Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأحد، 2 يوليو 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


واشنطن والرياض: البقال والمغفل

Posted: 01 Jul 2017 02:13 PM PDT

ذات يوم غير بعيد، قبيل زيارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى السعودية؛ أعرب البيت الأبيض عن «خيبة أمل كبيرة» لأنّ سفارة المملكة رفضت منح تأشيرة دخول للصحافي الأمريكي مايكل ولنر، مراسل صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، ليكون ضمن الوفد الصحفي الذي سيرافق أوباما. الاحتجاج صدر أوّلاً عن مساعديْ سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي؛ قبل أن تعقبه احتجاجات أشدّ من رابطة مراسلي البيت الأبيض، التي أصدرت بياناً أدان الإجراء السعودي بوصفه اعتداءً على المراسلين أجمعين، ثمّ على حرّية الصحافة كقيمة كونية مقدّسة. ولنر، نفسه، كتب افتتاحية في صحيفته لم تترك «مجالاً للشكّ» في أنّ حجب التأشيرة استند على موقع عمله، ثمّ ديانته اليهودية؛ فأغفل، عامداً، حقيقة أنّ المملكة موئل عشرات الصحافيين اليهود، وبينهم دافيد ماكوفسكي زميله في الصحيفة إياها، والذي كان يراسل من جدّة!
اليوم لا يقول البيت الأبيض الكثير، وتقتدي به رابطة مراسلي البيت الأبيض، حول مطلب الدول المحاصِرة لقطر بإغلاق قناة «الجزيرة»، وعدد من وسائل الإعلام الأخرى؛ ليس تحت بند عامّ هو رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة ذات السيادة، ولا أيضاً تحت البند الخاصّ، الذي يُفترض أنه الأهمّ والأقدس: صيانة حرية التعبير وحقّ الرأي الآخر. لكلّ مقام مقال، في عرف هؤلاء الصامتين، وما ينطبق على «جيروزاليم بوست» لا يجوز أن يشمل «الجزيرة» وسواها!
بيد أنّ زيارة أوباما يومذاك، مثل زيارة خَلَفه دونالد ترامب مؤخراً، انطوت على خيبات أمل من جهات أخرى: ناشطات سعوديات راودهنّ الأمل في أنّ أوباما سوف يثير، خلال لقائه مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، مسائل حقوق الإنسان في المملكة، عموماً؛ والحرّيات العامة، وتلك التي تُحجب عن المرأة بصفة خاصة. أو، في أضعف الإيمان، أن يبدي تضامنه مع السعوديات القلائل اللواتي غامرن، في مناسبة قمّة خريم، بانتهاك العرف السائد، وتحدّي المطوّعين، وقيادة السيارة جهاراً. هنا، أيضاً، توفّرت «خيبة أمل كبيرة» لأنّ أوباما اكتفى بتنظيم حفل خاصّ سريع، سلّم خلاله جائزة الشجاعة، التي تمنحها وزارة الخارجية الأمريكية، إلى الدكتورة مها المنيف، المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني، وذلك نيابة عن زوجته ميشيل أوباما؛ وسوى ذلك، لم ينبس ببنت شفة، حول أيّ حقّ! لم تكن السيدة الأولى الأمريكية الحالية، ميلانيا ترامب، أفضل من سابقتها، غنيّ عن القول؛ وظلّ «الحال من بعضه» اليوم، كما يومذاك.
في عبارة أخرى، لم يتغيّر الكثير ـ بل من الإنصاف القول: هيهات أن يتغيّر حتى القليل! ــ في تاريخ العلاقات الأمريكية ـ السعودية. والذي يظلّ جاثماً مثل حجر ثقيل، أبد الدهر، هو مقدار ما تملك واشنطن من وسائل ضغط وإغراء لتوقيع المزيد من عقود الاستثمار والتسليح واستنزاف خزائن الرياض المالية. ولهذا تتابع «ركائز» العلاقة القديمة مفاعيلها على الحاضر، وكأنها جديدة ومستجدة؛ بل يجري إعادة تدويرها تحت باب الإلحاح والضرورات العاجلة؛ ولا يعدم أي رئيس أمريكي، حين يمتهن سلوك البقال، بيع بضائع الجملة مثل سلع المفرّق، سواء بسواء…
ومن البديهي ألا تغيب لعبة الاستغفال عن علاقة التبادل هذه، كأنْ تُعرض بضاعة محاربة الإرهاب تحت بند تسويق عقود التسليح بالمليارات، أو تُعرض سلعة توريث صغار الأمراء على رفوف أقلّ شأناً (ولكن ليس أبخس ثمناً!). وإذا صحّت التقارير التي تحدثت عن انقلاب القصر الأخير في المملكة، الذي مسخ محمد بن نايف، بين ليلة وضحاها، من ولي عهد إلى أمير تحت الإقامة الجبرية؛ فإنّ لعبة التعاقد بين البائع والشاري صارت على المكشوف أكثر من ذي قبل، بل يدور الافتراض أنه لا يدركها أولاً، وعلى النحو الأوضح، إلا المتعاقدان: البقال والمغفل!

واشنطن والرياض: البقال والمغفل

صبحي حديدي

المحو وتجديد صفحة الكينونة

Posted: 01 Jul 2017 02:13 PM PDT

رشيد المومني
إن جوهر الشيء- أصله – يظل حاضرا في الظل بعنفه الميتافيزيقي، بالرغم من تعدد إبدالاته التي توحي بغيابه، وباحتجابه التام، كما هو الشأن بالنسبة لميكانيزمات السلطة، التي تبقى سارية المفعول عبر تجلياتها المتعددة، برغم التعديلات الرمزية التي تطُولُها، حيث يمكن القول إن سلطة الفرد هي ذاتُها سلطة الجماعة، وسلطة المرئي هي ذاتها سلطة اللآمرئي، كما أن سلطة الأرض لا تختلف-إلى حد ما – عن سلطة السماء، بمعنى أن الأصل/الجوهر، سيظل محتفظا بخصوصيته، مهما حاولت الخطابات الفكرية والإبداعية المضادةُ التخلُّصَ منه بالمحو والإلغاء، لأن ما يُحْيي الأصلَ، وما يساهم في تعدد مستويات تجلِّيه، هو تعَرُّضُه الدائم إلى انْمِحائه. كما أنه وضمن هاجس محافظته على ديمومته، وامتلاك قدرته على التناسخ، فإنه يسعى إلى استعْداء المحو عليه. كما لو أن بقاءه رهبن برغبة الآخر في إفنائه، بمعنى أن الأصل حين يطمئن إلى الرعاية المحيطة به، فإنه لا يلبث أن يفقد قسطا كبيرا من شراسته، ومعها غيرَ قليلٍ من قابليته للمشاكسة، وحدسِه باحتمال تعرضه للإلغاء، حيث يصبح وديعا مُسالما وجاهزا لإخلاء المكان مع تباشير أوَّلِ إعصار. إن الأمر لا يتعلق بمبالغة في التقييم أو الوصف، ولكن بحضور نسق مُستَنفَرٍ، يحيلنا على أنساق الحرب المحايثة لِلُعبةِ تبادلِ الإلغاء التي يرزح الواقع تحت ثقلها، فحيث توجد نِيَّةٌ مبيتة للإلغاء من قِبل هذا الطَّرَفِ أو ذاك، توجد ثمة مواصفاتُ أنساقِ حربٍ قادمة، وهي الأنساق القابلة في أية لحظةٍ لأَن تنقلب على ذاتها، كي تتخذ أشكالا جديدة ومغايرة، ذلك أن تعديلا وتغييرا بسيطا وجزئيا في وجهة النظر، يكون كافيا لقلب المشهد، بما ينطوي عليه من مقولات ومنظومات، كانت من قبلُ شبيهة بعربات موضوعة على سكة مرصوصة، كي تتحول الآن إلى ما يشبه الطيور الكواسر، التي تغير من إيقاع تحليقها مع أول هبة ريح، وهو التغيير المؤثر بشكل أو بآخر في تجديد صفحة الوجود، الذي يضع حدا لكل اكتظاظ عشوائي، يَحُول دون أي حضور مغاير، معيدا بذلك ترتيب المشهد، وبرمجة الأولويات، ومتحملا مسؤولية تنظيف الحديقة من أشواكها، ومن نباتاتها السامة، ومن ورودها البلاستيكية، تنظيفها من الغربان ومن اليعاسيب، وأيضا من ذلك النقيق الذي يلغي أي أمل في الإنصات إلى إيقاعات الدواخل التي هي إيقاعات العقل.
إنه التجديد/المحو، الذي يدعونا إلى إعادة النظر في القوانين المنظمة لحركية عناصر الكون/النص، والتي على أساسها يتم بناء نصوص جديدة، كما يتم على ضوئها إعادة تنظيم الفضاء الرمزي لكينونة الصفحة، وتنظيم قوانين التلقي. إنه المشروع المنبثق من ضرورة ترميم ما يطول ذاكرة القراءة وذاكرة الكتابة من أعطاب، باقتراحات معجمية، ودلالية ونظمية مغايرة، متخذة من المستقبل وجهتها، المضيئة بالأسئلة التي تتردد أصداؤها في جنبات الروح، إنه المشروع الذي لا يتورع عن إحداث تلك الفوضى الضرورية، في قلب الفضاءات المسيجة بيقينها المغلوط، لكونه المدخل المحتمل لزمن تغييري بمستوياته الثقافية والحضارية، وأيضا بوصفه رهانا مركزيا، حاسما ومصيريا في فتح مسالك جديدة أمام حركية الكائن، فمن هذا المنطق سيكون من الطبيعي أن يحدث ذلك الاصطدام بممانعات الأوساط التقليدية، المستميتة من أجل صيانة ألواحها المحفوظة، كي لا يطولها ما تعتبره خطرا يمكن أن يستهدف خطاباتها بالتشكيك الجزئي أو الكلي، لأن التشكيك هو أيضا شكل متقدم من أشكال المحو، وتجَلّ مجازيٌّ للنار التي تأتي على كل متيبس يرعاه اليقينُ. لهذا السبب تحديدا، يُمكن اعتباره قيمة ثقافية، تكمن أهميتها في تأجيج حالة الارتياب من كل توجُّهٍ، يحُول دون ممارسة الكائن لحقه في صياغة نص الوجود، إنه الشك المتميز باستراتيجياته المؤسسة على المعرفي والفكري المضاد، والذي يمتلك ما يكفي من القدرة على التفكيك، كخطوة أساسية في أفق المحو العقلاني، المضطهدِ عادة من قِبل الأوساط المحافظة في المجال الإبداعي أو الفكري، وأيضا من قبل كافة السلطات التي ترى فيه شكلا من أشكال الإخلال بأمنها الاجتماعي، الأخلاقي، أو الثقافي، حيث تكون معنية بحماية ما تكرسه من ثوابت، خشية استهدافها من قِبل محو ما، لأن كل إشارة متعارضة مع قوانينها هي موضعُ شُبْهةٍ، ومندرجة خارج ما هو متواضع عليه من قناعات وقيم وأعراف، الشيء الذي يستدعي التعجيل بمحوها، وهو ما يحيلنا على تلك الحرب القائمة أبدا بين المحو وأضداده، والتي يمكن اختزالها على سبيل المثال بين تضاد الصخب والصمت، وبين المنهجية المعتمدة لدى كليهما في محو الآخر، مع فارق كبير طبعا، في الدلالة وفي المنهجية، حيث لا مجال للحديث عن محو أعمى، همجي ومتسلط، وذي عدوانية إقصائية، في مواجهته لمحو موسوم بعمقه الثقافي والحضاري. وفي السياق ذاته يمكن القول إن السلطة الرسمية، هي أيضا تمتلك تصورها الخاص لمفهوم المحو، على أساس عن وعيها بأهميته الكبيرة، والمتمثلة في تجذير حضورها، وفي رعاية مصالحها. وهو محو يتناقض تماما مع ذلك المتميز بمرجعيته الحضارية والثقافية، والمتمحور حول الإشكاليات الموجَّهة إلى تعبيد طريق الكائن، في بحثه الدؤوب عن مساراته الجديرة به كإنسان. إنه المحو الحضاري المبدع والخلاق، الذي يتنافى مع ذاك المعتمد من قبل السلطة في إدارتها للشأن العام، والذي من خصائصه، الإبقاء على كل شيء تحت السيطرة، من خلال إخضاع المحيط إلى المراقبة الدائمة، تلافيا لأي انفلات أمني، إلى جانب تضييقها لدائرة الحرية التي من شأنها الحد من حركية هذا المحيط، لأن العرقلة المحكمة والممنهجة، والواعية بأهدافها، هي التي تسمح للرقابة بالقيام بمهامها، وخاصة منها تحجيم حركية الشيء، كي لا ينجح في تطوير إمكانياته وقدراته، فالرقابة ومن موقع معاينتها المتوجسة لما يحدث هنا وهناك، حريصة على امتلاكها لما يكفي من القدرة التي تتيح لها فرصة احتواء كل انفلات دلالي متوقع أو لا متوقع، بفعل امتلاكها لحرية مطلقة، تبيح لها ممارسة كل أنواع الشطط الذي يضاعف من إمكانياتها التدميرية لكل ما من شأنه أن يحد من حركية الكائن. فالسلطة تسمح للشيء بالاستمرارية، ضمن الحدود التي ترسمها هي، أي تلك التي يكون فيها المراقَبُ مكشوفا تماما، ومتحركا وفق برمجتها له، لكنها، وحالما تحس باحتمال ظهور شبح المحو، المجسد في خروج المراقب عن السيطرة، كما هو الشأن بالنسبة للتوجهات المعارضة لاختياراتها، فإنها تبادر إلى التسريع بتطويقها ومحاصرتها بمحو مضاد.
ولعل أهم ما تتميز به المنعطفات السياسية، والثقافية، هو اشتغالها بذلك المحو الثقافي المستقبلي الموسوم بعناده وإصراره الكبير، وبقدرته على تجاوز كل السلط المضادة للخلق، باعتباره اختيارا، وقناعة، وموجها برؤية فكرية وجمالية، تشتغل ضمن زمنها الخاص بها، انسجاما مع الموضوع المعني بالمحو، علما بأن الزمن الخاص هنا، هو تعبير غير مباشر عن الشروط العامة التي تتحقق فيها العلاقة المتوترة والقائمة بين الموضوع وبين المشاريع المُعَدَّة لإلغائه، مع التأكيد على أن المحو هو الأفق المنتظر لكل عنصر حي، جسدا كان، فكرة أو نصا، بما هو زوال وبما هو نفي، وتحجيب. ذلك هو المسار الطبيعي للأشياء العاقلة، والمقتنعة بوجوب اختفائها من المشهد بعد استنفادها للغاتها، وخطاباتها، ولمجموع ما تقيمه من علاقات مادية ورمزية سواء مع ذاتها، أو مع الآخر. علما بأن قانون المحو ينسحب أيضا على ما يفتقر إلى القدرة على الاستمرار و البقاء، لأن الصراع الدائم الذي تخوضه العناصر مع الكون، هو صراع من أجل البقاء، ضمن معادلة الوجود والعدم، التي يتجدد بموجبها ذلك الصراع الميثولوجي والأبدي القائم بينهما، حيث يمكن اعتبار كل من الطرفين سلطة في ذاته، وهي سلطة لن تتحقق الا من خلال إلغاء أحدهما للآخر ونفيه، ومحوه، فالبقاء يسعى جاهدا لمحو العدم، كما أن العدم يسعى هو أيضا لمحو البقاء، وهكذا دواليك بشكل تعاقبي، في فضاءات كل من السياسي والثقافي، والحضاري، كما في مسارات الكتابة ونصوصها.

المحو وتجديد صفحة الكينونة

مهلة العشرة أيام تنتهي غداً والأزمة الخليجية تطوي شهراً كاملاً: الدوحة تناشد «التعقّل والحوار» ودول الحصار ماضية في التصعيد!

Posted: 01 Jul 2017 02:13 PM PDT

الدوحة-«القدس العربي»: تُسدل الأزمة الخليجية، يوم الخامس من تموز/يوليو الجاري، شهرا كاملاً على الحصار الذي يضيّق الخناق على قطر، منذ قطع ثلاث دول خليجية (السعودية والإمارات والبحرين، مدعومة من مصر) علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة؛ من دون أن تبرز في الأفق مؤشرات ملموسة لحل الأزمة، على رغم نبرة التفاؤل الملحة للكويت، ونداءات دولية تطالب «دول الحصار» بالتعقل والجلوس إلى طاولة الحوار المباشر، بغية إيجاد مخرج لأعنف أزمة تشهدها منطقة الخليج منذ غزو العراق عام 2003.
وعلى الرغم من كل النداءات الدبلوماسية والإنسانية الدولية المطالبة بوقف الحصار فوراً، والتصريحات المنددة بالمطالب «التعجيزية» و»الاستفزازية»التي رفعتها الدول المقاطعة، في شاكلة الموقف الأمريكي والألماني والتركي؛ فقد أبان «المقاطعون» عن «نية مبيّتة» للتصعيد، ورفض أي تفاوض حول المطالب الثلاثة عشر، أو التخفيف من حدة الخلاف مع قطر؛ مقابل إمعان تلك الدول، عبر مسؤوليها ووسائل إعلامها في التصعيد، والتوعد بالمزيد من العقوبات الاقتصادية، والعزلة السياسية، وتهديدات مبطنة بفرض ضغوط عسكرية (إنشاء قوة عسكرية مشتركة للدول المقاطعة، في المنامة)؛ في حال عدم «رضوخ» الدوحة للائحة المطالب، ابتداء من غد الاثنين الثالث من تموز/ يوليو تاريخ انتهاء المهلة المحددة لقطر للرد على قائمة المطالب!

دبلوماسية الدوحة
الهادئة لمواجهة «التصعيد»

وفي الوقت الذي يحبس فيه العالم أنفاسه، ترقبا للخطوات التصعيدية المقبلة، تبدي الدوحة إصراراً على عدم التنازل عن مبادئها السيادية، مدعومة بإجماع دولي لافت، أقرّ منذ الوهلة الأولى بعدم «عقلانية وواقعية» المطالب المرفوعة من دول المقاطعة.
وعشية الإعلان الرسمي لدولة قطر عن موقفها من قائمة المطالب، لم يجد وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بداً من القول إن المطالب «وضعت لترفض»، مؤكداً في الوقت ذاته تمسك قطر بـ «الحل السلمي»، والمضي في دبلوماسيتها الهادئة، القائمة على «الحوار» و»العقلانية» في التعامل مع قائمة مطالب دول الحصار، على رغم إمعان هذه الأخيرة وتعمدها التصعيد الدبلوماسي والإعلامي، متعاملة مع نداءات «التعقل» الدولية، بمنطق «الأطرش في الزفة»!
وجدّد الوزير القطري من واشنطن التأكيد على «استعداد الدوحة للتفاوض بشأن قضايا مشروعة تهم جيرانها بالخليج»، لافتاً إلى أن «بعض المطالب تنافي المنطق».
وأضاف: «لا يمكننا قطع العلاقات مع ما يسمى بالدولة الإسلامية والقاعدة وجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية لعدم وجود مثل تلك العلاقات… ولا نستطيع طرد أي عضو في الحرس الثوري الإيراني لأنه لا يوجد أي عضو داخل قطر».
وقال الشيخ محمد آل ثاني إنه نظرا لأن قطر لن يمكنها الكف عن أمور لم تفعلها قط «كان علينا أن نستنتج أن الغرض من المهلة ليس معالجة القضايا المدرجة، وإنما الضغط على قطر للتنازل عن سيادتها. وهذا ما لن نفعله».

قطر وتركيا…تمسك
بالشراكة رغم التهديدات

وفي مواجهة التهديدات التي أطلقتها الدول المقاطعة، في حال لم تتخلّ عن القاعدة العسكرية التركية في الدوحة، جاءت زيارة وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد العطية إلى تركيا، تأكيداً على استمرار الدوحة في شراكتها الاستراتيجية مع أنقرة، بالتزامن مع الإعلان عن وصول دفعة تعزيزية من القوات التركية، في ردّ حازم، على رفض «الإملاءات» التي يحاول المقاطعون فرضها على القرار السيادي لدولة قطر.

الدبلوماسية القطرية الأكثر إقناعاً

وفيما تتمادى الدول المقاطعة في تشديد الخناق عليها، تحصد الدوحة دعما دوليا لافتاً، كان أبرزه تصريح وزير الخارجية الألماني الذي وصف بعض مطالب الدول المقاطعة بأنها «استفزازية جداً».
وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في مقابلة مع CNN، إن السعوديين «ليس لديهم وزن في المنطقة» لإملاء أوامر على قطر، على حد تعبيره، تعقيباً على قائمة المطالب التي رفعتها السعودية والإمارات والبحرين.
وضمن الحراك الدبلوماسي للدوحة، التقى وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، مندوبي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، وتم بحث آخر مستجدات الأزمة الخليجية. كما عقد اجتماعاً مع سفراء الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن، حضره كل من سفراء السويد وإيطاليا والسنغال وأوكرانيا وكازاخستان والأروغواي وأثيوبيا واليابان وبوليفيا.
وخلال الاجتماعات، أطلع الوزير القطري، أعضاء مجلس الأمن على مستجدات الأزمة الخليجية الراهنة، والإجراءات غير القانونية التي تم اتخاذها ضد دولة قطر، مؤكداً إيمان دولة قطر بأهمية الحوار والتزامها بالقوانين الدولية، ومشدداً على أهمية دعم الوساطة التي تقوم بها دولة الكويت.
وتماشيا مع الموقف القطري، أكد الاتحاد الأوروبي ودولة الكويت، ضرورة الحفاظ على وحدة الخليج وحل الأزمة التي تمر بها المنطقة ضمن إطار البيت الخليجي. وجاء ذلك، في بيان مشترك، عقب مباحثات أجراها وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، ووزير الإعلام الكويتي بالوكالة، الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، في مدينة دبروفنك الكرواتية مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.

دعم حقوقي..
وحراك شعبي ضد الحصار

وحصدت الدوحة دعما لافتا من منظمات حقوقية دولية، أدانت الحصار المفروض من الدول المقاطعة. ومطالبها غير «العقلانية»، والتي وصلت حد المطالبة بإغلاق شبكة قنوات الجزيرة وكافة وسائل الإعلام المدعومة من طرف قطر؛ في خطوة أثارت استهجانا دولياً، عبر عنه المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، زيد بن رعد الحسين، معلنا أن مطالبة دول عربية لقطر بإغلاق قناة الجزيرة «هجوم غير مقبول» على الحق في حرية التعبير والرأي.
وقال المتحدث باسمه روبرت كولفيل خلال إفادة صحافية، إن الأمير زيد «يشعر بقلق بالغ من مطالبة قطر بإغلاق شبكة الجزيرة بالإضافة لوسائل إعلام أخرى تابعة لها». وأضاف «سواء كنت تشاهدها أو تحبها أو تتفق مع مواقفها التحريرية أم لا فإن قنوات الجزيرة العربية والإنكليزية مشروعة ولها ملايين المشاهدين. المطالبة بإغلاقها فوراً هي من وجهة نظرنا هجوم غير مقبول على الحق في حرية التعبير والرأي».
وبالموازاة، تواصل اللجنة القطرية لحقوق الإنسان جولاتها المكوكية عبر عواصم عالمية، لمحاولة «فضح الانتهاكات الإنسانية الناجمة عن الحصار»، وأعلن رئيسها الدكتور علي بن صميخ المري الاستعانة بمكتب محاماة سويسري، لمقاضاة دول الحصار الثلاث «السعودية – الإمارات والبحرين»، والحصول على تعويضات مالية جراء الانتهاكات التي تعرض لها شعب قطر، ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى تلقي 2451 شكوى حقوقية وإنسانية جراء سياسات دول الحصار، منتقدا في الوقت نفسه، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي «المغيّب سياسيا»، داعياً إياه إلى التدخل واتخاذ موقف إنساني، مقابل عجزه عن اتخاذ موقف سياسي!
وشهدت عواصم عالمية نداءات تضامن مع قطر في وجه الحصار المفروض عليها، حيث شهدت باريس وإسطنبول حركات احتجاجية ضد دول الحصار. كما امتد سيل المتضامنين إلى ميادين كرة القدم، في صورة اللافتة الضخمة التي رفعها أنصار فريق تونسي لكرة القدم، تنتقد حصار قطر، والصمت عن إسرائيل!

التصعيد لإفشال أي حل سياسي

وأمام تصاعد الاحتجاجات والرفض الدولي الرسمي والشعبي للحصار. وفيما بدا «نية مبيّتة» لرفض كل نداءات الحوار؛ استبقت الدول المقاطعة انتهاء مهلة العشرة أيام بتصريحات سياسية، وتسريبات إعلامية، تتهم قطر بعدم الجدية في التجاوب مع المطالب، وتتوعدها بإجراءات وعقوبات قاسية، أقلّها تجميد عضوية الدوحة في مجلس التعاون الخليجي، مروراً بعقوبات اقتصادية لتضييق الخناق. فبعد تصريحات وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بالطلاق مع قطر في حال لم ترضخ كلية لمطالب المحاصرين، تلتها تهديدات أخرى على لسان سفير الإمارات لدى روسيا، متوعدا أن قطر ربما تواجه عقوبات جديدة إذا لم تف بتلك المطالب، وأن دول الخليج ربما تخير شركاءها التجاريين بين العمل معها أو مع الدوحة.
أمّا الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الإمارات ورئيس الوزراء وحاكم دبي، فقد نشر قصيدة على حسابه على انستغرام، دعا خلالها قطر إلى الاتحاد مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي. 

تهديدات عسكرية «مبطنة»

وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين السعوديين والإماراتيين مراراَ على أن الأزمة سياسية أمنية، ولا نية لاتخاذ أي إجراء عسكري ضد الدوحة؛ إلا أن «مجلة الأهرام العربي» نشرت تصريحات غير رسمية عن نية المقاطعين استحداث قوة عسكرية مشتركة في المنامة، فيما بدا أنه خطوة مضادة لإقامة قاعدة عسكرية تركية في الدوحة. ونقلت المجلة، عبر موقعها الإلكتروني، تأكيدها أن تلك الخطوة واحدة من 4 إجراءات سيتم اتخاذها ما لم تستجب قطر.
وأضافت المجلة نقلاً عن «مصادر عربية رفيعة» (لم تسمها)، أن الإجراءات المشار إليها، إلى جانب إنشاء القاعدة، هي: تشديد المقاطعة الاقتصادية، وتجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، وتجميد ودائع قطر في الدول المقاطعة.  وأشارت إلى أن الخطوة ستمثل أول وجود عسكري مصري متقدم وثابت في منطقة الخليج.

أطماع «دفينة» لانتزاع مونديال 2022 من قطر

على الجانب الآخر، كشفت الأزمة الخليجية عن أطماع دفينة للنيل من قطر، وإنجازاتها على جميع المستويات. ومن ذلك؛ حملة إعلامية شرسة تشنّها وسائل إعلام سعودية- إماراتية- مصرية للتشكيك في استحقاق قطر لشرف تنظيم أول مونديال لكرة القدم بدولة عربية. وخلافا لكل التصريحات الرسمية والتقارير الإعلامية، قبيل الأزمة، والتي كانت تشيد باستحقاق قطر الدولي، وتثمنه، انقلبت المواقف الرسمية والتقارير الإعلامية رأسا على عقب، ووصلت حد التطبيل لتقرير مايكل غارسيا الذي نشره الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وتم تسريبه في البداية عبر وسائل إعلام بنية مبيتة لمحاولة التشكيك في شرعية نيل قطر شرف احتضان مونديال 2022. ولم تجد وسائل إعلام سعودية وإماراتية حرجا في المطالبة علنا بسحب المونديال من قطر! قبل أن يأتي الرد حاسما من «الفيفا» بأحقية قطر احتضان الحدث الكروي الأبرز عالمياً، نافية أي تأثير للأزمة الحالية على إيفاء قطر بمشاريعها، استعدادا للمونديال.
وقرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الكشف عن تقرير مايكل غارسيا الخاص بتنظيم كأس العالم لعامي 2018 و2022، كاملًا، لتفادي نشر أي معلومات غير صحيحة. وبرأت لجنة الأخلاق في الفيفا ملفي روسيا وقطر من أي شبهة. كما أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم دعمه لقطر بشأن استضافتها بطولة كأس العالم 2022، مشدّدا على أن كأس العالم 2022 سيشكّل محطة تاريخية من خلال تنظيم البطولة للمرة الأولى في الشرق الأوسط والعالم العربي».

«البيت السعودي» من زجاج

على الجانب الآخر، بدأت الأزمة الخليجية تكشف عن بعض جوانبها الخفية، وارتداداتها على دول الحصار. وكان لافتاً أن التغيير الذي حدث في المملكة العربية السعودية بتعيين محمد بن سلمان وليا للعهد، وإبعاد محمد بن نايف، لم يكن بمنأى عن التطورات التي تشهدها الأزمة الخليجية، على الرغم من أن القرار كان مرتقبا، لكن سرعة حدوثه، أثارت العديد من التساؤلات والقراءات، عن دوافعه، في ظل الحديث عن «علاقات مميزة» تربط ولي العهد «المقال» بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وبدأت تنكشف أولى الألغاز في تقريرين لصحيفتي «نيويورك تايمز» و»الغارديان»، أشارا إلى أن ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف الذي أعفي من منصبه الأسبوع الماضي، وعين مكانه ابن عمه الأمير محمد بن سلمان، ممنوع من مغادرة قصره في مدينة جدة. ونقلت «نيويورك تايمز» عن أربعة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين مقربين من العائلة السعودية الحاكمة تأكيدهم منع ولي العهد السابق من مغادرة القصر، فيما اعتمدت «الغارديان « على مصادر من العائلة المالكة السعودية نفسها.

سيناريوهات الحل

وأمام اشتداد الأزمة، وغياب أفق حقيقي للحل عشية انتهاء المهلة المحددة لقطر للرد على لائحة المطالب، نشرت وكالة أنباء "الأناضول» التركية، تقريراً يطرح 3 سيناريوهات متوقعة في ضوء الرفض المرتقب للمطالب من الدوحة التي تعتبرها غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ، وأنها مجرد ادعاءات بدون أدلة، وكذلك في ضوء تهديدات الدول الأربع المتواصلة للدوحة من مغبة الرفض .
وقالت الوكالة إن السيناريو الأول، وهو الراجح وقوعه، يتضمن تشديد الحصار على قطر مع فرض حزمة عقوبات جديدة. أما السيناريو الثاني، فيقوم على التصعيد العسكري، وهو سيناريو مستبعد، إلا أنه يستخدم كورقة ضغط من الدول المقاطعة كوسيلة ضغط نفسي، إما بالتصريح أو التلميح.
في حين أن السيناريو الثالث، يرجح الوصول لاتفاق لحل الأزمة، وهو أمر يبدو مستبعدا في الأفق القريب، في ظل استقراء ثبات المواقف الحالية لأطرف الأزمة.

مهلة العشرة أيام تنتهي غداً والأزمة الخليجية تطوي شهراً كاملاً: الدوحة تناشد «التعقّل والحوار» ودول الحصار ماضية في التصعيد!

إسماعيل طلاي

مطالب الدول المحاصرة تفضح سياسات الرياض وأبو ظبي: المحاولات اليائسة لتركيع الدوحة ترتد على المقاطعين

Posted: 01 Jul 2017 02:13 PM PDT

الدوحة -«القدس العربي»: تكشف الأزمة المتفاقمة بين دول الخليج الثلاث، وحليفتها مصر، مع قطر، الجذور الحقيقية للخلافات التي صورتها الرياض وأبو ظبي والمنامة على أنها دعوة للدوحة لمحاصرة الإرهاب، لتشي بخلفياتها الوهمية، مستندة على صراع قديم على النفوذ والزعامة. إرهاصات القضية بتفاعلاتها الإقليمية والدولية، تعكس محاولات يائسة لفرض توازنات جديدة، تغذيها محاولات خفية لترتيب البيت الداخلي، في كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، على ضوء الانقلابات الحاصلة في هرم السلطة لديها.
وتعري تصريحات الساسة في أبو ظبي، نواياهم وتوضح جوهر الأزمة، وتُبرز خلفياتها الحقيقية، وهي السعي لتركيع الدوحة، وإدخالها بيت الطاعة بمنظور المحاصرين، لتكون مجرد تابع لأهواء حكام هذه الدول.
القراءة المتأنية لتصريحات منثورة من عواصم الدول الضاغطة على الدوحة، توضح للمتابع أبعاد تحركات آل سعود، وآل نهيان، مستندين على تاريخ حافل بالضغوط الخفية المفروضة على جيرانهم. الوزير الإماراتي أنور قرقاش بيّن بلغته غير الدبلوماسية في أكثر من مناسبة، أن محورهم، لا يريد وساطة أوروبية، وأن دورهم يجب أن يكون الضغط على قطر، ودعوته بفرض رقابة أوروبية أمريكية، على شقيقتهم، يعكس مساعي المحور الرباعي ومضيه في مخططاته تجاه قطر.
فما هي النوايا الحقيقية التي تضمرها هذه الدول، ومخططاتها التي تعكف على تنفيذها منذ تفجير الأزمة بناء على تصريحات مفبركة دبرت بليل؟
السعودية وترتيبات الخلافة

الملك المستقبلي للسعودية، محمد بن سلمان، عبّر مراراً وتكراراً عن نواياه التوسعية، وأثبت للعالم، عدم تسامحه مع خصومه السياسيين داخليا، وخارجيا، مع محاولاته المضنية للبروز بمظهر القوي، برسم صورة له في داخل السعودية وفي العالم العربي كقائد وحيد.التطورات الحاصلة في الرياض منذ محاولات ملكها غير المتوج بسط نفوذه على مراكز القوى، وإبعاد كل منافسيه من الساحة، بكل الوسائل المتاحة، بدأت تسطر نهجه في تعبيد الطريق لفريقه للوصول إلى السلطة.
سبق الانقلاب الحاصل في أرض الحرمين، وتتويج بن سلمان وليا للعهد، جلبة أحدثها في المحيط القريب منه، بإصطناع عدد من المشاكل مع جيران المملكة، شمالا، وجنوبا، وتوزيع متواتر للتهم لكل من لم يخضع لسيطرة نفوذه المتوسع.
الفريق المحيط بولي العهد المعين، يضبط إيقاع التوليفة الجديدة لموازين القوى، باختلاق أزمات مفتعلة مع الدول الإقليمية، لبسط نفوذ، يشمل المحيط الإقليمي، وجعل عاصمته مركز القرار، والباقي مجرد توابع.
وشكلت أرضية المطالب التي تخص جناح الأمير محمد بن سلمان، نصيب الأسد من القائمة المرسلة للدوحة، وكانت نقطة ارتكاز الدول المقاطعة وجميعها تصب في خانة واحدة: «إخضاع الدوحة لنفوذ الرياض».
ويسعى ولي العهد الجديد في المملكة والذي يعبد الطريق للسيطرة على مقاليد الأمور في بلاده، إلى تحييد كل الدول التي لا تغرد في فلكه وإبعادها عن الواجهة. من الواضح أن القيادة الجديدة في السعودية تروم لهدف، يسيطر على عقول أصحابها، وهو سحب القرار من كل العواصم المحيطة بها، وتركيز النفوذ لدى الرياض، وقمع أي رأي يغرد خارج سربها، حتى لو بالتعدي على قرار الدول الأخرى.
الإمارات وعقدة التفوق

تداخلت طموحات الأمير محمد بن سلمان، مع مساعي محمد بن زايد، لزعزعة الاستقرار في دول المنطقة، من خلال التدخل بشكل خفي في كل الملفات المفتوحة في المنطقة بالتنسيق والتعاون بين «المحمدين» اللذين ربطتهما سوية مصالح مشتركة، ونزعات متوافقة على تحييد أي صوت مخالف.
وشكلت أبو ظبي استراتيجيتها التوسعية على خلفية طموحات يرسمها ولي عهدها المتنفذ والضالع في تحريك خيوط أكثر من ملف إقليمي تمدد فيه على حساب أطراف فاعلة في الميدان.
وتكشف المطالب المقدمة إلى قطر أهداف الإمارات في العمل على تحقيق عدد من الأهداف التي لم تعد تخفي علنا نواياها الحقيقية.
ولم تعد أبو ظبي في ظل سيطرة ولي عهدها على قرار بلاده تخفي طموحات قادتها في الاستئثار بالقرار الخليجي بالتوازي مع الرياض والعمل على تحييد الدوحة التي كانت دوما مستقلة بقرارها وفق أهداف سياستها الخارجية الواضحة.
وكانت لمطالب الإمارات وحديث ساستها عن رغبة دفينة في إغلاق قطر لمنابرها الإعلامية دوافع مبيتة لقمع الأصوات الحرة التي كانت رهان الدوحة في تكريس تعددية إعلامية تحسب لها منذ سطرت شبكتها الناجحة «الجزيرة» لنسقها الحر بكل عنفوانه. ولم يخف عدد من المسؤولين الإماراتيين امتعاضهم من دعم قطر للمنابر الإعلامية الحرة، وطالبوا بلجم صوتها بما يتوافق وسياساتها المعلنة في تكميم الأفواه والتضييق على الحريات، وهو ما يتوافق ونهج قيادتها في التعامل مع مختلف المؤسسات الإعلامية.
البحرين والتبعية للسعودية

مطالب المنامة من القائمة التي أرسلت إلى قطر، كانت أقرب في عزفها للمزاج السعودي، مع اختلاق بعض الأوهام بخصوص تجنيس قطر لعدد من الشخصيات من دون تقديم أدلة تدعم موقفها.
تحولت البحرين بسبب رهن سياستها الخارجية لجارتها الكبرى إلى مجرد تابع لتوجهات الرياض في الكثير من القرارات المتخذة في السنوات الأخيرة.
وراهنت المنامة على مساندة الرياض في كل خطواتها التصعيدية وتبادلت مع أبو ظبي الإعلان الحماس لحزمة المطالب والترويج لها.
ولم تخف البحرين سياساتها وتحدثت بغلة تخلو من الدبلوماسية عن مقررات الدول المقاطعة وأعلنت عن تفاصيلها في وكالتها الرسمية في خطوات تصعيدية لم تعهدها دول الخليج الحريصة إلى وقت قريب على معالجة الأزمات الداخلية بشكل إيجابي.
القاهرة ولهفة المكاسب

صبت تعليقات المتابعين لقائمة مطالب الدول المحاصرة لقطر، على رهان القاهرة على ابتزاز الدوحة والبحث عن مكاسب مادية.
قضية التعويضات المطروحة كانت محل تندر واسع على المستويات الرسمية والشعبية في العواصم الدولية.
وقطر المتضررة من الحصار لم تتحدث عن تعويضات، تفاجئ بهذا المطلب الغريب يردها من دول أعلنت مقاطعة لها بشكل مريب وخال من روح المسؤولية بسد المنافذ البرية والبحرية وغلق المجال الجوي أمامها.
وتحاول القاهرة في ضوء هذه الأزمة والانغماس فيها إلهاء مواطنيها عن قضية التنازل عن جزيرتيها والدعوة إلى تخلي قطر عن «جزيرتها» في المقابل في سعي لتفريغ الغضب الشعبي وتحويله إلى قضية هامشية.
ووجد نظام عبد الفتاح السيسي في هذه القضية مرتعا لتبرير سياسات فشله المتراكمة، وفي الوقت نفسه وجدها فرصة للتعبير عن امتنانه للدعم المادي والسياسي الذي لقيه من حليفيه «المحمدين» في كل من الرياض وأبو ظبي.
وتحاول القاهرة المضي بثقلها في هذه الأزمة، لتعويض بعضا من السخاء الذي تلقته من المملكة والإمارات والتعبير عن مساندتها وإبداء نيتها العزف على لحن القيادة المستحدثة في السعودية، ومنحها التفويض بالاستأثار بالقرار ولو على حساب أدوارها التاريخية السابقة.
تعاملت قطر من البداية مع المطالب التي وردتها من جيرانها على أنها ادعاءات غير واقعية تخلو من أي دليل واضح أو قرائن واقعية. وأعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من واشنطن بعد لقاء نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، إنه لا يتم الآن الحديث عن مطالب، على خلفية الأزمة القائمة بين قطر من جهة والسعودية وحلفائها من جهة أخرى.
وتشدد الدوحة، على أن كل ما وردها حتى الآن مجرد «ادعاءات من هذه الدول التي يجب أن تقدم مسندة بأدلة».الدوحة وبالرغم من تأكيدها أن تلك المطالب مجرد ادعاءات، دعت الأطراف المحاصرة لها إلى ضرورة الالتزام ببعض المسؤولية، للإلنخراط في حوار بناء إذا أرادت الأطراف الأخرى تجاوز هذه الأزمة.كما وصفت قطر المطالب التي تقدمت بها «الدول المحاصرة ومصر» بأنها غير متسقة مع المعايير الأمريكية التي دعت تلك الدول إلى تقديم مطالب «منطقية وقابلة للتنفيذ» و»واقعية ومتوازنة». كما أكدت أن تلك المطالب «ليست لمحاربة الإرهاب بل للحد من سيادة دولة قطر والتدخل في سياستها الخارجية.»
تفهم دولي لموقف الدوحة

عبرت عدد من العواصم الغربية عن استغرابها من الزوابع التي أثارتها الدول الخليجية الثلاث ومصر، واعتبرت الأمر تحرشا من عواصم، على دولة ذات سيادة من دون مراعاة للأدبيات الدبلوماسية المعروفة في مثل هذه المواقف. وجاء التأكيد من وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي شدد على أن التحركات ضد قطر، تتعلق بخلافات مزمنة أكثر مما تتعلق بمكافحة الإرهاب. ومن المرتقب أن تتجاوز العواصم الغربية سريعا المطالب السعودية الإماراتية، البحرينية والمصرية، وتمضي إلى معالجة الأزمات الحقيقية التي تشكل رهان استراتيجيتها في معالجة عدد من القضايا الدولية الراهنة وخصوصا ما تعلق منها بمحاربة الإرهاب.وغطت التطورات الميدانية في الموصل على الزوبعة المثارة في عدد من العواصم الخليجية، وجعلت العالم يتجاوز تدريجيا ارهاصات أزمة مفتعلة ستتلاشى خيوطها تدريجيا.

مطالب الدول المحاصرة تفضح سياسات الرياض وأبو ظبي: المحاولات اليائسة لتركيع الدوحة ترتد على المقاطعين

رائد إبراهيم

«دول الحصار» تتوعد بعقوبات اقتصادية لتشديد «الخناق» على الدوحة

Posted: 01 Jul 2017 02:12 PM PDT

الدوحة-«القدس العربي»: إسماعيل طلاي: لم تنتظر الدول المقاطعة لقطر (المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر) انتهاء مهلة العشرة أيام التي حددتها للاستجابة لقائمة مطالبها الثلاثة عشرة؛ فاستبقت الرّد القطري الرافض للمطالب «غير العقلانية»، بشنّ حرب نفسية شرسة؛ متوعدة بتضييق الخناق على الاقتصاد القطري، عبر سلسلة عقوبات اقتصادية، قد تشمل الحجز على الودائع المالية القطرية في دول الحصار، وممارسة ضغوط على المستثمرين الأجانب، لحثهم على الاختيار بين قطر أو الدول المقاطعة لها!
وتأتي التهديدات الجديدة، كخطوة تصعيدية جديدة في مسلسل الحصار الإنساني الذي تفرضه الدول المقاطعة منذ الخامس من حزيران/ يونيو الماضي ضد قطر، وتشديد الخناق عليها، براً وبحراً وجواً، منذ شهر كامل.
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيدا في الحرب النفسية، بغية التشكيك في مردودية الاقتصاد القطري، ونشر تقارير إعلامية «مضللة»، تزعم تدهور العملة القطرية ووقف التعامل بها في بنوك دولية، وترويح أخبار عن متاعب تواجهها الدوحة للإيفاء بمشاريعها الكبرى، بما في ذلك مشاريع مونديال 2022. إلى جانب تراجع الاستثمارات الأجنبية، في محاولة لترهيب رأس المال الأجنبي، وإثارة الذعر بين المقيمين في قطر، وثني رجال الأعمال وكبار الشركات العالمية عن استثمار أموالها في المشاريع الضخمة التي أطلقتها الدوحة.
وفي مواجهة الحرب النفسية تلك؛ حرصت قطر على تطمين العالم بنجاعة اقتصادها وعدم تأثره بالأزمة الحالية، عبر تصريحات لوزراء حكومتها، أكدوا من خلالها استقرار الاقتصاد القطري. وقال علي شريف العمادي وزير المالية القطري في تصريحات خاصة لقناة «سكاي نيوز» البريطانية إن «الوضع الداخلي في دولة قطر مريح للغاية ونسعى إلى حل الأزمة عن طريق الحوار»، معربا عن اعتقاده بأن «الأزمة الحالية تشكل تحديا ولكن ليس لقطر فقط بل للمنطقة بأسرها».
وأوضح أن «قطر لا تواجه تحديات على صعيد حركة التصدير ولا حركة الموانئ أو المطارات قائلا : «نحن ما زلنا نشغل رحلات إلى أكثر من 150 وجهة ولا تزال سعة مرفئنا تتخطى الـ5 ملايين حاوية مع خطوط شحن مباشرة إلى غالبية الدول الأجنبية ولدينا تعاملات تجارية مع أكثر من 190 دولة ولن نتأثر بخسارة 3 أو 4 دول على الصعيد التجاري».
وأضاف أن «قطر تستورد المواد الغذائية من أكثر من 100 دولة وخسارتها لأربع منها يمكن تعويضها»، مشددا على أن «شحنات الغاز القطري لم تتأثر منذ بدء الحصار».
كما طمأن مصرف قطر المركزي أن ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام المختلفة بشأن التداول وسعر الصرف للريال القطري ليس له أي أساس من الصحة.
وأوضح المصرف أن سعر صرف الريال القطري مستقر تماما مقابل الدولار الأمريكي، وأن قابليته للتحويل داخل قطر وخارجها مضمونة في أي وقت بالسعر الرسمي وذلك استنادا إلى جملة من المعطيات أهمها: اعتراف صندوق النقد الدولي به كعملة رسمية وكونه مغطى من جانب مصرف قطر المركزي باحتياطيات نقدية ضخمة. وأفاد البيان بأن مصرف قطر المركزي سيضمن كل عمليات التحويل للجمهور داخل قطر وخارجها بدون تأخير وأن كافة البنوك وشركات الصرافة المحلية ملتزمة بإجراء التحويلات حسب ما هو معتاد عليه.
وبشأن المخاوف التي أثيرت عن توقف بنوك عالمية عن التعامل بالريال القطري، أعلنت شركة الصرافة العالمية ترافيليكس استئناف التداول بالريال القطري في فروعها بمختلف أنحاء العالم، بعد تعليقه مؤقتا في بعض الفروع. وأوضحت في بيان لها أنها أوقفت شراء العملة القطرية لفترة وجيزة. كما أكدت دائرة الضرائب والجمارك البريطانية أنها لم توجه بعدم التعامل بالعملة القطرية.
تدفق حركة الطيران ورهان على قرار منظمة (إيكاو)

وعلى صعيد حركة الطيران، عقد مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) جلسة لدراسة ملف دولة قطر حول الآثار التي سببتها دول الحصار على مجال الطيران والأمن والسلامة الجوية. وقرر المجلس تمديد فترة انعقاده حيث سيتم في يوم 6 تموز/يوليو المقبل عقد جلسة في المكتب الإقليمي للمنظمة لبحث الملف الفني لدولة قطر. وسيلي ذلك اجتماع آخر خلال شهر تموز/يوليو المقبل بمقر المنظمة في مونتريال لإيجاد الحلول القانونية لملف قطر الفني الذي قدمته للمنظمة.
وأعرب وزير المواصلات والاتصالات القطري جاسم بن سيف السليطي عن أمله بأن يسارع المجلس التنفيذي لمنظمة (إيكاو) في اتخاذ القرارات المناسبة بحق المرور الجوي وتعديات دول الحصار على القانون الدولي عملا بآلية فض المنازعات المعتمدة في المنظمة وبفتح مسارات جوية للناقل الوطني لدولة قطر في المجالات الجوية وفوق أعالي البحار الدولية للطيران المدني مشيدا بالجهود التي تبذلها في هذا الإطار.وشدد على أن تعديات دول الحصار على سلامة وأمن الطيران تنافي كل الأعراف والاتفاقيات الملزمة لجميع الأطراف بالإضافة إلى التبعيات الخطيرة التي تسببها للأمن والسلامة الجوية.
ونجحت قطر في تجاوز مرحلة التذبذب الذي سببه إغلاق المجال الجوي لدول الحصار، حيث أعلنت الخطوط الجوية القطرية ومطار حمد الدولي أن فترة إجازة عيد الفطر المبارك سجلت نسبة عالية في أعداد المسافرين رغم القيود المفروضة على حركة الطيران في المنطقة من قبل الدول المجاورة.
وقال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية إن عمليات الناقلة تسير من مطار حمد الدولي بشكل طبيعي، رغم القيود المفروضة على حركة الطيران في المنطقة حيث نقلت القطرية على مدار سبعة أيام 510 آلاف مسافر على متن أكثر من 2900 رحلة وكان 49794 من المسافرين قد غادروا الدوحة بشكل مباشر.
وأكد المهندس بدر المير رئيس العمليات في مطار حمد الدولي أنه شهد نسبة عالية في حركة المسافرين خلال الفترة ما بين 19 و 25 من الشهر الجاري، حيث بلغ عدد المسافرين على جميع الخطوط بما فيها الخطوط الجوية القطرية 580 ألف مسافر على 3300 رحلة.
وكان مطار حمد الدولي أعلن مؤخرا عن مرور أكثر من 19 مليون مسافر بين شهر كانون الثاني/يناير وحتى شهر حزيران/يونيو 2017 بنسبة زيادة بلغت 8 في المئة عن نفس الفترة من العام 2016.
وتستمر الخطوط الجوية القطرية بتشغيل معظم رحلاتها بشكل طبيعي عبر شبكتها التي تصل إلى أكثر من 150وجهة حول العالم مع مغادرة 90 في المئة من رحلاتها خلال 15دقيقة من وقت المغادرة المقرر سلفا. وأعلنت القطرية عن عدد من الوجهات الجديدة التي ستطلق في 2018 منها لاس فيغاس في الولايات المتحدة الامريكية وكانبرا في استراليا وديوالا في الكاميرون وليبرفل في الغابون ومدين لي بإندونيسيا وريو دي جانيرو في البرازيل وسانتياغو في شيلي وسراييفو في البوسنة والهرسك.
كما حصل مطار حمد الدولي مقر عمليات الخطوط الجوية القطرية مؤخرا على تصنيف الخمس نجوم من قبل سكاي تراكس كواحد من 5 مطارات حاصلة على هذا التصنيف.
تسابق دولي لفك الخناق

وإلى جانب التطمينات العالمية، نجحت قطر في تحدي «الحصار الإنساني»، عبر إيجاد بدائل لتدفق السلع والمواد الاستهلاكية في زمن قياسي، حيث تسابقت تركيا وإيران والهند، ودول عديدة لإبداء استعدادها الفوري لتزويد قطر بكافة متطلباتها من السلع والمواد الغذائية.
كما أعلنت عن تدشين خطوط ملاحية جديدة للشحن مباشرة بين ميناء حمد وميناء صحار بسلطنة عمان، بمعدل 3 رحلات يوميا. كما بادرت غرفة تجارة وصناعة قطر إلى عقد اجتماعات فورية مع رجال الأعمال الخواص، لإزالة كافة العراقيل التي تعيق استيراد البضائع إلى الدوحة.
وشهدت الأسواق القطرية إقبالا كبيرا للمواطنين والمقيمين لاستقبال السلع التركية التي تدفقت بقوة، الأمر الذي جعل القطريين والمقيمين يتسابقون لإعلان حملات دعم للمنتجات التركية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقلوا تغريدات تتضمن ترجمة لأسماء المواد الاستهلاكية من اللغة التركية إلى العربية.
وتشير الأرقام الصادرة عن إدارة موانئ قطر، أنها استقبلت خلال الربع الأول من العام الحالي 271593 طنا من البضائع العامة، وما يصل إلى 205619 رأسا من الثروة الحيوانية، إضافة إلى 434990 طنا من الجابر و ومواد البناء وأكثر من 400 ألف طن من المعدات والسيارات.
هبة وطنية لدعم الإنتاج المحلي

وإلى جانب الدعم الدولي، عرف القطريون كيف يحولون «الأزمة إلى همة»، حيث شرعت السلطات في حملة دعم للمنتجات المحلية عبر عدد من المجمعات. ولقيت الحملة تجاوبا سريعا من المواطنين الذين غردوا عبر «تويتر»، لتشجيع الإقبال على المنتجات الغذائية المحلية، الأمر الذي ساهم في بداية امتصاص حالة الخوف، وعاد المواطنون والمقيمون لاستعادة حياتهم الطبيعية في زمن وجيز.

«دول الحصار» تتوعد بعقوبات اقتصادية لتشديد «الخناق» على الدوحة
تشنّ حربا نفسية لترهيب المستثمرين والتشكيك في متانة الاقتصاد القطري

حصار قطر أكبر تهديد لمجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه

Posted: 01 Jul 2017 02:12 PM PDT

لندن -«القدس العربي»:تشكل أزمة الخليج الراهنة أكبر تهديد لمجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه في العام 1981، حيث لم يسبق أن شهدت المنطقة أزمة سياسية بهذا الحجم وهذا العُمق، كما لم يسبق منذ استقلال دول الخليج الست أن تعرضت أي دولة لحصار اقتصادي وسياسي كالذي تتعرض له قطر حالياً، وهو ما دفع إلى فتح باب الأسئلة واسعاً عن مستقبل مجلس التعاون الخليجي.
وكان مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد تأسس كنتيجة لاجتماع انعقد في الرياض يوم 25 أيار/مايو 1981، ومنذ ذلك الوقت ظلت العاصمة السعودية هي المقر الرئيس للمجلس، وإن كان الفضل في فكرة إنشاء المجلس يعود إلى أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح.
ويشهد مجلس التعاون الخليجي أعنف وأعمق انقسام في تاريخه منذ اتخاذ ثلاث من الدول الأعضاء (السعودية والامارات والبحرين) قراراً مفاجئاً صباح يوم الاثنين الخامس من حزيران/يونيو الماضي بقطع كافة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والتجارية مع دولة قطر، وإغلاق حدودها البرية الوحيدة مع المملكة، إضافة إلى وقف كافة الرحلات الجوية التي تربط هذه الدول الثلاث بالدوحة، فضلاً عن إغلاق المجالات الجوية لهذه الدول الثلاث أيضاً أمام الطائرات القطرية، فيما تقدمت هذه الدول بعد أسابيع من هذا الإجراء بقائمة مطالب من 13 بنداً للدوحة وطلبت تنفيذ هذه المطالب مقابل رفع الحصار عن قطر.
ومع التصعيد المستمر في الأزمة من قبل الدول الثلاث ضد قطر فان الكثير من المراقبين يتوقعون اتخاذ مجلس التعاون، الذي تهيمن عليه السعودية، قراراً بطرد قطر من عضويته، وهو ما سيعني بالضرورة تهديد المجلس بالانهيار الكامل، على اعتبار أن موقف كل من دولة الكويت وسلطنة عُمان واضح برفض الاجراءات السعودية والاماراتية ضد الدوحة.
وقال الكاتب في جريدة «فايننشال تايمز» البريطانية أندرو إنغلاند إن تداعيات وآثار الأزمة الخليجية الحالية سوف يتجاوز دولة قطر ويمتد إلى الخليج العربي بأكمله، مشيراً إلى أن «مجلس التعاون الخليجي يواجه خطر التمزق بعدما قامت السعودية وحلفاؤها بخطوة غير مسبوقة بفرض حصار على واحدة من الدول الأعضاء وهي قطر، وهو الحصار الذي يهدد دعائم الكتلة الخليجية».
ويلفت الكاتب البريطاني في المقال إلى أن ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان كان قد تحدث العام الماضي عن وجود إمكانية لتحول مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي إلى قوة اقتصادية عالمية إذا تعززت عمليات الاندماج وقال حينها «نريد العمل معا لتحقيق التطور والازدهار»، إلا أن ولي العهد يفعل خلاف ذلك بالحصار الذي يفرضه على دولة قطر.
ويرى مقال «فايننشال تايمز» أن «السعودية وحلفاءها أعدوا قائمة غريبة من المطالب التي يجب على الدوحة تنفيذها، بما في ذلك دفع تعويضات، فيما تتهم قطر أعداءها بمحاولة الحد من استقلاليتها، وعليه فإن حلم الاندماج الخليجي يبدو الآن متشرذما أكثر من أي وقت مضى».
وتوقع الكاتب في جريدة «النهار» اللبنانية هشام ملحم أيضاً أن تؤدي الأزمة الراهنة في الخليج إلى انهيار مجلس التعاون، مشيراً إلى أن المجلس لم يرتفع إلى مستوى أن يكون «تحالفا سياسيا استراتيجيا»، على انه بات مرشحاً للانهيار حالياً بعد 36 سنة من تأسيسه.
ويقول الكثير من المراقبين إن المجلس تأسس في العام 1981 من أجل الاتحاد في مواجهة الخطر الإيراني بعد عامين على الثورة الإسلامية التي أطاحت بحكم الشاه في طهران، ولاحقاً لتأسيسه تم إنشاء قوات عسكرية مشتركة حملت اسم «درع الجزيرة» كما تم إبرام اتفاقية للدفاع المشترك بين الدول الأعضاء في المجلس، لكن هذه الاتفاقية وهذه القوات لم تفلح في التصدي للغزو العراقي للكويت في العام 1991 أي بعد عشر سنوات من تأسيس المجلس.
لكن مجلس التعاون الخليجي ظل طوال السنوات الماضية التكتل السياسي الأهم والأكثر تماسكاً في منطقة كانت تعصف بها الأزمات، حيث يبلغ عدد سكان دول المجلس مجتمعة 50 مليون نسمة نصفهم من الأجانب حسب أرقام الأمانة العامة لمجلس التعاون، كما أن دول الخليج الست تضخ 17.5 مليون برميل من النفط الخام يوميا، أي نحو خُمس الانتاج العالمي و55% من إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وهو ما يجعل من مجلس التعاون أيضاً تكتلاً اقتصادياً مهماً.

حصار قطر أكبر تهديد لمجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه

 بين «إخوة يوسف» وقطر وإيران !

Posted: 01 Jul 2017 02:12 PM PDT

 بعيداً عن الصورة النمطية التي يرسمها لها الإعلام «العربي» الرسمي، والرديف الذي صار «رسمياً» أكثر من الرسمي المحلي، فإن إيران برزت في ما أصبح يعرف بالأزمة الخليجية أو أزمة قطر أو الأزمة مع قطر، «داعية سلام» معارضة لاستخدام العنف والقوة في حل الخلافات بين الدول، والأهم في كل ذلك، فقد حرصت على تسويق صورة مغايرة تماماً لما تنقله عنها هذه الوسائل في شأن موقفها من مجلس التعاون الخليجي، وأنها لا تريده أن ينهار ويتفتت، بل تريده منظومة موحدة قوية تدخل معها في حوار لايجاد تفاهمات كبرى، عكس ما يروجه عنها الإعلام «العربي» الرسمي والرديف. وطبعاً «العربي» هنا استعارة لها مغزى تختصر سيطرة المال السعودي على معظم ما يبث وينشر باللغة العربية ضد إيران (التي تحولت فجأة إلى قطر) حتى في وسائل إعلام عالمية لا تملكها السعودية، وبعضها تابع لدول «عظمى»!.
مجلس تعاون قوي !

لا تريد طهران كما كشفت في تصريحات كبار المسؤولين الرسميين فيها، أن يجلس في الجهة المقابلة من طاولة حوارها المرجو والمطلوب بل المفقود، مجلس تعاون ضعيف وممزق لبحث صيغة مناسبة لإنهاء الخلافات التي تقول إنها «مفتعلة» ويمكن حلها بسهولة إذا توفرت الإرادة، لدى دول مجلس التعاون، ولم يتعرض المجلس للابتزاز من قبل دول من خارج المنطقة، وتحديداً الولايات المتحدة، ولهذا سعت مع إندلاع أزمة قطر إلى بذل جهود لافتة، ليس فقط مع دول المنطقة، بل تعدتها إلى دول أوروبية كبرى والاتحاد الروسي الحليف لها، للقيام بدور إيجابي وحل الأزمة الخليجية سلمياً.
كان يفترض أن تستفيد طهران من الانقسام الحاصل في «البيت الخليجي» وتعمل على تعميقه، لتفرض شروطها فيما يتعلق بالأزمات الإقليمية التي هي طرف أساس فيها كالأزمة في سوريا بشكل خاص، لكن الاجتماع الذي عقده المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني السبت العاشر من حزيران/يونيو برئاسة الرئيس حسن روحاني، بعد ثلاثة أيام من تفجيرات طهران الإرهابية، قرر إتخاذ سياسة «الحياد الايجابي» في النزاع الخليجي، بشرط أن لا يتحول إلى نزاع مسلح، وأن لا تتعرض قطر لغزو عسكري على غرار ما فعل صدام الرئيس العراقي السابق مع الكويت عام 1990.
في البين زار وزير الخارجية محمد جواد ظريف أنقرة، وبحث خطوة إرسال قوات تركية إلى الدوحة في سياسة ردع تحمل رسائل واضحة عن رغبة طهران  في تجنيب المنطقة حربأً تلد أخرى، وأعلنت أكثر من مرة أنها لن تتورط في أي نزاع مسلح بسبب هذه الأزمة على أمل أن تجد طريقها إلى الحل، لكن وبعد أن تطورت مطالب الدول «المحاصرة» لقطر إلى الحد الذي جعل طبول الحرب تقرع عندما اتهمت الدوحة التي تريد فقط أن تدافع عن نفسها، بعسكرةالحل بذريعة استقدام القوات التركية، فقد أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني في اتصال هاتفي أجراه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقوف بلاده حكومة وشعباً إلى جانب حكومة الدوحة والشعب القطري.
إلّا الحرب

من وجهة نظر إيرانية ورغم السجال الداخلي بين الرئيس والحرس الثوري حول ما يسمى «حكومة بلا بندقية» إذ يرى الحرس الثوري أن من حقه الاستمرار في التلويح باستخدام القوة العسكرية الصاروخية تحديداً ضد خصوم إيران وأعدائها في المنطقة والعالم، وأن حكومة «بلا سلاح» ستستضعف وتستسلم للعدو، إلا أن المجلس الأعلى للأمن القومي ويضم كبار قادة الحرس الثوري وممثلين عن المرشد آية الله علي خامنئي، خرج بموقف موحد إزاء تطورات الأزمة الخليجية من واقع أنها أيضاً تأتي في سياق المنافسة الشرسة على النفوذ في المنطقة، بين إيران والمملكة العربية السعودية.
حتى الخبراء الإيرانيين، ومنهم معارضون، يعتقدون أن هذا الصراع يمكن أن يؤزم الأوضاع في المنطقة، ويزيد من احتمال وقوع حرب إقليمية لا يفصحون بشكل واضح عن إمكانية أن تشارك فيها إيران، لكنها بالتأكيد ستعمق الخلافات المستعصية بين البلدين.
فالهجومان الأخيران اللذان تعرضت لهما طهران في شهر رمضان عقب إندلاع الأزمة القطرية، جاء كما يقول الإيرانيون بعد تصريحات «عدائية» أدلى بها في أيار/مايو محمد بن سلمان بصفته وزير الدفاع قبل أن يصبح ولي العهد في السعودية، عندما هدد بجر ساحة المعركة إلى طهران بقوله:» لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لتكون المعركة عندهم في إيران».
محمد بن سلمان يصفه الإيرانيون بصدام الصغير(صدامك) ويرون أنه تصريحاته تلك تعكس عدم نضج سياسي، برز  كداعية للحرب وهو يتبع سياسة هجومية مع إيران، عندما شن الحرب على اليمن بحجة دعم إيران للحوثيين بينما كان يعمل متذرعا بتلك الحرب كما يقولون، على إقصاء منافسيه خصوصاً الأمير محمد بن نايف ولي العهد المعزول.
وسلطت الصحف الإيرانية وتصريحات رسمية الضوء على ما تقول إنه ارتياح «إسرائيلي» لتعيين الأمير محمد بن سلمان في منصب ولي العهد ،مشيرين إلى احتمال أن يلجأ إلى استخدام القوة العسكرية مع قطر، لجر إيران إلى الحرب في المنطقة.
ورغم أن الرئيس روحاني أكد لأمير قطر أن الدعم الإيراني للدوحة غير محدود، إلا أنه كان حريصاً على تجنب ذكر أي عبارة تلمح إلى احتمال التدخل العسكري لصالح قطر، في الوقت الذي كان وزير خارجيته ظريف يتحدث في يوم عيد الفطر في برلين عن أهمية أن تضطلع الدول الأوروبية بدور بناء لانهاء الأزمة الخليجية. وقال ظريف «إنّ المنطقة لا تتحمل مزيدا من التصعيد، وآمل من جميع الدول التي لها نفوذ في المنطقة أن تستخدمه للوصول إلى حلول للأزمة» معتبراً «أن الحقائق في منطقة الخليج تؤكد أن دولها غير متماثلة في الحجم والقوة والثروة، وأن هذه الحقائق تقتضي أن تعتمد دول المنطقة في علاقاتها الحوار وليس الإرغام والحصار».
وقد أشاد ظريف بموقف ألمانيا في هذه الأزمة ، داعياً إلى الاستجابة لجهود الوساطة من جانب الكويت. لكنه أشار بشكل له مغزى إلى أن هناك بلداً (يقصد قطر) لم يرتكب أي فرد فيه أي عمل إرهابي، فكيف يوصف بالإرهاب؟ بينما هناك بلدان (يقصد السعودية وأحداث 11 سبتمبر)  تلطخت أيديهم بالدماء ولا يوصفون بذلك».
إنتهازية أم عقلانية؟

وبسبب ما يصفونه بالانحياز، وليس الحياد الايجابي، يتعرض الرئيس روحاني ووزير خارجيته ظريف إلى انتقادات من نافذين في نظام الجمهورية الإسلامية، شددوا على أن دخول إيران على خط الأزمة القطرية «غير عقلاني البتة»؛ وقالوا إن تدخلها سيعجل في حل الخلافات بين قطر وخصومها المقاطعين، وهو خلاف يقولون إنه قائم أساساً بسبب العلاقات الخليجية المتوترة مع إيران. «وإن على إيران أن تدرس كل خطوة تتخذها بشأن الخلاف الخليجي، وتستثمره لصالحها».
المعترضون على الموقف الايراني الداعم لقطر يبررون ذلك أيضاً بقولهم إن الخلافات السعودية القطرية قديمة يجب أن لا تساعد إيران في حلها خصوصاً وأن أن قطر كما يرون تحارب ايران عبر دعمها منظمات تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وكتب مسؤولون سابقون في وزارة الخارجية الإيرانية متهمين  قطر بلعب دور مفصلي في إفشال المخططات الإيرانية وتهديد مصالح طهران في كل من سوريا والعراق «وليس عقلانياً إتهام الدوحة من قبل السعودية وحلفائها بأنها كانت تتقرب لإيران أو أنها كانت تنفذ أجندة إيرانية في المنطقة». وأضافوا أن من غير المعقول أيضاً أن تقف إيران إلى جانب قطر «لأن ذلك من شأنه في النهاية أن تتناسى الدول الخليجية خلافاتها، وتتصالح لتتوحد مجدداً ضد إيران».
بعض المعترضين على الحكومة يعتقدون أن على إيران أن لا تتمادى في دعمها لقطر في أزمتها مع السعودية لأن الخلاف كما يقولون نشأ في البيت الخليجي «وهذا شأن داخلي بين كبار داعمي التطرف السلفي الوهابي، وستجد هذه الخلافات طريقها للحل شئنا أم أبينا».
وينظر هؤلاء إلى أن التدخل الإيراني سيفاقم الأمور بدل حلها ويعرض الأمن القومي ومصالح إيران في الشرق الأوسط وبالأخص في الخليج للخطر خصوصاً أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، كان من بين وعوده الإنتخابية، تحسين العلاقات مع دول المنطقة بما فيها المملكة العربية السعودية، ولذلك لا ينبغي لحكومته التدخل في الخلاف الخليجي الخليجي لأن هذا الخلاف سينتهي، وتعود المياه إلى مجاريها، وسينقلب الأمر برمته ضد إيران، لهذا فإن على إيران التي تسعى لتحسين علاقاتها مع دول مجلس التعاون النأي بنفسها عن الدخول في الأزمة الخليجية».
وفي الاتجاه نفسه حذر معترضون آخرون الرئيس روحاني من توريط ايران في نزاع مباشر مع واشنطن التي يرون أنها تعتبر الدوحة شريكاً إستراتيجيا لا يمكن التفريط به لذلك لن تسمح لطهران التدخل أو بناء علاقات إستراتيجية وثيقة مع قطر على حساب مصالحها وباقي دول مجلس التعاون.
ويبدو في سياق متصل لقراءة منتقدين داخل نظام الجمهورية الإسلامية أن الدوحة استثمرت دخول إيران على الخط بشكل جيد خصوصا بعد ردود الفعل السلبية من الدول المقاطعة لقطر إثر الاتصال الهاتفي بين الأمير تميم والرئيس روحاني، فالدوحة كما يقولون سعت منذ اللحظة الأولى إلى استغلال دخول طهران على الخط لصالحها لكسب المزيد من الامتيازات من خصومها، «ولطالما كانت الدوحة تنظر لإيران على أنها أداة يمكن لها أن تستخدمها لتخفيف حدة الحصار المفروض عليها، والرياض ترى الأمر بهذا الشكل أيضا وهذا منطقي أن قطر تتحرك ضمن الأزمة من أجل إحداث توازن إستراتيجي بما يخدم مصالحها الأمنية». ويزيدون «أن على إيران التي تسعى حاليا لتحسين علاقاتها مع الرياض ان تعلم أن وقوفها بجانب الدوحة سيكون له عواقب وخيمة على سياساتها الخارجية».
 

 بين «إخوة يوسف» وقطر وإيران !

نجاح محمد علي

الأزمة الخليجية قد تُشجع حفتر على فتح معركة طرابلس

Posted: 01 Jul 2017 02:11 PM PDT

 تُؤكد مؤشرات عدة أن الأزمة الخليجية ستكون لها تداعيات سلبية على ليبيا، وأن بعض أطراف الأزمة سيصبُ الزيت على النار المشتعلة، أملا بإضعاف الخصم. والأرجح أن رفض الدوحة الخضوع لإملاءات المُحاصرين ستدفع هؤلاء إلى التصعيد على واجهات أخرى من بينها الساحة الليبية، لكن لا توجد حاليا دلائل على احتمال انزلاق ذلك التصعيد إلى درجة نشوب حرب بالوكالة في ليبيا.
من خلال ردود الأفعال على الأزمة المستفحلة بين قطر والدول الخليجية التي تُحاصرها، برزت أمارات على انحياز الغرماء الليبيين إلى هذا الطرف أو ذاك، إذ أيد قائد الجيش المعين من البرلمان المشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح (مقره في طبرق) محور مصر والامارات والسعودية، فيما دعمت حكومة الوفاق الوطني من طرابلس برئاسة فايز السراج، ومعها جماعات إسلامية في الغرب الليبي، الموقف القطري إن مجاهرة أو مُداورة. ولهذه الثنائية امتداداتها الدولية، إذ تقف فرنسا وروسيا إلى جانب حفتر، بينما تقف إيطاليا وتركيا وبريطانيا في صف التيارات الاسلامية وحكومة الوفاق.
أيا كانت التداعيات العسكرية المُتوقعة في ليبيا، فالواضح أن الأزمة الخليجية قوضت ما تمت مراكمته من أحجار لبناء جدار المصالحة، الذي كان اجتماع القاهرة بين حفتر والسراج في فبراير الماضي لبنته الأولى. فقد وصل الاجتماع ما انفصل بين المعسكرين الكبيرين منذ أكثر من عام. والأهم من هذا البُعد الرمزي أنه وضع علامات على طريق إنهاء الحرب الأهلية تتمثل بالخطوات التالية:
■  تشكيل لجنة مشتركة مختارة من أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بحد أقصى خمسة عشر عضواً عن كل مجلس، للنظر في القضايا التي سبق التوافق على تعديلها في الاتفاق السياسي.
 ■ قيام مجلس النواب بإجراء التعديلات الدستورية اللازمة لتضمين الاتفاق السياسي في الإعلان الدستوري، مع معالجة كافة القضايا العالقة بصيغة توافقية شاملة. وهذا يعني ضمنا القبول باتفاق الصخيرات بوصفه مرجعية المصالحة، مع إقرار الطرف الثاني بضرورة إدخال بعض التعديلات عليه.
■  العمل على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في موعد أقصاه فبراير/ شباط 2018، اتساقاً مع ما نص عليه الاتفاق السياسي الليبي.
■ استمرار جميع شاغلي المناصب الرئيسية في ليبيا، والتي سيتم الاتفاق عليها وفقاً للإجراءات المشار إليها، في وظائفهم إلى حين انتهاء الفترة الانتقالية وتولي الرئيس والبرلمان الجديدين مهام عملهما في 2018.
هذه الخطة رُباعية الأضلاع كان يمكن أن تشكل منصة لإطلاق مبادرة مصالحة شاملة، تُتوج بانتخابات عامة، حتى لو أرجئ ميقاتها بضعة شهور، غير أن الإنعطاف الذي أبصرته الأزمة الخليجية ألقى ظلالا قاتمة على مستقبل العلاقات بين الفرقاء الليبيين، لارتباطهم جميعا بإمدادات السلاح والعتاد الآتية من الخليج، إما عبر الحدود المشتركة مع مصر شرقا، أو عبر السواحل الغربية، وخاصة ميناء مصراتة غربا. وبالنظر للتجييش المستمر في وسائل إعلام إماراتية ومصرية وسعودية ضد الفريق الليبي المختلف مع العواصم الثلاث، والذي وصل حدَ التحريض العلني للمشير حفتر على اقتحام طرابلس، لا يُستبعد أن يتجاوب الأخير معها.
ثمة مؤشرات تحملُ على ترجيح هذا الخيار بناء على معلومات أوردها فريق الخبراء الأممي المعني بليبيا في رسالة موجهة إلى رئيس مجلس الأمن في الأول من يونيو/ حزيران الجاري. وبحسب التقرير اشترت الإمارات مروحيات هجومية من طراز P  Mi-24من بيلاروس في 2014 وحولتها إلى الجيش الوطني الليبي في 2015 من دون إذن بإعادة التصدير. كما أشار التقرير إلى إرسال أكثر من 195 شاحنة صغيرة من طراز «تويوتا لاند كروزر» من السعودية لتعزيز قوات حفتر، مع تثبيت رشاشات من عياري 12.7 و14.5 مليمتر على متنها. تُضاف إليها، طبقا للتقرير نفسه، 93 من ناقلات الجنود المدرعة و549 من المركبات المدرعة وغير المدرعة التي تم شحنها من ميناء جبل علي في الإمارات إلى طبرق، أي إلى جيش المشير حفتر. ومن المتوقع أن تلجأ جماعات الاسلام السياسي المناوئة لحفتر في كل من طرابلس ومصراتة إلى طلب المزيد من الأسلحة من تركيا وقطر لمحاولة إحداث التوازن مع الفريق المقابل.
اللافتُ أن عمليات التسلُح المكثفة في المنطقة الشرقية تجري وسط عسكرة للمدن والمناطق الواقعة تحت نفوذ حفتر، إذ عيَن مجلس النواب حاكما عسكريا على المنطقة الممتدة من درنة إلى بن جواد، ما أدى إلى حلول عسكريين محل رؤساء البلديات المدنيين، وهو إجراء غير دستوري، فضلا عن كونه يُعيد سكان المنطقة الشرقية إلى قبضة العسكر، بعدما تخلصوا منها إبان انتفاضة  17 فبراير/شباط 2011. كما أن جهاز «الأمن الداخلي» التابع لحفتر ذهب بعيدا في التضييق على المجتمع المدني وملاحقة النشطاء الحقوقيين والإعلاميين والسياسيين والزج بهم في المعتقلات. وفي سياق إحكام تلك القبضة اتخذ اللواء عبد الرزاق الناظوري رئيس أركان حفتر إجراءات للحد من الحريات العامة، من بينها منع المظاهرات في بنغازي من دون إذن منه، وتخويف عديد النشطاء وأعضاء مجلس النواب والعاملين في قطاعي القضاء والأمن في المنطقة الممتدة من طبرق إلى بن جواد من أجل تكميم أفواه المعارضة السياسية وكذلك منع النساء دون 60 سنة من السفر من دون مُحرم…
لابد من الإشارة في هذا السياق إلى الدور السعودي في دعم حفتر عبر «التيار المدخلي» (نسبة إلى الداعية السعودي ربيع المدخلي)، الذي بات لشيوخه تأثير واسع في شرق ليبيا، في المجتمع ومؤسسات الدولة على السواء، من خلال الفتاوى وتدريس المذهب الذي يُبررُ الوقوف إلى جانب الحاكم حتى لو كان جائرا، بدعوى درء الفتنة. وارتدى نشاط المدخليين بُعدا جديدا في الفترة الأخيرة بعدما بدأوا يحصلون على الأسلحة، ويُطورون قدراتهم على استخدامها، فيما كان نشاطهم «سلميا» في البدء. وتشتغل الشبكة المدخلية بآليات تُذكِر بدور اللجان الثورية على أيام معمر القذافي، إذ أنها تُصادر الكتب وتمنع الفعاليات السياسية والثقافية التي لا تتناسب مع رؤيتها المتشددة، وهي فرع من الفكر السلفي. وظل المدخليون طيلة الانتفاضة الليبية (2011) القوة الوحيدة المؤيدة لنظام القذافي. وهذا يدلُ على ضرورة عدم الاستهانة بدور التيار في تلغيم المجتمع الليبي وتعطيل نزوعه إلى إقامة نظام سياسي مدني ديموقراطي.  
أخطر من كل ذلك هي المهلة التي حددها حفتر «لمن يتصدرون المشهد السياسي» بحسب عبارته، لحلحلة الأوضاع الأمنية والاقتصادية في غضون ستة ِشهور، وإلا فإن الجيش سيتدخل. وهذا تكريسٌ لرؤية حفتر القائمة على إخضاع المؤسسات السياسية لسُلطة العسكر وليس العكس. والأرجح أن هذا الإنذار مرتبط بالخطة التي أفصح عنها مساعدو حفتر للزحف نحو طرابلس، بعدما استقرت لهم الأوضاع نسبيا في محيط سبها (الجنوب). والفرضية الأكثر تداولا هي أن الغبار المتصاعد من الأزمة الخليجية قد يشكل غطاء مناسبا للمشير حفتر للزحف نحو طرابلس، وهو الهدف الذي طالما خطط له وسعى إليه، مؤكدا في تصريحات إعلامية مختلفة أن إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا لا تتم إلا على أيدي حاكم عسكري قوي.
مع ذلك، لا توجد حاليا دلائل على احتمال انزلاق التصعيد بين المعسكرين المُتنابذين في ليبيا إلى صدام عسكري، يؤدي بدوره إلى نشوب حرب بالوكالة بين أطراف الأزمة الخليجية على أراضي ليبيا في المدى المنظور، وإن كان هذا السيناريو ليس مستبعدا تماما.

 

الأزمة الخليجية قد تُشجع حفتر على فتح معركة طرابلس

رشيد خشانة

وزارة الدفاع الأمريكية تنظر إلى حصار قطر باعتباره قرارا غبيا وخطيرا

Posted: 01 Jul 2017 02:11 PM PDT

واشنطن-«القدس العربي»: ستؤدي قائمة المطالب التي تلقتها قطر من بعض الدول الخليجية إلى نتيجة عكسية، وفقا لأقوال العديد من المحللين الأمريكيين، إذ ستزداد رغبة الدوحة في تعبيد طريق خاص في المنطقة ضمن سياسة لا تعجب «الجيران» تقوم على مبدأ «قطر أولا»
هذه الرغبة ستعبر عن سلوك نموذجي لأي دولة قومية، حتى لو لم يكن متوقعا، ومسارات تتعارض مع النظام السياسي والاجتماعي الإقليمي المتدهور الذي عرفته الرياض، وتحرض عليه دول خليجية أخرى بدعم من القاهرة، وكما أشار ريموند باريت فإن قطر رفضت قبول الوضع الراهن والحكمة التقليدية لدول الخليج الأخرى، خاصة فيما يتعلق بدور إيران والأحزاب السياسية الإسلامية في مستقبل المنطقة.
لقد كان من البديهي وفقا للمحللين الأمريكيين الاستنتاج بأن المستقبل السياسي للدول الخليجية ونجاحها واستقرارها على المدى البعيد يتطلب تقليص الاعتماد على عائدات النفط وخلق قوة عاملة أكثر دينامية وتسامحا وأكثر في حرية التعبير والقضايا الاجتماعية ولكنها، في الواقع لم تفعل ذلك باستثناء قطر التي سارعت منذ فترة غير قصيرة إلى معالجة العديد من أوجه القصور مثل توفير حقوق منصفة للمرأة وإصلاح ممارسات العمل المسيئة للعمال المهاجرين كما حققت أداء أفضل نسبيا في محورية مستقبل البلد نحو عالم متغير وتوفير مساحة أكبر للأصوات المخالفة ورعاية العلاقات السياسية المتنوعة.
وقال البروفيسور كيفن سشوارتز من كلية البحرية الأمريكية ان قطر نجحت على مدى العقدين الماضيين في تعزيز حضورها على المستوى الدولي، وهي بلا شك تضم أفضل المنابر الإعلامية الحرة في العالم العربي وخاصة في منطقة جائعة لمزيد من الحريات الصحافية. وأضاف سشوارتز الذي يعمل أيضا في إدارة مكتبة الكونغرس ان قناة «الجزيرة» ساعدت في التشكيك في روايات الحكومات الاستبدادية في منطقة معروفة بالقمع، وسمحت بنشر وجهات النظر البديلة للصراعات الإقليمية كما وفرت منصة للأصوات المثيرة للجدل والمعارضة، وهذا يعني بالنسبة إلى سشوارتز والعديد من المحللين ضرورة التعبير عن القلق من المطالبات غير الشرعية لبعض دول المنطقة بإغلاق «الجزيرة».
وقد امتدت حكمة قطر في الاعتراف بوجهات النظر المتباينة إلى السياسة الخارجية للبلاد مما سمح لها باحتلال مكانة فريدة لتكون وسيطا محتملا في الشؤون العالمية، فهي لا تمانع في السماح للحركات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين بالتعبير عن وجهة نظرها ولكنها ما زالت حتى الآن جزءا من مجلس التعاون الخليجي الذي يخشى من تحديات الجماعة للأنظمة المحافظة في الشرق الأوسط، كما دعمت قطر «حماس» ولكنها أيضا لم تمانع في المشاركة الإسرائيلية في كأس العالم لعام 2022 .
وقوبل الحصار ضد قطر بمراجعات متباينة في الولايات المتحدة وأوروبا والكيان الإسرائيلي المحتل، إذ اعترفت هذه القوى والكيانات ان دعم قطر المالي هو السبب الرئيسي لتفادي كارثة إنسانية كاملة في قطاع غزة وانه لا يمكن تجاهل دور قطر في المحادثات السرية بين حماس وإسرائيل كما لا يمكن عدم احترام دورها في تنظيم مفاوضات سرية بين الولايات المتحدة وحركة طالبان. وتستضيف قطر المقر الأمامي للقيادة المركزية الأمريكية وهي تشترك مع إيران في امتلاك أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم. وبعبارة أخرى، وفقا للاستنتاج الذي توصل إليه العديد من المحللين والمراقبين وصناع القرار فإن قطر بلد يرغب في ان يظل مرنا سياسيا ويرغب في الحفاظ على مجموعة متنوعة من العلاقات السياسية وان الولايات المتحدة يجب ان لا تدعم خصوم قطر بأي شكل من الأشكال لأنه لابد من احترام دولة ترسم سياسة خارجية مستقلة وتخلق مراكز إعلامية بديلة، دولة تحاول العمل كوسيط سياسي ومنتج للحلول بدلا من الرضوخ للتحالفات الإقليمية غير المفيدة أو تحقيق رغبات لقوى خارجية.
تسود هذه الرؤية معظم التحليلات الأمريكية بشأن الأزمة الخليجية باستثناء بعض الكتابات التي يعتقد بانها ممولة من جماعات ضغط تتحرك بهستيريا ضد قطر في واشنطن. وعلى أي حال، فإن المشكلة الكبيرة التي صدمت صناع الرأي في الولايات المتحدة كانت طريقة تعامل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الأزمة، ففي حين يجد العديد من المحللين راحة في القول بأن الأمر لا يتجاوز تبادل الأدوار بين (الشرطي الجيد ) و ( الشرطي الرديء ) للإشارة إلى اختلاف وجهات النظر بين البيت الأبيض ووزارات الدفاع والخارجية. إلا ان الواقع يقول ان أزمة قطر قد كشفت في الواقع تشققات داخلية في إدارة ترامب، حيث كشف العديد من مساعدي وزير الخارجية تيلرسون أنه لم يستشر في بيانات ترامب المتتالية بشأن الأزمة الخليجية ما أدى إلى تنافر في وجهات النظر أمام العالم بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية. وقالوا ان هناك حالة من الغضب والاحباط لا يمكن تجاهلها في وزارة الخارجية من سلوكيات ترامب تجاه الأزمة القطرية والأدهى من ذلك كله، هنالك اعتقاد في مكتب وزير الخارجية الأمريكي بأن الكاتب الحقيقي لبيانات ترامب هو سفير الإمارات في واشنطن، الصديق المقرب لجاريد كوشنر، صهر ترامب.
الصدمة الحقيقية من مواقف إدارة ترامب المرتبكة بشأن الأزمة الخليجية كانت في وزارة الدفاع الأمريكية، إذ اتفق غالبية قادة الجيش الأمريكي على تعاون قطر إلى أبعد الحدود مع الولايات المتحدة في العديد من القضايا. وقال ضابط أمريكي كبير في تلخيص لهذا الواقع «في كل مرة طلبنا فيها أي شيء من القطريين، قالوا نعم». وهذا لم يكن الحال مع الدول الخليجية الأخرى التي تهورت في حروب لا لزوم لها أدت إلى كوارث وأزمات إنسانية لا مثيل لها على الأرض. وفي الواقع، كشف العديد من المقربين من وزير الدفاع الأمريكي ان ماتيس لا يتوقع قرارات خارجية سياسية جيدة من الحكومة السعودية، ولكن قرار محاصرة قطر كان بالنسبة له قرارا غبيا وخطيرا يدعو للذهول.
تغريدات ترامب بخصوص الأزمة الخليجية سلطت الضوء على التناقض في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، كما رسمت سيناريوهات سخيفة لحلول وهمية لأزمة جدية بحاجة إلى موقف قيادي واضح ومعقول ناهيك عن اتخاذ موقف غير نبيل وغير أخلاقي يتمثل في المساهمة في حصار حليف مهم.

وزارة الدفاع الأمريكية تنظر إلى حصار قطر باعتباره قرارا غبيا وخطيرا

رائد صالحة

حصار قطر: مقدمة لحرب أم تغيير النظام أم مجرد حلقة جديدة للثورة المضادة؟

Posted: 01 Jul 2017 02:11 PM PDT

لا نعرف إلى أين ستنتهي أزمة الخليج الرابعة إن جاز لنا وصفها من خلال الأزمات التي مرت على هذه المنطقة الحيوية منذ اجتياح صدام حسين الكويت عام 1990. فالدول التي قررت من جانب واحد فرض الحصار على دولة عضو في منظومة مجلس التعاون الخليجي وذات سيادة، مصممة على المضي (على الأقل علنا) في حصارها إن لم تستجب الدوحة لمطالبها التعجيزية 13 والتي باتت معروفة وتشمل محاربة الإسلام السياسي وحماس وإغلاق قناة الجزيرة القناة الوحيدة في العالم العربي والتي أدت لولادة رأي عربي وأصبحت منبرا للرأي والرأي الآخر رغم ما يؤخذ عليها من طريقة في الأداء واستثنائها الدولة التي تعمل من أراضيها من النقد، ولكنها تظل النافذة الوحيدة التي تقدم «أخبارا» لا صورا معادة ومكررة لعناق الرؤساء والأمراء وبيانات أعدت في دوائر الرقابة على حرية التعبير.
معنا أو ضدنا

ويبدو أن التحالف السعودي-القطري ومن تصريحات ممثليه يعدون لقطر عقوبات جديدة بعد انتهاء المدة التي حددت لها وهي 10 أيام. واللافت في الأمر أن القائمة طويلة وفيها من المهام التي تحتاج لسنين وتريد الرياض وأبو ظبي من قطر ان تنفذها في مدة قصيرة. ففي تصريحات لسفير الإمارات في موسكو سيف عمر غباش، قال فيها إن عجز قطر عن التنفيذ يعني «مع السلامة» لها وستقوم بلاده بفرض حصار على الشركات التي تتعامل معها وعليها أن تختار «معنا أو مع قطر». وبعيدا عن لهجة القوة ورفع سقف المطالب كما بدا في تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، من أن مطالب بلاده لا رجعة فيها. فالأزمة الأخيرة تعمل ضد ما أرادته الولايات المتحدة من بناء صف خليحي واحد أو كما يحلو للمسؤولين الأمريكيين وصفه بالجبهة السنية ضد إيران وتنظيم الدولة.
الجزء الثاني

وكما وصف عميد كلية الصحافة بجامعة كولومبيا ستيف كول بمقال له بمجلة»نيويوركر» (29/6/2017) فالدول الخليجية تقوم بمهاجمة دولة حليفة للولايات المتحدة التي يقوم جنودها بالتضحية بأنفسهم من أجل الدفاع عن مصالح الدولة المحاصرة لقطر. ويرى الكاتب أن المشكلة لا علاقة لها بالإرهاب الذي ربطته الرواية السعودية-الإماراتية بقطر بل بإنهاء السياسة الخارجية المستقلة. كما أن الأزمة الحالية هي حلقة ثانية من الربيع العربي. فبعيدا عن دور قناة الجزيرة في تعبئة القطاعات الشعبية ودعم المتظاهرين في الساحات والميادين، دعمت حكومة قطر مطالب الإسلاميين الذين فازوا بالانتخابات وكانت لديهم نسخة تخيف دول الخليج والديكتاتورية التي أصبحت تنظر للإسلام السياسي بمثابة التهديد الوجودي الذي يتفوق على خطر عناصر تنظيم الدولة المتوحشة أوالقاعدة. وأشار إلى أن النزاع الحالي يمثل صورة عن الحالة النشاز التي وصلت إليها السياسة الخارجية في عهد الرئيس دونالد ترامب الذي قدم الدعم الواضح للتحالف السعودي الإماراتي ويواصل تخريب ما يقوم به وزيرا الدفاع والخارجية لحل الأزمة التي يريان أنها غير ضرورية وتحرف الأنظار عن جهود قتال تنظيم الدولة والجماعات المتطرفة. وأهم من كل هذا فكول يرى «عصر ترامب» منح البلطجية و»الرجال الأقوياء» الفرصة للتصرف بطريقة لا يخشون فيها الحساب. والمهم هنا أن حصار قطر هو مسلسل جديد في الثورة المضادة والحرب ضد الإخوان المسلمين وقطر وتركيا والتي بدأت بعد عام 2012 واستمرت في الإنقلاب ضد محمد مرسي في عام 2013. ويرى كول أن محاصرة قطر هي ضربة للدبلوماسية الأمريكية الساعية لإقامة قواعد عسكرية لها منذ ثلاثة عقود في منطقة الخليج. ويقول إن قطر على خلاف السعودية التي ظلت تطلب من الأمريكيين الخروج من قاعدتها الجوية في الظهران قدمت للأمريكيين عام 2003 عرضا لا يمكنهم رفضه وأصبحت قاعدة العديد الجوية مركزا للعمليات المتقدمة.
«الولد الغر»

وكما يقول مارك بيري في مجلة «أمريكان كونزفتيزم» (27/6/2017) إن وزارة الدفاع الأمريكية لم تنس الدور الذي لعبته قطر في حرب ليبيا عام 2011 . وأشار إلى أن ريكس تيلرسون، وزير الخارجية وجيمس ماتيس، وزير الدفاع صعقا من دعم ترامب في 9 حزيران (يونيو) للتحالف السعودي الإماراتي. وبل وشعر تيلرسون أن مهمته أصبحت تنظيف المشاكل التي يحدثها ترامب بسبب اعتماده على ولد غر، صهره غارد كوشنر، الذي لا خبرة له في السياسة الخارجية. ونقل عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن فريق تيلرسون مقتنع في أن تصريحات ترامب في البيت الأبيض عن تمويل قطر للإرهاب جاءت من سفير الإمارات المؤثر في واشنطن، يوسف العتيبة الذي همس في أذن صديقه كوشنر، وهمس هذا في صهره الذي أطلق الكلام دون الإهتمام بالجنود الأمريكيين في قطر. ويعتقد بيري أن التحالف المضاد لقطر قام بتغيير الوضع الجيوسياسي للمنطقة من حيث تشكيل محور تركي إيراني وقطري، أي تقديم البلد الصغير على طبق من ذهب إلى طهران التي تراقب الوضع واستغلته بتقديم شحنات غذائية للقطريين وتخفيف الحصار عنهم.
لماذا قطر؟

ولم يقتنع الكثيرون من اتهام التحالف قطر بالتودد لإيران حيث تساءل كول إن كان هذ هو الحال فلماذا لا تتخذ الإجراءات نفسها من عمان التي تقيم علاقات علنية لا تخفيها منذ سنين مع الجارة القوية، ولا تنسى دبي التي تمثل المعبر والمتنفس الحقيقي للتجارة الإيرانية-خاصة في وقت الحصار أو الكويت التي تحتفظ بعلاقات جيدة أيضا. ومن هنا فاستهداف قطر لاعلاقة له بإيران. ويعترف كول مثل غيره ان العلاقة بين قطر وإيران محكومة بأكثر من علاقات الجوار بل المصلحة المشتركة، وهي حقل غاز الشمال الذي كان مسؤولا عن المعجزة القطرية، والجزيرة. وإن كان عن دعم الدولة الصغيرة للإخوان المسلمين ففي الكويت فروع لهم تشارك في الانتخابات كما في الأردن والدول العربية الأخرى. وأمام هذا الوضع فما هي الخيارات المتوفرة لقطر وللتحالف؟ وبعيدا عن اللهجة المتشددة فقد قام كل وزراء الخارجية للدول المعنية، بدون مصر-بالحجيج إلى واشنطن ووضع قضيتهم أمام وزير الخارجية. ورغم استمرار ترامب بالتشويش وإصدار التصريحات المعادية لقطر، كانت آخرها في حفلة للحزب الجمهوري كما ذكرت قناة «سكاي نيوز» إلا أنه اتصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتباحثا في الأزمة. ويقول كول أن التحالف قد يتراجع عن مطالبه والقبول بأقل مما كان يطمح به. ويرضى بأن قطر التي ستخرج من الأزمة ستوقف نشاطاتها. أما الخيار الثاني فهو التصعيد إلى نقطة اللاعودة. ويمكن للسعودية وحلفائها غزو قطر والإطاحة بالعائلة المالكة فيها. وربما دفعت السعودية الدوحة في تحالف أعمق مع إيران وتركيا، بشكل يشوه صورتها في عين الإدارة الأمريكية الساذجة ودفعها لنقل القاعدة. وقد عبرت الإمارات عن استعدادها لاستقبال الطيران الأمريكي وكذا القيادة المركزية الأمريكية. ويعتقد كول أن على الولايات المتحدة أن لا ترضى بالرواية التي يقدمها التحالف السعودي الإماراتي لأن في هذا رضا بالغطرسة والعدوان.
توريط واشنطن

وعليها أن تتصرف كوسيط نزيه فيها، وهو ما دعا إليه أرون ديفيد ميللر وريتشارد سوكلسكي بمجلة «بوليتكو» (29/6/2017) حيث قالا إن الازمة الخليجية هي من صنع ولي العهد الجديد محمد بن سلمان المعروف لدى الدبلوماسيين بـ «م ب س» وقالا إن ولي العهد معروف باندفاعه وتهوره ويجب على إدارة ترامب معاملته بهذه الطريقة. ويعتقدان أن دعم ترامب المفتوح للموقف السعودي زاد من خطر الأزمة ووجه صفعة قوية للدبلوماسية الأمريكية في الخليج، لأن السعودية، بفتحها جبهة لا داعي لها مع قطر، دمرت التحالف السني الذي عملت الولايات المتحدة على بنائه ضد تنظيم الدولة وإيران. ويعلق الكاتبان: «لا تخطئ بالظن، فقد قام ولي العهد بهندسة هذا النزاع لا لمعاقبة قطرعلى تمويل الإرهاب (وهو تعليق منافق يأتي من السعوديين الذين قام مواطنوهم بتقديم الدعم للمتطرفين الراديكاليين طوال السنين) بل من أجل إنهاء السياسة الخارجية المستقلة لقطر ومعاقبتها على دعم الإخوان المسلمين وعلاقتها مع إيران». فالسعوديون يريدون ببساطة تحويل قطر إلى دويلة تابعة لهم كما فعلوا مع البحرين، وكجزء من خطة للهيمنة على كل منطقة الخليج. ويعلق الكاتبان هنا على أن الخطط التي بالغ فيها ولي العهد وضعت المملكة أمام تصادم خطير مع إيران. وستجد الولايات المتحدة بموقفها المتشدد ودعمها للسعودية نفسها قد جرت للحرب مع الجمهورية الإسلامية. ولهذا طلب الكاتبان من الإدارة وضع خطوط حمر للسعودية حتى لا تجد نفسها متورطة في حروب قوة إقليمية وفي مستنقع اليمن وأمام مواجهة غير محسوبة مع إيران. والغريب أن لهجة الكاتبان الحذرة تتناقض مع الزميل في معهد واشنطن والمبعوث الخاص السابق دينس روس الذي تساءل بمقال نشره موقع «يو أس نيوز» (30/6/2017) «ألم يحن الوقت لأن تغلق قطر قناة الجزيرة التي سمحت لأشخاص مثل الشيخ يوسف القرضاوي، الحديث وشرعنة الإرهاب؟» وهو إن رآى في مطلب التعويضات من قطر على الأضرار التي جلبها دعمها للإرهاب على كل من السعودية والإمارات مبالغ فيه، إلا أنه يتقبل المطالب الأخرى. ويبدو روس الزميل في المعهد اليميني-في واشنطن متقبلا التغيير في السعودية ومؤمنا برؤية ولي العهد السعودي الحداثي. ودعا أمريكا لدعمه لأن «السعودية الجديدة» من مصلحة أمريكا.
«الجزيرة»

والغريب أن أحلام التغيير تضيق بقناة إخبارية تنشر حرية التعبير والنقاش الضروري لأي نظام يريد الدخول في عالم الإعلام. وكما لاحظت مجلة «إيكونوميست» (28/6/2017) فالقناة لم تكن لتخرج للعالم لولا ضيق السعوديين بقناة "بي بي سي عربي" التي أغلقتها ووفرت طاقما مؤهلا ومدربا بمعايير الصحافة الراقية كان كافيا لانطلاقها عام 1996. وهي وإن أخذت الكثير من المواقف على القناة وتساءلت إن كانت بوق دعاية لقطر أو منبرا للرأي والرأي الآخر، إلا أنها دعت في افتتاحية عددها (29/6/2017) السعودية التوقف عن «البلطجة» وتطبيق نسختها القاسية للرقابة على جيرانها. ورأت المجلة أن الطلب من قطر إغلاق الجزيرة يشبه طلب الصين من بريطانيا وقف عمليات «بي بي سي». وكتب بالوتيرة نفسها كبير المراسلين في «بي بي سي» جون سيمبسون بصحيفة «إيفننغ ستاندرد» (30/6/2017) حيث قال:» تخيلوا لو طلب كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي مايكل برنيير من تيريزا مي إغلاق البي بي سي، كشرط من شروط التوصل إلى صفقة حول بريكسيت». ويضيف أن هذا أمر لا يمكن وقوعه: فليس هذا هو الأسلوب الذي تدار من خلاله الأمور في الدول الديمقراطية. ولكنه على ما يبدو أسلوبا تنتهجه بعض الدول العربية. وعبر سيمبسون عن غضبه لغياب الموقف الغربي من هذا المطلب المثير فعلا للشجب. ويرى ان صمت ترامب الداعم أصلا وهدوء مي مرتبط بالصفقات والأسواق التي تمثلها دول الضد لها. وقال إن الجزيرة التي تتهم بالتحيز للإخوان المسلمين أصبحت وعلى مدى 21 عاما من أكبر القنوات الإخبارية في العالم وفيها يعمل «عدد من زملائي السابقين الموهوبين والمحترفين ممن عملت معهم جنبا إلى جنب في البي بي سي، وطالما شعرت بأن قلب القناة ينبض بالصدق وتوجهها صحيح». ويعتقد سيمبسون أن استهداف الجزيرة مرتبط في النهاية بتصفية حسابات مع القناة بسبب دورها في الربيع العربي فـ «ولي عهد السعودية المتهور الطائش محمد بن سلمان، الذي لا يتجاوز عمره واحدا وثلاثين عاما، ورئيس مصر الحانق الحاقد المشير السيسي، يجدان أنه يستحيل عليهما أن ينسيا أو يغفرا ما كان للجزيرة من دور». ومن هنا تواطأ الإثنان لحرمان قطر من سياستها الخارجية. ويعتقد سيمبسون ان السيسي وبن سلمان يريدان «إسكات» صوت إعلامي عربي بديل للأخبار المستهلكة.
ومع قرب انتهاء المهلة، لا أحد يعرف ماذا سيحدث؟ ولكن الصادم هو سكوت الحكومات الغربية. في وقت توقع فيه سايمون هندرسون في مجلة «فورين بوليسي» (30/6/2017) تغييرا للنظام لأن السعوديين والإماراتيين لا يصدقون أن الشيخ تميم هو الذي يقود بل والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (الأمير الوالد). فهل يصدق العراف؟

حصار قطر: مقدمة لحرب أم تغيير النظام أم مجرد حلقة جديدة للثورة المضادة؟

إبراهيم درويش

سفيرة باكستان لدى الأمم المتحدة لـ«القدس العربي»: ليس صدفة ألا تتم تسوية أقدم نزاعين في العالم، فلسطين وكشمير

Posted: 01 Jul 2017 02:10 PM PDT

السفيرة، مليحة لودي، الممثلة الدائمة لباكستان لدى الأمم المتحدة، من أنشط السفراء المعتمدين لدى الأمم المتحدة. فإضافة إلى أنها تمثل دولة نووية فهي تمثل أيضا مجموعة دول منظمة التعاون الإسلامي والمجموعة الآسيوية. كما أن جل اهتمامها منصب على ثلاث مسائل: كشمير وفلسطين وإبعاد شبهة الإرهاب عن الإسلام والمسلمين لأن المسلمين هم الضحية الأولى للإرهاب.
درست مليحة في إسلام أباد وكلية لندن للاقتصاد، حاصلة على الدكتوراه في العلاقات الدولية عام 1980 وقامت بالتدريس في الجامعة نفسها لغاية عام 1985. عملت مليحة سفيرة لبلادها في العاصمة الأمريكية واشنطن بين عامي 1993 و 1996 ثم بين عامي 1999 و 2002. كما عملت سفيرة لباكستان في المملكة المتحدة بين عامي 2003 و 2008.
كانت لودي عضواً في الفريق الاستشاري للأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي عنان لشؤون نزع السلاح بين عامي 2001 و2005. وكانت أول سيدة تتولى رئاسة تحرير جريدة وطنية في آسيا (المسلم ثم ذي نيوز). ورشحتها مجلة تايم عام 1994 كواحدة من 100 شخص في العالم سيؤثرون على مجريات السياسة في القرن 21. والدكتورة مليحة عضو في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ومقره لندن وعضو في مجلس إدارة جامعة باكستان الوطنية للدفاع وعضو في المجلس الاستشاري حول الشرق الأوسط لكلية لندن للاقتصاد وعضو مجلس الأجندة العالمي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي. كما عملت زميلة باحثة في السياسات العامة في مركز ودرو ويلسون للباحثين الدوليين وزميلة محاضرة في كلية كندي، جامعة هارفارد عام 2008. حصلت على جائزة رفيعة من باكستان تدعى «هلالي إمتياز» للخدمات العامة وعددا من الشهادات الفخرية من عدة جامعات.
نشرت باللغة الإنكليزية عدة كتب منها «مواجهة باكستان مع الديمقراطية والتحدي الخارجي» و «باكستان: ما بعد دولة الأزمة». وعينها رئيس الوزراء الباكساني نواز شريف ممثلة دائمة وسفيرة باكستان لدى الأمم المتحدة في شباط/فبراير 2015.
حول هموم العالم الإسلامي والقضايا الملحة على جدول أعمال الأمم المتحدة التقت «القدس العربي» السفيرة الباكستانية وأجرت معها الحوار التالي:
■ باكستان دولة مهمة، البعض يتهمها بأنها تتساهل مع الإرهاب. كيف يمكن دحض هذه التهم وإظهار حقيقة أن المسلمين هم ضحايا الإرهاب؟
■ باكستان تعيش الآن لحظة حاسمة في تاريخها بعد أن واجهت العديد من التحديات. وأهم تلك التحديات الأمن والاقتصاد. لقد طوت باكستان الصفحتين معا. فالوضع الاقتصادي مستقر وهناك نمو اقتصادي واضح بدأ يجذب رؤوس الأموال العالمية. وعلى جبهة الأمن، فبالرغم من أننا ما زلنا ننتظر نهاية الحرب الطويلة في جارتنا أفغانستان، إلا أننا تمكنا من هزيمة قوى الإرهاب والإنغلاق والتطرف. لكن الحرب في بلدنا ضد الإرهاب قد لا تنتهي نهائيا دون أن تنتهي تلك الحرب الطويلة في أفغانستان. منذ كارثة 11 أيلول/سبتمبر ما زلنا نقول ونكرر إن الحل في أفغانستان سياسي وليس عسكريا بل وإننا نعتقد أن الحل العسكري قد استنفد تماما. كل محاولات الحل بالقوة لم تجد نفعا. قلنا منذ البداية إن أفضل الحلول هو الذي يشمل عناصر المعارضة والعمل على ضمهم للتيارات السياسة العامة. كلفت هذه الحرب الشيء الكثير من المعاناة والضحايا من الأبرياء وجلبت الكثير من الحزن والألم ليس فقط لأفغانستان بل ولباكستان أيضا لما تتركه من آثار على بلدي المجاور. ما زال في بلدي أكثر من مليوني لاجئ فروا منذ حرب تحرير البلاد من الاحتلال السوفييتي. وقد رحبنا بهم في بلادنا كنوع من واجب الأخوة والواجب الإنساني. أحيانا نـتهم بأننا لم نقم بما فيه الكفاية في محاربة الإرهاب وهذه التهمة تطلقها جماعات ذات مصالح معينة لأن الحقيقة هي أنه لا توجد دولة قدمت أكثر من باكستان في محاربة الإرهاب وتفكيك قواعده ومحاربة «القاعدة». هذا لا يعني أنه ليست هناك بقايا للقاعدة في منطقتنا لكن قوتها الآن لا تقارن مع ما كانت عليه قبل 16 عاما. من المفروض أن يتم توجيه الشكر لباكستان على ما قدمته، وهي قدمت هذه التضحيات لأن ذلك من مصلحتها وخسرت عشرات الآلاف من الضحايا. لقد أصبحا فعلا هدفا للإرهاب ولكننا تصدينا لذلك التحدي بمجموعة خطوات عملية لدرء ذلك الخطر الذي يعني أن هناك تكلفة لا بد من دفعها. قمنا بذلك ونحن على قناعة بضرورة سحق آخر إرهابي من منطقتنا. كثيرون يقتلون باسم ديننا الحنيف لكن لا يوجد في ديننا الإسلامي ما يبرر قتل إنسان بريء على الإطلاق. سجل باكستان إذن مشرف في هذا المجال. دفعنا ثمنا باهظا بالدم والمال والعتاد والاقتصاد.
■هناك قوى وخاصة في الغرب تحاول توجيه التهمة للإسلام نفسه بدل التركيز على الجرائم والمجرمين الذين يرتكبونها. التطرف موجود في كل الأديان لكن لا أحد يتهم أي دين بأنه يشجع التطرف والإرهاب. فكيف يمكن أن نرد على هذا التوجه علما أن المسلمين هم أولى ضحايا الإرهاب؟
■ نحن نتكلم في الأمم المتحدة. نتكلم عما هو مقبول بشكل عام لكل الدول الأعضاء وينعكس في القرارات التي تتخذ هنا وفي النقاشات التي تدور هنا وفي آليات محاربة الإرهاب التي نتفق عليها. وفي كل هذه التوجهات الدولية لا أحد يربط بين الإرهاب وأي دين بما في ذلك بالطبع الإسلام. إذن هناك إجماع هنا في الأمم المتحدة حول هذه المسألة. ولكن بالرغم من الإجماع إلا أن هناك من يسعى من أصحاب المصالح لتشويه ديننا الحنيف ويوجه له التهمة رابطين بين الإرهاب والإسلام. نحن نرفض مثل هذا الربط لأنه ببساطة لا توجد أي قاعدة له. إن هذا التوجه نوع من العنصرية والتمييز ومعاداة المسلمين. لكن الحقيقة واضحة تماما هنا في الأمم المتحدة فلا أساس للربط بين الإسلام والإرهاب.
■ هل وجدت لهذه الرسالة صدى إيجابيا هنا في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي؟
■ بالتأكيد. فعندما نجري نقاشا هنا حول هذا الموضوع نسمع باستمرار حتى الأمين العام الحالي أنطونيو غوتيريش في بياناته ما يعكس هذا التوجه. وقد ألقى بيانا مؤخرا حول إصلاح الأمم المتحدة وإنشاء دائرة لمكافحة الإرهاب أكد فيه على ضرورة عدم ربط الإرهاب بأي دين أو عرق أو عقيدة. وهذه الرسالة تتكرر في كل كلمات الوفود. هناك دوائر خارج الأمم المتحدة تكرر تلك المقولة التي تربط الإرهاب بالإسلام وقد شاهدنا نمو ظاهرة الإسلاموفوبيا والزينوفوبيا أي كره الإسلام وكره الأجانب، وهاتان الظاهرتان مترابطتان. نحن نرفع أصواتنا ضد الإسلاموفوبيا. وباكستان تقف في الصف الأمامي من دول منظمة التعاون الإسلامي لمحاربة الإسلاموفوبيا هنا في نيويورك وفي مجلس حقوق الإنسان في جنيف. وهي أحد رعاة مشروع قرار يعتمد كل عام حول انسجام الحضارات وتعاونها وإجراء الحوارات بينها كي نحسن التفاهم مع بعضنا البعض لا أن نحكم على دين عظيم من تصرفات حفنة من المارقين.
وأريد أن أضيف شيئا هنا، أن التدخل العسكري الخارجي في العالم الإسلامي مثل العدوان غير القانوني على العراق الذي لم تشرعه الأمم المتحدة ولا يوجد له أي سند قانوني، وقد عارضته بلادي، تلك التدخلات العسكرية تركت نتائج على الأرض، آثارا ومظالم واضطرابات نراها أمام عيوننا الآن وزادت اللهيب الذي يعتمل في الصدور اشتعالا. هذه التدخلات والاحتلالات ساهمت في تأجيج المشاعر. هم لم يتعمدوا مثل هذه النتائج ولكن عليهم أن يكونوا حذرين كي لا تترك أعمالهم مثل هذه النتائج غير المقصودة.
■ عندما كنت أعمل في بلادك مع الأمم المتحدة عام 2001 وجدت موضوعين عزيزين على كل قلب: كشمير وفلسطين فهل ذلك صدفة؟
■ السؤال الذي نثيره نحن في العالم الإسلامي: هل هي صدفة أن يكون أقدم صراعين على أجندة الأمم المتحدة ينتميان للعالم الإسلامي؟ فلسطين وكشمير. لماذا؟ هناك قرارات واضحة معتمدة من مجلس الأمن حول المسألتين ورغم هذا فما زال الصراعان غير محلولين والقرارات غير منفذة. فالناس عندنا يسألون لماذا؟ لماذ لم يتحرك المجتمع الدولي بحزم لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة كما فعل في مسائل أخرى؟ بالنسبة لكشمير فإننا نطلق عليه «المهمة الناقصة لعملية التقسيم» فقد طلب من الهند وباكستان أن ينهيا المهمة عن طريق عقد إستفتاء لأهالي منطقة كشمير إنطلاقا من مبادئ الديمقراطية. كل ما هو مطلوب عقد استفتاء للشعب في كشمير حسب قرارات مجلس الأمن لتقرير مصيره بحرية. هذا موضوع لا يتعلق بمسألة حدود أو أرض بل بمستقبل شعب وبشر. وموقف باكستان واضح هو أن من حق الشعب في كشمير أن يقرر مصيره وسنقبل بأي نتائج يسفر عنها الاستفتاء الحر. ولذلك نثير هذه المسألة دائما في الأمم المتحدة ونعمل على جذب انتباه الدول الكبرى لما يجري في كشمير التي يعاني أهلها منذ 70 سنة.
■ كانت هناك ثلاثة قرارات لمجلس الأمن في الأعوام1947 و 1948 و 1949 حول كشمير ثم اختفى بند كشمير من جدول مجلس الأمن الدولي كل هذه السنوات. لماذا؟
■ لم يختف تماما. بقيت هناك محاولات خلال العقدين اللاحقين لإيجاد آليات لحل النزاع وتحديد الدور الذي يمكن للأمم المتحدة أن تلعبه في الحل. ثم رأينا دولة كبرى من دول الفيتو تمنع عرض المسألة على مجلس الأمن. وقعت مسألة كشمير ضحية المنافسات الجيوسياسية بين الدول الكبرى بعيدا عن العدالة. وهو ما حدث مع فلسطين تماما. فمسألتا كشمير وفلسطين يجب أن تحلا حسب القانون الدولي ومبادئ العدالة والأخلاق وقرارات مجلس الأمن والتي تمثل الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي. لكن الموضوعين مهمشين بينما نشاهد السرعة في التعامل مع مسائل أخرى وإيجاد الحلول لها. فالشعبان الفلسطيني والكشميري يعيشان المعضلة نفسها ولذلك يشعران بالتعاطف مع بعضهما البعض. فالصراع في البلدين متشابه تماما. والوعود بالحلول في الحالتين متشابهة والانتهاكات لحقوق الإنسان في الحالتين لا تطاق. وليس غريبا أن يشعر الشعبان بالتضامن مع بعضهما ويشعران بالمعاناة والألم نفسه. الشعبان وعدا بحق تقرير المصير وتلك الوعود لم تحترم ما أدى إلى وضع أمني متفجر في الشرق الأوسط وفي منطقتنا الآسيوية. فانتهاكات حقوق الإنسان هذه الأيام في كشمير غير مسبوقة لدرجة أن النيويورك تايمز طرحت الموضوع في إحدى افتتاحياتها.
منظمة التعاون الإسلامي ما فتئت في كل اجتماع تعبر عن تضامنها مع قضية كشمير ونحن نثمن التضامن الإسلامي. ما نريده من المجتمع الدولي هو أن يتجاوب مع الحلول في فلسطين وكشمير ليس لأنهما قضيتان تتعلقان بالعدالة بل أيضا لأسباب براغماتية لأن عدم حلهما سيبقى يسبب مزيدا من القهر والغضب ويتسع ليشمل دولا أخرى. وكما تعرفون أن الخلاف حول كشمير هو خلاف بين دولتين جارتين نوويتين. فمن الأفضل أن يحل النزاع بالطرق السلمية وأي طريق نسير فيها غير الحل السلمي قد يكون خطيرا وربما خطيرا جدا.
■ هناك تحد وجودي لقضية فلسطين. ما الذي يمكن عمله الآن لإبقاء القضية حية؟
■ إن بلدي سيبقى واقفا مع قضية الشعب الفلسطيني ولن يتخلى عنها. سنبقى ندعم وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ونساهم في عملها. لكن الجواب على سؤالك هو في وحدة الأمة. ليس فقط وحدة بالكلام بل بالعمل. نبدأ أولا بوحدة الموقف ثم نتفق على أجندة عمل. فمثلا الوضع في غزة على مأساويته مهمل تماما في الإعلام الغربي. على منظمة التعاون الإسلامي أن تقف مع حق الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه وتحقيق العدالة والحرية التي يستحقهما. نعم هناك العديد من التحديات التي تواجه العالمين الإسلامي والعربي، ما نراه اليوم أولا الفرقة والشقاق بين دول هذه المجموعة يجب أولا علاج هذا التفرق والتشتت والخلافات. وعلى دول العالم الإسلامي أن تتجاوز مشاكلها وخلافاتها وتتحد حول ما يجمعها ويوحد كلمتها.

سفيرة باكستان لدى الأمم المتحدة لـ«القدس العربي»: ليس صدفة ألا تتم تسوية أقدم نزاعين في العالم، فلسطين وكشمير

حاورها: عبد الحميد صيام

في ظل الحراك المستمر في الريف منذ سبعة أشهر: باحثون يُقاربون جدلية الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية في مغرب ما بعد 2011

Posted: 01 Jul 2017 02:10 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: في خضمّ التحولات الأخيرة التي شهدها المشهد السياسي والاجتماعي في المغرب، وعلى ضوء المستجدات المتسارعة لأحداث ما بات يعرف إعلامياً بـ»حراك الريف المغربي» خاصة بعد اعتقال قائد الاحتجاجات الشعبية في مدينة الحسيمة وتوالي الاعتقالات في صفوف الشباب والنشطاء، جاء انعقاد ندوة قارَبَتْ موضوع «جدلية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في المغرب الراهن».
الندوة، التي نظمها في المعهد العالي للإعلام والاتصال بالعاصمة، فرع الرباط «لمنظمة التجديد الطلابي» (الذراع الطلابي لـ»حركة التوحيد والإصلاح» المغربية) عرفت مشاركة أربعة متدخِّلين من عدة أوساط إعلامية وفكرية وحزبية مغربية، قصد تشريح العلاقة الملتبسة بين العدالة الاجتماعية والديمقراطية في مغرب ما بعد حراك عشرين شباط/ فبراير 2011.
مرحلة ضبابية بلا أفق

أكّدت أمينة ماء العينين، النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية (قائد الائتلاف الحكومي الحالي) أن المرحلة الراهنة التي يمرّ منها المغرب «لا تحمل عنواناً ولا أفقاً بالنسبة للفئات الشعبية المنتفِضة كما للسلطة» إنها حسب تعبيرها «مرحلة ضبابية» يبقى الغموض أبرز سِماتها.
وفي الوقت الذي أكدت فيه على أن «الفكرة الديمقراطية لا يمكن فصلها عن مفهوميْن أساسيين يؤصِّلان لها فكريا وفلسفياً هما الحرية والمساواة»، وهو ما جعلنا بصدد الحديث عن العدالة الاجتماعية، أشارت إلى أن هذه الأخيرة لا يمكن الحديث عنها بمعزل عن الفكرة الديمقراطية والمجال السياسي عموماً.
وشددت على أن الرهان الأساسي للحرية يظل هو تحرير الفرد من الخوف، وهو ما لوحِظ خلال الحركة الاحتجاجية المتواصلة في الشمال المغربي منذ أزيد من سبعة أشهر، مضيفة أن «الحراك الشعبي لم يعُد محدوداً في منطقة الريف» لأنه أخذ أبعاداً وزخماً أكبر وأوسع مع أزمة تشكيل الحكومة بعد تشريعيّات تشرين الأول/ أكتوبر 2016 والتي عُرفت في المغرب بأزمة «البلوكاج» الحكومي (أي العرقلة).
وأضافت أن «مربع صناعة القرار لا يستفيد من الدروس بتكراره آليات الإغراء والترهيب نفسها» في التعامل سواءٌ مع المطالب الاجتماعية أو الأحزاب السياسية، وهو ما أدى حسب رأي ماء العينين إلى «حالة التشَظّي الحزبي» الحاصلة اليوم عبر اللعب على التناقضات الداخلية للتنظيمات السياسية.
وفسّرت ما وصل إليه المغرب من حالة الاحتقان الاجتماعي بكونه «نتيجة طبيعية للمسار السياسي للبلاد بعد الانتخابات التشريعية 2016» معتبرة أن التطورات الأخيرة كشفت مدى إفلاس الوساطات الاجتماعية التقليدية من أحزاب ونقابات ومجتمع مدني.
وعن التهم الموجَّهة لشباب الحراك الاجتماعي المستمر في المغرب، قالت أمينة ماء العينين إن «هدفها هو زرع مناخ الخوف بين الناس» قبل أن تستطرد قائلة إن «فرملة الحراك ممكنة بآليات القمع المعروفة، لكن التناقض الاجتماعي والحقد تجاه السلطة سيزداد مما سيُولّد ضغطاً قد ينفجر في أي لحظة».
وختمت المتحدثة مداخلتها بالتأكيد على أن «الديمقراطية ليست ممارسة آلية الانتخابات شكلياً فقط»، وإنما تأتي بمثابة «تتويج لتمتّع الأفراد والمواطنين بجميع الحقوق والحريات»، مشيرة إلى أن المغرب «في حاجة ملحة إلى قراءة ومساءَلة ناقدة للذات قصد تجاوز أخطاء وتناقضات الماضي».
نسف المفاهيم المؤسِّسة للمطالب

أما عبد الصمد بلكبير، الباحث الأكاديمي المغربي، فقد حاول تقديم قراءة ناقدة للمفاهيم المؤسِّسة والمؤطرة للحركات الاحتجاجية منذ 2011، معتبراً أن «الديمقراطية ديمقراطيات»، ليخلص إلى أن «فكرة توحيد وتنميط الديمقراطية ليست سوى دعاية للإيديولوجيا الليبرالية الحديثة».
الديمقراطية «كلمة ميتافيزيقية» بالنسبة لبلكبير، حينما قال إنه «لا ينبغي الحديث عن ديمقراطية وإنما نحن فقط بصدد انتقال ديمقراطي»، مشيراً إلى أن «تَعثُّر الغرب في التحول الديمقراطي يطرح علينا في المقابل تعثراً في مسار الانتقال الديمقراطي».
وخلال مداخلته بالندوة المذكورة، حاول بلكبير نسْف الشعار المعروف الذي رفعته المطالب الاجتماعية في دول «الربيع العربي» بالقول إن «مفهوم العدالة الاجتماعية لا وجود له، فإما هناك رأسمالية أو اشتراكية»، في حين شدد على أن «المطلوب هو التحرّر والتحرير وليس الحرية، وهو ما يعطينا حريات ديمقراطية» حسب تعبيره، معتبراً أن «مفهوم الكرامة يبقى لفظة عامّة وأخلاقية، وعلى الدولة أن تتمتّع بها أولاً قبل الأفراد.
واعتبر أن تاريخ «20 فبراير» كان منعطفاً حاسما في التاريخ السياسي المغربي الحديث، غيْر أنه لم يُعط كل نتائجه المرجوّة منه، كاشفاً أن «النص الدستوري في المغرب سنة 2011 جاء نتيجة توافُق أمريكي فرنسي»، قبل أن يضيف قائلا «لا بد لكل حراك من قيادة ظاهرة، وإلا فإنها ستكون خَفيّة لا محالة».
وعاد بلكبير إلى الحديث بتفصيل عن المسار الذي استتبع نتائج الانتخابات التشريعية سنة 2016، قائلاً إن «ما يحصل الآن في المغرب كان متوقعاً بعد إزاحة بن كيران» التي وصَف ما أعقبها بـ»السيناريو المُعدِّ له سلفاً»، وإن «البلوكاج الحكومي» الذي عاشه المغرب لخمسة أشهر بَرْهَن أن «الدولة في المغرب قائمة الذات حتى دون حكومة»، واصفاً كل ما حَدَث بـ»الانقلاب المدني».
ومن جهة أخرى، لفت انتباه الحاضرين إلى أن استعمال مصطلح «حراك الريف» لوصف ما يجري يعيد إذكاء المعجم الإقطاعي القديم، وهو ما وجَب الحذر منه حسب رأيه، كما دعا المغاربة إلى التحلي بـ»الحِسّ الوطني التوحيدي»، مشدداً على أن «مسألة رفع الراية المغربية في الفعاليات الاحتجاجية في منطقة الشمال المغربي لا يمكن المساومة عليها بأيّ ثمن» دون أن ينسى دقّ ناقوس الحذر من مخاطر التقسيم التي تتربّص بالمغرب، قائلا إنه «يجب حماية الانتفاضة الاجتماعية من الانحراف المُضرّ بمستقبل المغرب».
وخلُص إلى أن «اللحظة حاسمة، ويظهر ذلك من خلال النضال السائد الذي ما زال يعيد إنتاج نفسه ضد الفساد والاستبداد» معتبراً أن «البرنامج النضالي للاحتجاجات الاجتماعية يلزمه تدقيق وتمحيص».
جيل جديد من الاحتجاج في المغرب

وافتتح توفيق بوعشرين، مدير نشر صحيفة «أخبار اليوم» مداخلته بالحديث عمّا سمّاه بـ»الارتباط التاريخي بين السياسي والاجتماعي منذ المطالب الإصلاحية للحركة الوطنية المغربية» مشيراً إلى أن هدف الذين قاموا بفصل النضال السياسي عن الاجتماعي كان هو إبعاد الشعب عن مساءلة واضعي السياسات العمومية وصناع القرار.
وفي معرض تحليله للخلفيات التاريخية والسياسية للاحتجاجات المستمرة في المغرب، قال إن «الحركات الاجتماعية الاحتجاجية تطوّرت نتيجة تناقضات وتراكمات النضال السياسي والاجتماعي داخل النقابات» إذ لم تعد هذه الأخيرة قادرة على القيام بدورها في تأطير المواطنين، وأكد على أن «حراك الريف يُعبّر عن جيل جديد من الحركات الاجتماعية بعد نهاية حقبة النضال السياسي»، كما اعتبره نتيجة حتمية لتطور التاريخ حيث لم تعد المبادرة تأتي من الأحزاب.
وفي ما يشبه الرد على مروّجي نظرية المؤامرة لتقسيم المغرب باستغلال الحراك الاجتماعي، عبّر الصحافي المغربي عن رفضه تفسير الحراك الحالي بنظرية المؤامرة، قائلا إن «المؤامرات موجودة في دول العالم بأسره، إلا أنه لا يجب تفسير أي حراك اجتماعي بنظرية المؤامرة».
واسترجع بوعشرين سياق وخلفيات وتداعيات حراك 2011 في المغرب، قائلاً إنه «كلما ابتعدنا عن حرارة الحراك الاجتماعي، إلا وارتفع سقف تنازلات السلطة عن تحقيق المطالب» لافتاً إلى أن دستور تموز/يوليو 2011 جاء أقلّ من مستوى الخطاب الملكي في 9 آذار/مارس، وهو ما جعلنا أمام رئيس حكومة يتفاوض كل صباح حول صلاحياته الدستورية، حيث «انتقلنا من تنزيل الدستور وتأويله إلى التفاوض حوله».
وفي سياق المناخ الاحتجاجي المتواصل منذ أكثر من سنة، استعرَض مدير نشر صحيفة «أخبار اليوم» المغربية عدداً من سمات الجيل الجديد للحركات الاحتجاجية في المغرب؛ بدءًا من كونه «حراكا شبابياً بامتياز»، خاصة في ظل بطالة حاملي الشهادات، معتبراً الشباب هم «الكتلة الحرجة في المجتمع المغربي» على حد وصفه، وصولاً إلى كونه حراكاً يتميز بـ»العفوية» وعدم التأطير لكنه وصَل إلى ما لم تصل له المؤسسات التقليدية، مروراً بـ»السِّلمية» التي تبقى من أهم مميزات الحراك الاجتماعي الحالي، وهو ما ساهم في تأجيجه الانتشار الواسع لثقافة التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، ما يجعل هذا الجيل الجديد «جيلاً لا حزبياً يتمرد على السلطة وتوابعها».
وأضاف بوعشرين أن الحركات الاحتجاجية الجديدة في المغرب صارت «تُخاطب الدولة بدَل الحكومة» بخطاب «نقدي مباشر وصارم» كما أنها «تدعو للتفاوض مع الملك» وهو ما ساهم في نقل النظام من خانة المساءلة السياسية إلى الحقل الاجتماعي بهامش مناورة ضيق. كما أن الحراك المستمر دفَع في اتجاه «الخروج من المعادلة الصعبة التي تضع الشعب أمام ثنائية الاستقرار أو الفوضى» معتبراً أن ما يحصل «يسائل حزب العدالة والتنمية بعد صفقة حكومة العثماني».

أزمة اجتماعية حلّها سياسي

وانطلق الأكاديمي المغربي حسن طارق من التساؤل عن أي ديمقراطية وأي عدالة اجتماعية نريد في المغرب، قبل أن يضيف «هل نحن فعلاً أمام ثنائية متطابقة أم جدلية متناقضة؟» ليجيب بالقول «إن الصراع حول السلطة كمُحدد سياسي والصراع حول الثروة كمحدد اجتماعي، كانا دائما صراعا متبايناً ومتداخلا في الآن نفسه» لافتاً إلى أن «نقاش الحرية والمساواة هو المحدد لأي ديمقراطية في عمقها».
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحسن الأول بسطات قال «إن نقاش المسألة الاجتماعية غير مرتبط بجواب سياسي فوري، بل هو نتيجة تراكم فكري وفلسفي امتد لقرنين من الزمن» مشيراً إلى أننا «نعيش زمن أفول الإيديولوجيا» حيث لم تعد قادرة على تأطير الجماهير.
وتحدّث الأكاديمي المغربي عن انتقال المطالب الشعبية من الاجتماعي إلى الثقافي الهوياتي، مضيفاً أن هناك «دينامية لتفكيك النضال النقابي أبرز عناوينها أفول النقابات ودورها في التأطير».
واعتبر أن الحراك المستمر في الريف ومناطق أخرى يتميز بالعديد من السمات التي تقطع مع عهد قديم في الفعل الاحتجاجي في المغرب، أبرزها استمرار الظاهرة الاحتجاجية كمكون أساسي في الفضاء العمومي، منبهاً إلى «انتقال ثقل الحراك من المدن الكبرى إلى الصغيرة والمتوسطة» وهو ما وصفه بانتشار «عقيدة جديدة لجيل جديد» هي عقيدة مساءلة مُدبّري الشأن العام، قبل أن يستطرد بالقول إن «حدود المساءلة داخل النسق السياسي محصورة إلا أنها في النسق الاحتجاجي الحالي ليست محدودة» وهو ما يشكل في رأيه «ديمقراطية الرأي».
وأشار طارق إلى أن متغيرات عميقة شهدتها الحركة الاحتجاجية في الشارع المغربي منذ 2011 أبرزها امتداد الاحتجاجات في الزمان وفي المكان، واصفاً حراك الريف بأنه «احتجاج مجالي مُعدي» من الإقليمي إلى الوطني، ثم توفره على «قيادة واضحة وزعامة خاصة في إطار تركيب تعبوي» مع قدرة الحراك الحالي على استثمار البعد الهوياتي والثقافي للجماهير.
وقام باستعراض سريع للدروس التي يمكن استخلاصها من الحراك المستمر في المغرب بالقول إن «الحل لن يكون اجتماعيا فقط، بل بإصلاح سياسي عميق» مضيفاً أن «المجتمع الجديد لا يريد وسطاء، بقدر ما يسعى إلى تأميم الدولة وإحساسه بامتلاكها» كما أنه «يريد أن يمر إلى التمثيل والتماهي مع حاكِميه» مؤكداً أن «المجتمع المغربي يرفض براديغم الوساطة ويريد أن يرى أحزابا مسؤولة ومستقلة في قرارها».
وبينما دعا إلى جعل المسألة الاجتماعية من صميم السياسات العمومية في مختلف المجالات في المغرب، حذَّر من تبعات «نموذج سلطوي لا يؤدي إلا للعجز الاجتماعي والعجز عن شراء السلم الاجتماعي» قبل أن يخلص إلى أن الحراك يبعث الروح في المجتمع من جديد للتعبير عن نفسه.

في ظل الحراك المستمر في الريف منذ سبعة أشهر: باحثون يُقاربون جدلية الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية في مغرب ما بعد 2011

يوسف يعكوبي

المنطقة السياحية معرضة لكوارث بيئية وخسائر اقتصادية: البحر الميت مهدد بالجفاف والانقراض

Posted: 01 Jul 2017 02:10 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»:يحذر خبير إسرائيلي من انقراض البحر الميت وجفافه نتيجة الاستيلاء على موارده خاصة مياه نهر الأردن وبحيرة طبريا واستخدامها للريّ الزراعي. وكشف الخبير الجيولوجي د. إيلي راز أن منسوب البحر الميت بات ينخفض سنويا 1.3 مترا لافتا لتفاقم المشكلة نتيجة شحّ الأمطار في البلاد بالسنوات الأربع الأخيرة على التوالي. ويشير إلى أن مستوى البحر الميت بلغ قبل عقد 420 مترا (تحت سطح البحر المتوسط) أي أكثر بـ 12 مترا عما هو الآن. ويعاني البحر الميت تراجعا يهدده بالجفاف منذ عقود نتيجة ضخ الكثير من مياه بحيرة طبريا في مطلع ستينيات القرن الماضي من أجل نقل مياه من البحيرة للنقب. وشهد عام 1977 نقطة تحول بعدما انقطع التواصل بالكامل بين شقي البحر الميت الجنوبي والشمالي جراء انحسار مياهه. وتحول القسم الجنوبي لمجموعة أحواض تقوم على ضفافها مصانع إسرائيلية لاستخراج الأملاح على أنواعها. ويؤكد راز أن السبب الأساسي لانحسار مياه البحر الميت مرده بقلة المياه الواردة عليه والتي تغذيه وعلى رأسها مياه نهر الأردن الخارج من بحيرة طبريا. وعلاوة على الخطر الداهم الذي يتهدد واحد من عجائب الدنيا نتيجة المشاريع الإسرائيلية هناك خسائر اقتصادية نتيجة ابتعاد الساحل الفلسطيني للبحر عن الفنادق والمنتجعات السياحية. كذلك تنجم الخسائر المادية نتيجة نشوء مئات الآبار الجافة (البالوعات) الناجمة عن جفاف مياه البحر مما يضرب البنى التحتية والمرافق السياحية والزراعية في محيط البحر الميت وهي تبدو انتقام للطبيعة من الإنسان لتدخله الفظ في شؤونها. وتحاط اليوم مساحات واسعة على طول الساحل الغربي للبحر الميت بالأسلاك بسبب الخوف من السقوط في البالوعات. ويرى راز أن الحل الوحيد لإنقاذ البحر الميت ضخ مياه محلاة من البحر المتوسط قبالة ساحل حيفا لبحيرة طبريا مصدر مياهه الأساسي عبر نهر الأردن.

جفاف الأردن

ويقترح راز أن يتم أيضا بواسطة مشروع تحلية مياه البحر الأبيض المتوسط حل مشكلة النقص الحاد للمياه في الأردن وذلك بتحويل بحيرة طبريا لمستودع مياه كبير تزود إسرائيل والمملكة الأردنية بالماء. معتبرا ذلك نموذجا لمشروع تعاون إقليمي يحظى بدعم مؤسسات مالية دولية موضحا أن ضخ مياه البحر المتوسط لها سيوقف أيضا ظاهرة ارتفاع ملوحتها. ويقترح تحلية 300 مليون متر مكعب من مياه المتوسط كل عام وضخها لبحيرة طبريا وبالتالي تعزيز كمية المياه المتدفقة منها في مجرى نهر الأردن. أما مشروع نقل مياه من البحر الأحمر للبحر الميت فهو بنظره غير قادر لتزويده بالقسط الكافي من الماء علاوة على مخاطر المساس بجودة مياه البحر الميت وتغيير طبيعتها النادرة.

الكاميرا تحكي كل الحكاية

ونيابة عن الطبيعة يصرخ مصور يهودي يدعى نوعم بودين الذي يقوم بتوثيق الاندثار المتسارع للبحر الميت بعدسته حيث يلتقط مئات الصور لمواقع مختلفة منه كل عام ويقارنها بصور التقطها بذات المواقع بالماضي وتتجلى الكارثة بوضوح ودون كلمات. وتكشف ألبومات صوره ليس عن كارثة انحسار البحر الميت وقتله بالتقسيط فحسب بل تعكس مشاهد طبيعية مدهشة عبارة عن منحوتات وحلّيمات بالملح علاوة على كهوف حفرتها وكونتها الطبيعة وينابيع مياه حلوة في أرضية البحر وآبار جافة عملاقة ومخيفة. ويستخدم المصور صوره للفت الانتباه للخطر المحدق بالبحر الميت فينظم في البلاد وخارجها معارض صور مساهمة في محاولات إنقاذ البحر الميت من خلال مقارنة صور الموقع الواحد بصور التقطت بفارق شهور أو سنة وتظهر جليا عملية التصحر المدهشة.وتبدو المفارقة المأساوية بلافتات ضخمة ثبتت قبل سنوات وقبل أن « يهرب « الساحل تحذر من الغرق بالبحر باتت في وسط الصحراء محاطة ببحر من الرمل.

مشروع قناة البحار

وقبل أن تشرع بمرحلة التطبيق يواصل باحثون محليون وأجانب من مشروع « قناة البحرين « الهادف لربط البحرين الأحمر بالميت، في محاولة لإنقاذ الأخير من الجفاف وعرف وقتها بـمشروع « قناة البحرين «. بعدما أبدت في العام المنصرم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان استعدادها للمشاركة بتمويل المشروع تتزايد تحذيرات علمية تشكك بجدواه وتحذر من خطورته.لكن وزارة التعاون الإقليمي في إسرائيل وهي الوزارة المكلفة بمتابعة إنجاز مشروع قناة البحرين ماضية في عملها وهذا الأسبوع طرحت عطاءا للحصول على استشارات هندسية عملية قبيل البدء بالتنفيذ.
ووفقاً لذاك المشروع، يفترض عام 2020 توفير مياه عذبة إلى سكان غور الأردن وتحويل مياه مالحة من البحر الأحمر إلى البحر الميت.

بعد صهيوني

وقتها حرص رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على إظهار البعد الصهيوني للمشروع، مؤكداً أنه يتطابق مع رؤية تيودور هرتزل (مؤسس الحركة الصهيونية) كما وردت في كتابه «أرض قديمة حديثة». وأضاف: «لقد تنبأ بإقامة مشروع قناة البحرين، والآن نتشرف، ولدينا الفرصة بتجسيد تلك الرؤية». واعتبر نتنياهو أن هذا المشروع « يشكل مرساة استراتيجية أخرى في العلاقات السلمية القائمة بين الأردن وإسرائيل، وهذه العلاقات السلمية تعتبر حيوية أكثر وأكثر على ضوء ما يحدث في منطقتنا». ودون الإشارة للسلطة الفلسطينية مكتفياً بذكر الجانب الأردني، قال إنه « يرغب بتقديم الشكر لنائب الوزير أيوب قرا الذي يدير المشروع نيابة عن الحكومة وتولى هذا الأسبوع حقيبة الاتصالات أيضا.
من جهته، أكد قرا، في صفحته في «الفيسبوك» أنه بعد عقود من الأحلام يتحول المشروع لحقيقة على الأرض سيستكمل إنجازه في 2020 بحيث سيبدأ بتسويق المياه المحلية من منشأة تقام بجوار العقبة ـ إيلات وستصل مياه البحر الأحمر للبحر الميت.

الدول المانحة

وأوضح أن المشروع انطلق بعد توفير الدعم من الدول المانحة له في اجتماع استضافه الأردن قبل نحو عامين. وكرر أقوال نتنياهو حول القيمة الاقتصادية للمشروع، مشيراً أن «قناة البحار» مرساة اقتصادية هامة جداً لاستقرار المنطقة وأنها ستغري دولها لتطوير علاقات اقتصادية إضافية مع إسرائيل».
بالمقابل ينضم لتحذيرات راز خبراء آخرون من تبعات بيئية سلبية لقناة البحار ومن احتمالات المساس بالبحر الميت. ويوضح الخبير الجغرافي الفلسطيني د. شكري عراف لـ « القدس العربي» أن « مزج مياه البحرين سيؤدي لنتائج ومضار بيئية فادحة تجهز على المميزات الطبية للبحر الميت إضافة لتغيير لونه من الأزرق للأحمر». وتابع: « يخشى ألا تمتزج المياه العذبة نسبيا للبحر الأحمر كما يجب بمياه البحر الميت التي تبلغ نسبة الملوحة بها نحو 33٪». ولفت إلى أن «النتيجة ستفضي لانتشار جراثيم وطحالب تمنح المياه لونا يميل للحمرة أو البياض الحليبي علاوة على المساس بتركيز الأملاح الطبيعية التي تستخدم في علاج أنواع مختلفة من الأمراض». وبحسب الخبير فإن «المزج بين البحرين من شأنه أن يؤثر سلباً على عملية تبخر المياه في البحر الميت جراء تكون طبقة من الجبس في سطح البحر». يشار أن منسوب البحر الميت (418 متراً تحت سطح البحر الأبيض المتوسط) ينخفض سنويا بمتر واحد نتيجة حرمانه من مياه نهر الأردن والجداول والعيون المحيطة به من قبل إسرائيل. وفي هذا السياق، أكد عراف أن « الحل الحقيقي لإنقاذ البحر الميت يكمن في إعادة مياه نهر الأردن وبحيرة طبريا التي تستغلها إسرائيل منذ عقود لأغراض الزراعة والصناعة».
 وأضاف: « حينما تدخلت إسرائيل بالطبيعة لتغيير الملامح الجغرافية تعرضت البيئة لنتائج كارثية كما ظهر في مشروع تجفيف بحيرة الحولة شمال فلسطين وفي حجز مياه طبريا عن البحر الميت بسد دغانيا في جنوب بحيرة طبريا».
وسبق وصدرت تحذيرات على لسان خبراء في مؤسسات بحثية محلية وفي المنظمة العالمية (أصدقاء الكرة الأرضية)، من المخاطر المذكورة. واعتبرت أن انخفاض نسبة الملوحة من شأنها أن تؤدي لطفرات بيولوجية تغير طبيعة البحر الميت».

مصدر التسمية

ويختلف المؤرخون حول سبب تسميته بالميت فمنهم من ينسب ذلك لانعدام أمواجه، ومنهم من يرى أنه بسبب موت الكائنات البحرية حيث لا يعيش فيه سوى الميكروبات والبكتريا التي يمكنها تحمل نسبة الملوحة العالية، ولا تسقط الأمطار عليه إلا بنسبة قليلة جدًّا تصل إلى 90 مم سنويا فقط. لذا فهو يعتبر من المناطق القاحلة، هذا إلى جانب درجة عالية من التبخر تصل إلى ما بين 1300 إلى 1600 مم، حيث إن ازدياد درجة الملوحة على سطح البحر الميت كلما ارتفعت درجة الحرارة يزيد من عملية التبخر. وفي المصادر التاريخية العربية والأجنبية، يلفت عرّاف إلى أنه وردت للبحر الميت أسماء كثيرة منها البحر المالح وبحر الصحراء والبحر الشرقي وبحر ســدوم وبحـــر الحمر والبحر الكافر والبحيرة المقلوبة وبحيرة لوط والبحيرة المنتنة وبحيرة سدوم وعمورة.

منافع جمة

لأملاح البحر الميت تأثيرات علاجية وتجميلية عديدة.. حيث يأتي السياح من مختلف أنحاء العالم للاستشفاء في هذه المنطقة، فالعلماء والخبراء يقولون إن ماء وهواء وشمس البحر الميت هي العلاج الحقيقي والطبيعي للأمراض الجلدية، حيث تحمل خواص لا تتوافر في الكون إلا في أرض البحر الميت. يعود ذلك لانخفاض مستوى سطحه عن سطح البحر مما يوفر أعلى نسبة أوكسجين، والحرارة المرتفعة تزيد التبخر فيبقى الجو مشبعاً بأملاح الماغنسيوم والبروميد والكالسيوم وغيرها من العناصر؛ مما يؤدي إلى المساعدة في علاج الأمراض الجلدية والأوردة الدموية وغيرها من الأمراض مثل الصدفية، كما أن نسبة الرطوبة منخفضة حيث لا تتجاوز 5 ٪ وهي من الميزات التي تساعد في العلاج. وتستخدم أملاح البحر الميت في إنتاج مستحضرات التجميل، حيث أنشئت عشرات المصانع على الجانبين الأردني والإسرائيلي لعمليات استخراج هذه الأملاح وتصديرها، إضافة إلى وجود نباتات البحر الميت التي تستخدم هي الأخرى في مستحضرات التجميل.

المنطقة السياحية معرضة لكوارث بيئية وخسائر اقتصادية: البحر الميت مهدد بالجفاف والانقراض

وديع عواودة

أرض «اللبان والبخور» في سلطنة عمان صلالة حاضرة ظفار وقلبها النابض

Posted: 01 Jul 2017 02:09 PM PDT

سلطنة عمان ــ «القدس العربي»: ظفار «أرض اللبان والبخور» في الجزيرة العربية. هكذا اشتهرت منذ القدم لكونها كانت مصدر اللبان لمختلف الحضارات القديمة، ولاسيما الفرعونية والرومانية والإغريقية. هي بوابة عمان الضخمة على المحيط الهندي، معبر القوافل في جنوب شبه الجزيرة العربية وحلقة الوصل والربط مع ساحل شرق افريقيا.
تكتسي في فصل الصيف حلة الخريف، لمناخها المعتدل، حيث يلف الضباب جبالها ويتساقط الرذاذ الخفيف ليلطف الأجواء وينعشها على عكس المحافظات الأخرى التي تشهد حرارة مرتفعة جداً، ما جعل فترة الصيف الممتدة بين 21 حزيران/يونيو و21 أيلول/سبتمبر، يُطلق عليها محلياً «خريف ظفار» وتحوّلت علامة فارقة في السياحة الداخلية العمانية ووجهة للسياح الخليجيين والأجانب، الذين يقصدون بشكل رئيسي صلالة، العاصمة الإدارية لظفار والعاصمة السياحية للسلطنة.
ظفار هي إحدى محافظات سلطنة عمان التي تقع في أقصى جنوب البلاد. تتصل من الشرق بسهول عُمان الوسطى، التي تُعرف إدارياً بمحافظة الوسطى، ويحّدها بحر العرب من الجنوب والجنوب الشرقي، وصحراء الربع الخالي من الشمال والشمال الغربي، واليمن من الغرب والجنوب الغربي.
غنية بمعالمها وأماكنها الأثرية والتاريخية التي يعود معظمها إلى ثلاثة الآف سنة لما قبل الميلاد. وتُشكّل مساحتها ثلث مساحة عمان، إذ تبلغ 120 ألف كلم مربع من أصل مساحة السلطنة التي تصل إلى 310 كيلو مترات مربعة بين حدّي مسندم في الشمال وظفار في الجنوب. وتنقل مراجع وكتب تاريخية أن ظفار هي «الإحقاف» التي ذُكرت في القرآن وأن أهلها دخلوا الإسلام طوعاً خلال فترة الدعوة.

هيرودوس والثعابين المجنّحة

وتشير الموسوعة التاريخية الجغرافية لمسعود الخوند إلى ما كتبه هيرودوس في تبيان أهمية ظفار كمركز البخور واللبان العربي المر في العالم القديم، إذ اعتبر «أن الثعابين المجنّحة هي التي تحرس أشجار اللبان» وثمة من قال إن «التنين الذي ينفث النار والدخان هو الذي يحرسها». فإنسان عُمان اكتشف تَفْرّد هذه الشجرة التي لم تكن موجودة في مكان آخر آنذاك. فكان طريق اللبان القديم- الطريق التجاري-يبدأ من عُمان ثم يعبر من اليمن إلى مصر والقدس ثم إلى أوروبا . لكن أشجار اللبان لم تكن على الداوم مصدر خير لظفار، بل كانت أيضاً سبباً لغزوات متواصلة على مرّ التاريخ من الشرق والغرب.
وإذا كانت تلك المنطقة،التي قصدها الرحالة ماركو بولو وإبن بطوطة، اكتسبت أهمية في التاريخ القديم، فإن إسمها في ستينيات القرن الماضي ارتبط بما عُرف بـ«ثورة ظفار» أو أحداث ظفار» التي اندلعت عام 1963 والتي انتهت في العام 1975 بعد خمس سنوات من تولي السلطان قابوس بن سعيد، الذي ترعرع في صلالة، مقاليد الحكم في البلاد، لتبدأ بعد ذلك عملية التنمية والتطوير في تأريخ لحقبة عُمان الحديثة.
في التاريخ العماني الحديث، تُقسّم محافظة ظُفار إدراياً إلى عشر ولايات: صلالة، وطاقة، ورخيوت، وثمريت، وضلكوت، ومرباط، ومقشن، وشليم وجزر الحلانيات، والمزيونة، وسدح.
هذه الولايات موزعة على ثلاث أقاليم ذات تضاريس مختلفة. فهناك السهل الساحلي الذي تصل مساحته التقريبية إلى مئتين وستين كيلومتراً، ويمتدّ من منطقة ريسوت غربي مدينة صلالة إلى أطراف مدينة طاقة الغربيّة. يمتاز بتربة خصبة ومياه جوفية وصافية وبمناخ معتدل في درجات الحرارة طوال فصول السنة الأربعة.
أما جبال ظفار، فهي متصلة بين بعضها البعض من شرقها حتّى غربها، ومواجهة لبحر العرب، وتخترق مختلف ولايات المحافظة، بدءاً من كتلة «جبال سمحان» الواقعة في ولايتي مرباط وسدح، مروراً بكتلة «جبال القرا» في ولايتي صلالة وطاقة، وصولاً إلى «جبال القمر» في ولايتي ضلكوت وخيوت. ويتميز جبل القمر بتجاور ما بين البحر والجبل، الذي يفصل بينهما سهل صلالة.
ثالث أقاليم ظفار هي البادية التي تتداخل مع جزء كبير من صحراء الربع الخالي في الجهة الشمالية الغربية من المحافظة، وتضم ولايات مقشن والمزيونة، إضافةً لشليم، وثمريت. مناخها صحراوي جاف وقليل الأمطار.
عدد سكان محافظة ظفار يبلغ نحو 425 ألف نسمة بينهم 204 ألف مواطن عماني، في مقابل نحو 221 ألف وافد، وفق أحصاءات السكان حتى تموز/يوليو 2016. وتتنوع اللهجات المحلية وفق البيئة والمنطقة الجغرافية. فعلى الرغم من أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية والتي تدرس في المدارس والجامعات إضافة إلى اللغة الإنكليزية، فإن الكثير من الظفاريين، يتحدثون في حياتهم العادية اللغة «الشحرية»، وهي من اللغات العربية القديمة، يُعرّفها الباحثون بـ«اللغة العصفورية» التي لا تُكتب، تتناقها الأجيال كلغة تخاطب، ما يجعلها عرضة للانقراض مع الزمن.
وتعتبر مدينة صلالة الثالثة من حيث الكِبَر وعدد السكان بالنسبة لمدن سلطنة عُمان. وتشتهر إلى اللبان والبخور، بالأشجار الاستوائيّة وخاصّة شجرة النارجيل، التي تشبه ثمرتها جوز الهند، كما تمتاز زارعياً بالموز والفافاي. وهي تبعد عن العاصمة مسقط نحو ألف كيلومتر، ويقصدها العمانيون إما عبر وسائل النقل البري أو السفر الداخلي من مطار مسقط إلى مطار صلالة.

صلالة القلب النابض

لا شك أن لكل ولاية من ولايات ظفار خصائص معينة، غير أن ولاية صلالة تشكّل مركز الاستقطاب الفعلي، حيث الثقل السكاني الذي يُشكل ما نسبته 70 في المئة من عدد سكان المحافظة. هي حاضرة ظفار ومركزها التجاري والإداري، حيث شهدت حركة تنموية متسارعة، مع وجود مطار دولي فيها هو مطار صلالة الدولي، وميناء صلالة للحاويات، الذي يحتل المرتبة الثاني من حيث الأهمية في السلطنة والميناء الثاني الأكبر في الشرق الأوسط ككل، فضلا عن وجود مناطق صناعية عدة، إضافة إلى المؤسسات الادارية والخدماتية والتعليمية سواء الحكومية أو الخاصة.
لكن صلالة أيضاً تميزت بدور سياحي بارز في السلطنة، بحيث أضحت تُوصف العاصمة السياحية، نظراً إلى تمتعها بالمقومات السياحية الطبيعية، وبمهرجانها السنوي الذي يعتبر عاملا محركاً للدورة الاقتصادية والتجارية في المحافظة.
فهي تشتهر بعدد كبير من المواقع والأماكن السياحية التي يقصدها الزوار، منها المزارات الدينية التي يحوطها الكثير من الروايات والحكايات التي يتناقلها الأهالي، وأبرزها مقام النبي أيوب الواقع على جبل «أتين» المطل على لوحة من المناظر الجميلة والطبيعية. كما هناك ضريح البني عمران التوراتي الذي يلف الغموض رواية انتقال هذا النبي من فلسطين ليدفن في صلالة. كما أن مسجد الرواس يعتبر من أقدم وأبرز المساجد التاريخية في المدينة وأجملها لما يحتويه على نقوش وزخارف نادرة.
ولا يمكن للمرء وهو في طريقه إلى قلب مدينة صلالة إلا أن يتوقف عند مدينة البليد الأثرية، تلك المنطقة المسوّرة بالآثار. كما أن أسواقها، ولاسيما سوق الحصن، أحد أشهر الأسواق القديمة يشهد إقبال الزوار لشراء العطور والبخور واللبان. وهو من الأسواق التي تكتسب الشهرة على غرار سوق مطره في مسقط.
والخيارات السياحية متعددة، فهناك العيون المائية الطبيعية سواء عين جرزيز وعين صحلنوت وعين طبرق أوعين رزات التي تحيط بها الأشجار كما الكهوف في التلال، حيث يُمكن للزوار التنزّه بسهولة لتوفّر الممرات المخصصة للصعود لقمتها. هذا فضلا عن شاطئ الحافة وشاطئ المغسيل المُصنف من أجمل عشرة شواطئ حول العالم، لتميّز موقعه المطل على بحر العرب وجماله، وكهف المرنيف القريب منه، ومنتزه اللبان وسهلي أتين وصحنوت، وبرج النهضة، ومركز البلدية الترفيهي، والسوق المركزي، وحديقة صلالة العامة.
وتمتاز صلالة بالأودية الذي يعد وادي دربات أكبرها، ويتميّز بكثرة الشلالات فيه، ولاسيما في الشتاء ما يعطية بعداً جمالياً خاصاً.
عشرون عاماً على التوالي
على أن مهرجان صلالة بات العلامة الفارقة في هذه المدينة. فهو يقام منذ عشرين سنة على التوالي وغالباً بين الخامس عشر من تموز/يوليو والواحد والثلاثين من أب/اغسطس، لكن هذه السنة تمّ تقريبه إلى الثلاثين من حزيران/يونيو، بحيث يمتد على فترة شهرين.
هذه السنة يحمل المهرجان الذي يقام في مركز البلدية الترفيهي إسم «عمان الرخاء والنماء». وقد أصبح رافداً أساسياً للمدينة ببعده الاقتصادي والسياحي والاجتماعي والثقافي. ويشكل فسحة لتلاقي النشاطات الثقافية الخاصة بكل محافظة والمميزة بطابعها الفولكلوري، فضلاً عن الأشغال الحرفية واليدوية والصناعات القليدية الصغيرة التي تتميز بها كل منطقة، كما أنه يشمل على مشاركة بلدان خليجية وعربية تعكس تراثها وفنونها. ويضم مساحات للعب والترفيه وأخرى للفرق الفنية والتراثية ومساحات للراحة وتناول الطعام وأخرى اختصت بتقديم الإبداعات الثقافية والندوات العلمية والأدبية والمعارض الفنية والتشكيلية، إلى جانب فعاليات سياحية أخرى مثل السفاري والتخييم والرحلات البحرية والغوص مع الدلافين ومشاهدة معالم ومزارات مدينة صلالة.
ووفق محافظ ظفار المشرف العام على المهرجان محمد بن سلطان البوسعيدي، فإن هناك إضافات جديدة هذه السنة، إقامة مهرجان الفنون التقليدية والصناعات الحرفية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بمشاركة 35 دولة، إذ ستقدم 18 دولة عروض الفنون الفولكلورية بها، وتشارك قرابة 15 دولة من أنحاء مختلفة من العالم في صناعاتها الحرفية، وذلك بهدف الاطلاع على ثقافات دول مختلفة من العالم وتعزيز التواصل الحضاري.
وحصدت بلدية ظفار، التابعة إدرايا للمحافظ والمعنية بتنظيم مهرجان صلالة، مؤخراً على المركز الأول عن فئة جائزة تجميل المدينة في إطار الدورة الثالثة عشرة لحفل توزيع جوائز منظمة المدن العربية، التي أقيمت في قطر في أيار/مايو الماضي، في خطوة شكلت لها حافزاً إضافياً للمضي للبحث عن سبل تطوير المدينة دون إلغاء الهوية العمانية والطابع التراثي الذي يحكم تاريخ المحافظة برمتها.

تعداد زوار خريف صلالة

وللسنة الرابعة على التوالي، ينفذ المركز الوطني للإحصاء والمعلومات مشروعاً لحصر أو تعداد الزوار مع بدء موسم «خريف ظفار» أو «خريف صلالة». المشروع ينفذ ميدانيا بالتعاون مع وزارة السياحة وشرطة عمان السلطانية، ويغطي الفترة بين 21 حزيران/يونيو و21 أيلول/سبتمبر موعد انتهاء فصل الخريف محلياً، بيحث يتضمن حصر جميع القادمين إلى صلالة من غير المقيمين فيها سواء عن طريق البر أو الجو، وإجراء مقابلات مباشرة معهم لجمع عدة بيانات تتضمنها الاستمارات الإحصائية كبيانات عن الجنسية وبلد الإقامة والمنطقة بالنسبة للعماني والغرض من الزيارة وعدد المرافقين.
ويعزو مدير عام الإحصاءات الاقتصادية بالمركز الوطني للإحصاء والمعلومات خالد بن سعيد المظفر أهداف المشروع إلى تحديد حجم السياحة في موسم الخريف سواء السياحة الداخلية أو الوافدة وتحديد اتجاهات نموها عبر الزمن ودراسة الخصائص الديموغرافية والاقتصادية للزوار بالإضافة إلى دراسة خصائص الرحلات السياحية، الأمر الذي سوف يساعد في التخطيط لتطوير هذا القطاع الإنتاجي.
وأبرزت نتائج حصر زوار خريف صلالة لعام 2016 حسب المظفّر ان إجمالي عدد الزوار بلغ نحو 652986 زائرًا مقارنة بـ514777 في عام 2015 بمعدل زيادة قدره 26.8 في المئة، وتُقّدر نسبة العمانيين منهم 75 في المئة، فيما وصل إجمالي الانفاق خلال موسم حريف 2016 نحو 65.7 مليون ريال عماني.

أرض «اللبان والبخور» في سلطنة عمان صلالة حاضرة ظفار وقلبها النابض

رلى موفّق

من خولة بنت الأزور والخنساء إلى إيميلي دكنسن وكريستينا روزيتي: أصالة التراث والموهبة الفردية

Posted: 01 Jul 2017 02:09 PM PDT

يروى عن أبي نواس (756 ـ 814م) الشاعر العباسي المشهور أنه قال: «ما نطقتُ بالشعر حتى حفظتُ لستين من شاعرات العرب، فما بالك بالشعراء!». وقيل إن أبا تمام كان يحفظ ألفاً وأربعمئة من أراجيز العرب، وقيل أكثر من ذلك. ولا ندري كم من شعر سابقيه، مثل الشنفرى، كان امرؤ القيس يحفظ، ولا أحسبُ شعراء المعلقات كانوا من أهل القراءة وأصحاب الكتب، بل كانت الذاكرة هي الحافظة، وهي التي توحي لأصحاب المواهب أن «ينطقوا» بالشعر. وماذا نقول عن المعري، الشاعر الضرير، وعن حافظته التي أبدعت «رسالة الغفران» وصاغت «لزوم ما لا يلزم»؟ أليس هو القائل: كأن مُنَجِّم الأقوام فيهم/لديه الصُّحْفُ يقرأها بلمسِ؟ مما دفعت الحماسة بعض طيبي النوايا إلى القول إن أبا العلاء تنبأ بأسلوب «بريل» في قراءة العميان باللمس؟
وفي زمان أقرب إلى عصرنا، يقول ت. س. إليوت (1888 ـ 1965) في مقال شهير له بعنوان «التراث والموهبة الفردية» ما خلاصته إن الشاعر لا يستوي شاعراً حتى «يحفظ» في نخاع العظم منه أفضل أمثلة الشعر منذ هوميروس حتى معاصريه من الشعراء، وبلغاتٍ شتى. والحفظ في «نخاع العظم» هو الحفظ في الذاكرة، منذ الجاهلية حتى عصرنا الحاضر، من شعر الشعراء الرجال أو من شعر النساء!
والحفظ من شعر الشعراء الرجال ميسور لكثرة المجموعات الشعرية المطبوعة في شكل الكتب، وحديثاً على الشبكة العنكبوتية، الإنترنت، التي أحسبها أفضل اختراع بلغة البشر، وحتماً أكثر فائدة للبشر على وجه الأرض، من الوصول إلى القمر والمريخ، لاكتشاف الماء فيهما من أجل زراعة البطاطا، تلك الغِلّة التي أطعمت جياع إيرلندا في زمان مضى، وهي زراعة لا تحتاج إلى كثير من الماء، أو العناية… الفضائية.
ولكن، ماذا عن شعر النساء، وبين نساء الأرض شاعرات وشواعر، فيهن أو لدى أغلبهن فيضٌ من الموهبة الشعرية عميم، لكن الرجال، أو الغالب فيهم، مقصرون في إظهار تلك المواهب الشعرية ونشرها في «الكتب المُجَلّدة المُخَلَّدة» كما يريد أصحاب الموشحات الأندلسية، في زمان مضى، وبلاد كان العرب فيها يعطون للمرأة ما للمرأة، وما لله لله!
لا ندري إن كان لدى خولة بنت الأزوَر ديوان شعر، أو لدى ليلى الأخيَلية، زوجة معاوية، حيناً من الدهر، ديوان شعر أول قصائده: لبَيتٌ تخفق الأرواح فيه/أحبّ إليّ من قصرٍ مُنيفِ، ولو كان قصر معاوية بن ابي سفيان. وماذا عن الخنساء ومراثي أخيها «صخر» وقولها: يذكِّرني طلوعُ الشمس صخراً/وأذكره لكلّ غروب شمس! بعض من تلك الروائع حفِظتها ذاكرة محبي الشعر، وشجعت بعضهم في جمعها في عصور لاحقة.
وجمع القصائد، أو مجموعة شعرية أفضل من «ديوان شعر» لأن كلمة «ديوان» غير عربية، والدليل قولهم: «الشعر ديوان العرب» لأن العرب لم يعرفوا الديوان، بل عرفه غيرهم. وقد شاع خطأ «أنطولوجيا» بمعنى مجموعة شعرية، والكلمة لاتينية وأصلها الإغريقي «أنثولوجيا» أي «مجموعة أزهار» أو باقة من أزهار الشعر. وتحريف اللفظة بنطقها بحرف الطاء يجعل الكلمة تفيد «علم الوجود» وهي غير «أنثولوجيا». فلماذا لا نستعمل الكلمة العربية الجميلة «مجموعة شعرية» و»مجاميع شعرية»؟
لا عِلم لي بوجود «مجموعات» من شعر النساء بالعربية سوى مجموعات شاعرة فلسطين الأولى: فدوى طوقان (1917 ـ 2003) ونازك الملائكة، شاعرة العراق الأولى (1923 ـ 2007) ود. عاتكة وهبي الخزرجي (1924 ـ 1997) وهذه هي الأسماء البارزة، ولا شك بوجود غيرها. ولكن في الإنكليزية وفي غيرها من اللغات الأوروبية، يوجد الكثير من المجموعات من شعر النساء. أمامي، مثلاً كتاب بالإنكليزية صدر حديثا بتاريخ 2008 من شيكاغو، بعنوان «100 قصيدة حديثة أساس من شعر النساء» عبر 150 سنة مضت، تضم 48 من أسماء الشاعرات الأمريكيات في الغالب. والملاحظة الأولى حول هذه القصائد أنها شديدة البعد عن مفهوم الشعر عند العرب، وهو «الكلام الموزون المقفى الذي يفيد معنى». ليس في هذه القصائد بالإنكليزية إلا القليل من الكلام الموزون المقفى. فلم تكن القافية من ضرورات الشعر باللغات الأوروبية حتى أدخلتها امثلة الموشح والزجل التي قلّدها الشعراء التروبادور من الجنوب الفرنسي في القرن الثاني عشر، ثم تطور استعمالها. وفي عام 1855 نشر الشاعر الأمريكي والت وتمان (1819 ـ 1892) مجموعة من الشعر المنثور بعنوان «أوراق العشب» سماها «الشعر الحر» وهي تأليف جميل يوحي بالكثير، لكنه يخلو من الوزن والقافية. فشاع هذا النوع من التأليف في أمريكا ثم انتقل إلى أوروبا، وفرنسا بخاصة، ووصل إلى بلادنا العربية في أواسط القرن الماضي، وقد أساء استعماله في الغالب عدد من أصحاب المواهب الضعيفة.
هذا مثال من شاعرة أمريكية معروفة إميلي دكنسون (1830 ـ 1886):
«كثير من الجنون هو المعنى الأسمى/أمام عين متبصِّرة ـ /كثير من المعنى ـ هو الجنون بعينه ـ /إنها الأغلبية/في هذا، وفي كل شيء، تسود/إرتفِع ـ فأنت عاقل ـ /اعترِض ـ فأنت خطير حتماً ـ /مربوطاً بسلسلة ـ /.
على ما في هذه الترجمة من دقة بالغة، فهي تفتقر إلى إيقاع الألفاظ في لغة النص. ولكن، كيف تبدو هذه للقارئ العربي الذي يسيغ الشعر من المتنبي إلى السيّاب؟ وهذه «غنائية» من النمط الإيطالي، الذي طوَّره شكسبير، للشاعرة الإنكليزية -الإيطالية الأصل كريستينا روزيتّي، شقيقة دانته غابرييل روزيتّي الشاعر الرسام «الما قبل رافائيلي»، التي ولدت في لندن عام 1830 وتوفيت بالسرطان عام 1894.
تذكّر
تذكّرني بعد رحيلي بعيداً،
راحلة بعيداً إلى الأرض الصامتة،
يوم لن تقدر بعد على الإمساكِ بيدي،
ولا اقدر أن استدير نصف استدارة لأغادر، ثم استدير لأبقى.
تذكّرني يوم لن تقدرَ يوماً بعد يوم
أن تخبرني عن مستقبلنا الذي رسمتَه:
تذكّرني وحَسبْ، فأنت تدري
أن الوقت قد فات على النصح والرجاء.
ولكن، إذا كان لا بُد ّأن تنساني لبُرهة
ثم تتذكّرني بعد ذلك، لا تحزن:
فلو بين العتمة والفساد تخلّفَ
بعض سبيل للأفكار التي كانت يوماً لديّ،
فمن الأفضل كثيراً أن تنسى وتبتسِم
من أن تتذكّر ويُصيبك الأسى.
وهذا مثال من إيدث سيتويل (1887 ـ 1964) التي كان السيّاب معجباً بشعرها وقد استوحى قصيدته الشهيرة «انشودة المطر» من لازمة في قصيدتها «ما زال يهطل المطر» عن «الغارات عام 1940. ليلاً وفجراً» والقصيدة عن قصف الطائرات الألمانية مدينة لندن في الحرب العالمية الثانية. ليس من موضوع القصيدة ما أفاد السياب دون الجِرس الحزين وأصداء «ما زال يهطل المطر» من القنابل الألمانية. وجوّ القصيدة مسيحي جنائزي، اخذ السياب منه الجِرس وطوره بموهبته العجيبة:
ما زال يهطل المطر ـ
مظلماً مثل عالم الانسان، أسودَ مثل ضياعنا ـ
أعمى مثل ألف وتسعمئة وأربعين مسماراً
على الصليب.
وإذ استعار السيّاب نغمة الحزن في قصيدة سيتويل حوَّلها إلى نغمة حزن عراقي في شكوى «غريب على الخليج»، وإلى مزيج من حزن الوداع مع عينين خضراوين مثل نخيل العراق: أتعلمين أيّ حزنٍ يبعث المطر؟ ويقلب الحزن الشخصي إلى حزن «وطني»: مطر، مطر، مطر، وفي العراق جوع/وينثر الغلالَ فيه موسمُ الحصاد/لتَشبَعَ الغربانُ والجراد… ويهطل المطر».
وتبقى الموهبة الفردية فوق كل اعتبار.

من خولة بنت الأزور والخنساء إلى إيميلي دكنسن وكريستينا روزيتي: أصالة التراث والموهبة الفردية

عبد الواحد لؤلؤة

«حالمون» شريط المخرج الإيطالي برتولوتشي: مأساة السيد الذي لم يمت

Posted: 01 Jul 2017 02:09 PM PDT

القاهرة ــ «القدس العربي»: رغم تفاوت أعمال المخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي إلا أنه قدّم للسينما أعمالاً جديرة بالتأمل وإعادة المشاهدة، ومحاولة ــ سواء بوعي أو بدون ــ عقد مقارنات ما بين ما جسدته هذه الأفلام من موضوعات ورؤى فلسفية، وبين ما يحدث وما نحياه الآن. ومن خلال فيلمين من أهم أفلامه هما «1900» الذي أخرجه عام 1976، وفيلمه «الحالمون» الذي أنجزه في العام 2003، يمكن تتبّع مسيرة فكرية ورؤية مغايرة للتاريخ والثورات وما شابه من الأحداث، التي وإن أصبحت ضمن حكايات الماضي، إلا أن نتائجها لم تزل تلقي بظلالها، وأن هناك تشابهاً وبعض تفاصيل هذه الأحداث ووقائع نعيشها، حتى دون أن ننتبه. الأهم هي رؤية الرجل المُحيّرة في الكثير منها، سواء في استحكام الفكر اليساري بعد الحرب العالمية الثانية، أو الحلم الثوري كما حدث في فرنسا في العام 1968. التواريخ هنا ليست بالأهمية، قدر حالة الحدث وما آل إليه من مصير.

عن السيد الذي لم يمت

من الممكن أن نقول عن فيلم «1900» أنه من الأعمال الفنية التي تشبه الملاحم والسيّر، تاريخ دولة بكل تحولاته وإخفاقاته المتعددة، ورغم نغمة الأمل التي تتردد بين الحين والآخر، إلا أنها سرعان ما تخفت، ويصبح الواقع أشد وطأة. لم يَعِد الفيلم بتصدير الوهم أو الأحكام القاطعة كما كان يريد مشاهدوه، أو مناصرو أفكار برتولوتشي. هناك أمل ثوري، دون نسيان أزمة الواقع. في العام 1901 وفي مزرعة إيطالية يولد أولمو لعائلة من الفلاحين، وفي اليوم نفسه يولد ألفريدو حفيداً للإقطاعي صاحب المزرعة، ورغم التناقض تنشأ الصداقة العميقة بينهما، إلا أن أولمو ــ جيرار دي بارديو ــ يذهب للقتال في الحرب العالمية الأولى، بينما يظل ألفريدو ــ روبرت دي نيرو ــ في منزله لأن والده تفادى ذهابه للحرب بدفع رشوة كبيرة لمسؤولي التجنيد. فترة الطفولة وبداية المراهقة بينهما هي أساس العلاقة في ما بعد، رغم مظاهر الوعي التي ستفرّق ظاهرياً بينهما، أولمو الذي يعود من الحرب حاملاً فكراً يسارياً، ومنادياً بالتغيير، بأن تصبح الأرض ملكاً لزارعيها، بينما ألفريدو يتهكم على هذه الأفكار وقد أصبح السيد الجديد للأرض ومَن عليها من بشر ومخلوقات.
ورغم إيمان أولمو بأفكاره وصحتها وضرورة تنفيذها، يبدو موقف ألفريدو الخائف من أي تغيير في سلطته وسلطة عائلته، حتى لو استعان بآخر يكون هو الممثل الفعلي لهذه السلطة، أتيلا الموظف البسيط في المزرعة، الذي أصبح يمثل صعود اليمين وأفكاره، والتي من السهل أن تصبح هي الجديرة بالتنفيذ. وما بين خوف الإقطاع من انتشار الفكر اليساري/الإصلاحي، كان لابد من صعود الفاشية وتحكمها. ولكن رغم تخلص جموع الفلاحين منه هو وامرأته ــ الأمر أشبه بملاحقة موسوليني وعشيقته ــ تأتي النهاية ربما غير المتوقعة. لابد من محاكمة عادلة للسيد الإقطاعي ألفريدو، تحت سمع وبصر صديق طفولته أولمو، وقبل القصاص منه بلحظات وقد أعلنوا أن (السيد) قد مات، وانتهى عهده، يأتي الجيش الرسمي الجديد ــ القوات الثورية النظامية ــ ليجمع الأسلحة من الفلاحين، ويأمرهم بالذهاب لمباشرة عملهم في الأرض شاكراً إياهم على دورهم في الثورة، فالثورة قد انتهت. هنا يبتسم ألفريدو في سخرية مريرة، قائلاً لأولمو المقاتل الثوري بأنه واهم فإن «السيّد لم يمت». فالسلطة لن تموت، وتتشكل في صورة جديدة، ومَن يصنعون الثورات لن يجنون شيئاً خارج الإطار المحدد لهم.
ليكن حلماً
هل يمكن اعتبار فيلم «الحالمون» امتداداً ــ غير مباشر بالطبع ــ إلى فيلم «1900»؟ فإن كان الانطلاق من إيطاليا وتاريخها السياسي والاجتماعي، فإن الأمر الآن أصبح يرمي بظلاله على أوروبا كلها، من خلال نقطة النور التي تتصدرها، باريس في العام 1968، وثورة الطلبة التي انتقلت إلى أوروبا والعديد من دول العالم. أيام من الحلم تحققت وانتهت. هنا كان لابد من أعادة التفكير في كل شيء ورفض كل سلطة، بداية من سلطة الأب الذي اختفى في نزهة، وصولاً لسلطة الجالس في الإليزيه.
وعن رواية غيلبيرت أدير «الأبرياء المقدسون» والتي تتناول مظاهر جيل ثورة 1986 في باريس، ومدى تمردهم على القيم الإجتماعية جاء فيلم «الحالمون» ليحكي برتولوتشي من خلاله إمكانية الحلم، الذي لا يستمر سوى أيام قليلة، ولابد وأن يستفيق أصحابه في لحظة ما. تدور أحداث الفيلم في الأيام التي اشتعلت فيها الثورة عندما أقدمت وزارة الثقافة الفرنسية على عزل مدير سينماتيك باريس هنري لانجلوا من إدارة السينماتيك الذي أسسه وأداره لعدة سنوات. ومن خلال حياة الشبان الثلاثة الذين يغلقون على أنفسهم المنزل ويحددون قوانين جديدة لذلك المجتمع الصغير. ماثيو ــ مايكل بيت ــ شاب وافد من الولايات المتحدة هرباً من المشاركة في حرب فيتنام، بحجة دراسة السينما واللغة الفرنسية، يتعرف على توأمين فرنسيين من أم بريطانية، ثيو ــ لوي غاريل ــ وايزابيل ــ إيفا غرين ــ حيث يُشاركانه حب السينما، ويحاول ثلاثتهم عبر تمثّل أفلام السينما الهامة والمؤثرة، أن يعيدوا إنتاج الحياة ومفاهيمها وفق هواهم ورؤاهم، دون أية مُسبّقات أو أفكار جاهزة مُجبرين عليها. الأمر أقرب إلى اكتشافات متتالية ومفاجآت يستشعرونها، في جو من الطقوس الغريبة، التي تمثلهم فقط، حتى وإن كانت تغضب الجميع، الذي لم يعد له وجود الآن. فإن كانوا قد احتموا في المنزل وهم مجموعة مراهقين، إلا أن خروجهم في النهاية قد كشف عن مدى النضج الذي طالهم.
رغم ذلك تبدو النهاية ــ كما نهايات برتولوتشي ــ تنتصر للجمالي دون اليقيني، فالفتاة وشقيقها ينزعان إلى العنف، حينما هاجم البوليس الشقة، ولا نعرف مصيرهما بعد انفجار سيارة كانا يحتميان بها، بينما الشاب الأمريكي كان أكثر خوفاً من المشاركة وتأييد العنف. تبدو الثورة هنا كحلم امتد لأيام، لكنها لم تكتمل، ولم تحقق ما كان مرجوا منها. استيقظ الجميع على نفق الحرب الباردة المظلم. هناك الشعور الدائم بأفعال لم تكتمل، وما بين العالم الحر حد الفوضوية/المنزل المغلق عليهم، وما بين الشارع وما يدور فيه، يدور دوماً الصراع بين ما يمكن وما هو كائن. لا توجد أحكام قطعية كما يرجو المُشاهد أو المتوافق والحالم الثوري، ليبدو السؤال أكثر وضوحاً.. لماذا تفشل الثورات؟ ولماذا تصبح فكرتها قرباناً دائماً لحياة سُلطة جديدة أكثر غباء وأشد قسوة؟
اختفى الثلاثة المتفلسفون، عشاق السينما ومعتنقو الحرية في حدها الأقصى كديانة وأكثر، لتظل المقولة التي رددها برتولوتشي على لسان بطله هي الأكثر صدقاً وقسوة من الحلم بأن.. «السيد لم يمت».

«حالمون» شريط المخرج الإيطالي برتولوتشي: مأساة السيد الذي لم يمت

محمد عبد الرحيم

« معجم طنجة» رواية المغربي محمود عبد الغني: سيرة المدينة وكُتَّابها المغاربة والضيوف

Posted: 01 Jul 2017 02:07 PM PDT

يستعين الشاعر والكاتب المغربي محمود عبد الغني، في روايته « معجم طنجة «بالأنسقة الأوتوبيوغرافية لكتَّاب عالميين وعرب، مروا أو عاشوا في طنجة، كأفق جديد للعيش والكتابة فيها، تاركين مدنهم ومساقط رأسهم وعالمهم البعيد عبر المحيطات، من أجل الإقامة تحت سماء بحرية، وتربة تاريخية، ومنافذ حيوية، مترعة بالسحر والألفة والطعم الشرقي الكامن في الزوايا العتيقة، في رائحة الأسواق والمقاهي والدروب الضيقة والتراثية، مذكرة الوافد بعوالم عربية غاربة وغريبة، كعالم «ألف ليلة وليلة»، عالم الخلاء البري، والأفق الخالي من رنين الحداثة، ومسوِّغاتها، وتعاليمها، وابتكاراتها التي طحنت الفرد، وحوَّلته الى برغٍ صغير في ماكنة هائلة، تطحن الزمن بسرعة، وتهشِّم ببطء متقن ومدروس الكينونة البشرية وأحلامها الصغيرة .
لذا هبّ نفر من الكتاب العالميين الى الرحيل صوب طنجة المغربية التي تذكر بالرنَّة الأندلسية، وبالصيغة العربية لعالم كان يزخر بالشعر والموسيقى، وببركات التاريخ وحنوِّه على أفق ماسيٍّ، يلونه البحر تارة والجبل تارة أخرى، أنه أفق «طنجيس»، هذا الذي تحرَّك اليه من عبر المحيطات الكتاب الذائعون بول بولز وصديقته جين آور، ووليم بوروز وتينسي وليامز وألن غينسبرغ وترومان كابوت، ومن دول الجوار، من فرنسا تحديداً، جان جينيه، ومن المغاربة وأبرزهم بالطبع محمد شكري، صاحب « الخبز الحافي « الرواية التي ذاعت شهرتها ككاتب تخطى الممنوع والمحرم، واجتاز التابو. فكتابه السيرَوي هذا الذي تعرض للمنع والمصادرة، إبان صدوره في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم، يروي فيه على نحو صادم وأليم وبطريقة محرقة، سيرة حياته الصعبة، الحافلة بالألم والمصائب والفقر والأعاجيب، حتى يتم له وعن طريق المصادفة وبعد لأي، ترجمته الى الإنكليزية، عبر بول بولز صديق الكاتب المغربي الشهير الطاهر بن جلون، فتنال «الخبز الحافي» لجرأتها وكشفها سياق الحياة المغربية حينذاك، الشهرة والذيوع والانتشار، نتيجة توغُّلها في عمق المصائر المغربية، المُهمَّشة، والمحرومة من أبسط مقومات العيش البسيط في تلك الفترة المعتمة من فترات الاستعمار الفرنسي ومخلفاته التي تركها كصدأ، فوق جروح المجتمعات المغربية، تلك المجتمعات المقهورة التي كانت تنادي بالتحرر، والعدالة الإنسانية، والتفلت والانعتاق من نيور الكائن الكولونيالي .
الى جانب محمد شكري، وسيرته التي يعتمدها الكاتب عبد الغني كبنية تناصيَّة، مع سِيَر الآخرين، ممن زامنوا زمان محمد شكري كاليعقوبي الرسام والطباخ المرابط، والجيلالي، فضلا عن شخصيات تعبر أفق هذه الرواية، كسند عام لفضائها المبني على تقِانات البيوغرافيا، ومشتقاتها من سرود تعتمد الذكريات، والأيام الماضية بكل تجلياتها، لحفنة من الكتاب الذين أسسوا أفقاً لكتابة مغايرة، ومفارقة، ومتجاوزة لزمنها الصاخب، ذاك الزمن الحافل بالمجانين، والرواة التغريبيين والفانتازيين، كنيل كاسيده، وجاك كيرواك صاحب « الطريق « وألن غينسبرغ، صاحب القصيدة الشهيرة « عواء « ووليم بوروز صاحب العمل المميز والنادر في تلك الفترة « الغذاء العاري».
تكشف الرواية عبر تسلسل سياقها الجمالي عن فتنة طنجة، والغوى الكامن في عطفاتها وحناياها وخباياها، تكشف الحواري القديمة، والبنيان المتوسطي ذا المسحة الإيطالية لمدينة تتموضع فيها الموانئ، والفنارات، والبواخر العابرة لإسبانيا، والجزر القريبة منها للجبل في منطقة العرايش، وتنوع مناخها وجمال طبيعتها البحرية المتمتعة بشاطئ ماسي، وعبير قادم من الماضي البعيد، يُجسّدها كأسطورة حية، وواقعية لكل من وطئت قدماه تراب طنجة .
إذاً حقاً انها معجم زاخر بالدروب والحانات النادرة والمقاهي الباهرة التي تجذب الرواد إليها، ذلك أنها تتميز بسحر البحر وفضائه الأزرق الذي تطرزه الأشرعة والقلوع، فأنت حين تكون هناك، وفي ذلك الزمن، وحين تبدأ بتصفُّح هذا المعجم، ستدلف الى «مقهى باريس» و»مقهى مدام بورط» و»مقهى الحافة» التي كُتب عنها الكثير، نتيجة طلتها الآسرة على الافق الكحلي، ورذاذ الموج الذي يمس حافتها بالصدف، والمحار والرمال، والدفء المالح .
في الظن أن الكاتب محمود عبد الغني كان قد اطلع على نحو تفصيلي، على كل معالم طنجة قبل الشروع بروايته هذه، وأطلع ايضاً على كتابات شكري التي ألفها كمذكراته «غواية الشحرور الأبيض»، أو الكتب التي ألفها عن أصدقائه الأوروبيين من الكتّاب كبول بولز وجان جينيه وتينسي وليامز، إضافة الى رواية « الخبز الحافي « و « السوق الداخلي « و «الشطار» والتي تعد كلها بأجزائها ثلاثية جذابة، ومتخمة بالحكايات والمرويات والسرود اللذيذة، العامرة بالتفاصيل والأحداث والمفاجآت اليومية، لعالم متحرك وحيوي، ونابض بالحيوات، وبالدقائق الصغيرة التي تكشف عن يوميات ساكنيها، وعشاقها، وروادها الكثيرين، أولئك المجبولين على التزوّد من إكسيرها الغامض، والموعودين بالعيش تحت بهاء أفقها الحالم.
أكثر الشخصيات التي تمَّ التركيز عليها شخصية تينسي وليامز وبول بولز وسيرته الغريبة في طنجة، فهو من جهة يحب طنجة، ولكنه يكره أهلها وينعتهم بالجاهلين، وتارة بالمتوحشين، ومن ناحية أخرى يبحث عن موسيقاها وتراثها الغنائي، عاملاً عليها مسحاً كاملاً بزياراته للمدن والقصبات التي يشيع فيها الغناء والطرب، ذاهباً الى الجبال، والى كل مدنها التاريخية، مثل مراكش وفاس ومكناس، حتى أنه يصل به الأمر الى العيش في فاس، كبديل عن طنجة التي كثرت فيها في حينها عمليات القتل والسرقة، مبتعداً عنها، ولكنه سيعود اليها، فهو لا يستطيع مفارقتها الطويلة، فهي قد سكنته قبل أن يسكنها، وسكنتْ كذلك محمد شكري، وجان جينيه، وأعطتهم الكثير مما تحمل من أحلام وعوالم شاعرية، وأجواء رومانسية، وفتحت لهم آفاقاً لا مثيل لها، في الكتابة والمتخيَّل الحسِّي، والتجريدي، والتهويم في دخان الممنوع، طنجة التي تخلب لبُّ زائريها الذين لا تخذل أحداً منهم حين يراها، بل تسلم اليه مفاتيح كثيرة مما تحمل لفك مغاليقها التي لا تحصى.
الى ذلك، فطنجة لم تزل تحتفظ ببعض من جمالها القديم، جمالها المعتق المصبوب في الطراز المعماري، شرفات وأقواس وأبنية شبه تراثية، متوسطية، تجمع بين الهيمنة الإيطالية للهندسة، وفلسفتها في طرق التناظر والحنو على الطابع البحري للمدينة، وبين البعد الكولونيالي الفرنسي، المتوج في أكثر من مكان ومقام ومضطرب، كل ذلك يندمج بطابع أندلسي تتمتع به جل المدن المغربية، مثل فاس ومكناس ومراكش وأصيلة والدار البيضاء العاصمة الثقافية، وحتى العاصمة الرباط التي تُعد العاصمة الاقتصادية للمغرب .
بين هذه الربوع والنجوع والأنهج التاريخية، جال أدباء العصر الحديث وفنانوه، بدءاً بهنري ماتيس، وانتهاءً بغويتسولو الإسباني الذي أحب الأندلس، والعرب، وتاريخهم الثقافي والفني والأدبي، المتغلغل في نسيج المجتمعات الإسبانية، أدباء حضروا الى هذه الأمكنة، ليسردوا تفاصيلهم اليومية والحياتية الكثيرة، ولعل سيرتهم في هذه الأمكنة مثل طنجة وغيرها، قد ساعدتهم على تغيير مسار حياتهم كلياً، كبول بولز الذي اشترى بيتاً هناك، وأثثه بالموسيقى والغناء واللوحات والشعر، والسرود الروائية التي سُرِدتْ على مر عقود، بين جدران بيته الطنجاوي، رسامون يأتون اليه من مختلف بلدان العالم، ولا سيما من أمريكا، يحلون ضيوفاً في منزله، نزلاء أسِرَّته وغرَفه ومطبخه وصالونه، رواة بوهيميون مثل المرابط وشكري ومحمد زفزاف، كثيرون سكنوا تلك البقاع البحرية التي تتمتع بمناخ جميل، وحياة بسيطة، سهّلتْ لهم الإقامة في بلد زهيد، عائم على موج من اللغات الأوروبية، تتلاطم بالقرب من سواحله البحرية، لغات برتغال وإسبان وأمريكان وإنكليز وفرنسيين وإيطاليين، ومن هنا تجد الطنجي وابن المدينة، يجيد أكثر من لغة، ويعرف طباع وعادات أكثر من بلد، ممن عاشوا وسكنوا في «طنجيس» السحر والإلهام والفتنة، وكذلك «طنجيس» الفاقة القصوى والفروق الاجتماعية والطبقية بين عالم الأغنياء وجناتهم، وعالم الفقراء ومباذلهم ونسكهم، وطريقة العيش الصوفي الذي يكاد أنْ يقترب من العدم .
في المآل تبلور رواية «معجم طنجة» عالمها الخاص الذي بُنِيَ على فن التنصيص والتناصيَّة التي استلهمت حياة، ويوميات، ومدونات أوتوبيوغرافية، لكتاب عبروا حلم طنجة، وتركوا بصمتهم على سيرتها، كمكان مثالي، تركوا خطواتهم القديمة، ورجع صداها في حاراتها، وحاناتها، وساحاتها، وأسواقها الجميلة، يتردَّد في كل زاوية ومكان وعطفة.

محمود عبد الغني: «معجم طنجة»
منشورات المتوسط، ميلانو 2016
188 صفحة.

« معجم طنجة» رواية المغربي محمود عبد الغني: سيرة المدينة وكُتَّابها المغاربة والضيوف

هاشم شفيق

سكوت أندرسون في «الأراضي المكسرة ـ كيف تم انقسام العالم العربي»: استنتاجات مقبولة في منهجية غير مقبولة

Posted: 01 Jul 2017 02:07 PM PDT

صدرت مؤخرا النسخة الورقية لكتاب المؤلف الأمريكي سكوت اندرسون بعنوان «الأراضي المكسرة- كيف تم انقسام العالم العربي» الذي صدر الكترونيا العام الماضي.
بالرغم من ان الكاتب معروف وذا نوايا مقبولة وهو مؤلف كتب تاريخية قصصية مثل كتابي «لورانس في العالم العربي» و»الرجل الذي حاول انقاذ العالم»، فان هذا الكتاب الذي قد يبدو من القراءة الأولى انه يسعى إلى التعاطف مع العالم العربي من خلال مقابلة الكاتب مع شخصيات نموذجية ومحورية من بلدان عربية مختلفة عانت في السنوات والعقود الأخيرة، فان اعتماد هذه المنهجية المحدودة القيمة علمياً وبحثياً يطرح الأسئلة حول استنتاجاته التي يقول أنه استند إليها من خلال رحلة استغرقت 16 شهراً (فقط) في الشرق ومقابلة شخصيات اختارها بنفسه وليس عبر أي منهج علمي مقبول أكاديمياً.
يقول الكاتب انه يشعر بالفخر لأن رئيس تحرير مجلة «نيويورك تايمز» الأمريكية جايك سيلفرمان عرض عليه (في عام 2014) نشر استنتاجاته النابعة من مقابلاته في مقالات متسلسلة في المجلة التابعة لتلك الصحيفة الشهيرة.
والسؤال الذي يجب طرحه هنا ليس حول نيات اندرسون أو الصحيفة التي شجعته على نشر مقالاته، فقد يكون بالفعل حَسَنْ النية، ولكن إلى أي مدى سيستمر كتّاب ومثقفون من أمريكا والعالم الغربي في التوصل إلى استنتاجات شمولية حول العالم العربي مبنية على منهجية استشراقية انتقائية، كما تفعل المؤسسات الإعلامية الأامريكية بحيث تتم مقابلة حفنة من الشخصيات ثم إصدار الاستنتاجات الواسعة النطاق حول مستقبل الشرق الأوسط والعالم العربي استنادا إلى هذه المقابلات؟
لو كان اندرسون كتبَ رواية حول مقابلاته مع الشخصيات التي التقاها، فالوضع قد يكون مختلفا. أما أن يطرح نظريات حول مستقبل الشرق الأوسط والعالم العربي من خلال هذه الحفنة التي لا تتجاوز أصابع اليد التي اختارها لتكون الأساس لكتابه واستخدامها لنظريات «كبيرة» فهذا الأمر حان ضبطه في وسائل الإعلام والفكر والبحث الاجتماعي أمريكيا وعالمياً.
وفي محاولة لإظهار إلمام الكاتب بقضايا الشرق الأوسط يورد في مقدمة الكتاب مقابلة أجراها مع القائد الليبي السابق معمر القذافي في عام 2002 علما ان القذافي، شأنه شأن قادة عرب آخرين، كان يسعى لاستقطاب الرأي العام الغربي والعالمي تجاهه وتجاه نظامه.
وفي التمهيد لمقدمة الكتاب يقول ان زياراته المتكررة إلى الشرق الأوسط في السنوات الماضية دفعته إلى الترحيب بانتفاضات الربيع العربي التي تأخرت في الحدوث ولكن كان من المتوجب حدوثها لأن العالم العربي كان في حالة جمود سياسي واجتماعي ولأن القذافي كان مثلاً واضحا على هذا الجمود نظرا إلى استمرار حكمه لمدة طويلة جداً.
ولا يسأل اندرسون عن الجهات التي دعمت استمرار نظام القذافي وأمثاله في العالم العربي.
وفي التمهيد يقول ان «الشعوب العربية كانت ضد الصهيونية والغرب والامبريالية، وان قادة هذه الشعوب الديكتاتوريين وجهوا هذه المشاعر الناقمة للأعداء الخارجيين لكي يمنعوا ان تتوجه ضدهم وضد حكامهم غير الشرعيين. ولكن، ربما صحح «الربيع العربي» هذا التوجه ودفعه نحو مواجهة القادة العرب أنفسهم». ولعل هذا المنطق يبدو مقبولاً من نظريا، ولكنه يبرئ إسرائيل وأمريكا وحلفاؤهما في الغرب من أي مآسي يعاني منها الشعب الفلسطيني وأي إجحاف وتنكيل تتعرض لها الشعوب العربية بسبب سياسات هذه البلدان الغربية والإقليمية تجاهها. وهذا منهج يعتمده كثير من المفكرين الليبراليين الغربيين، أكان في الحيز السياسي أو الثقافي في العالم الغربي، الذي يروج لأي فوضى في العالم العربي معتبراً انها إذا كانت ضد الأنظمة، فهذا أمر مستحسن، أما إذا كانت ضد أمريكا وإسرائيل والاستيطان في فلسطين وفرض قيادة نتنياهو وليبرمان في إسرائيل سياسات شارون على الشعوب العربية، فهذا أمر مرّ عليه الزمن ويجب وضعه جانبا.
ويتساءل اندرسون في التمهيد لماذا تحولت انتفاضات «الربيع العربي» إلى حركات مؤيدة لمنظمة «القاعدة»؟ ويجيب: «من الصعب الحصول على جواب واحد حول هذا الموضوع». ثم يضيف مستشهداً بإجابة لأحد أفراد العينة التي اختارها واستند إليها في كتابه، كما يفعل مراسلو محطة «CNN» الأمريكية عندما يطرحون الأسئلة الكبيرة على شخصيات هامشية يختارونها في أوروبا وأمريكا ويعتبرون إجاباتهم كافية لحسم هذه الأمور الخطيرة.
الخطورة، ليست في هذه الأسئلة وفي الإجابة عليها، ولكن في اعتماد هذا المنهج المبسط والمنحاز في تناول قضايا سياسية كبرى من المطلوب معالجتها بعمق وموضوعية وتوازن أكبر وبمعرفة تاريخية.
والمؤسف ان اندرسون لا يتورع عن القيام باستنتاجات كبيرة جدا عن العالم العربي من خلال مقابلاته فإذا به ينتقل من مقابلته مع شخص أردني استخدمه كسائق في جولاته في الأردن ليتوصل إلى استنتاجات «درامية مسرحية» بان العالم العربي ما زال يعيش استناداً إلى منطق القبيلة والعشيرة وأفضلية دم العائلة، وان «الربيع العربي» نجح في الدول الست التي لا تعتمد النظام الملكي العشائري (مصر، العراق، ليبيا، سوريا، تونس واليمن) ويتساءل هل هذا الخطأ يعود إلى ان الجمهوريات العربية المذكورة أعلاه لم تكتف باعتماد الفساد والقمع ولكنها لم تكن ذكية بما يكفي للاعتماد على دعم النظام القبلي العشائري كما في الممالك العربية؟
ويشير في هذا المجال (ربما بسبب رغبة دفينة لديه) إلى ان العراق وسوريا وليبيا لن تعود أبداً إلى دول موثوقة تتوافر فيها إمكانية تصديق توجهاتها.
ويضيف ان هذه الدول أنشئت بشكل اصطناعي من قبل الاستعمار الغربي في مطلع القرن العشرين، حيث لم يؤخذ في الاعتبار الانقسام القبلي فيها وحيث لا تمتلك هوية قومية. ثم يعود إلى الاستشهاد بنظام القذافي قائلا ان الزعيم الليبي لم يدرك ان دولته كانت مصطنعة وان «الربيع العربي» سيعيد ليبيا إلى حقيقتها (ربما يقصد القبلية).
والمؤسف في منهجية المؤلف كونه يعتمد التناقض في مقاربته للغزو الأمريكي للعراق عام 2003 حيث يقول ان قيادات عربية كصدام حسين في العراق حاولت رأب الصدع الاجتماعي والسياسي في البلد باعتماد قومية وطنية وعربية لتحقيق لحمة فيه ولكن كان من الضروري أيضاً الاستفادة من الانتماءات القبلية والمذهبية والاثنية وعدم تجاوزها، وهذا لم يتم فعله.
من الواضح ان المؤلف يطرح منهجية متناقضة ومشوشة، ولا يكفيه ان يقابل من يعتبرهم شخصيات نموذجية في المنطقة لكي يعتبر نفسه مرجعاً حول مستقبلها (مهما كانت مؤهلاته) وبصرف النظر عمن قابلهم من قيادات وشخصيات عربية ليتوصل إلى نظريات حول «داعش» وانفصال بريطانيا عن المجموعة الأوروبية وقضايا أخرى أساسية.
ولعل الفصل الأخير من الكتاب يشكل برهانا آخر على طموح الكاتب حيث يقول في الصفحة (205): «أجد من الصعب ان أتوقع ماذا سيحدث في المستقبل في الشرق الأوسط. الوضع الحالي إلى أسوأ مما كان عليه (في مصر وسوريا وليبيا). والأمل الوحيد هو بوادر خسارة «داعش» في العراق، وعندما تسقط مدينة الموصل فهذا يؤشر على نهاية «داعش» والخلافة الإسلامية في العراق». ولكنه يستدرك قائلاً ان أحد الأشخاص الذين قابلهم أبلغه ان العوامل التي أدت إلى نشوء «داعش» ما زالت موجودة. ويضيف: «ان الأمل بالنسبة للمنطقة برمتها هو ان التحالف الدولي فيها سيتوسع وسيتخذ خيارات سياسية وإنسانية أكبر مما يتيح له المجال لمواجهة أي أزمات قد تنشأ بشكل أكثر فعالية وبسرعة أكبر». (ص 206) أي انه محافظ في قالب ليبرالي.
وبالنسبة إلى موقف المؤلف إزاء سياسات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب فانه يقول: «ان سياسات ترامب غير مشجعة ومقلقة. ومواقفه إزاء ما يسميه الإرهاب الإسلامي حادة وجارحة. وأنه وبعد مقابلته مع دزينتين من مقاتلي «داعش» السابقين تبين له ان واحداً منهم فقط انتسب إلى هذه المنظمة لأسباب دينية. الأسباب للانتساب في معظم الأحيان كانت في رأيه للحصول على المال والسلطة وللتلاحم مع الأصدقاء والمقربين. وهذه الأسباب هي نفسها التي تدفع الشباب الأمريكي للانتساب للعصابات في أمريكا أو إلى مجموعات تروج المخدرات في المكسيك. «ان إدارة ترامب استخدمت المنهج الفكري نفسه الذي استخدمته داعش والذي سيؤدي إلى المزيد من المواجهة مع هذه المنظمة، والذي ستوفره داعش لها». (ص 206 ـ 207).
المنطقة العربية والشرق الأوسط عموماً هما منطقتان معقدتان، والمطلوب فهم تاريخهما، وتاريخ الاستعمار الأجنبي فيهما، قبل طرح النظريات «الكبيرة» حجماً والقصيرة في حيز صحة فحواها من أجل استقطاب الرواج الإعلامي، وخصوصاً في هذه المرحلة من التاريخ، وبشكل خاص إذا طرحت العودة إلى القبلية والعشائرية.

Scott Anderson : Fractured Lands – How the Arab World Came Apart
Picador, London 2017
214 p.

سكوت أندرسون في «الأراضي المكسرة ـ كيف تم انقسام العالم العربي»: استنتاجات مقبولة في منهجية غير مقبولة

سمير ناصيف

«خيوط السرد» عن الوطن المشغول بشغف الخيط والإبرة : منصور وخالدي و 12 نافذة حب لفلسطين المطرزة على جبين العالم

Posted: 01 Jul 2017 02:07 PM PDT

بيروت-«القدس العربي»: رسخ في البال من فيلم المخرجة الفلسطينية اللبنانية كارول منصور «خيوط السرد» ذخر كبير روته نساء فلسطين. تأكد أن التطريز أكثر من «إبرة وخيط» بل هو «ولاء قومي». الثوب الفلسطيني المعروف لم يعد مجرد لباس بل صار وطناً، إرثاً واجباً وفخراً. تراث فلسطين المروي والمنقول من جيل إلى جيل لجأ مع أهله إلى كافة بلدان الشتات، والتطريز أحده بحيث يشكل جزءاً من هوية، تعرض كما فلسطين برمتها للسطو الصهيوني. التطريز اللاجئ فتح 12 نافذة على فلسطين هي مجموع أشكال وأنواع التطريز تبعاً للمناطق كافة من الشمال إلى حدود غزة مع مصر. 12 امرأة أي 12 عمراً جعلن من فلسطين كل فلسطين واقعاً مطرزاً على وجه العالم. النساء هن الساردات الراسخات والحافظات لتراث الوطن وإرثه. لهن صبر الغرز والغرز لساعات وساعات. ولهن مع كل غرز إبرة وخيط رسالة تبحر عميقاً في الارض لتستنبط حكاية جديدة، مثيرة تزيد مهمة شطب شعب أكثر من مستحيلة على الصهيوني الغاصب. الفيلم من ساعة و20 دقيقة، انجزته مخرجة تهتم بحقوق الإنسان، وتعالج موضوعات اللاجئين، المرأة، العنف، أطفال الشوارع والدعارة.
حوار حول «خيوط السرد» مع المخرجة كارول منصور، ومنى خالدي الباحثة الفلسطينية التي أعدت مسار الخيط الفلسطيني والذي افضى لاختيار السيدات الـ12. هنا التفاصيل:
■ لماذا جذبك التطريز الفلسطيني لتسليط الضوء عليه سينمائياً؟
■ منصور: أنتمي إلى عائلة فلسطينية، والدتي من يافا ووالدي من حيفا، وأدرك أهمية التطريز كتراث يساهم في تشكيل الهوية. هو الباقي من تراثنا يتنقل مع اللاجئين، حاول الصهاينة ولا يزالون السطو عليه. قالت ليلى خالد كواحدة من النساء الـ12 أنها شاهدت وفداً نسائياً اسرائيلياً في برلين يرتدي الملابس الفلسطينية التراثية فاستفزها المشهد وباتت تصر على إرتداء تراث وطنها وإبرازه في كل مناسبة. في الواقع بدأ الفيلم كموضوع مع 12 لوحة تطريز أعدتها مؤسسة إنعاش تمثل مناطق التطريز الفلسطيني كافة. طرحوا علينا السؤال حول كيفية تسليط الضوء على تلك اللوحات. بعد البحث استقرّ الرأي على اختيار 12 امرأة فلسطينية لتتحدثن عن صلاتهن وذكرياتهن بالتطريز وتالياً الوطن المحتل. في مقر مؤسسة انعاش حالياً شاشة وسماعات ويمكن للزائر أن يرى ويسمع 12 امرأة من فلسطين تروي كل منهن في ثلاث دقائق قصتها. قالت النسوة كلمات مهمة ومؤثرة. فيلم يكن منطقياً بقاء تلك الحكايات في مؤسسة إنعاش فقط، وكذلك كان رأي مجموعة كبيرة من المعارف. فكان قرار إنتاج الفيلم بدعم مالي من مؤسسة التعاون. عدنا للتسجيلات التي في حوزتنا، كان مونتاجا جديدا أضاف مزيداً من الوقت لكل من النساء الـ12. وربطت الحكايات ببعضها، وكان «خيوط السرد».
■ لماذا الحفاظ على التراث والإمساك بخيوط السرد الوطنية مهمة نسائية؟
■ خالدي: لأن التطريز كحرفة نسائي. في رأي على عاتق المرأة دور كبير فيما يخص الأوطان هي الأم، وهي المرأة التي أنشأت ولا تزال تنشئ الرجال. اخترنا لخيوط السرد نساء خارج السياق النمطي السائد في الإعلام عن المرأة الفلسطينية في المخيمات. النوافذ الـ12 انجزتهن نظمية، وهي صاحبة حضور مؤثر على الشاشة، ومن المثابرات على التطريز في حياة المخيم. النساء الـ12 مثلن كافة المستويات الاجتماعية، الثقافية والعمرية. بينهن من تخطت الثمانين، ومن هي في عمر الشباب. أردنا في هذا الفيلم كسر الصورة النمطية المعتادة في الإعلام والتي تقدم شعباً مسحوقاً لا إرادة له. واقعاً واضح أن الشعب الفلسطيني كما الشعوب كافة يضم كل الشرائح الاجتماعية، وليس لنا اختصاره في المخيم، أو بطبقة مخملية، أو بالأنتليجنسيا. اللجوء ملازم للإنسان الفلسطيني وهو مهم، لكنه ليس الصفة الوحيدة. حال اللجوء أفضى إلى تبعات متعددة منها الحفاظ على فن التطريز وغيرها من الأمور التي تؤكد هوية شعب ووطن. اللجوء الفلسطيني هو الأطول في العالم، وفي الدراسات النفسية أنه يولّد ربطاً وحنيناً أكثر قوة مع الوطن. كثر يرددون «مع مرور كل هذا الزمن ما زلتم تطالبون بفلسطين؟» نعم، رغبنا بالتأكيد أن الوطن السليب لا يمكن نسيانه حتى من الفئة الاجتماعية التي يمكن أن تُصنف «سوبر» جيدة معيشياً. كافة فئات الشعب الفلسطيني لم ولن تتخلى عن فلسطين. الصلة بالوطن ليست مادية معيشية بل هو الوطن الذي لا بديل له.
■ 12 لوحة تطريز تمثل كامل تراب الوطن فيما البحث في المستقبل يقول بالتجزئة؟
■ الخالدي: الوطن هو كامل تراب فلسطين. وطن يشبه كافة الأوطان يحمل تنوعاً اجتماعياً وثقافياً ولا يمكن اختصاره بفريق ما، أو رقعة جغرافية محددة. كذلك التطريز منوع، حسب المناطق، ومن ثم الهوية الخاصة بكل امرأة وبنظرتها للحياة. وأكرر أن التنوع الاجتماعي الفلسطيني لا يلغي مطلقاً صفة اللجوء عن أي فلسطيني. مثلاً سلمى اليسير التي شكلت نافذة في فيلم «خيوط السرد» وهي ميسورة اجتماعياً قالت أن مشاعر الغربة تلازمها وأنها تعيش يتماً. مع العلم أنها لا تعرف فلسطين.
■ مفاجآت الفيلم إيجابية منها المرأة المولودة من أم هندية وأب فلسطيني كولومبي تدافع عن حقوق وطنها وشعبها بالقانون؟
■ منصور: هو رهان الصهاينة منذ النكبة، رددته غولدا مائير مراراً. العكس كان صحيحاً. إلى تمسك الكبار بفلسطين، برز تمسك من لم يتعرف إليها، أكثر قوة. ليس هذا وحسب، بل حتى الجيل الذي لا يعرف حتى أجداده الوطن، فلسطين قبلته. إنه التمسك بالحق والحقوق والوطن، ولن ينجح الصهاينة في محوه.
■ كم الرسوخ متاح للذاكرة المستعارة التي حُكي عنها في «خيوط السرد»؟
■ الخالدي: بالملاحظة تبين أنها ذاكرة قوية كما الأصلية، وتؤثر إيجاباً في أجيال اللاجئين. ذاكرة تختلف عن الذاكرة الأم وهذا طبيعي. وفي الأبحاث التي نخوضها لصالح الأفلام، فإن صلابة تلك الذاكرة فاجأتنا. ولحسن الحظ فإن هذا الجيل من اللاجئين قادر على رؤية منزله في فلسطين من خلال التكنولوجيا الحديثة وعبر خريطة غوغل. أعرف شكل قريتنا من خلال جدتي، لكني حالياً أتمكن من رؤيتها والربط بما قالته لي. من خلال غوغل يتم بناء صورة عن القصص المسموعة. وللصورة دورها في ترسيخ الذاكرة.
■ كيف تحللين تعبير «اليتم» بعيداً عن فلسطين؟
■ منصور: عشت في كندا لسنوات ولم أشعر بالانتماء. حتى المولود في لبنان يعيش عدم الاستقرار بعيداً عن الوطن. مشاعر عدم الانتماء لدى الفلسطيني حالة جماعية.
■ حضرت القدس بقوة في «خيوط السرد» هل لأنها تعاني التجاهل الفاضح؟
■ منصور: بل الصدفة. صورنا 25 امرأة ومنهن اخترنا 12 نافذة خدمن في تعبيرهن ما يرغب الفيلم قوله.
■ نافذة دينا ناصر تستحق التحية صمدت في القدس مع أبنائها رغم محاولات الصهاينة القول لها بأنها غير موجودة؟
■ خالدي: هي ليست حالة فردية في القدس أمثالها كثر. لم تتمكن من العيش مع زوجها لأنه غير مقدسي. شباب وصبايا القدس واقعات تحت عبء الإلغاء وبالتالي قرار الزواج لديهم مرهون بالإجراءات الصهيونية الضاغطة لشطب ومنع الفلسطينيين من السكن في القدس أو حتى زيارتها كما حال زوج دينا ناصر.
■ كيف نجح «خيوط السرد» كفيلم وثائقي أن يجتاز حاجز الرتابة؟
■ منصور: ربط التطريز بين القصص بليونة، وكان لصور الأرشيف التي أعدتها منى خالدي بعناية دور في هذا الانجاز. في الاختيار كانت لنا معايير محددة، وباشرنا البحث من الدائرة الضيقة المحيطة بنا. المعيار الأساسي نساء غير نمطيات، لديهن وجود وحضور في الحياة وعلى الشاشة، وحكواتيات. كافة القصص كانت اكتشافاً لنا، من باب بيت جد رائدة طه، إلى حكاية دينا ناصر.
■ أن يصبح الثوب الفلسطيني التراثي مطرزاً من أهل القرى ومطلوباً من الميسورين ماذا يعني هذا بعد أن كان لباساً فلاحياً؟
■ خالدي: يؤدي اللجوء إلى وحدة حال حتى مع وجود الفوارق في المستوى الاجتماعي. اللجوء الفلسطيني ساهم بأن يكون الثوب التراثي غالي الثمن وليس بمتناول جميع النساء الراغبات به.
■ هل من تغيير طرأ على التطريز بفعل اللجوء؟
■ خالدي: لا شك بذلك. ظهر التغيير في معرض المتحف الفلسطيني الذي أقيم في دار النمر مؤخراً، ويظهر في المعرض الدائم الذي تقيمه وداد قعوار في الأردن في مركز طراز. نعم للتطريز أن يتغير فالمرأة تُطرز حياتها. حياتها توحي لإبرتها وألوانها. الأثواب التي طُرزت في الانتفاضة الأولى تختلف كلياً عن الأثواب الفلاحية الأصيلة. التطريز في اللجوء يُطعم بنظرة ولمسة حضرية. العمل جار ليتناسب التطريز مع عام 2017.
■ أين سيعرض «خيوط السرد»؟
■ منصور: نرسله إلى كل مهرجان متاح لنا. سيعرض في بوسطن، وأوستراليا، وكندا، وسان دياغوا. أنجزت ترجمته إلى الإيطالية، ونعمل على الترجمة الفرنسية، البرتغالية والإسبانية. والعديد من مهرجانات أمريكا اللاتينية طلبت استضافة «خيوط السرد».

«خيوط السرد» عن الوطن المشغول بشغف الخيط والإبرة : منصور وخالدي و 12 نافذة حب لفلسطين المطرزة على جبين العالم

زهرة مرعي

الوشم في التراث الثقافي الأمازيغي

Posted: 01 Jul 2017 02:06 PM PDT

لقرون عديدة كان الوشم من السمات المميزة للمرأة الأمازيغية في المغرب، قبل أن يستهوي الرجال، وخاصة الشباب المدافعين عن كون الجسد ملكية فردية، ويحق لهم الخط والرسم عليه، ما يعني التحرر من القيود الدينية والتقاليد الاجتماعية.
والوشم هو مجموعة من الرموز والخطوط الحاملة لدلالات متعددة، وتفضل النساء وضعه غالبا على الوجه واليدين، للتزيين وإثارة انتباه الرجل، لما يضفيه من جمال على المرأة، بينما يضعه بعض الشباب في مختلف أنحاء الجسد.
و»الأمازيغ» هم مجموعة من الشعوب الأهلية، تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة غربي مصر شرقا، إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا.
«عربون محبة»

عن بقايا خطوط ورموز ما تزال تطبع أجزاء من وجهها، تقول رحمة الزياني (67 عاما)، وهي ربة بيت وأم لستة أبناء، من سكان مدينة مكناس (شمال)، للأناضول: «هو عربون محبة وضعته أمي لي حين كنت في سن المراهقة».
وتتابع موضحة: «يحمل هذا الوشم، الذي رسم على جسدي بوخز إبر عصية عن التحمل، دلالات كثيرة مهما ارتقينا في الأسباب، وعرجنا في السبل، فلن نحسن فقهها كما فعل أجدادنا، فهي رسوم بركة ورحمة وجمال ورثناها من آبائنا».
فوجهها الذي نال منه الدهر، وخط عليه الكثير من التجاعيد، بدا غير قادر على النيل من الوشم، لا لشئ، كما تقول رحمة، إلا أن «هذا الوشم يستمد قوته من بركة الأجداد والآباء».
«حُرّ في جسدي»

أما عمر الزموري، وهو طالب جامعي في مدينة الرباط يدرس الفلسفة، ويكاد يغطي جسده كاملا برسوم وخطوط عصية عن الفهم، فيقول بانفعال للأناضول: «هذا جسدي، وهو ملكي، ولي كامل الحرية في التصرف به كما أشاء».
ويمضي قائلا: «أخط على جسدي أفكاري التي أستمدها من الطبيعة، وتشعرني أني سيد نفسي، لست بعبد مملوك لأي سيد، هي ليست بخطوط، إنما رسم متكلم لجسد لا يقوى على الكلام، صوت يقول: إني إنسان يركع لأحلامه وأفكاره، لأحيا حياة عبقها الحرية».
من الجماعية إلى الفردانية

ووفق فاطمة فايز، وهي أستاذة جامعية باحثة في علم الإنسان، بجامعة «ابن زهر» في مدينة أكادير (جنوب)، فإن «الوشم هو شكل من أشكال الاشتغال على الجسد، عبر به ومن خلاله الأمازيغ عن وعيهم بأهمية الجسد، باعتباره مرآة للذات/الفرد، كجزء من الجماعة، فالبعد الهوياتي للوشم لا يمكن تجاوزه». 
وتضيف فايز، في حديث مع الأناضول، أنه «في الماضي كان الوشم يعبر عن عمق المجتمع، كان يعبر عن روح الجماعة، فقد كان له أثر على وحدة الجماعة وعلى حس الانتماء الموحد، فيما أصبح اليوم يدلل على العكس من ذلك، وهي قيم التفرد والفردانية، وعلى حس الثورة على التقاليد وعلى المجتمع وقيوده».
وتشير إلى أن «ممارسة الوشم كانت منذ ما قبل التاريخ ممارسة معممة، يقبل عليها الرجال كما النساء، ومع مرور الوقت صار أكثر التصاقا بالمرأة؛ لأن بعده التزييني بات حاضرا أكثر من بقية الأبعاد، لكننا حاليا بتنا أمام ممارسة أخرى للوشم، يعد الرجال أكثر المقبلين عليها، لا ترتبط بالتراث، بقدر ما ترتبط بخلفيات ثقافية أخرى».
وتخلص الأكاديمية المغربية إلى أن «الوشم ابتعد كثيرا عن بعده التزيني، وبات شكلا من أشكال التمرد على المجتمع، وشكلا من أشكال الثورة على القيود الاجتماعية، إنها طريقة الشباب في البحث عن شخصية مميزة، تأخذ مسافة من المجتمع، الذي لا يحس أساسا بالانتماء إليه».
أبعاد عديدة

ويرى رشيد الجرموني، وهو باحث في علم اجتماع التدين أن «الوشم يتميز بإحالته على مجموعة دلالات، يعد البعد التزييني أهمها، فقد كان يوضع على الوجه والذراعين والساقين والجذع، وكان عبارة عن رسوم هندسية ورموز دقيقة تحيلنا على فنون الزخرفة الأمازيغية المختلفة، التي تحضر في العمارة والنسيج والخزف والبعد الجنسي».
الجرموني يوضح، للأناضول، أن «الوشم كان من جهة يعبر عن نضج جسماني وجنسي، وبالتالي عن القدرة على تحمل أعباء الزواج ومسؤولياته، كما أن له دور زجري (ناهيا)، خاصة عندما يوضع على مناطق غير بارزة مرتبطة بالفعل الغريزي، كالبطن والصدر والأرداف، من أجل كبح الرغبة الجنسية خاصة لدى الفتاة».
ويضيف أن «هناك البعد الاجتماعي للوشم، حيث كان يعبر عن روح الجماعة، فقد كان له أثر على وحدة الجماعة وعلى حس الانتماء الموحد، كما أن له بعدا هوياتيا يتضح من خلاله الانتماء الاثني لواضعه».
ويلفت إلى بعده السحري كذلك، «فقد كان يلعب دور التعويذات والتمائم، وكان يستخدم لدفع الأرواح وسوء الحظ».
ويخلص الجرموني إلى أن «الوشم لم يعد يرتبط بالجانب الجمالي لدى المرأة فحسب، إنما دخل مرحلة جديدة دخلت بدورها بنية الحداثة، حيث يعبر من خلاله الشاب عن أن الجسد ملكية خاصة له الحق في أن يفعل به ما يشاء، كشكل من أشكال العصيان المجتمعي والفردانية، عبر الإصرار على تحرير الجسد من كل ما هو ديني وتقليدي، مع وجود أشخاص كثر يقلدون بالوشم شخصيات أخرى يتخذونها بمثابة نموذج يحتذى به دون وعي غالبا».

الوشم في التراث الثقافي الأمازيغي
بين زينة المرأة وعربون المحبة وثورو الشياب:

40 عرضا فنيا تشارك في الدورة 53 لمهرجان الحمامات الدولي في تونس

Posted: 01 Jul 2017 02:06 PM PDT

قالت إدارة مهرجان الحمامات الدولي إن 40 عرضا فنيا يشمل الموسيقى والمسرح والسينما والرقص ستقدم في الدورة 53 لثاني أعرق حدث فني صيفي في تونس بعد مهرجان قرطاج الدولي.
ويفتتح مهرجان المدينة السياحية الشهيرة في تونس بعرض مسرحية (ثلاثين سنة مرت) للتونسي توفيق الجبالي في الثامن من تموز/ يوليو المقبل.
وقال معز مرابط مدير مهرجان الحمامات في مؤتمر صحفي إن مهرجان الحمامات العريق والمنفتح على محيطه القريب والبعيد سعى للاستجابة لكل الأذواق والمحافظة على إتمام المهرجان بمختلف الأشكال والأنماط الفنية الأصيلة.
وللموسيقى والغناء النصيب الأكبر من حفلات الدورة الجديدة التي ستحييها مجموعة من المطربين التونسيين والعرب والأجانب أمثال المصريين محمد منير وثامر أبو غزالة والفنانة دينا الوديدي واللبنانية هيام يونس والتونسيين عدنان الشواشي وزياد غرسة وياسين بولعراس.
ومن الخارج يشارك الأسباني دييجو إل سيجالا والأمريكية ومغنية البلوز الأمريكية بيث هارت وآخرين.
كما تشارك في المهرجان عدد من المجموعات الموسيقية مثل فرقة بابيلون الجزائرية وفرقة تيناريوان المالية وفرقة (47 ساول) من فلسطين.
وسيقدم المهرجان لجمهوره أيضا عرض (الحلفاوين) وعرض (حبوبة يرقص ويغني) للموسيقى الشعبية والعرض الموسيقي (جادو) للثنائي فائز علي فائز وتيت روبان.
وسيعرض المهرجان مسرحيات (القارب) لسيرين قنون ومسرحية (حديث أجيال) لفرقة الفنون المسرحية ومسرحية (حورية) لليلى طوبال ومسرحية (التالي) للسعد بن عبد الله.
وسيعيش مسرح مهرجان الحمامات على إيقاعات الرقص بعرض (فوس كوش) لنجيب خلف الله وعرض بلانكا لي.
وسيعرض خلال الدورة الجديدة فلم (فاليريان ومدينة الألف كوكب) للمخرج الفرنسي لوك بيسون
وسيحيي الموسيقي وعازف العود التونسي أنور براهم حفل الختام يوم 26 أغسطس آب المقبل.
(رويترز)

40 عرضا فنيا تشارك في الدورة 53 لمهرجان الحمامات الدولي في تونس

مونديال 2022 وخضوع الرياضة للسياسة

Posted: 01 Jul 2017 02:06 PM PDT

جاء الوقت الذي أصبحت فيه مقالات الرأي السياسية وحتى الرياضية تضمن انقسام قارئيها عليها، فالازمة السياسية التي تعصف في الخليج، لن تترك هامشاً للمنطق، بل اما تكون مع أو ضد، ولا مكان لبين البينين.
لكن هنا سأكون قدر الامكان منطقياً وواقعيا، وأسير على خطى أمير دولة الكويت، في محاولة فهم مستقبل اقامة نهائيات كأس العالم للمرة الاولى في دولة عربية. فبعد نشر تقرير المحقق الأميركي مايكل غارسيا من الفيفا، الذي أرغم على ذلك، بعد تسريب صحيفة «بيلد» الالمانية لمحتوى التقرير الأصلي البالغ 430 صفحة، فان كل ما نشر ويعتبر ادانة للملف القطري، سيمر مرور الكرام لسبب بسيط، أن ذكر أحداث مثل تحويل مبلغ لابنة مسؤول في الفيفا، ونقل مسؤولين في الاتحاد الدولي على متن طائرة «الخطوط القطرية» تابعة للاتحاد القطري الى البرازيل، والدور المريب الذي قام به مركز «أسباير» الرياضي، لا يؤكد لي سوى مدى فساد الفيفا تحت ادارة الرئيس السابق جوزيف بلاتر، الذي خلق بيئة خصبة لموظفيه في الاتحاد العالمي، لا يسمح بمنح الاستضافات للمسابقات التي يرعاها ولا حقوق بث مبارياته، الا عن طريق الهدايا والعطايا والهبات، والقطريون أبدعوا بكرمهم، وخصصوا ميزانية ضخمة جداً لضمان الحصول على استضافة المونديال، وعندما فعلوا صفق لهم الجميع وهللوا، حتى جيرانهم الذين يأخذون منهم موقفاً مغايراً اليوم. وعندما كتبت هذا الكلام قبل ثلاثة أعوام، وأكدت ان الحملة التي كانت تشنها صحيفة «ذا تايمز» البريطانية بنشر ملايين الوثائق، كان هدفها ليس قطر، بل الاطاحة برأس الثعبان بلاتر وزمرته وحاشيته، الذين جعلوا من هذا الأسلوب (الهبات والرشاوى) الوسيلة الوحيدة للحصول على مطالبك، وفعلاً دفع الثمن العشرات، بل المئات، من مسؤولي الفيفا ما بين سجين وتحت المحاكمة او الخزي والابعاد.
طبعاً الفكرة كانت تنظيف الفيفا بقلع جذور فساده، وعفا الله عما سلف، واما ستعود العجلة الى الخلف وسنجد أن دولاً عملاقة متورطة أيضاً بالفساد عبر استضافتها مونديالات سابقة، مثل ايطاليا 1990 والولايات المتحدة 1994 وفرنسا 1998 وألمانيا 2006 وجنوب افريقيا 2010، والتي وردت أسماؤها في محاضر اعترافات مسؤولين فاسدين سابقين، أي باختصار، كل المونديالات التي اجريت عقب تولي رأس الفساد بلاتر رئاسة الفيفا.
الآن ماذا يمكن أن يحدث لمونديالي روسيا 2018 وقطر 2022؟ طبعاً بالنسبة لمونديال روسيا أصبح الوقت ضيقاً جداً للتفكير في سحب الاستضافة من موسكو، لانه يصعب ايجاد بديل بعد أقل من عام على بدء النهائيات، وهناك منتخبات عدة حددت أماكن اقامتها ومعسكراتها في المدن الروسية استعدادا للصيف المقبل، رغم أن الكثيرين من الساسة الأوروبيين يتمنون سحب الاستضافة وربطها بفضائح المنشطات التي تنهش الرياضة الروسية في كل الألعاب، لكن مع ذلك فان الوقت وآلية الضغط والامنيات لن تسعفهم على تحقيق هدفهم.
لكن في المقابل، ومع تبقي خمس سنوات على اقامة المونديال القطري، فان الناقمين سيسعون الآن الى استغلال كل ورقة وخبر للضغط على الفيفا لسحب الاستضافة، رغم ان الفيفا والاتحاد الآسيوي للعبة، أبديا دعمهما لاقامة المونديال مثلما هو مخطط له في قطر. لكن لن نتفاجأ اذا بدأنا نرى تحركات مكثفة، تبدأ في الصحافة الأوروبية ومن كتاب مرموقين يطالبون باعادة النظر في الأمر، بل أن الخشية الحقيقية، هي أن تأتي من روابط الدوريات الأوروبية الكبرى في انكلترا واسبانيا وايطاليا والمانيا، التي سترى أنها أكبر المتضررين من نقل المونديال من أسابيع الصيف الى الشتاء، حيث تكون منافسات الدوري فيها في منتصفها، وان أي تغيير سيهدم برامجها على مدى 4 مواسم (اثنان قبل المونديال واثنان بعد)، بل أن شركاءهم التجاريين والرعاة وناقلي البث التليفزيوني سيطالبون بتفسير لهذه التغييرات، بل بتعويضات كبيرة، ما يضع روابط الدوريات في مأزق، ما قد يقودهم، بايعاز من الحاقدين، بطلب تغيير موعد المونديال الى الصيف، ما يعني سحب الاستضاقة. هذا قبل حتى الحديث عن كأس القارات التي تسبق المونديال بعام وتقام عادة في البلد المستضيف للمونديال!

مونديال 2022 وخضوع الرياضة للسياسة

خلدون الشيخ

أندية دوري نجوم قطر تواصل تحضيراتها المكثفة للموسم الجديد رغم «الحصار»!

Posted: 01 Jul 2017 02:06 PM PDT

الدوحة – «القدس العربي»: ترفض قطر بقوة الاستسلام للحصار الدبلوماسي وقطع العلاقات المفروضة من شقيقاتها في دول الخليج السعودية والامارات والبحرين على الصعيد الاقتصادي والتجاري والسياسي وأيضا الرياضي .
وتستمر الحياة طبيعية في الدوحة رغم بعض المعوقات، خاصة على الصعيد الرياضي مع اقتراب الموسم الكروي من الانطلاق وبداية فترة الإعداد للأندية القطرية لخوض منافسات دوري نجوم قطر .ومع تحديد موعد انطلاق فترة الاعداد في العاشر من تموز/ يوليو المقبل، رفعت الأندية القطرية حالة الطوارئ وأعلنت جاهزيتها التامة لبدء تحدي الموسم الجديد، وأصبح الجميع في سباق مع الزمن لإنهاء التعاقدات على صعيد اللاعبين المحليين وأيضا المحترفين، ويكفي للتدليل على ذلك أن الأيام الماضية وصلت عددت الصفقات التي أبرمتها الأندية الى 141 صفقة على صعيد اللاعبين المحترفين الأجانب والمحترفين القطريين، وهو ما يؤكد الرغبة القوية لكافة الأندية في الظهور بصورة مميزة خلال الموسم الجديد. ومن المتوقع أيضا أن يستمر سباق الانتقالات والنشاط الملحوظ في سوق الانتقالات القطري وفقا للزمن المحدد والفترة المسموح بها من جانب الاتحاد القطري وهي خلال الفترة من 9 تموز/ يوليو إلى 30 أيلول/ سبتمبر لفترة التسجيل الأولى ، ومن 1 إلى 31 كانون الثاني/ يناير 2018 لفترة القيد الثانية في الانتقالات الشتوية .وساهم قرار حل نادي الجيش ودمجه مع لخويا تحت مسمى الدحيل في الموسم المقبل في وجود عدد كبير من اللاعبين على قائمة الانتقالات للأندية، ويبرز صراع شديد للغاية حول الكثير من الأسماء المميزة في صفوف الجيش التي تسعى الأندية للاستفادة من خدماتها في حالة عدم انضمامها لصفوف الدحيل، لعل ابرزها محمد عبدالرب وماجد محمد وياسر ابوبكر وأحمد معين، فيما سيعود الحارس خليفة ابوبكر إلى ناديه السابق الخريطيات مع الحارس المعار أحمد سفيان أبونوره .وترددت أنباء قوية عن انضمام البرازيلي رومارينيو مهاجم الفريق ومواطنه المدافع لوكاس مينديز إلى صفوف النادي الجديد الدحيل في الموسم المقبل، لكن لم يتم تأكيد الخبر رسميا حتى الآن. أما على صعيد الصفقات الرسمية التي تم ابرامها بالفعل فقد كان السد هو من افتتح فترة الانتقالات الصيفية بتعاقده مع بوعلام خوخي قائد العربي، وسعود الهاجري حارس الريان الذي فسخ عقده رسمياً مع ناديه، كما جدد النادي عقود نجميه المحترفين الجزائريين بغداد بونجاح وبوغوطه حمرون وأكد تمسكه بالمدرب البرتغالي فيريرا في اطار الحفاظ على سياسة الاستقرار داخل النادي التي آتت ثمارها بالفوز الموسم المنقضي ببطولتي كأس قطر وكأس الأمير، وهو ما سيضمن للفريق العودة من جديد للمشاركة في دوري المجموعات بدوري أبطال آسيا .
فيما يحاول الصاعدان لمصاف الكبار ناديا قطر والمرخية التعاقد مع أفضل العناصر لتجنب سيناريو الهبوط سريعا إلى الدرجة الثانية، فتعاقد قطر مع فهد خلفان مهاجم الشحانية، وجدد عقد مدافعه محمد سالم الربيعي لمدة 3 مواسم، كما ضم حارس الشحانية الواعد جاسم الهيل، لكنه لا يزال لم يحسم ملف المحترفين. أما المرخية العائد إلى دوري النجوم هو الأخر فضم فهد يونس أحمد حارس الجيش ومدحت مصطفى لاعب أم صلال، فيما تعاقد رسميا مع مدرب الأهلي السابق يوسف آدم للاشراف الفني على قيادة الفريق، كما تعاقد مع المحترف الغامبي تيجان جايتيه. فيما نجح ام صلال في التعاقد مع خالد الزكيبا الظهير الأيسر للريان، وناصر نبيل الظهير الأيمن لمسيمير، ومهند درجال قلب دفاع الشحانية. كما تعاقد الخور مع محمد بدر سيار لاعب الشحانية، وجدد أيضاً عقد مدافعه رضا شنبيه، فيما جدد الخريطيات عقد لاعبه الموهوب محمود سعد عبدالحليم، بينما جدد النادي الثقة في محترفيه أنور ديبا والاوزبكي ترسانوف والمغربي تيبركيان، بينما استغنى عن المدافع البرازيلي دومينغوز ويبحث عن بديل له لتدعيم الخط الخلفي.
كما نجح السيلية في التعاقد مع الجزائري نذير بلحاج لاعب السد السابق وهي الصفقة التي تسببت في أزمة كبيرة من نادي المرخية بسبب اعلان الأخير سابقا التعاقد مع اللاعب بدون أن يوقع على أي عقود رسمية، كما تمكن الأهلي مع ضم لاعب الوسط الكوري الجنوبي كويهان كيم، وهناك انباء عن تفاوضه مع ستانلي نجم نادي وادي دجلة المصري المعار للزمالك.
ودخل النادي العربي في مفاوضات مع حمود اليزيدي لاعب الوكرة بعد فسخ تعاقده بسبب المستحقات، وهي الازمة التي تهدد العربي نفسه بسبب شكوى الثلاثي عبدالله العريمي وعمر العمادي وعبدالله معرفيه الذين طالبوا بفسخ عقودهم من النادي.
أما الريان فبدأت إدارته بتجديد عقود اللاعبين المنتهية عقودهم خوفا من رحيلهم عن النادي، ونجح بالفعل في تجديد عقد موسى هارون وعبدالرحمن الكربي وعبدالمجيد عناد ومحمد علاء الدين، فيما رحل عن صفوفه اللاعب الأسباني غارسيا الذي عاد لصفوف اسبانيول الاسباني وعوضه النادي على الفور بالتعاقد مع المهاجم المغربي عبدالرزاق حمد الله لاعب الجيش. ويسعى الغرافة إلى الاستفادة من اللاعب أحمد علاء الدين مهاجم الريان الذي باتت فرصة مشاركته مع الفريق صعبة للغاية في وجود حمد الله وسيبستيان سوريا وايضا تاباتا. لكن تبقى مشكلة الريان الأكبر هي مدربه مايكل لاودروب الذي ترددت الكثير من الانباء عن امكانية رحيله لتدريب اياكس الهولندي الموسم المقبل، رغم ان عقده لا يزال ممتدا مع النادي للموسم المقبل .

أندية دوري نجوم قطر تواصل تحضيراتها المكثفة للموسم الجديد رغم «الحصار»!

«قطر 2022» بطولة عربية وقادرون على تنظيم كأس عالم تاريخية!

Posted: 01 Jul 2017 02:05 PM PDT

الدوحة – «القدس العربي»: أكد السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث أن مونديال «قطر 2022» بطولة عربية وليست محصورة على دولة قطر، وأن أهداف المونديال ومنافعه تعود على الجميع بخلق فرص للشباب ودعم الاقتصاد.
وقال الذوادي إن افتتاح استاد خليفة الدولي يعد أول وأهم محطة في رحلة المونديال، مؤكدا أنها لحظة فخر خاصة أنها صادفت نهائي كأس سمو الأمير وبحضوره. وبين الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث أنه تم تطبيق معايير قطرية جديدة خاصة بالبيئة بعد اعتمادها من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وهي خاصة بالمنشآت الرياضية والاستدامة وصداقة البيئة.
وتطرق الذوادي لدور معهد جسور لتنمية القدرات البشرية في اكساب الشباب الخبرات العملية إلى جانب النواحي العلمية في شتى المجالات وليس الرياضية فقط وانما يمتد لإدارة المنشآت والشؤون التجارية واستقطاب الرعاة وكافة الأوجه الأخرى. وأشاد بالشباب القطري، مؤكدا أن هناك مجموعة رائعة من الشباب يملكون قدرات وطموحات ورغبة الى جانب شغفهم الكبير معبرا عن سعادته بهذه المنظومة. وكشف الذوادي عن دور الجاليات في تنظيم المونديال، مبينا أن هناك اتفاقيات تعاون مع 37 جالية يمثلون جزءا هاما من نسيج المجتمع القطري.
واستطرد الذوادي قائلا إن الكوادر القطرية ما عليها قصور، كما أن الكوادر العربية تملك قدرا من المواهب مع تمتعها بالالتزام والشغف بالعمل، ما يؤكد أننا قادرون معا على تنظيم بطولة كأس عالم تاريخية.
ووصف الامين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث الشراكة مع دورة «الروضان» الرمضانية لكرة القدم في الكويت بالناجحة.
وقال إن الاحترافية في العمل أكثر ما يميز الدورة التي تشهد سنويا مشاركة أفضل نجوم العالم في كرة قدم الصالات الى جانب استقطاب مشاهير كرة القدم.
ومن جانبه أكد ناصر الخاطر مساعد الامين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث أن كأس العالم قطر 2022 هو مونديال المنطقة العربية، وقال: «سنعود للكويت دائما من بوابة دورة الروضان وأحداث أخرى وسنستعين بالكوادر والمتطوعين من الكويت». وأشار إلى أن قطر والمنطقة العربية لا ينقصهم أي شيء من أجل تنظيم بطولة على مستوى عال من كافة النواحي بفضل الكوادر المتواجدة بالمنطقة والتي تمتلك الموهبة ويتم تدعيمها باكتساب الخبرات بالمحافل الدولية. وتحدث الخاطر عن مراحل تجديد استاد خليفة الدولي. مؤكدا أنه مر بأربع مراحل: الأولى في عام 1976 استعدادا لبطولة الخليج التي توج منتخب الكويت بلقبها، ومن ثم في عام 1992 لكأس الخليج وفي عام 2004 للآسياد وحاليا كأول استاد لمونديال قطر 2022. مبينا أن هناك أوجه كثيرة للتطوير أبرزها نظام التبريد حيث تصل درجة الحرارة ما بين 19 و20 درجة. كما تحدث الخاطر عن «استاد البيت» لافتا الى أنه تحفة معمارية بصبغة الموروث الشعبي. مشيرا إلى أنهم يسعون حسب الجدول الزمني لإنهاء كافة الاستادات في الوقت المحدد.
وقال إن ما يتم تصميمه ينفذ على أرض الواقع. متوقعا أن تكون كافة الاستادات جاهزة في 2021 وفقا للبرنامج الزمني.

«قطر 2022» بطولة عربية وقادرون على تنظيم كأس عالم تاريخية!
الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث:

تيوتي… آخر ضحايا أفريقيا في ملاعب كرة القدم

Posted: 01 Jul 2017 02:05 PM PDT

أبيدجان – «القدس العربي»: أسفرت الوفاة المفاجئة لشيخ تيوتي لاعب كوت ديفوار، عن زيادة عدد اللاعبين الأفارقة الكبار الذين توفوا خلال لعب كرة القدم حيث عانى أغلبهم من أزمات قلبية.
وتأكد سبب وفاة لاعب نيوكاسل يونايتد السابق بسكتة قلبية خلال تدريب فريقه الصيني بكين إنتربرايزس، والظروف تبدو مشابهة للعديد من الحالات السابقة. وكان صمويل أوكورارغي أول ضحية تقريبا في الملاعب الأفريقية عندما انهار عندما كان يلعب مع نيجيريا ضد أنغولا في لاغوس في 1989 في تصفيات كأس العالم. وأظهر التشريح للاعب البالغ عمره 25 عاما وقتها، والذي كان يدرس القانون ويلعب في صفوف شتوتغارت الألماني، أنه عانى من مشكلة في القلب. وكان القلب متضخما ولديه ارتفاع في ضغط الدم. وتسببت وفاته في صدمة في القارة، لكن الأمور كانت أصعب في فرنسا 2003 عندما سقط الكاميرون مارك فيفيان فوي في منتصف الملعب قبل 15 دقيقة من نهاية مباراة بلاده ضد كولومبيا في الدور قبل النهائي في كأس القارات في ليون. وحاول المسعفون لمدة 45 دقيقة إنعاش قلب فوي قبل إعلان وفاته. وأظهر التشريح للاعب أولمبيك ليون الفرنسي أنه عانى من تضخم في عضلة القلب وهي حالة وراثية ما يزيد من خطر الانهيار أثناء ممارسة الرياضة. ومنحت جائزة لأفضل لاعب أفريقي في دوري الدرجة الأولى الفرنسي تحمل اسم فوي. وعانى لاعبون أفارقة من أزمات قلبية أثناء اللعب منهم الثنائي النيجيري أمير أنغوي وإندورانس إيداهور والتونسي الهادي بالرخيصة الذي سقط أرضا خلال مباراة ودية لفريق الترجي ضد ليون الفرنسي. وتوفي الزامبي تشاسوي نسوفوا خلال مباراة مع فريقه الإسرائيلي في 2007، بينما في العام الماضي انهار الكاميروني باتريك إيكينغ وتوفي خلال مباراة مع فريقه دينامو بوخارست الروماني. وفي أبريل/ نيسان الماضي تعرض المدافع الغابوني مويس برو أبانغا لأزمة قلبية خلال تدريب مع فريقه ليبرفيل وتوفي أيضا. وتوقفت مسيرة النيجيري نوانكو كانو لمدة تسعة أشهر بعد فترة قصيرة من قيادته نيجيريا للفوز بذهبية أولمبياد 1996 عندما اكتشف الأطباء في إنترناسيونالي الايطالي مشكلة في قلبه. وخضع اللاعب النيجيري لجراحة في الولايات المتحدة قبل أن يستكمل مسيرته في العام التالي. واكتشف الأطباء في إنترناسيونالي أيضا مشكلة في ضربات قلب السنغالي خليل فاديغا بعدما تعاقد معه النادي وطالبوا أحد أبرز اللاعبين في نهائيات كأس العالم 2002 بالاعتزال. لكن فاديغا واصل مسيرته، وبعد انضمامه لبولتون واندررز الانكليزي في 2004 خضع لعلاج مشكلة قلبه بعدما سقط خلال إحماء قبل لقاء ضد توتنهام.
وأنقذ التدخل السريع لطبيب، كان حاضرا في المدرجات في ملعب توتنهام «وايت هارت لين» في 2012، حياة الكونغولي فابريس موامبا لاعب بولتون. وسقط اللاعب أرضا قبل نهاية الشوط الأول، لكنه نجا رغم توقف قلبه لمدة 78 دقيقة.

تيوتي… آخر ضحايا أفريقيا في ملاعب كرة القدم

أبرز حالات الوفاة للاعبين على أرض الملعب

Posted: 01 Jul 2017 02:05 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: مارك فيفيان فوي (حزيران/ يونيو 2003 )توفي لاعب وسط المنتخب الكاميروني (28 عاما) عقب تعرضه لأزمة قلبية خلال مباراة الدور نصف النهائي لكأس القارات أمام كولومبيا في مدينة ليون الفرنسية. وأخرج لاعب مانشستر سيتي ووستهام الانكليزيين وليون سابقا من الملعب لتلقي العلاج من طرف الطاقم الطبي في محاولة لانعاشه واعادته الى الحياة عن طريق الاوكسجين والتنفس الاصطناعي. وبعد فشل كل المحاولات نقل فوي الى المركز الطبي في غيرلان حيث توفي بعد 45 دقيقة، وأظهرت الفحوص انه كان يعاني من مشاكل في القلب. وكانت وفاته سببا في ادخال تحسينات على فحوص قلوب اللاعبين والعلاج الذي يمكن أن يتلقوه خلال المباريات، بما في ذلك تدريب الاجهزة الطبية للاندية على استخدام أجهزة تنظيم ضربات القلب.

انطونيو بويرتا (آب/ أغسطس 2007)

سقط المدافع الدولي الاسباني (22 عاما) مغمى عليه عندما كان يخوض مباراة فريقه اشبيلية في الدوري المحلي ضد خيتافي. أفاق وخرج سيرا من الملعب، الا انه تعرض لحالة إغماء أخرى داخل غرف الملابس ولجأ الأطباء لعملية إنعاش للقلب. نقل الى المستشفى حيث بقي في وحدة العناية المركزة، وتوفي بعد ثلاثة ايام بعدما تدهورت حالته نتيجة مضاعفات تكرار توقف القلب عن العمل فترة طويلة. أتت وفاته بعد ثلاثة أشهر من مساهمته في تتويج اشبيلية بكأس الدوري الاوروبي «يوروبا ليغ». ويحمل مواطنه قائد ريال مدريد سيرخيو راموس وشما تحية لبويرتا وارتدى قميصا مخصصا له عندما فازت اسبانيا بكأس العالم 2010.

فيل اونيل (كانون الاول/ ديسمبر 2007)

قائد مذرويل الاسكتلندي توفي بعد سقوطه مغمى عليه في المباراة التي فاز فيها فريقه على دندي يونايتد 5-3 في الدوري المحلي في كانون الاول/ ديسمبر 2007. نقل لاعب الوسط البالغ 35 عاما الى خارج الملعب قبل 12 دقيقة من نهاية المباراة لتلقي العلاج لمدة نحو 5 دقائق، ومن ثم عبر سيارة الاسعاف الى المستشفى حيث استمرت محاولات انعاشه دون جدوى. لعب خلال مسيرته الكروية مع سيلتيك وشيفيلد ونزداي الانكليزي والمنتخب الاسكتلندي.

غريغوري مارتنز (نيسان/ أبريل 2015)

مدافع نادي لوكرين البلجيكي البالغ من العمر 24 عاما، توفي في مستشفى بالعاصمة بروكسل كان قد نقل اليه، بعد ثلاثة أيام من تعرضه لأزمة قلبية حادة خلال مباراة للفريق الرديف ضد نادي جنك.

باتريك إيكينغ (أيار/ مايو 2016)

لاعب خط الوسط الكاميروني (26 عاما) الذي نشأ مع دينامو بوخارست الروماني، توفي في أحد مستشفيات العاصمة الرومانية الذي نقل إليه في أعقاب أزمة قلبية تعرض لها بعد سبع دقائق على مشاركته في مباراة ضمن بطولة الدوري المحلي.

شيخ تيوتي (حزيران/ يونيو 2017)

لاعب الوسط الدولي الايفواري تيوتي (30 عاما) سقط فجأة مغشيا عليه في الخامس من الشهر الماضي، خلال حصة تدريبية مع فريقه بكين انتربرايزس الصيني (درجة ثانية). تم نقله الى المستشفى حيث لقي حتفه. ووصفه زميله السابق في المنتخب لاعب هيبي تشاينا فورتشن، جرفينيو على «تويتر» بـ»مقاتل، عاشق لكرة القدم، بطل! لترقد روحك في سلام».

أبرز حالات الوفاة للاعبين على أرض الملعب

لماذا موراتا البديل النموذجي لإبراهيموفيتش مع مانشستر يونايتد؟

Posted: 01 Jul 2017 02:04 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: ما زالت الشكوك تحوم حول مستقبل مهاجم ريال مدريد ألفارو موراتا، بسبب الشائعات التي تتحدث عن إمكانية رحيله عن «سانتياغو بيرنابيو»، هذا الصيف، لرفضه فكرة الجلوس على مقاعد البدلاء، لموسم آخر.
وكان ابن أكاديمية النادي، انتقل إلى صفوف يوفنتوس قبل ثلاثة أعوام، بحثا عن فرصته في «يوفنتوس آرينا»، وحسنا فعل مع سيدة شمال إيطاليا العجوز، على مدار موسمين، سجل خلالهما 27 هدفا من مشاركته في 93 مباراة، والأهم من ذلك أنه فاز بلقبي»سيريا آه» و»كوبا إيطاليا» مرتين، ولعب كذلك نهائي دوري الأبطال، الذي خسره كبير إيطاليا أمام برشلونة في برلين عام 2015.
وتوهج الدولي الإسباني مع «البانكونيري»، دفع رئيس «الميرينغي» فلورنتينو بيريز، لاستعادته مرة أخرى، بتفعيل بند إعادة الشراء، مقابل حوالي 32 مليون جنيه إسترليني، إلا أن صاحب الشأن، لم يُثبت أقدامه في تشكيلة المدرب زين الدين زيدان الأساسية، واكتفى بالمشاركة في 14 مباراة فقط ضمن التشكيلة الأساسية، من أصل 26 مباراة في الليغا، الأمر الذي جعله مادة دسمة بالنسبة لوسائل الإعلام الإنكليزية والإسبانية في الآونة الأخيرة. ووفقا للتقارير المُنتشرة في صحف إنكلترا الكبرى في الأسابيع القليلة الماضية، فإن حاكم «مسرح الأحلام»، جوزيه مورينيو، أعطى إدارة النادي، الضوء الأخضر للحصول على خدمات ألفارو موراتا، ليحل محل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي تخلى عنه النادي، بعد إصابته السيئة بقطع في الرباط الصليبي. والسؤال الآن: هل موراتا هو البديل المثالي للسلطان؟
حتى هذه اللحظة، يُعتبر مستقبل موراتا مع الريال على المحك، كيف لا وعدد دقائق مشاركاته تحت إشراف زيزو لم تتجاوز 1341 دقيقة، وأمر كهذا في عُرف كرة القدم بالنسبة للاعب من أصحاب الجودة العالية بمثابة الصدمة، خاصة وأنه كثيرا ما يتحدث عن حلمه بأن يكون مهاجم إسبانيا الأول في السنوات المقبلة. وربما مقومات وشخصية وموهبة موراتا، تُعطيه أفضلية ليكون المتحدث الرسمي لخط هجوم اللاروخا في قادم المواعيد، لكن مشكلته الرئيسية، تكمن في عدم لعبه بانتظام، كما كان وضعه مع يوفنتوس في موسمي 2014-2015 و2015-2016، وهذه المشكلة أمامه فرصة ذهبية للتخلص منها في الوقت الراهن، إن قبل خوض مغامرة إنكليزية مع مانشستر يونايتد أو تشلسي. وصحيح أن اللاعب اعترف بشكل واضح وصريح في شهر أبريل/ نيسان الماضي، أنه سيبذل كل ما في وسعه، لرد الدين لأنطونيو كونتي، بالعمل معه في فريق واحد في المستقبل، كون صاحب الـ45 عاما، كان سبب قرار ضم موراتا لليوفي عام 2014، ورحل قبل بدء الموسم، بسبب مشاكل مع الإدارة. لكن التوقعات تصب هذه المرة في مصلحة الشياطين الحمر، حتى إذا اضطر لدفع 70 مليون جنيه إسترليني، لحسم الصفقة قبل بدء معسكر الاستعداد للموسم الجديد. لحاجة مورينيو لمهاجم متنوع، يملك حلول داخل منطقة الجزاء وخارجها، كما كان يفعل إبراهيموفيتش في عصره الذهبي، وليس في الفترة التي قضاها مع اليونايتد.

مميزات خليفة زلاتان

يلعب «سبيشال وان» دائما بطريقته المُفضلة 4-2-3-1، وهذه تكاد تكون الطريقة المثالية لأسلوب المُدمر الإسباني، فبعيدا عن طوله المقبول جدا كمهاجم رقم (9)، هو من الأشخاص الذين نُطلق عليهم في منطقتنا العربية «عريض المنكبين»، أي يملك أكتافا عريضة، مع جسد رياضي مثالي، مُسلح بالسرعة وغريزة الهداف القاتل، وهذا تقريبا ما يُريده مورينيو من صفقة الصيف المنتظرة.
وميزة أخرى يتمتع بها موراتا، وتجعله مُرشحا للانفجار مع مورينيو، وهي قدرته الهائلة على الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط والتصرف بها بشكل صحيح عندما يكون ظهره للمرمى، وهذا النوع من المهاجمين، كان المُفضل دائما بالنسبة لمورينيو، وبدأ المدرب البرتغالي «تكتيك» رمي الكرة للمهاجم لإعطاء مساحة للآخرين للتسجيل، مع ديرلي في بورتو، ثم مع ديديه دروغبا في السنوات التالية مع البلوز، ودييغو ميليتو في تجربة الإنتر ميلان، ودييغو كوستا في الولاية الثانية مع تشلسي. بالإضافة إلى ذلك، يملك موراتا حل المراوغة في موقف لاعب ضد لاعب أو اثنين، وأيضا قاتل مُحترف بالرأس، وبالنظر إلى أهدافه الـ15 التي سجلها بالقميص الأبيض للريال، سنجد أن هناك ستة أهداف منها بالرأس، وهو سريع في التحركات العرضية لضرب مصيدة التسلل، وهذه في حد ذاتها، ميزة، لم تكن متوافرة لدى هداف الموسم المنقضي إبراهيموفيتش، ولعل أبرز الادلة ما فعله في بايرن ميونيخ في موسم 2015-2016، عندما بعثر خمسة لاعبين من منتصف ملعبه، إلى أن اقترب من منطقة الجزاء، فأهدى كوادرادو تمريرة حريرية، أكملها بهدف عالمي.

الشخصية القوية

من الأشياء الضرورية في مشروع مورينيو للموسم الجديد، ضم مهاجم قادر على صنع الفارق في الأوقات الصعبة، وبالنسبة لموراتا، فسجله في المواعيد الكبرى يتحدث عن نفسه، فمع اليوفي هز شباك ريال مدريد في مباراتي الذهاب والإياب في نصف نهائي دوري الأبطال في نسخة 2015، وأيضا كان صاحب هدف اليوفي الوحيد في شباك برشلونة في نهائي برلين. كذلك في مباراة هدفه المشترك مع كوادرادو، زار شباك نوير، ومع الريال الموسم المنصرم، سجل في شباك نابولي، ومع الهالة الإعلامية التي ستُسلط عليه من قبل الإعلام الإنكليزي، ربما يتحول إلى إيريك كانتونا جديد على يد مورينيو الذي يُقدر هذا النوع بالذات من المهاجمين.

لماذا موراتا البديل النموذجي لإبراهيموفيتش مع مانشستر يونايتد؟

عادل منصور:

تفاقم أوجاع المصريين بعد رفع أسعار الوقود

Posted: 01 Jul 2017 02:04 PM PDT

جاءت أحدث زيادة في أسعار الوقود في مصر لتصب الزيت على النار في وقت مازال فيه المصريون يحاولون التكيف مع موجة غلاء فاحش في الأسعار مما أشعل الغضب والإحباط بين مؤيدي الحكومة ومعارضيها على حد سواء.
وبدلا من الخروج للشوارع اليوم للاحتفال بذكرى 30 حزيران/ يونيو الذي شهد احتجاجات شعبية عارمة أسفرت عن عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين قبل أربع سنوات، لجأ المصريون لوسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن مشاعر الصدمة من القرارات الأخيرة التي أعلنت أمس والتي تؤذن بمزيد من المعاناة وضيق العيش.
تأتي أحدث زيادة لأسعار الوقود بنسب تصل إلى 100 بالمئة في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تطبقه الحكومة ضمن اتفاق مع صندوق النقد الدولي. لكنها تجيء أيضا قبل عام من موعد الانتخابات الرئاسية التي يتوقع على نطاق واسع أن يرشح الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه فيها لفترة رئاسة ثانية.
ومن شعبية هائلة دفعت بالسيسي إلى سدة الحكم في 2014 بعد عام من انتهاء حكم الإخوان المسلمين بقيادة مرسي، توالت الأسباب التي أدت إلى تراجع شعبيته من مصاعب اقتصادية وتضييق على الحريات العامة إلى اتفاقية لتعيين الحدود البحرية مع السعودية دفع بعض المصريين لاتهام السيسي على وسائل التواصل الاجتماعي بالتفريط في أرض مصرية.
وتتباين آراء المحللين في مدى تأثير زيادات الأسعار على شعبية السيسي.
يقول حسن نافعة المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة «عندما تقارن التوقعات التي صاحبت مجيء السيسي للسلطة وما يحدث الآن تجد الفجوة كبيرة.
ويضيف قائلا لرويترز «أظن أن شعبية الرئيس بدأت تتآكل رويدا رويدا بسبب أخطاء فادحة آخرها زيادة أسعار الوقود».
لكن حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية قال «حالة التوتر أو الاستياء ستقف عند حد الحكومة ولن تتجاوزها إلى السيسي».
وأضاف «أقصى أماني أغلب المصريين تغيير الحكومة بحكومة أخرى تتعامل بشفافية وتجيد تفسير سياساتها».
وفي غياب صوت المعارضة في وسائل الإعلام المرئية، تبارت القنوات التلفزيونية في تذكير المصريين بانجازات السيسي فيما بدا لكثيرين انفصالا عن واقع الشارع المصري الذي بات ليلته مهموما مما تخبئه له الأيام ومتوجسا من موجة غلاء جديدة.

مرارة وسخرية ودعوات للاحتجاج

بدت المرارة الممزوجة بالسخرية واضحة في نبرة تعليقات كثيرة على فيسبوك وتويتر.
ولخص أحد التعليقات صدمة المصريين من زيادة سعر البنزين قائلا «بنك … يقدم 'قرض التفويل' (ملء خزان البنزين). فوّل سيارتك من أي محطة وقود الآن وسدد على خمس سنوات!»
بينما قال أحدهم «شعار المرحلة: واحشني بس البنزين حايشني (يمنعني من زيارتك)..
أما السيسي فقد وجه الشكر والتحية للشعب على «تفهم» القرارات الصعبة و»تحمل» عبء الإصلاح الاقتصادي.
وفي كلمة إلى الشعب في الذكرى الرابعة لمظاهرات 30 يونيو، هنأ المصريين بالمناسبة وبما تحقق من إنجازات، دون أي إشارة لزيادة أسعار الوقود.
وأشاد بالشعب «الذي يتفهم بوعي وحكمة القرارات الصعبة التي يتعين اتخاذها، ويتحمل بشموخ وصبر مشاق الإصلاح الاقتصادي وأعبائه، ينظر إلى المستقبل بثقة، ويعلم علم اليقين أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا..
الهجوم اللاذع على الحكومة واتهامها بتجاهل معاناة الناس لم يقف عند حد التعبير عن مشاعر الغضب والاستياء بل تعداه إلى دعوات للاحتجاج العلني على زيادة أسعار الوقود بإيقاف السيارات في الشوارع.
وتوقف عدد من السيارات بالفعل على كوبري 6 أكتوبر الذي يعد شريانا رئيسيا في القاهرة مساء يوم الخميس مما عرقل حركة السير لبعض الوقت احتجاجا على رفع الأسعار.

«نعيش إزاي!»

ويشكو مصريون من بين ملايين يعيشون تحت خط الفقر من إنهم قد لا يجدون قوت يومهم بعد زيادة أسعار الوقود مجددا.
كان تهاوي قيمة الجنيه إلى النصف تقريبا مقابل العملات الأجنبية بفعل قرار التعويم وما صاحبه من زيادة في أسعار الوقود في أواخر 2016 قد أطلق العنان لموجة غلاء عاتية.
وقفز معدل التضخم السنوي إلى 32 في المئة في نيسان/ أبريل مسجلا أعلى مستوى منذ 31 عاما قبل أن ينحسر قليلا في مايو أيار.
وفي رد فعل سريع على قرارات الخميس، اندلعت مشاجرات بين ركاب وسائقي سيارات أجرة رفع بعضهم التعريفات بنسب وصلت إلى 80 في المئة. غير أن الحكومة وجهت المحافظين لاعتماد زيادات لا تتجاوز 20 بالمئة في تعريفات الركوب.
واشتكى محمد أحمد، وهو عامل موسمي، من رفع سائقي سيارات الأجرة تعريفة الركوب بين مدينته بني سويف جنوبي القاهرة ومدينة السادس من أكتوبر غربي العاصمة إلى 28 جنيها (1.5 دولار) من 18 جنيها. وقال «عندي أربع أولاد. أجيب منين؟… والله اللي بيحصل فينا دا حرام!»
ووصف البعض ما يحدث مع قفزات في نفقات المعيشة «بالموت البطيء».
وقال السياسي الناصري حمدين صباحي الذي خسر أمام السيسي في انتخابات الرئاسة في 2014 في صفحته على فيسبوك «إنها سلطة معادية للشعب… وتفقد ما تبقى من شعبية برفع الأسعار ورمي الناس بلا رحمة في جحيم الغلاء… الله وشعبنا يمهل ولا يهمل».
ولتبرير الزيادة في الأسعار قالت الحكومة إن زيادة أسعار الوقود خفضت دعم المواد البترولية في موازنة السنة المالية 2017-2018 التي ستبدأ غدا السبت من 145 مليار جنيه إلى 110 مليارات.
وقال رئيس الوزراء شريف إسماعيل إن «تحريك» أسعار الوقود ضرورة وإن «البديل سيكون أسوأ بكثير».
الحكومة تؤكد أنها تراعي البعد الاجتماعي وتدلل على ذلك بزيادة تقررت قبل أسابيع في دعم السلع التموينية للفقراء ورفع معاشات التقاعد بحد أدنى 150 جنيها وحد أقصى 500 جنيه.
ويتفق الخبير الاقتصادي جلال الجوادي مع الحكومة في أن زيادة أسعار الطاقة ضرورية لخفض دعم المواد البترولية وبالتالي خفض العجز في الموازنة العامة للدولة.
لكنه يضيف قائلا «المشكلة أن الخطوات متسارعة».
الزيادات الأخيرة أثارت حنق حتى بعض مؤيدي الحكومة.
رئيس لجنة الطاقة والبيئة في مجلس النواب طلعت السويدي قال إن وزير البترول لم يبلغ المجلس بنسب الزيادة في الأسعار قبل إعلانها، وإنه سيعترض رسميا على ذلك في المجلس.
وعاب السويدي، في حديث للصحفيين بالبرلمان، على الحكومة ما وصفه بالتقاعس عن اتخاذ إجراءات مسبقة لحماية الفقراء مما وصفه بمغالاة تجار في أسعار السلع ومغالاة سائقي سيارات الأجرة في التعريفات بعد زيادة أسعار الوقود.
وقال ياسر قورة مساعد رئيس حزب الوفد الليبرالي لرويترز «الحالة الاجتماعية والاقتصادية لا تسمح بمثل هذه الزيادات التي تتسبب في زيادات في جميع أسعار السلع والخدمات… الحكومة تضغط بشدة على المواطن الفقير والمواطن المتوسط الحال أيضا».
وحذر سيد عبد العال رئيس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي اليساري من انهيار اقتصادي جزئي أو كلي بعد زيادة أسعار الوقود.
إلا أنه قال «موقفنا المؤيد للسيسي قائم كما هو. نخوض معا معركة واحدة ضد الإرهاب ونعمل معا على حماية الدولة ووحدة شعب مصر»، في إشارة إلى التحدي الأمني الذي يمثله إسلاميون متشددون ينشطون في محافظة شمال سيناء المتاخمة لإسرائيل وقطاع غزة.
وقتل مئات من أفراد الجيش والشرطة في أعمال عنف يشنها المتشددون منذ عزل مرسي الذي يقضي حكما نهائيا بالسجن 20 عاما لإدانته في قضية مقتل محتجين على حكمه في محيط قصر الرئاسة نهاية 2012.
وقال عبد العزيز الحسيني أمين التنظيم في تيار الكرامة، وهو حزب قومي، «رفع أسعار الوقود يدفع مصر لمخاطر شديدة ويضع مؤشرات مرعبة لمستقبل الوطن في ظل أغلبية مسحوقة قابلة للانفجار».
نادية السيد (55 سنة) أرملة وأم لأربع بنات تقول بمرارة «احنا كده بنموت بالبطيء.. الأيام دي صعبة قوى…نعيش إزاي؟»
وبصوت جهوري غاضب قال عضو البرلمان السابق البدري فرغلي عبر الهاتف «التوقيت خطأ والطريقة خطأ. القرار لم يراع الظروف السياسية التي تمر بها البلاد ولم يراع الأغلبية العظمى من الشعب.
«لم تعد هناك قدرة للإنسان على أن يواصل الحياة».
ويضغط فرغلي منذ سنوات بصفته رئيسا لاتحاد فئوي من أجل زيادة معاشات التقاعد. وقال «كنت من أوائل المؤيدين للسيسي في ثورة 30 يونيو لكني الآن لست مع سياسته ولا مع طريقة حكمه لنا.
«كنا نحلم باستقرار اقتصادي وسياسي، لكن ما يحدث لنا بعيد تماما عن حلمنا. 30 يونيو ألف رحمة عليها.
(رويترز)»

تفاقم أوجاع المصريين بعد رفع أسعار الوقود

محمد عبد اللاه

ارتفاع إصدارات ديون الأسواق الناشئة في النصف الأول من السنة

Posted: 01 Jul 2017 02:04 PM PDT

رويترز:- ساهم تحسن الوضع الاقتصادي وتعطش المستثمرين للعوائد في زيادة مبيعات الديون بالنقد الأجنبي من حكومات وشركات الأسواق الناشئة إلى مستويات مرتفعة جديدة في الأشهر الستة الأولى من 2017.
وزادت مبيعات السندات التي تصدرها شركات وحكومات في أنحاء الدول النامية إلى ما يزيد قليلا عن 355 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى من 2017، في أقوي أداء نصف سنوي خلال ما لا يقل عن عشرة سنوات بحسب بيانات تومسون رويترز.
وتظهر البيانات أن جميع مناطق العالم شهدت زيادة في أحجام وكمية الصفقات، في الوقت الذي شكل فيه المصدرون في منطقة آسيا والمحيط الهادي نحو 50 في المئة من جميع مبيعات الدين.
وقال مايكل باور من انفستك لإدارة الأصول «إنه تحالف التوافق… الأسواق الناشئة تريد الاقتراض وعلى الجانب الآخر أناس يرغبون في العائد».
واستثمر مدراء الصناديق، الذين يواجهون أسعار فائدة منخفضة في معظم أنحاء العالم المتقدم، أموالا في الأسواق الناشئة لأشهر عند مستويات مماثلة لتلك المسجلة خلال ما أطلق عليه الدورة الفائقة للسلع الأولية.
وقال باتريك استيرويلاس من إمسو لإدارة الأصول إن احتمال قيام صناع السياسات في العالم المتقدم برفع أسعار الفائدة أو سحب حزم التحفيز مثل أيضا حافزا للمصدرين.
وقال استيرويلاس «من المنطقي أن تدخل في تمويل طويل الأجل بأسعار مناسبة» مضيفا أن التهديد الناتج عن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهادفة إلى تحريك النشاط الاقتصادي والأسعار ساهمت في هذا المزيج.
وقال جيه.بي مورجان في توقعاته للأسواق الناشئة التي أرسلها إلى عملائه في وقت سابق من هذا الشهر إن من المتوقع أن تستمر إصدارات حكومات الأسواق الناشئة، التي تمثل نحو ثلث مبيعات الديون، بوتيرة سريعة.
وانضم عدد من الحكومات إلى الموجة الأحدث من الإصدارات.
وباعت مصر إصدارات بقيمة ثلاثة مليارات دولار في مايو أيار، وهو ما يفوق مثلي ما كان متوقعا، بعد توقف مدته خمس سنوات أعقب انتفاضات الربيع العربي.
وفاجأت الأرجنتين الأسواق بإصدار لأجل 100 عام في يونيو حزيران، باعت منه 2.75 مليار دولار قبل ما يقل عن عام على تعثرها الأخير. ويتوقع جيه.بي مورجان، الذي يدير أوسع مؤشرات ديون الأسواق الناشئة انتشارا، أن يبلغ إجمالي قيمة إصدارات الديون السيادية من الدول النامية 143 مليار دولار في 2017 مقارنة مع ما يقل قليلا عن 130 مليار دولار العام الماضي.
ويتوقع البنك أن تصل قيمة إصدارات ديون شركات الأسواق الناشئة إلى 380 مليار دولار في 2017 بعد إصدار ما يفوق قليلا 208 مليارات دولار بالفعل بحلول أوائل يونيو حزيران.

ارتفاع إصدارات ديون الأسواق الناشئة في النصف الأول من السنة
بدعم من توقعات متفائلة وتدفقات:

تركيا قد تصبح أكبر وجهة لصادرات القمح الروسي

Posted: 01 Jul 2017 02:03 PM PDT

قال تجار وموردون إن تركيا قد تصبح أكبر وجهة لصادرات القمح الروسي في عام 2017-2018 التسويقي الذي يبدأ في الأول من يوليو تموز متجاوزة بذلك مصر التي يبدو أن روسيا تخسر أرضية بها لصالح منافسين مثل أوكرانيا ورومانيا.
وأدت تسوية خلاف تجاري مع تركيا الشهر الماضي إلى زيادة مبيعات القمح القادم من روسيا. في الوقت ذاته تخسر فيه روسيا نشاطا مربحا في مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، لصالح منافسين أقل ثمنا.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن تزيد تركيا وارداتها من القمح هذا العام على الرغم من الحصاد الضخم المتوقع.
وقال تاجر أوروبي «من المرجح أن تستمر صادرات الطحين التركية الضخمة في العام الجديد بما يخلق المزيد من واردات القمح في الوقت الذي ما زالت فيه تركيا من كبار موردي الطحين في مناطق بها مشاكل من بينها سوريا والعراق والسودان».
وقال إيجور بافينسكي رئيس التسويق لدى روساجروترانس، إن المنافسة على السوق المصرية ستكون أقوى في الموسم الجديد وإن تركيا قد تصبح أكبر سوق للقمح الروسي في 2017-2018.
وجرى عرض القمح الأوكراني والروماني بسعر أقل من الروسي في المناقصة المصرية السابقة في 22 يونيو حزيران عندما شعر المصدرون بالاضطرار لإضافة علاوات لتغطية عدد من المخاطر المحتملة.
وشمل ذلك مخاطر تتعلق بتأخر بدء حصاد القمح وتقلبات الروبل في الآونة الأخيرة إلى جانب القواعد الروسية الجديدة بشأن الحساب الصارم لضريبة القيمة المضافة للقطاع الزراعي حسبما قال بافينسكي.
وهناك مصدر قلق آخر وهو العودة المحتملة لخلاف في مصر بشأن فطر الإرجوت. وكانت واردات مصر من القمح توقفت تقريبا العام الماضي عندما فرضت القاهرة حظرا على واردات القمح الذي يحتوي على أي نسبة من الإصابة بالإرجوت، وهو ما تسبب في خسائر للتجار حيث رفضت مصر مرارا شحنات من القمح.
وأصدرت محكمة مصرية في يونيو حزيران حكما ضد نظام الحكومة الحالي الخاص بفحص الغذاء مما أثار مخاوف بشأن حملة جديدة على الفطر.
وقال بافينسكي «أعتقد أن من المستحيل أخذ مخاطر مشكلة الإرجوت في الاعتبار في السعر لأنه في حالة العودة إلى (سياسة) صفر إرجوت لن تكون هناك أي عروض في المناقصة على الإطلاق».
أضاف أن أسعار القمح الروسي بحاجة لأن تنخفض بما يتراوح بين ثلاثة وخمسة دولارات للطن قبل أن يعود للمنافسة من جديد. (رويترز)

تركيا قد تصبح أكبر وجهة لصادرات القمح الروسي

مؤسسات دولية تُكرم «الجزيرة» ودول عربية تطالب بإغلاقها

Posted: 01 Jul 2017 02:03 PM PDT

لندن-«القدس العربي»: حصلت قناة «الجزيرة» القطرية على مساندة وتأييد وتكريم العديد من المؤسسات العالمية المرموقة مؤخراً، في الوقت الذي تطالب فيه بعض الدول العربية بإغلاقها وإسكات صوتها بشكل كامل، فيما تواصلت فعاليات وبيانات التضامن مع القناة في وجه مطالبة أربع دول عربية بإغلاقها.
وفي أحدث إلانجازات التي سجلتها قناة «الجزيرة» فازت بجائزة «جاين كرولي» لأفضل عمل صحافي مختص بقضايا المرأة، عن الفيلم الوثائقي «صباح الخير باكستان» الذي عُرض على قناة «الجزيرة» الإنكليزية ضمن سلسلة «101 إيست» الأسبوعية المتخصصة في الشؤون الآسيوية.
وتناول الفيلم الفائز المخاطر التي تتعرض لها الصحافيات والمراسلات خلال تغطيتهن للأحداث الجارية في منطقة القبائل الباكستانية القريبة من الحدود مع أفغانستان، وتضحيتهن بحياتهن أحياناً لنقل الخبر من أماكن تُصنف ضمن أخطر المناطق في العالم، ويركز على يوميات صحافيات يعملن بالمحطة الإذاعية الوحيدة في المنطقة، وسعيهن لنقل معاناة المرأة في هذا الجزء القصي من البلاد.
وأشادت لجنة تحكيم الجائزة بفيلم «صباح الخير باكستان» وأكدت أنه «سلط الضوء على قضية مهمة تتناول حقوق المرأة العاملة في مجال الصحافة، والتحديات والمخاطر التي تواجه المراسلات الميدانيات خلال تأدية عملهن النبيل».
وتعتبر جائزة «جاين كونينغهام كرولي» من أهم الجوائز الإعلامية المتخصصة في مجال تشجيع وتكريم الصحافيات والأعمال المهتمة بشؤون المرأة في أنحاء العالم، وأطلق عليها اسم الصحافية الراحلة جاين كرولي التي كرست حياتها لتحسين وضعية المرأة وتسليط الضوء على معاناتها.
إلى ذلك، أعلن الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية رفضه وإدانته وبشدة لطلب الدول التي تفرض حصاراً على دولة قطر بإغلاق قناة «الجزيرة» وشبكة قنوات «بي إن سبورت» مؤكدا أن مثل هذا الطلب غير مقبول ومرفوض بالإجماع.
وقال الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، في بيان نشره على موقعه الرسمي، إن اللجنة التنفيذية للاتحاد ترفض هذا الطلب ولن تقبل أبدا بمبدأ أن السياسة يمكن أن تحد من حرية التعبير والمبادرة الحرة في مجال الإعلام في أي مكان في العالم، مشددًا على أنه لا يمكن إخضاع وسائل الإعلام الرياضية لأي شرط من قبل أي سلطة تريد السيطرة عليه.
وأكد البيان رفض الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الشديد لسلوك المدربين واللاعبين الذين رفضوا الإدلاء بأحاديث أو تصريحات للصحافيين الذين يمثلون «بي إن سبورت» خلال فعاليات الأحداث الرياضية الدولية.
وقال رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية جياني ميرلو إن «الاتحاد لديه تجارب ممتازة في منطقة الخليج وقد استضافت دولة قطر اجتماعين للجنة التنفيذية في عامي 2006 و2016 كما أن دولة قطر ومنطقة الخليج بشكل عام استضافت العديد من الفعاليات الهامة للاتحاد الدولي».
وأكد أن هناك علاقة جيدة للغاية تربطه بدول منطقة الخليج «التي شاهدنا فيها تطورا ملحوظا للصحافة الرياضية في الآونة الأخيرة» وقال إن «هذا يعني أنه لا يمكننا القبول أبدا بحظر ووقف هذا التطور إلى أجل غير مسمى بسبب عاصفة سياسية».
ونبه إلى أن جيلا من الصحافيين الشباب قد يعاني جراء هذه التطورات الخطرة وهو أمر غير مقبول، معرباً عن أمله أن يساهم الحوار في إنهاء هذه الأزمة.
في هذه الأثناء، عقد اتحاد الصحافيين البريطانيين (NUJ) وهو أكبر نقابة للصحافيين في العالم، اجتماعاً استثنائياً قبل أيام لبحث الضغوط التي تتعرض لها دولة قطر من أجل إغلاق قناة «الجزيرة» وأجمع الحاضرون في الاجتماع الذي انعقد في وسط لندن على التنديد بمحاولات إسكات الإعلام الحر في المنطقة العربية.
في المقابل، أكد سفير دولة الإمارات لدى روسيا عمر سيف غباش أن الدول الخليجية لن تتراجع عن مطالبها الـ13 التي قدمتها لقطر وعلى رأسها مطلب إغلاق قناة «الجزيرة».
ولوح السفير الإماراتي بطرد قطر من مجلس التعاون الخليجي، والإيعاز للشركاء الاقتصاديين بالاختيار بين التعامل مع قطر أو الدول العربية.
كما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنه لا تفاوض مع قطر حول المطالب الخليجية والتي تم منح الدوحة 10 أيام لتلبيتها مجتمعة.

مؤسسات دولية تُكرم «الجزيرة» ودول عربية تطالب بإغلاقها

جدل إعلامي غير مسبوق في السعودية حول دعوات للتطبيع مع إسرائيل

Posted: 01 Jul 2017 02:03 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: انشغل ملايين السعوديين على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بحالة غير مسبوقة من الجدل حول «التطبيع مع إسرائيل» وهو الجدل الذي غاب عن وسائل الإعلام التقليدية بشكل كامل في الخليج لتتحول شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة موقع «تويتر» إلى ساحة للسجال الساخن بشأنه.
وجاء الجدل الداخلي السعودي بالتزامن مع القصف الإسرائيلي الذي استهدف قطاع غزة الأسبوع الماضي، الذي زعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنه كان رداً على صواريخ تم إطلاقها من داخل القطاع، فيما اعتبرته حركة حماس تصعيدا إسرائيليا غير مبرر، بينما قال آخرون إنه اختبار لردود الفعل العربية في ظل الانشغال بأزمة الخليج.
وظهرت لأول مرة دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية تدعو إلى التطبيع مع إسرائيل، بل تمادى بعض المغردين ووصلوا إلى درجة تأييد القصف الإسرائيلي لمواقع تابعة لحركة حماس على أساس أن الحركة «منظمة إرهابية» مستندين في ذلك إلى تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مؤخراً عندما زار فرنسا ووصف الحركة الفلسطينية بأنها «إرهاب» في موقف لافت وغير مسبوق من السعودية التي لطالما استقبلت قيادات الحركة في السابق وأجرت محادثات معهم.
وفهم الكثير من المغردين والمدونين والنشطاء بأن الجدل الاعلامي في السعودية بشأن التطبيع مع اسرائيل ما هو إلا محاولة للتمهيد من أجل إقامة علاقات علنية بين القيادة السعودية الجديدة وبين إسرائيل، خاصة في أعقاب التفاهمات التي تمت بين المملكة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدى زيارته الرياض قبل أسابيع معدودة.
وأطلق نشطاء سعوديون على «تويتر» حملة مؤيدة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي تحت الوسم (#سعوديين_مع_التطبيع) طالبوا خلالها بالتطبيع وإقامة علاقات علنية بين المملكة وإسرائيل وذلك بالتزامن مع القصف الإسرائيلي لقطاع غزة فجر الثلاثاء الماضي. إلا أن الحملة المؤيدة للتطبيع سرعان ما ووجهت بحملة مضادة للتطبيع على «تويتر»تحت الوسم (#سعوديون_ضد_التطبيع) وخلال ساعات قليلة حشدت عشرات آلاف المغردين واستقطبت الكثير من النشطاء والرموز السعوديين الذين أعلنوا معارضتهم التامة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

#سعوديون_مع_التطبيع

وضمن الحملة الداعية لاقامة علاقات سعودية إسرائيلية علنية أكد الناشط أحمد الأحمدي أن هذه الحملة ليست سوى عمل مدفوع ومنظم وممنهج سلفاً ولا يعبر عن حقيقة الشعب السعودي المعارض لاقامة علاقات مع إسرائيل، حيث غرد قائلاً: «#سعوديين_مع_التطبيع هاشتاغ مدفوع لجس النبض.. اطمئنوا والله لن نتخاذل عن قضيتنا الإسلامية مهما طال الوقت ولن ننصر الظالم على المظلوم وانتظروا».
وقال محمد الربيعة: «المقاومة باقية وفلسطين باقية والمطبع لن يضر إلا نفسه ومصالحه. الذي ينادي بالتطبيع إنما يدعو لتخلي العرب عن أمنهم القومي».
وأجرى حساب سعودي معروف متخصص باستطلاعات الرأي على «تويتر» استفتاء سأل فيه: «هل التطبيع مع إسرائيل جريمة دينية؟ّ» حيث رد 72% من المشاركين وعددهم 1635 بالقول: نعم هو جريمة دينية، بينما رآى 28% فقط من المشاركين أنه لا يشكل جريمة دينية.
كما أجرى الحساب ذاته استطلاعاً آخر سأل فيه: «من الناحية السياسية هل تعتقد أن التطبيع مع إسرائيل يخدم المصلحة السعودية؟» فرد 69% من المشاركين بالقول: «التطبيع لا يخدم مصالح السعودية» بينما قال 31% فقط أن «التطبيع مع إسرائيل يخدم المصالح السعودية» أما المشاركون في هذا الاستطلاع فتجاوز عددهم السبعة آلاف شخص.
ورآى مغرد سعودي يُدعى خالد أن «الهاشتاغ (#سعوديين_مع_التطبيع) مصدره الاحتلال، والمغردون وهميون» وقال: «لا يمكن أن أصدق أن هناك سعوديا ومسلما يرضى بالتطبيع مع دولة إرهابية محتلة لأراض عربية».
في المقابل قال مغرد يُدعى عادل: «جربنا العرب وشبعنا خيانات لماذا لا نجرب الطرف الآخر قد يكون أفضل» فيما قال مغرد آخر يُدعى ناصر: «(لكم دينكم ولي دين).. التطبيع حاجة مهمة وملحة لتنمية الفرص التجارية والاقتصادية فلن نستفيد من الابتعاد والعداوة». وأضاف: «التطبيع لمصلحة البلدين أؤيده وبشدة، وليس له أي ضرر على وطننا ابدا، فهناك فوائد تجارية وسياسية، فيكفي أن هناك من هو أخطر».
وكتب آخر: «نعم للتطبيع، ها هي دولة فلسطين نفسها تقيم علاقات كاملة مع إسرائيل فلا تكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينين نفسهم» وأضاف: «إسرائيل لم تعتد يوما على بلدنا ولم تتآمر ضدنا وليس لها ميليشيات ولا تدعم الإرهاب».
وغرد المهندس عمر العلياني قائلاً: «لا عيب في السلام والحوار والاتفاق فهو في الأخير مطلب الشعوب والدول والخيار الأفضل للجميع».
أما اللافت في الحملة التي عصفت بشبكة «تويتر» وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي أن أشهر مغرد سعودي على «تويتر» كان قد تنبأ بها قبل يومين من حصولها، حيث كتب الحساب الذي يحمل اسم «مجتهد»: «ابن سلمان يوجه بتنفيذ حملة إعلامية وتويترية لتهيئة الرأي العام لعلاقات معلنة مع إسرائيل، ومكافأة للإعلامي والمغرد الذي يبدع في هذه الحملة»، وذلك يوم السادس والعشرين من حزيران/ يونيو، أي قبل يومين من بدء الحملة وظهور الهاشتاغ «#سعوديين_مع_التطبيع» وهو ما دفع كثيرين أيضاً إلى الاستنتاج بأنها حملة مدبرة ومرتبة سلفاً تمهيداً لقرار ما سيتخذه ابن سلمان.
وذكر «مجتهد» أن ما يجري من شيطنة لـ»حماس» والدفاع بشكل مباشر أو غير مباشر عن إسرائيل هو أمر معد له من قبل ولي العهد الجديد الأمير محمد بن سلمان.
وتحت الوسم (#سعوديون_ضد_التطبيع) كتب المغرد السعودي الشهير تركي الشلهوب: «خطوات التطبيع:
- الأولى: إسرائيل أحسن من إيران.
- الثانية: الفلسطينيين باعوا أرضهم.
- الثالثة: #سعوديين_مع_التطبيع!
التطبيع خيانة وانبطاح».
وكتب عبد الله المقاطي: «سواء أدرجت حماس كمنظمة إرهابية أو لا فهذا لا يخفي حجم التآمر المخزي ضد الفلسطينيين فالجديد هو محاولة إقناع بعض أبناء جلدتنا بفكرة التصهين».
أما علي العوفي فغرد قائلاً: «من يرضى بوجود المحتل في فلسطين أو أي بلد أخر سيرضى بوجوده في وطنه فالخونة لا يدافعون عن الأوطان».
التايمز: اتصالات إسرائيلية سعودية

وكانت صحيفة «التايمز» البريطانية كشفت في عددها الصادر يوم السابع عشر من حزيران/يونيو أن السعودية وإسرائيل تجريان اتصالات لإقامة علاقات اقتصادية رسمية بينهما.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية عربية قولها إن العلاقات السعودية الإسرائيلية الرسمية ستبدأ بخطوات صغيرة نسبيا مثل منح رجال الأعمال الإسرائيليين وحرية إنشاء المتاجر والمصانع في الخليج، أو السماح لطائرات شركة «العال الإسرائيلية» بالتحليق في المجال الجوي السعودي.
وقالت الصحيفة في التقرير إن أي تقدم من هذا القبيل من شأنه أن يعزز التحالف الأكثر إلحاحا بين اثنين من أعداء إيران، ويعمل على تغيير ديناميات الصراعات العديدة التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط.
لكن مصادر وصفتها الصحيفة أنها مقربة من السلطات السعودية نفت هذه المعلومات وقالت إن التقارب السعودي الإسرائيلي هو رغبات أمريكية ظهرت بعد زيارة الرئيس ترامب الأخيرة للرياض.
وكانت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية قالت في وقت سابق إن اتصالات سرية تجريها الولايات المتحدة وإسرائيل مع أطراف عربية، منها السعودية والأردن، تهدف لتنسيق أول رحلة جوية من إسرائيل إلى السعودية لنقل الحجاج الفلسطينيين إلى مكة المكرمة.
وكان وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد أشاد بالخطوات السعودية الإماراتية تجاه قطر قائلا إن قطع كل من السعودية والإمارات علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر «سيفتح المجال للتعاون بين إسرائيل وتلك الدول وهي نافذة لتعاون إقليمي نسعى إليه».

جدل إعلامي غير مسبوق في السعودية حول دعوات للتطبيع مع إسرائيل

روسيا تبحث عن واحات خضراء على سطح المريخ

Posted: 01 Jul 2017 02:02 PM PDT

لندن-«القدس العربي»: يقوم جهاز (FREND) الروسي المنصوب على متن محطة (TGO) المدارية التابعة لبعثة «أكزومارس» الأوروبية الروسية المشتركة بمسح سطح المريخ عن بعد والبحث عن واحات خضراء هناك.
وافترض العلماء أن تقطن تلك الواحات بصفتها مناطق رطبة ميكروبات مهجرية.
وقال مدير مشروع (FREND) ورئيس قسم في معهد البحوث الفضائية لدى أكاديمية العلوم الروسية إيغور ميتروفانوف: «لقد وجدنا جليدا أزليا تحت سطح المريخ، لكننا عجزنا عن اكتشاف أكثر المناطق رطوبة على السطح. وسنحاول حل تلك المشكلة باستخدام تلسكوب نيتروني من شأنه أن يمسح سطح المريخ عن بعد مسحا نيترونيا ويشير لنا إلى المناطق الرطبة».
وأوضح العالم الروسي أن الجليد الأزلي اكتشفه الجهاز الروسي التصنيع المنصوب على متن محطة (Mars Odyssey) التي تم إطلاقها إلى المريخ عام 2001 والتي لا تزال تعمل في مدار حول الكوكب.
وفي مقدور هذا الجهاز حسب العالم الروسي رؤية الماء تحت سطح المريخ على عمق حتى مترين.
وقال ميتروفانوف إن بعثة «أكزومارس» يجب أن ترد على 3 أسئلة وهي: كيف تطور المريخ على مدى ملايين الأعوام ولماذا فقد غلافه الغازي والماء ومجاله المغناطيسي؟
على صعيد آخر، انتهى العلماء إلى التوصل لنتائج بعثة فضائية سوفييتية سابقة، حيث قدم العلماء الفرنسيون والأمريكيون نتائج الأرصاد التي جمعها مسبار «ويغا-2» السوفييتي في داخل غلاف كوكب الزهرة الجوي.
وفسّروا تقلبات درجة الحرارة على ارتفاع يقل عن 7 كيلومترات فوق سطح الزهرة بتغير التركيب الكيميائي لطبقات غلافه الجوي.
وقال العلماء إن غازي النيتروجين وثاني أكسيد الكربون يسودان في الغلاف الغازي للكوكب. ويعتقدون أن كثافة النيتروجين تبدأ في الانخفاض بسرعة بدءا من ارتفاع نحو 7 كيلومترات. أما المادة فتتصرف، في رأيهم، على ارتفاع 12 كيلومترا وما دونه كسائل محرج جدا، وذلك بسبب درجة الحرارة العالية التي تبلغ 700 كلفين وضغط الجو نحو 75 بارا.
ولا يعرف الخبراء لماذا تبدأ كثافة النيتروجين في الانخفاض السريع عند بلوغ سطح الكوكب. وهناك فرضية تفيد أن سبب ذلك يكمن في ما يسمى بـ «الحمل الحراري» (Convection). وفي حال تأكيد تلك الفرضية فإن نسبة النيتروجين في الغلاف الغازي لكوكب الزهرة أقل في الحقيقة بـ 15% مما كان يعتقد سابقا.
وتوصل العلماء إلى هذا الاستنتاج نتيجة إجراء الحسابات النظرية والنمذجة الكمبيوترية لظروف الغلاف الغازي في الزهرة.
يذكر أن مسبار «ويغا-2» السوفييتي كان قد أطلق إلى الزهرة عام 1985 حيث قام بمحاولة للهبوط على سطحه، فتعطل عن العمل واحترق في الطبقات الكثيفة لأجوائه بتأثير درجة الحرارة العالية جدا وضغط الجو المرتفع.

روسيا تبحث عن واحات خضراء على سطح المريخ

خاتم سحري في يدك يدفع الأموال ويفتح الأبواب والكمبيوتر

Posted: 01 Jul 2017 02:02 PM PDT

لندن-«القدس العربي»: تمكنت شركة بريطانية من ابتكار خاتم ذكي يوضع في اليد فيحولها إلى ما يشبه يد الساحر، حيث يمكن بفضل الخاتم الذكي أو السحري فتح السيارة والمنزل والكمبيوتر الشخصي والهاتف المحمول وسداد الدفعات المالية بما في ذلك الدفع من بطاقات الصراف الآلي والبطاقات الائتمانية.
والخاتم الذكي الذي أنتجته شركة «توكن» البريطانية وأطلقت عليه اسم «توكن رينغ» يدعم تقنية «اتصال المدى القريب (NFC) وتقنية البلوتوث، فضلاً عن كونه يضم مصورا حساسا لبصمات الأصابع، لذا فهو قادر على العمل كجهاز للدفع الإلكتروني أو كتذكرة للعديد من أنظمة النقل.
ويتوفر الخاتم حاليا في ستة أحجام ويشمل على بطارية يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى ستة أسابيع، ويمكن شحنه عن طريق الشحن التحريضي كما يمكن برمجته لدعم التحكم عن طريق الإيماءات، كما أنه مقاوم للماء.
يُشار إلى أن شركة «توكن» تعتمد لدعم خاتمها الذكي الجديد على شراكات مع شركات أخرى، وتعمل الآن مع كلٍ من ماستر كارد ومايكروسوفت وفيزا لتمكين المستخدمين من فتح كمبيوتراتهم الشخصية، وإجراء عمليات الدفع الإلكترونية.
وفيما يخص المنازل والسيارات، فقد صممت الشركة عتادها الخاص الذي يدعم الخاتم، مثل قفل يسمح للمستخدم بفتح المنزل أو السيارة من خلال تقريب الخاتم فقط.
يُشار إلى أن الخاتم يتوفر بسعر 249 دولاراً وهو متاح للطلب المسبق الآن على أن يبدأ شحنه في شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل.
وحسب المعلومات التي جمعتها «القدس العربي» عن شركة «توكن» فهي واحدة من الشركات المتخصصة في تقديم الخدمات والحلول الالكترونية للبنوك والمؤسسات المالية والمصرفية، كما أنها تقدم برمجيات للبنوك التي ترغب في تسهيل إجراءاتها المالية على الانترنت أو إنشاء مواقع للدفع أو التداول المالي.

خاتم سحري في يدك يدفع الأموال ويفتح الأبواب والكمبيوتر

قطار خارق يقطع مسافة 600 كلم في 8 دقائق فقط

Posted: 01 Jul 2017 02:01 PM PDT

لندن-«القدس العربي»: أعلنت شركة «هايبر شاريوت» عن نيتها بناء نظام نقل جديد يقطع مسافة تصل إلى 600 كلم خلال 8 دقائق فقط، أي أنه يتيح السفر من لندن إلى إدنبره خلال هذه المدة الزمنية القليلة، ما يعني أنه أسرع من أي قطار أو طائرة موجودة حالياً في العالم.
وسيكون نظام النقل الحديث قادرا على الوصول إلى سرعة تبلغ 4 آلاف ميل في الساعة، كما يمكن أن يكون خاليا من الانبعاثات، ويعمل بالطاقة الشمسية بنسبة 100% وذلك بفضل استخدام الألواح الشمسية، حسب ما أعلنت الشركة، ووفقاً للمعلومات التي نشرتها جريدة «اندبندنت» البريطانية.
وتقول الشركة إنها ترغب في تأسيس شبكة النقل بحلول عام 2040 كما تخطط للكشف عن «مفهوم عمل النظام» ويطلق عليه اسم (Velocitator) بحلول عام 2021.
ويبدو أن نظام النقل المبتكر يشبه، هايبر لوب، الذي أطلقه إيلون موسك.
ومع ذلك، فبدلا من المركبات الكبيرة التي تشبه الحافلات، سيُزود النظام بكبسولات صغيرة دون سائق قادرة على نقل 6 أشخاص في كل كبسولة كحد أقصى.
وقالت الشركة إن «نظام هايبر شاريوت، يستخدم تقنية قطار الموت لنقل الكبسولات التي تأتي بحجم السيارة، من خلال أنابيب خالية من الهواء، بمعدل 5 أضعاف سرعة الصوت».
وأوضحت الشركة أن النظام بأكمله سيعمل بالطاقة الشمسية عبر الألواح المثبتة على السطح الخارجي للأنابيب، إلى جانب تزويده بطريقة مبتكرة لاستعادة الطاقة المستخدمة.
ومن الواضح أن الكبسولات ستنتقل عبر أنابيب مصنوعة من الخرسانة (سماكتها 1.3 سم) وتسير فوق القضبان باستخدام نوع جديد من نظام التعليق المغناطيسي (طريقة لتعليق أي شيء بدون دعائم فيما عدا المجال المغناطيسي) مع موصلات تخلق ما يعرف باسم «الارتفاع الكمي».
وعلاوة على ذلك، تدعي هايبر شاريوت، أن الرحلة من لندن إلى إدنبرة ستكلف 100 جنيه إسترليني، ولكن تحذر من أنه لن تكون هناك مراحيض على متن الكبسولات.
وقال نيك غارزيلي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة، هايبر شاريوت: «لقد التقيت مع إيلون موسك قبل إعلان هايبر لوب ألفا، في عام 2013، ونحن نتشارك الرؤية نفسها تقريبا».

قطار خارق يقطع مسافة 600 كلم في 8 دقائق فقط

واحة الراهب: «مذكرات روح منحوسة»

Posted: 01 Jul 2017 02:01 PM PDT

المؤلفة مخرجة سينمائية وممثلة سورية، درست الفنون الجميلة في سوريا وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في السينما من باريس، ولها كتاب بعنوان «صورة المرأة في السينما السورية، صدر سنة 2000. وبعد تجارب عديدة في السيناريو للسينما والتلفزيون، هذا العمل الجديد هو روايتها الأولى، التي تتابع الحياة السياسية والاجتماعية السورية على امتداد سبعة عقود ونيف، منذ الاستقلال وحتى انتفاضة 2011، من خلال أفراد تتقاطع مصائرهم أو تتباعد، وأجيال تتكامل أو تتناقض، ومجتمع واحد يختزن سلسلة مجتمعات مصغرة؛ لتشكل هذه، في مجموعها، مشهدية زاخرة بالوقائع والأحداث والحكايا، من حول شخوص بشرية تتراوح بين النموذج الواقعي والنمط الرمزي.
هنا فقرات من ختام الرواية: «لقد استعدت إمكانية تقليص الهوة التي تفصلني عن ذاتي، واستعدت طاقة روحي المفعمة بضياء حلمها وقدرته على التحقق، بقوة شحن كمبيوتر ذاتي الخاص الذي لن أسمح بالتحكم به وفصل التيار عنه حتى لو قلصوا كل مساحات الضوء المسيجة من حوله، سأخترع له شاحناً بديلاً.. أفكاراً مغايرة.. أحلاماً أرقى وأكثر جمالاً وقدرة على التحقق، سأجعل شعلة روحي متوقدة لا تنطفيء، مهما أخمدوا أنفاسها سأبقي جذوتها كالجمر المتقد تحت الرماد، وكطائر الفينيق لابأس أن نحترق لنبعث من جديد من الرماد.. ولو عبر يرقة.. دودة. المعجزة قد حصلت ونهض الأموات من رقادهم الطويل، فلا موت جديد قد يخافون أن يطالهم طالما المرء لا يموت مرتين وقد بعثوا لتوهم من موت محنوم، وطالما الشعوب التي تشاف على الموت هي الأقدر على استنهاض الحياة وترميم عفن الروح المتغلغل في الجذور بفعل ما يسمونه حلاوة الروح التي تخفق في اللحظات الأخيرة إما نحو موت مؤكد أو نحو بعث الفينيق لأمل أرواحنا المطفأة.. التي لوت عنق الخوف من عتمة الموت وأمسكت بعنان الحياة المشرأبة نحو الضوء. لقد نهض المارد وانطلق من قمقمه في رحلة استعادة حرة للذات والوطن قد تطول وتصعب.. لكنها لن تحدث ما هو أسوأ مما حدث! فهل يعقل أن يقبل إعادته وخنقه في القمقم من جديد؟ أشك في ذلك… وأنا أشك… إذاً أنا أفكر… وأنا أفكر إذاً أنا حرٌ.. وأنا حر إذاً أنا موجود وحيٌ حتى في موتي.. ولن أقبل إلغائي وخنقي من جديد، حتى وإن كنت ألمح بسطاراً عسكرياً.. أو ربما مجرد شحاطة ـ لا فرق ـ لكنها بحجم العالم.. تسعى لسحقنا جميعاً هذه المرة، وكأننا مجرد ديدان قزمية لا أكثر ولا أقل تعترض طريقها.

دار العين، القاهرة 2017

 

واحة الراهب: «مذكرات روح منحوسة»

تحول جذري كبير يغير خدمات الانترنت في العالم كله قريبا

Posted: 01 Jul 2017 02:01 PM PDT

لندن-«القدس العربي»: يتجه العالم سريعاً نحو التحول إلى الأتمتة واستخدام التكنولوجيا في كل مناحي الحياة التي ستتحول إلى «حياة ذكية» قريباً، وذلك بفضل شبكة الانترنت التي تشهد تطوراً متسارعاً وتغزو حياة البشر بشكل أكبر وبصورة يومية، وهو ما دفع شركتين عملاقتين إلى إطلاق المشروع الذي سيجعل شبكة الانترنت متاحة في كل أنحاء الكرة الأرضية ولكل بني البشر بلا استثناء.
وبدأت شركة «ون ويب» العالمية بمشروع عملاق بالتعاون مع شركة «إيرباص» المتخصصة في صناعة الطائرات يهدف إلى إطلاق أقمار صناعية من شأنها أن تجعل الوصول إلى شبكة الانترنت متوفراً لدى كل شخص في العالم وفي أي مكان على وجه الكرة الأرضية، وبصورة سهلة وميسرة.
وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية إن التحالف بين «ون ويب» و»إيرباص» يتضمن إنتاج 10 أقمار صناعية تجريبية كبداية للبدء في تجربة المشروع قبل أن تطلق الشركة أول أسطول لها لتغطية الكرة الأرضية بخدمات الانترنت السهل والسريع.
وحسب المعلومات فإن الأسطول التجريبي المكون من عشرة أقمار صناعية سوف يكون قد تم إطلاقه خلال تسعة شهور من الآن للبدء في تجربته، وفي حال نجاح التجربة فسوف يبدأ العمل في إنتاج أضخم أسطول من الأقمار الصناعية في العالم وسيكون قوامه 900 قمر صناعي وسيتم استخدامها جميعاً في تغطية كل أنحاء الكرة الأرضية بخدمات الانترنت، أو ما أطلقت عليه شركة «ون ويب» إسم «الوصول السريع إلى الانترنت».
وتقول الشركة إنها ستبدأ في العمل على هذه التكنولوجيا الجديدة وإنتاجها في مدينة «تولوز» الفرنسية، على أن أول تجربة، أو أول قمر صناعي سيتم إطلاقه من أسطول العشرة التجريبية سيكون في شهر آذار/مارس من العام المقبل 2018. أما المبادرة فهي مشروع مشترك بين «ون ويب» و»إيرباص» وسوف يتم بموجبه إنتاج 900 قمر صناعي تحلق على مدار قريب من سطح الكرة الأرضية يُطلق عليه اختصاراً إسم (LEO). ويتوقع أن تؤدي هذه التكنولوجيا الجديدة إلى إحداث طفرة كبيرة في خدمات الانترنت على مستوى العالم.
ويهدف هذا المشروع إلى توفير خدمات «الانترنت السريع والمريح» إلى المناطق النائية والريفية والمناطق التي تنقصها الخدمات في أنحاء مختلفة من الكرة الأرضية، بما يتيح لسكانها استخدام الاتصالات الصوتية والمرئية بسهولة بالغة، ويتيح لهم استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والخدمات المختلفة على الانترنت.
وحسب المعلومات التي أوردتها الشركتان المتحالفتان في بياناتهما فإنه في حال نجاح الأسطول التجريبي في المحاولات التي ستجري له في مدينة «تولوز» فإن عمليات الإنتاج الضخمة للأسطول الرئيسي ستجري في مصنع خاص بالقرب من مركز «كنيدي» لصناعات الفضاء في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وتقول الشركتان إن التكلفة المقدرة لهذا المشروع العملاق تتراوح بين 1.5 مليار دولار و2 مليار دولار أمريكي.
وقال جورج وايلر مؤسس ورئيس شركة «ون ويب»: «نحن بعيدون تسعة شهور فقط عن إطلاق أول قمر صناعي في أسطولنا إلى مداره حول الكرة الأرضية».
وأضاف: «بعد ذلك إذا نجحنا وسار كل شيء على ما يُرام فسوف نبدأ في إطلاق أكبر حملة لإرسال أقمار صناعية جديدة إلى الفضاء وبواقع قمر جديد كل 21 يوماً، وسوف نبني ليس فقط أسطولا وإنما جسرا رقميا وتكنولوجيا لتوفير الانترنت السريع والسهل لمليارات البشر غير المتصلين بالخدمة حول العالم».
ويأتي هذا المشروع العملاق وهذه التكنولوجيا الجديدة ليدخل في منافسة ساخنة مع شركة «غوغل» التي تعمل على مشروع ضخم من أجل توفير خدمات الانترنت للمناطق النائية في العالم ولكن بطريقة مختلفة، حيث تعتزم إطلاق أسطول من الطائرات التي تعمل بالطاقة الشمسية والتي لن تحتاج للهبوط إلا بعد عدة سنوات.
وأكدت شركة «إكس» التابعة لشركة «غوغل» مؤخراً أنها تُنهي حالياً برنامجها للطائرات التي تعمل بالطاقة الشمسية، التي تهدف إلى توفير الإنترنت للمستخدمين في المناطق النائية من العالم، مع توزيع أعضاء فريق «مشروع تيتان» إلى مشاريع أخرى.
وكانت شركة غوغل قد أعلنت منتصف شهر نيسان/أبريل 2014 عن شراء شركة «تيتان إيروسبيس» المتخصصة في صناعة الطائرات بدون طيار، وذلك في محاولة منها لدعم مبادرتها الخاصة بتوفير الإنترنت في الأماكن النائية في العالم.
وقالت حينها إن فريق العمل الخاص بشركة «تيتان إيروسبيس» سينتقل للعمل مع فريقها القائم على مشروع (Project Loon) وهو المشروع الذي تستخدم فيه الشركة بالونات لتكوين شبكات في الجو لبث إشارات الإنترنت.
وإلى جانب الجهود التي تبذلها شركة «غوغل» فإن «فيسبوك» انتهت العام الماضي من مشروع للسيطرة على الاتصالات في العالم، تهدف منه إلى ربط ملايين المستخدمين بالانترنت في الدول النامية، وهو المشروع الذي أطلقت عليه اسم «بروجيكت أكويلا» ويهدف إلى بناء طائرة تعمل بالطاقة الشمسية يمكنها الطيران لأشهر فوق الأماكن النائية وبث خدمات الإتصال بالإنترنت.
وكانت «غوغل» اشترت شركة صغيرة هي «أسينتا» متخصصة في صنع طائرات بدون طيار تعمل بالطاقة الشمسية، وأصبح مالكها، أندي كوكس، مهندسا يدير مشروع «بروجيكت أكويلا».
وفي نهاية شهر حزيران/يونيو من العام الماضي تم تفكيك أول طائرة في هذا المخزن الواقع في منطقة صناعية في «بريدجووتر» ونقلت أجزاؤها إلى أريزونا في الولايات المتحدة، حيث أعيد تجميعها للقيام بأول رحلة طيران.
وظلت الطائرة بدون طيار، التي تتمتع بجناح يماثل طول جناح طائرة بوينغ طراز 737 ويصل وزنها إلى ثلث وزن سيارة عائلية، تحلق في الجو لمدة 90 دقيقة وأبلت بلاء حسنا، لكن هيكلها الهش أصيب ببعض الأضرار عندما هبطت على حقل صخري ليس ببعيد عن مدرج الهبوط.
ويجري تصميم الطائرة كي تكون الأراضي العشبية محلا لهبوطها، في حين قال كوس، بعد عودته إلى بريدجووتر، أمامنا الكثير من العمل لإنجازه. وأضاف: «هدفنا أن نطير 60 ألف إلى 90 ألف قدم فوق حركة المرور الجوية التقليدية في ظروف شديدة البرودة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر».
وقال: «هذا يعني أن في إمكاننا الحركة حول إحداثيات معينة لتقديم خدمة الإنترنت بدون تداخل مع حركة المرور الجوية الأخرى».
وحاليا سجلت أطول رحلة جوية لطائرة تعمل بالطاقة الشمسية أسبوعين، لذا فإن الهدف الذي تسعى إليه فيسبوك من خلال طائرتها بدون طيار والتحليق لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر ما زال يحتاج إلى بذل الكثير من الجهود.
ولابد من دمج جميع الخلايا الشمسية على السطوح العلوية للطائرة، مع الاحتفاظ بحركتها الهوائية وخفة وزنها قدر الإمكان.
وتستطيع الطائرة التحليق خلال النهار اعتمادا على الطاقة الشمسية، وفي المساء يمكنها الحصول على الطاقة من بطاريات تمثل نصف وزن الطائرة.
وكان مارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك، قد زار أريزونا كي يشهد أول رحلة للطائرة، كما زار كبير المهندسين، جاي باريخ، سومرست عدة مرات للإشراف على تقدم سير العمل.
وقال باريخ: «مهمتنا هي ربط الجميع على الكوكب»، مشيرا إلى أن مشروع «بروجيكت أكويلا» واحد من مشروعات تكنولوجية تطورها فيسبوك لربط جميع المناطق النائية.
يشار إلى أن أغلب الخدمات الحكومية والمعاملات المهمة في الدول المتقدمة أصبحت تتم من خلال شبكة الانترنت، كما أن أهمية الانترنت في الحياة اليومية تزداد شيئاً فشيئاً، فيما تواجه الدول النامية مشكلة عدم وصول الخدمة إلى المناطق النائية وهو الأمر الذي يُعرقل زيادة الاعتماد على الانترنت في الشؤون المهمة.

تحول جذري كبير يغير خدمات الانترنت في العالم كله قريبا

ميس داغر: «معطف السيدة»

Posted: 01 Jul 2017 02:01 PM PDT

أطلق برنامج الثقافة والفنون، في مؤسسة عبد المحسن القطان، مسابقة الكاتب الشاب في العام 2000. وتوفر المسابقة جوائز في مجالات الرواية والشعر والقصة القصيرة، إضافة إلى نشر الأعمال الأدبية الفائزة. وهذه الرواية، للقاصة الفلسطينية ميس داغر، فازت بجائزة القطان عن فئة القصة القصيرة، دورة العام 2015؛ وعنها قال بيان لجنة التحكيم: «تضيء هذه المجموعة جوانب إنسانية من حياة المجتمع الفلسطيني، في نصوص رقيقة جداً حول لحظات قاسية، وموضوعات مبتكرة وذات صلة بالواقع، تتناوب عليها الشخصيات في القصص بلغة مختزلة وشيقة، ودون أي زخرفة أو توصيفات نمطية. كما تقدّم هذه المجموعة نصوصاً تعاين الأبعاد الإنسانية لنتائج الحرب في صور ومشاهد مفعمة بالحيوية والحدّة، والقدرة على رسم ملامح الأحداث والشخصيات على نحو لافت في بنائه وحبكته وأسلوبه».
هنا قصة قصيرة جداً، بعنوان «حلم الجائع»: «بعد أن دقت ساعتهم البيولوجية تمام الثالثة، توقف الصغار الثلاثة الحافون عن اللعب في ساحة البيت الباردة. دخلوا البيت، وانضموا إلى باقي العائلة فوق الحصيرة المهترئة لغرفة المعيشة الدافئة بفعل أنفاس قاطنيها. إلى جانب الصغار، كان يجلس الوالدان يمدان أرجلهما المشققة كعوبها. وعلى الحائط الذي سلخت الرطوبة وجهه عن عظمه، أسندت الأختان الكبيرتان ظهريهما.
ظهرت في التلفاز نجمة مسلسلهم المفضل، منهارة الأعصاب بعد ان فقدت ابنتها الوحيدة وإحدى عينيها في حادث. كانت تصرخ بجنون، وشرعت في تكسير التحف واللوحات الفنية في قصرها المشيد. وأفراد العائلة جميعاً يفصفصون بذور القرع الأبيض، ويتابعون هستيريا المشهد بعيون لا يظهر عليها الاكتراث.
ولما أنهكها الغضب والانفعال، ألقت نجمة المسلسل بنفسها على أريكة باذخة في غرفة جلوسها الملكية، وظلت تبكي وحيدة كطفل يتيم. في تلك اللحظة توقف الولدان والأبناء عن فصفصة البذور وهتفوا في صيحة واحدة باندهاش عظيم: الله ما أجمل أريكتها».

الأهلية، عمّان 2017

ميس داغر: «معطف السيدة»

مع أفق 2030 وحسب تحليل للبنك العالمي: زواج القاصرات في الدول السائرة نحو النمو سيكلف مليارات الدولارات

Posted: 01 Jul 2017 02:01 PM PDT

نواكشوط-«القدس العربي»: دق البنك العالمي في تحليل نشره الخميس ناقوس الخطر إزاء ما أسماه «الكلفة الباهظة لزواج الأطفال داخل مجتمعات الدول السائرة نحو النمو» والتي قدرها البنك بمليارات الدولار من الآن إلى أفق 2030.
وأكد البنك في تحليله الذي نشره تحت عنوان «الآثار الاقتصادية لزواج الأطفال» أن «زواج القاصرين سيعرقل جهود التنمية التي تبذلها المجموعة الدولية للقضاء على الفقر».
وحسب ما توصل إليه خبراء البنك العالمي والمركز الدولي للبحوث حول النساء، فإن «فتاة من كل ثلاث فتيات تتزوج قبل سن الثامنة عشرة، وأن واحدة من كل خمس منهن تلد طفلها الأول قبل هذه السن».
والأخطر مما سبق، يستغرب الخبراء، أن كل ثانيتين تمران تتزوج خلالهما فتاة، وكل يوم يمر تتزوج فيه 41 فتاة قبل سن الثامنة عشرة.
وشخص التحليل العوامل المؤدية لاستدامة ظاهرة تزويج القاصرات وإنجابهن المبكر، حيث ذكر منها الفقر، وعدم المساواة بين الرجال والنساء، وعدم الوصول لتعليم نوعي مناسب وعدم الاستفادة من خدمات الصحة الجنسية والإنجابية المناسبة للشباب.
وأوصى خبراء البنك بمواجهة سريعة لهذه المعضلات لتتمكن الدول المعنية بها من القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة والمكلفة في آن واحد.
وتشير الإحصائيات التي تضمنها تحليل البنك العالمي لوضع بالغ الخطورة حيث أنها تؤكد أن ثلاثا من كل أربع ولادات تحدث هي ولادات لأمهات دون سن الثامنة عشرة، كما تؤكد أن الفتيات اللائي يتزوجن في سن الثالثة عشرة ينجبن نسبة 26% أكثر من اللائي ينجبن بعد سن البلوغ.
ويتعاضد هذا مع النظرية القائلة أن إنهاء تزويج الأطفال سيحد من الخصوبة بنسبة 11% داخل الدول الخمس عشرة التي شملها التحليل.
ويؤكد التحليل أن النيجر صاحبة أعلى رقم قياسي في تزويج القاصرات يمكن أن تحد نموها الديموغرافي بنسبة 5% من هنا لعام 2030 وسيمكن الحد من الخصوية في أوغندا من ترشيد 2.4 مليار دولار.
وستتجاوز الأرباح الإجمالية المجنية من إبطاء النمو الديموغرافي مبلغ 500 مليار دولار كل سنة من هنا حتى عام 2030، حسب تأكيدات خبراء التحليل. وسيؤدي الحد من وفيات الأطفال دون سن الخامسة وتراجع رداءة النمو الناجم عن سوء التغذية من ترشيد مالي يتجاوز 90 مليار دولار للعام على المستوى العالمي.
وسينخفض المركز المالي المخصص للتعليم بنسبة 5% معطيا هوامش أوسع للحكومات في مجال السياسة التعليمة المستدامة.

قاصرات موريتانيا مثالا

في المجتمع الموريتاني، لا ترى الأسر، بأسا في تزويج البنات وهن قاصرات، فالتقاليد الاجتماعية تنظر إلى الأمر على أنه طبيعي.
وأكدت دراسة أخيرة لوزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة «أن 37% من الفتيات الموريتانيات يتزوّجن قبل بلوغهنّ سنّ الثامنة عشرة، و15% منهن يتزوّجن قبل بلوغهنّ سن الخامسة عشرة»  .
وأكدت الدراسة كذلك أن «النسبة ترتفع بشكل ملحوظ كلما ابتعدنا عن العاصمة، وتوغلنا في المناطق الريفية في موريتانيا» حيث تتزوج نسبة 41% من فتيات الأرياف، قبل سن البلوغ.
ويحدد القانون الموريتاني سناً للزواج هي 18 سنة، لكنه فتح المجال أمام استثناءات، ووضع بيد والد الفتاة سلطة «تقدير المصلحة» وهي سلطة تتيح له تزويجها قبل بلوغها السن القانونية.
وينظم زواج القاصرات بند ضمن مدونة الأحوال الشخصية، وقد نصت عليه المادة 6 التي تقول إن أهلية الزواج تكتمل بالعقل وإتمام الثماني عشرة سنة من العمر، ويمكن للولي أن يزوج الفتاة إذا رأى مصلحة راجحة في ذلك.

مع أفق 2030 وحسب تحليل للبنك العالمي: زواج القاصرات في الدول السائرة نحو النمو سيكلف مليارات الدولارات

عبدالله مولود

John Drinkwater: The Lyric

Posted: 01 Jul 2017 02:01 PM PDT

هذه طبعة جديدة من مقالة كلاسيكية بعنوان «القصيدة الغنائية، نشرها الشاعر والمسرحي البريطاني جون درينكوتر سنة 1922، وتناول فيها تعريف الشعر ودرجاته وتصنيفاته، وتعمق أكثر في مفهوم الغنائية واشكالها، واقترح عدداً من النماذج للتمثيل على أفكاره. والنوع الكتابي الذي نسمّيه «القصيدة الغنائية» صمد على مرّ الدهور، في جميع الثقافات الشفاهية والمكتوبة؛ وفي المقابل، انقرض أو يكاد النوعان الوعظي والدرامي بحيث بدا وكأنّ القصيدة الغنائية هي اختصار الشعر بأسره، أو تسميته الثانية. فهل يكمن بعض السرّ في العلاقة بين القصيدة الغنائية والموسيقى؟ وما هي خصوصية موقع القارئ الواحد ذاته، بين قصيدة غنائية وأخرى غير غنائية؟ لماذا يبدو الوجدان العاطفي للشاعر الفرد وكأنّه، في القصيدة الغنائية، أكثر قدرة على «تكييف» استجابات القارئ، وربما تحويله إلى صوت ثانٍ للشاعر، أو صدى لذلك الصوت كما أشار الفيلسوف الألماني هيغل؟ لماذا يكون الصوت دالّةَ الموضوع الغنائي ومشكلته، في آن معاً؟ وكيف يتوجب أن نفسّر شيوع أولى القصائد الغنائية في الأشعار المصرية الفرعونية، والسومرية، والبابلية ـ الآشورية، والكنعانية، والإغريقية، والرومانية، والفارسية، الخ…؟
كتاب درينكوتر يساعد في إدراك السبب في أن القصيدة الغنائية هي أمّ قصائد الشعر في معظم ثقافات العالم، لأنها كانت الشكل العفوي من اللغة، وليس شكلها المطوّر والانعكاسي والنثري والخطابي. بمعنى آخر، كانت القصيدة الغنائية هي اللغة في مستواها الخام الذي ينظّم المدركات على نحو لا هو بالموضوعي المحض، ولا بالذاتي المحض؛ بل هو مزيج معقد يشهد عمليات التأثير المتبادلة بين الداخل (الشاعر) والخارج (الكون)، وينقلب إلى وسيط شبه وحيد لتنظيم الركام الهائل من الأحاسيس والأفكار والمدرَكات التي لا قرار لها، ولا حدود.

HardPress Publishing, London 2017.

 

John Drinkwater: The Lyric

سامر أبو هواش: «ليس هكذا تصنع البيتزا»

Posted: 01 Jul 2017 02:01 PM PDT

في سنة 1996 أصدر الشاعر الفلسطيني سامر أبو هواش مجموعته الشعرية الأولى، تحت عنوان «الحياة تُطبع في نيويورك»، وتعاقبت مجموعاته بعدئذ: «»تحية الرجل المحترم»، «تذكّر فالنتينا»، «جورنال اللطائف المصورة»، «نُزل مضاء بيافطات بيض»، وسواها. وهكذا تمكن أبو هواش من تشكيل صوت شخصي خاصّ، اكتسب تدريجياً صفة مساهمة نوعية فارقة في مشهد قصيدة النثر العربية أواخر التسعينيات. من حيث موضوعات القصائد، أولاً، في أنها تنبش ـ حرفياً، كما يصحّ القول ـ العميق من بواطن الحياة اليومية، المادية والوقائعية والشعورية، لكنها تتقصد توزيع هذا العمق على خلاصات عَرَضية، ومجازات مقتصَدة رغم نزوعها إلى التصوير السوريالي، ولغة متقشفة، ومزاج ساخر لا تغيب عنه المرارة. كذلك كان النثر عنده يتحرر، على نقيض عدد غير قليل من تجارب مجايليه، من قيود الإلحاح على «تفجير» المعجم، أو «تكثيف» التعبير، أو توليد «الإيقاع الداخلي»؛ وما إلى هذا أو ذاك من استيهامات شاعت حول قصيدة النثر في تلك الحقبة.
هنا قصيدة «بعد بوب ديلان»، من المجموعة الجديدة، وهي نموذج على نصّ الكتلة والخطّ السردي: «شاهدتُ رجلاً يجرّ منزلاً قال إنه يريد أن يضعه على حافة البحر، وامرأة جميلة تعرج جارّة وراءها شعباً من الأطفال العرج. وكلمات تنبح، ومستويات مختلفة من الصمت، تجرّها الخيول. شاهدت أكياس نايلون سوداء تطير في الصحراء، وشقراء بشعر طويل، ترفع نهدها إلى الله، وتبكي. شاهدت المطر أيضاً. شاهدت قطارات تقتحم غرف نوم، ومرايا براقة تحطمها النظرات. ونظرات تتحطم وحدها. وكان صبيّ بالشورت يقفز؛ ليلمس فراشة يحسبها غيمة. وكان عجائز سود يتدربون على «الراب» بالكزّ المستمر على أسنانهم. وكان فلاسفة يحاولون عبثاً تفسير جوز الهند. شاهدت طيناً ينصب خيمة، ووحلاً يحفر سراديب سرية. شاهدت الستينيات تتقدم نحوي مادّة ذراعيها، وعلى كتفيها غرابان أسودان. شاهدت السعادة عارية تقفز بالحبل. شاهدت جدّتي تسبح في كاس. شاهدت أبي ينمو على جدار. شاهدت التسعينيات طائرة ورقية تذوب في الضباب».

منشورات المتوسط، ميلانو 2017

 

سامر أبو هواش: «ليس هكذا تصنع البيتزا»

صدور الدجاج مع صوص البرتقال

Posted: 01 Jul 2017 02:00 PM PDT

المقادير

2 ملعقة كبيرة زيت زيتون
2 فص ثوم مهروس
2 ملعقة صغيرة قشر برتقال (مبشور)
2 فلفل أحمر حلو
1 ملعقة كبيرة خل
1 برتقال (مقشرة ومقطعة شرائح رفيعة)
1 بصلة (شرائح)
ملعقة كبيرة زبدة وملعقة كبيرة دقيق
1 كيلو صدور دجاج مخلية
1 كوب مرق الدجاج
1 كيلو زيتون أخضر (محشى)

طريقة التحضير

في قدر على النار نضع الزبد والزيت ونتركه حتى يسخن.
ثم نضع صدور الدجاج ونحمرها على نار عالية ونتركها جانبا. ثم في القدر نفسه نضع البصل ونقلبه حتى يذبل. ثم نضيف الثوم ونقلب. ونضيف الدقيق ونقلب حتى يصفر.
وفي وعاء نخلط الخل والمرق جيدا ثم نضيفهم للبصل والثوم على النار ونقلب بشكل مستمر حتى يغلى الخليط. ثم نضيف قشر البرتقال ونتبل بالملح والفلفل ونقلب.
نرص قطع الدجاج في صينية بايريكس ونصب فوقها الخليط السابق. ثم نغطي الصينية بورق الفويل ونضعها في الفرن على درجة حرارة 180 لمدة 40 دقيقة أو لحين ان ينضج الدجاج.
نحضر الفلفل ونشويه على النار مباشرة حتى يكتسب لونا أسود ثم نضعة في كيس بلاستيك ونغلقه جيدا ونتركه حتى يبرد ثم نزيل القشرة الخارجية ونقطعه لشرائح طولية.
ثم نرفع قطع الدجاج من الصوص ونرصه في طبق التقديم.
نضع الصوص على النار ونضيف له الزيتون وشرائح البرتقال وشرائح الفلفل الأحمر ونتركة حتى يغلى.
ثم يصب فوق قطع الدجاج ويقدم مع أرز أبيض.

صدور الدجاج مع صوص البرتقال
طبق الأسبوع

جنوب السودان تسجيل 70 إصابة بـ«متلازمة الإيماء بالرأس» في ولاية «مريدي»

Posted: 01 Jul 2017 02:00 PM PDT

الأناضول ـ أعلنت سلطات ولاية «مريدي»، جنوب غربي دولة جنوب السودان، أنها سجلت 70 إصابة بمرض «متلازمة الإيماء بالرأس» الذي بدأ ينتشر بالولاية منتصف 2016، وتم التعرف عليه في حزيران/ يونيو الجاري.
وقال أفريكانو ماندي، حاكم «مريدي»، في تصريحات للصحفيين بالعاصمة جوبا، إن سلطات الولاية لم تتعرف على المرض في بداية ظهوره العام الماضي، إلا بعد وصول فرق من وزارة الصحة الاتحادية إلى الولاية بداية الشهر الجاري.
وأضاف ماندي: «وصل مجموعة من الشركاء الدوليين العاملين في مجال الصحة حيث يقومون بدراسة أسباب انتشار المرض وطرق مكافحته بالولاية»، دون تفاصيل عن المجموعة.
وشدد على أهمية إجراء مسح شامل للمرض في «مريدي»، وبقية الولايات المجاورة مثل: «جوبيك» و»قودوي» و»أمادي».
وعبر ماندي، عن مخاوفه من انتشار المرض بالولايات المجاورة.
وأشار ماندي، إلى أن العلاج الذي تم تقديمه للأطفال المصابين ليس فعالا، إذ أنه وبرغم تلقيهم للعلاج إلا أن المرض لايزال في انتشار مستمر بين أطفال الولاية.
وطالب المنظمات العاملة في مجال الصحة والطفولة بالتدخل السريع لوقف انتشار المرض وتقديم العلاج العاجل للأطفال المصابين.
ولا توجد أي بيانات رسمية عن تسجيل إصابات بالمرض في ولايات أخرى بجنوب السودان.
ومتلازمة الإيماء بالرأس Nodding diseas عبارة عن مرض غامض ينتشر بين الأطفال والفتية من سن عام واحد إلى 19 عاما، ويصيب ضحاياه بنوبات تشنج حادة كالصرع.
ويأتي ظهور هذا المرض ليضيف عبئا جديدا على جنوب السودان، التي تعاني منذ نهاية 2013، من حرب أهلية بين القوات الحكومية وقوات المعارضة المسلحة، اتخذت بُعدًا قبليًّا، وخلّفت مئات القتلى وشردت عشرات الآلاف، ولم يفلح اتفاق سلام أبرم في آب/ أغسطس 2015، في إنهائها.

جنوب السودان تسجيل 70 إصابة بـ«متلازمة الإيماء بالرأس» في ولاية «مريدي»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق