Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 24 سبتمبر 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


هجوم الأحواز: التفسير «المؤامراتي» لا يكفي

Posted: 23 Sep 2018 02:29 PM PDT

قدّم الرئيس الإيراني حسن روحاني تفسيرا رسميا متوقعا للعملية التي قام فيها مسلحون بالهجوم على عرض عسكريّ للحرس الثوري في مدينة الأحواز حين عزاه إلى «كل هذه الدول الصغيرة المرتزقة التي نراها في المنطقة مدعومة من أمريكا»، وكان الحرس الثوري أكثر وضوحا حين اتهم المهاجمين بأنهم مرتبطون بمجموعة انفصالية عربية تدعمها دولتان خليجيتان (وأوردت بعض وسائل الإعلام اسم السعودية والإمارات).
تكفّلت تغريدات لمسؤولين سابقين وحاليين إماراتيين في تأجيج المواقف، ومن ذلك ما كتبه عبد الخالق عبد الله وهو أكاديمي ومستشار سابق لولي عهد أبو ظبي في تغريدة قال فيها إن «الهجوم على هدف عسكري ليس بعمل إرهابي ونقل المعركة إلى العمق الإيراني خيار معلن وسيزداد خلال المرحلة القادمة»، كما قامت ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للدراسات السياسية وعضو الهيئة الاستشارية لمجلس التعاون الخليجي، باعتبار الهجوم «عملا جريئا يشير لتنامي قوة المقاومة الإيرانية الداخلية وتآكل هيبة الحرس»، ما أدى لاستدعاء طهران للقائم بالأعمال الإماراتي، واستهجان مسؤولين إيرانيين التعليقات الإماراتية التي أكدت، حسب رأيهم، تورط أجانب في الهجوم، فيما هدد آخر (رئيس مدينة طهران محسن رفسنجاني) بأن تكون معسكرات الإمارات «هدفا أكثر من مبرر».
سارع المسؤولون الإماراتيون إثر ذلك، وبعد أن أحسوا بسخونة الموقف، إلى نفي ترحيبهم بالهجوم على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش مؤكدا أن «اتهامات طهران لا أساس لها».
جرى العرض العسكري في ذكرى بدء الحرب العراقية ـ الإيرانية، وفي مدينة ذات غالبية عربية ضمن إقليم كان يسمى عربستان وقامت بريطانيا باحتلاله وإزاحة حاكمه خزعل الكعبي وابنه عبد الكريم وضمه إلى إيران عام 1925، ويبلغ عدد سكانه من العرب قرابة 10 ملايين (كان أغلبهم من الشيعة لكن الكثيرين، 40٪، تسنّنوا «سياسيا» ورفضاً للهيمنة القومية الفارسية)، والإقليم غنيّ بالنفط لكن سكانه يعانون التهميش والإقصاء، كما أنه يتعرض لعملية ممنهجة لتغيير طابعه السكاني حيث انضاف لسكانه قرابة 4 ملايين فارسيّ، وهو ما جعله أحد مراكز الاحتجاج الكثيرة في إيران، بما في ذلك الاحتجاجات التي حصلت نهاية العام الماضي.
تقدّم لتبني الهجوم وادعاء المسؤولية عنه تنظيمان، الأول يسمى «جبهة النضال العربي لتحرير الأحواز» (أي أن أهدافه قوميّة) والثاني تنظيم «الدولة الإسلامية». باتهامهم «الدول الصغيرة المرتزقة» في الخليج، والولايات المتحدة، قام المسؤولون الإيرانيون عملياً برفع سقف الاتهام إضافة إلى إنكار وجود أسباب داخليّة له، وهو أمر متوقع طبعا، ولا تختلف فيه سياسة طهران عن سياسة خصومها المتهمين، فالتفتيش عن متهم خارجيّ هو الوصفة الجاهزة لجميع الأنظمة لتحصين سياساتهم الداخلية وإعلان براءتها التامة من الخطأ.
تأسست الجمهورية الإيرانية إثر ثورة شعبية عارمة، وحملت أفق حلّ لسردية المظلومية التاريخية للشيعة لكنّها تحوّلت، بعد ديناميّة داخليّة وخارجية معقدة، إلى شبيه بالدول التي تخاصمها، وانتهى الحلم الثوري الإسلامي بتأسيس دولة احتكار قوميّ / دينيّ للسلطات يعاني المجتمع من عنفه وتغلّبه على القوميّات والمذاهب والاتجاهات السياسية المختلفة معه، كما تعاني الشعوب العربية المحيطة به من نزعاته «الإمبراطورية» وانحيازه لطغيانات شنيعة (كما هو الأمر في دعم بشار الأسد في سوريا) وأحلاف طائفيّة (كما هو الأمر في العراق ولبنان)، وهو ما يجعل خصومة إيران مع دول استبداد وعصبيّة أخرى مجرّد دوران في حلقة عنف مفرغة.
من المؤكد أن خصوم إيران يتآمرون عليها ويتمنون لها الشر (كما تتآمر عليهم وتتوعدهم)، لكن احتقان المجتمعات الأهليّة فيها واستفحال سطوة الأمنيّ والعسكريّ على الأهليّ والمدنيّ يجعلان أي «مؤامرة» فيها مجرد نبوءة معلنة قابلة للتحقق في الأزمات السياسية الكبيرة، وهو أمر ينطبق أيضا، للأسف، على خصومها من الدول العربية المتهمة.

هجوم الأحواز: التفسير «المؤامراتي» لا يكفي

رأي القدس

محمود درويش ورجاء النقاّش: العروة الوثقى

Posted: 23 Sep 2018 02:28 PM PDT

يسجّل هذا العام الذكرى العاشرة لرحيل اثنين من كبار الأدب العربي المعاصر: الناقد المصري رجاء النقّاش (1934 ــ 2008)، الذي رحل في 8 شباط/ فبراير؛ والشاعر الفلسطيني محمود درويش (1941 ــ 2008)، الذي رحل في 9 آب/ أغسطس. وليس الإسهام الفريد في إغناء الإرث النقدي والشعري هو، وحده، الذي يجمع بين الراحلين؛ إذْ كان الأوّل في طليعة النقاد العرب الذين قرأوا شعر الثاني في مراحل مبكرة، على أسس إبداعية وجمالية معمقة؛ ومن زوايا مختلفة، كذلك، من حيث تجاوز المقاربات الشائعة يومذاك، بصدد شعر الأرض المحتلة. ومن الإنصاف، في يقيني، أن يُستذكر غياب النقاش في هذه السنة تحديداً، مقترناً باستذكار غياب درويش.
وفي صيف 1969 صدر عن دار الهلال، في القاهرة، كتاب النقّاش «محمود درويش شاعر الأرض المحتلة»، فشكّل حدثاً ثقافياً ونقدياً فارقاً، بالطبع؛ لأنّ الفصول تناولت سلسلة خصائص في شعر درويش، لا تبدأ من الغموض والتصوف والحبّ والمرأة والطبيعة، ولا تنتهي عند الثورة والمقاومة و«الشعر الجديد» والتأثيرات المختلفة. لكنّ الحدث امتدّ إلى السياسة أيضاً، إذْ لم يكن مألوفاً أن يبادر ناقد، في مصر أواخر الستينيات وما بعد هزيمة 1967، إلى تكريس كتاب عن شاعر فلسطيني كان يحمل الجنسية الإسرائيلية في نهاية المطاف، فكيف بامتداحه كشاعر مقاومة! حساسية إضافية تمثلت في الفصول التي خصصها النقّاش لقضايا الوجود العربي في دولة الاحتلال الإسرائيلي، والدين والثورة، والانتماء إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي، و(في الطبعة الثانية من الكتاب، 1971) أسباب خروج درويش من فلسطين.
وكان النقّاش قد قرأ شعر درويش للمرة الأولى سنة 1966، في صحيفة جزائرية، على متن طائرة متوجهة إلى المنطقة البترولية في الجزائر؛ ولم يكن غريباً أنّ ينشدّ سريعاً إلى ما يقرأ: «لا تقلْ لي:/ ليتني بائع خبز في الجزائر/ لأغنّي مع ثائر!/ لا تقلْ لي:/ ليتني راعي مواشٍ في اليمن/ لأغنّي لانتصارات الزمن/ لا تقلْ لي:/ ليتني عامل مقهى في هافانا/ لأغنّي لانتصارات الحزانى…». كانت تلك القصيدة، بعنوان «الأمنيات» من مجموعة أوراق الزيتون»، تعكس مجموعة من الخصائص الفنية التي سوف تجتذب النقّاش، فيستفيض في مناقشتها لاحقاً على امتداد فصول كتابه: الرمز، الإنشاد، التداعي الحرّ، الحوار، اللغة عالية الإيحاء، المجاز الحسي والذهني، تجسيد عناصر الطبيعة…
من جانب آخر، لا تغيب شخصية النقّاش الفكرية والسياسية حين يعلّق على منظورات الدين والثورة عند شعراء الأرض المحتلة، فيبدو أميناً لتكوينه وانتمائه إلى عقدَيْ الستينيات والسبعينيات، حين توجّب على بعض النقاد ذوي الميول القومية أن يواكبوا برامج أحزاب وقوى البورجوازية الصغيرة العربية، ، الناصرية أو البعثية، وأن يشحنوا الأدب بجرعات عالية، وأحياناً مفرطة مغالية، من المصالحة الثقافية. وهو، في فصل بعنوان «الدين والثورة»، يكتب: «ظهرت الفكرة الدينية في البداية عند شعراء المقاومة على شكل ثورة من ثورات الشك والتمرد، وبلغت ثورة الشك هذه حداً يكاد يعتبره المؤمنون إلحاداً وكفراً كاملين، ولعل ثورة الشك هذه قد تأثــرت بما يمكن أن نسميه «طفولة الأفكار اليسارية» التي شاعت في بعض الفترات بين شعراء الأرض المحتلة (…) على أنّ هؤلاء الشعراء أنفسهم قد استطاعوا بعد ذلك أن يصلوا إلى فكرة أنضج وأعمق، وتجاوزوا ثورة الشك، وربطوا بين الدين والثورة، بين الدين وتغيير الحياة، بين الدين والكفاح من أجل المستقبل الإنساني».
لكنّ كتاب النقاش اندرج، ويندرج اليوم أيضاً، في نشاط نقدي اتصف على الدوام بعمق التناول وجسارة الطرح في آن معاً، ضمن حركة طازجة حارّة لم تتوقف عن الانخراط في جبهتين:
1 ــ إدارة الصراع (في جبهة الأدب) بين اليمين واليسار عموماً، وبين المدافعين عن عروبة مصر ودعاة انتمائها إلى أصول أخرى شعوبية. وفي هذا الصدد تدخل سجالاته ضدّ توفيق الحكيم ولويس عوض ومَن سماهم بـ«الإنعزاليين»؛ ودفاعه عن التنوير، لدى طه حسين وأنور المعداوي بصفة خاصة؛ وتمييزه بين اتجاهات اليمين واليسار عند عباس محمود العقاد (وكان ذلك بمثابة اختراق ذاتيّ نحو الديالكتيك الماركسي، مارسه النقّاش بنفسه، على نفسه!)؛ وتشخيصه للظواهر السياسية وراء أزمة الثقافة المصرية.
2 ــ تقديم المواهب الأدبية الجديدة، والسباحة عكس التيّار في الدفاع عن حقها في احتلال الموقع المناسب. وإلى جانب درويش، كان النقّاش بين أوائل الذين قدّموا الروائي السوداني الطيّب صالح، فرحّب بروايته «موسم الهجرة إلي الشمال»، واعتبر أنّ صدورها دليل على أنّ الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ لم يعد عقبة في وجه تطوّر الأسماء الشابة. كذلك قدّم النقّاش لمجموعة أحمد عبد المعطي حجازي الأساسية «مدينة بلا قلب»، 1958، وكانت تلك المقدّمة بمثابة بيان سياسي، قوميّ ناصري وتقدّمي، في تحصين قصيدة التفعيلة المصرية ضدّ دعاة تأثيمها واعتبارها نتاجاً استعمارياً.
وأذكر أنّ درويش، حين بلغه نبأ رحيل النقّاش، أسف لأنّ فصلية «الكرمل» كانت يومها متوقفة عن الصدور: «كنّا سنخصص له ملفاً بالغ الثراء، ومحرّضاً على السجال»، قال الراحل الثاني عن صديقه الراحل الأوّل؛ مدركاً طبائع العروة الوثقى التي كانت ستجمع بين قطبَيْ الملف.

محمود درويش ورجاء النقاّش: العروة الوثقى

صبحي حديدي

«فوبيا الضريبة»: الأردن يحتاج مزيدا من «السجون»… وبمناسبة فوضى «المغتصبات» في أمريكا هل تذكرون سجن أبو غريب؟

Posted: 23 Sep 2018 02:28 PM PDT

أعتقد أنها رسالة إيجابية للزملاء في قناة «المملكة»، التي يثار الجدل حولها في الأردن .
ظهور رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في أول مقابلة تلفزيونية له على الشاشة التقليدية للتلفزيون الأردني، وليس على شاشة «المملكة» خطوة مباركة لحماية الشاشة الجديدة من الحسد والحقد والعين الضيقة.
ما يتبقى قليل من البخور للرجل، الذي يقود حكومة في أصعب مراحل البلاد وأكثرها حساسية.
مجددا، عدنا لمريم نور وشاشة «المستقبل» اللبنانية، وعلى طريقة… «بصل… فجل… طبيعة» لأن الرزاز مصر على توزيع وجبات «تفاؤل» تقلل من الارتفاع الحاد في منسوب الرطوبة الوطني.
بأمانة، بدا الرجل ذكيا وشاملا وصاحب عبارة تدلل على إدراكه للمشهد المثقل بالهموم، وسجل المفاجأة الأبرز: وزارة برلمانية تحكم في الأردن خلال عامين وقانون إنتخاب عام 1989 ليس سيئا.
يفترض أن تصفق جماعة الإخوان المسلمين «أقصد الأصلية وليس التايواني» لمقولة الرئيس، فبرلمان 89 أقرب للحلم اليوم في وجدان الشارع الأردني.

إرهاب «ضريبي»

تلك عبارة سياسية لعوب وثقيلة الوزن. ما ينقصني لبناء استنتاج مباشر هو الإجابة على السؤال التالي: «سيدي رئيس الوزراء، كيف ستعلن حكومة برلمانية دون أحزاب سياسية»؟
نفترض أن مراقبة «غرف العمليات»، التي تدير العمليات الانتخابية في ذهن الرزاز أيضا، فقبل سنوات فقط أعلن رئيس وزراء سابق عبر صحيفة الحكومة موقفه الشهير: «عفوا تم تزوير الانتخابات دون علمي… فعلها وزير الداخلية في حكومتي».
للصدفة، ذلك الرئيس هو نفسه الذي يقول اليوم: عندما عينت الرزاز مديرا للضمان الإجتماعي لم يحظ بـ«موافقة أمنية».
عموما، سأهرب بسرعة من تهمة «السلبية» لأسجل الملاحظة التالية: محطة «المملكة» المستقلة ومعها تلفزيونات خاصة، مثل «الأردن اليوم» و«رؤيا» بدأت تشارك في حفلة تخفيف العبء عن قانون الضريبة الجديد، فيما نائب رئيس الوزراء يرفع شعار «مرغم أخاك لا بطل».
حسنا، عندما يتعلق الأمر بقانون الضريبة الجديد ينبغي أن أقر بضعف الخبرة، وبعد قراءة سريعة للنصوص نراى ما يلي: مفردات زاجرة مثل سجن وغرامة وعقوبة و«سلطة المدير»، وردت على الأقل 148 مرة.
اقتراحنا بسيط، فهذا «الإرهاب الضريبي» المستجد باعتباره وصفة يتيمة للنفاد والخلاص الوطني، يتطلب الاحتياط ببناء المزيد من السجون في الحالة الأردنية لأن السجون القائمة لا نتوقع أن تفي بالغرض، ودون التوسع في التفاصيل الرقمية.
عشرات المرات قالت الشرطة إن كل سجين يكلف الخزينة نحو 900 دولار على الأقل شهريا. سؤال المليون: من الذي سيدفع هذه الكلفة عندما تعج السجون بمتهربي الضريبة والعاجزين عن الدفع أو الذين أغلقوا دكاكينهم أو التقطتهم الغفلة وأخفقوا في التواصل الضريبي.
مدير الضريبة وبموجب القانون الجديد سيصبح «أهم شخص في المملكة».

سجن أبو غريب: هل نتذكر؟

قررت «سي أن أن» الأمريكية فرض مساحة خاصة لمتابعة اعترافات بعض النساء المتقدمات في السن اليوم بأثر رجعي عن تعرضهن لاعتداءات جنسية ومحاولات اغتصاب قبل عقود.
باتي ريغان – إبنة الرئيس الأمريكي الأسبق – النجمة الجديدة في هذا المضمار، فقد أبلغت علنا أنه وقبل نحو 50 عاما تعرضت للاغتصاب من قبل شخص في مكتب موسيقى وأنها لم تتحدث عن الأمر.
قبل ذلك تتابع كل أضواء الشاشات الأمريكية تنقل اتهامات توجهها باحثة لمرشح قوي لرئاسة المحكمة العليا بدعوى الاعتداء عليها قبل 30 سنة.
طبعا، الرئيس دونالد ترامب «الأب الروحي لكل المتحرشين» يعتبر هذه الدعاوى شكلا من أشكال محاولات التغليظ على معدته والإساءة لإدارته.
تثبت هذه المزاعم عموما أن الأمراض، التي يعاني منها المجتمع الأمريكي المخملي، قد تكون نفسها تلك التي تحصل في بعض الدول الإفريقية والصغيرة التي لا تعتمد معيار القانون.
ما يقلقنا هو أن إثبات تهمة من هذا النوع تعود لـ40 عاما أقرب لمهمة مستحيلة، لكن لعلها قيمة «البوح» تمارسها نساء ضجرات لحماية المجتمع من «آفة المعتدين» أو لعل كل القصص لها علاقة بصراعات الطبقات العليا.
سأصدق محطات التلفزيون الأمريكية لو شاهدنا تقريرا خاصا عن عمليات الاغتصاب، التي كان مسؤولا عنها الجيش الأمريكي في العراق مثلا، هل تذكرون سجن أبو غريب؟!

الأمم… الحنونة!

بدا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ودودا وعطوفا، ويتحدث بحنان الأمهات، وهو يشكر – عندما استضافته كاميرا «الجزيرة» قبل يومين – الشعب اليمني الفقير على كرمه الحاتمي، لأنه يتقاسم لقمة الخبز مع اللاجئين الصوماليين.
لو كنت يمنيا لاحتفلت بهذا الحنان الأممي المفاجئ، والذي أظهر مثله المذيع المتخصص بتبرير قتل المدنيين العزل في اليمن على شاشة القناة الثانية للمملكة السعودية، خصوصا وأن الرجل – أقصد المذيع السعودي – أخفى طبقة الصوت الخشنة، وهو يتلو الخبر المتعلق بنتائج التحقيق الأممي لحادثة القتل الجماعية، التي ارتكبتها طائرات التحالف ضد أطفال يمنيين الشهر الماضي فقتلت وجرحت العشرات منهم.
ضيف «الجزيرة» وأبو الإنسانية أعاد تذكيرنا مجددا بالتصريح الشهير للمقبور شيمون بيريز وهو يظهر على شاشة القناة الإسرائيلية الثانية معلقا على مجزرة «قانا»، قائلا: أشعر بالأسف لوقوع ضحايا مدنيين، لكنها الحرب وهي الخطأ الأكبر.
السيد غوتيريش تجنب الحديث عن القصور الأخلاقي الكبير في مؤسسات الأمم المتحدة لإنصاف الأبرياء، الذين يموتون ويقتلون بالجملة في اليمن وسوريا وفلسطين وغزة والعراق.
ما الذي تقدمه للبشرية مثل هذه الإطلالات التلفزيونية الغدارة؟
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

«فوبيا الضريبة»: الأردن يحتاج مزيدا من «السجون»… وبمناسبة فوضى «المغتصبات» في أمريكا هل تذكرون سجن أبو غريب؟

بسام البدارين

الموجات الانتفاضية المنتشرة: خمس على الأكثر

Posted: 23 Sep 2018 02:28 PM PDT

الموجات الانتفاضية الجماهيرية التي تمتد الى مجموعة من البلدان والشعوب بالتتابع، وفي وقت متقارب، ليست كثيرة في التاريخ، بل لعلها لم تجاوز أصابع اليد الواحدة. التنبه الى هذه المعطى «الشحيح» بمقدوره ان يعيننا على امرين في وقت واحد: احالة موجة العدوى الانتفاضية للشعوب العربية لعام 2011 الى هذا الشحيح النادر في التاريخ الحديث للبشرية، وربطها بشبكة المقارنات مع النماذج والاشكالات في الموجات الانتفاضية الانتشارية السابقة، والتفلت من اوهام القابلية للخروج السريع من التقهقر والكبوة، من وهم «الميدان غب الطلب»، كما من وهم ان كل شيء ضاع سدى، فمن سمة هذه الموجات ان نتائجها وتداعياتها تعقبها على شكل «موجات ارتدادية» ايضاً.
الموجة الانتفاضية المنتشرة الاولى هي تلك التي عرفتها اوروبا نهاية القرن مع تحشيد قوى النظام القديم في كل القارة العجوز ضد الثورة الفرنسية اواخر القرن الثامن عشر. أمكن للثورة أن تتجذّر، وبشكل جنوني في غمرة مناصرة حجية العقل، وان تنبّت موجة جماهيرية مناغمة لها على امتداد القارة، وان وجب التحفظ على مدلول لفظة جماهيري هنا، ففي شبه القارة الايطالية التي انقسمت بشكل حاد بين الجمهوريين على النهج الفرنسي وبين أعدائهم، تتقدمهم البابوية، بقي جمهور الاوائل محدودا ومدينيا، وبقيت الأرياف في خانة الثورة المضادة، هذا بخلاف فرنسا التي تحول فيها الصراع بين الثورة وبين الثورة المضادة الى صراع بين الأرياف المختلفة أيضا، وليس فقط بين المدن والأرياف.
مع هذا، يمكن الحديث عن موجة عبرت مجموعة من البلدان الاوروبية، وعرفت انماطا مختلفة من الحراك التأييدي للثورة الفرنسية أو المستلهم لها، وبنسب متفاوتة من الاتساع الجماهيري (في حين بقي صدى الثورتين الانكليزية والأمريكية نخبويا للغاية في البلدان الاخرى)، ويجوز اعتبارها اول موجة انتفاضية متعددة البلدان على هذا النحو، فلم يحدث في التاريخ انتقال «العدوى الجماهيرية» بهذا الزخم من قبل، الا اذا ادرجنا ضمن هذا الاطار حرب الفلاحين في المانيا في القرن السادس عشر، المسماة «انتفاضة الانسان العادي»، وبقيت محصورة في جنوب البلاد الالمانية وبعض سويسرا والالزاس.
تداخلت الموجة الانتفاضية العابرة لاوروبا مع الحروب النابليونية، وتطورت في اقاليم شتى في مواجهة مع جيش الثورة الفرنسية من حيث تحول الى جيش للتوسع والغزو، ما ساهم في تطوير الذاتيات القومية. هزيمة نابليون اقترنت في المقابل، بالنسبة لمعسكر المنتصرين عليه، وخصوصا روسيا والنمسا، مع وجوب ضرب الذاتيات القومية، وخصوصا في المانيا وايطاليا.
الموجة الانتفاضية الثانية العابرة لأوروبا كانت ثورات ربيع 1848، وهذه كانت جماهيرية بالفعل، وشملت اوسع عدد من شعوب القارة، في سياقات سياسية واجتماعية مختلفة، وان سيطر عليها منحى المزاوجة بين ما هو ديمقراطي وما هو قومي، ومنحى المناقضة بين ما هو ديمقراطي (الارادة الشعبية، المحققة برزمة اصلاحات اجتماعية قبل اي شيء آخر، والمكرسة بمطلب حق الاقتراع العام) وبين ما هو ليبرالي (حصر الناخبين بالمالكين ودافعي الضرائب، ابراز دور البرلمانات، كفضاء سياسي أمثل للبرجوازية الصاعدة، في مواجهة تجبّر الأريستوقراطية «من فوق» وجموح الشعب «من تحت»). في فرنسا، تهاوت الملكية الدستورية، وسحق ايضا معسكر «الجمهورية الاجتماعية» ليعود الاقتراع العام بالنفع على البونابرتية العائدة، التي لن تتأخر في تقويض الجمهورية مجددا، واعلان الامبراطورية، مثلما لم تتوان عن مشاركة النمساويين في قمع الحركة التحررية القومية الوحدوية الايطالية، واعادة البابا بيوس التاسع الى روما تحت الحماية الفرنسية. اما في البلاد الالمانية، التي اجتاحتها عام 1848 الموجة الديموقراطية القومية الوحدوية، سيرفض ملك بروسيا تاج الوحدة الالمانية التي منحته اياها الجمعية الوطنية المنعقدة في فرنكفورت، متمسكا بحقه الالهي الملكي، وبحق ملوك وامراء البلاد الالمانية وحدهم في جعله امبراطورا، لا العوام، ويجري بعد ذلك قمع المنتفضين على اختلاف مشاربهم، بهمة الجيشين البروسي والنمساوي. في حين سيتكفل الجيشان الروسي والنمساوي بضرب الثورة التحررية المجرية، ويتعاون الروس والنمساويون والعثمانيون على الرومان في فالاخيا ومولدافيا، والروس والبروسيون على البولونيين، ويستفرد الانكليز بانتفاضة «ايرلندا الفتاة» 1848 التي اندلعت في نهاية اعوام المجاعة الايرلندية الكبرى.
ثورات 1848 كانت اوسع موجة انتفاضية جماهيرية عابرة لعدد من البلدان، وسلسلة حروب اهلية متداخلة معها وشراكات نُظُمية قامعة بشكل دموي شامل. لم تنجح هذه الثورات في تغيير نظام الحكم الا في فرنسا، وبشكل ظهر سريعا أنه أتى بنظام مشارك بحيوية في قمع ربيع الشعوب هذا، داخل وخارج فرنسا.
انتظرت الموجات الانتفاضية العابرة للبلدان في وقت متقارب طويلا بعد 1848. معظم تاريخ العمل الجماهيري انحصر بعدها في النطاق الوطني الداخلي لكل بلد. ثمة موجة انتفاضية عابرة للبلدان، حركتها الثورة الروسية 1917 وصولا الى الثورة الالمانية 1918 وانتفاضة بيلا كون في المجر والمجالس العمالية في ايطاليا، وقد ظهرت الفاشية في الاساس كموجة مضادة لها، كمشروع «تطوعي من تحت» لقمع الثورة بالثورة، واعادة بناء النسق الهرمي الاجتماعي.
في كل هذه الموجات الانتفاضية التحررية، تلبست الثورة المضادة أشباحا عدة، ولم يكن سهلا في اي منها ترسيم حدود ثابتة بين خط الثورة وخط الثورة المضادة، وان يظل ممكنا رسم خطوط استمرارية طويلة الامد، بين من يتقبل مبدأ المساواة بين البشر، او يسعى لتجذيره، وبين من يرفضه جملة او يتحفظ عليه بألف حيلة.
هذه الموجات بقيت قليلة الحدوث، بعد 1789، 1848، بعد 1917، وثم 1989 مع ربيع شعوب شرق اوروبا ضد الشيوعية السوفياتية، وهذه الموجة جاءت ايضا على خلفية مفاصلة حول مبدأ المساواة بين البشر. ففي حين كانت كل مشكلة الحركة الاشتراكية مع المفهوم الليبرالي للمساواة انه شكلاني فقط، وينبغي اعطاؤه ملموسية اجتماعية ليستقيم، انطلقت موجة اواخر الثمانينيات من النقطة المعاكسة: التفريط بالجانب الشكلاني من المساواة بحجة اجتماعية هذا المفهوم كانت تفريطا بالملموس بكل مساواة وبكل قانون وبكل حرية.
رغم كل الحماسة لحركات التحرر الوطني ضد الاستعمار، لم يعرف النضال ضده موجة انتفاضية جماهيرية تشمل بلدانا عدة في وقت واحد، والمفارقة ان الذي عقد الآمال على هكذا موجة كان الالمان مثلا في الحرب العالمية الاولى، حين توهموا بأن اعلان العثمانيين الجهاد الى جانبهم سيشعل الشعوب المسلمة غضبا وثورة على المستعمرين الانكليز والفرنسيين. هذه الانتفاضة الجماهيرية الاسلامية المتعددة البلدان لم تحدث، لا بالتوقيت الالماني (مثلما لم تحدث الثورة العربية الشاملة ضد العثمانيين، بالتوقيت الانكليزي)، ولا بالتوقيت الاسلامي» بعد ذلك. لا حين الغاء الخلافة، اذ انحصر الغضب الجماهيري تقريبا بين مسلمي الهند، مع فترة موجزة في مصر، ولا مع الثورة الإيرانية، التي وجدت نفسها مبكرا امام مفارقة رفضها لانتقال عدواها الى سوريا، مع الانتفاضة الاسلامية في الاخيرة مطلع الثمانينيات، وهذه مفارقة تأسيسية الى حد كبير لسجل كامل من المفارقات الايديولوجية ـ المذهبية اللاحقة.
بهذا الاسترجاع للموجات الجماهيرية العابرة للبلدان، يكون ربيع الشعوب العربية 2011، هو الخامس منذ قرنين ونيف، والاول خارج الفضاء الاوروبي الذي تنتقل فيه عدوى جماهيرية من بلد الى آخر، من تونس حتى اليمن. في هذه الموجة الاخيرة ما يغري بخارطة كاملة من المقارنات مع «النماذج» السابقة. فيها ايضا، «عدم ادراك تأسيسي» بأن موجات كهذه لا تحدث كل يوم، بل هي نادرة وقليلة. هذا في مناقضة مع الوهم بأنه «يمكن النزول الى الميدان مجددا» كل مرة يعود فيها الحاكم ويتجبر. كما في نموذج 1848 تعاونت نظم وقوى مختلفة لقمع هذه الموجة. كما في كل النماذج السابقة، تداخلت ديناميات الثورة والثورة المضادة، ونشبت اشكال مختلفة من المواجهة لكل نزعة الى المساواة كمنطلق مركزي اساسي للتحرر، والى السواسية بين الناس كمدخل اول للمساواة، وكتكثيف للتحديات المتصلة بالتأسيس لعقود اجتماعية جديدة.

٭ كاتب لبناني

الموجات الانتفاضية المنتشرة: خمس على الأكثر

وسام سعادة

عنف القارئ والكاتب!

Posted: 23 Sep 2018 02:28 PM PDT

09qpt992

ذكرت الأخبار منذ فترة، أن الكاتب البريطاني ريتشارد بريتين مؤلف رواية اسمها: «زهرة العالم»، قام بالبحث عن قارئة عادية، لم يعجبها كتابه ذلك، فكتبت ضده، عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وضربها على رأسها بزجاجة فارغة ما أحدث أذى جسيما، وبالتالي تم إيقافه وسجن لتلك الفعلة.
في رأيي وعلى الرغم من فداحة ما اقترفه كاتب من المفترض أن يكون إنسانا وراقيا، وينظر إلى الأمور بطريقة تختلف تماما عما ينظر به الأشخاص العاديون، إلا أن الأمر لم يكن قطعا بهذه البساطة، أي أن يسافر كاتب في بداية طريقه، مسافة طويلة من أجل أن يحدث أذى بقارئة انتقدت كتابه، ونرى يوميا مئات الكتب تصدر، ومئات التعليقات في حقها تكتب هنا وهناك، ولا قامت تعليقات إيجابية بفتح باب موارب لتجربة من أجل أن تمر. أيضا لم تقم تعليقات سلبية بإيقاف أي مشروع قد يكون ناجحا، من أن يحصد ثمار نجاحه، هي خواطر، إما صادقة بالفعل وتأتي من قراء صادقين، ومحبين للثقافة والمعرفة، أو تأتي من أشخاص، لا علاقة لهم بالقراءة كثيرا، ويتبعون تلك المساحة الخالية في الفضاء المجاني، ليعبوها بأي شيء، وكنت سميت ذلك في مقال لي بالكتابة المغشوشة، أي أن تدخل مكان تبادل الآراء، بلا أي سلاح، وتترك بصمة مزورة، القارئ هنا لم يكن قارئا، وإنما يتبع القراء، ليكتب مثلهم، وغالبا يتبع السلبيين مثلهم، وأظنني ضربت مثلا بواحدة زارت في أحد الأيام صفحات كتاب كل الدنيا المتاحين على موقع جودريدز، ووضعت أمام تجاربهم جميعا، نجمة واحدة، وكان فيهم هنري ميلر، وجيمس جويس وماركيز، وأريك ماريا وموراكامي وكونديرا، وكل أولئك الذين قد تختلف فيهم الآراء، لكن لا تقيمهم بذلك الصفر المزري، وبالطبع ليس من الممكن قراءة كل ذلك وتقييمه، إنها البصمة المزورة للقراءة المغشوشة.
الذي قد يكون حدث في مسألة الشاب ريتشارد بريتين، وكتابه «زهرة العالم»، هو أن القارئة تحدثت بعنف كبير، وربما باستفزاز أيضا، أكثر من ذلك، قد تكون حرصت بشدة أن يصل ما فعلته للكاتب عبر كل تقنية متاحة، وهذا يحدث بكل تأكيد من البعض، ولا نستطيع فهم الدوافع أبدا. بمعنى أن الكتابة السلبية الحقيقية والمغشوشة، متاحة، فلماذا يحرص البعض على إيصال الأذى والإحباط للكاتب بكل ذلك العنف والعدوانية؟
يمكنك أن تكتب عني ما تشاء في مدوناتك وصفحاتك الشخصية وصفحات أصدقائك، لكن لماذا تبحث عن صفحاتي الشخصية والعامة لتكتب فيها ما قد يضر بمعنوياتي؟
هذا سميته الملاحقة الضارة، وأعتقد هو ما حدث في مسألة الأخ بريتين و«زهور العالم». وشخصيا لا أعرف تلك الرواية ولا لديّ أي فكرة عن محتوياتها، فقط أقول مهما بلغ سوؤها وعدم نجاحها، فإن ما يثار بعنف حولها ينبغي أن يظل في مكان إثارة اللغط، وإن ذهب الكاتب إلى هناك وقرأ فذلك بإرادته، ولم يحدث بإقحام له.
منذ سنوات، كنت أتحدث عن تجربتي في ندوة في بلد عربي، تحدثت عن كل ما رأيته مناسبا لعرضه من طقوس وأفكار، وحين طرحت مسألة الأسئلة، وقف رجل من بين الحضور، وقال بأنه لن يسأل، ولكن لديه مداخلة بسيطة، بالطبع سمح له فأخذ يقرأ من ورقة فردها على يده: «أنت كاتب ضحل اللغة، شخصياتك باهتة، ورواياتك سطحية»، وأكمل ما خلته رثاء لي ولكتابتي، وصراحة غضبت من ذلك الهجو من العدواني واستغربته، خاصة أنني لم أوصف من قبل بضحالة اللغة، وأفضل ما قدمته كان في ذلك الحقل، أيضا رسم الشخصيات، كانت مسألة تدربت عليها كثيرا، كانت إجابتي على ذلك ليست تناول زجاجة وإلقاءها على رأسه، على الرغم من أن مرحلة الهياج الداخلي وصلت لتلك النقطة، فقط قلت: ربما كان ذلك في روايتي: «روح النار»، أليس تلك ما قرأتها؟ ردد الرجل: نعم، روح النار، رواية سيئة، ولم تكن لي رواية بذلك الاسم، إنما أردت أن أتثبت من البصمة المزورة، وقد حدث.
منذ فترة قليلة أيضا، حرص قارئ على إيصال ما يظنه إيذاء لي بشتى الطرق، أرسل لي عبر الإيميل، وتويتر، وفيسبوك، وأنستغرام، وكان يمكنه أن يصل حتى باب بيتي ويكسره ليدخل ويبلغني ما يريد، من شدة العدوانية في كلامه. قد يكون هذا قرأ الكتاب، ولم يعجبه، لكن في كل الأحوال، الكاتب ليس عدوا لك، ولا صديقا أيضا، هو كاتب يكتب وأنت قد تتذوق كتابته وتصبح من قرائه المخلصين وقد لا تتذوقها، فتتجاوز كتبه في المعارض والمكتبات، أنا أفعل ذلك، وأتوقع أو أفترض أن القراء الجادين يفعلون ذلك.
الذي حدث في مسألة بريتين أنه استجاب للاستفزاز أو العنف القرائي، وبالتالي خسر القراء وهو في البداية، ولا أظن أن أحدا سيهتم بما ينتجه بعد ذلك، حتى لو أنتج الدرر.
لقد بحثت عن تعليقات على كتابه ووجدت عشرات التعليقات كلها تربط رداءة العمل برداءة أخلاق الكاتب، وأن العمل لا يستحق القراءة، وكاتب مجرم لا يستحق متابعته على الإطلاق. شيء آخر أثير، وهو شيء حقيقي وموجود عندنا، وهو مسألة النشر على النفقة الخاصة، أي أن يدفع أحدهم لمطبعة أو دار نشر صغيرة مبلغا من المال لتنشر له كتابا، هنا ليس ثمة تحرير ولا تدقيق في الموهبة واللغة، وبالتالي فإن معظم كتاب هذه الطريقة، محسوبون على الكتابة وليسوا حقيقيين، وقد كان بريتين من هؤلاء، فقد نشر على نفقته.
أبسط شيء في كل الحالات أن يتابع الكاتب مشروعه، غير عابئ بالسلبي أو الإيجابي، والحياة في مجملها ليست كلها إيجابيات ولا كلها سلبيات، هي أيام متداولة، وكذا الكتابة، شيء يفرح وشيء يدعو للاكتئاب.

٭ كاتب سوداني

 

عنف القارئ والكاتب!

أمير تاج السر

هل يمكن إنقاذ لغة من الموت؟

Posted: 23 Sep 2018 02:27 PM PDT

كانت دهشة صحافية «النيويوركر» جوديت ثورمان كبيرة حين التقت بلويس ميغال روجاس بيرسيا عاشق اللغات والمتخصص في علم النفس اللغوي، الرجل الذي يتقن اثنتين وعشرين لغة حية، كما يتقن ست لغات بين ميتة، وأخرى في طريقها للانقراض مثل العبرية.
رافقت ثورمان دكتور اللغات إلى مالطا، وتابعت عن قرب طريقته في تعلم اللغة، فكان الأمر أبسط مما توقعت، اندمج الرّجل في المجتمع المالطي، وبدأ يسأل الناس في كل مكان، عن بعض الكلمات، ثم يسجلها على دفتر صغير يحرص على حمله معه، يكرر الطريقة نفسها، على عدة أيام، فإذا به قد تمكن من فتح جسر تواصل مع المالطيين.
في طفولته، استطاع لويس ميغال روجاس بيرسيا التحدث بثلاث لغات في الوقت نفسه، هي لغة أبيه البروفية، ولغة أمه الإيطالية، ولغة جدته البييمونتية وهي لغة رومانسية منتشرة في شمال غرب إيطاليا، وعشقه للغات ربما انبثق في داخله من لغة جدته التي تسكنه. لكن المختصين في علوم اللغات، والميكانزمات الغريبة في العقل البشري، يذكرون نماذج كثيرة من هؤلاء المتميزين، الذين تلتقط ألسنتهم لغات عديدة، بدون عناء يذكر.
ومن هؤلاء يذكر التاريخ ميثراداتس العظيم ملك البنطس الواقعة على الساحل الجنوبي للبحر الأسود، الذي كان يتقن اثنتين وعشرين لغة، ويذكر هوسه بتعلم اللغات من باب الحذر وحماية نفسه، تماما كتدريب جسده على كل أنواع السموم المنتشرة في زمنه، فلا سم يؤثر فيه، لهذا طلب من عبده أن يقتله حين تم أسره من طرف الرومان. أما الكاردينال الإيطالي جيوزيف ميزوفانتي الذي عاش أواسط القرن الثامن عشر، فقد كان يتقن ثلاثين لغة، أو سبعة وثلاثين في رواية أخرى. وبين هؤلاء تُذكر الملكة إليزابيث الأولى التي أتقنت كل لغات مملكتها، وعددها عشر. ولكنها لم تدخل دائرة متعددي اللغة الذين يجب أن يتجاوزوا إتقان إحدى عشرة لغة. وتقريبا فإنّ هؤلاء المتميزين بألسنتهم العجيبة لا يتجاوز عددهم العشرين شخصا في أوروبا كلها، كما ذكرت إحدى الدراسات التي قدمتها «النيويوركر»، ومن بينهم الفرنسي كورنتان بوردو، والإيطالي إيمانويل ماريني وكلاهما يتقن ثلاثين لغة من بينها اللغة العربية والتركية.
بالطّبع عشاق اللغة منتشرون في هذا العالم، ولكن يبدو أن انتشار اللغة الإنكليزية في العالم، قلّص اهتمام النّاس باللغات، فانكبوا أكثر على تعلمها، فالإنكليزية إن لم تكن لغة أولى في بلد ما فهي الثانية على أبعد تقدير، وسواء برمجت اليوم من طرف بعض الدول في المقررات المدرسية أم لا، فإن الأجيال الجديدة تقبل على تعلّمها من خلال الأفلام، والبرامج العلمية الكثيرة المنتشرة عبر يوتيوب، ومواقع أخرى، وتطبيقات سهلة الإنزال على الهاتف، منها ما يتجدد كل يوم وتسهل طريقة استعماله، حيثما يكون الشخص، وبدون حاجة للإنترنت. أمام هذه اللغة العالمية الكاسحة، علينا أن نسأل عن وضع لغتنا؟
تقرع الأجراس في عدة بلدان في العالم، خوفا من تراجع لغاتهم أمام الإنكليزية، بل إن بعض اللغويين يعتبرون الإنكليزية لغة مغلقة تباعد بين الشعوب أكثر مما تقرب بينها، كونها دخلت اليوم تحت عباءة الشوفينية. من أي باب طرحوا هذه الفكرة؟ لا أدري… فبعض العارفين بمسائل ثقافات العالم يرون أن التعلّق بلغة واحدة يجعل المرء منحصرا في ثقافتها، وأنها قادرة على اقتلاع الشخص من جذوره، وتغريبه عن مجتمعه. لكن المتتبع للغات وتاريخها سيكتشف أنها تنبثق من لغات أخرى، وتتطور حسب الجماعات التي تستعملها، وهناك لغات تزدهر ثم تموت، وأخرى تولد في دورة حياتية غريبة تشبه حياة الكائنات الحية.
كيف يمكن إنقاذ لغة على وشك الانقراض؟ أو كيف يعاد بث الحياة في لغة ميتة؟ هذا موضوع آخر، لكنه مقرون بمدى ارتباط اللغة بالهيمنة البشرية عسكريا واقتصاديا. لكن العلماء يرفضون هذا الطرح، ويعتبرونه أبعد ما يكون سببا لبقاء لغة على قيد الحياة، فقد تم التأكد من أن جينا أطلق عليه اسم FOXP2 هو جين اللغة، وهذا الجين في حال غيابه بسبب طفرة ما فإن الإنسان سيكتفي بلغته الأم.
أما صعوبة تعلم اللغات فتبدأ بعد تخطّي عمر المراهقة، وكلما تقدّم الإنسان في العمر أصبحت اللغات لا تعنيه، مع أشياء كثيرة مرتبطة بها. مثل القراءة التي يستقر فيها الشخص على لغة واحدة، إلاّ في ما ندر.
تحليل اللغة دماغيا، وإعادة تركيبها، بدافع الفهم، وفك ألغاز حقبة تاريخية موغلة في القدم، أو معضلة ما لأسباب لغوية، تحدٍّ كبير، نجح فيه بعض العباقرة، مثل فك رموز الحروف الهيروغليفية ومعرفة جزء من تاريخ الفراعنة، إذ لم يكن هذا ممكنا بدون فك تلك الشيفرة الغريبة لتلك الرموز، ولولا ذلك الاحترام الكبير للغة باعتبارها المفتاح الرئيسي لفهم تلك الحضارة التي أصبحت من الماضي السحيق. للغة أيضا تأثيرات عظيمة ليس فقط في ربط الفرد بجذوره، بل بإبقاء ذاكرته حيّة، فاللغة هي الماضي والحاضر والمستقبل، وحسب إحصائيات قامت PR Newswire وهي وكالة أمريكية للإعلام، فإن الهند تتربع على عرش القراءة بمتوسط زمني يقدر بـ10 ساعات و42 دقيقة أسبوعيا، تليها تايلند بـ8 ساعات و34 دقيقة، والصين بـ8 ساعات، ثم الفلبين بـ7 ساعات و36 دقيقة… وهذا يعني أن القارة الآسيوية تسجل أعلى نسبة قراءة مقارنة مع القارات الأخرى، إذ أن أوروبا ممثلة في فرنسا وبريطانيا وألمانيا والسويد وإسبانيا، والولايات المتحدة يتقارب متوسط عدد قرائها بين 7 والـ5 ساعات أسبوعيا.
هذه الأرقام تكشف عن الرابطة المتينة التي تجمع بين القراءة وصمود اللغة أمام المؤثرات التي قد تؤدي إلى موتها، حيث تتربع الهند على عرش الحفاظ على لغتها وسط لفيف ضخم من اللغات الموزعة في ربوعها، وهذا يبدو غريبا جدا، خاصة أن القارئ الهندي لا يزعجه أن يتعلّم لغة إضافية من أجل تسهيل تواصله مع العالم، فلا خطة، ولا منهج حكومي يجبر الناس على الحفاظ على لغتهم، لكن القراءة تكفلت بذلك، تماما كما هو الوضع في الصين، إذ أن إقبال الصينيين على تعلم اللغات ومنها اللغة العربــــية يتزايــــد يوما بعـــد يوم، كونهم أدركوا هم أيضا أن مفاتيح العالم تبدأ بتعلم اللغات.
في عالمنا العربي تزحف اللغة الإنكليزية لتغطي بظلالها لغة الضاد، حتى أن بعض الكتاب باللغة العربية يكتبون بلغة ركيكة، ولا يهتمون لكم الأخطاء في نصوصهم، في ما تكلل بعض دور النّشر تلك النّذالة بما هو أنذل، حين تستمر في نشر تلك الرداءة بدون الاهتمام بلائمة لائم. يفقد الفرد العربي لسانه شيئا فشيئا، لأنه لا ذاكرة له، فالذاكرة تحفر في الكتب، والكتب تُقرأ ليستعيد المرء وعيه، إنها الحلقة السحرية البسيطة التي تبقي اللغة بخير، بعيدا عن القرارات السياسية الغبية التي أربكت العقل العربي بفرض لغات ورفض أخرى.

٭ شاعرة وإعلامية من البحرين

هل يمكن إنقاذ لغة من الموت؟

بروين حبيب

مقتل القائد العسكري لـ «حراس الدين» بعد يوم من رفضه الاتفاق حول إدلب

Posted: 23 Sep 2018 02:27 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : أظهرت القيادة العامة للجبهة الوطنية للتحرير – أكبر تشكيل عسكري معارض – شمالي سوريا، ترحيبها في التعامل مع أنقرة، حيال اتفاق سوتشي وضبط سلاح الفصائل المنضوية تحت قيادتها، وانشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كم، مشيدة بالجهود الدبلوماسية التركية حيث تعهدت في بيان لها أمس بالتعاون مع أنقرة، وأكدت القيادة العسكرية للجبهة تمسكها بالسلاح الثقيل وعدم تسليمه أو التفاوض حوله.
وقالت الجبهة في البيان الذي تسلمت «القدس العربي» نسخة منه «نثمن هذا الجهد الكبير والانتصار الواضح للدبلوماسية التركية التي دافعت عن قضيتنا وجعلتها من أمنها القومي، في الوقت الذي تخاذل فيه المجتمع الدولي عن نصرة الشعب السوري، إلا أننا سنبقى حذرين ومتيقظين لأي غدر من طرف الروس والنظام والإيرانيين خصوصاً مع صدور تصريحات من قبلهم تدل على أن هذا الاتفاق مؤقت، وأصابعنا ستبقى على الزناد… ولن نتخلى عن سلاحنا ولا عن أرضنا ولا عن ثورتنا». مؤكدة مواصلة «العمل من أجل تحقيق أهداف الثورة السورية في إسقاط النظام»، مشددة على اتخاذها «كامل الاحتياطات اللازمة في حال وقوع أي هجوم».

بقاء «الثقيل»

وفي هذا الصدد أكد القيادي لدى الجبهة الوطنية للتحرير حسام سلامة لـ»القدس العربي»، قرار القيادة العامة للتشكيل المعارض الذي يضم أكثر من 70 ألف مقاتل، أكد عدم تسليم السلاح الثقيل للجانب التركي، مشيراً إلى حصول الجبهة الوطنية على «تطمينات تركية بعدم سحب السلاح او التفاوض عليه» وأضاف «السلاح بالنسبة لنا قضية غير قابلة للتفاوض، والاتراك بينوا لنا أن السلاح لن يطلب تسليمه».
وعن المنطقة المنزوعة السلاح قال سلامة إنها «تمتد على نحو 7 كم من الأراضي المحررة على طول خط الجبهة إلى خلف تلك المنطقة، ونحن متواجدون فيها ولن نخرج منها، والمطلوب وفق الاتفاق التركي – الروسي، إخراج السلاح الثقيل فقط من المنطقة، بينما نحن لا نضع سلاحنا الثقيل في مناطق التماس مع النظام بالأصل، وسيكون السلاح الثقيل في الداخل فقط».
وتشير المعطيات إلى تعنت التنظيمات الجهادية في تسليم سلاحها الثقيل، والقرار ببقائه مع نحو 30 ألف مقاتل من عناصر النصرة والتنظيمات القاعدية الأخرى الفاعلة في أرياف إدلب، وحلب واللاذقية وحماة كـ»حراس الدين»، و»جبهة انصار الدين» اللذين أعلنا في بيانين منفصلين رفضهما لاتفاق سوتشي، ودعت «جبهة أنصار الدين» التي تضم كلاً من حركتي «شام الإسلام» و»فجر الشام»، وانضمت سابقاً إلى «هيئة تحرير الشام» قبل ان تنفصل عنها منتصف حزيران الماضي، دعت إلى «معركة وجودية» في مناطق سيطرتها أرياف إدلب وحلب واللاذقية، محذرة من التفاهمات الدولية والحلول السياسية التي تعتبر «استكمالاً وتتويجاً لمسار أستانة الهادف إلى وأد الثورة السورية عبر حل استسلامي».

«رسالة ملغمة»

فيما أعلن يوم السبت، تنظيم «حراس الدين» المبايع لتنظيم «القاعدة» رفضه لاتفاق بوتين – اردوغان في سوتشي الروسية، داعياً إلى بدء عمليات عسكرية في المنطقة، وبعد أقل من 24 ساعة على رفضه الاتفاق، وفي ما يعتبر رسالة ملغمة له بسبب رفضه الاتفاق أعلن «حراس الدين» عصر أمس الاحد، مقتل القائد العسكري لديه الملقب «سياف» برصاص مجهولين بالقرب من بلدة كنصفرة بجبل الزاوية في ريف ادلب الجنوبي.
باحث في الجماعات الجهادية فضل حجب هويته أوضح لـ»القدس العربي»، ان مصير «سياف» سيلاقيه مجمل قيادات التنظيمات الجهادية الرافضة للاتفاق التركي – الروسي، والعاملة في منطقة خفض التصعيد الرابعة كون مآلات المنطقة مرتبطة «بإجراءات سريعة تتمثل بسحب الذرائع عبر حل التنظيمات المصنفة إرهابية» مشيراً إلى ضلوع «الاستخبارات التركية في عملية الاغتيال والتي أوكلت مهام «حل جبهة النصرة أو تهجير أفرادها او تسليم قياداتها حتى تتمكن من فرض سيطرتها عليها بعيداً عن تهديد روسيا»، حسب المتحدث. ويضم تنظيم «حراس الدين» عدداً من القيادات المتشددة المبايعة سابقاً لـ»جبهة النصرة» قبل فك الأخيرة ارتباطها بالقاعدة، منهم (أبو خديجة الأردني، وطوباس، وأبو عبد الرحمن المكي وسامي العريدي».
أما «هيئة تحرير الشام» فيبقى الخيار أمامها، إما الدخول في صراع عسكري مباشر أو الدخول بتفاهم بينها وبين الجبهة الوطنية للتحرير، بحسب «مركز جسور للدراسات»، حيث رأى ان التفاهم بين الطرفين قد يقضي إلى اندماج بينهما ضمن كيان جديد أو تشكيل غرفة عمليات مشتركة، أو الدخول في هدنة بين الجبهة والهيئة تقضي بتأجيل الخلافات بين الطرفين على أن تقوم الهيئة بتقديم تعهدات حول تسوية ملف المقاتلين الأجانب ومحاربة التنظيمات الأخرى مثل حراس الدين وغيرها ذات البعد العالمي.

مذكرة التفاهم

مذكرة التفاهم الاتفاق الروسي – التركي حول ادلب نصت على بناء منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 – 20 كيلومتراً، والتخلص من جميع الجماعات الإرهابية الراديكالية من داخل المنطقة منزوعة السلاح، بحلول 15 تشرين الأول/أكتوبر، وسحب جميع الدبابات وقاذفات الصواريخ المتعددة والمدفعية ومدافع الهاون الخاصة بالأطراف المتقاتلة، من داخل المنطقة منزوعة التسليح، بحلول العاشر من تشرين الأول المقبل.
ووفقاً للاتفاق، فإنّ رسم حدود المنطقة العازلة سيؤول إلى لجنة فنية من الطرفين التركي والروسي، وبالتالي فإنّ عمق وتوزّع هذه المنطقة لن يتضح بشكل رسمي إلا بعد انتهاء هذه اللجنة من عملها، فيما قدر «جسور» المساحة الكلية المفترضة للمنطقة العازلة بـ 3800 كم مربع، منها 1900 كم مربع في مناطق سيطرة المعارضة السورية، ويبلغ الطول التقديري للمنطقة حوالي 240 كم.
وتُمثّل المساحة الممتدة بين نقاط المراقبة الروسية والتركية، على عمق يتراوح بين 15-20 كم، مناطق حيوية منها جزء كبير من مدينة حلب، إضافة إلى بلدات ومدن مثل نبل والزهراء وكسب وسلمى وغيرها، ويُفترض أن يُسحب منها السلاح الثقيل على طرفي مناطق سيطرة المعارضة والنظام. وفي حال تم تطبيق بنود الاتفاق، ستتحول منطقة خفض التصعيد الرابعة إلى منطقة استقرار مؤقتة ومنها إلى منطقة وقف شامل لإطلاق النار، وسيؤدي ذلك إلى وضع الآليات اللازمة لتفعيل الطريق الدولي حلب بين حلب ودمشق (M-5) والطريق الدولي بين حلب واللاذقية (M-4). كما ستقوم تركيا بتعزيز نقاط المراقبة لديها وتسيير دوريات مشتركة مع روسيا في المنطقة العازلة.

مقتل القائد العسكري لـ «حراس الدين» بعد يوم من رفضه الاتفاق حول إدلب
قيادي في «الجبهة الوطنية» لـ «القدس العربي»: نرفض التفاوض على السلاح الثقيل
هبة محمد

الأردن: حوار «إلكتروني» مثير بين شباب الحراك والرزاز يعيد السؤال المستعصي: أيهما يتبع الآخر «السياسي» أم «الأمني»؟

Posted: 23 Sep 2018 02:27 PM PDT

عمان – «القدس العربي» : قد تكون الفرصة مواتية لاستحضار مشهد جديد تماماً في المعادلة الأردنية يدخل فيه رئيس الوزراء شخصياً على خط اشتباك بيروقراطي بين وزارة الداخلية وهي تمنع فعالية شبابية ومجموعات من الشباب النشطاء الذين يوجهون أسئلة مباشرة للحكومة عن قمع نشاطهم وسط مزاعم الحوار الديمقراطي.
الحوار الالكتروني الذي دار مباشرة أمس الأول وعلى موقع «تويتر» بين الرئيس الدكتور عمر الرزاز ونشطاء شبان يلتقط مجدداً ما هو جوهري في المفارقة الأردنية.
تبدأ القصة عندما يتوجه شاب بسؤال مباشر للرزاز بعد منع اجتماع تم الاعلان عنه بهدف اقامة حوار طالبت به الحكومة حول قانون الضريبة.. يسأل الشاب رئيس الوزراء مباشرة: دولة الرئيس: هل هذا فهمكم في الحكومة للحوار الديمقراطي؟
يطل الرزاز وعبر نافذته على تويتر ليستفسر عما حصل ويطلب مهلة زمنية قصيرة لفهم سبب منع النشاط ثم يتابع مع وزير الداخلية ويعود لنفس المتفاعلين معه ليبلغهم بأنهم يستطيعون إقامة النشاط. لاحقاً يعود الشباب انفسهم للتفاعل مع الرزاز وابلاغه بان الوقت فات والنشاط منع فيرد عليهم ويطالبهم بإقامة النشاط نفسه في اليوم التالي.
في كل حال مثل هذا الحوار الالكتروني يمكن ان يختصر الكثير من القصص والحكايات في المشهد الأردني حيث مستويات بيروقراطية تصر على مقاومة روح النص وشكله عندما يتعلق الامر بخطاب حكومة او رئيس وزراء.
الجانب الإيجابي في الموضوع ان التيارات الشابة لديها حليف قوي في رئاسة الوزراء يتفاعل معها اليوم ويناور ويساندها. لكن الجانب غير الإيجابي له علاقة بان هذا الرئيس المتفاعل قد لا يكون ولأسباب متعددة ومتنوعة في موقع التحكم والسيطرة على كل السياق البيروقراطي.
المهم ان الرزاز هنا يواجه الاستعصاء المتوقع بيروقراطياً حيث تظهر مؤسسات الحكومة ووزاراتها متحدثة بعدة لهجات ولغات قد لا يكون من بينها تلك اللغة التي تناسب رئيس وزراء ديمقراطي ومدني ومثقف فكرياً وسياسيًا هو الذي طالب أصلاً منذ تسلم مهامه الشباب بالتفاعل وقول رايهم والمشاركة السياسية في كل النقاشات والملفات.
ما تقوله المفارقة هنا واضح ومباشر ايضاً فحتى الضوء الاخضر من رئيس الوزراء قد لا يكفي تلك البؤر البيروقراطية العميقة التي تدير الامور وفقاً للوصفات المألوفة والكلاسيكية حيث القوانين تنص على إبلاغ الحاكم الاداري بالاجتماع وليس الحصول على موافقته. وبكل حال يعرف الرزاز قبل غيره بأنه يواجه مثل هذه الاستعصاءات البيروقراطية وبأن اجهزة ومؤسسات الحكومة تتحدث بلغات عدة وليس بلغة واحدة، الأمر الذي يعتبر من التحديات الأساسية التي ستواجه حكومة تصف نفسها بانها حكومة معنية بمدنية الدولة او بالدولة المدنية.
السياق العام يشير إلى أن الرزاز يتقصد الإعلاء من شأن وقيمة دور الشباب في الحياة العامة مستنداً إلى خطاب ملكي شهير في هذا الاتجاه طالب التجمعات الشبابية بالضغط على الحكومة والبرلمان من تحت على ان يتولى مركز القرار الضغط من فوق.
وهو موقف ايضاً تبناه علناً ولي العهد الشاب الامير الحسين بن عبد الله. لكن تقديرات المستوى الأمني والبيروقراطي في الميدان والواقع قد يكون لها رأي آخر في مثل هذه الحالات وخلال الايام القليلة الماضية قدر المستوى الأمني بأن الحاجة ملحة وطنياً لضبط إيقاع ردود فعل الشارع أكثر على قانون الضريبة المثير للجدل. ولا يوجد شك هنا بان حكومة الرزاز من الصعب ان تمضي قدماً بقانون الضريبة بدون مساعدة «الصديق الأمني».
لكن لا شكوك في المقابل بأن هذه المساعدة ستؤدي مجددًا ودوماً إلى المفارقة نفسها فهي غير ممكنة عملياً بدون الحد ولو قليلاً من حريات التعبير والتجمع حيث لا يمكن لوم الأجهزة الأمنية على سلوكها الخشن مثلاً ضد دعوات العصيان المدني.
وحيث رئيس الوزراء في موقف لا يحسد عليه له علاقة بمساحة التناقض التي تظهر ما بين انحيازاته الشخصية ودعواته العلنية للحوار من جهة وبين متطلبات واحتياجات المساعدة الامنية من جهة أخرى.
لا سبيل أمام شخصية مثل الرزاز وهي تجلس داخل مثل هذه المفارقة الحساسة الا الاستمرار في اللعب مع جميع الاطراف والضغط هنا مرة وهناك مرات مع تخدير كل ما يمكن تخديره من انفعالات عند الجانبين الشبابي والمدني والبيروقراطي والامني خصوصاً في بلد لم يكن في العادة من المألوف فيه ان يخضع الأمني للسياسي.
إلى ان تتطور التجربة وتصبح الظروف مؤاتية لقواعد عمل جديدة ستبرز مثل تلك الاشكالات وسيحاول الرزاز الظهور مجدداً على تويتر وغيره لكي يقول ضمنياً: «هذه المرة أنا رئيس وزراء مختلف».
برزت في الواقع مثل هذه المفارقات فيما سماه الاعلام الالكتروني بعشاء الرزاز السري مع نحو 12 شخصية شبابية وحراكية تمثل التيارات المدنية وبصيغة يمكن استثمار انتاجيتها باعتبارها خصوصية أردنية حيث رئيس وزراء يتناول العشاء وهو ليس سرياً بكل الاحوال مع رموز حراكية شبابية بينهم من خرج للتو من استجواب أمني .. تلك ايضاً قصة أخرى.

الأردن: حوار «إلكتروني» مثير بين شباب الحراك والرزاز يعيد السؤال المستعصي: أيهما يتبع الآخر «السياسي» أم «الأمني»؟
«لهجات» عدة ولغات بلسان الحكومة نفسها بعد «العشاء السري»
بسام البدارين

تزايد الدعوات المطالبة بانتخاب قيادة جديدة لـ«نداء تونس»

Posted: 23 Sep 2018 02:27 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: تزايدت الدعوات داخل حزب «نداء تونس»، التي تطالبه مديره التنفيذي حافظ قائد السبسي (نجل الرئيس التونسي) وانتخاب قيادة جديدة للحزب الحاكم، فيما رفض عدد كبير من الأعضاء الالتحاق بالهيئة السياسية التي يديرها قائد السبسي، وهو ما اعتبره البعض مقدمة لانسحابهم من الحزب.
وكان «نداء تونس» أعلن تعزيز الهيئة السياسية للحزب بأكثر من عشرين عضوا جديدا، فضلا عن تعيين القيادي رضا بلحاج منسقا عاما للهيئة.
إلا أن عددا كبيرا من الأعضاء الجدد أكدوا رفضهم الانضمام للهيئة السياسية، حيث أكد القيادي أنيس غديرة أنه «غير معني» بالانضمام للهيئة، لكنه أكد بالمقابل أنه ما ال «وفيا» للثوابت التي وضعها مؤسس الحزب الرئيس الباجي قائد السبسي.
كما اعتذر رجل الأعمال والبرلماني السابق، رضا بوعجينة، عن منصب «قيادي» في في الهيئة السياسية لـ»نداء تونس»، مرجعا ذلك إلى أسباب «صحية وعائلية».
فيما أبدت البرلمانية هالة عمران «استغرابها الشديد» لتواجد اسمها في الهيئة السياسية «دون استشارتها أو حتى مجرد اعلامها»، لكنها أبدت بالمقابل التزامها بالمساهمة في إنقاذ حزب «نداء تونس» من الأزمة الذي يمر فيها.
ومن جهة أخرى، أكدت المسدي أن كتلة «نداء تونس» أجمعوا على «ضرورة تغيير القيادة الحالية للحركة وبالخصوص مديرها التنفيذي حافظ قايد السبسي»، كما عبروا عن «رفضهم القيادة الانفرادية للحزب، وتحميل قيادته الحالية مسؤولية الأزمة التي يمر بها الحزب في الفترة الأخيرة».
فيما نفى النائب والناطق باسم الحزب، منجي الحرباوي، هذا الأمر، معتبرا أن ما صرحت به المسدي هو «موقف شخصي يلزمها وحدها، ولا يعبر عن موقف جميع أعضاء الكتلة النيابية».
وقبل أيام، طلبت البرلمانية في نداء تونس، أنس الحطاب، من المدير التنفيذي، حافظ قائد السبسي، تقديم استقالته من الحزب، حيث دوّنت على صفحتها في موقع «فيسبوك»: «اطلب من السيد المدير التنفيذي الانسحاب من قيادة النداء. لن استقيل وسأكون في مواجهة اخونة المجتمع. تحيا تونس».
فيما دوّنت النائبة المستقيلة من الحزب، هدى سليم « كان ممكن لرئيس الدولة الباجي قائد السبسي أن يجنبنا كل هذه التراجيدية السياسية المقيتة ويحافظ على وحدة العائلة السياسية التقدمية لو أحب ذلك، ولو كان له من القدرة على تغليب المصلحة العامة ومصلحة البلاد على التفكير الانانى الضيق الذى أراد به أن يحفظ مصلحة ابنه ودوائره المقربة. الحزب الكبير الذى أوصله الى الحكم، أراد الرئيس طوعيا وبسابق الإصرار والتخطيط أن يضعفه ويتركه لمهب الرياح حتى لا يصبح قوة فاعلة من بعده».
وأضافت «وبالفعل رغم كل الطلبات والترجيات التى بلغته بجبر ابنه على التنحي وإعادة هيكلة الحزب بشكل ديمقراطي يليق بالمرحلة السياسية الجديدة التى تعيشها البلاد، تعنت ورفض بشدة. و ترك أمام عينيه ابنه و زمرة من العابثين يلعبون بمصير الحزب والعباد. أضاع رئيس الجمهورية فرصته بأن يلعب دور البطولة فى البلاد، واليوم انطلق القطار من دونه ومن دون ابنه و مجموعتهم، ولا احد يريد أن يلتفت لتلك المرحلة المظلمة».
وعلّق المؤرخ والباحث السياسي د. عبد اللطيف الحنّاشي على هذه الدعوات بقوله «هل يفعلها السيد حافظ الباجي قائد السبسي ويستقيل «بشرف»حتى لا يظل وحيدا الا من «المنتدبين»، وقد يريح بذالك ليس المنخرطين في «النداء» وحسب، بل البلاد (كلها)؟». وشهد «نداء تونس» أخيرا استقالة جماعية لعدد كبير من القيادات المركزية والمحلية، شملت اثنا عشر نائبا وحوالي عشرين قياديا مركزيا وجهويا. وكان سياسيون وحقوقيون دعوا للرئيس التونسي في مناسبات عدة لكبح طموحات نجله، في وقت تسبب فيه الصراع المستمر مع رئيس الحكومة إلى استقالة عدد كبير من النواب والأعضاء داخل حزب «نداء تونس»، وهو ما دفع عدد كبيرا من المراقبين للتحذير من «انهيار» الحزب الحاكم.

تزايد الدعوات المطالبة بانتخاب قيادة جديدة لـ«نداء تونس»
12 نائبا استقالوا أخيرا بعد رفضهم استمرار نجل الرئيس على رأس الحزب
حسن سلمان:

روسيا تتهم إسرائيل بقتل عسكرييها الـ15 ومعلومات مفاجئة عن الوجود الإيراني جنوب دمشق

Posted: 23 Sep 2018 02:26 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي» : يصعب الحصول على تعليق من مصدر سوري رسمي أو عسكري على ما كشفه الجنرال اللواء إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية خلال تلاوته بياناً صحافياً حول ملابسات إسقاط طائرة الشحن والاستطلاع العسكرية الروسية «إيل 20»، المصادر التي اتصلت بها «القدس العربي» رفضت الرد على ما ورد بلسان الجنرال كوناشينكوف سواء لجهة حديثه عن انسحاب القوات الموالية لإيران من المناطق القريبة من هضبة الجولان المحتلة أو لجهة التعاون الروسي مع إسرائيل بخصوص البحث عن رفاة لجنود وعسكريين إسرائيليين داخل سوريا.
موسكو وعلى لسان الناطق باسم وزارة دفاعها برّأ ساحة دمشق وسلاح الدفاع الجوي السوري من دم العسكريين الروس الخمسة عشر الذين أُسقطت طائرتهم في البحر حتى ولو كانت الصواريخ السورية هي التي أصابت تلك الطائرة بالخطأ.
هذه البراءة تأكدت عندما قال كوناشينكوف أن الذنب في فاجعة الطائرة الروسية «إيل–20» يقع تحديداً وبشكل كامل على القوات الجوية الإسرائيلية وعلى هؤلاء الذين اتخذوا قراراً بتنفيذ مثل هذا النشاط. وقال أيضاً إن المعلومات الموضوعية المقدّمة تدل على أن تصرفات طياري المقاتلات الإسرائيلية، والتي أدت إلى مقتل خمسة عشر جنديا روسيا، تدل إما على عدم مهنيتهم، أو على الأقل، على الاستهتار الإجرامي.
اللافت هو المعلومات التي كشفها كوناشينكوف حول الوجود العسكري الإيراني جنوب سوريا حيث قال إن إسرائيل طلبت تسوية الوضع المتعلق بوجود الأسلحة الثقيلة للجماعات الموالية لإيران في المنطقة المتاخمة لمرتفعات الجولان، وذلك من أجل الحيلولة دون شن هجمات صاروخية من قبل الوحدات التابعة لإيران. وأضاف أن روسيا أجرت المشاورات مع إيران التي أكدت فيها الأخيرة على أنها لا تعتبر تصعيد الوضع في المنطقة أمراً مقبولاً ولا توجد لديها أية نوايا عدوانية تجاه إسرائيل.
وبحسب كوناشينكوف، تم نتيجة ذلك انسحاب جميع القوات الموالية لإيران وأسلحتها الثقيلة من مرتفعات الجولان إلى مسافة آمنة بالنسبة لإسرائيل وهي 140 كيلومتراً شرق سوريا، وانسحب من هذه المنطقة 1050 عسكرياً و24 راجمة صواريخ ومنظومة صاروخية تكتيكية تعبوية، وكذلك 145 وحدة من أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى.

روسيا تتهم إسرائيل بقتل عسكرييها الـ15 ومعلومات مفاجئة عن الوجود الإيراني جنوب دمشق

كامل صقر

خطاب لأمير قطر غدا أمام الدورة الـ73 للأمم المتحدة… وسط آمال معلقة بعقد قمة أمريكية ـ خليجية

Posted: 23 Sep 2018 02:26 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: يرأس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وفد بلاده في اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد في مقر المنظمة في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
وسيلقي الشيخ تميم خطابا في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم غد الثلاثاء 25 أيلول/ سبتمبر الحالي حسب ما ذكرته وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وإن كان من نافلة القول؛ إن خطاب الأمير تميم سيتناول تطورات الأزمة الخليجية التي مضى عليها أزيد من عام وأربعة أشهر، منذ بدء الحصار المفروض على قطر في الخامس من حزيران/ يونيو 2017؛ فإن توقيت ومكان الخطاب يحملان أهمية بالغة، حيث أنه يأتي قبيل قمة مرتقبة بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج ما بين تشرين الأول/ أكتوير ـ كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
ولم يصدر لحد اليوم، أي تأكيد رسمي بشأن عقد القمة الأمريكية ـ الخليجية، وموعد انعقادها، برغم تصريحات القائم بأعمال السفارة الأمريكية السابق في قطر، وسفير واشنطن لدى الكويت، وتطمينات القيادة الكويتية التي ما تزال مصرة على مواصلة جهود الوساطة لحل الأزمة المستعصية بين «الأخوة الفرقاء» في البيت الخليجي.
وتبقى الآمال معلقة على «فيتو أمريكي» يجبر قادة دول الحصار على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لحل أزمة، ما فتئ المسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترمب يؤكدون أنها أضرت كثيرا بجهود الحرب الدولية ضد التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم.
ويرتقب أن يحمّل الشيخ تميم في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دول الحصار مسؤولية استمرار الأزمة الخليجية التي تسبّبت في انتهاكات متواصلة للمواطنين والمقيمين في قطر ودول مجلس التعاون، في ظلّ غياب أي إرادة سياسية لدى رباعي الحصار للجلوس إلى طاولة المفاوضات، أو التراجع عن انتهاكاتهم، برغم التقارير التي أصدرتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وقرار محكمة العدل الدولية الذي أدان انتهاكات الإمارات العربية المتحدة بحق المواطنين القطريين.
ويولي الرأي العام القطري أهمية كبرى للخطاب الذي اعتاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلقاءه سنويا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بوصفه أحد الخطابات الرئيسة التي يعرض فيها أمير قطر توجهات بلاده الخارجية، وموقفها من الأحداث والتطورات الحاصلة. إلى جانب الخطاب السنوي في افتتاح دوري مجلس الشورى.
ويرتقب أن يتناول الخطاب رؤية قطر وموقفها من الأحداث والتطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها التطورات الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية، بسبب الانتهاكات الإسرائيلية، وصولا إلى قرار الإدارة الأمريكية بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في نيويورك. واعتاد أمير قطر أن يولي الجانب الأكبر من خطاباته للحديث عن دعم القضية الفلسطينية، وتأكيد دعم قطر الثابت للفلسطينيين. كما يرتقب أن يتناول الخطاب التطورات الأخيرة في سوريا واليمن، وصولا إلى ليبيا، وباقي القضايا الإقليمية والدولية.
وكان أمير قطر في خطابه العام الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد موقف بلاده المبدئي الداعي للحوار لحل الأزمة الخليجية، دونما شروط تفرض إملاءات على السياسة الخارجية لبلاده. كما أكد انفتاح قطر على أسواق جديدة عبر قارات العالم، بما يحقّق لقطر رهان الاكتفاء الذاتي.
وحمل الخطاب رسالة اطمئنان للشعب القطري، ورسالة تقدير للمقيمين على أرض قطر، عندما أعلن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اعتزازه بالمواطنين والمقيمين على حدّ سواء، قائلاً: «اسمحوا لي أن أعبر عن اعتزازي بشعبي القطري، ومعه المقيمون على أرض قطر من مختلف الجنسيات والثقافات، لقد صمد هـذا الشعب فـي ظـروف الحصار، ورفض الإملاءات بعزة وكبرياء، وأصر على استقلالية قرار قطر السيادي»؛ مقولة فجرت تفاعلاً لافتاً في الشارع القطري، وتوّجت باستقبال جماهيري لأمير قطر لدى عودته إلى بلاده.

خطاب لأمير قطر غدا أمام الدورة الـ73 للأمم المتحدة… وسط آمال معلقة بعقد قمة أمريكية ـ خليجية
رسائل داخلية وخارجية سيحملها الخطاب وآثار الحصار على بلاده
إسماعيل طلاي

حزب بارزاني يطرح مرشحاً لرئاسة العراق مقابل برهم صالح ويعوّل على الدعم الشيعي

Posted: 23 Sep 2018 02:26 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: عقد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، ونائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، نيجيرفان بارزاني، سلسلة لقاءات مع القادة السياسيين في بغداد والنجف، بهدف ضمان تصويت الشيعة لصالح مرشح حزبه، فؤاد حسين، لمنصب رئيس الجمهورية.
وحسين الذي يشغل منصب رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان قُدمت أوراق ترشيه بشكل رسمي إلى مجلس النواب العراقي، أمس الأحد، وهو آخر أيام تسلم طلبات المرشحين للمنصب، ليصبح بذلك، المرشح المنافس لحزب الاتحاد الكردستاني، برهم صالح.
وتسلم مجلس النواب عدداً من طلبات الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، الذي يحق لجميع العراقيين الترشح لشغله، لكن المنصب يبقى من حصة الأكراد، وفقاً لاتفاق سياسي سابق، يقضي بتوزيع الرئاسات الثلاث على الشيعة (رئاسة الوزراء)، والسنة (رئاسة البرلمان)، والأكراد (رئاسة الجمهورية).
وذكرت وكالة الأنباء العراقية اليوم أن 18 مرشحا لمنصب رئيس الجمهورية قدموا أوراقهم الرسمية إلى مجلس النواب.
وحسب الخبير القانوني، وعضو نقابة المحامين العراقيين، طارق حرب، فإن «البرلمان العراقي سيجري تدقيقا للسير الذاتية لجميع المرشحين ويتم اعتماد من تتوافر فيه الشروط التي حددها الدستور».
ووفقاً للتوقيتات الدستورية، يتم دراسة الطلبات وعرضها على هيئة المسألة والعدالة والنزاهة والدوائر الأخرى، وبعد 3 أيام يحق الاعتراض لمن رفضت طلباتهم لدى المحكمة، وبعدها بـ3 أيام أخرى يجري استلام نتائج الطعون من المحكمة.
وعقب الانتهاء من الاجراءات المذكورة، يحدد مجلس النواب جلسة خاصة لاختيار رئيس الجمهورية.
وكان من المقرر أن يطرح مجلس النواب العراقي الثلاثاء في جلسته الرسمية أسماء المرشحين للتصويت، لكن خلاف الحزبين أرجأ العملية لأجل لم يسمه البرلمان.
وكشفت وثيقة مسربة لهيئة رئاسة البرلمان، عن جدول أعمال جلسة الثلاثاء، مشيرة إلى إنها تتضمن فقرتين فقط، تنصّ الأولى على مناقشة تشكيل اللجان النيابية الدائمة، إضافة إلى توجيه دعوة عامة لمناقشة الاوضاع وتوفير الخدمات في محافظة البصرة، بحضور وزراء الصحة، والاسكان والاعمار، والموارد المائية.

التمسك بالمنصب

وجدد الحزب الديمقراطي الكردستاني تمسكه بمنصب رئيس الجمهورية، هذه المرة، خصوصاً بعد ترشيح الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح للمنصب من دون علم حزب بارزاني بذلك.
وقال بيان للمكتب السياسي للحزب، إن «من المعروف عند الجميع أن الحزب الديمقراطي الكردستاني حرص دائماً على العمل المشترك ووحدة الصف وكانت جميع جهوده تنصب على تحقيق ذلك».
وعن منصب رئيس جمهورية العراق، أشار بيان الحزب إلى أن «خلال محادثاتنا مع الأخوة في الاتحاد الوطني الكردستاني قلنا إن رئاسة الجمهورية حصة واستحقاق شعب كردستان ولم تكن قط حكراً وملكاً لحزب بعينه»، مضيفاً: «أبلغناهم في آخر اجتماع لنا وبصراحة أن منصب رئيس الجمهورية كان للاتحاد الوطني في الفترة الماضية، ونرى أن يكون هذه المرة لحزبنا مرشح لشغل المنصب».
وأوضح «كان مقرراً أن يبحثوا (الاتحاد الوطني الكردستاني) المسألة ويردوا علينا، لكن المؤسف أننا علمنا من وسائل الإعلام أنهم وبدون الرجوع إلينا في الحزب الديمقراطي الكردستاني والأطراف الكردستانية الأخرى، وبدون الالتفات إلى مطلبنا، رشحوا السيد برهم صالح لشغل المنصب»، مبيناً: «أننا نستغرب بعد ذلك حين نسمع أن الاتحاد يعتبر زيارة وفدنا إلى بغداد موقفاً فردياً».
واعتبر أن «إصرار الاتحاد الوطني على الحصول على المنصب ليس له مبرر مقنع، وإن كانوا يعتمدون على اتفاق العام 2005 بين الرئيس البارزاني والمرحوم جلال طالباني، فإن الرئيس البارزاني لم يعد رئيساً للإقليم، كما أن المنصب لن يذهب إلى مام جلال»، وأضاف أن «الاتحاد الوطني الكردستاني سبق وأن أهمل منذ أمد بعيد بنود ذلك الاتفاق ذي الأربع نقاط وبنود اتفاقية العام 2007 الاستراتيجية، وإذا كان الاستحقاق الانتخابي هو المعيار فمن المعلوم أن الحزب الديمقراطي الكردستاني كان الفائز الأول وهو الأولى بالحصول على المناصب العليا».
وشدد أن مطالبته بمنصب رئيس الجمهورية «ليست من باب التنافس على المناصب، والماضي يشهد لنا أننا لم نطلب المناصب يوماً». وبين أن «قصدنا هو أن نعمل بمساعدة الجميع على أن يكون لهذا المنصب من الآن فصاعداً دور وأثر أكبر، وأن يكون حامياً لمصالح كردستان وينفع شعبنا، لا أن يكون منصباً لا دور له ولا نفع منه».
وأكد: «إننا مازلنا حريصين على وحدة الصف والعمل المشترك، وندعو الأخوة في الاتحاد الوطني الكردستاني للعودة إلى مواصلة البحث في ما بحثناه في آخر اجتماع لنا، ونأمل أن لا يكون البيان الذي صدر باسم مكتبهم السياسي معبراً عن موقف كل الاتحاد الوطني».
في الموازاة، أجرى نيجيرفان بارزاني، رئيس الحكومة كردستان، زيارة «مفاجئة» إلى بغداد، حيث التقى بكل من زعيم تيار «الحكمة» عمار الحكيم، وزعيم تحالف «الفتح»، هادي العامري، وزعيم حركة «عطاء» فالح الفياض، وزعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس القائمة الوطنية إياد علاوي.

الإسراع بتشكيل الحكومة

واتفقت المكاتب الإعلامية لزعماء السياسيين المذكورين، في بياناتها التي تناولت اللقاءات، على أهمية الاسراع باختيار رئيس الجمهورية، وتشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت.
مصدر رفيع في ائتلاف «دولة القانون» أكد لـ«القدس العربي»، إن «الآية قد انقلبت الآن. فبعد أن كان السياسيون الشيعة بحاجة للأكراد في حسم الكتلة البرلمانية الأكبر، يتضح اليوم أن الأكراد هم بحاجة إلى القوى السياسية الشيعية في دعم مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية».
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إن «تحالف البناء هو الذي يمثل الكتلة البرلمانية الأكبر، وبات يمتلك (النصف +1) في مجلس النواب، وهو غير محتاج للأكراد»، مشيراً إلى إمكانية تحالف البناء» ترشيح أي شخصية كردية لمنصب رئيس الجمهورية وضمان التصويت عليها في مجلس النواب. من هنا جاءت زيارة بارزاني».
في المقابل، لم ترق زيارة بارزاني إلى بغداد والنجف، لخصمه السياسي الكردي «حزب الاتحاد الوطني الكردستاني»، الذي عبّر عن استغرابه من الزيارة.
وقال المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني في بيان : «بخلاف ما يتطلبه توحيد المواقف، علمنا من وسائل الإعلام، أن وفداً من الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة نائب رئيس الحزب، السيد نيجيرفان البارزاني، يزور بغداد للتباحث مع الأطراف السياسية العراقية حول مجموعة مسائل تتعلق بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وخاصة منصب رئيس الجمهورية.
وأضاف أن الاتحاد «لم يتخذ بعد الاجراءات القانونية اللازمة لتسجيل مرشح الاتحاد لرئاسة الجمهورية انتظاراً لتوحيد المواقف، لكن ما فعله الأخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يتفق مع وحدة الموقف»، مضيفاً أن الاتحاد «سيمضي في الإجراءات القانونية اللازمة لعملية انتخاب رئيس الجمهورية لمرشحه ولتشكيل الحكومة المقبلة في بغداد».
وأعرب البيان عن «الاستغراب» من أن «الأخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني لم يبدو استعداداً للعمل المشترك»، وأردف أن الاتحاد الوطني «لا يزال مصراً على العمل المشترك وتوحيد مواقف الأطراف الكردستانية بما يخدم المصالح العليا لشعبنا».
وخلص بيان إعلام المكتب السياسي للاتحاد إلى القول أن «الأحداث الماضية أثبتت أن العمل الفردي لم يصب في مصلحة شعبنا العليا».

«تقريب وجهات النظر»

ومن العاصمة بغداد، اتجه بارزاني صوب محافظة النجف، للقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في محل إقامته.
وقال في مؤتمر صحافي عقب لقائه الصدر، «إننا بحثنا مع الصدر تشكيل الحكومة والتوافقات بين الكتل خصوصا رئاسة الوزراء»، مؤكداً سعيه لـ«تقريب وجهات النظر بين الفرقاء».
للمكتب الإعلامي للصدر، قال إن الأخير «استقبل في مقر اقامته في لحنانة (في النجف) صباح اليوم (أمس)، رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، وبحثا مجمل العملية السياسية وضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة للاضطلاع بمهامها».
وأكد الصدر، حسب البيان، على «ضرورة أن تكون الحكومة المقبلة أبويّة ووطنية وأن لا تفرق بين مكونات الشعب العراقي، وأن تصب اهتمامها على تلبية طموحات الشعب وتوفير الخدمات وتحسين أوضاعه العامة».
إلى ذلك، شدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على أهمية الدور الفاعل والمشهود لإقليم كردستان في العملية السياسية، والمشاركة بتشكيل الرئاسات الثلاث في العراق.
جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه نيجيرفان بارزاني، من بومبيو.
وذكرت حكومة الإقليم في بيان أن «الجانبين بحثا تطورات الأوضاع ومستقبل العملية السياسية في العراق».
وسلّط الجانبين الضوء على «عملية انتخاب رئاسة مجلس النواب العراقي والجهود الرامية إلى انتخاب رئاسة الجمهورية والحكومة الجديدة».
وأكد الطرفان على تكثيف الجهود لإنجاح وتقدم العملية السياسية في العراق.
وحسب البيان لفت بومبيو النظر على «أهمية الدور الفاعل والمشهود للإقليم في المشاركة في العملية السياسية العراقية وتشكيل الرئاسات الثلاث للبلاد».

حزب بارزاني يطرح مرشحاً لرئاسة العراق مقابل برهم صالح ويعوّل على الدعم الشيعي
نائب رئيسه أجرى لقاءات سياسية مكثفة في بغداد والنجف
مشرق ريسان

هل فعلاً يعارض اردوغان «قانون العفو العام» أم أنه يسعى لتمريره من خلال حليفه بهتشيلي؟

Posted: 23 Sep 2018 02:25 PM PDT

إسطنبول ـ »القدس العربي»: من غير المعروف حتى الآن ما إن كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعاض فعلياً طروحات زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشيلي لإصدار عفو عام عن المعتقلين في السجون التركية، أم أنه يناور من أجل تمرير القانون من خلال حليفه وذلك لخدمة أهداف سياسية وانتخابية، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية/البلدية المقررة في شهر آذار/مارس المقبل.
طرح هذا المقترح لأول مرة من قبل زعيم حزب الحركة القومية حليف أردوغان المقرب منذ سنوات إبان التحضيرات للانتخابات البرلمانية والرئاسية التي شهدتها البلاد في يونيو/حزيران الماضي وفاز فيها «تحالف الجمهور» الذي ضم حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية، إلى جانب فوز مرشح التحالف رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية إلى قادت البلاد عملياً إلى النظام الرئاسي الجديد.
وشمل اقتراح بهتشيلي العفو عن «المدانين باستثناء مرتكبي جرائم الاغتصاب والقتل وأعضاء منظمة الكيان الموازي ـ تنظيم غولن المتهم بتدبير وقيادة محاولة الانقلاب ـ وحزب العمال الكردستاني»، وعلى الرغم من أن اعتقاداً واسعاً ساد بأن هذا المقترح جاء بتحريك من قبل أردوغان للاستفادة منه في الانتخابات التي جرت في ظروف صعبة للحزب الحاكم، إلا أن أردوغان لاقى هذا الطرح بفتور بالغ.
وبالتزامن مع طرح بهتشيلي، فجر مستشار أردوغان «ييغت بولوت» مفاجأة كبيرة عندما اقترح إصدار عفو عام في تركيا يشمل منتسبي جماعة فتح الله غولن، وقال: «أقترح إصدار عفو عام جنائي يستثني بعض الجرائم والعقوبات، بالإضافة إلى عفو مالي عن المعسرين أو المديونين للدولة، وإصدار عفو جنائي بحيث يتم مسح سوابق الجميع فيعود المواطن التركي وكأنه ولد من جديد بدون سوابق»، لكن أردوغان عاد للتأكيد على أن الأمر غير مطروح على أجندة الحكومة على الإطلاق.
وتنفيذاً لوعده الذي قطعه على نفسه في الانتخابات الأخيرة، يستعد حزب الحركة القومية، اليوم الاثنين، لتقديم مقترح مشروع «عفو عام بشروط» إلى رئاسة البرلمان التركي وذلك للبدء بمناقشته ووصوله لمرحلة التصويت في حال قبوله مبدئياً من قبل رئاسة البرلمان التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية بدعم من حزب الحركة القومية. وحسب «فتي يلديز» نائب رئيس حزب الحركة القومية والمسؤول عن الجوانب الحقوقية والقانونية، فإن الحزب انتهى من إعداد المسودة الأساسية للقانون الذي سيتم تقديمه اليوم الاثنين لرئاسة البرلمان على أن يصل إلى مرحلة التصويت عقب القبول والمناقشات الأولية.
وحسب يلديز فإن السجون التركية تضم حالياً أكثر من 194 ألف محكوم، ووقرابة 60 ألف موقوف/ بعدد إجمالي بتجاوز ربع مليون محكوم وموقوف، لافتاً إلى أن قانون العفو المقترح يمكن أن يستفيد منه 162 ألف من المحكومين والموقوفين على حد سواء.
وشدد على أن القانون يستثني الجرائم المتعلقة بالقتل القصد والإبادة والتعذيب والاغتصاب والتحرش الجنسي بالأطفال ومنتمي التنظيمات الإرهابية، دون أن يتطرق ما إن كان القانون يشمل المعتقلين والموقوفين بتهمة الانتماء إلى تنظيم فتح الله غولن، لا سيما وأن التنظيم بات على لائحة المنظمات الإرهابية رسمياً حسب القانون التركي.
ويقبع في السجون التركية ما لا يقل عن 60 ألف شخص بتهم تتعلق بالمشاركة بمحاولة الانقلاب والانتماء إلى تنظيم غولن، بينهم موقوفون لم يصدر بحقهم أحكان نهائية، وعدد أقل بكثير صدرت بحقهم أحكام قاسية بالمؤبد بتهم تتعلق بمشاركتهم بشكل مباشر في عمليات قتل للمتظاهرين الذين تصدوا لمحاولة الانقلاب.
والأحد، وفي مؤتمر صحافي في مطار أتاتورك بإسطنبول قبيل توجهه إلى نيويورك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القاعدة الأساسية لدى حزبه أن الدولة ربما يكون لديها سلطة بالعفو عن أشخاص ارتكبوا جرائم ضد الدولة، لكنها لا تمتلك الحق بالعفو عن أشخاص ارتكبوا جرائم ضد أشخاص آخرين، واعداً بدراسة المقترح المقدم من الحركة القومية للبرلمان واتخاذ قرار بدعمه من عدمه بناءاً على محتواه.
ولا يمكن لحزب الحركة القومية تمرير مقترح قانون العفو دون دعم من حزب العدالة والتنمية الحاكم أو دعم باقي الكتل البرلمانية في البرلمان مجتمعه، لا سيما حزبي الشعب الجمهوري المعارض وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وهو أمر مستبعد إلى درجة كبيرة.
وسوف تُظهر التطورات المقبلة ما إن كان الأمر تم بتنسيق ومن خلال «لعبة تبادل الأدوار» بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، أم أن أردوغان فعلاً ما زال يرفض المقترح، لا سيما وأنه سبق أن دفع ببهتشيلي للدعوة إلى تقديم موعد الانتخابات السابقة وهو ما جرى بالفعل.
ويمتلك حزب الحركة القومية ورقة قوية للضغط على العدالة والتنمية من أجل دعم مقترح قانون العفو الذي سيقدمه اليوم، كون الحزب يمتلك عدد المقاعد الذي يضمن الأغلبية للعدالة والتنمية في البرلمان، وكانت أصواته الحاسمة طوال السنوات الماضية في تمرير مشاريع قوانين الحزب الحاكم وأبرزها النظام البرلمان وقرار تبكير موعد الانتخابات من خلال البرلمان. كما أن الحزب الحاكم يسعى حالياً للحفاظ على تماسك «تحالف الجمهور» مع الحركة القومية، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية وضمان دعم الحزب له في البلديات الكبرى التي يخشى خسارتها بفعل تحالف قوى المعارض المتنامي، حيث أعلن بهتشيلي عدم تقديم مرشح للحزب في إسطنبول لصالح مرشح العدالة والتنمية، لكن دون التوصل لاتفاق آخر متعلق بالبلديات الكبرى الأخرى حتى الآن.

هل فعلاً يعارض اردوغان «قانون العفو العام» أم أنه يسعى لتمريره من خلال حليفه بهتشيلي؟
أكثر من ربع مليون معتقل وموقوف في السجون التركية قد يستفيد أكثر من نصفهم
إسماعيل جمال

العشرات من الشبان المغاربة يتجمعون على امتداد شاطئ مدينة مارتيل ويرددون شعارات تحرّض على الهجرة

Posted: 23 Sep 2018 02:25 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: شهدت شواطئ مدينة مارتيل/ شمال المغرب، السبت، ليلة «بيضاء»، بعد تجمع العشرات من الشباب على امتداد شاطئ إسبانيا.
وتجمع الشبان بالعشرات قرب الشاطئ وهم يرددون شعارات تدعو إلى الهجرة خارج المغرب، من قبيل «الشعب يريد الحريك» (هجرة سرية)، و»الهجرة الهجرة إلى إسبانيا»، و«الشعب بغا الحركة فابور» (الشعب يريد الهجرة السرية مجانًا).
وتجمع مواطنون قرب «كورنيش» المدينة، لتوثيق الواقعة، مستغربين الطريقة التي تجمهر بها عدد من الشباب ينتظرون قدوم «زودياك» كي يُقلهم بشكل سري و«مجاني» إلى الضفة الأخرى.
وبث نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مقاطع فيديو عبر خاصية «البث المباشر»، تظهر تجمع العشرات من الشباب والأطفال، من ضمنهم فتيات بشاطئ الفنيدق/ قرب مدينة سبتة المغربية التي تحتلها إسبانيا، منتظرين وصول أحد الزوارق النفاثة المعروفة محليًا باسم «الفانطوم».
وقال شهود عيان إنه في الوقت الذي اقترب فيه زورق الـ«فانتوم»، من الشاطئ كي يحمل الشباب المتجمهر، قامت قوات الدرك البحري بالتصدي له، الشيء الذي دفعه للعودة إلى المياه الدولية، في انتظار القيام بمحاولة أخرى.
وشهدت مدن الشمال، مؤخرًا، «استنفارًا أمنيًا» بعد تزايد ظاهرة الزوارق التي تحط في شواطئ الواجهة المتوسطية، محاولة أن تقل الشباب الراغبين في الهجرة عبر البحر إلى الضفة الأخرى.

نحو الشمال

وجاء تجمع الشباب الطامحين في الهجرة والإعلان عن رغبتهم في «الحريك مجانًا»، بعد تداول إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد باحتمال قدوم زورق «فانطوم» بشاطئ مرتيل.
وقال موقع «العمق» المغربي إن العشرات من الشباب المغربى تجمعوا في شاطئ مدينة وادلاو في إقليم تطوان في انتظار وصول زوارق «الفانطوم»، تزامنًا مع نشر إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، تخبر بتوجه هذه الزوارق نحو شواطئ الشمال خلال الأيام الجارية لنقل «الحراكة».
وأوضح عدد من الشباب الراغبين في الهجرة، أنهم عاينوا زورق «الفانطوم» وهو يحاول الوصول إلى سواحل الفنيدق من أجل نقل المحتشدين بالشاطئ إلى إسبانيا «المجان»، مشيرين إلى أن قوات الدرك البحرية تصدت له، وهو ما دفعه إلى العودة لعرض البحر في انتظار قيامه بمحاولة أخرى للوصول إلى الفنيدق، في حين قال آخرون إن «ما شاهدوه ليست إلا زوارق الدرك ولا وجود للفانطوم»، معتبرين أن «حماسة الهجرة دفعتهم لتصديق كل شيء».
وشكلت الهجرة السرية قلقًا للسلطات المغربية دول الاتحاد الأوروبي بعد ارتفاع وتيرتها خلال الشهور الماضية، خاصة الشباب المغربي، بسبب تحسن الأحوال الجوية وزعزعة التفاهمات بين الطرفين وارتفاع نسبة البطالة بالمغرب والحدود المغربية المفتوحة أمام مواطني دول أفريقيا جنوب الصحراء.
وفي إطار إجراءاتها للحد من هذه الظاهرة تبنت السلطات المغرببة منذ 2013 استراتيجية استيعاب عشرات الآلاف من شباب دول أفريقيا جنوب الصحراء الذين جاؤوا للمغرب كنقطة عبور نحو الجنة الأوروبية وتمت خلال السنوات الماضية تسوية وضعية أكثر من 40 ألف مهاجر سري أفريقي ومنحتهم حق الإقامة والشغل والعلاج والتعليم، لكن ذلك لم يبدد حلمهم بأوروبا ويواصلون محاولاتهم للعبور نحو الضفة الشمالية للبحر المتوسط، متخذين من الغابات المحيطة بمدن الشمال المغربي والقريبة من شواطئ البحر ملجأ مؤقتًا، متحينين الفرصة للعبور إما عبر زوارق أو اقتحام الأسوار التي بنتها إسبانيا حول مدينتي سبتة ومليلية.
وقررت السلطات المغربية مؤخرًا ترحيل هؤلاء المرشحين السرييين المحتملين من مناطق الشمال المغربي نحو مناطقه الجنوبية، وهو ما أثار احتجاجات واهتمامات الصحف ووسائل الإعلام الأوروببة.

ترحيل المهاجرين الأجانب

وقالت مجموعة محاربة العنصرية ومواكبة الأجانب والمهاجرين (GADEM)، إن الأجهزة الأمنية المغربية أوقفت ورحلت بالقوة ما بين تموز/ يوليو الماضي وبداية أيلول/ سبتمبر الجاري أكثر من 6500 مهاجر إفريقي غير نظامي إلى وسط وجنوب البلاد، من بينهم نساء وقصر وأطفال رضع. وأضافت المجموعة في تقرير لها ينشر اليوم الإثنين: «منذ حزيران/ يونيو 2018، تمت هاته العمليات الأمنية بشكل منتظم في شمال المغرب، وبشكل رئيسي في الثغرين المحتلين سبتة ومليلية، وطنجة وتطوان والناظور ووجدة»، وأن الهدف من هذه العمليات واضح، وهو ترحيل أكبر عدد ممكن من المهاجرين الأفارقة من المناطق الحدودية، وهذه العملية ليست جديدة أو الأولى من نوعها.
وأكد التقرير أن عمليات الاعتقال والترحيل الجماعيين للمهاجرين إلى مدن الجنوب، تذكر بما حدث في السنوات الأخيرة التي شهدت تعبئة قوية للأمن لترحيل المهاجرين من الشمال كما حدث في الربع الأول من 2017، أو في شباط/ فبراير 2015 بعد الإعلان نهاية عملية التنظيم الأولى من قبل وزارة الداخلية.
وأبرزت المنظمة أن مدينة تيزنيت وحدها رُحل إليها بالقوة بداية هذا الشهر 1000 مهاجر من شمال المغرب، هذا دون احتساب الذين رُحلوا إليها في وقت سابق والذين يمكن أن يكونوا غادروا المدينة، نظرًا إلى هدف المهاجرين هو العودة إلى الشمال في انتظار الفرصة المواتية للإبحار صوب الجنوب الإسباني، فيما باقي المهاجرين نقلوا إلى «أغادير، وبني ملال، والدار البيضاء، والداخلة، والراشيدية، وأسفي، وفاس، والقنيطرة، وجدة، ومراكش، والرباط، سطات».

محاربة الإتجار بالبشر

وأوضح التقرير أن الحكومة المغربية حاولت تبرير التدخلات، بالتأكيد على أن الهدف منها هو «محاربة شبكات الاتجار بالبشر»، ورغم سياسة الإدماج التي نهجها المغرب بحق المهاجرين الأفارقة إلا أنها «تقتصر على التزامات دون اتخاذ الكثير من الإجراءات الحقيقية وتستثني شريحة كاملة من المهاجرين». وسجل التقرير مصرع مهاجرين بالقرب من مدينة القنيطرة، حيث قفز رجلان مكبلان إلى بعضهما بعضًا من حافلة، متوجهة من طنجة إلى الجنوب، للفرار من الترحيل القسري، والضحيتان مواطن مالي يبلغ من العمر 16 سنة فقط، ومات على الفور نتيجة الإصابة التي تعرض لها، أما الضحية الثاني ينحدر من غامبيا، توفي بعد يومين من الغيبوبة في المستشفى.
وقامت السلطات الأمنية المغربية في مدينة طنجة يوم الجمعة الماضي، بترحيل الصحافي الفرنسي «سيباستيان ديفيد سابيرون» ، وهو صحافي يعمل مع إذاعة «France Inter «، وذلك أثناء إنجازه تقريرًا حول الهجرة السرية، حيث كان يجري مقابلات مع السكان في أزقة حي» زياتن» في طنجة.
وقالت السلطات إن الترحيل جاء لأن الصحافي سجل مقابلات مع السكان ومع المهاجرين غير شرعيين دون الحصول على إذن بذلك من وزارة الثقافة والاتصال. ورحل الصحافي الفرنسي الذي وصل إلى المغرب، الأربعاء الماضي 19 أيلول/ سبتمبر الجاري، في نفس يوم توقيفه عبر مطار طنجة «ابن بطوطة الدولي» وتمت إعادته إلى باريس بعد ذلك.

العشرات من الشبان المغاربة يتجمعون على امتداد شاطئ مدينة مارتيل ويرددون شعارات تحرّض على الهجرة

 اليمن: استعانة حكومة بن دغر بشركة بريطانية وهمية في مجال الاستشارات تثير جدلاً سياسيا واعلاميا

Posted: 23 Sep 2018 02:25 PM PDT

«القدس العربي» ـ القاهرة: أرجأت اللجنة الاقتصادية اليمنية في العاصمة المصرية القاهرة بَدْء تنفيذ مخرجاتها الثلاث وأعمال لجانها المنبثقة عن هذه الورشة، في مختلف محافظات اليمن الى نهاية الأسبوع الحالي، بغية إبقاء الباب مفتوحا لاستلام أي ملاحظات من جميع الجهات والأطراف السياسية اليمنية، حسب مصدر مسؤول في اللجنة ذاتها. وكانت اللجنة الاقتصادية برعاية رئيس الحكومة اليمنية الدكتور أحمد عبيد بن دغر، بالشراكة مع شركة «ديب روت» البريطانية للاستشارات المالية قد افتتحت ورشة العمل، المخصصة لمناقشة وشرح الالية والاجراءات التنفيذية لقرار مجلس الوزراء رقم 75 لسنة 2018، صباح السبت الماضي بالقاهرة، بشأن حظر استيراد المشتقات النفطية عن طريق الاعتمادات او الحوالات او التحصيلات المالية، وتأهيل الموردين في هذا القطاع.. وتحت شعار معاً نحقق استقرار العملة الوطنية، ونعزز قيمتها.
فيما شكك سياسيون يمنيون بمخرجات تلك الورشة للجنة الاقتصادية وأبرزهم عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة، الذي قال في حسابه على فيس بوك معلقاً على ورشة عمل اللجنة الاقتصادية «لن يتصحح شيء في اليمن، ومؤسسة الفساد ذاتها التي أسسها صالح مسيطرة على حكومة الشرعية بقيادة بن دغر»، يعني بأن العديد من الشخصيات السياسية التي عملت مع صالح عادت للعمل مع الرئيس هادي، ويقصد بذلك بن دغر وحافظ معياد مدير بنك التسليف الزراعي سابقا، وهو ضمن أعضاء اللجنة الاقتصادية وابرز من أداروا جلسات الورشة ذاتها..وأضاف شطارة ندوة بن دغر في القاهرة لا أحد مستفيد منها الا الذين على المنصة من وزراء ومسؤولين والأكحلي وزير الشباب والرياضة السابق رئيس منظمة «ديب روت» التي تقدم استشارات للحكومة.
وشركة «ديب روت» لا يتجاوز عمرها المهني عاما واحدا، حيث بدأت العمل في المجال ذاته في الاول من آذار مارس ـ 2018، التي يترأسها وزير الشباب والرياضة السابق رأفت علي الإكحلي، يقيم في بريطانيا، وله نائب وشريك آخر في ادارتها يدعى قاسم عبد الرحمن سلام يقيم في الولايات المتحدة.
فيما أكد خبير اقتصاد يمني فضلا عدم الكشف عن اسمه لـ«القدس العربي» ان شركة ديب روت البريطانية للاستشارات المالية وهمية، وبأنها رفضت في شهر شباط/فبراير الماضي الكشف عن سجلاتها او اصولها المالية، مما جعل الحكومة البريطانية تتحفظ عليها، في السجل الحكومي الذي يحوي المعلومات عن كافة الشركات المسجلة في بريطانيا، عبر موقعها الإلكتروني.
وسخر أيضا المحامي والمستشار القانوني اليمني هائل سلام من مخرجات اللجنة الاقتصادية ذاتها، بالقول» ليس ضروريا أن تكون خبيرا في الاقتصاد، لتدرك أن الجميع هنا (المجلس واللجنة والشركة ) تائهون، يلتمسون الحلول من خلال مايمكن وصفه ب « التدريب أثناء الأزمة». (ويقصد بالشركة الوهمية ديب روت ومجلس الوزراء اليمني واللجنة الاقتصادية).. مضيفاً : كالعادة، ستنجح العملية، وسيتوفى المريض. بدلالة أن شعار الفعالية ذاته (معا…نحقق استقرار العملة الوطنية ونعزز قيمتها)، يشي بأن الحكومة، ليست بصدد وضع حلول ومعالجات فورية حاسمة وحازمة ـ وفق ما ينبغي على حكومة بلد يواجه إنهيارا إقتصاديا كارثيا مهلكا ـ بل إنها إزاء خطة « طموحة « وبعيدة المدى، خمسية أو عشرية أو عشرينية.
من شاكلة: (معا.. لتحقيق الصحة الإنجابية وتنظيم النسل) !! فيما اتهم ناشطون ومواطنون يمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر اللجنة الاقتصادية وحكومة بن دغر بانهما فقط استنزاف لملايين الدولارات من خزينة الدولة، تحت غطاء اقتصادي، وبحضور قيادات المؤتمر الشعبي العام، التي لم تقدم من قبل أي جديد يذكر لإنهاء الأزمات التي يعاني منها الشعب اليمني، منذُ بداية الحرب التي عصفت بالبلاد منذ أكثر من ثلاثة أعوام، فيما يستمر الريال اليمني بالتهاوي دون تمكن الحكومة اليمنية من وضع حد أو خطط طورائ اقتصادية للحيلولة دون ذلك، الدولار يساوي 630 ريالا يمنيا، فيما كان في العام 2014 يساوي 215 ريالا للدولار الواحد قبيل اندلاع الأزمة والحرب في البلاد.وبينما يستمر ذلك الجدل والاتهامات لحكومة بن دغر، لم نسمع او نقرأ اَي تعقيب او رد من السيد بن دغر او حكومته، حتي ساعة كتابة هذه السطور.

 اليمن: استعانة حكومة بن دغر بشركة بريطانية وهمية في مجال الاستشارات تثير جدلاً سياسيا واعلاميا
اللجنة الاقتصادية اليمنية في القاهرة ترجئ بدء أعمال لجانها حتى نهاية الأسبوع
محمد رشاد عبيد

الأزمة بين موسكو وتل أبيب بعد إسقاط الطائرة حقيقية والامتحان في الهجمة الإسرائيلية المقبلة

Posted: 23 Sep 2018 02:24 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: قبيل صدور نتائج  التحقيقات الروسية في سقوط الطائرة «إيليوشين20 «في سوريا ومقتل 15 عسكريًا، وصف مسؤولون إسرائيليون «الأزمة» الروسية الإسرائيلية بأنها «حقيقية وعميقة وحادة».
 ووسط تسريبات بأن موسكو ترى التحقيقات والمزاعم الاسرائيلية المعلنة كاذبة، وحسب تسريبات اسرائيلية اعتبرت نتائج زيارة الوفد العسكري الذي أوفده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بالعكسية، حيث بيّنت الفجوة بين الروايتين الروسية والإسرائيلية حول أسباب سقوط الطائرة.
وقد وصف مسؤولون كبار في مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال الإحاطات الصحافية التي قدموها لوسائل الإعلام المحلية، الصيغة الإسرائيلية للتحقيقات حول حادثة سقوط الطائرة بأنها «كاذبة».
كما وصفت الصحيفة الروسية المقربة من الكرملين ومن مسؤولين في وزارة الدفاع الروسية «كومسومولسكايا برافدا»، اللقاءات التي جمعت الوفد العسكري الإسرائيلي، الذي ترأسه قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، مع نظرائهم الروس، بأنها اجتماعات «باردة، صعبة، صارمة وخالية من الابتسامات».

موسكو ستنشر بيانات أنشطة طيران إسرائيل

وأشارت وزارة الدفاع الروسية في بيانها أنها ستنشر، اليوم الإثنين ربما، بيانات عن أنشطة الطيران الإسرائيلي في منطقة تحطم طائرة «إيليوشين 20 «في سوريا. ووعدت بتقديم تسلسل زمني كامل من حادثة تحطم الطائرة مع بيانات رادارية حول الوضع الجوي في سوريا.
كما أكدت الصحيفة أن «المسؤولين الروس طالبوا إسرائيل، أولا وقبل كل شيء، بالاعتراف بأن تصرفاتها أدت إلى «المأساة»، وأن «الخطأ يقع على عاتق الطرف الإسرائيلي، الذي يجب أن يتحمل المسؤولية»؟ وأضافت أن «العسكريين الروس أوضحوا لوفد نوركين أن البيانات الروسية تتناقض مع البيانات الإسرائيلية». وأشارت الصحيفة إلى أن نوركين، خلال إجابته عن أسئلة قائد سلاح الجو الروسي، اعترف أن إسرائيل لم تتحقق من وجود طائرات روسية في المجال الجوي خلال هجوم على أهداف في سورية.
يشار الى أن اللقاءات العسكرية والأمنية الحساسة في روسيا لا تشهد عادة تسريبات من هذا النوع. ما يشير إلى أن التقارير التي أوردتها الصحيفة الروسية مصدرها إما مسؤول عسكري رفيع المستوى، أو ربما من المتحدث باسم بوتين، أو مسؤول كبير آخر في المكتب الرئاسي.
في كل الأحوال وصفت الصحيفة الروسية أعضاء الوفد الإسرائيلي بأنهم «تعرقوا بشكل غير مريح في مقاعدهم وتجنبوا الأسئلة التقنية، وحاولوا التركيز على مسؤولية الإيرانيين عن الحادث وعن خطأ في تشغيل أنظمة الدفاعات الجوية السورية».على خلفية ذلك قال المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، ان التحقيق الإسرائيلي لم يثر اهتمام الروس، الذين تعاملوا مع «لفتة» نتنياهو التي تمثلت بإرساله وفد قادة سلاح الجو الإسرائيلي على أنها إجراءات استعراضية». ويتزامن ذلك مع توقعات بأن تقوم روسيا بإغلاق المجال الجوي مقابل الساحل السوري بعد انتهاء التدريب العسكري الجوي الذي تقوم به، ومن المقرر أن ينتهي  بعد غد الأربعاء .
واعتبر فيشمان أن «الرسالة السياسية الروسية إلى إسرائيل واضحة ومباشرة ولا لبس فيها، ومفادها أن روسيا لا تريد أن تستمر إسرائيل في التحليق بحرية في الأجواء السورية وتنفيذ ضربات جوية على النحو الذي قامت به مؤخرًا». وأشار إلى أن «تحطم الطائرة شكل فرصة للروس لتغيير صيغة التفاهم والاتفاقات بين البلدين فيما يتعلق بحرية العمل الإسرائيلي في سوريا».
وأضاف أن «إسرائيل تواجه بذلك قرارًا دراماتيكيًا حول عمق الأزمة التي هي على استعداد اأن تصل إليها مع الروس».
في المقابل يجدد مسؤولو الأجهزة الأمنية في إسرائيل تأكيداتهم على أن إسرائيل ستواصل هجماتها في سوريا رغم الأزمة والتوتر الأمني في أعقاب سقوط الطائرة الروسية بالنيران السورية المضادة، وأنها  لن تتخلى عن الجهود العسكرية لتدمير البنية العسكرية الإيرانية في سوريا ومنع نقل الأسلحة إلى حزب الله.
وقال فيشمان إن «إسرائيل مقتنعة وتحاول إقناع الروس بأنها تصرفت وفق جميع الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين، وكل ما حدث كان بسبب عدم احتراف العسكريين السوريين، وأن عدم مهاجمتها لأهداف إيرانية على طول الساحل السوري، دفع الإيرانيين لإنشاء مرافق وإقامة منشآت تحت مظلة الدفاع الجوية الروسية. لذلك، ستواصل إسرائيل العمل على «اجتثاث  البنية التحتية الإيرانية»، معتقدا  أنه يتعين على إسرائيل في الفترة القليلة المقبلة اتخاذ قرارات بشأن استمرار النشاط في الأراضي السورية وعلاقاتها مع الروس».

ليبرمان: لن نغير سياستنا في سوريا

وفي حديث للإذاعة الرسمية الإسرائيلية قال وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان أمس «لن نغير سياستنا في سوريا، لقد تصرفنا بمسؤولية، ووفقًا لآلية التنسيق نفسها، لم ولن يتغير أي شيء». وقال ليبرمان ردا على سؤال حول إجراءات روسية قد تحد من حرية إسرائيل في الأجواء السورية»الأمور تحت السيطرة، ونحن نجري حوارًا طوال الوقت». وأضاف» لقد أوضحنا  للروس أننا لن نسمح لسوريا بأن تتحول إلى قاعدة أمامية إيرانية ضد إسرائيل، سنواصل العمل لمنع هذا، لدينا كل الوسائل وكل الاحتمالات والخيارات مفتوحة».
واعتبر أن وسائل الإعلام والتقارير الصحافية تضخم من حجم الأزمة مع روسيا، مشيرًا إلى أن التنسيق متواصل، فيما كرر التصريحات الإسرائيلية التي تحمل جيش النظام السوري مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية.
وحسب الإذاعة ترجح التقييمات الإسرائيلية أن الوقت كفيل بمحو أثر الأزمة، وأن المصالح المشتركة في الحفاظ على العلاقات الطبيعية مع روسيا سيكون أقوى من «الأزمة».
وتشير التقديرات الإسرائيلية، وفقا لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إلى أن الهجوم الإسرائيلي المقبل على أهداف في سوريا سيكون بمثابة اختبار لكلا الجانبين الإسرائيلي والروسي إلا أن ذلك لن يتم دون التركيز على التنسيق المسبق مع الروس، ولو على حساب الإضرار بأمن المعلومات، طالما أنها لا تستفز الدب الروسي. يشار ان وزارة الدفاع الروسية أعلنت الثلاثاء الماضي، أن أربع مقاتلات إسرائيلية من طراز «أف 16 «هاجمت أهدافا سورية في مدينة اللاذقية. وخلال قيام الدفاعات الجوية السورية بالتصدي للطائرات الإسرائيلية، أسقطت طائرة «إيليوشين20 «بواسطة صاروخ «أس 200»، ما أدى إلى مقتل 15 عسكريًا روسيا. لكن وبعكس جهات روسية انتقدت الجانب الاسرائيلي بلهجة عالية، فقد عاد رئيس روسيا لرش الماء البارد على تصريحات روسية غاضبة بقوله قبل أيام إن «سلسلة أخطاء تراجيدية» قد تسببت بالحادثة. واعتبر مراقبون أقواله محاولة للحفاظ على مصالح روسيا مع دولة الاحتلال وعمق تحالفهما.

الأزمة بين موسكو وتل أبيب بعد إسقاط الطائرة حقيقية والامتحان في الهجمة الإسرائيلية المقبلة
تسريبات روسية وإسرائيلية
وديع عواودة:

سروة عبد الواحد… أول عراقية تنافس على منصب رئاسة الجمهورية

Posted: 23 Sep 2018 02:24 PM PDT

أربيل ـ «القدس العربي»: النائبة السابقة عن حركة «التغيير» سروة عبد الواحد، أعلنت ترشيحها لمنصب رئيس الجمهورية، مشيرةً إلى أنها رشحت نفسها «كعراقية كردية مستقلة» دون دعم حزب سياسي معين ودون توافقات سياسية.
سروة عبد الواحد التي تعد أول امرأة عراقية تترشح للمنصب، أضافت في بيان: «بعد التوكل على الله وإيمانا مني بحتمية الوقوف جميعا كي ننقذ وطننا العزيز من الأزمات التي يعاني منها، فإني أعلن ترشيحي لمنصب رئيس الجمهورية العراقية وفق الدستور العراقي»، مضيفةً أن «إيماننا بالدستور يبدأ من تطبيقه بمساواة وعدالة للعراقيين كافة دون استثناء، وأن منصب رئيس الجمهورية يمنح العراقيين حصانة لحماية الدستور وترسيخ الوحدة الوطنية وتأكيد عراقية الدولة».
وأشارت إلى أن «هذا المنصب كان حكرا على الحزبين الكرديين طيلة الـ15 عاماً المنصرمة، ولم تمنح أي فرصة للقوى الكردية الأخرى، كما لم تمنح الفرصة للنساء لتسلم المناصب السيادية رغم أن الدستور كفل تكافؤ الفرص والشراكة».
وأعتبرت أن «هذا المنصب لم يستثمر لتمتين العلاقة بين الإقليم والمركز، وشهدت المرحلة المنصرمة تأزيما ودعوات للانفصال وتعكير صفو الأخوة العربية الكردية في وطن الآباء والأجداد».
وتابعت: «إيماني بهذا الشعب الكبير هو السند الأساسي للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وهو الدافع الأول لحماية العراق والشعب والدستور، لقد كنت عراقية خالصة أثناء عملي البرلماني ووقفت في وجه الفساد الحزبي والعائلي وعارضت دعوات الانفصال والتأزيم القومي والطائفي وعملت لكل العراق، فكنت أمثل أربيل وأدافع عن حقوق البصرة، وأعمل مع أخوتي وأخواتي لتحرير الموصل».
وزادت: «أترشح اليوم كعراقية كردية مستقلة عن أي حزب سياسي ولكني منتمية لأهلي وشعبي من زاخو إلى الفاو، واعتز بعراقيتي ومفتخرة بكرديتي. أترشح من دون دعم حزب سياسي معين ومن دون توافقات سياسية وإنما أترشح وأنا أمثل كل القوى الوطنية العراقية الصادقة والتي تسعى لبناء وطن كريم لشعب عزيز يعاني منذ عقود».
وتابعت : «أمثل المرأة العراقية التي يحاول بعض الجهات السياسية تهميشها رغم أنها شريكة في البناء، أعاهدكم أني سأكون عراقية أولا وكردية وعربية وتركمانية ومسلمة ومسيحية وصابئية وايزيدية وسنية وشيعية ثانياً».

سروة عبد الواحد… أول عراقية تنافس على المنصب

«فيضانات» تونس تتسبب في انتقادات حادة للحكومة والشاهد يدعو للابتعاد عن «المزايدات»

Posted: 23 Sep 2018 02:23 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: تعهد رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد باتخاذ إجراءات «استثنائية» لتعويض عشرات التونسيين عن الخسائر التي لحقت بهم جراء فيضانات تجتاح البلاد تسببت بعدد من القتلى، في وقت دعت فيه المعارضة إلى إعلان «حالة الكوارث الطبيعية» وإقالة عدد من المسؤولين الذين حملتهم مسؤولية جزء كبير من الأضرار في البلاد.
وتسببت فيضانات تشهدها عدد من المدن التونسية بوفاة أربعة أشخاص وأضرار كبيرة للبنية التحتية (طرق وجسور) والممتلكات الشخصية (بيوت وسيارات) لعدد من التونسية، كان أكبرها في ولاية «نابل» القريبة من العاصمة، والتي سجلت معدلا عالميا لسقوط الأمطار تجاوز 206 ملم خلال يوم واحد، أكبرها في منطقة «بني خلاّد» (297 ملم).
وخلال زيارة أداها، أمس الأحد، لولاية «نابل» رفقة عدد من أعضاء الحكومة، قال رئيس الحكومة يوسف الشاهد إن الحكومة سوف تتخذ كل الاجراءات لتعويض المواطنين والعلائلات والفلاحين المتضررين، معتبرا أن ما شهدته الولاية «وضع استثنائي وغير مسبوق في تاريخ تونس (…) فالامطار الطوفانية التي هطلت بالأمس لم تحصل ابدا على مر السنين».
كما أكد عقد مجلس وزاري للنظر في الوضع الاستثنائي والكارثي الذي عاشته ولاية نابل خاصة، ودعا بالمقابل الأطراف السياسية إلى «التحلي بالهدوء والابتعاد عن المزايدات»، رغم إقراره بصعوبة الوضع الذي تعيشه البلاد والولاية بشكل خاص.
من جانب آخر، دعا سياسيون ونشطاء إلى إقالة من المسؤولين التونسيين بسبب تعاملهم «اللامسؤول» مع الأزمة، حيث دوّن النائب ياسين العيّاري على صفحته في موقع «فيسبوك»: «سنة 1986 صارت نفس الفيضانات 200 ملم، في المكان نفسه (نابل). بعد 32 عاما، يتكرر الأمر، فتحدث أضرارا أكبر، و تحصد أرواحا أكثر اللأسباب نفسها، هذا معناه أننا أمام فشل دولة : 32 عام كاملة لم تكن كافية لعمل ما يلزم حتى لا يتكرر ذلك. الكوارث تصير في جميع الدول، لكن الحكومات والدولة تُحاسب على شيئين: ماذا فعلت حتى لا تتكرر، و كيف أدارت الأزمة».
وأضاف «تحميل المسؤولية وبقسوة للحكومة، ليس تسجيل أهداف سياسية على خصم سياسي، فليس للجميع منطق أحباء وأنصار الحكومة الذين لا يعنيهم إلا إنتخابات 2019 ، بل واجب دافع الضرائب وحقه وطريقته في الضغط، فربما يتصرفوا بشكل جيد ولا يتكر الأمر ذاته مستقبلا».
وكتب عبد الوهاب الهاني رئيس حزب «المجد»: «على رئيس الجمهورية الدعوة إلى جلسة طارئة عاجلة لمجلس الوزراء تحت إشرافه بقصر قرطاج لاستعراض الأوضاع الكارثية التي تسببت فيها الفياضانات الإعصارية الأخيرة بالوطن القبلي وإقليم تونس الكبرى والشمال الشرقي والمتجهة باتجاه الساحل وصفاقس والوسط والجنوب الشرقي، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإغاثة المنكوبين وإعلان «حالة الكارثة الطبيعية» لتيسير جبر المتضررين، والاستماع لتقرير وزيرنا للداخلية حول أوجه الاستعداد وأوجه التقصير، وإقالة والية نابل المتهورة وغير المسؤولة حالا، وكل والٍ من وُلاة الجمهورية أو مُعتمد من مُعتمدي وُلاة محافظي الجمهورية أو أي مسؤول من مسؤولي الدولة ثبت قصوره عن أداء الواجب أو التسهتار بحياة المواطنين. والإذن بانتشار جيشنا الوطني للإسهام في مجهودات الإنقاذ والحماية. والاستماع لخطط وزارء الداخلية والدفاع الوطني والمالية والتجهيز والصحة والنقل والبيئة والشؤون الاجتماعية والفلاحة والتربية والتعليم العالي والشؤون الخارجية كل في مجاله لإغاثة المنكوبين وإيوائهم وتعويضهم وجبر الضرر اللاحق بهم ولتعبئة الجهود الوطنية والدولية لمجابهة الكارثة ومعالجة آثارها».
فيما قدم بعض الوزراء «قراءة» للأوضاع الكارثية التي تعيشها بعض مناطق البلاد، اعتبر البعض أنها غير «وفقة» وغير مسؤولة، حيث اعتبر سمير الطيب وزير الفلاحة أن «ما حدث في نابل كانت له فائدة كبيرة للفلاحة» وأضاف «من حسن حظنا أنه رغم الاشكاليات فإن الموارد المائية تدعمت كثيرا والسدود إمتلأت دون أضرار».
واعتبر رياض المؤخر وزير البيئة أن الحكومة لا تتحمل مسؤولية الأضرار التي حدثت في بعض المدن التونسية، مضيفا «ما حدث سببه الأمطار الطوفانية وليس البنية التحتية في البلاد»، قبل أن يستدرك بقوله «البنية التحتية في تونس تعاني العديد من المشاكل لكن لا يمكن تحميلها مسؤولية ما حدث خلال الأمطار الأخيرة».
وكان نشطاء وجهوا انتقادات لاذعة لمعهد الرصد الجوي بسبب «تجاهله» لتحذيرات واردة من الجانب الإيطالي حول تعرضت البلاد لعواصف وأمطار غزيرة، إلا أن المهندس في المعهد، عبد العزيز الرحال، علّق على ذلك بقوله «ما حصل ليس عاصفة، وانما خلايا رعدية ذات فاعلية قوية»، وأضاف «من يقيّم الاشياء يجب أن يكون على دراية بالشيء»، وتابع بقوله «إذا أتتك مذمتي من ناقص .. فهي الشهادة لي بأني كامل»!

«فيضانات» تونس تتسبب في انتقادات حادة للحكومة والشاهد يدعو للابتعاد عن «المزايدات»
دعوات لإعلان «حالة الكوارث الطبيعية» وإقالة عدد كبير من المسؤولين

محاولات مصرية جديدة لمنع «انفجار» ملف المصالحة والتقريب بين «فتح وحماس» والنتائج تظهر خلال أيام

Posted: 23 Sep 2018 02:23 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» أن الوفد الأمني المصري الذي زار غزة والتقى قيادة حركة حماس، عمل على تقريب وجهات النظر الفلسطينية، حيال النقاط الخلافية في تطبيق اتفاق المصالحة، بهدف منع «انفجار» ملف إنهاء الانقسام، بعد أن شهدت الأيام الماضية خلافات كبيرة بين الطرفين (فتح وحماس)، حيث ستقوم القاهرة بتحركات واتصالات أخرى، هدفها العودة من جديد لتطبيق المصالحة على الأرض، من خلال «تمكين» حكومة التوافق من إدارة قطاع غزة.
وحسب مصادر مطلعة، فإن خطة التحرك المصرية الحالية، التي تأتي بعد استشفاف المسؤولين المصريين مواقف الطرفين، تقوم على أساس «التقريب»، أي الدفع باتجاه تصدير الملفات التي تتقارب فيها وجهات النظر إلى المقدمة، وتأجيل «الملفات الخلافية» إلى مراحل لاحقة، بحيث يكون ذلك من خلال صيغ توافقية، تساهم في حلها في المستقبل القريب.
وعلمت «القدس العربي» أن الوفد المصري الذي وصل قطاع غزة صباح أول من أمس السبت، وغادر مساء اليوم، بعد أن عقد لقاء مطولا مع قيادة حركة حماس، استعرض بالتفصيل جهود المصالحة، منذ توقف تطبيق اتفاق 12 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في مارس/ آذار بعد حادثة تفجير موكب رئيس الحكومة ومدير المخابرات الفلسطينية، لدى دخولهما الى قطاع غزة.
وجرى خلال اللقاء التأكيد على دعوة زيارة وفد من حماس للقاهرة، حيث من المقرر أن تكون الزيارة قريبة، كما جرى استعراض نتائج لقاءات وفد فتح الذي زار القاهرة الأسبوع الماضي، والملاحظات التي قدمت من قبل الحركة، على ورقة المصالحة الأخيرة، حيث عمل الوفد المكون من اللواء أحمد عبد الخالق، مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، والمستشار رضا شحاتة، القنصل المصري في رام الله، على طرح صيغ جديدة من أجل تطبيق اتفاقيات المصالحة.
وتبدأ الصيغ بعملية «تمكين» الحكومة، كما نص على ذلك اتفاق اكتوبر الماضي، وبحيث لا يخرج أي بند من بنود إنهاء الانقسام، عن روح ومضمون الاتفاقيات التي وقعت سابقا بين فتح وحماس.
وتؤكد المصادر المطلعة أن الوفد المصري سيطلع قيادة حركة فتح على نتائج المباحثات التي أجريت مع حركة حماس، في مسعى من القاهرة لتقريب وجهات النظر بشكل أكبر، تمهيدا لعقد «لقاء ثنائي» في مرحلة لاحقة في القاهرة، وذلك من أجل تجنيب قيام السلطة الفلسطينية باتخاذ «إجراءات» جديدة تجاه حركة حماس وقطاع غزة، وفق تحذيرات أطلقت مؤخرا، للضغط على الحركة لتسليم قطاع غزة.
وتشير المصادر إلى أن المسؤولين في المخابرات المصرية، لا يريدون أن تصل الأمور إلى هذا الشكل، ويعملون على منع «انفجار» ملف المصالحة، خاصة وأن لقاءات فتح وحماس، سبقها عقد لقاءات مع فصائل فلسطينية أخرى، للمساهمة في إسناد التوجهات الجديدة.
وحسب ما علمت «القدس العربي»، فإن نتائج زيارة الوفد المصري، على صعيد المصالحة، ستظهر خلال الأيام المقبلة، في ضوء ما استطاع التوصل إليه عقب اللقاءات التي أجراها مع الطرفين، في ظل توقعات بأن تكون النتائج تحمل بعضا من الإيجابية.
وقال سامي أبو زهري القيادي في حماس، خلال لقاء مع برنامج «واجه الصحافة» الذي ينظمه بيت الصحافة في مدينة غزة، إن هدف زيارة الوفد المصري هو فتح «حوار استراتيجي» مع حماس، بشأن الملفات الثنائية والملفات الفلسطينية، لافتا إلى أن الزيارة هدفها التأكيد على أن مصر تدعم غزة، وأنها متمسكة بدورها في ملف التهدئة.
وأكد أن وفدا قياديا من حماس سيتجه قريبا إلى مصر، تلبية لدعوة مصرية، جرى التأكيد عليها في اجتماع السبت بين وفد المخابرات وقيادة الحركة، واصفا دور مصر في رعاية الملفات الفلسطينية بـ «المتوازن».
وخلافا لما تردد فإن الوفد المصري يحمل «رسائل تهديد» مباشرة من إسرائيل بتصعيد الرد العسكري، وإمكانية انزلاق الأمور في حال استمرار «مسيرات العودة»، نفت حماس ذلك. وقال عصام الدعاليس نائب رئيس الدائرة السياسية في الحركة، إن اللقاء كان «إيجابياً وأخوياً»، وإنه «لم نسمع منه (الوفد المصري) تهديداً ولم ينقل لنا وعيداً كما جاء في الإعلام الأصفر، الذي يحاول دائماً تشويه أي جهودٍ لتحقيق المصالحة وتثبيت التهدئة وكسر الحصار عن غزة والتخفيف من معاناة شعبنا».
يشار إلى ان حماس ذكرت في بيان لها عقب انتهاء اللقاء مع الوفد المصري، ومغادرته قطاع غزة، أن وفدا من قيادتها برئاسة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة استقبل الوفد المصري، في إطار العلاقات الراسخة مع مصر.
وأكدت أن «أجواء إيجابية» سادت اللقاء بين الطرفين اللذين بحثا نتائج الجهود المصرية في ملف المصالحة الوطنية.
ووفق البيان، فقد استعرض اللقاء «مقاربات» مستندة إلى التفاهمات والاتفاقيات الموقعة وخاصة اتفاقية2011 «حرصا من حماس على استعادة الوحدة الوطنية خاصة في ظل التحديات الخطيرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية وفي القلب منها القدس واللاجئون والاستيطان».
كما استعرض اللقاء وفق بيان حماس الجهود المبذولة من أجل تثبيت وقف إطلاق النار وفق تفاهمات 2014، والالتزامات المترتبة على ذلك من الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الحركة إنه دار نقاش معمق حول سبل إنهاء الحصار عن قطاع غزة والتخفيف من معاناة أهله، ومتطلبات ذلك من خطوات وإجراءات.

محاولات مصرية جديدة لمنع «انفجار» ملف المصالحة والتقريب بين «فتح وحماس» والنتائج تظهر خلال أيام
أبو زهري أعلن عن زيارة قريبة لوفد من حماس للقاهرة وعن فتح «حوار استراتيجي» معها
أشرف الهور:

مسيرة حاشدة تنتفض ضد الإجرام في مدينة سلا المغربية تطالب بتدخل الملك

Posted: 23 Sep 2018 02:22 PM PDT

الرباط –« القدس العربي»: وسط حضور أمني كثيف، تظاهر المئات من سكان مدينة سلا، أمس الأحد، بعد الجريمة البشعة التي أدت إلى قتل شاب في مقتبل العمر. وطالب المتظاهرون بإنقاذ قرية ولاد موسى من براثن الإجرام، وتوفير خدمات صحية تليق بالمواطنين.
وكانت مدينة سلا اهتزت قبل أيام على وقع جريمة إقدام أربعة أشخاص على قتل شاب في مقتبل العمر، بطريقة تفوق في بشاعتها جرائم القتل في أفلام الرعب، حيث عمد الجُناة إلى قطْع أطراف الضحية، قبل الانتقال إلى الإجهاز عليه بذبحه من الوريد إلى الوريد.
ورفع المحتجون شعارات غاضبة من قبيل: «الشعب يريد إسقاط الإجرام»، و»نريد سلا بدون إجرام»، «وبالروح بالدم نفديك يا شهيد»، و»مستشفيات بدون طب ولا طبيب»، و»لا للحكرة»، و»سلمية سلمية لا حجرة لا جنوية».
وقالت محتجة غاضبة، في تصريح لـ»هسبريس الإلكترونية»: «نحن نطلب من الملك محمد السادس أن يعطي لقرية ولاد موسى حقها في التطبيب والمرافق الإدارية والأمنية»، ودعت المتحدثة السلطات الأمنية إلى الاستجابة إلى شكايات المواطنين «قبل أن تقع الفأس في الرأس».
وأضافت: «حنا عيالات أرملات وخايفين على وليدات القرية من الكريساح، راه كاين اللي كتمشي دير الميناج مع السادسة صباحاً ويقدر واحد مسخوط يخرج يقتلها»، قبل أن تشير إلى أن عددًا من قاطني الحي لا يستطيعون الذهاب باكرًا إلى مقرات عملهم بسبب الخوف من الإجرام. وطالب المحتجون بخلق مناصب شغل بالمنطقة لامتصاص بطالة الشباب العاطل، وأكدوا أن ارتفاع الإجرام له علاقة وطيدة بعدم وجود فرص عمل، خصوصًا في مدينة تُعد واحدة من المدن المغربية التي ينتشر فيها الإجرام.
في مقابل ذلك، أشاد محتجون بالجهود الأمنية المبذولة لتوفير الأمن الساكن مدينة سلا، وقال أحد المواطنين في تصريح لـ»هسبريس»: «الأمن موجود بنسبة 90 في المئة بمنطقة سلا»، مضيفًا أن «عناصر الأمن شرفاء ويقومون بواجبهم، ولكن هناك من يتلاعب بالملفات في المحكمة».
وكانت والدة الضحية قالت إن ابنها اضطر إلى مغادرة البيت حوالي الساعة الثالثة والنصف من يوم السبت الماضي، بعد أن توالت تهديدات الجناة الذين ظلوا يلاحقونه منذ مدة، قاصدًا مدينة القنيطرة لزيارة أخته، وكان ينوي مغادرة سلا والاستقرار في الرباط حيث يعمل، حفاظًا على حياته.
«قال لي لا أستطيع أن أمكث هنا في مدينة سلا بالقرب من هؤلاء المجرمين»، تقول والدة الضحية، مضيفة أنه «تفاجأ بالجناة يطاردونه في الشارع، واضطر للفرار، لكنَّ قواه خارت وسقط أرضًا، لينقضوا عليه ويُشهروا أسلحتهم البيضاء في وجهه، قبل الشروع في تمزيق أطرافه وينهوا جريمتهم بتصفيته».
وأضافت الأم أنها حاولت مرارًا أن تثني الجناة عن إلحاق الأذى بابنها، بعد أن توالت تهديداتهم له، لكنهم أصروا على تنفيذ جريمتهم، قائلة: «ذهبت عندهم وتحدثت معهم، وكان جوابهم: سنقتله!»، كما اشتكت أمرها إلى والد أحد الجناة، وكان جوابه: «أنا ولدي خايب، إيلا قالّك يْقتل يْقتل!».

مسيرة حاشدة تنتفض ضد الإجرام في مدينة سلا المغربية تطالب بتدخل الملك

زيادة نسبة متعاطي المخدرات تدق ناقوس الخطر وصراعات داخل الكنيسة القبطية

Posted: 23 Sep 2018 02:22 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : تناولت الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 22 و23 سبتمبر/أيلول، العديد من المعارك الصحافية بين الحكومة وقوى المعارضة المدنية. كما حفلت بعدد من الأخبار ومن أبرزها. طلاب مصر يبدأون العام الجديد، فيما نفت وزارة التربية والتعليم ذكر مدينة القدس على أنها عاصمة إسرائيل في كتاب التربية الوطنية للصف الثالث الإعدادي، وخصصت وزارة الداخلية 50 ألف شرطي لتأمين المدارس.
السيسي يستعرض جهود مصر في دعم مكافحة الإرهاب الدولى أمام الأمم المتحدة. تقرير أسبوعي عن إنجازات المحافظين. تنفيذ التعداد الاقتصادي لأول مرة إلكترونياً في نوفمبر/تشرين الثاني. انتهاء قوائم انتظار الحضانات والرعايات المركزة والسموم. الحكومة تدرس تأجيل خفض جمارك السيارات الأوروبية.
رئيس الوزراء يدشن صندوق تكريم ضحايا العمليات الإرهابية. وزير الخارجية الإثيوبي: لا يمكن الإضرار بمصر وشعبها. مصر تتواصل مع أمريكا لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. تأييد إدارج حسن مالك على قوائم الإرهاب. تركيا تحتجز 5 صيادين مصريين على مركب صيد «قبرصي». بدء تحصيل ضريبة الدخل على الأطباء والمحامين. وزيرة التخطيط: لا تعيينات في الحكومة ولدينا موظف لكل 22 مواطناً. علاقة غير شرعية وراء قتل فني كمبيوتر والقبض على المتهمين في إمبابة. ساديو ماني يكشف حقيقة خلافه مع محمد صلاح. مسؤول أممي يشيد بالتطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري.

خدمة ما بعد البيع

يطرح عمر طاهر في «المصري اليوم» حلاً سحرياً لجلب السعادة: «تكثر هذه الأيام الأفكار التي يقدمها البعض لتحسين معيشة الناس، كلها تقريباً تتعلق بالغذاء، أفكر أننا بحاجة أكثر لأفكار تلطف الجو العام، مثل أن يحصل مَن يستخرج بطاقة الرقم القومي على خدمة ما بعد البيع، التي تتمثل في سحب يجري أسبوعياً يتم من خلاله اختيار حامل رقم قومي معين ومنحه إجازة لمدة 3 أيام مع عائلته في مصيف على نفقة الحكومة، أن يختار السحب أسبوعياً رقماً يتم الكشف على عائلته مجاناً، وسحب آخر يحصل الفائز فيه على موعد لمقابلة المسؤول الذي يحدده ليعرض عليه شكواه أو طلباته أياً كانت، وأن يجري سحب آخر أسبوعياً لتقديم هدايا نوعية أقل شأناً مثل، عشر تذاكر لحفل الموسيقى العربية ومسارح الدولة وخصومات في معارض السلع الغذائية التابعة لوزارة التموين وإنتاج المصانع الحكومية، وتجديد مجاني للرخص أياً كانت، وإعفاء لمرة من فاتورة الكهرباء، هل تتخيل كم المعنويات الإيجابية التي ستبثها خدمة الرقم القومي في نفوس الناس من باب الفوز أو حتى من باب انتظار «الحظ يضرب» أو من باب الذكريات اللطيفة التي ستزرعها في وجدان الناس في منطقة علاقتهم بهذا البلد؟ يقع المواطن المصري في غرام الشخص الذي يتنازل له عن دوره في أي طابور، أو الذي يرجوه أن يسبقه في الدخول إلى الأسانسير، وهي كلها مودة مجانية، فما بالك عندما يقدمها له البلد، إذا حدث يوماً إن كان المواطن المصري يشتري بجنيه «لب» ووضع له البائع فوق الكيس نصف كف زيادة مجاناً، فسيظل مُمْتَناً، سيقضي لحظات سعيدة فرحاً وسيُحدّث العالم كله عن هذه «المقلة العظيمة»، فما بالك ببلد يمنحه ولو زجاجة زيت لا يتوقعها؟».

أزمة مياه

«تعاني العديد من المدن أزمة مياه الشرب التي تنقطع لفترات طويلة تختلف من مدينة لأخرى ومن حي لآخر في الصعيد والدلتا وكذلك في العاصمة حيث يشكو كثير من المواطنين من نضوب المياه، بينما تذهب وعود الحكومة بحل الأزمة هباءً رغم الارتفاع المطرد في قيمة الفاتورة الشهرية، وأمس استيقظ الكاتب في «الأخبار» أحمد جلال غاضباً، شركة مياه الشرب في الجيزة بتسلي الناس وتفرفشهم أحسن من التلفزيون.. تفتح الحنفية تلاقي المية مقطوعة، وبعد شوية تفتحها ينزل حاجة لونها أبيض وطبعا مش مية، وبعد شويتين ينزل من الحنفية حاجة لونها أسود زفت، وبعد 3 شويات تنزل حاجة بلون المية وطعمها مش مية.. الحاجة الوحيدة الصح في شركة مياه الجيزة أن الفاتورة بتوصلك في ميعادها وتدفع والجزمة في حنكك، وترجع تفتح الحنفية برضه متلاقيش مية. المفروض الشركة تزود التسالي وتعمل نص ساعة كل يوم تنزل من الحنفية فخفخينا».

خداع المرضى

نتحول بالمعارك الصحافية نحو مافيا غش الأدوية القضية التي يهتم بها أكرم القصاص في «اليوم السابع»: «إذا كنا نتحدث عن حماية المستهلك فيفترض أن يتم تطبيق القانون لمطاردة الإعلانات الوهمية التي تغرق الفضائيات ومواقع التواصل، فضلا عن الصحف، ولا نقصد فقط القنوات التي تبيع الخرافات وتزعم فك الأعمال وإبطال السحر وجلب الحبيب، لكن الإعلانات التي تروج لأدوية كيميائية أو أعشاب تزعم أنها منشطات أو تعالج أمراضا مستعصية مثل السرطان والفشل الكلوي وأمراض القلب، ويقع بعض المرضى في فخ هذه الإعلانات ويوقفون الدواء الذي كتبه الطبيب ليحصلوا على الأدوية الوهمية التي لا يمكن التكهن بتركيبتها أو تحديد أضرارها الجانبية والأصلية التي تصل إلى الموت. إعلانات الأدوية خصوصا يفترض أن تكون حاصلة على تصريح من هيئة الدواء وإدارة الصيدلة، ناهيك عن أن الفضائيات محظور عليها أن تعرض إعلانات تبيع الوهم لأنها تعتبر شريكا في عمليات النصب. ولا يتوقف بيع الوهم على قنوات النصب، لكنه يمتد ليصبح برامج طبية يظهر فيها غير المختصين ليتحدثوا عن الدواء والعلاج والطب ويقدموا نصائح غير علمية ولا طبية، والمريض يتصور أن كثرة ظهور هؤلاء الأطباء المزعومين يعني أنهم أهل ثقة، لكن الواقع غير ذلك، حيث أن هؤلاء مجرد باعة وهم وتجار سوق سوداء، تقف وراءها عصابات تحقق أرباحا خرافية من تجارة الهواء لبرامج طبية وهمية يظهر فيها مدعون، ونحن أمام فضائيات ومواقع تواصل تنشر إعلانات هي في الواقع يمكن أن تقتل المريض بدلا من أن تعالجه. وقد أصبحت بعض هذه الجهات التي تروج أدوية ومنشطات وهمية تلجا إلى مواقع التواصل هربا من المسؤولية المباشرة، على الرغم من وجود قوانين تمنع الترويج لأدوية غير مرخصة».

لمصلحة من؟

«لا يتخيل عباس الطرابيلي في «المصري اليوم» أن يرى من يطالب بإغلاق واحد من أكبر مصانع الإسمنت وأقدمها. مَنْ يتخذ قرار الإغلاق بسبب عدم قدرته على حل مشاكل الشركة القومية للإسمنت.. ومتى؟ في عز بدايات الطلب على الإسمنت في المنطقة مثلا كل هذا الدمار في العراق، وسوريا، واليمن، وليبيا، وهذه العمليات تحتاج إلى كميات هائلة من مواد البناء، وفي مقدمتها الإسمنت والحديد.. إذ أزيلت مدن كاملة.. ترى كم تحتاج عمليات إعادة البناء.. وكل هذه الدول بلا استثناء ليست منتجة للإسمنت وحديد التسليح، وما كان موجودا تم تدميره بالكامل. وهنا تأتي مصر في مقدمة الدول التي تمتلك مصانع الإسمنت.. ويكفي ما سوف تحتاجه عمليات إعادة البناء، وتعمير المدن والقرى من الإسمنت وحده.. ورغم قربها من جنوب أوروبا، إلا أن المعروف أن دول جنوب أوروبا تخلصت من مصانع الإسمنت فيها، واتجهت إلى شراء مصانع الإسمنت في دول شمال إفريقيا، ومصر في مقدمتها، ولذلك فإن مصر والمغرب في مقدمة من يلبي طلبات ليبيا من الإسمنت، وإن تميزت مصر بقربها بريا من ليبيا.. إننا بدلا من أن نغلق المصانع القائمة يمكن أن ننشئ مصانع للإسمنت بالقرب من حدودنا مع ليبيا.. ومصانع مماثلة في سيناء للتصدير البحري من ميناء العريش إلى سوريا.. أو حتى ميناء دمياط.. وسيناء مجهزة لهذا الدور بحكم تواجد كل المواد الخام اللازمة لهذه الصناعة. ولذلك أستغرب أننا في الوقت الذي يجب أن ننشئ مصانع جديدة في سيناء وعلى حواف الدلتا وحتى جنوب الصعيد، نجد من يطالب بإغلاق الشركة القومية للإسمنت.. ويبدو أننا تعودنا على الأسهل من الحلول.. يعني إقفل واخلص».

بينما الحكومة تتفرج

«واهم من يتخيل أن أعداء الوطن سيتركون شبابنا يعيش في سلام وأمان هكذا يلفت وليد عبد العزيز انتباه القراء في «الأخبار» مؤكداً على أن هناك مؤامرة كبرى علي شباب مصر.. فبعد الحشيش والبانجو والترامادول ونجاح أجهزة الأمن المصرية في إحباط دخول العديد من الشحنات القاتلة للسوق، ظهر مؤخرا مخدر جديد أكثر تدميرا وإضرار اسمه الاستروكس قد يتخيل البعض أنه مخدر عادي ويساعد على الحركة والنشاط، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما، هذا المخدر يا سادة وغيره من أنواع المخدرات الأخرى تدمر الشباب فكريا وجسديا، ويكفي أن أبشع أنواع الجرائم التي شهدتها مصر في الأشهر الاخيرة كان البطل الرئيسي فيها هو المخدرات بمختلف أنواعها.. دعونا نعترف بأن دمار أي دولة يبدأ بتدمير شبابها، حتى تموت العقول ومن بعدها الأجساد وتتوقف دورة الإبداع والاختراعات والاستفادة من الطاقات الإيجابية التي تميز الشباب عن غيرهم باعتبارهم الأمل والمستقبل. ما تشهده مصر يا سادة من انتشار وزيادة نسبة المتعاطين من الشباب لجميع انواع المخدرات يدق ناقوس الخطر بشدة ويتطلب من الاسرة المصرية قبل الدولة سرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وعلى المدرسين في المدارس وأساتذة الجامعات أن يقوموا بدورهم الطبيعي بإطلاق حملات التوعية لإنقاذ الشباب من المؤامرة المدمرة.. استمرار الوضع على ما هو عليه ينذر بكارثة لأننا ندمر الثروة الحقيقة لمصر ونترك خيرة شبابها فريسة لاعداء الوطن يستكملون مخططاتهم لتدمير الدولة المصرية.. الدول المتقدمة تستورد وتصدر التكنولوجيا.. والدول النامية دائما مستهدفة، لأن الدول المصدرة للمخدرات لا ترغب في أن تستفيق العقول لتظل الشعوب في حالة سكون، وتكون المستهلك الأكبر لكل شيء.. خطر المخدرات اخطر ألف مرة من خطر الاٍرهاب».

متطرفون في الكنيسة

أجرت ساره علام حواراً مهماً في «اليوم السابع» مع الراهب جون الدمنياكي اعترف خلاله بأن هناك مناخا يثير رياح العنف في الكنيسة مستشهداً بجريمة مقتل الأنبا أبيفانيوس مؤخراً وتابع: قبل مقتله كان هناك من يحرّض ضده واصفاً إياه بالمهرطق، فهل من قتله لديه أسباب دينية ورأى في نفسه أنّه حامي الإيمان؟ قد يكون ذلك! كما أن بعض صفحات الفيسبوك شمتت في مقتله.. لقد كان شخصًا مقلقًا بالنسبة لهم لأنه مسالم جدا وعالم، لا ينظر إلا للعلم. مثل هذه الشخصية تقلق الجهلاء. وأشار إلى أنه بوصول البابا تواضروس لسدة كرسي مارمرقس دخلت الكنيسة القبطية عصر جديدًا، البابا الحالي يهتم بالعلم وتعميق إيمان الكنيسة، ومن ثم يكلف اللاهوتيين في الكنيسة القبطية بالدراسة، ويسعى لانفتاح مع الكنائس الأخرى، وحين توفر هذا المناخ سعى لتقليل الفجوة بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الأخرى، والبحث عن المشتركات، وأظن أن هذه الخطوة كانت أملا قديما لدى الكنيسة القبطية، وكان معقدًا قبل وصول البابا تواضروس للبطريركية، وفكرة إعادة المعمودية اخترعها البابا شنودة، فهي لا تراث ولا فكر لاهوتي، وهو أمر هش جدا و«يكسف أي لاهوتي»، لأنني أهدم جزءا في إيمان شخص «لأنه مش عاجبني»، وهي مجرد كلام خرافات بلا أساس لاهوتي. وأكد وجود تيارين في الكنيسة القبطية، الأول يسعى للحقيقة ويعتمد على الإيمان والعلم وليس الأشخاص، وهو تيار مستعد للاعتذار عن أي خطوات خاطئة اتخذت من قبل، لأنهم مهتمون بالإيمان وليس بالأشخاص، أما التيار الآخر فهو أقل علما وأعلى صوتا ويملك لغة الشارع وأكثر سلطة. هؤلاء يرفضون أي محاولة للتقارب مع الكنائس الأخرى، وهذا الصراع خطر بين عقليتين، لأن العقلية الثانية ترى نفسها أفضل من الآخرين وليس لديها رغبة في معرفة موقعها من العالم».

كلنا ضحايا

الموسم الدراسي بدأ أمس الأحد ومثل معظم المصريين محمد سعد عبد الحفيظ الكاتب في «الشروق» يبدو منهكاً من كثرة الأعباء: «أنا أب لثلاثة أبناء في مراحل تعليمية مختلفة.. أكره شهور الدراسة كراهية التحريم، فبفضلها وفضل نظامنا التعليمي القائم على تلقين المناهج والمعلومات وحفظها ثم قذفها في لجنة الامتحان، يتحول منزلنا إلى «عنبر العقلاء» في مستشفى العباسية للأمراض العقلية. ضجيج معركة «المذاكرة» اليومية يصل إلى مسامع سابع جار، ولا يخلو الأمر من إصابات بعض أفراد الأسرة نتيجة تطاير «فرد الشباشب» في غرف المنزل على مدى ليالي الدراسة السوداء التي حلت علينا كما يحل الموت فجأة على تارك الصلاة. منذ أن دخل ابني الأول «مفرمة» التعليم، وأنا أحلم بنظام تعليمي ينزل علينا السكينة ويجنبنا الانهيار العصبي الذي يستمر معظم السنة، ويرد على زوجتي وأولادي مردا جميلا. الكابوس الذي يلاحقنى كولي أمر، هو وصول ابني البكري وشقيقيه من بعده، إلى محطة الثانوية العامة.. أخطط لميزانية الدروس الخصوصية للأولاد الثلاثة، وبحسبة بسيطة يحتاج طالب الثانوية ما يقرب من ثلاثة آلاف جنيه شهريا بحسابات هذه الأيام، ما يعني أن عليّ أن أوفر نحو تسعين ألف جنيه ميزانية مصروفات دروس ثانوية عامة للأولاد الثلاثة، وهو رقم لو تعلمون عظيم على العاملين في الصحافة هذه الأيام. تابعت كما تابع غيرى من أولياء الأمور المداولات التي سبقت إقرار نظام التعليم الجديد، لم ألتفت كثيرا إلى ما قيل حول فلسفة النظام والمناهج والتابلت، فجيلي يسمع الكلام ذاته منذ أن كان الدكتور فتحي سرور وزيرا للتعليم، وكرر خلفه الدكتور حسين كامل بهاء الدين كلاما مشابها، ومضى الخلف على سنة السلف في طرح نظريات عن الجودة والاعتماد».

بثمن بخس

استنتج عماد الدين حسين في «الشروق» أمراً في غاية الأهمية: «أوروبا تسعى لعقد اتفاق شامل مع مصر، يبدو أنه على غرار ما حدث مع تركيا عام 2015، حينما قالت أوروبا إنها ستعطي لأنقرة 3 مليارات يورو سنويا، مقابل منعها تدفق اللاجئين إلى القارة العجوز، وحزمة من التسهيلات المختلفة تشمل إعفاء الأتراك من الحصول على تأشيرة شينجين. ألمانيا توصلت مع مصر عام 2016 إلى اتفاق مبدئي لوقف تدفق اللاجئين، مقابل «دعم اقتصادي وسياسي لتوفير مناخ وظروف معيشية أفضل للاجئين في مصر، وكذلك إنشاء مركز للوظائف والهجرة وإعادة الدمج في مصر» والكلام السابق على ذمة شتيفن زايرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل قبل عامين. إذا كنا نتذكر فإن القاهرة عارضت فكرة هذا المركز، لأن الأمر قد ينتهي إلى فكرة إقامة معسكرات للاجئين. كلام غالبية الأوروبيين عن حقوق الإنسان يمكن أن يتبخر، في سبيل مصالحها، ويبدو أنها تحاول إغواء القاهرة بالعديد من المزايا، مقابل استيعاب المهاجرين الذين يتم طردهم من أوروبا في معسكرات داخل مصر. لا أعرف هل تم طرح الأمر رسميا على مصر بهذه الصيغة أم لا؟ لكن تصريحات المسؤولين الأوروبيين في الأيام الماضية، تشير لوجود تقدم في المفاوضات، ليس مع مصر فقط ولكن مع بعض دول شمال إفريقيا المطلة على البحر المتوسط. بطبيعة الحال منع الهجرة غير الشرعية واجب أمني وأخلاقي، ومصر نجحت فعلا في ذلك طوال العامين الماضيين، ومن المهم أيضا أن نسعى للحصول على أكبر دعم اقتصادي أوروبي، لكن ينبغي أن ندرس الملف بعناية، ونسأل بوضوح عن المزايا والمخاطر التي ستعود علينا».

وحدهم يدفعون الثمن

الهجوم على الحكومة عرف طريقه لـ«الأهرام» على يد سكينة فؤاد: «إلى متى سنظل ننتظر أن يكون موت مواطن من البشر المتعب والمنسحق في حادث أو كارثة هو وسيلتنا لاكتشاف أزمات وكوارث متفاقمة في جميع جوانب حياتنا.. فينتفض السادة الكبار والمسؤولون والنواب ويتسابقون للفوز بالكاميرات وإظهار بطولاتهم، وأداء ما كان يجب أن يؤدوه قبل الكارثة أو المصيبة، وليفلتوا من أي حساب إذا حدث مع تقصيرهم وإهمالهم! في رقابكم أيها السادة، دماء وحياة كل مواطن يغتاله الإهمال ويغتاله أداء لا يرعى الله ولا قيمة حياة وروح كل مواطن، خاصة من لا يملكون الوجاهة والنفوذ والوصاية والحصانة! وبعد عشرات السنين من الإهمال والتقصير الذي عانى المصريون أسوأ وأقصى أشكاله، هل كان الوزراء والمحافظون الجدد ونوابهم خاصة من الشباب، الذين يجب أن يمثلوا دماء جديدة تضخ في شرايين الإدارة.. هل كان يجب أن ينتظروا توجيهات أو اجتماعات أو كوارث موت مواطنين بالإهمال ليسارعوا إلى ما كان يجب أن يقوموا به منذ اليوم الأول لتوليهم المسؤولية، وهو القيام بعمليات جرد ومسح وتقييم لجميع الخدمات التي تقدم للمواطنين باعتبارهم يعرفون ويدركون، أو هكذا المفروض حقيقة الواقع والوقائع المريرة التي يعيشها المصريون والمستوى المتردي والمؤسف للخدمات التي تقدم لهم.. وهل سمعوا ووعوا ما أعلنه رئيس الوزراء أن للمحافظين كامل الصلاحيات في اتخاذ القرارات ومتابعة المشروعات التي تتم على أرض محافظاتهم».

لن يصمتوا للنهاية

من بين الغاضبين في صحف الأحد محمد عبد العليم في «الوفد»: «الأمل الذي يبحث عنه الناس وبدأوا يفتقدونه وكادوا يصلون إلى المحطة الأخيرة في العثور عليه التي يطقطق عليها اليأس.. وإذا وصل الناس إلى هذه المرحلة فهذا معناه خطير وهو الخطوة التي تسبق الانفجار، وتصبح الحياة هي والموت سواء.. بل من الممكن أن يفضل الموت الذين بلغوا مرحلة اليأس والإحباط.. وأنا لست من دعاة اليأس ولا الإحباط.. بل أن الأمل لا ينتهي عندي في حياة الدنيا، بل يتعدى ذلك بكثير. الأمل موجود أن لا يفلت أحد ممن قهروا الشعب ومن سرقوا أمواله.. الأمل موجود في مقال كاتب محترم لا يأتمر بأمر مخبري النظام أي نظام.. الأمل موجود في استجواب لبرلماني يراعي الله في رسالته باستجواب يكشف التعذيب أو الفساد.. حيث أن معظم قضايا الفساد، والتعذيب كانت موضوع استجوابات نوقشت قبل 25 يناير/كانون الثاني. الأمل موجود في روائي محترم يقدم التاريخ بصدق وليس كمن يكتب تحت عصا مخبري نظام الحكم وقد عرف بأمره يوم اقتحم الشباب مبنى أمن الدولة في مدينة نصر فوجدوا مسودات مسلسلة هناك الأمل موجود أمامنا بأنه لا مستحيل، وقد أصبح الأمل واقعًا وتمت محاكمة حكام ووزراء داخلية وكل من قهر الشعب وكل من سرق أمواله. الأمل موجود في ديمقراطية حقيقية تحول الأحزاب إلى قوة تساهم في سلامة تداول السلطة من خلال دستور محترم.. الأمل موجود في وجود نواب يقولون كلمة الحق في وجه الحكام ولا يصمتون ويموتون خوفًا ورعًبا».

وعود في الهواء

ونبقى مع غاضب آخر وهذه المرة في «الوفد» حيث علاء عريبي يبحث عن الحقيقة: «في ظل ارتفاع أسعار الخضراوات والفاكهة المبالغ فيه، من المفترض أن نتساءل عن مشروع المليون ونصف المليون فدان، الذي أعلن عنه من عدة سنوات؟ ولعدم إقبال رجال الأعمال على المشروع، ولتعثر الشركة في تسويقه، سنتجاهل الحديث عن مشروع المليون ونصف مليون فدان ونتحدث عن مشروع آخر سبق وتحدث عنه الرئيس مع وزراء الزراعة، وهو مشروع العشرين ألف فدان. منذ أكثر من سنة تحدث الرئيس عن عشرين ألف فدان تقوم وزارة الزراعة باستصلاحها وتجهيزها، وفي أحد اللقاءات تحدث عن تفكيره في استصلاح 4 ملايين فدان وليس المليون ونصف المليون فقط، وأشار خلال حديثه إلى العشرين ألف فدان، وقال نصاً: ده غير عشرين ألف فدان كده على جنب، بس لو صدقت وزارة الزراعة معنا فيها. ووقف يومها وزير الزراعة، نظنه السابق أو الأسبق، وأكد للرئيس أمام الحضور والملايين التي تتابع اللقاء، مؤكداً التزام الوزارة في تجهيز العشرين ألف فدان في التوقيت المتفق عليه مع الرئيس، ويومها ارتفعت طموحاتنا وآمالنا في إعادة مصر إلى مجدها القديم، وتوفير جميع احتياجاتها من الخضراوات والفاكهة، ومن النباتات الزيتية، والأقطان، وغيرها من المحاصيل التي تدخل في الصناعة، لكن بمرور الأيام اكتشفنا تعثر مشروع المليون والنصف مليون فدان، لأسباب عدة، منها: استيلاء البعض على مساحات من المشروع، ومنها عدم توفر المياه لبعضها، ومنها عدم تجهيز البنية الأساسية لبعضها، ومنها: عدم إقبال المستثمرين المصريين والأجانب على المشروع، لماذا، لم يطلعنا أحد على الأسباب؟».

كلنا في الهم شرق

«لو سألنا جميعاً أنفسنا في صدق وصراحة كما يقترح رجائي عطية في «الوطن» عن نصيب أي منّا من الزهو أو الغرور، لوجدنا أنهما يغمران كياننا من أخمص القدم إلى شعر الرأس، فنحن جميعاً غرقى في الزهو والغرور، وفي خدمتهما والإغراق فيهما وحمايتهما. أخطر وأصعب ما يصادف الإنسان والإنسانية، في زماننا، شيوع القلق وفقدان الأمان في دنيا صارت مليئة بالصراعات والمخاوف والأهوال. يبتعد الآدمى عن الأمان المنشود، حين لا يفطن إلى أن الأمان الحقيقي من داخله وإليه، وأن هذا «الداخل» هو الذي تعرض للنحر والتراجع والتآكل إزاء زحف «ماديات» الحضارة الحديثة المهولة والمذهلة.. أعطت الإنسان ما لا حصر له، لكنها أخذت منه الكثير، لا يُخشى على الحضارة الحالية من تراجع أو توقف أدواتها، فهي في تزايد متلاحق سريع لا يني ولا يهدأ، وإنما الخشية الحقيقية هي على روح وداخل وأمان الإنسان. الحرية هبة ربانية تولد مع الإنسان والقيود من صنع الناس.. وكذلك الاستعباد! الحب صلة ورباط متبادل بين الآباء والأبناء، ولكن حب الأبناء أنانية وحب الآباء عطاء! الروحانية هي الجانب المتطلع إلى المثل الأعلى في الديانات بعامة، لذلك قيل إن الروحانية أكثر نبلاً من التقوى.. لأن ما يحقق وجودنا ويجعل له قيمة هو فقط ما يجعل لمصدر وجودنا قيمة.. فلا قيمة لنعمة الوجود، إلا إذا كان الوجود خيراً، الروحانية غاية داخلية وثبات في العاطفة يعرف ماذا يأخذ وماذا يدع في عالم ينثر علينا شيئاً من سكينته هو وسلامه هو.. يسلك طريقه في المحيط ومعالمه.. لا يغريه شيء أن يشرد، وتملؤه الثقة في أنه يستطيع في كل وقت أن يمضي على الطريق».

الله يكفيه

لا يعدم أردوغان الحيلة في العثور على متعاطفين معه في القاهرة ومن بينهم حلمي القاعود في «المصريون»: «الغرب الاستعماري ومعه اليهود وخدامهم من الأعراب؛ لم يعجبهم أن يكون هناك حاكم مسلم يحتفظ بقامة مرفوعة، ويتعامل باستقلال، ويرفض التبعية، فتآمروا عليه وحرضوا علنا وسرا، لدرجة تدبير انقلاب عسكري ليلة الخامس عشر من يوليو/تموز 2016 شاركت فيه القوات الجوية والبرية والبحرية، وقصفوا مجلس النواب والاستراحة التي كان ينزل فيها أردوغان، فواجههم الشعب في إسطنبول بصدره العاري، واستشهد مئات من المواطنين والجنود، ونجا أردوغان من الموت بفضل الله، وأخفق الانقلاب، وتم القبض على المشاركين فيه والداعمين له، وقدموا إلى المحاكمات التي ما زالت جارية حتى الآن، والمفارقة أن قوى الفشل العربي لم تخف شماتتها ساعة الانقلاب، ولكنها باءت بالخزي والعار بعد دحره، فتفرغت لهجائه والتحريض عليه، ووصفه بالديكتاتور، وتشويه صورته من خلال نشر الأخبار المسيئة من قبيل «تركيا تستفز جيرانها بقاعدة عسكرية في المتوسط». أما الدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا واليهود، فلم تقصر في الدفاع غير المباشر عن الانقلابيين والتنديد بمحاكمتهم، وافتعال الأزمات مع الحكومة التركية، ثم وهو الأخطر اتجهوا إلى تحطيم الاقتصاد التركي، من خلال تقويض قيمة الليرة التركية (خسرت 40٪ من قيمتها منذ أوائل العام الحالي 2018)، وقامت أمريكا بإعلان الحرب الاقتصادية ورفع قيمة الجمارك على الواردات التركية، وفرض العقوبات الاقتصادية على وزيرين في حكومة أنقرة، ولم يخجل اليهودي إيدي كوهين من التصريح بأن اليهود يملكون ثروة العالم، وأنهم سيسقطون الاقتصاد التركي، وبالتالي إسقاط تركيا أرضا، والقضاء على قيادتها الإصلاحية! لقد رد أردوغان على أمريكا بالمثل، ولجأ إلى الشعب لمواجهة انخفاض الليرة أمام الدولار، وتجاوب الشعب معه، كما ساندته قطر بعدة مليارات للاستثمار، واتفق مع بعض الدول على التبادل التجاري بالعملة المحلية. كما اتخذ عدة إجراءات في المجال الاقتصادي ونجح في وقف تدهور قيمة الليرة».

إيران تتذوق السم

نتوجه نحو ايران حيث يرى جمال سلطان في «المصريون»: «حوالي خمسة وعشرين قتيلا حتى كتابة هذه السطور، هم ضحايا الهجوم المسلح الذي شهدته منطقة «الأحواز» العربية في غرب إيران، وهي إمارة عربية كبيرة قامت إيران باحتلالها قبل حوالي مئة عام وضمها إلى الدولة الجديدة بتواطؤ بريطاني، وتشهد الأحواز منذ عشرات السنين حركات عربية معارضة تدعو للحفاظ على الهوية العربية في وجه جهود «التفريس» وأخرى تدعو لتحريرها من الاحتلال الإيراني، ويتعرض الوجود العربي هناك لعمليات قمع عنيفة للغاية ومستديمة ، سواء بالإعدامات للناشطين أو الاعتقالات الجماعية، خاصة أن المنطقة ثرية بالنفط والمعادن، وأغلب تلك الحركات كانت سلمية، لكن العملية المسلحة التي وقعت أخيرا هي استثنائية بكل المقاييس وغير مسبوقة في تلك المنطقة، ولذلك كان وقعها مزلزلا في المنطقة نظرا لخطورة دلالاتها وعواقبها. أيا كانت الجهة التي تقف وراء العملية، إلا أنها مؤشر خطير على أن إيران دخلت في حزام العنف العرقي والطائفي الذي يعصف بالمنطقة، والذي تفجر بعد ثورتها في 1979 التي تحولت إلى مشروع تمدد وهيمنة يستخدم الاختراق الطائفي عبر وكلائها من تنظيمات وكوادر ويوظفه بكل وسائل العنف لفرض أجندته في المنطقة، كما أن إيران يصعب عليها أن تستجلب الإدانات السياسية على تلك العملية، لأنها الدولة التي شرعت للمنظمات الموالية لها استخدام السلاح ضد نظم الحكم أو ضد الآخرين، وهي الدولة التي وضعت اسم خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس المصري أنور السادات، على أحد أهم شوارع عاصمتها، كما أنها الدولة التي تمول حزب الله في لبنان وميليشيات العراق في سوريا وميليشيات الحوثي في اليمن والمنظمات الإرهابية في شرق السعودية، أي أنها هي التي فتحت باب اللعب بالنار عن طريق الوكلاء في المنطقة، ويبدو أن النار بدأت تقترب من يدها وقلبها للمرة الأولى. علامة استفهام أخرى يمكن طرحها على ارتباط العملية وتوقيتها بصبيحة التهديد الأمريكي على لسان وزير الخارجية بومبيو لإيران بأنها ستواجه الردع الأمريكي مباشرة إذا تعرضت مصالحها للخطر، حتى لو كان المتورط وكلاءها في المنطقة وليست هي، فإذا بنا في الصباح التالي نفاجأ بالعملية! على كل حال، يبدو أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة، يلقي الجميع فيها بكل أوراق اللعب التي يملكونها، والتي كانوا يتعففون عن استخدامها في السابق، ويبدو أن الصيغة الإيرانية التي أحسنت إيران استخدامها لخلط الأوراق في المنطقة ستغري الآخرين باستخدام الطريقة نفسها.

زيادة نسبة متعاطي المخدرات تدق ناقوس الخطر وصراعات داخل الكنيسة القبطية

حسام عبد البصير

الرقة: الهجمات المجهولة هاجس أمني أمام «قسد»… وإيران تفتتح مدرسة فارسية

Posted: 23 Sep 2018 02:21 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: بعد مرور عام على سيطرة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفه المحلي قوات سوريا الديمقراطية «قسد» على الرقة «عاصمة تنظيم الدولة» في سوريا، لا يبدو المشهد اليوم كالأمس، فالسياسة الحربية التي اتبعت لانتزاع المدينة من تنظيم «الدولة» كانت باهظة الثمن على ابنائها.
إذ وثق فريق الاستجابة الأولية انتشال عناصره خلال تسعة أشهر لجثامين 2600 مدني قضوا خلال المعركة، في حين تعيش «قسد» مؤخراً حرباً من نوع آخر، محورها هجمات سريعة تقوم بها جهات مجهولة ضد القوات الكردية ومسؤوليها، فيما يرجح أن الهجمات يقودها تنظيم الدولة المطرود منها قبل عام.
وفي التفاصيل، أقدم مسلحون مجهولون، السبت، على تنفيذ هجوم ضد حاجز عسكري يتبع «قسد»، غربي مدينة الرقة، مما أدى إلى مقتل عدد من عناصر الوحدات الكردية، وجرح آخرين، في حين تعيش المدينة حالة من التخبط، جراء كثرة الهجمات المماثلة التي تستهدف مجموعات القوات الكردية والمتعاونين المحليين معها.
الرقة، شهدت خلال الأسابيع الأخيرة، وفق ما أكدته مصادر محلية، تصاعداً في وتيرة الهجمات التي كانت بغالبيتها هجمات ناجحة التنفيذ، إذ بعد تلك الهجمات استهدفت قيادات بارزة في «قسد» ، بينما يعتبر المدنيون المحليون بأن هذه الضربات تهدد المشهد الأمني، فيما يبدو أن ذلك يعد تحدياً أمنياً يلاحق الوحدات الكردية التي تشكل العصب المؤسس لقوات «قسد».
على صعيد التكاليف المدنية التي تكبدها ابناء الرقة على يد التحالف الدولي خلال عملية السيطرة عليها، فعلى ما يبدو بأن السياسة الحربية التي اتبعت إبان المعارك، كانت وفق الاحصائيات الأخيرة لا تفرق بين مدني ومسلح، إذ نقلت شبكة «الرقة تذبح بصمت»، عن فريق الاستجابة الأولية، انتشال الأخير لجثامين 2600 مدني، خلال التسعة أشهر الماضية، غالبية الضحايا وفق المصدر، هم من النساء والأطفال، قضوا بقصف مقاتلات التحالف الدولي، ومدفعية قوات سوريا الديمقراطية.
التحالف، وفق المصادر، نفذ خلال عملية السيطرة على الرقة أكثر من 3800 غارة جوية، هجمات تبدو عشوائية، حولت حممها الأحياء والشوارع والمباني إلى مقابر جماعية لأهلها، ضمت رفات المئات، ولا زال المئات منهم حتى اليوم مدفونين تحت ركام منازلهم، كما تم انتشال بعض الجثث التي تعود لعناصر من تنظيم الدولة كانوا قد قضوا خلال المعارك التي دارت في المدينة.
في المدينة ذاتها، قالت وسائل إعلامية سورية معارضة، أمس الأحد، إن المستشارية الإيرانية في دمشق، قامت بافتتاح مدرسة إيرانية تُدرس اللغة الفارسية في مدينة «معدان» الواقعة شرقي مدينة الرقة.
وبعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مدينة الرقّة وأريافها الشماليّ، والجنوبيّ، والغربيّ، ومرور عامّ على سيطرتها فإنّها لاتزال، وفق «الرقة تذبح بصمت» تصدر قرارات متلاحقة بين الفينة والأُخرى تفرض فيها التجنيد على أبناء الرقّة والتي كان آخرها منذ قرابة الشهر، حيث قامت قوّات الأمن الأسايش التابعة للإدارة الذاتيّة الكرديّة باعتقال عشرات الشباب من أبناء قُرى الكرامة وحمرة بلاسم والذين قُدِّر عددهم بنحو 43 شاباً، وقد قُوبِل هذا الاعتقال باحتجاجات الأهالي والتنديد بتجنيد الشباب ضمن ميليشيا قِوى «قسد»، وغيرها من القرارات التعسفيّة التي تصدرها الميليشيا يوميّاً، والتي باتت ترهق الأهالي.

الرقة: الهجمات المجهولة هاجس أمني أمام «قسد»… وإيران تفتتح مدرسة فارسية
مقتل 2600 مدني على يد التحالف الدولي خلال 9 أشهر

حملة اعتقالات واسعة في الضفة والمستوطنون يقتحمون الأقصى بأعداد كبيرة

Posted: 23 Sep 2018 02:21 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: شنت قوات الاحتلال عمليات دهم  واسعة النطاق، طالت الكثير من مناطق الضفة الغربية، وانتهت باعتقال 18 فلسطينيا، وذلك على وقع عمليات اقتحام واسعة لباحات المسجد الأقصى نفذتها مجموعات من المستوطنين.
وداهمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة البلدة القديمة في مدينة نابلس شمال الضفة، وداهمت هناك عددا من المنازل، وتعمدت إحداث خراب فيها، قبل أن تعتقل ثلاثة شبان وتنسحب من المكان.
وخلال عملية الاقتحام دارت مواجهات مع شبان المنطقة، قامت خلالها بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أحدث حالات اختناق في صفوف المواطنين.
وفي مدينة جنين شمال الضفة الغربية أيضا، اقتحمت تلك القوات بلدة برقين غربا، واعتقلت شابين أحدهما أسير محرر، بعد أن أجرت عملية تفتيش دقيقة في منازلهما. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال داهمت بلدة عزون قضاء قلقيلية شمال غرب الضفة، وشنت حملة مداهمات واسعة، نتج عنها اعتقال ثلاثة مواطنين بينهم شقيقان.
كما اعتقلت من مدينة رام الله وسط الضفة فتى يبلغ من العمر (16 عاما) بعد مداهمة منزل ذويه في قرية جفنا، إضافة إلى اعتقال شاب آخر من مخيم الجلزون.
وداهمت قوات الاحتلال بلدتي دورا وترقوميا الواقعتين ضمن مدينة الخليل، جنوب الضفة، واعتقلت منهما ستة مواطنين، بينهم أسرى محررون، بعد أن أحدثت خرابا في منازل المعتقلين خلال عمليات تفتيشها.
واعتقلت أيضا ياسر درويش أمين سر حركة فتح في بلدة العيسوية وسط القدس المحتلة، بعد اقتحام وتفتيش منزله بشكل استفزازي، وذلك بعد أن شهدت البلدة ليل السبت مواجهات عقب اقتحامها من الاحتلال.
وأعلن جيش الاحتلال عن اعتقال ما مجموعه 18 فلسطينيا من الضفة، بسبب مشاركتهم في أنشطة مقاومة شعبية، وقال إن فلسطينيين ألقوا قنبلة محلية الصنع على معسكر بيت إيل خلال الليل دون الإعلان عن إصابات.
وفي سياق التضييق على الفلسطينيين، منعت سلطات الاحتلال وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، من الدخول عبر حاجز بيت إكسا شمال مدينة القدس، لتفقد المسيرة التعليمية في البلدة.
وأوضحت وزارة التربية في بيان صحافي، أنه تم منع الوزير والوفد المرافق له والمكون من عدة مسؤولين من دخول المنطقة، معتبرة أن هذا المنع يأتي ضمن حملة تضييق متعمدة ضد الوزير والقيادة التربوية، لافتة إلى أن الاحتلال قام بسحب تصريح الوزير صيدم ومنعه من دخول القدس.
واستنكرت الوزارة إجراءات الاحتلال التي تستهدف النيل من قطاع التعليم الذي يعتبر «الرافعة الحقيقية للشعب الفلسطيني، وذلك عبر التضييق المتواصل ضد القيادة التربوية، وأن ذلك يأتي ضمن الحملة الشرسة المتواصلة التي يشنها الاحتلال ضد قطاع التعليم الفلسطيني».
وطالبت كافة المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية والإعلامية المحلية والدولية؛ بالوقوف عند مسؤولياتها تجاه حماية التعليم وضد حملة الاحتلال التحريضية ضده وضد القيادة التربوية.
إلى ذلك نفذت مجموعات من المستوطنين عمليات اقتحام واسعة لباحات المسجد الأقصى المبارك، تلبية لدعوات «جماعات الهيكل» المزعوم، بحماية من القوات الخاصة الإسرائيلية، وذلك بمناسبة حلول «الأعياد اليهودية»، ونفذوا عمليات استفزازية داخل المسجد.
وكانت قوات الاحتلال قد استبقت العيد العبري بسلسلة من الإجراءات القمعية في المدينة، تمثلت باعتقال عدد كبير من النشطاء والكوادر ومن العاملين في الأقصى واستدعائهم والتحقيق معهم، وتسليم معظمهم قرارات بالإبعاد عن المسجد.
إلى ذلك أخطرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عددا من العائلات بإخلاء منازلهم، في مخيم عقبة جبر للاجئين، عند المدخل الجنوبي لمدينة أريحا، وهددتهم بالتجريف والهدم وتشريد عائلاتهم خلال الثلاثة أسابيع المقبلة.
ووصف محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل هذه الخطوة بأنها «استمرار لسياسة الاحتلال وحكومة اليمين في فرض حقائق ووقائع جديدة في الأغوار الفلسطينية، في إطار محاولات التهجير القسري». ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية للتدخل لوقف التوسع الاستيطاني في الأغوار.
وفي السياق، قامت قوات الاحتلال، بالاستيلاء على مركبة ومواد بناء ومولد كهرباء، في بلدة يطا القريبة من مدينة الخليل جنوب الضفة.

حملة اعتقالات واسعة في الضفة والمستوطنون يقتحمون الأقصى بأعداد كبيرة
قرارات هدم إسرائيلية جديدة تطال منازل في أريحا

هشاشة إيران أمام هجمات الأقليات العرقية

Posted: 23 Sep 2018 02:20 PM PDT

تثبت العملية في الأهواز، أمس، مرة أخرى، هشاشة إيران أمام هجمات الإرهاب التي مصدرها الفسيفساء العرقية فيها، وإن لم يكن فيها ما يهز استقرار النظام. فإيران تواجه منذ سنين عمليات تأتي على أمواج من جانب جماعات انعزالية ـ عرقية مختلفة. وعملية أمس في أثناء المسيرة العسكرية تذكر، على الأقل من ناحية طريقة العمل، اغتيال الرئيس المصري أنور السادات في 1981، التي جرت هي الأخرى في أثناء مسيرة عسكرية.
هذه هي العملية الأكثر فتكًا منذ صيف 2017، حين هاجم مخربون انتحاريون مبنى البرلمان وضريح الخميني في العاصمة طهران. في حينه نفذ العملية أكراد عملوا في إطار منظمة سنية انعزالية، كانت تنتمي لداعش، الذي أعلن مسؤوليته عن العملية. وهذه المرة أيضًا أعلن داعش مسؤوليته عن العملية، ولكن بتقدير د. راز تسمت، الخبير في الشؤون الإيرانية من معهد بحوث الأمن القومي، فإن من يقف خلفها أغلب الظن هو أحد التنظيمات السرية العربية الانعزالية «الأهوازية».
الأهواز هي عاصمة مقاطعة خوزستان، حيث يسكن بالأساس أبناء الأقلية العربية، الذين يشكلون نحو 2 في المئة ـ نحو مليونين ـ من السكان في إيران. ومع ذلك، يجدر بالذكر أن أغلبية العرب في إيران، مثل أغلبية السكان، هم شيعة، وفي معظمهم أيضًا لا يؤيدون الإرهاب. ومع ذلك، يسكن في خوزستان مسلمون سنة أيضًا، لبعضهم ميول انعزالية تتراوح بين المطالبة بالحكم الذاتي الموسع، والاستقلال التام أو الانضمام إلى العراق. خوزستان هو أقليم غني بالنفط، وخليط الذهب الأسود والسكان العرب كان بين الأسباب التي حركت حاكم العراق السابق صدام حسين إلى الشروع في الحرب في 1980 ضد إيران، في ظل استغلال ضعف النظام الثوري الإسلامي الجديد، الذي كان استولى لتوه على الحكم.
معظم نشطاء هذا التنظيم السري الانعزالي الذين يعملون في المنطقة هم مهاجرون في خارج إيران. يعيش زعيمهم أغلب الظن في الدانمارك، أما الزعيم السابق فقد صفي في تشرين الثاني الماضي في هولندا على أيدي عملاء من المخابرات الإيرانية.
من ناحية هؤلاء الانعزاليين فإن هذه هي العملية الأنجح في السنوات الأخيرة، وإن كان نشاطهم في خوزستان ليس شاذًا. ففي عامي 2005 ـ 2006 كانت هناك موجة كبيرة من العمليات، وبعد نحو خمس سنوات وقعت فيها اضطرابات. وفي السنوات الأخيرة أيضًا كانت هناك بعض حالات العمليات في المنطقة، ولا سيما في منشآت النفط.
تتهم الحكومة الإيرانية السعودية واتحاد الإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، بمساعدة التنظيمات السرية والمنظمات الإرهابية في الدولة. وفي الماضي كانت منشورات أجنبية تفيد بأن الموساد أقام علاقات ويساعد التنظيم السري البلوشي، وهو تنظيم سري يعمل في منقطة بلوشستان شرق الدولة، على الحدود مع الباكستان، ويسمى جند الله. هذا تنظيم سري سني في جوهره قام بعمليات قاسية ضد النظام.
وتحدث رئيس الموساد الأسبق مئير داغان في عدة مناسبات علنًا أيضًا عن أن «البطن الطرية» لإيران هي الأقليات العرقية التي تعيش في الدولة وتتعرض للتمييز من ناحية اجتماعية ـ اقتصادية، ومحرومة من الحقوق السياسية. بل إن داغان دعا غير مرة إلى استغلال هذا الوضع لإضعاف النظام الديني الإسلامي الذي يسيطر في إيران منذ نحو 40 سنة.
بتقدير د. تسمت، مع أن العملية أمس تتحدى النظام في طهران، فمن شأنه بالذات أن يخرج معززًا منها في المدى القصير ويستغلها لأغراض الدعاية والإعلام في الداخل وفي الخارج. وعلى حد قوله، فإن الجمهور الإيراني العام حساس جدًا للعمليات من هذا النوع.
هكذا مثلًا، فبعد عملية العام الماضي في البرلمان ازداد الدعم الجماهيري للمعركة في سوريا. وأمس أيضًا كان يمكن أن نرى في الشبكات الاجتماعية التجند الجماهيري ضد منفذي العملية في المسيرة في الأهواز.

يوسي ملمان
معاريف 23/9/2018

هشاشة إيران أمام هجمات الأقليات العرقية
النظام يميز ضدها اقتصاديا واجتماعيا ويحرمها من الحقوق السياسية
صحف عبرية

منسق الإغاثة في أفغانستان لـ«القدس العربي»: مازال أكثر من ثلاثة ملايين طفل خارج المدارس

Posted: 23 Sep 2018 02:20 PM PDT

نيويورك ـ (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: حذر، توبي لانزر، مبعوث الأمم المتحدة الإنساني لدى أفغانستان، من احتمال تعرض التقدم الذي تم إحرازه في البلاد للخطر وعرقلة تطلعات الشعب الأفغاني في حياة سلمية وآمنة ومزدهرة، على الرغم من أن الأفغان اليوم يتمتعون بفرص أفضل لمرحلة من السلم أكثر من أي وقت مضى في السنوات القليلة الماضية.
وقال في حديثه إلى الصحافة في مقر الأمم المتحدة إن هناك عددا من الإنجازات الرئيسية في البلاد، من بينها التقدم الاقتصادي للسنة الثالثة على التوالي وكذلك الانتخابات البرلمانية القادمة في تشرين الأول/ أكتوبر والانتخابات الرئاسية في نيسان/ أبريل من العام المقبل.
وأضاف منسق الشؤون الإنسانية: «إلى جانب ذلك شهدت أفغانستان أيضا مقتل 13 صحافيا في العمل ـ وهو أعلى رقم في العالم، كما فقد 23 من عمال الإغاثة حياتهم، وأصيب 37 بجروح بالغة وخطف 74 آخرين».
وقال السيد لانزر: «تمر أفغانستان بمرحلة جفاف فظيعة، الأسوأ منذ سنوات كثيرة، والآن أكثر من 5.5 مليون شخص في حاجة إلى الإغاثة الطارئة»، مشيراً إلى أنه في الأسابيع القليلة الماضية وحدها، فر أكثر من ربع مليون شخص من منازلهم، ويبحثون الآن عن أي وسيلة أخرى لإيوائهم.
وردا على سؤال لـ«القدس العربي» حول تعليم الفتيات الذي شهد صعودا في السنوات الأولى بعد الحرب ثم شهد انتكاسة كبيرة بعد إستهداف حركة طالبان لمدارس البنات، قال لانزر إن الطفل الذي ولد بعد 2001 في أفغانستان لديه فرص أكبر للالتحاق بالمدرسة الابتدائية والثانوية من الطفل الذي ولد قبل هذا التاريخ. «صحيح زاد عدد الأطفال الملتحقين في المدارس عبر البلاد، ويصل الآن إلى 8 ملايين من الذكور والإناث في المدارس. كما أن هناك عددا من النساء دخلن ميدان العمل في كافة المجالات. لكن ما زال هناك ثلاثة ملايين ونصف طفل خارج المدارس لأسباب عديدة من بينها تصاعد العنف وخوف الأهالي على أبنائهم.
وردا على سؤال ثان لـ«القدس العربي» حول زراعة زهرة الخشخاش المنتجة للأفيون قال لانزر: «نعم كان عام 2017 عاما قياسيا في حجم إنتاج الخشخاش حيث وصل إنتاج إفغانستان إلى 9 طن متري. وتمثل تجارة الأفيون نحو 25 بالمئة من حجم الإنتاج الوطني. وهذه مسألة كبيرة لا يمكن الانتصار عليها بجهود محلية فقط. تحتاج إلى تعاون دولي وتوفير بدائل إقتصادية للسكان».
وقال إن ما يبعث على القلق بشكل خاص هو النقص الخطير في الأموال المخصصة لأعمال الإغاثة، حسبما قال السيد لانزر الذي حث مجتمع المانحين الدوليين على توفير الموارد الفورية.
وحذر قائلاً: «إنني هنا لأقرع أجراس الإنذار لأنه إذا لم نقم بالمزيد من متطلبات الإغاثة في حالات الطوارئ على المدى القصير، فإن مكاسب التنمية التي حققناها على مدى السنوات الماضية… يمكن أن تضيع».
وكان زار منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، وفيليبو غراندي، المفوض السامي لشؤون اللاجئين، قد زارا في وقت سابق من هذا الشهر البلد ودعيا إلى زيادة عاجلة ودعم مستمر للاستجابة الإنسانية. ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن النداء الإنساني لعام 2018 لأفغانستان لا يمثل سوى ثلث التمويل، حيث تفتقر جميع قطاعات الاستجابة الإنسانية إلى الموارد الحيوية.

منسق الإغاثة في أفغانستان لـ«القدس العربي»: مازال أكثر من ثلاثة ملايين طفل خارج المدارس
ذكر أن عدد قتلى الصحافيين في البلاد هو الأعلى في العالم
عبد الحميد صيام

هزة سياسية في ألمانيا.. اليمين المتطرف يتقدّم والائتلاف الحكومي يتعرّض لضغوط

Posted: 23 Sep 2018 02:19 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: يتعرض ائتلاف المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل الحاكم لضغوط حيث من المقرر أن يبحث زعماء أحزاب الائتلاف عن مخرج لخلاف حول نقل رئيس الاستخبارات الداخلية الألمانية هانز جورج ماسن إلى وظيفة حكومية رفيعة المستوى.
ومن المقرر أن تلتقي ميركل زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي، مع كل من هورست زيهوفر رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، وأندريا ناليس رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي لإيجاد حل وسط مقبول للجميع.
واندلع جدل حول «ماسن» الشهر الحالي عندما ناقض ميركل بشأن الأحداث في مدينة كيمنتس بشرق ألمانيا. حيث يصر زيهوفر على بقاء «ماسن» في منصبه الجديد كوكيل وزارة بوزارة الداخلية ـ في ترقية سترفع راتبه الشهري حوالي 2500 يورو (2900 دولار) على الأقل. إلا أن القرار أدى إلى اعتراضات قوية من الاشتراكيين الديمقراطيين، مع إصرار ناليس على إجراء جولة جديدة من المفاوضات. يأتي ذلك وسط تقدم اليمين المتطرف ممثلا بحزب البديل الشعبوي ليصبح القوة السياسية الثانية في البلاد. ليحتل عبر أراء المستطلعين الألمان الدرجة الثانية وذلك خلف الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تقوده ميركل.
وبعد عام على دخوله المدوي إلى مجلس النواب، تمكن حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف من قلب الحياة السياسية الشديدة الانضباط حتى الآن في هذا البلد رأسا على عقب وتحويل النقاشات البرلمانية إلى مواجهات حقيقية.
وعمد هذا الحزب المعادي للهجرة الذي ارتقى في آخر استطلاعات الرأي إلى المرتبة الثانية من نوايا التصويت (18٪) بعد حزب أنغيلا ميركل (يمين الوسط)، إلى تركيز هجماته على «عدوته اللدودة» المستشارة، مستغلا ضعف موقعها السياسي في بداية ولايتها التي ستكون الأخيرة لها على الأرجح في السلطة.
ورأت صحيفة «فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ» أن يوم 24 أيلول/سبتمبر 2017 شكل «منعطفا تاريخيا» مع حصول اليمين المتطرف القومي على 12,6٪ من الأصوات في الانتخابات التشريعية، بعد أربع سنوات فقط على تأسيسه.
وبعدما كانت النقاشات تحت قبة البرلمان حتى الآن هادئة وتوافقية، شهدت تصعيدا في النبرة على وقع استفزازات وشتائم ترغم رئيس المجلس فولفغانغ شويبله على مقاطعتها.
ولا تتنكر حركة «البديل لألمانيا» لهذه الاستراتيجية وقال النائب من اليمين المتطرف رينيه سبرينغر إن «الاستفزازات الشفهية هي بالتأكيد من خصائصنا».
وأقامت المجموعة البرلمانية خلال جلسة في الربيع دقيقة صمت تكريما لذكرى سوزانا فيلدمان، وهي فتاة تعرضت للاغتصاب والقتل في جريمة كان وقعها شديدا في ألمانيا واتهم بتنفيذها مهاجر عراقي رفض طلبه للجوء، ما أثار تساؤلات جديدة حول سياسة الهجرة التي تتبعها الحكومة.
ويطرح نواب اليمين المتطرف أنفسهم على أنهم ضحايا «للحقد والمطاردات الجماعية»، من قبل الأحزاب الأخرى، وهي عبارات استخدمها الطرف الآخر للتنديد بأعمال عنف وقعت خلال تظاهرات معادية للمهاجرين في كيمنتس (شرق) بدعوة من اليمين المتطرف.
كما أن النبرة ارتفعت أيضا بين النواب المعادين للحزب اليميني المتطرف، وقد شبه الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتز، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، نواب الحركة بـ«قمامة التاريخ»، منددا بعودة «الفاشية».
وقال مسؤول في الحزب الليبرالي ماركو بوشمان لصحيفة «سودويتشه تسايتونغ» إن بعض نواب اليمين المتطرف «يبدو عليهم السأم» ويبدون القليل من الاهتمام للعمل البرلماني اليومي الأكثر تقنية.
وبالرغم من الصراعات الداخلية على السلطة، أشار الخبير إلى أن زعيم الحزب ألكسندر غاولاند تمكن من «إبقاء التيارات الأكثر تطرفا تحت مظلة» الحزب، وهي تيارات قريبة من النازيين الجدد.
إلى ذلك كشف استطلاع للرأي أجري حديثا في ألمانيا تراجع شعبية تحالف المستشارة انجيلا ميركل المسيحي على خلفية الجدل الدائر حول رئيس هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) هانز ـ جيورج ماسن.
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد «إمنيد» لقياس الرأي لصالح صحيفة «بيلد آم زونتاغ» الألمانية، التي نشرت النتائج في عددها أمس الأحد أن شعبية طرفي التحالف (حزب ميركل المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) تراجعت بمقدار نقطتين إلى 28٪.
وتراجعت شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمقدار نقطة إلى 17٪، وبذلك يبلغ مجموعة نسبة التأييد لأحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا 45٪ لتسجل بذلك انخفاضا قياسيا، إذ لم تتدن شعبية الائتلاف في استطلاعات معهد «إمنيد» إلى هذا المستوى من قبل.
في المقابل، ارتفعت شعبية حزب «البديل من أجل ألمانياط إلى 16٪، وكذلك ارتفعت شعبية الخضر إلى 14٪ واليسار إلى 11٪ بمقدار نقطة لكل حزب، فيما لم يطرأ تغيير على شعبية الحزب الديمقراطي الحر إذ ظلت عند 9٪.
كما أشار استطلاع أخر للرأي أجرته ذات الصحيفة الألمانية، أن 67 في المئة من الألمان الذين شملهم الاستطلاع يتشككون في ما إذا كانت أحزاب الائتلاف الحاكم الثلاثة لديها أساس من الثقة لمواصلة العمل معًا.

هزة سياسية في ألمانيا.. اليمين المتطرف يتقدّم والائتلاف الحكومي يتعرّض لضغوط
استمرار الاتهامات المتبادلة بشأن قضايا الهجرة
علاء جمعة

إسرائيل تبدأ إجراءات هدم «الخان الأحمر» وتمهل السكان والمتضامنين لإخلاء المكان حتى مطلع الشهر المقبل

Posted: 23 Sep 2018 02:19 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: في خطوة تشير إلى اقتراب تنفيذ عملية هدم قرية الخان الأحمر البدوية، الواقعة شرق مدينة القدس، من أجل تنفيذ مخطط استيطاني إسرائيلي كبير، أمهلت سلطات الاحتلال أهالي القرية حتى الأول من الشهر المقبل، لإخلاء وهدم المنازل ذاتيا، قبل تنفيذ قرار المحكمة الإسرائيلية بهذا الخصوص.
وشددت قوات الاحتلال أمس من حصار القرية، وبالتحديد خيمة الاعتصام المقامة منذ أكثر من شهرين، التي يوجد فيها نشطاء فلسطينيون وأجانب، للتصدي لعملية الهدم المتوقعة، ونفذت عمليتي اقتحام ومحاصرة للخيمة.
وقامت قوات الاحتلال بتسليم سكان الخان الأحمر أمرا يفيد بضرورة إخلاء المكان قبل الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، حيث يشمل القرار جميع المباني المقامة داخل نطاق الخان الأحمر.
وجاء في نص القرار «بموجب قرار المحكمة العليا، عليكم هدم كل المباني المقامة داخل نطاق الخان الأحمر، بشكل ذاتي». وقد حدد القرار الموزع تاريخ الأول من أكتوبر لهذا الغرض، وأنذرت قوات الاحتلال السكان بأن الجيش سيقوم بهذه العملية، في حال لم يقدم السكان على هدم منازلهم المقامة من الصفيح والأخشاب.
وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا، قد رفضت في الخامس من الشهر الحالي، التماس أهالي القرية ضد إخلائهم، وتهجيرهم، وهدم القرية المقامة، وأقرت هدمها خلال أسبوع.
وتشير العملية إلى أن قوات الاحتلال ستقوم بتنفيذ عملية الهدم، غير مكترثة بالمطالبات الدولية التي نددت بالعملية، التي تستهدف الفلسطينيين القاطنين في تلك المنطقة قبل احتلال إسرائيل للضفة الغربية في عام 1967.
وأدانت الحكومة الفلسطينية الخطوة الإسرائيلية، وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود «إن تلك التهديدات مرفوضة، وهي تعبر عن مدى تغول وسعار الاحتلال، وانحطاط العقلية التي تقف وراء تلك الخطوات التدميرية»، مؤكدا أنها تمثل «تجاوزا سافرا لكافة الشرائع والقوانين الدولية، ولكافة الأعراف المتفق عليها بين أبناء البشرية».
وحمل حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة عن إي إجراءات تتخذها ضد الخان الأحمر، مؤكدا أن إسرائيل تريد من وراء ذلك فرض وقائع تقسيم وتقطيع أوصال الجغرافيا الفلسطينية، وتدمير حل الدولتين، والاستيلاء نهائيا على مدينة القدس ومحيطها، وطالب بضرورة «تحرك دولي سريع» لوقف هذا التهور الاحتلالي الاسرائيلي.
ويقطن قرية الخان الأحمر نحو 200 فلسطيني، أكثر من نصفهم من الأطفال، وسكان البلدة هم من اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا». وتضم القرية مدرسة تخدم أطفال القرية وبعض المناطق القريبة، ويشملها قرار الهدم الإسرائيلي.
إلى ذلك واصلت قوات الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية، بهدف منع المواطنين والنشطاء من الوصول إلى القرية للمشاركة في خيمة الاعتصام المفتوح، بعد أن زادت من عدد الحواجز على كافة الطرق المؤدية للمكان، والقيام بعمليات تفتيش وتدقيق في هويات المارة.
جاء ذلك مع استمرار المتضامنين في الاعتصام المفتوح رفضا لقرار الهدم، وذلك لليوم الـ  19 على التوالي، بحضور كبير من قبل المشاركين سواء المحليين أو الأجانب، وكذلك الكثير من المسؤولين.
وتريد إسرائيل من وراء هدم هذا المكان، وهو واحد من 64 تجمعا مهددة بالهدم، تنفيذ مشروع استيطاني كبير يعرف باسم «E1»، وهدفه فصل مدينة القدس المحتلة عن المناطق الفلسطينية، وكذلك فصل مناطق شمال الضفة الغربية عن جنوبها.
ودعت الفصائل الفلسطينية، إلى تكثيف الوجود في الخان الأحمر، من أجل التصدي لأي محاولة إسرائيلية لإخلاء سكانه وهدمه. وأعلنت أن الأسبوع الجاري سيكون «أسبوع الخان الأحمر وأسبوع الحسم» أمام إمكانية الاحتلال تنفيذ مخططه الاستعماري بهدم التجمع مع تصاعد الإجراءات والحصار الاحتلالي.
ودعت لتكثيف الوجود اليومي وعلى مدار الساعة، والمبيت للتصدي لأي محاولة احتلالية لإخلاء الخان الأحمر قسرا. وشددت على أهمية المشاركة في المسيرة الأسبوعية في منطقة جبل الريسان دعما لأهالي قرى «كفر نعمة» و»خربثا» و»رأس كركر» أمام محاولات الاستيلاء على الأراضي ومصادرتها لمصلحة المخطط الاستيطاني في المنطقة.

إسرائيل تبدأ إجراءات هدم «الخان الأحمر» وتمهل السكان والمتضامنين لإخلاء المكان حتى مطلع الشهر المقبل
الفصائل دعت للمبيت في المكان للتصدي لعملية الهدم

حركة الاشتراكيين الثوريين تدعو لتشكيل جبهة تتصدى لخطة السيسي لخصخصة الشركات

Posted: 23 Sep 2018 02:18 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: دعت حركة «الاشتراكيون الثوريون» المصرية، أمس الأحد، القوى السياسية في مصر لتشكيل جبهة للتصدي لاتجاه الدولة الحالي للخصخصة، ووقف تصفية الشركة القومية للإسمنت، ومنع تشريد العمال، مطالبة عمال الشركات المُهدَّدة بالتصفية بتوحيد حراكهم في تنسيقية عمالية.
وقالت في بيان إن «تصريحات وزير قطاع الأعمال المصري هشام توفيق، كشفت خلال الأيام الماضية، عن وجود قرار بإغلاق شركة القومية للإسمنت، وبيع أراض تابعة لشركات الغزل والنسيج و11 محلجا مقابل 27 مليار جنيه مصري، ودراسة أوضاع 48 شركة أخرى وخطة لإصلاحها عبر بيع جانب من الأصول أو دخول القطاع الخاص كشريك وإغلاق الخاسرة تماما».
وأضافت أن «التصريحات جاءت لتكشف ملامح خطة الحكومة لبيع وتصفية القطاع العام خلال العام الحالي فقط، ما يأتي في إطار تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي».
وتابعت:» أيام قليلة تفصلنا عن موعد انعقاد الجمعية العمومية للشركة القومية للإسمنت، التي ستنعقد يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، والمُقرَّر أن تتخذ قرارًا بتصفية الشركة، ومنح مكافآت هزيلة للعمال، بعد مسلسل من الفساد والتخبط نتج عنه تضخم ديون الشركة».
وزادت: «لم يحاسب أحد من المتسبِّبين بتدهور وضع الشركة رغم أنها الشركة الوحيدة المملوكة للدولة في قطاع الإسمنت، بل تدخَّل الرئيس السيسي كي يدافع عن تصفية الشركة، قائلًا: إن الشركة خاسرة ورواتب العمال تصل إلى 15 ألف جنيه شهريًا، وهو وضع لا يمكن السكوت عليه».
وحسب الحركة: «تصريحات السيسي جاءت متزامنةً مع افتتاحه شركة جديدة للإسمنت تابعة للجيش في بني سويف، يبدو أنها أُعِدَّت لكي تكون ذراع الدولة، كبديلٍ عن الشركة المغدورة، والدليل على ذلك أن تدخُّل السيسي لحسم تصفية الشركة التي أُسِّسَت عام 1960، ويعمل بها نحو ألفيّ عامل، جاء بعد سلسلةٍ من احتجاجات العمال في الشركة، ونجاحهم في إيصال صوتهم للرأي العام، وتفنيدهم دعاوى خسارة الشركة، والأهم من كل ذلك تقديمهم دراسات لإعادة تشغيل الشركة مع المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذا الفساد».
وأوضحت الحركة أن «تصفية شركة الإسمنت جاءت متزامنة مع موجةٍ جديدةٍ من الخصخصة، بشَّرَت بها حكومات السيسي، بعد الاتفاق مع المؤسسات الدولية، كالبنك الدولي وغيره، وهي عمليةٌ تشمل طرح أسهم شركات في البورصة، وبيع أصول بعض الشركات وتصفية الشركات الخاسرة، ما يعني أن تمرير تصفية الشركة القومية للإسمنت ستتبعه تصفية عدد آخر من الشركات الخاسرة، وعلى رأسها شركات المطاحن والحديد والصلب».
وأضافت : «رغم وضوح الرؤية والإعلان عن النية لتصفية الشركة، لا يزال العمال يؤجِّلون تحرُّكاتهم انتظارًا لصدور قرار فعلي بالتصفية، لكن هذا التأخُّر في التحرُّك وتأجيلهم لحراكهم لن يساعدهم في تحقيق مطالبهم المعلنة بالتشغيل، بالإضافة إلى أن استمرار الثقة في قيادات النقابة العامة للعاملين بالأخشاب، التي تسبَّبت في احتواء احتجاجات العمال الفترة الماضية، ما أضاع منهم فرص تطوير احتجاجاتهم، ما يستدعي من عمال الإسمنت التخلي عن هذا التراث، والابتعاد عن بيروقراطية النقابة العامة، التي لن تصطف في النهاية إلا مع سياسات النظام، وإلا لماذا لم تدع باقي عمال الإسمنت إلى إضرابٍ تضامني مع عمال القومية على سبيل المثال أو على الأقل وقفة لمدة ساعة أو غير ذلك من التحرُّكات التي تُظهِر الجدية للدولة؟».
ودعت «عمال الشركات المُهدَّدة بالتصفية إلى توحيد حراكهم في تنسيقية عمالية، و كل القوى السياسية المؤيدة للعمال إلى تشكيل جبهة اجتماعية سياسية لدعم نضال عمال الإسمنت من أجل التشغيل وضد التصفية، ولمواجهة موجة الخصخصة المقبلة».

حركة الاشتراكيين الثوريين تدعو لتشكيل جبهة تتصدى لخطة السيسي لخصخصة الشركات
أكدت أن النظام يتجه لإغلاق «القومية للإسمنت» وبيع أراض تابعة لشركات الغزل
تامر هنداوي

العثماني: الفساد في المغرب يضيع إمكانية بناء 150 مشفى

Posted: 23 Sep 2018 02:17 PM PDT

الرباط –« القدس العربي»: قال رئيس الحكومة المغربية إن الفساد المستشري في الإدارات في بلاده يضيّع إمكانية بناء 150 مستشفى حديثًا ومجهزًا.
وقال الدكتور سعد الدين العثماني في إطلاق الحكومة برنامجًا لتدريب أطر ومسؤولي المفتشيات العامة لمحاربة الفساد، في الرباط إن «محاربة الفساد ليست مهمة بسيطة، لأنه ينخر في المجتمع والاقتصاد المحلي، ويبطل الجهود والخدمات المقدمة للمواطنين».
واعتبر أن «محاربة الفساد لن تكون بالوسائل الأمنية والقانونية فقط، لكن بعدد من الإجراءات، منها الوقائية وأيضًا إغلاق منافذ الفساد».
وقال رئيس الحكومة، في 28 تموز/ يوليو الماضي، أن الفساد يلتهم ما بين 5 إلى 7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وبلغ إجمالي الناتج المحلي للاقتصاد المغربي، 982.2 مليار درهم (97.4 مليار دولار) عام 2015، مقارنة مع 923.6 مليار درهم (91.6 مليار دولار) عام 2014.
وفي الشهر نفسه، أعلنت الحكومة المغربية عن مراجعة توقعاتها لنسبة نمو الاقتصاد المغربي في 2018، لترتفع من 3.2 في المئة إلى 3.6 في المئة.
وقال العثماني في إطلاق برنامج التكوين: «لدينا استراتيجية وطنية لمحاربة الفساد، وحاولنا تفعيلها على أرض الواقع، منذ تعيين الحكومة، من خلال إخراج المرسوم المحدث للجنة الوطنية لمحاربة الفساد»، وأضاف أن «محاربة الفساد ليست ظاهرة بسيطة لأنه ينخر المجتمع والاقتصاد الوطني، ويبطل الجهود والخدمات المقدمة للمواطنين».
وشدد رئيس الحكومة المغربية على أن محاربة الفساد «لن تكون بالوسائل الأمنية والقانونية، ولكن بعدد من الإجراءات منها الوقائية وأيضًا إغلاق منافذ الفساد».
وانتقد لحسن الداودي وزير الشؤون العامة والحكامة، خلال اجتماع، إطلاق برنامج تكوين أطر المفتشيات العامة بهدف محاربة الفساد في الإدارات العمومية، تضمن التكوين وحدة لتقييم السياسات العامة والبرامج العمومية، وقال: «ليست لدينا مؤشرات لتقييم السياسة العمومية».
وتساءل خلال اللقاء الذي ترأسه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، عن مدى وجود مؤشرات للتقييم، وقال: «كيف ستقومون بالتقييم في غياب المؤشرات، وسيكون ذلك نظريًا فقط؟».

العثماني: الفساد في المغرب يضيع إمكانية بناء 150 مشفى

النائب جبارين: من يهدم «الخان» سيجد نفسه في المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جريمة حرب

Posted: 23 Sep 2018 02:16 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: سلّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس أهالي خان الأحمر شرق القدس المحتلة، إخطاراً أبلغتهم من خلاله أن عليهم ان يقوموا بهدم كل المباني المقامة داخل خان الأحمر، وذلك بعد رفض التماسهم الى المحكمة العليا الإسرائيلية.
وهددت سلطات الاحتلال الأهالي أنه وفي حال امتناعهم عن تنفيذ الأمر ستقوم جرافات الاحتلال بتنفيذ الهدم بالقوة.
يأتي هذا الإخطار في أعقاب رفض المحكمة الإسرائيلية العليا، في الخامس من الشهر الحالي، التماس أهالي خان الأحمر ضد القرار الاحتلالي بهدم القرية.
وقال النائب يوسف جبارين رئيس الدائرة الدولية في القائمة العربية المشتركة في الكنيست، في تعقيبه على تهديدات جيش الاحتلال: «حكومة اليمين الاستيطاني وعلى رأسها بنيامين نتنياهو تُنفذ بفعل القوة والغطرسة مخططات ضم الأراضي الفلسطينية وتوسيع الاستيطان، على حساب أهالي خان الأحمر وحقوقهم الأساسية، ضاربة بعرض الحائط كل تشريعات القانون الدولي في هذا الصدد، وغير آبهة بالرأي العام العالمي الرافض بشكل واضح لكل اجراءات الحكومة الاسرائيلية فيما يتعلق بقضية تهجير أهالي خان الأحمر. مؤكدا ان هذا الموقف الاحتلالي هو «قرصنة» إسرائيلية تشكّل جريمة بحق الإنسانية وتُعرض منفذيها للمثول أمام محكمة الجنايات الدولية لتنفيذهم جريمة حرب». وأضاف جبارين: «هذا القرار ما هو إلا التطبيق الفعلي للتشريعات الاستيطانية ولقانون القومية العنصري والاحتلالي الذي يشجع الاستيطان اليهودي على حساب أهل البلاد الأصليين «، موضحا أن هذا الإصرار على هدم خان الأحمر هو تنفيذ لسياسات «التطهير العرقي» ضد الفلسطينيين، وإيغال في استراتيجية الحكومة الاسرائيلية للقضاء على أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، وذلك في سياق تنكّرها المستمر للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني في أرضه التاريخية.
في سياق متصل أعرب المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس عن تضامنه وتعاطفه مع الشبان الناشطين المقدسيين الذين تم استدعاؤهم للتحقيق أمس بسبب نشاطهم الوطني وخاصة في مدينة القدس المحتلة وتضامنهم مع قضية خان الأحمر.
كما اعرب عن تضامنه مع أولئك الذين تلقوا قرارات إبعاد عن الأقصى، معتبرا أن هذه السياسات إنما هي سياسات تعسفية ظالمة هدفها الضغط على الشخصيات المقدسية وابتزازها والنيل من مواقفها الوطنية المبدئية، مؤكدا أن سياسات استدعاء المقدسيين للتحقيق إنما هي سياسة قديمة حديثة تهدف الى كم الأفواه وتخويف وترهيب شبابنا .
وشدد المطران انه رغم  كل هذه السياسات فسيبقى المقدسيون متمسكين بمدينتهم ودفاعهم عن مقدساتهم. وتابع « نحن نرفض الإجراءات الاحتلالية في مدينة القدس، كما أننا نرفض بشكل خاص ما يُعد لمدينة القدس خلال الأيام القادمة من إغلاقات ومضايقات تستهدف المقدسيين بحجة الأعياد والمناسبات الدينية اليهودية» .
وأكد  أنه لا بد للحق ان يعود لأصحابه، ومهما كثرت الضغوطات والابتزازات والمؤامرات التي تستهدف المقدسيين فسيبقون ثابتين في مواقفهم، متشبثين بحقوقهم وثوابتهم وستبقى القدس عاصمتهم وقبلتهم وحاضنة أهم مقدساتنا «.وتابع « المسيحيون الفلسطينيون وإن كانوا قلة في عددهم إلا أنهم ليسوا أقلية وبوصلتهم ستبقى دوما بوصلة الانتماء لهذه الأرض ولهذه المدينة المقدسة والتي نعتبرها عاصمتنا الروحية والوطنية».

النائب جبارين: من يهدم «الخان» سيجد نفسه في المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جريمة حرب

احتجاز تركيا صيادين مصريين وتسليمهم لقبرص يعمق الخلافات بين البلدين

Posted: 23 Sep 2018 02:16 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تسبب احتجاز القوات البحرية التركية لخمسة صيادين مصريين وتسليمهم إلى قبرص، في نشوب أزمة جديدة بين البلدين، في ظل التوترات التي تشوب العلاقات بينهما منذ الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، ورفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاعتراف بشرعية السلطة الجديدة في مصر، والتشاحن بين البلدين بشأن التنقيب عن مصادر الطاقة في البحر المتوسط.
مي خليل سفيرة مصر لدى قبرص، كشفت تفاصيل احتجاز الصيادين المصريين في قبرص من قبل القوات البحرية التركية، وقالت إن «سفينة حربية تركية احتجزت 5 صيادين مصريين وفقا للاتصال الذي تلقته من وزارة الخارجية القبرصية مساء يوم الجمعة الماضي».
وكشفت عن تلقيها اتصالا آخر صباح أمس الأول السبت، من وزارة الخارجية القبرصية يخبرها أن «القوات التركية المحتجزة للصيادين سلمتهم لقبرص، وأنهم بانتظار المثول أمام المحكمة لجلسة استماع أولية، وأنها تحاول معرفة معلومات عبر بعثة الأمم المتحدة في قبرص عن الأحداث، وأنها علمت أن الحكومة القبرصية طلبت تسهيل خروج المصريين».
وبينت، في تصريحات متلفزة، أن «المعلومات التي لديها أن الصيادين المصريين سافروا بشكل شرعي للعمل في قبرص، وأن العمالة المصرية في قبرص تتمتع بسمعة جيدة، ومعظمهم يعملون في الزراعة والصيد والمراكب السياحية ويتم التعاقد معهم بالشهور من خلال عقود شرعية».
وعن احتمال ذهاب المركب لمكان خاطئ وتعرضه للاحتجاز، قالت إن «الحكاية ما زالت غير واضحة، لكنها ترجح أنه خطأ نتيجة أن المنطقة صغيرة واحتمال الخطأ وارد وقد تكرر ذلك مع مراكب قبرصية من قبل».
ونفت أن «يكون الصيادون المصريون قد ارتكبوا أي جريمة، وأن الموضوع محض صدفة لأن احتجاز القوات التركية للسفينة جاء بناء على العلم اليوناني الموجود على السفينة».
وحول الإجراءات التي يأخذها الجانب القبرصي بينت أنه «سيتم التفاوض عبر بعثة الأمم المتحدة، وأن هناك اتصالات متواصلة لمتابعة أحوال الصيادين المصريين، كما طلبت بعثة الأمم المتحدة بالنيابة عن مصر تسهيل خروجهم».
واعتبر الجانب التركي أن الصيادين تخطوا الحدود الإقليمية للمياه الدولية. وذكرت وسائل إعلام تركية، السبت، أن صيادين مصريين اعتقلوا لأنهم دخلوا المياه التي تسيطر عليها تركيا، على بعد 14 كلم قبالة الساحل الشمالي لجزيرة قبرص.
وقال مالك السفينة القبرصي اليوناني، إن البارجة التركية جرت سفينة الصيد إلى مرفأ كيرينيا الواقع في الشطر الشمالي للجزيرة الذي تحتله تركيا.
والبحارة المصريون هم: عبده الجندي وأحمد الزاهد وسامح محرم وعبد الرؤوف عبد الرحمن وعمرو محمد، فيما تحاول كل من مصر وقبرص ضمان إطلاق سراح الصيادين.
وكانت الخارجية المصرية أعلنت أمس الأول السبت عن احتجاز خمسة صيادين مصريين علي مركب صيد قبرصي من قبل القوات البحرية التركية بعد وجودهم في الجانب الشمالي من قبرص الذي تسيطر عليه تركيا.
وشن إعلاميون مصريون هجوما على أنقرة بعد واقعة احتجاز الصيادين، وقال الإعلامي عمرو أديب: «الصيادون المصريون سيرجعون».
وأضاف خلال تقديمه برنامج «الحكاية» على فضائية «أم بي سي مصر»: «لن نترك مصريا يلقى القبض عليه في تركيا، والرسالة التي ترسلها تركيا مفادها أن على مصر عدم الاقتراب من مياه قبرص الشمالية».
وتابع: «مصر لم تشتر حاملات طائرات وسلاحا لدعم قواتها البحرية من أجل احتفال مولد النبي»، متابعًا: «نحن اشترينا السلاح حتى نرد على أي تهديد لمصالح مصر في المنطقة».
وجاءت الواقعة بعد ساعات من توقيع طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية المصري، ويورجوس لاكوتريبس وزير الطاقة والصناعة والسياحة والتجارة القبرصي، على الاتفاق الحكومي المشترك بين مصر وقبرص، بشأن مشروع إقامة خط أنابيب بحري مباشر من أجل نقل الغاز الطبيعي من حقل أفروديت القبرصي إلى تسهيلات الإسالة في مصر وإعادة تصديره إلى الأسواق المختلفة.
وقال الملا إن هذا الاتفاق الذي شهدت مراسم توقيعه سفيرة مصر في قبرص مي خليل «ينظم شكل الإطار العام للاتفاق الحكومي بين الدولتين».
أشار إلى أن «هذا الاتفاق أحد المحاور الأساسية في دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وخطوة مهمة في طريق تعظيم الاستفادة من اكتشافات حقول الغاز القبرصية، بالإضافة إلى تشجيع المزيد من أنشطة البحث والاستكشاف في المنطقة وسيسهم في مزيد من دعم التعاون المشترك في مجال الغاز والبترول بين البلدين، ويعظم من المنفعة المتبادلة وسيكون حافزاً لبناء شراكات واستراتيجيات جديدة تحقق التكامل بينهما فى مجال الطاقة وخاصة الغاز الطبيعي، وبما يحقق الأهداف التنموية المشتركة»، مشيراً إلى أن «هناك المزيد من الفرص الواعدة لتعميق هذا التعاون».

احتجاز تركيا صيادين مصريين وتسليمهم لقبرص يعمق الخلافات بين البلدين

الإضراب الشامل يعمّ مؤسسات «الأونروا» في غزة اليوم واتحاد الموظفين يهدد بـ «إجراءات غير مسبوقة»

Posted: 23 Sep 2018 02:15 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: يعم اليوم إضراب شامل مرافق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في قطاع غزة كافة، بعد أن وصلت العلاقة بين اتحاد الموظفين ورئاسة المنظمة الدولية إلى طريق مسدود، بشأن إنهاء مشكلة نحو 1000 موظف، جرى فصلهم وإلغاء مشروع عملهم، بسبب الأزمة المالية التي تعصف بهذه المؤسسة.
ويأتي إضراب اليوم الذي دعا له اتحاد الموظفين كخطوة تحذيرية، تنذر بتصعيد الاحتجاجات التي يقوم بها موظفو «الأونروا» في غزة وعددهم 13 ألفا، بدعم شعبي كبير، رفضا لسياسات فصل الموظفين وإنهاء «برنامج الطوارئ»، الذي يعتبر مقدمة لفرض تقليصات أخرى على عمل هذه المنظمة، تطال قطاعات اللاجئين في مناطق العمليات الخمس، وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.
وسبب هذه التقليصات الأزمة المالية التي أحدثتها الإدارة الأمريكية بشكل معتمد بوقف مساعداتها التي تقدر بنحو 350 مليون دولار، بهدف إنهاء عمل «الأونروا» بالكامل.
وتقرر أن يتم وقف العمل في كافة إدارات «الأونروا» في غزة، وهي التعليمية والصحية والخدمات الاجتماعية، بناء على قرار الاتحاد، الذي أعلن في بيان جديد أن الإضراب التحذيري يأتي «رفضا لفصل مئات الموظفين، وللتقليصات الخطيرة بحق اللاجئين»، لافتا إلى أنه جاء بعد أن أغلقت إدارة «الأونروا» كل أبواب الحوار لتجاوز الأزمة المتعلقة بفصل 956 موظفا.
وأشار إلى أن إدارة «الأونروا» تهدد بإعادة التشكيل الصفي اليومي الذي قد ينتج عنه إلغاء عقود المئات من المعلمين ، عدا عن التهديد لمعلمي الدبلوم والتقاعد الاستثنائي، داعيا جميع الموظفين والعاملين في «الأونروا» للالتزام بالإضراب الشامل، مؤكدا أنه لم يعد أحد من الموظفين في مأمن، وأن الجميع «تحت تهديد الفصل أو التقليص».
واستباقا للإضراب، قام عدد من الموظفين الذين صدر بحقهم قرار فصل، من العاملين ضمن «برنامج الطوارئ» بإغلاق بوابة المقر الرئيس لـ «الأونروا» غرب مدينة غزة يوم أمس، في سياق احتجاجاتهم المستمرة منذ شهرين.
ومن المقرر أن يعقد الاتحاد مؤتمرا صحافيا أمام البوابة الغربية لمكتب غزة الإقليمي، سيعلن فيه عن إجراءات نقابية «غير مسبوقة» بحجم ما وصفها بـ»جريمة فصل الموظفين». وطالب الاتحاد إدارة «الأونروا» بالمسارعة إلى «نزع فتيل الأزمة»، أو أن تتحمل تبعات تدهور الأمور.
ويتوقع أن يبادر الاتحاد إلى الدعوة إلى إضرابات أخرى، لشل عمل مؤسسات «الأونروا» في قادم الأيام، من أجل الضغط لحل أزمة فصل الموظفين.
وكان الاتحاد الذي نظم يوم الأربعاء الماضي تظاهرة كبيرة أمام المقر الرئيس لـ «الأونروا»، أكد أن عملية فصل الموظفين لا تعود للأزمة المالية، وأن هناك مخططا لتقليص الخدمات المقدمة للاجئين، في سبيل إنهاء عمل «الأونروا» مستقبلا، خاصة وأنه أكد تقديمه الكثير من الحلول لإنهاء أزمة الموظفين المفصولين، وأن إدارة المنظمة الدولية رفضت التعاطي معها.
وفي السياق قال أمير المسحال رئيس اتحاد الموظفين، إن الإضراب الشامل هو «عمل نقابي مشروع» بموجب قانون الاتحادات، لا سيما بعد أن تم منح الإدارة المدة القانونية لـ «نزاع العمل». وأكد أنه ستكون هناك «إجراءات غير مسبوقة» للعمل النقابي في قطاع غزة، مضيفا في رسالة إلى إدارة «الأونروا» «لن ترهبنا سياسة الخصم غير القانونية، لأننا نمارس عملا نقابيا»، وكان بذلك يشير إلى قرارات خصم سابقة طالت رواتب الموظفين لقيامهم بالإضراب عن العمل تلبية لدعوات الاتحاد.
والمعروف أن «الأونروا» تعاني من أزمة مالية لم تشهد مثلها من قبل، جراء قيام الإدارة الأمريكية بتقليص مساعداتها المالية المقدمة لها، بدفع 65 مليون دولار، من أصل 350 مليونا، قبل أن تأخذ قرارا آخر بوقف التمويل بشكل كامل، وإعلانها عن خطط تريد من خلالها إلغاء هذه المنظمة بشكل كامل، بهدف الضغط على الفلسطينيين سياسيا، وشطب ملف اللاجئين من على طاولة أي مفاوضات سلمية تنطلق وفق مقترحاتها، التي تتساوق مع المخطط الإسرائيلي.
وتعاني هذه المنظمة حاليا من عجز مالي يفوق الـ 200 مليون دولار، وتؤكد أن ما لديها من أموال لا يكفي سوى إلا لنهاية الشهر الحالي، وتعقد آمالا على مؤتمر للمانحين سيعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد حاليا في نيويورك.

الإضراب الشامل يعمّ مؤسسات «الأونروا» في غزة اليوم واتحاد الموظفين يهدد بـ «إجراءات غير مسبوقة»
قبيل انعقاد مؤتمر المانحين في نيويورك لتعويض الدعم الأمريكي

إصابات في هجمات إسرائيلية ليلية تستهدف نشطاء «مسيرات العودة» و«مسير بحري» جديد ينطلق اليوم

Posted: 23 Sep 2018 02:14 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: واصلت قوات الاحتلال عمليات استهداف المتظاهرين الفلسطينيين المشاركين في فعاليات «مسيرة العودة» الليلية، وشنت طائرات الاحتلال وجنود القناصة المنتشرون على طول الحدود مع القطاع، العديد من الهجمات، أسفرت عن إصابة نحو 20 فلسطينيا بجراح مختلفة.
وواصل شبان من مدينة غزة عمليات «الإرباك الليلي» عند أكثر من نقطة حدودية تقع إلى الشرق من قطاع غزة، وذلك من خلال قض مضاجع جنود الاحتلال بإلقاء الحجارة وإشعال النار في إطارات السيارات، وكذلك إطلاق أصوات «صفارات الإنذار» عبر مكبرات الصوت، إضافة إلى الاقتراب من السياج الحدودي، والدخول إلى مناطق إسرائيلية.
واستهدفت قوات الاحتلال في ساعات الليل وفجر يوم أمس المتظاهرين، بإطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز المسيل للدموع، صوب الشبان المتظاهرين.
كما قامت أحدى الطائرات الاستطلاعية «بدون طيار» بإطلاق صاروخ صوب مجموعة أخرى من الشبان، كانوا في منطقة حدودية تقع الى الشرق من بلدة جباليا شمال قطاع غزة.
وأسفرت الهجمات التي نفذتها قوات الاحتلال، عن إصابة 20 شابا بإصابات مختلفة، ما بين الإصابة بالرصاص الحي أو بالشظايا، وآخرين أصيبوا بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وأصيب كذلك جراء هجمات جيش الاحتلال مصور صحافي بعيار ناري في القدم، خلال تغطيه الأحداث التي دارت شرق بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة,.
كذلك أصيب مواطنان آخران خلال مواجهات اندلعت شرق مخيم البريج وسط القطاع، حيث وصفت الطواقم الطبية حالتهما بالمتوسطة.
جاء ذلك مع ارتفاع وتيرة فعاليات «مسيرات العودة» خلال ساعات الليل، وعلى مدار أيام الأسبوع، بعد الإعلان عن تشكيل وحدة جديدة من الشبان تحمل اسم «وحدة الإرباك الليلي»، تعمل على إزعاج جنود الاحتلال على طول الحدود الفاصلة، وذلك بعد أن قررت الهيئة العليا لمسيرات العودة، تكثيف نشاطات المسيرات، بهدف الضغط من أجل كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، بعد تباطؤ وساطات التهدئة التي نشطت قبل شهر.
إلى ذلك واصلت مجموعات من الشبان المشاركين في فعاليات «مسيرات العودة» إطلاق «البالونات الحارقة» تجاه المناطق الإسرائيلية القريبة من الحدود، ما أدى إلى نشوب العديد من الحرائق في الأحراش الإسرائيلية.
ولوحظ أيضا عودة المشاركين إلى استخدام هذه الوسائل الحارقة، خلال الأيام الماضية، في إطار الضغط أيضا من أجل كسر الحصار.
وقررت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار إقامة «المسير البحري التاسع» عصر اليوم الإثنين، بانطلاق مراكب تقل متظاهرين، قرب الحدود البحرية مع إسرائيل شمال قطاع غزة.
واعتاد المشاركون خلال الأسابيع الماضية على الوصول إلى تلك المناطق، لمساندة المسير البحري، والدخول في مواجهات شعبية مع قوات الاحتلال، بإلقاء الحجارة وإشعال النار في إطارات السيارات.
يشار إلى أنه منذ انطلاق فعاليات «مسيرات العودة» في 30 مارس/ آذار الماضي، استشهد184مواطناً برصاص الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى عشرة آخرين يحتفظ الاحتلال بجثامينهم، وأصيب أكثر من 20 ألفا آخرين بالرصاص الحي وبالاختناق بالغاز المسيل للدموع، جراء استهداف المشاركين من قبل قوات الاحتلال.
وفي سياق متصل، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة بحجة الأعياد اليهودية، بعد أن فتحته الخميس الماضي بعد إغلاق يومين آخرين.
وقالت الإدارة العامة للمعابر والحدود إن إغلاق المعبر بدأ منذ صباح أمس الأحد ويستمر ليومين متتاليين، وطالت عملية الإغلاق كذلك معبر بيت حانون «إيرز» المخصص للأفراد، بصورة أقل، حيث فتح يوم أمس لمدة ساعتين فقط.
ويعتبر كرم أبو سالم المعبر التجاري الوحيد لسكان القطاع، فيما يعتبر حاجز «إيرز» الوحيد لتنقل الأشخاص الى الضفة الغربية، وتؤثر عملية إغلاقه المتكررة على سكان قطاع غزة المحاصرين منذ 11 عاما.

إصابات في هجمات إسرائيلية ليلية تستهدف نشطاء «مسيرات العودة» و«مسير بحري» جديد ينطلق اليوم

اقبال جماهيري كبير على أفلام «الجونة»… وكلايف أوين يعد بتقديم فيلم عن القضايا العربية

Posted: 23 Sep 2018 02:14 PM PDT

الجونة – «القدس العربي» : يشهد مهرجان الجونة السينمائي الدولي، الذي تقام دورته الحالية في مصر إقبالا جماهيريا كبيرا على الأفلام، التي يعرضها وخاصة المصرية والعربية، ولاقى «يوم الدين»، الفيلم المصري المرشح للمنافسة على جائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي إعجاب الحضور، مؤكدين أحقيته للترشح في القائمة القصيرة لجائزة الأوسكار.
الفيلم إخراج أبو بكر شوقي ويحكي قصة شخص مريض بالجزام، الذي تم شفاؤه وماتت زوجته، فيقرر الرجوع إلى أهله في صعيد مصر، ويصاحبه الطفل أوباما، وأثناء رحلتهما يستعرض شوقي المجتمع المصري، الذي لا يقبل الاختلاف، ورغم أن قصة الفيلم مأساوية، إلا أنه كان مبهجا في كثير من مناطقه من خلال الكوميديا الإنسانية البسيطة، التي تخرج من المواقف، والتي يمر بها أبطال الفيلم.
المدهش أن بطل الفيلم ليس ممثلا محترفا، بل هو أحد مرضى الجزام الحقيقيين، حيث كان شوقي قد صنع فيلما تسجيليا بعنوان «المستعمرة»، وكان هذا الفيلم هو مشروع تخرجه من معهد السينما في مصر، حيث قام بتصوير مستعمرة الجزام والمقيمين فيها، وكان من بينهم راضي، الذي قرر شوقي أن يكون بطل فيلمه، وقد أدى الدور بتلقائية وبساطة وعفوية خدمت الفيلم كثيرا.
من الأفلام العربية، التي عرضت أيضا فيلم «يوم فقدت ظلي» للمخرجة السورية سؤدد كعدان، التي لم تتمكن من دخول مصر بسبب رفض الأمن المصري، الفيلم يستعرض المأساة، التي يعيشها السوريون منذ سنوات، بسبب الحرب التي سببت الدمار والخراب للبلاد.
ونقلت المخرجة كوثر بن هنية كلمة المخرجة سؤدد كعدان، التي أرسلتها لجمهور الفيلم، وقالت فيها: «كنت أتمنى أن أكون في العرض في مهرجان الجونة لأحتفل بالفيلم، وخاصة أنه العرض العربي الأول، وهو مكتوب لجمهور سوري وعربي، وعلى ما يبدو أن الرحلة الطويلة لإنجاز الفيلم لم تنته مع انتهاء الفيلم.
السؤال الأولي للفيلم: كيف يعيش السوري البسيط تحت الحرب؟ تحول هلأ مع العرض: كيف يقدر سوري يسافر ويزور بلد عربي، إذا فريق الفيلم كله ما قدر يكون هون؟ وبتمنى حتى لو ما كنا سوى الآن إن الفيلم يؤثر بكم والنقاش حول الفيلم نقدر نكمله سوا بمكان تاني وزمان تاني، اليوم غيابنا عن العرض هو لحاله بيان عن الوصع السوري»!
كذلك عرض الفيلم التونسي «ولدي»، الذي يدور حول شاب تونسي مراهق يقرر السفر إلى سوريا للاشتراك في صفوف «داعش» ويقرر والده اللحاق به لانقاذه، الفيلم نسخة سيئة من الفيلم التونسي «زهرة الصبار»، الذي أنتج عام 2017 ، بطولة هند صبري وإخراج رضا باهي، ويدور حول شاب مراهق أيضا يقرر السفر لسوريا والالتحاق بصفوف داعش، ولكن والدته هي التي قررت السفر واللحاق به لإنقاذه.
من الأفلام الهامة التي عرضت الفيلم الدنماركي «المذنب»، الذي يدور داخل قسم شرطة حيث يوجد ضابط يستقبل المكالمات، ومن خلال مكالماته نتعرف على حادث خارجي.
وينجح الفيلم في أن يجعلنا نتعايش مع الأحداث، دون أن نراها، من خلال سيناريو ذكي وموسيقى تصويرية رائعة ومخرج متمكن، إضافة للممثل الذي نقل لنا مشاعره وإحساسه في كل ما يحدث، فتسرب هذا الإحساس إلى المشاهدين، ولكن عيب الفيلم أنه اعتمد على الصوت، وليس الصورة فكان أقرب لحكاية إذاعية.
شهد السبت أيضا افتتاح معرض لأفيشات أفلام يوسف شاهين، بحضور انتشال التميمي، مدير المهرجان وماريان خوري وغابي خوري والمخرج داوود عبد السيد ولبلبة وعدد كبير من الضيوف.
وقالت المخرجة ماريان خوري، إن مهرجان الجونة أحيا ذكرى يوسف شاهين بطريقة مختلفة من خلال المعرض، والحفل المزمع إقامته لموسيقى أفلام يوسف شاهين من إعداد المايسترو هشام جبر.
كذلك، بدأت السبت فعاليات منطلق الجونة السينمائي، وأقيمت جلسة تدريبية بعنوان «إمكانية تقديم مشروعك»، كما عقدت مؤسسة «دوكس بوكس»، جلسة حول «خاطر السينما التسجيلية في العالم العربي».
منطلق المهرجان هو أحد قسمي منصة الجونة والقسم الآخر هو «جسر الجونة السينمائي»، وضاعف المهرجان جوائز منصة الجونة السينمائي لتصل الى 150 ألف دولار.
وقع اختيار لجنة تحكيم المنصة على 12 مشروعا في مرحلة التطوير، منها 9 مشاريع لأفلام روائية طويلة، و3 مشاريع لأفلام وثائقية طويلة، أما مشاريع ما بعد الإنتاج فتتضمن 3 أفلام روائية طويلة و3 أفلام وثائقية طويلة.
من جهة أخرى أبدى النجم العالمي «كلايف أوين»، الذي يكرمه مهرجان الجونة بمنحه درع عمر الشريف للتميز، سعادته بالمهرجان الذي وصفه بالرائع.
كما كشف الممثل العالمي، أنه يشجع نادي ليفربول ويعشق لاعبه محمد صلاح، الذي وصفه بالساحر، موضحا: «صلاح من أكثر اللاعبين إثارة للإعجاب، وهو لاعب مذهل، ويعتبر الآن من أعظم لاعبي كرة القدم في العالم ولديه سلوك إيجابي».
وقال أوين إنه شاهد فيلم «اشتباك» للمخرج محمد دياب، وكان مستواه مبهرا، وأشار إلى أن المهرجانات السينمائية فرصة جيدة لجمع الناس والتواصل في ما بينهم، فالأفلام السينمائية تعتبر وسيلة سفر، فهي تأخذ الانسان من مكانه إلى أماكن أخرى، ولكن لا بد أن تتمتع هذه الأفلام بقصص ملهمة.
وأكد اوين أنه يمكن ان يقدم فيلما عن إحدى القضايا العربية، على أن يكون فيلما جيدا.
وقال إنه ما زال يتمنى تقديم دور كوميدي، لأنه لم يقدم عملا كوميديا من قبل، وأكد أوين أنه لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، رغم إدراكه لأهميتها.

اقبال جماهيري كبير على أفلام «الجونة»… وكلايف أوين يعد بتقديم فيلم عن القضايا العربية

فايزة هنداوي

 «السياسة التوسعية» للنظام الإيراني

Posted: 23 Sep 2018 02:13 PM PDT

من الانتقادات التي يوجهها الغربيون وبعض الحكام العرب للجمهورية الاسلامية ما يتصل بعدد من الامور: اولا: السعي لنشر ايديولوجيتها في البلدان الاخرى (كان سابقا يسمى تصدير الثورة)، الثاني: رغبتها في التوسع الجغرافي، الثالث: سعيها لتوسيع نفوذها السياسي في الشرق الاوسط. وتحت هذه العناوين يتواصل استهداف النظام الاسلامي السياسي في إيران، ذلك الاستهداف الذي بدأ منذ الايام الاولى بعد انتصار الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني التي اسقطت نظام الشاه قبل حوالي 40 عاما.
ويشار إلى دور إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين بشكل خاص. فما مدى صحة هذه الدعاوى؟ كما يتحدث آخرون عن سعيها لـ «نشر التشيع»، وكان ذلك احدى وسائل انتشار الطائفية ودق اسفين بين إيران وحلفائها من الحركات الاسلامية المعتدلة.
ان من السذاجة بمكان انكار هذه الادعاءات، خصوصا مع وجود اغلبها في الواقع. فلا احد يستطيع انكار وجود نزعة إيرانية لتوسيع النفوذ السياسي او الايديولوجي او امتلاك ذراع عسكرية دفاعية متطورة، او السعي لكسب حكومات ومجموعات سياسية صديقة او حليفة في العديد من البلدان. ولكن ثمة تساؤلات يجدر طرحها لتوضيح طبيعة هذا السجال:
اولها: ما الذي يتوقعه العالم من بلد محاط بست دول قوية بالإضافة للدول العربية على الضفة الغربية من الخليج؟ اغلب هذه الدول يخضع بشكل او آخر لنفوذ دول اخرى خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تخف يوما عداءها لإيران ونظامها الاسلامي؟
ثانيها: كيف تتصرف إيران التي كانت على مدى اربعين عاما تواجه بسياسات اقليمية ودولية معادية لا تخفي رغبتها في اسقاط نظامها الاسلامي؟
ثالثها: هل إيران البلد الاقليمي الوحيد الذي لديه طموحات توسعية؟ ليس المجال هنا للدفاع عن النظام الإيراني الذي لا تخلو سياساته الخارجية او الداخلية من هفوات وفشل. وما حدث قبل يومين من استهداف إرهابي خطير اودى بحياة العشرات خلال استعراض عسكري بمدينة الاهواز كان فشلا امنيا كبيرا. ولكن من الضرورة بمكان تسليط الضوء على سياسات الدول الاقليمية الاخرى القريبة من إيران، ومقارنة سياساتها التوسعية وانفاقها العسكري.
الحقيقة الاولى ان إيران تتمتع بعلاقات معقولة مع كافة جيرانها في ما عدا السعودية والبحرين. وقد كشفت القمة الثلاثية التي عقدت في طهران في التاسع من هذا الشهر بحضور الرئيسين الروسي والتركي قفزة دبلوماسية نوعية. فخلال العامين الاخيرين تحسنت علاقاتها مع البلدان المذكورين، خصوصا تركيا التي يواجه نظامها السياسي (نظرا لطبيعته السياسية وهويته الاسلامية) تحديات خارجية ومؤامرات انقلابية كادت قبل عامين تطيح به. كما ان علاقاتها مع باكستان تطورت خصوصا بعد فوز عمران خان برئاسة الحكومة.
هذه العلاقات تعتبر توسعا للنفوذ الإيراني الاقليمي، وهو امر لا يحسب ضد إيران الا في نظر القوى المعادية لها. كما ان علاقاته مع العراق وافغانستان هي الاخرى تتطور برغم الوجود الأمريكي العسكري في كلا البلدين. فهناك صراع سري وعلني، جديد قديم، على النفوذ بين طهران وواشنطن. هذه العلاقات ليست ذات طبيعة مذهبية كما يروج البعض، بل يتمازج فيها ابعاد ثلاثة: سياسية ودينية ومذهبية. فطهران تسعى لتبريد التوترات على حدودها لمنع اي تهديد إرهابي ينفذ الى داخلها من هذه الحدود، وتسعى لتحسين العلاقة مع المكونات السياسية والدينية في افغانستان والعراق. وليس سرا القول انها دعمت مجموعات «المجاهدين» في الثمانينيات لمواجهة التدخل السوفياتي العسكري في افغانستان، واغلبها مجموعات ذات انتماء مذهبي مختلف. وقد اغتيل الرئيس السابق برهان الدين رباني في أيلول/سبتمبر 2011 بعد عودته من مؤتمر الصحوة الاسلامية الذي عقد في طهران.
إيران تسعى لتوسيع نفوذها الاقليمي، ولكن من الصعب على احد اثبات رغبتها في التوسع الجغرافي. وفي ما عدا سيطرتها (ضمن صفقة بين حكومة الشاه وبريطانيا والسعودية) على الجزر الثلاث التي تطالب بها الامارات، فليس هناك صراع حدودي مقلق مع الدول الاخرى. بل ان ترسيم حدودها المائية مع الكويت ينتظر الترسيم الرسمي للحدود بين السعودية والكويت، فيما تتلكأ الرياض في ذلك. ولا بد من القاء نظرة على السياسات التوسعية لدول اقليمية اخرى اقل حجما وقوة من إيران. فالسعودية لديها رغبة في التوسع يفوق كثيرا ما لدى إيران. وقد جاء اعتقال رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري، لدى زيارته السعودية ليؤكد نمط تعامل السعودية مع من يتحالف معها، فهي علاقة السيد مع العبد. وتكفي مقارنة هذا الحدث مع تصريح السياسي العراقي محمود المشهداني ليتضح الفرق بين التحالف المؤسس على العقيدة والايديولوجيا، والتحالف المصلحي القائم على المال فحسب، ليظهر نمط العلاقة التي تقيمها الرياض مع «حلفائها».
هذا التعامل مع الحلفاء من بين اهم اسباب تصدع مجلس التعاون الخليجي، فالسعودية تريد اتباعا. وفي 1992 احتلت السعودية مركز «الخفوس» التابع لدولة عضو بمجلس التعاون الخليجي، ثم عمدت لاحتلال شريط على الحدود الاماراتية ـ القطرية لتصل الى مياه الخليج شرقي شبه الجزيرة القطرية، فاصبحت قطر مفصولة عن الامارات. ولدى السعودية الآن خطة لشق قناة تفصل قطر عن الجزيرة العربية.
وتؤكد الحرب اليمنية ان للسعودية سياسة توسعية هائلة، فهي تسعى لقضم اليمن اذا استطاعت، ولكن في الحد الادنى تسعى للسيطرة على شريط يمتد عبر محافظة المهرة الى البحر العربي لتحقق بذلك حلمها بامتلاك منفذ هناك. كما سيطرت قبل اكثر من عام على جزيرتي صنافير وتيران عند مدخل خليج العقبة المصري، برغم الاحتجاجات الشعبية ضد ذلك. اما الامارات فنفوذها التوسعي يفوق اضعافا ما لدى إيران. فهي تحتل جزءا واسعا من اليمن وتسيطر على ميناء عدن، وتسعى لاحتلال ميناء الحديدة. بل اصبحت هي التي تدرب جيوشا يمنية خاصة بها، الامر الذي دفع قطاعا واسعا من اليمنيين للمطالبة بخروج الاماراتيين من اراضيهم، وذلك في مظاهرات بمناطق عديدة منها عدن والمهرة. كما بسطت نفوذها على جزيرة سوقطرة اليمنية وموانئ عديدة عند باب المندب مثل مصوع واسمرة وبربرة وجيبوتي.
وهناك خشية كبرى من عدوان تفتعله الامارات (بعد رحيل السلطان قابوس) لاحتلال شبه جزيرة مسندم العمانية عند مضيق هرمز لكي تكتمل سيطرتها على اهم ممرين مائيين للنفط الخليجي، وتتأمن بذلك مصالح «اسرائيل». وهناك تهديد اماراتي مستمر لدولة قطر وافتعال متواصل للازمات لتبرير ذلك او تهيئة الوضع لعدوان مستقبلي، لا سمح الله.
اما الانفاق العسكري فله قصة اخرى لا تقل اثارة. ففي العام 2016 بلغ الانفاق العسكري السعودي 64 مليار دولار، والاماراتي 23 مليارا. اما الانفاق العسكري الإيراني فلم يتجاوز 12 مليار دولار.
لا شك ان لدى إيران رغبة في النفوذ والتوسع، ولكن الوقائع تؤكد ان دولا تصغرها كثيرا تفوقها في هذا المجال اضعافا، سواء بشن الحروب على الدول الاخرى، ام دعم المجموعات الإرهابية، ام نشر الفكر المتطرف ام السيطرة على الموانئ والجزر التابعة لدول الغير. ولا تقل أمريكا و«اسرائيل» توسعا في النفوذ وتدخلا في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، وشن العدوان واحداث الاضطراب ومنع الاستقرار.

٭ كاتب بحريني

 «السياسة التوسعية» للنظام الإيراني

د. سعيد الشهابي

لماذا تتمرد الأطراف في السودان؟

Posted: 23 Sep 2018 02:12 PM PDT

أطراف البلاد، وليس مركزها، هي مصدر الثروة وأسباب الحياة والمعيشة في السودان. فالأطراف هي التي تنتج الفائض الاقتصادي من الزراعة والرعي والتعدين، وهي التي ترفد المصانع والحقول والمؤسسات الخدمية بالعمال والزراع، وهي التي توفر الجنود للجيش والشرطة لبسط الأمن والأمان وحماية الوطن. ورغم كل ذلك، تعاني هذه الأطراف، أشدّ المعاناة، من الإجحاف والإهمال والتهميش، ويسكنها التوتر العرقي والقومي والاجتماعي، حتى أصبحت ميدانا للحرب الأهلية. بعد استقلال السودان، 1956، ورث وتبنى الحكم الوطني مشروع الاستعمار البريطاني الاقتصادي، والذي يركز على التنمية في المثلت الواقع في وسط البلاد، حيث مشروع «الجزيرة» والسكة حديد وصناعة النسيج وبعض الصناعات الصغيرة الأخرى.
وكانت الفكرة المعلنة هي استخدام عائد مشاريع هذا المثلث لتنمية الأطراف. لكن، سقطت الفكرة بفشل المشروع الموروث والمُتبنى، وبفشل تقديم الإجابات الصحيحة لأسئلة بناء دولة ما بعد الاستقلال، وفي مقدمتها سؤال كيفية المشاركة العادلة في السلطة وكيفية الاقتسام العادل للموارد والثروة، بين كل المكونات القومية في البلاد. وفي ذلك، تكمن جذور أسباب تهميش هذه الأطراف وتناقضاتها المزمنة مع المركز. ونتيجة لهذا التهميش، والذي تجلى أيضا في سياسات الاستعلاء العرقي والثقافي، أعلنت الأطراف تمردها على المركز، رافضة التهميش، ومطالبة بعلاج خلل معادلة قسمة السلطة والثروة عبر إعادة هيكلة، أو إعادة بناء، الدولة السودانية على أساس الاعتراف بالتنوع والتعدد، ومبدأ قبول الآخر. صحيح أن التمرد في جنوب السودان إنطلق عنيفا مسلحا منذ بداياته الأولى في العام 1955، لكن تمرد الأطراف الأخرى، لم ينفجر فجأة، ولم يبدأ منذ الوهلة الأولى بالشكل المسلح الذي نراه الآن. فقد شهدت خمسينيات وستينيات القرن الماضي قيام أندية وجمعيات وروابط جهوية وقبلية في المركز/العاصمة، أسسها أبناء تلك المناطق والقوميات من المتعلمين والمستنيرين العاملين في العاصمة، بهدف دفع سلطات المركز/الحكومة لتوفير الخدمات من صحة وتعليم ومياه شرب نظيفة…الخ، لمناطقهم الطرفية والبعيدة عن المركز. وفي محاولة لمزج ثقافاتها بالثقافة السائدة في المركز، كونت تلك الأندية والروابط الجهوية فرقا فنية تعبر عن ثقافات مناطقها وقومياتها، وتتغنى بها في كل مناسبات المركز، خاصة في أعياد ذكرى الاستقلال. ولعل دلالة ذلك واضحة كل الوضوح. كما كوّنت هذه الأندية والروابط فرقا رياضية فرضت نفسها على هيكل التنظيم الرياضي في المركز/العاصمة. وإلى هنا، والسياسة لم تكن حاضرة، أو حاضرة بشكل خافت ومستتر، لكن العين الواعية سياسيا كان بمقدورها إبصار نطف الاحتجاج والتمرد السياسي في هذا الحراك.
وتدريجيا بدأت السياسة تفرض نفسها وسط هذه الأندية والروابط، من داخل الأحزاب التقليدية في البداية، ثم لاحقا في شكل تنظيمات مستقلة، مثل مؤتمر البجا، إتحاد عام جبال النوبة، تحالف قوى الريف…الخ، ومن يومها بدأ جنين التمرد يتخلق وينمو. لكن، لم تكن النخبة السياسية الحاكمة، بما فيها أحزاب الأمة والاتحادي، ترى في كل هذا الحراك سوى تهديد لنفوذها، لذلك ظلت توسمه بالعنصرية والعصبية القبلية، في حين هو ليس كذلك. وهكذا، بدأ حراك الأطراف مطلبيا إجتماعيا، وسعى للحصول على الخدمات بالذهاب إلى المركز ما دام الأخير لا يأتي إلى مناطقه. ثم إنتقل الحراك إلى موقع السياسة والبحث عن حلول عبر التحالفات مع هذا الحزب أو ذاك. ومع مرور الزمن، وتراكم السياسات الخاطئة، وفي مقدمتها فشل قسمة السلطة والثروة، تفاقمت التشوهات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، مكرسة إستئثار فئات معينة بالسلطة والثروة، ومفارقات تنموية بين المركز والأقاليم المختلفة، ومعاناة الأغلبية الساحقة من شعبنا جراء الضائقة المعيشية حتى أصبح زهاء 95 ٪ من المواطنين يرزحون تحت خط الفقر في بلد غني بثرواته الزراعية والحيوانية والمعدنية، بترولا وذهبا! ومع إشتداد سطوة الاستعلاء وسط النخب الحاكمة في المركز، واستخدامها العنف لترويض الحركات المحتجة في الأطراف، ومع ظهور أجيال جديدة من أبناء هذه المناطق، تتمتع بقدر ملحوظ من العلم والاستنارة، إنفجرت هذه الحركات في ثورات مسلحة معلنة تمردها ضد المركز، ومطالبة بالرجوع إلى منصة التأسيس لإعادة هيكلة الدولة السودانية. وهذا التمرد، لم يكن ضد سلطة المركز وحدها، وإنما تفجّر ضد القوى السياسية التقليدية التي ظلت لفترات طويلة تحتكر التعبير عن هذه المناطق، لكنها فشلت في تلبية مطالبها، بل زادت الطين بلة بممارساتها السياسية الخاطئة والمتراكمة عبر السنين.
قد تخفت حدة هذه الصرعات مؤقتا، وقد ينحسر طابعها العسكري، ولكنها أبدا لن تخمد وتنتهي، وحتما ستتفجر، وفي الغالب بصورة أعنف، ما دام وقودها موجودا. لن تنطفئ نيران هذه الصراعات والتمردات إلا بتجسيد العدالة الاجتماعية، والمدخل الوحيد لذلك هو تحقيق المشاركة العادلة في السلطة والثروة. والمشاركة العادلة في السلطة تعني مشاركة كل القوميات والاثنيات في نظام للحكم جوهره تقنين التعددية وحسن إدارة التنوع وتحقيق الديمقراطية الواسعة والمرتبطة بتوفير لقمة العيش. أما المشاركة العادلة في الثروة فتعني توزيع عائدات الثروة على أساس مبدأ قومية كل الموارد والثروات الطبيعية في السودان، مع التأكيد على إزالة المظالم عبر المعاملة التفضيلية للأطراف وخاصة المناطق المتأثرة بالحرب والمناطق الأقل نموا، وتوظيف ثروات البلاد في إعادة تعمير وتأهيل الانتاج الزراعي والحيواني والبنية التحتية واقتناء التقنية الحديثة لترقية الصناعة وخلق فرص العمل وتوفير الخدمات مثل مياه الشرب النقية والعلاج والتعليم، وفي تصفية آثار الحرب الاهلية وعلاج مأساة النزوح واللجوء، وفي محاربة الأوبئة والزحف الصحراوي وحماية البيئة..الخ.
إن مهمة بحجم إعادة بناء الدولة السودانية لا يمكن أن ينجزها حزب واحد أو مجموعة أحزاب مؤتلفة، فهي مهمة شعب بأسره، وتشترط تغييرا جذريا في الواقع السياسي الراهن لخلق الأجواء الملائمة. والتغيير الجذري يتطلب ويشترط التحالف المتين بين قوى التغيير في المركز والأطراف، وبين المجتمع المدني والأهلي، واستقرار العلاقة التكاملية بين الحركة السياسية والمجتمع المدني.

٭ كاتب سوداني

لماذا تتمرد الأطراف في السودان؟

د. الشفيع خضر سعيد

مصر: كشف حساب الكامب

Posted: 23 Sep 2018 02:12 PM PDT

ربما لم يتبق من اتفاقية كامب ديفيد التي عقدت قبل أربعين سنة، سوى ميدالية الكونغرس الأمريكي الممنوحة لاسم الرئيس السادات، فلم تتحقق أبدا وعود اتفاق الكامب الموقع في 17 سبتمبر/أيلول 1978، ولا وعود “معاهدة السلام” التي وقعت في 26 مارس/آذار 1979، فلم يعترف بها الشعب المصري أبدا، وأسقط بالضربة القاضية كل محاولات النفاذ بالتطبيع إلى العمق المصري، تماما كما حطم الجيش المصري أخطر قيود نزع السلاح، وعادت قواته إلى الحدود المصرية الفلسطينية لأول مرة من خمسين سنة.
ولم تكن معركة الشعب المصري سهلة ضد عار كامب ديفيد، وقد فرضوا عليه اتفاقية فمعاهدة، تلزم بالتطبيع الكامل مع إسرائيل شعبيا ورسميا، وهو ما رفضه الشعب المصري بغالبه الساحق من أول لحظة، فقد قدم المصريون مئة ألف شهيد وجريح في الحروب مع كيان الاغتصاب الإسرائيلي، ومع صدمة تبادل السفراء، كانت سيرة الشهداء تتجدد، وعلى طريقة سعد إدريس حلاوة وسليمان خاطر، والعمليات الجريئة لتنظيم “ثورة مصر” في قلب القاهرة، وقد كان تنظيما ناصريا سريا مسلحا، طارد بالرصاص طواقم المخابرات الملحقة بسفارة إسرائيل في القاهرة، ولم يقتل مصريا واحدا، ولا حتى على سبيل الخطأ الميداني، وجرى اتهام خالد جمال عبد الناصر مع محمود نور الدين ورفاقه في محاكمات التنظيم، بالتوازي مع غضب شعبي سلمي فوار، نجح سريعا في إلغاء مشاركات إسرائيل في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ثم في معرض القاهرة الصناعي الزراعي، ومطاردة كل صور التطبيع الرسمي في مجالات الزراعة والثقافة والتعليم، ثم في القفزة الكبرى، التي خلعت مبارك أعظم كنز استراتيجي لإسرائيل، في ثورة شعبية عظمى، قادت توالياتها إلى حرق مقر السفارة الإسرائيلية المطل على نيل الجيزة، وألغت من قبل وجود ما كان يسمى “المركز الأكاديمي الإسرائيلي”، ومن وقتها حوصر الوجود الإسرائيلي الدبلوماسي في منزل سفير معزول بضاحية المعادي، وصار أي لقاء بسفير العدو، عارا يوجب البتر الشعبي، وعلى نحو ما جرى مع حالات شذوذ فاقع معدودة على أصابع اليدين.
وحين بدا أن السفير الإسرائيلي قد يخرج من عزلته، ويحتفل بما يسمونه عيد استقلال إسرائيل، في الذكرى السبعين للنكبة، وفي فندق بإدارة أجنبية، يطل على ميدان التحرير في قلب القاهرة، وفي استفزاز مهين لأبسط مشاعر المصريين، وبما وضع الذين وافقوا في حرج صادم، كانت نتيجته الفورية، أنه لم يحضر أي رسمي مصري معروف إلى حفل السفارة الإسرائيلية، رغم دعوات جرى توجيهها بالمئات، ولم يحضر حتى الذين تورطوا في تطبيع اقتصادي مع العدو الإسرائيلي، على طريقة شركاء “اتفاق الكويز″، وشركاء اتفاقات الغاز، وبدون أن يعني ما جرى، أن المعركة الشعبية انتهت ضد التطبيع، فلا يزال الخطر قائما ويتجدد، لكن تبقى كراهية الشعب المصري للتطبيع في مقام التحريم الديني، ويبقى المصريون أكثر شعوب الأمة كراهية ورفضا لوجود الكيان الإسرائيلي من أصله.
ورغم بقاء اتفاقية كامب ديفيد، ومن بعدها ما تسمى بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، سارية بأحكامها العامة، وغالبا عبر القنوات الأمنية المحددة الدور بالتفاعلات الفلسطينية، رغم بقاء الاعتراف الرسمي، وأحاديث تطفو وتخبو عن السلام إياه، إلا أن ما يجري على الأرض في واد آخر، وفي سيناء بالذات، التي فرضت عليها أخطر القيود في نزع السلاح، فالمعاهدة، فرضت في ملاحقها الأمنية قيودا بالجملة، وقسمت سيناء في توزيع السلاح المصري إلى مناطق (أ) و (ب) و(ج)، المنطقة (أ) شرق خط قناة السويس، وبعمق 59 كيلومترا، تنتهي غرب منطقة المضايق الحاكمة استراتيجيا، وسمحت ملاحق المعاهدة بوجود فرقة مشاة ميكانيكية مصرية واحدة فيها، ثم تأتي المنطقة (ب)، وبعرض 109 كيلومترات وسط سيناء، ولا تسمح ملاحق المعاهدة سوى بوجود أربع كتائب حرس حدود فيها، وفي المنطقة (ج)، وبعرض 33 كيلومترا إلى خط الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة، لا تسمح ملاحق المعاهدة بأي وجود عسكري مصري عدا رجال الشرطة المدنية، والمحصلة، أن ملاحق المعاهدة قضت بنزع سلاح سيناء بريا إلى عمق يقارب المئة والخمسين كيلومترا، فوق أن المعاهدة قضت بمنع إنشاء أي مطارات عسكرية مصرية في سيناء كلها، وبحظر أي نشاط أو موانئ بحرية حربية في سيناء بالكامل، وكانت تلك أم الكوارث في المعاهدة المشؤومة، فسيناء ذات الواحد والستين ألف كيلومتر مربع، التي تمثل ستة في المئة من مساحة مصر، وتزيد على ثلاثة أمثال ونصف المثل لمساحة فلسطين المحتلة بكاملها، وهي عين مصر على المشرق العربي، وخط الدفاع الذي دارت عنده أغلب الحروب في التاريخ المصري الألفي، سيناء التي لها كل هذه الأهمية القصوى، عادت إسميا إلى مصر مع نزع السلاح بمقتضى كامب ديفيد، لكنها لم تعد فعليا إلا بحرب أخرى، يخوضها الجيش المصري إلى اليوم في سيناء، ويكمل ما انقطع خيطه منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، ويدهس بأقدامه مناطق نزع السلاح المذلة، ويحطم قيدا ثقيلا فرضته المعاهدة، التي ماتزال سارية رسميا، لكن جرى اختراقها فعليا بقرار الجيش المصري في السنوات الأخيرة، وبتصرف سياسي براغماتي ذكي، استثمر تغير الظروف في مصر بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011 وموجتها الثانية في 30 يونيو/حزيران 2013، واستند رسميا إلى دواعي الحرب ضد جماعات الإرهاب، ودفع بقوات الجيش المصري إلى سيناء التي كانت محرمة عليه، وفرض واقعا جديدا لا رجعة عنه ولا ارتداد، واندفع عشرات الألوف من الضباط والجنود إلى سيناء، وتوالى إنشاء وتطوير المطارات العسكرية، وعاد النشاط البحري الحربي بكامل قوته، وصارت قيادة قوات الشرق في موقع حصين تحت الأرض بمنطقة كانت منزوعة السلاح، وعاد الجيش المصري بكامل هيئته وأسلحته إلى خط الحدود المصرية التاريخية مع فلسطين المحتلة، وهو ما يحدث لأول مرة من خمسين سنة، أي منذ هزيمة 1967، فقد ظلت سيناء محتلة رسميا لمدة 15 سنة، وإلى أن جرى الانسحاب الإسرائيلي منها بعد المعاهدة، وبدون أن تعود قوات الجيش المصري إلى خرائط سيناء كاملة، وهو ما جرى فقط في السنوات الأخيرة، وبمزيج من الحسم والحيلة، وعلى نحو حول كل قيود الملاحق الأمنية للمعاهدة إلى فتات، وإلى حبر يجف فوق الورق، في انقلاب استراتيجي كامل الأوصاف على قيود المعاهدة المشؤومة.
قيد ثالث فرضته المعاهدة، ويتآكل تدريجيا في السنوات الأخيرة، نعني به دور أمريكا في مصر، فقد كانت واشنطن هي الضامن الحصري لاتفاقية كامب ديفيد وللمعاهدة من بعدها، وفي يوم توقيع المعاهدة في 26 مارس/آذار 1979، كانت أمريكا قد وقعت مع إسرائيل مذكرة تفاهم تخصهما، وأبلغ بها الرئيس السادات صباح يوم التوقيع، ونصت المذكرة على ضمان تدخل أمريكا ضد مصر حال الإخلال بالمعاهدة، أو مخالفة ملاحقها الأمنية، ومع التهديد بالعصا الأمريكية، قدمت واشنطن لمصر جزرة اسمها المعونة الأمريكية، كضمان التزام بالمعاهدة، لكن ما جرى في السنوات الأخيرة، بدا كضربة مصرية مزدوجة، أطاحت بقيود نزع السلاح الواردة بالمعاهدة، وأطاحت بإكراهات المعونة الأمريكية في الوقت نفسه، فلم تعد مصر تلقى بالا عظيما لمناقشات تخفيض المعونة في الكونغرس أو في البيت الأبيض، ولم تعد المعونة العسكرية الأمريكية (1300 مليون دولار سنويا) تشكل رقما يعتد به عند صانع القرار المصري، الذي لا مانع عنده إن جاءت المعونة، أو أن جرى تخفيضها، أو حجبها كما تكرر مرات في السنوات الأخيرة، فقد جرى فك ارتباط الجيش المصري بالتسليح الأمريكي شبه الوحيد، ولجأت القاهرة مجددا إلى سياسة تنويع مصادر السلاح، وإلى تكثيف الاهتمام مجددا بالصناعات الحربية، وتحول بندول الصفقات العسكرية الكبرى إلى روسيا والصين وفرنسا وغيرها، بما جعل الجيش المصري عاشر أقوى جيش في الدنيا كلها، ومع التقدم الملحوظ في حرب تحرير سيناء الثانية الجارية، والإدارة المصرية الممتازة لتوقي الخطر المقبل من ليبيا المحطمة، بدأت المصلحة المصرية المباشرة تتقدم إلى أعلى سلم الأولويات، وبدون حاجة لتطابق مع الأولويات الأمريكية، كما كان معتادا من قبل، وبما أدى إلى استرداد جوانب مؤثرة من استقلالية القرار الوطني، وتراجع دواعي التبعية لاعتبارات واشنطن، التي كان سفيرها في مصر بمثابة المندوب السامي البريطاني القديم، وتراجع دوره الآن، وإن ظلت شبكة علاقات واشنطن وثيقة ممتدة مع “جماعة البيزنس″ ورأسمالية المحاسيب ومجموعات التمويل الأجنبي، وكلها تنشط في التأثير على الاختيارات الداخلية المتضاربة للنظام الحاكم، وتحاول استعادة ما كان من علاقات “عروة وثقى” مع واشنطن والكيان الإسرائيلي.
وبالجملة، يبدو أن اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدتها، يتراجع تأثيرها بعامة، وتتعرض لعملية “شد أطراف”، تبقى نصوصها عالقة فوق الورق، بينما يتحطم الكثير من قيودها في الواقع الفعلي، وبدون أن تنتهي معركة الأربعين سنة إلى مشهد ختام نهائي، تزول فيه كامب ديفيد، ويطوى زمانها بالكامل، وتسقط اختيارات السياسة والاقتصاد الكارثية التى صاحبتها وتلتها، وكما يأمل كاتب السطور المؤمن الواثق بعبقرية الشعب المصري، وبعين الله الحارسة لمصر والمصريين.
كاتب مصري

مصر: كشف حساب الكامب

عبد الحليم قنديل

عن العربدة الإسرائيلية في سماء سوريا والمطلوب من المقاومة: الرد بلا إبطاء

Posted: 23 Sep 2018 02:12 PM PDT

الوقائع والحقائق ساطعة: الكرملين أفاد في بيانه يوم الثلاثاء الماضي بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «بأن سلاح الجو الإسرائيلي ينفذ عملياته في انتهاكٍ لسيادة سوريا، وأن بطاريات سورية مضادة للطائرات أسقطت طائــرة عسكرية روسية قرب الساحل السوري بسبب عدم التزام الاتفاقات الروسية- الإسرائيلية في شأن منع الحوادث الخطرة».
إلى ما كشفه بيان الكرملين من وقائع، ثمة حقائق أخرى جديرة بالتمعّن:
– قيامُ طائرات حربية إسرائيلية بإطلاق صواريخ على مؤسسة تقنية سورية في مدينة اللاذقية، تبعد عن مطار حميميم (حيث الطائرات وقواعد الصواريخ الروسية) ثماني كيلومترات لا أكثر.
- «اسرائيل» زعمت أن المؤسسة المستهدَفَة تختزن أسلحةً متطورة وصواريخ إيرانية مُرسلة إلى حزب الله، وانها ستثابر على اعتماد سياسة منع إيران من التموضع في سوريا.
– بوتين اعترف لأول مرة بأن عمليات سلاح الجو الإسرائيلي تشكّل انتهاكاً لسيادة سوريا. كما اعترف بأن إسقاط الطائرة العسكرية الروسية ناجم عن «عدم التزام الاتفاقات الروسية – الإسرائيلية في شأن منع الحوادث الخطرة».
- بوتين لم يكشف، بعد، مضمون الإتفاقات الروسية – الإسرائيلية المبرمة عام 2015 التي تتضمن، على ما يبدو، بنوداً تقضي بأن يُخطِر الجيش الاسرائيلي القيادة العسكرية الروسية في سوريا مسبقاً بالعملية، أو العمليات التي يعتزم القيام بها في شتى انحاء البلاد لتفادي وقوع صدام بين الجانبين.
- وزارةُ الدفاع الروسية اعترفت بأن الجانب الإسرائيلي أبلغها بالعملية قبل أقل من دقيقة واحدة من إطلاق صواريخ طائراته الحربية، وهي مهلة غير كافية لتحويل مسار طائرة الاستطلاع الروسية «ايل 20-» التي كانت تحوّم في المنطقة. معنى ذلك انه لو قام الجانب الإسرائيلي بإخطار القيادة الروسية بالعملية مسبقاً، وفي مهلةٍ أطول لكانت العملية تمّت وفق الإتفاقات المعقودة ودونما اعتراض من الجانب الروسي على انتهاك «اسرائيل» سيادة سوريا.
إلى ذلك، أعلن حزبُ الله بلسان أمينه العام السيد حسن نصرالله ثلاث حقائق لافتة:
- أن ليس لديه أسلحة أو صواريخ في المؤسسة التقنية السورية في اللاذقية التي قصفها العدو اخيراً، وأن «قصد «إسرائيل» من وراء هذه العملية وغيرها هو الحؤول دون امتلاك سوريا القدرة على تصنيع صواريخ متطورة.
- أن عبارة «انتهى الأمر، وتمّ الأمر، وأنجز الأمر»، فسّرها السيد نصرالله في خطابه «بأن المقاومة أضحت تمتلك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة، ومن الإمكانيات التسليحية ما يجعل العدو الإسرائيلي يواجه في حال اعتدائه على لبنان مصيراً لم يكن يتوقعه في يومٍ من الأيام».
- إن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، بحسب السيد نصرالله، لم يعد بالإمكان احتمالها وإن المقاومة ملتزمة ومستعدة لتكون في الخط الأمامي دفاعاً عن قضايا الأمة وحقوقها في فلسطين والقدس واليمن والبحرين والعراق.
في ضوء هذه الوقائع والحقائق، تنتصب أسئلةٌ ثلاثة:
- اولها : هل يعقل وهل يجوز أن تبقى روسيا، حليفة سوريا والمتعاهدة معها، طرفاً في اتفاقٍ مع كيانٍ صهيوني عدواني خادم للولايات المتحدة، موضوعه التنسيق بين الجانبين ما يتيح له الاعتداء على سوريا وتدمير مرافقها الحيوية لقاء عدم المسّ بقواعد روسيا وقواتها فيها؟ روسيا كانت اتفقت مع سوريا على تزويدها منظومةً دفاع جوي من طراز S-300 وسددت دمشق دفعةً أولى من ثمنها، ثم تراجعت موسكو عن تسليمها، الامر الذي مكّن سلاح الجو الإسرائيلي من العربدة في سماء سوريا والنيل من مرافقها وقواعدها العسكرية ومن قوات حلفائها. فوق ذلك، لم تلتزم «إسرائيل» بنود الاتفاق المذكور، ما ادّى إلى إلحاق الأذى والضرر بمصالح روسيا وقواتها في سوريا. فهل يعقل أن يكون ردّ موسكو على عملية إسقاط طائرتها الاستطلاعية وقتل 15 من ضباطها وخبرائها مجرد إعلانٍ عن اعتزامها اتخاذ تدابير أكثر فعالية لحماية قواتها في سوريا؟ أليس في هذه السياسة عقوق حيال سوريا ومهانة أمام «اسرائيل»؟
ثانيها: روسيا كانت اتفقت مع إيران على تزويدها منظومة S-300، ثم ارجأت تسليمها بدعوى الرغبة في عدم عرقلة المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، لكنها عادت وقررت تسليمها، مع نجاح مفاوضات الاتفاق المذكور. وكانت مصادر موثوقة قد سّربت معلومات بأن إيران كثّفت جهودها التكنولوجية وتمكّنت من تصنيع منظومة دفاع جوي معادلة في فعاليتها لمنظومة S-300 الروسية. ألا تولي هذه الواقعة سوريا، كما حزب الله، حق مطالبة الجمهورية الإسلامية بتزويدهما بضع بطاريات من هذه المنظومة في حال امتناع موسكو عن تسليم دمشق منظومة S-300 المتعاقَد عليها؟ بل أليس من حق دمشق وحزب الله مطالبة طهران بتزويدهما بعضاً من بطاريات S-300 التي تسلمتها من روسيا لتمكينهما من الدفاع عن النفس؟
ثالثها: أليس من حق الشعب في لبنان وسوريا مطالبة حزب الله (الذي بات «يمتلك من الصواريخ الدقيقة ما يمكّنه من أن يجعل العدو الاسرائيلي يواجه في حال الاعتداء على لبنان مصيراً لم يكن يتوقعه في يوم من الايام») بأن ينشر صواريخه المتطورة، كما ما يكون حلفاؤه قد زودوه به من بطاريات S-300 أو ما يعادلها، في قرى منطقة القلمون الشرقي السورية (التي يقطن بعضها لبنانيون) كي يقوم باعتراض الطائرات الإسرائيلية التي اعتادت قصف مواقع ومرافق في سوريا عبر اختراق سماء لبنان؟
نعم، كل هذه الوقائع والحقائق باتت ساطعة كعين الشمس وبات المطلوب أكثر سطوعاً: المباشرة في الرّد على الكيان الصهيوني بلا إبطاء، كون أطراف محور المقاومة تمتلك من الصواريخ والأسلحة المتطورة «ما يجعل العدو الإسرائيلي يواجه، في حال الاعتداء علينا، مصيراً لم يتوقعه في يومٍ من الأيام».
كاتب لبناني

عن العربدة الإسرائيلية في سماء سوريا والمطلوب من المقاومة: الرد بلا إبطاء

د. عصام نعمان

طلعت ريحتكم: الأبعاد الدولية للفساد في الجزائر

Posted: 23 Sep 2018 02:11 PM PDT

انتشر الفساد بسرعة في الجزائر. حقيقة يعرفها ويعايشها الكثير من الجزائريين في يومياتهم ومعاملاتهم من كل نوع، رغم أن الفساد كان محصورا في بؤر محدودة إلى غاية حكم الرئيس الشاذلي بن جديد في منتصف الثمانينيات، عكس مرحلة حكم الرئيس بومدين، التي تميزت بنسب فساد قليلة ومحدودة، لم يكن من الوارد التسامح معها سياسيا، والبلاد خارجة من حرب تحرير شعبية تعيش بداية استقلالها.
إلى حين دعوة الرئيس بن جديد إلى نوع من «التصالح» مع المال. فلم يعد المال «وسخ الدنيا»، كما كانت تدعي الثقافة الشعبية الصوفية، بل بات مطلوبا وبكل الطرق والوسائل، كما فُهم هذا التصالح التاريخي مع المال من قبل الجزائريين. فساد عرف طفرة أكيدة خلال مرحلة الحرب الأهلية التي عاشتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، التي تزامنت مع عملية انتقال سياسي واقتصادي مشوه، استفادت منها فئات محدودة، انتجت ما عرف بالأغنياء الجدد من حديثي النعمة.
حالة عكستها التقارير الدولية، التي تقيس انتشار الفساد في العالم، والتي أكدت كلها انتشار الظاهرة في الجزائر واستفحالها بسرعة مع الوقت، فقد احتلت الجزائر المرتبة 112 من بين 180 دولة في 2018، حسب تقرير منظمة الشفافية الدولية. في حين كانت تحتل المرتبة 86 ضمن السلم نفسه، قبل سنتين فقط (2016).
الجديد هذه الأيام أن الفساد في البلد لم يعد قضية وطنية، بل «طلعت ريحته» إلى الخارج، كما يقول أشقاؤنا في لبنان. فكل القضايا الكبيرة التي تم الكشف عنها هذه الأيام والمرتبطة بالفساد، كانت ذات بُعد دولي، بل كان الطرف الأجنبي هو المفجر الأساسي والمتابع لها، كما بينت قضية سوناطراك- سايبام الإيطالية التي أصدرت فيها محكمة ميلانو أحكامها الأسبوع الماضي.
حكم بالسجن لخمس سنوات صدر ضد مسؤولي الشركة من الإيطاليين، مثل المتورطين «الجزائريين» الذين سهلوا الحصول لهذه الشركة الإيطالية على عقود ضخمة مع الشركة الجزائرية، مقابل ملايين الدولارات كرشاوى. مع التنبيه إلى أن المتورطين من الجزائريين ليسوا جزائريين فقط، فهم من أصحاب الجنسيات المعولمة… لبنانيين كنديين الخ مقيمين في دبي، حيث يستثمرون بكل حرية أموالهم المنهوبة، رغم ما صدر ضدهم من أحكام ومذكرات جلب دولية.
نحن إذن أمام قضية فجّرها القضاء الإيطالي وحكمت فيها العدالة الإيطالية، بعد الدور الرائد الذي قامت به الصحافة الإيطالية والدولية في متابعتها. في غياب شبه تام للعدالة الجزائرية، وحتى الإعلام المستقل الجزائري الذي اكتفى بمقالات ومقابلات بعيدة عما يتطلبه الملف، من استقصاء وتحر، ليس في الجزائر فقط، بل في إيطاليا والإمارات كذلك حيث يعيش بعض المحكوم عليهم بالسجن في هذه القضية.
قضية الكوكايين (حجز 700 كلغ في ميناء وهران) التي انطلقت في شهر مايو/أيار الماضي هي الأخرى كان وراء تفجيرها طرف أجنبي ممثل في الإسبان هذه المرة. فقد تم اكتشاف هذه الحمولة الضخمة التي يصعب أن يتم استيعابها في السوق الجزائرية المحلية، من قبل الإسبان، في ميناء فلانسيا، ليتم بعد ذلك إعلام الطرف الجزائري بقدومها إلى ميناء وهران. طرف إسباني اًصر على تبليغ مختلف المؤسسات الأمنية الجزائرية، خوفا ربما من السكوت عنها من أي طرف.
حدس إسباني تأكد أياما بعد ذلك عندما بدأت رؤوس كبيرة في السقوط من مواقع أكثر من مؤسسة أمنية وعسكرية، تؤكد لنا نحن في الداخل ما كنا نعرفه ونشاهده بالعين المجردة يوميا. إن الفساد وصل إلى مستويات مهولة ولم يعد في حاجة إلى التبليغ عنه أو القيام بالتحقيق حوله، فقد طلعت ريحته إلى الخارج، بعد أن زكم أنوفنا داخل البلد منذ سنوات.
قضية فساد جديدة كان وراء تفجيرها طرف دولي هي الأخرى. تتعلق هذه المرة برياضة كرة القدم، بعد تحقيق تلفزيوني دام لثلاث سنوات، من إنجاز مراسل هيئة الإذاعة البريطانية bbc الذي توصل إلى استنتاجات مرعبة مثل، إن فسادا منهجيا وبنيويا سمح له أن يتفشى، بدون حسيب أو رقيب في كل مستويات كرة القدم في الجزائر، مما جعل أحد مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم السابقين يصرح في التقرير نفسه «قد تكون كرة القدم الجزائرية تعدت نقطة اللاعودة».
كرة القدم التي يعرف الجزائريون حولها، ومنذ سنوات، فضائح وأشكال فساد مهولة لم تحرك حتى الآن طرفا رسميا واحدا من داخل المؤسسات الرياضية أو من خارجها كالعدالة والإعلام الرياضي، الذي اكتفى بالكلام العام حول «الفساد» من دون أن تصل تحقيقاته إلى فتح أي ملف جدي حتى الآن. بعد أن انخرط جزء مهم من الإعلام ورجاله في هذا الفساد، كما توحي بذلك شبكة العلاقات الشخصية والمصلحية بين عالم الرياضة والإعلام.
فساد رياضي مرتبط من دون شك بالأدوار السياسية لكرة القدم تحديدا التي يستغلها النظام السياسي كأفيون فعلي، يُخدر به الشباب في المدن الكبرى التي يتخوف من حراكها الاجتماعي والسياسي. إفراط في الاستعمال ومبالغة فيه ليس من المستبعد أن يعود على النظام السياسي ورموزه بنتائج عكسية بدأت ملامحها في الظهور على مستوى الملاعب، التي أصبح من الصعب دخولها على المسؤولين، بعد أن حولها الشباب إلى مكان للاحتجاج والتعبير عن الغضب، على شكل غناء وأهازيج معادية للنظام ذاته ورموزه، أخذت بعدا دوليا هي الأخرى بعد مقابلة فريق اتحاد العاصمة والقوات الجوية العراقي.
مستويان رئيسيان يفسران هذا الانتشار السريع للفساد وتغوله وطنيا، ومن ثمة وصوله إلى العالمية. كما تعكسه هذه القضايا المكتشفة في إيطاليا وإسبانيا، أو كما أظهره تحقيق هيئة الإذاعة البريطانية. مستوى سوسيولوجي تم نخر المجتمع الجزائري من خلاله، أنتج ثقافة متسامحة جدا مع الفساد وأشكاله المختلفة، يعاد إنتاجها على مستوى العائلة المهتمة فقط بفعالية أفرادها، في المجال الاقتصادي والمالي، على حساب الأبعاد الأخلاقية التي لا تراعي في الغالب، نتيجة عملية الترويض التي تعرض لها الجزائريون على يد نخب سياسية واقتصادية مستفيدة من هذا الفساد، ما يحيلنا إلى المستوى الثاني المرتبط بالسياسي هذه المرة. فالواضح حتى الآن أن لا نية لدى صاحب القرار في طرح جدي لمسألة الفساد في الجزائر ومحاربته، رغم كثرة المؤسسات التي أسسها النظام لمحاربته والخطاب المعلن رسميا ضده، لتكون النتيجة تغول الفساد ووصول رائحته إلى المحيط الدولي للجزائر.
الوحيد الذي لم يشم رائحته وهي تزكم الأنوف في الداخل والخارج، هو المؤسسات الوطنية الكثيرة المكلفة بمحاربته في الجزائر.
كاتب جزائري

طلعت ريحتكم: الأبعاد الدولية للفساد في الجزائر

ناصر جابي

عندما يثور العلماء على الظلم الاجتماعي (الغزالي أنموذجا)

Posted: 23 Sep 2018 02:11 PM PDT

الزمان: أعقاب نكبة 48 المكان: سجن الطور بسيناء المصرية الحدث: زبانية المعتقل يسلبون السجناء حقوقهم من الأطعمة الجافة والمُعلّبات. في ظل قَناعةِ السجّان بأن السجين لا يجرؤ على أن يقول له: لِمَ؟ انبرى شابٌ مُشرق الوجه في أوائل الثلاثينيات يخطب الجمعة في رفقائه، يُفجّر فيهم بركان الثورة على الجوْر والظلم، وما إن انتهت الصلاة حتى قادهم إلى مظاهرة داخلية ردّدوا خلالها: «تسقط اللصوصية المُنظَّمة.. تسقط سياسة التجويع» فما كان من الزبانية إلا أن استجابوا لمطالب المعتقلين.
لم يكن ذلك الثائر سوى العالم والمفكر الإسلامي محمد الغزالي، الذي قضى سنوات عمره في مواجهة الطغاة والمستبدين، يفضح المؤامرات التي تُحاك بجُنْح الليل، ويُلقِمُ الحجرَ كلَّ من أطلق لسانه في ثوابت الأمة، يُجدد في الفكر الإسلامي ويبرز وسطية الدين، واستنقاذه من خِضم الآراء الشاذة، يُواجه المحتلين الوافدين منهم والنابتين من تربة الأوطان.
وقد يظن من لا اهتمام له بكُتب الغزالي أنه تحرّك في السجن بدافع الحال ولا ينمُّ ذلك عن نزعة لدى الشيخ في مواجهة هذا الشكل من الظلم، غير أن من يطالع كتبه ويبحر بين سطوره، سيدرك من دون عناء أن الغزالي اهتم اهتمامًا بالغًا بقضية العدالة الاجتماعية، والتنديد بالظلم الاجتماعي، وسلب خيرات الشعوب وتجويع الناس وإقناعهم بالدون، وكان دائم الصرخات في وجوه المستبدين بسبب قسوتهم على الطبقات الفقيرة وسطوتهم على الكادحين. لم يكن الغزالي من طائفة العلماء التي حصرت خطابها في إصلاح النفس وحمْلها على مكارم الأخلاق والترغيب في الآخرة، فهو يرى أن الظلم الاجتماعي وغياب العدالة الاجتماعية عائق صلب أمام تمسُّك الناس بدينهم، بل كان يرى أن كل دعوة تُحبّب الفقر إلى الناس أو تُرضيهم بالدون من المعيشة، أو تُقنعهم بالهُون في الحياة، أو تُصبّرهم على قبول البخس والرضا بالدنيّة، هي دعوة فاجرة يُراد بها التمكين للظلم الاجتماعي وإرهاق الجماهير الكادحة في خدمة فرد أو أفراد.
للغزالي كتاب بعنوان «الإسلام والاستبداد السياسي» ألّفه في حقبة هيمنت فيها الديكتاتورية والاستبداد، وعملت على اجتثاث كل نبتة إصلاحية تُعرف الناس بحقوقهم، وهاجم فيه خصائص الحكم المطلق، ليس فقط لما يمارسه من مظاهر الاستبداد السياسي، ولكن للسَرَف الشديد على شخص الحاكم وزمرته ومن يواليه، والذي يعد أبرز خصائص هذا الحكم، حيث لا يبالي المُستبد من أين يأخذ المال أو يضعه، وقطعًا يقع عبء هذه النزوات على خزانة الدولة.
لقد كان همّ الغزالي إحياء وعي الناس وتبصيرهم بحقوقهم وبيان طبيعة الصلة بين الشعب وحاكمه، فهو موظف لديهم قائمٌ على رعايتهم وحفظ مصالحهم، ويُشدّد الغزالي النكير على أولئك الذين يعتبرون ثروات الشعوب حقًا وإرثًا لهم، فتراه يقول: « ترى رجالا من الحاكمين بأمرهم، لا يزالون يعتبرون المال العام ملكا خالصا لهم.. وكانت بعض الدول البترولية تعتبر أن منابع البترول ليست للشعب، وأن إنتاجها الهائل يُباع لحساب حكامها».
وبيَّنَ نظرة الإسلام لحق الحاكم في المال، وهو ما استقر في إدراك الخلفاء، ومن ذلك أن عمر كان يرى نفسه على أموال المسلمين كولي اليتيم، إن احتاج أخذ قدر حاجته، وإن استغنى استعف، غير أن الغزالي لم يُطالب الحكام بهذه الصورة المثالية، وإنما دعاهم إلى «سددوا وقاربوا». وبخلاف الكثيرين من علماء عصره، كان دائم التشهير بالمفسدين والمرتشين في عصره، فتراه يتناول الاختلاسات التي وقعت في قضية استيراد الأسلحة من الصحراء الغربية في حرب فلسطين، وقضايا التموين الخاصة بصفقات الذرة السودانية والشاي ونحوهما، ويتناول الاختلاسات التي تمت في وزارة المعارف ومخازن وزارة الصحة، ونحو ذلك مما قد يستغربه البعض أن يكون ذلك من صميم اهتمامات عالم في الشريعة. ويهاجم الغزالي رأس المال المُتغول الذي يقوم بتوسيع الثغرات الاجتماعية وإهدار الحقوق الأدبية ويخطف ثروات الشعوب، وأنه متى كان رأس المال بمنأى عن النهب والحيف على الطبقات الكادحة فإنه في هذه الحالة يصلح أساسًا لجماعة إنسانية كريمة.
إن تجاهل العلماء والدعاة للعدالة الاجتماعية وقضايا الظلم الاجتماعي جريمة في حق الأمة، فالشعوب من فرط الاستبداد وطول أمده، تأصلت فيها النظرة إلى الأموال والثروات العامة على أنها لا تملك منها شيئًا إلا ما يتساقط من جراب الحكومات، وألِفَ الناس حيازة الحكام والوجهاء لمُقدرات البلاد حتى أصبحت قلوب العامة لا تنكر ذلك بمرور الزمن، فرضي الناس بالدون وارتضوا لأنفسهم العيش على هامش الحياة، ومن ثم تبلد حسّ الكفاح والعطاء، بل يقع على عاتق هؤلاء العلماء تبصير الناس بحقوقهم، أما الاقتصار على وعظ الناس وحثهم على الصبر على شظف العيش، من دون التطرق للأسباب الرئيسية التي أفقرتهم وهي ظلم الحكام، فهذا من شِيم علماء السلطان الذين يبررون للمستبد سطْوَهُ على الثروات، فعن هؤلاء المُتصدرين للمنابر والمحاريب يقول الغزالي، إن الإسلام قد خسر فيها الكثير من المعارك، لأنهم يصورون الذي يحارب الظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي على أنه رجل مُتكبر طائش يعيش في محراب نفسه. لقد كان من جراء هذا المسلك أن صار الناس يزرعون قمحًا ويأكلون تبنًا، يبنون القصور ويفترشون الغبراء، حين تكدست الثروات في يد ثلة متسلطة لم تأخذ هذا المال بحقه، بل بالانقضاض على الثروات العامة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كاتبة أردنية

عندما يثور العلماء على الظلم الاجتماعي (الغزالي أنموذجا)

إحسان الفقيه

اتفاق سوتشي… الشيطان يكمن في التفاصيل

Posted: 23 Sep 2018 02:11 PM PDT

مما لا شك فيه ولا ريب أن قمة سوتشي التي عقدت بين الرئيسين التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الرئيس الروسي ، نجحت في ترحيل المشكلة الناتجة عن رغبة تنظيم الأسد مدفوعاً بتحريض حليفة الإيراني بهدف السيطرة على محافظة إدلب آخر معاقل الثورة السورية والفصائل المسلحة على اختلاف راياتها وتنوع أيديولوجيتها، وبعبارة أكثر وضوحا استطاعت قمة سوتشي تأجيل الاصطدام المباشر بين جميع الأطراف إلى وقت معلوم ولم تنجح في إنهاء وقوع الاصطدام نتيجة عدم معالجة أصل المشكلة في إدلب «سوريا المصغرة» نتيجة اختلاف طرفي سوتشي ورؤية كل منهما للحل النهائي ، حيث لم تتوقف المحاولات الروسية الراغبة بالقضاء على كل أشكال المعارضة لحكم تنظيم الأسد، والرؤية التركية التي تعتبر أصل المشكلة أن هناك ثورة شعبية او انتفاضة ترفض استمرار الحكم القائم في دمشق منذ عقود أربعة ورغبت بالتغيير السلمي، فجوبهت بالعنف الفوق متوحش من قبل تنظيم دمشق وحلفائه المحليين والإقليميين .
نعم يمكننا القول إن معركة إدلب تم إيقافها أو تأجيلها، وليس إلغاءها بشكل كامل برغم ما قاله: وزير الدفاع الروسي «سيرغي شويغو» لن تكون هناك عملية عسكرية في إدلب، لكن فتيل الاشتعال لم ينزع أو يخمد بشكل كامل فوراء الأكمة ما وراءها و الشيطان يكمن في التفاصيل ، حيث تضمن الاتفاق سحب السلاح الثقيل من الفصائل بعمق 7كم من طرف الفصائل المسلحة والأخطر من ذلك وهو «المطب» أو لنقل الاختبار الحقيقي لتركيا الكامن في تمكن تركيا وحلفائها من إقناع هيئة تحرير الشام في التخلي عن أسلحتها أو انسحابها من إدلب.

أخطر ما في الاتفاق

إقناع هيئة تحرير الشام بالتخلي عن سلاحها أو نزعه منها بالقوة القسرية وبالتالي فتح الباب على مصراعيه أمام اقتتال بين فرقاء الفصائل في إدلب ، الأمر الذي يصب في الأهداف الروسية الأسدية البعيدة وهو ما عملت عليه موسكو في الأستانة ، ومما يزيد الأمر تعقيدا أن تركيا سبق لها وأن أدرجت هيئة تحرير الشام على قوائم الإرهاب. وهنا المأزق الحقيقي فكيف لتركيا أن تقنع الهيئة بتسليم سلاحها وحل نفسها في الوقت الذي تم وضعها على قوائم الإرهاب، ومن ثم ولو فرضنا جدلاً أن الهيئة وافقت على حل نفسها أو تسليم سلاحها فالسؤال لمن سيتم تسليم هذا السلاح وإلى أين سيتوجه عناصر الهيئة من غير السوريين وهم مدرجون على قوائم مجلس الأمن الدولي كأعضاء إرهابيين يمثلون خطراً دولياً ، كيف ستحل أنقرة هذه المعضلة ؟
هل سيكون نزع سلاح هيئة تحرير الشام «الإسفين» الذي وضعه بوتين في اتفاق سوتشي، في حال فشلت تركيا في هذا الإطار ستقدم الذريعة التي تنتظرها موسكو وحليفاها الأسد وإيران للانقضاض على إدلب ، وستحشر تركيا في الزاوية بل أنها ستتوجه إلى المجتمع الدولي وربما مجلس الأمن بهذه الورقة تفتح مزادا تسوغ فيه ما تكمنه من رغبة متوحشة في الانقضاض على آخر معاقل الثورة السورية، تقول في مزادها إننا وحرصاً منا على أمن وسلامة المدنيين وبنيتهم التحتية في إدلب منحنا الطرف الآخر فرصة لتفكيك المنظمات الإرهابية المدرجة على قوائم مجلس الأمن الدولي، ونزولاً عند المخاوف الدولية من نتائج قيام حكومة تنظيم الأسد من شن هجوم على المواقع الإرهابية في إدلب ووقعنا اتفاقاً مع تركيا كي تحل الأمر ولكن الإرهابيين رفضوا الانصياع وتسليم أسلحتهم للجانب التركي وهم يصرون على السيطرة على محافظة إدلب بالقوة العسكرية واتخاذ أهلها رهائن لديهم ، فما هي مسوغاتكم كي تمنعوا حكومة تنظيم الأسد من سحق الإرهابيين على حد وصفهم .
ومن ثم هل سيكون نزع سلاح هيئة تحرير الشام بابا للاقتتال الفصائلي الدامي بين الفصائل المعتدلة والهيئة، بما يخدم تنظيم الأسد، وهم ينتظرون أن ينقض أحد الفرقاء على الآخر وينهكا في اقتتال داخلي ومن ثم يختلق الذرائع للانقضاض على الطرف الفائز المنهك .

المصلحة التركية

لا يغيب عن ذهن متابع مبصر بحقائق الأمور أنه في حال سيطر تنظيم الأسد على إدلب فإنه سيبدأ بمطالبة تركيا بالخروج من منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، وربما يتوجه إلى مجلس الأمن ليشكو الاحتلال التركي لأراض سورية، وستكون تركيا في أضعف حالاتها بعد أن خسرت ورقة إدلب وورقة النازحين التي قد تهدد بها أوروبا، ولا يفوتنا هنا التذكير بمحاولة التقارب التي تمت مؤخراً بين التنظيمات الكردية وتنظيم الأسد خلال الشهر الماضي ، ولا يمكننا أن نغفل عن أن هذا التقارب الفصائلي الكردي، الحليف الأمريكي لا يمكن له أن يتم أو أن يطرح دون ضوء أخضر أمريكي وهي المتحكم الرئيسي بمناطق هذه الفصائل والممول والمسلح الرئيسي لها، طبعاً هذا التقارب كان بهدف الضغط على تركيا أمريكيا على خلفية تأزم العلاقات بينهما .

ما الذي تحقق في سوتشي؟

تأجيل المعركة أو ترحيلها إلى أجل لاحق، ربما كسب مزيدا من الوقت وهو عامل مهم لكل الأطراف بهدف انتاج ظروف أفضل.
نعتقد أن روسيا كانت الرابح الأكبر من هذا الاتفاق، وصحيح القول أن الأهالي قد أبعد عنهم شبح الموت مؤقتاً.
استطاعت موسكو بهذا الاتفاق لتحويل نقاط المراقبة التركية إلى حرس لقوافل تنظيم الأسد بعد الاتفاق على فتح طريق دمشق حماة حلب.
وبالتالي إنعاش اقتصاد تنظيم الأسد وفتح خطوط إمداده تحت الحماية التركية، ربما تركيا مستفيدة من فتح طريق حلب إلى تركيا. لكن هل هذا سينعكس إيجاباً على المحاصرين في إدلب؟
أتاح الاتفاق سحب سلاح الفصائل أو انسحابهم بعمق 8 كم عن خط المواجهة مع تنظيم الأسد وطرق إمداداته.
كما أتاح له فرصة الانتهاء من هيئة تحرير الشام دون جهد منه إما عن طريق تركيا أو الاقتتال الداخلي.
تمكين تنظيم دمشق وحلفائه من إعادة ترتيب أوراقهم وتجميع قواتهم.
الاتفاق وبضمان تركي جمد الفصائل المسلحة وحاصرها في مناطقها ومنعها من شن أي عمل ضد مواقع تنظيم الأسد. وإلا فعلى تركيا أن تتحمل العواقب وربما يعتبر الاتفاق لاغيا نتيجة عدم الالتزام به من قبل الفصائل. كما أن الاتفاق صب في صالح تنظيم الأسد حيث نص على تشكيل منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 كم، ولم ينص على منطقة آمنة أو حظر طيران، بالتالي سيظل الطيران حراً في سماء إدلب.
نعم تم تأجيل المعركة، لكن مكاسب الأسد كبيرة جداً خاصة مع تأكيد الرئيس بوتين على مسار أستانة وعلى تفعيل اللجنة الدستورية في جنيف التي هي مصلحة أسدية روسية من الألف إلى الياء.
ويظل السؤال حائرا هل ستنجح تركيا في نزع سلاح هيئة تحرير الشام أم أنه إسفين دقه لها بوتين في سوتشي مهما كانت نتائجه سيصيب بنتيجته في صالح روسيا ومشروعها في سوريا، كون الاتفاق خاصا في منطقة إدلب فقط . قد يقول قائل إنه ورقة تناور بها تركيا في مراحل متقدمة، لكن الحقيقة أن تنظيم الأسد سيستغل هذا الوقت المستقطع لتعزيز سيطرته وربما إعادة شرعيته الدولية.
وستظل القضية من وجهة نظر تنظيم الأسد وروسيا أنها معركة على الإرهاب.

كاتب وباحث سياسي

اتفاق سوتشي… الشيطان يكمن في التفاصيل

ميسرة بكور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق