الطبل في أستانة وعرس الدم في دير الزور Posted: 21 Jan 2017 02:14 PM PST ذاك الذي يحسن، حتى في الحدود الدنيا، قراءة المشهد الجيو ـ سياسي، الإقليمي والدولي، بصدد الملفّ السوري؛ لن يعجز عن قراءة المشهد المقبل في اجتماع أستانة، ولعله لن يحتاج إلى كبير عناء، أو استبصار مسبق، كي ينتظر منه الفشل الذريع. وكما توفّرت، خلال السنوات الستّ من عمر الانتفاضة السورية، «مرجعيات» مثل جنيف ـ 1 وجنيف ـ 2، وموسكو ـ 1 وموسكو ـ 2، فإنّ أستانة بدورها استحثت مسمّييَن اثنين، حتى الساعة: أستانة ـ 1، في أيار (مايو) 2015؛ وأستانة ـ 2، التي تنعقد غداً. ولا يغيّر كثيراً من أمر أستانة ـ 1 أنها كانت تمريناً روسياً في استعراض «معارضة» مصنّعة على قياس موسكو، والنظام السوري بعض الشيء (الأمر الذي أسفر منطقياً، عن تعطيل أي نتائج ملموسة لها، بالنظر إلى غياب «معارضة» أخرى مصنّعة على قياس واشنطن وأنقرة والرياض، مثلاً). والأرجح، في استطراد المنطق إياه، أنّ أستانة ـ 2 سوف تلقى المصير ذاته، رغم التفاهمات الروسية ـ التركية، بالنظر إلى التغييب الفعلي، وكذلك المواقف المتعارضة، لطهران والرياض؛ فضلاً عن فتور واشنطن، وانشغال الإدارة الجديدة بأمور داخلية أشدّ إلحاحاً بما لا يُقارن. فإذا ردّ المرء أستانة ـ 2 إلى أصول الأسباب التي أتاحت إطلاقها، أي فكرة وقف إطلاق النار من حيث الشكل، والذهاب بالفكرة هذه ـ التي طُرحت في صيغة عسكرية محضة، مبعَدة عن السياسة إذا جاز القول ـ نحو ميدان سياسي يلاقي التفاهمات الروسية ـ التركية، من حيث المحتوى؛ فإنّ النتيجة يتوجب أن تسفر عن ميدان وسيط، بدوره، بين سلسلة «المرجعيات» آنفة الذكر. أو، في ما ينتظره ذاك الذي يحسن قراءة المشهد، وضع تلك «المرجعيات» على الرفّ؛ سواء مؤقتاً، ريثما تتكشف المعطيات اللاحقة عن خيارات أخرى، أو بصفة دائمة لا تُفرغها من مضامينها «المرجعية» فقط، بل تحيلها إلى تقاعد أبدي! ذلك لأنّ الذاهبين إلى أستانة ـ 2، أياً كانت صفة «المعارضة» التي يزعمون أنها تميّزهم؛ لا يذهبون إلى العاصمة الكازاخية إلا لأنّ رعاتهم، في ألطف تعبير ممكن، بلغوا بهم، أو بشروط الرعاية، درجة لا رجعة عنها من حيث الالتزام والإلزام، لكي لا يتحدث المرء عن الطاعة والإجبار. أمّا النظام، وأياً كانت مقادير ما انحطّ إليه من ولاء واتباع، بين طهران وموسكو بصفة خاصة؛ فإنه لا يذهب إلا لأنّ هوامش مناورته ضاقت واستحكمت حلقاتها، عسكرياً واقتصادياً، وليس سياسياً فقط، وبات بالتالي أسير الاتفاق أو الشقاق بين الراعيين، الإيراني والروسي. حكاية وقف إطلاق النار تمّ اختبار حقيقتها، في عشرات الميادين، ولم يكن النظام السوري هو وحده الذي ترجم الأكذوبة تلك إلى حقائق دامية على الأرض؛ إذْ تولى تكذيبها، أيضاً، الطيران الحربي الروسي، أسوة بالميليشيات الإيرانية المختلفة. الأمر الذي لا ينفي رغبة موسكو في إدارة تورّطها في سوريا، ومراجعته، عن طريق تسيير بعض عواقبه في أقنية سياسية تفاوضية، قد تكتسب ديناميكيتها الخاصة، من حيث تكييف التدخل والتكيّف معه. وهو أمر لا ينفي، كذلك، متغيرات السياسة التركية بصدد النظام السوري، ليس من وحي تصريح خفيف هنا وآخر أجوف هناك (من طراز ما صرّح به، ثمّ نفاه سريعاً، نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك، حول موقع بشار الأسد في التسوية)؛ بل من قلب التفاهمات الروسية ـ التركية، التي تتجاوز أستانة ـ 2، وربما الملفّ السوري بأسره، إلى قضايا ثنائية، جيو ـ سياسية وجيو ـ اقتصادية، لا تقلّ تعقيداً. والأمر، ثالثاً، وفي استلهام مثل سوري شعبي شهير: الطبل في أستانة، وعرس الدم في… دير الزور! الطبل في أستانة وعرس الدم في دير الزور صبحي حديدي |
مفارقات الزمن العربي Posted: 21 Jan 2017 02:13 PM PST عاش الشعب العربي أمدا طويلا تحت ظل الإكراه والقمع ومصادرة حرياته في التعبير والعيش الكريم. كان ذلك أولا مع الاستعمار الذي ادعى أنه ينشر الحضارة، ويُحدِّث المجتمع ويحارب الاستبداد الشرقي. ولإنجاز هذا الفعل الحضاري لا بد من إسكات الشعب عن المطالبة بحريته واستقلاله. وكل من سولت له نفسه مقاومة الاحتلال لن يكون سوى إرهابي يعرض للسجون أو الإعدام. وها إسرائيل ما تزال تمارس ذلك ضد الشعب الفلسطيني، ولا تفرق بين البلاد والعباد، فكما تهدم بيتا، تقتلع شجرة زيتون، تعتقل طفلا، وتغتال رموز النضال الوطني حيثما كانوا، وبأشكال لا حصر لها. جاءت الاستقلالات السياسية، وكانت الانقلابات، فلم يتغير واقع الإكراه والقمع. فباسم الوحدة الوطنية، صودرت الديمقراطية. وتحت نعت «أمن الدولة»، مورس «الخوف» ضد الشعب الذي كان يطالب بأن يبقى بعيدا عن تدبير شؤون الحياة، ما دامت الدولة أيا كان النظام الذي تسير عليه، تضطلع بذلك. تكمن المفارقة في كون «أمن الدولة» لا يساوي سوى «خوف الشعب». لكننا عندما نتأمل واقع الشعوب المتطورة، نجد العلاقة بين أمن الدولة لا يتحقق إلا بأمن الشعب، بل «المواطن» الفرد. بل إن أمن الدولة لا يتم الحديث عنه إلا إذا برزت ممارسات خارجية تستهدفه (الإرهاب مثلا). وحتى في هذه الحالة يعتبر أمن الوطن والمواطن هو أمن الدولة. عندما طرحت مسألة الصحراء المغربية، في أواسط السبعينيات، على سبيل المثال، اعتبرت القضيةَ الأولى التي على الجميع أن يتعبأ لها، وينخرط فيها. وليس لذلك من معنى سوى عدم إثارة أي ملف مطلبي يهم الشعب، لأن في ذلك تهديدا للوحدة الوطنية. بعد هزيمة 1967، اعتبرت المواجهة مع العدو الصهيوني أولوية الأولويات لدى الدولة. وعلى الشعب ألا يطالب بأي حق من حقوقه السياسية والثقافية والاجتماعية، فالبلد في حرب مع إسرائيل وأمريكا. وباسم «الممانعة» منع الشعب من التعبير عن مطالبه الحيوية. جئت بهذين المثالين لإبراز المفارقة التي ستحكم العلاقة بين الدولة والشعب طوال كل التاريخ الحديث. وإذا كان «أمن» الدولة، يحتل المكانة الأولى، فإنه سيغدو عامل «خوف» لدى الشعب ليس من العدو الذي يتهدد الدولة، ولكن من النظام الذي يحكمه، لأنه يعتبر أي سلوك داخلي، ولو كان «مطلبيا» بسيطا، «خيانة وطنية» تستوجب العقاب، والاعتقال والمنفى. وكل نظام يمارس «الخوف» بهدف «الأمن» تحت شعار «الوحدة». وفي كل هذا التاريخ كانت محاولات لوضع حد لهذه المفارقة عن طريق المظاهرات النقابية أو السياسية، ولكن مواجهتها كانت تتم بأبشع الأساليب التي لا تقل عنفا عما تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين. وجاء الربيع العربي ليقول: كفى. لقد مر نصف قرن، وبات من الضروري أن تضع المفارقة أوزارها. وكان ما كان مما الكل يذكره، وها آثار ذلك ممتدة إلى الآن في سوريا واليمن والعراق وليبيا. كانت التجربة المغربية مختلفة، وها الحديث الآن يتداول عن «سنوات الرصاص» التي ليست سوى تعبير عن تلك المفارقة. انهار «الأمن» الذي كانت تحرص عليه الدولة في تونس وليبيا، وها آثار «الخوف» التي خلفها تبدو جلية لدى الجميع، والكل ضمنيا يفكر في «دولة» لا تهتم إلا بالأمن الذي لا يؤدي إلا إلى الاختلاف، وإلى الخوف. سقط «الأمن» الذي كان نظام البعث معنيا به، وأعدم صدام حسين. لكن كل من كان «يخاف» صداما، صار «صادما» للحريات، ويصفي الحسابات ضد الشعب العراقي الذي لا يمارس عليه إلى الآن إلا «الخوف»، والتهجير والتقتيل والعنصرية الطائفية باسم محاربة «الإرهاب». وكل ذلك يتم بشعارات لا تختلف في قوتها، وعنفها عما كان يمارس في ظل المفارقة الكبرى. أتعجب حين أرى على يافطات ولوحات ولافتات دعايات الحوثيين الإيديولوجية المرفوعة في المناسبات، والمعلقة في الساحات وهي تقول: «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، الله أكبر…» ولكني أرى إسرائيل لا ترمى بحجر، ولا أرى سوى الخوف والقتل الذي يمارس سوى اليمنيين. وما «الله الأكبر» سوى «الطائفية» المقيتة. أليست هذه مفارقة تزكم الأنوف؟ ألم يكن هذا ما فعله النظام السوري، خلال عقود، باسم «الممانعة» التي لم يطلق خلالها رصاصة واحدة ضد إسرائيل، فصادر الحريات، وقمع المعارضين، وآثار حماة نيشان من نياشينه المضرجة بالدم. وحين خرج الشباب يرقصون ليلا، ويرفعون شعار المطالبة بالحرية، تصدى لهم بالحديد والنار، فجيَّش الميليشيات وأدخل إيران وحزب الله، لممارسة «الخوف» ضد الشعب السوري، ثم بعد أباح الفضاء لروسيا لتجرب أسلحتها وتستعرض عضلاتها على الأراضي السورية، فتدمر وتقتل، حماية لـ»النظام»، ورعاية لأمن «الدولة»، ولا عبرة لما يقع للشعب في حلب، وغيرها الذي يعيش أقسى درجات الخوف، وأقصاها. وكل ذلك يتم باسم «محاربة» الإرهاب. وإذا كان المعلوم أن «داعش» هي المستهدفة في العراق وسوريا، فإن المفهوم يتسع لكل من يقول لا للنظام؟ وها هو الآن يجني ثمار الاستعانة بروسيا وإيران، رغم أن الكل كان مجمعا على عدم الاستعانة بالخارج. وها هو وزير خارجية موسكو يتحدث عن مصير سوريا وكأنها مقاطعة روسية، لا يهتم هو أيضا سوى بـ»أمن» نظامها ضد الشعب السوري. وإذا ما أبرز خطابا «إنسانيا»، تحدث عن «الهدنة»، ليخرج الحلبيون من مدينتهم ليتم تدمير ما بقي منها. أليست هذه مفارقة كبرى: تهجير المواطنين من بيوتهم، وتعريضهم للجوع ومعاناة آثار فصل الشتاء؟ أهناك ما هو أكبر من هذا «الإرهاب»؟ أين «الأمن» وأين «الخوف»؟ ولمن الأمن؟ ولمن الخوف؟ ألا تبرز هنا المفارقة الذي طالت تاريخ العرب الحديث؟ يبرر البعض هذه الحرب الروسية ـ السورية ضد الشعب السوري بأنها حرب ضد الإرهاب، وضد التطرف الديني، ودفاعا عن العقلانية والحداثة والعلمانية، وما شئت من الشعارات البراقة بالنسبة للبعض. ألا نرى في الشعارات المرفوعة ضد إسرائيل وأمريكا، سواء من لدن الحوثيين وإيران وحزب الله، سوى ممارسة الحرب ضد الشعب السوري واليمني، وتعريض لبنان للمزيد من تكريس الطائفية، والتقسيم، وتأجيل حل المشاكل التي يتخبط فيها؟ إذا كان الغرب وأمريكا يحاربان «الإرهاب» الذي يختصرونه في التطرف الديني، و»داعش» على وجه التحديد، والقاعدة في اليمن، هل يفعلون ذلك من أجل «أمن الدولة» أم من أجل «حماية» مواطنيهم من «الخوف» الذي يمكن أن تسببه لهم الحملات الإرهابية داخل بلدانهم؟ وروسيا، وإيران، أي إرهاب يحاربان؟ ولمصلحة من؟ هل تدخل إيران في العراق وسوريا ضد الإرهاب؟ أم من أجل «أمن» النظام العراقي والسوري؟ أو ليس «أمن» الدولة المزعوم، غير ذريعة لنشر القيم الإيرانية وتوسيعها في المنطقة؟ وروسيا: هل تحارب الإرهاب، والمقصود به بالدرجة الأولى والأخيرة، المعارضة المسلحة، هل تفعل ذلك من أجل «أمن» النظام السوري أم أجل مصالحها في المنطقة؟ وهي تستأسد «عالميا» وتحاول استرجاع أمجادها الديكتاتورية التي أتاحتها لها أمريكا أوباما التي ترمي إلى تحسين صورة أمريكا؟ إن هذه المفارقة الكبرى، وما تتولد عنها من مفارقات، ليست سوى صورة عن طبيعة النظام العربي، وما خلفه من آثار سلبية على المجتمع. إن «أمن» الدولة، تعبير عن «الخوف». وبدل أن تحارب الدولة «الخوف» بـ «أمن» الشعب، تنقل الخوف إليه. فيكون الخنوع والخضوع ليصبح «الأمن» الهاجس الأساس. حل المفارقة تصور آخر للأمن والخوف. كاتب مغربي مفارقات الزمن العربي سعيد يقطين |
أخبار عن وصول سفن حربية روسية إلى شرق البلاد: مبادرة ثلاثية لحل الأزمة الليبية Posted: 21 Jan 2017 02:13 PM PST تستعد ثلاث من دول جوار ليبيا، هي تونس ومصر والجزائر، للإعلان عن المبادرة الجديدة لحل النزاع في هذا البلد المغاربي المترامي والغني بالثروات الطبيعية التي جعلته مثارا للأطماع. وحسب مصادر دبلوماسية فإن هذه المبادرة ستحظى بدعم باقي دول الجوار وكذا المنظمات الإقليمية والمجتمع الدولي ويبقى على الطرف الليبي قبولها أو رفضها. ومن بين ما تضمنته هذه المبادرة، تغيير رئيس حكومة «الوفاق» فائز السراج المثير للجدل بشخصية أخرى يلتزم البرلمان الليبي المرابط في طبرق بمنحها الثقة، وهناك حديث أيضا عن حكومة جديدة تضم وزراء مستقلين وعن نائبين لرئيس الحكومة. كما ستتضمن المبادرة وضع «الجيش الليبي» تحت إشراف رئيس البرلمان الذي يبدو أن شرعيته لم تعد محل تشكيك حتى من قبل الأطراف الإقليمية الداعمة لفجر ليبيا. الدور الروسي ويرى كثير من الخبراء والمحللين أن هذه المبادرة هي انعكاس لتغير موازين القوى في الميدان بعد دخول الدب الروسي على خط الأزمة الليبية من خلال الدعم العسكري للواء خليفة حفتر، والدعم السياسي للبرلمان في طبرق. حيث زار كل من خليفة حفتر، قائد ما يعرف بـ»عملية الكرامة»، وعقيلة صالح رئيس البرلمان في طبرق، موسكو في وقت سابق، وتلقيا وعودا بالدعم العسكري والسياسي. كما تتحدث بعض الأطراف عن وصول سفن حربية روسية إلى الشرق وعن عزم روسي على إقامة قاعدة عسكرية في الشرق الليبي شبيهة بقاعدة طرطوس في سوريا. ودفعت هذه التطورات بإيطاليا إلى الدعوة إلى ربط الجسور مع حفتر لقطع الطريق على الروس، لتلتحق إيطاليا بذلك بالركب الفرنسي باعتبار أن باريس على علاقة باللواء الليبي المتقاعد شأنها شأن «حليفها» الرئيس التشادي إدريس ديبي الذي يدور في ركابها وينفذ سياساتها. وبالتالي فإن المبادرة الثلاثية حاولت احتواء حفتر وإرضاءه من خلال إزاحة السراج الذي رفض البرلمان منحه الثقة، كما حاولت إيجاد صيغة ترضي طرفي الصراع الرئيسيين في آن معا فيما يتعلق بالجيش. فهي سحبت مهمة الإشراف على هذا «الجيش» من حفتر إرضاء لجماعة طرابلس ولكنها منحته لرئيس البرلمان الذي هو موال في النهاية لخليفة حفتر. نهاية الصخيرات وفي هذا الإطار يرى محمد درغام الباحث في المركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق في تونس، في حديثه لـ «القدس العربي» أن هذه المبادرة الثلاثية لو كتب لها النجاح ستكون النهاية الفعلية لاتفاق الصخيرات الذي ولد ميتا منذ البداية. فهذا الاتفاق لم تشارك في صياغته كل الأطراف وفرض على فرقاء الأزمة الليبية دون مراعاة للواقع الميداني وللتوازنات على الســـاحة الليبية لذلك اصطدم بتعنت برلمان طبرق. فحتى ينجح اتفاق ما، حسب محدثنا، لا بد أن تشارك فيه كل الأطراف بقطع النظر عن حجمها، وأن ترضى على ما جاء فيه، ويجب أن يتضمن هذا الاتفاق عادة الحد الأدنى الذي يتفق عليه الجميع. وإذا تم فرض اتفاق ما من قبل قوة كبرى دون مشاركة وموافقة كل الأطراف، مثلما حصل في الصخيرات، لا بد للطرف الراعي أن تكون لديه الآليات التي تجعل الأطراف المتصارعة تقبل بالاتفاق وتنفذه على الميدان ولو قسرا، وهو ما لم يحصل مع اتفاق الصخيرات، حيث عجزت القوى الكبرى طيلة أشهر عن إجبار برلمان طبرق على تزكية السراج وفريقه. ويضيف الباحث التونسي قائلا: «إن المبادرة الجزائرية التونسية المصرية قامت في الأساس على سد ثغرات اتفاق الصخيرات ولم تخرج عن إطاره العام، وحتى تضمن حظوظها في النجاح كان عليها أن تدعو مجددا كل الأطراف الليبية ودون استثناء إلى طاولة التفاوض. فالليبيون ليسوا فقط ثوار مصراتة وفجر ليبيا أو الموالين لحفتر، فهناك مكونات أخرى مسالمة وغير مسلحة وتؤمن بالعمل السلمي ولا بد من الاستماع لها خاصة ما يعرف بالأغلبية الصامتة من عموم الشعب الليبي التي هي غير راضية على هذا الطرف ولا على ذاك». مباركة دولية ويرى درغام أن الجزائر، وبخلاف تونس التي يحكمها ائتلاف، إحدى مكوناته البارزة، حركة النهضة، التي تحتفظ بعلاقات وطيدة مع أطراف إسلامية في طرابلس، ومصر المساندة صراحة لخليفة حفتر، هي الأقدر من غيرها على لعب دور الوسيط في الأزمة الليــبية، وهو ما تفـــسره الــزيارات المتكررة لمسؤولي طــبـــرق إلى الجــزائر في الآونة الأخيرة، لكن شــريطــة أن تزيد الجــزائر من انفتاحها على جمــيع الأطراف الليبية سواء الحاملة للسلاح أو غيرها. لكن في المقابل يرى محدثنا أن وجود تونس ومصر في هذه المبادرة مهم لما لتونس، ممثلة بحركة النهضة، من تأثير معنوي على فجر ليبيا بحكم العلاقات المتميزة بين الطرفين، ولما لمصر من سلطة على حفتر والبرلمان المرابط في طبرق والممنوع من عقد جلساته في العاصمة طرابلس. ويشير درغام إلى الاجتماع الأخير الذي جمع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي برئيس حركة النهضة راشد النهضة والذي كان محوره الملف الليبي، ويعتبر أنه اجتماع مهم يؤكد على الدور الحاسم الذي ستلعبه الدول العربية الثلاثة في التهدئة على الساحة الليبية خاصة بعد تصريحات الغنوشي إثر هذا اللقاء والتي أشاد فيها بالدورين الجزائري والمصري وطبعا التونسي في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين. ويرى أن هذه التحركات التونسية المصرية الجزائرية تأتي بمباركة دولية، أطلسية وروسية وأممية، ويبدو أنه إقرار ضمني من المجتمع الدولي بفشل اتفاق الصخيرات واعتراف بأهمية دور دول الجوار في الحل في الأزمة الليبية. لكن، وعلى ما يبدو أنه لن يسمح لهذه الدول بالتحرك خارج إطار محدد ضبطته الدول الكبرى وبدت ملامحه في اتفاق الصخيرات، فلا يمكن للدول المبادرة (تونس مصر الجزائر) أن توسع من دائرة الأطراف المتحاورة لتشمل مثلا القبائل الليبية أو عناصر النظام السابق وغيرهم، ولا يمكن الخوض في الملفات الاقتصادية مثل النفط أو ما يتعلق بإعادة الاعمار، وسيتم الاكتفاء باصلاح ذات البين بين فريقي طرابلس وطبرق وإيجاد صيغة توافقية مؤقتة للحكم لا غير. أخبار عن وصول سفن حربية روسية إلى شرق البلاد: مبادرة ثلاثية لحل الأزمة الليبية روعة قاسم |
منظمة العفو الدولية تطالب الحكومة السودانية بوقف الاعتداءات على طلاب دارفور Posted: 21 Jan 2017 02:13 PM PST الخرطوم ـ «القدس العربي»: طالبت منظمة العفو الدولية، الحكومة السودانية بوقف الإعتداءات ذات الدوافع السياسية التي وقعت خلال ثلاث سنوات على طلاب إقليم دارفور الذين يدرسون في مختلف الجامعات. وشهد العام الماضي حراكا من المجتمع المدني في السودان حول هذه الظاهرة، ويعتقد الكثيرون وجود استهداف ممنهج لطلاب دارفور في الجامعات السودانية، ومنعت السلطات قادة أحزاب معارضة وناشطين القيام بوقفة إحتجاجية أمام المحكمة الدستورية بالخرطوم، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وذلك تعبيرا عن رفضهم لما وصفوه بالاستهداف الممنهج لطلاب دارفور في الجامعات السودانية من قبل الأجهزة الأمنية. وأدان ناشطون ما يتعرض له الطلاب من اعتداءات متكررة، معتبرين ما يحدث انتهاكات ممنهجة تمارس من قبل الحكومة تجاه طلاب دارفور داخل كل الجامعات. وقال موثوني وانييكي، المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي ومنطقة البحيرات العظمى: «إن عشرات من الطلاب قتلوا، وأصيبوا بجروح، وطردوا من الجامعات منذ عام 2014 بسبب تنظيم مظاهرات ومجاهرتهم بالاعتراض على انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور. ويتسبب هذا في استمرارية نمط مروع ما يزال يعرّض الطلاب الدارفوريين للاعتقال والاحتجاز، إضافة للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، منذ اندلاع الصراع في دارفور عام 2003، بحيث أنه كثيرًا ما كان يعرقل استمرارية حصولهم على التعليم العالي». وأضاف قائلاً: «هذه الاعتداءات المتعمدة والمشينة على الطلاب غير مقبولة إطلاقًا ويجب إيقافها فوراً». ووفقًا للتقرير، يقوم عملاء جهاز الاستخبارات والأمن الوطني السوداني بتنفيذ غالبية هذه الاعتداءات، إلى جانب أنصار «حزب المؤتمر الوطني الحاكم» من الطلاب، الذين يشار إليهم أحيانًا بـ»وحدات الجهاد». وقالت منظمة العفو الدولية مع إصدارها تقريرا، يتناول موجة من الاعتداءات التي وقعت على مدار ثلاثة أعوام، إنه يجب على الحكومة السودانية أن تضع حداً للاعتداءات ذات الدوافع السياسية، والتي تكون أحيانًا قاتلة، على الطلاب الدارفوريين في الجامعات في شتى أنحاء البلاد. ورصدت منظمة العفو الدولية حالات عديدة لطلاب تعرضوا لقمع من السلطات الأمنية وأجرى باحثو المنظمة 84 مقابلة، بين تشرين الأول/اكتوبر عام 2015 وتشرين الأول/اكتوبر 2016 لإعداد التقرير، بما فيها 52 مقابلة مع طلاب من 14 جامعة في أنحاء السودان، و32 مقابلة مع محامين وناشطين، وصحافيين وأكاديميين. وأجريت مقابلات مع غالبية الطلاب في المنفى، بعد فرارهم للخارج لمواصلة تعليمهم، بعد طردهم أو تعرضهم لأشكال أخرى من الاضطهاد في السودان. وقال بعضهم لمنظمة العفو الدولية ان مهاجميهم اتهموهم بدعم جماعات مسلحة تحارب الحكومة، وهو اتهام ينكرونه. وقال آخرون إنهم استُهْدِفوا بسبب مطالبتهم للتنفيذ الكامل لسياسة الإعفاء من الرسوم للطلاب الدارفوريين، حسبما وافقت عليه الحكومة السودانية خلال محادثات السلام مع الجماعات المسلحة الدارفورية عامي 2006 و2011. وقال موثوني وانيكي:»لا يمكن السكوت على قمع حقوق الطلبة الدارفوريين في التعبير وتشكيل الجمعيات- فضلاً عن توقيف تعليمهم. يجب على الحكومة أن تجري تحقيقًا كاملًا وأن تحاسب المسؤولين، كما عليها أن تضمن حصول الضحايا على سبل رفع الظلامة الفعالة عنهم، بما في ذلك ضمان الحصول على نحو كامل على جبر الأضرار». واختتم بالقول: «يجب على الحكومة أيضًا أن تتخذ تدابير للحد من الصلاحيات المطلقة التي يتمتع بها جهاز الاستخبارات في الاعتقال والاحتجاز، وأن تنشئ آلية قضائية للإشراف على ذلك من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة». منظمة العفو الدولية تطالب الحكومة السودانية بوقف الاعتداءات على طلاب دارفور صلاح الدين مصطفى |
محمد علوش لـ«القدس العربي»: لن ننتقل لبحث الملف السياسي قبل تثبيت وتعميم وقف إطلاق النار Posted: 21 Jan 2017 02:12 PM PST إسطنبول ـ «القدس العربي»: من المقرر أن تنطلق المباحثات حول الأزمة السورية في العاصمة الكازاخستانية «أستانة» يوم الاثنين المقبل لبحث تعميم وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية والحل السياسي للأزمة وذلك بين وفدين للنظام والمعارضة السورية برعاية روسية وتركية وسط تجاهل لأي دور فاعل للإدارة الأمريكية. وبينما أكد رئيس وفد المعارضة السورية القيادي محمد علوش لـ«القدس العربي» أن الوفد لن يتطرق لبحث أي نقطة سياسية قبل تثبيت وتعميم وقف إطلاق النار، أكد القيادي إياد أبو زيد أحد أعضاء وفد المعارضة أنهم ما زالوا متمسكين بشرط رحيل الأسد ونظامه عن الحكم من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي للأزمة. في سياق متصل، توقع قيادي في الائتلاف السوري المعارض أن تقتصر المباحثات في أستانة على تعميم وقف إطلاق النار، بينما سيتم تأجيل ملفات الحل السياسي النهائي إلى مباحثات جنيف التي من المتوقع انعقادها خلال الأسابيع المقبلة. لا انتقال للملف السياسي قبل تثبيت وقف النار محمد علوش القيادي البارز في تنظيم جيش الإسلام ورئيس وفد المعارضة السياسية إلى أستانة شدد في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» على أن الهدف الأول من مباحثات أستانة هو تثبيت اتفاقية وقف إطلاق النار لتشمل جميع المناطق بشكل فعلي ومُلزم. وأكد علوش على أن وفد المعارضة السورية لن ينتقل لبحث أي نقطة أخرى عسكرية أو سياسية قبيل تثبيت وقف إطلاق النار في كافة المناطق، معتبراً تصريحات الأسد الأخيرة الذي وصف فيها وفد المعارضة بالتنظيمات الإرهابية بأنها «كلام مردود عليه فالأسد هو الإرهابي والمجرم». وحول الأجندة السياسية للمباحثات أكد على أن عنوانها الأوسع يتمثل في أن تتوصل إلى صيغة تضمن للشعب السوري من يختاره، ورداً على الانتقادات لقبول المعارضة بالذهاب إلى مفاوضات أستانة شدد علوش على أن المعارضة تسعى لتحقيق أهداف الثورة من خلال كافة الوسائل وليس من خلال العمل العسكري فقط، على حد تعبيره، مؤكداً على ضرورة «حقن دماء الشعب السوري بأي طريقة». وأكد علوش أن التحدي الأساسي لروسيا يتمثل في ضبط الخروقات وإجبار النظام على الالتزام وإظهار مدى قدرتها على فرض قراراها على إيران وحزب الله، وقال: «يوجد شرخ كبير ما بين الداعم الإيراني والروسي للنظام»، لافتاً إلى أن روسيا تُظهر أنها تسعى للحل السياسي وهو ما لا تُظهره إيران والأسد. الحل النهائي في جنيف وليس أستانة من جهته، أكد قيادي في الائتلاف السوري المعارض رفض الكشف عن اسمه لـ«القدس العربي» أن مباحثات أستانة ربما لا تتطرق إلى الحل السياسي النهائي الذي توقع أن يجري بحثه في جنيف برعاية الأمم المتحدة خلال الأسابيع المقبلة، مشيراً إلى إمكانية أن تقتصر مباحثات أستانة على التوصل إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإرساء أرضية من أجل انطلاق جديد لمباحثات جنيف. وفي تصريحات له نشرت الخميس، قال رئيس النظام السوري بشار الأسد إن «الأولوية في محادثات أستانة هي لوقف إطلاق النار، بما يتيح لتلك المجموعات تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو حكومي». وقال الأسد: «اعتقد انه سيركز في البداية، أو سيجعل أولويته، كما نراها، التوصل إلى وقف إطلاق النار، وذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق في سوريا». مضيفاً: «ليس من الواضح ما إذا كان هذا المؤتمر سيتناول أي حوار سياسي». وسبق أن أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المفاوضات تهدف إلى تثبيت الهدنة الهشة في سوريا ومحاولة التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع. مباحثات لوقف النار ولا تنازل عن رحيل النظام أسامة أبو زيد المستشار القانوني للجيش السوري الحر وأحد أعضاء الوفد المشارك في مفاوضات أستانة شدد في تصريح خاص لـ«القدس العربي» على أن المعارضة السورية وافقت بعد تردد بالمشاركة في مفاوضات أستانة بعد تأكيد جميع الأطراف على أن الجولة الأولى من المفاوضات سوف تنحصر في بحث والتوصل إلى صيغة نهائية لتعميق وقف إطلاق النار في كافة المناطق السورية وخاصة في وادي بردى وشرق دمشق وريف حمص والوعر. ولفت أبو زيد إلى أن جميع الفصائل المعارضة وافقت على المشاركة في أستانة، مشيراً إلى أن أحرار الشام سوف تدعم المباحثات دون مشاركة ممثل لها في الوفد وأن الجبهة الجنوبية انضمت أيضاً إلى الوفد، وجدد التأكيد على أن «حضورنا أستانا لتحقيق وقف إطلاق النار في جميع المناطق المحررة ووقف التهجير». وأشار أبو زيد إلى أن «الفصائل المعارضة أرادت في الدرجة الأولى «قطع الطريق على النظام اللاشرعي وداعميه الراغبين في عرقلة اتفاق وقف إطلاق النار وتحميل فصائل الثورة مسؤولية ذلك دولياً»، موضحاً أن الوفد العسكري سوف يجري المباحثات بالتنسيق الكامل مع الهيئة العليا للتفاوض وأن المعارضة ما زالت متمسكة بموقفها بأن أي حل سياسي يخص مستقبل سوريا يبدأ من رحيل النظام وكافة رموزه، على حد تعبيره. قائمة الوفد النهائية إلى أستانة حصلت «القدس العربي» من مصدر مطلع في المعارضة السورية على ما أكد أنها القائمة النهائية لوفد المعارضة إلى مفاوضات أستانة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري في العاصمة الكازاخستانية، والتي جاءت على النحو التي: ممثلو الفصائل العسكرية (فيلق الشام: نذير الحكيم، جيش العزة: مصطفى، جيش النصر: عبد الحكيم رحمون، شهداء الإسلام: سعيد نقرش، جيش المجاهدين: محمد عبدالحي، الفرقة الساحلية الأولى: محمد حاج علي، صقور الشام: مأمون حاج موسى، أجناد الشام: منار الشامي، تجمع فاستقم كما أمرت: عزالدين سالم، السلطان مراد: أحمد عثمان، الجبهة الشامية: خالد آبا، جيش ادلب الحر: فارس بيوش، جيش الإسلام: محمد علوش). ويضم الوفد أيضاً وفدا استشاريا قانونيا يتكون من (هشام مروة – ومحمد وفا ريشي- وعبدالحميد العواك – وعمار تباب- وطارق الكردي- وياسر الفرحان- وخالد شهاب الدين- ودرويش ميركان)، بينما يتشكل الوفد الاستشاري العسكري من (العميد احمد بري- والعقيد فاتح حسون- والنقيب مهند جنيد – والرائد ياسر عبدالرحيم – والمقدم احمد سعود- والرائد حسن ابراهيم – وعصام الريس- ومحمد بيرقدار). ويتشكل الوفد الاستشاري السياسي من (عبدالحكيم بشار- ونصر حريري- وسهيل نسر- وفؤاد علوش – وابراهيم برو – ويحيى العريضي – وعبدالرحمن مصطفى) والوفد الاستشاري الإعلامي من (يحيى العريضي- وعبدالحكيم بشار- ونصر حربري – وأسامة ابو زيد-وعبدالرحمن مصطفى- والعقيد فاتح حسون) ولجنة الصياغة من (عبدالحميد العواك – وخالد شهاب الدين – ونصر حربري – وعبدالحكيم بشار) واللجنة الأمنية من (نذير حكيم – والنقيب محمد حاج علي – وأبو هادي زملك). وفد النظام والمشاركة الدولية وترسل دمشق إلى المحادثات وفدا سياسيا رسميا مماثلا للوفد الذي ذهب سابقا إلى جنيف، ويترأسه سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، حسب صحيفة «الوطن» المقربة من النظام، بينما يقود وفد المعارضة محمد علوش القيادي البارز في تنظيم «جيش الإسلام» الفاعل في ريف دمشق. من جهتها، أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية عدم مشاركتها في المباحثات، وقالت الحركة الأكثر نفوذا بين الفصائل المعارضة في سوريا في بيان أن مجـلـس شـــورى الحركة قـــرر «بعد نقاش طويل جدا ألا تشارك الحركة في المؤتمر لعـدة أســبـــاب» أبرزها عدم تثبيت وقف إطلاق النار واستمرار القصف. ولأول مرة منذ بداية الأزمة السورية في 2011 لا تقوم واشنطن بدور «الراعي» حتى ولو كانت الدبلوماسية الروسية تؤكد ان «من المنصف» أن تتم دعوة الإدارة الأمريكية الجديدة إلى مفاوضات أستانا. في حين سوف يقتصر تمثيل الأمم المتحدة على مساعد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا «رمزي عز الدين» ومديره للشؤون الخارجية روبرت دان. ونهاية الشهر الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، عقب تفاهمات تركية روسية، وبضمان أنقرة وموسكو. وفي 4 كانون الثاني/يناير الجاري أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن موعد مؤتمر أستانة، سيكون في الـ 23 من الشهر نفسه. محمد علوش لـ«القدس العربي»: لن ننتقل لبحث الملف السياسي قبل تثبيت وتعميم وقف إطلاق النار في الطريق إلى أستانة إسماعيل جمال |
الرؤية التركية لمفاوضات أستانا وسبل نجاحها Posted: 21 Jan 2017 02:12 PM PST في الساعات الأخيرة من عام 2016 أثمرت اللقاءات السياسية بين روسيا مع وفد المعارضة السورية المسلحة في أنقرة عن التوصل إلى تفاهمات سياسية حول مستقبل سوريا، تبدأ بتوقيع هدنة لوقف إطلاق النار، بدأت في حلب، ثم باقي سوريا، ثم الدعوة إلى مفاوضات سياسية بين وفد من المعارضة السورية العسكرية والسياسية مع ممثلي بشار الأسد في العاصمة الكازاخية أستانا بتاريخ 23 كانون الثاني/يناير الجاري، وحيث أن التحضيرات لمفاوضات أنقرة للهدنة تمت بضمانة تركية لجهة المعارضة السورية، وضمانة روسية لجهة قوات الأسد، وحيث أن فكرة اللقاء بين الروس والمعارضة السورية الداخلية المسلحة تمت بتفاهمات تركية وروسية فإن الرؤية التركية هي الترحيب بهذه المفاوضات أولاً، والعمل على انجاحها لصالح الشعب السوري ثانيا، بالرغم مما يعترضها من صعاب، ليس فيما يضعه وفد بشار الأسد من شروط تعجيزية، وإنما بما تضعه إيران أمام روسيا من صعاب أيضاً، وبما تفعله الميليشيات الطائفية اللبنانية والعــراقية من قتل وإرهاب للمدنيين. حاولت إيران ولا تزال تحاول إفشال مفاوضات أستانا، وسبق الإشارة في مقال سابق ان أمريكا لن تجد أفضل من بشار الأسد وإيران وتوابعها الميليشياوية المقاتلة على الأرض من فرص لافشال المفاوضات في أستانا، وقد حاولت إيران الضغط على روسيا بإعلانها منفردة بتاريخ 18 كانون الثاني/يناير الجاري بأنها أي إيران وحكومة الأسد ترفضان دعوة أمريكا لمفاوضات أستانا، وقد شملوا في الرفض السعودية وقطر، وربما كان عليهما أن يرفضا حضور تركيا أيضاً، لأن تركيا وقطر والسعودية تشكل الثالوث المتهم بدعم الثورة السورية من قبل إعلام محور إيران وقوات الأسد، ولكن هذا الموقف الإيراني من رفض دعوة واشنطن تلقى صفعة قوية من موسكو، إذ أعلن وزير الخارجية الروسي لافروف في اليوم التالي أي يوم 19 كانون الثاني/يناير الجاري دعوة الأمم المتحدة وواشنطن لحضور مفاوضات أستانا، فهذا الاعلان من لافروف يتوافق مع الرؤية التركية، التي أعلنت مرارا أنها تريد حضور الولايات المتحدة الأمريكية مؤتمر أستانا على لسان وزير خارجيتها جاويش أوغلو، والصفعة التي تلقتها إيران من روسيا بهذا الصدد قوية جدا، لأن من رفضوا حضور واشطن هم أكبر المسؤولين الإيرانيين من قبيل علي شمخاني رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، ومستشار خامنئي علي أكبر ولايتي، ووزير الخارجية جواد ظريف الذي قال «لم ندع الولايات المتحدة ونعارض وجودها» فهذه الشخصيات الإيرانية الكبرى تعلن رفضها حضور أمريكا يوم الأربعاء، ثم يأتي الرد الروسي يوم الخميس برفض الموقف الإيراني، للدلالة على ان روسيا ترفض تدخل إيران بتولي أمور المؤتمر والتحكم فيه، لأن الدعوة الروسية لأمريكا جاءت بعد الرفض الإيراني، فهذه من خيبات إيران الكبرى في المؤتمر قبل انعقاده، وعندما استغرب الصحافيون الموقف الروسي بعد الاعلان الإيراني قال لافروف للصحافيين «لقد دعوناهم بالفعل»، أي أن روسيا لن تفكر أو تناقش إيران بالأمر ولن تسمع لرأيها بدعوة أمريكا أو غيرها. الأمم المتحدة ستحضر كذلك أعلنت الأمم المتحدة أن مبعوثها إلى سوريا ستيفان دي ميستورا سوف يحضر المؤتمر بعد تلقيها دعوة من روسيا، وقد عللت الأمم المتحدة تغيير موقفها بحضور دي ميستورا بان هناك قضايا مهمة سوف تبحث في هذا المؤتمر ينبغي أن تكون متابعة لها. فالمتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفن دوجاريك قال: «إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس طلب من دي ميستورا المشاركة في المحادثات نظرا لتعقيد وأهمية القضايا المرجح أن تناقش في أستانا». هذه المواقف الروسية مؤشر على توافق أكبر بين روسيا وتركيا في أهداف مؤتمر أستانا، ولعل إعلان تركيا وروسيا في اليوم نفسه وهو 18 كانون ثاني/يناير عن قيامهما بأول طلعات جوية مشتركة فوق الأراضي السورية واستهداف تنظيم «الدولة» مؤشر أكبر على هذا التفاهم التركي الروسي في سماء سوريا وليس على أرضها فقط، ولذلك نرجح صدق تحليلات بعض السياسيين بأن إيران ستكون مهمشة في مؤتمر أستانا لمصلحة الرؤية التركية، والرؤية التركية تقوم أساسا على ان كل معاناة الست سنوات الماضية كان يمكن اختزالها بستة أشهر من الإصلاحات التي كان يمكن ان يقوم بها بشار الأسد عام 2011، ولكنه رفض ذلك في ذلك الوقت، وهو اليوم يتمنى ذلك، ولكنه لن يجـــده، ولذلك سيأتي إلى مؤتمر أستــانا صاغرا بعد فشله في تخريب الهدنة، لأن روسيا ترفض تخريب مؤتمر أستانا أولاً، وسوف تحاسب من يفشل المؤتمر ولو بعد حين. ولذلك كان إعلان وزير الخارجية الروسي لافروف يوم 17 كانون الثاني/يناير الجاري مهم جدا، والذي قال فيه بانه:» لولا تدخل روسيا لسقط نظام الأسد خلال أسبوعين» وهو بذلك يوصل رسالة إلى بشار الأسد بأن يلتزم حدوده، فلم يتمكن من حماية نفسه أولاً، ولم تتمكن إيران بالرغم من كل حربها الطائفية طوال أربع سنوات من إنقاذه، فذهب الجنرال قاسم سليماني يتسول المساعدة العسـكرية من روســيا في تموز/يوليو 2015 قبل أن يخسر المعركة في ســـوريا، وبالتالي فلا يملكان أن يمليا شروطهما على روسيا، فروسيا تتصرف كدولة مسؤولة عن تدخلها العسكري في سوريا أمام الشعب السوري والعالم العربي والإسلامي والعالم أجمع، ولن تقبل بعد الآن خوض معركة لا أفق لها. لذلك ينبغي النظر إلى مقولات إيران وبشار الأسد الإعلامية حتى مؤتمر أستانا بكثير من الأسى على مخاوفهما مما ستؤول إليه الأمور في سوريا، فقد أدركت روسيا قدراتهم العسكرية والقتالية خلال السنة ونصف الماضية ميدانيا، وعلمت أن انسحاب روسيا من سوريا سيعني نهاية المشروع الإيراني في سوريا والمنطقة، لأنه احتلال خارجي أجنبي مرفوض ومكروه من الشعب السوري والأمة العربية والإسلامية، ولا مصلحة لروسيا أن تضحي من أجل الاحتلال الإيراني في سوريا. ما يشهد لذلك ذعر إيران مما يجري، فقد أخذت إيران على غير عادتها تعلن أنها فقدت الآلاف من جنودها وضباطها في سوريا، وأنها صرفت خلال هذه الحرب التي شنتها على سوريا 175 مليار دولار، وانها لن تقبل بخسارة هذه المعركة بالمفاوضات السياسية، وقامت يوم 18 كانون الثاني/يناير الجاري أيضاً بتوقيع اتفاقيات شراء ما تظن أنه يعوض خسارتها المالية، ولكنها اخطأت عندما كان البائع لها هو بشار الأسد الذي لا يملك ما يبيع، ولكن إيران تريد هذه العقود لتقول لروسيا والعالم بان لها حقوقاً وصكوكاً في سوريا، وكأنها ستضع هذه الصكوك المالية والاتفاقيات الاقتصادية على طاولة المفاوضات وتطالب بتسويتها قبل الخروج من سوريا، وهي لا تدرك أن دم طفل سوري واحد أغلى ثمنا من كل المال الذي خسرته في حربها الطائفية. جبهات المعارضة لذلك فإن ما يجري في أستانا لن يكون محاولة لضم مجموعات إرهابية للمصالحة الوطنية وإلقائها السلاح كما يدعي بشار الأسد مع وكالة أنباء يابانية، لأن المجموعات المسلحة القادمة ترى نفسها أنها قادمة على جبهة أخرى من جبهات المعارضة السياسية لا تقل أهمية عن جبهات القتال الداخلية، وهدفها بناء سوريا الجديدة الخالية من الميليشيات الطائفية والإرهابية معاً، وتركيا وروسيا تؤيدان هذا التوجه للمعارضة السورية، وتدركان أيضاً أن شخص بشار الأسد أصبح عنوان الأزمة السورية وبقائها، وان الحل النهائي ليس لوقف الصراع في سوريا فقط، وإنما لمستقبل سوريا ونوعية الدولة التي ينبغي السعي لإيجادها، فإذا أبت إيران وأمريكا إلا مواصلة الصراع في سوريا حتى تقسيمها، فإن لروسيا طريقها في البحث عن مصالحها أيضا، كما ان لتركيا طريقها في البحث عن أمنها ومصالحها معاً، فتركيا تعمل بكل جد لنجاح مفاوضات أستانا، ولكن تدرك صعوبتها، وفشلها يفرض على تركيا تأمين حدودها الجنوبية وشمال سوريا مع سكانها الأصليين من الشعب السوري العربي، ورفض كل الكانتونات الانفصالية شمال سوريا، وهو ما تأمل ان تشاركها فيه روسيا والإدارة الأمريكية الجديدة في عهد ترامب، بعد أن أخلت إدارة أوباما بكل تعهداتها مع تركيا بخصوص أوضاع شمال سوريا. الرؤية التركية لمفاوضات أستانا وسبل نجاحها محمد زاهد غول |
هل تمهد مباحثات أستانا لخروج روسيا الاستراتيجي من المستنقع السوري؟ Posted: 21 Jan 2017 02:11 PM PST موسكو ـ «القدس العربي»: تراهن الأطراف المعنية باجتماع أستانا عاصمة كازاخستان بين ممثلي التشكيلات المسلحة للمعارضة السورية ووفد النظام بإشراف روسي تركي إيراني، تراهن على انها ستمهد الطريق لإنعاش عملية تسوية فعلية. ويأمل كل طرف ان أجندته ستكون موضع اهتمام وتنفيذ لأنها وفقا لرأيه هي السبيل الوحيد لوقف حمامات الدم المتواصلة منذ عام 2011 في سوريا. ولكن قبل عقد الاجتماع المرتقب، ما زالت تظهر التأويلات والمطالب والتناقضات بصدد الجهات التي تشارك فيه، وامتدت الخلافات إلى المشرفين عليه والدولة التي تحتضنه. ووضعت روسيا، قبل إطلاق اجتماعات أستانا التي ستمهد لاستئناف مؤتمر جنيف، بيد النظام العديد من الأوراق وتأمل ان يستخدمها بعقلانية وبروح مسؤولة وبطرح التنازلات لإنجاح عملية التسوية التي ينشدها شعب سوريا وقواه البناءة، وان يهيئ لها الطريق للانسحاب الاستراتيجي من النزاع هناك، كما ذهبت روسيا بشوط بعيد وإلى حد التوقيع على مذكرة عسكرية للتعاون مع «الخصم السابق» تركيا، وتخفيف موقفها من قضايا مفصلية في التسوية في مقدمتها مطلب رحيل بشار الاسد في إطار مرحلة انتقالية وابعاد الأكراد وتهميش دورهم في مفاوضات جنيف وتبديد حلمهم في الحصول على منطقة حكم ذاتي. وتفاهمت أيضا مع إيران والصين ودول أخرى لتدعم رؤيتها للتسوية. وللتعبير عن النوايا أعلنت روسيا تقليص وجودها في الأرض السورية، وسحبت من شواطئها حاملة الطائرات كوزنيتسوف وملحقاتها، كما قامت باستعراض كبير في قاعدة حميميم الجوية، عرضته قنوات التلفزيون الروسي بتوديع دفعة من الجنود والضباط والمقاتلات التي تغادر الأرض السورية وتعود للوطن. وحسب المعطيات العسكرية فان القوة التي ما زالت في سوريا التي ستواصل بقائها في سوريا تكفي لتأدية مهام دعم قوات النظام في المواجهات مع التشكيلات التي لم تدخل عملية التسوية، وان تتعاون مع القوة الجوية التركية للقيام بعمليات مشتركة. وحدد الجانب الروسي أهداف اجتماع أستانا حصرا في تثبيت وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه بالتعاون مع إيران وتركيا في 29 كانون الأول/ديسمبر الماضي لإنعاش مباحثات جنيف. وترى موسكو ان الثلاثي (روسيا وتركيا وإيران) يمثل واقع ما يجري على الأرض السوري ولديه كافة مستلزمات التأثير على المكونات المتحاربة. كما تعقد موسكو الرهان على ان حصر اللقاء بممثلي التشكيلات العسكرية سوف يمنح الاتفاقات مع النظام، في حال التوصل لها، قوة إضافية لتجسيدها على الأرض، وحددت كما جاء في بيان نشر على موقع وزارة الدفاع الروسية الفصائل المشاركة بفيلق الشام وأحرار الشام وثوار الشام وجيش المجاهدين وجيش ادلب والجبهة الشامية. وأفادت وزارة الدفاع الروسية ان 104 تشكيلة مسلحة معارضة أعلنت تمسكها بوقف إطلاق النار. وألقت بعض تلك الجماعات الشكوك على جدول المؤتمر بنشرها تصريحات عن تعليق مشاركتها، ولكنها عادت للموافقة خلال اجتماع انقرة والاتفاق على المواقف التي ستطرح في اجتماع أستانا. ولن يتعرض الاجتماع وفقا لكل المعطيات للقضايا السياسية، وانما لآليات إطلاق النار. وتأمل موسكو ان تجر لبرنامج التسوية قيادات ميدانية تؤمن لها مواقع في الحكم في المرحلة الانتقالية. ويجمع المراقبون على ان موسكو معنية بالخروج من الحرب السورية بكرامة وبالاحتفاظ بماء الوجه من خلال عقد اتفاقية سلمية تسمح لها وقف مشاركتها الكثيفة في الأعمال القتالية، فضلا عن ذلك من المهم بالنسبة للكرملين ان تتشكل في دمشق سلطة موالية للحكومة الروسية، في مقدروها فرض السيطرة على المدن الرئيسية وهو ما يجري الآن، وتوافق على وجود المنشآت الروسية العسكرية في البلاد، ومن أجل تحقيق هذا الهدف فان موسكو مستعدة للاتفاق مع اللاعبين النافذين في المنطقة وفي الدرجة الأولى مع تركيا التي لها مصالح خاصة في شمال سوريا والقضية الكردية. الانشقاق الإيراني ويهدد تحرك إيران المفاجئ المطالب بعدم دعوة الولايات المتحدة للمباحثات بنسف مباحثات التسوية السورية المرتقبة في أستانا. كما دعا الرئيس حسن روحاني إلى عدم دعوة «بعض الدول» التي حسب وصفه كانت لها مواقف غير بناءة «ودعمت الإرهاب» وتتناقض بيانات كبار المسؤولين في طهران مع خطط روسيا وتركيا، فضلا عن انها كشفت عن مؤشرات حدوث انشقاق في داخل الثلاثي موسكوـ أنقرة ـ طهران، الذي أطلق مبادرة إنعاش التسوية السلمية في سوريا. وعلى حد قول صحيفة «كوميرسانت» الصادرة في موسكو: ان الموقف الإيراني سيعقد مَهمة روسيا الأولى على صعيد سياستها الخارجية والمتمثلة بتسوية النزاع السوري مع الأخذ بالاعتبار مصالح جميع اللاعبين الرئيسيين، وتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية مع استلام دونالد ترامب منصب الرئاسة. وتعقد موسكو الرهان على ان تواجد ممثلي واشنطن من الإدارة الجديدة في مباحثات أستانا، سيكون أول اتصال رسمي يمكن خلاله الشروع بزيادة فعالية مكافحة الإرهاب في سوريا. ووفق تقييم خبير فرع مركز كارنيجي في موسكو الكسي مالاشينكو، فان «موسكو تلقت من طهران نقرة أصبع وليس ضربة، تعيد الأذهان إلى ما يمثله واقع عالم متعدد الأطراف في العالم وفي الشرق الأوسط الذي تتحدث عنه الدبلوماسية الروسية». ويرى مالالشينكو ان إيران تريد بخطوتها هذه ان تظهر بانها غدت منذ زمن بعيد مركز قوة مستقلا وتدعي بقيادة منطقة ذات أهمية استراتيجية وأنها لا تنوي التنازل عنها لأحد بما في ذلك لروسيا. ويرى خبير معهد الاستشراق الروسي فلاديمير سوتنيك ان تحرك طهران يبين مدى هشاشة التحالف بينها وروسيا في النزاع السوري. وحسب تقييمه فان أهداف البلدين على المسار السوري على الأفق البعيد، متباينة بصورة جوهرية. لأن إيران، على حد قوله، على خلاف موسكو تهدف لمواصلة الحرب في سوريا حتى تحقيق النصر النهائي، وان تستخدم لذلك ولحد أقصى، القوة الجوية الروسية والمستشارين الروس. وأضاف: «ولكن لدى موسكو أهدافها وأنها لا تعتزم الحرب في سوريا إلى ما لا نهاية والآن تمعن التفكير بخروج استراتيجي» ولهذا حسب رأي سوتنيك نشأ احتكاك محتوم بين البلدين. ويرى مراقبون ان موقف طهران من مباحثات أستانا أصبح بالنسبة لموسكو مفاجأة غير سارة. وأشار المستعرب الروسي غريغوري كوساتش إلى «ان الجانب الإيراني حقق لنفسه شرط عدم حضور المملكة العربية السعودية أو غيرها من دول الخليج العربية في المباحثات». ويرى كوساتش «إذا لم يحضر ممثلو الإدارة الأمريكية الجديدة مباحثات أستانا، استجابة لمطالب طهران فان العديد من الجماعات المعارضة يمكن ان ترفض المشاركة في عملية التسوية وهذا سيؤدي إلى مأزق وبالتالي اندلاع الأعمال القتالية على نطاق واسع وان هذا التطور لا يتناسب ومصالح روسيا، بالرغم من هدف إيران يكمن بذلك (إطالة الحرب) على الرغم من إيران لن تعلن عن ذلك بصراحة». وثمة قناعات ان الخطة الروسية /التركية للتسوية السلمية المدعومة دوليا والوصول من خلالها إلى التسوية السياسية، هي لحد اليوم الآلية الواقعية الوحيدة القادرة في ظل وضع ملموس وإرادة سياسية على انعاش المباحثات بين القوى المتحاربة والشروع في حل المهام المتعلقة بتنظيم الفترة الانتقالية وتشكيل مؤسسات الحكم، وتهيئة الأجواء لخروج القوى الأجنبية من دول وجماعات، لإستعادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسيادتها. هل تمهد مباحثات أستانا لخروج روسيا الاستراتيجي من المستنقع السوري؟ فالح الحمراني |
إيران في الطريق إلى أستانة: كن وسطاً وإمش جانبا Posted: 21 Jan 2017 02:11 PM PST كان الوفد الإيراني برئاسة حسين جابري أنصاري معاون وزير الخارجية أول الواصلين إلى أستانة عاصمة كازاخستان، وقد أجرى قبل ذلك مفاوضات تنسيق مكثفة مع نظيره السوري فيصل المقداد في طهران، سبقها هو بزيارة إلى دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، ومنها طار إلى بيروت والتقى أمين عام حزب الله حسن نصر الله، فيما كان المنسق للقاء التشاوري لوزراء دفاع إيران وسوريا وروسيا الأميرال علي شمخاني يقوم بزيارة مماثلة إلى دمشق لارسال رسالة إلى كل من يعينه الأمر عن حجم التنسيق بين إيران وسوريا من جهة، وبينهما وروسيا من جهة أخرى على الرغم من كل ما نشر حول تهميش إيران أو وجود خلافات بين الأطراف الثلاثة حول الحل، أو ما سماه البعض بتراجع الدور الإيراني أمام الدور التركي الصاعد في الأزمة السورية. خلاف ام تكتيك؟ وما ساعد في إثارة تلك التكهنات، وهي كما يبدو تساعد في دفع استراتيجية المحور الروسي الإيراني السوري الرامية إلى احتواء الموقف التركي من الأزمة السورية، ودفعه باتجاه القبول بالإطار العام الذي حدده الاجتماع الثلاثي الروسي الإيراني التركي في موسكو في العشرين من كانون الأول/ديسمبر وسقفه القبول ببشار الأسد رئيسا للبلاد في الفترة الانتقالية، والتخلي عن المطالبة برحيله، ورفض إقامة مناطق آمنة أو عازلة داخل الأراضي السورية، هو الاعتراض الإيراني السوري على دعوة روسيا للولايات المتحدة للمشاركة في أستانة. الإيرانيون ومعهم السوريون يرون أن اجتماع أستانة يؤشر على أفول الدور الأمريكي، ولا حاجة إلى إعادته من جديد إلى الواجهة خصوصا وأنه لا يمكن الوثوق بأمريكا استناداً إلى دورها «السلبي» في سوريا كما عبر الجانبان. ويشير تصريح لافت أطلقه الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في هذا الصدد، الى أن طهران ودمشق وموسكو تنسقان بشكل كامل تفاصيل الطريق نحو أستانة لكنهما تركتا لموسكو أن تتصدر المشهد، بينما هما ينسقان من الخلف عندما قال شمخاني بصفته المكلف تنسيق العمل السياسي والأمني والعسكري مع روسيا وسوريا» ليس هناك ما يدعو إلى مشاركة الولايات المتحدة في إدارة المبادرات السياسية في الأزمة السورية، ومن المستبعد أن تلعب دوراً في مفاوضات أستانة» لكنه ترك الباب موارباً بقوله إن بإمكان «الدولة المضيفة» دعوتها «بصفة مراقب»، قائلاً إن إيران «بصفتها الداعم الرئيسي للحكومة السورية الشرعية في مكافحة الإرهاب، ستعلب دوراً ناشطاً في مؤتمر أستانة». فور هذا التصريح قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في منتدى دافوس في سويسرا «نحن نعارض مشاركة أمريكا في اجتماع أستانة» غير أنه تحدث عن رغبة إيرانية لافتة في العمل مع السعودية للمساعدة على إنهاء الصراعات في سوريا واليمن بعد نجاحهما في التعاون بشأن لبنان العام الماضي. وقال ظريف في المنتدى الاقتصادي «لا أرى سببا في أن تكون هناك سياسات عدائية بين إيران والسعودية، حقيقة يمكننا العمل معا لإنهاء الأوضاع المأساوية لشعوب سوريا واليمن والبحرين وغيرها من دول المنطقة». هذا الخلاف «الظاهري» غير القاطع والحاسم حول المشاركة الأمريكية، مكّن الروس من التقدم إلى الامام لاقناع تركيا لتتصدر هي أيضاً المشهد في الجهة المقابلة، وتتحدث كممثل عن باقي أطراف الصراع الاقليميين في سوريا، ويؤدي ذلك بالتالي إلى إشراك جماعات مسلحة ترفض الدور الإيراني، وتنظر إليه من زاوية طائفية مثل «جيش الإسلام» الذي قدم قائده محمد علوش ليتولى في النهاية رئاسة وفد الفصائل المسلحة «المعارضة»، وما يسميه البعض بقلب الطاولة على المعارضة السورية أو حتى إيجاد «ثورة» داخل صفوف «الثورة» السورية التي كانت رافضة من الأساس مبدأ الجلوس وجهاً لوجه مع «النظام» والاعتراف به، وبالرئيس بشار. وفي هذا الواقع يمكن أيضا وضع تصريح ميتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين، الذي قال «إن موقف إيران يسهم في تعقيد مسألة مشاركة الإدارة الأمريكية في مفاوضات أستانة حول سوريا، وهذه المسألة غاية في الأهمية، في إطار لعبة حذرة للغاية». لتفتح أكثر الذراع الروسية لاحتواء ما يمكن من لاعبين يدعمون في نهاية المطاف الحل السياسي والمفاوضات الحاسمة التي ستتبع «أستانة». وبدا لافتاً أن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي سارع من جهته بعد تصريح بيسكوف، إلى الإعلان لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن التنسيق مستمر بين البلدان الثلاثة إيران وروسيا وسوريا، وشدد على أن هذه البلدان تستطيع أن تعزز النتائج التي تحققت نتيجة التشاور فيما بينها خلال اجتماع أستانة. واعتبر رياباكوف أن الاجتماع سيبحث الأزمة السورية بعد عدة سنوات من اراقة الدماء، ونوه إلى أن البلدان الثلاثة ستبحث الخطوات التالية بعد أستانة لحل الأزمة السورية. وأشار رياباكوف إلى الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 وقال إنه انعكس بشكل ايجابي على أوضاع المنطقة ومن بينها الأزمة السورية، مضيفا ً»إن الجمهورية الإسلامية لم تستفد لوحدها من هذا الاتفاق وانما استفادت منه كافة الأطراف والمنطقة». من جانبه تطرق ميخائيل بوغدانوف مساعد وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشرق الأوسط إلى دور التنسيق بين إيران وروسيا في تسوية الأزمة السورية، وفيما أكد تحقيق انجازات كبيرة على صعيد محاربة الإرهاب في سوريا شدد على أن مكافحة الإرهاب ستستمر. وفي البين يمكن القول ايضا إن الرفض الإيراني وحتى السوري للمشاركة الأمريكية الذي هو بالتنسيق مع الشريك الروسي، لا يستند إلى أساس فيما يتعلق بعدم وجود ثقة بالعهود والوعود الأمريكية، لأن أداء واشنطن «السلبي» في سوريا تم في عهد الإدارة الأمريكية الراحلة بعد مجيء رئيس جديد «مفتون» كما تعبر أوساط إيرانية بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويسعى إلى التعاون معه لحل الأزمة السورية دون التدخل العسكري، وبعيداً عن دعم الفصائل المسلحة. ومع بداية تفكيك الرئيس دونالد ترامب بعض ما أنجزته الإدارة الأمريكية السابقة بالتوقيع فور تسلمه مقاليد الرئاسة على أول مرسوم له وكان ضد قانون الرعاية الصحية (أوباما كير) الذي يعد من أهم إنجازات الإدارة السابقة، يرى فريق من الإيرانيين أن مشاركة واشنطن في أستانة ستكون أكثر من ضرورية مهما كانت صفتها، لعلها تفتح الطريق إلى لقاءات ثنائية إيرانية أمريكية على الهامش، تخفف من حدة التوتر والاحتقان الذي تبشر به واشنطن مع طهران في العهد الأمريكي الجديد. وبما أن ترامب لم يظهر خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه بالرئاسة موقفاُ معارضا للمشاركة الإيرانية في محادثات السلام حول سوريا، فان المعارضة الإيرانية للمشاركة الأمريكية في أستانة، توضع في خانة التنسيق مع الحليفين الروسي والسوري، وتنسجم مع الخطاب الإيراني العام «الملتزم» بشعارات الثورة، واستخدامها ورقة سياسية في التفاوض لتحقيق مكاسب في مجالات أخرى أهمها الاتفاق النووي، واستمرار عقوبات أمريكية مفروضة على إيران وغيرهما. النووي في أستانة مشتركات عديدة تجمع ترامب بإيران منها محاربة الإرهاب والتطرف الإسلامي، وأن الرئيس الأمريكي الجديد يعارض إسقاط الأنظمة عبر «ثورات الربيع العربي» ما يعني أنه لن يقدم على عمل ضد نظام الأسد حليف إيران، ولن يقدم على عمل عسكري ضد إيران نفسها لتغيير نظامها أو يدعم عملاً ضدها. ويعتقد فريق في طهران أن المشاركة الأمريكية في أستانة، حتى إن جاءت بصفة مراقب، يمكنها أن تفتح أفقاً جديدا للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وقد تقوم موسكو أو سلطنة عمان بدور مشابه لما قامت به مسقط عندما كسرت الجمود في المفاوضات النووية وسهلت للإيرانيين الاجتماع بالأمريكيين وجهاً لوجه قبل أن تنطلق مفاوضات جدية أنهت الخلاف حول برنامج إيران النووي بطريقة سلمية. ويرى فريق من الإيرانيين الداعمين لسياسات الرئيس حسن روحاني نحو الانفتاح أن رفض طهران المشاركة الأمريكية تهيمن عليها المخاوف من احتمال أن يلغي ترامب الاتفاق النووي، إضافة إلى أن الحكومة التي سيقودها ترامب لا تنظر بايجابية إلى الدور الإيراني في عموم المنطقة، ومخاوف من الاستمرار في سياسة فرض العقوبات عليها. المياه وبوابة الاقتصاد ومهما يكن من أمر فقد استطاعت إيران فرض نفسها لاعبا أساسياً من خلال وجودها في الميدان على الأرض وهي اليوم تساهم قبل غيرها في التحضير لمرحلة ما بعد الحرب، إذ تم في الأيام الماضية إبرام عدة اتفاقيات اقتصادية هامة، منها تشغيل الخلوي، وإيجاد ميناء نفطي إيراني على الساحل السوري وغيرها، ويدها على الزناد فيما لو فشل اجتماع أستانة في تثبيت وقف إطلاق النار! إيران في الطريق إلى أستانة: كن وسطاً وإمش جانبا نجاح محمد علي |
اختبار مبكر لنوايا إدارة ترامب في الشأن السوري: محادثات أستانا خطوة أولى لتعزيز العلاقات الأمريكية ـ الروسية Posted: 21 Jan 2017 02:11 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»:اختارت روسيا، في خطوة تدعو للسخرية، تسليم الإدارة الأمريكية رسالة دعوة لحضور محادثات السلام السورية في أستانا في كازاخستان في يوم العمل الأخير للرئيس السابق باراك أوباما، كما تشير الطريقة التي تمت فيها توجيه الدعوة إلى نوع من الازدراء السياسي حيث احيلت الدعوة من خلال السفارة الأمريكية في موسكو وليست عبر القنوات الدبلوماسية الروتينية مثل مقر وزارة الخارجية في واشنطن. السلوك الروسي كان يأخذ في عين الاعتبار ان يكون قرار مشاركة الولايات المتحدة في محادثات أستانا ليس من ضمن اختصاص إدارة الرئيس السابق باراك أوباما اضافة إلى منح الرئيس الجديد دونالد ترامب فرصة منح قرار المشاركة في خطوة قد تشكل بداية نحو الانخراط مع روسيا، حيث هاتف سيرغي كيسلياك، السفير الروسي في واشنطن، مستشار الأمن القومي لإدارة ترامب في يوم 28 كانون الأول/ديسمبر الماضي ليبلغه الدعوة لحضور اجتماعات أستانا، وستعني مشاركة واشنطن البدء في أول اتصال رسمي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإدارة ترامب. وحرصت موسكو على الحفاظ على مرونة في شكل محادثات أستانا لتتناسب مع مستوى مشاركة الولايات المتحدة، وألمح المتحدث باسم وزارة الخارجية في موسكو إلى أمكانية احداث تغييرات في مواعيد المحادثات، أما إيران التي أعلنت معارضتها لمشاركة واشنطن في دعاية تستهدف المجتمع المحلي فهي لا تمانع في واقع الأمر من مشاركة واشنطن وفقا لأقوال العديد من المحللين لكي تعرض نفسها كقوة إقليمية مسؤولة على مرأى ومسمع خبراء ترامب. وتشير الأدلة إلى ان المحادثات ستكون جوهرية حيث استمر وقف اطلاق النار إلى حد كبير بعد اتفاق لم تشارك فيه واشنطن، ومن البنود الأساسية لجدول أعمال أستانا توطيد وقف اطلاق النار في جميع أنحاء سوريا اضافة إلى صياغة دستور جديد واجراء استفتاء وانتخابات، والدلائل تشير، أيضا، إلى درجة عالية من التعاون والتنسيق بين المخابرات التركية والروسية في التخطيط الاستراتيجي لمحادثات أستانا بدون مشاركة من وكالات الاستخبارات الأمريكية التي تلعب دورا هاما في تضاريس المعارضة السورية. روسيا تشعر بارتياح بالغ لتغير الموقف التركي بشأن سوريا ما يفسر استعدادها لتقديم الدعم الجوي للعمليات العسكرية التركية في شمال سوريا كما يقول المحلل بي كي بهادراكمار مضيفا ان هناك سعادة في موسكو لتباعد المواقف التركية عن مواقف الإدارة الأمريكية بشأن سوريا، اما الاستنتاج الهام الذى خرج به بهادراكمار وعدد غير قليل من المحللين هو ان موسكو تعلق آمالا كبيرة على إدارة ترامب للتراجع عن سياسات أوباما، وبدلا من ذلك، الدخول في تعاون فعال في قضايا أخرى مثل حل الصراع الدموي في سوريا أو مكافحة الإرهاب في البلاد. اجتماعات أستانا جاءت بعد محاولات فاشلة لمدة عام على الأقل من إدارة أوباما وروسيا لتنفيذ وقف لاطلاق النار وبدء محادثات السلام في سوريا، وقد اتهمت واشنطن وموسكو بعضهما البعض بتخريب هذا الجهد، وبدأت موسكو عملية جديدة تهدف إلى اظهار دور قيادي خاص في المسائل الإقليمية والدولية. ودعا ترامب في مناسبات عدة لزيادة التعاون مع روسيا في عدد من المجالات منتقدا الإدارة السابقة زاعما بانها ضيعت الكثير من الفرص بسبب القيادة الضعيفة، ووفقا للمعلومات المتوفرة في الأيام المعدودة القليلة الماضية من عهد ترامب فقد انحصرت الاتصالات حتى الآن على مهاتفات لمناقشة محادثات كازاخستان وكما قيل فان المحادثات كانت ايجابية وبسيطة وواضحة. قضية تعاون إدارة ترامب وحكومة بوتين مع الأطراف الأخرى مثل تركيا وإيران في الشأن السوري ليست بسيطة كما تبدو الامور للوهلة الأولى، إذ انتقد ترامب مرارا إيران التي تقدم دعما عسكريا إلى جانب روسيا لنظام الأسد ضد قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة ولكنه في الوقت نفسه دعا إلى التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب في سوريا وقال ان الاطاحة بالأسد ليست مصلحة أساسية للولايات المتحدة. ومن جانب آخر، ورغم التنسيق الثنائي التركي الروسي حول المحادثات إلا ان انقرة أكدت على دعوة الولايات المتحدة وقالت انه لا يمكن تجاهل دور الولايات المتحدة واشارت إلى انها اتفقت مع موسكو على ذلك. وقال ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكية، أثناء جلسة استماع لتأكيد ترشيحه بان روسيا وسوريا وتركيا وإيران تعملان على فرض شروط اللعبة في سوريا في غياب المشاركة الأمريكية داعيا إلى زيادة مشاركة الولايات المتحدة في الصراع كما حذر من ان التعاون مع إيران في سوريا سيتعارض مع المصالح الأمريكية. وأعرب ترامب وبوتين عن اعجابهما ببعض، وقالت موسكو مرارا ان نهج ترامب مختلف عن أوباما ويوحى بانه لا يستخدم «المعايير المزدوجة» في اشارة إلى ان إدارة أوباما كانت تحاول تحقيق أهداف سياسية من خلال الحرب ضد الإرهاب وانها استخدمت تنظيم «الدولة» سرا في محاولة للإطاحة بالأسد، وفي الواقع، هناك اعتقاد بين أوساط الخبراء بان نجاح أي محادثات بين إدارة ترامب وموسكو في الشأن السوري قد يكون بداية لاجراء مفاوضات عالية المستوى في قضايا حساسة وخطرة أخرى مثل قضية العقوبات والأسلحة النووية وبرامج الدفاع والعودة إلى الاستقرار الاستراتيجي. ووفقا للعديد من المنصات الإعلامية فان إدارة ترامب درست الدعوة الرسمية لحضور محادثات تسوية الأزمة السورية ولكنها تشعر بانها بحاجة إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى رؤية كاملة وواضحة بشأن كيفية حل الأزمة. وفي الواقع، فان إدارة ترامب مضطرة في أيامها الأولى للتعامل مع الأزمة السورية كاول مشكلة في السياسة الخارجية، وهي ليست فقط مشكلة عالمية بل، فرصة لإدارة ترامب لتوضيح موقفها من السياسة الدولية وقدرتها على حل الصراعات المعقدة، وإذا لم يتم تحقيق أي هدف في أستانا فان محادثات جنيف ستعقد في غضون أسبوعين ولا مفر من التدخل. اختبار مبكر لنوايا إدارة ترامب في الشأن السوري: محادثات أستانا خطوة أولى لتعزيز العلاقات الأمريكية ـ الروسية رائد صالحة |
خفض التوقعات الروسية من طبخة أستانة Posted: 21 Jan 2017 02:11 PM PST هدنات عديدة أفشلها المحور الإيراني في سوريا بشأن الصراع على وادي بردى. وحزب الله يرسل تعزيزات إلى دير الزور في محاولة لإنقاذ بقايا قوات النظام في المدينة المهددة بسيطرة «داعش». في حين تقوم المقاتلات الروسية والتركية بعملية مشتركة ضد «داعش» في مدينة الباب، ويصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قائلاً إنه لولا التدخل العسكري الروسي في سوريا، لسقطت دمشق في غضون أسبوعين أو ثلاثة، وتضرب إسرائيل مطار المزة العسكري. لم يعد الصراع على «التركة السورية» بين روسيا وإيران خفياً، بل إن الوقائع المذكورة أعلاه تشير إلى تحوله إلى صراع مكشوف على السلطة في دمشق، ليس بين النظام والمعارضة، بل بين الدولتين الوصيتين على الأول، بعد انسحاب طوعي لما كان يسمى بـ»أصدقاء الشعب السوري» بدءا بالأمريكيين، مروراً بالأوروبيين، وصولاً إلى المنظومة الخليجية. في حين بقيت تركيا وحدها في الميدان، فتفاهمت مع موسكو على حصتها الصغيرة من التركة، مقابل شراكتها في تسوية سياسية محتملة أرادتها روسيا، بعد انتصارها على حلب. غير أن الصراع الروسي ـ الإيراني على ما تركته لهما إدارة أوباما الراحلة، بعد تهميش الأوروبيين والخليجيين عن الصراع في سوريا وعليها، خفض من التوقعات الروسية الطموحة التي علقتها على اجتماع أستانة، بعد سريان وقف إطلاق النار في الثلاثين من كانون الأول/ديسمبر الماضي. وهكذا تحول الاجتماع من منصة للبحث عن تسوية سياسية، إلى اجتماع لتثبيت وقف إطلاق النار، وفرضت إيران نفسها، من خلال هجومها الذي لم يتوقف على وادي بردى، شريكاً في الاجتماع الذي كان من المفترض أن يتم برعاية روسية ـ تركية فقط. فلم يبق أمام روسيا سوى الاستنجاد بالولايات المتحدة، من خلال دعوة إدارة دونالد ترامب إلى المشاركة في الاجتماع على رغم الرفض الإيراني المعلن. وبذلك، أي بمشاركة الإيرانيين المؤكدة والأمريكيين المحتملة، يمكن القول إن روسيا فشلت، مؤقتاً، فيما أرادته من اجتماع أستانة، ومن غير المتوقع أن ينجح الاجتماع حتى في تثبيت وقف النار نفسه، بالنظر إلى تركيبة وفدي النظام والمعارضة المعلنين إلى الآن: وفد دبلوماسي برئاسة بشار الجعفري (هذا على فرض أن المذكور «دبلوماسي» فعلاً)، مقابل وفد «عسكري» برئاسة الناطق باسم جيش الإسلام محمد علوش، على فرض أن ممثلي الفصائل المسلحة هم عسكريون. وإذا كانت التوقعات المبكرة بشأن اجتماع أستانة أنها ستختلف عن حوار الطرشان الذي وسم اجتماعات جنيف المتتالية، فتدخل في مناقشة أمور جوهرية، فتوقعات اليوم هي أنها ستكرر عرض بذاءات الجعفري الذي شهدته قاعات جنيف سابقاً، بما أنه، عملياً، سيمثل إيران في الاجتماع، لا تابعه السوري الذي يتلقى الضغوط الروسية على مضض: فقد مرر الضربة الإسرائيلية الأخيرة بصمت أكثر حتى من الضربات السابقة، في حين تجاهل تماماً إهانة لافروف الذي تحدث عن سقوط دمشق لولا التدخل الروسي، وقال التابع إنه «مستعد لمناقشة كل شيء» في اجتماع أستانة. هل يمكن القول إن روسيا باتت في ورطة أمام التحدي الإيراني الذي لن يسمح بتمرير صفقة روسية ـ تركية، مدعومة بقرار مجلس الأمن الأخير، على حسابه؟ من المحتمل أن يؤدي التمييع الإيراني المتوقع لاجتماع أستانة، إلى عودة جميع الأطراف الفاعلة إلى جنيف لاستئناف جولات المفاوضات السابقة، تحت إشراف الأمم المتحدة ممثلة بستيفان دي ميستورا الذي دعا إليها فعلاً، وحدد الثامن من شهر شباط/فبراير موعداً أولياً لانعقادها، بعدما كان توقف تماماً عن تحديد المواعيد منذ الربيع الماضي. وذلك ما يعيد الأمور إلى المربع الأول، ولكن في ظل شروط مختلفة عن تلك التي كانت سائدة في الجولة السابقة. ولعل أول المتغيرات المهمة هو قدوم إدارة أمريكية جديدة، ما زالت سياستها السورية غير معروفة، وقد لا تكفي الفترة القصيرة المتبقية على الموعد الذي حدده دي ميستورا لبلورتها. ولكن ثمة نقطتين معروفتين، لهما علاقة مباشرة بالموضوع السوري، هما الموقف الإيجابي من روسيا، والعدائي تجاه إيران. وربما هذا ما شجع تركيا على طرح خروج الميليشيات الأجنبية من سوريا، وأبرزها حزب الله الإيراني في لبنان، الأمر الذي من المحتمل أن يلاقي تجاوباً روسياً أيضاً، بالنظر إلى صمت موسكو على الاعتداء الإسرائيلي على مطار المزة، بل وتصريح مسؤول روسي من الصف الثاني (نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الدوما) بصدد «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد منظمات إرهابية موجودة على الأراضي السورية». المتغير الثاني هو سيطرة الميليشيات الشيعية المساندة للنظام على شرق حلب. هذه السيطرة التي بدت، للوهلة الأولى، ربحاً صافياً للنظام وحلفائه، وخسارة صافية للمعارضة بمستوييها العسكري والسياسي، تحولت إلى مشكلة وعبء، بالنسبة للأول، حين اعتبرتها موسكو الختام المظفر لتدخلها العسكري في سوريا، وأرادت تثميره مباشرةً في انتصار سياسي عبر مؤتمر أستانة. في حين أرادها النظام وظهيره الإيراني بداية استعادة مختلف المناطق التي ما زالت خارج سيطرتهما. بكلمات أخرى: تفارق طريقا روسيا من جهة، وإيران وتابعه السوري من جهة أخرى، بعد معركة حلب، روسيا من الحرب إلى التسوية السياسية، والطرف الثاني إلى مزيد من الحرب حتى سحق العدو تماماً. فإذا امتنع هذا، بسبب التحول الروسي المعزز بتفاهمات مع تركيا، فإيران تريد لمفاوضات أستانة أن تعكس، على الأقل، نتيجة انتصار حلب، أو إفشال أي تسوية لا ترضيها. المتغير الثالث هو بداية التعاون العسكري الروسي ـ التركي في معركة الباب. ويشكل هذا التعاون سابقة مثيرة واستفزازية لطرفين: فبوصفه أول تعاون عسكري عملاني بين روسيا ودولة عضو في حلف شمال الأطلسي، يشكل تحدياً للولايات المتحدة وحلفائها الأطلسيين، من الأتراك أولاً ومن روسيا ثانياً. لا نعرف، إلى الآن، كيف يمكن للأطلسي أن يتعاطى مع هذا التحول، لكن المؤشرات الأولى متناقضة. فمن جهة رفع الحلف من جهوزيته الحربية في البحر الأسود (العصا في وجه روسيا) ومن جهة أخرى شنت الطائرات الأمريكية ضربات ضد مواقع «داعش» في الباب، بعد امتناع طويل منذ بداية عملية «درع الفرات» التركية في 24 آب/اغسطس 2016 (وهذه جزرة ممدودة لأنقرة). وإن كان التطوران المذكوران قد تما قبل انتقال السلطة في واشنطن إلى إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب. أما الطرف الثاني الذي يثير التعاون العسكري التركي ـ الروسي، فهو بالطبع إيران التي ما زالت تعتبر العملية التركية اعتداء غير مقبول على السيادة السورية! إضافة إلى استيائها من التفاهمات السياسية الروسية ـ التركية عموماً. المتغير الثالث يتعلق بعودة تنظيم «الدولة» إلى التوسع، من بعد فترة من الانكماش، على حساب النظام في كل من تدمر، بالتزامن مع انتصار النظام على حلب الشرقية، ودير الزور، في فترة الإعداد لمؤتمر أستانة. هذا المتغير يعزز من الموقف الروسي في وجه شريكها الإيراني وتابعه السوري، من حيث كشفه لتهافت قوات النظام وعدم قدرته على تحقيق أي انتصارات، بما في ذلك انتصار حلب الذي تراه روسيا انتصاراً صافياً لها. ولتكريس هذا التفرد في تسجيله لصالحها، زجت موسكو بقوات من الشرطة العسكرية الروسية (من الشيشانيين) لضبط الأمن في شرق حلب، وثمة توقعات بإرسال مزيد من القوات الروسية، ربما تمهيداً للتحرر من «الفضل الإيراني» المتمثل في الميليشيات الشيعية التي شكلت القوة الضاربة على الأرض تحت المظلة الجوية الروسية. أخيراً، هناك عودة، وإن كانت خجولة، للدور الأوروبي في سوريا، من خلال الوساطة الألمانية لتحقيق آخر «هدنة» في وادي بردى. صحيح أن النظام وحزب الله لم يحترما الهدنات المتتابعة، في هذه المنطقة، ولو لساعة واحدة، لكن يبدو أن ألمانيا، ومن ورائها أوروبا، أرادت التأكيد على رفضها للتهميش التام عن مساعي حل الصراع السوري، سواء من خلال التفرد الأمريكي ـ الروسي، بين شباط/فبراير وأيلول/سبتمبر 2016، أو التفرد الروسي ـ التركي، منذ معركة حلب. خاصةً وأن أوروبا هي التي تعاني من موجات اللاجئين، وهي التي تدفع رشوة المليارات الثلاثة لتركيا لكي تمنع هذه تدفقهم، وهي المرشحة أيضاً للمساهمة بالقسط الأكبر من إعادة بناء ما دمره النظام خلال سنوات الحرب، في حال توصلت القوى الفاعلة إلى فرض تسوية سياسية تنهي الحرب. الخلاصة أن مؤتمر أستانة الذي عملت روسيا بكل طاقتها العسكرية والدبلوماسية على توفير أسباب نجاحه في تحقيق اختراق سياسي من شأنه أن يشكل الجائزة الكبرى على تدخلها العسكري في سوريا، سيكون على الأرجح «طبخة بحص» بلا نتائج، بسبب تصاعد التنافر الروسي ـ الإيراني على سوريا. خفض التوقعات الروسية من طبخة أستانة بكر صدقي |
مؤتمر أستانة: وهم الحل وتضخم طموحات بوتين وفرصة ترامب Posted: 21 Jan 2017 02:10 PM PST في 23 كانون الثاني (يناير) ستستضيف أستانة عاصمة قازخستان مؤتمرا ترعاه كل من روسيا وتركيا وتشارك فيه المعارضة السورية إلى جانب وفد النظام السوري. وتهدف موسكو تحديدا من هذا المؤتمر تثبيت وقف إطلاق الذي توصلت بمساعدة من تركيا وتعبيد الطريق أمام حل للأزمة السورية التي مضى عليها ستة أعوام وتركت أثارها التدميرية على البلاد وزعزعت استقرار الدول الجارة وصدرت اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي بحيث فككت كيانه وقادت إلى خروج بريطانيا منه في استفتاء حزيران (يونيو) 2016. ولا يختلف المؤتمر في توليفته من ناحية المدعوين والمشاركين إلا بكون الولايات المتحدة باتت طرفا مدعوا (ضيفا) وليست لاعبا رئيسيا كما في محادثات جنيف الأولى والثانية. والداعي لهذا هو انشغال واشنطن بعملية الانتقال السياسي من إدارة باراك أوباما لإدارة دونالد ترامب والآخر هو تراجع النفوذ الأمريكي في الحرب السورية لتركيزها على ملف مكافحة تنظيم «الدولة» وترددها بدعم حلفائها المعارضين لنظام بشار الأسد وتحولها طرفا في النزاع بدعم قوات حماية الشعب الكردية. وكانت معركة حلب الأخيرة والتي خرج فيها مقاتلو المعارضة من معقلهم القوي مؤشرا على تسيد روسيا الملف السوري فيما وقفت أمريكا متفرجة. وهو ما يشي به اعتراف وزير الخارجية في الإدارة السابقة جون كيري. ففي مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» (19/1/2017) واستعرض فيه إنجازات وإخفاقات إدارة رئيسه أوباما قال فيه إن تعامل المجتمع الدولي مع سوريا سيظل محلا للجدل. واعترف أنه لم يستطع إقناع البيت الأبيض بتبني سياسة متشددة تجاه النظام السوري. وقال إن الإدارة درست كل الخيارات من إرسال قوات كبيرة إلى نشر عناصر من قوات العمليات الخاصة ووازنت بين ما يمكن تحقيقه عبر التدخل العسكري وتورط طويل الأمد في سوريا. وقال إنه لا يعتبر نفسه من دعاة السلمية وأنه قاتل شابا في حرب فيتنام التي علمته أن على صناع القرار قبل لجوئهم للحرب استخدام كل ما لديهم من قوة لتحقيق أهدافها بطرق أخرى، أي الطرق الدبلوماسية. روسيا الطامحة وما لم يقله كيري أن صناع القرار مطالبون بحرف ميزان الحرب وخلق الظروف لنجاح الدبلوماسية وإلا ظلت محاولاتهم تمارين في مجال العلاقات العامة. وهذا ما فهمته روسيا، فقد استغلت التردد الأمريكي وتدخلت عسكريا في نهاية إيلول (سبتمبر) 2015 واستطاعت بعد عام ونصف تقريبا تغيير مسار الحرب وأنقذت نظام الأسد واستطاعت عبر المسرح السوري الذي باتت تسيطر عليه استعراض قوتها وتوسيع مدى طموحاتها في المنطقة. وترى صحيفة «فايننشال تايمز» (19/1/2017) أن اجتماعات أستانة لا تعني أن الأطراف المشاركة فيها ستتفق على حل سلمي بل على العكس تظل فرص التوصل إلى تسوية ضئيلة. وما يدفع روسيا لرعاية مؤتمر في بلد موال لها هو رغبتها بإرسال رسالة عن عودتها كلاعب رئيسي في شؤون الشرق الأوسط. وقالت إن المسؤولين الروس يشعرون بالنشوة لمجرد توجيههم دعوة للإدارة الأمريكية الجديدة للمشاركة في مؤتمر هم رعاته والتفاوض على ساحة أصبحوا هم أسيادها. وناقشت الصحيفة أن الطموحات الروسية هي أبعد من أن تظل منحصرة في سوريا. ونقلت عن سفير روسي سابق قوله «فشلت سياسة أوباما في الشرق الأوسط فدخلنا». ويقول نيكولاي كوزانوف، المحاضر في الجامعة الأوروبية بسانت بطرسبرغ إن الدور الذي لعبته موسكو في حلب والإنجازات العسكرية فيها أثارت شهية المسؤولين الروس للعب أدوار أخرى. وقال إن الكرملين «يعتبر سوريا وسيلة (للتأثير الإقليمي) لا هدفا بحد ذاتها». ويتفق محللون على أن السياسة الروسية الخارجية لم تعد ترد على الأحداث بقدر ما تقوم بتشيكلها عبر التدخل في النزاعات المحلية كما هو باد من مساعدة الرئيس فلاديمير بوتين للجنرال الليبي خليفة حفتر. ولا ينفصم النشاط الروسي في المنطقة عن المصالح الاقتصادية والعسكرية، فموسكو ترغب في بيع أسلحتها لدول أخرى غير زبائنها التقليديين مثل إيران وسوريا ومصر. وتريد أيضا الاستفادة من مشاريع النفط والغاز في المنطقة. وفي الوقت الحالي حققت روسيا ما تريده من أهداف في سوريا وهي تأمين النظام وحماية قاعدتها البحرية في طرطوس وإنشاء قاعدة جوية في اللاذقية. وهي تسيطر على نصف الساحل السوري لدرجة جعلت الكثير من السوريين يعتقدون أن روسيا تتحكم ببلادهم. مشاركة أمريكا وعلى العموم يعرف بوتين أن دوره في المنطقة مشروط بالتعاون مع الولايات المتحدة. ولهذا عقد آمالا كبيرة على وصول ترامب إلى البيت الأبيض والرسائل الإيجابية التي تلقاها من الرئيس الجديد. إلا أن المسؤولين الروس لا يتوقعون الكثير في ضوء التصريحات المتناقضة من الرئيس الجديد كما نقل موقع بلومبيرغ (19/1/2017) عن عدد من المحللين الروس. وربما كانت أستانة فرصة للتعاون بين البلدين. وكما ناقش ديفيد بولوك بمقال على موقع معهد واشنطن (19/1/2017) فمؤتمر أستانة قد يكون «النصر الأول لسياسة ترامب الخارجية» وقال إن إدارة الرئيس الجديد لم ترد على الدعوة التي وجهت لها للمشاركة فيه «لكن عليه (ترامب) أن ينتهز الفرصة للعمل مع روسيا وآخرين لحل المشكلة السورية التي استعصت على إدارة أوباما». ويقول إن الإدارة الجديدة قد لا تتمكن من المساهمة بشكل جدي في اجتماعات أستانة إلا أن أمامها فرصة للمشاركة في مؤتمر جنيف المقبل في الثامن من شباط (فبراير) المقبل. ولا يرى الكاتب أي ضرر من تعاون الإدارة الجديدة مع روسيا خاصة أن نهج الإدارة السابقة كان يقوم على التعاون معها. وكانت النتيجة دائما الفشل باستثناء الإتفاق على تفكيك سلاح سوريا الكيميائي عام 2013 بعد استخدامه ضد المدنيين في الغوطة الشرقية. ويربط الكاتب التعاون هذا بشرط أن يكون مساعدا على تحقيق الأهداف الأمريكية وهي القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية بدلا من منح الروس الوقت للحفاظ على نظام الأسد. وفهم الكاتب أن ترامب ربما اتخذ هذا المسار في ضوء مقابلته مع صحيفة «التايمز» (16/1/2017) والتي اقترح فيها اتفاقا بشأن العقوبات المفروضةعلى روسيا مقابل اتفاق للحد من الأسلحة النووية. وتحدث فيها أيضا عن الوضع الإنساني المريع في سوريا. وما دام الأمر يتعلق بسوريا يقترح الكاتب أن تذهب الإدارة الجديدة للتأكيد على ثلاثة ملفات: دعم وقف إطلاق النار وضمان وصول الإغاثة الإنسانية العاجلة والإصرار على حماية المناطق المتبقية في يد المعارضة المعتدلة نسبيا خاصة في محافظة إدلب في الشمال ومحافظة درعا في الجنوب. بعد هذا يجب أن يكون هدف ترامب التعاون لضرب تنظيم الدولة والقاعدة والسيطرة على معقل «الخلافة» في الرقة. وقد يؤدي التعاون مع الروس والمقاتلين من الجيش الحر والأكراد إلى تقليل فرص الاشتباك بين أصدقاء أمريكا في الحرب وهم الأتراك والأكراد. ويرى بولوك أن الولايات المتحدة قد تقوم بالمطالبة بالتمييز بين الجهات الشرعية الفاعلة في سوريا وتمييزها عن الإيرانيين وحزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى بشكل يدعو لخروجها في النهاية من سوريا. ويعتقد الكاتب أن هناك ما يدفع روسيا للقبول بالمطالب الأمريكية خاصة أنها ستحصل على ثمن يتمثل بالغاء العقوبات التي فرضت عليها بعد التدخل في أوكرانيا عام 2014. وقد يمثل مسرح أستانة فرصة لتوافق الولايات المتحدة وروسيا للتعاون بل ودفع الأطراف الخارجية ذات المصلحة في سوريا لتنازلات لكنه لن يحل التحديات الأخرى التي تواجه البلاد، فالنظام الذي يؤكد على أنه يرغب باستعادة كل البلاد ليس بقدرته فعل هذا. وهل ستوافق إيران التي تقوم بعمليات تهجير وإنشاء منطقة خالية من السنة تربط ما بين دمشق والقلمون لتأمين مصالح حزب الله؟ وفي السياق ستجد تركيا نفسها مدفوعة لمواصلة الحرب لمنع الأكراد من إقامة كيان لهم على مناطقها. وهناك مشاكل إعمار البلاد والجيل الضائع بسبب الحرب واللاجئين. ولهذا السبب يعتقد الكثير منهم أن العودة إلى البلاد ليست قريبة. لن نعود ففي تقرير لنيكولاس بلانفورد في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» (17/1/2017) قال فيه إن محادثات أستانة قد تعبد الطريق أمام توافق على الحل إلا أنها لن تقرر مصير 11 مليون لاجئ سوري. وبالنسبة للكثيرين فالعودة إلى بلد دمرته الحرب ويحكمه بشار الأسد تظل خيارا غير جذاب. أما للذين فقدوا بيوتهم وابتعدوا عن بلادهم منذ أكثر من ثلاث سنوات فالعودة مستحيلة ويبحثون والحالة هذه عن أوطان جديدة للهجرة إليها. ويقول مرتضى خلف (32 عاما) «سوريا لوح زجاج مهمشم ولا يمكن إصلاحه والإنقسامات الطائفية عميقة وأرغب بالهجرة إلى بريطانيا». ويعمل خلف الذي يحمل شهادة القانون من جامعة حلب «شاويشا» على تجمع للاجئين أقيم وسط المزارع في سهل البقاع. وحتى لو حقق مؤتمر أستانة تقدما فلا يتوقع اللاجئون في مخيم 006 الذي أقيم قرب بلدة تعنايل في البقاع أي شيء منه «لا نتوقع سلاما» كما يقول خلف. وجاء اللاجئون في المخيم من حلب والقصير والرقة ويحصل كل واحد منهم شهريا على كوبونات من الأمم المتحدة بقيمة 27 دولارا بالإضافة لدخل إضافي يحصلون عليه من العمل في مزارع البلدة. ورغم الأوضاع القاسية التي يواجهونها وقرب المخيم من حدود بلادهم إلا أن الكثير من السوريين في لبنان تخلو عن حلم العودة ووجهوا نظرهم باتجاه الغرب على أمل الحصول على ملجأ آمن فيه. وانضم عدد من اللاجئين السوريين لموجات المهاجرين الذين تدفقوا في العامين الماضيين على أوروبا بحثا عن حياة جديدة. وحتى من يحمل حلما بالعودة يرى أن تحقيقه صعب المراد. فقد أجبر خلف على ترك بلدته القصير في حزيران (يونيو) 2013 عندما دخلها حزب الله وتحولت منذ ذلك الوقت لقاعدة عسكرية للحزب. وفي شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 نظم فيها استعراضا عسكريا. وقال «لا أعتقد أنني سأعود. فالنظام يقوم بتطهير عرقي ولا يريد عودتنا». مؤتمر أستانة: وهم الحل وتضخم طموحات بوتين وفرصة ترامب إبراهيم درويش |
الدكتور حسن نافعة لـ «القدس العربي»: مصر في انتظار احتمالين أما ثورة جياع أو حركة تصحيح يقودها الجيش Posted: 21 Jan 2017 02:10 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: ندرة هم اولئك الكتاب والمثقفون الذين حرصوا على التطعيم من ذلك «الفيروس» الذي يجعل من المثقف أو السياسي مجرد «فراشة» ذات أجنحة ملونة أمام السلطة. المئات تساقطوا تباعاً أملاً في ذهب المعز أو خوفاً من سيفه منذ فجر ثورة تموز (يوليو) 1952، وحتى بزوغ فجر ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) وما بعدها من زمن الإخوان وانتهاء بعهد السيسي الذي شهد تحولاً غير مسبوق بالنسبة للكثير من الرموز الثقافية والسياسية. وعند محاولة عمل احصائية لأولئك الناجين من براثن الغواية طيلة العقود الاربعة الماضية يقفز في التو اسم حسن نافعة، ذلك الأكاديمي والمفكر البارز الذي ظل يحتفظ لنفسه بفضيلة الحياد والثبات في زمن التحولات الكبرى خاصة في زمن ما بعد ثورة يناير. واجه نافعة في زمن مبارك الكثير من المتاعب وعندما رحل الدكتاتور وجاء الإخوان لم يكن مريحاً بالنسبة لهم وإن ظلوا يحترمونه وعرضوا عليه عضوية البرلمان لكنه رفض أن يكون الثمن هو الانضمام لحزبهم حتى ولو كان شكليا ولاستيفاء الأوراق كما زعموا في ذلك الوقت. وفي زمن السيسي واجه من أدوات الحصار والعزلة ما لم يتعرض له سوى عدد قليل للغاية من الكتاب والأكاديميين. لكل ذلك ولقيمته العلمية وخبراته في الحقل السياسي وفي لحظة تبدو فيها مصر على اتساع مساحتها بمثابة لغز كبير كان لابد من الحوار مع المفكر «المستبعد» ومن الطبيعي ان يدور الحوار حول الحاضر والمستقبل والاستبداد قبل يناير 2011 وما بعده، وحقبة الإخوان وزمن السيسي وتشرذم المعارضة وصدمة الجماهير في السلطة الراهنة التي لم توفر للناس لا الغذاء ولا الدواء ولا الحرية. وإلى التفاصيل: ○ هل تذكرك الأيام التي تعيشها مصر الآن بفترات سابقة تشابهت خلالها الظروف والأقدار؟ • لا أميل لهذا النوع من المقارنات بشكل عام، وإن كان من المؤكد ان ما نعيشه في المرحلة الراهنة يجعل الذاكرة تستدعي سنوات ما قبل يناير 2011 حينما كان الغضب ضد مبارك ونظامه قد بلغ مداه، فمن المؤكد أن هناك رفضا متصاعدا للنظام الذي يحكم مصر الآن مثلما كان عليه الحال في المرحلة الأخيرة من أيام الديكتاتور المخلوع، غير ان الفرق بين ما تعيشه البلاد اليوم وما عاشته قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير يتلخص في عدم وجود اجماع كامل على رفض النظام الذي يحكم البلاد الآن، كما ان تيار الشباب الذي اشعل الميادين أيام الثورة وقبلها وبعدها ليس موجوداً الآن على النحو الذي كان قائما. وحين يعثر المجتمع على تلك «اللبنة» المفقودة ستتشابه الظروف بشكل أكبر. يضاف إلى ذلك لا يوجد حاليا سياج يجمع بين التيارات المعارضة للنظام الحالي مثلما كان عليه الحال قبل أعوام من حصول مبارك على شهادة من القدر بالخروج شبه الآمن. وربما تتذكر أن حركة «كفاية» حين ولدت جمعت بين دفتيها رموزا لقوى عديدة متباينة سياسيا وأيديولوجيا لكنها توحدت جميعها ضد نظام مبارك ورفعت شعار «لا للتمديد لا للتوريث» وأصبحت أداة قادرة على تحدي الخوف ومواجهة نظام قوي متمترس وراء آلة قمعية باطشة، كما يغيب الآن تماماً عن الأجواء ذلك المشهد الذي جسدته في ذلك الوقت حيوية المجتمع المدني وتشكلت من رحمه الجمعية الوطنية للتغيير وقبلها الحملة المصرية ضد التوريث وقبلهما حركة 6 ابريل. في تلك الأجواء كانت قوى المجتمع المدني مستعدة لتصديق الشعار الذي رفعته جماعة الإخوان وولد ليكون جامعاً وليس طاردا «مشاركة لا مغالبة» كل تلك الأجواء التي تشكلت من خلالها قوى المجتمعين السياسي والمدني في أواخر زمن مبارك باتت الآن نسياً منسياً. ○ هل يمكن استعادة تلك الأجواء وذلك المناخ من جديد؟ • هذا سؤال مفتوح باتساع الافق، وحلم أراه ما زال متعثراً وأظن أنه يصعب تقديم إجابة واضحة أو قاطعة عليه الآن. لكنه ليس بالحلم المستحيل على أي حال، وتحقيقه يتوقف على امرين: الأول، استمرار النظام الراهن في ارتكاب المزيد من الأخطاء التي تجلب عليه المزيد من العزلة الشعبية. ودعني هنا أؤكد لك ان سلوك النظام الراهن هو الذي سيخلق شكل التغيير القادم. فالنظام الحالي لا يختلف كثيرا عن نظام مبارك لكنهما يختلفان رغم ذلك في أمور كثيرة. فلا يوجد الآن مشروع لتوريث السلطة، لكن لدى السيسي في الوقت نفسه إصرار على الإمعان في توريط الجيش إلى الدرجة التي تهدد بحدوث فجوة ثقة بين الشعب وجيش كان الشعب وما يزال ينظر إليه باعتباره مؤسسة وطنية عظيمة وصمام أمان للمجتمع. السيسي يعتقد أنه يستطيع توظيف القدرات الاقتصادية للجيش في حل المشكلة السياسية، وهذا وهم كبير لأن حل المشكلة السياسية هو الذي سيؤدي إلى حل المشكلة الاقتصادية وليس العكس. الجيش قد يتدخل مؤقتا لإعادة التوازن المفقود إلى الحياة السياسية في لحظة اختلال، أم أن يتحول الجيش إلى أداة لإدارة المجتمع، فهذا منزلق خطير. ○ ما أبرز ملامح الخطر فيما يجري؟ • أبرز ملامح الخطر فيما يجري هو أن الظاهرة الإرهابية مرشحة للتفاقم في ظل السياسات المتبعة حاليا، وليس العكس. فالدولة تدار بالأجهزة الأمنية وفي غياب السياسة والثقافة والفكر ومناخ الحريات والعدالة الاجتماعية التي يعد وجودها شرطا ضروريا لضمان فاعلية استراتيجية أو سياسات مكافحة الإرهاب. حين تصبح الأجهزة الأمنية هي وحدها المتحكمة في إدارة شؤون الدولة والمجتمع، وتصبح العقلية الأمنية هي التي توجه دفة السياسة تموت كل المؤسسات وتحتضر القوى الحية في المجتمع ويعزف القادرون على العطاء عن المشاركة في العمل العام، هذا ان أبقت منهم الأجهزة الأمنية شيئا لأنها تفضل أن تراهم في السجون والمعتقلات على أن تراهم يشاركون في صنع القرار. النظم الفردية التي يتحكم في إدارتها شخص واحد كلها تدار بواسطة أجهزة الأمن، وتعتمد على السمع والطاعة وليس على النقاش الحر واتخاذ القرار بعد دراسة أفضل البدائل. وحين تدار كل الملفات من خلال الأجهزة وبالعقلية الأمنية فتأكد أنك لن تعثر على الحل الصحيح لأي مشكلة، اقتصادية كانت أم اجتماعية أم سياسية. ويجب أن نضع في أذهاننا دائما أن الفرق كبير جدا بين مكافحة الإرهاب ومكافحة الإرهابيين أو التنظيمات الإرهابية. فإذا كانت مكافحة الإرهابيين تتطلب وجود أجهزة أمنية قوية، وهذا أمر ضروري لأن من يحمل السلاح ضد الدولة لا يمكن أن يواجه إلا بالسلاح، إلا أن مكافحة الإرهاب تحتاج إلى سياسات تؤدي إلى تدمير معامل ومصانع تفريخ وإعادة إنتاج الإرهاب. وبلورة مثل هذه السياسات يحتاج إلى مؤسسات سياسية واقتصادية واجتماعية قوية، وأقصد بالمؤسسات ليس فقط المؤسسات الرسمية التي تمارس السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ولكن مؤسسات المجتمع المدني التي تقوم بأدوار حيوية لا تستطيع المؤسسات الرسمية أن تقوم بها. ○ هل نعيش لحظة انسداد سياسي؟ • نعم فحتى الآن لا يوجد أي أفق للتغيير، لكن بعد 6 أشهر من الآن ستبدأ عجلة الاستعداد للانتخابات الرئاسية في الدوران، وعندها لابد من حدوث حالة من الحراك السياسي حول من سيرشح نفسه وهل سيكون السيسي أو أي من الأسماء القديمة من بين المرشحين، أم ستطرح اسماء جديدة. أجواء الانتخابات الرئاسية المقبلة هي التي ستحرك المياه السياسية الراكدة، وعندها ستهب على البلاد عاصفة لن يستطيع النظام حصارها عبر الوسائل التي يستلهم معظمها من أدبيات دولة مبارك الأمنية. ○ هل سيمتد العمر السياسي للسيسي ليناهز عمر مبارك؟ • لا يوجد نظام حكم فردي أو ديكتاتوري في العالم لديه رؤية عن عدد السنوات التي يستطيع أن يقضيها في السلطة. النظم الديمقراطية هي وحدها التي تسمح بتداول حقيقي للسلطة وتحدد مدة الحاكم في الدساتير، وتختار الحاكم عبر انتخابات تتسم بالنزاهة والشفافية. أما في النظم الديكتاتورية فكل حاكم يريد البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة، ولا يردعه سوى الموت طوعا، بانقضاء الأجل، أو كرها، بالاغتيال أو بالانقلابات والثورات. المشكلة بالنسبة للحاكم الفرد تتعلق بالقدرة على البقاء في السلطة وليس بالرغبة فيها. لذا فالسؤال الأهم بالنسبة للسيسي هل يستطيع البقاء في السلطة أم لا وإلى متى؟ وهذا سؤال لا يستطيع أحد تقديم اجابة حاسمة ودقيقة عنه، فالأمر يتوقف بالطبع ليس فقط على أدائه هو وإنما على أداء قوى المعارضة وقدرتها على تحدي النظام الحاكم عبر صناديق الاقتراع أو في الميادين. ○ أي النظامين أقوى نظام مبارك أم السيسي؟ • نظام السيسي أضعف من نظام مبارك كثيراً وأقل كفاءة، لكنه أشد شراسة بكثير. السيسي بدأ حكمه متدثراً بحاضنة شعبية لا أحد يستطيع ان ينكرها، وتدريجياً بدأ يحدث انفصال بينه وبين تلك الحاضنة. وقد اثبتت تجارب السنوات الثلاث الأولى من عمر النظام الحالي انه معدوم الكفاءة، وفاقد للرؤية، ومتناقض في توجهاته. ومع ذلك فما زال هناك من يرى انه أفضل من نظام الإخوان، وما زال قادرا على استخدام فزاعة الإخوان من أجل البقاء في موقعه، وبوسعه أن يستخدم فزاعات أخرى كثيرة، كالأوضاع المأساوية التي يعيشها السوريون والليبيون والعراقيون واليمنيون، والتي لا يمل من تذكير الشعب المصري بها، وتذكيره أيضا بنعمة الأمن التي يعيش في كنفه، ولولاه للاقى الشعب المصري المصير والمتاعب نفسها. ○ ما هو المتوقع حال استمرار حالة التأزم السياسي التي نمر بها الآن وتفاقم الأوضاع الاقتصادية؟ • البديل مخيف جداً ولا يخرج عن أثنين، الأول: ثورة جياع تأكل الأخضر واليابس أو ثورة غضب غير مأمونة العواقب أيضاً، في غياب عقل سياسي يقودها، وهو أمر تفتقده الحياة السياسية في مصر تماما هذه الأيام. والبديل الثاني: حركة تصحيح من داخل الجيش نفسه، وفي الحالتين تبدو النتائج غير مضمونة. ○ رهان النظام على عزوف المصريين عن الخروج مجدداً إلى الميادين والندم على ما جرى لمبارك وبعده هل مأمون العواقب؟ • لا ليس مأمون العواقب بأي حال، وحينما يجد الناس انه لا حل للحصول على احتياجاتهم اللازمة للبقاء على قيد الحياة فليس بوسع قوة ان تحول دون خروجهم غاضبين وهو الامر الذي يمثل تهديدا للنظام وإنما للدولة وربما للمجتمع أيضا، فثورة الغضب أو ثورة الجياع حال اندلاعها لن يخرج منها طرف رابح الكل خاسر سلطة وشعباً وقوى وطنية. فالهياج الجماهيري المدفوع بالغضب أو بالرغبة في الانتقام أو بالجوع لن يأتي سوى بالخراب على الجميع. ○ هل تعتقد ان دوائر السلطة العليا متمثلة في القوات المسلحة تستشعر تلك المخاطر؟ • اعتقد ان المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدرك خطورة الأزمات التي يعاني منها الشعب في الوقت الراهن وهو بالفعل يمثل مؤسسة وطنية لا نشكك في ولائها لشعبها وبالتالي من الطبيعي ان يكون رجال المؤسسة قلقين من تنامي مشاعر الغضب واعتقد انهم حال وقوع نذر لثورة شعبية سيهرعون للتعاطي مع التهديدات كما فعلوا غداة الخامس والعشرين من يناير. ○ إذا هل يقدم الجيش على الضغط على السيسي كي لا يرشح نفسه مجدداً أو خلعه كما فعل مع مبارك؟ • إذا وصلت الأوضاع إلى الدرجة التي تهدد باندلاع ثورة جياع في البلاد وتأزمت الأمور أكثر، فمن الطبيعي ان تقوم القوات المسلحة بدعوة الرئيس ألا يصر على ترشيح نفسه أو تكرر الاجراء ذاته الذي اتبعته مع مبارك فهي لن تسمح بسقوط مصر في دوامة من الفوضى مهما كان الثمن. ○ كيف تنظر لملف الحريات الإعلامية في زمن السيسي؟ • الحريات الإعلامية ليست وحدها التي تواجه حصاراً مخيفاً وإنما كل أنواع الحريات محاصرة في مصر. وهذا الحصار لا يجوز ولا يليق بشعب أذهل العالم بثورتين متعاقبتين كانت المطالب الخاصة بالحرية في مقدمة الشعارات التي رفعها. أكثر من ذلك أظن ملف حقوق الإنسان بشكل عام مزري وشديد القتامة. دعني اخبرك انني عاصرت كل من حكم مصر منذ ثورة يوليو 1953: عبد الناصر والسادات ومبارك وطنطاوي مرسي وعدلي منصور واخيراً السيسي، لكني لم أر ابدا نظاما يشبه النظام الحالي في شراسته وفي رغبته في التنكيل والانتقام من معارضيه وممن يختلفون معه في سياساته. فحتى في زمن عبد الناصر الذي كانوا يطلقون عليه زمن «زوار الفجر» لم يكن ابداً بقسوة نظام السيسي ومن المؤسف حقاً ان ينال التنكيل والاقصاء حتى اولئك الذين وقفوا معه في صدارة المشهد في 30 يونيو. انه أمر مؤسف ويبعث على الحزن والألم ان تجد شباب الثورة وآلاف المعتقلين في غياهب السجون وان يتم التنكيل بأصحاب الرأي وبمن يختلفون معه على النحو الذي نرى فضلاً على التصفيات الجسدية التي تحدث والتعذيب في مقرات الاحتجاز أو في السجون. وعندما أجد أشخاصا مرضى وطاعنين في السن، من أمثال الأستاذ مهدي عاكف مرشد الإخوان السابق أو المستشار الخضيري، نائب رئيس محكمة النقض الأسبق يعاملون بهذه الطريقة، أشعر ليس فقط بالحزن وإنما بالخجل أيضا. فهذا لا يليق أبدا بمصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير كما لا يليق بنظام قال انه جاء بتفويض شعبي بينما ينفض عنه كل يوم المزيد ممن منحوه ثقتهم يوما ما. ○ انت أحد الذين تعرضوا للإقصاء فهل تشعر بالأسف لأنك كنت في صدارة المشهد؟ • أهم ما كان يهمني طوال مشواري أن أرى الوطن يتقدم إلى الأمام. فأنا لا أعتبر نفسي ناشطاً أو زعيماً سياسياً ولن اكون كذلك للنهاية يكفيني ان اقول رأيي بدون ان اتزلف لحاكم أو مسؤول ورغم تعرضي للاستبعاد في الفترة الراهنة فأنا لست نادماً على أي موقف سياسي اتخذته من قبل. ولو قدر لي استئناف مشواري من البداية لاتخذت المواقف نفسها التي اتخذتها في كل مرحلة والتي كان لها ما يبررها في حدود اجتهادي الخاص، وهو اجتهاد قد يكون صحيحا أو خاطئا من وجهة نظر الآخرين. أما فيما يتعلق بي فإنني مرتاح الضمير تماما، ولم أتخذ أي موقف يتناقض مع قناعاتي وكل ما أتمناه أن أرى بلادي تنهض وتقف على رجليها من جديد وعلى استعداد للمساعدة في أي وقت وليس لي أي مطمح شخصي. ○ وهل تحقق ما كنت تصبو إليه؟ • ابداً فمصر تستحق أفضل بكثير مما هي فيه. وقد ضحى كثيرون من أجل أن ينال البلد الأكبر والأهم في العالم العربي حريته. ومن المؤسف حقاً أننا لم ننجز حتى الآن أي من الأهداف التي من أجلها خرجت الجماهير وخاضت نضالاً مريرا ضد الظلم والقهر والاستبداد ونهب ثروات الشعوب. ○ الحديث عن أهمية اقدام الإخوان على عمل مراجعات لا ينتهي لماذا؟ • بالطبع هذا المطلب عليه شبه توافق وطني، فلقد ارتكبت الجماعة أخطاء كبرى، وينبغي إن هي ظلت حريصة على التواجد في الساحة السياسية ان تقوم بتلك المراجعات السياسية والفكرية، فلقد كانت الجماعة احد أهم أسباب الشقاق الصف الوطني وما حدث للمجتمع من استقطاب، غير ان الإنصاف يقضي الاعتراف بأن الإخوان وإن كانوا يتحملون القسط الأكبر من المسؤولية عما جرى، إلا إن كافة القوى الوطنية تتحمل نصيبا من المسؤولية ومن ثم فعليها ان تقوم بمراجعات مماثلة وأن يستخلص الجميع الدروس الصحيحة إن أردوا أن يفتحوا صفحة جديدة في تاريخ الوطن. ○ علام يعتذرون تحديداً؟ • بالنسبة للإخوان عليهم ان يقوموا بعمل مراجعات لمواقفهم لاستخلاص الدروس والعبر من نتائج إصرارهم على الانفراد بالقرار وتهميش شركاء الثورة والاستحواذ والهيمنة على مقاليد الأمور، وهي التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن. لقد رحبت القوى الوطنية غداة ثور يناير بالإخوان شريكاً وطنياً، وصدقوهم حين رفعوا شعار مشاركة لا مغالبة، لكن الجماهير اكتشفت فيما بعد أنه كان شعارا قصد به الخداع والتضليل. ○ من عليه الاعتذار والمراجعة في موقفه أيضاً؟ • كل من تولى السلطة بعد ثورة يناير عليه ان يراجع نفسه في كل قرار اتخذه لتكميم أفواه المعارضين أو باللجوء لسلاح القمع والانتقام والعداء للمعارضة المدنية وتصفية الجمعيات الأهلية فضلاً عن الجرم الكبير في حق الأغلبية الفقيرة التي بات أفرادها تواجه الفناء. حتى البرادعي اظن أن عليه ان يراجع نفسه والمواقف التي ابعدته عن الجماهير والتي كان أبرزها تعاليه على رفقاء الطريق والميدان وتشكيكه في قدراتهم وتغليبه الشأن الخاص على متطلبات العمل العام وتركه لمصر في لحظات كان يجب عليه البقاء. وكذلك يجب على حمدين الصباحي مراجعة بعض مواقفه السابقة. الكل مطالب بوقفة مع النفس ومع الذات فنحن جميعا مسؤولين عما جرى لمصر، وإن بدرجات متفاوتة. الدكتور حسن نافعة لـ «القدس العربي»: مصر في انتظار احتمالين أما ثورة جياع أو حركة تصحيح يقودها الجيش حسام عبد البصير |
«الأبيض ما بغطّي الاغتصاب» حملة لبنانية لعدم الإفلات من العقاب والدُور الآمنة تحتضن لاجئات سوريات هاربات من الاعتداء الجنسي Posted: 21 Jan 2017 02:10 PM PST بيروت ـ «القدس العربي»: حين تغيب الإحصاءات في مسألة ما، تصبح المعالجة منقوصة. غير أن ثمة مسائل يمكن فهم غياب الإحصاءات الدقيقة حيالها، ولا سيما تلك التي تترك آثارها المجتمعية، مثل الاغتصاب الذي تتعرّض له المرأة في المجتمعات المحافظة، حيث تدفع الضريبة مرتين، الأولى عند تعرّضها لاعتداء جسدي ونفسي ومعنوي، والثانية عند اضطرارها، في غالب الأحيان، لأن تتزوج بالمغتصب من أجل «السترة» إنْ لم يكن الموت قد عاجلها كردة فعل للأهل والعائلة محوا للعار. هي قضية مزمنة ومعقدة ومتعددة الأبعاد والتشعبات، وستأخذ وقتاً طويلاً، ربما أجيالا من أجل معالجة ناجعة للأمراض والظواهر الاجتماعية وتداعياتها. وهذا قد يكون أمراً طبيعياً لارتباط هذه القضايا بمدى قدرة المجتمعات على تجاوز الموروثات وتطوير المفاهيم التي تنطلق منها في حكمها على الأحداث التي قد تواجهها. في لبنان، ثمة تحرّك لافت من قبل منظمات المجتمع المدني تصدياً لقضايا العنف ضد المرأة بكل أشكاله، واللائحة قد تطول، لكن المهم أن هذا التحرّك ليس معزولاً عن توجّه عام لدى دولة تدرك مؤسساتها التنفيدية والتشريعية والرسمية عموماً أن عليها أن تتماشى مع الاتفاقات الدولية التي وقّعت عليها، وإنْ كان هذا العزم الرسمي يتقدّم حيناً ويتراجع حيناً آخر وفق الظروف التي يعيشها لبنان فتحدّد أولوياته، ومدى تأثير ضغوط المنظمات العاملة على تحقيق المساواة والعدالة الجندرية والمجتمع المدني عموماً. فقد شهد لبنان حملات عدّة مِن قبل منظمات المجتمع المدني الناشطة بشكل ملحوظ مع استيعاب البلاد لأكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري والتداعيات الاجتماعية المتأتية عن هذا النزوح. وقد ساهمت المساعدات الدولية بالتصدّي لأزمة النزوح عبر تطوير عمل المنظمات غير الحكومية وتوفير الموارد المالية والدعم من أجل إطلاق برامج وحملات توعية وتقديم الخدمات المباشرة والحماية وتمكين المجموعات المهمّشة من اللاجئين واللاجئات والمجتمعات المضيفة، لا سيما النساء، كما تقوم به منظمة «أبعاد» التي هي مؤسسة مدنية وغير ربحية، تأسست عام 2011 بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا عبر تكريس مبدأي المساواة والعدالة الجندرية. وعمدت منظمة «أبعاد» إلى إطلاق حملة إعلانية واسعة تحت عنوان «الأبيض ما بيغطّي الاغتصاب، ما تلبسونا 522» حيث رافقت الحملة صور دعائية توزّعت على لوحات الإعلانات على الطرقات والمحطات التلفزيونية تُظهِر فتاة تعاني من رضوض يتم إلباسها عنوةً فستاناً أبيض فوق آثار العنف، في إشارة إلى أن الزواج لن يُغطّي جريمة الاغتصاب. ما تلبسونا 522 جذبت الحملة الإعلانية اهتمام الرأي العام اللبناني. والمفاجأة كانت أن واحداً في المئة من اللبنانيين واللبنانيات يعلمون بوجود المادة 522 من قانون العقوبات اللبناني، وفق ما أظهره استطلاع للرأي قامت به «أبعاد» خلال العام 2016، بالتعاون مع مركز «البحوث والاستشارات». فماذا تقول المادة 522 من قانون العقوبات اللبناني؟ إنها مادة تنصّ على أنه «إذا عُـقِـدَ زواج صحيح بين مرتكب إحدى الجرائم الواردة في هذا الفصل ـ فصل الاعتداء على العرض- (الاغتصاب ـ الفحشاء ـ الخطف ـ الإغواء ـ التهتك وخرق حرمة الأماكن الخاصة بالنساء)، وبين المُعتدى عليها، أوقفت الملاحقة، وإذا كان صدر حكم بالقضية عُـلّـق تنفيذ العقاب الذي فُرض عليه. ويعاد إلى الملاحقة أو تنفيذ العقوبة قبل انقضاء ثلاث سنوات على الجنحة وانقضاء خمس سنوات على الجناية، إذا انتهى الزواج إما بطلاق المرأة من دون سبب مشروع أو بالطلاق المحكوم لمصلحة المعتدى عليها». بالطبع، هذا لا يعني أن القانون اللبناني لا يعتبر الاغتصاب جريمة. فهو في المادة 507 من قانون العقوبات ينص على معاقبة كل مَن «أكره آخر بالعنف والتهديد على مكابدة أو إجراء فعل مناف للحشمة» بالأشغال الشاقة مدة لا تنقص عن أربع سنوات، فيما يكون الحدّ الأدنى للعقوبة ست سنوات إذا كان المعتدى عليه لم يُتمّ الخامسة عشرة من عمره. كما تجرّم المادة 503 من قانون العقوبات اللبناني الاغتصاب (غير الزوجي وتعاقبه بالأشغال الشاقة خمس سنوات على الأقل، وما لا يقل عن السبع سنوات إذا كان المعتدى عليه لم يُتمّ الخامسة عشرة من عمره). الضحية تدفع الثمن مرتين المشكلة تنبع من أن المادة 522 تُشكّل، في الواقع، مخرجاً للمُغتصِب حين يُقدِم على فعل اغتصاب، لا بل إن القانون اللبناني ـ عَـبْـرَ هذا المَخرَج ـ يبدو وكأنه يُشرّع هذا الفعل، ما دام يفتح الباب أمام الجاني للإفلات من العقاب. ولعل ما ضمّنه عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية النائب إيلي كيروز من أسباب موجبة في اقتراح القانون الذي قدّمه في تموز/يوليو الماضي لإلغاء المادة 522 يدل على ما كان يدور في خلد المشرّع اللبناني آنذاك، إذ اعتبر كيروز أن المادة 522 جاءت «لتعالج في الواقع مشكلة أهل المُعتدى عليها وعائلتها وعشيرتها من حيث ما يعتبرونه هم مساساً بكرامتهم وشرفهم»، وهنا بيت القصيد: «إن الأهم بالنسبة للمشرّع حين تقع جريمة اغتصاب، هو ستر شرف عائلة الضحية، عبر تزويجها من المعتدي» وذلك رغم إرادتها ومصلحتها. المشرّع هنا يُعبّرعن موروثات المجتمع ورؤيته ومفاهيمه، فلو كانت تلك المفاهيم مختلفة، لما ذهب في هذا الاتجاه. هو شكل من التماهي بين السلطتين السياسية والمجتمعية اللتين تثقل مظلة صون الشرف ومحو العار كاهلهما، بحيث تسقط معه، ليس فقط الاعتبارات المرتبطة بالمرأة المُعتدَى عليها والضرر الذي لحق بها نفسياً وجسدياً، بل الحق العام الذي لا بد من أن يُؤمّن لها الحد الأدنى من العدالة. لا يمكن الجزم بحجم المشكلة، فالأرقام الصادرة عن مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب في قوى الأمن الداخلي، تشير إلى أن هناك ثلاث نساء يُبلغن كل أسبوع عن تعرضهن للعنف الجنسي الذي هو إما اغتصاب أو تحرّش. لكن تلك الأرقام قد لا تكشف حقيقة ما يجري في واقع الحياة، إذ أن كثيراً من النساء، قاصرات أو راشدات، متزوجات أو غير متزوجات، عاملات أو غير عاملات، لا يذهبن إلى مراكز الشرطة إذا تعرّضن للاغتصاب أو التحرّش الجنسي. فهن يفضلن الصمت على «الفضيحة» وعلى إثارة المشاكل العائلية التي تصل في بعض الأحيان إلى حدّ القتل بداعي «تحصيل الشرف» من الجاني، أو «محو العار» من المجني عليها. تحولات في نظرة المجتمع ولكن! مما لا شك فيه أن تلك المقاربة التشريعية التي تعود لعشرات العقود دخلت عليها عوامل عدة آلت إلى إحداث تغييرات حيالها، رغم أن من المبكر الحكم على المدى الذي ستصل إليه. لكن التوقف عند نتائج الإستطلاع يُظهر حصول تحوّلات في نظرة المجتمع، إذ أن نسبة 60٪ ممن شملهم الاستطلاع، من الجنسين، تُطالب بإلغاء المادة 522 و70٪ ترفض مقولة أنها تحفظ شرف المرأة، و73٪ تعتبر أن وجود هذه المادة يُشكّل عنصر ضغط إضافياً على المرأة كي تقبل الزواج بالمُغتصِب، و73٪ ترى أنها تعالج نظرة المجتمع إلى شرف الأهل والعائلة أكثر مما تعالج مشكلة المرأة، و85٪ تجد أنها تمسّ كرامة المرأة التي تعرّضت للاغتصاب، و81٪ ترى أنها تَحرُم المرأة المُعتدى عليها من حقها في العدالة، و84٪ تعتقد أنها تحمي المُغتصِب من الملاحقة والعقاب، والنسبة ذاتها تعتبر أن زواج المغتصب من المرأة يؤدي إلى مشاكل أسرية واجتماعية، و80٪ تجد فيها تجاهلاً لحق المرأة بالتعويض عن الأضرار الجسدية والنفسية والمعنوية. تلك الأرقام المشجعة ليست كافية، لذا جاء تحرّك «أبعاد»، الذي تضفي عليه علياء عواضة سمة الحملة الوطنية، ليُشكّل عامل ضغط متواصل. تقول مسؤولة الحملة في «أبعاد» أن الحملة هي جزء من حراك نسائي بدأ منذ أكثر من أربع سنوات، بهدف الضغط باتجاه إلغاء هذه المادة، والتأكيد أنّ من حق النساء الناجيات من الاغتصاب رفض الزواج من المُغتصِب، من دون أن يوصمن بالعار من المجتمع. والأهم أن الحملة التي امتدت على مدى 16 يوماً، من الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر وحتى العاشر من كانون الأول/ديسمبر الماضي هدفت إلى خلق رأي عام للقضية عبر الفصل ما بين فعل الاغتصاب كجريمة وبين ما يعتبره المجتمع «شرف النساء»، والتأكيد على أنّ إجبار النساء على الزواج من المغتصِب هو عمل قمعي، وأن على الأهل أن يقتنعوا بأنّ تزويج الضحية من المغتصب ليس الحل، وليس «سترة» للنساء، بل إن الاغتصاب جريمة وعلى المجرم أنْ ينال عقابه. وتزامناً مع جلسات لجنة الإدارة والعدل في البرلمان اللبناني لدراسة المادة 522 من ضمن عدد من المواد التي تتعلق بـ»الفصل المتعلق بالاعتداء على العرض»، كانت حملة «أبعاد» تتجلى بمشهدية رمزية لما تجسّده تلك المادة في القانون اللبناني، بحيث اعتصمت الفتيات أمام مدخل البرلمان وهن يرتدين ما يُشبه فستان الزفاف، إنما هو مصنوع من الأقمشة التي تستعمل لتضميد الجراح. مشهدية أريد لها أن ترسل رسالة أخرى مفادها أن مواصلة العمل تُؤتي بالثمار. ففي ذلك اليوم، أقرت اللجنة إلغاء المادة 522، ما شكّل انتصاراً لعمل منظمات حقوقية ومدنية ونشطاء وحركات نسائية ومجتمع مدني. لكن هذا الانتصار لا يزال غير مكتمل. هو في واقع الحال انتصار «في منتصف الطريق»، إذ لا يزال أمامه سلوك الطريق إلى «الهيئة العامة» لإقراره. ولا تزال اللجنة تدرس موادَ أخرى تشكّل استكمالاً للمادة 522، ومنها المادة 503 التي يشكّل فيها الزواج مانعاً يحول دون اعتبار «فعل الاغتصاب» جريمة، والذي يدخل أيضا في سياق مشروع قانون حماية المرأة من العنف الأسري، رغم الاعتقاد بأن هذه المادة ليس من السهل إلغائها، نظراً لأنها ستُواجَه باعتراضات من السلطات الدينية، التي تعتبر أن مسائل الزواج، وما يُحيط به من تفرّعات، تخضع لقوانين الأحوال الشخصية لكل طائفة. اللافت أن تحرّك منظمة «أبعاد» عبر هذه الحملات، بالتعاون مع عدد من الجهات، أو تحرّك غيرها من المنظمات غير الحكومية في ما خص «رفع سن الزواج» أو «منع الإتجار بالبشر» أو «التحرّش الجنسي» ولا سيما في إطار العمل الذي يمارس بفعل النفوذ والسلطة، يستمدّ زخمه وقوته من إيلاء المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الاهتمام بمسألة النزوح السوري وتداعياته على البيئة المضيفة والحاضنة. الملاجئ الآمنة حلول مؤقتة تلك الجمعيات ومنها جمعية «أبعاد» أنشأت ثلاثة دور آمنة بحيث «تستقبل كل الحالات الطارئة لأي امرأة معنّفة، سواء أكانت سورية أم لبنانية قررت كسر دائرة العنف وطلبت الحماية. الجمعية تعمل على إيوائها ومتابعتها وفتح الخيارات أمامها وتمكينها إذا أرادت أن تبدأ حياة جديدة»، تقول مديرة برنامج «الدار الآمنة» جيهان إسعيدي، التي تضيف أن بعض النساء يقضين ما يحتجن من الوقت في هذا «الدار الآمن» إلى حين حل مشكلاتهن. ونظراً إلى أن طالب الحماية يحتاج إلى مكان آمن، فإن أماكن الدار هي سرية ومواقعها مجهولة. والأمر لا يقتصر على «الدور الآمنة»، فهناك أيضاً «المساحات الآمنة» التي هي عبارة عن تسعة مراكز، تضم مساحات مفتوحة ومعروفة المكان، تقصدها طالبة المساعدة بحيث تلتقي مع الأخصائية الاجتماعية وتعود إلى منزلها. وهي «مساحات» تشمل أيضاً نشاطات للسيدات وحلقات توعية وتثقيف، لكنها بالتأكيد لا تُعتبر دوراً آمنة أو ملجأ آمناً. هي محاولات من منظمات غير حكومية تتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية أو الدائرة التي تُعنى بشؤون المرأة، تُنسّق مع المخافر في حالات لجوء المعنّفات إلى تقديم شكاوى وإلى حاجتهن لمكان إيواء يساعد في حماية المرأة من العنف، ولكن هي مساعدة مؤقتة وتعمل على تمكينها إذا أرادت أن تنفصل عن واقعها القديم، ولكن يبقى السؤال: أي واقع جديد ستعيشه تلك الناجية من العنف… وأين… وفي أي بيئة؟ ومَن يضمن أن عائلتها أو مُغتصِبها أو معنّفها، سواء أكان زوجها أم شقيقها أم والدها، لن يصل إليها، لا سيما وأننا في مجتمع صغير، وبالتالي لا تملك برامج الحماية كما هو حال الدول الغربية؟ المشكلة ليست فقط في هذه المادة من القانون أو تلك… إنها مشكلة مجتمعات بأسرها تحتاج إلى إيجاد وسائلها وطرقها من أجل صوغ مفاهيم جديدة والبناء عليها في رؤية منفتحة للمستقبل بتحولاته نحو تحقيق المساواة والعدالة الجندرية، لكن التشريعات المتقدمة قادرة على المساهمة في مسار تطوّر المجتمعات وتشكيل رافعة لها، إذا ما خرجت من عقدة الذكورية القاتلة! «الرجل المعَنِّف» و «عيادة الاستماع» من أهداف «أبعاد» تأمين الحماية من الاستغلال والاعتداء الجنسي. هنا نتكلم عن المرأة، لكنها خطت خطوات إلى الأمام، حين لم تقصُر اهتمامها على المرأة المعنّفة وكيفية حمايتها ومساعدتها وتمكينها لخوض غمار الحياة في المجتمع، بل توجهت ـ انطلاقاً من الإيمان بعملية إشراك الرجل بعملية التغيير ـ إلى إنشاء برامج هي كناية عن «عيادة استماع» إلى الرجل الذي يُعاني من المشاكل والسلوكيات العُنفية، أو يمكن أن يُطوّر سلوكيات عنيفة، بحيث يستطيع الاتصال هاتفياً، ومن دون الإفصاح عن هويته الفعلية، ليعبّر عن مكنوناته ومشاكله حتى يتم العمل على حلها، فضلاً عن إمكانية تطوّر التواصل إلى جلسات، والاشتراك في ورش عمل لـ «إدارة الغضب» وكيفية التعامل مع ضغوطات الحياة. هذه الورش من شأنها أن تخفف الكثير عن كاهل الرجل، وتمنعه من تعنيف المرأة. «الأبيض ما بغطّي الاغتصاب» حملة لبنانية لعدم الإفلات من العقاب والدُور الآمنة تحتضن لاجئات سوريات هاربات من الاعتداء الجنسي رلى موفّق |
الغنوشي يستبعد تداعيات محتملة على الأحزاب الاسلامية بعد تنصيب ترامب رئيسا لأمريكا Posted: 21 Jan 2017 02:10 PM PST تونس- د ب أ- قلل رئيس حركة النهضة الإسلامية، راشد الغنوشي، السبت، من أي تداعيات محتملة على الأحزاب الاسلامية غداة حفل تنصيبه رسميا رئيسا للولايات المحتدة الأمريكية الجمعة. وصرح راشد الغنوشي، السبت، بأنه لا يتعين على الأحزاب الإسلامية الشعور بالخطر مع تولي دونالد ترامب الرئاسة في البيت الأبيض. وقال، في تصريحات، نقلتها وكالة الأنباء التونسية، “من يشعر بالخطر إزاء سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هم الإرهابيون، وليس المسلم الملتزم بدينه والداعي إلى السلم”. وكانت الولايات المتحدة من بين الدول الداعمة للانتقال الديمقراطي في تونس وصعود الاسلاميين إلى الحكم بعد ثورة 2011، كما أشادت بالتوافق بين الاسلاميين والعلمانيين بعد خلافات كادت تلقي بالبلاد في حرب أهلية. وقال رئيس حركة النهضة إن “الإسلام دين معترف به في الولايات المتحدة الأمريكية”، مشيرا إلى أن حفل تنصيب ترامب حضره كل ممثلو الأديان. يذكر أن حزب حركة النهضة الشريك في الائتلاف الحكومي بقيادة حزب حركة نداء تونس، كان أعلن فصل الأنشطة الدعوية عن الحزب في مؤتمره العاشر في أيار/ مايو الماضي والتحول إلى حزب سياسي مدني. |
لاجئون عالقون في الجزر اليونانية يكابدون معاناة مضاعفة بسبب البرد Posted: 21 Jan 2017 02:09 PM PST ركوب البحر عبر قوارب مطاطية لم يمنع الكثيرين من المجازفة بحياتهم من أجل البحث عن حياة كريمة. أعداد كبيرة من اللاجئين صدت بوجوههم أبواب دول عربية شقيقة وجدوا في اليونان ملاذا آمنا ليكملوا الطريق منها إلى الشمال الأوروبي أو هكذا كانت أمانيهم. لكن سرعان ما تبخرت أحلامهم، فالقليل منهم فقط سجلوا على أساس انهم سوريون استطاعوا ان يعبروا اليونان إلى دول أوروبية أخرى تستقبل اللاجئين. لكن الغالبية الكبرى منهم بقوا عالقين لا يعرفون مصيرهم، فحجم المساعدات قليل جدا والمخيمات لا تصلح للعيش الآدمي في أجواء البرد الشديد ويتم استغلالهم ماديا بحجة المساعدة، وتقدم لهم مأكولات منتهية الصلاحية، ناهيك عن عصابات سرقة الأطفال ومقايضتهم بالمال. في العامين الماضيين شهدت اليونان حركة لجوء كثيفة كونها أقرب نقطة حدودية لأوروبا، إذ تواصل القدوم إليها بالآلاف باتجاه جزر بحر ايجة عبر القوارب المطاطية وبترتيب من المهربين، حيث ازدهرت تجارة تهريب البشر التي استنزفت اللاجئين الذين قدموا كل ما يملكون واستدان بعضهم لكنهم وقعوا ضحية مافيات التهريب والغرق إضافة لعصابات خطف الأطفال وبيع أعضائهم واستغلالهم جنسيا. قصص اللجوء المأساوية لا تعد ولا تحصى، فالأمر لم ينته بالنجاة من موت محقق وبعبور البحر إلى البر اليوناني، بل سادت حالة من القلق والخوف وعدم الاستقرار وبدأت تفاعلاتها السلبية تبرز من بعض مظاهر العنصرية من اليمين المتطرف حيال اللاجئين. ردع اللاجئين المهندس مهيار القطامي رئيس اتحاد العمال والشغيلة الفلسطينيين في اليونان وهو يترأس حملة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في اليونان قال لـ«القدس العربي»: «تعاملت الحكومات اليونانية المتعاقبة حتى وصول حزب سيريزا للسلطة بكل الطرق لإعاقة وردع اللاجئين وإغلاق الحدود في وجههم، تلك الحدود التي لم تكن مفتوحة من الجهة اليونانية ولا من بلدان البلقان أيضا. وعند وصول حكومة سيريزا للسلطة، تركت الأمور بدون حل سياسي لمواجهة سيل اللاجئين، لا من ناحية إعداد مراكز ضيافة ولا بنية تحتية تمكنهم من إحصاء عدد اللاجئين ولا رعايتهم، ما أدى لزيادة أعدادهم حيث يصل يوميا الآلاف إلى اليونان، ما اضطر الحكومة لفتح حدودها بإتجاه أوروبا منذ صيف عام 2015 الأمر الذي أدى لمرور مئات الآلاف خلال ستة أشهر ليتجاوز عدد المارين 800 ألف لاجئ، أي ما يشبه الطوفان باتجاه بلدان أوروبا الشمالية، وبالتالي خلقت بما سمي بأزمة اللاجئين نظرا لعدم قدرة اليونان أو حتى دول الشمال على الاستيعاب العاجل. وبناء عليه تم التوصل لاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي لإعادة اللاجئين إليها ومن هناك تجري إعادة توطينهم ولم شمل العائلات. وعليه جرى اغلاق الحدود اليونانية مع جمهورية مقدونيا منذ شهر اذار/مارس الماضي واغلقت مراكز استقبال اللاجئين في الجزر اليونانية التي تحولت إلى مراكز اعتقال إداري تحت اشراف قوات حفظ الحدود الأوروبية (فرونتكس)». وأشار القطامي إلى أن الوضع القانوني يصعب فهمه، واللاجئون يأملون بفتح الحدود من الجانب المقدوني أو اعتماد إجراءات لم الشمل التي يطول أمدها لتصل إلى عام وأكثر، أو عبر الالتحاق ببرنامج إعادة التوطين حسب الحصص المتفق عليها بين البلدان الأوروبية، وعبر تعقيد إداري يجعل العملية مكلفة زمنيا وماديا وغير مضمونة النتائج. ثلاثة آلاف فلسطيني وعن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين كنموذج لمحنة اللاجئين عموما في اليونان يقول القطامي: التقدير اليوم ان لدينا ما يقارب الثلاثة آلاف لاجئ فلسطيني عالقين في اليونان، لم نتمكن من الاتصال بغير عدد ضئيل منهم حيث ان أغلبيتهم قاموا بالتصريح انهم سوريون ليتمكنوا من مواصلة الطريق للشمال الأوروبي. ويتوزع اللاجئون الفلسطينيون في اليونان حسب الفئات التالية: الأولى: وهم مئات من اللاجئين الفلسطينيين العالقين في شمال اليونان يعيشون في أشباه مخيمات فردية وفي ظروف صحية صعبة، على أمل فتح الحدود التي لن تفتح، وان فتحت فحدود الدول في البلقان والنمسا وغيرها تغلق بقرارات بالإضافة إلى شريط حدودي لا يمكن تجاوزه بسبب الأسلاك الشائكة. هذه الفئة من اللاجئين حصلوا سابقا على توثيق وإحصاء من اليونان بأنهم لاجئون لكن إجراءات اللجوء لم تستكمل بل اعطيت فرصة لمدة ستة شهور للمغادرة أو تقديم لجوء سواء لليونان أو لبرنامج إعادة التوطين. هذه الفئة توزعت على عموم مراكز الإقامة في اليونان نتيجة فقدان الأمل بفتح الحدود. الفئة الثانية: هم العالقون الجدد في الجزر وهم بالمئات في معسكرات الحجز التابعة لقوات حرس الحدود الأوروبي، ولم يجر احصائهم وبالتالي لا يمكنهم الانتقال إلى الداخل اليوناني. وهذه الفئة تشمل اللاجئين الأكثر معاناة. فعلى الرغم من احتجاجاتهم التي ترافقت بالعنف وحرق المخيمات إلا ان أزمتهم ما زالت مستمرة ولا توجد أي حلول رغم مطالبة اليونان بنقلهم إلى الداخل اليوناني، وهو ما يواجه برفض أوروبي. الفئة الثالثة: هي التي استطاعت ان تقيم في مراكز الاستيعاب المنتشرة في عموم اليونان، من الشمال حتى الجنوب وهي مراكز تتواجد في معسكرات الجيش المهجورة أو حتى خارج المدن في الخيام، وضمن ظروف قاسية، فلا غذاء ولا رعاية طبية مناسبة. وجزء بسيط من اللاجئين استطاع ترتيب أوضاع لجوئه والأغلبية بانتظار الترتيبات الإدارية. الفئة الرابعة: وهي الفئة التي جرى استقبالها من قبل جمعيات التضامن ومنها اتحادنا «اتحاد العمال والشغيلة الفلسطينيين» ضمن مراكز في الأساس مهيأة للإغاثة العاجلة، من مثل مدارس وفنادق وأماكن عامة مهجورة وتم تأهيلها لاستقبال اللاجئين عبر التبرعات العينية والتطوع الجماهيري. وأوضح القطامي أن الاتحاد مؤسسة رسمية حسب القوانين اليونانية وعملها الرئيسي هو الدعم القانوني للعمال الفلسطينيين المقيمين في اليونان عبر النقابات الرسمية. ومنذ عام 2003 يقوم بدور اجتماعي بحت في دعم اللاجئين في اليونان. ويضيف: لدينا الآن مجموعة برامج للإغاثة العاجلة لمواجهة معضلات لاجئينا في اليونان تجري مناقشتها وتنفيذها عبر لجنة خاصة من اتحادنا ويشارك فيها لاجئون في أكثر من موقع، ويجري تشكيل مركز اللاجئين الفلسطينيين في اليونان برعاية وتنسيق واشراف من اتحاد العمال والشغيلة الفلسطينيين ومنظمات التضامن اليونانية والجميع يعمل بامكانيات تطوعية محدودة ضمن إطار ما يتم التبرع به حيث ستطول اقامتهم حتى ترتيب أوضاعهم مع احتمال تزايد اعدادهم. وطالب بضرورة توفير الحياة الكريمة للاجئين العالقين في اليونان من خلال تزويدهم بالمواد الغذائية الضرورية والأدوية والملابس والأغطية وغيرها للجميع. بالإضافة إلى تأمين الدعم اللوجستي لاستكمال الإجراءات القانونية عبر مركز الاتحاد للتواصل مع الجهات الرسمية ومتابعة تحديد المواعيد ومراجعاتها (الحكومة تطلب من اللاجئ تحديد الموعد عبر السكايب وبأيام محددة للسوريين والعرب) ما يتطلب تزويد مركز الاتحاد بأربعة أجهزة كومبيوتر لمتابعة المهمة. العمل التطوعي والمساندة الإنسانية الجدير بالذكر وحسب مصادر حقوقية يونانية ان المنظمات التطوعية المتضامنة تم استثناؤها من برامج رعاية اللاجئين ولا يجري تمويلها وتم اعتماد بعض المنظمات غير الحكومية الغنية وذات الامتداد الأوروبي والأمريكي للعمل فقط، وجرى اقصاء المنظمات التطوعية بعيدا عن مراكز استقبال اللاجئين الرسمية ومعسكراتها، تحت طائلة الملاحقة القانونية ما أدى إلى تقليص حجم الاسناد اللازم للاجئين وابقائهم تحت رحمة منظمات غير حكومية معتمدة ما ترتب على ذلك من أعمال نهب على حساب إيواء اللاجئين وتوفير الطعام والعلاج لهم. مطالبات وجدد المئات من اللاجئين العالقين في اليونان، مناشدتهم للجهات الحقوقية والأمم المتحدة، العمل على إنهاء مأساتهم وإيجاد حل لمشكلتهم الممتدة منذ أكثر من سنة، كما أشتكى اللاجئون من المعاملة غير الإنسانية التي تنتهجها الحكومة اليونانية نحوهم، حيث أكدوا أن السلطات اليونانية ورغم المناشدات والنداءات التي أطلقوها لا تزال تمتنع عن معالجتهم في مشافيها العامة، وتجبرهم على الذهاب إلى المشافي الخاصة، والتي تشكل عبئا مادياً عليهم نتيجة وضعهم الاقتصادي والمادي المزري. فيما أكد اللاجئون الفلسطينيون في جزيرة كيوس اليونانية على أن السلطات ترتكب أخطاء جسيمة بحقهم، حيث تعاملهم معاملة غير إنسانية وصلت إلى حد الضرب والشتم والإهانة والإذلال، حسب قولهم. مسؤول أوروبي ينتقد أوضاع اللاجئين في مخيمات جزيرة «ليسبوس» اليونانية انتقد مسؤول الهجرة والشؤون الداخلية والمواطنة في المفوضية الأوروبية، ديميتريس افراموبولوس، أوضاع اللاجئين في مخيمات جزيرة «ليسبوس» اليونانية في ظل البارد القارس والثلوج الكثيفة. وعقب زيارته لتلك المخيمات، برفقة وزير سياسات الهجرة اليوناني، يانس موزالاس، ورئيس بلدية «ميديللي» سبيروس غالينوس (شرقي اليونان) قال المسؤول الأوروبي في تصريحات لصحافيين «لا يمكن ترك المهاجرين يواجهون البرد دون أن يكون لهم حتى سقف يحميهم، خلال تحديهم ظروف الشتاء القاسية من أجل البقاء على قيد الحياة». وأضاف: «ينبغي إيجاد حل اليوم، وليس غدا أو الأسبوع المقبل، وواثق من أن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق اللاجئين، الممولة من قبل الاتحاد الأوروبي، ستجد أماكن مناسبة لنصب خيم مناسبة لظروف فصل الشتاء، كحل إنساني مؤقتي». ومضى داعيا دول الاتحاد الأوروبي إلى «تسريع خطوات إعادة توطين هؤلاء اللاجئين» مشددا على أن «إدارة أكبر أزمة لجوء شهدها الاتحاد الأوروبي هي مسؤولية مشتركة لأوروبا كلها». وقال افراموبولوس إن «اتفاق إعادة قبول المهاجرين أدت إلى منع وقوع حالات موت مأساوية في البحر». وتوصلت تركيا والاتحاد الأوروبي، في 18 آذار/مارس الماضي، إلى اتفاق يهدف إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، حيث تقوم أنقرة، بموجب الاتفاق الذي بدأ تطـبــيقه في نيسان/أبريل الماضي، باستقبال المهاجرين الواصــلــين إلى جــزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا. وتتخذ أنقرة، وفق الاتفاق، الإجراءات اللازمة لإعادة المهاجرين غير السوريين إلى بلدانهم، بينما يجري إيواء السوريين المعادين في مخيمات داخل تركيا، فضلا عن إرسال لاجئ سوري مسجل لدى أنقرة إلى دول الاتحاد الأوروبي مقابل كل سوري معاد إلى تركيا. وتواجه أوروبا أكبر موجة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية (1939-1945) بعد تضاعف التدفق التقليدي للمهاجرين من افريقيا، بسبب اللاجئين الفارين من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وجنوب آسيا. أطباء بلا حدود تصف وضع اللاجئين بالكارثي في تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود تحدث ٍأطباء عن تجاربهم وما شاهدوه من ظروف غير إنسانية يعيشها اللاجئون حيث هناك آلاف الأشخاص من بينهم أطفال صغار وحوامل ومصابون بصدمات نفسيّة يعيشون في خيام مصنوعة من نايلون رقيق بلا ماء ولا تدفئة ولا كهرباء، وليست لديهم مراتب للنوم عليها، ينامون على الأرض، وهذا على مدى ثمانية أو تسعة أشهر في بعض الحالات. كما وأشارت المنظمة إلى عدم تمكن المتطوعين من الاستجابة لحاجات جميع اللاجئين في الرعاية خلال فصل الشتاء، فهم دائماً مبللون توزّع ملابس جافة عليهم ولكن عندما تُمطر السماء يبدأ كل شيء من الصفر مرة أخرى، يحدث ذلك مراراً في اليوم الواحد، المعسكر كله عبارة عن ثقب موحل، عند هطول الأمطار تنجرف خيام بأكملها مما أدى إلى زيادة الإصابات بالالتهابات الرئوية والتنفسية، يأتي هذا في ظل انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر على مدى أيام، وعلى الرغم من تدخل الحكومة اليونانية بإرسال سفينة تابعة لسلاح البحرية اليونانية إلى بعض الجزر للمساعدة إلا ان الكثير من اللاجئين فضلوا الموت تجمدا على الصعود على متن سفينة حربية خوفاً من أن تعيدهم السلطات اليونانية إلى تركيا. وحمل فلوريان فيستفال المدير التنفيذي لمنظمة «أطباء بلا حدود» في ألمانيا، اتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا المسؤولية عن البؤس الذي يعيشه اللاجئون في اليونان، فبسبب الصفقة هناك أكثر من 15 ألف شخص يعانون من البرد في الجزر اليونانية. لاجئون عالقون في الجزر اليونانية يكابدون معاناة مضاعفة بسبب البرد وجدان الربيعي |
شواهد عمرانية أثرية على ازدهار يافا العثمانية Posted: 21 Jan 2017 02:09 PM PST الناصرة ـ «القدس العربي»: بخلاف كثير من شقيقاتها، بدأت يافا تشهد ازدهارا في نهايات الحكم العثماني وقبل بدء فترة الانتداب البريطاني ولذا تمثل فيها حتى اليوم معالم عمرانية من فترة الحكم التركي صمدت رغم توالي الأيام والهدم والهجران، من أبرزها مسجد حسن بيك، وبرج الساعة، ومسجد المحمودية وسبيل أبو نبوت، ويلقي هذا التقرير الضوء على هذه الرباعية الأثرية كمثال. ووقتها استمدت يافا قوتها الاقتصادية من مرفئها ومن بيارات الحمضيات التي صدرت إلى العالم أشهر وأشهى أنواع البرتقال وما لبثت أن صارت البرتقالة هوية المدينة كما يروي عنها وعن دورها الراحل هشام شرابي في كتابه الممتع «يافا عطر مدينة». حسن بيك: مسجد عثماني في قلب تل أبيب يحرس هوية يافا جامع حسن بيك في مدينة يافا داخل أراضي 48 معلم من معالم صمودها والحفاظ على هويتها الفلسطينية لا سيما بعد هدم حي المنشية القائم فيه في قلب تل أبيب. لا يسع القادم إلى يافا من جهة نهر العوجا وتل أبيب في شمالها إلا أن يمر عن جامع حسن بيك ابن المئة عام وهو قابع في مكانه صامدا كالطود رغم إحاطته غير البريئة بالمباني العالية من كافة الجهات خلا جهة البحر الغربية. وجامع حسن بيك ويلفظ أيضاً حسن بيه أقيم عام 1916 بأمر من الحاكم العثماني ليافا حسن بيك الجابي وقد تمت تسميته على اسمه. وبني الجامع وفق نمط معماري فريد، حيث تم استعمال الحجر الجيري الأبيض بدلاً من الحجر الأصفر المتعارف عليه في أبنية تلك المنطقة منذ القدم. وطراز البناء عثماني، وهو ذو قبة واحدة ومنارة واحدة أيضا. وتشكل منارته الاسطوانية المضلعة تضادا مع قاعة المصلين المربعة. وتتميز جدران المسجد بثقوب مزينة بنوافذ زجاجية ملونة جميلة، كما يحتوي المسجد على مئذنة شاهقة الارتفاع وأيضًا قاعة للصلاة مربعة. ومنذ تسليم المسجد إلى المسلمين، تعرض إلى العديد من الهجمات على أيدي المتطرفين اليهود، ففي عام 2001 وقعت عملية تفجير قتل على إثرها 21 إسرائيليًا، ما أوقد الحقد لدى اليمينيين الصهاينة، فوضعوا أقدامهم داخل وخارج المسجد وحاصروه من كل جانب، وقاموا برشقه بالصخور والزجاجات الحارقة، وصاحبت هذه الاعتداءات دعوات متطرفة للانتقام من العرب، ما أدى إلى هدم نوافذ المسجد وتدمير وحرق محتوياته الداخلية، وتطور الغضب إلى مواجهات في فلسطين. ويوضح المؤرخ بروفسور مصطفى كبها لـ «القدس العربي» أنه قبل نكبة 1948 كان مسجد حسن بيك أعلى الأبنية في حي المنشية الواقع شرقاً منه. وعند احتلال هذا الحي في 1948 من قبل منظمتي الإيتسيل والليحي الإرهابيتين، جرى اقتراف الفظائع ضد المدافعين عنه وقد تم هدمه وإزالته عن وجه الأرض، وفقا للضابط السابق في وحدة الأرغون الإرهابية، التي احتلت يافا عام 1948 يوسف نحمياس، الذي قال في مذكراته، إنه تعهد ورجاله بهدم مسجد حسن بيك فور الاستيلاء عليه، ويتابع: بعد احتلال البلدة كنا على استعداد لتفجيره، ولكن جاء اعتراض صارم من قبل قائده، رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، مناحيم بيغن، وقال: إن القيادة الإسرائيلية تخوفت من أن ينظر إلى الدولة العبرية التي تسعى للتأسيس، أمام العالم على أنها تعمل على تدنيس أماكن المسلمين المقدسة. وبعد فترة وجيزة من تسليم المسجد للمسلمين، انهارت مئذنة الجامع بين عشية وضحاها، ووصف الانهيار رسميًا في التحقيقات بأنه حادث من قبل متطرفين يهود، وكان التخريب المتعمد من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة، أو من قبل المحاربين القدامى من عام 1948 الرافضين للسلام مع العرب والفلسطينيين، ومع ذلك أعاد سكان يافا من العرب الفلسطينيين بناء المئذنة، حيث منحت حكومات الأردن والسعودية أموالا للقائمين على إدارة المسجد لإعادة ترميمه. حذاء رئيس البلدية ويرى المؤرخ البروفسور مصطفى كبها انه بعد النكبة تعرض المسجد إلى اعتداءات ومحاولات رسمية أيضا لهدمه بحجة التطوير، كان أكثرها جدية في العام 1981 لكن هبة أهل يافا وبمساعدة أوساط شعبية أنقذته وتم ترميم ما تصدع من أجزائه. ويستذكر كبها محاولات متكررة لتحويل المسجد لمتجر كبير ويقول إنه نجا بفضل تدخل مؤرخ إسرائيلي هو سفير إسرائيل سابقا في تركيا د. تسفي بيلغ، الذي أدرك القيمة التاريخية للمسجد فاعتصم أمامه عدة أيام. ويقول كبها إن بيلغ بادر لاحقا لاستدعاء رئيس بلدية تل أبيب ـ يافا وقتها شلومو لاهط لزيارة المسجد وإطلاعه على أهميته. ولما خرج منه رئيس البلدية وجد أن حذاءه قد سرق فأصيب هو ومرافقوه بالحرج وعندها سارع أحدهم لشراء حذاء جديد لرئيس البلدية فانتعله وغادر. بعد ساعة رن هاتف لاهط في مكتبه وعلى الخط الثاني سمع من يقول: «إذا أوجعتك سرقة حذائك فلك أن تتخيل وجع العرب الناجم عن سرقة مسجدهم بعد احتلال مدينتهم». وكان هذا صوت نجل تسفي بيلغ الذي هاتف الرئيس بناء على اتفاق مع مسبق مع والده المؤرخ اليهودي على سرقة حذائه لإيصال رسالة مباشرة له، وفعلا نجا المسجد من تزوير هويته. ولكن ذلك لم يسعف المسجد من اعتداءات جمة تعرض لها في الأعوام 2000 و2001 و2004 و2007 و2008. وقد أمطر مرة بالحجارة ومرات بالزجاجات الحارقة التي نجحت إحداها بحرق أجزاء منه. كنيسة القديس بطرس ومن المعالم التاريخية العريقة في يافا كنيسة القديس بطرس القلعة وهي كنيسة للكاثوليك الفرانسيسكان وتمتاز بإطلالتها على البحر الأبيض المتوسط. يعود تاريخ بنائها إلى الفترة العثمانية وتحديدا عام 1654 وذلك تخليدا للقديس بطرس، إلا أنها تعرضت للتدمير مرتين خلال القرن الثامن عشر أي خلال حكم العثمانيين فتم ترميمها والبناء الحالي يعود لعام 1888 وإن أحدث ترميم على التصميم كان في عام 1903. وتعتبر من أهم الكنائس ليس في يافا وحسب إنما في فلسطين كلها وذلك بسبب زيارة القديس بطرس الرسول خليفة يسوع المسيح لهذا المكان وبقائه ثلاثة أيّام عند شخص يُدعى سمعان الدبّاغ وفق المعتقدات المسيحية. وحسب هذه التقاليد فإنه أثناء بقائه في الموقع ظهر له ملاك الرب ثلاث مرّات وخلاله طلب من بطرس أن يأكل من لحوم جميع الحيوانات الدابّة التي خلقها الله ولكن رؤية القديس بطرس كانت متحفظة بسبب الشريعة اليهوديّة التي سار حسبها جميع تلاميذ المسيح آنذاك. رفض بطرس ثلاث مرّات من أكل لحم «دنس» ولكن في المرة الثالثة قال له ملاك الرب: «ما يحلّله الله لا يدنّسه الإنسان». ومن هنا ابتدأت عقلية القديس بطرس في التحول نحو طريق المسيحيّة الجديدة التي كشفت له أسرارا جديدة في الإيمان والرسالة المسيحيّة. مسجد المحمودية جامع المحمودية أو مسجد يافا الكبير معلم أثري يعود للحقبة العثمانية في فلسطين. يقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، في البلدة القديمة قريبا من برج الساعة وهي الأخرى معلم عثماني وواحدة من مكونات الهوية المعمارية المشهدية للمدينة. وتم الانتهاء من تشييد المحمودية عام 1812 ويتكون من طابقين وهو على طراز عثماني، ذو قباب ست ومنارة واحدة. ويمتاز بضخامته وسبيل ماء يعرف بسبيل المحمودية أو سبيل ماء سليمان باشا وهو من أجمل السبل التاريخية في البلاد والمنطقة. المحمودية الذي نجا من الهدم يواجه منذ سنوات عمليات حصار متواصلة ببناء عمارات شاهقة من حوله تطمسه بالتدريج أخطرها مشروع روسلان السكني المتاخم وفندق القشلة. يشار إلى أن أرض مشروع روسلان السكني هي في الأصل أرض وقفية تتبع لمسجد المحمودية وعليها قامت ذات مرة مكتبة ومحكمة شرعية تتبع للمسجد، وتمت مصادرة الأرض وهدم المباني، ومن ثم السماح لشركة روسلان ببناء مشروعها السكني الضخم عليه، المكون من 14 شقة سكنية. سبيل أبو نبوت ويعتبر مؤرخون العقد الثاني من القرن التاسع عشر العهد الذهبي ليافا من ناحية عمرانية وذلك بفضل والي مملوكي مصلح اشتهر باسم ابو نبوت، فهو الذي أتم بناء السور حول المدينة، وأقام حولها خندقاً. وفي سنة 1816 أتم بناء المسجد شمال المدينة القديمة (مسجد يافا الكبير) «المحمودية» وهو أهم مساجد يافا القائمة حتى اليوم. وكذلك أقام أبو نبوت سبيلاً في الطريق بين يافا والقدس لا يزال باقياً حتى الآن وهو محاط بحديقة جميلة، وتعلوه قبة صغيرة وأربع قباب حمراء. برج الساعة تم تشييد هذا البرج في مطلع القرن العشرين، على يد السلطان عبد الحميد الثاني، وذلك احتفالا بمرور خمسة وعشرين عاماً على توليه السلطنة العثمانية. وقد بنيت أبراج مماثلة في عكا، وحيفا، ونابلس والناصرة وغيرها من المدن الفلسطينية. بُني برج الساعة على أرض تواجه بوابة يافا التي كان يأتي منها التجار من البلدان المجاورة، وكانت هذه الأرض تُرابية وخالية، تحيطها البيّارات والمقبرة البريّة، واستخدمت هذه الساحة كموقع لوقوف الحناطير وعربات الركوب التابعة للتجار. وشهدت الساحة الكثير من المعارك والمظاهرات والتجمعات الشعبية ضد الاستعمار والاحتلال، فارتقى فيها عدد كبير من الشهداء، ومن أهم الأحداث التي حصلت فيها، حادث تفجير سرايا يافا عام 1947 التي بسببها سميت بـ «ساحة الشهداء». ويعتبر برج الساعة أو ميدان الساعة من المعالم المهمة في يافا، بل هو قلبها ومركز النشاط التجاري فيها. وهو عبارة عن بناء مربع الشكل يرتفع حوالي من 30 إلى 40 مترا، وله بوابة حديدية في الدور الأرضي، وفي أعلاه قبة من النحاس. وداخل البرج درج يتم بواسطته الصعود إلى أعلى البرج وهو يقع وسط مدينة يافا بجوار سرايا الحكومة والمسجد الكبير (المحمودية) والقشلة ويسمى ميدان الساعة حول البرج التاريخي أيضا بساحة الحناطير أو ساحة السرايا وساحة الشهداء. شواهد عمرانية أثرية على ازدهار يافا العثمانية وديع عواودة |
الأدب الفلسفي Posted: 21 Jan 2017 02:09 PM PST يعثر المهتمون بالنظرية الأدبية، على كثير من الكتابات المنطوية على خواص (الأدبية) لكنها ليست أدبا خالصا، أو هي مشوبة بالأدب وتنتمي إلى حقل الفلسفة، هذه الكتابات سماها المهتمون، باسم (الأدب الفلسفي)، وعرفوه بقولهم: (الأدب الفلسفي هو ذلك الأدب المشبع بهموم الفلسفة وتساؤلاتها، الذي يبقى مع ذلك، أو ربما لذلك، أدبا جميلا مؤثرا أو متميزا). ولعل المثال الأبرز على هذا النوع من الكتابات محاورات أفلاطون، التي تنطوي على وهج أدبي، مثلما تنطوي على عمق فلسفي، بل هناك من يرى بأن انتسابها الأدبي أحق من انتسابها إلى الفلسفة، لما فيها من بلاغة أدبية وحرص على الأسلوب لا يكون إلا في أدب الأدباء المجيدين. ومن الواضح أن تمازج الأدب والفلسفة، يسوغه انتماؤهما معا إلى النتاج الفكري الإنساني. والأدب الفلسفي في هذا التعريف ما كان مضمونه الفلسفة ومشكلاتها. وبنضوج المعرفة الفلسفية وشيوعها نضج الأدب الفلسفي، مما سما بهذا الأدب وجعله يستوعب هموم الفكر والفلسفة. لقد قامت محاورات أفلاطون على مكونات فنية أدبية خالصة، قوامها الحوار الذي يجري في مكان معين وزمان معين، ويدور بين شخصيات معروفة يصورها أفلاطون تصويرا بارعا يسمو إلى تصوير الأدباء والفنانين. فببلوغ الفلسفة نضجها بلغ الأدب الفلسفي أطواره الكبرى العالية. وفي الأدب العربي القديم مظاهر متعددة لهذا الأدب الفلسفي، فقد ذكر ابن النديم (في الفهرست) في ترجمة أبي زيد البلخي، أنه (مصنف فاضل في سائر العلوم القديمة والحديثة، وطريقته في ذلك طريقة الفلاسفة، إلا أنه بأهل الأدب أشبه وإليهم أقرب). فابن النديم يشير إلى خواص التأليف الرئيسة عند ابن البلخي ويرى أنها مشابهة لطريقة أهل الأدب وقريبة من أسلوبهم، والكتابة بهذه الطريقة تتجلى فيها المقدرة اللغوية والإبداعية الفنية واضحة، ولو بقيت مؤلفات ابن البلخي لساعدنا ذلك على معرفة طبيعة الأدب الفلسفي في تصنيفات القدماء. كما أن ثمة إشارة قوية تعبر عن فهم القدماء طبيعةَ التداخل بين الأدب والفلسفة نجدها عند ياقوت الحموي في «معجم الأدباء» أثناء ترجمته لأبي حيان التوحيدي، حيث وصفه بـ (فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة)، وهذا الوصف يكشف منظور ياقوت الحموي لظاهرة الأدب الفلسفي، الذي تمثله كتابات التوحيدي، فهي تتحدد بنزعة هذا الأديب الفنية، كما تقر بثقافته الفلسفية الواسعة والعميقة، حتى أنهما ظهرا في كتابات التوحيدي على صورة واحدة منسجمة، شكل أدبي ذي مضمون فلسفي. ولم يكن التوحيدي في هذا المنزع وحيدا، إذ تزخر الثقافة العربية القديمة بفلاسفة مازجت كتاباتهم الفلسفية الأبعاد الأدبية، فهي كتابة فلسفية أدبية، ومن هؤلاء الفلاسفة: يعقوب بن إسحاق الكندي، محمد بن زكريا الرازي، أبو حيان التوحيدي، الحسين بن عبدالله بن سينا، محمد بن عبدالملك بن طفيل، شهاب الدين السهروردي ومحمد بن عمر الفخر الرازي. على أن هناك عاملا آخر من عوامل كتابة الفلسفة بالأدب، ذلك هو طبيعة الموضوع. إلا أننا حين نمعن النظر في هذه الموضوعات المكتوبة، في الغالب، بالأسلوب الأدبي، نجد لها خواص مشتركة، فالفلسفة اليونانية اتسمت بأنها لا يستوعبها إلا العقل التأملي وتندرج تحت تسمية الميتافيزيقيا، ولو تتبعناها في الفلسفة العربية لوجدناها تشترك في اتصافها بالمثالية القائمة على التصورات والخيال، التي تستدعي لغة شاعرية تروم إيصال القارئ إلى درجة النشوة الروحية، أكثر مما تنهض على إقناع العقل بالحجة المنطقية والبرهان الواضح الرصين. ومن الممكن إضافة عامل آخر جعل الفلاسفة يكتبون أفكارهم بأسلوب أدبي هو عامل العاطفة، الذي يعني وجودُهُ إيمانَ الفيلسوف بما يكتبه، فالفرد عندما يعبر عن فكرة مازجت مشاعره وآمن بها عميقا، فإنه يستعمل اللغة بعناية فائقة، هذا الاستعمال هو الذي يفرض تصنيف ما يكتبه في الأدب، وتصبح هذه الكتابة مما يصح تسميته بالأدب الفلسفي. ولا أهمية لفلسفة تحلق في التجريد دونما مساس بحياة الناس واهتماماتهم وانشغالاتهم، كما أنه لا أهمية لأدب، في أي جنس أدبي كان، إذا خلا من (المعنى)، إذ المعنى هو الذي يبث الحياة وأسباب بقائها واستدامتها في الأعمال الأدبية كافة، بالأخص الأعمال الأدبية الخالدة. وهذا المعنى هو ما يختلف حوله المعاصرون، وما يسبب النزاع المستمر إلى يومنا هذا، دونما وصول إلى غاية. ومدار هذا الصراع حول المعنى ذاته وحول ضرورته من عدمها، فلم يعد الغموض يلف التجربة الشعرية المعاصرة وحدها، بل انتقلت (عدواه الفنية) بتعبير تولستوي، إلى النقد الأدبي ذاته، الذي طالما أعان على فهم الأعمال الأدبية واستلهام معانيها في تجارب الحياة والوجود، فمن يقرأ كثيرا من النقد الأدبي الآن، قد لا يحصل منه على ما يعينه على فهم الأدب المعاصر. إن (المعنى) رديف التجربة القوية التي ترقى إلى مصاف التجربة النموذجية، التي تعين على استيعاب قضايا الحياة وشؤونها مما يجري يوميا. إننا نعيش أكثر كلما فهمنا الحياة أكثر. وفي الأدب المعاصر تيارات شتى نادت بـ(لا معنى) الحياة ذاتها، ولعبت على هذا الوتر فنفت (المعنى) عن الأعمال الأدبية، وفي السياق الثقافي لظهور تلك الأعمال وما يرتبط به من أوضاع اجتماعية وسياسية ما يسوغ هذه الدعاوى إلى (اللامعنى)، لكن الإنسان المعاصر- في العالم كله ـ أضحى محاصرا يكاد يفقد بوصلة الحياة ذاتها، ولهذا كان (الأدب) وسيبقى مما يساعد على الإبحار في الحياة -لا في العالم الافتراضي وحده- وقد تخضب كثير من الأدب المعاصر بمعنى عميق يستحوذ على قارئه مثلما يلهمه في حياته وفي عيش هذه الحياة (الجميلة). إن هذا الأدب يصح وسمه بالأدب الفلسفي، لأنه حامل معنى عميق في ليل هذا العالم وفي نهاره، وهذا المعنى مما نحتاجه في رفقة السفر في الحياة. وهذا المعنى هو فلسفة الأدب. وكل أدب حقيقي هو في حاجة دائمة ـ بهذا القدر أو ذاك ـ إلى الفلسفة. لقد انبثت الفلسفة في تجارب كثير من الأدباء العرب المعاصرين، وحملت أعمالهم في أعطافها معاني كبرى إلى درجة جعلت الدارسين يختلفون اختلافات متباينة في تحديد هذا المعنى. فنجيب محفوظ، في الدراسة التي خصه بها محمود أمين العالم: «تأملات في عالم نجيب محفوظ» يقسم هذا العالم إلى ثلاثة عوالم، كل عالم يشير إلى مرحلة من مراحل تطور نجيب محفوظ الأدبي: المرحلة التاريخية -المرحلة الاجتماعية ـ المرحلة الفلسفية، التي يمثل لها بأعمال روائية لنجيب محفوظ، لعل أكثرها إثارة للجدل رواية «أولاد حارتنا» التي يقول عنها محمود أمين العالم في معرض نقده وتحليله لعالم نجيب محفوظ الفلسفي: «إن أولاد حارتنا ليست كما يقال تاريخا للبشرية، وليست كذلك تاريخا خاصا لمصر، وإنما هي ببساطة- فيما أعتقد- توكيد للمعنى الإنساني الصرف للأديان. توكيد أن جوهر الدين هو العدالة. هو الأمن. هو الكرامة. هو الحرية. هو المحبة. هو الخير. هو التقدم للإنسان. وهي توكيد كذلك على أن هذا الجوهر الإنساني للدين، يجعل من العلم امتدادا واستمرارا لرسالة الأديان، بل هو وسيلة لتحقيق أنبل أهدافها». وإذا كانت رواية «أولاد حارتنا» حظيت باهتمام كبير من لدن النقاد الذين أشبعوها تحليلا ونقدا، فإن هناك أعمالا روائية أخرى لا تقل عنها فلسفة، منها رواية سلوى بكر «أدماتيوس ألماسي» ورواية يوسف زيدان «عزازيل» مما يحتاج إلى النقد المتجدد لاستخلاص فلسفة الدين ذاته عند الإنسان منذ القديم وإلى الآن. وفي هذا المنحى نفسه ـ منحى الأدب الفلسفي ذي المعنى العميق اللافت للاهتمام، يمكننا أن نضيف أعمالا روائية كبرى، كرواية «كأنها نائمة» لإلياس خوري، الباذخة المعنى الثرية برؤاها العميقة. إن الذين اهتموا بـ (الأدب الفلسفي) العربي، قديمه وحديثه، يكاد ينحصر لديهم هذا الأدب في أعمال قليلة للمعري وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، وهو حصر ظلوم بعيد عن الحقيقة النقدية الأدبية، لأن (المعنى) هو مما يفترض وجوده في أي عمل أدبي ذي قيمة جمالية، وهذا المعنى ملازم للأعمال الأدبية الخالدة. وحتى الشعر العربي المعاصر، الذي طالما مجدت مظاهر غموضه واعتبرت من لدن الدارسين مما يشكل عمق جماليته، لا يخلو البتة من المعنى، بل المعنى الثر العميق المتوهج المؤثر، فأعمال محمود درويش، خاصة في «الديوان الجديد»، تنطوي في أعطافها على (معنى) فلسفي عميق، جعل فيه محمود درويش القضية الفلسطينية التي اشتهر شاعرا لها، قضية إنسانية، تهم الإنسان، أي إنسان جدير بهذه الصفة، في هذا العالم، فشعر درويش في هذا الديوان الجديد إنساني يثير أي إنسان، كما أن معانيه الشعرية حاملة لفلسفة الحياة والموت والوجود، مما يهم الإنسانية كلها التي تعاني من كل هذه العناصر. وهو شعر سيبقى مؤثرا عبر الأجيال لأنه، بكل بساطة، ينتمي إلى الأدب الفلسفي. فكل الآداب العظيمة التي تمكنت من البقاء عبر الأجيال، إنما استطاعت ذلك لأنها، أساسا، أدب فلسفي. الأدب الفلسفي عبداللطيف الزكري |
«البائع» للمخرج الإيراني أصغر فرهادي: قيم زائفة وانهيار المجتمعات الوشيك Posted: 21 Jan 2017 02:08 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: منزل على وشك الانهيار، وزجاج إحدى شرفاته تصيبه الشروخ، وعرض مسرحي ينتهي بموت بطله، هذا الذي طالما تغنى بأمجاد ماضيه، حيث يُلاحقه الفشل الآن في كل شيء، وقد مات من اليأس بعد أن تحقق من مأساته، وقبل أن يموت أمام الجميع. في هذه الأجواء يدور فيلم «البائع» للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، المعروض حالياً في سينما «زاوية» في القاهرة. وكعادة فرهادي كاتب ومخرج الفيلم، تتم صياغة الأسئلة الكبرى من خلال تفاصيل حياتية صغيرة، كما في فيلميه السابقين «انفصال 2011» و«الماضي 2013». هناك مُصادفات الحياة، التي عن طريقها تسير الشخصيات نحو مصيرها، كاشفة عن وجهها الحقيقي ونفسياتها المشوّهة، التي لطالما ادّعت بغير ذلك. لم تصبح التراجيديا كلاسيكية كما في السابق، حيث يسقط أبطالها في اندهاش مما فعلوه، لكن الآن تصاغ المأساة من تفاصيل بسيطة، ويُشاهد الأبطال أنفسهم في مرآة مأزق اجتماعي وحضاري ــ نفسي في الأساس ــ حيث يتم اختبارهم في قسوة عن منظومة القيم التي يحملونها، ويتغنون بها ليل نهار ــ الطبقة الوسطى في المجتمع ــ ليصبحوا في النهاية كبطل «وفاة بائع متجوّل» أمواتا منذ زمن وهم لا يدرون. حصل الفيلم على جائزتين في مهرجان كان الأخير أفضل سيناريو لفرهادي وأفضل ممثل لبطل الفيلم شهاب حسيني. حكاية رجل في تابوت ويلي لومان بطل مسرحية «وفاة بائع متجوّل» لأرثر ميلر، ينتهي أخلاقياً الآن أمام ولديه، وقد اكتشفا علاقته بأمرأة أخرى. هكذا يبدأ الفيلم، حيث تقام بروفة العرض المسرحي، ويقوم عماد بطل الفيلم بدور لومان. الذي يحاول مداراة الفضيحة دون جدوى، وقد انهار تماماً كشخصية مثالية في عين ابنيه. سُلطة المُثل العليا نشاهدها في اللحظة الأولى وهي تسقط، تماما كسقوط البناية التي يسكنها عماد وزوجته رنا. ليأتي المشهد الأخير في المسرحية أمام الجمهور، وهو الموت الحقيقي لبطل أرثر ميلر كما قدّر له أن تكون نهايته في تابوت، بعدما سعى طيلة حياته لامتلاك بيت، وبمجرد دفع قسطه الأخير تنتهي حياته، ويصبح البيت هو مقبرته، والشاهد الأوحد على تاريخ وحياة ضالة ــ بيت عماد ورنا الموشك على الانهيار، والمعادل لانهيار حياتهما ــ وبينما ينال عماد تصفيق الجمهور، يهرب إلى مهمة أخرى يتم الإيحاء بها، وهي سقطة رجل أمام أولاده وزوجته ــ سقطة أخلاقية ــ يُصر عماد على اتمامها، حتى ولو كان ضحيتها صعود روح رجل حقيقي، لا مجال أمامه لرحمة أحد. الحلم الأمريكي والحلم الإيراني أسئلة عديدة تبدو هنا، بداية من اختيار النص المسرحي الذي يقوم كل من بطلي الفيلم بتجسيده ــ هما نفسهما ويلي ولندا في المسرحية ــ وعلينا عقد المقارنة الدائمة الآن ما بين الحلم الأمريكي الزائف بتحقيق حياة متزنة ومُبهجة وإنسانية في النهاية، وحقيقة مآل هذه الحياة في حقيقتها. هذا الوعد المغرور يُقابله من ناحية أخرى الحلم الإيراني الآن، في ما يُصدّره لأفراده من امتلاك الحقيقة، ومحاولة صياغة العالم وفق رؤية السلطة الإيرانية وحلمها الوهمي. من هنا تتواتر التفاصيل لتكشف البناء الواهي، والموشك على السقوط، ومحاولة الجميع الفرار منه قبل أن يصبحوا كلهم أمواتا، كحال بائع ميلر المتجوّل. فالمازق أخلاقي في الأساس قبل كل شيء. ألعاب المواربات الدائمة لا يقين سيبدو في أعمال أصغر فرهادي، فقط مواربات في التصرفات والمواقف، ومن هنا لا توجد حقائق جاهزة يستنتجها المُشاهد أو يصل إليها في النهاية. الأهم هو أن تواجه نفسك من خلال مأزق حياتي/درامي تتم صياغته بمهارة. الزوج والزوجة ينتقلان إلى بيت فوق سطح إحدى البنايات، مملوكاً لمدير الفرقة المسرحية ــ يعمل الزوج مُعلماً في إحدى المدارس ومُمثلا وزوجته في الفرقة ــ في البيت حجرة مغلقة فيها أغراض المستأجرة السابقة، التي تراوغ في الحضور لأخذ حاجياتها. يفض صاحب البيت الحجرة، ويستخرج أغراض المرأة، من أثاث وملابس إلى السطح. لكن حضور المرأة لم ينته، بل سيرسم تفاصيل الحكاية ويدفع إلى نهايتها. يعود الزوج ذات ليلة ليجد أثر دماء في الحمّام وحتى السلم الخارجي، فالضحية هي زوجته وقد أنقذها الجيران وذهبوا بها إلى المستشفى، وجهها مشوّه إثر الضرب الشديد. مَن الفاعل؟ وهل جاء للسطو أم وصل الأمر إلى مداه واغتصب المرأة؟ لتبدأ رحلة بحث الزوج، الذي تتكشف أمامه التفاصيل التي يجهلها شيئاً فشيئا. فالمُستأجرة السابقة بائعة هوى، وكثيرون يعرفونها ويقصدون بيتها دوماً. وهو ما كان يُخفيه عنه مدير الفرقة. وفي النهاية سيصل الزوج إلى الفاعل، وهو رجل تعدّى الخمسين كان على علاقة وهذه المرأة. يُنكر الرجل اغتصاب الزوجة، ولا تقر هي بذلك، فلا يجد سوى وسيلة وحيدة للانتقام، هي أن يجعل الرجل يعترف أمام زوجته وابنته وخطيبها بأنه كان يتردّد على بائعة الهوى. القسوة والاذلال كان المدرس ذات يوم يستقل عربة تاكسي، ومعه بعض الركّاب، تجاوره سيده في الكرسي الخلفي، وإلى جانب السائق يجلس أحد تلاميذه. تنبهه السيدة أن يبتعد عنها قليلاً، وبعد لحظات تطلب أن تتبادل مكانها وهذا التلميذ، تخرج غاضبة من سلوك هذا المتحرش، وهو يكاد يختنق وقد جلس التلميذ إلى جواره، دون أن يستطيع النظر إليه. فهل تحرّش بالمرأة بالفعل؟ لا نعرف، إلا أن الحقيقة الوحيدة هي شعوره بالعار. هذا الشعور نفسه هو ما شعره ويلي لومان أمام ابنيه، وهو ما أصرّ عليه المدرس والممثل، المنتمي إلى فئة المثقفين كما قيل، ممثل الفئة الاجتماعية حاملة القيم والوعي. يُصر في النهاية أن يشعر الجاني بمثل هذا الشعور أمام عائلته، أن يعترف. وكما مات لومان في النهاية في بيته، يصبح البيت الموشك على الانهيار هو مسرح هذه الأحداث، ما بين الرجل وزوجته والجاني وأسرته، وما الحوارات والمواجهات بين الزوج والزوجة التي كان لها أن تدور على خشبة المسرح، إلا أن تدور الآن وسط الجدران الآيلة للسقوط. يكاد العجوز أن تصعد روحه بالفعل وهو تحت رحمة نظرات الزوج التي تدفعه إلى الاعتراف، وسط امرأته وابنته، ونظرات الزوجة الشابه التي ترجوه أن يكف. فيكتفي باستدعاء العجوز إلى إحدى الحجرات، وصفعه، ليخرج الرجل ويسير بين أسرته خارجاً وكأنه يسير في جنازته، ويسقط عند أبواب البناية في انتظار عربة الإسعاف. فهل مات بالفعل؟ لا نعرف ولا يهم! من الطبيعي أن ينتهي العرض المسرحي، لكن الهزل الحياتي لن ينتهي حتى ولو غادر أبطاله. هذا الهزل الذي يكشف عن نفسيات وعلاقات هشّة، مهما تظاهرت أو ادعت غير ذلك. لا يمكن فصل الاجتماعي هنا عن السياسي. هناك سعي دائم لترسيخ سياسة الاذلال هذه، ولا يهم أن تنهار الحياة تبعاً لذلك أو أن تفقد إنسانيتها، ودون أن تستعيد لحظة من هدوء. هناك حالة دائمة من الشك القائم، يبدأ في بيت بين زوج وزوجة، مروراً بمجتمع وسلطة حاكمة، وصولاً إلى العلاقات بين الدول. فقط حادث عّرضي سيؤدي لسقوط الجميع، أسرع من سقوط جدران كانت تظن يوماً ما أنها باقية إلى الأبد. «البائع» للمخرج الإيراني أصغر فرهادي: قيم زائفة وانهيار المجتمعات الوشيك ضمن عروض سينما «زاوية» في القاهرة محمد عبد الرحيم |
نجلاء علي مطري حول «الواقعية السحرية في الرواية العربية»: العجائبي في التراث السردي العربي وتأصيل التثاقف Posted: 21 Jan 2017 02:08 PM PST تشير الدكتورة نجلاء علي مطري في كتابها «الواقعية السحرية في الرواية العربية من 2000 إلى 2009» إلى أنه على الرغم من أن عالمنا العربي له سياقه الثقافي الخاص، مع ذلك لا يمكن إغفال تأثير الآداب الأجنبية وتياراتها المتجددة، خاصة بعد ترجمة كثير من الأعمال الروائية الأجنبية والكتابات التجريبية، وما أحدثته من تأثير وتحوّل في الأساليب السردية العربية، وبشكل عام يمكن للدارس ملاحظة هيمنة الغرائبي والعجائبي على بنية القصة والرواية منذ نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، وذلك مع اتّساع التجربة الأدبية المقوّضة للواقعية التقليدية، من خلال محدّدات في الفضاء والشخصية والراوي، وتوظيف تلك الظاهرة ضمن محاولات تبنّي التقنيات السردية المميّزة لـ(الواقعية السحرية) في السرد. مضيفةً في تقديمها للكتاب أن الواقعية السحرية من أهم التيارات الأدبية التي نشأت نتيجة لعوامل كثيرة من أهمها: التطور الإبداعي الذي تبلّور على أيدي كتّاب أمريكا اللاتينية خلال النصف الأول من القرن العشرين، والتي نجد لها جذوراً في ثقافتنا وتراثنا العربي القديم، لذلك كان لزاماً على الدارس الأدبي أن يلتفت إليها ويهتم بها، ويبحث عن وجوه تأصيلها في التجربة الروائية العربية. تبيّن مطري أن فرضية دراستها متأتية من فكرة أن الواقعية السحرية تيار أدبي عالمي عرف لدى كتّاب أمريكا اللاتينية في العشرينيات من القرن الماضي، ومما لا شك فيه أن هذا التيار يعدّ واحداً من الأشكال الجديدة للتعبير، تلك الأشكال التي مكّنت المبدع من تجاوز حدود الشكل التقليدي للحبكة السردية، أي: الشكل المنطقي الذي يقوم على كتابة مغامرة معروفة لشخصيات محدّدة الملامح، وبحبكة متماسكة وفق خطٍّ زمني خاضع لمنطق التتابع والتقاطع والتوازي، وغيرها من أساليب الخطاب في الجنس الروائي التقليدي. وفي سعي هذه الدراسة للوصول إلى أهم مفاصل هذه التقنيات، فإنها تحاول الإجابة على أسئلة محددة لتتمكن من المسك بزمام المفهوم والنماذج، منها: كيف استفاد الروائيون العرب من هذه التجربة العالمية؟ هل كان للمثاقفة دور حاسم في توجيه الإبداع الروائي العربي، وما الدور الذي اضطلعت به؟ هل كان للعجائبي في التراث السردي العربي دور في الكتابة التجريبية الحديثة؟ هل نقبل بوجود الخصائص نفسها التي تنهض عليها السحرية اللاتينية، أم أن هناك مقومات أخرى توسّع مفهوم هذا الجنس وتفتح له إمكانات فنية جديدة وتعيد صياغته في لونٍ عربي له خصوصيته؟ من خلال هذه الأسئلة، وللوقوف على المنجز الروائي العربي بطريقة منهجية أكاديمية، حددت مطري مدة دراستها من 2000 إلى 2009. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنها لم تحدد منطقة محددة لدراستها، بل وقع الاختيار على روايات عدة من بلدان وتجارب عربية مختلفة، تتضافر خصوصيتها لتبرز ملامح اكتمال الجنس الأدبي، وقد اشتملت الدراسة على خمس عشرة رواية ذات خطابات متعددة، ومنفتحة على تشكّلات متنوعة من السرد؟ قسّمت مطري دراستها إلى أربعة فصول وتسعة مباحث، كان الفصل الأول مخصصاً للبحث عن المصادر التي كانت وراء تشكّل الواقعية السحرية في الرواية العربية المعاصرة، تعمّق مبحثه الأول في الأجناس السردية التراثية، وهي أجناس مترامية الأطراف يعسر الإلمام بنصوصها وأشكالها البسيطة والمركبة، أما المبحث الثاني فنظر في الأجناس السردية العالمية، ذلك أن المتتبع لهذه الأجناس يمكنه أن يلاحظ بشكل لافت دورها في تشكيل ملمح الواقعية السحرية العربية، من خلال عرض بعض النصوص الروائية التي تشكّلت من هذا التيار. الفصل الثاني دار حول تجليات الواقعية السحرية في مستوى المتن الحكائي، وقد تضمن ثلاثة مباحث، الأول تناول التنظيم الشكلي للمدونات الروائية المختارة، في حين يصل المبحث الثاني من المادة السردية بالمدونات، وفيه قدّمت مطري عرضاً تحليلياً لإظهار ما اشتملت عليه من مواد سردية ونسبة الواقعي السحري فيها. فيما ناقشت في المبحث الثالث دور الشخصية الحكائية والأعمال التي تقوم بها في سياق مكان تتحرك فيه، وزمان كرنولوجي أو سيكولوجي أو اجتماعي تخضع له. وتجلى الفصل الثالث عن فحص منهجي وإجرائي في آليات تشكُّل الخطاب السرد السحري (المبنى الحكائي) فبنية أي خطاب سردي تتكون من تضافر ثلاث مكونات أساسية هي: الراوي والمروي والمروي له، وأن اختفاء أحد هذه المكونات أو انعدامه يجعل بنية الخطاب السردي ناقصة ومختلة، ما يجعل عملية التواصل السردي غير ممكنة. وهذه المكونات هي التي شكّلت مباحث هذا الفصل وفصّلت فيها. في حين جاء الفصل الرابع تحت مسمى تأصيل الجنس الروائي في الثقافة العربية، وضمنته مبحثين اثنين، خصصت الأول لتأصيل الأجناس العجائبية، وناقشت فيه حضور حكايات «ألف ليلة وليلة» وأثر هذا الحضور في روايات الواقعية السحرية لدى كتّاب أمريكا اللاتينية، وفي الروايات العربية المعاصرة، وتلقي السرد العجائبي والسرد الواقعي السحري، كما أنها خصصت المبحث الثاني للحديث عن تأصيل التجربة الفنية وآليات الكتابة، متحدّثةً عن خصوصية تأصيل التجربة الفنية بالرجوع إلى التراث العربي وإلى الأجناس العالمية، واستمداد أدواته التعبيرية وآليات الصياغة والكتابة والحوار، مع أجوائه الفكرية والثقافية والمرجعية والأيديولوجية. وخلصت الباحثة في دراستها إلى أن الواقعية السحرية بصفتها تياراً روائياً لم تتبناه جماعة أدبية بعينها لتقوم بتأسيسه والمرافعة لصالحه، موضحة غاياته ومراميه وخصائصه وملامحه، وإنما أسهم في الكتابة فيه عدد لا بأس به من الكتاب الروائيين العرب، فضلاً عن اختلاف الكتّاب في تعريف مفهوم الواقعية السحرية وفي تمثّلهم لها على الرغم من اتفاقهم جميعاً على أنها شكل سردي مركّب من عنصرين، أحدهما لا خلاف فيه، وهو الواقعية، والآخر يمثّل الحلم لدى غابرييل غارسيا ماركيز والتي استمدها الروائيون العرب من تجربته وأثروه بأحلام الكتابة في قصص «ألف ليلة وليلة» وهي أحلام رمزية جماعية فردية. وهذا الاختلاف هو الذي حرّر الكتّاب من عقم المقومات الإجناسية الصارمة ومكّنهم من إثراء المجال الجمالي لهذه التجربة. ومفهوم الواقعية السحرية كثيراً ما تعلّق بالسوريالية وانطلق منها، ونجد كتّاباً آخرين تأثروا بماريا فارغاس يوسا في تصوره لثنائية الواقع والخيال، والخيال هنا ينهض على مجموعة أنماط السرد المختلفة (العجائبي، والغرائبي، والأسطوري، والأحلام، والرمزي، والخرافات، والقصص الشعبية، والفانتازيا…)، أو هي نوع من السوريالية المستخدمة عند ماركيز على الأقل، وعليه فقد تأثّر الروائيون العرب بتجاربهم، مثل عبده خال ويحيى قاسم وخيري عبد الجوّاد وفؤاد التكرلي وأمير تاج السر وفوزية رشيد. وهكذا تتنوع المفاهيم من بيئة لأخرى ومن مجتمع لسواه ومن ثقافة لغيرها، رغم تشابه الأسس الجمالية العامة في الثقافة العربية وتقارب الأبنية الذهنية وخصائص تلقي السرد العجائبي. كما أكدت مطري على تنوع المواد السردية لروايات الواقعية السحرية العربية ما بين العجائبي والسحري والأسطوري والسوريالي، وهذا ما يميّزها من غيرها من الآداب العالمية المشابهة، فهي لا تستمد سحريتها من كونها أسطورية أو سوريالية أو عجائبية، أي بالاقتصار على عنصر وإلغاء البقية أو لانفرادها بأحد هذه الملامح، ولكنها جنس تأليفي من كل ذلك مجتمعة. ومن ثمَّ فإن الواقعية السحرية والواقعية السوريالية في أغلب المدونات الروائية الأسطورية جاءت ممزوجة بالحكايات الشعبية. كذلك لاحظت الباحثة أن الواقعية السحرية في الفترة التي مسحتها هذه الدراسة تختلف عن الواقعية السحرية في الفترة التي قبلها، أي خلال ثمانينيات القرن الماضي والتسعينيات، إذ جاءت متأثرة بشكل واضح بالأجناس السردية العربية، أما نماذج الدراسة فقد اختلفت كثيراً، مما يلاحظ أن الروائي العربي أصبح لديه الوعي الفني بطرق المزج بين أجناسه السردية التراثية والإنسانية العالمية وخلق تحاور إنشائي بينها، لذا فإن روايات الواقعية السحرية العربية تتميز بكونها نصوصاً متلوّنة ضمّت في موادها السردية مواد أخرى لم يعد فيها الأدب محورياً، بل تجاوزته إلى الجماليات المعرفية، وخطاب الأسطورة، وعلوم الفيزياء والرياضيات، وعلم الانثربولوجيا، والرسومات والأشكال الهندسية والفيزيائية، والتشكيل، والمواد الإعلامية من صحافية وإذاعية، والموسيقى، وغيرها، كما يتميز بناء الشخصيات في هذه الروايات بكونه لا يتم عن طريق تقديم أوصافها الخارجية فحسب، أو عن طريق استبطان دواخلها النفسية، والوقوف على عوالمها الداخلية، كما في الرواية النفسية والواقعية التقليدية، إضافة إلى أن شخصيات هذه النماذج تصوّر واقع المجتمع الذي كتبت فيه، والبيئات الشعبية وعاداتها وتقاليدها، وتقوم بتعرية المجتمع ومواجهته، ولم تهرب منه كما تفعل الشخصيات عادة في السرد العجائبي، وهي شخصيات تدّل في هامشيتها على أن الثقافة الروائية العربية الحديثة أصبحت تعتني بالتابع والهامشي وبالحواشي وبالأحواز وتنزلها من اهتمامها منزلة كبرى، ولذا يجوز القول بنوع من الثبات وبعد استقرار هذا المنجز الروائي عن الرواية الواقعية السحرية العربية أنها رواية تحتفل بالهامش على حساب المركز. د. نجلاء علي مطري: «الواقعية السحرية في الرواية العربي من (1420هـ- 2000م حتى 1430هـ- 2003م)» دار الانتشار العربي، النادي الأدبي الثقافي بجدة، 2016 670 صفحة. نجلاء علي مطري حول «الواقعية السحرية في الرواية العربية»: العجائبي في التراث السردي العربي وتأصيل التثاقف صفاء ذياب |
داود خير الله في كتابه «من أجل غد واعد»: يقترح خطوات لتعديل مسار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري في لبنان Posted: 21 Jan 2017 02:08 PM PST من المفارقات اللافتة صدور كتاب بعنوان «من أجل غد واعد» للقانوني الدكتور داود خير الله يتطرق فيه بشكل معمق لموضوع المحكمة الدولية الخاصة في لبنان المعنية بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري التي وقعت في شباط (فبراير) 2005. وصدر الكتاب قبل فترة قصيرة من مراسيم تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة وتعيين القاضي السابق المُلم بالشؤون القانونية اللبنانية والدولية سليم جريصاتي وزيرا للعدل، علما ان جريصاتي من أبرز المتحفظين على الطريقة التي أنشئت بها المحكمة، ويعتبرها تجاوزت السيادة والقضاء اللبناني في كثير من ممارساتها. فالمؤلف الدكتور خير الله، المحاضر في القانون في جامعة جورجتاون الأمريكية، يتساءل في المحور الرابع من كتابه أن كان ما يميز المحكمة الخاصة بلبنان عن سواها من المحاكم الجنائية ذات الطابع الدولي أنها الوحيدة التي أنشئت لمعالجة جريمة قتل سياسية محلية، فالمحاكم الدولية الأخرى تنظر عادة في جرائم ضد القانون الدولي كجرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وليست هناك سابقة أن نظرت محكمة دولية في جريمة وُصفت بأنها عمل إرهابي داخلي لذلك، لا مناص من تطبيق القانون اللبناني على جريمة هي في الأساس من اختصاص القضاء اللبناني. ويضيف: ان الدوافع لإنشاء هذه المحكمة يصعب تجريدها من مآرب سياسية وأنها لما كانت رأت النور لولا إرادة الولايات المتحدة وعملها ونفوذها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، علماً ان واشنطن تمتنع حسب قوله عن التوقيع على الاتفاقية المنشئة لمحكمة الجنايات الدولية وتعاقب أي دولة قد تلجأ إلى هذه المحكمة لمقاضاة أمريكا وممارسات جنودها ومواطنيها عبرها. كما يتساءل خير الله: لماذا رفضت أمريكا إنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ورفاقه مع انها اعتبرتهم مسؤولين عن جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية؟ ويشير الكاتب إلى ان جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري هي من دون شك من اختصاص القضاء اللبناني، ولا يوجد قانون دولي يُطبق بشأنها أو قرارات سابقة لمحاكم دولية يمكن العودة إليها، وبرغم ذلك عملت الولايات المتحدة مع فرنسا وبمساعدة أطراف لبنانية على إنشاء محكمة دولية حتى لو كان القانون اللبناني هو الواجب التطبيق أو على الأقل الواجب التنسيق معه في هذا المجال. وبرغم هذا الموقف السلبي إزاء فرض معايير دولية في التحقيق والمحاكمة في شأن اغتيال الرئيس الحريري، فإن خير الله يطرح حلولاً لهذا الإشكال قد تحظى بموافقة وزير العدل اللبناني الجديد جريصاتي. فيقول في الصفحة (204) انه يطرح الاقتراح الآتي: «تأليف هيئة وطنية قوامها أفراد مشهود لهم بالنزاهة والكفاءة وتتمثل فيها الأطراف المعنية باغتيال الرئيس الحريري، مهمتهما جمع القرائن والأدلة المتوافرة وتقديمها كوثائق أو مقترحات للمدعي العام لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. بهدف إجراء تحقيق شامل تتوافر فيه كل عناصر الموضوعية والمهنية بغية الكشف عن الجهة أو الجهات المسؤولة عن اغتيال الرئيس الحريري، لأن إنشاء مثل هذه الهيئة يمثل سبيلاً لاستعادة بعض السيادة التي تنازل عنها لبنان بتخليه عن حقه الحصري في التحقيق وملاحقة كل مرتكب جريمة على أرضه ومقاضاته، وذلك ابتغاء للعدل ودرءاً لإشعال فتنة وُضع عود ثقابها في أيد خارجية. ويضيف: «إن إنشاء هذه الهيئة الوطنية هو بمثابة تصحيح لخطأ التسرع في التنازل عن السيادة وفي إقامة المحكمة قبل ان تنهي لجنة التحقيق الدولي عملها وتضع تقريرها النهائي الذي كان يعود إلى القضاء اللبناني ان يتبناه كقرار اتهامي». وحسب داود خير الله فإن لجنة التحقيق الدولي، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1595 الذي أنشأها، كان يتوجب أن تعمل في ظل السيادة اللبنانية وأن تقوم بدور مساعد للسلطة اللبنانية في التحقيق. ويؤكد المؤلف أن على الحكومة اللبنانية حالياً أن تطلب تعديلاً في ممارسات المحكمة الدولية وتصر على إقامة هيئة لبنانية هدفها مساعدة التحقيق ومراقبته، فإذا رفض المدعي العام لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الدخول مع السلطة اللبنانية في اتفاق أو مذكرة تفاهم بشأن الإجراءات الواجب اتباعها لإعطاء الفاعلية، فعليها إحالة الأمر إلى مجلس النواب اللبناني ذلك ان المجلس لم يتطرق أصلاً إلى موضوع الاتفاقية بين لبنان والأمم المتحدة كما كان يتوجب ان يفعل ذلك دستورياً، وفي امكانه ان يوافق عليها بعد التعديلات المطلوبة لاستعادة السيادة اللبنانية. ويعبر خير الله عن استغرابه والمراجع القانونية الدولية بأن يلجأ مجلس الأمن إلى الفصل السابع من الميثاق الأممي لإنشاء محكمة أساسها القانوني اتفاقية لم تستوفِ الشروط الدستورية لإبرامها ولم توافق السلطة التشريعية للدولة المعنية عليها. ان الأفعال الاستثنائية التي ارتُكبت لدى إنشاء هذه المحكمة أو خلال المراحل الأولى من التحقيق فيها تدفع، حسب المؤلف، إلى الحذر وتثير الشبهات حول الأهداف الحقيقية وراء إنشاء هذه المحكمة. وحتى لو استُثنيت التنازلات الحكومية آنذاك عن الحقوق السيادية وعن المخالفات الدستورية التي قامت بها الحكومة اللبنانية لدى إنشاء هذه المحكمة، فإن الجهود التي بذلتها قوى دولية، وفي طليعتها الولايات المتحدة، للقيام بإجراءات قضائية دولية للبحث عن قتلة الرئيس الحريري ومعاقبتهم لا سابق لها، في رأي خير الله. فاغتيال رئيسة وزراء باكستان بنازير بوتو، التي لا تقل شهرة عن الرئيس الحريري، والتي اغتيلت بعده وفي ظروف مشابهة، لم يلق اهتمام مجلس الأمن ولا الدول صاحبة القرار فيه كما لقيت جريمة اغتيال الحريري. وهنا يشير الكاتب إلى ضرورة اكتشاف المستفيد الأكبر (وربما الوحيد) من اغتيال الحريري، وما تبعه من تجاوزات قضائية دولية ومحلية، فيقول في هذا المجال في الصفحة (198) انه عَقبْ اغتيال الحريري، أخرجت سوريا من لبنان وألصقت بها تهم اغتياله وأُعتقل الضباط المسؤولون عن الأمن وأُدخل لبنان في أزمة حكم وانقسام وشحن مذهبي لا يزال يعاني منها حتى الآن، فمن هو المستفيد الأكبر من ذلك؟ الجواب، في رأيه، أن إسرائيل هي المستفيدة الكبرى في هذا المجال إذ ظنت ان ما عجزت عن تحقيقه بعد انسحابها من لبنان في عام 2000 سيتحقق عبر إثارة فتنة طائفية في البلد عام 2005 وان الانسحاب السوري من لبنان سيقطع الدعم العربي المباشر والأساسي لحزب الله اللبناني ويجعل حزب الله تحت ضغط أكبر للتخلي عن سلاحه ومقاومته لإسرائيل. هذا التسلسل في مواقف المؤلف قاده إلى ما ورد في الصفحة (200) من كتابه والوارد في هذا المقطع: «في ضوء الأهمية التي توليها إسرائيل للقضاء على حزب الله وبالنظر إلى الجهود غير المألوفة التي بُذلت في إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وما سبقها من أحداث وإجراءات على المستوى الدولي، فهل يجوز استبعاد ان تكون إسرائيل وحلفاء لها وراء اغتيال الرئيس الحريري وخصوصاً مَنْ كان لسقوطهم بعده من ضحايا الاغتيال أثر هام في تعميق الشرخ في الداخل اللبناني واستعداء شريحة كبرى من اللبنانيين لحزب الله وكذلك دور أساسي في انشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان؟» ويضيف: «أما القرائن على اهتمام إسرائيل بالمحكمة الدولية ودورها في تجريم حزب الله، فيمكن ملاحظتها من خلال اهتمامها ان تأخذ العدالة مجراها في لبنان منذ اللحظة الأولى لاغتيال الحريري، ومن خلال تصاريح مسؤوليها وإعلامها عما توصلت إليه المحكمة الدولية بشأن تورط حزب الله في الجناية التي هزت لبنان». وهنا يضيف الكاتب تحليلاً معبراً عن محاولة إسرائيل تحفيز الرئيس سعد الدين رفيق الحريري على الثأر لأبيه بالقول: «وحرصاً من إسرائيل على الثأر للرئيس الحريري فقد أبدت خشيتها من أن يتساهل ابنه، رئيس الوزراء اللبناني (سعد الحريري) في الثأر لدم أبيه». (ص 201). فهل سيستجيب الرئيس الحريري لنداءات إسرائيل التحريضية هذه، لمواجهة خصومه الداخليين ولإرضاء المتعاطفين مع مشروع إثارة الفتنة الطائفية في لبنان؟ أو هل سيقرر استخدام الحكمة التي كانت إحدى أبرز ميزات والده الشهيد الراحل رفيق الحريري؟ ومن المهم أيضا معرفة إذا كان معارضو المحكمة الدولية الخاصة بلبنان سيضغطون أكثر مما يجب على الرئيس سعد الحريري بحجة التكاليف السياسية والمالية الباهظة لهذه المحكمة أو أنهم سيدركون صعوبة الوضع الإنساني والسياسي الحرج والدقيق الذي يمرُ به رئيس حكومة لبنان الجديد؟ لا شك ان المحكمة والطريقة التي أُنشئت بها تشمل الكثير من الشوائب. ومن دون أي تردد يدرك مراقبو الأوضاع اللبنانية والعربية ان شخصيات لبنانية وعربية عظيمة الشأن اغتيلت في السنوات الماضية، وحتى الساعة، لم يعرف مَنْ كان وراء هذه الجرائم، ومنها بالطبع اغتيال القائدين اللبنانيين البارزين كمال جنبلاط ورشيد كرامي ومن تلاهما من خيرة القادة السياسيين والروحيين اللبنانيين. وبالنظر إلى عدم نجاح التحقيقات الداخلية اللبنانية في الكشف عن هوية منفذي هذه الجرائم ومحرضيهم، فلا يُلام أنصار وأقرباء وأصدقاء الراحل رفيق الحريري ونجله سعد لتوسلهم القضاء الدولي للكشف عن قتلة مُلهمهم وقائدهم. ولكن عليهم أيضاً الحذر من استغلال ذوي النوايا السيئة لهذه الجـريمة الخطـيرة، والذين ربما هؤلاء هم الذين أرتكبوها. داود خير الله: «من أجل غد واعد» دار ابعاد، بيروت، 2016 431 صفحة. داود خير الله في كتابه «من أجل غد واعد»: يقترح خطوات لتعديل مسار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري في لبنان سمير ناصيف |
إصدارات Posted: 21 Jan 2017 02:08 PM PST وليد سيف: «الشاهد والمشهود: سيرة ومراجعات فكرية» كان الأديب الفلسطيني وليد سيف قد كتب الشعر أوّلاً، فأصدر سنة 1969 مجموعته الأولى «قصائد في زمن الفتح»؛ أعقبها بمجموعتين، «وشم على ذراع خضرة»، و»تغريبة بني فلسطين». وكان قد تخرّج من جامعة لندن، مختصاً باللسانيات، فدرّسها في الجامعة الأردنية. ثم كتب ثلاث مسرحيات، وعدداً من الأبحاث والمقالات، وترجم عدداً كبيراً من قصص الأطفال، عن الإنكليزية؛ قبل أن يستقرّ، كما لاح، على الأعمال الدرامية التلفزيونية، فيبدأ باستلهام شخصيات أدبية من التراث (الخنساء، طرفة بن العبد، عروة بن الورد)، وأخرى تاريخية (عمر بن الخطاب، صلاح الدين الأيوبي، شجرة الدر، ملوك الطوائف، صقر قريش)، وصولاً إلى الموضوع الفلسطيني، والمسلسل الشهير «التغريبة الفلسطينية». وعن سيرته هذه، يكتب في المقدّمة: «مناط الأمر ليس صاحب السيرة نفسه وما جرى عليه في سيرة الحياة من وقائع استثنائية، فحياة الفرد، أي فرد، هي دراما إنسانية يتجلى فيها الشرط الإنساني والوجودي بكل ما فيه من أفراح وأتراح وأحلام متحققة أو منكسرة. مناط الأمر هو فعل الكتابة ومدى قدرته على الاستبصار والتأمل وتغريب العادي والمألوف والغوص إلى بواطنه المضطربة بالهواجس والتساؤلات والرؤى والبحث عن المعاني وخلقها ثم تقويضها والتفاوض مع الحياة وإغراءاتها وتهديداتها الدائبة. السير العظيمة المدونة لم تخلقها الوقائع الفعلية في حياة الإنسان، بقدر ما خلقتها الكتابة نفسها. وقيمة السيرة تتمثل في قيمة النص نفسه لا في الواقع الخارجي الذي يفترض أن النص يسعى إلى تسجيله، وإلا تحول نص السيرة إلى ما يشبه التحقيق الصحافي أو ملف الاعترافات التي تفضي إليها التحقيقات الأمنية. كشأن أي عمل فني أو أدبي، فإن السؤال في مقاربته وتقويمه وتذوقه ليس: ماذا؟ وإنما هو: كيف؟ وفي كيفية القول تتشكل القيمة والمعاني. لذا فإن أقل السير قيمة من النواحي الأدبية هي التي يحتاج قارئها إلى التحقق من مدى مطابقتها للواقع. هل وقع هذا الذي يذكره كاتب السيرة حقاً؟ ربما صحّ هذا في سير السياسيين الذين كانت لهم أدوار في الحياة العامة والتحولات السياسية الهامة، ولم يسجلوا سيرهم لتكون نصوصاً أدبية، وإنما لتكون وثائق تاريخية، ولكنه لا يصحّ في السير ذات الطابع الأدبي». الأهلية للنشر والتوزيع، عمّان 2016؛ 511 ص. جولان حاجي: «ميزان الأذى» في سنة 2006 أصدر الشاعر السوري جولان حاجي مجموعته الاولى، «نادي في الظلمات»، التي أطلقت صوته الشخصي ضمن كوكبة من الشعراء الشباب الكرد (علي جازو، خلات أحمد، مقداد خليل، لقمان محمود، آخين ولات، أوميد، كاميران حرسان، عماد الدين موسى، جوان فرسو، دلدار فلمز، اسماعيل كوسة، ماجدة داري، محمد عبدي…). في ما بعد سوف يصدر حاجي ثلاث مجموعات: «ثمّة من يراك وحشاً»، «اخترتُ أن أسمع»، و»الخريف، هنا، ساحر وكبير»؛ وهذه سوف تعكس سمات أسلوبية راسخة في قصيدته، خاصة تنويع شكل قصيدة النثر، بين السطر الطويل والفقرة المديدة والكتلة؛ واعتماد لغة طليقة تتقصد التحرّر من التراكيب الصرفية التقليدية، أو مناخات «قصيدة التفاصيل» و»الومضة»، سعياً إلى منطقة وسيطة في الصياغة تجمع بين اليوميّ والذهني؛ الأمر الذي جلب على الشاعر صفة صاحب «اللغة المترجَمة»، نظراً لاطلاعه على الشعر الغربي، والأمريكي بصفة خاصة، واشتغاله بالترجمة. وقصائد هذه المجموعة الجديدة كُتبت على امتداد الفترة بين 2005 (القصيدة الطويلة «جندي في مصحّ»)، و2015؛ وهنا مقطع من قصيدة «ما يعرفه المتعبون»: مهشم في فراشي. مرّة، على الأقلّ، جزمتُ: خيراً لي لو لم أولد. خير لي أن أنسى. أنا المتلصص على نوم أبي، الغريبُ، المتهرّب المراوغ، بنعلين من فلّين أذرع الحياة: اليوم لن أقوى على النهوض، إذا شبابيك السماء اتسخت، وأمسى جسدي مقعداً خالياً لغبار مجهول في غرفة قصية معتمة. أتهالك في القيظ. كأنها الحمى مرّة أخرى. الشمس تنفخ في عينيّ نوراً يذوب كقبلة مرّة. هذا النهار الطويل، استدرت بوجهي عبر النافذة الواسعة. ما عدت أطيق المزيد، قلتُ وكنت وحدي. كانت الغصون تزهر صرخات بيضاء صغيرة. منشورات المتوسط، ميلانو 2016. 94 ص. محمود عبد الغني: «أكتب إليك من دمشق» الكاتب المغربي محمود عبد الغني شاعر في المقام الأول، له ستّ مجموعات، كانت «حجرة وراء الأرض» أولها، وصدرت سنة 1997. وهو باحث، نشر عدداً من الدراسات النقدية، حول السيرة الذاتية بصفة خاصة؛ كما نقل إلى العربية روايات وقصائد ودراسات فلسفية ونقدية. روايته هذه هي الثانية، بعد «الهدية الأخيرة»، 2012، التي نالت جائزة المغرب في السرد؛ وهي تروي عن ناسخ مغربي حسن الخطّ واسع الاطلاع يعيش في مدينة فاس خلال القرن الثاني عشر الميلادي، ويتلقى دعوة للمشاركة في نسخ جماعي لكتاب «تاريخ دمشق» الذي يقع في 80 مجلداً، سيكون نصيبه منها عشرة مجلدات. ومنذ أن وصلت الدعوة وهو يعدّ العدة مادياً ونفسياً، يسأل ويقرأ عن «أمّ الشام»، وعن ابن عساكر، وهو في غمرة الإعداد لفنّ النسخ في المغرب. يتقدم السرد، وتتبدل معه أحوال السارد: كيف يهجر زوجته وحبيبته ويتركها في فاس؟ وكيف ستستقبله دمشق؟ كيف سيلتقي الحافظ ابن عساكر؟ من هم النسّاخ الذين سيشاركونه عملية النسخ الجماعي؟ من خلال الجواب السردي على هذه الأسئلة تقترح الرواية مناخاً معرفياً وتخييلياً عن دمشق المتخيلة، وعن ابن عساكر كما هو موسوم في ذهنيات المغاربة، وعن النسخ، والأماكن الدمشقية التي سيتعرف عليها، وكيف ستحيله إلى حواضر عربية أخرى. يكتب الناسخ: «كان لا بد من وضع نفسي، أنا المغربي، في نقطة بعيدة. بعيدة كالذكرى أو الطيور التي كانت تحلق حول أشجار دمشق وتغني على أغصانها. نقطة لها من قوة الرياح الهائمة التي كانت تهتف فوق القمم الخضراء وتُشعر دمشق بنغماتها الشاملة. وها اليوم خارت كل قوّة، وبدأت القلوب، الأيدي والجباه، تبحث عن شيء ظليل، أو فيه ظلّ. نحو الماضي، يعود إيقاع كل شيء. نحو نقطة بعيدة سلمية ومسالمة. فأين دمشق، والدمشقيون، منها؟». دار العين، القاهرة 2016؛ 236 ص. Charles Lister: «The Syrian Jihad» العنوان الكامل لهذا الكتاب هو «الجهاد السوري: القاعدة، الدولة الإسلامية، وتطوّر عصيان»؛ وهو، بالتالي، يتناول انطلاق الثورة ـ حسب تسمية المؤلف ـ ضدّ نظام بشار الأسد في سوريا، وكيف كانت لها عواقب لم تكن من ضمن أهدافها. أبرز تلك العواقب تمثلت في إتاحة الفرصة أمام «الجهاد السنّي» لتأسيس موقع في قلب الشرق الأوسط، ولتوسيع نطاق العنف في سوريا ذاتها، وكذلك في العراق، واستدراج آلاف الجهاديين الأجانب إلى ساحات القتال في هذين البلدين. والمؤلف، شارلز ليستر، وهو أحد أبرز الاختصاصيين في شؤون الجهاد الإسلامي المعاصر، يناقش صعود منظمات جهادية سنّية مثل «جبهة النصرة» و»الدولة الإسلامية» منذ سنة 2011، ويشرح مضامينها العقائدية والتبشيرية، ويحدّد تموضعها على خريطة الحركات الجهادية العالمية. كذلك يحرص ليستر على وضع «العصيان» السوري ضمن سياقات عوامله الخارجية، وبينها الدروس الاستراتيجية والتكتيكية التي يمكن استنتاجها من مناطق النزاع الجهادي الأخرى، والترابط المركّب بين «القاعدة» و»الدولة الإسلامية» ضمن المضمار الجهادي السوري. الكتاب ينقسم إلى أربعة فصول، يتناول أولها تشخيص عناصر المشهد (كسر الحواجز خلال حركة الاحتجاجات المبكرة، واهتزاز الاستقرار الخادع، وغزل النظام السوري مع التيارات الجهادية)؛ ويبحث الفصل الثاني في اقتحام المشهد من جانب الجهاديين («النصرة»، خلال 2011 وحتى 2013، من التشكل وحتى الهيمنة)؛ والثالث يناقش تأسيس «الدولة الإسلامية» وانخراطها في صراعات، ومواجهات، مع «القاعدة» والحركات الجهادية المنافسة؛ وأمّا الفصل الأخير فيخصصه المؤلف لبنية «الدولة الإسلامية»، من حيث الخلافة والإمارة والولاية. Oxford University Press, New York 2016, 500 p. |
عدسة الكاميرا تسعى لشراكة متوسطية من خلال الصورة: مهرجان الصورة الرابع أرخ للسينما وبيروت ونأى عن أرواح استوطنت قعره Posted: 21 Jan 2017 02:07 PM PST بيروت ـ «القدس العربي»: تتألق الصورة الفوتوغرافية في موعدها السنوي الرابع على التوالي في بيروت في مهرجان «فوتوميد». صور من حوض المتوسط تحاول اللقاء مع الشعوب بعد فشل الآخرين. فما حطمته السياسة والحروب من مشاعر وحقائق يمكن للصورة أن تقوله. بقي الكثير لم تقله تلك الصور التي غطت أرجاء بيروت في معارض توزعت في اتجاهات أربعة إلى عدد من الغاليريهات، ويستمر حتى الثامن من شباط/فبراير. غياب صارخ لصورة تعبر عن أنين هذا البحر الذي أخفى في أعماقه أسرار مئات ومئات من البشر الهاربين من الظلم والموت. البحر الذي صار مدفناً مائيا أشاح المنظمون العين عن التراجيديا التي يجسدها حاضره. وفي السؤال أين هي تلك الصورة التي صارت خبراً إعلامياً شبه يومي؟ جاء الجواب أننا حاذرنا الفخ السياسي؟ وهو ليس بالجواب الشافي. كثيرون يجذبهم مهرجان «فوتوميد» من الدول العربية، وايطاليا، وفرنسا وحتى سويسرا. فليس بالضرورة أن تكون العين متوسطية الولادة، فمن المشاركات مصورة سويسرية أرخت عدستها الطريق العتيق بين تنورين ودوما في الشمال. يتميز المهرجان بألق واضح للأبيض والأسود اللون البكر للصورة. إنها الحياة في صورة تنبض ببشر وحجر ومشاعر. هواة ومحترفون، كل منهم يبذل جهداً في لعبة الضوء كأصل للصورة. للمعرض عناوين ثلاثة هي الصورة السينمائية، مدينة بيروت والشعر من تحت الأنقاض أو محطماً. دانيال عربيد مخرجة لبنانية ارتبط اسمها بأفلام ناجحة ومثيرة للجدل وآخرها «باريسية». نفترض أن تكون الصور التي تشارك بها تحت عنوان «فتيات مثيرات» هي الأكثر تعبيراً عن السينما كثيمة أرادها «فوتوميد» في نسخته الرابعة. أولت عربيد اهتماماً لافتاً للمرأة في أفلامها، وهو اهتمام يتكرر كذلك في صورها. تضحك عندما نسألها وماذا عن تحطيم القواعد وتقول هو صيت اكتسبته ورضيت به بناء لمقولة والدتي «صيت غنى ولا صيت فقر». الكاميرا رفيقتي أصور خلال التحضير لأفلامي قبلها، خلالها وبعدها. أصور أصدقائي، الممثلين الذين أعمل معهم، واللحظات المفصلية من كل فيلم. أصور بطريقة حرّة، أشق طريقي كمصورة، وفي لحظة الشعور بضرورة التصوير أفعل دون إدعاءات كثيرة. 40 صورة لدانيال عربيد في «دو بيروت» تنتظر الجمهور الذي سيقارن بين عينها كمخرجة تلتقط اللحظات الحساسة جداً، وكمصورة تقدم موضوعاً للمتفرج. صورها تجسد اللحظات الهشة في أفلامها. صورت ممثلاتها، فظهرن وكأنهن لوحات زيتية، وكأنها فنانة تجسد حركة الموديل وأحاسيسها. إذ ثمة مشاعر متداخلة في صورها. عدستها قريبة من المشاعر وخاصة عند النساء. صور فتياتها جريئة كما صورها في أفلامها وخاصة «باريسية» حيث راحت بطلتها نحو قمة التجريب في حياتها الشخصية، دون التفات إلى أي نظرة فضول من أحدهم. أما لقطاتها للمدينة خلال الليل ففيها عين المخرجة المحترفة للعبة الضوء والعتمة. معرضها الأول كان في باريس في غاليري «سينما» وامتدّ لشهرين. تخبرنا عربيد أنه ترك المراقبين يقولون لها «كم تشبه أفلامك صورك»! وتضيف: صورتي تحكمها السرعة والضوء، واجتهد لالتقاط التعبير الداخلي. المصور الإيطالي سيرجيو ستريزي الذي رحل سنة 2004 بعد أن رافقت عدسته كبار المخرجين موثقاً أفلامهم، كانت صوره محرضاً أساسياً كي يحمل «فوتوميد» 2017 ثيمة السينما، وله صورة الممثلة مونيكا فيتي صاحبة النظرات الغامضة التي شكلت صورة المعرض الأساسية. جميع الممثلين بدءاً من خمسينيات القرن الماضي رغبوا في صورة من عدسته المثيرة للاهتمام. أما تعاونه الذي أنتج غزارة غير مسبوقة في الصورة السينمائية فكان مع أنطونيوني بخاصة في أعماله الرائعة «الليل، الخسوف والصحراء الحمراء». ستريزي كان يهوى التحدي تماماً كما هو أنطونيوني. صور ستريزي التي أتيح لنا معاينتها تقدم الأبيض والأسود بأناقة وبساطة، والألوان الحيوية بإغواء ملحوظ. من ترك المشاعر تخترق حاجز الصورة، كان له أيضاً إثارة القلق فينا من صورة مدينة خالية من أهلها ومن كل حياة. المصور الإيطالي القدير تمكن من ترك الوحدة الكامنة في شخصيات بعض المخرجين أن تصرخ معبّرة. وكانت للنساء في الأفلام حصة كبرى من عدسته ومعهن القراءات التي قالت ان الصورة لديه تتميز بالخصوبة. بيروت من عناوين المهرجان وشاهدناها في مواضيع كثيرة وبعدسات محلية وأجنبية. تجسدت المدينة عبر صور ليلية تناقض حالة الضوء مع جوليو ريموندي. في رأيه ضاعت بيروت التي كانت. اندثرت هويتها المعمارية والشعبية. لكنها في الليل تعود إلى أصلها. تصبح أكثر إنسانية وهدوءا. وهذا ما قالته صوره عن بيروت ليلاً والتي التقطها بين 2009 و2010. صور فيها دفء المدينة، حتى وإن تخلله القلق في أحيان كثيرة. في رأي ريموندي الذي عرفناه من خلال قراءة مجموعة صوره أن بيروت التي صورها ليلاً تشبه بيروت التي كان يعرفها قبل الحرب الأهلية. إنها أجواء المدينة في العتمة وغياب الكهرباء. فهل هو الزمان المعلق الذي ينتظره بعض من عرف بيروت من قبل؟ ربما. آثار الحرب على السوريين لم تعد حدثاً طارئاً في لبنان، بل من صلب الحياة العامة. كاميرا جورج عودة راحت إلى الحالة الإنسانية للشبان اليافعين السوريين المنتشرين في كل لبنان. صورة لثلاثة منهم أظهرت كماً من الترابط والتضامن فيما بينهم. هم دون شك يقولون دون أن ينطقوا أنهم يحاولون الانتماء للبيئة التي انتقلوا إليها حديثاً. جورج عودة قدم صوراً عفوية، أظهرت عمقاً في نظرات أصحابها.عفوية لم تستفز الإنسان الذي صوبِت العدسة نحوه، فعودة تميز بعين الأخوة التي يحتاجها من ترك بيته إلى أرض جاره وأخيه. كريستين علوي فرنسية مغربية قضت ابنتها الشابة في تفجير إرهابي في واغادوغو في المغرب قبل سنة. هي مصورة منذ زمن طويل وأطفالها الثلاثة يدفعونها لعرض أعمالها. تقول لنا: قبل ستة أيام من موت ابنتي ليلى المفجع قالت لي: «ماما اخترت لك 16 صورة وعليك إيجاد طريق لعرضها مع أخرى من اختيارك يجب ان تنظمي معرضاً». وتتابع علوي: هذا صعب جداً بالنسبة لي. فليلى هي قيمة معرضي وليست موجودة، جميع أصدقائي قالوا يجب تحقيق رغبتها وها أنا أفعل. صور كريستين التي التقطت في سبعينيات القرن الماضي بين المغرب ونيويورك حيث استقرّت العائلة لسنوات، فيها الكثير من العواطف، وتجمع بين البشر ومشاهد حية لأمكنة متنوعة. عبرت علوي عن تقديرها لأن يجمع «فوتوميد» شعوب المتوسط من خلال مشاعر الصورة في وقت يزداد فيه التباعد للأسف. حسب المصور اللبناني طوني حاج عضو اللجنة المنظمة لمهرجان «فوتوميد» فإن عنوان كل معرض تحتمه الصور التي قُدمت من قبل المصورين من حوض المتوسط. هذا العام غلبت صور تذكرنا بالسينما من عقود مضت خاصة من قبل مصورين ايطاليين. المهرجان يتيح فرصة ابراز صور من المتوسط سواء كان المصور ينتمي إليه أو بعيد عنه. ولأننا حيال عنوان سينمائي كانت مونيكا فيتي الممثلة الإيطالية المعروفة في الفيلم الأول بالألوان للمخرج أنطونيوني هي نجمة البوستر. وأضاف: نهتم في اختياراتنا بتقديم موضوعات تمكن الجمهور اللبناني من التواصل معها، والأهم هو المزج بين الصورة العالمية والمحلية. مدير مكتب السياحة في باريس ونائب رئيس «فوتوميد» لبنان، سيرج عقل رأى أن مهرجان الصورة يعمل لتقريب الشعوب وتواصلها ولو عبر الصورة. وتعود أهميته لكونه يجمع بين المحترفين والهواة من المصورين. وفي الدورة الرابعة استقطب مصورين من ايطاليا، اسبانيا، سويسرا، تونس والمغرب وغيرها. لسنا بصدد عرض للصور فقط يقول عقل: بل كذلك تبادل الخبرات وتشجيع الهواة عبر ورشات عمل وتدريب. ويتيح المهرجان للمصور اللبناني أن يتعرف إلى غيره، وأن يقدم صورته للآخر. وبالسؤال عن غياب صورة الموت اليومي التي تترصد الهاربين عبر القوارب في المتوسط يقول عقل: لم يكن الموضوع غائبا عنا كلجنة منظمة، وكذلك الحرب القائمة في سوريا كبلد متوسطي. لكننا وجدنا ضرورة لتسليط الضوء على الصورة الإيجابية. حاذرنا الموضوع لأننا حاذرنا السياسة في لحظة ما! عدسة الكاميرا تسعى لشراكة متوسطية من خلال الصورة: مهرجان الصورة الرابع أرخ للسينما وبيروت ونأى عن أرواح استوطنت قعره زهرة مرعي |
75 عاماً على ظهوره و60 عاماً على رحيل بطله: فيلم «كازابلانكا» ما زال يُبْهِر عُشّاق الفنّ السّابع Posted: 21 Jan 2017 02:07 PM PST مدريد ـ «القدس العربي»: بمناسبة مرور ستين عاماً على رحيل البطل الأسطوري لأشهر فيلم أنتجته هوليوود أوائل الأربعينيات وهو فيلم «كازابلانكا» عاد الحديث عنه في مختلف الأوساط الأدبية، والنقدية، والسّينمائية في أوروبا وأمريكا على وجه الخصوص، إذ في 14 كانون الثاني/يناير من عام 1957 توفي بطل الفيلم همفري بوغار بعد أن بصم على الشاشة الكبيرة إحدى أكبر الأساطير الرومانسيّة في تاريخ الفنّ السابع. وبعد أن خلّف لنا عشرين فيلماً دخلت برمّتها تاريخ السّينما العالمية من أوسع أبوابها، وفي طليعتها فيلم «كازابلانكا» الذي بَهَر عشّاق الفنّ السّابع، وسَحَر المشاهدين جيلاً بعد جيل، وأصبح تراثاً إنسانياً مشتركاً في عالم السينما. وبغضّ النظر عن العشرين فيلماً الأخرى التي مثّل فيها دور البطولة، فإنّ فيلم كازابلانكا هو الذي جعل همفري بوغار يتدثّر بأردية الرومانسيّة الحالمة في أبهىَ صورها عندما يقع في غرام الممثلة السّويدية الرّقيقة ذات الحُسن الباهر انغريد بيرغمان. ستّون عاماً مرّت على رحيل هذا الممثل الغريب الأطوار، وخمسة وسبعون عاماً على ظهور الفيلم الذي ما فتئ يخطف أنظار المشاهدين، ويحصد إعجابهم، وقد حزّ في قلوب عشّاق الفنّ السّابع عندما رأوا البيانو الشّهير الذي كان يتوسّط الصالون الكبير لمقهى «ريك» في المدينة البيضاء الذي كان يعزف عليه ديلي ويلسون أغنية «يجب ألاّ يَغرُبَ هذا عن بالك، قُبلة إنما هي مُجرد قُبلة» قد زُجّ به بين بضائع قديمة، وكراكيب مهترئة ليباع في المزاد العلني. ويتساءل الناقد السّينمائي الإسباني خابيير كورتيخو: كيف يُعقل أنّ فيلما كُتب بطريقة عفوية إرتجالية على عجل، قد تحوّل إلى كتاب السينما المقدّس، وكيف يمكن لفيلم وُلد من رحم عمل مسرحي، إذ هو مُستوحىً من مسرحية «الجميع يؤمّ مقهى ريك» لمُورَايْ بَارنيت وجون أليسون أن يتحدّى مرور الزمن، وأن يتأقلم مع مختلف تقاليع الموضة، والتيّارات والميول المستجدّة والمتواترة، بل وحتى مع بعض التأويلات الملتوية ليخلد في ذاكرة تاريخ السينما؟ كيف أمكن لموسيقاه أن تظل خالدة ولا يمرّ عليها الزّمن؟ الأمر يبدو كما لو كان قد مسّته مسحة أو مسّ من سرّ أو سحر، أو غلفته معجزة مّا. رقّة وخشونة يُعتبر فيلم «كازابلانكا» من أجمل الأفلام الفريدة في تاريخ السينما الأمريكية التي جسّدت الرومانسية الحالمة لقصّة حبّ عارمة إبّان الحرب العالمية الثانية، وقد جمع الشريط بين نعومة ورقّة انغريد بيرغمان، وخشونة همفري بُوغار، وأصبحت العديد من الجُمل والتعابير التي نطقها البطلان في الفيلم تشكّل إرثاً حيّاً في الثقافة اللغوية الشعبية داخل أمريكا وخارجها، مثل عبارة: «اعزفها يا سام» أو «دائماً تبقى لنا باريس». ففي مناسبتين مختلفتين من الفيلم يطلب البطلان من «سام» (ديلي ويلسون) كلُّ واحدٍ منهما على انفراد عزف المقطوعة الموسيقية الساحرة نفسها (انسياب الزّمن أو مروره) على البيانو الذي كان يتوسّط مقهى «ريك» في قلب مدينة الدار البيضاء المغربية. حرب وجاسوسيّة يبدو الفيلم في البداية كشريط يدور موضوعه عن الحرب والجاسوسية لإثارة الحماس، وتأصيل وبثّ حبّ الوطن لدى المواطنين الأمريكيّين في زخم الحرب العالمية الثانية، حيث يظهر البطل (بوغار) وكأنّه في البداية لا يريد أن يحشر نفسَه في هذا النزاع إنطلاقاً من مدينة الدار البيضاء (كازابلانكا) إلاّ أنه في الأخير يتخلّى عن محبوبته لصالح مناهضة الفاشية. على الرغم من مضمون الفيلم الايديولوجي ومحتواه الحربي إلاّ أنّ كازابلانكا يتذكّره الجميع كفيلم يدور موضوعه عن الرومانسية الحالمة، وكأنّه غدا في نظر كثير من المشاهدين قصيدة، أو قصّة حبّ مصوّرة يحفظها العشّاق عن ظهر قلب. فلا عجب إذن إذا احتلّ الرتبة الأولى في قائمة «المعهد الأمريكي للسينما» كأعظم قصّة حبّ في تاريخ السينما الأمريكية، والرتبة الأولى كأحسن سيناريو سينمائي حسب «نقابة كتّاب السيناريو» في الولايات المتحدة الأمريكية. الفيلم من إخراج مايكل كرتيز وحصد ثلاث جوائز أوسكار. وبمناسبة مرور سّبعة العقود على هذه التحفة السينمائية أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية فعاليات الاحتفال بالذكرى السبعين لعرض الفيلم لأوّل مرّة عام 1942 بتقديمه في مسرح «وارنر» التابع للمتحف التاريخي الأمريكي بواشنطن. مقهى ريك مقهى «ريك» الذي دارت فيه أحداث الفيلم لم يعد خيالاً في مخيّلة المشاهدين الذين شاهدوه واستمتعوا به، بل أصبح حقيقة ماثلة بعد أن قرّرت مواطنة أمريكية تدعى كاثي كريغر عام 2004 افتتاح مقهى كبير في قلب مدينة الدار البيضاء يحمل اسم «ريك». المقهى الذي رآه المشاهدون في الفيلم كان أقيم في أحد استوديوهات هوليوود. وكان السيّاح الأوروبيّون وبشكل خاص الأمريكيّون الذين يزورون الدار البيضاء لا يجدون أثراً له وها هي ذي الأسطورة تصبح اليوم حقيقة. ويرتاد المقهى زوّار من مختلف أنحاء العالم يحتسون فنجانَ قهوة، أو يشربون كأسَ شاي مُنعنع وهم ينظرون بإعجاب إلى الصّور الكبرى (أبيض وأسود) التي تعلو جدرانَه المخمليّة لبطلي الفيلم انغريد برغمان، وهمفري بوغار. 75 عاماً على ظهوره و60 عاماً على رحيل بطله: فيلم «كازابلانكا» ما زال يُبْهِر عُشّاق الفنّ السّابع محمّد الخطّابي |
علي الحبسي في حوار خاص لـ«القدس العربي»: تغيير القانون تسبب في انهيار المنتخب العماني! Posted: 21 Jan 2017 02:07 PM PST دخل مبتسماً كعادته في يوم لندني بارد… صافحني بحرارة وود، وكأن غربة لندن تضفي معزة خاصة على كل لقاء عربي… هذا الفارس الأسمر الطويل القامة… ابن سلطنة عمان كانت له صولاته وجولاته في الدوري الأشهر في العالم… جاء له قبل 12 عاماً وظل صامداً مطلوباً ومرغوباً ومحبوباً من مشجعي فرقه. علي عبدالله بن حارب الحبسي، حارس المرمى العماني، الذي كسر الجليد عن صعوبة احتراف اللاعب الخليجي في الكرة الأوروبية، وكسر حاجز التألق العربي في الملاعب الانكليزية، فلم يصمد طيلة هذه المدة سوى هذا الحارس المتألق، الذي تذوق حلاوة الانتصارات والنجاحات مثلما تذوق مرارة الخيبات والاخفاقات، لكن يظل أسطورة… حالة فريدة في عالمنا العربي، بفضل انضباطه واحترافه وحزمه في التعامل مع هذه التجربة، رغم طول مدتها. التقيته في المرة الأولى في حوار، قبل عشر سنوات، في العاصمة التايلندية بانكوك، لم يكن حينها ترك بصمة في الكرة الانكليزية، ولا حتى شارك مع فريقه بولتون الذي ظل معه احتياطياً، لكن ابتسامته لم تتغير… ثقته في نفسه تعززت… وقدرته على تقدير ما جنى طيلة الأعوام الماضية بات جلياً ومفهوماً… هو ابن السلطنة، ابن ولاية المضيبي في المنطقة الشرقية، والتي ولد فيها قبل 35 عاماً، وبسبب طوله الفارع كان سهلا ان يجد مركزاً في حراسة المرمى في فريق ولايته المحلي المضيبي، في الدرجة العمانية الثانية، حيث أمضى معه اربع سنوات من 2008 حتى 2002، خلال عمله الأساسي رجل اطفاء، حيث تشكلت عنده أساسيات الالتزام والسلوك الانضباطي، التي ساعدته كثيراً خلال احترافه الاوروبي، ومثل منتخب عمان للناشئين تحت 19 عاماً، حيث أعجب به مدرب الحراس الانكليزي جون باريدج، الذي كان ضمن الجهاز التدريبي للمنتخب العماني، وحاول حثه على اللعب في اوروبا، وتحديداً في انكلترا، وفعلا حاول جهده، لكن الحبسي لم يف بكل شروط الاحتراف التي تتطلبها وزارة العمل البريطانية، لكن في العام 2002 انتقل النجم الواعد الى نادي الدرجة الاولى النصر، حيث تألق معه وساهم في فوزه بكأس السلطان قابوس في 2003، قبل ان يخطو خطوته الأولى في ذلك العام نحو تذوق طعم الكرة الأوروبية، حيث ترك حرارة الخليج والشمس الدافئة للسلطنة، الى البرد القارص وجليد اسكندنافيا في مدينة أوسلو النرويجية، حيث لعب مع فريق لين 3 سنوات، حتى العام 2006، وكانت تجربة هيأته الى المسرح الكبير في الكرة الانكليزية، عندما ضمه بولتون، وكان حينها يدربه مدرب انكلترا السابق وكريستال بالاس سام أولاردايس، وكانت الفكرة ان يكون الحبسي احتياطيا للحارس الاول الفنلندي يوسي ياسكيلاينن، ولذلك لم يشارك الحبسي في أي مباراة في موسمه الأول، لكن في سبتمبر 2007 لعب مباراته الأولى لبولتون في كأس المحترفين أمام فولهام، وفاز فريقه 2/1 بعد وقت اضافي. وخلال موسم 2007/2008 لعب الحبسي 15 مباراة لبولتون، أبرزها كانت مشاركته في المباراة ضد بايرن ميونيخ في كأس الاتحاد الأوروبي، حيث تألق وذاد عن مرماه ببسالة، ولعب بعدها مباراته الأولى في الدرجة الممتازة امام ويغان، الفريق الذي سيرتبط معه بتاريخ رائع لاحقاً، في ديسمبر 2008. وبسبب تألقه وعروضه الرائعة، مدد بولتون عقده معه حتى 2013. وفي 2009، لعب الحبسي دوراً كبيراً في أكبر انجاز في تاريخ منتخب بلاده، عندما قاد منتخب عمان الى الفوز بكأس الخليج للمرة الأولى في تاريخه، في بطولة أقيمت في أرض السلطنة، وأختير حينها الحبسي أفضل حارس في البطولة، وسط كوكبة من النجوم في منتخب بلاده. وفي العام التالي، وتحديداً في صيف 2010 انتقل الحبسي من بولتون الى ويغان على سبيل الاعارة حتى نهاية الموسم، وكانت مشاركته الأولى مع الفريق في كأس المحترفين أمام هارتليبول في 24 أغسطس/ آب، وبعدها بأربعة أيام لعب مباراته الأولى في الدوري امام توتنهام، وبسبب تألقه وابداعه، اختارته رابطة مشجعي ويغان لاعب العام في الفريق، قبل ان يحول ويغان انتقاله من اعارة الى انتقال كامل في صيف 2011. ودفع ويغان 4 ملايين جنيه استرليني الى بولتون نظير التنازل عن خدمات الحارس العماني، الذي وقع على عقد لأربع سنوات، وبات رويدا رويدا يسطع نجمه في البريميرليغ، وبرز كأفضل حارس يتصدى لركلات الجزاء، بعدما أنقذ نحو 50٪ من ركلات الجزاء التي واجهها، وبين المسددين أسماء كبيرة كروبن فان بيرسي وكارلوس تيفيز وتشيشاريتو وميكيل أرتيتا، وبسبب هذا التألق ارتبط اسمه بالانتقال الى ليفربول وأرسنال. وجاء أبرز انجاز للحبسي مع الفريق في مساهمته في قيادة الفريق الى المباراة النهائية لكأس انكلترا امام العملاق مانشستر سيتي، والفوز باللقب في احدى أكبر مفاجآت المسابقة في السنوات الأخيرة. ولسوء حظ الحبسي فان ويغان هبط الى الدرجة الأولى، وأصبح مكان الحبسي مأرجحا بين أساسي واحتياطي، خصوصا بعد معاناته مع الاصابة، ليفضل الانتقال، بعد تعافيه، الى برايتون في الدرجة الاولى في 2014، ولعب على سبيل الاعارة لمدة شهر، ولعب مباراة واحدة فقط. وبعدما أخلى ويغان سبيله ولم يجدد عقده، انتقل الحبسي الى الفريق الطموح ريدينغ، الذي يلعب أيضاً في الدرجة الاولى، في صيف 2015، ووقع عقدا معه لسنتين، وبسبب تألقه الكبير خلال الموسم الماضي والحالي قرر ريدينغ تمديد عقده حتى 2019، على أمل أن يساهم في قيادته الى الدرجة المتتازة في ظل وجود المدرب الواعد والنجم الهولندي السابق ياب ستام. «القدس العربي» التقت النجم العماني المتألق، ودار بينهما هذا الحوار: أبارك لك على العقد الجديد مع فريقك ريدينغ والممتد حتى 2019. أشكرك… وأنا أيضاً سعيد بهذا الأمر. أنت الآن في الـ35 من العمر… هلى ستنهي مسيرتك في انكلترا؟ هذا سؤال صعب… ربما كان تفكيري يختلف في السابق، فعندما وقعت مع ريدينغ قبل موسمين قلت في نفسي ربما يكون هذا آخر عقد لي كلاعب محترف… لكن بفضل الله وبعد مرور سنتين ونصف السنة قدمت عروضا رائعة وكان أدائي مميزاً، فحصلت على جائزة افضل لاعب في الموسم من جماهير النادي في الموسم الماضي، وفي هذا الموسم حصلت على جائزة أفضل لاعب في النادي عن شهر أكتوبر، وأيضاً حصلت على اختيار أفضل حارس في تشكيلة الاسبوع في اكثر من مناسبة، وأشعر بتميز كبير لي مع النادي، بل هذا الموسم ربما يكون أفضل موسم لي منذ قدومي الى انكلترا. حتى أفضل من فترة تألقك مع ويغان قبل 4 أو 5 أعوام؟ نعم، حتى أفضل من تلك الفترة مع ويغان، وفعلاً أشعر ان هذا الموسم والموسم الماضي أفضل ما قدمت خلال مسيرتي في أوروبا. ما الاختلاف؟ هل تشعر أن بقدوم نجم مانشستر يونايتد السابق ياب ستام مدرباً للفريق ساهم في تألقك؟ فعلاً، هذا الموسم شعرت بالفارق بقدوم المدرب ستام، فهو أسطورة الدفاع حيث أحرز الثلاثية مع مانشستر يونايتد ولعب لميلان الايطالي ولعب في دوري أبطال أوروبا وأحرز لقبها، اذا نحن نتكلم عن لاعب يفهم كرة القدم وتسمع له عندما يتحدث، وبسبب خبرته الطويلة في الملاعب يستطيع ايصال المعلومة اليك بطريقة انت تريدها. هل هذا يعني ان كون ستام مدافعا سابقا جعل خطة الفريق دفاعية واستفدت أنت بدورك؟ لا على العكس، فأسلوب ستام ليس دفاعياً، بل هو يعشق الكرة الهولندية، الكرة الشاملة، وهو أسلوب يعتمد على حارس المرمى كثيراً، فاليوم اذا نظرت الى احصاءات الدرجة الأولى فستجدني من أكثر الحراس الذين يلعبون الكرة من الخلف. هذه عقلية مشابهة لما يريده بيب غوارديولا من حارسه في مانشستر سيتي؟ بالضبط هي العقلية ذاتها، حتى ان أسلوب اللعب متشابه، فاستحواذ فريق ريدينغ يعد من الأعلى ليس فقط في الدرجة الاولى (تشامبيونشب) بل حتى مقارنة بفرق الدرجة الممتازة (بريميرليغ)، لانه يعشق اللعب بطريقة الاستحواذ والضغط والتمريرات السريعة. الآن ريدينغ مملوك لرجل أعمال تايلندي، والفريق لم يعد مكافحاً بل طموح ويسعى الى الصعود الى الدرجة الممتازة… أهذا صحيح؟ بكل تأكيد هو طموح جداً، وحتى لو جئت ونظرت الى لاعبي فريق ريدينغ هذا الموسم ورأيتهم الموسم الماضي، سترى اختلافاً كبيراً، والواضح ان جميع اللاعبين يتفاعلون مع ستام هذا الموسم بطريقة واضحة وكبيرة، ويشعرون براحة كبيرة مع المدرب، ولهذا نرى أنهم يعطون أكثر الى الفريق والنادي. اذاً، كان أمراً مهماً أن يتمسك بك النادي ويمدد عقدك لموسمين اضافيين! بكل تأكيد، فعندما أكون حارساً عربياً ووصلت الى سن الخامسة والثلاثين (بداية الانحدار الافتراضي لحراس المرمى)، ويعرض علي النادي تمديد العقد، فهذا يعد أمراً كبيراً ومهماً، وهذا يعطيني دافعا أكبر للتألق ومواصلة تألقي، وأيضاً يعطيني مسؤولية تجاه تمثيل اللاعب العربي والخليجي أفضل تمثيل. ريدينغ حالياً في مركز متقدم في الدرجة الاولى خلف نيوكاسل وبرايتون المتصدرين، ما مدى فرصه في خطف بطاقة تأهل مباشر مع تبقي أقل من نصف الموسم بقليل؟ أرى أن فرصنا قائمة وقوية في اصطياد أحد الأولين، فخسارة نيوكاسل قبل أسبوعين، وتأجيل مباراتنا، يعطينا فرصة اللحاق به، وأيضاً خسارة برايتون تسمح لنا في العودة ومنافسته. والابتعاد بفارق 3 نقاط أو حتى 6 نقاط مع تبقي أكثر من 20 مباراة فهذا لا شيء، لكن أهم شيء بالنسبة لنا وعلى أقل تقدير أن نكون دائماً موجودين بيت الستة الأوائل كي نضمن الوجود في الملحق (البلاي أوف) على أقل تقدير، لكن مسألة الحلول في المركزين الأولين يحتاج الى جهد جبار وكبير جداً. هل هناك تفكير في دعم صفوف الفريق بضم لاعبين جدد؟ حتى الآن لم نضف أي لاعب جديد خلال فترة الانتقالات الشتوية، لكن أي شيء متوقع، وأتمنى أن تضخ الادارة بعض المال لاستقطاب بعض الوجوه الجديدة لان الموسم طويل جداً. طبعاً الادارة عكست طموحها هذا الموسم باستقطاب مدرب مثل ستام فلن تبخل بدعم الفريق! هذا صحيح… وسنرى ما سيحصل حتى نهاية الشهر الجاري. أنت لك الآن 12 سنة في الكرة الانكليزية، وصنعت اسمك مع ويغان رغم انضمامك الى بولتون في البداية، فكيف تنظر الى معانتك الفريقين منذ رحيلك عنهما خصوصاً ويغان؟ في الحقيقة عندما سقطنا الى الدرجة الثانية (ليغ وان)، وهذا كان بعدما فزنا بالكأس وسقطنا الى الدرجة الاولى (تشامبيونشب)، كان فعلاً أمراً صعباً وعشت حالة حزن على فريق عشت فيه خمسة مواسم، بينها ثلاثة مواسم في البريميرليغ وحصلت معه على كأس انكلترا، فمن الطبيعي أن تتألم، خصوصاً أن حب جماهير ويغان لعلي الحبسي ما زال كبيراً جداً حتى اليوم، حتى أنني في آخر مرة لعبت ضد ويغان (مع ريدينغ) وقف الجميع في الاستاد لتحيتي والتصفيق لي، وهذه من جماليات الكرة الانكليزية، وحتى جماهير بولتون ما زالت تحييني، وعندما يذكر اسمي يصفق لي الجميع. وهذه جماليات الكرة الانكليزية باخلاص الجماهير للاعب المخلص لناديه. ومهما انتقل اللاعب من ناد الى آخر لا تنساه الجماهير. كنت أول لاعب عربي يفوز بكأس انكلترا (2013)، لكنك لم تشارك في المباراة النهائية… كيف تشعر تجاه هذا الامر؟ لاعب كرة القدم اليوم عليه أن يتهيأ لجميع الظروف والاحتمالات، وكرة القدم هي كرة جماعية وليست فردية، واذا عدنا الى الوراء الى ذلك الموسم ستجد أنني لعبت في الدور قبل النهائي في استاد ويمبلي وفزنا على ميلوول، ولعبت دوري في انتصار الفريق بالكأس، لكن غالبية الجمهور العربي لم يكن يعرف لماذا لم يشارك علي الحبسي في المباراة النهائية، والحقيقة أنني كنت أعاني من أمور جداً صعبة، حتى أنني عقب المباراة الأخيرة لنا في ذلك الموسم أجريت جراحة في الكتف، فكنت مصاباً لفترة طويلة، وتحملت على نفسي كثيراً، وكانت مباراة نهائية، ولم يرد المدرب روبرتو مارتينز المغامرة بي في المباراة النهائية. فأنا أفتخر أنني من أحد صناع الانجاز وحصلت على الميدالية النهائية. قبل عشر سنوات التيقنا سوياً وسألتك ان كنت تفكر في اللعب في أحد الدوريات الخليجية، وقتها قلت أنها ستكون خطوة الى الوراء… هل ما زلت عند رأيك اليوم؟ والله اسألني هذا السؤال بعد سنتين (يضحك)… في الواقع لا يمكن أن أظلم حق الدوريات العربية والخليجية، بل العكس أنا خرجت من الدوريات الخليجية، وهي تتقدم وتتطور بشكل هائل وتشارك في المباريات النهائية لدوري أبطال آسيا، وهو يدل على قوتها وروعة لاعبيها، وتميز الفرق في جلب المدربين العالميين، والدوريات السعودية والقطرية والاماراتية تصرف أموالاً طائلة على تطوير فرقها، وسيأتي اليوم الذي أعود فيه الى الخليج، وأتمنى من كل قلبي أن أعود ليس كأسم فقط بل أن أضيف وأقدم الجديد الى هذه الدوريات. خلال الأعوام الـ12 التي أمضيتها في الكرة الانكليزية لم نر بروزا أو وجودا حتى، للاعب خليجي هنا… ما السبب؟ كانت هناك بعض المحاولات، فسامي الجابر وقع مع ولفرهامبتون لفترة بسيطة لأشهر، وياسر القحطاني ارتبط اسمه مع مانشستر سيتي، وأيضا عموري (عمر عبدالرحمن) ارتبط اسمه للمجيء هنا. وهي حقيقة من أمنياتي أن أرى لاعب خليجي يلعب في الدوري الانكليزي أو في الدوريات الاوروبية. كيف يمكن أن تحدث هذه الخطوة؟ يجب أن تكون الخطوة مدروسة من الاتحاد الكروي ومن الخبراء الذين يرون أي لاعب يمكن أن تتناسب شخصيته مع الاحتراف الخارجي، فنحن اليوم يمكن ان نرى فتى في الخامسة عشرة ونتنبأ ان كان سيصبح نجما أو لا، وهذا هو العمر الحقيقي الذي يمكن أن تحكم عليه. وأنا دائماً عندي مقولة انه اذا جلبت لاعباً أوروبيا الى مجموعة من اللاعبين الخليجيين فانه لن يضيف اليك شيئاً، لكن العكس صحيح، ان اللاعب الخليجي سيستفيد بوجوده بين مجموعة من الاوروبيين. ما الذي منع لاعباً مثل عموري من الاحتراف الاوروبي؟ في الحقيقة لا أعلم، لكن أستطيع أن اقول أن عموري موهبة رائعة، وفي الواقع ليس هو وحده ففي المنتخب الاماراتي هناك أيضاً أحمد خليل وعلي مبخوت، وأنا لعبت ضدهم ورأيتهم، ومن الحرام أن هؤلاء لم يحصلوا على فرصتهم في اللعب في أوروبا. هل تعتقد بتقدمهم بالسن ان الفرصة راحت عليهم؟ هم الآن في منتصف العشرينات تقريباً، وبتقدمهم في السن يصبح الامر صعباً لهم في الاحتراف الخارجي. لكن أستطيع أن أقول أن هذا الثلاثي أصحاب مواهب عالية جداً، والدوري السعودي أيضاً قوي جداً ويتمتع بجماهيرية عالية، ولا ينقصه سوى انتقال اللاعب السعودي الى الاحتراف الخارجي. كيف سيؤثر ذلك على الكرة السعودية؟ سيؤثر بالتأكيد بالايجاب، فهو سينعكس على طموح اللاعب السعودي بتقديم الأفضل، وأيضاً سيحتك مع خبرات أخرى على مستوى أعلى وسيعود عليه الامر بالنفع. وأنا أقول من خبرتي أن الاستفادة التي حصلتها خلال 15 سنة من اللعب في أوروبا كبيرة جداً، وأهمها استمراريتي الطويلة في العطاء. ننتقل الآن الى المنتخب العماني… كان هناك جيل ذهبي للكرة العمانية توجها بالفوز بكأس الخليج في 2009، لكن منذ ذلك الحين اختفى المنتخب العماني عن التألق على عكس التوقعات، فماذا حصل؟ كل منتخب في العالم يمر عليه جيل ذهبي، مثل الكويت في الثمانينات، والبحرين أيضاً كان قريبا من التأهل الى نهائيات كأس العالم، وقطر أيضاً لديها، وأيضاُ المنتخبات العالمية مثل البرازيل والمانيا وايطاليا، واليوم المنتخب الهولندي مثال حي على اختفاء جيلها الذهبي، فكل بلد يمر عليها جيل ذهبي، لكن اذا نظرنا الى المنتخب العماني في السابق فان الظروف ساعدته جداً، فاحتراف اللاعب العماني في الخليج كلاعب مواطن، ساعد اللاعب العماني ان يحتك بالدوريات المجاورة، بل شارك كنجم وبصورة أساسية مع الفرق، كمحمد ربيع وخليفة عايض مع السد القطري، وعماد الحوسني وحسن مظفر مع الريان، وفوزي بشير وسلطان الطوقي مع القادسية الكويتي واحمد حديد مع الاتحاد ومجموعة أخرى من اللاعبين الموهوبين، وكان اللاعب العماني مميزاً، والقانون ساعده جداً باعتباره خليجياً، لكن بعد الغاء هذا القانون، لم يتأثر اللعب العماني فقط، بل البحريني والعراقي ايضاً. هل تعتبره سبباً رئيسياً في هذا التحول السلبي للمنتخب العماني؟ نعم بكل تأكيد كان سبباً رئيسياً، لان عندما يكون اللاعب العماني يلعب مع الفريق الخليجي تحت ادارة مدرب متميز، وشغله وعمله هو فقط ممارسة كرة القدم، فانه بكل تأكيد سيتطور، واليوم في عمان لا وجود للاحتراف الحقيقي، فاللاعب العماني اليوم مواظب على عمله وعلى أسرته وعلى كرة القدم، فهو مشتت، ومع ذلك نحن على أمل وكلنا ثقة أن الكرة العمانية تعود الى عهد انجاز 2009. أخيراً… هل سنرى علي الحبسي عقب الاعتزال مدرباً ام اعلامياً أم غير ذلك؟ أنا بدأت في العمل الاعلامي بمساهماتي، في برنامج «العربي الرياضي» على التلفزيون العربي، لكن في أي مجال يمكن أن أضيف فيه الى الرياضة العمانية سأساهم في ذلك، ان كان في الادارة أو التدريب أو شيء. وأنت ماذا ترى نفسك؟ أنا بدأت، وانشأت أكاديمية «علي الحبسي» في عمان وسأساهم في تطويرها وسأفعل ما أمكنني لخدمة الكرة العمانية. ك كوادر من هو؟ الاسم: علي عبدالله حارب الحبسي تاريخ الميلاد: 30 ديسمبر 1981 (35 عاماً) مكان الميلاد: مدينة المضيبي – سلطنة عمان الطول: 194 سنتيمتراً مسيرته 1998-2002: المضيبي (عمان) 56 مباراة 2002-2003: النصر (عمان) 27 مباراة 2003-2006: لين أوسلو (النرويج) 62 مباراة 2006-2011: بولتون (انكلترا) 10 مباريات 2010-2011: ويغان (انكلترا) 34 مباراة (اعارة) 2011-2015: ويغان (انكلترا) 102 مباراة 2014: برايتون (انكلترا) مباراة واحدة (اعارة) منذ 2015 وحتى الآن: ريدينغ (انكلترا) 35 مباراة مسيرته الدولية منذ 2002: منتخب عمان (118 مباراة) ألقابه وانجازاته مع فرقه مع لين النرويجي وصيف بطل كأس النرويج (2004) مع ويغان بطل كأس انكلترا (2013) مع منتخب عمان بطل كأس الخليج (2009) وصيف بطل كأس الخليج (2004 و2007) ألقابه وانجازاته الشخصية أفضل حارس في كأس الخليج: 2003 و2004 و2007 و2009 و2011 أفضل حارس مرمى عربي للعام: 2004 أفضل حارس في النرويج للعام: 2004 أفضل لاعب للعام مع ويغان: 2011 علي الحبسي في حوار خاص لـ«القدس العربي»: تغيير القانون تسبب في انهيار المنتخب العماني! أبرز لاعب خليجي في الدوري الانكليزي وأفضل حارس عربي يحترف أوروبياً لندن ـ خلدون الشيخ |
عرب افريقيا… نجوم بارزون وفرق مغمورة! Posted: 21 Jan 2017 02:06 PM PST قبل انطلاق كأس الامم الافريقية في الغابون، كانت الترشيحات تعتبر المنتخبين العربيين مصر والجزائر من أقوى المرشحين للفوز باللقب، وكان منتخبا تونس والمغرب، من بين الأحصنة السود القادرة على هزم الكبار وقلب الطاولة عليهم، وربما نيل اللقب. ولم تكن هذه التوقعات مستغربة، فالمنتخبات العربية أحرزت نحو ثلث ألقاب المسابقة منذ انطلاقها في 1957، رغم ان غالبية الألقاب العربية كانت من نصيب مصر (7 ألقاب)، الا أن بقية الثلاثي المغربي والجزائري والتونسي ذاق طعم التتويج في السابق، لكن هل عكست بداية هذه المنتخبات الأربعة في هذه النسخة، أحقية ترشيحها بعد النتائج المخيبة؟ رغم أن كل منتخب عربي يحظى بنجوم من العيار الثقيل، خصوصاً منتخبي الجزائر ومصر، حيث بدا ان وجود رياض محرز واسلام سليمان نجمي ليستر بطل انكلترا، وياسين براهيمي نجم بورتو البرتغالي سيكون مرعباً للخصوم، لكن هذا لم يشعر به منتخب زمبابوي الذي نجح في إحراج «محاربي الصحراء» وانتزاع نقطة منه، حتى انه بات عقدة لمنتخب الجزائر بعدما فشل «محاربو الصحراء» في تحقيق الفوز على زيمبابوي في نهائيات كأس الأمم الإفريقية في مواجهتين جمعتهما الأولى في نسخة 2004 وانتهت بفوز زيمبابوي بنتيجة 2-1 والثانية في النسخة الحالية التي انتهت بنتيجة التعادل 2-2. وبعدما مني منتخب تونس بالهزيمة رقم 21 فى تاريخ مشاركاته فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية بعد الهزيمة من السنغال بهدفين دون رد، وخسر لقاءه الإفتتاحي في كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى منذ نسخة عام 2000 عندما خسر أمام نظيره النيجيري بنتيجة 4-2، فانه تكبد الخسارة الرسمية الأولى بعد مرور 18 شهرا على آخر خسارة له أمام منتخب ليبيريا بهدف دون رد في تصفيات أمم إفريقيا في الخامس من سبتمبر/ أيلول 2015. وعندما حان موعد لقاءي الجارين الجزائر وتونس، كان الفوز من نصيب الفريق صاحب النجوم الأقل رونقاً وبروزاً، أو هكذا اعتقد البعض، فبعد فوز تونس على الجزائر المخيب 2/1، خرج قلب الدفاع التونسي أيمن عبدالنور بتصريح مثير، معتبراً أن الاعلام بالغ في تضخيم لاعبي المنتخب الجزائري، وهكذا بدا أنه أصاب عين الحقيقة، بعدما ظهر المنتخب الجزائري بلا روح ولا هوية ولا عزيمة، ومن السهل القاء اللوم على المدرب جورج ليكنز، لكن الصحافة الجزائرية أدركت أن اللوم يجب ان ينال رئيس الاتحاد محمد روراوة، ولكن أضيف اليهما نجوم المنتخب أيضاً، الذين كان عقلهم مع انديتهم الأوروبية أكثر من المسابقة الافريقية. وفي المجموعة الثالثة، تلقى المنتخب المغربي هزيمة مفاجئة من منتخب الكونغو الديمقراطية بهدف نظيف، ما حرمت مدربه الفرنسي هيرفي رينارد من معادلة الرقم القياسي للمدرب المصري حسن شحاتة والذي لم يخسر في 18 مباراة متتالية في كأس الأمم، حيث جاءت هزيمة رينارد بعد 17 مباراة متتالية بدون هزيمة بالبطولة القارية. وواصل منتخب المغرب نتائجه المخيبة في كأس الأمم الأفريقية بعدما فشل في تحقيق الفوز في مستهل مشواره بالنهائيات منذ نسخة 2008 عندما اجتاح نامبيا 5/1. وفي المجموعة الرابعة، لم يتمكن لاعبو مصر من الثأر من مالي بعد غياب 23 عاما، وتحديدا منذ أمم إفريقيا 1994، عندما فاز وقتها المنتخب المالي على نظيره المصري بهدف نظيف في ربع نهائي البطولة القارية. وكان الاكثر خيبة في هذا التعادل السلبي النجوم محمد صلاح (روما الايطالي) ومحمد النني (أرسنال الانكليزي)، بل الذي جذب الأنظار في ليلة كئيبة كان الحارس المصري عصام الحضري الذي حقق رقما قياسيا، حيث أصبح أكبر اللاعبين سنا في تاريخ البطولة، ليحطم الرقم القياسي المُسجّل باسم مواطنه المهاجم السابق في المنتخب حسام حسن، الذي شارك في بطولة 2006، وعمره 39 عاما. بعد مرور جولتين من المسابقة الافريقية، من المنطقي القول أن تتويج منتخب عربي باللقب سيكون مفاجئاً، الا اذا انتفض النجوم ليشكلون معاً فريقاً يحسب له حساب. twitter: @khaldounElcheik عرب افريقيا… نجوم بارزون وفرق مغمورة! خلدون الشيخ |
بعد خمس سنوات من الانفصال: التعاون المشترك هو المخرج الوحيد لاقتصاد الخرطوم وجوبا Posted: 21 Jan 2017 02:06 PM PST الخرطوم ـ «القدس العربي»: بعد خمس سنوات من انفصال دولة جنوب السودان عن السودان بدت الحاجة واضحة لإعادة العلاقات بين الدولتين خاصة في المجال الاقتصادي، حيث وقع ضرر بالغ على الطرفين وتدهورت الأحوال بشكل مريع سواء في جوبا أو الخرطوم. وتعاني الحكومة السودانية، من صعوبات اقتصادية بالغة منذ فقده لمورد النفط الذي تقع معظم حقوله في الجنوب، الأمر الذي جعلها تحرّر سعر الوقود وسعر العملة المحلية مقابل الدولار. وزادت الحكومة السودانية مؤخرا أسعار الوقود بنسبة 30٪ ليصبح سعر اللتر من البنزين للمستهلك 6.17 جنيه، واللتر من الغازولين للمستهلك 4.11 جنيه، وأصبح سعر غالون الكيروسين 18.5 جنيه، وأدى كل ذلك لاشتعال الأسعار. أما دولة الجنوب فقد اندلعت فيها حروب قضت على الأخضر واليابس. وفي الشهر الماضي أعلنت الأمم المتحدة أن عدم الاستقرار في جنوب السودان يهدد المنطقة بأسرها، وأكدت أن الحرب الأهلية المستعرة في جنوب السودان أدت إلى مقتل عشرات الآف من المدنيين، وتدمير الاقتصاد والنسيج الاجتماعي، وتشريد الملايين، وتفشي الجوع والفقر. وتتأرجح العلاقات بين دولتي السودان وجنوب السودان وفقا للتداعيات السياسية، ولم تخلُ العلاقة بينهما من اتهامات بإيواء مسلحين معارضين، وتتهم الحكومة السودانية سلفاكير بإيواء حركات دارفور، والحركة الشعبية شمال، وفي المقابل تتهم حكومة الجنوب، الخرطوم بإيواء ودعم متمرديها وعلى رأسهم رياك مشار الذي أصبح نائبا لسلفاكير ثم عزله بعد الأحداث التي شهدتها جوبا العام الماضي وعيّن تعبان دينق بدلا عنه. واستشعرت جوبا خطورة الموقف، وكان السودان أول زيارة لتعبان وأكد فيها أن بلاده حريصة على استقرار السودان، وشدد على عدم سماحهم بانطلاق أي أعمال عدائية من الجنوب، وأشار إلى أنه وجّه وزارة الدفاع في حكومة جنوب السودان بحسم القضايا الأمنية فورا، واضاف أن لقاءه بالبشير أكد على المضي قدما في عمل مشترك يهدف لدعم الأمن والاستقرار بين البلدين وإعادة الأوضاع لطبيعتها في الجنوب وتعزيز العلاقات الثنائية. الجهود بين الدولتين لم تتوقّف منذ استقلال دولة جنوب السودان لتطبيع العلاقات وفي 18 أيلول/سبتمبر 2011 وقّع السودان وجنوب السودان اتفاقا بشأن أمن الحدود. وتم الاتفاق على إنشاء عشرة معابر حدودية داخل منطقة منزوعة السلاح على جانبي الحدود، لكن هذا الاتفاق لم ينفذ. وشهدت العاصمة الأثيوبية أديس أببا في عام 2012 توقيع اتفاق بين البلدين اشتمل على تسعة بنود، لكن تم تنفيذ بند واحد فقط بخصوص النفط، وأدّى تعثر تنفيذ الترتيبات الأمنية لعدم تنفيذ بقية البنود، وساهم اندلاع النزاع بين الفرقاء الجنوبيين في عام 2013 في تجميد كل تلك الاتفاقات. ووقعت دولتا السودان وجنوب السودان مذكرة تفاهم في تموز/يوليو 2014 تم بموجبها الاتفاق على مسارات النقل لإيصال المساعدات الإنسانية من الخرطوم لجنوب السودان عبر الطرق البرية والجوية والنهرية، وتقوم بتنفيذ هذا الاتفاق لجنة فنية مكونة من ممثلين لحكومتي السودان وجنوب السودان وبرنامج الأغذية العالمي. ورغم استمرار توقيع الاتفاقيات بين البلدين إلا أن التنفيذ كان صفرا كبيرا، وتعمل جهات عديدة من بينها الأمم المتحدة لعودة علاقات الخرطوم وجوبا إلى طبيعتها، وزار السودان مطلع هذا الشهر، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، لدولتي السودان وجنوب السودان، نيكولاس هايسون، الذي التقى بالرئيس البشير ووزير الخارجية، ابراهيم غندور، وتناولت لقاءاته ضرورة إحلال السلام الشامل بين البلدين من أجل التنمية والاستقرار للشعبين. ويقول الدكتور يوسف خميس، مدير مركز البحوث والدراسات الافريقية بجامعة افريقيا، ان التعاون في المجالات كافة بين الدولتين أصبح ضرورة ملحة، خاصة في مجال النفط، مشيرا إلى التشابه في المشاكل والصعوبات الاقتصادية، لكنه يؤكد في حديثه لـ «القدس العربي» أن حل المشاكل الأمنية هو الأساس لأي استقرار في المستقبل، ويرهن ذلك بالتخلص أو التخلي عن دعم الحركات المسلحة. ويرى خميس أن الواقع الذي تعيشه الدولتان يحتم النظر في كل السبل التي تتيح لهما الاستفادة من موارد بعضهما، ويقول ان استعادة الثقة بين قادة الدولتين كفيل بضمان تنفيذ كل الاتفاقيات المبرمة والتي سوف تبرم في المستقبل. ويتفق معه المحلل الاقتصادي الدكتور محمد الناير في الكثير من الجوانب، ويقول إن النفط كان السبب الأساسي لانفصال جنوب السودان، فهو سبب قوي جدا وداعم أساسي لوجود وحدة اقتصادية مثالية بين الدولتين، ويصف الاتفاق حوله بالمحرك الأساسي لاقتصاد الخرطوم وجوبا. وقال الناير إن البترول المنتج في الجنوب تراجع من 530ألف برميل قبل الانفصال إلى 150ألف برميل الآن، مشيرا إلى توقف الإنتاج في حقول الوحدة والاكتفاء بحقول أعالي النيل، واعتبر أن التعاون في أعادة تشغيل حقول الوحدة، من خلال الاستفادة من الكوادر السودانية المدربة في هذا المجال، خطوة جيدة. ويقول إن السودان سيستعيد 500 مليون دولار من عائدات نقل وتصدير النفط الجنوبي لم تدفع في عام 2016 إضافة لارتفاع العائدات لنحو مليار دولار إذا تم تشغيل كل حقول النفط بالجنوب، مشيرا إلى أن عائد النفط سوف يسهم في حل العديد من المشاكل الاقتصادية في دولة الجنوب. ويطالب الناير بضرورة تفعيل التبادل التجاري بين البلدين من خلال معابر محددة وإنشاء قوات مشتركة أشبه بتجربة السودان وتشاد وفتح مصارف وإنشاء مناطق حرة على حدود الدولتين، خاصة وأن دولة الجنوب كانت تستورد أكثر من سبعين سلعة من الشمال وتوقع أن يرتفع حجم التبادل التجاري بينهما لأكثر من ملياري دولار. ويرى محمد علي تورشين، المحاضر في مركز أبحاث دراسات السلام جامعة نيالا، أن مستقبل العلاقات بين الدولتين يقوم على المصالح الاقتصادية، ويعتبر أن الجوار يمثل نقطة قوة للتكامل الاقتصادي بعد الانفصال في 2011 وذلك بالاستفادة من وسائل النقل المحدودة التي تربط الدولتين منها أنابيب النفط والبواخر المحدودة التي تربط جوبا بكوستي بجانب بعض الطرق البرية. لكنه يقطع بأن التعاون الاقتصادي يحتاج إلى إرادة سياسية وتسهيل الاتصال ويطالب بالاستفادة من الماضي المشترك وانسياب الأرض شمالاً والمزاج المشترك الذي صنعته سنوات التعايش مما يجعل البضائع السودانية معروفة ومرغوبة بين الجنوبيين الأمر الذي يمنحها ميزا تفصيلية. ويعدد الباحث موسى محمد الدود جبارة، دور قبائل التماس في تحقيق التعايش السلمي في مرحلة ما بعد انفصال جنوب السودان، باعتبار أنها تعد من أهم مناطق السودان إنتاجاً للمحاصيل الغذائية والنقدية كالفول السوداني والسمسم والكركدي وحب البطيخ والدخن واللوبيا. ويقول إن هذه المناطق تنتج حوالي 60٪ من صادرات السودان من الصمغ العربي والثروة الحيوانية (الأبقار والأغنام). ويقول إن الأهمية الاستراتيجية لمناطق التماس لا تنبع من موقعها الجغرافي فحسب، بل لما تلعبه هذه المناطق من دور اقتصادي واجتماعي في إطار تعزيز الحراك الاجتماعي وتحقيق الإندماج والتمازج بين سكان شمال وجنوب السودان، في رقعة جغرافية يقدر سكانها بثلث سكان السودان (13مليون نسمة). بعد خمس سنوات من الانفصال: التعاون المشترك هو المخرج الوحيد لاقتصاد الخرطوم وجوبا صلاح الدين مصطفى |
مصر: حالة غضب عارمة تجتاح جموع الفلاحين إثر قرار الحكومة برفع أسعار الأسمدة Posted: 21 Jan 2017 02:05 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: سادت حالة من السخط والغضب وسط جموع الفلاحين في مختلف محافظات مصر، إثر قرار اللجنة التنسيقية للأسمدة التابعة لوزارة الزراعة، برفع سعر الأسمدة من 2000 إلى 2950 جنيهاً للطن، ليصل سعر الشيكارة الواحدة إلى ما يقرب من 150 جنيهاً. وقال حامد عبد الدايم، المتحدث باسم وزارة الزراعة، خلال مداخلة هاتفية من قناة «إكسترا نيوز» إن «رفع طن الأسمدة جاء بناء على قرار مجلس الوزراء، وأنه خلال الفترة السابقة بدأت أزمة شديدة في الأسمدة الأساسية الموجودة في الجمعيات، لامتناع الشركات عن توريد الأسمدة للجمعيات عقب توحيد سعر الصرف، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الأسمدة خارج الجمعيات في السوق السوداء». وأشار إلى أن «الحكومة اتخذت هذا القرار لتوفير الأسمدة، ولتبدأ الشركات مرة أخرى في ضخها إلى الجمعيات». وأكد عبد الدايم «أن تطبيق قرار رفع سعر الأسمدة لا يعرض الفلاحين إلى خسائر على الإطلاق ولكن سيقلل من هامش الربح». ومن جانبها، رفضت النقابة العامة للفلاحين، قرار الحكومة برفع سعر الأسمدة، مؤكدًة أن مثل تلك القرارات سوف تضر المزارعين وتزيد من تكاليف الإنتاج، وأسعار المحاصيل الزراعية إلى الضعف خلال الفترة المقبلة. وقالت النقابة العامة للفلاحين الزراعيين في بيان لها الثلاثاء، إن القرار يؤثر سلباً على المساحات المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية لضعف جدواها الاقتصادية، وتحول الفلاح للمحاصيل الأكثر ربحية مثل الخضراوات وبعض أنواع الفاكهة واللب لتحقيق هامش ربح يتناسب مع ارتفاع التكاليف. وأوضح النوبي أبو اللوز، الأمين العام للنقابة، في البيان «أن رفع أسعار الأسمدة بنسبة 50٪ لتصل إلى 3000 جنيه بدلًا من 2000 للطن، قرار جائر وظالم ويقضي على الزراعة المصرية ويؤدي إلى انعدام التنمية الزراعية» لافتًا إلى أن سعر الشيكارة الجديد سوف يصل إلى 148 جنيها لأسمدة اليوريا و143 للنترات، والفلاح وحده من يتحمل فارق الزيادة الجديدة، وسترتفع تكلفة إنتاج المحاصيل بصورة كبيرة في ظل غياب الرؤية الواضحة لتسعير المنتجات. وأضاف أمين عام النقابة، «أن الفلاح المصري يعاني من أزمات عدة وفي مقدمتها زيادة أسعار الأسمدة» مطالبًا الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل العاجل لحل مشاكل الفلاحين التي تراكمت خلال الفترة الأخيرة، وضرورة دعم الفلاح البسيط نقديا للنهوض بالتنمية الزراعية في مصر والمساعدة على النهوض بالاقتصاد. وطالب أبواللوز، الحكومة بتأجيل تنفيذ زيادة سعر الأسمدة إلى أيار/مايو المقبل حتى يحصد الفلاح المحصول الشتوي، وبعدها من الممكن أن يصبح مؤهلا لقبول رفع الأسعار دون ضرر من زيادتها. وفي تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» قال الدكتور صلاح الدين فهمي، الخبير الاقتصادي، أن « قرار الحكومة الأخير رفع سعر الأسمدة يعد خطوة هامة ضمن خطة الحكومة للاصلاح الاقتصادي المصري التي بدأتها نهاية 2016 لتستمر لعام 2017 وستنتهي بانهاء الدعم على جميع السلع والمواد الغذائية ولهذا بدأت الحكومة برفع سعر البنزين مسبقا وأسعار المواد الغذائية بشكل تدريجي وبالتالي كان من الطبيعي رفع أسعار الأسمدة، ومن وجهة نظر الفلاح تلك الزيادة تزيد من معاناته ولكن حينما تزيد أسعار الأسمدة سيعود ذلك بدوره على أسعار المحاصيل الزراعية وزيادتها كالخضروات والفاكهة، وبالتالي سيحد المواطن من استهلاكه للسلع غير الأساسية ويلجأ لشراء الأساسيات فقط ومن ثَم يقوم الفلاح بزراعة أرضه بالمحاصيل الهامة كالأرز والقمح والذرة وبالتالي ستكون السلع الأساسية أكثر انتشارا في الأسواق». وأكد «ان الرئيس عبد الفتاح السيسي في اجتماعه الأخير مع محرري الصحف صرح ان همه الأول والأخير هو المواطن المصري وتنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي على أرض الواقع». مشيرا إلى انه يأمل ان يكون هذا واقعيا ويتحقق وان ذلك ستتبين نتائجه نهاية العام الحالي، قائلا: «لا يمكن ان نحاسب الحكومة ولا الرئيس حاليا على القرارات المتخذة وعلينا انتظار النتائج». وأوضح فهمي «على الفلاح المصري الصمود والتوجه لدعم استصلاح الأراضي والنهوض بمجال الزراعة والتخلص من الأفكار الخاصة بتبوير الأراضي الزراعية وتخريب الاقتصاد الوطني، فالزراعة مجال أساسي لتحقيق التنمية إلى جانب الصناعة والتجارة وعلى الفلاح التحمل وليس التخريب وعلى الحكومة أيضا مراقبة الأسواق ودعم الفلاح وعدم السماح للتجار بانتهاز الفرصة لرفع أسعار السلع والمواد الغذائية». وعلق الإعلامي سعيد حساسين، عضو مجلس النواب، على القرار، قائلًا: «الحكومة بتموِّت الفلاح المصري». وأكد خلال برنامجه «انفراد» المذاع على فضائية «العاصمة» قائلا: «ان الحكومة تريد أن يقوم الفلاح بشراء السماد دون الاعتراض على السعر، ويقوم بالزراعة والحصاد وتوريد المحاصيل بالسعر التي تحدده هي دون اعتراض!». وأشار عضو مجلس النواب، إلى «أن توصيات الرئيس عبد الفتاح السيسي لا تنفذ» قائلًا: «دائما يقول خلوا بالكم من الفلاح، والفلاح بياخد على دماغه». واقترح المهندس محمود هيبة، عضو مجلس النواب عن حزب النور، على اللجنة تقديم مذكرة لرئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال، لرفض قرار الحكومة بزيادة أسعار الأسمدة 50٪. وأكد هيبة، في بيان أنه يرفض أي زيادة في أسعار الأسمدة، حتى تتم زيادة أسعار المحاصيل اﻻستراتيجية بحيث يمكن تحقيق هامش ربح معقول للفلاح، كما نص عليها الدستور في المادة 29. وجدد هيبة تأكيده على «أن هذا القرار ربما سيكون سببا في انصراف الفلاحين عن الزراعة، ما سيؤثر سلبا على الإنتاج» موضحا أن الزيادة في أسعار الأسمدة مبالغ فيها. مصر: حالة غضب عارمة تجتاح جموع الفلاحين إثر قرار الحكومة برفع أسعار الأسمدة محمد علي عفيفي |
لإيجاد حل دائم لمشكلة أمنها الغذائي: موريتانيا توقع اتفاقية تمويل مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية Posted: 21 Jan 2017 02:05 PM PST نواكشوط ـ «القدس العربي»: نصت اتفاقية تمويل وقعتها الحكومة الموريتانية للتو في روما مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «فيدا» على استفادة 285 منتجا زراعيا موريتانيا يقطنون في ست ولايات جنوب موريتانيا، من سلسلة تمويلات تغطي مجالات التغذية والأمن الغذائي ضمن مشروع تطوير الشعب الشاملة. وتبلغ كلفة هذا المشروع الموجه في الأساس لفئتي النساء والشباب، 45.2 مليون دولار أمريكي تشمل هبة من صندوق «فيدا» قدرها 21 مليون دولار، كما يشمل هبة قدرها ستة ملايين دولار مقدمة من برنامج مواءمة الزراعة الريفية. ويشارك في تمويل هذا المشروع كل من القطاع الخاص الموريتاني بواقع 2 مليون دولار، والحكومة الموريتانية بمبلغ خمسة ملايين دولار والمستفيدين منه بمبلغ 2.2 مليون دولار. وأكد فليب ريمي المسؤول عن برنامج موريتانيا لدى الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «أن مشروع تطوير الشعب الشاملة سيعتمد في تنفيذه لهذا البرنامج الطموح، على تجربة صندوق فيدا في المجال الموريتاني وفي شبه المنطقة حيث سيستغل هذه التجربة في إرساء مقاربة للحد من الفقر قائمة على دعم أنظمة الإنتاج الشاملة في مجالي الإنتاج والتسويق». وأوضح «أن البرنامج سيحد من حاجة موريتانيا الملحة للمواد الغذائية عبر ترقية المنتجات المحلية، كما سيخلق فرص عمل مهمة وسيزيد من عائدات الأسر الريفية وخاصة النساء والشباب». وتستورد موريتانيا 60 في المئة من حاجاتها الغذائية الأساسية، وهي تتمتع بكفايتها الغذائية من اللحوم الحمراء والأسماك، بينما تستورد ثلث حاجاتها الضرورية من الحبوب والخضروات. وتؤكد المنظمات الدولية المتخصصة أن الوضع الغذائي في موريتانيا مقلق للغاية. وأكد تحقيق أجرته المفوضية الحكومية للأمن الغذائي عام 2015 بدعم من برنامج الغذاء العالمي «أن نسبة 23.8 من العائلات الموريتانية المقيمة في المناطق الجنوبية لا تتوفر على ضروراتها الغذائية بل تعيش حالة من الانعدام الكامل للأمن الغذائي». وستتركز المرحلة الأولى من مشروع تطوير الشعب الشاملة، على زراعة الخضروات وتربية الدواجن وتطوير إنتاج ألبان الماعز واستغلال المنتجات الغابوية غير الخشبية. وسيجرب المشروع طرقا لممارسة الصيد القاري في بحيرة «فم لغليته» جنوب موريتانيا. وعلى أساس الدراسة الخاصة بالسوق المقررة ضمن المرحلة الأولى، فسيجري تجريب أنشطة زراعية مدرة للدخل ضمن تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع. وسيدعم مشروع تطوير الشعب الشاملة أنظمة الإنتاج التنافسية استجابة لمتطلبات السوق، كما سيتولى تأهيل المزارعين وتوفير الاستشارة الفنية لهم لممارسة أنماط إنتاجية جديدة ومتميزة. ولمواجهة التغيرات المناخية، فسيسهل المشروع استخدام الطاقة الشمسية في إنتاج وتخزين وتحويل المنتجات، اعتمادا على الهبة المالية المقدمة من طرف برنامج مواءمة الزراعة الريفية، وسيتيح المشروع إمكانية التسيير المستديم للموارد الطبيعية مثل الماء والمراعي والموارد النباتية. ونفذ الصندوق الدولي للتنمية الزراعية منذ 1980 اعتمادا على موارده الذاتية، 14 مشروعا في موريتانيا بكلفة إجمالية قدرها 136.2 مليون دولار لفائدة 190470 أسرة ريفية موريتانية. ووقع اتفاقية تمويل مشروع تطوير الشعب الشاملة في موريتانيا، كل من مريم أوفى سفيرة موريتانيا في إيطاليا وممثلتها الدائمة لدى وكالات الأمم المتحدة العاملة في روما، بينما وقعه عن المنظمة الدولية للتنمية الزراعية نائب رئيسها ميشي موردازيني. لإيجاد حل دائم لمشكلة أمنها الغذائي: موريتانيا توقع اتفاقية تمويل مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية |
استنفار عربي شعبي على الانترنت تعاطفاً مع أبو تريكة وتنديداً بمحاكم السيسي Posted: 21 Jan 2017 02:05 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: غرقت شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي بجدل كبير خلال الأيام القليلة الماضية حول إدراج لاعب كرة القدم الأشهر في مصر محمد أبو تريكة على قوائم الإرهاب، حيث تدافع عشرات آلاف المصريين على «فيسبوك» و«تويتر» للتضامن مع أبو تريكة، وهو التضامن الذي سرعان ما انتقل إلى العالم العربي بأكمله ليتسابق نشطاء عرب على دعوته للاستضافة في بلدانهم والعيش بينهم فيها كواحد منهم، بعد أن اعتبره بلده «إرهابياً» وهو ليس سوى نجم كروي محبوب. وفوجئ المصريون قبل أيام بقرار صادر عن محكمة جنايات القاهرة يعتبر أبو تريكة ضمن قوائم المنظمات والشخصيات «الإرهابية» وذلك دون أن يخضع لتحقيقات قضائية حسب ما أكد محاميه. وتتهم السلطات المصرية أبو تريكة بالمساهمة في تمويل جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها القاهرة في نهاية العام 2013 على أنها «منظمة إرهابية». وأكد محمد عثمان محامي أبو تريكة أن قرار محكمة الجنايات «مخالف للقانون» لأنه «لم تصدر ضد أبو تريكة أي أحكام جنائية، ولم تجر معه تحقيقات قضائية ولم يحدث استدعاؤه ومواجهته». يتصدر شبكات التواصل وأحدث الحكم الصادر بحق أبو تريكة واتهامه بالإرهاب ضجة واسعة في مصر والعالم العربي، حيث انشغلت شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت ووسائل الإعلام التقليدية أيضاً بالتعليق، فيما ذهب أغلب المصريين إلى التضامن مع أبو تريكة والسخرية من قرار اعتباره إرهابياً. ورصدت «القدس العربي» العديد من الهاشتاغات التي تصدرت قائمة الوسوم الأكثر تداولا في مصر والعالم العربي والتي أطلقها نشطاء للتضامن مع أبو تريكة والتنديد بقرار اعتباره إرهابياً وإدراجه على قوائم الإرهاب المصرية. وفور صدور قرار المحكمة المصرية بتجريم أبو تريكة أطلق نشطاء الوسم «أبو تريكة مش مجرم» والوسم «#أبو تريكة مش إرهابي» والوسم «#كلنا_أبو_تريكة» على «تويتر» وسرعان ما أصبحت هذه الوسوم هي الأكثر تداولاً، حيث غرد الآلاف تحتها معتبرين أن قرار محكمة جنايات القاهرة لن يغيّر من حقيقة أن «أبو تريكة مخلص لوطنه ولم يدعم أي جماعة إرهابية». وكتب الإعلامي أسامة جاويش إن «أبو تريكة أمير القلوب، ولا يغير من محبته لدى الملايين حكم قضائي مسيس، أو قرار سياسي فاسد من نظام انقلابي». أما الناشط أحمد خطاب فقال: «في زمن بيتحاسب فيه كل الشرفاء على نزاهتهم وحبهم لبلدهم، مش غريب إن أبو تريكة يبقى إرهابي.. يا نظام مجرم». وكتب عنان حسين: «أبو تريكة مش عرفه ليه تعبكوا، عشان شريف، وبيحب دينه، وبيدافع عن الحق، موتوا بغيظكم، إن كان أبو تريكة إرهابيا، فنحن نحبّه ونفتخر به»، فيما قالت نهلة مصطفى في تغريدة على «تويتر»: «ده أمير القلوب، خايفين منه ليه». وعلق ناشط يُطلق على نفسه اسم عمر: «بيتكرم في كل بلاد العالم.. بس بلده صنفته إرهابي»، فيما كتب آخر قائلاً: «لن تكون وحدك أبدًا يا تاجر السعادة»، وقال آخر: «ابو تريكة الإرهابي يسكن في قلوب الملايين». وكتب الناشط جمال عيد تغريدة قال فيها: «في زيارتي لدولة غانا من سنتين، سألتُ شابا: تعرف مصر؟ فأجاب: نعم. قلت: تعرف ايه؟ فقال أعرف الهرم والثورة ومحمد ابو تريكة. نقطة». وكتبت إحدى الناشطات: «كبير يا أبو تريكة.. لم تُكلّف نفسك عناء الرد على هذا النظام الساقط، ولم تنحدر لحضيضهم حتى دفاعاً، وأوكل الله لك عباده في هذا». وكتب حافظ دراجي: «يجب أن نقرأ على الدنيا السلام عندما يصنف الكابتن محمد أبو تريكة إرهابيا وهو واحد ممن شرفوا مصر والعرب وأسعد عشاقه بأخلاقه قبل مهاراته الكروية». جدل على الشاشات وتوسع الجدل بشأن أبو تريكة إلى شاشات التلفزيون داخل وخارج مصر، بما في ذلك القنوات المؤيدة للنظام، حيث قال المستشار السياسي لحزب البناء والتنمية أسامة رشدي في مداخلة على قناة «مكملين» إنه لا ينصح أبو تريكة بزيارة مصر في الوقت الحالي. وأوضح رشدي أن السلطات المصرية ستقوم غالبا بمنعه من السفر خارج مصر بسبب قرار محكمة جنايات القاهرة. وأعرب العديد من الإعلاميين المصريين الموالين للنظام عن صدمتهم من القرار، حيث أبدى الإعلامي وائل الإبراشي في برنامجه «العاشرة مساء» في فضائية «دريم» دهشته من القرار، ووصف أبو تريكة، بأنه أبهج المصريين، وحقق البطولات لمصر، مشيرا إلى أنه كان يتوقع وضعه في «قائمة المجد والبطولات». وأشار إلى أن القرار تسبب بصدمة نفسية للجميع، محذرا مما سيترتب عليه من «منع أبو تريكة من السفر، ومنعه من التصرف في أمواله، واحتمال سحب جواز السفر المصري منه، وترقب الوصول، والتعامل معه كإرهابي مطلوب». وشدَّد على أن القرار «فيه ملابسات انتقامية، وتصفية حسابات سياسية دون أي ذنب لأبو تريكة». أما عمرو أديب فعلق على القرار بقوله إن قائمة الإرهاب شملت أسماء شخصيات عامة تعيش في المجتمع المصري بشكل طبيعي، ولم يثبت تورطها في أي شيء، ولم تقبض عليها الدولة، وتتهمها بالانضمام لتنظيم إرهابي، مثل لاعب منتخب مصر والنادي الأهلي السابق محمد أبو تريكة، وكذلك مالك شركة «جهينة» رجل الأعمال صفوان ثابت. وتساءل أديب عن كيفية إدراج هؤلاء ضمن قوائم الإرهابيين، في حين أن الدولة لم تقبض عليهم، قائلا: «الناس دي كانت عايشة وسطنا، وبقوا جماعة إرهابية». وتابع: «أنا عاوز المحكمة تقول لنا دول إرهابيين ازاي؟ وأنا وأبو تريكة مش أصحاب بس إزاي ده إرهاب؟». وأضاف أنه صدرت من قبل قرارات عدة بمصادرة أموال أبو تريكة، ولكن المحكمة برأته مرتين من قبل، وأعادت له السيطرة على أمواله، متسائلا عن كيفية تبرئته من قِبل محكمة، ثم تأتي محكمة أخرى تدينه، معتبراً أن الأمر أصبح غير مفهوم. كما استنكرت الإعلامية لميس الحديدي القرار أيضا، وقالت في برنامج «العاصمة» عبر فضائية «سي بي سي»: «لا أعقب على أحكام القضاء، ولكن أنا من حقي أن أتساءل: «محمد أبو تريكة أفضل، وأهم لاعب في مصر اللي حقق لنا الأحلام كلها هل أبو تريكة إرهابي، ويُسحب جواز سفره، ويُمنع من السفر ولا يتمتع بحسن سير وسلوك؟». وأضافت مندهشة: «محمد أبو تريكة هو الأخلاق، وأكثر لاعب محبوب في مصر إرهابي؟». وخلافاً لأغلب إعلاميي السيسي فان الإعلامي أحمد موسى دافع عن قرار إدراج أبو تريكة على قوائم الإرهاب، وقال إن «أبو تريكة راح اعتصام رابعة كان رايح يعمل إيه؟ هما كانوا بيصلّوا؟ ولا رايح يلعب 10 طاولة؟ كان رايح يسلي الإرهابيين هناك، ويساند فصيل إرهابي». وأضاف: «الرياضة موضوع آخر، احنا هنا بنتكلم عن جرائم إرهابية، أنا عندي بيادة جيشي على دماغي، أبو تريكة ميلزمنيش النهارده، جيشك الأولى والأهم، شرطتك الأهم، قضاؤك الأهم، وبلدك». وتابع: «جايين تشتموا القضاء النهارده وكنتوا بتهتفوله امبارح؟ إيه الحول والعمى اللي عندكم ده؟ دول قضاة مينفعش تتكلموا عنهم كده، روحوا للنقض وقدموا أدلة براءتكم، لكن متقدملوش كورة لأنه قدّم للارهابيين مساعدات، ودي جريمة لازم يتعاقب عليها». تضامن عربي وتضامن الكثير من العرب مع أبو تريكة ودعوه إلى الاقامة في بلدانهم، حيث كتب الإعلامي التونسي هشام الحاجي معلقاً: «لا أعتقد لحظة أن محمد أبو تريكة إرهابي، وبالتالي أعتبر أن نظام المشير السيسي يغرق أكثر فأكثر في عزلة قاتلة». أما الناشط التونسي سمير الطبوبي فنشر صورة لمحمد أبو تريكة وكتب ساخراً «عندما سجل ذلك الهدف القاتل في الدقيقة 88 بملعب رادس في نهائي كأس أفريقيا للأندية ضد النادي الصفاقسي ونامت تونس من الحزن، قلت في ذلك الوقت إن أبو تريكة إرهابي، والحمد الله مع الأيام صُنف من محكمة مصرية ووُضع على قائمة الإرهاب، ليزداد حباً وتقديراً من عشاقه، نِعم الإرهابي أنت، ندعو الله للشعب التونسي أن يُبتلى بهكذا إرهابي». وغرد الصحافي والإعلامي الفلسطيني والكاتب المعروف ياسر الزعاترة على تويتر قائلاً: «فضيحة إدراج «أبو تريكة» في قائمة الإرهاب تحرج النظام؛ حتى مع مهرجيه. دول البوليس تخبط يمنة ويسرة خبط عشواء». ونشرت الإعلامية التونسية أسماء البكوش تدوينة على «فيسبوك» استغربت فيها إدراج أبو تريكة على قائمة الإرهاب في مصر، وتتالت التعليقات حول تدوينتها، إذ كتب منير بوقصه «هذه هي ديمقراطية العسكر كل معارض إرهابي». اهتمام عالمي واهتمت بعض الصحف ومواقع الأخبار العالمية بخبر إدراج البطل الكروي أبو تريكة على قوائم الإرهاب المصرية، حيث قالت صحيفة «ليكيب» الفرنسية إن «محمد أبو تريكة أصبح إرهابيا في بلده». وقالت شبكة «بي بي سي» الإخبارية في لندن: «مصر تضيف نجم الكرة السابق محمد أبو تريكة إلى قائمة الإرهاب»، فيما قالت صحيفة «الآس» الإسبانية: «مصر تضم بطلها السابق لقائمة الإرهاب». أما صحيفة «الأبولا» البرتغالية فنشرت مقالاً تحت عنوان: «نجم مصر السابق ينضم لقائمة الإرهاب»، أما صحيفة «ماركا» الإسبانية فقد كتبت مقالا تحت عنوان: «محمد أبو تريكة زيدان مصر، من النادي الأهلي إلى إرهابي». استنفار عربي شعبي على الانترنت تعاطفاً مع أبو تريكة وتنديداً بمحاكم السيسي |
الأردن يحجب موقعاً الكترونياً بسبب خبر عن اعتقال عسكري متقاعد Posted: 21 Jan 2017 02:04 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: أدى نشر موقع الكتروني محلي في الأردن لخبر واحد عن اعتقال ضابط عسكري متقاعد ضمن حملة اعتقالات تشهدها البلاد، أدى إلى إغلاق الموقع وحجبه بقرار حكومي، وهو ما دفع منظمات حقوقية لاستنكار القرار والمطالبة بوقف التدخل الحكومي في تدفق المعلومات. وحجبت السلطات الأردنية موقع «كل الأردن» الاخباري اعتباراً من صباح يوم الجمعة الثالث عشر من كانون الثاني/ يناير الجاري بعد نشره خبراً عن اعتقال اللواء المتقاعد محمد العتوم. وأعلن الموقع في بيان له اطلعت «القدس العربي» عليه تعرض موقعه إلى عملية قرصنة منذ صباح الجمعة استهدفت في البداية خبر اعتقال اللواء المتقاعد محمد العتوم، وبعد إعادة نشر الخبر مرة أخرى بدأ الموقع يختفي عن الشبكات العاملة في الأردن مع استمرار عمل الموقع خارج الأردن. وأكد البيان أن بقاء الموقع عاملا في الشبكات المتوفرة خارج الأردن يعني أنه ليس عملا تخريبيا وإنما عمل القصد منه وقف الموقع داخل الأردن دون إذن من القضاء. وجاءت عملية الحجب أو «القرصنة» لموقع «كل الأردن» الاخباري بعد نشره خبراً عن قيام الجهات الأمنية باعتقال اللواء المتقاعد محمد العتوم بعد مثوله أمام الأجهزة الأمنية بناءً على استدعاء هاتفي. وأدانت منظمات حقوقية عملية حجب الموقع داخل الأردن، وقالت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» في بيان لها تلقت «القدس العربي» نسخة منه: «نرفض قرصنة وحجب المواقع الالكترونية، فهو منهج استبدادي للتضييق على حرية الصحافة وتداول المعلومات، ونحمل السلطات الأردنية المسؤولية عن حجب موقع «كل الأردن» الاخباري، ونرى أن هذا الإجراء جاء في سياق استمرار هذه السلطات في قمع حرية الرأي والتعبير، وانتهاك حق الجمهور في المعرفة، وإبداء الرأي». وطلبت الشبكة السلطات الأردنية «رفع الحجب عن موقع «كل الأردن» الاخباري والتوقف عن سياسة المنع والقمع التي أصبحت لا تجدي نفعاً في ظل ثورة الاتصالات وتبادل المعلومات» على حد تعبير البيان. الأردن يحجب موقعاً الكترونياً بسبب خبر عن اعتقال عسكري متقاعد |
تحوَّلات الإعلام التونسي: قناة تتوسع إخبارياً وأخرى تتجه للانهيار Posted: 21 Jan 2017 02:04 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: بدأت خريطة الإعلام التونسي تشهد تحولاً كبيراً في الآونة الأخيرة، وخاصة في المجال التلفزيوني، حيث يبدو أن واحدة من أبرز القنوات وأكثرها مشاهدة تعاني من أزمة خانقة تهدد وجودها وبقاءها من حيث المبدأ، فيما اتجهت قناة أخرى إلى التوسع وتحولت من ترفيهية الى إخبارية. ودخلت قناة «حنبعل» في أزمة متفاقمة تقود الإدارة تدريجياً إلى عملية فصل جماعي للعاملين فيها، وهو ما يفتح الباب للتساؤل عن مصيرها ومستقبلها وما إذا كانت ستظل تعمل خلال الفترة المقبلة. وطلب الكاتب العام لنقابة الإعلام في تونس محمد السعيدي من العاملين في قناة «حنبعل» الاستعداد لعملية طرد جماعي يخطط لها المدير العام للقناة زهير القمبري وشركاؤه. واتهم السعيدي أطرافاً سياسية تونسية بالعمل على السيطرة على القناة التي تعاني وضعاً مالياً صعباً وصراعاً بين مالكيها، بعد بيعها من قبل مالكها الأصلي، محمد العربي نصرة، إلى رجل الأعمال السعودي طارق قدادة ومجموعة من رجال الأعمال التونسيين. ونشبت خلافات بين الطرفين حول كيفية تسيير القناة وانتقلت الخلافات إلى أروقة المحاكم التونسية لكن لم يتم الحسم فيها حتى الآن. وأصدر العاملون في القناة بياناً أكدوا فيه أنهم «سيعملون على إفشال هذا المخطط، وأنها ليست المرّة الأولى التي تسعى من خلالها إدارة القناة ومجلس الإدارة لطرد العاملين، ولكن كان الفشل حليفهم، لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه». وتعاني قناة «حنبعل تي في» من أزمة مالية خانقة، نتيجة تراجع عائداتها المالية من الإعلانات التجارية بعد تراجع نسبة مشاهدتها من قبل الجمهور التونسي، وأدّت هذه الأزمة إلى تأخر رواتب العاملين في القناة خلال الفترة الماضية. وبينما باتت قناة «حنبعل» مهددة بالانهيار والاغلاق النهائي فان قناة «نسمة» الخاصة قررت التوسع وتغيير مسارها التحريري والتحول الى قناة إخبارية، وأعلنت قرارها بالتزامن مع احتفالات تونس بمناسبة الذكرى السادسة للثورة. ومن المفترض أن تخصص قناة «نسمة» الحيّز الأكبر من برامجها للمتابعات الإخبارية والاستديوهات التحليلية السياسية، من خلال برامج صباحية وفي منتصف النهار، وأخرى مسائية يتم فيها استضافة السياسيين وتغطية التظاهرات السياسية في تونس. وركّزت «نسمة» خلال العامين الماضيين على المسلسلات التركية، حيث قامت ببث العديد من المسلسلات التركية ودبلجة أخرى باللهجة التونسية، واكتفت بمتابعة إخبارية جزئية للشأن المحلي والعالمي تتمثل في برنامج إخباري واحد. وحسب المعلومات التي يجري تداولها في وسائل الإعلام التونسية فان قناة «نسمة» استقدمت العديد من الوجوه التلفزيونية المعروفة في تونس بالتحليل السياسي، من أمثال سفيان بن حميدة الذي سبق له العمل في قناة «الحوار التونسي» وفي «نسمة» عام 2011 ضمن برنامج سياسي. ومن المعروف أن مالك قناة «نسمة» نبيل القروي هو أحد الأعضاء المؤسسين لحزب «نداء تونس» الذي يحكم البلاد حالياً وينتمي له الرئيس الباجي قايد السبسي، فيما يأتي هذا التحول في القناة قبيل فترة وجيزة من الانتخابات البلدية والمحلية المقرر ان تشهدها البلاد. يشار إلى أن وسائل الإعلام في تونس تُعتبر لاعباً أساسياً في تحديد السياسات في البلاد، كما أنها أصبحت تستحوذ على أهمية كبيرة منذ الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. تحوَّلات الإعلام التونسي: قناة تتوسع إخبارياً وأخرى تتجه للانهيار |
احذر حسابك على الـ«Gmail» ربما يكون مخترقاً وأنت لا تدري Posted: 21 Jan 2017 02:04 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: سجَّل خبراء الكمبيوتر وأمن المعلومات والانترنت أحدث وأخطر الطرق لاختراق حسابات البريد الالكتروني، واستهدفت هذه المرة ملايين الحسابات على شبكة «غوغل» من ايميلات «جي ميل» التي أصبحت الأوسع انتشاراً في العالم، فيما يبدو أن ملايين الحسابات وقعت ضحية للاختراق دون أن يعلم أصحابها بذلك. وحسب تقرير لجريدة «دايلي ميل» البريطانية فان الخبراء وصفوا طريقة الاختراق الجديدة بأنها «الأكثر أريحية» والأكثر اقناعا للضحايا، وهو ما يجعل نسبة كبيرة ممن تم اختراق حسابات بريدهم الالكتروني لا يعلمون بأنهم وقعوا ضحية للعملية، كما أن الخدعة التي تم استخدامها في الاختراق كانت مقنعة وانطلت على عدد كبير من المستخدمين حول العالم، ودفعتهم إلى تقديم معلوماتهم طوعاً للقراصنة. وفي التفاصيل التي جمعتها «القدس العربي» من مصادر متعددة تحدثت عن عملية الاختراق الجديدة وحذرت المستخدمين منه، فان عملية القرصنة تتم بواسطة إرسال «ملف احتيال» يكون مرفقاً برسالة تصل إلى المستخدم من أحد الأصدقاء ضمن القائمة المخزنة على الحساب بما يجعله يتجاوب مع الرسالة بسهولة ولا يشك بأنها عملية قرصنة لاختراق الحساب والسطو على البيانات. وتلفت صحيفة بريطانية إلى أن الغريب في عملية القرصنة التي تعتبر الأكثر نجاحا حتى الآن هي أن المهاجم يقوم باستخدام أسلوب الكتابة الحقيقي نفسه الذي يستخدمه الشخص الذي تم انتحال اسمه من القائمة، ما يعني أن القراصنة الذين يقومون بعملية الاختراق يستخدمون تقنيات الذكاء الصناعي من أجل الوصول إلى أضمن وأفضل الطرق في عمليات القرصنة، وأكثرها اقناعاً للضحايا. ويستخدم الايميل الوهمي المرسل إلى الشخص ملفاً احتيالاً مرفقاً شكله يشبه ملفات الـ(PDF) المعروفة، لكنه في الحقيقة ليس سوى ملف لاختراق البريد الالكتروني، وعندما يقوم الضحية بالضغط على الملف لمشاهدة ما فيه على اعتبار أنه مرسل من أحد الأصدقاء، فانه يتم تحويل الضحية إلى صفحة اصطياد يظهر فيها وكأن موقع «غوغل» يطلب بيانات الدخول على البريد الالكتروني، وبمجرد ما يقوم الشخص بإدخال بيانات دخوله على البريد فانها تذهب مباشرة إلى القراصنة الذين يُصبح بمقدورهم تصفح بريده وقراءة رسائله بكل سهولة والاطلاع على أسراره دون أن يدري هو ما هي المعلومات التي تسربت إليهم. وتقول التقارير إن الأكثر خطورة وما يبعث على القلق في طريقة الاختراق الجديدة هو أن صفحة الاصطياد التي يتم اقتياد الضحية لها على الانترنت لا تظهر عليها أي علامة تحذير كما هو معتاد، كما أن برامج الأمن المعلوماتي التي تكون منصبة على الجهاز لا تكون قادرة أيضاً على التعرف عليها والتحذير منها على أنها صفحة غير موثوقة، كما يحدث في العادة. والغريب أن طريقة القرصنة الجديدة على حسابات «غوغل» لم تتمكن فرق الأمن المعلوماتي لدى الشركة من اكتشافها، كما لم تتمكن شركات أمن المعلومات العالمية المعروفة من التنبه لها مثل «نورتون» و«كاسبركي» وإنما اكتشفها الرئيس التنفيذي لشركة «ورد ديفينس» مارك ماندر، وهو المنوط به تقديم خدمات الحماية الأمنية الالكترونية لشركة «وورد برس» التي تقدم أنظمة إدارة المواقع الالكترونية لأغلب المواقع الموجودة على شبكة الانترنت في مختلف أنحاء العالم. وكشف موقع الكتروني متخصص عن العملية الخطيرة التي يقوم بها القراصنة فور تمكنهم من اختراق أي من الحسابات، حيث يدخلون على الفور إلى البريد الالكتروني، ومن ثم يستخدمون واحداً من الملفات المرفقة بحق في إحدى الرسائل، إلى جانب واحد من الموضوعات الحقيقية التي سبق استخدامها من قبل الشخص صاحب البريد الحقيقي، ومن ثم يبعثون بالرسالة إلى كل الأصدقاء المدرجين عند الشخص الضحية، تمهيداً لتحويلهم جميعاً إلى ضحايا. وأضاف موقع الكتروني متخصص بأخبار الاختراقات وأعمال القرصنة: «على سبيل المثال، تمكن القراصنة من الدخول لحساب أحد الطلبة، وأخذوا منه ملفاً مرفقاً هو عبارة عن جدول لتدريبات الفريق الرياضي، وقاموا بارساله بالعنوان نفسه إلى مختلف الأصدقاء والأشخاص المخزنين عند ذلك الطالب، وذلك ليتمكنوا لاحقاً من إرسال ملف الاختراق أيضاً، إما بارساله مع الملف الطبيعي والحقيقي، أو في رسالة ترد لاحقاً». ويؤكد الخبراء الذين اكتشفوا عملية القرصنة أنها منظمة ويقف وراءها فريق عمل كبير، حيث أنها تحدث بشكل سريع، وبمجرد وصول بيانات الدخول إلى القراصنة يتم التعامل معها والدخول على الحساب فوراً، وهو ما يعني أن الضحية حتى لو شك بالأمر وقام بتغيير بيانات الدخول لاحقاً، فانهم سيكونون قد سبقوه وقاموا باستخدام هذه البيانات قبل أن يقوم بتغييرها. وقال أحد الخبراء: «ربما تكون هناك عملية آلية تتم بشكل فوري بمجرد إرسال بيانات الدخول، أو أن هناك فريقا كبيرا ومتخصصا يقوم على الفور باستخدام بيانات حساب البريد الالكتروني». وكتب مارك ماندر تدوينة على الانترنت قال فيها: «بمجرد حصولهم على بيانات الدخول على بريدك الالكتروني فانه يُصبح لدى المهاجمين قدرة كاملة على الدخول إليه، بما في ذلك الرسائل الواردة والصادرة، كما أن في مقدروهم تنزيل كل الرسائل الموجودة على الايميل والحصول على نسخة منها بكل سهولة، إضافة إلى الحصول على جهات الاتصال». ونصح ماندر المستخدمين عدم ملء بياناتهم البريدية على أي صفحة يبدو شكلها كما لو أنها صفحة بريد «غوغل» الرسمية، إلا بعد التأكد من أنها الصفحة الرسمية لشركة «غوغل» وأنه لا توجد أي كلمات إضافية في عنوان النطاق (URL) وخاصة قبل العنوان. يشار إلى أن عمليات القرصنة التي تستهدف حسابات البريد الالكتروني شهدت انتعاشاً كبيراً في الآونة الأخيرة، حيث أعلنت شركة «ياهو» الأمريكية في أيلول/سبتمبر من العام الماضي أن بيانات مرتبطة بحسابات 500 مليون مستخدم على الأقل تعرضت للسرقة، فيما يعتبر واحدة من أكبر عمليات القرصنة الالكترونية في العالم على الإطلاق. وقالت الشركة في بيان لها إنها تعتقد أن «الفاعل مدعوم من دولة» ما يعني أن عملية القرصنة نفذها شخص أو أشخاص لحساب حكومة ما، وأضافت أن عملية الاختراق وقعت في أواخر عام 2014. وأوضحت الشركة أن معلومات الحسابات التي تعرضت للسرقة قد تشمل «الأسماء وعناوين البريد الالكتروني وأرقام التلفونات وتواريخ الميلاد والكلمات السرية والأسئلة السرية وإجاباتها». وطلبت الشركة من مستخدمي خدماتها الالكترونية تغيير كلمات السر والأسئلة السرية ومراجعة حساباتهم الالكترونية بحثا عن أي تغييرات مثيرة للشبهات. احذر حسابك على الـ«Gmail» ربما يكون مخترقاً وأنت لا تدري |
خرائط «غوغل» تساعد السائقين في العثور على موقف للسيارة قريباً Posted: 21 Jan 2017 02:03 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: تعتزم شركة «غوغل» الأمريكية تطوير تطبيقات الخرائط التي تقدمها مجاناً لعشرات وربمات مئات الملايين من المستخدمين حول العالم، والتي تعتبر التطبيق الرئيسي الذي يستخدمه سائقو السيارات لمعرفة الطرق، وتحديد المسافات والوقت اللازم للوصول، وتجنب الازدحامات التي قد تؤخر وصولهم. وحسب المعلومات التي نشرتها جريدة «دايلي تلغراف» البريطانية فان النسخة الجديدة من تطبيق الخرائط الخاص بشركة «غوغل» ستكون قادرة على البحث عن مواقف للسيارات وتقديم المساعدة للسائقين في مجال المواقف، من أجل توفير عناء البحث عن مكان للاصطفاف ووقف السيارة. وتعتبر مواقف السيارات من المشاكل التي كثيراً ما تواجه السائقين في المدن المزدحمة، حيث لا يجد كثيرون أماكن لوقف سياراتهم، كما يضطر بعض الناس لانفاق وقت طويل في البحث عن مكان لترك السيارة، فيما يتوقع أن يؤدي التحديث الجديد على تطبيق خرائط «غوغل» إلى حل الكثير من المشاكل التي يعاني منها السائقون. ويتيح النظام الجديد للمستخدمين الاختيار بين ثلاثة مستويات للمساعدة، الأول: سهل، والثاني: متوسط، والثالث: محدود. وبناء على هذه الخاصية يتمكن النظام من احتساب المدة اللازمة لاصطفاف السيارة وإضافتها الى المدة اللازمة للرحلة، كما يتمكن من إرشاد السائق على أقرب موقف سيارات متوفر، والأماكن البديلة التي يمكن الاصطفاف بها. كما يقوم التطبيق بتقديم النصح والمشورة للسائقين بخصوص مدى سهولة أو صعوبة العثور على موقف للسيارة عموماً في المكان الذي يتوجه إليه الشخص، وتحديد إن كان أقرب موقف للسيارات موجود في مركز للتوقف أو أنه موقف سيارات مدفوع ومخصص للعامة أو ما هو خلاف ذلك. وذكر تقرير «دايلي تلغراف» أن «غوغل» لم تكشف عن الموعد الذي سيتم فيه توفير هذه الخاصية الجديدة للمستخدمين في مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن أنها لا تزال غير متوفرة للمستخدمين في بريطانيا، وهو ما يعني أن الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً نسبياً حتى يتمكن خبراء «غوغل» من تحديث التطبيق وتوفير المزايا الجديدة للمستخدمين. وتقدم «غوغل» حالياً عبر تطبيق الخرائط الخاص بها معلومات حية ومباشرة عن الازدحامات على الطرق، كما تتيح للمستخدمين اختيار الطرق البديلة في حال كان الطريق الرئيس المؤدي الى المكان المنشود مغلقاً أو مزدحماً، كما تتيح «غوغل» أيضاً عبر محرك بحثها أيضاً معرفة الأماكن المزدحمة بالزبائن وأوقات الذروة فيها، مثل المطاعم والمقاهي والأسواق، وذلك ليتمكن من لا يحبون الازدحام من تجنبها. وحسب «دايلي تلغراف» فان الشركة الأمريكية العملاقة «غوغل» تعتمد على البيانات التي تحصل عليها من المستخدمين لتستفيد منها في تقديم النصح والمشورة لمستخدمين آخرين، حيث ترصد -على سبيل المثال- أعداد الذين يقصدون مكاناً معيناً في كل وقت، لتحديد أوقات الازدحام المعتادة في ذلك المكان، وأوقات الذروة فيه، إضافة الى أنها ترصد التعليقات التي يأتي بها المستخدمون لكل من الأماكن الموجودة على «غوغل». ومن المتوقع أن تتمكن أيضاً «غوغل» من استخدام هذه الطريقة نفسها في تحديد توافر مواقف السيارات في مختلف الأماكن، حيث يمكن رصد السيارات التي تصل إلى المكان ومن ثم تغادره بسبب عدم وجود مواقف، ومن ثم تنبيه المستخدمين الذين لم يصلوا إلى المكان بعد بأنه لا يتوافر فيه مواقف فارغة للاصطفاف، ما يعني أن عليهم البحث عن موقف قريب من المكان لسيارتهم قبل الوصول، وبالتالي توفير عناء ووقت البحث عن موقف للسيارة. يشار إلى أن شركة «غوغل» أصبحت حالياً واحدة من أهم مكونات الحياة اليومية للبشر في مختلف أنحاء العالم، وبات محرك بحثها على الانترنت هو الأكبر والأشهر والأكثر جدوى وذكاءاً من غيره، فضلاً عن أنها أصبحت مشتركة في كل شيء موجود على الانترنت، بما يجعل منها شركة التكنولوجيا الأهم في العالم. خرائط «غوغل» تساعد السائقين في العثور على موقف للسيارة قريباً |
ثُقب فضائي يبتلع النجوم والعلماء لا يعلمون أين تذهب Posted: 21 Jan 2017 02:03 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: فوجئ علماء الفلك الأمريكيون مؤخراً بحقيقة مفادها أن ثمة ثقبا فضائيا في الكون يقوم بابتلاع النجوم في مجرة درب التبانة التي تضم كوكب الأرض والمجموعة الشمسية، إلا أن العلماء وقفوا حائرين أمام سؤال أين تذهب هذه النجوم التي يتم ابتلاعها. واتضحت لعلماء فلك من جامعة برنستون الأمريكية الطريقة التي يبتلع بها الثقب الأسود العملاق الواقع في مركز مجرة درب التبانة مواد النجوم والغاز الموجود في الفضاء الكوني. ولأجل حل هذه المشكلة وضع الباحثون نموذجا تحليليا لقرص مزود يتشكل عند وقوع مادة على جسم فضائي يتصف بجاذبية هائلة. وتساوي كتلة الثقب الأسود الواقع في مركز مجرتنا والذي يسمى بـ«رامي القوس» أربعة ملايين ضعف كتلة الشمس، ومع هذا يشع قرص البلازما الموجودة حوله طاقة أقل بكثير مما توقعه العلماء. وقد درس المختصون طبيعة القرص الساخن حتى درجة متناهية لثقب رامي القوس الأسود فاتضح لهم أن تلك المادة التي يتألف منها هذا القرص المزود بالطاقة تتصف بدرجة حرارة عالية وكثافة منخفضة لدرجة أن مسارات البروتونات والالكترونات فيها نادرا ما تتقاطع، الأمر الذي يميز الثقب الأسود الواقع في مركز مجرة درب التبانة عن غيره من المواقع الكثيرة الشبيهة به. وتتصادم الجسيمات الأولية في أقراص بلازما أخرى أكثر بكثير من تصادمها هنا، ما يعلل سطوعها الشديد، وقد وصِّفت هذه الظاهرة من خلال بنماذج تحليلية وضعت في ثمانينيات القرن الماضي. واستخرج الباحثون معادلات جديدة وصفت مسارات الجسيمات المنفردة التي لا تتصادم مع جسيمات أولية أخرى، علما أن المعادلات السابقة وصفت تصرف البلازما كمادة مائعة. وأطلق العلماء على توجههم هذا اسم التوجه «الحركي». وهو يسمح بوضع نماذج تحليلية أدق لكيفية ابتلاع المادة من قبل الثقوب السوداء الكبيرة الكتلة. ثُقب فضائي يبتلع النجوم والعلماء لا يعلمون أين تذهب |
هاتف ذكي يقي صاحبه من البرد في الشتاء Posted: 21 Jan 2017 02:02 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: ابتكرت شركة «أتش تي سي» المتخصصة في إنتاج الهواتف الذكية أحدث صرعات الهواتف المحمولة، حيث طرحت جهازاً يساعد صاحبه على اتقاء شر البرد في الشتاء، إذ يقوم بتوجيه الارشادات لمستخدمه بأن يرتدي الملابس الشتوية المناسبة. وأعلنت «إتش تي سي» أن هاتفها الذكي الجديد الموجود في الأسواق، يستطيع التصرف كمساعد شخصي لمستخدمه، بخطوات عدة، مثل ترتيب المواعيد ووضع جدول للنوم. ويستطيع الهاتف الجديد أن يحدد من تلقاء نفسه اللحظة الأنسب لتشغيل خاصية اقتصاد الطاقة على الهاتف، كما يراكم في ذاكرته معلومات عن عادات المستخدم حتى يساعده بشكل أفضل، ويوصيه في أيام العطل، مثلا، بضبط منبهه على ساعة متأخرة. وتتيح الشركة المزايا الجديدة في جهازي «إتش تي سي يو» و«يو بلاي» بسمك يصل إلى 5.7 إنشات، وشاشة من 5.2 إنشات، وفق ما نقلت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية. وأصبحت الهواتف المحمولة الذكية تستخدم في كافة مجالات الحياة اليومية، كما بات الأشخاص يعتمدون عليها أكثر فأكثر في حياتهم، حيث تقدم التطبيقات المختلفة المساعدة للأشخاص، وتجعل حياتهم أكثر سهولة، بما في ذلك المساعدة على الترجمة والاستدلال على الطريق وغير ذلك من الوسائل المختلفة لتسهيل الحياة المعيشية للناس. وتتسابق شركات إنتاج الهواتف المحمولة على طرح أحدث الصيحات والابتكارات في هذا المجال، حيث يتوقع أن تندثر وتختفي الشركات التي لا تستطيع مجاراة ثورة التكنولوجيا التي يشهدها العالم. هاتف ذكي يقي صاحبه من البرد في الشتاء |
زياد سنكري: الإيمان بداية الطريق لتحقيق الحلم Posted: 21 Jan 2017 02:02 PM PST بيروت ـ «القدس العربي»: مرغماً وافق أستاذه على مشروعه الهادف فهم «النشاط الكهربائي للقلب». لم ير الأستاذ بصيص أمل بالنجاح عكس الطالب الجامعي المثابر والمؤمن بأنه سيحقق ما يصبو إليه. نال زياد سنكري الشهادة في هندسة الكمبيوتر وسافر إلى الولايات المتحدة لتحصيل الماجستير، ومتابعة البحث. وهناك تمكن من تطوير بحثه والحصول على المزيد من النتائج المشجعة. عام 2009 شارك في تأسيس مشروع طبي مركزه كولومبوس في ولاية أوهايو. في 2010 عاد إلى لبنان وأنشأ شركته الخاصة «Cardiodiagnostics « التي تعتمد التكنولوجيا المنقذة للحياة من خلال الجهاز الذي يعرف باسم «Life Sense». يستفيد مرضى القلب من هذا الجهاز الذي يصلهم مباشرة بعيادات أطبائهم الذين يرصدون بدورهم نشاط قلوبهم ويحللونها عن بعد، ويتدخلون عندما يلزم، بهدف منع غدر القلب. مرضى الولايات المتحدة يستفيدون من هذا الاكتشاف، وقريباً سيكون في متناول مرضى بعض الدول العربية. مكتشف الجهاز زياد سنكري تحدث لـ «القدس العربي» بعد حصوله على جائزة «تكريم» للمبادرين الشباب لعام 2016: ○ مبروك لك جائزة «تكريم» هل هو التشجيع الثاني بعد استقبالك من قبل الرئيس أوباما؟ • عزيز على قلبي جداً تكريمي لبنانياً وعربياً حيث كان الحفل في القاهرة. في دولنا العربية النامية فاتنا الاهتمام بالقدرات العلمية والتقنية وتحديداً في مجال ريادة الأعمال. هذا التكريم ترك لدي انطباعاً مميزاً جداً. ○ بعكس توقعات استاذك، مشروعك الهادف لمراقبة القلب عن بعد يغطي 50 ولاية أمريكية. طموحك الأبعد ان لا يموت إنسان بغدر القلب. كم هذا ممكن؟ • هو طموح كبير، وللوصول إلى نهاية المطاف نبدأ خطوة خطوة. التقنية التي تمّ تطويرها هي الخطوة الأولى نحو الهدف الأسمى والأبعد بمساعدة كل من لديهم أمراض قلب. ○ متوسطو الحال والفقراء يعجزون عن شراء أبسط الخدمات الطبية فكيف لهم بخدمات متطورة خاصة بالقلب؟ • سؤال في محله. نعم الطب مهنة صعبة ومتقنوها قلة. إنما مع التطور التكنولوجي باتت لدى الناس العاديين قدرة الحصول على خدمات طبية لم تكن متوفرة لهم قبل عشر سنوات على سبيل المثال. ثمة أجهزة متوفرة للجميع في الأسواق كما جهاز فحص السكري، وهي لم تكن متاحة قبل ثلاثين سنة. تطور التكنولوجيا ساعد الناس على فهم أجسامهم أكثر وتخفيف المضاعفات عنها، وخفض أسعار بعض المواد الطبية. ○ ما هو عدد مستخدمي الجهاز الذي اخترعته؟ وأين ينتشر؟ • منذ سنوات نغطي الولايات المتحدة، ومؤخراً بدأنا ندخل بعض دول الخليج العربي كما الإمارات المتحدة، والسعودية والكويت. وصار لنا شركاء أوروبيين منذ زمن قريب. وهؤلاء متواجدون في فنلندا، وألمانيا وهولندا. ○ تتصدى لسبب الوفاة الأول في العالم من خلال التكنولوجيا المنقذة للحياة ما هي معطياتك الأساسية لحمل هذه المسؤولية؟ • كما تعرفين بنيت طموحي لتطوير هذا المنتج التكنولوجي من خلال تجربة شخصية صار لها بعد أعمق. الطموح هو مزيد من التطوير والانتشار انطلاقاً من بلد عربي بحيث نتمكن من تطوير القدرات المحلية بهدف خلق قصة نجاح عربية تستعين بها الأجيال الحاضرة والمقبلة، والحرص على أن تكبر وتتطور قصة النجاح تلك. ○ هل لك بشرح مبسط لمهمات الجهاز؟ • هو جهاز يوضع بتلاصق مع الجسم من الخارج مهمته تحليل كهرباء القلب، يكتشف أي مشكلة طارئة ويرسلها عبر شبكة الهاتف المحمول إلى مركز مراقبة متخصص. من يستعين بهذا الجهاز يعاني في الأصل من مشكلة طبية ما في القلب، ويحتاج للمراقبة. ○ ماذا عن حجم ووزن الجهاز؟ • بتنا ننتج أجهزة متعددة لها ذات المهمة الطبية. حالياً أصبح الجهاز بحجم الإبهام وهو عبارة عن كمبيوتر صغير جداً. ○ متى تتصوره متوفراً في الدول العربية؟ • في هذا العام سيكون الجهاز متوفراً في بلد عربي آخر إضافة للإمارات، والكويت، والسعودية وطبعاً لبنان حيث مكتبنا الرئيسي، وحيث عدد من الأطباء يستخدمونه عند الحاجة وبعد تقييم الحالة. إذ ليس لي التعامل المباشر مع المريض. المسؤولية الطبية يتولاها الطبيب المختص. ○ وما هي مهمة مقركم الرئيسي في لبنان؟ • يعمل في هذا المكتب مجموعة من المهندسين والتقنيين الطبيين، ومهمة العاملين مراقبة مرضى في دول الخليج وبعض الدول العربية المحيطة. كما أن مقراتنا في الولايات المتحدة تراقب المرضى هناك. ○ من يحتاج هذا الجهاز وفق التقييم الطبي؟ • دون الخوض في التقنيات الطبية ثمة فئة من الناس لديهم مشاكل قلب متكررة ويحتاجون للمراقبة. إذا هم المرضى الأمثل لاستخدام هذه الأجهزة. ○ وفاة والدك المفاجئ بمرض القلب نتيجة ضيق الشرايين التاجية هل يخيفك من العوامل الوراثية؟ • صراحة أعرف دورها الكبير وهذا ما بان صدفة خلال اختبار للدم. ففي عمر الـ21 لا يخضع الشباب لاختبار دهون. قررت ذلك واكتشفت مبكراً ارتفاع نسبة الدهون، رغم كوني مقلا في تناول مأكولات غير صحية، لكنها الجينات. ○ ما هي البنية التحتية التي يحتاجها الجهاز ليصبح استعماله أكبر لدى من يحتاجه؟ • تقنيا يمكن للجهاز أن يتوفر في أي بلد فهو ليس معقدا. باختصار يمكن لهذا الجهاز تسجيل تخطيط القلب وارساله عبر أي شركة اتصالات في لبنان. الأجهزة التي نستخدمها تحتوي بطاقات لإحدى شركتي المحمول ومن خلالها نرسل داتا البيانات. إذاً يعمل هذا الجهاز في أي بلد فيه شبكة. إنما البنية التحتية الأهم هي في التكلفة، فثمة من ينأون بأنفسهم عن تكاليف خاصة بالصحة. منهم من يسرف على منزله وسيارته، ويشد الحزام على صحته. كشركة حاولنا التواصل مع وزارة الصحة والجهات الضامنة صحياً ولم تكن مثمرة. فتوجهنا نحو الأسواق الملموسة كما الأمريكية. في هذه الأسواق تتحمل شركات التأمين كلفة هذه الأجهزة. ○ هل هو لجميع الناس في الولايات المتحدة أم لفئة محددة منهم؟ وهل تعترف بكلفته الجهات الضامنة الصحية الأمريكية؟ • نعم هو متوفر للجميع. الجهاز هو الوسيلة التي من خلالها تتم مراقبة القلب، وهو ليس ملكا للمريض بل يبقى معه لفترة زمنية محددة ليسمح بمراقبته على مدار الساعة. الخدمة الطبية بمراقبة البيانات وكتابة تقرير عن الحالة هي التي تغطيها الجهات الضامنة في الولايات المتحدة. ○ هذا يعني أن الجهاز يستخدم من قبل أكثر من مريض؟ • طبعا. وبعد أن ينتهي منه مريض ما يمكن تطهيره، وتزويده بكابلات جديدة ليستخدمه مريض آخر. ○ عندما تسلمت جائزتك في القاهرة قلت «عليت سقفي» وعدت إلى لبنان. هل شركتك بصدد مشروع أكبر؟ • قلت ذلك لأن بناء شركة تقنية تعمل في مجال الطب في لبنان ليس بالأمر السهل. أسهل بكثير القيام بهذا العمل في الولايات المتحدة نظراً لتوفر البنية التحتية. أن نرفع السقف يعني بالتحديد رفع التحدي. ○ هل لمست تعبيراً ما حول نجاحك في ابتكار هذا الجهاز كلبناني وعربي خاصة في مرحلة تبدلت فيها النظرة لنا؟ • الجيد في معظم المجتمعات الأمريكية انفتاحها الذهني وتقبلها للآخر. نعم نجاح أي عربي هناك يبدل قليلاً المفاهيم السلبية عنا كعرب. وبعد تكريم الرئيس باراك أوباما والانجازات التي حققتها الشركة فهذا ساعد أن نظهر ما هو مختلف عن الصورة السلبية التي يقدمها الإعلام الغربي عنا. ○ رغم عدم تشجيع استاذك لك فهل اصرارك على النجاح ناتج من وفاة والدك المبكرة بمرض القلب أم لمهارتك العلمية؟ • لا شك أن وفاة والدي حافز. إنما لاحقاً كان الطريق طويلا باتجاه تطوير المهارات الطبية التقنية لمراقبة القلب، وأن نراقبه على مدار الساعة بشكل جيد وإيجابي. وهذا ما استغرق وقتا وجهدا. أرى ان العقل هو الأساس في تحقيق أي انجاز أو نجاح. الإيمان بتحقيق أمر ما هو بداية الطريق لنصل إليه. أما القول «ما بيطلع منا شي» فهذا نمط تفكير يجب أن يتبدل. عندما نقرر العمل لدينا الامكانية. زياد سنكري: الإيمان بداية الطريق لتحقيق الحلم منعاً لغدر القلب لبناني يبتكر جهازاً لمراقبته عن بعد زهرة مرعي |
إسرائيل تهدم قرية بدوية Posted: 21 Jan 2017 02:02 PM PST بدأت البلدات العربية الخميس اضرابا عاما للاحتجاج على سياسة هدم البيوت غداة استشهاد عربي برصاص الشرطة الإسرائيلية خلال هدم قرية بدوية لا تعترف بها إسرائيل. ودعت لجنة المتابعة العربية العليا إلى الاضراب احتجاجا على هدم قرية أم الحيران البدوية في صحراء النقب، واستشهاد ابن القرية يعقوب ابو القيعان برصاص الشرطة. وترفض السلطات الاسرائيلية الاعتراف بالقرية أو توفير الخدمات الاساسية لها مثل الماء والكهرباء، أو وضع خطة تقسيم مدني للسماح للسكان بالحصول على تصاريح بناء. وتقول انه سيتم نقل سكان أم الحيران إلى بلدة حورة البدوية القريبة التي تقيم فيها 300 عائلة بدوية. وأم الحيران من بين العديد من القرى البدوية غير المعترف بها رسميا في إسرائيل ويقيم فيها نحو 1000 شخص. إسرائيل تهدم قرية بدوية |
بذريعة «الاندماج» حظر الحجاب على أجندة النمسا Posted: 21 Jan 2017 02:01 PM PST انتقدت المسلمات العاملات في النمسا، حظر ارتداء الحجاب في الهيئات العامة ومدارس الدولة، الذي يرغب في فرضه وزير الخارجية والاندماج النمساوي سيباستيان كورتس. وأعلن كورتس الأسبوع الماضي، عن مشروع قانون لحظر ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة وبينها المدارس، ضمن حزمة اندماج جديدة، وهو ما أثار انتقادات واسعة من أطياف المجتمع، على رأسهم المسلمون. ويرى المعارضون لمشروع القانون أن فيه تدخلا في الحياة الشخصية وحرية الاعتقاد، للمسلمات العاملات في القطاع العام، كما يعتقدون أنه سيعطي في حال إقراره دفعة قوية للعنصرية التي تشهد تزايدًا ملحوظًا في البلاد. وأعرب عدد من المسلمين العاملين في القطاع العام في النمسا، عن تخوفهم من النتائج السلبية التي سيترتب عليها إقرار مشروع القانون. وأكدت الناشطة والتربوية المسلمة دود كوتشوك غول، أنه «لا يمكن قبول خروج مثل هذا الاقتراح من الوزير المسؤول عن الاندماج». وقالت إن «طرح مسألة منع ارتداء الحجاب أصابت المسلمين بخيبة أمل كبيرة، خاصة أن المسلمات يتعرضن بالفعل للعنصرية والتمييز في العديد من المجالات بالنمسا». وأضافت كوتشوك غول، أن «النقاشات حول منع الحجاب تلحق ضررا كبيرا بالفتيات المحجبات اللواتي يبذلن قصارى جهدهن للنجاح في دراستهن رغم الحالات الكثيرة للإقصاء التي يتعرضن لها». وتابعت: «العديد من الفتيات يصبن بالإحباط، وقد يفكرن في ترك الدراسة قائلات إنهن لن يستفدن منها، لأنهن لن يتمكن من الحصول على عمل بعد التخرج، هذا بالإضافة إلى أن الهجمات العنصرية ضد المحجبات في الشوارع ترتفع عند طرح مثل هذه النقاشات». واعتبرت كوتشوك غول، أن «كورتس لديه أهدافا سياسية من وراء طرح مشروع القانون، حيث يعمل على التمهيد لإنشاء تحالف بين حزب الحرية اليميني المتطرف، وحزب الشعب الذي ينتمي إلى يمين الوسط». وأشارت إلى أن «مشروع القانون يلقى معارضة من المجموعات الدينية المختلفة في النمسا، حيث تقف الجالية اليهودية والكنيسة الكاثوليكية، بالإضافة إلى العديد من مؤسسات المجتمع المدني إلى جانب المسلمين». وشدّدت، على أن «تطبيق حظر الحجاب لن يضر بالنساء المسلمات فقط وإنما سيضر بالمسلمين بشكل عام، لأن إعاقة تقدم المرأة في مجتمع ما، يؤدي إلى إعاقة تقدم المجتمع بأكمله». كما أعربت عن «اعتقادها أن نقاشات حظر الحجاب وما شابهها، تؤدي إلى فقدان الشباب للأمل في المستقبل، وعرقلة عملية اندماج الأجانب». بدورها، اعتبرت المعلمة إليف أوزتورك، عضو مركز «توثيق المسلمين» في النمسا، أن «إقرار مشروع القانون يعني أن الدولة ستقوم بتصنيف من ترتدي الحجاب وتقول لمن ولدن ونشأن ويحملن الجنسية: أنتن لا تنتمين إلى بلادنا». وأكدت أن «العلمانية لا تعني حظر الرموز الدينية»، كما أشارت إلى «زيادة الهجمات التي تستهدف المسلمين». وأضافت أن «المركز الذي تعمل به سجل في تقريره الأخير أن العداء للإسلام والعنف ضد المرأة يزيدان بنفس النسبة»، مرجعة السبب في ذلك إلى أن «معظم الهجمات العنصرية تستهدف النساء، بناء على طبيعة لبسهن». واعتبرت أوزتورك، أنه «في حال إقرار مشروع قانون حظر ارتداء الحجاب، ستتعرض المحجبات للإقصاء من قبل الدولة، بالإضافة إلى ارتفاع الهجمات الفردية التي يتعرضن لها». وانتقدت تصريحات كورتس تحت ذريعة أن مشروع القانون يأتي بهدف دمج النساء المسلمات في المجتمع، قائلة إن «تأثير القانون سيكون عكسيا». وأشارت أنه «في حال إقرار مشروع القانون ستكون المرة الأولى التي تحظر فيها النمسا رمزا دينيا»، معتبرة أن «الأمر قد يطال مستقبلا المنتمين إلى الأديان الأخرى كذلك». وبدأت آثار صعود موجة اليمين المتطرف المعادي للمسلمين والأجانب، في الظهور في الحياة الاجتماعية في النمسا عام 2015، وتصاعدت بشكل كبير مع حصول مرشح اليمين المتطرف نوربورت هوفر على 46٪ من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتقدم الكبير الذي حققه حزبه. ولدى اقتراحه قانون حظر ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة وبينها المدارس، قال كورتس إن النمسا دولة علمانية، وإن سبب الحظر هو تأثيره على الأطفال والشباب، إلا أنه قال إنه لن يتم حظر الصليب، الذي يعتبر بدوره رمزا دينيا في المدارس، وأرجع سبب ذلك إلى أن الصليب أحد عناصر تاريخ النمسا وعاداتها.(الاناضول) بذريعة «الاندماج» حظر الحجاب على أجندة النمسا |
من المطبخ الهندي: فيليه السمك بالتمر الهندي Posted: 21 Jan 2017 02:01 PM PST المقادير: كيلو سمك هامور، أو كنعد، بعد إزالة العظام والجلد 100غرام بصلة وسط، مفرومة ناعما ثوم، مفرومة ما يعادل 3 أو 4 فصوص ما يعادل 4 ملاعق كبيرة معجون تمر هندي مكعب مرقة دجاج، ماجي ملعقة كبيرة زيت نباتي ملعقة كبيرة بهارات ما يعادل 2 كوب ماء طريقة التحضير نغسل السمك ونتركه ليجف ثم نضعه فوق ورق ألمنيوم في صينية الفرن. نسخن الزيت النباتي ونقلي البصل ببطء حتى يطرى ثم نضيف التوابل والثوم ونتركه لمدة دقيقتين إضافيتين حتى تفوح رائحة التوابل. نضيف معجون التمر الهندي، ومكعب مرقة الدجاج ماجي والماء، ونترك الخليط ليغلي حتى يسمك قليلاً. نضيف الصلصة فوق فيليه السمك ونضعه في فرن سبق تسخينه لمدة 30 دقيقة. نقدمه مع الخبز أو أرز وسلطة خضراء. من المطبخ الهندي: فيليه السمك بالتمر الهندي طبق الأسبوع |
نجاح أول عملية زراعة كبد من متبرع حي في قطر Posted: 21 Jan 2017 02:00 PM PST الدوحة ـ «القدس العربي»: نجح فريق زراعة الأعضاء في مستشفى حمد العام التابع لمؤسسة حمد الطبية في إجراء أول عملية زراعة كبد لمريض من متبرع حي في دولة قطر بنسبة نجاح 100 ٪. واستغرقت عملية نقل الكبد من المتبرع حوالي 8 ساعات، بينما استغرقت عملية زراعة الكبد لدى المتلقي واستئصال الكبد المتليف حوالي 12 ساعة، وتم الاستعانة عند إجراء العملية بفريق طبي كوري متخصص في زراعة الأعضاء مكون من 10 أطباء حيث أنها الجراحة الأولى من نوعها في قطر، ويعد نجاح هذه العملية إضافة كبيرة لسجل إنجازات مؤسسة حمد الطبية. وقال الدكتور يوسف المسلماني المدير الطبي في مستشفى حمد العام ورئيس لجنة زراعة الأعضاء في مؤسسة حمد الطبية: «تم الإعداد لإجراء العملية من خلال الفريق الطبي عالي الكفاءة المكون من استشاريي زراعة وجراحة الكبد، وأطباء التخدير بالإضافة إلى فريق التمريض والفنيين التابع لمؤسسة حمد الطبية، وتم إجراء العملية بسهولة ويسر». وأضاف:» يجري العمل على إعداد خطة مستقبلية لزيادة فرص إجراء عمليات زراعة الكبد من خلال التوسع في التبرع من الأشخاص الأحياء، وتحفيز وتنشيط التبرع بالأعضاء من الأشخاص المتوفين دماغياً من خلال الجهود المتواصلة لمركز «هبة» للتبرع بالأعضاء، حيث نناشد الجمهور بالإقبال على تسجيل أسمائهم للتبرع بعد الوفاة لإنقاذ حياة الكثير من المرضى». ومن جانبه أكد الدكتور حاتم خلف، استشاري زراعة وجراحة الكبد والبنكرياس في مؤسسة حمد الطبية ورئيس الفريق الطبي الذي أجرى العملية، على أن هناك العديد من الاحتياطات والتدابير التي تم اتخاذها قبل إجراء العملية للمتبرع والمريض على حد سواء، حيث تطلبت حالة المريض إجراء عملية زراعة بوجه عاجل بعد تدهور الحالة الصحية للكبد وإصابته بورم وتليف، لذا وجب البحث عن متبرع من أقارب المريض، وبعد توفر المتبرع تم تقييم حالته بحذر شديد جداً والتأكد من مطابقته لشروط التبرع وهي، أن يكون التبرع بدون مقابل والتأكد من صلة قرابته بالمريض، وتوافق فصيلة دمه مع فصيلة دم المريض، وأن يتراوح عمره من 18-45 عاماً، إلى جانب خلوه من أي أمراض مزمنة، وبعد التأكد من كل هذه الأمور تم خضوع المتبرع للعديد من الفحوصات والأشعة لمعرفة مدى ملاءمة حجم الكبد، كما تم أخذ عينة من الكبد للتأكد من عدم وجود التهابات أو تليفات، كما تم تقييم الحالة النفسية والاجتماعية للمتبرع من قبل لجنة متخصصة بمركز قطر للتبرع بالأعضاء، وعليه تم تحديد موعد إجراء العملية في وقت قياسي. نجاح أول عملية زراعة كبد من متبرع حي في قطر سليمان حاج إبراهيم |
استطلاع: 61 ٪ من الألمان لا يرون غضاضة في إرضاع الأم وليدها في الأماكن العامة Posted: 21 Jan 2017 02:00 PM PST كشفت نتائج استطلاع للرأي أن غالبية الألمان لا يرون غضاضة في أن ترضع الأم وليدها في الأماكن العامة. وقال 61٪ ممن شملهم الاستطلاع إنهم يعتبرون إرضاع الأمهات أطفالهن في الأماكن العامة أمرا مقبولا من الناحية المبدئية. وشمل الاستطلاع الذي أجراه معهد (يوجوف) لقياس الرأي، 1041 شخصا. في الوقت نفسه، رأت أغلبية بسيطة ممن شملهم الاستطلاع أن من غير المناسب أن تلقم الأم الصغير ثديها في المطعم أو الحافلة أو المترو، فيما قال نحو 75٪ إنهم لا يرون غضاضة في ذلك إذا كان على مقعد في حديقة أو على الشاطئ. وأعرب 34٪ عن تأييدهم لإرضاع الصغار في الكنائس، فيما اعترض 57٪ على ذلك. تجدر الإشارة إلى أن فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، كان قد سمح مؤخرا للأمهات أثناء تعميد صغارهن بإرضاعهن في الكنيسة دون خجل إذا شعر هـــؤلاء الصــغار بالجوع، ولم تكــن هذه هي المرة الأولى التي يســـمح فيــها بابا الفاتيكان للأمهات بالرضاعة العلنية للصغار. (د ب أ) استطلاع: 61 ٪ من الألمان لا يرون غضاضة في إرضاع الأم وليدها في الأماكن العامة |
هل لديك فواتير غير مدفوعة؟ هل لديك دين كنت ترغب في مسح؟ أنت
ردحذفماليا وتحتاج إلى إنشاء الأعمال التجارية؟ لديه البنك
تحولت كنت نتيجة لسوء الائتمان الخاص بك؟ لا تقلق أكثر من ذلك
خدمات التمويل المالي على استعداد لتعطيك قرضا في انخفاض
سعر الفائدة.إذا كنت مهتما في عرض القرض لدينا وترغب في
التقدم بطلب للحصول على قرض، الاتصال بنا اليوم عن طريق الرد على هذه الرسالة أو
ببساطة أرسل لنا رسالة عبر البريد الإلكتروني: markfunds002@outlook.com
مجاملة اليوم،
أنا M.W، مقرض القرض "العضو المنتدب ل M.W القرض
الحل هنا في المملكة المتحدة، وأنا على استعداد لتقديم القروض مع سعر الفائدة
من 3٪ وضمن مبلغ 3000.00 دولار أمريكي إلى 8،000،000.00 دولار أمريكي كقرض
نقدم، نحن نقدم قرض بسعر فائدة منخفض ودون أي فحص الائتمان، ونحن
عرض القروض الشخصية، قروض توحيد الديون، رأس المال الاستثماري، والأعمال التجارية
القروض، قروض التعليم، القروض المنزلية أو "القروض لأي سبب من الأسباب!
طريقة، ويقدم لك الفرصة لتذكر مبلغ القرض المطلوب وأيضا
المدة التي تستطيع تحملها، أنا معتمد، مسجل وشرعي المقرض،
إذا كنت مهتما، اتصل بنا عبر markfunds002@outlook.com