Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 12 سبتمبر 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


ألم يعد التضامن العربي مع فلسطين فرض عين؟

Posted: 11 Sep 2018 02:44 PM PDT

كان أمراً طبيعياً أن ترحب دولة الاحتلال الإسرائيلي بقرار وزارة الخارجية الأمريكية إغلاق بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وأن يصدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بيان يطري هذه الخطوة الأمريكية، ويتهم الفلسطينيين بالسير في طريق «لا يفضي إلى السلام» من خلال رفض التفاوض مع الاحتلال ومع أمريكا، وتقديم إحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد الاستيطان الإسرائيلي.
وكان طبيعياً أيضاً أن تسوق الخارجية الأمريكية سلسلة ذرائع تبرر خطوة إغلاق البعثة، كالقول بأن الفلسطينيين رفضوا خطة السلام الأمريكية حتى قبل أن يعرفوا مضمونها، أو بسبب «قلق» الإدارة والكونغرس إزاء توجّه السلطة الفلسطينية إلى المحكمة الجنائية لفتح تحقيق ضد إسرائيل، أو لأن منظمة التحرير الفلسطينية هذه المرة لم تتخذ أي خطوات للدخول في «مفاوضات مباشرة وذات مغزى» مع دولة الاحتلال.
من الطبيعي، ثالثاً، ألا تشهد عواصم العالم الكبرى، ليس في أوروبا وحدها بل كذلك في روسيا الاتحادية والصين واليابان، ردود فعل ملموسة رافضة لهذا الإجراء الزجري الأمريكي، على الأقل من باب التمسك بما أنجزه المجتمع الدولي في ملف عملية السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية، وحفاظاً على الحدود الدنيا من منطوق اتفاقيات أوسلو التي تمرّ هذه الأيام الذكرى الخامسة والعشرون على إبرامها. ذلك لأن مسمى «المجتمع الدولي» ذاته يحتاج إلى إعادة نظر جذرية، وإلى تدقيق في ما تبقى منه على مستوى التأثير في الأحداث الدولية والفعل فيها بصفة عامة، فكيف إذا اتصل الموضوع بكيان مدلل مثل دولة الاحتلال، اعتادت على انتهاك القانون الدولي والقرارات الأممية دون رادع.
من غير الطبيعي، في المقابل، أن يكون الصمت الرسمي هو ردّ الفعل الأكثر شيوعاً في غالبية العواصم العربية، وكأن الدفاع عن القضية الفلسطينية إجمالاً، وعن منجزات الشعب الفلسطيني السياسية والدبلوماسية خصوصاً، لم يعد يحظى لدى الأنظمة العربية حتى بالدرجة الدنيا من مظاهر التنافخ الكاذب والنفاق الإعلامي. هذا بالإضافة إلى تبعية العديد من الأنظمة للإرادة الأمريكية وانخراطها على وجه التحديد في مشاريع تسوية من طراز «صفقة القرن»، تستهدف في نهاية المطاف إضعاف الحق الفلسطيني أو تصفية الكثير من مشروعية القضية الفلسطينية، مما يخدم مصالح تلك الأنظمة في إدامة سلطاتها وقهر شعوبها والتمرغ أكثر في أوحال سياسات البيت الأبيض المعادية لطموحات الشعوب العربية في التحرر والكرامة والديمقراطية.
وإذا كانت السلطة الوطنية الفلسطينية قد ارتكبت الكثير من الأخطاء في مراهناتها الفاشلة على الراعي الأمريكي خلال العقود الماضية، وتسبب ذلك في خيبة أمل لدى شرائح واسعة من الجماهير العربية، فإن هذا لا يبرر عزوف المجتمع المدني العربي والشارع الشعبي عن دعم القضية الفلسطينية، بغض النظر عن ممارسات السلطة أو الفصائل أو منظمة التحرير. فالعواصم العربية التي يمتلك مواطنوها هامشاً نسبياً في التظاهر لم تشهد حراكاً احتجاجياً ضد الخطوة الأمريكية الأخيرة، وكأنّ التضامن مع القضية الفلسطينية لم يعد فرض عين تسيد الوجدان الشعبي العربي على الدوام.
وفي هذا سبب إضافي كي تمعن الإدارة الأمريكية الراهنة في مزيد من خطوات إضعاف القضية، أو حتى تصفيتها.

ألم يعد التضامن العربي مع فلسطين فرض عين؟

رأي القدس

الجزائر في دوامة الفوضى الخلاقة

Posted: 11 Sep 2018 02:43 PM PDT

تعود فكرة الفوضى الخلاقة التي دمرت العالم العربي كليا وشردت سكانه، إلى الواجهة من جديد. لا أحد مقتنع بأن أمريكا منشغلة بالديمقراطية في العالم العربي، ولا بحقوق الإنسان والأقليات، ولا بوضعية المرأة، ولا حتى بالديمقراطية، بل العكس هو الأقرب إلى الصحة.
كلما انحدر العالم العربي إلى الحضيض، وجدت أمريكا فرصتها للتوغل أكثر ولتنشيط لوبي السلاح الأمريكي. ما بيع من أسلحة في السنوات الأخيرة كبير، يعادل ويتجاوز حتى ما بيع في الحروب العربية الإسرائيلية. وقد نجحت أطروحات هذه النظرية التي وقفت وراءها كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية ومستشارة الأمن القومي الأمريكي السابقة. بعد إثارة النعرات الطائفية وتحويلها إلى ميدان للصراع وتدمير ما تبقى من بنيات الدول العربية، بالخصوص العراق وسوريا، والإخلال النهائي بنظام التوازن العسكري مع إسرائيل، وبعد الانقضاض على القدس وفلسطين، والانتهاء من فكرة الدولتين، ها هي نظرية الفوضى الخلاقة تمتد إلى جيوب المقاومة العربية، ومنها الجزائر، آخر دولة في المركب « الاشتراكي» السابق المعادي لسياسة إسرائيل الاستعمارية والتوسعية.
خرجة الجنرال خليفة حفتر الأخيرة يمكن قراءتها على مختلف الأوجه، سوى أن تكون فعلا حرا من حفتر، وعودة وعي ظل نائما زمنا طويلا. هل انتهى حفتر من حروبه الداخلية ليفتح النار على جارته؟ حرب أهلية طاحنة، وغياب كلي لشيء اسمه الدولة. كان يفترض في الجنرال حفتر أن يكون بسماركا، يستجيب لحاجة ليبية عميقة، أي موحدا للأجزاء الليبية الممزقة، وإعادة ترميم الكسورات القاسية. لهذا لا يبدو تصريحه الذي رفضته كثير من القوى الليبية جادا وعفويا.
يذهب التفكير بالضرورة نحو ترتيبات يتم تنظيمها منذ مدة لاختبار الجزائر في هذا الظرف العصيب جدا. ماذا يعني هذا التهديد الذي سيفتح النار في المنطقة؟ ومن المستفيد والكل يعرف التاريخ الليبي الجزائري الكبير والمشترك؟ هناك صراع دولي وجهوي حوّل ليبيا إلى دولة اللادولة، واغتصب جوهر ثورتها ورغبتها في التغيير.
بعد فشله داخليا يتوجه خليفة حفتر نحو الجيران بحجة المس بالوحدة الترابية لليبيا، كم دولة اليوم تغتصب الحق الليبي في الحرية والديمقراطية والاستقلال؟ مسار حفتر لا يريح المتأمل كثيرا للوضع السياسي في المنطقة، من قائد انقلابي برفقة القذافي إلى قائد عسكري في الجبهة التشادية، حيث ألقي عليه القبض قبل أن تتسلمه المخابرات الأمريكية وتمنحه اللجوء السياسي وتحضره لمستقبل قريب، حتى بداية الثوة الليبية، ليظهر من جديد في ثورة 2011. لهذا نفترض أن تصريحه هو تعبير عن دور منحه إياه طرف قوى أجنبي وآخر إقليمي.
المنفذ الأساسي لنظرية كوندوليزا رايس حول الفوضى الخلاقة؛ فوضى لم نر منها حتى اليوم إلا الفوضىفي حين تم رهن الخلاّقة إلى أجل غير مسمى، والعودة المحمومة إلى أكثر من مئة سنة إلى الوراء سترمي بالعرب في زمن الموت البطيء، حيث لا استثمار، ولا نفط لتغطية العجز العام سوى الاقتتال والحروب البينية، في ظل صهيونية متغولة وجشعة فوق القانون الدولي.
لقد كسر الخط العربي المناهض للاستعمار، مهما كانت تحفظاتنا على أنظمته؛ كسر العراق كقوة ولم يستفد العراقيون من الفوضى الخلاقة لتأسيس دولة حديثة. إنما العكس هو الذي حدث، وكل ما ناضل من أجله العراقيون صغر، للأسف، واختزل في الطائفية، بينما كان العراق مؤهلا للمزيد من الصعود. لقد كان النفط يمنحه فرصة هذا التطور، لكن تم وضعه تحت وصاية أمريكية كلية. مليون شهيد عراقي في معركة الدفاع عن العراق ضد الاحتلال الأمريكي، من أجل تثبيت أطروحات الفوضى المدمرة. أما سوريا فأدخلت في دوار حرب أهلية لم تترك شيئا، وقادت البلاد إلى الانهيار شبه الكلي والتحول إلى سلسلة خرائط افتراضية كثيرة تتحكم فيها أيد عديدة: الإيرانية، والروسية، والأمريكية، والتركية، ولا حل إلا بتوافق الكـل، والكل لا يتوافق مع الكل. فحيثما كان النفط فثمة حرب.
الجنرال حفتر يهدد؟ أي قوة ذاتية يملك لتنفيذ تهديداته؟ طبعا، الأمر ليس فرقعات في الهواء، ولكن استجابة لطلب من يتحكمون اليوم في الوضع الليبي. ليبيا في الخرائط النفطية العالمية جزء من الحسابات والاستراتيجيات الدولية المستقبلية. استمرار الحرب في ليبيا هو استمرار لتدفق النفط ونهب الخيرات الليبية بأبخس الأثمان. النفط الليبي في أيدي غير ليبية. الاستراتيجية التي يتم حاليا ترتيبها تمس الجزائر. فبعد أن تم تصدير الإرهاب إلى تونس يتم توجيهه الآن إلى الجزائر كما كان مخططا له.
مخلفات برنارد هنري ليفي، المستشار الحربي لساركوزي، ما تزال حية، هذا الذي استثمر هاجسا ديمقراطيا حقيقيا ليخوض حربا تمزيقية غير مسبوقة ضد الشعب الليبي. ما هو الدافع إلى التهديد إذن بدل العمل على ترتيب البيت الليبي؟ لماذا الآن؟ هل الجزائر أولوية بالنسبة لليبيا؟ الأيدي المحركة تتجاوز خطاب حفتر، بل هي جزء من استراتيجية كسر الشوكة العربية كليا.
ضرب الجزائر في الخاصرة هو فتح الباب على مصراعيه لتحويل الجزائر إلى ميدان للحروب والتقتيل والتمزق. أعتقد أن الوضع الدولي مهيأ لتنفيذ الاستراتيجية الكبرى لنظرية الفوضى الخلاقة التي لم يدرك العرب بعد أنها الفوضى المدمرة. حتى الوضع الداخلي الجزائري مناسب لإشاعة هذه الفوضى القاتلة والمدمرة. تخلخل في الجبهة الداخلية التي لم تعد أصلا موجودة في ظل الصراعات على السلطة. الجبهة الشعبية التي تبنتها جبهة التحرير الوطني ليست إلا فرقعات في الفراغ.
صراعات غير مرئية تدل على هشاشة الوضع الداخلي، وتغييرات صامتة وعميقة في المؤسسة العسكرية تدفع إلى كثير من التساؤلات. لا أحزاب سياسية معارضة بالمعنى الديمقراطي، فكلها انضوت تحت الراية الكبيرة للنظام. تفكك جناح بكامله كان على رأسه بشكل معلن مسؤول فروم رؤساء المؤسسات، الباترونا، السيد علي حداد. في فترة رئيس الحكومة السابق، كاد يخضع للمساءلة، لكن جاء من ينقذه من هلاك أكيد، قبل أن يختفي بعد فضيحة الكوكايين.
ومن هنا، فإن حركة الجنرال خليفة حفتر لم تأت من الصدفة، ولكن من وضع داخلي في حالة ارتباك أيضا، وضع يحتاج إلى إعادة ترتيب قوية، وكذا من وضع دولي قادم ستكون الجزائر ساحته الأساسية.
حركة حفتر يجب أن تقرأ وفق الاستراتيجيات والترتيبات القادمة. فالجزائر في كماشة؛ من جهة، العلاقة مع المغرب ليست على ما يرام ولا حل في الأفق القريب، والقاعدة الأمريكية في تونس لا تسهل من مهمة العلاقة مع الجزائر، والحدود الليبية أصبحت معبرا للأسلحة. أما من الجهة الجنوبية، فإن دول الساحل المخترقة من الحركات الأصولية، القاعدة، وبوكو حرام، وداعش وغيرها، في حالة انتظار. وحربها ضد الأصوليات التي ترسخت في المنطقة تسمح لها، من خلال مختلف الحجج، أن تلعب دورا ضمن النظام العالمي الجديد والفوضى الخلاقة. أما في الشمال، فالبحر الأبيض المتوسط يربض فيه الأسطول الأمريكي السادس.
أعتقد أن الوضعية مهيأة لخوض تجربة الفوضى الخلاقة المدمرة في الجزائر. والجنرال خليفة حفتر ليس في النهاية إلا اليد التي سيطلب منها قريبا الضغط على الزر والانسحاب، وبعدها سيتولى آخرون، إقليميون وخارجيون خوض عملية التدمير الممنهج. ويكون ملف العالم العربي بذلك قد أغلق نهائيا، ومعه الفوضى الخلاقة التي أنتجت على مقاس العرب، للعرب، لينهوا تاريخهم بأنفسهم ويدخلوا مرحلة العدم.

الجزائر في دوامة الفوضى الخلاقة

واسيني الأعرج

مذيعات الجزائر بين خديجة بن قنة ولجين عمران: بأكمام وبدون أكمام وحسب اللغة والدارجة المغربية… فطام في سبع سنوات

Posted: 11 Sep 2018 02:43 PM PDT

كيف هي أحوال النساء المقدمات للبرامج على القنوات الجزائرية العمومية والخاصة منها؟ لن تكون هذه الاطلالة على المذيعات من وجهة النظر السياسية ولا السيميائية وليست من منظور نسوي أيضا، بل من خلال عيون المشاهد وإن اختلفت مستوياته التعليمية ورؤيته وكذلك ألوان عينيه طبيعية كانت أم عدسات.
المشاهد هو الملك هنا لأنّه في حالة استهلاك من نوع خاص، استهلاك للأخبار وللأحوال التي لا يعرف كيف تنتهي، أحوال مزعجة منغصة للعيش، ذلك المشاهد البسيط الذي يمثل الأغلبية والذي يستهلك المواد الإعلامية بشغف، قصد المعرفة والتنفيس والتذمّر بصوت عال على ما يراه من خلف الشاشات. عين المشاهد أحيانا تمحص وتنتقد وأحيانا تمرّ مرور الكرام وتذهب لقنوات وبرامج أكثر إثارة.
«حوار الساعة»، برنامج يفتتح موسمه العاشر، افتتاحية صعبة أو لا تبشّر بخير، كما جاء ذلك على لسان مقدمة البرنامج فريدة بلقسام العتيدة، إذ لخّصت حالات الهلع التي تزامنت والدخول الاجتماعي، كوليرا في زمن اللا حب، زمن الثعابين والعقارب ومختلف النكت على الموضوع، الذي فلت من قبضة ولاة أمورنا. لكنّها سألت سؤالا لا أعتقده كمشاهدة أنّه بريء، عندما قالت لسنا ندري من الجاني ومن الضحية، في إشكالية لدغة العقرب، التي قتلت الأستاذة وقتلت قبلها الكثيرين وبعدها، لتلتحق بسؤالها هذا بمقولة وزير الصحّة البليغة وتدخل أكبر نكتة قد تدخل موسوعة غينز، كون الثعابين والعقارب محقة لأنها في حالة دفاع عن النّفس.
آه، نسيت أنّ لموضوع كهذا كان على برنامج «حوار الساعة» أن يستضيف الوزير، وزير الصحة لمناقشة قضايا زرعت الرعب في نفوس المواطنين عشية افتتاح الموسم الدراسي، فلم يعلن عن البرنامج من مكتب الوزير، كما تعودنا ذلك إذ دائما يتم الإشهار للبرنامج من مقر الوزارة المعنية بالموضوع المناقش كل أحد، فاكتفت هذا الأحد ببعض المسؤولين عن صحتنا.
البرنامج، الذي يدخل في الهموم السياسة والاجتماعية والثقافية للمجتمع، لم ينتصر لصحة المواطن وبدت السنة قاسية رعناء. وموسم الشتاء على الأبواب، الذي يتزامن وجني الزيتون وبروز داء الكلب هنا وهناك. الكلاب هنا لا تعقل وتعض يد صاحبها الذي كان يطعمها، وتقتله، فكيف ستكون عدالة الوزير هذه المرّة؟

تبعات اللغة تحدّد المظهر واتجاهات الموضة

للأمانة السيدة فريدة في قمّة أناقتها، وكلّ أسبوع بلباس جديد وأناقة تأخذ بلب المشاهدات، ولا يمكن أن يفلت شعرها الكثّ، الذي لا تشوبه شبهة الوصل، عيون المشاهدين، والذي تحاول جاهدة رفعه من على وجهها بحركات لا تخفى على أحد أنّها تقترب من التصنّع. وهي ومهما كان لباسها فساتين أو تنانير أو بنطلونات، فهي في إطار مهذب، لا يثير حساسيّة. اللهمّ إلاّ أنّها تعكس اللباس، حسب دور الضيف، اتيكيت تعودنا عليها.
سيدة تتقن كلامها وتشدد على قضاياها بأسنانها، وتوجه كلامها وانفعالاتها وحركات جسدها نحو ضيوفها. ما زال المشاهد ينتظر برنامجها كل أحد لعلّه يجد الحلل الشافية لأوجاعه.
من بلاتو لا يتغير، إلا قليلا، ليبيّن صرامة المواضيع المطروحة، تنقل كنوز الجزائر على «كنال ألجيري»، المشاهد إلى مواقع طبيعية صحراء كانت أم شواطئ لتبرز المخزون الثقافي والسياحي أكيد للجزائر، تنوع المناظر والألوان الزاهية ينعكس على شخصية مقدمة البرنامج راضية بو المعالي، التي تحتفظ بتسريحة شعر قصيرة جدا، وبابتسامة عريضة وطبيعية، دون ابتذال في السؤال تحاور ضيوفها وتبحث عن الجديد والمختلف وتحاور بطريقة سلسة، كما تهرب من انغلاق الاستديوهات في برنامجها، تفلت من كبسة الاكمام الطويلة وتظهر بدون أكمام في صيف الجزائر الحار. هكذا تطل علينا مذيعات هذه القناة الناطقة بالفرنسيّة، هل تبعات اللغة تحدّد المظهر واتجاهات الموضة، وهل يمكن الكلام عن قنوات نخبوية وأخرى لعامة الشعب، وهل المشرفين على الأزياء ومظهر المذيعات ومقدمات البرامج تحكمهم الضوابط نفسها في القنوات العمومية؟
تبقى مذيعات القطاع العام، على طبيعتهن، وبساطة لا وصل ولا تاتو ولا شفاه منتفخة لحد الازعاج، ولا استهلاك للموضة مهما كانت، بقين مختلفات، أمام الشكل الموحّد وتشابه المذيعات في القنوات العربية.
نقلة نوعية تشهدها مذيعات القنوات الخاصة، يتسارعن للظفر بأجمل مذيعة، ويغزين مواقع التواصل الاجتماعي في التسويق لأناقتهن، كتوأم «الشروق» سارة وسعاد، وما قيل عن إنهن قمة في الأناقة، بواسطة صيحات الموضة المتبعة، ويبدو أثر لجين عمران واضحا على طريقة الترويج للإناقة، وإن تأثرتا بالسيدة خديجة بن قنة، كما صرحتا بذلك. يتّضح جليا أنّ الجمال والانفتاح المظهري من المؤشرات القوية للّظفر بعمل بالقنوات الخاّصة. يسمح لمذيعات هذه القنوات ما لا يسمح لغيرهن من مذيعات القطاع العمومي.

لغة الأمّ في البرامج المدرسية: الفطام الذي لا يكتمل

من نكت العقارب والكوليرا في الجزائر، إلى نكت كثيرة أخرى انتشرت على القنوات الالكترونية وعلى اليوتيوبات ووسائل التواصل الاجتماعي وأبطالها هذه المرة وجبات أكل تقليدية مغربية، «بطبوط» و»بغرير» و»غريبية»…الخ
كان لإدراج بعض عبارات من العامية المغربية في مقررات الطور الأول، السنة الثانية تحديدا، وقع وصدمة على أولياء الأمور والمختصين وبرلمانيين وغيرهم، واعتماد لغة التواصل اليومي في المدرسة، التي يفترض أن تعلم الكتابة، لذلك تسمى كتّابا أو «سكولا»، كما صرح بذلك المفكر عبد الله العروي، منذ سنوات على قناة «دوزيم»، منذ بداية النقاش، هذا، حسب رأيه، خطأ ارتكبته اليونيسكو انطلاقا من فكرة مسبقة وهي وجود تسلسل طبيعي بين الشفهي والكتابي، غير أنّ الواقع شيء آخر، فالكتابة نشأت مستقلة عن الشفهي وهذا في ردّه على السيد نور الدين عيوش، الذي تطارده الاتهامات والنكت هذه الأيام أكثر من غيرها. وللتقليل من نسبة الأمية الكبيرة نحاول تبسيط المستوى واستعمال لغة الأم والذي يبقى في إطار مفاهيم محدودة تسطح عقل الطفل. والمشكل نوقش في الجزائر وأثار جدلا واسعا أيضا، ومن أبرز المختصين في هذه الاشكالية السيّدة مليكة قريفو بوداليا المختصة في اللسانيات الاجتماعية، والتي توضح من خلال عدة لقاءات على قنوات خاصة كـ»البلاد» و»الخبر»، لأنها ممنوعة من القنوات العامة، أنّ المدرسة التقليدية الجزائرية كانت وظيفتها تدريس الحضارة والطفل قلب هذه الوظيفة ومحركها، بينما مدرسة بعد الاستقلال تدرس لغة التواصل اليومي، لغة الأم، بينما تثرى معارف الطفل في النمط الأول من خلال آلية الحفظ للشعر القديم وللقرآن، مما ينمي قدرات الطفل، يعلم الطفل، في بيداغوجيا مدرسة ما بعد الاستقلال اللغة الشفهية التي كانت وسيلة اتخذتها فرنسا لنشر لغتها لتعليم الأجانب، وهي لغة سهلة بسيطة للترويج السياحي وليست لغة أدب.
تلقى مسائل هوياتية شائكة على كاهل البيداغوجيا وتسهيل التلقين لدى التلميذ، بادراج العامية أو بعض الألفاظ، كما برر المسؤولون عن التربية في المغرب بأنها أسماء علم لا وجود لمرادفاتها بالفصحى، فـ»البغرير» و»الغريبية» و»البطبوط» مفاهيم لا غنى عنها ربما لأطفال يفطرون على «الكورن فليكس» و»الكرواسو» وليس لأطفال يستهلكونها يوميا ويعرفونها، هكذا علقت الأمهات على ذلك، قائلة علموا أولادكم، توجه الكلام للميسورين وأصحاب السلطة، من لا يعرفون هذه الأكلات أما أولادنا فمتعودون عليها. أولاد المساكين يجدون هذه الألفاظ في محيطهم، وكذلك تتبعهم في الكتب المدرسية، حتما سيصابون بالتخمة ولا تحدث النجاعة البيداغوجية، التي يتشدّق بها أهل الاختصاص. وقد تكون أسئلة الامتحان، كما جاء في أحد مقاطع الفيديو الساخرة لأب يدرس ابنه المقرّر الجديد، سؤال عن «البريوات»، هي مثلثة الشكل، لكن ماهي الحشوة التي توضع داخلها، أو «علاش تتشقّق الغريبية، أو علاش البغرير مثقوب، شحال فيه ديال الثقوب»؟! تلخيص لحال المدرسة عندما يزج بها في جدل هوية عويص وعقيم ومتكرّر يقحم فيه الأطفال الصغار دون ذنب، فقط لخلق جو مربك مشحون عشية الدخول المدرسي، والضحية التحصيل والتكوين والمعرفة. ابعدوا المدرسة عن صراعاتكم الايديولوجية ومطامعكم.
كاتبة من الجزائر

مذيعات الجزائر بين خديجة بن قنة ولجين عمران: بأكمام وبدون أكمام وحسب اللغة والدارجة المغربية… فطام في سبع سنوات

مريم بوزيد سبايو

الصراع الافتراضي

Posted: 11 Sep 2018 02:41 PM PDT

اعتاد الصحافيون في مثل هذا الوقت من السنة على طرح أسئلة حول الدخول الثقافي. ولكن تبين لهم، مع توالي السنين أن الحديث عنه مستحيل في بلد لا حضور فيه للثقافة. لكن الدخول المدرسي والجامعي، وقد تزامن هذا العام مع مناسبات عديدة استنزفت ما يملكه المغاربة، جعله يتجاوز الحديث عن أسعار الكتب والأدوات، ومشاكل المدرسة التي لا حد لها، إلى «بغرير وغريبه..» وامتلأت بها الجرائد والوسائط الشعبية الجديدة، وأحاديث الناس في المقاهي والمناسبات. كثرت السخرية، والاحتجاجات، والرسوم الكاريكاتيرية والنكت. وتولت الوزارة الرد على المنتقدين بالإشارة إلى إجراءات اعتماد المقررات المدرسية والمنافسة بين دور النشر.
لكن السؤال الذي يطرح هو: ما الذي أدى إلى هذه «المشكلة» التي تغطي على عشرات المشاكل التي تتصل بالدخول المدرسي والجامعي والاجتماعي؟ كان من الممكن أن يتدخل علماء اللسانيات والنفس والتربية والاجتماع في الموضوع، لإنارة الرأي العام. وكان على الوزارة الوصية بدل أن تتوعد بملاحقة من ينشر صورا من مقررات قديمة أو أجنبية، أو ما شابه ذلك، من عقد ندوة، أو جلسة للتوضيح، ورد الأمور إلى نصابها، لكن البلبلة التي وقعت مردها إلى ما أسميه «الصراع الافتراضي»، أو ما يسمى بـ«الدفاع الذاتي الثقافي»، ومعناه الدفاع، أو رد الفعل الذي يقوم به فرد أو جماعة على هجوم، بوسائل خاصة، عما يعتبرونه هجوما أو خطرا يتهدد جانبا ثقافيا يمسهم، فهل إدراج بضع مفردات من الدارجة المغربية يفضي إلى كل هذه الفتنة؟
لن أناقش مشكلة الدارجة وتوظيفها في التعليم، لأنني أومن إيمانا قويا بأنه لا يمكن تعلم أي لغة بأي لغة أخرى من بداية نطق الطفل إلى أرذل العمر. أذكر حين كنا ندرس الفرنسية في الابتدائي على يد فرنسيين لا يعرفون العربية، كيف أنهم كانوا يعاقبون من يستعمل أي مفردة من العربية أو الدارجة. وكان الشيء نفسه مع الإنكليزية والعربية. كان الأستاذ في أي مادة لا يستعمل إلا العربية الفصحى. لكن عندما صار الأستاذ والمعلم يوظف كلمات من لغات، فقدنا كل اللغات التي نتعلمها. فلا العربية سليمة، ولا الفرنسية قويمة. وشكوى تراجع تعليمنا لا علاقة له باللغة العربية ولا بالتعريب لمن يتفكرون.
ليس المشكل الحقيقي في تلك المفردات، وكل التبريرات المقدمة من لدن المنافحين أو المعارضين غير مقنعة. إن الصراع الافتراضي، الذي تولد من خلال إدراج تلك المفردات، كان فقط ذريعة لإثارة نقاش يتصل بتوجه ثقافي وسياسي حول «الدراجة المغربية»، بل وحول المسألة اللغوية في المغرب بصفة عامة. لقد تم تجاوز الحديث عن الكتاب المدرسي المثير للجدل إلى استحضار أحد المدافعين، أو المتكلم «الرسمي»، عن «الدارجة» المغربية، وعن أصوله، ومبررات دعوته تلك، وعمن يسانده ويقدم له الدعم لجعل جزء من تصوره يتسلل إلى التعليم. وكأن تلك المفردات القليلة بداية لسلسلة لا نهاية لها من فرض التوجه المراد، وهو جعل الدارجة لغة تعليم.
هنا يأتي الصراع الافتراضي، الذي تتم فيه المواجهة غير المباشرة بين تصورين، أحدهما في موقع الهجوم، لأن له الإمكانيات التي تقضي بفرض توجهه، والثاني الموقف الدفاعي الذي يستعمل الوسائط الشعبية الجديدة للقيام بالهجوم ـ الدفاع في غياب قنوات أخرى ملائمة. وفي غياب الصراع الموضوعي بين التصورين تتداخل الأوراق، والملفات والقضايا. فيتدخل الدين، وتتدخل اللغة، والجهة، والتاريخ والجغرافيا، والسياسة والاجتماع، والدولة والشعب. من بين ما اطلعت عليه، في هذا النطاق رسالة مؤداها: علينا أن ندافع عن تجويد القرآن ونلغي الموسيقى؟ وتساءلت هل عندنا فعلا مقررات للموسيقى في مدارسنا التي لا يجد فيها التلاميذ في بعض القرى حتى كراسي للجلوس، بله مقاعد للكتابة؟
الصراع الافتراضي شكل من أشكال الصراع، تماما كما رأينا مع المقاطعة، لأنه يكشف التناقض الصارخ بين إرادتين وتوجهين لا يثق أي منهما في الآخر، ولا يريد أي منهما أن يحاور الآخر، وكل حزب بما لديهم فرحون. والمعوّل عليه هو الزمن الذي لا يتحكم فيه أي من الطرفين، ولا يمكن لأي منهما أن يتصور ما ينجم عنه، لأنهما معا لا يملكان تصورا دقيقا لما يمكن أن تؤول إليه الأمور؟ إنها ثقافة التحدي القائمة على مبدأ: «إنا عكسنا». يكتب تشومسكي: «لو كان عندنا نظام تربوي حقيقي لأدرجنا فيه دروسا حول الدفاع الذاتي الثقافي»، بالمعنى الذي حددناه أعلاه. وعندما استعملت عبارة «الصراع الافتراضي» بدل «الدفاع الذاتي الثقافي»، في تشخيص ما سيتحدث عنه لاحقا، كما هو الشأن في التقويم الشعبي، تحت مسمى بـ«عام بغرير»، كنت أقصد أن الدفاع الذاتي الثقافي، بالمعنى الحقيقي، لا يمكن أن يتأسس إلا على «الفكر النقدي» المرتكز على الحوار المبني على الحجج، ويرمي إلى الإقناع لا الإفحام، وإلى البناء لا إثارة الفتنة، وصرف الأنظار عن المشاكل الجوهرية التي تهم الناس. إن الصراع الافتراضي، كما أتصوره، في غياب وسائل أخرى للتعبير (الأحزاب، النقابات، البرلمان) ليس دفاعا عن «العربية»، ولكن عن الحق في الحياة الكريمة، وضد الإقصاء والتهميش.

٭ كاتب مغربي

الصراع الافتراضي

سعيد يقطين

«سيناريو كيميائي» روسي… لقياس رد الفعل الغربي ولتبرير هجوم محتمل للنظام ضد إدلب

Posted: 11 Sep 2018 02:40 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : وسط ظروف الاختبار الجدي الذي تمر به العلاقة بين «ثلاثي أستانة» بسبب إدلب والضغوط الأمريكية على المسار ذاته، تحاول موسكو جاهدةً تبرئة النظام السوري من هجماته الكيميائية على المدنيين السوريين بافتعال قصص درامية ضد فصائل المعارضة فسرها البعض بأنها جزء من البروباغاندا الحربية بدعوى تمييع حجج الخصوم، ويرى مراقبون معارضون للنظام السوري، ان التصريحات الروسية حيال التحضير لضربة كيميائية تدلل على المشاركة الروسية او علمهم بأقل تقدير بتحضير النظام لهجمات من هذا النوع. يجري ذلك وسط بروز موقف إيراني جديد يشير إلى تردد طهران في المشاركة في معركة الحسم في إدلب.
أما تصريحات وزارة الدفاع الروسية فإنها تندرج – في أغلب الظن – تحت خانة قياس رد الفعل الغربي المتوقع في حال تم استخدام السلاح الكيميائي، وهو ما برز فعلاً من خلال الموقف الأمريكي والفرنسي وحتى الألماني المحذر من عواقب وخيمة لمثل هكذا هجوم، حيث زعمت موسكو امس عبر وزارة دفاعها رصدها «بدء تصوير مشاهد استفزاز لهجوم كيميائي في مدينة جسر الشغور يحاكي استخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي ضد المدنيين».
وأضافت موسكو انه «لتصوير هذه المشاهد، وصلت إلى جسر الشغور صباح اليوم فرق إعلامية لبعض القنوات الشرق أوسطية وكذلك لفرع إقليمي لقناة إخبارية أمريكية كبيرة، ويقضي سيناريو الاستفزاز بتصوير مشاهد تقديم نشطاء من قوات الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) المساعدة إلى المواطنين، بعد الإلقاء المزعوم من قبل الجيش السوري لبراميل متفجرة تحوي مواد سامة، وذلك من أجل إعطاء المشاهد صبغة واقعية وجمع الخوذ البيضاء عينات التربة بشكل سريع، نقل المسلحون من بلدة خربة الجوز إلى جسر الشغور صباح اليوم برميلين يحتويان على مادة كيميائية منتجة على أساس الكلور». وأشار البيان إلى أنه من المقرر أن تسلم جميع مشاهد الاستفزاز الكيميائي في جسر الشغور إلى وسائل الإعلام حتى نهاية اليوم لبثها، بعد تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي».

«شرعنة النظام»

الباحث في العلاقات الدولية نواف الركاد وصف «السيناريو الروسي» في لقاء مع «القدس العربي»: بأنه «جزء من الحرب على الثورة السورية ومبادئها الأساسية في ضرورة التغيير الجذري لبنية النظام السوري».
ولفت الركاد إلى موافقة موسكو على تحضير الأسد لهجمات كيميائية في آخر منطقة منخفضة التصعيد، وذلك بهدف حماية القاعدة الجوية الروسية وحاضنة الأسد الشعبية في المنطقة، مشيراً إلى أن النظام يستخدم السلاح الكيميائي كلما استعصت عليه منطقة سورية تمهيداً لاجتياحها عسكرياً. فغاية غرف البروباغاندا في وزارة الدفاع الروسية هي زعزعة حجج الثوار والدول الغربية أمام الرأي العام عبر القول بأن عمليات مفبركة يجري تصويرها الآن، من أجل تبرئة النظام من الهجمات السابقة وربما من هجمات لاحقة وذلك بغية شرعنة انخراطه في الحل السياسي كجهة شرعية غير مجرمة».
الباحث السياسي لدى «مركز عمران للدراسات الاستراتيجية» أيمن الدسوقي قال ان الروس لجأوا إلى الأسلوب ذاته في أكثر من مناسبة ومنها قبل الهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقية في «دوما» الذي سبق عملية تهجير المعارضة، الروس يلجأون إلى مثل هكذا تصريحات بخصوص هجوم كيميائي لاختبار رد الفعل الغربي المتوقع في حال تم استخدام السلاح الكيميائي لكسر مقاومة فصائل المعارضة، وكذلك الرد التركي حيال هكذا خطوة كي لا تؤدي إلى رد فعل قوي ويؤثر سلباً على روسيا.
وهو يفسر الانخفاض في وتيرة القصف على محيط ادلب، مقارنة بالأيام السابقة، بأن عمليات القصف، كانت اما اختباراً لجبهات المعارضة ومدى تحصينها، أو للموقف التركي، أو انها تهدف إلى إتاحة الفرصة امام الجهود الدبلوماسية التفاوضية لحل مسألة إدلب. فالروس يخشون أن يؤدي تصعيد الموقف الميداني في إدلب دون الأخذ بعين الاعتبار الهواجس التركية إلى انهيار مسار استانة، ودفع الطرف التركي إلى ترتيبات مع الجانب الأمريكي وكذلك الأوربي مما يؤدي إلى عزلة روسية لحد ما.

تأجيل المعركة

ووسط تعقد الحسابات والمصالح الدولية تشير التصريحات الإيرانية الأخيرة إلى بوادر فتور في الاندفاع الإيراني حيال معركة ادلب، حيث كشف مسؤول إيراني بارز عن تردد حكومة بلاده في المشاركة في معركة الحسم، إذ قال حسين جابري أنصاري المساعد الخاص لوزير الخارجية الإيراني أمس إن إيران تشاطر الأمم المتحدة قلقها إزاء احتمال وقوع كارثة إنسانية في محافظة إدلب السورية وإنها ستسعى لتفاديها، وأضاف للصحافيين عند وصوله إلى جنيف لإجراء محادثات ترعاها الأمم المتحدة بخصوص تشكيل لجنة دستورية سورية «نحن أيضاً نشعر بالقلق. سنعمل على عدم حدوث ذلك».
القيادي لدى المعارضة السورية ورئيس وفد استانة الأسبق العقيد فاتح حسون قال لـ «القدس العربي»، يمكننا القول انه تم تأجيل معركة ادلب وتحتاج روسيا إلى شريك على الارض كي ينسق مع طائراتها، معللاً ذلك «بأن روسيا فشلت في حشد قوات تساعدها في الهجوم» وذلك في ظل قلة مقاتلي النظام بعد انتشار واسع لهم في الجنوب السوري، وعزوف إيران عن المشاركة هي والميليشيات التي استقدمتها وفِي مقدمتهم حزب الله وذلك تخوفاً من أمريكا، ومنع أمريكا لقوات قسد من المشاركة، وفشل روسيا في حشد مقاتلي فصائل المصالحات لذلك، حسب المتحدث.

تردد إيراني

من جانب آخر فسر الباحث السياسي عبد الوهاب عاصي، الموقف الإيراني المتردد الذي تعكسه تصريحات وزير الخارجية، بأنه يصب في إطار التصريحات التي ألقاها الرئيس الإيراني حسن روحاني في القمة الثلاثية حيث وافق نظيره التركي بمقترح الهدنة وشاطره المخاوف، ويُمكن فهم هذا الموقف من قبل المسؤولين الإيرانيين على أن طهران ليس لديها مصالح استراتيجية في الشمال السوري خصوصاً وأن اتفاق الفوعة وكفريا قد تم طويه بشكل كامل وبالتالي فإنها لا تريد أن تضع العراقيل أمام حليفها التركي.
وفي الوقت نفسه، يقول البعض ان إيران قد تنزلق إلى المواجهة في الشمال السوري في حال نجحت روسيا في دفعها لهذا الخيار، وبالتالي ستكون أمام مواجهة عسكرية واقتصادية، ضد حليفتها تركيا التي تشكل رئة الاقتصاد الإيراني بعد العقوبات الأمريكية، «ولذلك يهم إيران عدم حصر تركيا في الزاوية خصوصاً بعد شكوى الأخيرة من أن أي كارثة في إدلب ستعصف بالأمن التركي وتحميل الاقتصاد التركي ما لا يحتمل وأن الحل في إدلب يجب أن يكون سياسياً وعبر الضغوط» حسب مراقبين.
اما الباحث في العلاقات الدولية «الدسوقي» فترجم تماشي إيران مع الهواجس التركية، على انه تخوف طهران من الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في سوريا والتي كانت إيران أحد محاورها الرئيسية، مضيفاً انها «لا تريد أن تضع نفسها في موقف المعادي للكل، لذلك أعتقد أنها تحاول الابقاء على علاقات جيدة مع الجانب التركي للتفرغ لمحاولة التعامل مع الجهود الأمريكية والإسرائيلية الرامية إلى تحجيم نفوذها في سوريا».
ويبقى السؤال الملح هنا، عن إمكانية إنقاذ مسار استانة، واحتمالية بقائه قائماً، وما يتطلبه من تنازلات خاصة من الجانب الروسي والإيراني، في ظل توقعات بانهياره بفعل الضغوط الامريكية، وتلك الناتجة عن ملف ادلب.

«سيناريو كيميائي» روسي… لقياس رد الفعل الغربي ولتبرير هجوم محتمل للنظام ضد إدلب
محللون: ارتباك إيراني حول المشاركة في المعركة مراعاةً للموقف التركي
هبة محمد

هيكل «النخبة» الأردني: عتب وغضب في «نادي الرؤساء»… خبرة الأمير الحسن بن طلال تطل على المشهد وترقب لتشكيلة «الأعيان»

Posted: 11 Sep 2018 02:39 PM PDT

عمان- «القدس العربي» : يمتنع رئيس الوزراء الأردني الأسبق وأحد المرشحين قريباً لرئاسة مجلس الأعيان الدكتور معروف البخيت عن حضور «العشاء السياسي» اليتيم الذي اقامه رئيس الحكومة الحالي الدكتور عمر الرزاز في منزله الاسبوع الماضي بغرض التشاور مع «النادي» لأنه – أي البخيت – لا يفضل المشاركة في «لقاءات مجاملة تجميلية».
عن اللقاء نفسه يغيب ايضاً الرئيس الدكتور هاني الملقي لأن سلفه ووزيره السابق الرزاز «ينتقده ويحرض عليه الصحافة والاعلاميين».
البخيت وهو الان نائب رئيس مجلس الأعيان وأحد الموجودين بكثافة في مواقع الصف الأول منذ 12 عاماً لم يوضح مقاصده من وراء حجته المنقولة في الغياب عن لقاء عقده في ظل أزمة وطنية عامة وبمبادرة ذاتية رئيس وزراء حالي.
لكن الغياب أثار التساؤل ويعني أن أحد رجالات الصف الأول «متحفظ» بنسبة كبيرة على مسائل لا تزال غامضة قد يكون من بينها تجاهل نصائحه الذاتية للرزاز عندما تشاورا في بداية تكليف الثاني حيث اقترح البخيت بعض الأسماء ورشحها لحقائب وزارية وتجاهلها الرزاز بالكامل.
بكل حال وقبل الرزاز الذي يثير الكثير من التساؤلات الغامضة في صفوف التيار التقليدي المرتاب والحرس القديم القلق كان مقربون من البخيت يشيرون لعتبه أيضاً على رئيس الديوان الملكي الاسبق الغائب عن مجمل الحفل السياسي الآن الدكتور فايز طراونة لأنه «لا يوصل الرسائل» كما ينبغي للقصر الملكي.
الملاحظة نفسها سجلها رئيسان سابقان ايضاً بينهما نادر الذهبي عندما تعلق الأمر بالرسالة الشهيرة التي تقررت في منزل السياسي البارز طاهر المصري ووجهت للملك ويتردد ان طراونة «حجبها».
طراونة أيضاً المرهق بحكم طول التجربة وبعد ست سنوات في رئاسة الديوان الملكي انضم لمجلس الأعيان ويرشحه بعض الرموز لخلافة الرئيس فيصل الفايز في رئاسة الأعيان إذا تقرر التغيير في الموقع قبل نهاية الشهر الجاري حيث «إعادة تشكيل» متوقعة لمجلس الأعيان الذي تنتهي دورته.
عملياً إذا جلس طراونة في مقعد الفايز لأي سبب تصبح فرصة بقاء قريبه وإبن عشيرته عاطف طراونة رئيسًا لمجلس النواب اصعب بكثير.
عندما يتعلق الأمر بمجلس الأعيان ثمة من يضغط على الرئيس الرزاز لكي يضع «بصمته» ايضاً حتى لا تعيقه القوى المحافظة في هذا المجلس لاحقاً. وثمة في المقابل من يتصور بان «هندسة الهيكل» النخبوي في بعض مؤسسات الدولة المهمة ينبغي أن تأخذ بالإعتبار «تمكين» الرزاز من البقاء لفترة أطول لإنفاذ مهمته الصعبة والمعقدة جداً خصوصاً في المسار الاقتصادي.
بمعنى آخر «تفريغ» مؤسسة الديوان الملكي من الشخصيات السياسية حصريا خيار سياسي له وظيفة تكتمل في توفير أركان بمؤسسات أخرى موازية بصورة «لا تعيق» المهمة الإنقاذية التي يتصدى لها الرزاز وهو يعلن على الملأ: «لا ألوّح بالاستقالة ولست من الذين ينسحبون».
على جبهة الملقي العلاقة متوترة جداً مع الرزاز وانتهت بأن قاطع الثاني العشاء السياسي الذي اقامه الأول.
وعلى جبهة مجلس النواب يتزايد الهمس بتركيب «قيادة بديلة» على مستوى التعاون بين السلطتين في المرحلة الصعبة التالية وإن كان عاطف طراونة لا يزال في موقع «الرقم» الصعب الذي ليس من السهل تجاوزه حتى لصالح مرشح ثقيل ومحتمل من وزن الجنرال والوزير السابق مازن القاضي.
طراونة الثاني قدم «إفادة» متعاونة للغاية مع الرزاز مؤخرا وحاول لفت نظر القرار المرجعي لأنه لا يزال الخيار المتساهل والمتعاون مع المرحلة خلافاً لما كان عليه الوضع أيام الملقي. تلك حسابات بكل حال قد تتغير تحت قبة البرلمان في اللحظات الأخيرة خصوصا وان رئيس الأعيان أحد ابرز اقطاب الدولة والنظام الرئيس فيصل الفايز لا يبدو مرتاحاً وهو يشعر بأن بعض التعليقات على وسائط التواصل والشائعات تبالغ في التشويش وتعتدي على كل الخصوصيات وتنتهك كل المحرمات.
المترصدون الإلكترونيون هاجمهم الفايز بقسوة علنا عدة مرات وخلف الستارة تلقى نصيحة بأن يصبر ويحتمل لأن ما يحصل هو من متطلبات النقد للشخصيات العامة.
لكنه شخصياً نصح في المقابل المخضرم المصري مرتين بأن «يخفف» من تصريحاته التي تثير جدلا وحساسيات بعنوان مخاطر صفقة القرن في الوقت الذي يبدو الثاني فيه وحيداً في نادي الرؤساء السابقين وهو يكرر .. «واجبنا نحن ان نشارك ونتحدث قبل غيرنا».
عموماً هذه المعطيات تظهر أن هيكل النخبة الأردنية «غير متجانس» أو «مشتت» هذه الأيام فيما تقفز أسهم الرزاز بسرعة ويحظى دون غيره بحالة «تشاورية نادرة جداً» مع الأمير حسن بن طلال الذي يبدو ان «خبرته» العميقة يطلبها الجميع اليوم.
وباتت تعبيراً عن «احتياج ملح» على مستوى الدولة والتحدي في الوقت الذي يقدم فيه الرجل ما يستطيع منطلقاً من الحرص والمسؤولية وبصورة يقدرها الجميع.
ظهر الأمير المخضرم في أكثر من مساحة مؤخرًا من بينها تلك الزاوية التي تخص تقديم النصيحة للرزاز وطاقمه والتداول في الشأن العام وقد تلامس بعض الإجتهادات هنا المنطقة المنفعلة المعنية بالملف السوري وبعد ان أدارت حكومة الرزاز التطورات الأخيرة على حدود الشمال بإقتدار بالتعاون مع الجيش والاجهزة الامنية كما أكد وزير الخارجية ايمن الصفدي لـ «القدس العربي».

هيكل «النخبة» الأردني: عتب وغضب في «نادي الرؤساء»… خبرة الأمير الحسن بن طلال تطل على المشهد وترقب لتشكيلة «الأعيان»
البخيت تغيب عن «عشاء الرئيس» لأنه ضد «المجاملات» والملقي يتهم
بسام البدارين

كيري يتهم طهران بإنفاق 55 مليار دولار من أموالها المجمدة على «الإرهاب» بعد الاتفاق النووي

Posted: 11 Sep 2018 02:37 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: أكد وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، أن رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، يعمل على اسقاط نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأشار جون كيري خلال لقاء تلفزيوني مع قناة «بي بي أس» الأمريكية، إلى خطورة قرارات ترامب على الولايات المتحدة، وأوضح أنه يواصل العمل على الإطاحة بالنظام الإيراني، وأن جميع الدول تحاول الحفاظ على الاتفاق النووي، إلا تلك الدول الإقليمية التي تعادي طهران.
وأوضح أن قرار ترامب في الانسحاب من الاتفاق النووي، أغضب حلفاء الولايات المتحدة، وأن ذلك أدى إلى تعزيز سلطة المتشددين في إيران، وأنه صعّب الموقف على كبار المسؤولين الإيرانيين للتفاوض مع واشنطن، لأن ترامب أظهر أنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة بسبب سياساته.
وأعرب كيري عن بالغ قلقه إزاء انفتاح الإدارة الأمريكية على كوريا الشمالية، وقال إنه لا توجد رؤية واضحة وصحيحة إزاء ملف خلع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.
ووصف قمة هلسنكي التي جمع ترامب بنظيره الروسي، بأنها «فضيحة بأتم معنى الكلمة».
وفي حديث منفصل، اعترف كيري بخطأ إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في التعامل مع إيران بعد الاتفاق النووي في 2015، حيث حصلت إيران على 150 مليار دولار على خلفية رفع العقوبات الأمريكية عنها، موضحاً في تصريحات للإذاعة الكندية، أن طهران أنفقت 55 مليار دولار من تلك الأموال على الحرس الثوري وتنظيمات إرهابية أخرى عملت على نشر الخراب والفوضى في المنطقة والعالم.
وفي سياق التصعيد المتواصل بين طهران وواشنطن، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن وقاحة الإدارة الأمريكية لا حدود لها، مؤكداً أنها بلغت حدا تهدد فيه حتى قضاة محكمة الجزاء الدولية في لاهاي، بالمقاضاة أمام المحاكم الأمريكية.
وكتب في تغريدة له على حسابه الشخصي لى موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» رداً على تهديد مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، لقضاة محكمة الجزاء الدولية في لاهاي بالمقاضاة أمام المحاكم الأمريكية، أن «واشنطن هددت بفرض الحظر على محكمة الجزاء الدولية وحتى مقاضاة قضاتها أمام المحاكم الأمريكية. ألا يبدي أحد الغضب (تجاه ذلك)؟ يبدو أن وقاحة هذا النظام الأمريكي المتمرد لا تعرف حدوداً».
وكتب متسائلاً «متى يتذمر المجتمع الدولي ويرغم أمريكا على التصرف كدولة عادية؟».
وعلى الصعيد ذاته، أكد النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، أن الأمريكيين يسعون إلى إنجاح تطلعاتهم ومآربهم السياسية عبر الضغط على الشعب الإيراني، وقال إن سياسة الحكومة الإيرانية ترتكز على إفشال تمرير هذه المؤامرات بأقل تكلفة ممكنة.
وشدد خلال كلمة له أمس الثلاثاء في ملتقى «تبادل العقود وتسمية مشاريع صناعات مياه الصرف الصحي والكهرباء والماء» على أهمية إتاحة الفرص للقطاع الخاص ليكون اللاعب الأول في الحقل الإقتصادي وعلى ضرورة سن قوانين تخدم هذا الشأن، وعلى أهمية تنشيط عملية مكافحة حقيقية للفساد الاقتصادي في البلد، واصفاً هذه العملية الكفاحية بأنها كافلة وضامنة لقيام القطاع الخاص بدوره الحقيقي في إقتصاد البلد، موضحاً بأن عملية مكافحة الفساد لا يجب أن تتلوث بقضايا الحسابات السياسية والخلافات الشخصية.
وأدان النائب الأول لروحاني انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي، واصفاً ما قام به ترامب من تصرفات بعد توليه مقاليد الحكم في الولايات المتحدة بأنه استهتار بالمقررات الدولية وعدم إحترام للقانون، موضحاً بأنّ إيران كانت تظن بأنّ التوقيع على الإتفاق النووي سيعود عليها بالتنمية.
وأضاف أن الحظر المفروض ضد إيران هو حظر ظالم، وأنّ ممارسات الأعداء الرامية إلى زيادة مدى الضغط على الشعب الإيراني للخضوع أمام مطالبهم هي ظالمة إيضاً.
وكان الخبير في السياسة الأمريكية والعلاقات الأطلسية بالمؤسسة الألمانية لدراسات السياسة الخارجية في برلين، البروفيسور جوزيف برامل، قد توقع أن «حرب ترامب على إيران مسألة وقت»، موضحاً أن «رفض إيران المطالب الـ12 التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وإبقاءها المجال مفتوحا للعودة لأنشطتها السابقة في مجال تخصيب اليورانيوم قد يدفعان الولايات المتحدة للرد بضربات وقائية».
ورأى الباحث الألماني البارز أن العقوبات الاقتصادية التي تعتزم واشنطن فرضها على إيران تعكس رغبة إدارة ترامب في الإضرار بأوروبا والصين، إضافة لاستهدافها تغيير النظام الإيراني.

كيري يتهم طهران بإنفاق 55 مليار دولار من أموالها المجمدة على «الإرهاب» بعد الاتفاق النووي
ظريف: وقاحة النظام الأمريكي لا تعرف حدودا
محمد المذحجي

العبادي يلجأ للمالكي بعد تخلي حلفائه عنه… و«الدعوة» يرفض تحميله مسؤولية الفشل في إدارة الدولة

Posted: 11 Sep 2018 02:36 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: بعد خسارة رئيس الوزراء العراقي، زعيم ائتلاف «النصر»، حيدر العبادي، رهانه بتجديد ولاية ثانية له، من خلال تخليه عن حلفائه الاستراتيجيين في «حزب الدعوة»، والتقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الداعم الأبرز لتحالف «سائرون»، يسعى للعودة مرة أخرى لرفاق للحزب بهدف تشكيل الكتلة الأكبر.
العبادي الذي تهاوت شعبيته بعد تفاقم أزمة البصرة، ورفعت يد مرجعية النجف عنه، فضلاً عن خسارته أبرز حلفائه داخل «النصر»، يحاول العودة إلى حضن ائتلاف «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، بوساطة القيادي في الحزب، علي الأديب.
وعلمت «القدس العربي» من أحد قيادات حزب «الدعوة»، أن «اجتماعاً عقد مؤخراً في منزل الأديب، جمع المالكي والعبادي»، مبيناً أن «الاجتماع عُقد بطلب من العبادي، في مسعى لتوحيد جناحي الحزب الدعوة (جناح المالكي، وجناح العبادي)».
وأضاف المصدر المقرّب من جناح المالكي، فضّل عدم الكشف عن هويته، إن «الأديب لم يرشح في الانتخابات الأخيرة (جرت في 12 أيار/ مايو الماضي)، حتى لا يكون محسوباً على إحدى الجهتين (المالكي، العبادي)، ويضطر لخسارة أحدهما، واتخذ موقفاً ذكياً بوقوفه على الحياد».
وأكد أن «رئيس الحكومة طرح فكرة توحيد الجناحين وإعادة دمج الكتلتين المنضويتين داخل الحزب (ائتلاف دولة القانون، وائتلاف النصر)»، مبيناً أن «حديثاً جرى في وقت سابق عن وجود سعي داخل حزب الدعوة لتوحيد صفوفه، وكان المالكي مرحباً بذلك، لكن العبادي كذّب تلك الأنباء وقرر الانضمام لسائرون».
وتابع: «اليوم جاء العبادي في محاولة لإحياء ذلك المسعى من جديد، لكن المالكي أخبره أنه (العبادي) لم يتبق لديه في ائتلاف النصر سوى 10 نواب، من مجموع 42 نائباً. أغلب أعضاء ائتلاف العبادي انسحبوا منه»، مؤكداً أن «المالكي أخبر العبادي أن اجتماعهما معاً لن يحقق الكتلة الأكبر».
وطبقاً للمصدر، فإن العبادي أبلغ المالكي والأديب أن «النواب الذين انشقوا من ائتلافه ذهبوا إلى دولة القانون»، لكن «ليس جميعهم جاءوا إلى دولة القانون، وإن قسماً منهم (بيارق الخير مثلاً) ذهبوا باتجاه سائرون، فيما لم يحدد البعض الآخر موقفه حتى الآن».
ولفت السياسي البارز وأحد قيادات «دولة القانون»، إلى أن العبادي «فهم أنه تم التخلي عنه من قبل حلفائه الاستراتيجيين ورفاقه في حزب الدعوة، في وقت بسابق، عندما قرر هو (العبادي) التخلي عنهم وخوض الانتخابات بكتلة منفصلة عن كتلة دولة القانون الممثلة للحزب، إضافة إلى انضمامه لتحالف سائرون بعد الانتخابات».
وأوضح أن «العبادي فهم أيضاً أن أصدقاءه الجدد (سائرون) استغلوه لعبور مرحلة ما ومن ثم تخلوا عنه»، في إشارة إلى مطالبة «سائرون» باستقالته وعدم التجديد له لولاية ثانية.
وأكد المصدر أن «العبادي أضر بحزب الدعوة، في وقت ينظر فيه الأمريكان للحزب أنه الجهة الوحيدة غير المرتمية في الحضن الإيراني، أو غير موظفة لدى إيران بمعنى أدق، فيما يعتبرون الجهات الشيعية الأخرى موظفة لدى الإيرانيين»، مبيناً أن «الأمريكان كانوا دائما مؤيدين لتولي الحزب منصب رئيس الوزراء».
ومضى إلى القول: «رغم المشكلات الكثيرة بين الحزب والأمريكان، غير أن واشنطن ترى أن الدعوة ليس إيرانياً ولا يأخذ أوامره من طهران»، موضحاً أن «علاقات قادة الحزب في زمن المعارضة مع الأمريكان لم تكن جيدة، على عكس البريطانيين».
وأضاف: «حزب الدعوة وقف بالضد من تحرير العراق باستخدام قوات أمريكية عسكرية، ولم يحضر مؤتمر لندن (انعقد في أواسط كانون الأول/ ديسمبر 2002، بهدف جمع الأحزاب المعارضة للحكومة العراقية آنذاك والتحضير لمرحلة ما بعد صدام حسين)، حضر أشخاص من الحزب فقط».

مرشح صدري

ورداً على سؤال بشأن خطوة حزب «الدعوة» المقبلة لضمان منصب رئيس الوزراء، بعد إعلان رجل الدين الشيعي البارز علي السيستاني رفضه تولي السياسيين السابقين للمنصب، أكد أن «الحزب يحاول ويبذل جهده للحفاظ على منصب رئيس الوزراء»، لافتاً إلى أن «في الفترة الأخيرة كانت هناك فكرة مطروحة بقوة، تهدف إلى إعادة إحياء التحالف الوطني (الشيعي)، ويكون التحالف مسؤولاً عن ترشيح رئيس الوزراء الجديد، لكن حديث المرجعية الأخير أنهى مشروع إعادة التحالف الوطني».
وزاد: «ذلك المشروع كان ماضياً بخطوات إيجابية، من بينها اقتراب سائرون للعودة إلى التحالف الوطني»، مشيراً إلى أن «في حال عاد التحالف الوطني، فإن كتلة سائرون ستستخدم وزنها (54 مقعداً برلمانياً) وحلفاءها لتمرير رئيس وزراء خاضع للتيار الصدري».
وطبقاً للمصدر فإن «سائرون يسعون إلى ترشيح مازن الأشيقر (سياسي ورجل أعمال) لمنصب رئيس الوزراء الجديد، كونه قريبا من التيار الصدري ويحظى بتأييدهم»، مبيناً أن «في حال نجح تحالف سائرون في تشكيل الكتلة الأكبر، فإن المنصب سيكون من حصتهم، وفي هذا الوقت لن يشارك الفتح ودولة القانون في الحكومة».
وعن العقبة الأبرز في طريق تحالف «سائرون» مع «الفتح»، أشار إلى أن «الحديث عن تمسك الفتح بتحالفهم مع دولة القانون، هو الذي يعيق تحالف سائرون مع الفتح، مجرد أعذار لا أساس لها»، موضّحاً أن «العقبة الأبرز تتمثل بعدم ثقة الفتح بسائرون في ترشيح رئيس وزراء يُعتمد عليه».
وختم حديثه بالقول: «التقارب بين الفتح وسائرون لتشكيل تحالف جديد صعب للغاية، وبعيد جداً عن التحقيق»، منوهاً بن «التوجه الآن هو تحرك محوري سائرون من جهة، والفتح ودولة القانون من جهة ثانية، على جميع أكبر عدد من النواب لإعلان الكتلة الأكبر».
وتولى حزب «الدعوة» الإسلامية إدارة الدولة العراقية منذ سقوط نظام صدام حسين، وترأس الكابينة الحكومية لثلاث دورات متتالية (دورتان للمالكي 2006 ـ 2014، ودورة للعبادي 2014 ـ 2018)، الأمر الذي دفع خصوم الحزب إلى تحميله مسؤولية «الفشل» في إدارة الدولة.
لكن الحزب أصدر بياناً، رفض فيه تلك المسؤولية، داعياً القوى السياسية إلى تشكيل الحكومة الجديدة بعيداً عن «المحاصصة والمصالح الخاصة».
وجاء في بيان لقادة الحزب: «إدراكاً من حزب الدعوة الإسلامية لمسؤولياته الشرعية والوطنية، ولخطورة المرحلة التي يمر بها العراق والمنطقة، والتحديات التي يواجهها، وبعد انتهاء الانتخابات النيابية والدخول في التوقيتات الدستورية التي سيتم بموجبها، تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، والدخول في مرحلة جديدة تستلزم العمل السريع لبناء العراق وتوفير الخدمات وبسط الأمن ومعالجة المشاكل التي عانى منها ابناء العراق».
وأكد على أن «العملية السياسية في العراق تأسست منذ التغيير وإلى الآن على أساس مشاركة جميع القوى السياسية سواء على مستوى السلطات التنفيذية المحلية والاتحادية أو على مستوى السلطات التشريعية، ولم ينفرد حزب الدعوة الإسلامية يوما وحده في اتخاذ القرارات التنفيذية أو القوانيين على المستوى التشريعي، ولا يتحمل وحده مسؤولية النجاح والفشل في ادارة الدولة».
ورفض «اتخاذ القرارات التي تتخذ خارج السياقات القانونية والدستورية، خصوصا القرارات ذات الأبعاد الاستراتيجية على جميع المستويات»، متعهداً بـ«تحمل مسؤولياته الشرعية والوطنية آزاء شعبه ووفاء لدماء شهدائه».
وأضاف: «إننا نتطلع الى حكومة تلبي احتياجات الناس، من خلال توفير الخدمات ومكافحة الفساد التي أكدت عليها المرجعية الدينية باستمرار من خلال نصائحها الأبوية وخطب الجمعة، التي تؤكد على توفير الاحتياجات الضرورية لمحافظة البصرة التي قدمت للعراق خيرة شبابها استجابة لفتوى الدفاع الكفائي التي أطلقها سماحة آية ألله العظمى المرجع السيد السيستاني».
واشار إلى أن «الحشد الشعبي» كان له «الدور الأساسي في حفظ العراق وهزيمة داعش، وقدم آلاف الشهداء والجرحى من أجل عزة العراق وحفظ كرامة العراقيين جميعاً، إلى جنب القوات المسلحة بمختلف صنوفها وتشكيلاتها»، لافتا الى أن «يجب أن يبقى قويا وذلك بتوفير كل متطلباته التي تفرضها طبيعة عمله والعمل على تنظيميه وحمايته وفق قانونه الذي أقره مجلس النواب العراقي. كما إننا نرفض أي ممارسة تساهم في إضعافه».
وشدد على «حفظ سيادة العراق ورفض كل التدخلات الأجنبية في شؤون العراق الخاصة».
كما رفض «الدخول في سياسة المحاور والتكتلات التي تضر بمصلحة وسيادة العراق والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وبناء علاقات متوازنة والالتزم بالقرارات الدولية التي تحفظ سيادة الدول واستقلالها»، مستدركاً أن «هذه المبادئ لا تمنع الحزب من الوقوف مع القضايا العادلة للشعوب والأمم».
ودعا الكتل السياسية إلى «تشكيل حكومة تتولى تحمل المسؤولية لبناء العراق والعمل على حل مشاكله المختلفة والتركيز على الخدمات الضرورية لحياة الناس، وأن تكون هذه الحكومة بعيدة عن المحاصصة والمصالح الخاصة والفئوية، وأن تكون مصلحة العراق ومصالح الناس هي الأساس الذي يجب الالتزام به وفق التوقيتات الدستورية وبأسرع وقت».

مرحلة جديدة

وختم البيان بالدعوة إلى «جمع الكلمة والعمل، لبدء مرحلة جديدة يتعاهد فيها الجميع لخدمة الناس ولمحاربة الفساد والابتعاد عن المصالح الشخصية والفئوية».
في المقابل، أكد القيادي في كتلة «بدر» المنضوية في تحالف «الفتح» محمد سالم الغبان، أن أحداث البصرة والأداء السيئ للحكومة في التعامل معها، أدى إلى «تصدع» تحالف «الإصلاح والإعمار»، مشيرا إلى أن ذلك أعاد الاصطفافات والتفاهمات بين «الفتح» و«سائرون».
وقال الغبان، وهو وزير الداخلية السابق، في بيان: «منذ البداية كانت رؤية تحالف الفتح أن يجتمع القادة السياسيين للاتفاق على رؤية وأسس في إدارة المرحلة المقبلة، وتشكيل الحكومة، وتحديد مواصفات الرئاسات الثلاث».
وبين أن «الكتلة الأكبر لم تكن غاية لتؤدي إلى التسابق والصراع والانقسامات، ولا زلنا نعتقد بذلك ونسعى لتحقيق هذه الرؤية».
وأضاف أن «موقفنا كان يقابله إصرار بعض الأطراف على ثنائية الحكومة والمعارضة، والتي لم تفرزها التجربة الديمقراطية الناشئة في العراق بشكل طبيعي، وإنما المراد إقصاء البعض ودفعه للمعارضة بشكل قسري وسلبي»، لافتاً إلى أن «هذا الوضع أدى إلى تشكل محورين متنافسين، مما عقد المشهد».

العبادي يلجأ للمالكي بعد تخلي حلفائه عنه… و«الدعوة» يرفض تحميله مسؤولية الفشل في إدارة الدولة
قيادي في «دولة القانون» لـ«القدس العربي»: السيستاني قضى على التحالف الوطني
مشرق ريسان

المرزوقي: تونس تعيش إفلاسًا سياسيًا واقتصاديًا والسبسي والشاهد يخوضان معركة انتخابية مبكرة

Posted: 11 Sep 2018 02:35 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قال الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي إن بلاده تعيش إفلاسًا سياسيًا واقتصاديًا تسبب به الصراع المستمر داخل «عائلة» الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، مشيرًا إلى أنه من «المضحك» أن من وضعوا رئيس الحكومة يوسف الشاهد، يتجهون اليوم لتحميله نتيجة سياساتهم الفاشلة التي قادت البلاد نحو هذا الوضع المتردي.
وقال، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» القطرية» بثتها الإثنين، إن الوضع في تونس يختلف عنه في مصر، لكن النتيجة واحدة وهي عودة النظام القديم ومحاولة تصفية الثورة، موضحًا أكثر بقوله: «عملية تصفية الثورة في تونس كانت أذكى وأعقد ولم تتكلف ما تكلفته القضية في سوريا واليمن، لكن النتيجة في نهاية المطاف نفسها، فهناك اليوم إحباط للثورة وعودة للنظام القديم الذي استطاع أن يستميل جزءًا من القوى التي كانت مع الثورة (وأقصد حركة النهضة). المشكلة أننا نعيش انهيارًا كاملًا للاقتصاد والروح المعنوية للشعب وتعفّن في المؤسسات».
وأضاف: «اليوم هناك صراع في قمة الدولة بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومته الذي اختاره هو، والبلاد تدفع ضريبة هذا الصراع. المشكلة الأساسية هي استعادة ذلك الزخم الذي كان يملأ التونسيين بالأمل. يجب معالجة هذه الأزمة قبل أن نصل إلى الانتخابات، وقد لا نصل إليها، لأن رئيس الجمهورية يقول إننا لا نحتاج الانتخابات في الوقت الحالي ويمكن تأخيرها. تصور إلى أي درجة وصل من الاستهتار بالدستور والقيم والعقد الديمقراطي الذي وصلنا إليه».
واعتبر، في السياق ذاته، أن الصراع القائم حاليًا بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المتمرد عليه- رغم أنهما من العائلة السياسية نفسها- هدفه الأساسي هو كيفية الوصول إلى سدة الحكم مجددًا (صراع مبكر على السلطة)، مضيفًا: «البلد في حالة إفلاس اقتصادي، وهم منشغلون بالانتخابات المقبلة، وقد رهنوا مستقبل تونس بهذا الأمر، ولذلك فمنذ اليوم حتى إجراء الانتخابات ستتعطل الآلة الاقتصادية، لأن الدولة منقسمة بين هذا الطرف وذاك، والناس سيقولون دعونا ننتظر حتى نرى مصير هذه الخصومة».
وأَضاف: «المضحك أن المدير التنفيذي للحزب الحاكم، وهو نجل الرئيس، الذي يحاول والده أن يجعله خليفًا له، لم يفهم أن قضية التوريث انتهت. هذا الابن أعطى تشخيصًا مضحكًا للوضع الاقتصادي والاجتماعي، حيث كرر كل ما قلناه منذ سنة حول انهيار الدينار والقدرة الشرائية وارتفاع الأسعار والتداين الخارجي وعدد العاطلين عن العمل، لكن الخديعة تكمن في أنه يقدم هذه الحصيلة على أنها نتيجة حكم يوسف الشاهد الذي سموه هم رئيسًا للحكومة. هؤلاء نجحوا في انتخابات 2014 بالإعلام والمال الفاسدين وبالكذب على التونسيين والقول إنهم غير متحالفين مع النهضة (رغم أنهم كانوا متحالفين معها سرًا)، وأن لديهم برنامجًا اقتصاديًا هائلًا، ولذلك هم الذين يتحملون مسؤولية الوضع المتردي الذي تعيشه البلاد».
ويعيش الحزب الحاكم صراعًا مستمرًا بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد (القيادي في الحزب) والمدير التنفيذي حافظ قائد السبسي (نجل الرئيس)، حيث اتهم الشاهد قائد السبسي في وقت سابق بمحاولة تدمير الحزب، فيما هدد شق حافظ بـ»طرد» الشاهد، وأدى هذا الصراع إلى استقالة جماعية لثمانية نواب وعدد من القيادات، في وقت تساءل فيه بعض المراقبين عن مصير الحزب الذي شهد خلال السنوات الأخيرة انقسامات عدة نتيجة الخلاف المستمر بين مكوناته المتناقضة.

المرزوقي: تونس تعيش إفلاسًا سياسيًا واقتصاديًا والسبسي والشاهد يخوضان معركة انتخابية مبكرة
قال إن الرئيس يسعى بشتى الطرق لتوريث نجله الحكم
حسن سلمان:

هل تنجح محاولات تركيا في إنقاذ إدلب عبر تهديد أوروبا بـ «ملايين اللاجئين»؟

Posted: 11 Sep 2018 02:35 PM PDT

إسطنبول – «القدس العربي» : مع إصرار روسيا وإيران على دعم هجوم واسع للنظام السوري على محافظة إدلب السورية وتراجع احتمالات نجاح الجهود الدبلوماسية التركية في منع وقوع الهجوم، لجأت أنقرة إلى إطلاق تحذيرات متتالية للعالم من «كارثة عظمى» وأزمة لاجئين تهدد أوروبا والعالم وخطر انخراط إرهابيين في صفوف اللاجئين في محاولة أخيرة على ما يبدو للوصول إلى موقف دولي داعم لجهودها بإنقاذ إدلب في الوقت «بدل الضائع» على حد تعبير محليين أتراك.
وطوال الأسابيع الماضية أبدى كبار المسؤولين الأتراك غضباً شديداً تجاه الموقف الدولي وخاصة الأمريكي والأوروبي الذي عارض استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية في إدلب دون معارضة قوية لمبدأ الهجوم على إدلب بالأسلحة التقليدية والذي قالت الأمم المتحدة إنه قد يسبب أسوأ أزمة إنسانية في القرن الواحد والعشرين. وإلى جانب المخاطر التي سوف يلحقها هجوم كبير للنظام السوري في إدلب على الأمن القومي التركي وعلى إنهاء المعارضة السورية بشكل نهائي، تخشى أنقرة من أن يؤدي الهجوم إلى نزوح أغلب سكان المدينة الذين تقول التقديرات إن عددهم يصل إلى 3.5 مليون مدني.

تكلفة باهظة

ولجأت تركيا خلال الأيام الأخيرة على إطلاق تحذيرات متتالية وصلت إلى حد «التلويح» و»التهديد» بأن تركيا لن تكون المتضرر الوحيد من هذه «الكارثة» وأن أوروبا سوف تدفع الثمن عبر موجة لجوء غير مسبوقة ستكون أسوأ من تلك التي عايشتها القارة في بداية الأزمة السورية وتسببت في مشاكل كبيرة لدول الاتحاد الأوروبي الذي يعجز حتى الآن عن التوصـل لاتفاق بين دوله على تقاسم أعباء اللاجئـين.
آخر هذه التحذيرات أطلقها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي خاطب المجتمع الدولي بضرورة «أن يعي مسؤوليته حيال هجوم إدلب، لأن تكلفة المواقف السلبية ستكون باهظة، ولا يمكننا ترك الشعب السوري تحت رحمة الأسد». وقال اردوغان في مقال كتبه لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، تحت عنوان «على العالم أن يوقف الأسد»، الثلاثاء: «إدلب هي المخرج الأخير، وإذا فشلت أوروبا والولايات المتحدة في التحرك فإن العالم أجمع سيدفع الثمن، وليس الأبرياء السوريون فحسب»، مضيفاً: «تركيا فعلت كل ما بوسعها من أجل وقف هذه المجزرة، وحتى نتأكد من نجاحنا، على بقية العالم أن ينحي مصالحه الشخصية جانبًا، ويوجهها لحل سياسي».
وذكر اردوغان العالم بأن تركيا تستضيف أكثر من 3.5 مليون سوري على أراضيها، مضيفًا: «وفي نفس الوقت أصبحنا هدفًا للتنظيمات الإرهابية كداعش، وبي كا كا»، وشدد على أن «هجوم النظام السوري على إدلب يتسبب بمخاطر أمنية وإنسانية خطيرة بالنسبة لتركيا، وبقية أوروبا».
المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين انتقد الدول الأوروبية إذ قال «إنهاء الحرب لا يشكل أولوية بالنسبة لها، وأنها لم تقدم جهوداً أو تتقدم بمقترح يذكر في هذا الخصوص إلى الآن»، مشيراً إلى أن «القلق الرئيسي للدول الأوروبية هو مواجهة موجة جديدة من الهجرة كما حدث في 2015 و2016»، لافتاً إلى أنه «لا يمكن لأي دولة بما فيها تركيا أن تتحمل بمفردها أعباء وقف الاشتباكات العسكرية والتوصل إلى حل سياسي والدفاع عن اللاجئين».
وقال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، إن بلاده لا تتحمل مسؤولية أي موجة هجرة تبدأ من محافظة «إدلب» السورية جراء الهجمات، وأضاف الوزير: «ممثلي جميع الدول التي تصف نفسها بالكبرى، يحنون رؤوسهم دائمًا عند الحديث عن المسألة السورية بالاجتماعات الدولية»، وذكر الوزير أوروبا بأن المعدل اليومي للمهاجرين غير النظاميين العابرين إلى اليونان من الحدود الغربية لتركيا، كان 6800 يومياً وتراجع اليوم إلى 79 فقط.
وتراجع عدد اللاجئين الواصلين إلى أوروبا بدرجة تصل إلى أكثر من 95% بعد توقيع أنقرة والاتحاد الأوروبي اتفاقاً لمنع الهجرة غير النظامية واتفاقاً لإعادة قبول اللاجئين مع اليونان، لكن تركيا اتهمت الاتحاد الأوروبي بعدم الإيفاء بالتزامات الاتفاق وهددت في أكثر من مرة بوقف العمل به.
والاثنين، حذرت الأمم المتحدة من احتمال حدوث ما وصفته بأكبر خسائر بشرية، خلال القرن الـ21، في محافظة إدلب، وذكر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك أن قرابة 4 ملايين مدني يعيشون في إدلب حاليًا، بينهم مليونان يحتاجون لمساعدات إنسانية، متوقعاً نزوح 800 ألف مدني في حال تنفيذ الهجوم على عموم إدلب.
وحتى اليوم تقول تقارير الأمم المتحدة إن أكثر من 30 ألف سوري نزحوا بالفعل من المناطق التي تم الإبـلاغ عن ضربات جوية بها في إدلب وريف حـــماة شـــمالي ســوريا.

إرهابيون خطرون

ودعا بولنت يلدريم رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، دول الاتحاد الأوروبي إلى التدخل من أجل وقف الغارات على إدلب السورية، مشدداً على أن المسألة لا تخص تركيا وحدها، وقال: «في حال لم يتدخلوا (الأوروبيين) لمنع استمرار القصف في إدلب، فإن تركيا مضطرة لفتح الطريق أمام اللاجئين للتوجه إلى أوروبا». وحذّر يلدريم من مغبة استمرار الحملة العسكرية على إدلب، مبيناً أنها قد تؤدي إلى لجوء نحو مليون شخـص إلى تركيـا.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو حذر أوروبا من احتمال دخول إرهابيين خطيرين إلى جانب اللاجئين إلى تركيا وأوروبا وهو ما قد يعيد خطر الهجمات الإرهابية إلى تركيا ودول الاتحاد كما حصل في السنوات الماضية.
وفي المرحلة الحالية تعمل تركيا على توجيه اللاجئين إلى المناطق الآمن في إدلب والمناطق الأخرى في عفرين ومناطق درع الفرات، لكن في حال تزايد أعداد اللاجئين يتوقع أن تضطر أنقرة لفتح حدودها واستقبال أعداد كبيرة منهم وهو ما قد يفتح الباب أمام وصول أعداد كبيرة منهم إلى أوروبا في حال غضت السلطات التركية الطرف عن سفن المهاجرين التي تنطلق من السواحل التركية وصولاً لليونان ومن ثم إلى باقي دول الاتحاد وهو السيناريو الذي تخشاه أوروبا أكثر من غيره.

هل تنجح محاولات تركيا في إنقاذ إدلب عبر تهديد أوروبا بـ «ملايين اللاجئين»؟
حذرت أيضاً من تسلل «إرهابيين» في صفوف اللاجئين
إسماعيل جمال

برلمانية في «نداء تونس» تدعو نجل السبسي للاستقالة و«الكتلة الوطنية» تنفي تبعيتها للشاهد

Posted: 11 Sep 2018 02:34 PM PDT

تونس – «القدس العربي»:قالت برلمانية في الحزب الحاكم إن حل أزمة الحزب يكمن في «استقالة» مديره التنفيذي حافظ قائد السبسي (نجل الرئيس التونسي)، فيما نفى رئيس كتلة «الائتلاف الوطني» المؤيدة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد أن تكون الكتلة «تابعة» للشاهد، واعتبر نائب آخر في الكتلة أن الشاهد مؤهل يكون «رجل المرحلة» في حال استمرار دعمه من أعضاء الكتلة.
ودوّنت فاطمة المسدّي البرلمانية في حزب «نداء تونس» على صفحتها في موقع «فيسبوك»: «شخصيا وقصد الخروج من هذه الازمة، ادعو حافظ قايد سبسي للاستقالة من الادارة التنفيذية للحزب وتفويض صلاحياتة لهيئة تسييرية حتى عقد المؤتمر الانتخابي الاول ان وجد». وتفاعل عدد من المستخدمين مع ما دونته المسدي، حيث تساءل محمود الفطناسي» هل يعتبر نداء تونس حزبا الان؟ وبأي صلاحيات يتحكم فيه حافظ قائد السبسي؟ من المفروض أن يقع عقد مؤتمر الحزب وتنبثق منه المسؤولية»، وأضاف «حركة تنشط منذ اكثر من 6 سنوات من غير مؤتمر بمجرد ترخيص، أين بلد القانون والمؤسسات؟»، فيما شكك آخرون بإمكانية اتخاذ قائد السبسي هذا القرار.
من جانب آخر، نفى رئيس كتلة «الائتلاف الوطنية» الداعمة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد «تبعة» الكتلة للشاهد، مشيرا إلى أن الكتلة هي «نتاج خلافات وصراعات سياسية سبقت يوسف الشاهـد منذ سنة 2012 (…) وقد تشكلت ليكون لها تأثير في البرلمان وكردة فعل عن الأزمة المتواصلة بعد أن احتكرت أطرافا معينة القرار السياسي وأصبحت توجه سياسات عكس ما تمّ الاتفاق عليه».
وأشار إلى أن الكتلة البالغ عدد نوابها حاليا 41، لن تصوّت على قرار سحب الثقة من الحكومة اذا ما تم طرحه بمجلس نواب الشعب، مضيفا «عدد من نواب الائتلاف الوطني يرون أن سبب الأزمة الراهنة ليس أداء الحكومة، وإنّما لوبيات عرقلت عملها وأنتجت محاصصات خدمة لمصالحها الضيقة».
فيما اعتبر النائب عن الكتلة، مروان فلفال، أن يوسف الشاهد قادر على أن يكون رجل المرحلة، ولكن ليس بمفرده بل «بمساندة نواب لا يمكن التشكيك في وطنيتهم»، في إشارة إلى نواب كتلته.
كما اعتبر أن من حق الشاهد الترشح للانتخابات الرئاسية «ولكن من المهم أن يكون منخرطا في مشروع سياسي أكبر لانقاذ تونس وإجراء الإصلاحات الضرورية»، مشيدا بما أسماه «صمود الشاهد إزاء اللوبيات والضغوط (المسلطة عليه)»، داعيا مختلف الأطراف إلى «الكف عن العبث السياسي الذي نعيشه اليوم».
وكان منجي الحرباوي الناطق باسم حزب «نداء تونس» أكد أن حزبه يتجه لـ»طرد» الشاهد والنواب الثمانية الذين أعلنوا استقالتهم قبل أيام وانضموا لكتلة «الائتلاف الوطني»، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيتم حسمه خلال اجتماع للهيئة السياسية للحزب.

برلمانية في «نداء تونس» تدعو نجل السبسي للاستقالة و«الكتلة الوطنية» تنفي تبعيتها للشاهد
دعته لتفويض صلاحياته لهيئة تسييرية للخروج من الأزمة

مصادر لـ «القدس العربي»: المخابرات المصرية تضغط لعقد لقاء ثنائي بين فتح وحماس لإطلاق جولة جديدة من مباحثات المصالحة

Posted: 11 Sep 2018 02:34 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» أن الوفد الأمني المصري الرفيع الذي التقى الرئيس محمود عباس وقادة حركة فتح في رام الله، ألح على ضرورة عقد «لقاء ثنائي» يجمع حركتي فتح وحماس برعاية مصرية قريبا، في إطار دعم جهود القاهرة من أجل المصالحة التي جرى تقديمها حاليا على ملف التهدئة.وحسب مصدر مطلع فإن الجلسة التي عقدها الوفد الأمني المصري الذي زار رام الله السبت قبل الماضي، تخللها نقاش مستفيض وطويل، عرضت خلاله حركة فتح تخوفها من عملية إجراء التهدئة قبل اتمام المصالحة، كون ذلك يضعف الموقف الفلسطيني الرسمي الذي تقوده منظمة التحرير في هذا الوقت الحساس، الذي تريد خلاله الإدارة الأمريكية تمرير مشروعها السياسي.
ولم يخل اللقاء من توجيه لوم من قيادة حركة فتح، للتحركات الأخيرة التي طرح خلالها ملف التهدئة كخيار أول، وإرجاء ملف المصالحة بشكل كامل، وعدم متابعة الجهود التي بذلت قبل ذلك، وتخللها تقديم القاهرة ورقة جديدة لحل الخلافات.
وخلال اللقاء كرر الوفد الأمني المصري، الذي وعد بالعمل على تسريع خطوات المصالحة، طلبه لحركة فتح، وهذه المرة أمام الرئيس محمود عباس، بضرورة موافقة الحركة على عقد «لقاء ثنائي» مع حركة حماس، خلال الأيام المقبلة في القاهرة، من أجل الإعلان عن انطلاق جولة جديدة هدفها إنهاء الانقسام.
والمعروف أن حركة فتح اتخذت قراراً سابقاً، بعدم اللقاء مع حركة حماس، وجعل التفاوض معها عبر الوسيط المصري، حتى قيامها بتطبيق باقي بنود اتفاق تطبيق المصالحة، الموقع يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي توقف العمل به، بعد تصاعد الخلافات، على خلفية تفجير موكب رئيس الحكومة ومدير جهاز المخابرات الفلسطينية خلال دخولهم إلى غزة في مارس/آذار الماضي.

فتح والرد النهائي

ولم تعط حركة فتح حتى اللحظة رداً نهائياً على طلب المسؤلين المصريين، بخصوص عقد لقاء مع قيادة حركة حماس، فيما تواصل الحركة ترتيباتها لخروج وفد رفيع منها إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة، لعقد لقاءات هدفها تجاوز المرحلة السابقة، والدفع باتجاه تسريع خطوات المصالحة، والتحضير لزيارة مرتقبة للرئيس عباس للقاهرة، قبل توجهه لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقاء خطاب هناك يوم 27 من الشهر الجاري.
وولم يفقد الوفد الأمني المصري الأمل في الحصول على موافقة من فتح لعقد «اللقاء الثنائي»، في ظل أنباء تشير إلى أن هناك طروحات بإعطاء الأولوية حاليا للقيادة الفلسطينية من أجل التحرك على المستوى الدولي والعربي، لترتيب الأوراق، قبل عقد اجتماعات الجمعية العامة، وعقد مؤتمر لمانحي «الأونروا»، لمواجهة الخطة الأمريكية القاضية بتصفية ملفي القدس واللاجئين، من خلال الضغط على الفلسطينيين.
وكان الرئيس عباس قال خلال لقائه بالمكتب السياسي لجبهة التحرير العربية، حين تطرق إلى قضية المصالحة الوطنية، أنها تعد «مصلحة وطنية عليا لمواجهة الظروف الصعبة والخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية».
وفي السياق كان خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أكد أن الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق تهدئة «ما زالت متواصلة»، لكنه قال إنه لا توجد ترتيبات لخروج وفد من حماس إلى مصر خلال الأسبوعين المقبلين.
ولم يقدم تفسيراً لفترة الأسبوعين التي قال إنها لا تحمل ترتيبات لخروج وفد من الحركة لمصر لكن يمكن ربطهما بالمدة المتبقية لعقد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخطاب الرئيس الفلسطيني المرتقب هناك، والذي سيحمل موقف القيادة الفلسطينية من التطورات الحاصلة، بعد قرارات أمريكا الأخيرة بوقف دعم «الأونروا» وإغلاق مكتب منظمة التحرير، ومن قبل الاعتراف بالقدس كعاصمة للاحتلال.
إلى ذلك قال الحية في تصريحات تلفزيونية إن حركته أعطت فرصة لمصر وللأمم المتحدة، من أجل رفع الحصار عن غزة، وأضاف «كانت هناك إشارات واضحة ومهمة، لكن السلطة حاولت عرقلة الأمر»، لكنه أشار إلى أن تلك المباحثات لا تزال مستمرة، مؤكداً أن الاحتلال سيدفع الثمن لأنه يتحمل المسؤولية الكبرى في الحصار.
وقال «رفع الحصار عن غزة يعد إنجازا لمشروع المقاومة، وهم لا يريدون لهذا الإنجاز أن يتحقق، متسائلاً إن كان يعقل لفصيل يشارك في الحصار على غزة أن يترأس وفدًا لمفاوضة الاحتلال على رفع الحصار عن غزة»، وكان بذلك يشير إلى حركة فتح.
ولفت الحية إلى أن المصريين في لحظة ربطوا ملف المصالحة الوطنية بالتهدئة وكسر الحصار، موضحا أن ربط المصالحة بجهود التهدئة «مطلب من مطالب السلطة التي لا تزال تحاول إجهاض الجهود المبذولة من الأطراف كافة»، واتهم السلطة بالعمل على «عرقلة مسار التهدئة بعد أن قطعت شوطاً مهما».
وأكد أن أدوات مسيرة العودة ما زالت بأيدي الشعب الفلسطيني، وأن الشعب بمقدوره العودة لها متى يشاء، وكان بذلك يشير إلى «الطائرات والبالونات الحارقة»، مؤكدا أن حماس لن تدفع «أثمانا سياسية» مقابل رفع الحصار.

هدف أسمى

وشدد القيادي البارز في حركة حماس، على ضرورة أن تصبح الوحدة الوطنية «هدفا أسمى» في ظل التحديات الكبيرة، التي يواجهها الشعب الفلسطيني بسبب سياسات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى، ومحاولات التهجير، والانحياز الأمريكي، وأشار كذلك إلى أن حركة حماس قدمت كل ما طلب منها بخصوص المصالحة، مرجعا سبب عدم تحقيقها إلى عدم تقديم الرئيس عباس أي شيء لتطبيقها، كما قال.
وأكد الحية أن حكومة الوفاق لم تعد الحكومة المؤهلة لتقود الشعب الفلسطيني، مضيفا «نريد أن نشكل حكومة وحدة وطنية، ونريد مجلسا وطنيا توحيديا ورفع العقوبات عن غزة، والذهاب إلى الانتخابات».
وفي السياق أيضا، كشف النقاب عن مغادرة وكيل وزارة الاقتصاد في غزة، أيمن عابد، القطاع إلى العاصمة المصرية القاهرة، ترافقه مجموعة من رجال الأعمال في قطاع غزة وشخصيات اقتصادية، لمناقشة وبحث ملفات لها علاقة بجلب بضائع من مصر، في زيارة هي الأولى من نوعها، تجمع مسؤول حكومي من غزة ورجال أعمال.
وخلال المباحثات الأولى لعملية التهدئة التي استضافتها مصر جرى الإعلان عن وجود ترتيبات لخروج وفد من رجال الأعمال من غزة للقاهرة، للبحث في عملية استيراد البضائع المصرية، خاصة في ظل عملية التضييق التي تفرضها إسرائيل على المعبر التجاري في غزة. ومنذ العام الماضي شرعت مصر بإدخال شاحنات تقل مواد غذائية ووقودا إلى القطاع من خلال معبر رفح المخصص للأفراد.

مصادر لـ «القدس العربي»: المخابرات المصرية تضغط لعقد لقاء ثنائي بين فتح وحماس لإطلاق جولة جديدة من مباحثات المصالحة

أشرف الهور:

محكمة الصحافي المغربي توفيق بوعشرين تستلم نتائج الخبرة التقنية لأشرطة فيديو عن ممارساته المزعومة

Posted: 11 Sep 2018 02:33 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : دخلت قضية الصحافي المعتقل توفيق بوعشرين مالك جريدة «أخبار اليوم» منعطفا آخر بعد أن أعلنت محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء توصلها بنتائج الخبرة التقنية للأشرطة التي توثق ممارسات جنسية يزعم الاتهام أنه تم حجزها في مكتب الصحافي وأنها دليل إدانة ضده، واحتدم النقاش بين هيئة دفاع بوعشرين التي أكدت أن الخبرة التي أنجزت لدى الدرك الملكي لم تثبت شيئا ضده وبين هيئة دفاع المشتكيات التي تصر على أن الأشرطة دليل إثبات وبأنها غير مفبركة.
وقال محمد زيان، عضو هيئة دفاع الصحافي أن الخبرة لم تثبت أن المتواجد في تلك الأشرطة هو شخص توفيق بوعشرين فعلا، معتبرا أن الخبرة هي في صالح الدفاع وستعيد الملف لنقطة البداية لأنها لم تجب على الأسئلة التي دفعت المحكمة لطلب الخبرة، مشددا على ضرورة رفع السرية عن الجلسات لضمان محاكمة عادلة عبر فتح الجلسات أمام الإعلام والهيئات الحقوقية الوطنية والدولية، هذا في حين تسرب للإعلام أن الخبرة التي أنجزها مختبر الدرك أكدت على عدم وجود أي تلاعب في الفيديوهات.
وقال أشرف طريبق، منسق «لجنة الحقيقة والعدالة في قضية الصحافي توفيق بوعشرين» أن اللجنة لم تطلع بعد على التقريرالكامل الذي أنجزه المختبر التابع للدرك الملكي بطلب من القاضي المكلف بالقضية «لكن انطلاقا مما سبره الإعلام فهناك ملاحظتان أساسيتان: أن الفيديوهات لم يمسسها أي تحريف من مصدرها الذي هو القرص الصلب المحجوز، والثانية أنه لم يصرح بهوية الأشخاص المتواجدين في الملفات المرئية ومن قام بالتصوير» مردفا في تصريحه لـ»القدس العربي» أن «هذا يعني في نظري أنه لم يقدم الإجابة التي نسعى إليها جميعا، ولم يجعل من الفيديوهات حجة دامغة ضد الصحافي توفيق بوعشرين. لأنه من الممكن أن يكون أشخاص آخرون وراء عملية التصوير. لا نستبق الأحداث، لأنه من الممكن اللجوء لخبرة تكميلية من طرف جهات أخرى حتى يتم التيقن من ملابسات القضية» خاتما بالقول أن «المتهم له إثباته وحججه التي تؤكد أنه كان خارج المكتب أثناء عملية التصوير و أنه كان يقوم بأعمال أخرى بدل ممارسة الجنس».
وفي اليوم نفسه الذي تم فيه الإعلان عن توصل المحكمة بنتائج الخبرة قررت المحكمة كذلك إدخال ملف طلب السراح الذي تقدم به دفاع بوعشرين، إلى المداولة قصد النطق بالحكم يوم الجمعة المقبل وذلك بعد أن تم رفض الطلب ابتدائيا واستأنفه الدفاع متشبثا بوجود ضمانات قانونية وواقعية تدعم حق بوعشرين في تمتيعه بالسراح المؤقت معتبرة أن الإبقاء عليه رهن الاعتقال سيؤثر على المقاولات التي يملكها مما يهدد العاملين بها في أرزاقهم.
وبعد حوالي ستة أشهر من اعتقاله لا زالت قضية بوعشرين تثير الجدل بسبب التهم الموجهة («اتجار بالبشر» و«اغتصاب» و«تحرش» …) لصحافي معروف بخطه النقدي وبكون إفتتاحياته كانت مبعث انزعاج لجهات في السلطة وكذلك الخط التحريري لجريدته «أخبار اليوم» التي باتت تعيش مؤخرا حصارا ماليا خانقا يهددها بالإفلاس حسب مصادر من الجريدة أكدت أن إدارة هذه الأخيرة ناقشت مع العاملين بها التخلي عن 20 ٪ من أجورهم لإنقاذ الجريدة وضمان عمل طاقمها.

محكمة الصحافي المغربي توفيق بوعشرين تستلم نتائج الخبرة التقنية لأشرطة فيديو عن ممارساته المزعومة

سعيدة الكامل

الجرائد المصرية تصدر بعناوين واحدة ومحتوى متشابه والرقابة أيا كانت قاتلة لأي صحيفة

Posted: 11 Sep 2018 02:32 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أمس قامت الدنيا ضد المفوضية الدولية لحقوق الإنسان، التي نددت بأحكام الإعدام التي طالت الكثير من أعضاء الإخوان مؤخرا، واتهم بعض الكتاب المنظمة بالتآمر على مصر وتلطيخ سمعة الدولة المصرية ومؤسسة القضاء. وأسفر بيان المفوضية عن حالة من الغضب، واعتبر كتاب البيان الأممي بمثابة تدخل في شؤون مصر الداخلية، ووصلت أصداء الغضب ساحة مجلس النواب، الذي بدا رئيسه غاضبا، حيث أكد على أنه لا يمكن التدخل في أحكام القضاء المصري، مؤكدا على أن مصر دولة تحترم الدستور والقانون. كما استنكر نادي قضاة مصر ما تناوله التقرير الصادر عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان بشأن الأحكام الصادرة في إحدى القضايا بالنقد والتعليق، واعتبر بيان صادر عن نادي قضاة مصر أن هذا التناول يعد تدخلا سافرا وغير مقبول في أعمال القضاء المصري.
‬وتناولت الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 11 سبتمبر/أيلول، عددا من الموضوعات منها، إعلان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان، إنشاء 20 مدينة جديدة على مساحة 580 ألف فدان، حيث تستوعب 30 مليون نسمة وتوفر الملايين من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة. وكذلك الاستنكارات التي انطلقت عقب ما تناوله التقرير الصادر عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان بشأن الأحكام الصادرة في إحدى القضايا بالنقد والتعليق. كما اهتمت الصحف ببحث المجموعة الوزارية الاقتصادية، خلال اجتماعها برئاسة مدبولي، عددا من الأفكار والمقترحات لتذليل المعوقات أمام القطاع الخاص، ووضع رؤية واضحة للنهوض بدوره المهم، باعتباره المحرك الأساسي للتنمية، وتحسين مؤشرات أداء الاقتصاد. وتطرق الاجتماع إلى دراسة أنسب السبل لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية وتشجيع الصناعة.
كما اهتمت الصحف بخبر تصفية 11 إرهابيا خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن، أثناء مداهمة القوات محطة وقود مهجورة في العريش، اتخذها الإرهابيون وكرا لهم، حيث عثر في حوزتهم على عبوتين ناسفتين وأسلحة نارية وذخيرة. وانفردت «الأهرام» بتأكيد الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، على أن عملية القضاء على قوائم الانتظار لمرضى الجراحات والتدخلات العاجلة تسير بمعدلات فاقت التوقعات، منذ انطلاقها في يوليو/تموز الماضي.

هارب من العدالة سبع سنوات!

واقعة قتل حارس عقار في الشروق، زوجته الشابة وأطفاله الثلاث (حسن وحسين ودعاء)، ربما سيحشرها البعض كما يقول محمود سلطان في «المصريون» في سياق القمع الطبقي، الذي يدهس الفقراء والغلابة حاليا وبلا رحمة، هكذا لاحظت التعاطي مع حوادث مشابهة خلال الشهرين الأخيرين (أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2018). أنا ـ هنا ـ ربما لا يعنيني تفسيرها، أو سببها، فهي ـ كما هو معلن حتى الآن ـ قضية «شرف»: القاتل اعتقد أن زوجته على علاقة مع صاحب العقار الذي يعمل فيه حارسا، فشك في نسب أولاده إليه، فذبحهم جميعا، إلا صاحب العقار! المفاجأة التي «طرمخ» عليها الجميع، أو على الأقل أخفاها في تلابيب التقارير، بالإشارة إليه على عجالة في ذيل الخبر، هي أن «الأب ـ الزوج» القاتل، هارب منذ عام 2011، من حكم بالإعدام في جريمة قتل، تأملوا، مجرم خطير ظل هاربا لمدة سبع سنوات من حكم بالإعدام، وعاش مطمئنا يرفل في نعيم الحياة يأكل ويشرب ويتزوج وينجب ويتنقل من عمل إلى آخر، ويسافر من القاهرة إلى سوهاج لزيارة أهله ويعود، ولم يكتشف أمره أحد إلى أن ذبح أولاده الثلاث وزوجته. المفاجأة التي لم تنشر، هي أن القاتل بعد أن ارتكب جريمته البشعة، سافر إلى سوهاج لقتل شقيقه بسبب خلاف مالي، وعندما علم الشقيق نيته هرب واختفى، إلى أن قبضت عليه الشرطة، واستجوبته بشأن ما ورد إليها من معلومات تفيد بأنهما التقيا في سوهاج، ما ساعد على ضبط شقيقه حارس العقار القاتل، وهو يستقل القطار عائدا إلى القاهرة. الشاهد في هذه الواقعة تحديدا، هو أن من قتل مرة، يسهل عليه القتل مرات ومرات، ولا ندري لم تُرك طوال السنوات السبع هاربا، رغم خطورته، هل لذكائه وشطارته؟ أم بسبب تواطؤ وإهمال بعض العاملين في الجهة المناط بها تنفيذ أمر المحكمة بضبطه وإحضاره لتنفيذ عقوبة الإعدام؟ دم الضحايا ليس في رقبة «الزوج ـ الأب» المجرم وحده، وإنما في رقبة من تركوه حرا ليقتل الواحد تلو الآخر، حتى لو كان شقيقه أو أبناءه وزوجته. اللافت أيضا في هذه الواقعة، أن القاتل المجرم، لم يستقو إلا على الضعفاء: الزوجة وأطفاله فقتلهم، فيما لم يقو على مواجهة صاحب العقار ـ الذي خانه مع زوجته كما يعتقد هو ـ فتركه يفلت بحياته، وهي مفارقة دالة في رمزيتها، فصاحب العقار يعتبر «قوة مالية»، سلطة باطشة، وبعض الناس في بعض المناطق بأسهم بينهم شديد، في حين أمام السلطة أيا كانت هويتها، يطأطئون الرؤوس ويحنون ظهورهم لكي يمتطيها صاحب السلطة، ولو أهانه وضربه على «قفاه» أمام الخلائق، وحارس العقار نموذج لهذا السلوك الإنساني شديدة الرخص والخسة، رحم الله الضحايا».

لماذا قتلوا؟

أصبح القتل لأتفه الأسباب سمة رائجة، وهو ما يقلق محمد عصمت في «الشروق»: «قتل عاطل قهوجيا في الجيزة لخلاف على ثمن كوب شاي، وفي بولاق الدكرور قتل زوج زوجته بعد تركها منزل الزوجية وإقامتها عند أهلها، وفي أسوان قتل شاب أمه وخالته لانتقادهما لتصرفاته، وفي أسيوط قتل موظف صديقه الذي يسكن في عمارته لعدم قدرته على تسديد 1700 جنيه قيمة إيجار متأخر عليه، وفي الرحاب انتحر رب أسرة بعد أن قتل زوجته وأبناءه، وفي بولاق أيضا قتل ابن فنان شهير زوجته وطفلتيه، وفي فارسكور أب يعترف بقتل طفليه بإلقائهما في النيل، في جريمة لا يزال يحيط بها بعض الغموض، وفي دير أبو مقار قتل راهبان رئيس الدير بمنتهى الوحشية، وفي التجمع قتل أب خطيب ابنته بعد أن استدرجته إلى شقة أسرتها، وفي بنها لقي زوج وأبناؤه الأربعة حتفهم بالسم، ومنذ عدة أيام ذبح أب زوجته وأبناءه الثلاثة في مدينة الشروق، في أحدث حلقة من هذا المسلسل الدامي. هذا العنف الهمجي المصاحب لهذه الجرائم لا يعترف بأي فوارق طبقية أو تعليمية، حيث يتواجد في جرائم الفقراء مرورا بمتوسطي الحال نهاية بفئة المليونيرات، من سكان العشوائيات حتى قاطني الفيلل والقصور، وهو في حقيقة الأمر يبدو وكأنه المحطة الأخيرة لسلسلة طويلة من حوادث العنف المختلفة، وفي معاركنا التافهة على شاشات الفضائيات التي لم تسلم منها حتى البرامج الفنية والرياضية، بل وفي كل مناحي حياتنا خلال تعاملاتنا اليومية. أيا كان الأمر، فهذه الجرائم ترسل إشارات تحذيرية خطيرة لما يجري تحت سطح حياتنا الراكد،، مجتمع يفقد عقله وأعصابه».

الانتحار مكلف

عزة كامل بدت غاضبة أمس في «المصري اليوم»: «وصف رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق حوادث الانتحار التي تحدث في محطات المترو بـ«الأفعال غير المسؤولة»، مؤكدا أن الشركة لا تتحمل المسؤولية تجاه تلك الأفعال، وأن الحل الوحيد للقضاء على هذه الظاهرة يتمثل في تركيب بوابات إغلاق لحين تنفيذ الخطوط الجديدة للمترو، وهذا الاقتراح مكلف للغاية ومن الصعب تطبيقه، وأضاف: «اللي عاوز ينتحر لو قفلت قدامه المترو هيروح للسكة الحديد، ولو قفلت السكة الحديد هيروح برج القاهرة، وينتحر بأي طريقة، وبالتالي إحنا غير مسؤولين عن قصة الانتحار». لم يفكر هذا المسؤول لماذا ينتحر الناس بطرق عنيفة؟ ولماذا كثرت حالات الانتحار في مجتمعنا؟ ولماذا يختار الشخص المترو وسيلة للانتحار؟ ألم يخطر في بال هذا المسؤول أن الموت دهسا تحت عجلات المترو هي رسالة من الشخص المنتحر للمجتمع والمقربين منه ليندموا على رحيله، وليبقى مشهد الانتحار ماثلا أمام أعينهم لإدانتهم؟ هناك عدة أسباب قد تدفع الناس للانتحار، من أهمها الاكتئاب، الأكثر شيوعا لإقدام الناس على الانتحار. فدائما ما يصاحب الاكتئاب الشديد شعورٌ غامرٌ بالمعاناة من جرّاء الوجود في هذا العالم لدى المصابين بالاكتئاب الحاد، وكثيرا ما يعاني الناس من الاكتئاب في صمتٍ، وبدون أن ينتبه لهم أحد، ويخططون للانتحار بسبب وطأة عوامل قاسية وظروف غير مريحة في العمل أو الأسرة أو الدوائر الاجتماعية الخاصة بهم، أو بسبب تعرضهم للعنف والمهانة، أو عدم توحدهم واندماجهم في المجتمع، فيغدو الموت هو الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام الأبدي».

الصحافة الورقية

«نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» تحققان فقزات توزيعية هائلة بسبب وحيد يعزيه فراج إسماعيل في «المصريون» إلى جودة المحتوى، وهذه الجودة يقول الكاتب، لا تتحقق بمجرد اجتذاب صحافيين محترفين يحسنون اختيار الأخبار واصطيادها وعرضها بشكل جذاب وتفاصيل دقيقة. أول شروط الجودة هو الاستقلالية، الكتابة والنشر بدون أي رقابة حتى لو كانت من رئيس التحرير. الرقابة أيا كان شكلها قاتلة لأي صحيفة. مهما غيرت من رؤساء التحرير فإنه سيفشل إذا لم يتوفر له مناخ آمن مطمئن. هذا سر الخلطة في الصحيفتين الأمريكتين اللتين تشغلان العالم حاليا، بما تكتبانه وتكشفانه عن إدارة الرئيس دونالد ترامب. يكفي أن يأخذ القارئ أي موضوع أو خبر من الصحيفتين بمصداقية تبلغ مئة في المئة وبدون أي ذرة من الشك. إذا قالوا لك إن «البوست» و«التايمز» منحتا قبلة الحياة للصحافة الورقية عندنا، ونسفتا كل التحليلات والتوقعات التي تتنبأ بانقراضها، فقل لهم: وأين نحن من الاستقلالية التي تتمتعان بها. صحفنا على كثرتها، تصدر بعناوين واحدة ومحتوى متشابه كأن محررا واحدا كتبها. الأخبار كلها هي بنات الأمس سبق للقارئ أن قرأها قبل يوم كامل على الإنترنت. وإذا ظهرت لنا صحيفة ناجحة فإننا ندمرها برؤساء تحرير يرهنون صحيفتهم للتعليمات التي تأتي من خارج مبنى الصحيفة. نعم، «البوست» و«التايمز» تقدمان وصفة سحرية، دواء شافيا منجيا لبقاء الصحافة الورقية على قيد الحياة، لكنه دواء لا يصلح لصحافتنا. المادة الفعالة فيه ستكون مشلولة منتهية الصلاحية تشبه الأدوية المغشوشة المصنعة في بير السلم بسبب كثرة الخطوط الحمراء التي لا تبقي شيئا سوى أخبار الجريمة والانتحار وأسواق الخضار والفاكهة ومقالات وموضوعات التطبيل والتعظيم والتصفيق. الباقي من عمر صحافتنا الورقية في العالم العربي سيظل قصيرا ولن يفلت من الانقراض، لأن الصحافة الناجحة تعني بيئة سياسية واقتصادية ملائمة لا سلطان عليها إلا للقانون والقضاء وفي حماية الدستور. كل ذلك غير متوفر. «التايمز» و«البوست» لم تعطيا صحافتنا الورقية قبلة الحياة لأنها بالفعل تعيش بأجهزة التنفس الصناعي. البيئة الحرة وحدها هي التي أبقت «نيويورك تايمز» صحيفة ناجحة متألقة هائلة التوزيع منذ أسست في شقة صغيرة مغلقة بلا نوافذ ومضاءة بالشموع في مانهاتن في نيويورك في منتصف القرن التاسع عشر، حتى أصبحت في ما بعد شركة كبيرة مساهمة تصدر عدة صحف. لا يستطيع ترامب رئيس أقوى دولة في العالم أن يفعل لها شيئا سوى أن يتذمر ويغضب ويتوت على حسابه في تويتر. الغضب الرئاسي يعلي من شأنها ولا يمكنه أن يوقفها أو يطيح برئيس تحريرها أو بكبار محرريها أو بالمحرر المسؤول عن الخبر أو الموضوع مثار الجدل والغضب. عندما ظهرت عندنا صحف لا تكتب جنب الحيط، نجحت وسجلت أرقاما قياسية توزيعيا. «الوفد» برئاسة المرحوم الأستاذ مصطفى شردي وصل توزيعها في أعداد الخميس إلى مليون نسخة، «المصري اليوم» برئاسة الأستاذ أنور الهواري قدمت في بداياتها نموذجا لصحافة مستقلة جديدة بمحتوى مختلف ومستقل وجريء، فأقبل عليها القراء وسجلت أرقاما مرتفعة. العيب لا يكون غالبا في رؤساء التحرير. مهما غيرتهم وجئت بغيرهم فلن يصلحوا شيئا في بيئات مكبلة بالقيود والخطوط الحمراء».

أمر مخجل

ومن بين المتشائمين في «أهرام» الثلاثاء أسامة الغزالي حرب: «بشرنا الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في بيان أصدره السبت الماضي (8/9) بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية، أن معدل الأمية في مصر انخفض من 39.4٪ عام 1996 إلى 29.7٪ عام 2006 ثم إلى 25.8٪ عام 2017 بما يشمل 18.4 مليون فرد. وقال البيان إن معدل الأمية بين الذكور 21.1٪ مقابل 30.8٪ بين الإناث عام 2017، وأن معدل الأمية في الريف 32.2٪ مقابل 17.7 ٪ في الحضر. حسنا… إنني لا أجد في تلك الأخبار ما اعتبره أمرا سارا أو مبشرا، حتى مع تناقص أعداد ونسب الأميين. أن يكون ربع المصريين أميين هو أمر يدعو فقط للخجل، وأن يكون ما يقرب من ثلث نساء مصر أميات فذلك يدعو لخجل أكبر، ونحن في نهاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين. هذه النسب أيها السادة تضع مصر في مكانة متقدمة مقارنة بدول مثل أفغانستان وبنغلاديش وبوركينا فاسو وتشاد ورواندا وغامبيا! ولكنها للأسف تضعها في مرتبة أدنى من معظم الدول العربية ولا أقول الدول الأوروبية أو الآسيوية. نعم… أدنى من سوريا وتونس والجزائر والكويت والأردن وعمان والإمارات. حقا، إن العبء في مصر كبير بسكانها الذين يقتربون من المئة مليون، ولكن إمكاناتها وتاريخها وثقافتها تجعل القضاء على هذا العار أمرا ممكنا، بل وسهلا لو توافرت الإرادة لذلك الهدف. القضاء على الأمية يوفر عنصرا مهما للقضاء على أمراض اجتماعية خطيرة، تعشش في أجواء الجهل والظلام والتخلف. لقد لفت نظري أن أعلى معدل للأمية في الصعيد موجود في المنيا، أليست هى التي شهدت حادث الاعتداء الطائفي الأخير في دمشاو هاشم؟».

الفلاحون في الأرض

«المشاركون في نقاش في الجامعة الأمريكية حول أزمة الفلاحين طرحوا، كما تابع طلعت إسماعيل في «الشروق»، العديد من الاقتراحات في مواجهة شح المياه مع عدم حرمان الفلاح من اختياره لزراعة المحصول الذي يفضله، وبدا واضحا في نبرة الفلاحين الذين جاءوا من عدة محافظات إلى القاهرة مدى عدم رضاهم عن قرار تحديد مساحة زراعة الأرز بـ800 ألف فدان، والنص على عقوبة الحبس في قانون الزراعة الأخير للمخالفين، وتساءل البعض: أين ذهبت كمية المياه التي جرى توفيرها، بمنع زراعة الأرز؟ وإذا كان نقيب الفلاحين حسين عبدالرحمن اختار بدء حديثه بإلقاء عدد من الأبيات للشاعر بيرم التونسى التي تحدث فيها عن ظلم الفلاح، فإن سخونة النقاش بلغت ذروتها، عندما تحدث الدكتور صقر النور عن توزيع المياه بين الفلاح التقليدي والمستثمرين الزراعيين، أو ما سماه «من مياه الفلاحين إلى مياه المستثمرين»، مشيرا إلى أن الأراضي الجديدة يملك الخريجون وصغار الفلاحين 25 ٪ منها، بينما الحصة الأكبر تذهب للمستثمرين الكبار الذين يزرعون محاصيل للتصدير تستهلك كمية كبيرة من المياه مثل البرتقال والموز والعنب. الدكتور حامد عبدالدايم المتحدث باسم وزارة الزراعة قال ردا على الدكتور صقر إن «الفلاحين ليس لديهم مشكلة، وأرجو ألا نتسبب في إثارة المشكلات»، وأضاف «أعترض على مقولة المياه من الفلاحين إلى المستثمرين، وهناك قرار بمنع زراعة الموز إلا بالتنقيط، كما أن الكلام عن العنب والبرتقال يعنى أنه لن يكون لدينا تصدير»، مؤكدا على أن الحديث يجب أن يدور حول ما يمكن توفيره من المياه مع الحفاظ على زراعات يجب ألا نفقدها مثل الموالح والخضروات».

يحدث في مصر فقط

هل توّد أن تصير دكتورا؟ أي تضع حرف الدال أمام اسمك؟ الموضوع بسيط، في رأي الدكتور محمد أبو الفضل بدران في «الوفد»، حَ نبيع لك الدكتوراه الفخرية، مَنْ أنتم؟ – على رأي القذافي؟- نحن مجموعة أصحاب كوّنا معا شلّة سميناها المجلس، الهيئة، صالون الاتحاد،، المهم سنعطيك الدكتوراه. ممكن نحذف الفخرية؟ طبعا دكتوراه بدون فخرية؟. ولا تعرف المانح، وقد تجهل الممنوح، لأن الجميع يعرف أن الموضوع «شيّلني وأشيلك» والأمر لا يقف عند منح الدال، بل المستشارية أيضا «قررنا نحن السيد.. منح السيد.. لقب المستشار، مَنْ نحن؟ لا نعرف. والعجيب أن المتدكتر سيطبع بطاقات التعارف والمعايدة وسيصبح اسمه مسبوقا بحرف الدال، وستتسابق عليه وسائل الإعلام، أما المستشار فإن حروفها «أي كلمة مستشار» ستملأ الشاشة والكرت الذهبي، وهل توجد هيئة تفرز هذه الألقاب وتمحصها وتدققها وتحبس مانحيها وممنوحيها؟ أين ومتى؟ بلد العجائب، في مصر فقط يشكر المشتري البائع، وربما يتشاغل البائع ولا يرد، أما في بلاد الله الأخرى فالبائع يشكر المشتري مبتسما لأنه اختار متجره ليربحه. في مصر فقط تقرأ على جدار «حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يلقي القمامة هنا» فيصر البعض على أن يلقوا القمامة تحت هذه الكتابة، وصندوق القمامة فارغ على بعد أمتار من الجدار. من أغرب المواقف في حياتي جاءني أحد الطلاب طالبا مني التوسط لدى إدارة أحد المعاهد الخاصة كي يرسب ليحصل على معاش أبيه المتوفى، ورغم غرابة الطلب وما فيه من تواكل إلا أنني قلت له: ولماذا الواسطة إذهب إلى الامتحان ولا تكتب شيئا، فقال ذهبت وسلمت الورقة فاضية وفوجئت بأنهم نجحوني، فقلت هذا يحدث في مصر فقط. في مصر فقط يحتفظ الناس بالكراكيب على السطوح، وفي البيوت وينسون أنهم يتوارثونها ويضيفون إليها بدون حاجة إليها، فلماذا لا تحدد البلدية يومين في السنة يلقي الناس بكراكيبهم وما لا يحتاجونه في الشوارع، ويمر الناس يلتقط كل منهم ما يحتاجه مجانا في تكافل جميل كما يحدث في ألمانيا. ما يغيظني كثيرا إصرار إذاعة البرنامج العام صباحا على استضافة مسؤول كبير كل يوم يتكلم عن أحوال المرور في شوارع القاهرة والجيزة، وما علاقتي أنا وسكان الدلتا والصعيد بتكدس مروري في شارع المأمون في مصر الجديدة؟ أما ما يرفع الضغط فإذاعة مواعيد وصول وسفر الطائرات في مطار القاهرة في الإذاعة؟ والله هذا مكانه في إذاعة محلية للقاهرة الكبرى، أما اختزال مصر في القاهرة فهذا شيء مضحك، وحمدت الله أن مسؤول إذاعتنا لا يعمل في الإذاعة الألمانية وأن مسؤول الإذاعة الألمانية لا يعرف العربية؛ ففي مطار فرانكفورت الدولي تقلع وتهبط ألف طائرة يوميا وهذا يحتاج إلى إذاعتين طوال النهار والليل، يا ناس هل ينتظر المسافر الإذاعة حتى يعرف موعد سفره في الطائرة، عيب متى يعرف المسؤولون أن مصر ليست القاهرة فقط؟ في مصر فقط يستخدم مشتري الروبابيكا وبائع «الفروجة البيضة البياضة، اللي تلعب رياضة» الميكرفون في تلوث سمعي واضح وإزعاج لا مثيل له في بلاد الله الأخرى، ورحم الله المتنبي عندما قال: وكم ذا بمصر من المضحكات / ولكنه ضحك كالبكا».

المرأة ترث أكثر

قال محمد عبد القدوس في «المصريون»: «إن الذهول سيصيب الناس عندما يعلمون أن المرأة ترث أكثر من الرجل في ثلاثين حالة. يتابع قوله: كيف ذلك والقرآن الكريم يقول بصريح العبارة: «يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين».. يعني أي قسمة في الميراث فيها رجل وامرأة فللذكر مثل حظ الأنثيين. والخطأ الذي يقع فيه الكثيرون، سواء من التيار الإسلامي أو أولئك الذين يطالبون بتعديل المواريث، أنهم ظنوا أن تلك قاعدة عامة، بينما هي تشمل أربع حالات فقط ضمن قواعد أخرى تنظم شرع الله في هذا الموضوع! وأذكر دليلا واحدا بين أدلة عديدة على أن غلبة الرجل على المرأة ليست مطلقة، فإذا مات رجل وله إخوة ذكور وله بنت واحدة، فإن ابنته هذه تكون الفائزة رقم واحد في الميراث وتأخذ نصفه، بينما إخوته من الرجال يقتسمون النصف الآخر! وكذلك إذا تُوفي وله ابنتان، فإن نصيبهما ثلثا التركة وهكذا يتأكد لك أن للذكر مثل حظ الأنثيين ليست قاعدة مطلقة. والدكتور محمد عمارة، وهو داعية إسلامي معروف، وضع كتابا كاملا ومفصلا في موضوع المواريث، ذكر فيه ثلاثين حالة ترث المرأة فيها أكثر من الرجل! وهو لم يأتِ برأي شاذ، بل أكد على أن جمهور الفقهاء يوافقونه على ذلك. وقال العلماء إن تقسيم المواريث لا صلة له بالذكورة أو الأنوثة، وإنما يقوم على أمرين.. درجة القرابة من المتوفى، فالأقرب هو الذي يرث النصيب الأكبر، سواء كان ذكرا أو أنثى! وكذلك الجيل الجديد يرث أكثر من الجيل القديم، فالابن والبنت لهما الأولوية على الأب والأم، فإذا تساوى الرجل والمرأة في درجة القرابة، فإن الذكر يأخذ ضعف الأنثى في هذه الحالة، لأن هذا الشاب هو المسؤول عن «فتح بيت» والإنفاق عليه، فمسؤوليته المالية في المستقبل أكبر بكثير من المرأة، وطبيعي أن يكون نصيبه في الميراث أكبر من شقيقته، وهذا منتهى العدل».

في حب القرضاوي

على الرغم من أن يحيى خليل عبد الهادي ناصري حتى النخاع، إلا أنه قرر الدفاع عن الشيخ يوسف القرضاوي في «المشهد» وهو العالم الذي يهاجم منذ عقود زعيم ثورة يوليو/تموز: «طبيعي أن تختلف مع القرضاوي، فهو في النهاية فقيهٌ.. بشرٌ يُخطئ ويصيب.. لكن الاختلاف معه في بعض المواقف لا يبرر أن تترك عقلك نهبا لتلفيقاتٍ وأكاذيب يأباها العقل والمنطق. شخصيا (ورغم تواضعي إلى جوار قامته)، أختلف مع بعض آرائه ومواقفه.. ولكنه الاختلاف الذي لا يخدشُ التقدير والتوقير الذي هو أهلٌ لهما، كأحد أئمة الوسطية المجددين في الإسلام. فأنا من كثيرين لا يوافقون الشيخ على مُجمل تناوله لعبد الناصر في مذكراته.. ولعبد الناصر مكانةٌ في قلبي وقلوب معظم من عاشوا عصره.. ولكنها محبةٌ لا تصادر حق الآخرين في المخالفة، فزوايا الرؤية مختلفة.. أختلف معه ولكنني أتَّفَهَمُ موقفه كعضوٍ في جماعة الإخوان وقتها، واعتُقل مرتين في عهد عبد الناصر ومرة في العهد الملكي (وللإخوان دائما روايتهم المختلفة للتاريخ). كما أنني لم أوافق على موقف الشيخ الداعم لما سُمِّى بالمعارضة المسلحة للحكم الديكتاتوري في سوريا.. وهي التي انضمت إليها في ما بعد فرق الدواعش المختلفة التي تُكَّفِر القرضاوي وتستبيح دمَه. في بداية الانتفاضة الفلسطينية، أباح الشيخُ العمليات الاستشهادية ضد المحتل، ثم تراجع وحَرَّمَها إذا كانت ستضر بالمدنيين والأبرياء الذين لا شأن لهم، لكن الثابت (فعلا لا تلفيقا) أنه لم يُفتِ أبدا بقتل الضباط والجنود المصريين، ولم يَرِد ذلك على لسانه مطلقا ولا في صفحته الرسمية (لا الملفقة). أما موقف النظام من الشيخ فلا شأن له بالتأكيد بعلمه وفقهه.. وإنما لموقفه من 30 يونيو/حزيران.. كان القرضاوي (ولا يزال) من الرافضين لما حدث في 30 يونيو، ويرى في ما حدث بعد ذلك انقلابا.. وهو موقفٌ سياسي يشاركه فيه (ولا يزال) عديدٌ من المصريين.. واختلف معه (ولا يزال) مصريون آخرون، من بينهم ابنه الشاعر الصديق عبد الرحمن يوسف، الذي ردّ عليه بمقالٍ شهيرٍ بعنوان (عفوا يا أبي الحبيب.. مرسي ليس رئيسا شرعيا).. وهذا اختلافٌ طبيعي في الآراء.. لكن الأمر تحوَّل وكأن هناك ثأرا شخصيا مع الشيخ بصورةٍ لا تليق بدولةٍ محترمةٍ.. حتى الثأر له أصولٌ وقواعد يا بَشَر».

بوسعهم أن يكونوا رجالا

محمد بركات في «الاخبار» يطالب الوزراء العرب المقرر اجتماعهم في جامعة الدول العربية اليوم: «البحث بجدية في تلك الظاهرة المثيرة للاستياء والغضب العربي والفلسطيني، والمتمثلة في الإصرار الواضح من جانب الرئيس الأمريكي ترامب على اتخاذ المزيد من القرارات والمواقف السلبية والعدائية ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية. آخر القرارات هو إغلاقه لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، في خطوة تصعيدية جديدة ضد الشعب الفلسطيني، والمنظمة التي هي الممثل الشرعي لهذا الشعب المنكوب بالاحتلال الصهيوني العنصري. والقرار الجديد يأتي في إطار الانحياز المعلن من جانب ترامب لإسرائيل، حيث أن أسبابه المعلنة تؤكد على أنه يأتي لمعاقبة السلطة الفلسطينية، على رفضها الانصياع للإدارة الأمريكية، التي طالبتها بوقف سعيها لمحاكمة إسرائيل على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، أمام المحكمة الجنائية الدولية. وإذا ما أضفنا هذا القرار المتعنت للقرارات الأمريكية السابقة، التي اتخذتها إدارة ترامب، والتي كان أكثرها شراسة وعدوانية، هو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وما تلاها من وقف التمويل الأمريكي للوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة «الأونروا»، لوجدنا أمامنا حالة من حالات العنف والعداء السياسي السافر والمستفز ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية أيضا. وهذه القرارات في مجملها تؤكد التحدي الأمريكي المعلن لجميع القرارات الدولية، الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهذه القرارات تسلب الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في تقرير مصيره، والتحرر من الاستعمار، كما تؤكد أيضا تحدي ترامب للشعوب والدول العربية الساعية والمطالبة بالسلام العادل والدائم للشعب الفلسطيني».

البصرة تستيقظ

«الآن، البصرة التي يهتم لحالها كريم عبد السلام في «اليوم السابع» تنتفض، ضد من؟ ضد ميليشيات إيران وضد وجود إيران وضد مصالح إيران وضد أذناب إيران، الآن ولأول مرة ينتفض العراقيون كراهية في الملالي وجرائمهم بحق المجتمع العراقي، لدرجة حصار القنصلية الإيرانية وإضرام النار فيها، والانتفاضة تلهم كل العراقيين الذين باتوا يعرفون من أين يأتيهم الخطر، ومن هو العدو التاريخي، الانتفاضة تعم المدن العراقية الأخرى رغم تغلغل الحرس الثوري وأذنابه، ورغم تطرف الكثير من الشيعة الذين يعتبرون ولاءهم واجبا لطهران وليس لوطنهم العراقي، ورغم إرهاب الميليشيات المسلحة، ورغم هيمنة حزب الدعوة الإسلامي الحاكم الآن، البصرة تبدأ تدشين مرحلة الجذر للنفوذ الإيراني في المنطقة العربية، ألم يتباهى حكام طهران أوائل العام الجاري بأنهم باتوا يسيطرون على خمس عواصم عربية؟ ها هي البصرة العاصمة الثانية للعراق تكذبهم، ها هي المدينة المحورية الأقرب لطهران التي اعتبروها منذ سنوات باحة خلفية لإيران وحرسها الثوري تصفهم بما هم عليه «عجم.. فرس محتلون».
لا أحد يستطيع التكهن بالمدى الذي يمكن أن تذهب إليه انتفاضة البصرة، وما يمكن أن يحدث من مواجهة عراقية حقيقية للاحتلال الإيراني، لكن المؤكد أن انتفاضة البصرة تلهم سائر العراقيين في الداخل أو في المهاجر الأوروبية والأمريكية والعربية بضرورة إفاقة الجسد العراقي الجريح، وأن تتداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، حتى يشفى من جراحه ومعظمها من نهش الذئاب الشيرازية».

الجرائد المصرية تصدر بعناوين واحدة ومحتوى متشابه والرقابة أيا كانت قاتلة لأي صحيفة

حسام عبد البصير

المحكمة الدولية تسمّي بدر الدين و4 قياديين في حزب الله بالضلوع في اغتيال الحريري

Posted: 11 Sep 2018 02:32 PM PDT

بيروت- « القدس العربي: بعد تحذير الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل ايام من اللعب بالنار في موضوع المحكمة الدولية، فقد انطلقت أمس في لاهاي المرافعات النهائية أمام المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بحضور الرئيس سعد الحريري والوفد المرافق.
ولفت الادعاء الى « أن مصطفى بدر الدين كان مسؤولاً كبيراً في «حزب الله»، وعند مقتله تمت الإشادة به من بيروت ودمشق وطهران»، مشيراً الى « ان خبرة «بدر الدين» العسكرية أوصلته لقيادة قوات الحزب في سوريا وهذه الخبرة تجلّت في طريقة التحضير وتنفيذ عملية اغتيال الحريري «. وسمّت الهيئة الاتهامية أربعة عناصر قيادية أخرى من حزب الله متهمة بالضلوع في الجريمة. وليس معروفاً هل لا يزال هؤلاء على قيد الحياة، إذ أن الأمر الوحيد الأكيد أن مصطفى بدرالدين قتل أثناء وجوده في موقع لحزب الله في مطار دمشق في الثالث عشر من أيار 2016. أمّا المتهمون الأربعة الآخرون فهم: حسين حسن عنيسي وسليم جميل عيّاش وحسن حبيب مرعي وأسد حسن صبرا.
وينتظر أن تصدر المحكمة حكمها في القضية في شباط أو آذار 2019 مستندة إلى القرار الاتهامي الذي يتوقّع أن يدين عناصر قيادية في حزب الله في الجريمة ، ويشير إلى تورط النظام السوري فيها بطريقة أو بأخرى.
وذكرت مصادر من لاهاي « أن القرار الاتهامي يحدّد أسماء أعضاء الخلية التابعة للحزب التي لاحقت الحريري في مرحلة ما قبل اغتياله وصولاً إلى اليوم الذي نفذت فيه الجريمة «.وأوضحت « أن القرار يتضمّن أدقّ التفاصيل في ما يتعلّق بملاحقة موكب رئيس الوزراء الأسبق ومراقبته مع تركيز خاص على الدور الذي لعبه النظام السوري عبر رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية اللواء رستم غزالي على صعيد التنسيق مع حزب الله «.
وحضر سعد الحريري المكلّف بتشكيل الحكومة اللبنانية جلسات المطالعات الأخيرة في قضية اغتيال والده الامر الذي يعكس رغبته في إظهار أن لبنان نجح أخيراً في جعل العدالة تأخذ مجراها، وذلك على الرغم من سعي حزب الله إلى وضع كلّ العراقيل في طريق المحكمة.
وسبق لنصرالله أن أكد رفض الحزب تسليم المتهمين في الجريمة واعتبرهم "قديسين". ويأتي على رأس هؤلاء مصطفى بدرالدين الذي قتل قبل نحو عامين في سوريا في ظروف غامضة.
وتحدث الرئيس الحريري من لاهاي قائلاً « انه يوم صعب للبنان لان رفيق الحريري وشهداء 14 آذار سقطوا لحماية لبنان لا لخرابه وطالبنا منذ البداية بالعدالة التي تحمي لبنان ونحن لم نلجأ يوماً إلى الثأر». وأضاف: «البلد اهمّ شيء بالنسبة لنا، وكما كان الشهيد الحريري يقول «لا أحد اكبر من بلده». وتابع: «خلال أشهر سيصدر الحكم وبالنسبة لي البلد هو الأهم «.
وعن اتهام «حزب الله» بقتل الشهيد رفيق الحريري قال « سنعيش معاً في لبنان لمصلحة البلد لذا لن نستعجل الامور». وأضاف «المشكلة كانت كبيرة بين الشهيد رفيق الحريري والنظام السوري لكنني سأتصرف بمسؤولية من أجل مصلحة اللبنانيين «.وختم « ليلق القاتل عقابه ويستقيم الحق في أرض الحق «.
وكان أحد الضباط الاربعة الذين اعتقلوا بتهمة التورّط في الاغتيال النائب جميل السيّد غرّد بالتزامن مع انطلاق اعمال المحكمة وقال « سعد الحريري في لاهاي! هل تستطيع أن تشرح للناس عامّةً ولأهل السُنّة خاصةً، كيف تعفو عام 2005 عن قاتل رشيد كرامي رئيس حكومة لبنان، ثم تذْهب مع جوقة شهود الزُّور لمحاسبة من لم يقتلوا رئيس الحكومة رفيق الحريري؟! أم أنّ أباك إبْن سِتْ ورشيد كرامي إبن جارية؟! عدالة عوراء، مش عدالة…».

المحكمة الدولية تسمّي بدر الدين و4 قياديين في حزب الله بالضلوع في اغتيال الحريري
الحريري حضر المرافعات النهائية في لاهاي: لم نلجأ الى الثأر والبلد هو الأهم
سعد الياس

ألمانيا والاتجاه نحو تدخل عسكري في سوريا؟… ساسة ألمان: الخيار ليس مستبعداً

Posted: 11 Sep 2018 02:31 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: بعد تقرير نشرته صحيفة بيلد الألمانية والذي تحدث عن قيام وزيرة الدفاع الألمانية أوزولا فون دير لاين في بحث خيارات المشاركة في عملية عسكرية مع حلفائها (الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا) في عملية عسكرية ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد في حال استعماله أسلحة كيميائية ضد المدنيين في معركة إدلب. دعا ساسة في الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إلى عدم استبعاد مشاركة الجيش الألماني في عملية عسكرية ضد النظام السوري، حال استخدم الأخير أسلحة كيميائية في سوريا.
وقال خبير الشؤون الخارجية في الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، يورغن هارت، في تصريحات لصحيفة «باساور نويه بريسه» الألمانية الصادرة أمس الثلاثاء: «إذا تم استخدام غازات سامة في إدلب أيضاً، يتعين على ألمانيا أن تدرس على نحو جاد للغاية مطالب أصدقائنا بتقديم الدعـم».
من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، نوربرت روتجن، في تصريحات لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية: «على ألمانيا أن تفكر في المشاركة مع حلفائها (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا) في مهمة عسكرية في سوريا بشروط معينة».
وذكر روتجن أنه لا ينبغي لألمانيا أن تنأى بنفسها عن المشاركة إذا كان الأمر يدور حول الحيلولة دون شن هجوم مفزع بمواد سامة له عواقب وخيمة على المدنيين في سوريا.
يشار إلى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دعت قبل أيام إلى تجنب وقوع كارثة إنسانية في منطقة إدلب السورية في حالة شنّ هجوم ضد المعارضة المسلحة التي تسيطر على المنطقة. وقالت ميركل في مقابلة مع قناتي RTL و n-tv الألمانيتين إنه يجب أن يكون الهدف من الهجوم هو محاربة القوى الإسلامية المتطرفة مع حماية السكان المدنيين «وستكون هذه مهمة كبيرة». وأشارت ميركل إلى أنها تحدثت بهذا الشأن أيضاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان. كما أكد وزير الخارجية الألماني على أقوال ميركل حيث صرح للإعلام الألماني عن جهود بلاده لمنع كارثة إنسانية في إدلب منها منع التصعيد إلى جانب زيادة مساعدتها الإنسانية لدول الجوار السوري في حال حدوث هجوم على آخر قلعة للمعارضة في سوريا.
وكانت صحيفة «بيلد» الألمانية ذكرت في تقرير لها الاثنين أن وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين تدرس إمكانية وكيفية مشاركة الجيش الألماني في عمليات عسكرية انتقامية ضد النظام السوري حال استخدم النظام أسلحة كيميائية مجددا ضد شعبه.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع تعليقا على التقرير: «إننا نتحدث هنا عن حالة افتراضية للغاية»، مضيفة أن تخطيط سيناريوهات للقوات المسلحة أمر بديهي.
وتأتي خطوة وزارة الدفاع الألمانية بعد طلب بهذا الشأن من قبل واشنطن. ويتم بحث خيارات عدة للشكل الذي قد يكون عليه الدعم الألماني من بينها عمليات الاستطلاع الجوي وتحليل الخسائر بعد الهجمات إلى المشاركة المباشرة في القصف الجوي.
وفي سياق متصل ذكر مفوض شؤون الدفاع بالبرلمان الألماني، هانز-بيتر بارتلس، في تصريحات لصحيفة «باساور نويه بريسه» إن ما يتم دراسته حالياً مجرد خيارات على ما يبدو، مضيفا ًأنه لم يتم اتخاذ أي قرارات، وقال: «هذه القرارات يتعين اتخاذها على نحو مشترك في مجلس الوزراء الألماني، وأن تدعم ذلك غالبية برلمانية، وهو ما لا أراه الآن».
وكانت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أندريا ناليس، أعلنت أ الاثنين عن رفضها القاطع لمشاركة ألمانيا في عملية عسكرية في سوريا، إلا أن الأمينة العامة لحزب ميركل، أنجريت كرامب-كارنباور، لم تستبعد ذلك.
يذكر أن ألمانيا دعمت سياسياً دون أي مشاركة عسكرية العملية العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في سوريا على خلفية الاشتباه في استخدام أسلحة كيميائية هناك الربيع الماضي.
وحسب الدستور الألماني، فإن مشاركة الجيش الألماني في مهمة خارجية جائزة فقط في حال كانت المهمة في إطار نظام للأمن الجماعي؛ أي في إطار الأمم المتحدة أو حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو الاتحاد الأوروبي. وهذا لا ينطبق على حالة التدخل العسكري الأخير للغرب في سوريا، حيث كان تصرف الدول الثلاث منفرداً. كما اعتبرت وحدة البحوث العلمية في البرلمان الألماني هذا التدخل مخالفاً للقانون الدولي. ويشارك الجيش الألماني حتى الآن فقط في مكافحة تنظيم داعش في سوريا عبر طلعات جوية استطلاعية بطائرات من طراز «تورنادو» من الأردن.

ألمانيا والاتجاه نحو تدخل عسكري في سوريا؟… ساسة ألمان: الخيار ليس مستبعداً

علاء جمعة

عريقات يعلن تقديم طلب جديد لـ «الجنائية» وتنفيذ قريب لقرارات تحديد العلاقات مع إسرائيل

Posted: 11 Sep 2018 02:30 PM PDT

رام الله -«القدس العربي»: أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن القيادة الفلسطينية ستواصل العمل مع المحكمة الجنائية الدولية، لمحاكمة إسرائيل، رغم الإجراءات والقرارات الأمريكية وآخرها إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن. 
وأشار في حديثه خلال مؤتمر صحافي، عقده امس الثلاثاء، في مقر منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، إن «فلسطين قدمت بلاغا صباح اليوم (امس)، لمكتب المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا». 
ودعا البلاغ، حسب عريقات، بنسودا إلى «تحمل مسؤولياتها المباشرة في التحقيق في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية». 
وقال: «بناء على طلب من الضحايا، نطالب المدعية العامة، إتاحة الفرصة بلقاء يجمعها معهم، لشرح ما يحدث في الخان الأحمر شرقي القدس، والذي أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا بهدمه وتشريد سكانه بداية الشهر الحالي» .
وذكر أن البلاغ الذي قُدّم أكد على أهمية قيام المدعية العامة بإصدار تحذير لإسرائيل لمنع هدم وتهجير وتشريد سكان الخان الأحمر قسريا. 
وقال عريقات إن المساس بالخان الأحمر يندرج «ضمن جرائم الحرب، والسياسات الإسرائيلية الممنهجة وواسعة النطاق لتهجير السكان والتطهير العرقي». 
وفي حديثه عن القرارات الأمريكية الأخيرة، أشار إلى أن الإدارة الأمريكية، عزلت نفسها من رعاية عملية السلام، نتيجة قراراتها المنحازة لإسرائيل. 
وأضاف:» المسائل بعد هذه القرارات لن تكون كما كانت قبلها، ونقوم بإجراء مداولات لمواجهة قرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة».
وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس سيلقي خطابا في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 27 من الشهر الجاري، وبعدها سيعود لعقد المجلس المركزي الفلسطيني، مشيراً إلى أنه ستكون هناك مجموعة من القرارات سيبدأ تنفيذها بشكل كامل وبما يشمل تحديد العلاقات الاقتصادية والأمنية والسياسية مع إسرائيل.
وتطرق عريقات إلى تهديد الإدارة الأمريكية لقضاة المحكمة الجنائية الدولية، ومن قبلها تهديد الشعب الفلسطيني والقيادة، ومحاولاتها إسقاط ملف اللاجئين عن طاولة المفاوضات، ومبدأ الدولتين، إضافة إلى محاولتها فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.
وأشار إلى خطورة استخدام مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون عبارة لأول مرة يلفظها مسؤول أمريكي، وهي اعتبار المستوطنات «مشاريع سكانية»، وأكد عريقات أن الاستيطان «غير شرعي وغير قانوني ويرقى إلى جريمة حرب».
وأكدت المحكمة الجنائية الدولية امس الثلاثاء رفضها القاطع للهجوم الذي شنته الإدارة الأمريكية عليها، وشددت على أنها ستظل «مستقلة وحيادية» وملتزمة بسيادة القانون.
وكان جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي وصف المحكمة بأنها «غير شرعية من الأساس»، كما هدد قضاة المحكمة ومحققيها بعقوبات وبحظر دخول الولايات المتحدة إذا ما قاموا بمحاكمة أي من مواطني الولايات المتحدة أو إسرائيل أو غيرها من الحلفاء.
وتأتي تعليقات بولتون بينما تنظر المحكمة في إجراء تحقيق أولي محتمل ضد جنود ومسؤولين استخباراتيين أمريكيين على صلة بجرائم وقعت في أفغانستان.
وأكدت المحكمة أنها ستواصل عملها وأن مثل هذه التصريحات «لن تردعها». وشددت أيضا على أنها تبدأ الإجراءات فقط في حال عجز الدول المعنية عن إجرائها أو عدم رغبتهم في القيام بذلك.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة لم توقع على «نظام روما الأساسي» للمحكمة، مثلها في ذلك مثل إسرائيل وروسيا. إلى ذلك رحبت إسرائيل امس الثلاثاء بقرار الولايات المتحدة إغلاق مقر بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن «مصادر كبيرة في القدس» ترحيبها بالقرار.واعتبرت المصادر أن «توجه الفلسطينيين إلى المحكمة الدولية في لاهاي ورفضهم التفاوض مع إسرائيل والإدارة الأمريكية لا يدفعان بالسلام قُدماً». من جهة أخرى، نقلت الهيئة عن مصادر إسرائيلية توقعها أن يلتقي وزير المالية موشيه كحلون قريبا مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، من دون الإشارة إلى ما الذي سيتم مناقشته في اللقاء.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت رسميا عن قرارها إغلاق مقر البعثة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وقالت إنها كانت تسمح بعمل الممثلية «عندما كانت تدعم هدف التوصل إلى اتفاق سلام دائم وشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
وجاء في البيان أن المنظمة «لم تتخذ خطوات من أجل بدء محادثات مباشرة مع إسرائيل … بل إنها على عكس ذلك نددت بخطة سلام أمريكية حتى قبل أن تطلع عليها ورفضت الانخراط مع الحكومة الأمريكية في ما يتعلق بجهود السلام».

عريقات يعلن تقديم طلب جديد لـ «الجنائية» وتنفيذ قريب لقرارات تحديد العلاقات مع إسرائيل

«الخان الأحمر» ينتظر «المعركة الفاصلة» والمتضامنون يستعدون للمواجهة ويشيّدون قرية من الخشب والصفيح

Posted: 11 Sep 2018 02:29 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: استعداداً لمعركة التصدي لمخطط سلطات الاحتلال بهدم قرية الخان الأحمر، شرقي مدينة القدس المحتلة، التي صدر أمر قضائي إسرائيلي بهدمها، وينتظر تنفيذه خلال أيام، تصاعدت الدعوات الفلسطينية للتواجد والاعتصام الدائم على «أرض المعركة» بدءاً من اليوم الأربعاء، في الوقت الذي لجأ فيه نشطاء المقاومة الشعبية، لأنشطة جديدة، هدفها تشتيت جهد الاحتلال، والتأكيد على رفض المخطط.
ومن أجل التصدي لمخطط الهدم الإسرائيلي، الذي تقترب حكومة إسرائيل اليمينية من تنفيذه، مع اقتراب مهلة الاعتراض على القرار القضائي، وهو أمر رفضه الفلسطينيون، لعدم وثوقهم بمحاكم إسرائيل، تقرر أن يتم توسيع دائرة الحشد الجماهيري والمشاركة في الاعتصام المفتوح الذي بدأ نهاية الأسبوع الماضي.
وعصر أمس تم نقل المتضامنين على متن حافلات تنطلق من وسط مدينة رام الله إلى بوابة القدس الشرقية «الخان الأحمر»، وقد دعت قيادة القوى الفلسطينية إلى «أوسع مشاركة» في صلاة الجمعة المقبلة في الخان الأحمر لـ «لتأكيد على الصمود والبقاء، ورفض محاولات الاقتلاع والتطهير العرقي لدولة الاحتلال».
ويفترش النشطاء المشاركون في الاعتصام المفتوح سواء الفلسطينيون أو الأجانب الأرض، في نومهم في خيمة الاعتصام، ويترقبون في كل لحظة، خاصة عندما يجن الليل، قيام سلطات الاحتلال بعملية الهدم.
وبدأ المتضامنون في خيمة الاعتصام المقاومة في تلك القرية منذ نهايات الأسبوع الماضي، بنشاطات ميدانية على الأرض، لتشتيت جهد الاحتلال، في إطار عمليات الرفض لهدم القرية.
وتحت جنح ليل الاثنين، انطق عدد منهم من داخل الخان الأحمر، إلى موقع يبعد عشرات الأمتار عن مستوطنة «كفار أدوميم» المقامة على أراضي القرية، وهناك شرعوا بأعمال بناء لمنازل من الصفيح والأخشاب، تشابه المنازل التي يقطنها سكان الخان الأحمر، المهددة بالهدم.
وأطلق هؤلاء الشبان على هذه المنازل التي أقيمت من الأخشاب والصفيح اسم «قرية الوادي الأحمر»، ورفعوا فوقها أعلاما فلسطينية، بمشاركة مسؤولين من السلطة، بهدف خلق مساكن جديدة للبدو في إطار خطة للتصدي للتوسع الاستيطاني في المنطقة.
وتمت عملية البناء بمساعدة نشطاء أجانب ممن حرصوا على التواجد في خيمة الاعتصام، وقد انجزت مهمة بناء المنازل وعددها خمسة في وقت سريع، خشية إقدام قوات الاحتلال على استغلال عدم تواجدهم في مكان الاعتصام، والإقدام على هدم «الخان الأحمر». وأعلن الوزير وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عند الساعة الثانية من فجر يوم أمس، بحضور محافظ القدس عدنان غيث، عن افتتاح القرية الجديدة، من أجل تحدي إجراءات الاحتلال، وقال «معركتنا في الخان الأحمر هي معركة استراتيجية».
ويؤكد سكان قرية الخان الأحمر، وعددهم يقترب من الـ 200 شخص، وبينهم أطفال ونساء ورجال كبار في السن، أنهم لن يسمحوا بمخطط الهدم، ولن يعيشوا مرحلة «هجرة جديدة»، ويؤكدون أنهم سيتصدون لمخطط الهدم.
من جهته قال عبد الله أبو رحمة مدير عام دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن طريقة البناء في قرية الوادي الأحمر تختلف عن البناء في قرى الصمود الأخرى، فهذه قرية بنيت من الصفيح والاخشاب وليس من الخيام.
وأكد في تصريحات لـ «وفا» أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تهديدات الاحتلال لهدم قرية الخان الأحمر، وأنهم لن ينتظروا أيضا قوات الاحتلال حتى تأتي وتهدم القرية الخان الأحمر، لافتا إلى أن بناء القرية الجديدة، ستكون مخصصة لسكن أهالي الخان الأحمر حال أقدم الاحتلال على هدمها.
وأوضح أن ما تمكن النشطاء من إدخاله رغم التشديدات الأمنية من قبل الاحتلال، كانت كميات تكفي لبناء خمسة منازل، حيث سيتم الإقامة بداخلها لحمايتها من الهدم.
وأشار إلى أن اختيار المكان الجديد، جاء للتأكيد على منع توسع مستوطنة «كفار أدوميم»، وقال «نحن نريد أن نوسع قرية الخان الأحمر تجاه كفار أدوميم وليس العكس». يشار إلى أن محافظ القدس عدنان غيث حذر، من إقدام الاحتلال على ارتكاب «مجزرة» ضد الفلسطينيين في الخان الأحمر، بعد قرار المحكمة العليا بهدم القرية.
ودعا دول العالم للتحرك والوقوف أمام مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، مشيداً بمطالبة عدد من الدول الأوروبية بعدم هدم هذه القرية، وأكد أن ما تتعرض له القرية يعد «جريمة حرب بكل معنى الكلمة»، أنها تمثل أيضا «عملية تطهير عرقي»
وأشار إلى أن ما يجري يأتي في سياق استهداف مدينة القدس بأكملها، من خلال «سياسة ممنهجة» تديرها حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية، من أجل إنهاء إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وكان بيان مشترك لخمس دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وبريطانيا، حذر من عواقب هدم إسرائيل لقرية الخان الأحمر، على السكان المحليين في المنطقة، وعلى مقترح حل الدولتين.

«الخان الأحمر» ينتظر «المعركة الفاصلة» والمتضامنون يستعدون للمواجهة ويشيّدون قرية من الخشب والصفيح
دعوات لمضاعفة أعداد المدافعين في خيمة الاعتصام مع اقتراب تنفيذ الهدم

المندوب السويدي للأمم المتحدة لـ «لقدس العربي»: الحرب على الإرهاب لها قواعد وقد نواجه أكبر كارثة إنسانية في إدلب

Posted: 11 Sep 2018 02:28 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي» : عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مفتوحة حول الوضع في سوريا، تحت رئاسة السفيرة الأمريكية نيكي هيلي، حيث بدأت الجلسة بدقيقة صمت على من قتلوا في الهجمات الإرهابية التي وقعت ضد الولايات المتحدة في الحادي عشر من أيلول /سبتمبر 2001 كما ألقت كلمة تأبينية في الضحايا. وعقدت الجلسة للاستماع إلى تقرير من السفير الروسي، فاسيلي نبنزيا، حول قمة طهران التي جمعت كلا من الدول الضامنة الثلاث لعملية أستانا، حيث شارك في القمة كل من الرئيس لتركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني.
وفي الطريق إلى مجلس الأمن قال السفير السويدي، أولوف سكوج، ردا على سؤال لـ»القدس العربي» حول ما إذا كان الحل السياسي يتضمن عملية نزع سلاح المتطرفين الذي يصل عددهم إلى نحو خمسين ألفا، إذا ما أراد مجلس الأمن الدولي أن تتوصل الأطراف إلى حل سياسي لأزمة إدلب: «القتال ضد الإرهاب يجب أن يستمر ولكن في حدود الضوابط التي يحددها القانون الدولي بما في ذلك العدالة والإعمار والآثار المترتبة على وجود الإرهابيين بين المدنيين وهناك قواعد لكيفية شن القتال والتي يجب أن تتبع». وقال سكوج إن الحرب على إدلب قد تؤدي إلى أكبر كارثة إنسانية في القرن الحالي حسب ما قال منسق الشؤون الإنسانية، مارك لوكوك. وقال إن ثلاثين ألف مدني قد شردوا في الأيام القليلة الماضية وهذه هي البداية فقط. وحول التخوفات من استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري قال سكوج، إن النظام استخدم الأسلحة الكيميائية في الماضي وقد يستخدمها في الوقت الحاضر وهذا الاحتمال يزيد من التخوفات المترتبة على أي مواجهة عسكرية في إدلب. وقال نحن بالفعل قلقون جدا من احتمال استخدام السلاح الكيميائي في حال بدء العمليات العسكرية. وأكد السفير السويدي أن الأمل في التوصل إلى حل سلمي ما زال قائما وأن قنوات خلفية ما زالت تحاول تجنب المعركة والسيد دي مستورا ناشط في هذا المجال.
السفير الروسي، فاسيلي نبنزياقدم إحاطة حول البيان الذي صدر عن القمة الثلاثية وقال إن «روسيا وتركيا وإيران كدول ضامنة مستعدة للعمل على إعادة بناء المناطق المدمرة كما أن الدول الثلاث ملتزمة بوحدة الأراضي السورية. لقد تحدثنا عن وجود الإرهابيين في إدلب ونطالب بأن تتوقف القوات المسلحة عن ضرب الصواريخ على القرى والمناطق المحيطة. لقد أكدت الدول المجتمعة كذلك على التزامها بالفصل بين الجماعات المعارضة وبين تلك الإرهابية. وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار أنه لا يمكننا إهمال تلك القوات الإرهابية. إن القمة في طهران أشارت مرارا أنه لا بديل عن الحل السياسي في سوريا». ثم انتقد السفير الروسي الضربات العسكرية الجوية التي تقوم بها عدة دول من بينها الولايات المتحدة ضد أهداف عسكرية تابعة للنظام السوري. وأشار إلى الاجتماعات التي يعقدها ممثلو الدول الثلاث مع ستافان دي ميستورا، الممثل الخاص للأمين العام لسوريا وأكد أن القمة المقبلة ستعقد في روسيا.
من جهته ركز السفير الفرنسي للأمم المتحدة، فرنسوا دولاتر، في كلمته على أمرين أولها الهجوم العسكري المتوقع على إدلب وقال إنه حدث ستكون له عواقب وخيمة، والمسار السياسي والذي لم يخرج عن اجتماع طهران التزامات قوية من طهران وروسيا بتخفيض التوتر. وقال إن المدنيين في إدلب لم يحصلوا على تأكيدات بأنهم لن يعانوا حيث تستمر روسيا في قصف تلك المناطق. ثم قال «إن الحرب على الإرهاب يجب ألا تبرر خروقات خطيرة للقانون الإنساني الدولي. هذه مأساة. ولقد أثبتت المظاهرات السلمية في الأيام الأخيرة أن إدلب ليست مرتعا للإهاب. إن الهجوم على إدلب سيكون له تداعيات كارثية. وهناك عشرات الآلاف الذين انتقلوا إلى شمال إدلب لتلافي القصف. وتركيا استضافت عددا كبيرا من السكان وعلينا أن نضمن وصول المساعدات الإنسانية دون عراقيل». وأشاد السفير الفرنسي بمنظمة الخوذ البيضاء وتحدث كذلك عن استعداد فرنسا للرد في حال استخدام الأسلحة الكيمياوية. وقال إنه على روسيا الالتزام بعدم استهداف المدنيين. وقال إن الوضع في إدلب هو دلالة على ثلاث حقائق: سوريا بلد لا يمكن تطبيع الوضع القائم فيه والمأساة السورية ما زالت قائمة وليست فعلاً من أفعال الماضي. كما أن الهجمات العسكرية للنظام وحلفائه تؤدي إلى زيادة النزاع. كما أن الطريقة الوحيدة لحل النزاع هي الحل السياسي.
منصور العتيبي، السفير الكويتي من جهته حذر من التداعيات الكارثية على المدنيين في إدلب. وقال «تابعنا المؤتمر الصحفي الذي عقده وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية السيد مارك لوكاك في جنيف وناشد خلاله المجتمع الدولي التعامل مع هذه الأزمة بطريقة تحول دون أن تتحول إدلب خلال الأشهر القليلة القادمة إلى أسوأ كارثة إنسانية مع أكبر خسائر للأرواح في القرن الحادي والعشرين». وأضاف السفير الكويتي «إن الهجمات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية المصنفة من قبل مجلس الأمن لا تعني بأي شكل من الأشكال أن يتخلى أي طرف من أطراف النزاع عن الالتزام بالقانون الدولي فالحروب لها قواعد».

المندوب السويدي للأمم المتحدة لـ «لقدس العربي»: الحرب على الإرهاب لها قواعد وقد نواجه أكبر كارثة إنسانية في إدلب

عبد الحميد صيام

جنبلاط يتحدث عن انتقام: علوج وبئس الساعة التي أتت بهم الى الحكم

Posted: 11 Sep 2018 02:27 PM PDT

بيروت- « القدس العربي»: بعيداً عن منطق المؤسسات إختلطت الكيديات السياسية بعمل الادارة اللبنانية ، حيث لم تمض 3 ايام على قرار وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال مروان حمادة بإعفاء رئيسة دائرة الامتحانات في الوزارة هيلدا خوري من منصبها مع ابقائها في هيئة الارشاد وتعيين بديلة عنها من تيار المستقبل هي أمل شعبان، حتى ردّ وزراء التيار الوطني الحر بالمثل بعد هجوم شنّه عدد من نواب التيار على حماده خصوصاً وان خوري تنتمي الى التيار وسبق لوزير التربية السابق الياس بو صعب أن عيّنها في هذا الموقع.
وبعد تهديد المكتب التربوي في التيار الوطني الحر بالرد على قرار حمادة الذي وصفه ب « الاستنسابي والتعسفي من خلال اعتماد سياسة إقتلاع الموظفين المسيحيين الكفوئين « ودعوة أحد أعضاء « تكتل لبنان القوي « وزراء التيار الى « اقالة من ينتمي الى مروان حماده وفريقه طالما ان الكيدية والميليشياوية طاغية والحكم ليس للقوانين والاخلاق بل للتشبيح والشبيحة «، اقدم وزير البيئة طارق الخطيب على إلغاء القرار المتعلق بإلتحاق الموظف نزار هاني بمحمية أرز الشوف الطبيعية وأعفاه من مسؤولياته كمدير للمحمية بحيث « يعود ويلتحق كموظف دائم في وزارة البيئة بصفة اختصاصي بيئي بالادارة المركزية لوزارة البيئة على ان يمارس وظيفته في دائرة الانظمة الايكولوجيّة طيلة ايام العمل الفعلي، دون ان يكون له الحق بالمتابعة او الاشراف على ادارة لجنة محمية أرز الشوف وفرق عملها وتقديم الدعم اللازم لها او القيام بأي من الامور اللوجستية والميدانية المتعلقة بها « كما ورد في قرار وزير البيئة الذي اعتبر « أن التقاعس عن تنفيذ القرار يحمّل صاحبه المسؤولية المسلكية «.
كذلك ، صدر قرار اداريّ موقّع من قبل المدير العام لمؤسّسة كهرباء لبنان كمال حايك، يفيد بأنّه وبناء لدواعي العمل «توضع مديرية الدراسات تحت اشراف المدير العام المباشر، ويعفى المهندس الدكتور رجى العلي من مهامه، ويتولّى المهام الاستشارية والفنية التي تكلفه بها المديرية العامة».
وسرعان ما تفاعلت هذه القرارات من قبل الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تضامناً مع هاني والعلي.وغرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه الخاص على «تويتر» قائلاً: «اذ تغرق البلاد في السيول وانهار القمامة وتلوث الليطاني والعتمة تفاوض الحكومة أصحاب المولدات بدل تلزيم مصنع طاقة جديد.ولا فرق بين اصحاب المولدات واصحاب السفن التركية .وفي هذه الاثناء يقوم العلوج في شركة الكهرباء والبيئة بسياسة تطهير وانتقام .بئس الساعة التي أتت بهم للحكم.علوج».
وأعلنت منظمة الشباب التقدمي عن التحرك لوقف ما اسمته « تسلّط العهد الفاشل « ، وأكدت في بيان أنه « إذا كان ولاة العهد يشتاقون إلى زمن الوصاية وظلاميته، زمن قمع الحريات وملاحقة اصحاب الأقلام الحرّة، والتعسف بحق الموظفين على خلفيات انتقامية، تعلن منظمة الشباب التقدمي أنها بصدد التحرك بمختلف الوسائل المتاحة ديمقراطياً لوقف كل أشكال التسلط في هذا العهد الفاشل؛ ولتكن معمودية جديدة من أجل لبنان الحريات والعدالة، من أجل كل قضايا الحق في كل زمان ومكان «.

جنبلاط يتحدث عن انتقام: علوج وبئس الساعة التي أتت بهم الى الحكم
كيديات سياسية تتحكّم بالادارة اللبنانية ووزراء التيار يردّون على قرار حمادة
سعد الياس

من قُم إلى البصرة… الصراع ضد الظلم ينبذ الطائفية

Posted: 11 Sep 2018 02:26 PM PDT

منذ هبّة الجماهير الإيرانية ضد حكم «ولاية الفقيه» التي بدأت قبل عشرة أشهر، تتكاثر بشائر تحوّل في المناخ السياسي الإقليمي باتجاه يتعارض مع الأجواء الطائفية البغيضة التي سادت في السنوات الأخيرة. وقد شهدنا كيف تضافرت جهود قطبي الطائفية الرئيسيين في المنطقة، ألا وهما الحكمان السعودي والإيراني، في بثّ تلك الأيديولوجية اللعينة سعياً منهما وراء خنق الطاقة التحرّرية العظيمة التي انفجرت أثناء «الربيع العربي» قبل ما يناهز ثماني سنوات.
فبعد وأد انتفاضة شعب البحرين بلجوء مكثّف إلى الكراهية الطائفية مدعوماً بتدخّل عسكري مضاد للثورة قادته المملكة السعودية، تركّزت مساعي القطبين على سوريا حيث بذلت طهران جهدها لتعبئة جماعات من المقاتلين على أساس طائفي للذود عن حكم آل الأسد بينما حفّز الذين نصّبوا أنفسهم أولياءً على المعارضة السورية نموّ جماعات مسلّحة قائمة على أساس طائفي مضاد، بما أدّى إلى طمر الأماني الديمقراطية التقدّمية التي انتفض الشعب السوري من أجلها تحت أكوام من الزبالة الطائفية. وقد تمّ استخدام السمّ الطائفي عينه في درء التحاق العراق ولبنان بانتفاضات «الربيع العربي»، وهي حيلة قديمة تلجأ إليها الطبقات السائدة كلّما هدّدتها ثورة من أسفل المجتمع، فتسعى وراء استبدال الانقسام الاجتماعي بين القاهرين والمقهورين بآخر بين المقهورين أنفسهم.
والحال أن الترياق الوحيد الذي يستطيع إبطال مفعول السمّ الطائفي هو (إعادة) انشطار كل طائفة وجماعة بين قاهريها وغالبيتها المقهورة بحيث تتجدّد شروط الالتحام بين المقهورين على اختلاف طوائفهم ومللهم وأجناسهم وقومياتهم في نضال مشترك ضد كافة أصناف القهر، هو شرط التحرّر الحقيقي والتقدّم التاريخي. لذلك تحتلّ الأحداث التي تتالت في الأشهر الأخيرة في إيران وجنوب العراق من انتفاضات شعبية لجماهير شيعية المذهب ضد المستبدّين بها، ومركز سلطتهم طهران سواء أكانوا إيرانيين أم عراقيين، تحتلّ تلك الأحداث أهمّية بالغة في إعادة أوضاع منطقتنا إلى حالة الانقسام الاجتماعي التحرّري الذي ساد خلال «الربيع العربي» قبل انتكاسته.
وقد جاءت انتفاضة جماهير البصرة لتعزّز بقوّة الاتجاه إلى إعادة استبدال الانقسام بين المظلومين أنفسهم، وهو سبيل اضطهادهم أجمعين، بالانقسام التحرّري بينهم والظالمين، الذي هو سبيل تحرّرهم من الظلم. فكما ورد في التقرير عن انتفاضة البصرة الذي نشرته «القدس العربي» يوم السبت الماضي، «بعث استهداف المتظاهرين الغاضبين للقنصلية الإيرانية وحرقها رافعين شعارات «إيران برّة برّة والبصرة تبقى حرّة» برسالة رفض واضحة لتدخّل إيران الواسع في البصرة ودعمها للميليشيات والأحزاب الفاسدة المهيمنة عليها وعلى مقدّراتها».
وبالطبع، يدرك الجميع أن «تدخّل إيران الواسع» لا يقتصر على البصرة بل يشمل العراق برمّته، فضلاً عن سوريا ولبنان وغيرها من الساحات العربية التي طالتها سياسة طهران التوسّعية، تلك السياسة التي يشكّل «حرس الثورة الإسلامية» أداتها بامتياز. لذا فمن الأهمية بمكان أن يكون رفض السياسة التي يمارسها نظام «ولاية الفقيه» في الساحات العربية غير مقتصرٍ على من يُحسبون على السنّة طائفياً بل وغير مقتصرٍ على العرب قومياً، إذ يشمل الجماهير الإيرانية التي انتفضت مراراً خلال السنوات والأشهر الأخيرة تطالب هي أيضاً بوقف تلك السياسة التي يتحمّل الاقتصاد الإيراني كلفتها الباهظة ويرى فيها شعب إيران سبباً رئيسياً مباشراً وغير مباشر (من خلال تبعات تلك السياسة دولياً) في تردّي أوضاعه المعيشية.
فالجماهير الإيرانية هي أيضاً مؤيّدة لشعار «إيران برّة برّة» بمعنى الرغبة في إنهاء السياسة التوسّعية التي ينتهجها النظام الحاكم. والحال أن المعارضة لنهج طهران لا تقتصر على العامة من أفراد الشعب الإيراني، بل تشمل أيضاً أقطاباً إيرانيي الهويّة من المرجعية الشيعية العليا. وقد رأينا في آذار الماضي كيف انتشرت الاحتجاجات من قُم وغيرها من المدن في إيران إلى النجف وكربلاء والبصرة والكويت إثر اعتقال إبن السيّد صادق الحسيني الشيرازي، حسين، من قِبَل السلطات الإيرانية لتشبيهه نظام «ولاية الفقيه» بالنظام الفرعوني.
ولهذه المعارضات من داخل القومية والطائفة الواحدتين أهمّية بالغة في إفشال مساعي الحكم السعودي الرامية إلى تجييش السنّة في حرب طائفية شاملة ضد الشيعة ومن يُحسبون عليهم بتوسيع التعريف، تلك السياسة المقيتة والمجرمة التي شكّل تنظيم «القاعدة» ومن بعده تنظيم «داعش» نتيجتيها الطبيعيتين. والتنظيمان ومن لفّ لفّهما علامات بارزة على انحطاط الأوضاع العربية، ذلك الانحطاط الذي هبّت انتفاضة «الربيع العربي» الكبرى كي تقضي عليه وفشلت، فجاءت الانتكاسة بمزيد من الانحطاط كما يحصل عادة في الانتكاسات. لكنّ «الربيع» كان محطّة سوف تليها محطّات أخرى لا مُحال، حتى تكنيس الأوضاع الإقليمية من عفونتها المتراكمة منذ عقود.
ويشارك شعب إيران في هذه المعركة طويلة الأمد، بل كان له الفضل في البدء بها من خلال انتفاضته عام 2009، إذ أن مصلحة المظلومين واحدة عرباً أكانوا أم إيرانيين أو كُرداً أو غيرها من القوميات، ومهما كان المذهب الديني الذي ينتمون إليه أو يُحسبون عليه. فهي معركة الكادحين ضد المنتفعين لا طائفة لها ولا قومية، وسوف تنتصر في نهاية المطاف لأنها تجري بمجرى التاريخ العريض، مهما واجهت ظرفياً من رياح معاكسة.

٭ كاتب وأكاديمي من لبنان

من قُم إلى البصرة… الصراع ضد الظلم ينبذ الطائفية

جلبير الأشقر

لا سبيل لفرض تسوية أو توافق مع الفلسطينيين حول القدس

Posted: 11 Sep 2018 02:25 PM PDT

القدس مدينة معقدة ومشحونة، كثيرة الأبعاد، غنية الطبقات، دائخة ومدوخة. ليس عبثًا أن لها أيضًا متلازمة خاصة بها وتاريخًا غنيًا بقصص الحب والحروب والجنون وخيبات الأمل والخيانات. دور البراغواي في تاريخ المدينة وإن كان كقطرة ماء صغيرة على زجاج سيارة، إلا انه أيضًا جزء من علامات التحذير للخطوات السياسية الهشة لحكومة إسرائيل.
كل عريس يهودي يتلفظ بانفعال قبل كسر الكأس بكلمات: «إذا نسيتك يا أورشليم تنساني يميني». أما البراغواي فقد نسيت جدًا. لم تكن تحتاج إلا إلى بضعة أشهر كي تبدل القرار الشجاع، السريع والمتسرع للسير في أعقاب دونالد ترامب ونقل سفارتها إلى القدس. وسبق هذه الخطوة زيارة كوراسيو كرتاس، رجل البراغواي، الذي مثل رئيس الفلبين قليلًا، ليس هو الشخصية الدولية التي يتباهى المرء بها، محوط بالفضائح جاء في زيارة موضع خلاف كي ينضم إلى ميل جعل الاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيل حقيقة سياسية ملموسة.
في تلك الزيارة توجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى كرتاس وقال له: «عندما قلت لك إن القدس كانت عاصمة الشعب اليهودي على مدى 3 آلاف سنة وعاصمة دولة إسرائيل على مدى 70 سنة، قلت: «قرار بالإجمال يعترف بالتاريخ». هذا صحيح. فهو يعترف بالتاريخ ولكنه أيضًا يعترف بالعقل السليم. ومن ثم فإن نقل سفارتكم من تل أبيب إلى القدس جاء وفقًا للتاريخ، العقل السليم والحقيقة».
والآن، بعد أن أعلنت براغواي عن إلغاء الخطوة، وبعد أن أنهى كرتاس مهام منصبه، مشوق أن نقرأ مرة أخرى ثناء رئيس الوزراء: يا هوراسيو، ولاسفي اسبانيتي ليست جيدة بما يكفي كي أقول كل هذا بالإسبانية، ولكني أريد أن تعرف بأننا نتحدث اللغة ذاتها. هذه لغة القلب».
وعندها ذكر نتنياهو العلاقة عديدة السنين لبراغواي بالشعب اليهودي وجانبها العائلي، حين قال: «نحن نعرف ونذكر دور براغواي في إنقاذ اليهود قبل الكارثة وفي أثنائها، وفي استقبال اللاجئين اليهود بعدها، يتبين اليوم أن هذا ليس لقاء بين الدول بل لقاء بين العائلات أيضًا. بعض قليل جدًا من عائلة زوجتي نجوا من الكارثة. أحدهم جاء إلى هنا، أبوها، وآخر سافر إلى براغواي. يتبين أن حاشيتك المحترمة ومنهم الوزراء المحترمون والسفراء وغيرهم يعرفون عائلة طابور. إذن، أطلب أولاأن تبلغهم السلام، وثانيًا قولوا لهم: السنة القادمة في القدس». هكذا نتنياهو.
عائلة أم لا، في غضون ساعة من لحظة نشر القرار بإلغاء نقل السفارة وإعادتها إلى تل أبيب، أمر نتنياهو بإغلاق السفارة الإسرائيلية في براغواي. فقد سار باتجاه أزمة شاملة. لا صداقة ولا قيم، لا قلب ولا عائلة، فقط غضب، إهانة وثأر. لا ينبغي التأثر كثيرًا، فالقرار لا يمس بمكانة القدس إذ لا يعززها قرار ترامب بالانضمام. فالتقلب يؤكد هشاشة الخطوة السياسية وما فيها من خطر. كل من تجرأ على التفكير أو التشكيك بالخطوة الأمريكية أصبح على الفور يساريًا يشكك بوجود الأمة. ولكن هذه الخطوة تؤكد الثمن.
لكل خطوة سياسية هناك موجة مضادة. يدور الحديث في هذه الحالة عن ضغط عربي فلسطيني في جنوب أمريكا ضد الخطوة. وذلك رغم أن كل ما فعلته الولايات المتحدة هو تثبيت الواقع الغامض للاعتراف بسيطرة إسرائيل في الجانب الغربي من القدس، دون إعطاء تعبير للخلاف القائم على مكانتها. مشكوك في أن تكون مدينة دولية تقررت مكانتها في مشروع التقسيم في 1947، مشكوك في أن تكون هناك مدينة لا تحسم مكانتها إلا في مفاوضات بين الطرفين.
كما أن الاعتماد على ترامب ينطوي على ثمن، فكل من يعارض الرئيس الأمريكي، في الداخل أم في الخارج، يعارض أيضًا الخطوات التي يتخذها. ومثلما ألغى ترامب خطط سلفه في المنصب براك أوباما، هكذا سيفعل الرئيس القادم، ولا سيما إذا كان ديمقراطيًا متحمسا.
وثمة أيضًا الموضوع الأخلاقي؛ فترامب، المعترف الأكبر بالقدس، يتصدى الآن لكتاب آخر، هذه المرة للصحافي المقدر بوب ود وورد. ففي كتاب «خوف: ترامب في البيت الأبيض» انكشف بأن ترامب يدير البيت الأبيض كروضة أطفال. وحسب ما ورد يبدو أن الرئيس: لا يدير، ويتحكم، ويغير رأيه بسرعة، وأسير خطاب نفسه، ولا يحبه موظفوه ولا يقدروه.
ويضاف إلى ذلك المقال المغفل للمسؤول في الإدارة الذي كتب في «نيويورك تايمز» بأنه هو وزملاؤه في القيادة ممن لا يرتبطون بالمعارضة اليسارية لرئاسة ترامب، يعملون بهدف حماية المؤسسات الديمقراطية الأمريكية من الرئيس حتى نهاية ولايته. ويضيف المسؤول بأن المشكلة تكمن في عدم أخلاقية الرئيس وفي ميله لاتخاذ قرارات خطيرة ومتسرعة. وأضاف أن الفكرة للشروع في إجراء تنحيته طرحت في الكابينت. هذا هو بطل القدس خاصتنا، وهذه هي المشكلة.
لكل هذه يضاف التحدي المقدسي لعزيز أبو سارة، من سكان شرق المدينة الذي أعلن بأنه سيتنافس على رئاسة البلدية في الانتخابات القريبة القادمة في الشهر القادم. سيتراس أبو سارة قائمة فلسطينية جديدة باسم «القدس لنا» تتنافس لمجلس المدينة. وبصفته مقيمًا في القدس وليس مواطنًا في دولة إسرائيل، فإنه يعتزم الالتماس إلى العليا مطالبًا بتغيير القانون الذي يستوجب المواطنة لغرض التنافس على رئاسة البلدية.
ويتحدى أبو سارة المفهوم الإسرائيلي المتآكل، القدس الموحدة ويفحص حدود القانون والديمقراطية. «هذه بداية نهاية القدس اليهودية»، كتب حاييم رامون معقبًا. هذه المرة مهرج، وفي الانتخابات التالية سيكون أحد ما ذا وزن مثل أحمد الطيبي. الفلسطينيون يشكرون بيبي، والكين، وبركات، الذين يرون في الـ 22 قرية التي لم تكن أبدًا جزءًا من القدس لحمًا من عاصمة إسرائيل.
الاستنتاج الذي ينشأ من كل التحديات التي تقف أمامها القدس هو أن لا سبيل لفرض تسوية أو توافق. لا يوجد طريق التفافي للحسم المتفق عليه. الفلسطينيون يقفون وظهرهم إلى الحائط ولكنهم لن يستسلموا. في النهاية يجب الحديث، والوصول إلى تفاهم. لا ترامب ولا أمريكا الجنوبية، لا مصر ولا السعودية يمكنهم أن يحلوا محل الحديث المباشر مع الفلسطينيين. الاعتراف بالقدس بعد التسوية سيكون مستقرًا ويشكل انجازًا سياسيًا، وبدون هذا يفضل معمعان المعركة والغموض، لأن الإكراه يحمل ثمنا ويخلق موجات صدى ضارة.

اودي سيغال
معاريف 9/9/2018

لا سبيل لفرض تسوية أو توافق مع الفلسطينيين حول القدس

صحف عبرية

قيادي في «تحرير الشام» لـ «القدس العربي»: اتفاقية «خفض التصعيد» وقت مستقطع للنظام لترتيب أوراقه

Posted: 11 Sep 2018 02:23 PM PDT

أنطاكيا – «القدس العربي»: منذ أن أعلن النظام نيته بدء هجوم عسكري على إدلب، بدأت «تحرير الشام» بحشد قوتها على الساحل السوري ومناطق أخرى بريف إدلب، حيث أكد القيادي في الهيئة الملقب بـ»علاء أبو ثراب» أحد قادة المجموعات العسكرية في حديث لـ «القدس العربي»، أن «الهيئة ومنذ أن بدأ النظام يروج لحملته الإعلامية بوجود اجتياح لإدلب والشمال، بدأت تعزز مواقعها وتدرس النقاط والأماكن التي من المحتمل أن يبدأ هجوم النظام منها، حيث شهدت المنطقة مؤخراً تعزيزاً عسكرياً على كافة الجبهات بهدف صد أي هجوم قد يشنه النظام بدعم روسي، مشيراً إلى أن اتفاقيات خفض التصعيد وغيرها من الاتفاقيات لا تصب سوى في صالح النظام لأن روسيا وإيران وحليفهما بشار الأسد «لا عهد لهم ولا ميثاق» و»ما الاتفاقيات إلا وقت مستقطع يأخذونه بعد كل عملية يشنونها بهدف إعادة ترتيب أوراقهم سياسياً وعسكرياً».
وعن سؤاله حول موقف الفصائل الأخرى وتجهيزاتهم أجاب: «جميع من هم في إدلب مستعدون للقتال في حال حاول النظام التقدم، نحن لا نعلم مدى التجهيزات لدى الفصائل الأخرى ولكنهم يجهزون وبالتأكيد مستعدون للدفاع عن إدلب والشمال السوري ككل… يدنا ممدودة للجميع وفي حال رغبت الفصائل بالتوحد معنا تحت قيادة واحدة بالتأكيد لن يكون لدينا مانع وسنصبح أقوى لأن يد الله مع الجماعة، ولا ندري متى وأين وكيف سيبدأ النظام الهجوم إن بدأ، ولكن ما علينا الآن هو تحصين النقاط لمنع أية محاولات تقدم للنظام إن حدث وفصائل الجيش الحر تعمل أيضاً على تحصين نقاطها ومواقعها».
ورغم جميع الاشتباكات التي حدثت بين بعض فصائل الجيش الحر من جهة و»تحرير الشام» من جهة أخرى، إلا أن الدعوات العلنية للشبان للانضمام إلى صفوف الجيش الحر مؤخراً من قبل الهيئة باتت علنية ولا تخفَى على أحد، فقد أظهرت صورة لأحد حواجز «تحرير الشام» في بلدة «أورم» في ريف حلب الغربي، عبارات كتبت على جدار الحاجز من قبل الهيئة نفسها مفادها: ‏(أنت بانضمامك للمقاومة الشعبية تكون سنداً لأبطال الجيش الحر والمجاهدين).
وحسب «أبو ثراب» فإن «الوقت الآن لا يسمح للتفرقة بين فصيل وآخر فالجميع يستعد للقتال والجميع تأهب لصد هجوم النظام، وما دام الهدف واحداً فإن مسألة الانضمام والفصيل لا تهم بقدر ما يهم أن يكون المنضم يحمل في قلبه هدفاً واضحاً وهو الدفاع عن أرضه وعرضه».
يقول «أحمد الإبراهيم» وهو أحد القياديين في فصائل الجيش الحر في حديث لـ «القدس العربي»، إن «النظام وبمجرد هجومه على إدلب لن يكون هناك أية اتفاقيات تمنع المقاومة، أي تقدم للنظام سيُعتبر نهاية لجميع الاتفاقيات المحلية والإقليمية والدولية في الشمال، ولن يكون هناك أي عائق أمامنا في المقاومة بأية طريقة كانت، فالمهم هو منع النظام وحلفائه الروس والإيرانيين من دخول إدلب واستباحة دماء وأعراض من فيها».
ويضيف الإبراهيم: «حتى وقت قريب كانت التصريحات التركية مطمئنة بالنسبة للوضع في إدلب، ولكن بعد قمة طهران أصبحنا متيقنين أن النظام يحضر فعلياً لهذه المعركة التي ستكون الأشرس في تاريخ الثورة السورية، ولا نعلم دور الأتراك في هذه الحالة فيما إذا كانوا سيسحبون نقاطهم أو تكون نقاطهم محيّدة عن المعارك، لم نعد نتفاجأ بأي أمر سيحدث أو قد يحدث، وبكل الأحوال سنقوم بواجب الدفاع المفروض علينا ولن يدخل النظام إدلب إلا على جثث شهدائنا»، لافتاً إلى أنه ليس من المستبعد أن يتم سحب النقاط التركية في حال تم إقرار الهجوم، فبمجرد التفكير بأن تركيا وروسيا وإيران هي من ترعى (مسار أستانة) فهذا كفيل بتوقع سيناريو مماثل كما حدث في عفرين عندما بدأ الجيش التركي والجيش الحر عملياته عليها، ربما يتم سحب النقاط التركية في اللحظات الأخيرة فيما لو فشلت تركيا التي تتعرض لضغوط كبيرة في منع هذا الهجوم، وفق تعبيره.
التأهب والاستنفار في الشمال ككل لم يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل امتد ليشمل المجال الطبي أيضاً، حيث بدأت المستشفيات بالتجهيز وتحضير الأدوية وصيانة الادوات ومعدات العمليات وسيارات الإسعاف مع ربط النقاط الطبية ببعضها عبر طرق تم رسمها على الخريطة تحضيراً لأي هجوم مرتقب يحضره النظام ويروج له على إدلب.
فيما اتجه المدنيون لشراء المؤن والأغذية وتخزينها خوفاً من حصار مطبق قد يفرضه النظام على آخر جيوب المعارضة في الشمال السوري والذي بات مصيره مهدداً، إضافة لاتخاذ إجراءات وقائية (بدائية ومفيدة) لتجنب القصف العنيف أو الهجمات الكيميائية، حيث تم صنع أقنعة واقية من الغازات من بعض قطع (الكرتون) التي تم حشوها بمادة «الفحم والماء» وذلك لاستخدامها في حال أية هجوم كيميائي.

قيادي في «تحرير الشام» لـ «القدس العربي»: اتفاقية «خفض التصعيد» وقت مستقطع للنظام لترتيب أوراقه

حزب يساري مغربي معارض يصف الوضع في بلاده بـ«المتأزم»

Posted: 11 Sep 2018 02:23 PM PDT

الرباط –« القدس العربي»: وصف حزب يساري مغربي معارض الوضع في بلاده بـ«المتأزم»، وسجل «القلق الجارف الذي يمس مختلف شرائح المجتمع وتذمرها المتنامي من الوضع في البلاد، وأكد أن أي انفراجٍ حقيقي شامل «لا يقف عند إجراءات مسكنة عابرة أو انتقائية، وإنما هو انفراج عميق ذو أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وحقوقية يقطع مع منطق الاستبداد والفساد».
وقال الحزب «الاشتراكي الموحد»، بعد اجتماع لمكتبه السياسي، إنه وقف بإسهاب عند «سمات الوضع المتأزم الذي تمر منه البلاد، في تفاعل مع الأوضاع الدولية والجهوية، وانعكاساتها السلبية ومسلسل محاولة تصفية القضية الفلسطينية وتقدم «الفوضى الهدامة» بعلاقة مع رهانات الطاقة والصراع الاستراتيجي والعولمة.
وفي بلاغ أرسل لـ«القدس العربي»، سجل الحزب «القلق الجارف الذي يمس مختلف شرائح المجتمع وتذمرها المتنامي من الوضع الذي ما فتئ يزداد سوءًا، ما يعمق اليأس لدى المواطنات والمواطنين ويهز ثقتهم في المستقبل بفعل الإصرار على إغلاق جميع نوافذ الأمل في التغيير المنشود الذي يتطلع إليه الشعب المغربي وقواه الحية».
وأوضح المكتب السياسي للحزب أن «التمرير المستمر لقوانين مجحفة، دون أن يسبقها حوار ديمقراطي ودون اعتبار ما يتطلبه الوضع من إصلاحات لإعادة بناء الثقة وضرورة مستعجلة لإحداث التغيير الديمقراطي، حيث بعد تمرير قانون يضمن تقاعدًا، هو أمر غير مستحق للبرلمانيين والوزراء، إذ يتم تمرير القانون الخاص بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي لحرمان فئات واسعة من الحق في التعليم العمومي المجاني، بالموازاة مع مسخ المناهج المدرسية، بعيدًا عن الإصلاح الشامل والشمولي الذي يتطلبه قطاع استراتيجي كقطاع التعليم الذي يعتبر المدخل الأساس لكل تنمية».
وقال البلاغ إن الوضع المغربي يزداد تأزمًا، خاصة بعد ارتدادات «الربيع العربي» والالتفاف على مطالب حركة 20 فبراير، وإطلاق الثورات المضادة ورجوع الاستبداد وتقدم «الفوضى الهدامة» والحروب الاستباقية باسم الاستقرار والأمن ومحاربة الإرهاب، فتراجع مجال الحقوق والحريات، وقوبل الحراك الشعبي بالريف وجرادة وغيرها من الجهات بمواجهة قمعية شرسة، شملت اعتقالات وتعذيبًا وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان استمرت لقمع احتجاجات شعبية عارمة.
وأضاف أنه ورغم إقرار المسؤولين بمشروعية المطالب المرفوعة، أسفرت المحاكمات الماراثونية إلى إصدار أحكام جائرة صادمة، ويبقى المطلب الملح هو إطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية حراك الريف وباقي الحراكات الشعبية، كما نادت به المسيرتان الوطنيتان بالدار البيضاء والرباط، وجبر ضرر الأسر الصامدة والجهات.
وشدد على أن التراجع الذي عرفه المشهد السياسي، المتحكم فيه، وبعد الحصيلة الضعيفة لدستور 2011، وأمام ضعف الحكومة وتصاعد التناقضات داخلها، وتنامي السلطوية، وضبطها للمشهد السياسي بكل الأدوات، يجعل من الإعفاءات التي تمت دون تقديم المعلومة ودون محاسبة حقيقية إجراء للتغطية وليس للمعالجة الحقيقية. وأشار البلاغ إلى «استمرار نفس الاختيارات الخاضعة لتوصيات المؤسسات المالية، التي تركّع الأنظمة تحت ثقل المديونية لتسلبها سيادتها ويستمر الريع والاحتكار والإفلات من العقاب في الجرائم الاقتصادية، رغم التقارير الصادمة وترتيب مخجل للمغرب على مستوى مؤشر التنمية البشرية».
وأوضح الحزب الاشتراكي الموحد أن هذه العوامل أدت إلى ارتفاع نسب العطالة والفقر والتهميش وتفشي ظاهرة أطفال الشوارع، والتعاطي لشتى أنواع المخدرات، في حين أسهم النظام «البتريمنيالي» في خلق «أوليكارشيا» سيطرت على جل ثروات البلاد، الشيء الذي أدى إلى «فشل النموذج التنموي» واتساع الفوارق.
وقال البلاغ إن الثورة المعلوماتية، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فتحت نافذة للتعبير وللوصول للعديد من المعلومات، ليستمر تنامي الوعي حتى بعد خفوت حركة 20 فبراير، حيث استمرت روحها في قلب الحراك الشعبي بالريف وجرادة، وكل أشكال الضغط والمقاومة الشعبية وضمنها احتجاجات العطش والمسيرات ضد التوظيف بالعقدة وضد محاولة وأد الوظيفة العمومية وضد عدم الاستفادة من الحق في التعليم والصحة والسكن والشغل والتنقل وغيرها من القضايا، وأن احتداد الأزمة يدفع إلى التشديد على ضرورة اعتماد انفراج سياسي شامل يعيد للوطن بجميع بناته وأبنائه أضواء الأمل في غد تتحقق فيه الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ويسمح بتقوية الدولة المغربية بالديمقراطية لربح رهان الخروج من التخلف والتبعية واستكمال الوحدة الترابية وتحقيق التنمية.
وأكد الحزب، الممثل في البرلمان، أن الانفراج الشامل المطلوب لا يقف عند إجراءات مسكنة عابرة أو انتقائية، وإنما هو انفراج عميق ذو أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وحقوقية، يقطع مع منطق الاستبداد والفساد ويسترجع للقطاعات الاجتماعية موقعها الفاعل بمؤسساتها العمومية وخدماتها المجانية والجيّدة، وبما يمكن المناضلين الشرفاء من استرجاع حريتهم وإطلاق سراحهم وفي مقدمتهم معتقلو حراك الريف وجرادة، والنهوض بجهاتهم في سياق العدالة المجالية. وإنه لن يدخر جهدًا في الضغط في اتجاه تحقيق إصلاحات فعلية تضمن فصل السلطات، والربط الحقيقي بين المسؤولية والمحاسبة، والتوزيع العادل للثروة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وإحقاق الحقوق والحريات وضمانها واحترامها بدون أي تمييز، لكل المواطنات والمواطنين.

حزب يساري مغربي معارض يصف الوضع في بلاده بـ«المتأزم»

الانتخابات تشكل الخريطة السياسية الموريتانية ومعارضة التشدد تعود للبرلمان

Posted: 11 Sep 2018 02:22 PM PDT

نواكشوط -«القدس العربي»: أعادت الانتخابات النيابية والجهوية والبلدية التي نشرت نتائج شوطها الأول للتو والتي سيجري شوطها الثاني الأحد المقبل، تشكيل الخريطة السياسية الموريتانية على نحو جديد حيث عادت المعارضة المتشددة للبرلمان بعد نجاح العديد من زعمائها وسياسييها المفوهين.
وأعلن رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، سيدي محمد ولد محم، في تقييم له أمس للشوط الأول «أن النتائج التي حققها الحزب في الانتخابات النيابية والبلدية والجهوية، تؤكد استمرار ثقة الشعب في برنامج الرئيس.
وأكد «أن حزب الاتحاد حسم حتى الآن 103 مقعد من المجالس البلدية وينافس على كسب 92 مقعدًا خلال الشوط الثاني كما كسب 67 مقعدًا نيابيًا و4 من المجالس الجهوية وينافس على كسب 9 مجالس جهوية ودوائر نيابية في الشوط الثاني من هذه الانتخابات».
وأوضح في مؤتمر صحافي أمس «أن هذه النتائج تبرهن على أن ما حققه حزب الاتحاد من أجل الجهورية في تصاعد مستمر، في الوقت الذي عرفت فيه أحزاب أخرى تراجعًا ملحوظًا في مسيرتها السياسية حيث تسوق فكر الإرهاب والتطرف والتجريح والطعن في الأعراض».
وأكدت النتائج المعلنة حتى الآن تقدم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، يليه حزب التجمع من أجل الإصلاح (محسوب على الإخوان) الذي تمكن من المحافظة على موقعه في انتخابات 2013 النيابية، ساعيًا لزيادة مقاعده في الشوط الثاني حيث سيعاد التصويت لحسم دوائر عديدة.
واعتبر القيادي الإسلامي البارز، محمد جميل منصور، في تصريح أمس «أن المعارضة حققت معجزات في الشوط الأول لأنها أقصيت من التحضير للانتخابات، ولأن لجنة الانتخابات عينت من أقرباء رؤساء أحزاب الحوار، ولأن المعارضة قررت المشاركة في الانتخابات في وقت متأخر، ولأن الحزب الحاكم استخدم في الانتخابات وسائل الدولة وهيبة الدولة ورئيس الدولة».
وتتجه الأنظار حاليًا للشوط الثاني من الانتخابات التي ستكون المواجهة فيها أساسًا بين حزب التجمع المحسوب على الإخوان وحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم.
وأكد جميل منصور القيادي الإسلامي في حزب التجمع «أن على المعارضة أن تنتزع المزيد من المقاعد في الشوط الثاني كما انتزعتها في الشوط الأول».
ودخل معظم قياديي المعارضة الموريتانية للبرلمان الجديد في انتخابات شهدت مشاركة الجميع، ما جعل الجمعية الوطنية الجديدة أكثر تلوينًا سياسيًا من سابقتها التي كانت تضم نواب الحزب الحاكم ونواب أحزاب الموالاة مقابل نواب التجمع من الإسلاميين.
وهكذا دخل إلى البرلمان كل من محمد ولد مولود رئيس اتحاد قوى التقدم، ويحيى ولد الوقف رئيس الوزراء السابق المطاح به في انقلاب 2008، والحقوقي الشهير بيرام ولد الداه.
ولم تتمكن وجوه سياسية بارزة، مع ذلك، من الدخول للجمعية الوطنية، ومن أبرزها عثمان أبي المعالي رئيس حزب الفضيلة ومنسق أحزاب الأغلبية، والمعلومة بنت الميداح الفنانة المعارضة الشهيرة، وصالح ولد حننه بطل انقلاب 2003 المشهور، والمعلومة بنت بلال أبرز نواب الغرفة الماضية.
وتتواصل في هذه الأثناء تقييمات كبار الكتاب والمفكرين للشوط الأول من الانتخابات وتوقعاتهم لنتائج الشوط الثاني، حيث أكد المحامي البارز المفكر محمد ولد أشدو المحسوب على الموالاة «أن نتائج الشوط الأول من الاستحقاقات الوطنية شكلت نصرًا مؤزرًا للحزب الحاكم؛ سواء منها ما تم حسمه لصالحه من نواب (67 من أصل 157) وبلديات (111 من أصل 216) ومجالس جهوية (4 من أصل 13)، أو ما ينافس عليه خصوم يسهل التغلب عليهم في الشوط الثاني».
وقال «إن الحزب الحاكم لم يوظف في هذه المعركة المصيرية سوى بعض أسلحته، واستغنى عن بعضها الآخر لأسباب ما تزال مجهولة؛ ومن أبرز الأسلحة التي استغنى عنها الحزب الحاكم أربعة هي عدم توظيفه الجمع بين القديم والجديد في الترشيحات، وعدم تعبئة الاحتياطي والخبرة المتراكمة والثقافة والمثقفين».
وعن توقعات الشوط الثاني من الانتخابات، أكد الكاتب التراد محمدلي «أن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ستكون ﻣﺘﺸﻌﺒﺔ ﺟﺪًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻭﺗﺘﻄﻠﺐ من الحزب الحاكم ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ مع إرضاء ﻛﻞ ﻏﺎﺿﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺰﺏ وكل ﻤﻬﺎﺟﺮ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ، وﺍﻷﻣﺮ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺃيضا ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺮﺹ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺎﺳﻜﻬﺎ ﻭﻭﺣﺪة ﺻﻔﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺮﻕ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ».

الانتخابات تشكل الخريطة السياسية الموريتانية ومعارضة التشدد تعود للبرلمان
الحزب الحاكم يؤكد فوزه الكاسح والمعارضة تعد خططها للشوط الثاني
عبد الله مولود:

الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية تطال أسرى محررين وناشطا حقوقيا

Posted: 11 Sep 2018 02:22 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: شهدت مناطق مختلفة في الضفة الغربية اندلاع مواجهات مع قوات من جيش الاحتلال التي نفذت حملة مداهمات واعتقالات طاولت أسرى محررين وناشطا حقوقيا.
واعتقلت من مدينة رام الله أسيرين محررين، بعد اقتحام منزل الأول وهو الناشط الحقوقي حسن كراجة، في قرية صفا، فيما اعتقل الآخر من منزله في مدينة رام الله، وصادر خلال العملية حاسوبه وهاتفه الشخصي.
وأجرت قوات الاحتلال حملة تفتيش في منزل الناشط كراجة قبيل اعتقاله واقتياده لمكان مجهول، حيث تم تخريب أثاث المنزل وخزانة الملابس.
وهذا الناشط تم اعتقاله مرتين في السابق، وتم الإفراج عنه العام الماضي، ويشغل مناصب عدة كان أبرزها سفير الشباب العربي سابقا، إضافة إلى تمثيل فلسطين في العديد من المؤتمرات والندوات حول العالم للدفاع عن قضايا الفلسطينية وحقوق الإنسان.
كما اعتقلت الأسيرين المحررين هيثم سياج بعد مداهمة منزله في حي أم الشرايط جنوبي رام الله وسيف الإدريسي بعد اقتحام شقة سكنية في بلدة بير زيت شمالا، وشملت عمليات الدهم والتفتيش في مدينة رام الله، منزل أسير يقضى حكما بالسجن لمدة «15 عاما».
وشملت الاعتقالات أيضا شابا من بلدة حزما على مدخل قريبة الخان الأحمر شرق القدس، والتي تخطط سلطات الاحتلال لهدمها بناء على قرار قضائي تواءم مع مخطط حكومي لتوسيع الاستيطان.
وتخلل عملية المداهمات للضفة الغربية، قيام قوات الاحتلال بتسليم الشقيقين نور وسيف محمود العمور، بلاغين لمراجعة مخابراتها عقب مداهمة بلدة تقوع قضاء مدينة بيت لحم.
وقالت مصادر محلية أن تلك القوات أيضا اقتحمت منازل أسرى محررين في مدينة الخليل جنوب الضفة، وقامت باستجواب أحدهم، وصادرت في نهاية العملية مركبته.
وزعم جيش الاحتلال أن قواته اعتقلت أشخاصاً متهمين بالقيام بأعمال مقاومة، وأنه جرى تحويلهم لدى الأجهزة الأمنية للتحقيق.
وفي شمال الضفة الغربية اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في مدينة قلقيلية، وذلك بعد تعرض المدينة لعمليات اقتحام شاركت فيها آليات كثيرة من الاحتلال.
وأطلقت تلك القوات قنابل الغاز المسيل للدموع صوب المتظاهرين، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف السكان، كما تخلل العملية قوات الاحتلال اعتداء على السكان، واخضاعهم لعمليات استجواب ميدانية، وقاموا بإجراء عمليات تفتيش للمركبات على المدخل الشمالي للمدينة.
إلى ذلك منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، لجنة إعمار أحد مساجد بلدة عزون، قرب مدينة قلقيلية، من عملها لصالح بناء المسجد، وذلك بعد أن منعت أحد المقاولين من نقل الردم من الموقع إلى محيط المسجد، وطالبته بسحب آلياته من هناك، بحجة قرب الموقع من مستوطنة «معالي شمرون»، وهددته بمصادرة الآليات في حال استمر في العمل.

الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية تطال أسرى محررين وناشطا حقوقيا

الأحزاب الكردية تدعو الحكومة العراقية لإنهاء الحكم العسكري في كركوك وإيقاف التعريب

Posted: 11 Sep 2018 02:21 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: تخطط الأحزاب السياسية الكردستانية إلى إعادة انتشار قوات البيشمركه الكردية في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، عقب انسحابها منها أواسط تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عقب مواجهات مع القوات العراقية.
وعقدت جميع الأحزاب السياسية الكردستانية في محافظة كركوك، اجتماعاً لمناقشة الأوضاع في المدينة، بعد مرور نحو عام على تنفيذ الحكومة الاتحادية خطة (فرض القانون) فيها، وسيطرتها على أغلب المناطق المختلف عليها بين بغداد وأربيل.
وطبقاً للموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، فإن الاجتماع يعدّ «الأول» للأحزاب الكردستانية، مبيناً أن الاجتماع عقد في مقر الحزب الشيوعي الكردستاني في منطقة قره هنجير (20كم شمال شرق كركوك).
وعقد المجتمعون بعد انتهاء الاجتماع مؤتمرا صحافيا تضمن 7 نقاط منها، «إدانة القصف الذي تعرض له الحزبان الكردستانيان الإيرانيان المعارضان في قضاء كويسنجق في أربيل عاصمة الإقليم»، إضافة إلى قرار «تفعيل الاجتماعات الدورية بين الأحزاب الكردستانية في كركوك كما كانت في السابق».
ومن بين النقاط التي أشار إليها الاجتماع «دعم وحدة الموقف والخطاب بين الأطراف والجهات الكردستانية في تشكيل الحكومة الاتحادية في بغداد»، فضلاً عن تأكيد المجتمعين على «استمرار الحوارات بين الأحزاب الكردستانية كافة، لتوحيد الموقف والرؤى».
وطالبت الأحزاب المجتمعة بـ«تفعيل عمل مجلس المحافظة (كركوك) المتوقف منذ احداث 16 أكتوبر/ تشرين الأول، وكذلك إعادة منصب المحافظ للأكراد»، ودعوا أيضاً الحكومة العراقية إلى «إنهاء الحكم العسكري في كركوك، وإيقاف عمليات التعريب التي تتعرض لها المحافظة، والتي هي مخالفة للدستور العراقي الدائم».

انتقادات للمحافظ

وعقب انتهاء الاجتماع، وجه نائب مسؤول فرع الاتحاد الوطني الكردستاني (بزعامة رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني) في كركوك، روند ملا محمود، انتقادا «شديد اللهجة» إلى محافظ كركوك بالوكالة راكان، سعيد الجبوري.
وقال ملا محمود، في مؤتمر صحافي إن «الجبوري أحيا عمليات التعريب في كركوك مرة أخرى، وهو يدير المحافظة بشكل سيئ جدا. كركوك تخضع لحكم التعريب ولضغوطات مستمرة».
وأضاف: «التاريخ يخبر هؤلاء أن لا يمكن إقصاء الكرد في كركوك»، لافتاً إلى أن «لجنة الحزبين الرئيسين في إقليم كردستان التي تشكلت مؤخراً، ستبدأ حوارات جدية بشأن الوضع في المحافظة».
مسؤول الفرع الثالث للحزب الديمقراطي الكردستاني محمد خورشيد، أوضح خلال المؤتمر، أن «الحزبين الرئيسيين قررا تفعيل عمل اللجنة المشتركة الخاصة بكركوك»، مبيناً أن «جميع المناصب التي تم تغييرها بعد أحداث 16 تشرين الأول/ أكتوبر غير شرعية، وغير قانونية».
ومنذ نحو عام مضى، تشهد محافظة كركوك وأطرافها، إضافة إلى مناطق أخرى في صلاح الدين وديالى، عمليات مسلحة بين الحين والآخر، راح ضحيتها العديد من القوات الأمنية والمدنيين.
مجلس أمن إقليم كردستان العراق (مؤسسة تابعة لحكومة الإقليم)، أكد وقوع مئات الهجمات في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، منذ انسحاب القوات الكردية. وذكر المجلس أخيراً في حسابه في «تويتر»، «لقد قمنا بتعقب الأحداث والحوادث المنية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2017. وتم تسجيل أكثر من 700 حادث بشكل إجمالي».
وأضاف أن «80 حادثا وقع في شهر أب/أغسطس الماضي، وعكس ذلك زعزعة للاستقرار في مناطق النزاع»، مشيراً إلى أن الهجمات تمثلت بـ«استهداف قوات الأمن العراقية بأكثر من 40 عبوة ناسفة، بما فيها القوات الخاصة في كركوك وحولها. وبشكل منفصل، تم تعقب ما لا يقل عن 28 هجوما، بما في ذلك عمليات القتال والمفجرين الانتحاريين التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية»
وحسب المجلس، «شنت 6 هجمات على أبراج الكهرباء، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي، واستهدفت الاغتيالات والهجمات بالقنابل أيضاً المنازل التابعة لقوات مكافحة الإرهاب، إضافة إلى مسؤولين وزعماء قبائل».

ضياع أمني

ولم يشمل «الضياع الأمني» محافظة كركوك وحسب، بل امتد إلى مناطق أخرى (متنازع عليها) في ديالى، التي شهدت أخيراً «ذبح» 4 أشخاص، بينهم 3 من قوات البيشمركه، على يد تنظيم «الدولة».
وجدد الأكراد في ديالى انتقادهم لـ«الإهمال الأمني» لقضاء خانقين شمال شرقي المحافظة، وتحوله إلى «منطقة ضائعة امنياً» منذ انسحاب البيشمركه في 2017 تشرين أول /أكتوبر.
وقال عضو مجلس ديالى، عن كتلة «التآخي والتعايش» الكردستانية هوشيار إسماعيل، إن «الأجهزة الأمنية عاجزة عن السيطرة على ملف الأمن في مناطق خانقين، وخاصة أجزاءها الجنوبية والغربية»، كاشفاً عن وجود «84 قرية خالية من التواجد الأمني، مما سهل تغلغل تنظيم الدولة في مناطق القضاء خانقين من أطراف الوند وتلال حمرين، مستغلين الضعف الأمني».
واكد تسجيل «اكثر من 50 حادثا وخرقا إرهابيا خلال شهر ونصف»، معتبراً ذلك «معدلا مخيفا لم يشهده القضاء منذ أكثر من 14 عاما».
وعزا سبب تلك الهجمات إلى «ضياع المسؤوليات الأمنية بين تشكيلات الشرطة والجيش والحشد المتواجدة في مناطق خانقين، والتي تبرر ضعفها بنقص التعزيزات الأمنية وحدود المسؤوليات المفترضة».
وأضاف: «أكثر من 95٪ من سكان خانقين من القومية الكردية، وهم فاقدون الثقة والحس الوطني تجاه القوات الأمنية القادمة من ديالى ويعتبرونها شبه محتلة».
وبين أن «سكان خانقين عازفون عن التعاون الاستخباري مع تلك القوات بعكس التعاون المثالي مع قوات الأسايش (قوات أمنية كردية خاصة)، والذي كان سائدا قبل أحداث 16 تشرين اول/أكتوبر 2017، والتي جعلت خانقين منطقة مستقرة أمنيا منذ 2003 ولغاية 2017 دون أي حوادث أو خروقات أمنية».
وتابع: «سياسة القطعية التي تمارسها قوات الأمن تجاه أهالي خانقين، خلقت فجوة اجتماعية كبيرة، إلى جانب إستشعار أهالي خانقين من عداء مبطن تجاههم من قبل الحكومتين المحلية والاتحادية».
وأشار إلى «تسجيل عمليات نزوح مستمرة من خانقين إلى مناطق كفري وكلار ودربندخان ومناطق كردستان، بسبب الانحدار الأمني الذي دفع الكثيرين لبيع منازلهم وبأسعار أثرت سلبا على أسعار وتعاملات العقارات في خانقين».
ومضى قائلا: «سكان خانقين أصبحوا حبيسي المنازل ليلاً ولا يعرفون من هي الجهات التي تقف وراء الهجمات الإرهابية، ولم تتم أي عمليات اعتقال أو كشف للجهات المتورطة بحوادث خانقين الأمنية».
وطبقاً للمصدر، فإن «أهالي خانقين وبمختلف شرائحهم الإجتماعية يؤكدون على ضرورة إعادة البيشمركه إلى خانقين، والعمل مع الأجهزة الأمنية بخطط مشتركة تنقذ المدنيين من بطش داعش الإرهابي»، معتبراً عودة البيشمركه «العلاج الأمني الوحيد لخانقين ونهاية لجميع الحوادث والخروقات الإرهابية».‎

الأحزاب الكردية تدعو الحكومة العراقية لإنهاء الحكم العسكري في كركوك وإيقاف التعريب
أمن كردستان يكشف عن 700 عملية مسلحة نُفذت في المناطق المتنازع عليها خلال عام

قرار بإضراب شامل في كل فلسطين التاريخية احتجاجا على قانون القومية

Posted: 11 Sep 2018 02:21 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: بالمشاركة مع الفصائل الفلسطينية في الأرض المحتلة عام 1967 أصدرت لجنة المتابعة العليا داخل أراضي 48 بيانا مشتركا دعت فيه إلى «التصدي لـ « قانون القومية « العنصري والإعلان عن إضراب عام يشمل الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، بالتزامن مع إحياء الذكرى الـ18 لهبة القدس والأقصى. يشار إلى أن هبة القدس والأقصى تعني تصدي فلسطينيي الداخل لزيارة رئيس حكومة الاحتلال الراحل أرئيل شارون للحرم الأقصى وانتصاراً للقدس وهي أحداث استشهد فيها 13 شابا من فلسطينيي الأرض المحتلة عام 48 وأصيب المئات وتعتبر من المراحل التي جمعت الفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر طيلة أسبوعين فيما استمرت الانتفاضة الثانية في الضفة وغزة نحو خمس سنوات.
وأضاف البيان أن «لجنة المتابعة عقدت اجتماعا مشتركا في رام الله مع الفصائل الفلسطينية، الوطنية والإسلامية، للتباحث في الموقف الموحدة ضد « قانون القومية « الصهيوني، والقيام بعمل وحدوي يشمل الكل الفلسطيني. موضحة أن «الاجتماع جاء بمبادرة من لجنة المتابعة وأن القوى الوطنية والإسلامية ولجنة المتابعة للجماهير الفلسطينية في الداخل أكدت رفضها القاطع وإدانتها الحازمة لما يسمى «قانون القومية « الصهيوني الأساس الذي أقره البرلمان الإسرائيلي في 19.07.2018. وشدد البيان على أن «هذا القانون العنصري القائم على التفوق العرقي ونفي وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس بقيادة منظمة التحرير، ممثله الشرعي الوحيد، وعلى التنكر لحقوق أبناء شعبنا القومية والمدنية في الجليل والمثلث والنقب والساحل يفضح حقيقة المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني الاقتلاعي. وأكدت الفعاليات الفلسطينية على طرفي الخط الأخضر التي تصدر بيانا مشتركا وتقوم بعمل سياسي بارز للمرة الأولى منذ نكبة 48 أن قانون القومية يهدف لإقامة ما يسمّى بإسرائيل الكبرى بين البحر والنهر على حساب الأرض والإنسان والمقدسات وعبر اقتلاع وطرد سكانها الأصليين. ووجهت في بيانها الدعوة إلى «أبناء شعبنا الفلسطيني داخل الوطن وخارجه في مخيمات ومناطق اللجوء والشتات إلى الإضراب الشامل والقيام بشتى النشاطات الشعبية في يوم الأول من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. مؤكدة أن ذلك يأتي تعبيراً عن وحدة شعبنا ونضاله لإسقاط هذا القانون العنصري ومن يقف وراءه، والذي يمثل التجسيد الحي لما يسمّى بصفقة القرن الأمريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وتفتيت المنطقة وشعوبها وإدامة التبعية والهيمنة الأمريكية الصهيونية على ثرواتها». وأكد البيان أن «إنهاء الانقسام السياسي والجغرافي والمؤسساتي الذي تعيشه الساحة الفلسطينية واستعادة الوحدة الوطنية وتعزيز مكانة منظمة التحرير قائداً موحداً لشعبنا ونضاله التحرري هو الكفيل بهزيمة وإسقاط « قانون القومية « العنصري ومعه ما يسمّى بصفقة القرن الأمريكية التصفوية، وبالظفر بحقوق شعبنا الثابتة غير القابلة للتصرف». وأهابت لجنة المتابعة العليا والفصائل الفلسطينية، من دون الكشف عن تسمياتها، بهيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها المعنية والمنظمات الدولية والقارية والإقليمية، ومنظمات حقوق الإنسان بأن «تتحمل مسؤوليتها في رفض وإدانة هذا القانون العنصري الذي يتنافى ومبادئ القانون للدولي والإنساني وشرعة حقوق الإنسان وفي وضع الاحتلال وقادته ومستوطنيه موضع المسائلة والعقاب».
وفي سياق متصل وبدعم من منظمات اللوبي اليهودية والصهيونية العاملة في بروكسل نظمت مجموعة تطلق على نفسها اسم «أصدقاء يهودا والسامرة» مؤتمراً الاسبوع الماضي في البرلمان الأوروبي في بروكسل، بمشاركة رئيس مجلس المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة، يوسي دغان، ووزير الأمن الداخلي جلعاد اردان، الذي تحدث فيه عبر الفيديو كونفرنس. كما وتحدث في الاجتماع ثلاثة أعضاء من البرلمان الأوروبي. وقد اعترض الجانب الفلسطيني رسمياً على انعقاد المؤتمر في البرلمان الأوروبي، وقام السفير عادل عطية بالعمل مع عدد من البرلمانيين لالغاء الاجتماع، الا ان مكتب رئيس البرلمان امتنع عن الغائه بحجة مشاركة فلسطينيين في المؤتمر. وقد شارك فعلاً في الاجتماع متحدثان عرضا نفسيهما كفلسطينيين، وذلك كجزء من الدعاية الاسرائيلية. واستنكر النائب د. يوسف حبارين، رئيس لجنة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة، انعقاد هذا الاجتماع الاستيطاني في أروقة البرلمان الأوروبي، خاصةً وان المستوطنات الاسرائيلية هي مستوطنات غير قانونية وغير شرعية حسب مواقف الاتحاد الأوروبي. وتزامن اجتماع المستوطنين مع زيارة وفد القائمة المشتركة الى الاتحاد الأوروبي لإجراء لقاءات مع المسؤولين الأوروبيين، حيث عبّر نواب المشتركة أيضاً عن رفضهم لمثل هذا النشاط في البرلمان. وحسب برنامج اجتماع المستوطنين فقد تمحورت نقاشات الاجتماع حول «التعايش بين اليهود والعرب في يهودا والسامرة» وتشجيع الاستثمار في المناطق الصناعية «التي توفر فرص العمل للفلسطينيين». واتهم الوزير الليكودي اردان في كلمته الاتحاد الأوروبي باستخدام معايير مزدوجة من خلال التمييز ضد منتوجات المستوطنات. هذا وشن المتحدثان الفلسطينيان مجهولا الهوية هجوماً على حركة المقاطعة قائلين ان مقاطعة منتوجات المستوطنات والمناطق الصناعية «تحرم آلاف الفلسطينيين من مصدر رزقهم» وطالبا الاتحاد الأوروبي بإعادة النظر في سياسة التمييز ضد منتوجات المستوطنات. كما قال المتحدث العربي إن اتفاقية اوسلو خلقت توتراً في العلاقات بين اليهود والعرب، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية تستخدم المساعدات الأوروبية للتحريض. 

قرار بإضراب شامل في كل فلسطين التاريخية احتجاجا على قانون القومية
تزامنا مع ذكرى هبة القدس والأقصى في الأول من أكتوبر المقبل

هيئات حزبية وحقوقية مغربية تدعو إلى التظاهر ضد الفساد ونهب المال العام

Posted: 11 Sep 2018 02:21 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: دعت مجموعة من الهيئات الحزبية والحقوقية والأهلية المغربية إلى مسيرة شعبية منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل بمدينة الدارالبيضاء، تحت شعار «أوقفوا الفساد والرشوة ونهب المال العام»، ومن أجل ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وأوضح بيان صادر عن الهيئات التي اجتمعت الأحد الماضي في الدارالبيضاء بدعوة من الجمعية المغربية لحماية المال العام، أن الفساد والرشوة يشكلان خطورة حقيقية على التنمية، وأن استمراره يسهم في خلق تفاوتات مجالية واجتماعية ويستهلك نسبة كبيرة من الدخل الوطني الخام، كما يعد أحد الأسباب الرئيسية المساعدة على انتشار الفقر والبطالة والجريمة بمختلف أشكالها، ويغذي التطرف والشعور بغياب الأمن والأمان وإضعاف فكرة القانون والعدالة والمساواة.
وقال البلاغ الذي أرسل لـ»القدس العربي»، إن تنظيم المسيرة الشعبية يأتي احتجاجًا على الفساد والرشوة ونهب المال العام، ومطالبة بربط المسؤولية بالمحاسبة، والقطع مع الإفلات من العقاب في الجرائم المالية والاقتصادية، وتخلق الحياة العامة، إضافة إلى التأسيس الفعلي لدولة الحق والقانون، كما أنها تشديد على ضرورة إحالة التقارير الرسمية، ومنها تقارير المجلس الأعلى للحسابات، على القضاء؛ قصد محاكمة المفسدين وناهبي المال العام. وأضاف البلاغ الذي وقعه كل من الجمعية المغربية لحماية المال العام، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد المغربي للشغل، والحزب الاشتراكي الموحد، وحزب النهج الديمقراطي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان الذي يتكون من 21 منظمة وجمعية حقوقية، «أن الفساد والرشوة والريع ارتبطت تاريخيًا بغياب الديمقراطية ودولة الحق والقانون واستعمل كأسلوب لشراء الذمم وإدماج النخب واحتوائها، وأن لها علاقة مباشرة وجدلية بغياب الديمقراطية وأسس دولة الحق والقانون، كما أن مواجهة هذه الظواهر يقتضي إرادة سياسية حقيقية، ومحاسبة للمفسدين وناهبي المال العام، وإرساء تنمية حقيقية تقضي على الإقصاء الاجتماعي والفقر والتهميش».
وطالبت الهيئات الحقوقية والنقابية والسياسية بوضع معايير واضحة وشفافة لتولي المهام العمومية والقطع مع منطق الزبونية والولاءات والمصالح الشخصية واعتماد مبادئ الكفاءة والاستحقاق وتكافؤ الفرص في إسناد المسؤوليات على المستويات كافة، وبوضع نظام شفاف وواضح للصفقات العمومية، وتحسين مناخ الأعمال، ووضع نظام تحفيزي للمقاولات الصغرى والمتوسطة لرفع تحديات التنمية والاستثمار المنتج للدخل والثروة، وبتوسيع مهام وصلاحيات مؤسسات الحكامة وضمان استقلاليتها وتمكينها من كل الأدوات والإمكانيات للقيام بدورها في تعزيز الحكامة والشفافية .
ودعت إلى وضع منظومة قانونية متكاملة تستهدف محاربة الرشوة والريع والإثراء غير المشروع والتهرب الضريبي وتضارب المصالح والتصريح بالممتلكات، بما من شأنه المساهمة في إرساء أسس ومقومات دولة الحق والقانون. وطالبت القضاء بكافة أجهزته ومؤسساته بتحمل مسؤوليته التاريخية في التصدي للفساد والرشوة ونهب المال العام؛ باعتبارها جرائم مشينة وخطيرة تهدد مستقبل المجتمع في التنمية والكرامة والعدالة.

هيئات حزبية وحقوقية مغربية تدعو إلى التظاهر ضد الفساد ونهب المال العام

التجمع الوطني ضد الخدمة العسكرية الإلزامية في المغرب ينظم تظاهرة أمام البرلمان منتصف الشهر المقبل

Posted: 11 Sep 2018 02:20 PM PDT

الرباط –« القدس العربي»: صعد مناهضو الخدمة العسكرية الإجبارية في المغرب وأعلنوا عن تظاهرة تنظم أمام البرلمان بالرباط في نهاية الأسبوع الثاني من شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم.
وأكد الناشطون في إطار «التجمع الوطني ضد الخدمة العسكرية الإلزامية» بعد اجتماع عقد يوم الأحد الماضي في الدار البيضاء، على الرفض القاطع لما جاء في مشروع القانون 44.18 المتعلق بفرض الخدمة العسكرية، وأنهم سيشتغلون مع الفاعلين السياسيين حول الصيغة التي أنزل بها مشروع القانون وفتح نقاش موسع حوله وتفادي تمريره بسرعة فائقة، لما يشكله ذلك من خطر على التمرين الديمقراطي في المغرب وعلى مكانة الأحزاب الاعتبارية.
ويقول التجمع: «ومن أجل التصدي لهذا القانون، فإن التجمع يعقد ندوة صحفية حول موقفه الرافض لمشروع القانون وإطلاع الرأي العام على آخر المستجدات والخطوات النضالية المقبلة في تاريخ سيحدد لاحقًا».
ويشمل التجنيد الإجباري، حسب مشروع القانون الذي أعدته الحكومة وصادق عليه مجلس وزاري برئاسة الملك محمد السادس، ويناقشه البرلمان قبل المصادقة عليه وإدخاله حيز التنفيذ، عشرة آلاف شاب سنويًا مقابل تعويض شهري بقيمة 2000 درهم (220 دولارًا).
ويتراوح سن الفئات المستهدفة بين 19 و25 سنة، على أن يخضع شاب واحد من كل أسرة لهذا البرنامج، ويتم استثناء النساء المتزوجات، وإعفاء من يعانون مشاكل صحية، ومن يتابعون دراستهم على أن يخضعوا للخدمة بعد نهاية الدراسة.
وخلق المشروع الكثير من الجدل فور الإعلان عنه، واعتبره البعض سياسة جيدة لإدماج الشباب العاطل وخفض نسب الجريمة والانحراف، فيما اعتبره آخرون أنه يستهدف الشباب الذي يحمل صوتًا، لإفراغ الحركات الاحتجاجية التي قد تحدث مستقبلًا من هذه طرف هذه الفئة العمرية المهمة.
وأعلن التجمع عن تنظيمه وقفة وطنية في الرباط يوم الأحد الذي يليه يوم افتتاح أشغال البرلمان، إضافة إلى وقفات بمختلف المدن المغربية موحدة في الزمان، مطالبًا الهيئات الحقوقية والشبيبية مساندة ودعم هذه المبادرة، وطالب من جميع الشباب والشابات المناهضين والمناهضات للتجنيد الإجباري الانخراط بشكل قوي ومكثف لإنجاح هذه الخطوات.
وأصدر في نهاية آب/ أغسطس الماضي، وبعد مصادقة المجلس الوزاري عليه، أول بلاغ له رافض لمشروع الخدمة العسكرية الإلزامية، ووقعت على البلاغ عدة هيئات حقوقية ومدنية وسياسية، ومنها المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات، وشبيبة «النهج الديمقراطي، والمرصد الوطني لحقوق الإنسان، و«نساء شابات من أجل الديمقراطية»، وشخصيات حقوقية ومدنية.
وقال الحزب الاشتراكي الموحد (يسار معارض) إن إخراج القانون الخاص بالتجنيد الإجباري لا يمكن أن يشكل حلاً لما يعانيه الشباب من تفقير وتخدير وتهميش وبطالة وانسداد الأفق، حيث تتطلب معالجة الوضع استراتيجية متكاملة بشقها التربوي والمعرفي والثقافي والقيمي، لتأهيل الشباب لرفع التحديات المرتبطة بالعالم الرقمي والذكاء الاصطناعي وجعله قوة دفع للنهوض بالمجتمع والحد من التبعية.

التجمع الوطني ضد الخدمة العسكرية الإلزامية في المغرب ينظم تظاهرة أمام البرلمان منتصف الشهر المقبل

محمود معروف

العاهل المغربي: نراعي الحفاظ على حقوق المهاجرين وكرامتهم

Posted: 11 Sep 2018 02:19 PM PDT

الرباط –« القدس العربي»: أكد العاهل المغربي محمد السادس أن بلاده تنتهج توجهًا إنسانيًا يراعي السياقات العالمية والمحلية، ويقوم على احترام حقوق المهاجرين وكرامتهم وأن الطّابع الإنسانيّ والإراديَّ لسياسة الهجرة في المغرب ينسجم مع التزاماته على المستوى الدولي.
وأضاف في رسالة إلى الدورة الثانية للمؤتمر الدولي لحوار الثقافات والأديان التي تعقد في مدينة فاس منذ الإثنين، أن الهجرة فرصة يتم استثمارها باستمرار، وهو ما يَظْهَرُ في استقبال عدد متزايد من المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء، وتنظيم حملتين لتسوية أوضاع المهاجرين، إضافة إلى العديد من البرامج التي تستهدف إدماج المهاجرين وطالبي اللجوء وأسرهم، ما يؤكد اعتزاز المملكة بعمقها الإفريقي.
وقال إن تنظيم مؤتمر حوار الثقافات والأديان في المغرب «شهادة من المجموعة الدولية على التزام المغرب الموصول بالقيم التي يمثلها حوار الثقافات والديانات، واعتراف بالدور الرائد الذي يضطلع به»، مضيفة أن المسيحيين، سواء كانوا عابرين أو مقيمين، لهم الحق على الدوام في إقامة شعائرهم الدينية في كنائسهم.
وقال إن المجتمع المغربي أبان عبرالتاريخ عن حس عال من التفاهم المشترك وقبول الآخر، وأن لا فرق في المغرب بين المواطنين المسلمين واليهود؛ فهم يشاركون بعضهم بعضًا في الاحتفال بالأعياد الدينية، ويؤدي المواطنون اليهود صلواتهم في بيَعهم في أمن وأمان، لا سيما خلال احتفالاتهم السنوية، وأثناء زياراتهم المواقع الدينية اليهودية.
وقالت الرسالة الملكية بتميّز النموذج المغربي وتفرده على المستوى الإقليمي، من حيث دستوره، وطبيعة واقعه الثقافي، وتاريخه الطويل، الذي يشهد على تجذر التعايش بين المسلمين واليهود في أرضه على وجه الخصوص، وانفتاحه على الديانات الأخرى، وأن ذلك يرجع إلى النموذج الأصيل الذي يستمد مرجعيته من إمارة المؤمنين والمذهب السني المالكي الذي شهد جملة من الإصلاحات العميقة التي تهدفُ إلى تحصين المجتمع المغربي من مخاطر الاستغلال الأيديولوجي للدين ووقايته من شرور القوى الهدامة، من خلال تكوين ديني متنور متشبع بقيم الوسطية والاعتدال والتسامح.

العاهل المغربي: نراعي الحفاظ على حقوق المهاجرين وكرامتهم

القضاء المغربي يصدر أحكامًا بحبس 18 مهاجرًا اقتحموا سور سبتة

Posted: 11 Sep 2018 02:19 PM PDT

الرباط –« القدس العربي»: أصدرت محكمة مغربية من الدرجة الأولى، في مدينة تطوان، حكمًا بحبس 17 مهاجرًا سريًا من دول جنوب الصحراء شهرين حبسًا نافذًا، مع أداء غرامة مالية حددت في 500 درهم لكل فرد.
وقررت المحكمة الابتدائية في تطوان/ شمال المغرب، حكمًا أصدرته مساء أمس الأول الإثنين، واعتبر سابقة هي الأولى من نوعها، إذ يدين المهاجرين الأفارقة بارتكاب أفعال يعاقب عليها القانون، وهي استعمال العنف ورشق القوات العمومية بالحجارة واستعمال السلاح الأبيض.
وجاء القرار بعد نحو أسبوع من ترحيل سلطات مدينة سبتة المغربية التي تحتلها إسبانيا، لعدد من المهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء، على خلفية اقتحامهم السياج الفاصل بين الفنيدق ومدينة سبتة المحتلة، حيث واجهوا عناصر القوات المساعدة المرابطة بالمكان بالحجارة والأسلحة البيضاء، ولم تسلم منها أيضًا عناصر الحرس المدني الإسباني. وأوقف الحرس المدني الإسباني عددًا من المهاجرين ورحلتهم لأول مرة إلى المغرب عبر معبر تاراخال الحدودي، وسلمتهم للشرطة المغربية حيث جرى التحقيق معهم قبل إحالتهم على النيابة العامة.
وتأتي إدانة المتهمين الـ17 بناء على تحقيقات ومعطيات متوصل بها تفيد بتورطهم في استعمال العنف، ما أدى إلى إصابة عدد من عناصر القوات المساعدة المرابطين بالقرب من السياج الحدودي يوم 22 آب/ أغسطس الماضي، الذي صادف يوم عيد الأضحى في المغرب.

القضاء المغربي يصدر أحكامًا بحبس 18 مهاجرًا اقتحموا سور سبتة

الغناء هو العمود الفقري للسينما الهندية وشهرته من شهرتها

Posted: 11 Sep 2018 02:18 PM PDT

في الهند لا يمكن فصل الغناء عن السينما، فكما تقوم بوليوود منذ ما يزيد على مئة عام بتقديم نجوم التمثيل إلى العالم فهي تقوم أيضاً بتقديم نجوم الغناء، حيث تحرص دائماً على أن تضم إليها أهم وأجمل الأصوات في شبه القارة الهندية، ويعد الغناء تقليداً من تقاليد السينما الهندية العريقة، ويمثل جزءاً كبيراً من متعتها، فلا يخلو فيلم من الأغاني حتى وإن كانت أغنية واحدة فقط في الأفلام التي لا تحتمل موضوعاتها وجود أغنيات واستعراضات، ويعتمد الفيلم الهندي على الأغنية فنياً، ففي كثير من الأحيان تكون جزءاً من السيناريو وتختصر الانتقالات الزمنية والتحولات العاطفية من خلال التعبير عنها بالغناء بدلاً من المشاهد التمثيلية، وكذلك تعد الأغنية من أهم عناصر الإبهار والترفيه، فوجود أربع أو خمس أغنيات في الفيلم لا يسمح بوجود الملل أثناء المشاهدة، كما أن للأغنية أهمية تسويقية كبرى وخصوصاً في السنوات الأخيرة، فقد صارت من أفضل طرق الدعاية ومؤشراً لا يستهان به في توقع حجم النجاح الذي سيحققه الفيلم، وفي الوقت الحالي تصدر أغنيات الفيلم تباعاً على موقع يوتيوب والقنوات التلفزيونية قبل طرح الفيلم في دور السينما، وعادة ما تحصد هذه الأغنيات ملايين المشاهدات خلال الساعات الأولى من صدورها.

أغان تؤرخ لحياة البلاد

وللأغنية كذلك دور خطير في السينما الهندية وهو أنها تحمي الفيلم من النسيان وتجعله حاضراً في الذاكرة، فالأغنية تخلد الفيلم لأنها الأقصر من حيث الوقت بالطبع والأسهل من ناحية التلقي ويتكرر الاستماع إليها مرات ومرات على العكس من الفيلم الذي قد لا يشاهده المرء إلا لمرة واحدة فقط، وعلى مدى كل هذه السنوات تكونت لدى بوليوود ذخيرة فنية ضحمة تضم الآلاف من الأغنيات التي تحمل سمات مراحل زمنية وفنية مختلفة وتؤرخ لتطور الأغنية الهندية من عقد إلى آخر، والمعروف أن المطرب في أفلام بوليوود لا يظهر بصورته وإنما يؤدي الأغنية بصوته فقط، بينما يكون على الممثل التعبير عن معاني الأغنية من خلال تعبيرات الوجه والمشاهد التمثيلية أو من خلال تعبيرات الجسد عن طريق الرقص، وأحياناً يكون عليه محاكاتها شفهياً وكأنه هو من يقوم بالغناء، وأن يكون أحدهم مطرب «بلاي باك» في بوليوود فهذا لا يقلل من شأنه أو يخفض من نجوميته بل على العكس تماماً، فهي مكانة كبرى لا يصل إليها المغني بسهولة حيث لا وجود لعملية صناعة «النجوم» بالأمر المباشر، لأنه في صناعة سينمائية تعد الأضخم في العالم والأكثر انتشاراً ويتم عرض أفلامها في توزيع جغرافي هائل ينمو باستمرار، لا مكان لأنصاف المواهب في ظل منافسة قوية داخلياً فيما بينهم وطموح كبير ورغبة في التفوق عالمياً، ولا مجال للتكرار والتشابه وإنما يتم دائماً اختيار الأفضل من الأصوات المتميزة والمتفردة، كما أنه في مناخ من الاحترافية العالية يختص كل فرد بعمل ما يتقنه، فلا يسعى المطرب مهما بلغت نجوميته إلى فرض نفسه كممثل، ولا يسعى الممثل مهما بلغت نجوميته إلى فرض نفسه كمطرب، كما يحدث في بعض الدول الأخرى التي يصر فيها الكثير من عديمي الموهبة من المغنين على تقديم ما يسمونه بأفلام ومسلسلات، فلا يكتفون بإيذاء البشر بأصواتهم الرديئة وإنما يحرصون على مطاردتهم ومحاصرتهم صوتاً وصورة.

نجوم الغناء

وقد قدمت بوليوود على مدى تاريخها الكثير من نجوم الغناء ومن أعظمهم الفنان الراحل «محمد رفيع» ذلك المطرب صاحب الصوت المخملي النادر والإحساس العبقري، وقد بدأت نجوميته في الأربعينيات من القرن الماضي ومن أشهر أغنياته في الخمسينيات أغنية بعنوان «إنها بومباي يا عزيزي» التي يتمكن فيها بصوته وأدائه من خلق العواطف المتناقضة في نفس المستمع فيكاد يضحك ويبكي في نفس الوقت، إذ يصف ضياع الإنسان وسط مظاهر المدنية الحديثة التي قد يجد فيها كل شيء لكنه لن يجد فيها قلباً أو إنسانية.
ومن خلال بوليوود يحقق المطرب انتشاراً واسعاً حول العالم ويصنع جمهوره الكبير الذي يجذبه إلى عالمه الخاص بعد ذلك، لأنه عادة ما يكون هؤلاء النجوم من المطربين يؤدون أنواعاً أخرى من الغناء بأكثر من لغة في منطقة تتميز بالتنوع الثقافي الهائل، وعادة ما يبرع المطرب منهم في أكثر من نوع من قوالب الغناء الكلاسيكي إلى جانب أنواع متعددة من الغناء الروحي، كما هو حال ثلاثة من أبرز نجوم الأغنية الهندية في الوقت الحالي هم: شيريا غهوشال وعاطف أسلم وأريجيت سينغ.

أهم الأصوات النسائية

وتعد المغنية الهندية «شيريا غهوشال» من أهم الأصوات النسائية حالياً، وتمتلك صوت سوبرانو بالغ الجمال يمتلئ بالأنوثة والرقة والرومانسية، ولديها من القدرات الصوتية التي تمكنها من غناء الطبقات المنخفضة بنفس الروعة التي تغني بها الطبقات العالية التي يتمكن منها صوت السوبرانو بطبيعة الحال، ويقترن اسم «شيريا» دائماً بأهم الأفلام وتحظى بالكثير من التقدير النقدي والجماهيري بالإضافة إلى حصولها على العديد من الجوائز الموسيقية السينمائية المهمة في الهند، كما يرتبط إسمها بأبرز نجمات بوليوود اللاتي يؤدين أغنياتها تمثيلاً على الشاشة مثل النجمة «كاترينا كيف» ومن أشهر هذه الأغنيات: «ما شاء الله» و»أنفاسي» و«شاميلي الجميلة»، بالإضافة إلى الكثير من الأعمال الأخرى التي تتنوع ما بين الأغنيات الرومانسية الهادئة والأغنيات السريعة الإيقاعية، وكذلك الأغنيات ذات الطابع التراثي، ومن أهم ما قدمته مؤخراً أغنية «غهومر» في فيلم «بادمافاتي» وعلى أنغامها قامت النجمة «ديبيكا بادوكون» بأداء رقصة «غهومر» والتي تعد من أصعب الرقصات الهندية. تغني «شيريا» بأكثر من عشر لغات شرقية ومن أبرز الفنون الكلاسيكية التي تتميز بأدائها هو فن «البهاجان» أحد أنواع الغناء الروحي الهندوسي، وفيه تبدو وكأنها تغني أسرار هذا الكون وتنطلق بصوتها نحو كل ما هو غامض ولا نهائي، وتتمكن من ترك أثر عميق في نفس المستمع يشبه أثر التأمل أو اليوغا، ومن أجمل ما تغنيه من هذا النوع أغنية بعنوان: ري مايا.

باكستاني من نجوم الهند

أما المغني «عاطف أسلم» فعلى الرغم من كونه باكستاني الجنسية، إلا أنه يعد من أهم نجوم الأغنية الهندية ومن أبرز مطربي بوليوود في الوقت الحالي، ولا تكاد تخلو أهم الأفلام من أغنياته ويرتبط اسمه بكبار النجوم وعلى رأسهم «سلمان خان» وأفلامه التي تحتل المراكز الأولى وتحقق الأرباح الخيالية حول العالم وتحطم الأرقام القياسية وتشعل المنافسة بقوة داخل بوليوود، ومن أشهر هذه الأغنيات: «أناني» وأحاديث القلوب» و«لو أني»، كما يغني «أسلم» باللغة الأردية والعديد من اللغات السائدة في شبه القارة الهندية، ويمتلك صوتاً شديد العذوبة والدفء ويتميز بأداء الأغنيات الرومانسية المفعمة بالأحاسيس والعواطف، وهو الأقدر دائماً على التعبير عن آلام الأشواق والحنين برقة بالغة، كما يتميز بتقنية «البلتينغ» التي تمكنه من غناء النوتات العالية وتركيز الصوت وتكثيفه من دون الضغط على الحنجرة، وبعيداً عن بوليوود يغني «أسلم» فنون القوّالي والغزل بأسلوبه المتفرد الذي يمكنه من تقديم هذا الغناء التراثي بطريقة تجذب إليه الملايين من المستمعين على الرغم من وجود عمالقة في هذه الفنون، ومن أجمل ما يغنيه في هذا المجال أغنية «مكي مدني» وأغنية «تاج دار الحرم» ومن يستمع إليه في مثل هذه الأغنيات يدرك أن «عاطف أسلم» يستطيع أن يغني أي شيء وأنه من أقوى الأصوات التي تصعب منافستها.

جيل التجديد في الأغنية

لكن على الرغم من ذلك يوجد منافس قوي لعاطف أسلم هو المغني الهندي «أريجيت سينغ» الذي يمثل حالة فريدة واستثنائية ويعد من أقوى نجوم الغناء في بوليوود والأكثر شهرة واستماعاً، ويمكن القول إن «أريجيت» يمثل الأغنية الهندية في شكلها الأكثر حداثة، وأنه كمطرب ومؤلف وموزع موسيقي قد ساهم بشكل كبير في تطويرها من خلال مزجه الموسيقى الشرقية بأنواع من الموسيقى الغربية مثل «البوب» و«الميتال» و«الهارد روك»، وقد ارتبط اسمه بأهم الأفلام وكبار النجوم مثل «شاه روك خان» و«رانفير سينغ» ومن أشهر أعماله أغنية «ديوالي» وأغنية «فتاة قلبي مصرية» وأهم ما يميز صوته هو ذلك الخيال الساحر الذي يستطيع أن يصنعه عندما يغني مستحوذاً بالكامل على وجدان المستمع، ويغني «أريجيت» بأكثر من لغة ويقدم ألواناً مختلفة من الفنون منها القوّالي والغزل والغناء الصوفي، أما فنه الأساسي وما نشأ عليه منذ طفولته فهو فن «الرابيندرا سانغييت» وهو ذلك الفن الذي أبدعه أديب نوبل «طاغور» منذ ما يزيد على مئة وعشرين عاماً، وهي أغنيات كتب أشعارها وألف ألحانها وقد أنتج «طاغور» من هذه الأغنيات ما يزيد على ألفي أغنية، ومن أجمل ما يغنيه «أريجيت» بإحساس لا مثيل له من هذا الفن أغنية بعنوان «ما تريده روحي» تمتلىء بالمشاعر التي كتبها «طاغور» المتمكن من أسرار القلوب، ويحرص «أريجيت سينغ» على إحياء هذا الفن القديم بينما يمضي في تحديث الأغنية الهندية.

كاتبة مصرية

الغناء هو العمود الفقري للسينما الهندية وشهرته من شهرتها
يحمي الأفلام من النسيان وتجعلها حاضرة في الذاكرة
مروة متولي

اكتشاف عبد الله البردونيّ

Posted: 11 Sep 2018 02:18 PM PDT

لا يمكن للشاعر، أيّ شاعرٍ، أن يُشكِّل بداياته الشعرية على هواه. لابدّ من توافر ظرفٍ أو أكثر يعينه على وضع موهبته الشعرية في مكانها اللائق، وفي زمانها الصحيح. وهذا ما حدث تماما للشاعر اليمنيّ عبد الله البردوني. وربما كانت بدايته صاعقة، بالنسبة للكثيرين منا، نحن العراقيين، في أول السبعينيات. كان ذلك في الدورة الأولى لمهرجان أبي تمام، في الموصل، عام 1971.
كانت القاعة غاصة بالحضور، وكان أبرز ضيوف المهرجان، في تلك اللحظة، نزار قباني وبلند الحيدري وأحمد عبد المعطي حجازي وآخرون. وحين نودي على البردوني تلفّتَ بعضنا أكثر من مرة، كي يمكنه رؤية الشاعر بوضوح، وهو يمرّ بين الجمهور المحتشد. اسمٌ لم يكن ذائعا بين الناس، مقارنة بالضيوف النجوم من الشعراء. صعد إلى المنصة مجرّدا إلا من ذاته، دونما شهرةٍ ضافيةٍ أو أناقةٍ مهيبة. ليس إلاّ وجهٌ عبث به الجُدَريّ، وحجمٌ بالغ الضآلة، وعينان مطفأتان.
وقف البردوني أمام جمهور بعضه غير آبهٍ بما يرى، وبعضه الآخر لم يدركْ بعد الشأنَ الشعريَّ لهذا القادم الجديد. حدَّق الشاعر في ظلامٍ دامس، وكأنه يتشمّمُ هواء القاعة بذكاءٍ وخبرة، ويستنهض موهبة لمْ يكتشفْ أحدٌ خطرها حتى تلك اللحظة.
فجأة اندلع من القمقم المظلم جنّيٌّ كفيفٌ، متوقد البصيرة، حاد النبرة، ليندفع في اتجاه جمهور بدا مأخوذا من هول المفاجأة، وهو يصغي إلى وابلٍ من مطر الكلام النادر، الجارف، المقتدر. كلام يجمع وعي الحاضر المزري إلى ماضٍ فجائعيّ تتكرر مشاهده، ويجمع لذة الكلام المجرّح إلى نبل المقصد وجمال الحلم.
هكذا بدا لنا البردونيّ في تلك اللحظة، ذاهبا إلى مكامن الأسى في القلوب، يتلاعب بمنطلقات الأشياء ومآلاتها، من دون رقيبٍ من لغةٍ أو بلاغة، مازجـا الحزن بنقيضه، فإذا به غضبٌ مشوبٌ بالأسى، أو أسى ينقلبُ على ذاته ويتمردُ عليها في كل لحظة.
في ذلك الزمن العابر كرعدٍ مكتوم، كنا على مفترق الطرق، نعيد تشكيل استجاباتنا، ويُعِـدُّ كل منا ذاكرته لاستقبال ضيفٍ جديدٍ لن يبرحها بسهولة ولزمنٍ طويلٍ ربما، وليضفي على الشاعر، أو كأنه يفعل ذلك، صفةَ الاكتشاف الشعريّ الذي يخيّب التوقعات، ويتجاوز الكثير من مألوف القصيدة العمودية الشائعة آنذاك.
حين عاد البردوني إلى مكانه كان في وضع مغاير تماما. على العكس من ذهابه الفقير إلى المنصة. كان يبدو أطول قامة وأشد ثباتا في مشيته، وكأن لقصيدته ما لعصيّ الأنبياء من سحر وجبروت. تكاد العيون أن تلتهمه، وتشده ذاكرة الناس إليها من فرط الافتتان به، وكان ثمة وميضٌ من القدم والنبوغ يتقاطر من هندامه المتواضع. ولم يكن ما حدث من اكتشافٍ، بالنسبة للكثيرين من الشعراء والجمهورعلى السواء بعيدا عن مرمى سحر أبي تمام ومهرجانه الحافل أو شعريته الصادمة. كان اندفاع البردوني خارج المكان اليمني، الراكد، الضيق، المكرور آنذاك، قد دفع به إلى آفقٍ أبعد من محليته اليمنية. لا يمكنني تصور البردوني في تلك اللحظة بعيدا عن أبي تمام، في أبعاده السحرية الثلاثة: ربطه التجدَّد بالغربة، والشعريةَ بالغرابة، والشهرةَ بنموذج ٍشعريّ له وقع الحدث أو الحادثة، أعني «قصيدة عمورية» في تلك المناسبة تحديدا.
هل كان البردوني، وهو يكسر قشرة المكان اليمني، يستجيب من دون وعيٍ، أو بوعيٍ يشوبه خدرٌ سحريّ، لذلك النداء الغامض البعيد: «اغتربْ تتجدّدِ»؟ كان الشاعر يتجاوزذلك المكان القديم النائي، متجها إلى مركزٍ طافحٍ بالضوء والحيوية وقلق التحولات.
ومع قدْرٍ لا بأس به من التعديلات، تختلط الحدوس بالخرافة أو الأسطورة لتتسع دائرة التأويل. البردوني، هنا، يمعن في تحولاته، ويرتقي في أحلامه خارجا من وطأة العمى وضنك المكان والزمان وفداحة الفاقة.. ويشتبك ماضي الخرافة بحاضرها، حاضر البردوني بالراعي اليمني القديم، صاحب القصيدة اليتيمة، الذي يترك شياهه للرمل والريح (*) متجها للفوز بابنة الملك التي اشترطت، كما تقول الحكاية، أن يكون طالب الزواج منها شاعرا يمكنه وصف مفاتنها وكأنه يراها. لكن الشاعر الراعي لا يتوقف في صنعاء، وهي كثيرةٌ عليه في تلك اللحظة، بل تقوده غواية الشعر إلى العراق في لحظة احتفاءٍ كبرى بشاعر الغرابة أبي تمام، الذي أثار الجدل، وأغضب الذائقة التقليدية، وكانت بعض قصائده مفتتحا لشعرٍ لا يقال ليفهم، بل ليُحَسَّ ويقلقَ ويحيّر. تحولٌ آخر يمدُّهُ بالحياة جنونٌ يستبدل القصيدة بابنة الملك ليحظى بهالة الاعتراف أو التكريس الشعريّ لتكون قصيدتُهُ، لا الزواجُ بابنة الملك، هي جائزتهُ الكبرى.
*- اختلف الرواة كثيرا بشأن هذه الحكاية، فمن قائلٍ إن القصيدة اليتيمة هي للشاعر الأمويّ ذي الرمة، ومن قائلٍ إنها لدوقلة المنبجي، ومن ثالثٍ يقول إن صاحبها كان راعيا من اليمن، قال هذه القصيدة من دون أن يترك لنا قصيدة سواها.
واختلف الرواة أيضا حول بطلة القصيدة، فهي تارة من تهامة، وتارة أخرى من الحجاز. طورا ابنةُ أميرٍ من الجزيرة وطورا آخر ابنةٌ لملكٍ من ملوك اليمن؟ ومهما اختلفت عناصر الحكاية، فإن المآلات واحدة، وحين نستبدل القصيدة بابنة الملك تظــــل حكـــــاية البردونيّ صالحة لنوعٍ من التأويل الطريف لرحلته إلى الموصل.

٭ شاعر وناقد عراقي

اكتشاف عبد الله البردونيّ

علي جعفر العـلاق

لا بد من جهاز كشف الكذب داخل إدارة ترامب!!

Posted: 11 Sep 2018 02:17 PM PDT

«لقد أصبحنا في اختلافنا السياسي نشبه جماهير كرة القدم التي تريد فوز فريقها مهما كلّف الأمر»، هكذا رأى وزير الأمن الداخلي الأمريكي الأسبق في عهد الرئيس جورج بوش الابن مايكل تشيرتوف ما يجري في بلاده من اختلاف حاد إلى أقصى درجة حول شخصية الرئيس ترامب وما إذا ما كان أهلا أخلاقيا وسياسيا لقيادة البلاد.
لم يجانب الرجل الصواب إذ يكفي إلقاء نظرة على تصريحات هذا المعسكر أو ذاك لنلمس الشرخ العميق الذي باتت تعاني منه الولايات المتحدة، ففي الوقت الذي يعتبر فيه نائب الرئيس مايك بنس أن «ترامب هو أكثر رئيس تحقيقا للإنجازات وأنه أصبح واحدا من أنجح رؤساء الولايات المتحدة عبر تاريخها في السنتين الأوليين فقط من ولايته»، لا يتردد وزير الخارجية الأسبق جون كيري في القول إنه «أصبحت لدينا الآن العديد من الأدلة على عدم قدرة الرئيس دونالد ترامب في قيادة البلاد (…) فهذا رئيس لا يفهم أمريكا ولا يفهم الدستور ولا يفهم دور وزارة العدل ولا حتى مفهوم فصل السلطات، وهذا أمر خطير».
مع ذلك، ليس من المناسب تماما تصوير الأمر وكأن ترامب على شفا هاوية قريبة، ومعه مؤسسة الحكم الأمريكية، فتشيرتوف مثلا عبر عن رفضه للفكرة القائلة بأن حكم ترامب في حالة انهيار، قائلا «أنا لا أرى أنه في حالة من الانهيار، لأن حكم القانون ومؤسساتنا مستمرة في العمل، ولكني أعتقد أن الهجوم على الصحافة أو أحكام القانون (من قبل الرئيس) ليس فعلا صائبا، ولدي ثقة في من يعملون في الحكومة والقضاة وأعضاء الكونغرس وحتى أعضاء السلطة التنفيذية». ورغم ذلك، فإن تعدد وتوالي الضربات الموجهة لترامب ليست بسيطة أبدا وآخرها، وأقساها ربما، المقال مجهول الصاحب في صحيفة «نيويورك تايمز» الذي يتحدث عن دائرة ممانعة تحيط بالرئيس للحد من رعونته بما يضمن سير مؤسسات الدولة وهيبتها في الحد الأدنى على الأقل، وهو المقال الذي تزامن مع كتاب «خوف» أو «خشية» لصحافي التحقيقات الشهير بوب ودورد الذي كان مع زميله كارل برنستين بطلي الإطاحة بالرئيس ريتشارد نيكسون عام 1974 عقب كشفهما ما عرف بفضيحة «واترغييت».
وإذا كان هذا الكتاب الأخير، على أهمية ومكانة صاحبه البالغ من العمر حاليا 75 عاما، هو آخر الضربات الموجهة لترامب وغرابة شخصيته وأسلوب حكمه، فإن الضربة المؤلمة الحقيقية جاءت من مقال «نيويورك تايمز» لأنه يفترض أنه جاء من داخل الدائرة الضيقة المحيطة بترامب ولأنه صور الرجل في النهاية على أنه «سفيه» يحتاج إلى نوع من «الوصاية» للحد من خطورته على البلاد ومؤسساتها.
معضلة الرئيس الأمريكي حاليا هو أنه لم يعد يعرف من أين يمكن أن تأتيه اللكمات، ومن يمكن له أن يثق فيه ومن لا، بحيث بات مجبرا حتى على أن يشك في نفسه!! وضع غريب و غير مسبوق دعا نائب الرئيس إلى التطرق إلى ما لا يمكن تخيله أبدا، فمايك بنس و بعد أن اعتبر أن مقال «نيويورك تايمز» وكتاب وودوارد الذي يتحدث عن ترامب وعما يحدث داخل البيت الأبيض ما هما إلا «محاولة لصرف الانتباه عن الاقتصاد المزدهر ونجاح الرئيس ترامب»، سئل من قبل قناة «فوكس نيوز» الموالية لترامب و سياساته عما إذا كان يعتقد بضرورة إخضاع جميع كبار المسؤولين في إدارة ترامب إلى اختبار جهاز كشف الكذب بمن فيهم شخصه، فلم يستهجن الأمر بل تطوع بالرد قائلا «شخصيا لا أمانع في الخضوع لاختبار كهذا، كما لا أمانع من المثول أمام أي تحقيق تأمر به الإدارة، وفي كل الأحوال فإن القرار بهذا الخصوص متروك للرئيس نفسه».
غريب مجرد طرح فكرة كهذه والأغرب جواب نائب الرئيس عنها عوض استبعادها، وفي ذلك دليل على اهتزاز الثقة داخل الدائرة المحيطة بترامب إلى درجة باتت تستوجب أي شيء لوضع حد لها. حتى أن ديفيد فروم كاتب خطابات الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش سابقا، يقول في مقابلة تلفزيونية مع محط «سي ن ن» المناهضة للرئيس إن هذا المقال الشهير غير الموقع إنما يضاف «إلى مجموعة الأدلة الكثيرة على عدم قدرة الرئيس ذهنيا وأخلاقيا، ولكن كون الكاتب مجهولا يعني أننا سنناقش هوية الكاتب بدلا من مواجهة الأزمة التي أخبرنا بها كاتب المقال»، خالصا في النهاية إلى أن «الإدارة الأمريكية غاضبة ولا تقدر أو تحترم الرئيس، ولو كان الأمر عكس ذلك وكانت الإدارة فعلا تحترم وتقدر رئيسها لما شاهدنا هذا الكم الهائل من التسريبات التي تخرج من البيت الأبيض».
نقطة واحدة هامة للغاية قد لا تكون دارت في خلد بنس وهو ينجر إلى الرد على سؤال جهاز كشف الكذب الغريب: ماذا لو أخضعنا بالمناسبة الرئيس ترامب نفسه لهذا الجهاز؟!!

٭ كاتب وإعلامي تونسي

لا بد من جهاز كشف الكذب داخل إدارة ترامب!!

محمد كريشان

الأردن: سؤال الإعلام و«النمل الإلكتروني»

Posted: 11 Sep 2018 02:16 PM PDT

مجددا يسأل علية القوم في الأردن أنفسهم بعدما انتقلت البلاد من حالة «عنق الزجاجة» إلى هيئة «حلقة مفرغة» عن الأكثر إنتاجية في مسألة «التنفيس الإعلامي» تحديدا: هل نضع المزيد من القيود بزعم مسلسل الشائعات واغتيال الشخصية أم نستثمر في «التنفيس»؟
على نحو أو آخر لا تقدم السلطة «رواية صلبة ومقنعة» وكاملة لأي حدث صغير أم كبير وتستمر في الشكوى والتذمر بذات الوقت من تلك الروايات التي ينسجها الخيال الإلكتروني.
حسنا: كيف نعالج الأمر ؟.
الإجابة لا يمكنها اليوم ان تكون متاحة وبسيطة في مجتمع يجد فيه موظفون أن اقتحامهم لمكتب رئيسهم وطرده في إحدى الجامعات سلوك في منتهى الشرعية قبل أن تتخذ إجراءات وتبدأ حلقة السلطة المفرغة إياها بحيث يتحول «رموز القانون والدولة» إلى «وجهاء» وظيفتهم ليس إنفاذ القانون بل «التوسط» بين الحردانين من الموظفين ورئاسة الجامعة وتسوية خلاف بين طرفين على نفس المخدة.
تهجم السلطة على الناس لا على التعيين ويهاجم المواطن السلطة لا على التعيين ايضا ولأي سبب.
وكل قصة صغيرة يمكن ان تكبر وسط هذا الانفعال.
والاتهام معلب وجاهز دوما وله علاقة بالخاصرة الرخوة التي لا تجيد الدفاع عن نفسها وهي الإعلام.
للعلم، الأردني قد يكون المواطن الوحيد في العالم الذي يتظاهر من أجل المطالبة بـ«مكتب بريد أو مستشفى» ثم يحرق نفس المكتب عندما يغضب في المرة التالية.
كل تلك التناقضات الاجتماعية والبيروقراطية تدار معاركها ومواجهاتها اليوم على هاتف خلوي أو شاشة كومبيوتر لأن منابر التواصل الاجتماعي اليوم جلست مكان الإعلام الرسمي ونظام الوعظ والارشاد والمساجد والمدارس فهي تقود كل شيء: الانفعال وضده والاعتراض والمعلومات والشائعات.
ليس سرا مجددا أن الجميع يشتكي وهو يدور بالحلقة المفرغة التي يتحدث عنها رئيس الوزراء من القيادة للقاعدة الاجتماعية.
النمط الإعلامي «تغير» بصورة دراماتيكية وفرض تحديات لم تكن مألوفة بعدما انتقل مفهوم «المواطن المراسل» إلى «الشعب المراسل» حيث نقاشات عقيمة ومعلومات مضللة بالأطنان تلوكها الألسن عبر الشبكة التي أصبحت المصدر الأول للمعلومات.
.. منابر التواصل هي الأهم والأخطر وتقود الإعلام الآن ولأنها كذلك «تفلت» بإقرار المسؤولين من يد السلطة وتفرض إيقاعها.
التحديات الأردنية تحديدا معقدة وكبيرة في ضوء القرار المرجعي أن «المملكة مستهدفة» والتوثق الأمني من أن «الذباب الإلكتروني» في أربع دول على الأقل ثلاث منها يفترض أنها «حليفة» يستهدف «ساحة الأردنيين» بالتهويل والشائعات والتسريبات..
الدول تلك هي إسرائيل والسعودية وسوريا..طبعا حسب التقدير المرجعي ورابعها الولايات المتحدة التي تسمح لبعض «النمل» الإلكتروني بنهش البلاد مع تغذية راجعة من غاضبين أو مسربين أو مهووسين بتصفية الحسابات من عيال وأولاد الدولة «سابقا» برفقة أشخاص ينتحلون صفة «معارضة الخارج».
الجميع يتذمر وبوضوح… القيادة.. مركز القرار.. الحكومة والبرلمان والناس وحتى مظاهر الانفتاح الملكي الأخيرة على صحافة الشبكة خطوة تدلل على استدراك حجم الإشكال وخروج وسائل الإعلام التقليدية عن سكة الخدمة العامة.
ما تقترحه شخصيات في الحكم عن عقوبات رادعة ضد مظاهر اغتيال الشخصية ليس حلا لأن من يشتمهم بعض كبار المسؤولين اليوم من أبناء الشعب في الواقع يدفع رواتبهم ونفقاتهم المواطن.
الكلام عن «اغتيال الشخصية والشائعات» ليس حلا.
كذلك فرض قيود ولقاءات مع رموز انتاج المشكلة وليس أصحاب الحل بقدر ما هو معالجة لسطح التحدي والحدث لا ترقى لأي احتواء أو معالجة بل تراكم الإحباط ولا ترد على الموجة الإلكترونية التي بدأت تستهدف «الدولة» وليس الناس برفقة إنقلاب اسرائيلي وتنكر من بعض الأشقاء وظهور الإرهاب وتخصيص خطاب خليفته الغامض للأردنيين حصريا مؤخرا.
يحصل ذلك بالتوازي مع «عبث» في تحالفات المملكة السياسية الاقليمية أصلا و«هواة» يفتقدون للاحتراف في واجهة القرار وأموال ومبادرات تخصص لمواجهة التشدد والتطرف تنفق في غير مسارها وإعلام رسمي «ميت سريريا» وخلايا رد إلكتروني بائسة وسقيمة تنتحل صفة «الولاء» ولا تقوم بواجبها بقدر ما تنتج التشويش في الساحة وتسحب بالنتيجة مما تبقى من رصيد النظام والدولة في وجدان الجمهور.
…هذا باختصار واقع الإعلام الأردني اليوم ويحتاج لمبادرات وطنية سريعة جدا للاستدراك بعيدا عن تلك الوصفات السريعة التي تصلح لأسواق الخضار وليس للإطار الوطني والقائلة بتأسيس المزيد من خلايا النمل الإلكتروني للرد على ما يوصف بأنه تسريبات وشائعات.
ماذا ينبغي أن نفعل؟.. كيف نتصرف؟.. ثمة ما يمكن ان نفعله بترسيم «استراتيجية» إعلامية وطنية فعالة وجريئة شريطة أن يحيط بها الاحتراف فقط وبدون دراما أمنية او تضجر بيروقراطي أو وقوف مطول عند حواجز الشكوى.
حتى لا نتهم بترويج ثقافة انهزامية انكشارية يمكن القول ان وضع استراتيجية وطنية للإعلام ممكن شريطة ان يتوقف الإنكار وتتبدل الرموز التي تدير المشهد ويدرك مركز صنع القرار أن الحاجة ملحة للتجديد وبعيدا عن تلك الغرف المغلقة التي لا تؤمن إلا بالعقاب والردع أو بإطفاء الكهرباء.
إشعال الكهرباء هنا يتطلب ثورة على الذات..حصريا على عقلية «الحارس».

٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

الأردن: سؤال الإعلام و«النمل الإلكتروني»

بسام البدارين

لماذا هاجم السيسي «الإسلام السياسي» من الصين؟

Posted: 11 Sep 2018 02:16 PM PDT

لو فعلها من قصر القبة أو من قصر عابدين، أو من مقر الكلية الحربية مثلا، أو من أي مكان آخر في مصر لبدت حركة روتينية غير جديرة بالاهتمام ولرآها الكثيرون مجرد بصمة شخصية لصقت بالجنرال المصري، ولم يعد قادرا على التخلي عنها، أوعلى تقديم بنفسه من دونها.
لكن قذائف عبد الفتاح السيسي الكلامية لم تطلق هذه المرة من داخل مصر، بل من بلد آخر تفصله عنها آلاف الأميال ولم يتوجه بها لجمهوره الأثير من المدنيين والعسكريين الذين خبروا التصفيق له في الشاردة والواردة، بل لجمهور آخر قد لا يفهم كلماته، لكنه يعي الهدف المراد منها جيدا. ولعل ذلك ما جعل هجومه الاخير على ما وصفه بـ»الاسلام السياسي» أكثر من مجرد حدث عابر. فقد كان بمقدوره أن يكتفي في زيارته الرسمية للصين، أوائل الشهر الجاري بالحد الأدنى من العبارات التقليدية، التي يشكر بها الزوار عادة مستقبليهم في الدول الأجنبية، ويعبر مثلا عن امتنانه العميق وسعادته بوجوده فيها، وعزمه الراسخ على تعزيز العلاقات المشتركة معها. ولكنه فضل أن يسير أبعد من ذلك واختار عن قصد أن يتعدى حدود المجاملة الدبلوماسية التقليدية لمضيفيه، ليهاجم من قلب أكاديمية الحزب الشيوعي بالذات عدوا لدودا لا يزال يقض مضجعه، رغم كل القمع والبطش الذي سلطه عليه على مدى السنوات الأخيرة، ويقول نقلا عن مصادر إخبارية «إن الفراغ الذي أفرزته ثورات الربيع العربي تم ملؤه من قبل بعض التيارات الدينية المعروفة بالاسلام السياسي، سعت الى استغلال الفرصة للوصول الى الحكم وتولي السلطة، بدون اكتراث منها بأهمية الحفاظ على الدولة الوطنية أو سقوطها، وبفهم خاطئ لحقيقة الواقع الذي تعيشه المنطقة وشعوبها ولمفهوم الدولة».
ولانه لم يكن هناك ادنى شك في ان يكون كلامه من وحي اللحظة، أو من محض الصدفة، أو ان يكون اختياره للمكان الذي القاه فيه، وهو مقر الاكاديمية الصينية للحزب الشيوعي، بالامر الاعتباطي، فإن الغاية من اطلاقه مثل تلك التصريحات من بكين، وليس من اي عاصمة اخرى في العالم ومخاطبة الصينيين بتلك اللغة بالذات، لم تكن خافية أيضا، رغم كل الحديث عن المشاريع التنموية العملاقة التي يعتزم الجانب الصيني القيام بها في مصر، بعد أن صارت بحسب ابواق النظام، بلدا آمنا ومستقرا ومناسبا للاستثمار.
ولكن تلك الوعود الاقتصادية الجذابة لم تكن في الواقع سوى واجهة أمامية لعلاقة استخباراتية وامنية مريبة، تقوت وتوسعت بين الطرفين، تحت قاسم مشترك هو، هوسهما وضيقهما بأي نفس أو صوت معارض، ورغبتهما في اسكات اي شكل من اشكال التنوع والاختلاف داخل بلديهما.ولعل ذلك هو الاساس الفعلي الذي تقوم عليه الروابط بين العاصمتين، عكس ما يقال دائما من ان المصالح التجارية والاقتصادية الصرفة هي وحدها التي تقود الصينيين نحو القاهرة، بدون أي غايات أو اهداف سياسية محددة. فكلا النظامين لا يحتملان الديمقراطية، ويشعران بخوف حقيقي من تأثير الدين على مستقبل سلالتهما الحاكمة الحزبية في الصين والعسكرية في مصر.
وإذا كان السيسي قد انقلب على رئيس شرعي منتخب، وسفك الدماء في رابعة والنهضة وغيرهما، وزج بالآلاف في المعتقلات، وحوّل مصر الى سجن كبير ومخيف، فإن سجل بكين يحفل ايضا بالقمع الوحشي للمعارضين، أو لمن يشتبه في معارضتهم للحزب الشيوعي، ولعل ما فعلته السلطات قبل ما يناهز الثلاثين عاما من الآن للرد على مظاهرات ساحة تيانانمان والتي عرفت حينها بالربيع الصيني ما يزال ماثلا في الاذهان، فضلا عما الحقته بالتيبت من خراب واستعمار ومحاولة اخضاع بالقوة، لمجرد أنها أرادت الحفاظ على خصوصيتها وما تستمر في شنه على المسلمين من حرب استئصال فاشستية، وصلت حد إقرار حظر رسمي على إعفاء اللحى ومنع الحجاب ومصادرة المصاحف، وإصدار قرارات بمنع الصلاة والصوم، ووضع السكان داخل معسكرات اعتقال تحت مسمى اعادة التأهيل.
إن كل ذلك لم يكن غائبا عن ذهن السيسي وهو يزور بكين ثم وهو يدخل مقر الاكاديمية الشيوعية. ولاجل ذلك فقد كان حديثه عن الربيع العربي، ثم عن التيارات الدينية، إشارة قوية الى ما يجمعه بالنظام الصيني. فهو ومن ورائه المؤسسة العسكرية في مصر لم يكونا قادرين على العيش مع الربيع، بوجود تيارات دينية، أو حتى من دون وجودها مثلما لم يكن قادة الحزب الشيوعي قادرين على العيش مع ربيعهم، سواء ببقاء حزبهم في السلطة أو تراجعه وتقلص قبضته الحديدية، ولكن تلك التيارات أو ما وصفها السيسي بجماعات الاسلام السياسي، لم تكن سوى الحجة والمبرر لافتكاك السلطة، والبطش بالمعارضين، بدعوى الحفاظ على الدولة الوطنية من الانهيار، وهو التفسير ذاته الذي يقدمه الصينيون كلما سألوا عن القمع الذي يمارسونه على سكان التيبت، أو على المسلمين في تركستان الشرقية، ومناطق اخرى. ولكن هل يعني ذلك أن الأمر يتعلق فقط بحالة من التجانس الشكلي والظرفي بين الجانبين المصري والصيني في طرق التعامل مع خصومهما السياسيين؟ أم أننا أمام تحالف وتنسيق حقيقي بين نظامين لا يحترمان ارادة شعبيهما ولا يكترثان بتاتا لاي حقوق آدمية؟
إن نظرنا سريعا للموقف الصيني من انقلاب السيسي فسوف نلاحظ بسهولة كيف ان الصينيين لم يترددوا في الوقوف معه منذ اليوم الاول لإطاحته الرئيس الشرعي، تحت مبرر أن ما جرى في مصر كان شأنا داخليا ينبغي عدم التدخل فيه، ولم يكن من الوارد بالطبع ان يصدر عن بكين لاحقا، أي تعبير عن القلق أو الانشغال لما آلت إليه أوضاع الحريات وحقوق الانسان في عهد الجنرال. وهذا أمر قد يكون مفهوما بالنظر لطبيعة النظام الصيني الذي لم يسبق له ان تعامل مع مثل ذلك الملف، بدون الكثير من الحذر والتحفظ، ربما وفاء للحكمة التي تقول من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر، ولكن مثل ذلك الدعم لم يكن صكا على بياض، ولم يعكس نوعا من العداء الاعمى للاخوان، الذين حرصوا في عهد الرئيس مرسي على دعم الروابط الاقتصادية بالصين، بل كان لغاية الحصول فضلا عن المكاسب التجارية والاقتصادية على مكاسب سياسية وأمنية. ولان البلدين يضربان ستارا حديديا على الاعلام، فليس باستطاعة احد ان يفهم سر تواتر زيارة الوفود الامنية والعسكرية الصينية الى القاهرة في السنوات الاخيرة، بنسق ماراثوني. غير ان حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات المصرية العام الماضي في حق عشرات الطلبة المسلمين الايغور الذين جاؤوا لمتابعة تعليمهم في الازهر، قد تكون واحدة من ثمرات تعاونهما الذي لا مكان فيه لأي اعتبارات اخرى غير مصلحتهما في سحق أي نفس مخالف، حفاظا على حكميهما الشمولي، وهي تعطي الدليل ايضا على ان الجنرال المصري مستعد لأن يفعل أي شيء في سبيل الحفاظ على كرسيه، حتى لو تطلب الامر منه أن يشعل من مقر الاكاديمية الشيوعية بالذات حربا مزلزلة على طواحين الهواء.
كاتب وصحافي من تونس

لماذا هاجم السيسي «الإسلام السياسي» من الصين؟

نزار بولحية

انتفاضة البصرة… بين الانتقام والبحث عن حل

Posted: 11 Sep 2018 02:16 PM PDT

أقوال مأثورة تحاصرني أنى وليت وجهي وأنا أحاول الكتابة عن جرح البصرة النازف، عروس الخليج وأقدم مدنه تاريخيا، المدينة التي تغير تأريخها الحديث فلم تلحق بجاراتها، وبقيت جزءا من عراقها التاريخي، ولم تستطع منه فكاكا وكيف يمكنها ان تقدر وهي أم العراق. البصرة مدينة تغفو على أكبر بحيرة بترول في العالم، وبإمكانكم ان تسألوا كل خبراء البترول في العالم، سيقولون لكم إن آخر قطرة نفط سيستخرجها العالم ستكون من آبار هذه المدينة المنكوبة.
البصرة التي طالما عرفت بـ(فينيسيا الخليج) نتيجة كثرة القنوات المائية التي تخترق المدينة، التي باتت اليوم مدينة يقتلها العطش، فهل رأيتم فانتازيا أكثر من ذلك؟ المدينة التي هرولت الشركات العالمية الكبرى للاستثمار في حقولها النفطية يموت اليوم شبابها نتيجة البطالة وغياب أبسط الخدمات، التي يمكن أن تقدمها أسوأ الحكومات في العالم مثل، الماء الصالح للشرب والكهرباء والصحة والتعليم والأمن، لكن كل ذلك مفقود في مدينة الذهب الأسود، التي تدر على خزينة العراق سنويا اكثر من 90% من مدخولاته.
لكن السؤال الذي يواجه الشارع البصري الذي خرج في انتفاضة عفوية منذ أكثر من شهرين هو؛ انتم تتهمون حكومة بغداد والحكومة المحلية بالتقصير في أداء واجباتها تجاهكم، وتتهمون جميع أحزاب العملية السياسية وبشكل خاص الأحزاب الإسلامية منها بالفساد ونهب ثروات البلد، لكن أليس أنتم من انتخبتم هذه الأحزاب على مدى 12 عاما، وعلى مدى ثلاث دورات انتخابية برلمانية ومجالس المحافظات، والدورة الرابعة التي تمت في مايو/أيار الماضي، والتي فازت بها كتلة «الفتح» بأعلى الأصوات في انتخابات مجلس النواب الأخيرة؟
وسينبري الكثيرون للرد على هذه التساؤلات باتهامات جديدة /قديمة مثل، إن الانتخابات مزورة، وإن الانتخابات الأخيرة لم يشارك فيها سوى نسبة ضئيلة لا تتجاوز الـ 10% بينما قاطعها أغلب أهالي المدن المنكوبة بحكوماتها المحلية في وسط وجنوب العراق. لكن الارقام تقول غير ذلك، وللخروج من دوامة الاتهامات لابد ان ننتقل الى السؤال الاهم في هذه المتاهة المعقدة وهو وماذا بعد؟
لا أحد يمكن أن يجيب على هذا السؤال المكون من كلمتين، وستأتي الإجابات متباينة ومتنوعة من أقصى الخيال الثوري المخضب بالدماء، إلى أقصى العقلانية الباردة التي تأمل في أن الحل كامن بقدوم شركات غربية لحل جميع مشاكلنا، وما بين هذا الحل وذاك بون شاسع يموت فيه البصريون كل يوم، بسبب الماء المالح وسوء الخدمات الصحية وتلوث الطعام والهواء، وأضيفت لكل ذلك منذ شهرين أسباب اخرى هي الاختناق بقنابل الغاز والرصاص الحي، الذي أطلق على رؤوس المتظاهرين، ولا احد يعلم حتى الان على وجه الدقة من أطلقه ولا من أمر بإطلاقه.
أزمة البصرة هي الأخطر على المستوى العالمي اليوم، لكنها كما وصفها الصحافي والكاتب المختص بشؤون الشرق الاوسط باتريك كوكبرن، قبل أيام في مقال له في صحيفة «الاندبندنت» البريطانية قائلا، إن أزمة مظاهرات البصرة قد سقطت من نشرات أخبار العالم، وكل غرف الأخبار تركز أنظارها على ما سيحدث في إدلب، بينما الحرائق على طرف بحيرة البترول بدون أن ينتبه أحد. كما ذكّر كوكبرن بقوله إن تغافل الإعلام العالمي عن مظاهرات البصرة اليوم يشبه الى حد كبير ما حصل قبل خمس سنوات عندما سقط الخبر العراقي من نشرات الأخبار أيضا، بينما جحافل «داعش» تتقدم باتجاه مدينة الموصل والعالم كله منشغل عما يحدث في العراق.
بالتأكيد لا يمكن لأحد ان يلوم المواطن البصري الذي خرج صارخا من الظلم والحيف الواقع عليه نتيجة نقص الخدمات، والإهمال الحكومي واضطهاد الميليشات، وسطوة العشائر المسلحة واستباحة المسلحين لميناء العراق الرئيسي، وتحول عصابات تهريب المخدرات إلى غيلان محمية بسطوة السياسيين الفاسدين، بدون أن يستطيع حتى الإشارة إلى ذلك، لكن هل يعني ذلك أن المواطن يطالب بإصلاح العلل التي استشرت منذ أكثر من عقد فقط؟ بمعنى آخر، هل الحل في توفير الماء الصالح للشرب والكهرباء وخدمات الصحة والتعليم؟ يبدو أن الوضع لم يعد متوقفا على الخدمات، وإنما أخذ بالتعقد وأصبح ككرة الثلج المتدحرجة، التي ابتدأت بمطالب خدمية ولن تقف عند المطالبة بتغيير النظام السياسي برمته، بل يمكن ان تتدحرج كرة الثلج الثورية كما يصر بعض الغاضبين لتصل إلى «سحل» السياسيين في الشوارع، وعند هذه النقطة يجب أن نعرف إن أحد أهم أسباب المطالبة بمثل هذه الأفعال هو فشل الشارع في التفريق بين العلاج والرغبة بالعقاب والانتقام.‏
التحول الأخطر في مزاج الحراك البصري حدث عند إطلاق النار على المتظاهرين، الذي أدى الى مقتل حوالي عشرة شباب، وهذا الأمر خلق رد فعل غاضب وغير مسيطر عليه من تجمعات الحراك العفوي، التي تجوب شوارع البصرة، إذ ابتدأ البعض بمهاجمة مقرات الحكومة المحلية ومقرات الأحزاب وصولا إلى إحراق القنصلية الايرانية في البصرة. وعند هذا المنعطف الخطير الذي لم تصله مطالب المحتجين قبل ذلك، تصاعدت الأصوات من كل الجهات، فالبعض يطالب بالتصعيد ويشيد بـ»الابطال» الذين يحرقون ويطالبهم بالمزيد للقضاء على كل «الفاسدين» وتطهير المدينة منهم، بل يطالب المدن الاخرى بالخروج ومساندة البصرة في «ثورتها». بينما يدين البعض هذه الأفعال ويتهم بها «المندسين» ممن يعملون على حرف الحراك السلمي ودفعه باتجاه الصراع المسلح، وبين هذا الصراخ وذاك بدت الحكومة المحلية وقوات الأمن والجيش مشلولة لا تستطيع أن تواجه غضب الشارع، ما زاد في قلق المراقبين للمشهد، ودفع بالبرلمان العراقي حديث التكوين إلى عقد جلسة وصفت بأنها (غير دستورية) لأن البرلمان مازال في طور انتخاب رئيس له ورئيس للجمهورية ليكلف الكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة، وبالتالي فإنه لا يستطيع مناقشة مشكلة مثل أزمة البصرة الحالية، بحضور حكومة تصريف الأعمال، لأنه أصلا لا يستطيع التصويت على قرار ما، لأن ذلك يعد خرقا دستوريا. وقد حضر اجتماع البرلمان اعضاء حكومة تصريف الاعمال التي يقودها حيدر العبادي، والحكومة المحلية ممثلة بمحافظ البصرة، ليشهد البرلمان فصلا هزليا لم يقدم للبصريين سوى زيادة الاحساس باللاجدوى وانسداد الأفق.
وكالمعتاد مع كل أزمة تصل هذه المديات في العراق تنطلق الأماني لتختلط بالإشاعات، وتغلف بالهتافات المطالبة بتغليف الأحلام وتقديمها للجائع والعطشان، والمثال الأبرز على ذلك هو ما يتكرر مع كل أزمة في الحديث عن حل البرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ يقودها جنرال، ويحدد لحكومة الإنقاذ عمرا قدره البعض بسنة، يتم خلالها تغيير قانون الانتخاب وتعليق العمل بالدستور الحالي، والتهيئة لإجراء انتخابات مبكرة جديدة، يتم على أساسها انتخاب برلمان جديد يمثل طموح الناخب العراقي، ويقوم بتعديل الدستور ليخرج العراق من محنته التي امتدت لعقد ونصف العقد. وزاد بعض المتفائلين في تفاؤلهم بأن طرحوا اسماء جنرلات محبوبين من الشارع العراقي مثل الفريق عبد الوهاب الساعدي ليقود هذا التغيير.
لا أحد يريد ان يفهم أن نظاما كالنظام العراقي الذي أوجد بعد 2003 لا يمكن إطاحته بعنف ثوري، وذلك ببساطة لانه ليس نظاما متمركزا على قاعدة أيديولوجية، أو وجود رمز حكومي تتمحور حوله قوة النظام الذي يمكن أن يطاح به عند الإطاحة بركيزتة. النظام بعد 2003 متعدد القوى والمحاور، وكل طرف يمسك بجانب من قوته، والسلاح المنفلت في الشارع بين الاهالي والعشائر والميليشيات اكثر من السلاح المنضبط بيد القوات المسلحة، وإذا ما تحولت أي انتفاضة سلمية الى عنف مسلح، فلن يكون أمامنا سوى النموذج اليمني مسارا نسير به، أو في اقصى درجات التفاؤل سيكون النموذج الليبي المتشظي بين شرق وغرب ومليشات مسلحة تسيطر على منابع النفط وعشائر مسلحة تباع في سوق الولاءات.
لقد حقق الحراك البصري مطالب مهمة دفع ثمنها الشباب دمهم وجهدهم وتعرضهم للعنف على يد القوات الامنية، والكل يشهد بحصول تحسن نسبي في الخدمات، ما يعني ان التظاهر والاعتصام يمكن ان يتطور إلى آليات فاعلة تحقق ما تصبو إليه. فيا أيها الشاب الذي سرق الفاسدون حقك في العيش الكريم، إحذر أن تكون أداة بيد المتاجر بدمك الذي يدفعك الى المحرقة بينما ينعم هو وابناؤه بالامن والامان.
كاتب عراقي

انتفاضة البصرة… بين الانتقام والبحث عن حل

صادق الطائي

«غوغل»: تساعدنا أو تتحكم في خياراتنا؟

Posted: 11 Sep 2018 02:15 PM PDT

منذ دخولها عالم التكنولوجيا الرقمية في أواخر التسعينيات من القرن الماضي تحولت شركة غوغل العملاقة لأكثر بكثير من مجرد محرك بحث على شبكة الإنترنت، حيث باتت أنشطتها تشمل ضمن خدماتها المختلفة خدمة البريد الإلكتروني (جي ميل) وخدمة «غوغل إيرث» التي تساعد على تحديد المناطق الجغرافية بدقة متناهية، وخدمة الترجمة التي تعتمد على تفعيل غير مسبوق للذكاء الصناعي وغيرها من البرامج والتطبيقات، كل هذا مع استحواذٍ كامل على نظام الأندرويد وتطبيق اليوتيوب الأهم في مجال تسجيل مقاطع الفيديو، وغيرها من البرامج والتطبيقات الأساسية التي لا يكاد يخلو منها هاتف.
لا شك أن في هذا الانتشار والتوسع والقدرة على التطوير والثبات في أكثر الأسواق تغيراً على الصعيد العالمي، نجاح كبير، لكن بالنسبة للمستهلكين الذين يجدون أنهم، ومع مرور الأيام، لا يستخدمون الإنترنت بقدر ما يستخدمون منتجات غوغل، فإن هناك أسئلة مهمة تطرح نفسها، أسئلة عن الخصوصية وحدود مهارات التتبع التي يستخدمها غوغل أو القائمون عليه، والتي تدعي أنها إنما تتطور كل يوم بغرض تقديم خدمة أفضل، وليس بهدف اختراق الخصوصية. حسب القائمين على هذه البرامج فإن تحديد الموقع يساعد على تقديم خيارات أفضل لأماكن التسوق أو المطاعم مثلاً، كما يساعد على تقديم خرائط محدّثة للمكان يمكن أن توضع بين يدي المستخدم موفرة عليه كثيراً من الوقت والجهد. من جانب آخر يعتبر المصممون التقنيون، أن معرفة الخيارات الثقافية والهوايات يساعد على تقديم إعلانات غير عشوائية ومناسبة. هذا كله جيد وإيجابي طبعاً، لكن ما هو غير واضح هو تلك الحدود بين المعلومات المفتوحة والمقدمة بشكل طوعي من أجل الحصول على خدمات مناسبة، والانكشاف التام الذي تصبح فيه كل حركات وسكنات المستخدمين مرصودة ومتتبعة بشكل لصيق ودائم.
تقدم الهواتف الذكية على سبيل المثال خدمة الأجندة، وهي عبارة عن جدول يسجل فيه المستخدم ما يراه مهماً من أنشطة ومواعيد خلال أيام أو أسابيع مقبلة، ثم يعمل الهاتف بعد هذا التسجيل على تذكير صاحبه بالموعد عبر رنة خاصة أو إشعار. الجانب الآخر لهذه الصورة البراقة والذكية هو الارتباط الذي يخلقه الهاتف الذكي بين هذه الأجندة التي تحكمت أنت فيها وفي ما تريد وضعه بها، وكل ما يعرفه عنك من خلال اطلاعه على ما قمت أو تنوي القيام به. ستجد في هذه الأجندة على سبيل المثال مواعيد حجوزات السفر المرتقبة، التي تنوي القيام بها وأي نشاط آخر ثقافي أو اجتماعي أو رياضي أو سياسي قمت بالتسجيل فيه عن طريق استخدام الإنترنت. في نهاية المطاف سوف تلاحظ أن هذه الأجندة قد تحولت لما يشبه تقريراً تفصيلياً عن التحركات التي قمت بها. إذا أضفت إلى ذلك المعلومات المتوفرة والمجموعة من خلال النشاطات والاشتراكات التي تقوم بها على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن النتيجة التي يمكن الوصول إليها هي أن كل هذا يجعل مهمة أي مجمّع للمعلومات، سواء كان جهة أمنية رسمية، أو عصابة شريرة أكثر سهولة بكثير إذا ما استطاع فك شيفرة هاتفك الصغير أو التحكم به، حيث سيوفر ذلك عليه ما كان يستغرق ساعات طويلة سابقاً من التحقيق أو التتبع. هذا يجعلنا نفهم لماذا بدأت بعض السفارات تطلب من المتقدمين للحصول على تأشيرة دخول الإفادة بحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
ينظر كثيرون لكل ذلك بتبسيط معتبرين أنه، ما دام الإنسان لا يقوم بما هو خاطئ أو غير قانوني فلا مشكلة ولا مبرر للانزعاج. ربما يكون التفكير بهذه الطريقة مريحاً، خاصة إذا لم يكن المرء يملك خياراً آخر، لكن لا شك أن فكرة أن تكون مراقباً ومنكشفاً على الدوام هي فكرة مزعجة حتى إن كنت لا تقوم بأي شيء مهم.
ليس في الأمر إساءة ظن بالقائمين على إدارة هذه المواقع والتطبيقات الإلكترونية، فهم في الغالب ذوو مهنية وحرص عالٍ على حماية خصوصية المشتركين حتى ضد بعض الدول والأنظمة، إضافة للدافع الأخلاقي، يعود ذلك الحرص لدوافع تجارية، حيث تهدد أي شكوك في هذا الاتجاه بانهيار اسم هذه الشركات وأسهمها في عالم المعلوماتية، عبر زعزعة ثقة المستخدمين بها، وهو ما سيقود إلى خسائر قد تقدر بالمليارات من الدولارات، رغم ذلك فإن احتمال الاختراق والتسرب وارد، بل حدث ذلك بالفعل في عدد من الحالات خلال الأعوام السابقة. هذه الفرضية لا يمكن تجاهلها ولا يستطيع أحد أن ينفي وجودها على المطلق، فاحتمالية التسرب والاختراق تظل موجودة دائماً، وما أكثر المواقع التي سقطت ضحية لهذا، رغم ما أحاطت به نفسها من قدرات عالية على التحصين والحماية. ماذا يعني هذا؟ يعني فيما يعنيه تعريض خصوصية عشرات الملايين من المستخدمين للخطر، وإذا أضفنا إلى ذلك حقيقة أخرى وهي أن منبع كل هذه التطبيقات والبرامج الكبرى والأكثر شعبية واحد، وأن جميع هذه المعلومات لا تتوزع، بل تصب داخل الحدود السياسية للدولة الأكبر، فإن ذلك يضيف خشية أخرى من السيطرة السياسية والثقافية على عالم الانترنت.
منذ العام الماضي كثفت مواقع البحث والتواصل الاجتماعي الكبرى حملتها المعلنة لمراقبة المحتوى المنشور، ووسعت تقبلها للإشعارات من قبل المستخدمين، كما بدأت تأخذ التنبيهات المتعلقة بوجود محتويات غير مناسبة على محمل الجد. الغرض الأساسي المعلن كان محاربة المنشورات العنصرية، أو التي تشجع الإرهاب والتطرف، كما كان القضاء على أي محتوى بورنوغرافي (جنسي) غير لائق. باعتبار أن الجميع صاروا شركاء بشكل أو بآخر في هذه التطبيقات، ليس فقط كمستهلكين ومستخدمين، ولكن أيضاً كفاعلين ومشاركين فإننا نرى أنه حان الوقت لطرح أسئلة حول فعالية هذه الاجراءات، وعن تمكنها فعلاً من تقليص جرائم الكراهية الإلكترونية.
نريد أن نعرف، على سبيل المثال، ما هي الجهة التي تجد الوقت الكافي لقراءة وتقييم هذا المحتوى الذي يقدر بملايين الصفحات كل يوم؟ هل يكفي فقط الاستخدام الذكي العشوائي لتتبع الكلمات والمشاهد غير اللائقة، عبر برامج غير بشرية على غرار ما تقوم به شركة «فاير آي» للأمن الالكتروني؟
هذه الأسئلة لم تنبع من فراغ، وإنما من المراقبة اللصيقة لنتائج الاجراءات المتبعة الحديثة، التي تقوم بها المواقع والجهات المسيطرة على الشبكة العنبكوتية. مؤخراً، أعلنت غوغل حجبها عشرات الحسابات والقنوات على موقع يوتيوب، بحجة تنفيذها «حملات تضليلية» مصدرها إيران أو روسيا. هذا الخبر لا يمكن فصله بأي حال عن التصعيد السياسي بين الولايات المتحدة وهاتين الدولتين. يقول كينت ووكر، نائب رئيس غوغل في تعليقه على ذلك: «إن الفاعلين الذين يقومون بحملات التأثير ينتهكون سياساتنا، وسنقوم بإزالة المحتوى الذي ينشرونه بسرعة من خدماتنا». التصريح غريب ولا يخلو من مفارقة تكمن في أن المحتوى الالكتروني الذي يراقب الجميع بهدف حمايتهم من أنفسهم، ما يزال يشتمل على عشرات الآلاف من الصفحات والمقاطع والبرامج التي لا تخلو من بذاءة أو عنصرية، أو مشاهد عري. هنا لا تعمل يد الرقيب بالفعالية ذاتها التي تحملها على الغلق الفوري لصفحات ناشطين سياسيين بحجة دعواتهم التحريضية، أو بسبب وصول بلاغات قد يكون مصدرها أجهزة أمنية لدولة فاشية.
كاتب سوداني

«غوغل»: تساعدنا أو تتحكم في خياراتنا؟

د. مدى الفاتح

فوضى الشرق الأوسط وسراب الحرية

Posted: 11 Sep 2018 02:15 PM PDT

حظي كتاب «في أيدي العسكر، الحرية والفوضى في مصر والشرق الأوسط» للصحافي ديفيد كيركباتريك، الذي صدر مؤخرا، باهتمام بالغ في الصحافة الأمريكية والعربية، ومَرَدُّ هذا الاهتمام موضوع الكتاب، وشخص الكاتب الذي واكب ملابسات الربيع العربي في مصر، بصفته مراسلا لجريدة «نيويورك تايمز» في القاهرة، وفصول الحراك، من الاعتصام بميدان التحرير إلى خلع مبارك، فانتخاب محمد مرسي، إلى إزاحته واشتباكات رابعة العدوية.
أحداثٌ درامية كان شاهدا عليها ورآها بأم عينيه وواكبها، يضاف إلى ذلك، المنبرُ الذي يشتغل فيه وهو «نيويورك تايمز»، وهي ليست جريدة فحسب، بل مؤسسة وضمير، على خلاف «الواشنطن بوست» التي تظل مرتبطة بما يسمى بحزام واشنطن، أي بمراكز القرار.
لم يجنح الكاتب إلى ما قد يُعتبر لائقا سياسيا، وجهر بحقائق مؤلمة ومزعجة، خاصة بالنسبة للسلطات المصرية، منها الانقلاب على الرئيس مرسي، ومجزرة رابعة العدوية، وإطلاق النار على الناشطة شيماء الصباغ، ومقتل الإيطالي جوليو ريجيني.
الكتاب مفيد لأنه نظرة الآخر إلى واقع معقد، وهي تسهم في فهم الأنا. وهو مفيد لأنه يطفح بشهادات داخلية من مصر، ثم من مراكز القرار الأمريكي. لسنا في دائرة الكتابات المقعرة أو التخرصات الأكاديمية أو الأماني.
لو أردت أن أستخلص كل ما ورد في الكتاب للخّصته في كلمة واحدة: الخوف. الشعور السائد لدى المواطنين في مصر، وفي العالم العربي، ولدى الفاعلين هو الخوف. المسيحيون يخشون المسلمين، والحداثيون يخشون الإسلاميين، والإسلاميون يخشون الجيش، والجيش يخشى الشارع. شعور الخوف هو الذي يطبع العلاقات العامة، ومن ثمة يؤدي إلى الكذب والاختلاق والمبالغة، وانتفاء أي حس نقدي، والسكيزوفرينيا، يرمز إلى ذلك ما أسرّ إليه مسؤول مصري كبير للصحافي من أن رابعة العدوية مجزرة، ليضيف، ولكنها كانت ضرورية!
يتناسل عن الخوف استقواء المؤسسات الأمنية، ومنها ما يُعبَّر عنه تجاوزا بالدولة العميقة، وهي مؤسسات ومصالح لا تخضع للقانون، وفوق القانون، وترتبط بعلاقات متداخلة ومصالح مشتركة، وليس لها من غاية إلا استمرار المنظومة.
ومن الدولة العميقة ورعايتها أو المصالح المتشابكة المتولدة عنها، ينبت وسطاء كالفُطر، بلا ضوابط، ولا معايير، مرتبطون بمن يمسك السلطة، يرمز إليهم رجل الأعمال أحمد عز. عز ليس شخصا، بل ظاهرة، وكل منظومة استبدادية تفرز حالة عز، في تونس وليبيا وسوريا. ما لم يقله الكاتب هو شبكات «عزات» العالم العربي، ماليا، وسياسيا وإعلاميا، كانت مكشوفة لفترة، وتوارت تحت تأثير «الربيع العربي»، ثم عادت بشكل خفي، ولمّا ينقطعْ تأثيرها، لكن صاحب الكتاب لا يكتفي بإلقاء اللائمة على بنية السلطة في العالم العربي، ولا يتحرج من انتقاد الغرب. يبدأ من دور الولايات المتحدة في تحديد معالم المنطقة، غداة الحرب العالمية الثانية. رسمت ملامحها من خلال إزاحة الملك فاروق، أو مباركتها للانقلاب على الملكية، وأفرزت ما وضعه ضابط مخابرات أمريكي قريب من الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت، كيرمت روزفلت، من بنية تستحوذ على السلطة من أجل اتخاذ قرارات غير شعبية. يعتبر الكاتب أن هذا البارديغم هو الخطيئة الأصلية أو أصل الداء. فالسلطة ليست أداة، ولكن غاية، ولذلك لا تقوى من دون أجهزة أمنية رهيبة. أرسى المنظومة عبد الناصر، ولم يخرج عنها السادات، ورسّخها مبارك، وبقيت مستمرة إلى الآن، أي السلطة من أجل اتخاد قرارات غير شعبية. يمكن أن نتوسع في الظاهرة التي ليست مقتصرة على مصر، طبعا.
مسؤولية الولايات المتحدة في منحى الأحداث وإخفاق الربيع العربي قائمة، يقول الكاتب. في الفصل السادس والعشرين المعنون بالجهاديين في البيت الأبيض يطرح السؤال عن مآل الربيع العربي، لو تصرفت الولايات المتحدة بشكل مغاير حول «الأحداث في القاهرة، ولو أن واشنطن ضغطت بشكل أقوى على حلفائها في الخليج (الفارسي) (كذا) من أجل احترام الانتخابات في مصر». يضيف مستشهدا بمسؤول أمني أمريكي من أن التنازلات التي قدمتها الولايات المتحدة تقلص من نفوذها وتحد من مصداقيتها. توزُّعُ الولايات المتحدة بين النظرة البراغماتية للبنتاغون، وأصحاب الموقف الحازم، حُسم لصالح الأوائل الذين وصفوا غرماءهم بجهادي البيت الأبيض، أو مجموعة (كوكوس) الإخوان المسلمين.
ولكن الحداثيين في مصر ومن ثمة في العالم العربي، مسؤولون كذلك. من الشهادات المعبرة شهادة الناشطة الحقوقية دالية عبد الحميد، التي لم تتنصل من المسؤولية، كان الغرور يغلب علينا، قالت الناشطة، «ولعلنا لم نكن نقبل بطريقة لاشعورية أن فريقا ثوريا غيرنا من شأنه أن يصل إلى السلطة. لقد كنا نكره الإخوان المسلمين حد أن البعض منا اعتبر أن عودة النظام القديم قد يكون أحسن، عوض أن يستلموا السلطة. ينبغي أن نوقف الفكرة القارة التي تولدت لدينا، من أنهم اجترحوا أخطاء. ينبغي أن ننظر إلى أخطائنا كذلك». ثم هناك اللامنطوق، أو الأضرار الجانبية المتولدة عمن خابت آمالهم، الظاهرة ليست قصرا على مصر، يتوجه الذين آمنوا بفجر مشرق من ميدان التحرير تسطع شمسه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى معالجة حالات الانهيار العصبي والطلاق والأرق. يتمسكون في مسرى الإخفاق بأشياء بسيطة، بل تافهة، الطبخ، الرياضة، الموسيقى، تعلم لغة أجنبية، معاقرة الخمر.. وحتى هنا، في هذه القضايا البسيطة يترصدهم الإخفاق، ثم حروب الفيسبوك، والتراشق المتبادل والحروب الكلامية كما صراع الديكة، عما وقع، وما لم يقع، أو ما كان ينبغي أن يقع، وتضخيم ما قد وقع. هناك وعد أخلفه الحداثيون أو بعضهم، وهو المبادئ الخلقية، الرأسمال الذي ينبغي أن يحافظ عليه الحداثيون هو المبادئ، ولكنهم أخلفوه.
نظرة كابية، وجرد مؤلم، ولكنه ضروري، من أجل تجاوز حالة الاحتقان المستشرية، وفهم أسباب المعوقات البنيوية. ومثلما يقول كامو في رواية «الهاوية»: حينما نكون كلنا متهمين، آنذاك ستتحقق الديمقراطية. ومن المؤكد أن ستكون للكتاب حياة أخرى لو ينقل إلى اللغة العربية.
كاتب مغربي

فوضى الشرق الأوسط وسراب الحرية

حسن اوريد

الصهيونية تاريخ من الدماء في المئة عام الماضية

Posted: 11 Sep 2018 02:14 PM PDT

في كتاب صدر حديثاً عن دار المكتب العربي للمعارف- القاهرة، يذكر الكاتب أنها مقالات ضمها الكتاب بين ثناياه، والتي بلغ عددها (35 مقالا)، وأنه حاول تجميع هذه المجموعة من مقالاته التي نشرت في الصحافة والفضائيات العالمية، وضع لها عنوان: (مجازر ومخططات صهيونية في مئة عام).

دور الصهاينة

بدأ الكاتب بالكتابة عن دور الصهاينة في خلع السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1908، بسبب موقفه من توطين اليهود في فلسطين منذ أن اعتلى عرش الدولة العثمانية سنة 1876، وكيف كانت فلسطين ضحية لمؤامرات الدول الاستعمارية والمتمثلة في: (بروتوكول دمشق 1914) وسايكس بيكو ووعد بالفور المشؤوم، كذلك ففلسطين لمئة عام وعامين بين سايكس بيكو «قضية قرن» إلى «صَفقَة قرن»، ولمئة عام وعام.. القدس بين بلفور وترامب.

المجازر والمخططات

وكذلك عرض الكاتب من خلال بعض مقالاته للمذكرات السياسية، منها مذكرات حاييم وايزمان، وحرب 1973 في وثائق القيادة السياسية الإسرائيلية، ومذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي عن حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، هذا بالإضافة إلى أن تلك المقالات قد تضمنت قراءة في أفكار رابين وبيرس ونتنياهو. وأوصى الكاتب في مقالة منفردة بضرورة توثيق الروايات الشفوية في التأريخ لنكبة فلسطين.
عرض كذلك للعديد من المجازر، منها مجزرة باب العمود، ذكرى النكبة، مذبحة دير ياسين بشهادات مرتكبيها، ومذبحة حيفا وقلقيلية وبحر البقر وصبرا وشاتيلا، حتى وصل كاتب هذه المقالات إلى قتل فادي البطش ومحمد الزواري. بين نهاية 2016 و2018. والحقيقة أنه سيبقى في ظل المجازر والمخططات الصهيونية، منذ ضياع فلسطين واحتلالها من قبل اليهود الغاصبين وقضيّتها الشغل الشّاغل على امتداد المعمورة، فقضيّة فلسطين تُعتبر القضيّة المركزيّة والأهمّ في سلّم القضايا العربيّة.

ثورات فلسطينية

لقد قاوم الفلسطينيّون في عهد الانتداب البريطاني المخطّطات الصّهيونيّة، كما رفضوا قرارات التّقسيم التي صدرت عن الأمم المتحدة، وحصلت ثورات أبرزها ثورة 1936 بقيادة عزّ الدّين القسّام، وقد أُنشئ جيش الإنقاذ من قبل الجامعة العربيّة، ثمّ جيش الجهاد المقدّس بقيادة أمين الحسيني، وعبد القادر الحسيني، وأبلوا في قتال البريطانيين واليهود بلاءً حسناً. لكن في عام 1948 أسّس اليهود دولتهم على أرض فلسطين، ووقعت النّكبة حيث هُجّر مئات الألوف من الفلسطينيّين، وصودرت آلاف الدّونمات من الأراضي، كما حصلت مجازر رهيبة بحقّ العرب، أبرزها مجزرة دير ياسين، وقد حصلت حروب بين العرب وإسرائيل ولم تفلح أيّاً منها في استرداد فلسطين، وما زالت قضيّة تنتظر الحلّ. نعم لم يكن بلفور عندما أصدر في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني1917م تصريحاً مكتوباً باسم الحكومة البريطانية إلى اللورد «روتشيلد» يتعهد فيه بإنشاء وطن قومي لليهود، لم يكن يتوقع ما سيدور بعد مئة عام، على يد ترامب. كذلك عندما تقدم ليفي أشكول رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق في إحدى جلسات الكنيست سنة 1965 بمشروع نص على توجيه جزء من الموارد الكبيرة للمنطقة في اتجاه إعادة توطين اللاجئين ودمجهم في بيئتهم الوطنية الطبيعية التي اعتبرها الدول العربية. واستعداد إسرائيل للمساهمة المالية إلى جانب الدول الكبرى في عملية إعادة توطين اللاجئين كحل مناسب لهم ولإسرائيل.

قرار ترامب

قد يكون قرار ترامب سيمثل تحديًا لمناشدات صريحة من القادة الحلفاء فى الشرق الأوسط وأوروبا ومن ثم يمكن أن يضر بأهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة وعلاقاتها، ومن شأن هذه الخطوة أن تقضي على أي فكرة باقية أن الولايات المتحدة يمكن أن تكون وسيطاً نزيهاً في محادثات السلام المتعلقة بالوضع النهائي بين إسرائيل والفلسطينية، كما أنها ستسحق محاولات صهر ترامب، جاريد كوشنر، لإحياء الحوار الفلسطينى الإسرائيلى.
بينما الأوضاع هكذا.. تسير صفقة القرن لحل قضية القرن؛ مصطلحان وردا على لسان ترامب، ويقصد بهما التوصل إلى تسوية للصراع العربي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؛ باعتبار احتلال فلسطين (قضية القرن)، وأن الصفقة إذا ما تمت تستحق أن تُعدَّ (صفقة القرن)، وقد مر (مئة عام) وعامين، على الاتفاقية السرية التي وقعتها القوتان الاستعماريتان الرئيسيتان للمنطقة العربية حينها؛ بريطانيا وفرنسا، والتي تم بموجبها تقاسُم تركة الدولة العثمانية بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وعرفت لاحقاً باسم اتفاقية (سايكس-بيكو) في العام 1916، والتي كان احتلال فلسطين هدفها المركزي بعد إنهاء الخلافة العثمانية وتقسيم المنطقة العربية إلى كنتونات سياسية.

تصوير إيحائي

في النهاية يبقى أن القارئ لتلك المقالات سيلاحظ أن كاتبها حاول عمل سرد بأسلوب مشوق بلغة الحوار ودقة المعاني والقدرة على التصوير الايحائي المفعل لعقل المتلقي ليتفاعل مع الصورة والحدث تفاعلاً إيجابياً، مستخدماً أسلوب الكتابة الإبداعية التي تعتمد على قوة الخيال والتحكم، معتمدا على إثارة العاطفة والقدرة على توجيه ذهن المتصفح لمقالات هذا الكتاب داخل الصورة، إلى درجة تحريك مشاعره. وذلك من خلال عرضه لها ببساطة الحوار، والتسلسل الزمني بحرفية، متضمناً تعبيرات، وذلك يرجع إلى امتلاكه الحس الفني بالكتابة وسلامة الصياغة.
في تقديرنا أن هذا الأسلوب الذي استخدمه الكاتب، تميز بخلق قالب عام يُسكب فيه الموضوع الأدبي الخاص، يحتاج للإلمام بأسلوب التنقل بين صورة وصورة، وبين فكرة وأخرى، وترابط الصور والأحداث ببعضها لتكون في النهاية ذلك العمل الذي بين أيديكم، حيث تبدو القدرة على المحاكاة وعرض الأحداث والصور، ويتضح فيه تمكنه من التعبير في كتابة التاريخ الممتزج بالأدب، مما يدل على امتلاك ناصية اللغة والقدرة على التعبير والإبداع معاً، وامتلاك عنصر التشويق، من خلال لغة متمكن منها جيداً، وامتلاك صيغ مختلفة، ومصطلحات متعددة تعبر عن ذات المعنى الواحد، مع الاستعانة بالمخزون اللغوي لديه، وهو من أهم مكونات امتلاك القدرة على الكتابة الجيدة والمحكمة.
قد يتضح ذلك كله من خلال استعانته بأبيات شعرية للفلسطيني المبدع (محمود درويش)، والأخوين رحباني، مع ضرورة الإشارة إلى أن الكاتب جاء بها في عناوين المقالات في مواضع عدة، وفي بعض الأحيان ختم بها المقال. بحيث أن استخدامه لها لم يُخل بالمعنى الذي يهدف إليه من وراء الأتيان بها، وهنا يمكن القول إنه جاء بمؤثرات وجدانية، واستخدمها بشكل صحيح، وتحليل الأحداث وربطها ببعضها البعض.

كاتب وباحث في تاريخ العلاقات الدولية والسياسة الخارجية

الصهيونية تاريخ من الدماء في المئة عام الماضية

د.محمد عبدالرحمن عريف

هناك 7 تعليقات:

  1. تحية من الترتيب العظيم للإضاءة إلى الدولة المتحدة وجميع أنحاء العالم ، إنها فرصة مفتوحة للانضمام إلى جماعة الأخوان المسلمين لإلقاء الضوء على أحلامك حيث يمكنك استعادة أحلامك المفقودة وأيضًا حيث يمكنك رؤية نور الثروة والسعادة دون أي تضحية بالدم. ونحن ندفع أيضًا مبلغ 650،000 دولار أمريكي للترحيب بجميع الأعضاء الجدد وهم ينضمون إلى الأخوة وأيضًا إلى منزل من اختيارهم وموقعهم باستثمارات ، إلى جانب هذه الفرصة في الحياة ليصبحوا مشهورين.

    الفوائد التي تم منحها لأعضاء جدد ينضمون إلى مرحلة التنوير.
    1. مكافأة نقدية قدرها 650،000 دولار أمريكي.
    2. سيارة حلم جديدة أنيقة تقدر قيمتها بـ 150،000 دولار أمريكي
    3. منزل الأحلام اشترى في البلد الذي تختاره.
    شهر من المواعيد مع 5 الأفضل في العالم.
    القادة و 5 من أهم المشاهير في العالم. إذا كنت مهتمًا ، فيرجى الاتصال بعنوان البريد الإلكتروني السابق:
    greatilluminate99@gmail.com



    ملحوظة؛ هذه الأخوة المتنورين التي يمكنك الانضمام إليها من أي مكان في العالم ، الهند ، تركيا ، أفريقيا ، الولايات المتحدة ، ماليزيا ، دبي ، الكويت ، المملكة المتحدة ، النمسا ، ألمانيا ، أوروبا. آسيا ، أستراليا ، سنغافورة ، كندا ،
    إلخ


    تحية المعبدة تضيء الولايات المتحدة

    ردحذف
  2. تحية من الترتيب العظيم للإضاءة إلى الدولة المتحدة وفي جميع أنحاء العالم ، هذه فرصة مفتوحة للانضمام إلى جماعة الأخوة من المنومين حيث يمكنك استعادة أحلامك المفقودة ، وكذلك حيث يمكنك رؤية نور الثروة والسعادة دون أي تضحية بالدم. ونحن ندفع أيضًا مبلغ 650،000 دولارًا أمريكيًا للترحيب بجميع الأعضاء الجدد عند انضمامهم إلى الأخوة وأيضًا إلى منزل من اختيارهم وموقعهم باستثمارات ، إلى جانب هذه الفرصة في الحياة ليصبحوا مشهورين.

    الفوائد التي تم منحها لأعضاء جدد ينضمون إلى مرحلة التنوير.
    1. مكافأة نقدية قدرها 650،000 دولار أمريكي.
    2. سيارة حلم جديدة أنيقة تقدر قيمتها بـ 150،000 دولار أمريكي
    3. منزل الأحلام اشترى في البلد الذي تختاره.
    شهر من المواعيد مع 5 الأفضل في العالم.
    القادة و 5 من أهم المشاهير في العالم. إذا كنت مهتمًا ، فيرجى الاتصال بعنوان البريد الإلكتروني السابق:
    greatilluminate99@gmail.com



    ملحوظة؛ هذه الأخوة المتنورين التي يمكنك الانضمام إليها من أي مكان في العالم ، الهند ، تركيا ، أفريقيا ، الولايات المتحدة ، ماليزيا ، دبي ، الكويت ، المملكة المتحدة ، النمسا ، ألمانيا ، أوروبا. آسيا ، أستراليا ، سنغافورة ، كندا ،
    إلخ


    تحية المعبدة تضيء الولايات المتحدة

    ردحذف
  3. تحية من الترتيب العظيم للإضاءة إلى الدولة المتحدة وجميع أنحاء العالم ، هذه فرصة مفتوحة للانضمام إلى جماعة الأخوان المسلمين لإلقاء الضوء على أحلامك حيث يمكنك استعادة أحلامك المفقودة وأيضًا حيث يمكنك رؤية نور الثروة والسعادة دون أي تضحية بالدم. ونحن ندفع أيضًا مبلغ 650،000 دولارًا أمريكيًا للترحيب بجميع الأعضاء الجدد عند انضمامهم إلى الأخوة وأيضًا إلى منزل من اختيارهم وموقعهم باستثمارات ، إلى جانب هذه الفرصة في الحياة ليصبحوا مشهورين.

    الفوائد التي تم منحها لأعضاء جدد ينضمون إلى مرحلة التنوير.
    1. مكافأة نقدية قدرها 650،000 دولار أمريكي.
    2. سيارة حلم جديدة أنيقة تقدر قيمتها بـ 150،000 دولار أمريكي
    3. منزل الأحلام اشترى في البلد الذي تختاره.
    شهر من المواعيد مع 5 الأفضل في العالم.
    القادة و 5 من أهم المشاهير في العالم. إذا كنت مهتمًا ، فيرجى الاتصال بعنوان البريد الإلكتروني السابق:
    greatilluminate99@gmail.com



    ملحوظة؛ هذه الأخوة المتنورين التي يمكنك الانضمام إليها من أي مكان في العالم ، الهند ، تركيا ، أفريقيا ، الولايات المتحدة ، ماليزيا ، دبي ، الكويت ، المملكة المتحدة ، النمسا ، ألمانيا ، أوروبا. آسيا ، أستراليا ، سنغافورة ، كندا ،
    إلخ


    تحية المعبدة تضيء الولايات المتحدة

    ردحذف
  4. تحية من الأمر العظيم للإضاءة إلى الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم ، هذه فرصة مفتوحة للانضمام إلى جماعة الأخوين المتنورين حيث يمكنك استعادة أحلامك المفقودة ، وكذلك حيث يمكنك رؤية نور الثروة والسعادة بدون أي تضحية بالدم. ونقوم أيضًا بدفع مبلغ 650.000 دولار أمريكي للترحيب بجميع الأعضاء الجدد عندما ينضمون إلى الأخوة وأيضًا منزل من اختيارهم وموقعهم بالاستثمارات ، إلى جانب هذه الفرصة في الحياة ليصبحوا مشهورين.

    الفوائد المعطاة لأعضاء جدد ينضمون إلى ILLUMINATI.
    1. مكافأة نقدية بقيمة 650.000 دولار أمريكي.
    2. سيارة جديدة أنيقة من Dream Dream بقيمة 150.000 دولار أمريكي
    3. اشترى منزل الأحلام في البلد الذي تختاره.
    شهر التعيين مع أفضل 5 في العالم.
    القادة وأهم 5 مشاهير في العالم. إذا كنت مهتمًا ، فيرجى الاتصال بعنوان البريد الإلكتروني السابق: greatilluminate99@gmail.com



    ملحوظة؛ هذه الأخوة المتنورين التي يمكنك الانضمام إليها من أي مكان في العالم الهند وتركيا وأفريقيا والولايات المتحدة وماليزيا ،
    دبي ، الكويت ، المملكة المتحدة ، النمسا ، ألمانيا ، أوروبا. آسيا ، أستراليا ، إلخ.


    تحياتي المعبد ILLUMINATI الولايات المتحدة

    ردحذف
  5. تحية من النظام العظيم للتنوير للدولة الموحدة وللعالم كله ، هذه فرصة مفتوحة للانضمام إلى زمالة المستنيرين حيث يمكنك استعادة أحلامك المفقودة ، وكذلك حيث يمكنك رؤية نور الثروة والسعادة بدون أي تضحية بالدم. كما ندفع مبلغ 550،000 دولارًا للحصول على جميع الأعضاء الجدد عندما ينضمون إلى الأخوة وأيضًا إلى منزل من اختيارهم وموقعهم مع استثمارات جنبًا إلى جنب مع هذه الفرصة في الحياة ليصبحوا مشهورين.

    الفوائد المعطاة لأعضاء جدد ينضمون إلى الإضاءة.
    1. مكافأة نقدية بقيمة 550.000 دولار.
    2. سيارة جديدة أنيقة من Dream Dream بقيمة 150.000 دولار أمريكي
    3. شراء منزل الأحلام في البلد الذي تختاره.
    شهر من التشاور مع أفضل 5 في العالم.
    القادة وأهم 5 مشاهير في العالم. إذا كنت مهتمًا ، فيرجى الاتصال بعنوان البريد الإلكتروني السابق = illuminatiworldwideorder@gmail.com أو wahtsapp +15184145254


    https://www.gaia.com/article/what-is-the-illuminati

    ردحذف
  6. تحية من الأمر العظيم للإضاءة إلى الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم ، هذه فرصة مفتوحة للانضمام إلى جماعة الأخوين المتنورين حيث يمكنك استعادة أحلامك المفقودة ، وأيضًا حيث يمكنك رؤية نور الثروة والسعادة بدون أي تضحية بالدم. ونقوم أيضًا بدفع مبلغ 650.000 دولار أمريكي للترحيب بجميع الأعضاء الجدد عندما ينضمون إلى الأخوة وأيضًا منزل من اختيارهم وموقعهم بالاستثمارات ، إلى جانب هذه الفرصة في الحياة ليصبحوا مشهورين.

    الفوائد المعطاة لأعضاء جدد ينضمون إلى ILLUMINATI.
    1. مكافأة نقدية قدرها 650.000 دولار أمريكي.
    2. سيارة جديدة أنيقة من Dream Dream بقيمة 150.000 دولار أمريكي
    3. اشترى منزل الأحلام في البلد الذي تختاره.
    شهر التعيين مع أفضل 5 في العالم.
    القادة وأهم 5 مشاهير في العالم. إذا كنت مهتمًا ، فيرجى الاتصال بعنوان البريد الإلكتروني السابق: greatilluminate99@gmail.com



    ملحوظة؛ هذه الأخوة المتنورين التي يمكنك الانضمام إليها من أي مكان في العالم الهند وتركيا وأفريقيا والولايات المتحدة وماليزيا ،
    دبي ، الكويت ، المملكة المتحدة ، النمسا ، ألمانيا ، أوروبا. آسيا ، أستراليا ، إلخ.


    تحياتي المعبد ILLUMINATI الولايات المتحدة

    ردحذف
  7. تحيات من النظام العظيم للإنليوميناتي إلى الولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم ، هذه فرصة مفتوحة للانضمام إلى أخوة المتنورين حيث يمكنك استعادة أحلامك المفقودة ، وأيضًا حيث يمكنك رؤية ضوء الثروة والسعادة بدون أي تضحية بالدم. ونقوم أيضًا بدفع مبلغ 650.000 دولار أمريكي للترحيب بجميع الأعضاء الجدد عند انضمامهم إلى الأخوة وأيضًا منزل من اختيارهم وموقعه مع استثمارات ، إلى جانب هذه الفرصة في الحياة لكي يصبحوا مشهورين.

    الفوائد الممنوحة للأعضاء الجدد الذين ينضمون إلى ILLUMINATI.
    1. مكافأة نقدية قدرها 650.000 دولار أمريكي.
    2. سيارة أحلام أنيقة جديدة بقيمة 250.000 دولار أمريكي
    3. شراء منزل الأحلام في البلد الذي تختاره.
    شهر من التعيين مع أفضل 5 لاعبين في العالم ، دفع شهري قدره 1،000،000 دولار أمريكي إلى حسابك المصرفي كل شهر كعضو في Bohemian Grove
    القادة وأهم 5 مشاهير في العالم. إذا كنت مهتمًا ، فيرجى الاتصال بعنوان البريد الإلكتروني السابق: greatilluminate99@gmail.com



    ملحوظة؛ هذه الأخوة المتنورين التي يمكنك الانضمام إليها من أي مكان في العالم ، الهند ، تركيا ، إفريقيا ، الولايات المتحدة ، ماليزيا ،
    دبي ، الكويت ، المملكة المتحدة ، النمسا ، ألمانيا ، أوروبا. آسيا ، أستراليا ، إلخ.


    تحياتي معبد إيلوميناتي الولايات المتحدة

    ردحذف