Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 2 نوفمبر 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


بولسونارو البرازيل بعد ترامب أمريكا: السيرك الفاشي يتوسّع!

Posted: 02 Nov 2018 02:15 PM PDT

توقّعنا الكثير من المفاجآت السيئة من جاير بولسونارو منذ سمعنا قبل شهور بإمكانية حصوله على رئاسة البرازيل، لكننا لم نتوقع أن يبدأ عهده الميمون باتباع خُطى سيد البيت الأبيض دونالد ترامب معلنا أن بلاده ستنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
لفهم هذه الشخصية الجديدة على الساحة العالمية ولتصوّر كيف يفكّر فلنتذكر قوله إنه كان على بينوشيه (دكتاتور شيلي) قتل المزيد من الناس، وأن وضع البرازيل كان سيكون أفضل لو قامت حقبة الدكتاتورية «بقتل المزيد من الناس»، ودعوته، خلال فعالية انتخابية، لإطلاق النار على جميع أعضاء حزب العمال، ووعده أن ينظم انقلابا يوم انتخابه رئيسا، ومدحه لقيام حرب أهلية، وتأييده العلني للتعذيب (ولكنه يفضل القتل على التعذيب)، وإنكاره وجود شيء اسمه الدولة العلمانية فـ»الدولة مسيحية والأقلية يجب أن تتغير»، وعنصريته الصريحة العنيفة ضد السود والنساء (قال عن عضوة كونغرس «إنها قبيحة جدا ولا تستحق أن تُغتصب»)، وكرهه للأقليات القومية والدينية والجنسية.
وعلى حد قول منافس بولسونارو في الانتخابات الرئاسية، فرناندو حداد، «تخيلوا شخصا بطله في الحياة هو أكبر الجلادين في القارة»، في إشارة إلى علاقة الإعجاب التي يكنّها رئيس البرازيل الحالي إلى ضابط كبير متهم بممارسة التعذيب خلال حقبة الدكتاتورية البرازيلية التي بدأت عام 1964 وانتهت عام 1985.
ما حصل في البرازيل إذن هو انقلاب على عهد الديمقراطية وانتكاسة سوداء، لكنّ هذا الانقلاب جاء، هذه المرة، بأصوات المنتخبين البرازيليين، ورغم الطابع الفاشيّ الواضح لبطله، ورغم تصريحاته الكثيرة الصريحة المؤيدة للانقلابات العسكرية والتعذيب والحروب الأهلية فإن بولسونارو ليس ظاهرة برازيلية صرفة فهو جزء من حركة عالميّة تستمدّ قوّتها وعنفوانها الحالي من وجود ترامب على رأس عمله في البيت الأبيض. ومعلوم أن ستيفن بانون، مستشار ترامب السابق، هو أحد أقطاب هذه الحركة ورعاتها، وهو يتنقّل من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا لتعضيد هذه «الأممية الفاشية» الجديدة الناشئة.
لاحظ كتاب وباحثون علامات تشابه بين هذه الحركة السياسية اليمينية المتطرفة التي تكتسح عواصم العالم وصعود النازيّة خلال بدايات القرن الماضي وما أدّت إليه تلك الحركة من حروب عالمية طاحنة ومآس كبرى، لكن المفارقة الكبيرة هو أن المركز الذي تمكنت فيه هذه الحركات المتطرّفة من الحكم هو الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت العامل الأكبر في سقوط تلك الحركة في أربعينيات القرن الماضي، غير أن وجودها، في «بلدان المنشأ»، كألمانيا وإيطاليا يزداد خطورة وأثرا، فقد تمكنت من الفوز في إيطاليا وهي تحقق انتصارات مستمرة في ألمانيا، كما أنها استلمت الحكم في النمسا (منشأ الزعيم النازي أدولف هتلر)، وصارت لها قواعد راسخة في هنغاريا واحتياطيا سياسيا هائلا وداعما في روسيا فلاديمير بوتين، ويجيء فوز بولسونارو الآن لينقل الدينامية السياسية إلى أمريكا اللاتينية.
أثرت هذه الحركة المخيفة الصاعدة على الوحدات السياسية التي قامت بهدف منع تكرار الحروب بدأت تتضعضع تحت وطأة هذا التغيّر العالمي الجارف، بدءاً من الأمم المتحدة، التي تشن إدارة ترامب معارك شرسة معها، وصولاً إلى الاتحاد الأوروبي، الذي تعرّض لانتكاسة كبيرة في بريطانيا ويتعرّض لهجمات على أسسه في بولندا وهنغاريا، وقد صار تهشيمه أحد أهداف الحركة السياسية الفاشية الحالية.
أمّا أن يبدأ كارهو الديمقراطية الطغاة المنتخبون هؤلاء قراراتهم السياسية بإعلان كرههم للفلسطينيين والعرب والمسلمين، وهؤلاء مبتلون أصلا بأشكال الاحتلال والطغيان والعنصرية والحروب الأهليّة، فهذا أمر لا يطاق حقّا!

بمناسبة عودة الأصنام والتماثيل إلى الساحات السورية

Posted: 02 Nov 2018 02:14 PM PDT

نصف الشعب السوري وربما أكثر بين لاجئ ونازح ومشرد، وملايين المعتقلين والقتلى والجوعى. ووضع معيشي رهيب، وأسعار نارية تكاد تقتل المواطن السوري الذي لم يعد يستطيع براتبه الذليل أن يشتري الخبز ويدفع بعض الفواتير. وضع اقتصادي خطير، بحيث تحتاج سوريا مئات المليارات من الدولارات لإعادة البناء، ولا يتوفر معها سوى الملاليم، اللهم إذا استثنينا مئات المليارات التي يودعها رأس النظام وعصابته القريبة في البنوك الروسية والغربية في حساباتهم الخاصة. لكن بالرغم من كل ذلك، فبدل أن يبدأ النظام بالتخفيف على الأقل عن المؤيدين الذين ساندوه على مدى ثمان سنوات، وتحملوا كل أنواع الضيم والمعاناة، بدل أن يزيد في رواتبهم أو يساعدهم في حياتهم المعيشية القاسية، راح ينفق مئات الملايين على إعادة التماثيل التي داسها الشعب السوري إلى ساحات وميادين المدن السورية. ليس هناك اي إعادة إعمار سوى ترميم التمثايل المداسة، أو إعادة بنائها، وكأنه يريد أن يقول للسوريين: سأنتقم منكم جميعاً، وسأعيد إليكم الرموز القذرة التي أهانتكم وقتلكتم على مدى حوالي نصف قرن من تاريخ سوريا الحديث.
والسؤال المطروح: لماذا لا يتعلم هذا النظام الغبي من تجارب التاريخ؟ لماذا يريد أن يعرّض التماثيل للبصاق والرفس مرة أخرى. لماذا يدفع الملايين لقاء حمايتها من الشعب الذي يتحين الفرصة لإعادة الدوس عليها وتحطيمها كما حطمها قبل ثمان سنوات؟ هل يعلم النظام السوري لماذا ما زالت تماثيل العديد من الحكام الغربيين منتصبة في ساحات وميادين المدن والقرى الغربية منذ عشرات، لا بل مئات السنين أحياناً، بينما تقوم الجماهير بتحطيم تماثيل الحكام العرب بعد رحيلهم، وأحياناً أخرى خلال حياتهم، كما حدث ويحدث الآن للعديد من الزعماء العرب؟
السبب بسيط جداً لأنه لا يمكن أبداً فرض التماثيل بالحديد والنار، ناهيك عن أن الشعوب هي التي تبني عادة التماثيل والنصب لقادتها تكريماً لهم، وتحميها بعد مماتهم. أما عندنا نحن العرب، فالذي يأمر ببناء التماثيل لهذا الزعيم أو ذاك هو الزعيم نفسه أو نظامه أو المنافقون من حوله ليرهبوا الشعوب بها وبصوره على الطريقة الأورويلية بدون أن يدروا أن تلك التماثيل مصيرها التحطيم والزوال والدوس تحت الأرجل في يوم من الأيام، لأن الجماهير لم تكن راضية عن أصحاب تلك النصب أثناء حياتهم، فما بالك أن تقبل بها بعد زوالهم.
بعبارة أخرى، فإن الشعوب تـُمهل ولا تـُهمل، فأحيانا ينتظر التاريخ طويلاً قبل أن يُنزل عقابه بالطغاة والمستبدين، وأحيانا أخرى يقتص منهم قبل هلاكهم، كما حدث للطغاة العرب.
كم يبدو التاريخ صارماً مع الطغاة والسفاحين من الحكام، فهو يميل دائما إلى محاسبتهم ومعاقبتهم عقاباً شديداً دون أن ينسى جرائمهم وبشاعتهم بحق الإنسانية. تلك هي لعنة التاريخ على كل الذين أزهقوا أرواح شعوبهم لإرضاء نزعاتهم الدموية السافلة والحقيرة والدنيئة، فأقاموا دولهم المضرجة بالدماء فوق أكوام من الجماجم والجثث. وقد يقول قائل في هذا السياق إن التاريخ خلّد العديد من القادة العظام الذين تلطخت أياديهم بالدماء، ولم يضرهم هذا أبداً، وهذا صحيح، لكن انتصاراتهم وبالتالي فظاعاتهم كانت ضد أعدائهم، وهذا أمر مباح، لا بل يُعتبر نوعاً من البطولة، حسب مقاييس التاريخ.

الشعوب لا تنسى جلاديها حتى بعد مرور قرون على نفوقهم، لكنها أيضا لا تنسى قادتها العظام. انظر كيف عاقبت الشعوب العربية طواغيتها بتمريغ تماثيلهم بالتراب والأوساخ، وانظر كيف كرّمت الشعوب العربية أبطالها الحقيقيين الذين حرروها من رجس الاستعمار

أما بالنسبة للطغاة والمستبدين الجديرين بالاحتقار فهم أولئك الذين لم ينتصروا إلا على شعوبهم بالقتل والدمار والتشريد وتكبيل الحريات ودوس الكرامات، فهؤلاء لا تحل عليهم إلا اللعنات، وهم للأسف الشديد كثر، فالماضي البعيد والقريب مليء بالستالينات العرب الحاليين والبائدين، لكن مكانهم محجوز مسبقاً في قعر التاريخ، فالأسفل للسافلين دائماً.
وكما أن التاريخ يعاقب الجزارين والجبارين بطريقته الخاصة، فإنه أيضا يكرّم العظماء الحقيقيين، فالشعوب أذكى من أن تخدعها الألقاب الكبيرة وعبارات الإطناب والتعظيم المفروضة بقوة الحديد والنار والكلاب البوليسية وأجهزة الأمن، فتماثيل العظماء الحقيقيين تبقى لمئات السنين، ولا تؤثر فيها سوى العوامل الجوية من برد وصقيع وحر.
أما تماثيل أولئك الذين يزعمون العظمة، ويحاولون فرضها زوراً وبهتاناً عن طريق الترويع والتخويف والدعاية والأكاذيب وحملات التطبيل والتزمير والنفخ فهي آيلة للسقوط في أقرب فرصة مواتية، لكن ليس بسبب تقلبات الطقس، بل بأيدي الشعوب الثائرة، فتماثيل بعض الطغاة العرب كانت تملئ ساحات وأبنية العديد من البلدان، لكن ما أن أتيحت أول فرصة للشعوب كي تقتص من جلاديها حتى انهالت على تلك التماثيل بالفؤوس والأحذية والركلات، فلم يبق منها شيء يُذكر، فتم تدميرها وأحياناً حرقها عن بكرة أبيها، فالتماثيل تبقى لأمد طويل إذا كانت الشعوب راضية عن أصحابها فقط، أما إذا كانت ضحية لهم ولهمجيتهم وديكتاتوريتهم القبيحة، فهي تكون على أحر من الجمر كي تزيلها، وتبنى مكانها مراحيض عامة انتقاماً من الطغاة وميراثهم الوسخ. أين تماثيل ونصب القادة الشيوعيين فيما كان يُسمى أوروبا الشرقية؟ لقد تم رميها في مزابل التاريخ وهو مكانها الأمثل.
فالشعوب لا تنسى جلاديها حتى بعد مرور قرون على نفوقهم، لكنها أيضا لا تنسى قادتها العظام. انظر كيف عاقبت الشعوب العربية طواغيتها بتمريغ تماثيلهم بالتراب والأوساخ، وانظر كيف كرّمت الشعوب العربية أبطالها الحقيقيين الذين حرروها من رجس الاستعمار العثماني والبريطاني والفرنسي والإيطالي وغيرهم، فكل النصب التي أقامتها الشعوب لهؤلاء الثوار ما زالت شامخة تزّين ساحات الوطن العربي وميادينه بمباركة كاملة من تلك الشعوب، ورغماً عن أنوف الطغاة الذين حكموا البلاد العربية بعد الاستقلال، وحاولوا أن يفرضوا تماثيلهم الزائفة بالحديد والنار، لكن بينما ستبقى تماثيل المحررين الأصلاء منتصبة، فإن التماثيل المفروضة ستنهار عاجلاً أو آجلاً.
وينطبق الأمر ذاته على الشعوب الأخرى. انظر كيف كرّم البريطانيون وينستون تشيرتشل في استفتاء القرن! فقد اختاروه كأعظم زعيم بريطاني في القرن العشرين، وما زالت تماثيله البرونزية والحجرية منتصبة عالية شامخة في الساحات العامة والحدائق، فذكرى الزعماء العظام لا تحميها قوات الأمن والشرطة والحكومات المتعاقبة، بل ذاكرة الشعوب، أو بالأحرى ذاكرة التاريخ. ومن حسن الحظ فإن ذاكرة التاريخ ليست قصيرة جداً كذاكرة الفيل، بل تحتفظ بأدق التفاصيل، وبإمكانها أن تكشف حتى عن بقايا بصقة راقدة تحت حجر، فما بالك في عصر ثورة المعلومات. وهذا من شأنه أن يعاقب الطغاة ويفضحهم في حياتهم قبل مماتهم، ويسّهل مهمة المؤرخين في المستقبل. ولا شك أن التاريخ سعيد جداً بأدواته التأريخية الجديدة. فإلى الأمام يا تاريخ في مهامك الجليلة، وليبشر كل الطغاة بالمصير نفسه الذي لاقته تماثيل من سبقوهم، فمن جاء قسراً سيذهب كسراً!

كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

نتنياهو في عُمان: وجدل «العدم» والتفاعل

Posted: 02 Nov 2018 02:12 PM PDT

الحركة الصهيونية سعيدة بالواقع العربي الراهن و«العدم» الذي يعيشه، والعدم غير الفراغ. وينشأ نتيجة الانسحاب من أي دور فاعل، واستسهال التماهي مع المشروع الصهيو أمريكي؛ في ذروة صعوده في وسط عربي استهوته حياة الكهوف، واجترار الماضي، وهو يرى من يحكمونه يمنحون العدو بالرضا والطوع والمقابل ما لم يحققه الاحتلال بالسلاح والإفناء والتهجير.. فالعرب منذ ما بعد حرب 1973، يعيشون كابوسا صهيونيا توسعيا؛ يصاحبه تطبيع وصهينة وتوسع، وانتزاع الأراضي ومصادرتها.
والتطبيع يتم طوعا بدون حاجة لجهد أو تسويات ومجانا، وأذكر قولا لهنري كيسنجر ثعلب السياسة الأمريكية، تعليقا على إخراج الخبراء السوفييت. وكان ذلك مطلبا أمريكيا ملحا، وقال ساخرا: كيف لم تطلب مصر (يقصد السادات) الثمن؟ وكيف تقوم بذلك مجانا؟ ورغم ذلك القول توالت الصفقات والتنازلات المجانية تباعا. وما حصلت عليه الدولة الصهيونية بالمجان وبسلام «ساخن» أضعاف ما كسبته بالقتال والحرب.
وضمن هذا التقليد المتوارث قدم «المشير» جزيرتي تيران وصنافير مجانا أو بمقابل ريالات لا تسمن ولا تغني من جوع، كل ذلك تعزيزا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتمكينه من دور مطلوب لتيسير الملاحة الحرة أمام السفن الصهيونية في خليج العقبة والبحر الأحمر. واستكمال التوسع الامبراطوري الصهيوني. وهذا يبدو بعدا من أبعاد «صفقة القرن» غير المعلنة.
وفي إطار فهمنا للتوسع الصهيوني الطوعي المشوه، الذي يربط مسقط بتل أبيب، وذلك ليس جديدا، وما تابعنا من زيارة مفاجئة لرئيس وزراء الدولة الصهيونية نتنياهو لمسقط، واستقبال السلطان قابوس له، كما صرحت المصادر الرسمية. وكان يرافقه وفد رفيع المستوى؛ ضم يوسي كوهين، رئيس المخابرات (الموساد)، ومائير بن شبات، مستشار الأمن القومي.
وغالبا ما تكون الزيارات المفاجئة عاجلة، وخارج السياق المعتاد. وبدأت في الظهور على استحياء مع تطبيق المقاطعة العربية على السادات بعد زيارة القدس المحتلة في 1977، وكانت عُمان وقتها واحدة من ثلاث دول عربية لم تقاطع؛ السودان وعمان والصومال، واحتفظوا بعلاقتهم معه، ولم يطالبوه بالتراجع عن قراره، الذي مثل بداية سقوط «لقارة العربية» بأسرِها في جُب الصهينة..
ولم يحل غياب العلاقة الدبلوماسية بين عُمان والدولة الصهيونية؛ لم يحل دون زيارة إسحاق رابين لمسقط في 1994، وحظي وقتها بترحيب من السلطان قابوس، وبعد اغتيال رابين استقبل رئيس الوزراء الصهيوني المؤقت وقتها «شمعون بيريز» يوسف بن علوي وزير الخارجية العماني في القدس عام 1995، ووقعت تل أبيب ومسقط اتفاقا للتمثيل التجاري المتبادل مطلع عام 1996.. ونمت العلاقات باضطراد، وإن تعثرت بتأثير الانتفاضة الثانية عام 2000.

ضمن هذا التقليد المتوارث قدم «المشير» جزيرتي تيران وصنافير مجانا أو بمقابل ريالات لا تسمن ولا تغني من جوع، كل ذلك تعزيزا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتمكينه من دور مطلوب لتيسير الملاحة الحرة أمام السفن الصهيونية في خليج العقبة والبحر الأحمر

وجاءت زيارة نتنياهو «المفاجئة» كأول لقاء معلن منذ اثنين وعشرين عاما؛ بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعاصمة العُمانية، وظل خط رام الله ـ تل أبيب سالكا حتى قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس، واعتبارها عاصمة أبدية للدولة الصهيونية.
ومن الصعب إنكار جهود عُمان في الاتفاق النووي الإيراني، عام 2015، بعد مفاوضات طويلة ومضنية. وانسحاب الرئيس الأمريكي منه بدا مدفوع الثمن وتصعيد غير من واشنطن ضد طهران. وبدا إعدام الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول؛ بدا مُعَجلا بالتحرك نحو عمان؛ بسبب ظروف غير طبيعية أحاطت بالرئاسة الأمريكية؛ عرَّضتها للضغوط، التي تهدد مستقبل الأسرة والدولة السعودية.. وتخاطر بفصم العرى «السعودية الترامبية»، وإذا ما حدث سيكون كارثة باهظة الثمن، وإذا أضيف لذلك الضغط التركي، وطلب أردوغان محاكمة المتهمين في تركيا لوقوع الجريمة على أرضها، وإذا ما حدث ذلك يؤذن بخطر على «القرن الأمريكي»، الذي ما زال في بداياته.
وإذا ما كانت الزيارة بالون اختبار من نتنياهو ردا لجميل ترامب وحمايته من عواقب متوقعة لرعونته، وهذا بالون قد لا يصلح، فما زال إعدام خاشقجي يشغل العالم. وهو ما لم يكن يتوقعه ولي العهد بن سلمان؛ المتهم بالتخلص من شخص مقرب من البيت السعودي، وعلى صلة بالأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات والسفير السعودي الأسبق.. فلم يكن شخصا معارضا ولا معاديا للمملكة، وإن انتقد بعض الشخصيات النافذة!
ومع هذا البالون أتت كلمة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي؛ قال أمام مؤتمر «حوار المنامة 2018» في البحرين، إن الوقت قد حان للاعتراف بوجود إسرائيل في المنطقة. وأكد على أن بلده لا تلعب دور الوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين (الصهاينة)، وتعول كثيرا على معرفة تفاصيل خطة الرئيس الأمريكي ترامب لتسوية الصراع بين الجانبين، والتي باتت تعرف بـ«صفقة القرن». وربما حان الوقت لمعاملة (إسرائيل) بالمعاملة نفسها، وأن تتحمل أيضا الالتزامات نفسها..
والسؤال من يفرض ذلك على تل أبيب مع وجود حالة «العدم» العربية، فغالبية دول العالم فاعلة باستثناء الغالبية العربية تبدو خاملة؛ في وقت بدت فيه صحوة وسط الرأي العام الغربي؛ باتخاذ المقاطعة سلاح في مواجهة التمييز والعنصرية والاستيطان والصهيونية. ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قائمة لدول وشركات تقاطع المنتجات والخدمات الصهيونية؛ من النرويج في أقصى الشمال، حيث تخلص صندوق المعاشات الحكومي من اسهمه في شركة «البيت معرخوت» الصهيونية، وأوقف صندوق الاستثمار الحكومي الاستثمار في شركتي «افريقا ـ اسرائيل» و«دانياسيبوس» الصهيونيتين.. وفي ألمانيا انسحبت شركة القطارات الحكومية من مشروع «قطار اسرائيل» الذي يخترق الاراضي الفلسطينية المحتلة.
والغت الحكومة البلجيكية معرض «تل ابيب المدينة البيضاء»، وكان مقررا إقامته في العاصمة بروكسل، وفي سكوتلندا أعاد مهرجان السينما في أدنبرة الجائزة التي قدّمتها سفارة تل أبيب، وذلك تطبيقا لقرار المقاطعة. وأوقفت شركة «فيتنس» الهولندية للمياه التعامل مع شركة المياه الصهيونية «مكوروت»، وسحب صندوق المعاشات الهولندي استثماراته من المصارف الصهيونية في فلسطين المحتلة، وقاطعت منظومة العمال الايرلندية المنتجات والخدمات الصهيونية. وفرض اتحاد المعلمين المقاطعة الأكاديمية على الدولة الصهيونية. وقاطعتها هيئة البريد الكندية في جميع أنشطـتها، وأعلنت الكنيسة البروتستانتية في فانكوفر إطلاق حملة لمقاطعة منتجات المستوطنات، وانضمت هيئة التعليم الأمريكية إلى المقاطعة الأكاديمية من قِبَل عديد من الجامعات والنقابات. وسحب صندوق المعاشات الأمريكي استثماراته من شركات باعت جرارات زراعية للمستوطنات.
وفي بريطانيا قررت شبكة الأسواق التجارية الكبرى «كواوفرنتيف» مقاطعة منتجات المستوطنات المقامة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين. حتى مجموعة محلات «ماركس اند سبنسر»، بتاريخها المعروف في دعم الدولة الصهيونية رضخت للضغوط وقاطعت منتجات المستوطنات من أحد عشر عاما. وامتدت المقاطعة إلى ايرلندا، التي أعلنت منظمة عمالية فيها مقاطعة المنتجات والخدمات التي تصل من الدولة الصهيونية. وفرض اتحاد المعلمين الايرلندي المقاطعة الأكاديمية ضد الدولة الصهيونية. وفي جنوب افريقيا أعلنت وزيرة الخارجية أن الوزراء قاطعوا الدولة الصهيونية وتوقفوا عن زيارتها، وأعلن اتحاد التجارة مقاطعة الجهاز المستخدم في عملية الختان الذي يصنّع هناك وأوقفوا استيراده.
واضطرت الخارجية الصهيونية الاعتراف بالعجز عن مواجهة المقاطعة. وبذلك نكتشف الفرق بين العدم والوجود، وبين العرب بسلبيتهم وغير العرب بتفاعلهم.. فهل يعود ذلك التفاعل؟ ونحن على ثقة بأنه سيعود يوما.

كاتب من مصر

استبعاد محللين أمريكيين تهديد وراثة بن سلمان للعرش

Posted: 02 Nov 2018 02:11 PM PDT

بعد قتل الرئيس المصري لنحو ألف وخمسمئة متظاهر سلمي في القاهرة، تصاعدت الانتقادات الدولية، وجمّدت الولايات المتحدة المساعدات المالية للنظام المصري، ولكن كل تلك الحملة كانت مجرد ذر للرماد في العيون لا أكثر، فالرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عاد واستأنف المساعدات المالية البالغة نحو 570 مليون دولار، للنظام الغارق بدماء أكبر عملية قتل للمتظاهرين في التاريخ، بحسب وصف «هيومان رايتس ووتش».
ليس هذا سوى مثال بسيط على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، التي لا تقاس بالنسبة للبيت الأبيض بمسطرة حقوق الإنسان، أو القيم الديمقراطية حتى، بل بمدى انسجام تلك الحكومات مع سياسات الولايات المتحدة، فعلى مدى عقود طبّقت السعودية أقسى صور تنفيذ الأحكام بحق مواطنيها، من قطع للأيدي وتنفيذ الإعدام بقطع الرؤوس، وخطفت مواطنين سعوديين من قلب أوروبا، ثم دمرت بلدا كاملا كاليمن، وقتلت الآلاف من أبنائه في حرب عبثية، ولم يحرك هذا أيا من الدول الغربية للضغط على السعودية، واليوم مع تزايد حملة الضغوطات على النظام السعودي، فإن كثيرا من التوقعات المفرطة بالتفاؤل ذهبت لحد توقع الإطاحة الامريكية بابن سلمان، وكأن إدارة ترامب المنحازة علنا لهذا النظام ستؤرقها أفعال بن سلمان الوحشية في إسطنبول، وهذا يذكرنا بمن انتظر الإطاحة بالأسد من الإدارة الأمريكية نفسها، التي كانت تكرر «أيام الأسد باتت معدودة»!

مواجهة النظام السعودي لا تكون بانتظار المخلص ترامب، بل بالعمل الداخلي بالتنظيمات الحزبية

هناك من ما زال ينظر للأمريكيين كأنهم «مهدي منتظر»، في كل أزمة لا يوجد سواهم من مخلص، سيملأون الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا، ونتحدث هنا عن سياستهم الخارجية، لا قيمهم الحضارية، ويعلق الكاتب الجزائري المختص بالحركات الإسلامية خالد حسن على هذه الفكرة، بالقول إنها باتت تؤثر على مخيال بعض القوى السياسية الإسلامية السنية المعتدلة خاصة، بينما تخلص الشيعة من عقدة «الانتظار»، بتطبيق نظرية الولي الفقيه، بحسب حسن، وبغض النظر عن دقة هذا التوصيف فإنه يلامس ردات الفعل الملازمة للكثير من القوى السنية في المنطقة، التي تندفع باتجاه الإفراط في الاعتماد على خيار «الناصر الأمريكي»، ابتداء من القوى السنية في العراق، مرورا بمعظم قوى المعارضة السورية، وها نحن اليوم نصل للتعويل على الأمريكيين في التخلص من نظام منفلت في الرياض، ولعله من الخطأ الجسيم الذي تكرره معظم الحركات السنية المعارضة لأنظمتها من العراق إلى سوريا إلى السعودية، الاعتقاد ان الاعتماد على الدعم الخارجي كاف، من دون وجود عوامل داخلية صلبة متماسكة تتكامل مع الدعم الخارجي، فكيف مثلا يمكن للقوى الغربية النظر بجدية لفرص الإطاحة بالنظام في الرياض، وهي ترى أن المتصدين له غير قادرين على إخراج مظاهرة واحدة ضده؟ طبعا هذا بسبب قمع النظام.
لكن النظام القمعي لا يواجه إلا بحركة داخلية قوية ومنظمة، ومنسجمة القيادة، حتى لا يتكرر ما حصل للثوار السوريين، فمواجهة النظام السعودي لا تكون بانتظار المخلص ترامب، بل بالعمل الداخلي بالتنظيمات الحزبية، ولا يبدو أن الغربيين مستعدون للمخاطرة بالإطاحة بنظام، بدون بديل واضح قادر على الإمساك بقبائل البلاد التي قد تدخل حينها بنزاعات عشائرية، بينما يسيطر الإيرانيون على المنطقة الشرقية الغنية بالنفط من خلال الشيعة، والجنوب في نجران وعسير من خلال الحوثيين، وتبقى نجد والحجاز منفرطة، لذلك الحاجة تبدو ملحة لتشكيل قوى داخلية معارضة منظمة متماسكة تعمل من الداخل، تواجه نظاما قمعيا كآل سعود، يعرفه الراحل خاشقجي جيدا، فقد وصفه بنفسه، في لقاءاته وكتاباته، بأنه نظام قوي ويحتفظ ببعض الشرعية، وازدادت الأمور صعوبة أكثر بعد قدوم بن سلمان، لأنه كما قال خاشقجي ايضا، دمّر المؤسسات ومراكز القوى الأفقية للعائلة الحاكمة، وسيطر مركزيا على السلطة، لذلك فإن الإطاحة بابن سلمان باتت تعني ببساطة الإطاحة بالنظام السعودي، ومن هنا زاد تعقيد مسألة النزاع مع بن سلمان، فهو يقول أنا ومن ورائي الطوفان.
الأمريكيون يعرفون هذه المعادلة جيدا، ويدركون مدى هيمنة بن سلمان، وأن محاولة استبداله تعني تفكيك العائلة الحاكمة برمتها، بعد أن دمر بن سلمان كافة مراكزها، وما جاء في «وول ستريت جورنال» قبل يومين يشير إلى استبعاد محللين امريكيين تهديد وراثة بن سلمان للعرش، وكذلك ما نشرته «الواشنطن بوست» قبل يومين، يلخص هذه التصورات، فقد قالت الصحيفة في موضوع تحليلي استعانت به بباحث من كارنجي ومصدر استخبارات، أن إضعاف بن سلمان بات مستبعدا بعد تهميشه لمراكز الثقل في العائلة، واعتباره من قبل بعض المسؤولين الغربيين خيارا قريبا من الغرب كإصلاحي ضد الأصولية الإسلامية، وعنونت «الواشنطن بوست» مقالها بـ«بن سلمان شيخ القبيلة في العائلة الخائفة» .

كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

العراق الجديد: أرض مرعبة خارج خرائط التاريخ والجغرافيا

Posted: 02 Nov 2018 02:10 PM PDT

العراق الآن مقبرة كبرى، مقبرة للأحياء قبل الأموات، أرض جرداء خاوية تهرب منها كل الأشياء الجميلة وتختفي إلى الأبد، وكل شيء من شأنه أن يرتقي بالإنسان ويسمو به. العراق الجديد كيان هزيل متضعضع، فاقد للقرار السياسي في المنطقة، ولإرادته الحرة الكريمة التي تكفل له العيش بحرية كباقي دول الجوار، أو تعيد له على الأقل ربع دوره القيادي السابق في المنطقة.
لم أقصد العراق الذي تعرفون، العراق الذي يزهو في مخيال الذاكرة ويتجول في أحلامنا، وإنما ميليشياته الظلامية القادمة من عفن التاريخ، العراق الحقيقي انتهى وجوده مع دخول الاحتلال وأذنابه إلى أرض غنية بالثروة والحضارات والمعرفة الأولى، الأرض التي أنجبت مئات القادة التاريخيين والشعراء والعلماء والمفكرين. في مشهد حزين وكئيب وأنت تتجول في بغداد هذه العاصمة الحضارية والتاريخية سترى ما لم تره عيناك من قبل في أي دولة من العالم الثالث، تقع تحت خط الفقر في آسيا وإفريقيا. العراق الآن غابة مظلمة ومخيفة السيادة فيه للقوي الغني صاحب السلطة والنفوذ الواسع. أما الواسطات والرشاوى والمحسوبيات فأصبحت جزءا من ثقافة المجتمع في الشارع العراقي. ناهيك من الانحطاط الأخلاقي والإنساني الذي جاء به الوافدون الجدد إلى العراق الجديد. حتى اللغة بوصفها أداة للتواصل والحوار بين الأفراد فقدت وظيفتها وصارت أداة للعنف وإلغاء الآخر.
في عودة للماضي وفي مشهد يتكرر دائما في ذاكرتنا التي شبعت نزفا وألما سنرى قوات الاحتلال كيف دخلت العاصمة بغداد بدبابتها مع مرتزقتها القادمين من وراء البحار، وهم يعيثون خرابا فيها ويمهدون الطريق لسرقة المتحف العراقي. هذا المحو المتعمد للذاكرة العراقية وافناء إرث ظل خالدا ومشعا في الحضارة الإنسانية لمدة سبعة آلاف عام؛ يدل على أن أمريكا مصابة بعقدة الحضارة والانتماء، وهوس الفوضى الخلاقة في كل بقعة وطأتها قواتها الغازية في هذا العالم.

غياب الدولة بعد 2003 وحروب أمريكا الاستراتيجية

الدولة العراقية الشرعية بكل ما يعنيه مفهوم الدولة من مرتكزات وأساسيات تقوم عليها الدولة انتهت من القاموس العراقي بسقوط نظام صدام حسين، حتى إن اختلف المختلفون وتناحر المتناحرون حول صدام حسين، نحن لا نستطيع إنكار جرائم صدام حسين في وقتها ولا نظامه الشمولي الديكتاتوري، أو أخطائه السياسية التي كانت بعيدة كل البعد عن المنطق السياسي والدبلوماسية الناعمة في التعامل مع المعسكر الآخر، لكن شخصا مثل صدام حسين خرج من بوتقة الأيديولوجيات المتناحرة في العراق، والذي كان سائدا في العالم آنذاك؛ كان لا بد له أن يبني دولة بقبضة حديدية وفق المفهوم الستاليني. أمريكا في حربها الأيديولوجية مع الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي لم تشن حروبها مباشرة، وإنما كانت تتجه إلى حروب الداخل، ضرب المركزية، تقوية الأقليات والعرقيات الدينية، الثورات والانتفضات المتكررة، تسليح المعارضة، الحرب الثقافية والإعلامية تحت ذريعة حرية الفكر والرأي.
دائما مفهوم الاستراتيجية هو الذي ينجح في الحرب السياسية ذات الخطة طويلة الأمد والمعدة مسبقا والمدروسة بحكمة وإتقان، عكس التكتيك الذي ينجح في الحروب العسكرية القصيرة، ويكون معتمدا على إبداع ومهارة فرديين. كان الحصار الجائر الذي فرضته أمريكا وقوات التحالف على العراق ليس الهدف منه فقط إضعاف النظام وإسقاطه على المدى البعيد، وإنما تدمير نفسية الفرد العراقي وبنية المجتمع وعلاقتها بالدولة، إضافة إلى توجه النظام العراقي إلى سياسة أكثر استبداية وانغلاقا تجاه الآخر المختلف. في تلك الفترة تحديدا هاجرت معظم الكفاءات العلمية وأساتذة الجامعات والكثير من الشعراء والمفكرين والفنانين، صار الفرد العراقي منغمسا في البحث عن لقمة عيشه وعن توفير ما يضمن حق العيش الكريم له ولعائلته، وصارت شعارات مثل الوحدة العربية وقضية فلسطين من الأشياء التي لا تهم المواطن العراقي نهائيا، إلا من كان مستفيدا ومقربا من السلطة والحزب. وصار الشعور بالانتماء للبلد شعورا هامشيا أمام تحديات هذه المرحلة وما يواجهه الفرد العراقي من أزمات اقتصادية وإنسانية وشعورا مستمرا بالقهر والتهميش والظلم، لكن العراق كدولة كان محافظا على مؤسساته وجيشه وبناه التحتية وأمنه الداخلي، إلا أن سرطانا خفيا في الأعماق كان ينهش جسد الدولة والمواطن ببطء ويمهد للفجيعة المرتقبة، فكان النسيج متخلخلا، والفجوات عميقة، والمربعات الضعيفة يسهل اصطيادها على الرقعة، إلى أن جاءت الحرب الأمريكية عام 2003 وهي متأكدة من انتصارها السياسي لتتوجه بنصر عسكري سهل، وفق الاستراتجية التي أعدتها مسبقا والتي انتظرت في سبيل اكتمالها وتحققها عقدا أو أكثر من الزمن.
ما حققته الديمقراطية الأمريكية في العراق الجديد من خراب وتشرذم كان مبهرا وفي زمن قياسي جدا: – حل الجيش العراقي وقادته، والذي كان يعتبر خامس أقوى جيش في العالم قبل عقد التسعينيات – حرب طائفية أهلية راح ضحيتها آلاف الأبرياء – التبعية الكاملة لإيران وسلطة المعممين داخل البلد – اغتيال العلماء في كافة المجالات والأطباء والأساتذة الأكاديميين والشخصيات المعروفة – انعدام الأمن والخدمات العامة وتقسيم الثروات بين الأحزاب وفق محاصصة طائفية – تقسيم جيوسياسي داخلي حسب الانتماءات العرقية والمذهبية – غياب الوعي الاجتماعي والانهيار النفسي للمواطن العراقي – تفشي البطالة والمخدرات والجنس والتجارة بالبشر والأعضاء البشرية – جرائم بشعة مقززة في الآونة الأخيرة ضد كل من يعبر عن حريته في الفكر أو المظهر أو السلوك، وخصوصا كل من يشتهر في مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا – إرهاب الميليشيات وسيطرتها على مفاصل الدولة الحيوية وبث الرعب والهلع في نفوس المواطنين – عزلة العراق وخروجه من محيطه العربي واتهام كل من ينادي بالعروبة وقضية فلسطين بالانتماء للبعث أو «داعش» – تغيير في التركيبة الديموغرافية والثقافية للعاصمة بغداد عن طريق الهجرة المتواصلة لأهل الريف والقرى من المحافظات الأخرى – كوارث بيئية تتهدد البلد منها: تسمم المياه الصالحة للشرب في الجنوب، وانخفاض المنسوب المائي لنهر دجلة، الذي قد يهدد بكارثة جفاف مقبلة، وفقا للدراسات والتقارير العالمية.
مفهوم الدولة بعيد كل البعد عن العراق بعد 2003 من حكومة إياد علاوي إلى حكومة عادل عبد المهدي.

مفهوم الاستراتيجية ينجح في الحرب السياسية ذات الخطة طويلة الأمد عكس التكتيك الذي ينجح في الحروب العسكرية القصيرة

يحتاج العراق إلى حلول جذرية وجوهرية يمكن تلخيصها في عدة نقاط: بناء الإنسان فكريا وثقافيا واجتماعيا – فصل الدين عن الدولة ونبذ الطقوس والخرافات التي تشوه معالم المدينة وحصرها في أماكن معينة – صنع قرار مستقل وفاعل في المنطقة وجيش قوي مبني على أساس وطني حقيقي يحافظ على وحدة الوطن والهوية المركزية، والتخلص من التبعية لدول الجوار والأجندات الخارجية – تحجيم دور الميليشيات العقائدية وتقليص نفوذها ثم دمجها في الجيش في ما بعد – إنشاء الجسور والطرقات، وإقرار قوانين جديدة وحازمة تنظم السير والمواصلات – النهوض بمستوى التعليم في المدارس والجامعات والمعاهد وإجراء اختبار شامل /تطبيقي ونظري/ قبل تعيين الخريجين وتسلم مواقعهم الحكومية – محاسبة الفاسدين إعلاميا وعلى القنوات الفضائية في محكمة عادلة وبعيدة عن اي انتماءات، حيث القضاء يجب أن يكون سلطة مستقلة – المباشرة بمشروع دولي استثماري في إعادة بناء العراق تشرف عليه لجان وشركات دولية.
هذه الأمور لن تتحقق على المدى القريب، لأنها تحتاج إلى عقل يفكر تفكيرا سليما ومنطقيا في القرارات الحاسمة والصعبة، ويرسم خطة طويلة الأمد يبدأ العمل عليها على أرض الواقع، كما أن العراق لا يمكن أن يحكمه حاكم واحد الآن، فموضة الأنظمة الشمولية انتهت، كما كان مقررا لها في استراتيجية البيت الأبيض، ولا يمكن أن تقوم ثورة شعبية تمتلك منهاجا حقيقيا في الإصلاح والتغيير، أو على غرار ثورات الربيع العربي، رغم اشتعال شرارتها في البصرة وبغداد، لكن طالتها اغتيالات وجرائم من العصابات الموالية لإيران وصار هناك تحريف في مسارها من قبل عناصر مخابراتية مندسة مع المتظاهرين، وإحراق السفارة الايرانية هو أحد هذه الخطط لإجهاض تظاهرات الشعب المطالب بحقه المشروع. ولا يمكن للعراق أن يكون دولة ليبرالية مبنية على مفهوم الحداثة، ولا دولة دينية قوية موازية لإيران ومشروعها في المنطقة.
إذن ما هو العراق الآن؟
هل هو ولاية دينية تابعة لإيران أم مستعمرة أمريكية للتجارب والنفايات؟ هل هو كانتونات طائفية متشرذمة ومتشتتة ومتناحرة؟ ربما كان على الأغلب مقبرة كبرى، أو أرضا تصلح فقط للموت أو الانتحار أرضا مرعبة خارج خرائط التاريخ والجغرافيا.

كاتب عراقي

الفن الشعبي يشهر سلاحه الانتخابي

Posted: 02 Nov 2018 02:10 PM PDT

من المبادرات الرامية للتوعية الجماهيرية بالشأن العام التي تطلقها هيئة الأمم المتحدة ومختلف وكالاتها ومنظماتها أنها تعين من حين لآخر سفيرا أو سفيرة للنوايا الحسنة أو الطفولة أو المرأة الريفية أو الحق في التغذية، وغيرها من القضايا والأغراض. وعادة ما يختار هؤلاء السفراء والسفيرات من بين المشاهير في عالم الفن والسينما والرياضة. وقد اكتشفت أثناء فترة عملي في قسم الإعلام في إحدى وكالات الأمم المتحدة مدى جهلي بعالم المشاهير هذا. إذ لم يحدث طيلة السنوات التي قضيتها هناك أن عرفت ولو مرة واحدة اسم أي منهم. كلما عينت المنظمة سفيرا جديدا أو سفيرة جديدة، كنت أجدني مضطرا لأن أسترشد بالزملاء. ولم أكن لأظفر بالجواب إلا عند الموظفين الذين هم في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر أو عند المتدربين الذين هم من الطلبة المتفوقين المتخرجين توا من أرقى الجامعات الأمريكية. وعادة ما كان يقال لي بدعابة إن هذه التي تجهلها نجمة أمريكية مثلت في فيلم كذا وكذا أو إن هذا مطرب مشهور، الخ. ولست أتذكر الآن أيا من هؤلاء إلا اسما واحدا علق بذاكرتي لغرابته، وهو «فيفتي سنت» (خمسون سنتا)، وقد تبين أنه كنية لأحد أشهر مطربي الراب في العالم.
ولأن عالم المشاهير هذا ليس كله مظاهر زائفة وبرقا خلّبا فقط، وإنما هو يتضمن في بعض الحالات وعيا ومسؤولية وصدق شعور بالألم الإنساني، فقد ورد في الأنباء أن مطربة أمريكية شابة، ممن لم يسبق لي بطبيعة الحال أن سمعت بها من قبل، هي التي قد يؤول إليها الدور الأكبر في ترجيح كفة التصويت ضد ترامب ورهطه في انتخابات الكونغرس النصفية الثلاثاء المقبل! ذلك أن تايلور سويفت ليست أشهر مطربة بوب أمريكية في العالم فحسب، بل إنها الأنجح على الإطلاق، حيث أنها حصلت على أكبر عدد من تتويجات هيئة «جوائز الموسيقى الأمريكية». وقد كان أحدثها في العاشر من الشهر الماضي عندما حصدت أربع جوائز دفعة واحدة.

اعتبر المعلقون أن هذه المطربة قررت تحويل جماهيريتها الخارقة إلى سلاح سياسي ضد ترامب المتمادي في تفريق شمل المجتمع الأمريكي

لم يسبق لهذه المطربة أن خاضت علنا في شؤون السياسة. غير أنها بادرت، على حسابها في انستغرام، إلى إعلان اعتزامها التصويت لصالح الحزب الديمقراطي وإلى تشجيع جمهورها على الإقبال على مراكز الاقتراع والتبكير أوّلا بتسجيل أسمائهم على قائمات الناخبين على موقع «فوت.أورغ». فكانت النتيجة شبه الفورية، في اليومين التاليين، أن أكثر من مئة ألف شخص ممن أعمارهم دون الثلاثين قد سجلوا أسماءهم على الموقع. إذ إن لهذه المطربة 112 مليون متابع (!) على انستغرام و84 مليون متابع على تويتر. كما أن مبيعاتها تجاوزت 40 مليون ألبوم. ويتألف جمهورها الضخم في كليته تقريبا من فتيات دون العشرين ونساء دون الثلاثين من العمر. وهذه شريحة سكانية من عشرات الملايين لها قوة اقتصادية، كما أن لها وزنا انتخابيا يمكن أن يحدث الفارق إن هي شاركت في التصويت. ولهذا اعتبر المعلقون أن هذه المطربة قررت تحويل جماهيريتها الخارقة إلى سلاح سياسي ضد ترامب المتمادي في تفريق شمل المجتمع الأمريكي. وكتبت تايلور سويفت أنها كانت تحجم في ما مضى عن إعلان آرائها السياسية،"ولكن نظرا لما وقع من أحداث في العامين الماضيين، فإن موقفي الآن قد تغير (..) حيث أعتقد أن التفرقة أيا كان شكلها هي ظلم، وأن العنصرية الممنهجة في هذه البلاد ممارسة رهيبة ومقززة".
وليس اتخاذ المواقف السياسية في عالم الفن أمرا نادرا. ولكنه عادة ما كان يصدر عن فنانين من الطراز الرفيع، مثل مارلون براندو الذي كان معروفا بتأييد حقوق أهالي أمريكا الأصليين (الهنود الحمر) وفانيسا ردغريف المعروفة بتأييد حقوق الفلسطينيين، وجولي كريستي وإيما تومبسون المعروفتين بمواقفهما التقدمية.
أما في العامين الماضيين، فقد بادر أفضل الممثلين الأمريكيين على الإطلاق، أي روبرت دونيرو وميريل ستريب، إلى إعلان استنكارهما للفضيحة الترامبية من أساسها. ومع هذا، فربما يكون التأثير السياسي لهذه المطربة الشعبية، التي كان يظن أنها امرأة غير مسيّسة، أكبر بكثير من تأثير فناني الطراز الرفيع، حيث أنها تتربع على عرش جيل بأسره من الأمريكيين. جيل قد يتحول بفضلها شعبا من الناخبين.

كاتب تونسي

الموقف العسكري التركي من منبج وشرق الفرات

Posted: 02 Nov 2018 02:09 PM PDT

يبدو أن الأحداث الساخنة على منبج وشرق الفرات على وشك الوقوع، فالتصريحات التركية الساخنة متلاحقة بأن صبر أنقرة قد نفد، وأن الخطط العسكرية والتجهيزات الميدانية أصبحت جاهزة لانطلاق عملية عسكرية جديدة.
كانت البداية بتصريحات الرئيس التركي أردوغان يوم الثلاثاء 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قائلاً: «إن بلاده أكملت خططها واستعداداتها لتدمير الإرهابيين في شرق نهر الفرات في سوريا، وأن أنقرة ستطلق قريبا عمليات أوسع نطاقاً وأكثر فعالية في تلك المنطقة»، وقد باشرت القوات التركية منذ أيام بتوجيه ضربات ضدّ الإرهابيين في شرق الفرات، فهذا مؤشر على الاستعداد والتهيئة لإطلاق عمليات عسكرية أوسع قريباً.
تصريحات أردوغان جاءت معللة:» بأن تركيا لن تسمح إطلاقا للراغبين بإغراق سوريا في الدم والنار مجددا، بتنفيذ مخططاتهم عبر تحريض النظام من جهة، وإطلاق يد «داعش» من جهة أخرى»، وقائلا: «نعلم بوجود مساع لإطلاق يد «داعش» مجددًا عبر عناصرها، الذين تلقوا التدريب من قبل أوساط معروفة وانتشروا في المنطقة». وهذا يعني أن تركيا لن تسمح بفتح معركة تزهق الأرواح وتسيل الدماء من جديد في سوريا، والجهة الرئيسية التي تخطط لإشعال المعركة هي قوات «قسد» التي تمثل ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي، وعناصر حزب العمال الكردستاني، وتحرك هذه القوات يعني موافقة أو طلب أمريكا منها أن تتحرك، لإعاقة الخطط التركية لمنبج وشرق الفرات، وبالأخص أن الإصرار التركي لا تملك أمريكا مواجهته علانية، كما حصل في درع الفرات وغصن الزيتون، لأن أمريكا تحرص على الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع تركيا أولاً، ولأن العناصر الأخرى التي تدعمها أمريكا من تلك المنظمات الإرهابية لا تملك من المصالح مع أمريكا بقدر ما تملكه تركيا مع أمريكا.
إن المعركة التي تحضر لها «قسد» الآن في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا سوف تظهر فيها «داعش» من جديد، وقد تظهر فيها عناصر أو قوات تابعة للحشد الشعبي العراقي، وبدعم من إيران أيضاً، لأن إيران تعمل لزعزعة الاستقرار الذي فرضه التحالف التركي الروسي في سوتشي حول إدلب وغيرها، وأيده بيان القمة الرباعية في بيان القمة من قبل روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا الأسبوع الماضي، فالاستقرار العسكري يفرض على الدول المتابعة للأزمة السورية البحث والضغط على إخراج حل سياسي، وبالأخص من خلال تشكيل هيئة صياغة الدستور السوري المنشود، بضغط دولي وأممي كبير لن يستطيع نظام الأسد ولا حليفه الإيراني منعه، وبالأخص أن روسيا مع صياغة هذا الدستور الجديد، الذي يقلل من صلاحيات رئيس الجمهورية، وينشئ برلمانا وحكومة فاعلين ومتفاهمين مع القوى الدولية، وليست منصاعة لرئيس الجمهورية، سواء كان بشار الأسد مرحليا أو غيره، وهو ما سوف يؤدي في النهاية إلى إخراج عائلة الأسد من حكم سوريا.
ما يلفت النظر أن امريكا علّقت على الضربات التركية على شرق الفرات، قبل يومين، على لسان وزارة الخارجية الأمريكية قائلة: «إن أمريكا ملتزمة بأمن تركيا، وان تركيا حليف لأمريكا في حربها على داعش»، وهذا يعني ان أمريكا تريد إرضاء تركيا بحكم وزن تركيا في المنطقة، وتحالفها معها استراتيجيا، وفي الوقت نفسه تعمل أمريكا على إرضاء قوات «قسد» التي أمسكت بالأرض لصالح أمريكا، والأرجح أن يكون التحرك التركي المقبل في منبج وشرق الفرات لا يختلف كثيرا عن العمليات العسكرية السابقة في درع الفرات وغصن الزيتون، ففي تلك العمليات تم إخراج التنظيمات الارهابية منها، على الرغم مما حفرته من خنادق، وما أقامته من متاريس، وسبب النجاح التركي لا يتوقف على فارق القوة العسكرية، ولا تخلي أمريكا عن تلك التنظيمات في تلك المناطق فقط، وإنما بسبب التأييد الشعبي من أبناء الشعب السوري المالك الأصلي لتلك المناطق وتأييده للجيش التركي، بل إن قوات الفصائل السورية المسلحة قادرة وحدها على إخراج «قسد» من هذه المناطق بدون المعونة العسكرية من تركيا إذا توقفت أمريكا عن دعم «قسد».
من المرجح أن تبدأ هذه العمليات في موعد قريب وقد يكون قبل يوم الانتخابات النصفية الأمريكية في هذا الشهر، وما يؤشر إلى ذلك تصريح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمام البرلمان التركي في يوم الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي قائلاً: «رغم الوعود الأمريكية المقدمة لتركيا بإخراج تنظيم «ي ب ك / بي كا كا» من منبج السورية، إلا أن التنظيم يحفر الخنادق في المنطقة كما فعل سابقا في عفرين»، وأضاف أنه «على التنظيم الإرهابي أن يعلم جيدا أنه هو من سيُدفن في الحفر التي حفرها عندما يأتي المكان والزمان المناسبان»، وقد كشف وزير الدفاع التركي أن: التهديدات الإرهابية المقبلة من العراق نحو بلاده لا تزال مستمرة، بسبب عدم اتخاذ الحكومة العراقية وحكومة إقليم شمال العراق خطوات فعالة ضد منظمة «بي كا كا»، وهذا يفرض على تركيا أن تكون متنبهة إلى المشاريع الإيرانية في سوريا والعراق، فإيران استثنيت من مؤتمر سوتشي التركي الروسي حول إدلب 17 سبتمبر/أيلول الماضي، واستثنيت من القمة الرباعية في تركيا الأسبوع الماضي بين تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا، لأن الدول الأربع لا تراهن على مواقف إيران في سوريا إطلاقاً، لأن إيران تعاني من عقلية طائفية أولاً، ولا تستطيع بعد تدخلها لأكثر من خمس سنوات، بكافة قدراتها العسكرية أن تخرج مهزومة عسكريا وسياسيا أيضا.

لا ترغب الحكومة الأمريكية بالتفريط بمصالحها مع تركيا لأهداف غير ممكنة التحقق ولا النجاح

لا شك في أن العمليات العسكرية التركية المقبلة في منبج وشرق الفرات، ستكون محرجة للبنتاغون أكثر من إحراجها لإدارة ترامب السياسية، لأن البنتاغون راهن كثيرا على تقسيم سوريا، وتأسيس موضع قدم دائم في سوريا، ولكن هذه الرؤية لوزارة الدفاع الأمريكية تواجه رفضاً من روسيا الاتحادية أولاً، وقد جاء بيان قمة الدول الأربع الأخيرة من روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا، مطالبا بوحدة الأراضي السورية، ولكن أخطر ما يواجه الرؤية الأمريكية في سوريا هو خطؤها بالمراهنة على عناصر أجنبية لحماية قواعدها ومصالحها على الأرض السورية، وهي الأحزاب التابعة لحزب العمال الكردستاني، فهذه ليست صاحبة الأرض أصلاً، وإقامة كيان سياسي لها في سوريا يهدد الأمن القومي التركي، وهو ما لن تسمح به تركيا إطلاقاً، ولا ترغب الحكومة الأمريكية بالتفريط بمصالحها مع تركيا لأهداف غير ممكنة التحقق ولا النجاح، وهذا يؤكد خطأ الرؤية الأمريكية في المراهنة على إقامة كيان كردي في سوريا أو العراق، لأن دول المنطقة وشعوبها لا تسمح بذلك.

كاتب تركي

سكتم دهرا ونطقتم كفرا

Posted: 02 Nov 2018 02:08 PM PDT

يبدو أن بعض الدول الخليجية بدأت بالفعل بتطبيق المبادرة السعودية/ العربية لعام 2002، من الياء إلى الألف، وفق رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تقول إن السلام يتحقق مع الفلسطينيين فقط بعد التطبيع مع الدول العربية والإسلامية، أي بتطبيق المبادرة بالمقلوب، وهي رؤية يجمع الفلسطينيون على رفضها جملة وتفصيلا، ويصرون على تطبيق هذه المبادرة من ألفها إلى يائها.
والذي يدفع إلى هذا الاستنتاج هو الزيارة التي قام بها نتنياهو ترافقه زوجته سارة وعدد من المسؤولين الكبار، من بينهم رئيس جهاز المخابرات الخارجية «الموساد» يوسي كوهين، ومستشار الأمن القومي مئير بن شابت، ومدير وزارة الخارجية، يوفال روتيم، وشخصيات رفيعة أخرى، إلى العاصمة العمانية مسقط.. وهي كما يبدو زيارة تطبيعية فوق العادة، حيث كان في استقبال الوفد، السلطان قابوس نفسه، وليست مجرد زيارة خاطفة لرئيس وزراء إسرائيلي لبحث أفكار متعلقة بتحريك عملية السلام مثلا.

زيارة نتنياهو لمسقط لم تكن الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي، فقد سبقه إلى ذلك شيمعون بيريز عام 1996، ولكنها لم تكن بحميمية زيارة نتنياهو

وحسب بيان صدر عن مكتب نتنياهو، فإن اللقاء بين السلطان ونتنياهو جاء بعد اتصالات متواصلة بين البلدين، قام في نهايتها السلطان بإرسال دعوة رسمية لنتنياهو وعقيلته. ووصف ديوان نتنياهو الزيارة بأنها «خطوة مهمة وتأتي في إطار سياسة رئيس الحكومة، التي تقوم على توثيق العلاقات مع دول المنطقة، وتعد رافعة لمزايا إسرائيل في مجالات الأمن والتكنولوجيا والاقتصاد».
صحيح أن زيارة نتنياهو لمسقط لم تكن الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي، فقد سبقه إلى ذلك شيمعون بيريز في عام 1996، ولكن زيارة بيريز لم تكن بحميمية زيارة نتنياهو التي وجهت الدعوة فيها إليه وعقيلته سارة.
وما يوصلنا إلى هذه الاستنتاجات أيضا، التصريحات التي صدرت مؤخرا عن مسؤولين خليجيين، في مقدمتهم وزير الخارجية العماني يوسف بن عبدالله بن علوي، في مؤتمر أمني عقد في العاصمة البحرينية المنامة «عاصمة التطبيع العربية» يوم السبت الماضي، إذ قال إن الوقت حان للاعتراف بوجود إسرائيل. وكأن بن علوي يعتقد أنه كشف سرا بقوله «سأقول هذا للمرة الأولى.. إن إسرائيل دولة في المنطقة، وجميعنا يعرف ذلك». وأضاف «نحن جميعا ندرك ذلك، العالم أيضا يدرك هذه الحقيقة، وربما حان الوقت لمعاملة إسرائيل بالمثل وأن تتحمل الالتزامات نفسها». وكان الوزير العماني صريحا كما سلطانه، بقوله بعد يوم من زيارة نتنياهو للسلطنة، إن بلاده تعتمد على الولايات المتحدة ومساعي رئيسها دونالد ترامب في العمل باتجاه «صفقة القرن»، لإحلال السلام في الشرق الأوسط. وينطبق على بن علوي مقولة «سكت دهرا ونطق كفرا» ولم يضيع وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، هذه الفرصة فأعرب عن دعمه لدور سلطنة عمان، في محاولة إقرار السلام الفلسطيني الإسرائيلي. يذكر أن مليكه حمد بن عيسى آل خليفة سبق عمان، عندما هاجم من يعارض التطبيع ودعا مواطنيه إلى زيارة اسرائيل، وبعث بوفد إلى إسرائيل، في خضم هبة الأقصى في القدس المحتلة العام الماضي.
جاء الإعلان عن زيارة نتنياهو الرسمية لسلطنة عمان، التي بالتأكيد عزف فيها النشيد القومي الإسرائيلي «هتكفاه»، كما أقيم حفل موسيقى كلاسيكي في قصر البركة على شرف «الضيف الكبير والخاص»، بعد ساعة فقط من استقبال دولة الإمارات العربية، لميري ريغيف وزيرة الثقافة في حكومة الاحتلال، الموتورة دوما والمتطرفة في مواقفها السياسية والاستيطانية. وجاءت زيارة نتنياهو بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي كان يرافقه فيها ليس وزير الخارجية رياض المالكي أو صائب عريقات أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، بل اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطينية، الذي يقال إنه كان وراء الترتيب لهذا اللقاء، لعلاقاته الطيبة والوطيدة مع مسقط، وحسين الشيخ وزير الشؤون المدنية ومدير المخابرات ماجد فرج. ولم تسمح قيادة السلطة لأي من المسؤولين أو وسائل إعلامها بالتعليق على زيارة نتنياهو التطبيعية للسلطنة، أو الربط بين زيارة الرئيس عباس وزيارة نتنياهو، ولكن يذكر في هذا السياق، أن وفدا عمانيا زار رام الله عقب زيارة نتنياهو وسلّم الرئيس عباس رسالة لم يعرف فحواها. كما زارها قبيل أيام وزير الخارحية بن علوي، ما يشير إلى تحركات أو وساطات تقوم بها مسقط، تمهيدا لإطلاق ما يسمى بصفقة القرن الأمريكية.
ومن سلطنة عمان إلى إمارة ابو ظبي، التي استقبلت، من دون حاجة أو ضرورة سوى دفع عجلة التطبيع، استقبالا رسميا وزيرة الثقافة والرياضة الاسرائيلية ميري ريغيف، وهي الوزيرة نفسها التي رفعت لهم قبل بضعة أشهر الأصبع الوسط، بعدما منعت ابو ظبي، ولا أجد سببا مقنعا لذلك مع حميمية العلاقات، رفع العلم الإسرائيلي وترديد نشيدها القومي، عند تسليم أحد أبطالها بالجودو الميدالية الذهبية. ويبدو أن ابو ظبي خافت، فقررت ليس القبول بعزف النشيد «هتكفاه» ورفع العلم فحسب، بل دعوة ريغيف مع وفد كبير إلى ابو ظبي يضم مدير عام وزارتها يوسي شرعابي ورئيس طاقم الموظفين غاي عنبر ومستشارتها الخاصة حين كيدم وعددا من الحراس، واستقبال هذه الوزيرة الحاقدة والعنصرية المتعجرفة استقبالا رسميا لا تحلم به في أي مكان آخر. وهذا يعكس عمق العلاقة بين ابو ظبي ودولة الاحتلال، خاصة وان ريغيف ليست الوزيرة الاسرائيلية الاولى التي تزور ابو ظبي، اذ سبقها إلى ذلك عدد من الوزراء منهم مئير شطريت، وعوز لانداو ويوفال شطاينتس. وقالت ريغيف إن الحديث عن «قرار تاريخي له دلالات بعيدة المدى، وفاتحة لما بعدها.
وما يثير الضحك الذي ربما يكون الهدف منه التخفيف من وقع زيارة ريغيف واستقبالها، ما كشفته صحيفة «معاريف» العبرية، مساء يوم الاثنين الماضي، عن اعتقال مراسل الشؤون الرياضية، في القناة الثانية العبرية، جلعاد شلومر، في أبو ظبي لمدة 13 ساعة في قبو مظلم وإخضاعه للتحقيق الأمني اعتقادا منهم بأنه جاسوس. وجرى التحقيق معه حول ماضيه وخدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي. وحسبما نقلته صحيفة «معاريف» عن شلومر قوله، إن المحققين الاماراتيين، لم يمارسوا العنف الجسدي ضده. وخشية من التعرض للأذى، قرر عدم التحدث عن خدمته في جيش الاحتلال كمقاتل في وحدة دوفدوفان، وهي لمن لا يعرفها وحدة خاصة تعرف بوحدة المستعربين، التي يتحدث اعضاؤها اللغة العربية بطلاقة وباللهجات المحلية ويخترقون التجمعات الفلسطينية للانقضاض على فرائسهم. وأخبر المحققين بأنه عمل طاهيا وسائقا في الجيش. وتقرر الإفراج عنه بعدما قرأ المحققون بعض الرسائل في هاتفه الخلوي!
واختتم بالتساءل، من يستطيع بعد الآن الوقوف في وجه نتنياهو، أو أن يكذبه عندما يقف متباهيا بعلاقاته الحميمة مع دول الخليج؟ فقد أسقطت هذه الدول برقع الحياء وبدأت العمل على المكشوف فما نحن فاعلون؟ هل أعددنا أنفسنا لمواجهة مثل هذه اللحظة؟ وهل فكرنا بالخطوة التالية؟ أم أننا سنكتفي بالتأكيد على رفض تطبيق المبادرة العربية بالمقلوب أي من الياء إلى الألف، والتشديد على تطبيقها من الألف إلى الياء؟ هذا لا يكفي ولا بد من استراتيجية جديدة لمواجهة هذه التحديات السابق منها والمقبل.

كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

تغييب العدالة

Posted: 02 Nov 2018 02:00 PM PDT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق