدستور لبقاء السيسي في الحكم وسط رفض من المعارضة

مشروع لنقل عشائر السويداء إلى درعا

Posted: 05 Aug 2018 02:21 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : قالت مصادر ميدانية لـ «القدس العربي» في ريف السويداء الشرقي إن قسماً من أبناء العشائر تتحضر لنقلها إلى بلدات درعا القريبة منها، والتي يبسط النظام السوري سيطرته عليها، وذلك بوساطة روسية.
ووفقاً للمصادر فإن المعنيين بالعملية هم اهالي حي العرب بقرية «طربا» إضافة للمواطنين الذين نزحوا من البادية إلى تخوم قرى السويداء الشرقية، وأشار إلى «أن اجتماعاً عقد في درعا بين الجانب الروسي ووفد ممثل عن عشائر السويداء من بينهم «أبو دحام السحيمان وصياح القعور»، طالبوا خلاله بنقل أبناء العشائر في المناطق التي تشهد توتر أمني في السويداء، إلى محافظة درعا، حيث وافق الجانب الروسي على المطالب على أن يتم نقلهم خلال اليومين القادمين».
وقالت صفحة اخبار السويداء ان بلدة «ساكرة» في ريف درعا الشمالي الشرقي، حددت كموقع لنقل أبناء العشائر المتواجدين في قرى اللوا في ريف السويداء الشمالي الغربي والمناطق القريبة منها، وأضاف المصدر ان «قوات النظام السوري نقلت سكان قريتي «حوش حماد» و»همان» إلى قرية خلخلة شمال السويداء، حيث تم وضع النساء والأطفال والشيوخ، في مدرسة القرية، كما اصطحب النازحون أثاث منازلهم ومواشيهم، في حين دخلت جرافات إلى قرية حوش حماد وقامت بهدم عدة منازل في القرية، قبيل اعلان المنطقة «عسكرية».

مشروع لنقل عشائر السويداء إلى درعا

موريتانيا: مليون ونصف مليون ناخب سجلوا لانتخابات الشهر المقبل

Posted: 05 Aug 2018 02:21 PM PDT

نواكشوط -«القدس العربي»: تندفع موريتانيا بشكل متثاقل نحو خوض انتخابات نيابية وجهوية وبلدية منتظرة مستهل شهر أيلول/ سبتمبر المقبل في ظل أزمة صامتة بين النظام الحاكم والمعارضة التي اضطرت للمشاركة في هذه الاستحقاقات المنظمة بآليات حكومية بالكامل.
ويشكك عديد من المراقبين في إمكانية تنظيم دقيق للانتخابات المقبلة، للصعوبة التي ستواجه الناخب الموريتاني في اختيار من يصوت له بين عشرات القوائم المترشحة وعشرات الشعارات المعروضة في وقت ضيق.
وجاء تعيين وزير الخارجية الأسبق، محمد فال بلال، المحسوب على المعارضة بمبادرة من النظام، رئيسًا للجنة الانتخابات المستقلة ليلطف الأجواء، لكن المعارضة لم ترحب بتعيينه بسبب انزياحه عن خطها في الأشهر الأخيرة.
وأعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات، أمس، عن اكتمال تحيين قائمة الناخبين، حيث سجل فيها مليونا و428 ألف ناخب؛ واعتبرت اللجنة «أن عدد المسجلين تجاوز ما كان متوقعًا».
وانطلقت عملية الإحصاء الإداري ذي الطابع الانتخابي في فاتح يونيو/ حزيران الماضي لإحصاء كافة الموريتانيين والموريتانيات الذين تبلغ سنوات أعمارهم 18 عامًا فما فوق، والحاصلين على بطاقة التعريف الوطنية البيومترية. واحتلت العاصمة نواكشوط الصدارة في عمليات التسجيل حيث سجل 230 ألف ناخب من سكانها الذين يقارب عددهم المليون قاطن، تليها ولاية الترارزة في الجنوب التي سجل 167 ألفًا من سكانها على القائمة.
ويشارك في الانتخابات المقبلة مئة من الأحزاب السياسية الموريتانية يتصدرها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، يليه التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (المحسوب على جماعة الإخوان).
وتقدم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بمرشحين في جميع الدوائر البالغ عددها 48 دائرة انتخابية، إضافة إلى دائرة نواكشوط والقوائم الوطنية.
كما رشح حزب التجمع (الإسلاميون) في 38 دائرة من أصل 48 دائرة، بالإضافة إلى نواكشوط والقوائم الوطنية.
وجاء في المرتبة الثالثة حزب الوئام الذي يقوده بيجل ولد هميد، أكبر مساعدي الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، الذي رشح في 33 دائرة، بالإضافة إلى العاصمة نواكشوط والقوائم الوطنية.
واحتل حزب التحالف الوطني الديمقراطي الذي يرأسه يعقوب ولد أمين المرتبة الرابعة بترشيحه في 27 دائرة، إضافة إلى دائرة نواكشوط والقوائم الوطنية.
ورشح حزب الصواب (البعثيون) في 27 دائرة، وحزب التحالف الشعبي التقدمي (الناصريون) في 25 دائرة انتخابية.
كما رشح حزب تكتل القوى الديمقراطية بزعامة أحمد ولد داداه في 15 دائرة جهوية مع الترشح في دائرة نواكشوط والقوائم الوطنية.
وتكتسي هذه الانتخابات أهمية بالغة لكونها تشهد مشاركة أحزاب المعارضة المتشددة التي قاطعت انتخابات 2013.
وسبق للحزب الحاكم أن أعلن عن مليون منتسب لصفوفه في نهاية حملة انتسابه الأخيرة، وهو ما يؤكد فوزه الساحق في الانتخابات المرتقبة إذا كان المنتسبون مسجلين بالفعل على القائمة الانتخابية الوطنية.
ولا تعود أهمية الانتخابات المقبلة لاستخدام نتائجها في قياس المواقع التي ستحتلها المعارضة في البرلمان المقبل فحسب، بل لقياس الأغلبية الداعمة للرئيس التي ستنبثق عن هذا الاقتراع، ذلك أن مراقبين عديدين يرون أن الهدف من تحقيق الأغلبية في انتخابات سبتمبر المقبل هو استخدامها في تعديل الدستور من أجل السماح للرئيس محمد ولد عبد العزيز بالترشح في انتخابات 2019 لمأمورية ثالثة يمنعه الدستور بشكله الحالي من الترشح فيها.
هذا واعتبرت أسبوعية «القلم» الصادرة باللغة الفرنسية في افتتاحيتها أمس «أن الانتخابات المرتقبة تشبه «مهرجان مشاجرة» أكثر منها انتخابات بما في الكلمة من معنى»، فباستثناء حوالي عشرة من التشكيلات التي يمكن أن تقدم برنامجًا متماسكًا نسبيًا، فإن المئة الأخرى من الأحزاب التي ستخوض المعركة ليست أحزابًا إلا بالاسم؛ فقد أيقظ قرار الحكومة القاضي بحل أي حزب لا يترشح لانتخابين متتاليين أو لا يحصل على أكثر من 1% من الناخبين، الأحزاب من سباتها.
وتساءلت «القلم»، أعرق صحف موريتانيا: «في مواجهة هذا التضخم الكبير في المرشحين والأحزاب والشعارات، هل تستطيع لجنة الانتخابات إعداد بطاقات التصويت وإرسالها إلى داخل البلاد في هذا الوقت القصير، وبعبارة أخرى هل بالإمكان تنظيم انتخابات شفافة وذات مصداقية؟».
وأضافت: «إذا تم تنظيم الانتخاب على النحو المقرر، فكيف سيتمكّن الناخبون من الاهتداء إلى طريقهم بين هذا العدد الهائل من بطاقات الاقتراع، فخلال انتخابات عام 2013، مع عدد أقل من الأحزاب السياسية، احتل «حزب البطاقات اللاغية» الرتبة الأولى من حيث عدد الأصوات، ولا شك في أنه ستحدث معجزة حقيقية إذا استطاع الجميع التصويت بشكل صحيح». وتابعت الصحيفة: «عند الانتهاء من هذه العملية، التي لن تكون مهمة سهلة، فمن الوهم الاعتقاد للحظة أن أي حزب يمكن أن يفوز بالأغلبية في الجمعية الوطنية سيدفع الاتحاد من أجل الجمهورية ثمنًا باهظًا جدًا لاختياراته السيئة، وسيتمرد الناس عليه في كل مكان، ولم يعد بعض كبار الشخصيات يترددون في دعم القوائم المنافسة لهم دعمًا علنيًا، كما أن المعارضة قد تدفع هي الأخرى ثمن تسويفها وقلة مواردها. لذا، ينتظر أن يستفيد العديد من الأحزاب الصغيرة من الوضعية، وتلعب على المشاعر القبلية والجهوية لتحصل على وظائف عمدة ونائب في مختلف أنحاء البلاد».
وخلصت «القلم» لنتيجة مؤلمة وهي «أن ولد عبد العزيز، الذي أدرك اتجاه التيار أراد استباق الأحداث، حيث قام مثلما فعل في عام 2006، بإعداد كتيبة من النواب المنبثقين من مختلف الآفاق لكي يشكل في نهاية المطاف أغلبية طيعة راضخة له، كان كل هذا في الحقيقة مجرد لعبة «سيرك» تجعل الموريتانيين، في النهاية، يتجرعون إهانات جديدة؟».

موريتانيا: مليون ونصف مليون ناخب سجلوا لانتخابات الشهر المقبل
100 حزب مشارك يتقدمها الحزب الحاكم يليه إسلاميو حزب التجمع

تركيا أبرز المنددين بمحاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي الصديق المقرب لاردوغان وعاشق لـ«أرطغل»

Posted: 05 Aug 2018 02:20 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تصدرت تركيا الدول المنددة بمحاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي يعتبر بمثابة «صديق مقرب» من الرئيس رجب طيب اردوغان وأحد أبرز المعجبين بسياساته الداخلية والخارجية، إلى جانب متابعته وعشقه للدراما التاريخية التركية لا سيما المسلسل الشهير «قيامة أرطغرل».
وفي أول رد فعل رسمي، أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة، محاولة اغتيال مادورو، لافتةً إلى أن تركيا تلقت نبأ محاولة الاغتيال بحزن، كما أعربت عن سعادتها لعدم إلحاق أي أذىً بالرئيس مادورو، مؤكدة وقوف تركيا إلى جانب الشعب الفنزويلي «الشقيق والصديق، والرئيس مادورو وأعضاء حكومته، في هذه الفترة العصيبة».
من جهته، أعرب الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، عن دعمه لمادورو وذلك عندما كتب عبر صفحته على تويتر مخاطباً مادورو «صديقي كن قوياً»، كما أدان رئيس مركز الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، محاولة الاغتيال، مؤكداً أن «تركيا تقف مع الشعب الفنزويلي ورئيسه المُنتخب ديمقراطياً».
وشهدت الأشهر الأخيرة تنامياً كبيراً في العلاقات بين تركيا وفنزويلا، ولا يخفي مادورو إعجابه الشديد بسياسات اردوغان. وخلال زيارته الأخيرة لأنقرة نهاية العام الماضي أشاد «بمرحلة جديدة» من العلاقات مع تركيا، معتبراً أن البلدين يؤمنان بعالم مختلف متعدد الاقطاب.
وقال مادورو عقب لقاءه مع اردوغان: «نؤمن بعالم من نوع مختلف. نؤمن بعالم أفضل. وهذا ليس ممكنا فحسب، بل ضروري»، وتابع «نريد ان نرسم مرحلة جديدة للعالم. عالم متعدد الاقطاب حيث يجد الجميع مكانا لهم»، حيث يواجه الرئيس الفنزويلي معارضة أمريكية وغربية دفعته لتعزيز العلاقات مع تركيا التي تتزايد خلافاتها مع الغرب وتسعى لتعزيز علاقاتها مع روسيا ودول إفريقية وأخرى في أمريكا اللاتينية.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وفنزويلا في الأشهر الخمسة الاولى من العام الحالي قرابة 893 مليون دولار ليتجاوز حجم التجارة بين البلدين على مدار 5 سنوات ما بين 2013 و2017 البالغ آنذاك 803 ملايين و575 ألفًا و193 دولاراً، وذلك في انعكاس واضح جداً لمستوى التقارب السياسي بين البلدين الذي سرعان ما ظهر على شكل اتفاقيات تجارية ثنائية غير مسبوقة.
والشهر الماضي، تصدر مادورو الزعماء المشاركين في حفل تنصيب اردوغان عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وكتب الرئيس الفنزويلي عبر تويتر: «أشعر بالفخر والسعادة الكبيرة لمشاركتي في تنصيب الرئيس اردوغان زعيم الشعب التركي»، فيما أعلن اردوغان سابقاً أنه ينوي زيارة كاراكاس عقب الانتخابات التركية التي جرت حزيران/ يونيو الماضي.
وعلى هامش مشاركته في حفل تنصيب اردوغان الشهر الماضي، زار مادورو، موقع تصوير المسلسل التركي الشهير «قيامة أرطغرل» بمنطقة «بيقوز» في إسطنبول، وذلك بعد أن تلقى دعوة من مخرج المسلسل الذي أبدى الرئيس الفنزويلي إعجابه به في أكثر من مناسبة.
وقال مادورو في كلمة لنجوم المسلسل: «بدأنا بمشاهدة مسلسل أرطغرل، وفجأة وجدنا أنفسنا في قلب المسلسل بفضل الرسائل التي يوجهها (..) فقبل كل شيء، جذب انتباهي شجاعة أرطغرل وولائه لمبادئه، كما أنه (أرطغرل) لا يشعر بالتعب أمام الصعوبات، ونحن أيضًا كذلك»، حيث نشر مادورو قبل أشهر صورة له وهو يتابع المسلسل التركي وبجانبه علم قبيلة قايي التي يتزعمها «أرطغرل».

تركيا أبرز المنددين بمحاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي الصديق المقرب لاردوغان وعاشق لـ«أرطغل»

إسماعيل جمال

«التوحيد والإصلاح» المغربية الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية تجدد انتخاب عبد الرحيم شيخي أمينًا عامًا

Posted: 05 Aug 2018 02:20 PM PDT

الرباط –« القدس العربي»: جددت حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي والحزب الرئيسي بالحكومة، الثقة في الأمين العام للحركة عبد الرحيم شيخي في ساعة متأخرة من ليلة السبت/ الأحد، وتم انتخاب شيخي للمرة الثانية على رأس الحركة إلى جانب قيادة جديدة في مؤتمر اتسم بسيادة نقاش علاقة الحركة بالأحزاب السياسية وبحزب العدالة والتنمية تحديدًا، وهي النقطة التي أخذت نقاشًا كبيرًا لدى القيادة، وتمت المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي .
واختار المؤتمرون خمس قيادات للتنافس على قيادة الحركة في مرحلة التصويت النهائي، واختاروا في مرحلة التصويت الأولي كلًا من عبد الرحيم الشيخي بـ 457 صوتًا، وأوس الرمال بـ 321 صوتًا ، ومحمد الحمداوي بـ 279 صوتًا ، وأحمد الريسوني بـ 265 صوتًا، وفي المرحلة الأخيرة عبد الإله بنكيران بـ 110 أصوات، وصادق المؤتمر على أوس رمال نائبًا أول لرئيس الحركة، وحنان الإدريسي نائبة ثانية، ومحمد عليلو منسقًا عامًا لمجلس الشورى .
وافتتحت حركة التوحيد و الإصلاح الجمع العام الوطني السادس لها يوم الجمعة بمسرح محمد الخامس بالرباط حيث عرف متابعة مكثفة لأشغالها، واستمر المؤتمر لغاية يوم الأحد للمصادقة على وثيقة قد تسفر عن تغيرات مهمة في عمل الحركة وتوجهها حسب النقاش الدائر منذ مدة قبل انعقاد المؤتمر، و أيضًا سترسم خطوطها في التعامل مع المشهد السياسي في المرحلة المقبلة من الولاية الجديدة، وذلك وسط نقاش كثر فيه الحديث عن توجه الحركة أكثر نحو العمل الدعوي أكثر من العمل السياسي .
وتميز المؤتمر بحضور قوي لجماعة العدل والإحسان من خلال أمينها العام، محمد العبادي الذي حضر رسميًا المؤتمر إلى جانب الناطق الرسمي باسم الجماعة المحظورة رسميًا فتح الله أرسلان، وقيادات أخرى في مجلس إرشاد الجماعة، وهو حضور مميز أيضًا في ورشات الحركة وندواتها، حسب ما أفادت به مصادر رصدت الحضور القوي للجماعة معنويًا و أدبيًا . كما تميز المؤتمر بالموقف اللافت لعبد الإله بنكيران بأن لا يجلس مع قيادات الحزب والحركة في المنصة، وأصر على الجلوس في الخلف رغم إصرار أعضاء بالحزب والحركة على أن يأخذ مكانه إلى جانب القيادات الأخرى، ما أعاد للمتابعين الخلاف الذي كان بين عبد الإله بنكيران وقيادات في الحركة كانت ضد تربعه على رأس الحزب لولاية ثالثة، ومنهم محمد الهلالي الذي نقل شريط مصور خلال المؤتمر رد فعل بنكيران تجاهه وهو ينهره قائلًا: «اذهب لحال سبيلك» .
وشاركت في المؤتمر شخصيات عديدة من المغرب ومن الخارج، حيث حضر سعد الدين العثماني رئيس الحكومة الحالي الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والتقطت الصحافة أجواء الفتور في العلاقة بينه وبين سلفه بنكيران، بل وربما قطيعة بين الرجلين تم استشفافها من التعامل بينهما خلال المؤتمر .
ومن الخارج كان لافتًا الحضور الفلسطيني، خاصة لحركة حماس، حيث حضر رسميًا القيادي الفلسطيني سامي أبو زهري، إلى جانب شخصيات من بلدان أخرى كالمفكر التونسي عبد المجيد النجار، والمفكر الفلسطيني منير شفيق، والمفكر السوداني عصام البشير، وعبد الرزاق قسوم عن جمعية العلماء الملسمين الجزائريين، وزعماء هيئات ومنظمات تنشط في أوروبا وإفريقيا.
وتحدث القيادي في حركة حماس الفسلطينية، سامي أبو زهري، عن الجهود التي يبذلها المغرب بخصوص القضية الفلسطينية، في كلمة له بالمؤتمر شكر فيها العاهل المغربي محمد السادس، على إنشاء مستشفى ميداني في غزة وإرساله مساعدات إنسانية، متحدثًا عن الوضعية الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، مركزًا في حديثه عن «صفقة القرن» قائلًا إن الهدف منها هو تصفية القضية الفلسطينية، موجهًا كلامًا شديدًا للولايات المتحدة الأمريكية قائلًا: «على الإدارة الأمريكية أن تراجع معادلاتها لأنها بهذه السياسات تضع نفسها أمام معاداة الأمة الإسلامية بأكملها، وهذه الأمة لن تفرط في قضاياها»، ويقول أبو زهري: «يحاولون استغلال انشغال الأمة وحالة الضعف التي تمر بها لتمرير هذا المشروع الخطير، لكنه لن يمر، لأن أصحابه لا يدركون أن أن القدس عقيدة بالنسبة للمسلمين، وهي جزء من دينهم، وملك لكل الأمة الإسلامية وليس للفلسطيننين وحدهم»، مؤكدًا أن إسرائيل تركز على محاصرة قطاع غزة حيث تتمركز المقاومة الإسلامية في قيادة حماس .

«التوحيد والإصلاح» المغربية الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية تجدد انتخاب عبد الرحيم شيخي أمينًا عامًا

رئيس اتحاد موظفي «الأونروا» لـ «القدس العربي»: الاتصالات الجارية لحل الأزمة لم تصل لنتائج وموظفون جدد يلتحقون بالإضراب عن الطعام

Posted: 05 Aug 2018 02:20 PM PDT

غزة – «القدس العربي» :أكد أمير المسحال رئيس اتحاد موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» لـ «القدس العربي»، أن الاتصالات الجارية حاليا من عدة أطراف فلسطينية مع إدارة هذه المنظمة الدولية، لإنهاء أزمة تقليص الخدمات، والاستغناء عن الكثير من الموظفين، لم تصل إلى أي نتائج. وقال إن الاحتجاجات داخل المقر الرئيسي تتصاعد، بالتحاق موظفين جدد بالإضراب عن الطعام.
وكشف المسحال لـ «القدس العربي» عن وجود اتصالات حاليا تقوم بها الحكومة الفلسطينية، وكذلك دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في منظمة التحرير الفلسطينية، مع رئاسة «الأونروا» والمفوض العام في العاصمة الأردنية عمان، من أجل إنهاء سياسة «التقليص» في الخدمات، التي لجأت إليها هذه المنظمة الدولية، بزعم «الأزمة المالية».
لكنه قال إن أيا من هذه الاتصالات لم تسفر بعد عن أي نتائج ملموسة على الأرض، لكنه أكد على استمرار الفعاليات التي ينفذها حاليا الموظفون المفصولون عن العمل، داخل المقر الرئيس غرب مدينة غزة.
وكانت «الأونروا» قد لجأت قبل أسبوعين تقريبا، إلى إلغاء «برنامج الطوارئ» في غزة والضفة الغربية، وشمل ذلك الاستغناء عن 1000 موظف، من خلال وقف عمل المئات منهم بشكل فوري، وتحويل آخرين للعمل بشكل جزئي حتى نهاية العام، وأرجعت السبب إلى معاناتها من أزمة مالية كبيرة، بسبب وقف الدعم الأمريكي.
غير أن ذلك لم يقنع اتحاد الموظفين ولا قطاعات اللاجئين، رغم علمهم بوجود الأزمة، وذلك لرفض «الأونروا» عدة اقتراحات سابقة قدمت من أجل تجاوز الأزمة، من بينها تبرع الموظفين بيوم عمل كامل، لصالح العاملين في «برنامج الطوارئ» وعدد آخر من الخطوات التي تساهم في تقليص العجز المالي، البالغ حاليا 217 مليون دولار.

خطر يهدد الأمن الوظيفي

ولأجل ذلك يقول المسحال إن هناك «خطرا حقيقيا» يهدد «الأمن الوظيفي» لكافة العاملين في «الأونروا». وأضاف أن 13 ألف موظف في غزة لا يشعرون بوجود أمان حالي يحفظ عملهم في هذه المؤسسة، رغم وجود موظفين يقفون على رأس عملهم منذ أكثر من 30 عاما.
وأكد أن الاحتجاجات الحالية تتصاعد داخل مقر «الأونروا» الرئيسي، رغم لجوء الإدارة إلى فرض عقوبات على الموظفين المحتجين، من خلال قطع خطوط الكهرباء والمياه عن مكان الاعتصام. ونفى ما تروج له رئاسة «الأونروا» بأن الاعتصام يعيق العمل والحركة داخل المقر الرئيسي، مؤكدا على «سلمية الاحتجاجات»، وأن باقي الموظفين العاملين في ذلك  المقر يتحركون بأريحية. وتوقع أن يتضاعف عدد الموظفين المضربين عن الطعام خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد انضمام 20 موظفا أول من أمس للإضراب.
وأشار إلى أن أحد المضربين عن الطعام منذ خمسة أيام، نقل للعلاج إلى أحد المشافي، جراء تدهور وضعه الصحي مساء أول من أمس. ومن المقرر أن يستمر هؤلاء في هذه الخطوة، حتى تحقيق مطالبهم، حتى ولو هدد الإضراب حياتهم، حسب ما أكد رئيس اتحاد الموظفين.
وفي ظل تواصل هذه الفعاليات الاحتجاجية، أكد المسحال أن الخطوات الفعلية الكبيرة للاحتجاج لم تبدأ بعد، مشيرا إلى أن ما جرى خلال الأيام الماضية كان مشاركات من قبل الموظفين الذين جرى الاستغناء عنهم، بمشاركة الاتحاد والقطاعات الشعبية الفلسطينية.
وأضاف «في حال لم تستجب الأونروا للمطالب المقدمة بإنهاء سياسة التقليص وفصل الـ 1000 موظف، سندخل في إضراب مفتوح عن العمل، في كافة المرافق».
ورأى أن ما يجري حاليا من مخططات لـ «الأونروا» لا يستهدف فقط الـ 1000 موظف الذين جرى الاستغناء عنهم، باعتبار أن ما حدث أمر يهدد مستقبل قضية اللاجئين، ويهدد 1.3 مليون لاجىء في غزة، عدا عن اللاجئين في الدول الأخرى.

قلق على 13 ألف موظف

وأبدى قلقه بسبب هذه السياسة، على مستقبل 13 ألف موظف يعملون في مرافق «الأونروا» في قطاع غزة، التي تقدم خدمات تعليمية وصحية واجتماعية.
يشار إلى أنه بسبب الأزمة المالية، لم تعلن «الأونروا» بعد افتتاحها العام الدراسي الجديد نهاية الشهر الحالي، في موعده المقرر، وهذا يثير المخاوف من ان الوكالة تتجه إلى التأجيل، خاصة وأن هناك من المسؤولين الدوليين من توقع التأجيل، وهو ما سيخلف كارثة كبيرة لها انعكاسات على كل القطاعات.
وبدأت أزمة «الأونروا» المالية مطلع العام الجاري، حين أوقفت الإدارة الأمريكية تمويلها السنوي الكبير المقدر بـ 350 مليون دولار، ودفعت منه فقط 65 مليونا، واشترطت عودة الفلسطينيين للمفاوضات قبل استئناف عمليات الدفع من جديد.
وتسبب ذلك في عجز مالي قدره 450 مليون دولار، حيث كان الموازنة العامة لـ «الأونروا» تعاني من عجز سابق، وخلال مؤتمرين للمانحين عقدا في العاصمة الإيطالية روما، وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك جرى الحصول على أموال جديدة من المانحين، لكنها عملت على تقليص نسبة العجز، لا تجاوز الأزمة بشكل كامل.
وتقدم «الأونروا» خدماتها لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني، يقيمون في مناطق العمليات الخمس، وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان، وتشمل خدمات تعليمية وصحية واجتماعية.

رئيس اتحاد موظفي «الأونروا» لـ «القدس العربي»: الاتصالات الجارية لحل الأزمة لم تصل لنتائج وموظفون جدد يلتحقون بالإضراب عن الطعام
أكد أن خطر «الأمان الوظيفي» يصيب كل الموظفين وأن الاحتجاجات الرسمية لم تبدأ
أشرف الهور:

الجزائر: رفع الستار عن تمثال عين الفوارة بعد ترميمه لإزالة آثار «غزوة أبي مطرقة!»

Posted: 05 Aug 2018 02:19 PM PDT

الجزائر- «القدس العربي»: استعادت مدينة سطيف (300 كيلومتر شرق العاصمة الجزائرية) تمثال عين الفوارة بعد عملية ترميم دامت عدة أشهر، وهي العملية التي قررت السلطات المضي فيها بسرعة، عقب تعرض التمثال إلى تحطيم وتخريب من طرف شخص ملتح اختار تحطيم ثديي التمثال الصخري ووجهه، وقيل لاحقًا إنه مختل عقليًا، وكانت إعادة افتتاح التمثال فرصة لإعادة بعث الجدل حول هذا الموضوع.
وكان وزير الثقافة عز الدين ميهوبي قد أشرف على عملية رفع الستار عن التمثال، مؤكدًا أن الانتهاء من عملية الترميم في ظرف سبعة أشهر كسب رهان بالنسبة إلى وزارة الثقافة، مشيرًا إلى أن التمثال المرتبط بتاريخ المدينة وثقافتها باق في موقعه الأصلي، وذلك لإصرار أبناء سطيف على إبقائه في موقعه، لتكون عين الفوارة ملتقى لكل الناس.
وشدد الوزير على أن «المعلم الأثري عين الفوارة باق في مكانه ولن ينقل إلى المتحف، أو أي مكان آخر، وأن التمثال يواكب التطور الذي تشهده المدينة، بدليل أن خط الترامواي الجديد يمر بجانبه، ويزيد من قيمته التاريخية والثقافية».
وأوضح أنه بعد تعرض تمثال عين الفوارة إلى عملية تخريب وتشويه كان من الضروري إعادة ترميمه، وأن تتم العملية بأيدي خبراء يتحكمون في فن ترميم مثل هذه التماثيل، مع احترام المعايير الأكاديمية والجمالية المطلوبة، والجميل أن عملية الترميم تمت بأياد جزائرية.
ونفى ميهوبي أن تكون عملية الترميم قد كلفت خزينة الدولة أموالًا باهظة مثلما تم تداوله، موضحًا أن التكلفة كانت رمزية ولا تتجاوز قيمة المواد المستخدمة في الترميم، لأن الذي أشرف على العملية عرض خدماته على الوزارة مجانًا.
ثم أثنى ميهوبي على النتائج التي تحققت، مشيرًا إلى أن عملية الترميم استفادت من الصور ثلاثية الأبعاد التي أخذت للمعلم قبل تخريبه، وذكر أن الترميم لم يقتصر فقط على الأجزاء التي تم تخريبها في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، بل شمل أيضًا جميع آثار عملية التفجير الإرهابي التي استهدفت هذا المعلم الأثري سنة 1997».
جدير بالذكر أن تمثال عين الفوارة الموجود في قلب مدينة سطيف، تعرض في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي إلى عملية تخريب من طرف شخص ملتح، قفز فجأة فوق التمثال وشرع في تهشيمه أمام أنظار المارة، الذين حاول بعضهم ثنيه عن ذلك من خلال رشقه بالحجارة، فيما اكتفى البعض الآخر بالتفرج عليه والضحك، قبل أن تتدخل الشرطة التي قامت بتوقيفه، ليقال بعد ذلك إن الرجل مصاب بمرض عقلي، والذي اشتهر بـ «أبي مطرقة».
وبعد هذه الحادثة بأشهر توجهت نائبة في البرلمان تنتمي إلى حزب إسلامي بسؤال إلى وزير الثقافة تسأله فيه عن نقل التمثال إلى المتحف لأنه خادش للحياء، على اعتبار أنه يظهر امرأة عارية الصدر، وهو السؤال الذي رد عليه الوزير بصرامة، مؤكدًا أن الذين يطالبون بنقل التماثيل إلى المتاحف هم الذين يجب أن يوضعوا في المتاحف، وهذا السؤال الذي طرحته النائب هو امتداد لنقاش في مواقع التواصل الاجتماعي بين من رأوا أن التمثال خادش للحياء، وأنه يجب نقله إلى المتحف لأنه من مخلفات الاستعمار الفرنسي، وبين من يعتبرون أن التفكير بهذه الطريقة لا يخلو من تطرف ومن كبت، لأن الذي ينظر إلى تمثال حجري بشهوة يجب أن يبحث عن أقرب طبيب. ويؤكدون أن التمثال موجود في سطيف منذ أكثر من 120 سنة، ولم يسبق أن اشتكى منه سكان سطيف ولا زائرو المدينة، أو أنهم كانوا انزعجوا من تلك المرأة الحجرية!

الجزائر: رفع الستار عن تمثال عين الفوارة بعد ترميمه لإزالة آثار «غزوة أبي مطرقة!»
تعرض للتخريب من شخص ملتح اختار تحطيم ثديي التمثال الصخري

عناصر من «الدولة» ومعتقلون آخرون ينجحون في الفرار من سجن لـ «تحرير الشـام» في إدلب

Posted: 05 Aug 2018 02:19 PM PDT

إدلب – «القدس العربي» : تمكن العشرات من الأسرى التابعين لتنظيم «الدولة»، وسجناء آخرون، يوم السبت، من الفرار من سجن «إدلب المركزي»، الذي يخضع جزء منه لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، في مدينة إدلب، شمالي سوريا، ونقلت مصادر محلية عن حكومة «الإنقاذ» قولها «إن هروب عناصر التنظيم، كان من القسم الأمني الذي تسيطر عليه تحرير الشام» الأمر الذي فسره البعض بـ»تواطؤ» قد يخلط الاوراق أمام أي تفاهمات إقليمية لم تستكمل بعد، مما قد يفتح طريق الذرائع لشن عمليات عسكرية من قبل الأطراف التي وضعت المحافظة ضمن أهدافها، وهو ما ظهر في تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال «يجب القضاء على الإرهابيين في إدلب وحل مسألة عودة اللاجئين».
وقال مصدر خاص لـ «القدس العربي»: إن غالبية العناصر الهاربة من سجن إدلب المركزي، يتبعون لتنظيمي «الدولة الإسلامية وجند الأقصى»، وبعض التشكيلات الإسلامية ممن تم إلقاء القبض عليهم خلال الحملات الأمنية التي تقودها هيئة تحرير الشام ضد التنظيم، خلال الأشهر الأخيرة التي شهدت نشاطاً واضحاً لخلايا «داعش» في المحافظة».
ويصعب الحديث عن توثيق دقيق لأعداد الفارين، بسبب تكتم «تحرير الشام» على الحادثة، وصعوبة الحصول على أرقام دقيقة في هذا الشأن، لكن المصدر قال «إن السجن المركزي، يضم 250 سجين بأقل تقدير، من مختلف التهم، ومن بين الهاربين مؤخراً مجرمون وآخرون متهمون بـ «القتل وتعاطي أو تجارة المخدرات»، وغير ذلك.
وسبق أن هرب 17 عنصراً في تنظيم «الدولة» من سجن يتبع لفيلق الشام بمنطقة جنديرس شمالي حلب، كما هرب قبلها أربعة عناصر للتنظيم في أيار الماضي من سجن للجيش الحر، بينما هرب 35 عنصراً للتنظيم في الشهر ذاته من سجن تابع لـ «جبهة تحرير سوريا» في مدينة بنش في إدلب، شمالي سوريا.
وكالة «سبوتنيك» الروسية، بدورها، نقلت عما سمته «مصادر محلية» يوم الجمعة، بأن «180 سجيناً من إجمالي السجناء البالغ عددهم 700، تمكنوا من الفرار وبينهم نحو 100 من عناصر تنظيم «داعش الإرهابي» (المحظور في روسيا)، إضافة إلى سجناء ينتمون لعدة فصائل مسلحة مثل «جبهة تحرير سوريا» و»جيش الأحرار» وهناك مدنيون تم اعتقالهم لأسباب تتنوع ما بين السرقة والتدخين والزنا وممانعة المكتب الأمني للهيئة، فيما لا تزال قوات «هيئة تحرير الشام» — الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» (المحظور في روسيا)، بتسيير دوريات مكثفة للبحث عن الفارين».
في حين نشرت المعرفات غير الرسمية لهيئة تحرير الشام، صوراً للفارين، تداولتها صفحات التواصل الاجتماعي، مرجحة «أن يكون هروبهم قد تم بالتواطؤ مع بعض عناصر الهيئة القائمين على السجن».
المتحدث الرسمي باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» وهو تشكيل انبثق قبل أيام عن عملية اندماج لخمسة فصائل عسكرية وازنة بالشمال السوري، النقيب ناجي أبو حذيفة، رفض التعليق على الحادثة، وقال لـ «القدس العربي» انه «لا يملك أي معلومات بهذا الخصوص».
فيما رأى الخبير بالعلاقات الدولية، الدكتور باسل الحاج جاسم، لـ «القدس العربي» ان أي تحركات أمنية أو عسكرية من أي جهة كانت داخل إدلب، سيكون لها إرتدادات على مصير المدينة من ناحية إعطاء ذرائع إضافية للأطراف التي وضعت المحافظة ضمن أهدافها العسكرية، وخلط الاوراق أمام أي تفاهمات إقليمية لم تستكمل بعد.
وأضاف، «كل الاحتمالات واردة اليوم في ادلب وسط هذه الفوضى وكثرة المجموعات المسلحة وإختلاف توجهاتها وأهدافها وداعميها، والتي يعتبر الطرف الأضعف هم أبناء البلد من السوريين».
وكانت وكالة «سبوتنيك» نقلت عن مصدر ميداني، قوله «إن الجيش السوري أنهى استعداداته العسكرية واللوجستية لبدء هجوم بري واسع من محاور عدة لتأمين كامل ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لريف جسر الشغور غربي إدلب، فيما شهدت الأيام القليلة الماضية إرسال الجيش السوري تعزيزات وحشوداً عسكرية إضافية إلى جبهات إدلب المختلفة».

عناصر من «الدولة» ومعتقلون آخرون ينجحون في الفرار من سجن لـ «تحرير الشـام» في إدلب

هبة محمد

لبنان: سجال الكهرباء يعكّر العلاقة بين «أمل» و«التيار»

Posted: 05 Aug 2018 02:19 PM PDT

بيروت- «القدس العربي»: لم يمض على زيارة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل إلى عين التينة بضعة ايام في محاولة لكسر الجليد بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري حتى إنفجرت كهربائياً بين حركة أمل ووزير الطاقة سيزار ابي خليل بعد قرار الاخير بالاتفاق مع نواب كسروان بنقل الباخرة التركية التي تولّد الكهرباء إلى منطقة الزوق في كسروان لتعطي الكهرباء مجاناً ما بين 22 و24 ساعة يومياً لمدة 3 أشهر.
وكان رئيس بلدية الغازية وفاعليات الزهراني مدعومين من «حركة أمل» رفضوا رسو الباخرة في مرفأ الزهراني لزيادة ساعات التغذية تحت ذريعة التخفيف من حجم التلوث ما دفع ببعض اهالي الجنوب والنبطية إلى استهجان الامر وانتقاد قرار الحركة واتهام رئيس بلدية الغازية بحماية اصحاب المولّدات الكهربائية.
وسرعان ما تفاعل الامر وتمّ تنفيذ اعتصام أمام معمل الكهرباء في الزهراني، بدعوة من حركة «أمل»، حيث طالب المعتصمون بزيادة التغذية في الجنوب من معمل الزهراني نفسه 5 ساعات يومياً، مبررين رفض رسو الباخرة الثالثة في الزهراني بايجاد معمل ثابت للكهرباء.
وشارك في الاعتصام وزير المال علي حسن خليل ونواب من كتلة التنمية والتحرير احتجاجاً للتعامل الجائر من شركة كهرباء لبنان بحق الجنوب.ورفض الوزير خليل سياسة البواخر التي أدت منذ خمس سنوات، وامتداداً إلى ثلاث سنوات تمديد لها، إلى تأجيل الوصول إلى بر الحل المستدام لقطاع الكهرباء، رغم ان الدولة دفعت أكثر من سبعة مليارات دولار أميركي من أجلِ تأمين الكهرباء بواسطة البواخر خلال خمس سنوات، وبما يعادل امكانية بناء معامل تؤمن الكهرباء لكل لبنان، بطاقة أكثر من سبعة آلاف ميغاوات تغطي احتياجات لبنان حتى عام 2030 وربما عام 2040.
وترافق الاعتصام مع اعلان قناة NBN التابعة للرئيس بري أن « ما تمّ فبركته حول ما سُمي الباخرة المجانية من ألف حكاية وحكاية لا تركب على قوس قزح، ولا بدّ من التوقف عند الوقائع والأسئلة الآتية:
لا صحة لما يسوق من ان الباخرة ستغذي الجنوب بالكهرباء 24/24، وهذا الأمر دحضه وزير الطاقة سيزار ابي خليل بالصوت والصورة، مؤكداً ان استفادة الجنوبيين ستكون لساعتين اضافيتين فقط.
لماذا تزامنت عملية التقنين على التقنين مع وصول الباخرة؟، الجواب هو لتظهير صورة مفادها ان رفض الباخرة أصبح هو المشكلة، بعد ان كان رفض البواخر هو المطلب الشعبي العارم الذي لا يريد هدر الأموال.
حركة «أمل» دعت لبناء معمل ثابت يغذي ليس فقط الجنوب بل معظم المناطق، علماً انه بالامكان بناء هذا المعمل بسرعة قياسية، وبأقل بكثير من الكلفة التي يمكن دفعها من أجل تمويل وتغذية البواخر، فماذا سيكون رد الحريصين الجدد على مصلحة الجنوب وأهله؟
كيف كان سيغذى الجنوب إذا كانت خطوط النقل المهترئة إلى النبطية، لا تسمح بأن ترتفع أكثر زيادة التغذية في هذه المنطقة، مع الاشارة إلى ان تقوية خطوط النقل هي مطلب لحركة «أمل» مضى عليه أكثر من ثلاث سنوات ووضعت له أموال بالموازنة العامة وسيكون موضع مطالبة واصرار عليه في هذه المرحلة.
وفي خلاصة الأمر، فإن انتاج المعمل اليوم 480 ميغاوات، وعليه تطالب الحركة بزيادة تغذية مناطق الجنوب بخمس ساعات والباقي يوزع على المناطق اللبنانية، مع الحرص على موضوع التساوي بين اللبنانيين، لكن في الوقت نفسه لن تسمح ان تحول الكهرباء فوق رؤوس الجنوبيين إلى مناطق أخرى، من دون أن يأخذ الجنوب على الأقل حقه العادل بتأمين التغذية الكهربائية، وهذا الأمر ليس تحدياً لأحد بل مطلب محق للناس يجب التعاطي معه بجدية، وسيتم العمل على تصعيد التحرك بالشكل الذي يؤمن هذا المطلب المحق للناس، كل الناس».
وردّ وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل على وزير المال قائلاً: «لا أحد أكثر حرصاً منا على الجنوب الذي ليس حكراً على أحد وكنا نعمل مع النائب نواف الموسوي على تحسين الشبكة ووزراء التيار الوطني الحر هم من عملوا على ذلك».وقال « لسنا نحن من نعرقل الموازنات والدفع للمتعهدين ومشروعنا هو بناء المعامل وليس العرقلة! ونحن من اتصلنا بأمين عام مجلس الوزراء واعترضنا على الخطأ الوارد في قرار الباخرة المجانية وطلبنا تصحيحه ولنكف عن المزايدة في الموضوع «.
واللافت أن حتى إسم الباخرة تحوّل إلى مادة للجدل حيث قال وزير المال «إن الباخرة ورد اسمها منذ البداية قبل استئجارها»، فردّ ابي خليل بأن إسم الباخرة كان «عائشة» فأصبح «إسراء» وتمّ تعديل الاسم على الأوراق تفادياً للحساسية في الجنوب اللبناني.
يُذكر أن حزب الله نأى بنفسه عن السجال الكهربائي بين الطرفين فيما خصوم» حركة أمل « ذي الميول اليسارية تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات تسخر من « التشكيك بالحسّ البيئي عند الرئيس بري وحركة المحرومين «، وعمدت إلى سرد وقائع حول الاعتداء على رمول شواطئ صور وآثارها».

لبنان: سجال الكهرباء يعكّر العلاقة بين «أمل» و«التيار»
ناشطون جنوبيون انتقدوا رفض رسو الباخرة التركية المجانية في الزهراني
سعد الياس

سيناء: مسلحون مجهولون يغتالون مرشحاً سابقاً للانتخابات النيابية

Posted: 05 Aug 2018 02:18 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: طوقت قوات الأمن المصرية، أمس الأحد، مداخل ومخارج مدينة العريش في محافظة شمال سيناء، بعد ساعات من مقتل المرشح السابق لانتخابات مجلس النواب، سامي الكاشف، من قبل مسلحين مجهولين.
وحسب الصفحة الرسمية للكاشف على موقع «فيسبوك» فإن «إرهابيين اغتالوه إثر خروجه من مسجد». ونقلت وسائل إعلام عن شهود قولهم إن «مسلحين مجهولين أوقفوا الكاشف أمام منزله في حي السلايمة، ثم أطلقوا النار عليه من مسافة صفر مما أدى لمقتله على الفور».
والكاشف مرشح برلماني سابق عن حزب الوفد، الذي نعاه، واصفاً إياها بـ«الشهيد الذي «أصابته طلقات الإرهاب أمام عيني ابنته في محافظة شمال سيناء».
في الموازاة، أعلن الجيش المصري مقتل 52 مسلحا وتدمير 26 سيارة تابعة للمسلحين في سيناء والحدود الغربية.
وحسب بيان الجيش، الذي حمل رقم 26 بشأن العملية العسكرية الشاملة التي يشنها تحت عنوان «سيناء 2018» لـ«تطهير سيناء والوادي والدلتا والصحراء الغربية من الإرهاب»، فإن «قواته تمكنت من قتل 39 مسلحا شديدي الخطورة وبحوزتهم 5 بنادق آلية وكميات من الذخيرة ونظارة ميدان وعبوة ناسفة في مناطق متفرقة في شمال ووسط سيناء».
نفذت عناصر الأمن الوطني في العريش، حسب البيان «عملية أسفرت عن مقتل 13 مسلحا شديدي الخطورة والتحفظ على 3 بنادق آلية، وبندقية خرطوش وعبوتين ناسفتين».
كما «جرى تنفيذ مداهمات مشتركة بين القوات المسلحة والشرطة المدنية، نتج عنها القبض على 49 مسلحا في شمال ووسط سيناء».
وطبقاً للبيان «قوات الجيش ضبطت ودمرت وتحفظت على 12 سيارة، و7 دراجات نارية بدون لوحات معدنية تستخدمها العناصر المسلحة في عملياتها، إضافة إلى اكتشاف وتدمير نقطة تكديس وقود تستخدمها العناصر التكفيرية وسط سيناء».

26 ملجأ

كذلك «دمر الجيش 26 ملجأ ووكرًا ومخزنًا في وسط وشمال سيناء عُثر بداخلها على مواد إعاشة وملابس عسكرية خاصة بالعناصر التكفيرية وكمية من الكتب والشرائط التسجيلية التي تدعو إلى الفكر التكفيري وجهاز اتصال لاسلكي»، تبعاً للبيان، الذي أشار كذلك إلى «اكتشاف وتفجير عناصر المهندسين العسكريين 64 عبوة ناسفة تمت زراعتها لاستهداف قوات الجيش على محاور التحرك المختلفة في مناطق العمليات، إضافة إلى اكتشاف وتدمير 4 فتحات نفق مزودة بموتور سحب وكابلات كهرباء، وعدد من أسلاك الإنترنت وجهاز كمبيوتر على أعماق مختلفة على الحدود في مدينة رفح شمال سيناء».

15 عربة

أما عن نشاط القوات على المحور الغربي المتمثل في الصحراء الغربية والحدود مع ليبيا، فأعلن الجيش عن «تمكن القوات الجوية من استهداف وتدمير 15 عربة مُحمّلة بالأسلحة والذخائر أثناء محاولتها التسلل عبر الحدود الغربية، كما تم تدمير 17 عربة أخرى في نطاق المنطقة الجنوبية العسكرية». وعن مكافحة التهريب، قال الجيش في بيانه «في إطار الجهود المكثفة لقوات حرس الحدود في السيطرة على جميع المعابر والمنافذ الحدودية لمكافحة أعمال التهريب والتسلل على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، تمكنت عناصر حرس الحدود على الاتجاه الاستراتيجي الغربي من ضبط 4 بنادق خرطوش و3 بنادق قناصة و2 بندقية آلية و200 طلقة خرطوش و7 خِزن سلاح وكميات من الذخائر، كما تم ضبط 1490 كيلوغرامًا من مادة الحشيش المخدر و2 مليون قرص مخدر و11 سيارة دفع رباعي تستخدم في أعمال التهريب، كما تم إحباط محاولة تسلل 1900 فرد بطرق غير شرعية عبر الحدود الغربية».

حدود السودان

وعلى الاتجاه الجنوبي ـ الحدود مع السودان، بين الجيش أن « قوات قوات حرس الحدود تمكنت من ضبط 34 عربة تستخدم في أعمال التهريب، كما تم ضبط مركب صيد مجهز وبنادق صيد وبضائع غير خالصة الرسوم الجمركية، وإحباط محاولة تسلل 18 فردًا بطرق غير شرعية عبر الحدود الدولية الجنوبية». وفي الاتجاه الشمالي «تمكنت قوات حرس الحدود من إحباط محاولة تسلل لـ 15 فردًا بطرق غير شرعية وضبط سيارتين و2 مركب تستخدم في أعمال التهريب».
وأيضاً، في نطاق الجيشين الثاني والثالث الميدانيين «تم ضبط 12 سيارة و6 أتوبيسات تستخدم في أعمال التهريب، كما تم ضبط 12.5 طن من نبات البانغو المخدر و80 كيلوغرامًا من مادة الأفيون والحشيش المخدر، وتمكنت عناصر حرس الحدود في نفق الشهيد أحمد حمدي في نطاق الجيش الثالث الميداني من ضبط عربة نقل بها كمية كبيرة من نبات البانغو المخدر تقدر بــ 3094 لفافة بإجمالي وزن 6.5 طن أثناء عبور إحدى السيارات عبر المعديات».
وأعلن الجيش «استمرار القوات البحرية في أعمال التأمين البحري وحماية الأهداف الاستراتيجية وقطع خطوط إمداد العناصر الإرهابية عن طريق البحر وتأمين الأهداف الاقتصادية في المسرح البحري، ومواصلة التشكيلات التعبوية وقوات حرس الحدود تنظيم الدوريات المشتركة مع عناصر الشرطة المدنية، حيث تم تنظيم أكثر من 1080 كمينًا ودورية أمنية غير مدبرة على الطرق الرئيسية ومناطق الظهير الصحراوي وفرض السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية».
ومنذ اطاح الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في 2013 بعد احتجاجات شعبية ضخمة، تخوض قوات الأمن وخصوصا في شمال سيناء مواجهات عنيفة ضد مجموعات مسلحة متطرفة، بينها الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية (ولاية سيناء) المسؤول عن شن عدد كبير من الاعتداءات الدامية في البلاد.
وكان الجيش المصري أعلن بدء عملية شاملة في سيناء والظهير الصحراوي لـ«تطهير مصر من الإرهاب» في التاسع من فبراير/ شباط الماضي تستمر لمدة 3 شهور قبل أن يطلب رئيس أركان الجيش المصري زيادة مدة العملية.

سيناء: مسلحون مجهولون يغتالون مرشحاً سابقاً للانتخابات النيابية
الجيش المصري يعلن مقتل 52 مسلحا وتدمير 22 سيارة

اعتصامات وتظاهرات في البصرة… ومجلس محلي يطالب بحلّ اللجان الاقتصادية الحزبية في النجف

Posted: 05 Aug 2018 02:18 PM PDT

البصرة ـ «القدس العربي»: تظاهر عشرات العراقيين، أمس الأحد، أمام مبنى مجلس محافظة البصرة، لتجديد مطالبتهم بتوفير فرص العمل وكذلك الخدمات، حسب مصادر محلية، فيما دخل معتصمون يومهم الثامن على التوالي، من دون أي نتيجة.
واستمر المحتجون في قطع الطريق المؤدي إلى حقل غرب القرنة1 النفطي في ناحية الإمام الصادق، مطالبين باجراء الاصلاحات الحكومية وتوفير فرص العمل، خصوصاً في الشركات النفطية التي تعتمد بشكل كبير على العمالة الأجنبية.
وسبق للجان التنسيقية في تظاهرات محافظات الوسط والجنوب، أن أكدوا في بيان لهم أمس الأول، إنهم يستعدون لـ«تظاهرة كبرى» للمطالبة بـ«إقالة المحافظين وإلغاء مجالس المحافظات، وتوفير الخدمات».
وفي السماوة، كبرى مدن محافظة المثنى في جنوب البلاد، واصل محتجون إعتصامهم الذي بدأ قبل اكثر من أسبوع منددين بالفساد وقيام سياسيين بإختلاس مليارات الدولارات من ميزانية البلاد.
وأصدر مجلس محافظة المثنى جملة قرارات، بناءً على ارتفاع وتيرة الحراك الاحتجاجي، مؤكداً «تفاعله» مع مطالب المتظاهرين، والعمل على تحقيقها بما لديه من صلاحيات، وما لدى الحكومة المحلية من أموال، لسد النقص في تراجع الخدمات المقدمة للمواطنين.
ووفقاً لبيان صدر عن المجلس مؤخراً، فإن «هناك مطالب أخرى للمتظاهرين تستوجب تدخلاً مركزياً أو صلاحية أكبر مما هو لدى الحكومة المحلية»، متعهداً بـ«مخاطبة الحكومة الاتحادية في شأن تلك المطالب، للضغط عليه لتنفيذها أو منح مجلس المحافظة صلاحيات خاصة للعمل لتحقيقها، والإيعاز إلى هيئة النزاهة بهدف المباشرة في فتح ملف تحقيق خاص بجرد الموجودات وواردات المطار».
ومن أهم القرارات التي اتخذها المجلس في جلسته الأخيرة، حسب البيان، «تجميد إعلان مطار النجف بمثابة فرصة استثمارية في الوقت الحاضر، لحين وصول التعهدات اللازمة من قبل الحكومة المركزية بإبقاء وارداته للمحافظة».
وحول مطلب المتظاهرين بـ«حل المجلس»، قال: «من الصعب تحقيقه، بسبب انتهاء الدورة الحكومية المحلية، كما أن حله يتطلب إيجاد بديل لا يتوافر حالياً».
وتابع: «المجلس اتخذ قرارات أخرى مثل إلغاء الفرص الاستثمارية في كل الساحات الخضراء في المحافظة، واسترجاع أبنية ودوائر حكومية استولى عليها أحزاب وأشخاص إلى ملكية الدولة، حتى وإن سُجلت بأسمائهم»، مبيناً أن المجلس «طالب المكاتب الحزبية داخل النجف بحل اللجان الاقتصادية في كل الأحزاب، كونها تعد من أبواب الفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة».
وشدد البيان على أهمية «تفعيل مبدأ من أين لك هذا؟ على جميع المسؤولين والموظفين الذين سبق أن تسلموا مسؤوليات مالية أو ذات علاقة بالمال العام».
وعقدت الحكومة المحلية في المثنى اجتماعا مع شيوخ عشائرها لمناقشة مطالب المتظاهرين والنظر في تحقيقها بما هو متوافر لديه من صلاحيات.
مجلس المحافظة، أكد في بيان له، أن «الاجتماع الأخير الذي جمع الحكومة المحلية بشيوخ العشائر أفضى إلى الخروج بقرارات كان في مقدمها تقويم عمل جميع مدراء الدوائر وفق آليات واضحة، والعمل لاستجواب كل من يظهر تقصيره وإقالته، وفق نتائج التقويم».
وطبقاً للبيان فإن «المجلس سيعمل لتلبية مطالب المتظاهرين المشروعة، والبحث في ملف المسؤولين»، موضّحاً أن «شيوخ العشائر نقلوا مطالب المتظاهرين، وكان أهمها اقالة المسؤولين في المحافظة، واختيار آخرين بعيداً من التأثير الحزبي، وإنهاء الإدارات التي تعمل بالوكالة».
في المقابل، أكد شيوخ العشائر على «سلمية التظاهرات، ودعمهم النظام والقانون، وعدم التدخل في عمل السلطات والإساءة إليها». على حدّ البيان.

اعتصامات وتظاهرات في البصرة… ومجلس محلي يطالب بحلّ اللجان الاقتصادية الحزبية في النجف

مخاوف فلسطينية من تصاعد الخطط الأمريكية لإنهاء قضية اللاجئين والرئاسة تؤكد رفض المؤامرة

Posted: 05 Aug 2018 02:18 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: تشعر القيادة الفلسطينية بخطر شديد يتهدد القضية الفلسطينية، جراء المخططات الأمريكية التي تتكشف يوما بعد يوم، لإنجاز اتفاق تسوية، ينتقض من الحقوق الفلسطينية، ويلغي بالأساس ملفي «القدس واللاجئين» من على طاولة المفاوضات، خاصة في ظل ما تكشف أخيرا من مخططات حول هذا الأمر، وآخرها رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بجاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، وأحد مخططي «صفقة القرن».
وفي تعقيبها على ما كشفته مجلة «فورين بوليسي»، الأمريكية حول خطة تعدها إدارة واشنطن لإنهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» الأونروا»، قالت الرئاسة الفلسطينية إن ذلك يؤكد استمرار المؤامرات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وضرورة التصدي لها وإفشالها بالكامل.
وأضافت أن الكشف عن وجود رسائل البريد اإيالكتروني الداخلية لمستشار البيت الأبيض، التي دعا فيها جاريد كوشنر للتخلص من وكالة «الأونروا» لإخراج قضية اللاجئين من طاولة المفاوضات «يكشف ما حذر منه الرئيس محمود عباس من خطورة ما أطلقت عليها الإدارة الأمريكية «صفقة القرن» الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وتجريد الشعب الفلسطيني من كامل حقوقه المشروعة».
وأكدت في الوقت ذاته ثبات موقف القيادة الفلسطينية الرافض لهذه المؤامرة «تحت مسميات مزيفة»، مشددة على أن قضية اللاجئين هي إحدى قضايا الحل النهائي، التي لن تحل إلا من خلال المفاوضات للوصول إلى «حل عادل ومتفق عليه»، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وحذرت الرئاسة من تساوق البعض مع المخططات الأمريكية والإسرائيلية الهادفة لـ «تحويل القضية الفلسطينية من قضية شعب يسعى للحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة إلى قضية إنسانية». وطالبت المجتمع الدولي، وتحديدا مجلس الأمن الدولي، بالوقوف عند مسؤولياته وفرض إرادته لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، وإيقاف أي محاولات لتصفية قضية اللاجئين عبر إنهاء «الأونروا».
في السياق قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حنا عيسى، إن الأمم المتحدة في قرارها الخاص بإنشاء وكالة «الأونروا» ربطته بالفقرة (1) من قرار حق العودة رقم 194 لسنة 1948، وهذا يعني أن مضمون قرار إنشائها يحمل «هدفا سياسيا»، هو تسهيل عودة اللاجئين، وليس فقط تحمل مهمة تقديم خدمات إنسانية. وأكد أن المضمون السياسي لـ «الأونروا» يتمثل في عودة اللاجئين وتعويضهم، مؤكدا أن «الأونروا» أنشئت بموجب قرار الجمعية العامة، لحين التوصل إلى حل دائم لقضية اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين بموجب قرار الجمعية رقم 194.
جاء ذلك بعدما كشفت المجلة الأمريكية أن كوشنر يسعى الى إلغاء «الأونروا» حيث نشر مراسلات إلكترونية جرت بهذا الشأن بين كوشنر وعدد من المسؤولين الأمريكيين بينهم الموفد لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات.
وحسب «فورين بوليسي» فإن كوشنر قال «إن الأونروا فاسدة وغير ناجعة وتكرس الأمر الواقع ولا تساعد على إحلال السلام».
وتتماشى هذه المخططات مع المواقف الإسرائيلية الرامية لإنهاء عمل هذه المؤسسة الدولية، حيث أعرب رئيس حزب «هناك مستقبل» يائير لابيد، عن دعمه للمساعي الأمريكية الرامية إلى إلغاء مكانة اللاجئين التي يتمتع بها الملايين من الفلسطينيين في أنحاء العالم.

مخاوف فلسطينية من تصاعد الخطط الأمريكية لإنهاء قضية اللاجئين والرئاسة تؤكد رفض المؤامرة
عقب الكشف عن مراسلات كوشنر لإلغاء «الأونروا»

وزير الخارجية الإيطالي يزور مصر بعد أيام على رفض بلاده تسليم وزير من عهد مرسي للقاهرة

Posted: 05 Aug 2018 02:17 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يمر سوى أيام على الجدل الذي أثاره احتجاز السلطات الإيطالية لوزير مصري سابق معارض لنظام السيسي قبل إطلاق سراحه، إلا وحل وزير الخارجية الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي، ضيفا في القاهرة، في زيارة استمرت يومين.
وأطلقت السلطات الإيطالية، الخميس الماضي، سراح وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية الأسبق (خلال عهد محمد مرسي) محمد محسوب، بعد احتجازه لنحو 20 ساعة قرب مدينة كاتانيا، رافضة بذلك طلباً مصرياً لتسليمه للقاهرة.
وفي اليوم الثاني للزيارة، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الوزير الإيطالي. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن «اللقاء شهد استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد الرئيس السيسي من جانبه اهتمام مصر بالكشف عن ملابسات مقتل الطالب ريجيني، وحرصها على مواصلة التعاون الكامل وبشفافية تامة، من خلال السلطات المعنية، خاصة السلطة القضائية ممثلة في النيابة العامة المصرية التي تقوم بالتنسيق مع نظيرتها الإيطالية، لمعرفة مرتكبي الجريمة وتقديمهم للعدالة».
وحسب بيان الرئاسة فإن «السيسي أكد حرص بلاده على الارتقاء بالتعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات الثنائية وبخاصة العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وذلك بالنظر إلى ما تمثله إيطاليا كشريك تجاري رئيسي بالنسبة لمصر، مشيداً بالتعاون المثمر والبناء مع الشركات الإيطالية خاصة في مجال الغاز والطاقة، ومشيراً إلى التطلع إلى مزيد من التعاون في هذا المجال خاصة في ظل سعي مصر لتصبح مركزاً لتداول وتجارة الغاز والطاقة في جنوب المتوسط».
وذكر المتحدث أن «وزير الخارجية الإيطالي أشاد بالتعاون الإيجابي والشفافية بين السلطات المعنية المصرية والإيطالية فيما يخص مقتل الطالب ريجيني، معرباً عن ثقته في أن هذا الجهد المشترك سيساهم في التوصل إلى الحقيقة التي يبحث عنها الجانبان. كما أكد حرص بلاده على استمرار تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما، وبما يساهم في تعزيز مصالحهما المشتركة ويلبي طموحات الشعبين اللذين تربطهما علاقات تاريخية».
راضي أشار إلى أن «اللقاء شهد كذلك التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية، خاصة الأزمة الليبية، حيث تم التأكيد على أهمية الاستمرار في دعم جهود التسوية السياسية وكسر الجمود الراهن في الأزمة، فضلاً عن دعم مساعي المبعوث الأممي في هذا الإطار، وأهمية الإعداد الجيد للانتخابات الليبية القادمة وإنجاحها بما يساهم في التعبير عن الإرادة الحقيقية للشعب الليبي واستعادة الاستقرار».
وتابع أن «وزير الخارجية الإيطالي قد أشاد في هذا الصدد بالجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، مؤكداً أهمية تلك الخطوة في تدعيم قدرات الدولة الليبية ومؤسساتها الأمنية وعودة الأمن والاستقرار إلى أراضيها، وقد أكد السيسي على موقف مصر الواضح والثابت تجاه الأزمة الليبية الرامي إلى التمسك بوحدة الأراضي الليبية واحترام إرادة الشعب التي ستنعكس في الانتخابات، ودعم الجيش الوطني النظامي، وهي المبادئ الأساسية التي تشكل الموقف المصري بصفة عامة تجاه مختلف قضايا المنطقة الحالية».
كما تطرق اللقاء وفق المتحدث إلى ملف الهجرة غير الشرعية، «حيث أشار السيسي إلى التدابير الفعالة التي تبنتها مصر داخلياً على المستويات التشريعية والاقتصادية، فضلاً عن تأمين الحدود والسواحل، والتي أسفرت عن وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية منذ أيلول/ سبتمبر 2016، وقد أكد الجانبان أهمية التعامل مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية من خلال تبني استراتيجية شاملة تعالج أسبابها الجذرية من مختلف الجوانب، والعمل على تسوية الأزمات القائمة في المنطقة والدفع بجهود التنمية وتحسين مستوى المعيشة لشعوبها».

وزير الخارجية الإيطالي يزور مصر بعد أيام على رفض بلاده تسليم وزير من عهد مرسي للقاهرة
السيسي أبدى أمامه اهتماماً بالكشف عن ملابسات مقتل ريجيني

مؤسسة رسمية في المغرب: تَحسُّن طفيف في مناصب الشغل وارتفاع في معدلات البطالة في أوساط الشباب والنساء

Posted: 05 Aug 2018 02:17 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: تطفو وضعية أزمة الشغل والبطالة على صدارة الملفات الصعبة في كل حديث عن الوضعية الاجتماعية المتأزمة التي يعيشها المغرب. و في الآونة الأخيرة توالت تقارير المؤسسات الرسمية التي ترصد واقع البطالة في المغرب وتشير إلى تفاقم الظاهرة، خاصة في أساط النساء والشباب، فبالرغم من بعض التحسن الطفيف في خلق مناصب الشغل إلا أن المعدل العام هو في ارتفاع، وفي هذا الصدد سجلت معدلات البطالة في المغرب انخفاضًا طفيفًا ما بين الفصل الثاني من سنة 2017 والفصل الثاني من هاته السنة، وفق ما أعلنت عنه المندوبية السامية للتخطيط في مذكرة إخبارية حول وضعية سوق الشغل خلال الفصل الثاني من سنة 2018 ، قائلة إن المعدل انتقل من 9,3 في المائة إلى 9,1 في المائة على المستوى الوطني، ومن 14 في المائة إلى 13,7 في المائة بالوسط الحضري، ومن 3,2 بالمائة إلى 3 في المائة في الوسط القروي، أي بانخفاض 13000 شخص في الوسط الحضري و 8000 بالوسط القروي .
وأشارت المندوبية إلى أن عدد العاطلين بالمغرب تراجع بـ 21000 شخص على المستوى الوطني، ليصل بذلك عدد العاطلين إلى 1103000 شخص، حيث عرف الاقتصاد المغربي إحداثا صافيًا لـ 117000 منصب شغل ، 75000 في الوسط الحضري و 42000 في الوسط القروي، مقابل إحداث 74000 منصب سنة من قبل، حسب ما أفادت به مذكرة المندوبية .
وأكدت المندوبية أن أهم الانخفاضات في معدلات البطالة تم تسجيلها في أوساط الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و 24 سنة (0,5 نقطة) ولدى الأشخاص الحاصلين على شهادة (0,4 نقطة) وفي المقابل سجلت أهم الارتفاعات في صفوف النساء والبالغين المتراوحة أعمارهم 25و 34 سنة (0,3 نقطة زيادة) والشباب الحضريين المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و 24 سنة (0,2 نقطة زيادة).
وأوضحت المذكرة أن 22,5 في المائة من العاطلين هم في هذه الوضعية نتيجة الطرد بما نسبته 18 في المائة، أو نتيجة توقف نشاط المؤسسة المشغلة بما نسبته 4,5 في المائة .
وترواحت مناصب الشغل التي تم خلقها في هاته الظرفية بين قطاع الخدمات الذي تمكن من توفير 53000 منصب شغل وقطاع «الفلاحة والصيد البحري» الذي خلق 21000 منصب شغل، وكذا قطاع الصناعة التقليدية 21000 منصب، وقطاع البناء والأشغال العمومية 19000 منصب.
وقالت المندوبية إن ما يقارب ستة عاطلين من بين عشرة، أي ما معدله (58,8 في المئة) لم يسبق لهم أن اشتغلوا، و53 في المائة بالنسبة للرجال، و 69,7 في المائة للنساء . كما أن أكثر من الثلثين، تقول المذكرة ( 68,7 تعادل أو تفوق مدة بطالتهم السنة، 64,2 بالنسبة للرجال و 77,4 في المائة بالنسبة للنساء) .
80000 شخص خلال النصف الثاني من سنة 2018 ، هو عدد من أعلنت المندوبية يأسهم من البحث الفعلي عن عمل، أي ما يقدر بـ 7,2 من العاطلين عن العمل ، مقابل 7,1 في المائة السنة الماضية .
ورغم تزايد حجم التشغيل، فقد عرف معدل الشغل تراجعًا، حيث انتقل من 42,9 في المائة إلى 42, 8 في المائة، حسب المذكرة التي وقفت على أن التراجع تم تسجيله بالوسط الحضري بمعدل 0,5 نقطة، في حين عرف الوسط القروي ارتفاعًا بـ0,8 نقطة، وبأن الفرق بين معدلات الشغل بين الرجال والنساء بلغ 45 نقطة ( 65,3 في المائة و 21 في المائة على التوالي).
وكان أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط في المغرب قد قال إن «إن ثلثي خريجي الجامعات المغربية لا يعثرون على وظائف بسبب ضعف النمو الاقتصادي وعدم تأهيل النظام التعليمي لها على النحو الملائم «، مضيفًا أن «المغرب في حاجة ماسة إلى إصلاحات جوهرية في ميادين التعليم والتكوين وتدبير الاقتصاد وإشراك الناس في الحياة العامة «، وإنه على مدى الخمس سنوات الأخيرة لم يتمكن 20 ألف من مجموع 60 ألف خريج جديد سنويًا من الجامعات المغربية من الحصول على وظيفة . واعتبر الحليمي في مقابلة مع «رويترز» أن على المغرب أن «يرفع من مردودية الاستثمار، فالمغرب يستثمر ثلث ما ينتجه لكن مقابل هذا مستوى النمو ضعيف»، مؤكدًا أن «التعليم من أكبر عوامل الفقر، وثمة تفاوتات اجتماعية في المغرب، وإن قضايا المغرب هي قضايا إصلاحات جوهرية» .
كما أكد عبد اللطيف الجواهري،محافظ بنك المغرب، مؤخرًا في كلمة له بمناسبة تقديم تقرير البنك المركزي أمام الملك محمد السادس- أنه رغم مناصب الشغل التي تم إحداثها فإنها تظل غير كافية لامتصاص الوافدين الجدد على سوق الشغل، موجهًا نقدًا لما عرفه مجال الشغل بالمغرب من برامج ومخططات دون أن يتم استكمال تنفيذ أي مخطط، معتبرًا أن المخطط الحكومي الأخير للنهوض بأوضاع الشغل «يروم تحقيق أهداف تبدو غير واقعية وتحتاج إلى تدابير ملموسة لتحقيقها» .

مؤسسة رسمية في المغرب: تَحسُّن طفيف في مناصب الشغل وارتفاع في معدلات البطالة في أوساط الشباب والنساء

سعيدة الكامل

أربع إصابات في قصف إسرائيلي ضد مطلقي البالونات شمال غزة

Posted: 05 Aug 2018 02:16 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: قالت مصادر طبية فلسطينية إن أربعة مواطنين أصيبوا خلال غارة نفذتها طائرة إسرائيلية مسيرة، استهدفت سيارة في شمال قطاع غزة. ووصفت جروحهم بالطفيفة.
وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن طائرة تابعة لقواته، نفّذت هجوما على سيارة تتبع لخلية كانت تطلق «بالونات حارقة»، وكذلك على خلية أطلقت البالونات من شمال قطاع غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود
وأخيرا تعمدت قوات الاحتلال استهداف مجموعات من الشبان، بزعم مشاركتها بإطلاق «البالونات الحارقة». وأول من أمس نفذت طائرة مسيرة غارتين إحداهما على الحدود الشرقية لشمال قطاع غزة، وأخرى على الحدود الشرقية لوسط القطاع، دون أن تسفرا عن وقوع إصابات.
ولجأ شبان غزة لاستخدام «الطائرات الورقية والبالونات الحارقة» منذ انطلاق فعاليات «مسيرة العودة» في 30 مارس/ آذار الماضي، وقالت إسرائيل إن هذه الوسائل تسببت في إحراق مساحات واسعة من الأراضي والأحراش القريبة من الحدود، حيث لم تنجح المنظومات الأمنية التي وضعتها إسرائيل قرب الحدود في صد هذه الوسائل.
إلى ذلك أطلقت الزوارق الحربية للاحتلال، النار تجاه مراكب الصيادين على طول الساحل شمال قطاع غزة. وأجبر الهجوم صيادي غزة على العودة إلى الشاطئ، خشية من تعرض حياتهم للخطر.

أربع إصابات في قصف إسرائيلي ضد مطلقي البالونات شمال غزة

حلمي بكر لـ«القدس العربي»: سميرة سعيد تسيء إلى تاريخها بأغنية «سوبر مان»

Posted: 05 Aug 2018 02:16 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي» : طرحت المطربة سميرة سعيد أغنية جديدة بعنوان «سوبر مان»، من ألحان بلال سرور، وتأليف شادي نور وتوزيع هاني يعقوب، وأثارت الأغنية جدلا كبيرا بسبب كلماتها غير التقليدية، حيث تقول كلماتها:
بقى ده اللي كان طيب وحنين ورومانسي كمان.. كان هو العاشق الغلبان
بقى بارد جدا بقى دمه تقيل.. بقى مادي قوي وطماع وبخيل
بيجيلي مدروخ نص الليل
بقى كسلان ومأنتخ وكرشه قصاد شبرين
اللي مجنني مع كل ما فيه.. إن أنا لسه بحبه وباقية عليه
شفتوا المأساة.. شفتوا الإفيه.. ده الحب ودي عمايله وبلاويه». وتعليقا على هذه الكلمات قال الملحن المصري حلمي بكر في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي»، إن سميرة سعيد تسيء لتاريخها بهذه النوعية من الأغاني، حيث تبحث عن الإنتشار بين فئات الشباب، دون النظر لقيمة ما تقدمه، وأضاف بكر أن سميرة ليست وحدها التي تفعل ذلك، ولكن هناك عددا كبيرا من المطربين، مثل عمرو دياب وغيره يقدمون أي شيء تماشيا مع أهواء الشباب، مما يجعلهم يخسرون تاريخهم ويختفون مع غيرهم.
وعن أسباب انتشار هذه الكلمات في الأغاني قال بكر، إن السبب هو انهيار المجتمع، الذي وصل لدرجة كبيرة من الانحطاط، مؤكدا أن هذا الانهيار سيتواصل وسنستمع إلى الأسوأ في السنوات المقبلة.

7AKH

حلمي بكر لـ«القدس العربي»: سميرة سعيد تسيء إلى تاريخها بأغنية «سوبر مان»

فايزة هنداوي

مجد القاسم يشعل «محكى القلعة» بالمواويل وأغاني التراث

Posted: 05 Aug 2018 02:15 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي»:تستكمل دار الأوبرا المصرية فعاليات مهرجان القلعة في دورته السابعة والعشرين، حيث أقيم حفلان كبيران مساء أمس الأحد، الأول في الثامنة على «المحكى 1» للشيخ ياسين التهامي، والثاني في العاشرة على «المحكى 2 « للفنان السوري مجد القاسم وفرقته الموسيقية.
وتضمنت السهرة باقة متنوعة من أجمل الأناشيد والابتهالات الدينية الى جانب الأعمال العربية السورية، حيث قدم المنشد ياسين التهامي مجموعة من الأناشيد والابتهالات الدينية في حب الرسول في أجواء القاهرة الفاطمية.
بينما أحيا مجد القاسم وفرقته الحفل الليلي، وسط حضور رسمي وشعبي كبير، وتفاعل معه جمهوره، الذي ردد معه أغانيه. واستمرت السهرة حتى ساعات الصباح.
وقدم باقة من الأغاني المميزة، التي اشتهر بها خلال مسيرته الفنية، منذ بداية التسعينات، حتى الآن منها، منها (غمض عينيك، إسمع بقى، بأمر الهوى، لعبتك وقيراط حظ) بالاضافة لأغاني كوكب الشرق أم كلثوم، منها (حكم علينا، وهوه صحيح الهوى غلاب) الى جانب بعض من المواويل والقدود الحلبية وأغاني التراث السوري، التي اجتذبت الجمهورين المصري والسوري المقيم في القاهرة.
والفنان مجد القاسم مطرب وملحن سوري نشأ في عائلة فنية، درس العزف على العود والأدب الإنكليزي في جامعة دمشق، وقد التقى بالموسيقار سيد مكاوي في مدينة السويداء، حيث كان الشيخ سيد يزور الفنان الراحل فهد بلان، والذي نصحه بالانتقال لمصر للبحث عن فرصة حقيقية للانطلاق عربيا، وبالفعل وصل للقاهرة والتحق بمعهد الموسيقى العربية ولحن له سيد مكاوي عددا من الأغنيات، ثم توالت نجاحاته بعد أن أصدر العديد من الألبومات الغنائية الناجحة، وأقام حفلات في أشهر القاعات والمسارح في مصر والعالم، وقدم عددا كبيرا من عروض الأوبرا المصرية.
الجدير بالذكر أن الشيخ ياسين التهامي، الذي شارك القاسم في بداية السهرة الطربية هو منشد ديني من مواليد محافظة أسيوط، نشأ في عائلة صوفيه وساعده والده في حفظ القرآن الكريم ودراسة العلوم الدينية في الأزهر وقد بزغ نجمه في منتصف السبعينات، بعد ان أصبح له أسلوب متفرد ومدرسة خاصة به فأنشد القصائد الصوفية وأقام الكثير من الحفلات الناجحة، كما مثل مصر في العديد من مهرجانات الموسيقى الروحانية الهامة.

7AKH

مجد القاسم يشعل «محكى القلعة» بالمواويل وأغاني التراث
الأناشيد والأعمال السورية تزين المهرجان الدولي للموسيقي والغناء في قلعة محمد علي في القاهرة

مأزق الإسلاميين بعد الربيع العربي

Posted: 05 Aug 2018 02:14 PM PDT

على مدى نصف قرن كان هناك حضور واضح للتيارات الإسلامية في اغلب بلدان العالم الإسلامي.امتد هذا الحضور إلى كافة الساحات: السياسية، الاجتماعية، النقابية وحتى الرياضية. وكان شاملا، وعميقا، بخطاب لم يخل من الواقعية والتمدن، فكان من الطبيعي ان تحتضنه قطاعات واسعة من الجماهير العربية والإسلامية. فما سبب ذلك؟
البعض يعزو صعود التيار الإسلامي إلى تراجع ما سواه من المشاريع بعد الانتكاسات السياسية والحضارية التي شهدتها الامة خلال العصر الاستعماري، وبلغت ذروتها باحتلال فلسطين، وكانت نكسة حزيران وسيلة التنبيه الاخيرة التي ايقظت الجسد النائم من سباته، حتى قال بعضهم: لقد خرج المارد من القمقم. شهد هذا الحضور حالات قوة وضعف، ولكنه فرض نفسه ليس على الساحات المحلية والاقليمية فحسب بل حتى في البلدان غير الإسلامية. وانها لحالات نادرة ان يمتلك ذوو المشروع شجاعة تدفعهم لطرح مشروعهم على القوى الكبرى. فمشهد الوفد الإيراني الذي بعثه آية الله الخميني في مطلع العام 1989 جالسا امام الرئيس السوفياتي آنذاك، ميخائيل غورباتشوف، لن يتكرر كثيرا. فقد حمل الوفد دعوة لقراءة الإسلام ونظامه، وتنبؤا تحقق بعد حين بسقوط المنظومة الشيوعية. هذا الحدث لن يتكرر في المستقبل المنظور لاسباب من بينها ما يعانيه حملة المشروع من ضعف وتراجع. هذا الحضور الإسلامي تراجع كثيرا في السنوات الاخيرة. وربما كان الربيع العربي المحطة الاخيرة في ذلك الصعود، فما اسباب ذلك؟ وما مستقبل الحراك الإسلامي؟ وما مواقع الضعف في تلك المسيرة الطويلة؟ والى اين تتجه اوضاع الامة في ظل تغول المشروع الغربي وتغير موازين القوى في العالم الإسلامي؟
المحطة الاخرى حدثت متزامنة مع ذلك، وتمثلت بحدثين مهمين: انسحاب القوات السوفياتية من افغانستان، وتصدع الاتحاد السوفياتي، الامر الذي ادى إلى عالم أحادي القطبية، وفر للمشروع الإسلامي فرصة اخرى للتحول إلى مشروع سياسي اممي في عالم يبحث عن بدائل للنظام السياسي العالمي الذي هيمن على العالم بعد الحرب العالمية الثانية. فـ «الانتصار» المزعوم على المشروع الشيوعي دفع الغربيين لاعلان انتصار تاريخي ساحق على المنافس الاكبر لنفوذهم الدولي. في البداية اعلنوا تشبثهم بمشروعهم «الديمقراطي» وتحدث بعضهم عن ضرورة ترويجه، مشفوعا بالدفاع عن حقوق الانسان كمنظومة ضرورية رديفة للمشروع السياسي. ولكن ما حدث لاحقا اضطرهم لاجراء تعديل جوهري لاولوياتهم. فقد كان من تبعات الحرب الافغانية بروز تنظيم «القاعدة» الذي تزعمه اسامة بن لادن، وحدوث واحد من اكبر انتصارات اصحاب المشروع السياسي الإسلامي منذ الثورة في إيران. ففي العام 1992 خاض الإسلاميون (ممثلين اساسا بالجبهة الإسلامية للإنقاذ التي تزعمها الشيخ عباسي مدني وعلي بلحاج) الانتخابات البرلمانية الجزائرية وحققوا فوزا ساحقا فاق التوقعات.
كان ذلك الحدث ناقوس انذار عاليا دفع اصحاب المشروع الغربي لاستيعاب واحد من اهم التبعات الحقيقية لسقوط الاتحاد السوفياتي. فقد تبلور نمطان يمثلان تحديا «إسلاميا» للمشروع الغربي، احدهما يتبنى العنف غير المحدود، والآخر قادر على الوصول إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع. وكلا الامرين من وجهة نظر الغربيين، يمثل تحديا لهم وتهديدا لمصالحهم. ومنذ ذلك الوقت تغيرت اولويات الغرب في علاقاته مع العالمين العربي والإسلامي.
ويمكن اعتبار ربع القرن اللاحق مرحلة فحص البديل الإسلامي من جهة والتصدي العملي له من جهة اخرى. وبعيدا عن تفصيلات ما حدث من تطورات، فقد بدأ المشروع الإسلامي يتآكل من داخله، اما لأسباب بنيوية او خطط خارجية استهدفت وجوده بشكل منهجي هادئ. ولتوضيح ذلك يمكن ايراد التطورات التالية:
اولا: ان فوز الجبهة الإسلامية للانقاذ في الانتخابات الجزائرية في 1992 دفع الغربيين لدعم الانقلاب العسكري على المشروع الديمقراطي، الذي كان يومها واعدا بان يكون بداية مشروع ديمقراطي عربي. وقد ساهم في صعود نجم الجبهة الإسلامية للانقاذ الحالة الشعبوية التي هيمنت على المنطقة بعد القرار السعودي باستدعاء القوات الاجنبية لاخراج القوات العراقية من الكويت بعد اجتياحها في 2 آب/اغسطس 1990. ويمكن القول ان تلك الحالة كانت الاخيرة من نوعها، فقد خرجت الجماهير العربية في عواصم البلدان الكبيرة ذات الشأن محتجة ضد استقدام القوات الاجنبية، وكانت تعتبر الولايات المتحدة عدوا وترفض كل ما يتصل بها.
كانت تلك الاحتجاجات التجسيد الاخير لشعبية الإسلام السياسي الذي كان ما يزال في تصاعد. واكدت الاحتجاجات الواسعة امورا عديدة من بينها: ان السعودية معزولة سياسيا واجتماعيا، وان الضمير العربي لا يقبل بالتقارب مع أمريكا او يتحالف معها لضرب اية دولة عربية او إسلامية، وان الوعي الجماهيري كان يفوق وعي الطبقات الاخرى كالعلماء والسياسيين. وقد كان انقلاب الجيش الجزائري على السلطة المنتخبة تدشينا لحقبة سوداء في تاريخ بلد المليون شهيد، تميزت بالعنف واسست لظهور المجموعات المسلحة المتطرفة التي انتشرت لاحقا في ليبيا وسوريا والعراق والصومال. وعلى مدى العقد اللاحق بلغ عدد قتلى عنف المجموعات المسلحة واجهزة الامن 200 الف من الجزائريين. وأكدت التجربة الجزائرية فشل الغربيين في الالتزام بمبادئهم او الوفاء للمشروع «الديمقراطي» الذي حاربوا به الاتحاد السوفياتي.
ثانيا: شهد العقد التالي تطورات خطيرة في العالمين العربي والإسلامي تميزت بصعود تيارات التطرف والإرهاب والطائفية، بموازاة انفتاح الشهية السعودية على سياسة التوسع وبسط النفوذ والهيمنة، والسعي لقيادة العالمين العربي والإسلامي. ويمكن القول ان الاعتداء السعودي على مركز الخفوس القطري في 1992 كان بداية عهد من التوتر في منطقة الخليج لعبت السعودية فيه دورا مباشرا.
وبموازاة سياسة التوسع لم تجد الرياض غضاضة من التحالف مع مجموعمات التطرف والعنف. وكان لذلك اثره المدمر على المنطقة طوال ربع القرن اللاحق. واعتقدت السعودية انها ستعتمد على المواقف الشعبية في العديد من المناطق العربية والإسلامية باعادة هندسة الوعي الجماهيري بعيدا عن التغيير السياسي اوالتحرر من الهيمنة الغربية والاحتلال الاسرائيلي.
ثالثا: ان اصحاب المشروع الإسلامي السياسي اكتفوا آنذاك بالمراقبة السلبية بعد عقود من تعرضهم للاضطهاد في شتى البلدان العربية. وبذلك حدث فراغ كبير وفر للمجموعات المتطرفة فرصة لملئه، وشيئا فشيئا اصبحت هذه المجموعات تقود «مشروعا إسلاميا» جديدا يختلف في اساليبه وجوانبه الجوهرية عما لدى حركات الإسلام السياسي. حدث ذلك في افغانستان بصعود مجموعة طالبان إلى الحكم في العام 1992.
رابعا: ان ثورات الربيع العربي فاجأت الإسلاميين جميعا، فاستقبلوها بدون استعداد سياسي او تنظيمي او على صعيد الخطاب والاهداف. ونظرا لعمقهم التاريخي كاد اغلبهم يصل إلى الحكم كما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن. وقد ارعب ذلك قوى الثورة المضادة التي استطاعت امتصاص «الضرب الاولى» من المشروع الثوري وما لبثت ان عادت لتوجه صفعات موجعة لأصحاب المشروع الإسلامي. وقد ارتكب اولئك اخطاء متباينة ادت للنيل من مصداقيتهم وتراجع شعبيتهم. ففي العراق ارتبط اسمهم بالفساد المالي والاداري وتراجعت شعبيتهم حتى ادت لخروج تظاهرات واسعة ضدهم في الاسابيع الاخيرة. وفي مصر شوهت سمعتهم بسبب استعجالهم في استلام السلطة وتوجههم لاسترضاء قوى الثورة المضادة وترددهم في الالتزام بسياسات واضحة خصوصا ازاء فلسطين. ويمكن اعتبار رسالة الرئيس المعتقل، الدكتور محمد مرسي، إلى شمعون بيريز واحدة من الأخطاء الكبيرة. ولا شك ان السعي لاسترضاء قوى الثورة المضادة بمن فيهم العسكر، اضعف مصداقية الحكام الجدد. ويصارع إسلاميو تونس للبقاء في الحكم بتقديم المزيد من التنازلات التي يعتبرها البعض مبدئية، لاسترضاء النظام الحاكم الجديد ـ القديم. نصف ثورة هو ما حدث في تونس، بعد ان اقتصر التغيير على ابعاد الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، مع الابقاء على نظامه. وربما الخطأ الاكبر الذي ارتكبه الإسلاميون واستخدمت مادته ضدهم يتمثل بمسايرة رموز الإسلاميين، بعلم او بدونه، المشروع المذهبي الذي استخدم اولا لضرب بعضهم ببعض ثم تخلى عنه مروجوه بعد ان استنفد اغراضه وأضعف شوكتهم بالفرقة والاختلاف. كان على الإسلاميين ان يتجنبوا مسايرة ذلك الخطاب الشعبوي الذي كان مصيدة لهم، وان يتمسكوا بخطابهم التاريخي المعتدل الذي يعتبر اقوى اسلحتهم.
خامسا: ومن اخطاء الإسلاميين تغليبهم السياسة على الدعوة. فالحركات الإسلامية دعوية في جوهرها، وليست السياسة الا جانبا من الدعوة، وليست هدفا منفصلا. ويمكن القول ان تجارب الإسلاميين العرب خلال العقد الاخير اظهرت خللا بنيويا في كيانات الحركات الإسلامية، واكدت تغلب السياسة على الدين ليس في ثقافتهم فحسب، بل في ممارساتهم العملية وعلاقاتهم مع الجماهير.
فشعار «حاكمية الإسلام» تراجع كثيرا، ولم تتبلور له مصاديق سواء على السلوك الشخصي للافراد ام السياسات العامة للتيارات الإسلامية التي حكمت او شاركت في حكم بلدانها، ام على صعيد التجسيد الروحي لنقاء دعوة الإسلام. فقد كان التحول من الدعوة إلى السياسة كاملا وشاملا ونهائيا، فليس هناك مجال لاي من التنظيمات الإسلامية الكبرى في مصر او العراق او سوريا او غيرها لممارسة العمل الدعوي مجددا بعد ان امتهن كوادرها السياسية ضمن اطرها العلمانية الغربية، وليس وفق مقاصد الشريعة الإسلامية.

٭ كاتب بحريني

مأزق الإسلاميين بعد الربيع العربي

د. سعيد الشهابي

كيف يسرقون ثرواتنا ويخضعون رؤساءنا؟!

Posted: 05 Aug 2018 02:14 PM PDT

مع نهاية الحرب العالمية الثانية وبروز الكتلة السوفيتيه وخطر إستخدام السلاح النووي، لجأت أمريكا إلى الأساليب غير العسكرية لتوسيع نفوذها وبسط هيمنتها في العالم. وفي العام 1951، توفرت فرصة ملائمة لتجريب هذه الأساليب غير العسكرية، عندما أمم الرئيس الإيراني المنتخب، محمد مصدق، شركة البترول البريطانيه العاملة في إيران. كان الرئيس مصدق محبوبا لدى شعبه، وقرار التأميم زاده شعبية، إلا أن القرار أزعج بريطانيا التي طلبت العون من أمريكا لردع إيران. لكن، كان من الصعب المخاطرة بخوض حرب كونية جديدة، خاصة بعد أن أعلن الاتحاد السوفييتي وقوفه مع إيران. لذلك، وبدلا من إرسال قوات أمريكية تطيح بنظام مصدق، أرسلت واشنطن تيما من عملاء المخابرات الأمريكية بقيادة كريمت روزفلت، جنّد مجموعة من الإيرانيين، نظموا مظاهرات ومسيرات ضد مصدق، مهدت لإكمال سيناريو الانقلاب والإطاحة به، ونُصّب بدلا عنه رجل أمريكا، الشاه محمد رضى بهلوي، مما أعاد تشكيل الجغرافيا السياسية للشرق الاوسط.
وبمجيء العام 1968، بدا واضحا لأمريكا أنها إذا أرادت أن تهزم الاتحاد السوفييتي بدون حرب نووية، وتحقق حلم امبراطوريتها العالمية، فعليها استخدام أساليب جديدة كالنموذج الذي ابتكره كريمت روزفلت في إيران. ولكن، كانت هنالك مشكلة في هذا النموذج. فتكرار نموذج تغيير الأنظمة الحاكمة على طريقة ما تم للرئيس مصدق في إيران، سيكشف التورط المباشر لواشنطن، عبر وكالة المخابرات الأمريكية، في نموذج التغيير هذا، مما سيثير ضجة عالمية وردود أفعال غير مأمونة العواقب بالنسبة لأمريكا. ومن هنا كان البحث عن أيادي، تنفذ ما تريده واشنطن، دون الإشارة إليها بشكل مباشر. وبدأ التفكير في مهنة جديدة تحل محل مهنة الجاسوسية المباشرة لبسط سيطرة أمريكا. ومع ظهور ونمو الشركات العالمية والمؤسسات متعددة الجنسيات، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والممولة بشكل أساسي من الولايات المتحدة، برزت فكرة الجاسوس المخرّب الاقتصادي.
كانت وكالات التجسس الأمريكية، تختار من يصلحون للقيام بمهمة المخرب الاقتصادي ليتم توظيفهم في الشركات الأمريكية الخاصة، ثم يتم انتدابهم كخبراء في المؤسسات المالية الدولية للعمل في البلدان الأخرى. أي أن المخرب الاقتصادي يتلقى راتبه من القطاع الخاص، حتى إذا ما تم اكتشاف عمله القذر، لن يطال الاتهام الحكومة الأمريكية، وإنما سيُفسر بجشع شركات القطاع الخاص الأمريكية. إضافة إلى ذلك، فإن المؤسسات التي ستستأجر المخربين الاقتصاديين، ستكون بمنأى عن رقابة الكونغرس والرأي العام. والمطلوب من المخرّب الاقتصادي تحقيق هدفين: الأول، إقناع الدول النامية باستدانة مبالغ ضخمة من الولايات المتحدة ومؤسسات النقد العالمية الواقعة تحت سيطرتها، كصندوق النقد الدولي، بهدف إقامة مشاريع تنموية مختلفة، ستنفذها الشركات الأمريكية الكبيرة. وبالتالي، فإن تلك الديون الضخمة سترجع، هي وأرباحها، مرة أخرى إلى منبعها، الولايات المتحدة الأمريكية. الهدف الثاني، أن يقوم المخرب الاقتصادي بإفلاس هذه الدول المستدينة، بعد دفعها لمستحقات الشركات الأمريكية التي تعاقدت معها، حتى تعجز عن سداد ديونها، وبالتالي تصبح هذه الدول، وتستمر، في قبضة الدائنين وتحت رحمتهم، مشكلة أهدافا سهلة الاستجابة لطلبات الاستراتيجية الأمريكية لإقامة قواعد عسكرية أو استخباراتية، أو تصويت في الأمم المتحدة، أو الوصول لمنابع النفط والثروات الطبيعية الأخرى. إي أن مهمة المخرب الاقتصادي الأساسية، تتلخص في الذهاب إلى البلدان النامية، وتحت مظلة مساعدتها في النهوض باقتصادها، يقترح مشروعات اقتصادية في هذه البلدان، وفق تنبؤات ودراسات غير حقيقية ومبالغ فيها عن جدواها الاقتصادية المتوقعة، بحيث تستمر هذه الدول في الاقتراض من المؤسسات المالية الدولية الواقعة تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية، كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وبالطبع، لم يكن في الحسبان حقيقة أن الديون التي ستلقى على كاهل هذه البلدان ستحرم شعوب البلدان النامية، خاصة الفقراء ومحدودي الدخل، من الخدمات الضرورية مثل التعليم والصحة والغذاء. والمعيار، بالنسبة لأمريكا والجهات المانحة للقروض، هو زيادة الناتج القومي الإجمالي للبلدان المستدينة. لكن، هذا المعيار مجرد وهم خادع. فالناتج القومي يمكن أن يزيد حتى ولو كان الرابح فردا واحدا، مثلا مالكا لشركة خدمات، وحتى لو كانت أغلبية السكان ترزح تحت نيران الديون. ومن وجهة النظر الإحصائية، فحتى مع ازدياد الفقير فقرا، وتفشي الفاقة والمجاعات، يمكن ملاحظة وجود زيادة في الناتج القومي. إذن، جوهر مهمة المخرب الاقتصادي هي سلب مليارات الدولارات من الدول النامية، بالخداع والغش، وبالتواطؤ مع رؤساء وزعامات هذه الدول عبر إقناعهم، بشتى الوسائل، من العمولات المغرية وحتى التهديد، ليواصلوا الاستدانة، وبالتالي إغراق هذه الدول في الديون والدوران في حلقة الاستثمارات التي تنفذها الشركات الأمريكية، مما يضاعف من الفوائد التجارية الأمريكية، وفي نفس الوقت تقوم أمريكا بحماية هؤلاء الرؤساء ومساعدتهم في الكنكشة على السلطة، وتنفيذ المشاريع التي تعضد من حكمهم، من مصانع ومدن الملاهي والمدن الرياضة والمطارات الضخمة…الخ، وهي مشاريع ستربح منها الشركات الأمريكية التي ستنفذها من القروض الممنوحة لهذه الدول من المؤسسات المالية الدولية التابعة لأمريكا. وهكذا، ومع ضمان استمرار اعتماد هذه الدول، اقتصاديا، على الولايات المتحدة، تضمن أمريكا ولاء قادة هذه الدول، وأيضا ولاء مجموعات الأسر المرتبطة بهذه المشاريع.
المعلومات أعلاه جاءت ضمن اعترافات المخرّب الاقتصادي الأمريكي السابق، جون بيركنز، والتي نشرها عام 2004 في كتاب بعنوان اعترافات مخرب اقتصادي. ومثل هذا النوع من المعلومات سيساعدنا كثيرا في فهم ومعرفة كيف تنهب أمريكا ثروات الشعوب، وكيفية استشراء الفساد والإفساد في بلداننا، ولماذا تتخلف بلادنا رغم تمتعها بموارد ضخمة، والأهم من ذلك، لماذا وكيف يصبح قادة بلداننا طيعين خاضعين لاستراتيجيات أمريكا في ظل العولمة الرأسمالية المتوحشة. والكتاب في النهاية إعترافات صادقة، وربما صحوة ضمير متأخرة، لجاسوس مهمته بسط سيطرة أمريكا على هذه البدان عبر تدمير اقتصادها وثرواتها الوطنية.

٭ كاتب سوداني

كيف يسرقون ثرواتنا ويخضعون رؤساءنا؟!

د. الشفيع خضر سعيد

مصر: حكومات قص ولصق وبواقي فساتين

Posted: 05 Aug 2018 02:13 PM PDT

إذا أردنا لمصر أن تحيا وتنهض كبلد عظيم، وكما يستحق اسمها له المجد في العالمين، فلا بد أن ننتبه لما فعلته حكومات «قص ولصق» تعاقبت، وصنعت ما يصنعه «ترزي السيدات»، ربما عن غير قصد، فهو يتعامل مع كل الأقمشة وبكل الألوان، بعضها صاخب فاقع، وبعضها هادئة ورمادية، وبعد أن يضبط الترزى مقاسات الزبائن، يبدأ مقصه في العمل، ويلقي بزوائد قماش وألوان في سلة إلى جانبه، سرعان ما تتحول إلى مخزن هائل لبواقي الفساتين، وهي الصورة التي تبدو عليها حياتنا المختلطة بلا آخر.
خذ عندك ـ مثلا ـ نظامنا التعليمي، فلا يمكن الحديث عن نظام تعليمي مصري بعينه، بل هو «بواقى فساتين» التاريخ والجغرافيا وتقلبات السياسة، التي صنعت نظم تعليم متوازية لا تلتقي، فلدينا نظام تعليم عام ونظام تعليم أزهري من قديم، إضافة لمدارس الأحد والجامعات الإكليركية، تديرها هيئات وجماعات مختلفة ومتوازية، وبدون عقل منظم جامع، ولا مخطط يضمن تكاملا، ولا اشتراكا في قواسم الشخصية القومية للمتعلم المنتج، فثمة وظائف متمايزة، وأخرى متداخلة، أقرب إلى المتاهة، ونظم الامتحانات والتقييم مختلفة هي الأخرى، حتى في ما هو متداخل مشترك من وظائف ومناهج تعليم، فلا التعليم الديني واضح السبيل والهدف، ولا التعليم المدني هو الآخر، والحالة «بزرميط» و»سمك لبن تمرهندي»، كما يقول العوام في مصر.
ظلت تلك الحالة المختلطة مفهومة نسبيا، إلى ما قبل عقود، حين بدأت «الخصخصة» تغزو كل القطاعات في مصر، وكان حظ التعليم منها بؤسا عظيما، فقد تحول التعليم إلى تجارة مغرية، يحصدون فيها المكاسب ربما بأكثر من عوائد تجارة المخدرات، ونبتت «الجامعات الخاصة» كالفطريات في كل مكان، وذهبت سيرة «المدارس الخاصة» القديمة بالمصروفات المعقولة، وصارت «المدارس الخاصة» الجديدة قلاعا محصنة، لا يقربها إلا الكانزون، وفى كل المراحل من الحضانة إلى نهاية الثانوية العامة، وظلت المصاريف الدراسية تتزايد عاما فعام، إلى أن صارت مدارس خاصة تشترط سداد مصاريف سنوية بعشرات ثم بمئات الآلاف من الجنيهات، ويشترط بعضها السداد بالدولار لا بالجنيه المصري.
وتحول بعضها إلى ما يشبه «الكومباوندات المغلقة» المحجوزة لأغنياء المرحلة، وفوق الحواجز المالية، قامت حواجز أخرى مضافة، وانتشرت المدارس الخاصة الملتزمة بمناهج التعليم الأجنبي، أو ما تسمى غالبا بالمدارس الدولية، واللغة العربية هي آخر وأندر ما ينطق به في هذه المدارس، وهي تلتزم في التدريس اللغة الإنكليزية، واللغة الفرنسية أحيانا، ويكاد تدريس اللغة العربية فيها يتم باللغة الإنكليزية، وللمدارس الدولية متضخمة الوجود والنفوذ، نظام تقييم وامتحانات تخصها، ونظام تنسيق مختلف في الالتحاق بالجامعات، ويذهب أبناؤها في العادة إلى الجامعات الخاصة، كما يضطر آباء من الطبقة الوسطى لإلحاق أبناء وبنات المدارس الحكومية بالجامعات ذاتها، والأخيرة تتبارى في رفع مصروفاتها بغير قيد ولا شرط ولا رقابة فعالة، وتقدم الإغراءات بنظم التعليم الأجنبية الضامنة لفرص عمل ممتازة، ويتحدث بعضها عن اتفاقات مع جامعات أجنبية، ويحمل أسماء وصفات البلدان الأجنبية، وعلى طريقة الجامعة البريطانية والجامعة الأمريكية والجامعة الألمانية والجامعة الكندية والجامعة الفرانكوفونية وهلم جرا، أي أنها مزارع ومشاتل تعليم خاصة للبلدان الأجنبية الأم، التي تنتقي أنبغ الطلاب لمواصلة الدراسة والعمل في شركاتها ومصالحها، وكأننا بصدد إطار تنظيمي معترف به رسميا لنزف العقول، فوق تزوير الانتماء واللغة والولاء النفسي والفعلي.
ويزيد الطين بلة، أن التحول إلى تسييد التعليم الأجنبي صار سياسة رسمية معتمدة، ينظر إليها كأنها فخار ومجد تهوى إليه الأفئدة، وخشبة إنقاذ للتعليم المصري، ربما بالتخلص من مصريته نهائيا، وإنشاء فروع مباشرة للجامعات الأجنبية، وبدون احتياج إلى وسيط مصري، وبمصاريف فلكية تؤدى بالعملات الأجنبية، فهذه الجامعات الأجنبية، لا تجد أحدا في بلادها يدفع كما يدفع المصريون، وكأن خرائط التعليم في البلد تحولت إلى «مقالب نفايات» أجنبية، بينما يترك التعليم العام، أو ما يطلق عليه اسم «التعليم الحكومي»، وحيدا شريدا، بدون أن تطلق عليه رصاصة الرحمة، ويجري تخريبه عاموديا من الحضانة إلى الجامعة، و»خصخصته» من الباطن، وعلى طريقة ما يسمونه «التعليم المتميز» للمحظوظين، وإنشاء نوعيات من المدارس العامة بمصروفات، وعلى مراحل بدأت بالمدارس القومية والمدارس التجريبية، وتضاف إليها حديثا قطاعات «المدارس اليابانية»، ثم تغيير نظم التعليم بدعوى التحديث، وبحسب ما يراه الوزير المختص، من إلغاء السنة السادسة في التعليم الإبتدائي على عهد فتحي سرور، ثم إعادتها من بعده، إلى أن وصلنا إلى نظام «التابلت» الذي يتبناه الوزير الحالى، وهو يطبق فقط على مدارس الحكومة، وبدون مساس بنظم المدارس الدولية سيدة نفسها، فقد صارت القصة فوضى بلا ضابط ولا رابط، ومع عقود سيادة التعليم الأجنبي في مصر، ونزف مئات المليارات من الجنيهات في «الدروس الخصوصية» والتعليم الخاص والأجنبي، تقهقر ترتيب مصر في التعليم دوليا، إلى أن خرجت مصر تماما حتى من ذيل التصنيف العالمي.
ليست هذه دعوة لليأس، بل دعوة للخروج من المتاهة، فلا أحد يختلف على الأهمية الجوهرية لنظام التعليم، ولا على ضرورة ترك طرق الحفظ والتلقين، والانتقال إلى التدريب على الفهم، وإطلاق ملكات البحث والتفكير والابتكار والنقد، وكل هذا مطلوب، وفي محله تماما، وقيل كثيرا على مدى عقود الركود، وعقدت مئات المؤتمرات، وصدرت آلاف الدراسات والبحوث، وجرت عشرات التجارب والترقيعات والتلفيقات، بدعوى التطوير، وبدون أن تؤدى إلى شيء ملموس، اللهم إلا الخيبة، والشكوى الحكومية المتزايدة من أعباء الموازنة وضيق الحال، وعلاج الأخطاء بارتكاب المزيد من الخطايا، فالتعليم ونظم التعليم لا تدور في فراغ.
ومتاهة «بواقي الفساتين» التي نعاني منها في التعليم، هي ذاتها متاهة الاقتصاد والسياسة والقانون والأمن، وتزوير مصر التي باركها الله، ودعا الخلق أن ادخلوها آمنين، وليس أن ادخلوها تائهين، كما انتهت إليه سيرة الأحوال على مدى أربعين سنة مضت، وعلى مدى نظم وحكومات تعاقبت، لا تعرف شيئا اسمه التخطيط، ولا كفاءة وسلامة النظام الإداري، ولا وضوح وتمايز الاختصاصات، إلى حد أنك تجد في المجال الواحد عشرات الهيئات، كلها تحمل أسماء متقاربة، وتتداخل وظائفها واختصاصاتها على نحو مفزع، وتصرف لها ميزانيات وحوافز ترقيات ومناصب كبرى، وفى كل المجالات، من الطيران إلى الإسكان والصناعة والتجارة والتعليم والصحة والنقل والسكك الحديدية ومترو الأنفاق، وحتى في أسماء وتداخل اختصاصات جهات رقابية وأمنية وهيئات فتوى دينية، وهي «بواقي الفساتين» نفسها التي تجدها في كل ما تقع عليه العين، فالعاصمة ـ مثلا ـ بلا طراز معمارى بعينه، بل فوضى من الطرز المعمارية التي عرفها البشر في كل أنحاء الدنيا، وبالطول والعرض، من «الكومباوندات» إلى «العشوائيات»، ومن ألوان طلاء الواجهات إلى أسماء المحلات إلى لافتات المرور، فلا شيء بلون واحد ولا بتنسيق متقارب، ففي مصر كل شيء وكل لون، وليس شيئا ولا لونا بعينه، يدلك على رائحة البلد ونظام البلد، وهو ما يلقي بظلاله على محاولات الإصلاح حتى لو حسنت النية، في الاقتصاد كما في التعليم.
هذه الفوضى الضارية، حتى في ركام القوانين المتضاربة، هي التي تضيع المسؤولية، وتزيد المتاهات في تحديد المشكلات، وتفاقم صور الفساد من كل لون وصنف، من الرشاوى البسيطة إلى إهدار المليارات والتريليونات، وهو ما يتعين الوقوف عنده بإخلاص وصراحة، فلا فرصة لأي إصلاح حقيقي، بدون البدء أولا بكنس الفساد، وإعادة تنظيم الدولة وهيئاتها، وإزالة التباسات التداخل والتعدد الإداري في المجال نفسه، والتطهير الكامل للهيئات، وصياغة نظام اقتصادي منتج وعادل، وتصنيع البلد على نحو شامل وميكنة و»رقمنة» كل تعاملات الدولة مع المواطنين، وإطلاق الحريات العامة، وفتح المجال العام، وكلها ـ مع غيرها ـ مما يفتح الباب لإعادة نظر جدية في نظام التعليم، فلا فرصة لتحسين التعليم بغير تحسين الاقتصاد والسياسة والخدمات العامة، وفرض سيادة القانون لا سيادة الأغنياء والناهبين، وإعادة تخطيط المجتمع المصري، فقد صارت مصربلدين و»مصرين»، مصر التسعين مليون الغارقة في البؤس وهم الأكل والشرب والكهرباء والمواصلات و»الدروس الخصوصية»، ومصر العشرة ملايين الطافية على السطح، تقيم نظامها الاقتصادي الناهب، ونظامها التعليمي الأجنبي الخالص، ونظامها الثقافي المنعزل في القصور و»الكومباوندات»، الغارق في ملذاته من منتجعات الساحل الشمالي إلى «رقصة الكيكى» على الطرق السريعة الحديثة، ولا لقاء بين «المصرين» الطافية والغاطسة، بغير ثورة إصلاح جذري، يعيد توزيع الثروات والقيم، ويوحد نظام التعليم، ويبني الشخصية والهوية الوطنية من جديد.
نعم، هذه محنة مصر الحقيقية، فمصر بلد غني جدا بثرواته وناسه، لكن أقدار التيه كتبت عليه بفعل فاعل، وصار في البلد كل شيء ولا شيء في الوقت نفسه، ففي مصر «بواقي فساتين» الدنيا كلها، لكنها لم تجد بعد فستانها المخصوص.
كاتب مصري

مصر: حكومات قص ولصق وبواقي فساتين

عبد الحليم قنديل

إنهاء «داعش» مشروط بإخراج أمريكا من سوريا

Posted: 05 Aug 2018 02:13 PM PDT

يجزم رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي، بأنه تمّ إنهاء وجود «الدولة الإسلامية» (داعش) «وجبهة النصرة» في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة جنوب سوريا، وأن الشرطة العسكرية الروسية تسهّل عودة دوريات قوات الأمم المتحدة إلى المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان.
هل انتهى فعلاً وجود «داعش» و»النصرة» في سوريا؟
الواقع يقول العكس. ها هو الجيش السوري يباشر عملية عسكرية واسعة لاستئصال «داعش» من بادية السويداء المتصلة بمخيم الركبان على الحدود مع الأردن وبمحيط منطقة التنف على حدود سوريا الشرقية مع العراق، حيث لأمريكا قاعدة وقوات ناشطة. فمن جوار قاعدة التنف هذه انطلق إرهابيو «داعش» قبل أسبوعين للإغارة على السويداء وقرى ريفها الشرقي ولارتكاب أشنع المجازر فيها.
جيوب «داعش» ما زالت متخفيّة في أنحاء متعددة من بادية الشام، ولاسيما بالقرب من مناطق التنف وتدمر ودير الزور، ناهيك عن جيب فاعل في الجنوب الشرقي لمحافظة إدلب. هذه الجيوب هي أدوات أمريكا لتنفيذ سياستها العدوانية الممالئة للكيان الصهيوني ضد سوريا. إنها أدوات ضغط على سوريا وروسيا معاً من أجل فرض مطلبيّ تل أبيب الرئيسيين: إخراج قوات حزب الله من جنوب سوريا، وإخراج إيران من كل مناطقها الأخرى.
كيف السبيل لإنهاء وجود «داعش» في سوريا؟
الجواب: لا سبيل إلى ذلك قبل إنهاء الوجود العسكري الامريكي في سوريا، ولاسيما في منطقتيّ التنف والرقة. فأمريكا هي التي تمدّ جيوب «داعش» بالسلاح والعتاد وتوفّر لها المعلومات الاستخبارية عن مواقع تموضع الجيش السوري وحركته، بغية مباغتته بعمليات صاعقة، أو بغية الاستفراد بالسكان المدنيين، حيث لا تواجد وازناً له.
إخراج أمريكا من سوريا بات شرطاً لازماً لإنهاء «داعش» (وتالياً «النصرة») وسائر مجموعات الإرهابيين المرتزقة. هذا لا يعني تجميد مقاتلة «داعش» لحين الفراغ من إخراج أمريكا. بالعكس، مقاتلة «داعش» تبقى قائمة وواجبة ومتزامنة مع الجهود السياسية المبذولة لإخراج أمريكا. ولا غلوّ في القول إن تزخيم مقاتلة «داعش» وإنهاكه يُسهمان في تعجيل إخراج أمريكا من الساحة السورية.
لا مصلحة في مواجهة أمريكا بالسلاح، هي اقوى من خصومها في سوريا وبإمكانها أن تلحق بهم أذى وأضراراً شديدة. الأفضل مواجهتها بالسياسة. في هذا المجال، يمكن الاستفادة كثيراً من أخطائها وخطاياها، ولاسيما أثناء ولاية دونالد ترامب، الرئيس الغريب الأطوار والكثير التقلّبات. كيف؟ إدارة ترامب تكاد تكون اليوم في خصام مع الجميع:
خصام متفاقم مع «حليفتها» تركيا، جرّاء قيامها بفرض عقوبات على وزيرين في حكومة رئيسها رجب طيب اردوغان على خلفية اعتقال قس أمريكي. أنقرة ردّت بأنها ستتخذ «تدابير مماثلة دونما إبطاء».
عداوة متفاقمة مع ايران جرّاء خروج ترامب غير القانوني من الاتفاق النووي واعتزامه فرض عقوبات إضافية على الجمهورية الإسلامية اعتباراً من 6 أغسطس/آب الجاري. كل ذلك لحملها على القبول بمفاوضات جديدة لتعديل الاتفاق النووي والرضوخ لطلب واشنطن وتل أبيب وقف إنتاج الصواريخ الباليستية بعيدة المدى. طهران رفضت ولن تتراجع، ولا تبدو واشنطن جاهزة وقادرة على شنّ مغامرة عسكرية ضدها.
منافسة حادّة مع روسيا على الحضور والمصالح والنفوذ في أوروبا الشرقية وسوريا وغرب آسيا.
عداوة مع سوريا كرمى للكيان الصهيوني جرى توظيفها سياسياً وعسكرياً في مخططات، لتفكيكها إلى كيانات مذهبية وقبلية وإثنية، لكن دونما جدوى.
حرب تجارية ضد الصين وغيرها من الدول على نحوٍ أثار ضدها سخطاً عالمياً.
عندما تكابد الولايات المتحدة هذه الحال من العداوات والخصومات والمنافسات، يسهل الضغط السياسي عليها مباشرةً والضغط الأمني مداورةً. الضغط السياسي يكون في المحافل الدولية (الأمم المتحدة ووكالاتها) ومن خلال التحالفات الثنائية والإقليمية، وباتخاذ مبادرات سياسية إيجابية ومحرجة في دول وساحات صراعٍ وأزمات حساسة.
الضغط الأمني يكون بدعم قوى المقاومة الشعبية بالسلاح والعتاد والدول الحليفة بأسلحة متطورة، من أجل القيام بعمليات أمنية أو عسكرية مؤثرة من شأنها الإسهام في تغيير موازين القوى وإرباك الخصوم ودفعهم إلى تقديم تنازلات.
لتأمين فعالية الضغط السياسي والأمني على الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، يقتضي قيام تعاون محسوس بين خصومهما في غرب آسيا – روسيا وإيران وتركيا وسوريا – على مستويات عدة لدفعها إلى التراجع. الظرف موآتٍ في الوقت الحاضر والمستقبل المنظور لقيام أشكال متعددة من التعاون المطلوب ضد أمريكا، يبدأ بالتنسيق ثم بالتعاضد وينتهي إلى التحالف والمشاركة في المجابهة أو المواجهة.
لا شك في أن اشكالاً علنية أو ضمنية من التنسيق والتعاون تقوم حالياً بين روسيا وإيران وتركيا وسوريا في وجه امريكا، لكن مستويات أعلى وأفعل مطلوبة في هذا المجال لضمان مردودِ وازن. ولعل ما يشجع على توقّع تقدمٍ بين تلك الدول على هذا الصعيد وجود مصالح مشتركة بينها، ليس أقلها أن جميعها تحظى بموارد هائلة من النفط والغاز، وأن جغرافيتها المتصلة والمتكاملة هي السبيل الأقصر، والأضمن لأنابيب نقل الغاز العاملة والأخرى المتوقع مدّها بينها وبين أوروبا عبر تركيا.
هذه المتغيرات الإيجابية تبدأ بالتحقق مع إخراج أمريكا من سوريا أولاً.
كاتب لبناني

إنهاء «داعش» مشروط بإخراج أمريكا من سوريا

د. عصام نعمان

في الجغرافيا السياسية للجنوب الجزائري

Posted: 05 Aug 2018 02:13 PM PDT

أدركت مستوى تذمر أبناء الجنوب من النظرة السائدة لهم ولمنطقتهم من قبل أبناء الشمال ودولة الاستقلال، عندما زرت مدينة ورقلة منذ سنوات. فقد أصر الكثير من الأصدقاء من أبناء هذه المدينة الجنوبية على تذكيري بمحتوى نشرة الأحوال الجوية في التلفزيون الوطني وهي تقدم توقعاتها للأحوال الجوية يوميا، فتذكر الكثير من المناطق والمدن بالاسم عندما يتعلق الأمر بالشمال، في حين تكتفي بجملة واحدة لا تتغير، أما باقي مناطق البلاد، عندما تتكلم عن مناطق الجنوب الواسعة، التي تمثل أكثر من ثمانين في المئة من التراب الوطني، بدون ذكر أي مدينة أو جهة من جنوبنا الواسع، الذي لم يعد مصدر الثروة النفطية فقط في الجزائر، بل المائية والزراعية كذلك، كما توضحه حالة ولايات أدار، بسكرة والوادي في السنوات الأخيرة، وهي تنافس الشمال في إنتاجها الفلاحي المتنوع في كل فصول السنة تقريبا.
تذمر، يحس به أبناء الجنوب، زاد مع الوقت وعبر عن نفسه بعدة أشكال، تطورت نحو الجماعية والعنف في السنوات الأخيرة. يمكن رده في جزء كبير منه إلى تلك النظرة السائدة في التعامل مع البلد، كل البلد من قبل النخب الرسمية ومؤسساتها السياسية الحاكمة. نظرة سائدة عادة ما تركز على القراءة من أعلى، تمنح كل الأهمية للثقافوي وحتى الفلكلوري في بعض الأحيان، على حساب القراءة من أسفل، التي يتم إهمالها تماما وكأن الجزائر جغرافية واحدة وحال ديموغرافي واحد غير متغير. تنهض في الصباح في التوقيت نفسه وتذهب للعطلة في الوقت نفسه وتنام في التوقيت نفسه، تعلق الأمر بالمنطقة الخضراء (نادي الصنوبر) أو جبال الهقار.
يتم هذا الإهمال للجغرافيا والديموغرافيا كمعطى رئيسي للتحليل في بلد يعرف تطورات ديموغرافيا سريعة كميا ونوعيا. تتغير فيه حتى الجغرافيا التي ازدادت قساوتها، تحت تأثير متغيرات المناخ الكونية. فقد أعادت الدولة الوطنية ونخبها المسيطرة، جزئيا على الأقل، تلك النظرة الكولونيالية القديمة، التي كانت سائدة أثناء الفترة الاستعمارية، فلم يشاهد المسير الوطني أن في ورقلة وتمنراست وأدرار وبشار، الخ جامعات تشتغل منذ عقود، خرجت عشرات الآلاف من الإطارات من كل التخصصات ومن الجنسين. وإن الجنوب لم يعد يمثل تلك الجزائر العميقة الهادئة والقابلة بوضعها، الذي كان يقدمه الخطاب الرسمي كنقيض لمدن الشمال المتحركة اجتماعيا، الكافرة بالنعمة. فقد بينت التجربة في الجزائر أن ظهور الجامعة يعني الحراك الاجتماعي، تعلق الأمر بالشمال أو الجنوب، الذي تصر القراءة السائدة له على منطق الاستثناء وهي تتعامل معه. في حين تقول الوقائع إن ما يحصل في الشمال، قد يتأخر، لكنه يصل حتما إلى الجنوب، بما فيها الحركات الاحتجاجية. والتحولات الثقافية وتلك المتعلقة بالشباب وأدوارهم الجديدة داخل المجتمع الجزائري، وهم يعيدون النظر في مواقع وأدوار النخب التقليدية التي تصر البيروقراطية الرسمية على التعامل بانفراد معها، وهي تحاور مجتمع الجنوب. نخب تقليدية (نخب زوايا وأعيان تجاوزهم الزمن في الغالب) تفضلها النخب الرسمية كمحاور وحيد لمجتمع الجنوب، عكس ما يقوله المعطى الديموغرافي والسوسيولوجي المتحرك.
جنوب لا تشاهد العين الشمالية التي تسيره أنه يتغير ولم يعد نخبا تقليدية، زوايا وشاي وكاوكاو (فول سوداني). ُيسيره محليا أبناء الشمال المغضوب عليهم، المحولون للعمل في هذه القفار الواسعة. تسيير مازالت النخب المركزية العاصمية هي المسيطرة داخله، ببعدها الجهوي الواضح، تعلق الأمر بالمؤسسة النفطية أو الخدماتية. وهو ما لم يعد مقبولا، كما كان في السابق من قبل النخب الجنوبية الجديدة التي أفرتها التحولات ذاتها التي أنجزتها الدولة الوطنية منذ الاستقلال، وعلى رأسها ما أفرزته الجامعة. نخب مازالت رغم ذلك ضعيفة الحضور وطنيا داخل مؤسسات الدولة المركزية، لا يتم تعيينهم حتى الآن إلا في مواقع هامشية، وكأنهم في حالة تربص دائم ليس من حقهم إلا وزارة السياحة والصناعات التقليدية.
الجنوب في الجزائر يتميز بجغرافية واسعة وديموغرافية ضعيفة وتنوع عرقي وثقافي غاية في الثراء، على حافة وضع دولي وإقليمي مضطرب أمنيا وسياسيا، في علاقة بما يحصل مع دول الساحل جنوب الصحراء. متغيرات متنوعة ليس من السهل التعامل إيجابيا معها، في غياب العلاقة القريبة مع المجتمع المحلي ونخبه الممثلة لهذا الثراء، بكل تنوعه الأمازيغي، الإفريقي والعربي. وضع جغرافي وديموغرافي يعبر عن نفسه «بالخوف» الذي قد يظهر على أبناء المنطقة في علاقاتهم بمحيطهم البشري، كما يظهر بشكل جلي في حالة غرداية الجنوبية، وهم يعيشون تحت ضغط هذه التحولات الديموغرافية التي تساعد على تسارع وتائرها وسائل النقل الحديث من طائرة وطرق سيارة، بما تفرزه من حراك ديموغرافي لا يأتي من الشمال فقط (مواطنين جزائريين) بل من الحدود كذلك على شكل هجرة سرية في ارتباط في الغالب بالوضع الأمني والأيكولوجي المهزوز، الذي تعيشه دول الساحل، كما هو الحال في دولة مالي والنيجر وحتى ليبيا في عمقها الطارقي الأمازيغي. أبناء قبائل عديدة لم تترسخ لديها لحد الآن فكرة الحدود الدولية التي قسمتها بين عدة بلدان بعد الاستقلال الذي حصلت عليه هذه الدول.
الجغرافيا السياسية حاضرة بقوة هنا كعامل تفسير ثقيل، فالجزائر من هذه الزاوية تدفع ثمن موقعها الجغرافي بين أغنى دول العالم (أوروبا) وأفقرها، ممثلة في دول عالم الساحل الإفريقي، كدولة مالي والنيجر. ثمن قد يكون مطلوبا من الجزائر أن تدفعه في الجنوب الغني والهش ديموغرافيا، تماما كما هو حاصل عند الحديث عن بعض السيناريوهات المتشائمة المتعلقة بدول الخليج العربي، إذا فشلت الجزائر في تسيير تنوعها الثقافي والديموغرافي، الذي يجب ان تتعامل معه كمعطى دائم من خلال سياسة إرادوية واعية، تركز فيه على عوامل القوة الكثيرة الحاضرة، وتتلافى نقاط الضعف المؤقتة التي يعمل العامل الدولي والإقليمي المضطرب على استغلالها، كما هو ظاهر في أكثر من منطقة في العالم.
كاتب جزائري

في الجغرافيا السياسية للجنوب الجزائري

ناصر جابي

الخطاب الديني بين التجديد والأمركة

Posted: 05 Aug 2018 02:12 PM PDT

المُنتصر لا يكتب التاريخ فقط كما قال تشرشل، ولا يُحدِّد العدالة فقط، كما قال عبد الوهاب المسيري، ولا يضرب عُنقَ ضحيته ويقطع الرأس كتذكارٍ للانتصار فقط، كما كان يفعل هنود الجيفارو، فهو يفرض كذلك على الآخرين ما يشاء من مصطلحات ويُلزمهم بمدلولاتها التي وضعها هو.
عندما يُتداول مصطلح تجديد الخطاب الديني، يرتبط في ذهن البعض بتلك الدعوات التي تُطلقها بعض الأنظمة العربية، وتُروّج لها أبواقُها الإعلامية لتجفيف منابع الإرهاب والتطرف، وإنما في حقيقة الأمر كان هذا المصطلح أحد إفرازات القوة الأمريكية المُهيمِنة، والمطروحُ في أجندتها منذ ما يزيد على ستين عامًا، وأُعيد طرحه في أطروحتَي «صراع الحضارات» لهنتنغتون و»نهاية التاريخ» لـ»فوكوياما»، إلا أنه دخل حَيِّز التنفيذ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
العربدة الأمريكية في البلاد العربية والإسلامية، والرعاية الأمريكية الكاملة للكيان الصهيوني المسخ على حساب أمتنا، ولّدت شعورًا متناميًا بالعداء تجاه أمريكا، التي لم تجد وسيلة فعالة لمواجهة هذا العداء إلا من خلال تطوير الخطاب الديني الإسلامي، بما يخلُق نوعًا من الانسجام والتوافق مع القيم والتوجهات الأمريكية.
صحيفة «الأسبوع» المصرية في مطلع عام 2003 نشرت تفاصيل خطط أمْركة أو تجديد الخطاب الديني للمسلمين ضمن حملتها على الإرهاب، وأوضحت أن الخارجية الأمريكية بذاتها أنشأت «لجنة تطوير الخطاب الديني في الدول العربية والإسلامية»، وقالت إن اللجنة انتهت من توصياتها، وإنها بصدد إبلاغ الدول بها، وأوضحت أن المساعدات الأمريكية سوف تكون مرهونة بتنفيذ هذه التوصيات.
وزير الدفاع الأمريكي الأسبق رامسفليد، كان أحد أبرز المهتمين بتطوير الخطاب الديني الإسلامي، وحمّل المدارس الدينية مسؤولية التشدد، ورأى أن هذا الواقع يُعرقل التعايش بين هذه الشعوب وأصدقاء أمريكا وحلفائها في المنطقة وعلى رأسهم الكيان الإسرائيلي.
وقطعًا لم تشمل الأنشطة الأمريكية لتجديد الخطاب الديني سوى الدين الإسلامي، فلم نسمع عن تجديد الخطاب الديني اليهودي ولا المسيحي ولا البوذي…. وألزمت أمريكا الأنظمة العربية الحليفة بتبني تجديد الخطاب الديني الإسلامي، وصادف ذلك ميولًا وقناعات مسبقة للمُتأمركين والتغريبيين والعلمانيين، فدقُّوا الطبول لقبول تلك الدعوات.
وليس من قبيل المصادفة أن تكون أكثر الأنظمة العربية انبطاحا للبيت الأبيض هي أكثرها تركيزًا على قضية تجديد الخطاب الديني، ولذا تُقنع تلك الأنظمة الشعوبَ بمسؤولية النصوص الإسلامية عن التطرف والإرهاب، وأنّ عليها الإذعان لذلك التجديد، ولو كان على حساب الثوابت والنصوص قطعية الثبوت والدلالة.
وعلى طريق أمركة الخطاب الديني، كان التركيز على إقصاء التمسُّك بالنصوص، ووصْف أهل هذا المسلك بالجُمود، والتركيز من جانب آخر على إحياء المسلك التأويلي، بوصفه اتجاها عصرانيًا يأخذ بالمسلمين إلى مواكبة ثقافة العصر. أمركة (تجديد) الخطاب الديني حَمَل في مضمونه الاتجاه إلى التأثير في أصول الدين، وهدم الثوابت والقطعيات الدينية، وإقصاء وتنحية كل ما مِن شأنه الاصطدام بالتوجُّهات الأمريكية، وليس أدل على ذلك من أن علماء الدين في البلاد العربية – الذين لديهم اتجاهات عقلانية في تفسير الدين تسمح بترسيخ مفردات التجديد المزعوم – يحضرون دورات تدريبية مُكثَّفة لتجديد الخطاب الديني في واشنطن، فهل هو تجديد للخطاب الديني؟ أم أمركة للخطاب الديني؟
إننا كمسلمين لا نعترض على التجديد كُليةً، والنبي صلى الله عليه وسلم قد صح عنه في الحديث الصحيح أنه قال (إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِئَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا)، ولكن هذا التجديد لا يعني مُجاراة الأهواء، وإنما معناه إحياء ما اندثر منه، وتنقيته من المُحدثات، وردّه إلى حالته الأولى في عهد النبوة، وهذه النسخة كفيلة في حد ذاتها بالتعايش الإنساني وإقرار قيم العدل والسلام والحق والخير.
نقبل بتجديد الخطاب الديني إذا كان معناه تنقية التراث الإسلامي من الروايات الموضوعة والمكذوبة، بل هو مما تضافرت في العناية به جهود المصلحين، فأي خير في ما هو مبثوث ببعض كتب التراجم والطبقات من حكايات أسطورية عن الأولياء والزاهدين لا يقبلها العقل ولم يصح لها سند؟
نقبل بتجديد الخطاب الديني إذا كان معناه مواجهة المفاهيم المغلوطة الدخيلة عن العلاقة المُحرّفة بين الدين والدنيا، التي قسمت الناس إلى فريقين، فريق عزف عن الدنيا بحُجّة تعارضها مع الدنيا، وفريق آخر أغرق في المادية.
نقبل بتجديد الخطاب الديني إذا كان يعني الارتكاز على الإسلام كفكرة مركزية لإحداث نهضة حضارية تعتمد على منظومات الإيمان والقيم والإنتاجية والفاعلية، لأنه بالفعل يملك مُقومات هذه النهضة وله تجربة فريدة في السباق الحضاري.
نقبل بتجديد الخطاب الديني إذا كان معناه مواجهة التعصب المذهبي وحمْل الناس على خيارات فقهية محددة وتسفيه غيرها في دائرة الخلاف الواسعة، التي هي موارد الاجتهاد وفيها توسعة على الناس.
نقبل بتجديد الخطاب الديني إذا كان معناه تطوير أساليب الدعوة والتلقين وفق مُتطلبات الواقع المعاصر دون التغيير من صفته أو طبيعته. لكن هذه المفردات المطروحة لا تتفق على الإطلاق مع التوجُّهات الأمريكية، والتي تسعى إلى أمركة الخطاب الديني لا تجديده، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كاتبة أردنية

الخطاب الديني بين التجديد والأمركة

إحسان الفقيه

القمر الدامي… وبدء موسم القتل!

Posted: 05 Aug 2018 02:12 PM PDT

شهدت منطقتنا العربية الأسبوع الماضي ظاهرةً كونيّة فريدةً تُعرف بخسوف القمر العملاق أو الدامي، حيث تواجد القمر في أقرب مكان له من الأرض، وكان مصطبغاً باللون الأحمر الشفّاف، فبدت السماء لوحة طبيعية أخّاذةً يتوسطها قمرٌ عملاق مشبّع بالحُمرة الشفّافة.
ولكن للأسف، فإن هذا المنظر الجميل على ما يبدو قد حفّز شهوة القتل عند بعض الأنظمة، فاختلط لون القمر «الدامي» بلون الحبر القاني في قوائم الموت في كلٍ من سوريا ومصر، وكأن ظاهرة القمر الدامي قد أعلنت بدء موسم القتل في بلادنا العربيّة، بعد توقف قسري!
فقد أصدرت الحكومة السورية (ما يسمّى دائرة النفوس) قوائم تضم أسماء الوفيّات من المعتقلين في سجون النظام، والذين تم اعتقالهم مع بدء المظاهرات الشعبية السلميّة عام 2011، وقد عزت الحكومة أسباب الوفاة في المجمل، إلى ظروف صحيّة غلب عليها (النوبة القلبيّة)، وتصدّرت منطقة داريّا – غوطة دمشق أعداد القتلى بألف قتيل، تلتها الحسكة 750، وحلب وحمص 500 قتيل لكل منطقة، إضافة إلى 500 قتيل من اللاجئين الفلسطينيين من ضمنهم المصور والناشط نيراز سعيد.
وما زال أهالي المفقودين في سوريا، في انتظار صدور قوائم موت جديدة في الأسابيع المقبلة، في خطوة يستهدف النظام من خلالها إغلاق ملف المعتقلين وحقوق الإنسان إلى الأبد، مستفيداً من حسمه للعملية العسكرية على الأرض من جهة، ومن الغطاء السياسي الذي يحظى به حالياً من جهة أخرى، في ظل رغبة المجتمعين الدولي والعربي في إرساء قواعد السلام والأمن على الحدود السورية (بما في ذلك حدوده مع دولة الاحتلال)، وهو ما تم تأكيده أكثر من مرة، كان آخرها تصريحات إسرائيلية رسمية ترحّب بعودة الجيش النظامي السوري «لحراسة» الحدود!
وحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن نحو مائة ألف مدني اعتقلوا أو اختفوا قسراً في سوريا منذ بدء الثورة السورية، يتحمّل النظام السوري مسؤولية 80 ألفاً منهم (يعترف النظام بثلاثين ألفاً)، وقد تمَ توثيق مقتل ثلاثة عشر ألفاً منهم تحت التعذيب في سجون النظام لغاية عام 2016.
المُبكي والمفجع، أن تبليغ الأهالي عن مقتل ذويهم، يتم عبر الهاتف، أو عن طريق نشر قوائم بالأسماء،
وعلى هؤلاء الأهالي المكلومين استلام شهادات وفاة أبنائهم والتوقيع على ذلك، بما يضمن اخلاء النظام من أية مسؤولية، وفوق هذا كله، فإن جثث هؤلاء المتوفّين لا يتم تسليمها أو حتى الدلالة على مكان دفنها، بل يُكتفى بالإخبار عن الوفاة التي حصلت منذ عدّة سنوات، على أن يُفهم ضمناً أنها قد دفنت بمعرفة النظام!
بعض الأسماء الواردة في قوائم الموت الجديدة، كانوا ضمن تسريبات الصور التي نشرها «القيصر» سابقاً والتي وثّقت مقتل ما يزيد عن أحد عشر ألف ضحية في المعتقلات السورية نتيجة التعذيب والجوع وسوء الرعاية الصحية أو بسبب التصفية الجسدية المباشرة.
وهنا لا يسعنا إلا أن نتساءل، ما الذي يمنع المحاكم الدولية والمنظمات الحقوقية، والدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، من اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمتابعة ملف المعتقلين وإدانة النظام بجرائم الإبادة وقتل المدنيين؟!
هل تخيّلت يوماً أن يختفي أحد أفراد عائلتك ولا تعلم عنه شيئاً لسنوات عدّة، وعند مراجعتك للدوائر الحكوميّة المختصة، لا تجد سوى الإنكار وادعاء عدم وجود معلومات، وفي لحظة هاربة من الزمن يأتيك اسمه ضمن قوائم المتوفين بنوبة قلبية منذ خمسة أعوام، ثم لا تجد قبراً تبكيه!
غير بعيد عن سوريا، أصدرت المحكمة المصرية قائمة موت طويلة تضم 75 شخصا من المتهمين في أحداث ميدان رابعة العدوية الذي اعتصم فيه أنصار الرئيس مرسي رافضين إجراءات خلعه واعتقاله. وتضم هذه القائمة وزراء سابقين وسياسيين وأكاديميين ورجال دعوة.
المأساة هنا هو أن هؤلاء المحكومين بالإعدام، هم ضحايا تلك الأحداث التي قام بها الجيش المصري وقادة الانقلاب، بل إن الوفيات التي حصلت أثناء فض ذلك الاعتصام (وغيره) كانت جلّها من نصيب ذوي المحكومين وأقاربهم وعائلاتهم ومعارفهم وأصدقائهم، حيث تجاوز عدد الوفيات الرسمي 600 وفاة، في حين أن عدد القتلى من أفراد الأمن كان ثمانية أفراد فقط.
وقد استمر الاعتصام لمدة شهر ونصف دون أحداث عنف أو تعدٍّ من المعتصمين على الممتلكات او أفراد الأمن، إلى أن قررت قوات الأمن فض الاعتصام بالقوة واقتحام قوات الجيش للميدان.
في الوقت الذي يجب فيه محاكمة المسؤولين عن فض الاعتصام بالقوة، والذين تسبّبوا في إراقة الدماء، يتم اعتقال واتهام ومحاكمة الضحية من قبل الجلاّد، ذلك الجلاّد الذي سبق وأن أعلن أن هدفه هو إقصاء هؤلاء الخصوم عن المشهد السياسي والاجتماعي.
وهذا لا يدع مجالاً للشك في أن هؤلاء المحكومين قد حُرموا من فرصة الحصول على محاكمة عادلة ومنصفة، في ظل التحريض المستمر ضدهم.
ونحن إذ نقول هذا، لا ندّعي براءتهم المطلقة أو إدانتهم، ولكننا نرى من واجبنا وواجب كل من يحرص على إعلاء شأن المواطن العربي، المطالبة بتحقيق شروط العدالة في محاكمتهم، بعيداً عن الإقصاء السياسي والإملاءات التي يقوم بها النظام الحالي، وبعيداً عن تصفية الحسابات، وهو أمر مشكوك فيه في ظل الظروف الحالية في مصر، التي تتسم بالأحاديّة، وقمع الحريّات العامة.
القتل العلني الفاضح، يتم اليوم بحماية القانون والدستور، ويصطبغ بحجج الدفاع عن الوطن، ومكافحة الإرهاب، وهو بذلك يحظى بتأييد البعض، وبغضّ الطرف من البعض الآخر، إنه موسم القتل الشرعي، والمسكوت عنه في بلادنا!
وأختم بهذا الاقتباس (عصفور، صدمه سائق سيارة فنزل السائق وأخذه لبيته وعالجه حتى شُفي تماماً، ثم وضعه في قفص فلما أفاق العصفور وجد نفسه محبوساً في قفص. العصفور يعتقد أنه ضرب السيارة وقتل السائق وهو الآن في السجن!)

كاتب ومُدوّن من الأردن

القمر الدامي… وبدء موسم القتل!

أيمن يوسف أبولبن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق