Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 3 يوليو 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


قطر ودول الحصار: أزمة عابرة أم فراق؟

Posted: 03 Jul 2017 02:30 PM PDT

سلّم وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رسالة خطية تحتوي ردّها الرسمي على 13 «مطلباً» قدّمتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر وذلك بعد يوم واحد من انتهاء المهلة ثم تمديدها ليتمكن الوسيط الكويتي من إطلاع الدول المعنيّة على الردّ القطري واستلام جوابها عليه.
المهلة الجديدة والردّ القطري والتحرّك الكويتي خطوات قد تعكس رغبة في وقف التصعيد، وربما يمكن قراءة ذلك في تصريح لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش الذي هوّن من احتمالات تصعيد الأزمة قائلاً إن البديل ليس التصعيد بل افتراق الدروب.
إحدى الإشارات المهمّة أيضاً بهذا الاتجاه، اتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزعماء خليجيين، و«إبداء قلقه» من استمرار الأزمة، وتركيزه على أن «تمويل الإرهاب هو القضية الأساسية»، وهو «مطلب» من ترامب موجه لدول الحصار باختصار مطالبها التعجيزية الثلاثة عشر والاكتفاء بالحديث عن «تمويل الإرهاب»، وهي نقطة يمكن أيضاً أن تكون موضع جدال وتفاوض لأن الواضح أن مفهوم ترامب لـ«الإرهاب» يدور في دائرة مفهوم إسرائيل له، ويقصد منه، بالتحديد، دعم حركة «حماس»، لأن مطّه أكثر من ذلك (ليتضمّن مثلاً رغبات الإمارات والنظام المصري في «تلبيس» تهمة الإرهاب إلى الإخوان المسلمين وكل تيارات الإسلام السياسي) سيتعارض مع تعريفات «الأمم المتحدة» والسياسة الخارجية للولايات المتحدة وسيكون هناك أخذ وردّ في إمكانيات اعتماده بين وزارتي الخارجية والدفاع والمؤسسات الأخرى ذات العلاقة.
تركيا، التي هي إحدى الأطراف الفاعلة في الأزمة الخليجية الراهنة، تحدّثت بدورها بلسان الناطق باسم حكومتها نعمان قوتولموش الذي قال إنه في حال تفاقم الأزمة فإن فاتورة ذلك لن تقتصر على بلد واحد وإنما على كافة بلدان المنطقة، وهو قول يثبت حقيقة موضوعية لا يمكن أن تغيب عن رؤية أصحاب الحلّ والعقد في دول الحصار.
يضاف إلى كل ذلك أن دول الحصار قامت عمليّاً، عبر إقفالها الحدود البرية والجوّية وقطع علاقاتها الدبلوماسية وإجراءاتها الشديدة القسوة ضد القطريين (وكذلك السعوديين والإماراتيين والبحرينيين المتضرّرين) باستخدام أشدّ درجات الضغط وباتت، بعد صعودها إلى أعلى السلّم، مضطرّة إما للنزول بعض الدرجات لتراعي بعض مصالحها المتضررة ولترأب الصدع السياسي الكبير الذي صنعته، وإما إلى إعلان الحرب على الدوحة، وهو خطّ جيو استراتيجي أحمر لا يمكن عبوره (حتى لو كان على سدّة الرئاسة الأمريكية شخص مثل ترامب!).
يمكن، على رغم التحليل الآنف، التقاط إشارات قراءة معاكسة، ومن ذلك «الحرد» السعودي من التدخّل الألماني لصالح قطر والذي عبّر عن نفسه بامتناع الملك سلمان بن عبد العزيز من حضور قمة الدول العشرين، بل إن تصريح قرقاش نفسه المذكور أعلاه قرئ كتلميح إلى أن التصعيد يتجه نحو إمكانية طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي، ولكنّ هذا القرار، في الحقيقة، مثل باقي الإملاءات، ليس إلا طلقة، تطلقها دول الحصار، في القدم، لأنها ستعرّض المجلس كلّه لخطر الزوال فالكويت وعُمان، وهما الطرفان غير المشاركين في الحصار، ستعتبران ذلك إعلاناً لتسلّط دول الحصار على قرار المجلس وإقصاء لهما وربّما اعتبرتا القرار موجّها ضدّهما أيضاً وليس ضد قطر فحسب، على مبدأ أكلت يوم أكل الثور الأبيض!
باختصار، طالت الأزمة أم قصرت، فإن مصير الصاعدين إلى أعلى السلّم الموسيقي الهبوط.

قطر ودول الحصار: أزمة عابرة أم فراق؟

رأي القدس

بَلادة العيون في متاهة التوحش

Posted: 03 Jul 2017 02:30 PM PDT

وسط حملة منظمة على الوجود السوري في لبنان اتخذت شكلا عنصريا يليق بالنظام السياسي الطائفي اللبناني، صفعتنا صور الشبان السوريين الممددين أرضا في عرسال، وهم يتعرضون للتحقيق أو التعذيب، على أيدي عناصر من الجيش اللبناني، على الطريقة السائدة في تراثنا الفوتوغرافي الذي صنعته الهمجية في ذروة تجلياتها في المشرق العربي.
كلمة صفعتنا ليست دقيقة، فأعيننا تبلّدت فيها القدرة على الرؤية، فلقد ألفت وتآلفت مع مشاهد الضرب والقتل والتعذيب والإذلال والتهجير والموت. أن تكون متفرجا لا ضحية هو أقصى ما تطمح إليه، لأنك تعلم في قرارة نفسك أنك ضحية مؤجّلة، وهذا يكفي كي تستمر في عادات انتظارك.
لقد انقسم الناس إلى نصفيين: ناجين وضحايا، الضحية تعلم أنه حكم عليها بالموت أو التشرّد، والناجي يعرف أن نجاته موقتة، لأنه معرض في أي لحظة للتحول إلى ضحية.
حتى الشبيحة الذين يمارسون البشاعات، يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم معرضون في أي لحظة للتحول إلى ضحايا.
لا يهدف هذا الكلام إلى تبرئة أحد، بل هو محاولة للوصف، والوصف يحتاج إلى أدواته، التي تهرب من أمامنا من شدة الهول الذي على اللغة التعامل معه. لقد فقدت اللغة قدرتها على إيجاد الكلمات الملائمة، وصارت الصورة هي لغة التخاطب المفهومة.
لا أعلم من سرّب صور التعذيب الوحشي في عرسال، فالمسألة لا تشير فقط إلى ملاحقة إرهابيين من تنظيم «الدولة» (داعش) والنصرة، بل تحمل معاني أكثر عمقا، هدفها أن تستثير غرائز عنصرية لبنانية مكبوتة ضد الشعب السوري، مستعيدة، ولكن هذه المرة على يد دولة لبنانية تشارك المقاومة الإسلامية في حكمها، ذلك الشعار اللعين الذي أطلقته القوات اللبنانية في أحد أزمنة الحرب اللبنانية والذي يقول: «السوري عدوك».
والغائب عن هذا القاموس العنصري هو قتال حزب الله في سوريا دفاعا عن الديكتاتور السوري، إلا إذا كان أساطين التنظير في محور الممانعة قرروا أن بشار الأسد ليس سوريا، وبالتالي فإن منطق الانتقام لا ينطبق على السلالة الأسدية!
يبدو لي أن إخراج السلالة الأسدية من الصفة السورية ليس خاطئا، فالواقع أن هذا النوع من الخطاب العنصري لا وطن له، فالأوطان مجرد قمصان يمكن استبدالها في سبيل إعلاء شأن خطاب عنصري طائفي، لا أفق له سوى تدمير المنطقة.
وهم في ذلك يلتقون مع «داعش» على مستويين: المستوى التقني الذي حوّل الهمجية إلى نظام للحكم والتحكّم، والمستوى الايديولوجي الذي لا يرى في الأوطان سوى معابر إلى دولة الخلافة أو إلى دولة ولاية الفقيه.
نعود إلى عرسال لنتساءل لماذا؟
واللماذا لا تمس الممارسة العملية، فهذا النوع من الممارسات شهدناه على أيدي النظامين السوري والعراقي، والعديد من الأنظمة العربية، كما تحوّل إلى نسق متكامل في مواجهة انتفاضة الشعب السوري ضد الاستبداد، ثم صار ايديولوجية متكاملة مع «إدارة التوحش»، على الطريقة الداعشية، بل تتعلق بنشر الصور وتوزيعها على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما ترون فلقد صار النقاش شكليا، إذ لولا الصور لما توقف أحد عند هذا النوع من الممارسات، فهي ممارسات عربية ودولية تم تشريعها بحكم العادة، وبحكم لجوء الولايات المتحدة إلى تعميم صور التعذيب والإذلال من غوانتنامو إلى أبو غريب بصفتها جزءا من ايقونوغرافيا الخراب في عالم اليوم.
لكن النقاش حول الصورة ليس نقاشا شكليا مثلما نظن، فقد علمتنا تجربتا النظام السوري و«داعش» أن الصورة هي جزء لا يتجزأ من عملية القمع، إذ أنها تهدف إلى إذلال الخصم وترهيبه في آن معا. عليك أن تأتي ذليلا كي تلتحق برعية مملكة الصمت والخوف. من دون صور إجبار الناس على تقبيل صور بشار الأسد وإعلان إلوهيته، ومن دون صور الإعدامات وقطع الرؤوس والرجم والرمي من المباني، فإن كل فكرة إدارة التوحش تصير بلا جدوى.
من سرّب صور الجيش اللبناني في عرسال؟
لا أملك جوابا عن هذا السؤال ولا أريد الدخول في لعبة الاحتمالات، رغم اقتناعي بأن الصور لم يجرِ تسريبها بل وزعت ونُشرت بشكل متعمّد.
الكلام عن المرض اللبناني بالعنصرية، وهو أحد أعراض المرض الطائفي اللبناني المزمن، لا يكفي كي نجيب عن هذا السؤال.
ففي هذا الوطن الصغير الذي يقيم فيه حوالي مليون ونصف مليون لاجئ سوري، فان لعبة الإذلال والانتقام والتشبيح تشير إلى قصر نظر أو إلى مشروع جنوني يهدف إلى سيطرة الطائفة اللبنانية المسلحة على البلد.
قصيرو النظر في «التيار الوطني الحر» الذي أوصل أول رئيس ماروني «قوي» إلى سدة الرئاسة، بعد اتفاق الطائف، يتغرغرون بالانتقام من السوريين، فهم بحكم انعطافتهم الطائفية الحادة، يستثيرون غريزة الانتقام من كل ما هو عربي أو ينتمي إلى الشعوب الفقيرة. مشهدية عرسال المروعة تشفي جزءا من غليلهم، وتجعلهم يستعيدون «حلمهم» بحكم لبنان بحذاء القمع العسكري. إن قصر نظرهم يصور لهم أن المحور الإيراني وُجد من أجل خدمتهم وخدمة كبتهم الطائفي، وهذا يسمح لهم باستعادة الحلم المُجهض الذي صيغ خلال الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، بأنهم يستطيعون استعادة كل السلطة.
أما أصحاب مشروع الاستيلاء على السلطة استنادا إلى الطائفة المسلحة، فإنهم يبدون أكثر هدوءا وعقلانية، فهم واثقون بقوتهم، ومتيقنون من غباء حليفهم «القوي»، لكنهم يرسلون عبر هذه الصور رسالة واضحة بأن القمع والترهيب هما سلاحهم الأخير. وأن قمعهم للسوريين في سورية يجب أن يترافق مع قمع السوريين اللاجئين في لبنان.
هذه هي الحكاية كلها، وهي حكاية ما كان لها أن تتخذ هذه الأبعاد لو رضي قصيرو النظر وحلفاؤهم ببناء مخيمات منظمة وشرعية للاجئين السوريين في لبنان. غياب التنظيم يقود إلى الفوضى التي يمكن التحكّم بها من خلال القمع، أو هكذا يظنون.
هذا الكلام لا ينفي بل يؤكد شعـــوري بالعار أمام هذه المشاهد المروعة. إنه عار لا يمحوه ألف اعتذار، بل يحتاج إلى استعادة مفهوم العدالة الكفيل وحده باخراجنا من متاهة التوحش.

بَلادة العيون في متاهة التوحش

الياس خوري

نديم قطيش ينقلب على اللاجئين السوريين …مقابلات سوريالية على الشاشة السورية …ومن هم مراسلو «بي بي سي» في دمشق؟

Posted: 03 Jul 2017 02:29 PM PDT

صور اللاجئين السوريين الذين تعرّضوا للضرب والإهانة و»الدعس» على يد الجيش اللبناني أخيراً لا يمكن تفريقها عن صور سابقة رأيناها في غير مكان من سوريا على يد جيش النظام السوري، في البياضة وبانياس وفي تل منين وأحياء حمص ودرعا وسواها.
لا نحسب أن أحداً يمكنه تبرير تلك الصور، لكن نديم قطيش، المذيع اللبناني، الذي يفترض أنه واقف ضد النظام السوري وضد نظام الممانعة عموماً، بإمكانه أن يسوّغ فظاعات وانتهاكات الجيش اللبناني ضد اللاجئين، بطريقة لم يقدر عليها أفيخاي أدرعي وهو يزيّن فظاعات الجيش الإسرائيلي.
أطلّ قطيش في مقابلة مع الإعلامية الزميلة ديمة صادق في «نهاركم سعيد» على «أل بي سي» اللبنانية، سئل عن رأيه في ما حدث في مخيمات اللاجئين، لم تكد المذيعة تنطق بعبارة «تعنيف زائد» حتى انبرى ليقول إن من «عنّف هو من فجّر نفسه بعائلته، حين قرر أن ينهي حياتها بسياق المواجهة مع الجيش اللبناني. هذا الذي مش فارق معه سلامة وأمن النازحين».
ولكي لا يكون هناك أي لبس في تفسير كلام قطيش يؤكد صاحب برنامج «DNA» أن «لا يجب أن تكون هناك خطوط حمراء أمام الجيش بالتعامل مع هذا الملف الأمني الحساس». وعندما يُسأل إن كان شاهد الصور من مخيمات اللاجئين السوريين يجيب «لن أدخل ولا لحظة بنقاش إذا كان الجيش راح يكون أقسى أكثر أو أقل في مواجهة ندرك جميعاً مستوى الخطورة التي تشكلها على أمن البلد والناس واللاجئين»، بمعنى آخر، لا يتردد قطيش في تبرير القسوة التي جاءت في الصور تحت ذريعة الأمن والسلامة.
حينما تأتي ديمة صادق على سيرة الناشطين، ويبدو أنها تتحدث عن الصور التي نقلها الناشطون من المخيمات، يقاطعها قطيش بضحكة سخرية، تسأله لم الضحك؟ فيجيب إن «كل من معه تلفون حقه 50 دولار، وخط واي فاي بعشرين دولار (ويبدو أن هذه الأرقام ذاتها للحطّ من قيمة الناشطين) صار صاحب رأي ومحقق وقاض..». نعرف جيداً هذه النبرة الرخيصة يا نديم، لكن ألم تفكر لحظة بأن أصحاب تلك الهواتف هم من صنعوا أجمل ربيع في تاريخ العرب، الربيع الذي تعتبر نفسك أحد المدافعين عنه. ثم ما هذه اللغة التي تحطّ من قدر الناس عبر الحطّ من ممتلكاتهم، على طريقة الفنان السوري جمال سليمان حين هاجم الصحافة ذات مرة بالقول إن صحافياً يكتب بقلم ثمنه نصف ليرة! يختم قطيش بالقول «ماذا أفعل (يقصد كجيش لبناني)، هل أرسل أربع خمس أساتذة من «الفرير» (مدرسة لبنانية) يحكوا معهم؟ بأي مداهمة كل الناس، ما عدا الأطفال، مشتبه بهم».
كلام ليس أقل من أن يقال عنه إنه فاش بغيض، إنه تبرير كامل للجرائم والانتهاكات التي قام بها الجيش اللبناني، وبالتالي هو تبرير لأي أفعال مماثلة لأي جيش كان. دائما هناك مبررات يمكن سوقها، كالأمن والاستقرار والسلامة العامة وصولاً إلى الوحدة الوطنية وعدم انقسام البلاد وسواها من حجج. الجريمة هي الجريمة، والانتهاك هو الانتهاك، لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة وشعار. لكن يبدو أنها فرصة ليعزز المرء قناعاته بأن قطيش لم يقف على ما يبدو مع الثورة السورية لانحياز أصيل تجاه الحق والعدل والكرامة الإنسانية، يبدو أن ذلك بسبب عمله في مؤسسة صدف لها هذا الموقف المناهض للنظام السوري، تماماً مثل مصادفة أنه يعمل الآن في مؤسسات تقتضي منه، ربما، مواقف كالتي رأيناها.
هذا هو بالضبط ما نطلق عليه عادة لقب «صحافي للإيجار».

مقابلات سوريالية

لا يذكر اسم العميد سهيل الحسن إلا ويذكر معه اسم مراسل تلفزيون النظام السوري الميداني شادي حلوة، وذلك رغم الإهانة التي وجهها الحسن، وهو قائد عسكري بارز في جيش النظام، إلى مراسل القناة الرسمية وشوهدت (الإهانة) على نطاق واسع في فيديو. ظهور الثنائي بات له وقع كوميدي، أولاً بسبب امّحاء شخصية المراسل، الذي زادته الإهانة إعجاباً بالضابط المكلف بقيادة معارك الرقة وقبلها حلب وحماه، وثانياً بسبب الأجوبة التي يقدمها الحسن، بكلام بالغ الإنشائية، كلام بات مثالاً في الهزل، الكلام الذي يبدو للجاهل أنه ذو قيمة ومعنى، لكنه لن يحتاج إلى خبير لاكتشاف كم هو فارغ وبلا قيمة، كأنما أعدّه مهرج للضحك.
من فرط الكوميديا في كلام هذا القائد العسكري، الذي لا يظهر إلا مع بندقيته وكامل سلاحه الميداني أثناء المقابلات، سألت إن كان ذلك حقيقياً أم مفبركاً، قلت لربما خضعت المقابلات للمونتاج، جواب جاء كثيرين مؤكداً إياها. لقد صدقت أخيراً أن مقابلات سهيل الحسن مع شادي حلوة حقيقية لم تخضع لمونتاج، ما لا أصدقه أن السوريين، في مناطق سيطرة النظام، يمكنهم أن يشاهدوا ذلك الهراء وتجرّعه من دون أن يموت أحدهم قهراً أو دهشة أو ضحكاً، وهذا أضعف الإيمان.

الصحافة والاستبداد

باتت لعبة الصحافة في أنظمة الاستبداد مكشوفة للجميع، هل يمكن لنظام مستبد أن يعتمد مراسلاً من دون غطاء أمني، أو حزبي، أو ما شابه! وإذا كنّا نتحدث عن وضع الصحافة في سوريا، هل كان ممكناً أن يُعتمد مراسل لصحيفة أو قناة تلفزيونية من دون الرضا الرسمي، الذي قد يصل في بعض الأحيان إلى الاستعمال الأمني المباشر، عبر بث أخبار بعينها، أو مقالات، أو تقارير موجهة؟ الجواب تعرفه جيداً كل الصحف والقنوات التلفزيونية على الإطلاق، ومع ذلك كانت هذه القنوات تنصاع بهذه الدرجة أو تلك بحسب قوة البلد الذي تنتمي إليه. لكن كيف تتصرف اليوم قناة مثل الـ «بي بي سي» العربية إزاء مراسلها في دمشق عساف عبود، وهو على صراحته المعهودة في الانحياز للنظام؟ نقول ذلك ونحن نرى تقاريره على القناة من حلب، المشكلة أنه حتى على المستوى المهني هي من أكثر أعمال القناة رداءة، إذ يتصف عبود بأداء بارد وغير حيوي، عدا عن استضافته وجوهاً بارزة في موالاة النظام (مثلا فارس الشهابي في أحد التقارير عن عودة مصانع حلب للعمل، وهو أحد أبرز المدافعين بقوة عن النظام).
نسمع أحياناً عن قنوات أو صحف قد تطرد صحافياً بسبب زلة لسان عنصرية، أو بسبب انحياز في قضية ما، فما بال تلك المحطات، حين يتعلق الأمر بالمجال العربي، تتصرف بلا مهنية خالصة!

مقابلة متواضعة لمحمد بكري

حاورتْ «فرانس24» أخيراً السينمائي الفلسطيني محمد بكري، وذلك أثناء زيارته إلى باريس مكرماً في تظاهرة للسينما الفلسطينية. بكري تحدث عن «المهرجان المتواضع» (ولا أدري أي غرور يجعله يصف مهرجاناً يدعوه ويكرمه بالمتواضع!)، وأجاب على بضعة أسئلة تقليدية، من قبيل «ماذا يعني لك هذا التكريم»، و»ما هي أدوارك المفضلة»، و»أي أدوار تتمنى أن تلعب»، إلى ما هنالك من أسئلة لا تحتاج حتى إلى تحضير مسبق. تستطيع أن تخرج من الحلقة تماماً كما دخلت، خاوي الوفاض من حكاية أو فكرة بديعة أو تجربة غنية، علماً أن الرجل تاريخ من السينما والمسرح والسياسة والجدل، ولا بدّ أن تحضيراً جيداً للحلقة كان بإمكانه أن يقدّم نصف ساعة مشتعلة.
لكن واضح أن ليس بإمكان مذيعة ما زالت تتعثر بالمفعول به فترفعه وبالمكسور فتنصبه، أن ترفع الحلقة إلى مستوى الجدل الذي يطرح الأسئلة الكبيرة.

ترامب يستهدف الـ «سي أن أن»

غرّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمقطع فيديو يظهره وهو يضرب شخصاً وضع على رأسه شعار شبكة «سي أن أن» الإخبارية. الفيديو هو مقطع معدّل أضيف إليه لوغو «سي أن أن» الأحمر، والتغريدة موجهة للمحطة العريقة كإنذار أو تحد أو مناكفة. ففي المقطع يصرع ترامب الرجل، الـ «سي أن أن» في الحالة الجديدة، ثم يتابع مسيرته منتشياً بالانتصار.
شبكة «سي أن أن» ردت ببيان قالت فيه «إنه يوم حزين نشهده عندما يشجع رئيس الولايات المتحدة العنف ضد الصحفيين،.. إنه ينخرط بسلوك صبياني ينحدر بأقل من مستوى كرامة منصبه، سنستمر بممارسة عملنا ويتوجب عليه أن يبدأ بممارسة عمله».وبالفعل، إذا كان هذا مستوى تصرف الرئيس الأمريكي مع الإعلام فكيف يكون تصرّف «داعش»، أو بشار الأسد، أو خامنئي؟!
في الظاهر تبدو المسألة وكأنها حرب كلام وفيديو، لكن لا شك تكبر في مكان آخر، تتدحرج لتصبح إلى أفعال ليست أقل من قطع الرؤوس.

كاتب من أسرة «القدس العربي»

 

نديم قطيش ينقلب على اللاجئين السوريين …مقابلات سوريالية على الشاشة السورية …ومن هم مراسلو «بي بي سي» في دمشق؟

راشد عيسى

مصر: ليس بكاف على الإطلاق!

Posted: 03 Jul 2017 02:29 PM PDT

كتبت كثيرا قبل 30 حزيران/يونيو 2013 مسجلا أن المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة في مصر يتعين فصلها التام عن دعوة المؤسسة العسكرية إلى التدخل في السياسة أو إعادتها ومعها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية إلى حكم البلاد وتمكينها من القضاء على مسار التحول الديمقراطي.
كتبت كثيرا مؤكدا أن سبب المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة هو وصول شؤون السياسة والحكم في مصر إلى لحظة انسداد شامل طرفاه إدارة الرئيس المنتخب محمد مرسي وجبهة الإنقاذ الوطني التي ضمت معارضيه. آنذاك لم يكن الرئيس الأسبق يتصرف كرئيس لكل المصريين (دعونا نتذكر الخوف المتصاعد للمواطنات والمواطنين الأقباط وامتناع رئيس الجمهورية عن طمأنتهم رمزيا وسياسيا، دعونا نتذكر خطاب الكراهية والتطرف والتحريض الطائفي الذي خرج من منصة مؤتمر رسمي حدث في صالة من صالات استاد القاهرة وشارك به رئيس الجمهورية قبل 30 حزيران/يونيو 2013 بأيام). آنذاك كانت أغلبية السياسيين والحزبيين الحاضرين بجبهة الإنقاذ قد قررت خيانة المبادئ والإجراءات الديمقراطية والتعويل على تدخل محتمل للمؤسسة العسكرية يعزل الرئيس المنتخب المنتمي لجماعة الإخوان2013 وحسمتها لصالح تفضيلاتها ومرشحيها حركات الإسلام السياسي إخوانا وسلفيين (كنت في جبهة الإنقاذ الوطني وعارضت علنا توجهاتها ومواقفها).
حينها كان رأيي أن السبيل الوحيد لمنع انزلاق مصر إلى أزمة سياسية طويلة المدى يتمثل في تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة مع الالتزام بالإبقاء على الإطار الدستوري للحكم الذي حدده دستور ( 2012على معارضتي له قبل أن توافق عليه الأغلبية الشعبية في استفتاء 2012)، والحفاظ على المتبقي من السلطة التشريعية المنتخبة أي مجلس الشورى (بعد أن حل مجلس الشعب في حزيران/يونيو 2012) والامتناع عن حله لكي لا تقع البلاد في فراغ تنفيذي وتشريعي يسهل على المؤسسة العسكرية ومعها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية استغلاله للانقلاب على التجربة الديمقراطية. وبهذه القناعات، وقعت على استمارة «تمرد» التي كان مطلبها الوحيد هو الانتخابات الرئاسية المبكرة، وشاركت في المظاهرات الشعبية في 30 يونيو / حزيران 2013 والتي انطلقت بمطلب وحيد أيضا هو الانتخابات المبكرة وليس تدخل الجيش في السياسة ولا عزل رئيس منتخب دون انتخابات ولا إلغاء كافة الإجراءات الديمقراطية.
كانت هذه قناعاتي قبيل انقلاب 3 تموز/يوليو 2013. فما هي مجموعة العناصر التي رأيتها بدقة وما هي مجموعة العناصر الأخرى التي لم أرها على الإطلاق؟ رأيت بوضوح خطر تدخل المؤسسة العسكرية في السياسة والعصف المحتمل بالإجراءات الديمقراطية والذي صار واقعنا اليومي منذ الانقلاب. غير إنني لم أر أن المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة في ظروف الاستقطاب الرهيب بين جماعة الإخوان من جهة والأحزاب العلمانية من جهة أخرى، فضلا عن الوهن البالغ للعلمانيين وفقدان عموم الناس لثقتهم في ممارسي السياسة من المدنيين (إخوانا وعلمانيين) بفعل تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، لم تكن لترتب سوى تمكين المؤسسة العسكرية وحلفائها الأمنيين والاستخباراتيين من قلب الطاولة على الجميع والعودة المنفردة إلى حكم البلاد. وذلك تحديدا هو ما قام به الجنرالات، وزج بنا مجددا إلى استبداد حقائقه الكبرى هى انتهاك الحريات وإغلاق الفضاء العام وتسفيه السياسة وقمع المعارضين.
رأيت جيدا أن المطالبة بالانتخابات الرئاسية المبكرة، ولكي لا تتحول إلى هدم للمعبد على رؤوس الجميع، تحتاج إلى خطوط حمراء مثل رفض إلغاء الدستور والحفاظ على مجلس الشورى المنتخب. غير إنني لم أدرك أن أوراق قوة من يريدون هدم المعبد وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء في المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية والاستخباراتية وفي جبهة الإنقاذ وفي وسائل الإعلام العامة والخاصة التي كان الأمن قد أحكم سيطرته عليها تجاوزت بكثير الأوراق المحدودة التي توفرت للرأي الذي عبرت عنه.
رأيت جيدا أن الرئيس المنتخب محمد مرسي عجز عن أن يمارس مهام منصبه كرئيس لكل المصريين ورفض أن يدين العنف الذي تورطت به عناصر من جماعة الإخوان (كما في أحداث الاتحادية)، وأن جبهة الإنقاذ تورطت في رفض غير مسؤول للحوار مع إدارة الرئيس المنتخب وتملصت من إدانة العنف الذي تورط به منتمون لها (كما في أحداث مكتب إرشاد جماعة الإخوان). ولذلك، وفي حدود دوري الصغير آنذاك، سعيت إلى كسر الرفض المتبادل للحوار والدائرة اللعينة من العنف والعنف المضاد وشاركت في اجتماع مع الرئيس المنتخب بشأن قضية أمن قومي، اجتماع سد النهضة الشهير. بالقطع، لم أتوقع أن تأتي إدارة الاجتماع على النحو الكارثي الذي حدث وتابعه الناس على شاشات التليفزيون. ولم أتوقع أيضا أن تغرق كلمتي في حضور محمد مرسي بشأن تأييدي للانتخابات الرئاسية المبكرة وضرورة تنحية الخلافات السياسية جانبا حين تكون المصالح الوطنية (كالمياه) محل تهديد (ويمكن العثور على تسجيل للكلمة باستخدام محرك بحث يوتيوب)، لم أتوقع أن تغرق كلمتي في فيضان حديث مجنون عن عمليات عسكرية سرية ضد إثيوبيا (عمليات سرية والاجتماع منقول على الهواء مباشرة!) وأن يسيطر على الاجتماع مجموعة من السياسيين والحزبيين تقمصت دور «جيمس بوند» وتجاهلت التداعيات الخطيرة لتهديداتها العلنية لإثيوبيا على الأمن القومي المصري.
رأيت جيدا أن استمارة «تمرد» كانت وسيلة لحشد وتنظيم الضغط الشعبي باتجاه الانتخابات الرئاسية المبكرة. إلا إنني لم أتوقف أمام التفاصيل الكثيرة غير المطمئنة التي أحاطت بتمرد، التمويل الكبير والدعم الصريح من قبل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والتغطية الإعلامية الواسعة. رأيت جيدا أن التظاهر السلمي في 30 حزيران/يونيو 2013 للمطالبة بالانتخابات المبكرة لم يتناقض مع الإجراءات الديمقراطية. إلا إنني لم أدرك أن المشاركين في المظاهرات كانوا قد وجهوا سياسيا وإعلاميا لطلب تدخل الجيش في السياسة، وعزل الرئيس المنتخب دون انتخابات مبكرة، وصناعة بطل منقذ من وزير الدفاع السابق ورئيس الجمهورية الحالي. لم أعلم أن الأغلبية المسيطرة على جبهة الإنقاذ الوطني كانت تنسق بالفعل مع المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية والاستخباراتية لإلغاء كافة الإجراءات الديمقراطية متوهمة رغبة الجنرالات في تمكين العلمانيين من حكم البلاد. لم أتوقع أن يشارك سياسيون ليبراليون ويساريون في انقلاب 3 تموز/يوليو 2013 ويمنحوه بمشاركتهم شرعية محلية ودولية، وأن يواصلوا في أعقابه مسيرة العار بالصمت على الجرائم والانتهاكات المفزعة لحقوق الإنسان والحريات التي بدأت وتراكمت بعد الانقلاب مباشرة.
أخطأت في التقدير والتحليل، وأتحمل في حدود دوري الصغير بين 2011 و2013 شقا من مسؤولية انهيار تجربة التحول الديمقراطي في مصر. عزائي الشخصي الوحيد هو إنني سميت الانقلاب انقلابا منذ لحظاته الأولى، ونفيت عن حكم الجنرالات الذي ترتب عليه الشرعية الأخلاقية، وأكدت أنه ليس إلا سلطة أمر واقع جاءت بالقوة وبعد إلغاء كافة الإجراءات الديمقراطية. عزائي الوحيد هو إنني عارضت ومن اليوم الأول حكم الجنرالات وأعوانهم من طيور الظلام، ومازلت أكتب لفضح الأدوات السلطوية التي يديرون بها شأن المصريين قمعا وصناعة لقوانين استبدادية واستخفافا بالسياسة وإغلاقا للفضاء العام وتخوينا لأصوات الحرية. ذلك هو عزائي الوحيد، غير أنه وبالنظر إلى مدارك السلطوية التي زج بمصر إليها ليس بكاف على الإطلاق.

٭ كاتب من مصر

مصر: ليس بكاف على الإطلاق!

عمرو حمزاوي

السوق المصرية سريعة الاستجابة لرفع الأسعار وانعدام الرقابة الحكومية على الأسواق

Posted: 03 Jul 2017 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: رغم ازدحام صفحات الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 3 يوليو/تموز بالمقالات والتحقيقات والحكايات عن ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران والثالث من يوليو/تموز، التي أطاحت بحكم الإخوان المسلمين، وبالأزمة مع قطر، إلا أن الاهتمام الأول للجميع كان رفع أسعار الوقود والبوتاجاز، وما تسبب فيه من موجة غلاء جديدة في أسعار السلع المرتفعة أصلا، وحساب مدى تأثير الزيادات على دخل المواطن الغني والبسيط والفقير معا، وهل كان ممكنا أن تؤجل الحكومة هذه الزيادة أو تبحث عن حلول أخرى؟ أم أنها ضرورية لإنقاذ اقتصاد البلاد من الكوارث التي يعاني منها، قبل أن تزداد ويصعب إيجاد حلول لها؟ وهل سيؤدي الغضب الشعبي إلى تحرك جماهيري ضد النظام؟ أم أن الشعب سوف يتقبلها لاقتناعه بأنها ضرورية والصبر عاما أو عامين إلى أن تستقر الأوضاع؟
ومن الأخبار اللافتة الأخرى استمرار المعارك بين الركاب وأصحاب سيارات الميكروباصات، واقتراحات للحكومة بالتقشف بدلا من زيادات الأسعار. والمطالبة بتشكيل لجنة لمناقشة ما حققه السيسي في فترة رئاسته الأولى قبل دخوله الانتخابات المقبلة. ومطالبة أخرى بمحاسبة الفنانين عمرو واكد وأحمد مالك وخالد أبو النجا لإهانتهم الجيش. وإلى التفاصيل:

رفع أسعار الوقود

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على قرار الحكومة رفع أسعار الوقود وأولها سيكون لعباس الطرابيلي، الذي تحسر في عموده اليومي «لكل المصريين» في «المصري اليوم» على عهد عبد الناصر الذي رفض شروط البنك الدولي برفع الأسعار، كما حذر من رد فعل الشعب ومما قاله: «لا نعرف بالضبط الشروط التي وضعها صندوق النقد الدولي من أجل مساهمته في برنامج الإصلاح الاقتصادي، وإذا كانت الحكومة تخبئ عنا المزيد من هذه الشروط فليس أقل من أن نعرف: ماذا بعد كل ما حدث؟ نقول ذلك لأن تجارب غيرنا من الشعوب مع هذا الصندوق شديدة الألم، ولذلك ترفضها الشعوب القوية- كما كنا أيام عبدالناصر- لأن الصندوق- في كل ما يقدم من نصائح هي بالفعل شديدة القسوة- يؤكد لنا أنه لا قلب له، بل يطبق قواعد جامدة أو قوالب صماء بعيدة تماماً عن «الإنسانية»، وقواعده هذه قد تصلح لشعوب وغالباً لا تصلح لكل الشعوب، حتى سمعنا- أيام عبدالناصر- تموت الحرة ولا تأكل بالصندوق، يقصدون بثدييها. ولكننا للأسف وصلنا إلى نقطة لا نستطيع فيها أن نرفض أي شروط لهذا الصندوق، أو نتشدد من أجل تخفيف قواعده التي هي سليمة اقتصادياً، ولكنها شديدة القسوة اجتماعياً، تماماً كما في حالتنا الحالية. أنا نفسى أعتقد أن السهل هو ما تم وأن الصعب مقبل، أو مازال في علم الحكومة وعلم الصندوق، بل هو الأصعب، ولكن الحكومة تخاف وبعيداً عن أن ما يجري هو حقيقة في مصلحة الشعب، ولكن في المستقبل هل تدري الحكومة حجم غليان الناس الآن؟ أم تدري ولكنها تخشى مخالفة شروط الصندوق؟ ولكن السبب الأساسى هو أننا شعب لم نعد ننتج، أي لم نعد نصنع ونزرع وتحولنا- فقط- إلى شعب من المستهلكين».

المزيد من العجز

ونتحول إلى «الوفد» أيضا لنكون مع رئيس تحريرها السابق مجدي سرحان في عموده «لله وللوطن» وكان عنوانه «ليس بالبنزين يتحقق الإصلاح» قال فيه: «دعونا نتوقف أمام ما جاء في بيان مجلس الوزراء حول مبررات رفع أسعار الوقود، خاصة تأكيده على أن «ارتفاع فاتورة الدعم يظل أحد أخطر التحديات التي تواجه الدولة، وتقوض جهودها في تحقيق التنمية وزيادة معدلات النمو الاقتصادي، كما يعرقل جهود خفض عجز الموازنة العامة للدولة، خاصة إذا كان هذا الدعم لا يتم توجيهه بكفاءة عالية إلى مستحقيه». وإنصافا للحق فإننا نتفق من الناحية النظرية مع القول بضرورة توجيه الدعم إلى مستحقيه الفعليين، وإذا كان التساؤل المعتاد كلما جاء ذكر إلغاء أي نوع من أنواع الدعم هو أين ستذهب قيمة هذا الدعم الملغى؟ وما الذي يضمن إعادة توجيهه إلى المستحقين الفعليين؟ إلا أن الحكومة في هذه المرة استبقت قرار خفض دعم المحروقات بحزمة قرارات أخرى «قرارات الدعم الاجتماعي» بتكلفة نحو 45 مليار جنيه، وهي تقريبا تزيد قليلا على المتوفر من قرار زيادة أسعار المحروقات، لكننا نرى أن ذلك قد يكون مفيدا لو أن تمويل هذه «الحزمة الإصلاحية» يتم من مصدر آخر غير خفض دعم البنزين والسولار والغاز، لأن هذه السلع ينعكس أي تغير في أسعارها على كل شيء، في ظل الطبيعة الخاصة للسوق المصري سريع الاستجابة لرفع الأسعار، وبنسب غير منطقية لا توازي نسبة الزيادة في أسعار هذه السلع، بينما لا توجد رقابة حكومية حقيقية على الأسواق. أضف إلى ما سبق، قائمة أضرار اقتصادية أخرى ربما يتمثل أهمها في اضطرار المواطنين إلى سحب مدخراتهم من البنوك، إما لاستخدامها في مواجهة أعباء المعيشة، أو لتحويلها إلى الدولار والذهب حفاظًا على قيمتها من التآكل، بما يعني عودة ظاهرة «الدولرة». وفي هذه الحالة ربما تضطر الدولة إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى ضمانا لعدم هروب المدخرين، ولأن الحكومة هي أكبر مقترض من البنوك ومن المستثمرين الأجانب أيضا، في صورة سندات وأذونات خزانة، فإن رفعها للفائدة يعني أنها ستدفع ما يزيد كثيرًا عما ستوفره من رفع أسعار المحروقات، والمحصلة النهائية هى المزيد من العجز في الموازنة العامة. ماذا يعني كل ذلك؟ يعني أننا لا نسير على الطريق الصحيح وأن ما نريد به خفض عجز الموازنة هو في حقيقته ما سيؤدي إلى المزيد من هذا العجز».

فواتير متأخرة

وهذا ما أيده فيه أمس الاثنين الرسام عمرو سليم في «المصري اليوم» الذي أخبرنا أنه شاهد مواطنا بائسا ممزق الثياب وجيوبه خاوية لم يجد من يحنو عليه من سبعة آلاف عام وهو ينظر بدهشة إلى كومة كبيرة من الأوراق عبارة عن فواتير متأخرة منذ أربعين سنة.

«‬بنديرة» الرشوة و«‬عداد» الهدايا

أما في «الأخبار» فكتب عصام السباعي في بروازه «بوكس» عن الموضوع نفسه قائلا: «لو استمرت أسعار السلع في الارتفاع بذلك الشكل «الغبي»،‬ ولو استمر التدني في القيمة الحقيقية للمرتبات وارتفاع الركود التضخمي بذلك الشكل «‬الغبي» انتظروا ارتفاعا «‬أغبي» في «‬بنديرة» الرشوة و«‬عداد» الهدايا وكان الله في عون رجال هيئة الرقابة الإدارية».

مقترحات

أما زميلته الناقدة الفنية عبلة الرويني فقدمت في عمودها اليومي «نهار» في الصفحة الخامسة عدة اقتراحات للحكومة منها: «ليست فقط زيادة الأسعار وحالة الغلاء الجنوني التي تعصف بالجميع، لكن أيضا تفاوت مستوى الأجور وغياب العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد وتبديد المال العام والإسراف الحكومي الباهظ، بما لا يتناسب مع دولة فقيرة. اقتراحات عديدة شغلت الكثيرين لمواجهة عجز الموازنة والبحث عن بعض العدل الغائب لدى حكومة الأغنياء، تخفيض رواتب ومكافآت الوزراء والمسؤولين وكبار الموظفين (المبالغ فيها) وتخفيض مواكب السيارات وأطقم الحراسة المصاحبة للمسؤولين، إلا للضرورة، تخفيض عدد المستشارين في الجهاز الإداري في الدولة، خفض 10٪من مكافآت أعضاء مجلس النواب وبدل حضور الجلسات وبدلات السفر».

التاجر طبيعة عمله الربح والخسارة

ومن المقالات والتعليقات إلى التحقيقات التي أبرزت آراء تجار ورجال أعمال، فقد نشرت صحيفة «الأهرام» أمس الاثنين حديثا مع أحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية أجراه معه زميلنا عبد الرؤوف خليفة كان أبرز ما جاء فيه قوله: «ما تفعله الحكومة يتجه صوب مناطق لا تحقق النتائج المرجوة، وما يدلل على ذلك ـ الدعم العيني، وهذا فيه اعتراف بعدم احترام لسياسات السوق القائمة على أساس العرض والطلب. الأزمة الحقيقية ليست في إيجاد ميثاق شرف، فالتاجر بحكم الطبيعة وموروثه الثقافي يحترم كلمته عندما تخرج منه، لأنها أمانة وهي أصل المعاملات التجارية، وعلينا اليقين قبل السعي بوجود ميثاق شرف لا بد من تنقية التشريعات وإعادة صياغتها وضبطها، وإذا استطعنا إيجاد قوانين ضامنة سوف يجد ميثاق الشرف طريقه إلى السوق. التاجر طبيعة عمله الربح والخسارة، ولابد أن يضبط تجارته وهذا واقع لا يعيبه، لذلك يتعين علينا التحلي بثقافة البيع والشراء والتعامل مع الواقع من هذا المنطلق، وليس من المنطقي النظر إلى التجار من منظور أنهم يبيعون السلعة بأغلى من ثمنها الحقيقي، ليس بمقدوره إنتهاج ذلك المسلك، هناك من يعتقد أن بإمكان التاجر التحكم في السوق وتحديد سعر السلعة، وهذا اعتقاد خاطئ ولا يمكن القبول به، الحقيقة في ما يحدث أن المناخ السائد لا ينعم باستقرار في السوق، وتلك هي الأزمة الحقيقية التي تواجه الجميع، إلقاء الاتهامات على التاجر جزافا، لن يحقق ضبطا للأسعار وإنما يصب في اتجاه الحياد عن حقيقة الواقع المعيش الذي يجب استيعاب متغيراته. كل ما يتم اتخاذه من إجراءات بعيدا عن زيادة الإنتاج لن يؤدي إلى خفض الأسعار، وإذا استطعنا توفير السلع بكميات كبيرة فإننا نكون قد وضعنا أقدامنا على أعتاب الطريق الحقيقي، هناك سياسات متبعة أثبتت السنوات الطويلة عدم جدواها، ورغم ذلك نتمسك للعمل بها واللجوء إليها، أسدينا النصح للحكومة لتغيير السياسات ولكن الأمر تحكمه قوالب جامدة تجعلني لا أرى أملا للخروج منه».

خطوة في الاتجاه الصحيح

وإذا تركنا «الأهرام» وتوجهنا إلى «البوابة» سنجد تحقيقا لزميلنا مصطفى مراد جاء فيه: «قال الخبير الاقتصادي هاني توفيق إن رفع الدعم عن المحروقات خطوة شجاعة تحسب لمتخذ القرار، وهي بالتأكيد في الاتجاه الصحيح اقتصاديًا، ليس فقط لخفض عجز الموازنة، وإنما لأن بيع السلعة بأقل من قيمتها يؤدي إلى الإفراط والإسراف في استخدامها، ومن ثم إهدار موارد الدولة المحدودة، ويجب إحكام حسابات الدعم النقدي المشروط عن طريق تحديد مستحقي الدعم المشروط بربط الرقم القومي بفاتورة المحمول واستهلاك الكهرباء ومحل السكن والوظيفة، يجب أن يصحب ذلك اتخاذ موقف تشريعي وتنفيذي حاسم لتقويم مؤسسة «أم الفساد» والخاصة بالتهرب الضريبي الفاحش. ويرى عز الدين حسانين الخبير الاقتصادي والمصرفي، أن تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي بهذه الجرأة منذ قرار التعويم في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 وحتى الآن يعطي صورة إيجابية عن مصر للعديد من دول العالم الكبرى بأن عدم الاستقرار السياسي أمر مستبعد تماما».

أنين الناس

نترك الأهرام ونتجه إلى «الشروق» وقال رئيس تحريرها عماد الدين حسين: «ما هو مغزى إعلان الحكومة لقرارات رفع أسعار الوقود وبنسبة عالية قبل ساعات من حلول الذكرى الرابعة لثورة 30 يونيو/ حزيران 2013؟ هذا سؤال مهم للغاية، لأن المنطق السهل والبسيط هو تأجيل القرار، حتى لو ليوم واحد بعد انتهاء الذكرى. من المنطقي أن يكون هناك العديد من المستشارين والمسؤولين قد اقترحوا على رئيس الجمهورية أن يؤجل إعلان قرار الزيادة حتى تمر ذكرى 30 يونيو، التي دعت صفحات وقوى إخوانية إلى التظاهر يومها، ثم حاولت استغلال قرار رفع أسعار الوقود لتأييد التظاهر، لكننا لم نر شيئا على أرض الواقع.
من المنطقي أيضا، بل من المعروف أن أصواتا كثيرة اقترحت تأجيل هذه الزيادات ليس فقط إلى ما بعد 30 يونيو، ولكن إلى ما بعد عيد الأضحى، الذي يفترض أن يحل في أوائل شهر سبتمبر/أيلول المقبل. قبل ذلك اقترح أحد أعضاء مجلس النواب على الرئيس السيسي إلغاء زيادة الأسعار من الأساس، بسبب المشكلة الاقتصادية الناتجة عن تعويم الجنيه، ويومها قال له الرئيس عبارته المشهورة «من أنت»؟ السؤال مرة أخرى: إذا كانت تلك هي المطالبات، فما الذي يدعو الحكومة إلى اتخاذ القرار قبل لحظات من ذكرى 30 يونيو، التي كان محتملا أن تشهد تظاهرات واحتجاجات؟ الإجابة المبدئية أنه لا يمكن تصور اتخاذ هذا القرار في التوقيت نفسه إلا إذا كانت الحكومة، بل وكل أجهزتها أو معظمها وبمشاركة كل صناع القرار واثقين تريليون في المئة من أنه لا توجد أي مخاطر أو مخاوف آنية من أي نوع، إذا تم اتخاذ هذا القرار المهم.
يضاعف من أهمية التوقيت أن قرار الزيادة لم يكن هينا أو هامشيا، بل كانت الزيادة كبيرة وربما غير متوقعة. كانت التوقعات تتحدث عن زيادات تتراوح بين 15٪ و25٪ لكنها وصلت إلى 62٪ في بعض المواد البترولية وبمتوسط زيادة بلغ 55٪ لكل الأصناف مجتمعة. يمكن طرح السؤال بصيغة أخرى هي: ألم يكن من الخطورة اتخاذ القرار بعد أيام فقط من التصديق على اتفاق تسليم جزيرت تيران وصنافير المصريتين للسعودية؟
أي حسابات بسيطة كانت تحتم تأجيل اتخاذ مثل هذا القرار في هذه الأجواء والظروف والتوقيت، وبالتالي، حينما يتم اتخاذ القرار، فالمؤكد أن صانع القرار كانت أمامه كل ذلك، وعلى الرغم من ذلك اتخذ القرار، وبالتالي يحق لنا الاستنتاج أن الحكومة وأجهزتها صارت واثقة تماما من عدم وجود أي تهديدات أمنية أو اجتماعية في الوقت الراهن. في هذه الحالة يحق لنا أن نسأل: إذا كانت هناك أزمة اقتصادية صعبة جدا وارتفاع في معظم أسعار السلع الرئيسية، خصوصا بعد تعويم الجنيه ورفع أسعار الوقود وضريبة القيمة المضافة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فما الذي يجعل الحكومة شديدة الثقة لهذه الدرجة، بحيث تقوم برفع أسعار الوقود للمرة الثانية في أقل من سبعة شهور وبنسبة كبيرة؟ لو كنت مكان الحكومة لقلت إن السبب هو تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، وإن الأوضاع لا تحتمل أن نستمر بالطريقة القديمة، وإلا تعرضت البلد للإفلاس وتفاقمت الأزمة أكثر فأكثر، وإنه لا يوجد بديل لما تم اتخاذه.
كل ما سبق هو التفسير الاقتصادي، لكن نحن هنا نبحث عن التفسير الأمني والسياسي والاجتماعي. والإجابة مرة أخرى هي أن الحكومة صارت واثقة بأكثر مما ينبغي بأنه على الرغم من هذه الخطوة الصعبة، فإن المواطنين لن يتحركوا، لأنهم في فترة أعياد أعقبت شهر رمضان، ثم إنهم منهكون ومتعبون و«طالع عينيهم»، وبالتالي فلا خوف من أي حراك احتجاجي. حتى لو كان هذا المنطق سليما، وحتى لو فكرت الحكومة بهذا الشكل، فظني أن عليها أن تكون أكثر حذرا، لأن أنين الناس صار مسموعا، «لدرجة أن بعض الناس صارت تكلم نفسها في الشوارع».

حكايات وروايات

وتخفيفا من حدة النكد بسبب ارتفاعات الأسعار نتجه إلى الحكايات والروايات التي قدمها لنا سعيد الشحات مدير تحرير «اليوم السابع» في بابه «ذات يوم» عن معركة طريفة قديمة حدثت في الثاني من شهر يوليو/تموز سنة 1926 أي منذ واحد وتسعين عاما مضت ونقلها عن كتاب للكاتب المرحوم جمال بدوي واختار لها عنوانا هو «هيئة كبار الأطباء تنحاز للقبعة وتعلن لبس الطربوش غير صحي» ومما أورده: «تقدمت «الرابطة الشرقية» برئاسة عبدالحميد البكرى نقيب الأشراف إلى «جمعية الأطباء» بمجموعة أسئلة واستيضاحات حول: «أيهما يعد لباسًا صحيًا القبعة أم الطربوش»؟ كان السؤال انعكاسًا لمعركة ساخنة شهدتها مصر عامى 1925 و1926 ودارت بين ثلاثة أطراف: الطربوش والقبعة والعمامة، ويرصد وقائعها جمال بدوي في كتابه «المصور شاهد عيان على الحياة المصرية» عن «دار الهلال- القاهرة» مشيرًا إلى أنها «تحولت إلى حرب ضروس بين أنصار كل طرف، وبدأت من كلية دار العلوم حيث ظهرت الدعوى إلى التخلي عن الزي الأزهري المكون من الجبة والقفطان والعمامة، وارتداء البدلة والطربوش كغطاء للرأس، ثم دخلت القبعة إلى الحلبة لتطيح بالطربوش عن عرشه الذي تربع عليه عدة قرون، باعتباره رمزًا للسيادة التركية، التي تخلصت منها مصر بعد سقوط الخلافة العثمانية في عام 1924 وانتصار الثورة الكمالية»، وهي الثورة التي قادها مصطفى كمال أتاتورك، الذي تشدد في إزالة كل معالم العثمانية، وفرض على الأتراك لبس القبعة والملابس الأوروبية.
ويؤكد بدوي أن ما حدث في تركيا سرت عدواه إلى مصر، استنادًا إلى أن البلد الذي نبع منه الطربوش خلعه فلماذا نتمسك به في مصر؟ كما أن الطربوش يرمز إلى العنجهية التركية التي أذاقت المصريين الوبال، ولكن أنصار الطربوش رفضوا هذا التبرير وحجتهم في ذلك أنه اكتسب من طول استعماله صفة المواطنة، وصار رمزًا للقومية المصرية والانتماء الوطني في مهاجمة الهجمة الأوروبية الاستعمارية، وأن التخلي عنه سيؤدي إلى الذوبان في موجة التغريب التي اتسع مداها في ذلك الوقت، وكان رمزها القبعة أو البرنيطة، كما كانت تسمى حينئذ.
يذكر بدوي أن كبار الكتاب والأدباء والصحافيين دخلوا هذه المعركة، فكتب فكري أباظة على صفحات «المصور» بعنوان «الحرب الطاحنة» محذرًا: «إن لهيب هذه الحرب سيمتد إلى الأرياف وقراها في القريب العاجل، وستصل العدوى من دار العلوم إلى القضاء الشرعي فالأزهر، فالجامع الأحمدي فالمعهد الدسوقي، فمعهد الزقازيق ثم تصل إلى مدارس المعلمين والمكاتب الأولية، ولا نعلم من سيكتب النصر»أللطربوش أم للعمة؟ وأضاف: «الزي ما كان في وقت من الأوقات أصلًا من أصول الشرائع ،وإنما هو مظهر من مظاهر الذوق، فتغييره لا علاقة له بالشرع» وتساءل: هل يقبل الأساتذة الثائرون من طلبة دار العلوم أن يصبحوا في العهد القريب «خواجات» ومع ذلك يحفظون أحاديث البخاري ويقرأون في كتاب الزمخشري والقلقشندي؟ وبعد أن كانت المعركة بين «العمة» و«الطربوش» دخلت القبعة طرفًا ثالثًا، وفقًا لبدوي حيث قامت مجلة «الهلال» باستطلاع رأى اثنين من كبار الكتاب، أحدهما يدافع عن الطربوش وهو الأستاذ مصطفى صادق الرافعي، والثاني يناضل من أجل القبعة وهو الدكتور محمود عزمي، وفي دفاعه عن «الطربوش» قال الرافعى: «القبعة على رأس المصري في مصر تهتك أخلاقي والطربوش لم يضق، وإنما ضاقت العقول أو ضاقت الأخلاق وهذه الأمة منكوبة بالتقليد والمقلدين». أما الدكتور محمود عزمي فأعلن أنه يحدد لنفسه اليوم الأول من شهر يوليو/تموز سنة 1925 ليلبس القبعة. ويؤكد عزمي أنه منذ يوم العشرين من شهر يونيو/حزيران أعلن كل من قابله من الإخوان والأصدقاء أني مغير لباس الرأس. تواصلت المناقشات من صيف عام 1925 حتى عام 1926 ووفقًا لتأكيد بدوي: «اتسع نطاقها وزادت سخونتها بفتوى لشيخ الأزهر والمفتي بتحريم لبس القبعة» مضيفًا: «استندت الدولة إلى هذه الفتوى في حظر وضع القبعة على رؤوس الطلاب. كما أنها أصبحت أيضًا عنصرًا من عناصر الصراع بين مرشحي حزب الحكومة «الاتحاد» والأحزاب الثلاثة المؤتلفة «الوفد والأحرار والوطني» في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في مايو/أيار 1926 فمرشحو «الاتحاد» أخذوا يفخرون بأن حكومتهم حين منعت المصريين من لبس القبعة إنما منعت أكبر ضرر كان ممكنًا أن يحيط بمصر وبنيها، في حين ردت جريدة «السياسة الأسبوعية» ساخرة من هؤلاء الذين يعتبرون لبس القبعة «هادمًا لأصول الشريعة الحنيفية».

معارك وردود

وإلى المعارك والردود السياسية التي بدأها يوم الأحد في صفحة الاقتصاد في «المصري اليوم» الخبير أحمد جلال بقوله: «الآن وقد قطعنا شوطا معقولا نحو بناء مؤسسات الدولة ومع استتباب الأمن بدرجة عالية، أظن أن الوقت قد حان للبدء في الإعداد للدفع بحكومات لها مرجعية فكرية واضحة، يحاسبها المواطنون على أدائها. في الوقت نفسه أعتقد أن السلطة التنفيذية في حاجة الآن وليس غدا إلى مؤسسة تساعدها بشكل علمي ومنظم على تمحيص البدائل المختلفة، واقتراح أفضلها لهذا الوطن، هذه الاقتراحات ليست من اختراعي، بل هي ما تفعله الدول الديمقراطية، بغض النظر عما إذا كان نظامها السياسي برلمانيا أو رئاسيا أو مختلطا. قد تختلف التركيبة المؤسسية من دولة لأخرى، لكن هناك دوما توجها فكريا واضحا لمن يحكم ومركزا للتفكير يخدم هذا التوجه في نهاية المطاف، الناخب هو سيد الموقف يأتي للحكم بمن يشاء. خلاصة القول: أعتقد أن عصر حكومات «التكنوقراط» في مصر قد قارب على الزوال، أو هكذا يجب أن يكون، قد يأخذ تفعيل هذا التحول في إدارة البلاد بعضا من الوقت حتى تنضج الأحزاب السياسية، لكن أن نصل متأخرين خير من ألا نصل على الإطلاق هذه الرحلة ليست مسؤولية الحكومة وحدها ولكنها مسؤوليتنا جميعا كمواطنين في بلد نحبه».

ممثلون يهاجمون الجيش

والمعركة الثانية ستكون من نصيب أشرف محمود في «الأهرام» وكانت بعنوان «العقاب الرادع» طالب فيها بمعاقبة بعض الفنانين الذين يهاجمون الجيش ومما قاله عنهم: «تجرأ ممثل مبتدئ على ارتكاب فعل لا أخلاقي مع جنود الشرطة في ميدان التحرير، وللأسف وجد هذا الممثل من يدافع عنه، ولا ندري هل الممثلون فوق القانون؟ ولماذا لم نسمع عن مساءلة كل من عمرو واكد وخالد أبو النجا وأحمد مالك وغيرهم من الممثلين والممثلات؟ فهناك فارق كبير بين أن تكون معارضا وأن تكون محرضا أو ـ على الأقل ـ متهكما من مؤسسة الشعب العسكرية. إن الأمر جد خطير ولا يعقل أن تصمت الدولة ويغط القانون في نوم عميق إزاء هؤلاء الذين يفتقدون التربية، ولم يجدوا من يعرفهم الدور الوطني الذي قام به الجيش ودونه تاريخ الوطن بحروف من نور، فما تحمله الجيش المصري في السنوات السبع الأخيرة وحتى الآن يفوق ما تحمله في كل الحروب التي خاضها في القرن العشرين، إذ يكفي أنه في حروبه السابقة كان يواجه عدوا معروفا، وكان الشعب يقف خلفه. اما ما جرى في السنوات الأخيرة فكانت حروبا على جبهات متعددة داخلية وخارجية، ومن كل نوع بدءا من الفساد وحروب الجيل الرابع وصولا للجماعات المسلحة والإرهاب».

صكوك الوطنية

وفي «اليوم السابع» هاجم محمد الدسوقي رشدي في بابه «عموما» الذين يهاجمون بعض مؤيدي النظام ويتهمونهم بالنفاق وقال: «الناشطون أنفسهم الذين يرفضون توزيع عزمي مجاهد وسعيد حساسين لصكوك الوطنية، هم أنفسهم يفترشون أرض الميادين وصفحات «الفيسبوك» لتوزيع صكوك الشرف والثورية، وتصل بهم البجاحة والإفك والفُجر لوصف الجيش المصري بالخيانة، بينما يعلم التاريخ أن نقطة عرق أصغر جندي في الجيش المصري أشرف من أشرفهم. والناشطون أنفسهم الذين يرفضون غضب رجل الشارع العادي من تبجح باسم يوسف ووصفه للجيش المصري بالميليشيات، هم الناشطون أنفسهم الذين يغضبون حينما يتهمهم إعلامي ما أو نائب ما بأنهم عصابة تمويل أجنبي، تلك هي آفة من يتصدرون المشهد الآن تحت شعار تقويم السلطة، فكيف يقتنع الناس بأن تيارًا معوجًا وغير منظم قادر على خدمة الوطن إذا كان هو نفسه يعاني من ميل أخلاقي ومنهجي وفكري يصل في بعض الأحيان إلى الخيانة والمرض. مرض يعمي بعضهم عن رؤية الفرق الطفيف بين الخصومة مع سلطة سياسية والخصومة مع الوطن ذاته. مرض يدفع قلوبهم لأن تشتبك بقلة أدب مع جيشهم عندًا في إدارة سياسية، بغض النظر عن النتائج. كيف لرجل الشارع العادي أن يأتمن مراهقًا على مستقبل وطنه السياسي؟ كيف يمكن لرجل الشارع العادي أن يثق في تيار سياسي يجتهد لاستخراج نكتة أو إفيه لإهانة خصمه، أكثر من اجتهاده في دراسة حالة أو تقديم بحث أو رؤية، يحرج به خصمه السياسي، ويكشف عدم قدرته على الوفاء بمستلزمات الوطن والشعب؟ يهوى الكثيرون حصر وتعداد أخطاء السلطة والقريبين منها، وشرحها وعرضها في بيانات وعناوين براقة طمعًا في لايكات «الفيسبوك» أو رسائل تخبرهم بأنهم الجدعان والمناضلون، ويخشى الكثيرون من حصر وتعداد أخطاء الناشطين والمعارضة وشرحها للناس خوفًا من أن يتم اتهامهم بنفاق السلطة، بينما واحدة من أبرز حقائق سنوات ما بعد 25 يناير/كانون الثاني أن نفاق الرأي العام ونفاق فئة الناشطين وموالسة التيارات التي منحت نفسها ألقابًا ثورية لبعضها كان أخطر بكثير عن المسار الديمقراطي والمؤسسي في مصر من نفاق السلطة».

لجنة للبحث والدراسة

أما آخر المعارك التي سننهي بها تقرير اليوم فستكون من نصيب عمرو هاشم ربيع ومقاله الأسبوعي في «المصري اليوم» بعنوان «لجنة للبحث والدراسة» قال فيه: «بعد عدة أسابيع من الآن نكون على أبواب انتخابات الرئاسة، ربما يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسي بترشيح نفسه لمدة رئاسة ثانية، الأفضل لنا جميعا أن نعد لجنة أو مجموعة لجان متعددة الاهتمامات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدراسة ما تم وما لم يتم إنجازه من برنامج الرئيس الرئاسي السابق، وأن تقترح تلك اللجنة حلولاً لما لم يتم إنجازه. الرئيس السيسي لم يطرح برنامجًا مكتوبًا في انتخابات 2014 لكن من خلال مراجعة أحاديثه التلفزيونية والصحافية سنرصد بالتأكيد عشرات الوعود التي وعد بها الرئيس ناخبيه، مهمة اللجنة المراد تأسيسها هي إنصاف الرئيس حتى لا يختلط الحابل بالنابل، ونصبح في إطار هجوم متعمد من هذا الطرف أو ذاك، أو ممالأة ومداهنة من هذا الطرف أو ذاك. بعبارة أخرى نريد أن نؤلف لجنة مستقلة أو حزبية من فنيين ومتخصصين لدراسة ما تحقق من وعود، وما لم يتحقق. نريد على الصعيد الخارجي أن نعرف من حيث الشكل أين كانت مصر في علاقاتها مع بلدان العالم وتكتلاته المختلفة عشية الانتخابات وكيف أصبحت؟ ومن حيث المضمون ومن حيث التفاصيل إلى أي حد شهدت علاقات مصر مع بلدان العالم تطورًا في تنمية مواردها الاقتصادية، التمويل الأجنبي حجم الدين الخارجي قبل وبعد الفترة الرئاسية حجم الاستثمارات الأجنبية قبل وبعد، سبل وكيفية الحفاظ على وحدة الأرض المصرية وتراب الوطن في كل ربوعه، حال السياحة الخارجية حجم مياه النيل والعلاقات مع دول الحوض، مكافحة الإرهاب الدولي تطور حجم التجارة الخارجية، التحرك في سبيل حل القضية الفلسطينية إلخ. اقتصاديًا نريد تقييم أمور كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر التشغيل والبطالة، حال الأمن الغذائي وسعر العملة المصرية قبل وبعد الفترة الرئاسية، حجم الاحتياطي النقدي في البنك المركزي ومصدره حجم الرواتب والأجور وحدودها القصوى، أموال التأمينات ماذا عن تطور معدل النمو خلال الفترة الرئاسية، تطور الطرق والمواصلات البرية. كل هذه الأسئلة وغيرها وغيرها يجب أن يجيب عنها مستقلون وقادة رأي محايدون بالعودة لوعود الرئيس وشعاراته الانتخابية خلال ترشحه منذ أكثر من ثلاثة أعوام».

السوق المصرية سريعة الاستجابة لرفع الأسعار وانعدام الرقابة الحكومية على الأسواق

حسنين كروم

الأردن يقرأ «التحرش» السوري المستجد: تدويل و«أقلمة» الحسم العسكري في درعا

Posted: 03 Jul 2017 02:28 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: يعرف وزير الخارجية السوري وليد المعلم ما الذي يفعله تماماً وهو يوقع الرسالة التي تزج باسم الأردن مجدداً في شكوى للأمم المتحدة تتحدث عن مساندة مقاتلين قاموا بقصف الأحياء التي يسيطر عليها النظام في درعا.
كالعادة امتنع الناطق الرسمي الأردني عن الرد أو التعليق. والمفارقة تكمن في أن النظام السوري هو الذي يقصف درعا منذ 13 يوماً وبشكل متواصل دون أن يتمكن من هزيمة المعارضين المسلحين خصوصاً في عمق محافظة درعا الجنوبية. الأردنيون قرأوا مباشرة رسالة شكوى دمشق الجديدة وهي الثالثة التي تقدم للأمم المتحدة وتتهم عمان برعاية ما يسمى بالإرهاب في سوريا.
وفي القراءة السريعة يعبر موقف نظام دمشق الجديد عن أزمة ميدانية لأنه يخفق في حسم المعركة خصوصا في عمق درعا المحاذية للأردن بعد نحو أسبوعين من القصف المكثف ومحاولات الاختراق والتدمير للأحياء والقرى والنواحي التي يوجد فيها الجيش السوري الحر المعارض. فمعركة درعا مفصلية وأساسية لأنها تشكل اليوم إحدى بؤرتين ملتهبتين تماماً في الملف السوري.
والحسم في درعا ضروري جداً للنظام ولأعوانه وشراكاته حيث يقدر الباحث الأردني المختص بشؤون الجنوب السوري صلاح ملكاوي بأن فشل النظام مجدداً في الاختراق وإخضاع أهالي درعا يعني ضمنياً اليوم بعد درس الصمود البطولي لأبناء المنطقة المسلحين المعارضين بأن درعا ستكون منطقة محرمة على عودة النظام. وفي الواقع فإن النظام السوري هو الذي قصف أطراف الأرض الأردنية قبل ثلاثة أيام بقذائف عشوائية أصابت مرفقا وأرصفة في نقطة العبور الحدودية الأردنية.
وخلافاً لما يفعله نظام دمشق لم توجه عمان اتهامات علنية واعتبرت هذه القذائف العشوائية رسالة إضافية تدلل على أزمة النظام السوري بينما يعود الوزير المعلم للتعبير عن الأزمة نفسها في رسالته للأمين العام للأمم المتحدة.
ويتصور الأردنيون في السياق بأن استخدام كل التقنيات العسكرية بما فيها البراميل المتفجرة والطائرات والمدفعية للحسم في مناطق درعا التي لا يسيطر عليها عملية أما انتهت بالفشل أو في طريقها للفشل ليس فقط لأن المعارضة قوية ولديها أسلحة وذخائر حديثة دخلت من الأردن أو من غيره، ولكن لأن اللاعب الأمريكي موجود في المنطقة ولم يقرر بعد الموافقة على الحسم في درعا.
فحسم المعركة لصالح النظام أو المعارضة في درعا لم يعد مسألة أردنية أو سورية ففي الدوائر المغلقة لصناعة القرار الأردني تحديداً يعتبر الجنوب السوري البؤرة الثانية الملتهبة جداً بعد محافظة الرقة والتي لم يحسم الأمر فيها إلا بين اللاعبين الكبار والأساسيين.
ومن المرجح أن كلاً من حكومتي البلدين ليستا في نطاق اتخاذ قرار بشأن ما يحصل في درعا لأن ما يمكن أن يحصل فيها له علاقة ذات طبيعة اشتباكية في الكثير من المعطيات الدولية والإقليمية.
وما يحصل في جنوب سوريا وبالتالي في حضن درعا مسألة تهم جداً إسرائيل وفقاً لمصدر أردني مطلع ومسؤول تحدث لـ»القدس العربي» كاشفاً أن الحسم العسكري في هذه المنطقة تحديداً يحتاج لتوافقات ذات طبيعة إقليمية ودولية حيث أن روسيا موجودة وكذلك الولايات المتحدة وحيث توجد قوات فرنسية ذات طبيعة دفاعية على الحدود مع الأردن. ويوجد دور سياسي بريطاني يراقب كل ما يجري في جنوب سوريا ويشتمّ الأردنيون دوماً سلسلة متنامية من الحراك والمبادرات الالمانية فيما ما يحصل في جنوب سوريا له علاقة محورية كما يقدر البرلماني الأردني الخبير في المنطقة والوزير السابق سعد هايل السرور بالمعركة الأساسية التي تجري خلف الستارة ليس بعنوان الإرهاب ودوره ونفوذه ومناطقه فقط ولكن أيضاً بتقاسم كعكعة مشاريع إعادة الإعمار.
وبالتالي وفي ظل الواقع الميداني الموضوعي لا تشعر عمان بانزعاج شديد وهي تتلقى الاتهام السوري الجديد ليس فقط لقناعتها بأن الحسم في درعا من عدمه أصبح مسألة دولية ولكن لأنها تدرك بأن أولوياتها ينبغي أن تنسجم وتتوازن مع قدراتها الواقعية وهو ما يتحدث عنه مباشرة وبعمق رئيس الأركان الجنرال محمود فريحات عندما يعلن مرات عدة بأن أولوية الجيش العربي الأردني حماية الأردن وحدوده وليس الاقتحام أو المناورة أو التدخل في العمق السوري.
نخبة عمان الرسمية تبتلع هذه الاتهامات السورية بدون التعقيب أو التعليق وعلى أساس أن الفرصة غير متاحة كما أكد لـ»القدس العربي» مرات عدة الناطق الرسمي الدكتور محمد المومني على تعليقات وتصريحات أو رسائل تعكس ازمة النظام السوري الجار ولا تعكس شيئاً آخر.
الأردن استراتيجياً يتحدث في شؤون الجنوب مع موسكو خصوصاً في مسألة المعابر وإعادة افتتاحها وما يصل لحكومة عمان وفقاً لمصادرها هو رسائل سلبية من جانب النظام في مسألة إعادة فتح المعابر.
ومع المخاوف التي يثيرها حسم النظام لمعركة درعا لصالحه تحت عنوان الميليشيات الطائفية أردنياً وإسرائيلياً وأمريكياً تزداد القناعة بصعوبة هضم فكرة السماح للنظام السوري بالحسم التام عسكرياً في درعا وبصورة مجانية وبدون وجود ضمانات من روسيا أو من إيران أو من كلاهما بعنوان عدم الاقتراب.

الأردن يقرأ «التحرش» السوري المستجد: تدويل و«أقلمة» الحسم العسكري في درعا

بسام البدارين

صيف الإشاعات وقصف سيارات الإسعاف ينطلق مبكرا وساخنا في الجزائر!

Posted: 03 Jul 2017 02:28 PM PDT

الجزائر»القدس العربي»:انطلق الصيف مبكرا وساخنا في الجزائر، ليس من حيث درجات الحرارة التي تبقى متوسطة حتى كتابة هذه السطور، لكن من جهة الإشاعات التي انتشرت كالنار في الهشيم، إلى درجة أن المواطن لم يعد يفرق بين الغث والسمين، وبين المعلومة والإشاعة.
وانطلقت الإشاعات بمجرد تعيين الحكومة الجديدة، وقبلها انطلق موسم قصف سيارات الإسعاف، فإذا كانت هناك جملة تلخص التعاطي مع المسؤولين بعد رحيلهم هي منصبهم خلال السنوات القليلة الماضية فهي حتما مقولة»: مات الملك عاش الملك»، بل تتعداها إلى «الملك الراحل كان سبب كل المصائب»! فالأشخاص الذين كانوا يسبحون بحمد الحكومة السابقة، ويثنون على رئيسها عبد المالك سلال وسياسته الرشيدة وخفة ظله ( رغم زلاته الكثيرة) وعلى قربه من المواطن، هم أنفسهم الذين سارعوا لقصفه وقصف من كانوا إلى جانب بعد رحيلهم، وحولوا الثناء إلى حكومة عبد المجيد تبون وكتبوا القصائد عن حزمه وعزمه، والأكيد أنهم سيكررون تحويل الولاء بمجرد رحيل الحكومة الحالية وقدوم أخرى.
وللأمانة، فإن الحكومة الجديدة ساهمت بدورها في قصف الحكومة التي جاءت على أنقاضها، وليس أدل على ذلك تصريح رئيس الوزراء الجديد من أن الحكومة السابقة بددت حوالي 700 مليون دولار في مشاريع لم يكن لها أي أثر، وهو رقم مهول يدل على حجم العبث الذي تم به التعامل مع المال العام، كما أن وزير الصناعة الجديد محجوب بدة، قال صراحة إن سياسة إنشاء مصانع لتركيب السيارات التي كانت الحكومة وبعدها الإعلام يقدمانها على أنها إنجاز كبير لم تكن في الحقيقة إلا وسيلة لاستنزاف خزينة الدولة في إطار سياسة استيراد مقنعة، في وقت كانت فيه الحكومة تقلص من واردات السيارات لخفض فاتورة الاستيراد بسبب الأزمة المالية التي تعيشها البلاد، والناجمة عن تراجع أسعار النفط منذ أكثر من سنتين.
وحتى وزارة الإعلام لم تسلم من ذلك، فقد أعلنت أنها ستفتح تحقيقا في عملية منح بطاقات الصحافي المحترف لمن لا تتوفر فيهم الصفة، خلال عهد الوزير السابق حميد قرين الذي دخل في صدامات كثيرة مع صحف وصحافيين، وكان الكثير منهم يخشى انتقاده بكلمة واحدة.
وتزامنت حملة قصف سيارات الإسعاف وحتى النعوش مع انتشار إشاعات على نطاق واسع، تتعلق الأولى بصدور قرار عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يقضي بمنع وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب من السفر، والتحفظ على ممتلكاته، بدعوى تورطه في قضايا فساد، قبل أن يخرج مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى للدفاع عن بوشوارب زميله في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، رغم أن ما بينهما ما صنع الحداد.
وتوسعت دائرة الإشاعة لتشمل رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال، الذي سقط فجأة إلى مستوى من يمكن التطاول عليهم، فانتشرت إشاعة تقول إن قرارا صدر بمنعه من السفر، وأن جواز سفره سحب منه، وبسرعة زادت الإشاعة تضخما ووصلت حد القول إن قرارا صدر بمنع 15 شخصية مسؤولة في الدولة من السفر إلى الخارج، وتجميد حساباتهم بسبب تورطهم في قضايا فساد، واللافت للانتباه أن هذه الإشاعات لم تبق حبسية مواقع التواصل الاجتماعي، بل تم تداولها من طرف مواقع إخبارية سار خلفها الكثيرون معتقدين أن الأمر يتعلق بمعلومة موثوق بصحتها، دون أن تكلف السلطات نفسها عناء تكذيب الإشاعات، لأنها في نهاية الأمر لا تضرها ولا تزعجها كثيرا.

صيف الإشاعات وقصف سيارات الإسعاف ينطلق مبكرا وساخنا في الجزائر!

هل يفجر خندق طوز خورماتو صراعاً بين البيشمركه والحشد الشعبي؟

Posted: 03 Jul 2017 02:27 PM PDT

صلاح الدين ـ «القدس العربي»: تشهد مدينة طوز خورماتو جنوب كركوك اجواء من التوتر والتشنج بين قوات «الحشد الشعبي» و«البيشمركه» الكردية، على خلفية قيام الأخيرة بحفر خندق حول المدينة، دون العودة إلى الحكومة الاتحادية، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات بين الطرفين.
ورفض القيادي في «الحشد الشعبي» والنائب في البرلمان، كريم النوري، قيام «البيشمركه» بحفر خندق حول طوزخورماتو، عادا اياه «تجسيد لسياسة فرض الامر الواقع، وله اهداف سياسية، منها التهيؤ لاجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم».
واتهم «البيشمركه» بـ«افساد الانتصار الكبير في الموصل»، متسائلا عن سبب تزامن حفر الخندق مع زيادة الخناق على تنظيم «الدولة الإسلامية» وقطع الإمداد عنه ومسك الحدود مع سوريا.
ودعا النوري، خلال مقابلة متلفزة، «الاتحاد الوطني الكردستاني، إلى توجيه محافظ كركوك، القيادي في الاتحاد، نجم الدين كريم، إلى عدم التصرف بشكل خاطئ خارج الدستور في القضايا الحساسة في كركوك، كونه يمارس دورا خطيرا في اثارة الاجواء والمشاكل بين الكرد وبغداد».
وبين أن «حفر البيشمركه لهذا الخندق مخالف للقانون كون المنطقة تعود إلى محافظة صلاح الدين وليس للاقليم».
وشدد النوري على أن «الحكومة لم تهمل تحرير الحويجة وأن خططها تقضي بتحرير الموصل اولا ثم الانتقال بعدها إلى تحرير المدن الاخرى، مثل الحويجة وعانة وراوة والقائم وتلعفر، والقيادة هي التي تقرر هذه الامور».
وطالب، القادة الكرد بـ«التركيز على القضاء على داعش في هذا الوقت، وأن لا تكون هذه الخنادق فرصة لاثارة المشاكل بين العرب والكرد».
وعن احتمالات المواجهة بين «البيشمركه» و»الحشد»، ذكر النوري أن «اية مواجهة مع غير داعش مرفوضة الان».
وأضاف أن «سياسة القضم وضم المناطق وترسيم الحدود بالدم والسيطرة على مناطق كانت تحت سيطرة داعش وحفر الخندق في المناطق المتنازع عليها، هو امر مرفوض، ويؤكد وجود جهات تريد الاستفادة من وجود داعش».
وأعتبر أن «حفر الخنادق سيزيد من اجواء التوتر ويعمق ازمة فقدان الثقة بين المكونات ويعقد المشهد السياسي وقد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة»، مضيفا: «لا نريد التهديد ولكننا نمتلك القدرة على حماية العراق والمناطق الكردية».
ومن جانبه، نفى القائد في «البيشمركه»، ريبوار علي، أن «يكون للخندق اغراض سياسية، مؤكدا ان تنظيم الدولة لم ينتهِ بل ما زال موجودا، رغم انه ضعف وتعرض إلى هزائم في الموصل، بدليل ان التنظيم شن اربع هجمات كبيرة على قواطع البيشمركه في كركوك خلال الشهر الماضي فقط، كما يشن حرب عصابات على العديد من المناطق».
وأكد أن «الخندق ضرورية لحماية مدينة طوزخورماتو، والمكونات الموجودة فيها»، منوها إلى ان طرح ردم الخنادق تتم مناقشته بعد الانتهاء من وجود دتنظيم الدولة في الموصل والحويجة».
وأشار إلى «قدوم القيادي في الحشد، هادي العامري إلى كركوك قبل اكثر من سنة والاتفاق على تحرير الحويجة ولكن ذلك لم يحصل، ولو تم ذلك، لما كانت هناك حاجة لحفر الخنادق في الطوز».
وكان آمر اللواء 11 من قوات «البيشمركه»، العميد صديق محمد، أعلن عن استقدام قوة كبيرة من البيشمركه إلى منطقة الطوز لتعزيز دفاعاتها، مؤكدا مواصلة حفر الخندق، والاستعداد لصد أي هجوم يستهدف طوزخورماتو.
يذكر أن منطقة طوز خورماتو جنوب كركوك، تعتبر من المناطق المتنازع عليها بين الحكومتين الكردية والاتحادية، ويسكنها العرب والكرد والتركمان. وسبق أن شهدت اشتباكات بين قوات «البيشمركه» والحشد الشعبي لعدة مرات. وجرى عقد اتفاقات بين الطرفين على حل الخلافات وضبط الاوضاع الامنية، لكن التوتر والتشنج ما زال يخيم على المنطقة، كانعكاس للخلافات السياسية بين حكومتي بغداد واربيل.

هل يفجر خندق طوز خورماتو صراعاً بين البيشمركه والحشد الشعبي؟

مصطفى العبيدي

هرتسوغ: زرت مع نتنياهو قادة في العالم العربي

Posted: 03 Jul 2017 02:27 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: تجرى اليوم الثلاثاء في إسرائيل الانتخابات داخل حزب « المعسكر الصهيوني»، أكبر أحزاب المعارضة، لانتخاب رئيس. وضمن الأحاديث التي سبقتها قال رئيسه الحالي يتسحاق هرتسوغ إنه قام سوية مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بزيارة ولقاء زعماء بارزين في العالم العربي.
ويتنافس على رئاسة الحزب سبعة مرشحين منهم الرئيس الحالي هرتسوغ، لكن التكهنات تشير الى عدم فوز أي من المرشحين بـ 40% من الأصوات، النسبة المطلوبة للفوز، ولذلك يتوقع اجراء جولة ثانية يوم الاثنين المقبل. في هذه الأثناء، جرت مساء أمس، مواجهة مفتوحة بين المنافسين على رئاسة الحزب، أدارها الصحافي دان مرغليت، وتم نقلها في بث مباشر على صفحة حزب العمل على الفيسبوك.
وكشف هرتسوغ خلال المناظرة أمس، انه زار مع نتنياهو قادة في العالم العربي، وتابع مفاخرا «التقيت بقادة لم ترهم عين إسرائيلية».
هرتسوغ الذي كشف قبل شهور انه شارك ونتنياهو في لقاءات سرية مع الرئيس المصري والملك الأردني، قال إن الحديث دار خلف الكواليس عن انضمام لحكومة نتنياهو شريطة البدء فعلا بتسوية الصراع مع الفلسطينيين. وأضاف «لقد تواصلت الاتصالات والمداولات حتى أدخل نتنياهو الى الغرفة رفاقه السياسيين الحاليين من اليمين المتطرف وعندها تبين أنه جبان».
وقال هرتسوغ إنه ليس مستعدا اليوم للقيام بأي خطوة من جانب واحد، كجزء من دروس الانسحاب من غزة عام 2005. وحسب أقواله هناك تحالف بديل في متناول اليد، زاعما انه «بالعمل الصحيح يمكن تفكيك ائتلاف نتنياهو».
وذكر منافسه النائب اريئيل مرعليت بالإفادة التي أدلى بها في الشرطة في قضية الغواصات، وقال إنه «يجب العمل ضد فساد نتنياهو».
وقال متنافس وهو الجنرال في الاحتياط عضو الكنيست النائب عمر بارليف إن نتنياهو يعطي الشعور بأنه يحافظ على الجمهور، لكنه عمليا يخيفه. وتابع في دعايته الانتخابية « انا أقول: نحن من يحافظ عليكم ويمنحكم الأمل».
وقال النائب عمير بيرتس وزير الأمن الأسبق صاحب الحظ الأوفر بالفوز إن «المطلوب هو إعطاء شعور لمصوتي الليكود بأننا نوفر بيتا لهم. لقد فعلت مثل هذا الأمر في السابق، وفي سنة 2006 انتصرت على نتنياهو في كل حصون الليكود».
وقال المرشحون إنهم لا ينوون الدخول الى حكومة وحدة مع نتنياهو ولن يجلسوا فيها في المستقبل. وقالت المرشحة دينا ديان لهم: «لا تلتزموا ولا تعرضوا أنفسكم للإهانة. يجب ان نكون واقعيين».

بيرتس فقط هو اليساري

وتعتبر المعلقة الحزبية ابيراما جولان، في «هآرتس»، انه حسب كل الدلائل، يبدو ان عمير بيرتس هو الرائد في المنافسة على رئاسة حزب العمل، ولكن من المؤكد انه قد تجري جولة ثانية بينه وبين الوزير المستقيل آبي غباي.
يشار الى أن «المعسكر الصهيوني» الطبعة الأخيرة لحزب «العمل «خسر السلطة لليمين للمرة الأولى في 1977 ولم يعد للسلطة الا لعامين في فترة ايهود باراك (1999-2001)، ومن وقتها تتراجع قوته في المعارضة في ظل توغل يميني واسع وعميق في اسرائيل.
وتدعو جولان قادة «المعسكر الصهيوني» للتخلص من الوهم أن العرض الليبرالي – اليميني اللين تحت قناع الاشتراكي – الديمقراطي سيقود الى السلطة مجددا. وتتابع «فرصتهم الوحيدة للبقاء تكمن في إقامة يسار حقيقي، مثل حزب العمال البريطاني، الذي تخلص أخيرا من بقايا البليرية المدمرة (البليرية – نسبة الى نهج رئيس الحزب السابق توني بلير). وعلى غرار جيرمي كوربين، فإن بيرتس فقط برأيها هو الذي يعرض مواقف واضحة لليسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ومثل كوربين، فان بيرتس ليس نجما «منعشا»، وإنما سياسي يمتلك الكثير من التجربة، والإنجازات والأخطاء. وتعتقد ان حزب العمل يحتاج له لأن التغيير في المجتمع الاسرائيلي، الذي يفسده اليمين العنيف حتى الأساس، يمكن ان يتحقق فقط إذا أزالت هذه الحركة السياسية – شبه الضائعة، الأقنعة وبدأت بالتحدث بلغة اليسار الحقيقي. وخلصت الى القول عن بيرتس الشرقي الأصل «هذه هي لغة الرجل من مدينة سديروت، صاحب اللهجة الشرقية والإيمان غير المساوم بالمساواة والسلام والعدالة الاجتماعية».

هرتسوغ: زرت مع نتنياهو قادة في العالم العربي
في إطار المنافسات في الانتخابات الداخلية لحزب العمل

مستشار خامنئي للشؤون العسكرية: أمريكا والسعودية تعدان لفتنة جديدة في الخليج

Posted: 03 Jul 2017 02:26 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: قال مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون العسكرية، اللواء يحيى رحيم صفوي، إن الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والصهاينة يعدون لفتنة جديدة في الخليج للتغطية على هزائمهم في العراق وسوريا.
ووفقاً لوكالة إرنا للأنباء الرسمية الإيرانية، حذر كبير مستشاري للقائد العام للقوات المسلحة الإيراني، اللواء يحيى رحيم صفوي من احتمال وقوع فتنة جديدة على ضوء الخسائر التي تكبدتها كل من أمريكا والسعودية والصهاينة في العراق وسوريا، يثيرها التحالف نفسه في منطقة الخليج.
وأشار صفوي في تصريح له أمس (الإثنين) إلى عملية استعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة وأن هزيمته على وشك النهاية، وزعم أن القضاء على التنظيم الإرهابي يعد بمثابة هزيمة لتحالف أمريكا والسعودية وتركيا والأردن وقطر والصهاينة.
ولفت النظر إلى أن الأمريكان لن يتركوا العراق عقب هزيمة تنظيم الدولة، مضيفاً أن الهزائم التي تكبدتها أمريكا والسعودية والصهاينة في العراق وسوريا تنبئ باحتمال وقوع فتنة جديدة من قبل هذا التحالف في منطقة الخليج.
وأشار اللواء صفوي إلى الموقع الجيو ـ سياسي المميز للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة، مصرحاً أن إيران بموقعها الإقليمي الهام قادرة على أن تلعب دوراً مصيراً في تأسيس التكتلات الإقليمية الاقتصادية والسياحية والسياسية، وتفعيل المجالات الجيوسياسية المجاورة لها وتعزيز العملية السياسية في هذا الإطار.
وزعم أن هزائم التحالف الأمريكي والسعودي والتركي والقطري والأردني في قضايا العراق وسوريا كانت مكلفة بشكل كبير بالنسبة للأمريكان والسعوديين، وأنها أدت إلى تقويض الثقل السياسي للسعوديين؛ مضيفاً أن هزيمة السعودية في حربها ضد اليمن كانت مشينة، وأنه الرياض تسعى وبدعم أمريكي وبريطاني وصهيوني إلى تأسيس ما يسمي بـ «حلف ناتو عربي».
وشدد القيادي العسكري الإيراني على الثقل الجيو ـ سياسي الإيراني الممتد من غرب آسيا إلى شمال أفريقيا، بما يشمل العراق وسوريا وفلسطين المحتلة والأردن وليبيا وتونس والمغرب، فضلاً عن المشاريع الإنمائية بما فيها تطوير شبكة السكك الحديدية والنفوذ السياسي الإيراني ونقل الغاز والنفط عبر العراق وسوريا إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب تصدير ما لا يقل عن 20 مليار دولار بضائع وخدمات إلى العرق؛ مبيناً أن ذلك يشكل فرصاً إيجابية) لإيران، وأنها متاحة لهم بسهولة.

مستشار خامنئي للشؤون العسكرية: أمريكا والسعودية تعدان لفتنة جديدة في الخليج

محمد المذحجي

حبس ابنة القرضاوي وزوجها واتهامهما بتمويل «الإخوان»

Posted: 03 Jul 2017 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أمر المستشار خالد ضياء الدين، المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، بحبس عُلا يوسف القرضاوي، ابنه الداعية يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وزوجها القيادي في حزب «الوسط» حسام خلف، 15 يوماً على ذمة التحقيقات التي تجري معهما، باتهامهما بتمويل جماعة الإخوان المسلمين».
وأسندت النيابة إلى ابنة القرضاوي وزوجها عدداً من الاتهامات، في مقدمتها الانضمام إلى جماعة «إرهابية»، «أسست على خلاف أحكام القانون، والغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، واستهداف المنشآت العامة بغرض إسقاط الدولة والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر».
ووفق الاتهامات كان «الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة في تنفيذ أغراضها مع علمهما بذلك».
وتضمنت قائمة الاتهامات كذلك تمويل تلك الجماعة ومعاونتها على تنفيذ أغراضها «الإرهابية» ضد الدولة ومؤسساتها. وكانت أجهزة الأمن المصرية ألقت، أمس الأول الأحد، القبض على حسام خلف الأمين العام المساعد لحزب «الوسط» وزوجته عُلا يوسف القرضاوي في الساحل الشمالي بتهمة دعم تحركات جماعة «الإخوان»، والتحريض على قلب نظام الحكم، قبل أن تنقلهما إلى القاهرة، لتبدأ نيابة أمن الدولة التحقيق معهما.

حبس ابنة القرضاوي وزوجها واتهامهما بتمويل «الإخوان»

تامر هنداوي

قوات الأمن تسحب سياراتها من الحسيمة والمحتجون لم يعلنوا عن تظاهرات جديدة

Posted: 03 Jul 2017 02:26 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : حملت الساعات الأخيرة إشارات إيجابية لهدوء ممكن في منطقة الريف المغربي، وسحبت قوات الأمن سياراتها من وسط المدينة ولم يعلن ناشطو الحراك الشعبي عن تظاهرات جديدة خلال الساعات المقبلة، بعد توافق ضمني، أجمعت عليه مصادر عدة، بين السلطات والحراك بتخفيف ظاهرة العسكرة وهدنة من الحراك لـ48 ساعة.
وإذا تأكدت هذه الهدنة فإن حلا قد يظهر خلال أيام يبدأ باطلاق سراح المعتقلين وحوارا بين الدولة والحراك، متزأمنا مع وضع جدولة لتنفيذ المطالب التي أججت الحراك، بعد ان تكون الدولة استكملت تحقيقاتها مع المسؤولين عن تأخير تنفيذ مخطط «الحسيمة منارة المتوسط» الذي أعلنه العاهل المغربي الملك محمد السادس 2015.
وانسحبت قوات الأمن، يوم الاحد ، من ساحة محمد السادس بالحسيمة التي أطلق عليها الناشطون اسم «ساحة الشهداء» معقل الاحتجاجات المتواصلة بالمدينة منذ أكثر من 8 أشهر، قبل أن تطوقها قوات الأمن وتمنع المتظاهرين من دخلوها منذ أسابيع.
وأطلق نشطاء الحراك اسم «ساحة الشهداء» على الساحة التي عرفت أكبر الاحتجاجات منذ وفاة بائع السمك محسن فكري، حيث كانت قوات الأمن تطوق الساحة في كل احتجاج، وهو ما دفع المتظاهرين إلى تغيير مكان احتجاجهم إلى الأحياء الشعبية بالمدينة.

رفع العسكرة

وقال الناشط المرتضى اعمراشا، أن «رفع العسكرة» عن ساحة الشهداء، جاء بعد دعوات التهدئة لأجل فتح الطريق أمام حل شامل بمنطق «رابح-رابح» ودعا شباب المدينة إلى «التحلي بالمسؤولية والحكمة والصبر لأجل إنجاح هذه المبادرة التي لن تنتهي إلا بسراح جميع المعتقلين وتنفيذ الملف المطلبي».
وكانت شواطئ مدينة الحسيمة ميدان الاحتجاجات مساء يوم اول امس الاحد وتظاهر المئات من نشطاء الحراك بعدد من شواطئ الحسيمة، أبرزها شاطئ «أفصيحة»، للمطالبة بالإفراج الفوري عن معتقلي الحراك وقادته وعلى رأسهم ناصر الزفزافي ومحمد جلول ونبيل أحمجيق وسيليا الزياني. وقال ناشط أن القوات الأمنية لا تزال تحاصر جل أنحاء الحسيمة، وانتقلت إلى محاصرة الشواطئ بعد أن نقل النشطاء حراكهم إلى البحر «السلطة لا تريد إيجاد حل، ولا تريد التحاور، ومع ذلك تضايق على الاحتجاجات»، مؤكدا على أن «الاحتجاج في مركز المدينة بات مستحيلا سواء الحسيمة او امزورن».
وأكد الناشط أنه «تقرر نقل احتجاجات الحراك إلى الشواطئ، حيث شهد شاطئا الصفيحة والسواني مسيرات احتجاجية، وذلك لتفادي الاستفزازات التي يتعرض لها المحتجون من طرف الأمن في المدينة، إلا أنهم فوجؤوا اليوم بتواجد أمني مكثف على الشواطئ رغبة في قمع المسيرات الشاطئية ايضا».
ورفع الشباب المحتجون شعارات مطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين ووقف المتابعات، مشددين على أنهم لن يقبلوا بحل وسط في قضية الحرية، معلنين مواصلة التظاهر إلى غاية تحقيق ما خرجوا من أجله قبل أشهر من الحين «هي كلمة واحدة .. هاد الدولة فاسدة»، و»ما مفاكينش.. ما مفاكينش»، «سجل يا تاريخ صمود الجماهير.. سجل يا تاريخ إسقاط الخونة»، شعارات من بين عدة رفعها المحتجون الذي طالبوا عموم المواطنين بالمشاركة ودعم «حراك الريف».
واكتفت قوات الأمن بمراقبة الوضع من بعيد وتوثيق الاحتجاج المطالب برفع العسكرة وإطلاق سراح القابعين بسجون الدار البيضاء والناظور والحسيمة، قبل أن تقرر النزول إلى الشاطئ ومحاصرة المسيرة.

المحتجون انتقلوا الى الشواطئ

واستهجنت الناشطة البارزة في حراك الريف، نوال بنعيسى، ملاحقة عناصر الأمن للمحتجين إلى غاية شاطئ البحر وكتبت تدوينة على «الفيسبوك» «والله هزلت… إن فضائح هذه الدولة لا حدود لها، أنظروا قوات درك حربي سيارات وشاحنات الخ… عندما تنظر ترى كل هذا أمام حجرة صغيرة مستعمرة في الريف مستعمرة من الإسبان وتعتقد أن الدولة تشجعت أخيرا وسترد ما سلب منها، ولكن الحقيقة للأسف أن كل هذه القوات موجهة ضد شعب أعزل متظاهر بسلمية، وهنا يجب الوقوف والتمعن في الواقع المؤسف وهو الميزانيات المهولة التي تصرف على هذه القوات من عرق جبين هذا الشعب الكادح الذي يظن أن بلاده تصرف المليارات على هذه الأجهزة لتحميه من مستعمر أو حرب، بينما الحقيقة أن الدولة تهيئ كل هذا للشعب في حالة ما استفاق واستيقظ من سباته وطالب بحقوقه في الوطن يعني أنا شخصيا تمعنت جيدا في الصورة قوات وجزيرة مستعمرة وبين الإثنين شعب يريد العيش فرأيت أننا نحارب ونجيش جيشا بأنفسنا ليحاربنا ويقمعنا» …. #طبعا معادلة صعب حلها وتجد دائماً أن الاستحمار هو الحل دائما».
وانتشرت القوات الأمنية منذ بداية الصباح امس في شواطئ الحسيمة، ترقبا لأي انفلات أمني عقب المسيرة وحولت الصور والفيديوهات التي بثها رواد «فيسبوك» لرجال الأمن مدججين بعتادهم لمكافحة الشغب، وهم يحاصرون المصطافين على شواطئ الحسيمة ويطاردون شباب «الحراك الشعبي» داخل البحر، إلى مادة للسخرية والتندر.
وانتشرت على نطاق واسع صورة لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو يركض داخل البحر بينما يطارده عنصر من قوات التدخل السريع بلباسه الميداني، وهو بالأكيد ليس مخصصا للسباحة. وفي صورة أخرى ينتصب عناصر الأمن على شكل سور وهم يحاصرون الشاطئ وأحذيتهم العسكرية تغوص في مياه ورمال الشاطئ، بينما يقف قبالتهم شباب بلباس السباحة وهم يبتعدون داخل البحر. وانتشر فيديو يظهر عناصر الأمن وهم يغوصون بأحذيتهم العسكرية داخل مياه البحر يراقبون حركات المصطافين وأغلبهم من الشباب يسخرون منهم. وعلقت إحدى الصفحات المختصة في متابعة «حراك الريف» على الفيديو «بعد تعويم الدرهم.. تعويم الحراك».
واعتبر عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال (معارضة) أن منظر قوات الأمن على شاطئ البحر بالحسيمة، "مثير للسخرية و أشياء أخرى"، وقال الناشط محمد أمزيرن «على شاطئ البحر.. ليس هناك قطع طريق ولا تكسير و لا حماية لاملاك المواطنين.. فلماذا إذن نزلت قوات الأمن للشاطئ؟».
ودوّن المحامي إسحاق شارية، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الريف «البحر وراءكم والقوات العمومية أمامكم، فليس لكم إلا النصر بالسلمية، والإبداع في سبيل إطلاق سراح المعتقلين وتحقيق المطالب العادلة». وقال حسن حمورو، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية «ظهر القمع» في البر و«البحر!»، وكتب الصحافي عبد الصمد بنعباد «التهمة: التجمهر في الشاطئ في شهر يوليوزن السباحة بدون رخصة، تبخيس المخطط الأزرق من خلال إقلاق راحة السمك».
وتساءل نشطاء حول الهدف من إعطاء تعليمات لقوات الأمن والدرك بالنزول إلى الشاطئ والدخول إلى البحر لمطادرة المحتجين رغم أنهم كانوا سلميين، مشيرين إلى أن حتى أفراد الأمن كانوا يضحكون على المشهد اليوم.

تعليقات ساخرة على مواقع التواصل

صفحات الحسيمة وحسابات نشطاء حراك الريف، امتلأت بدورها بصور قوات الأمن على شواطئ الحسيمة، مع تعليقات ساخرة، جاء في بعضها: "لأول مرة بعد الاستقلال.. المغرب في استعداد من أجل تحرير جزيرة النكور من الاستعمار الإسباني"، "وفاة 3 جنود إسبان بجزيرة النكور المحتلة، والطبيب الشرعي كيحلف ويعاود أنهم ماتوا من شدة الضحك".
وعلق نشطاء آخرون «عندما رأينا هذا الكم الهائل من الأجهزة القمعية في شاطئ الصفيحة اليوم، اعتقدنا أنهم سيحررون جزيرة النكور المحتلة التي تبعد بضعة أمتار من اليابسة، لندرك أنهم قدموا لقمع الريفيين السلميين الذين يطالبون بأبسط الحقوق!"، وكتب ناشط آخر «الدولة قررت تعويم الدرهم والريف قرر تعويم المخزن".
واعتبرت حنان رحاب البرلمانية عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (مشارك بالحكومة)، أن الاحتجاجات في شواطئ الحسيمة «خطأ كبير وتعد على حرية المصطافين، وضرب لجزء أساسي من اقتصاد المنطقة».
وكان يوم الاحد يوم التظاهرات التضامنية مع حراك الريف في عدد من المدن الأوروبية وشارك الآلاف من المغاربة المقيمين بأوروبا في مسيرات وصفت بالحاشدة والمفاجئة حيث نظمت لجان التضامن مع فعاليات حقوقية دولية بكل من العاصمة الفرنسية باريس، والعاصمة الإسبانية مدريد، مسيرات ضخمة من أجل التضامن مع المطالب الاجتماعية لحراك الريف والمطالبة الفورية بتحرير جميع المعتقلين ورفع الحصار الأمني على منطقة الريف وتضامنت الجالية المغربية في هولندا مع «حراك الريف»، حيث اجتمع العشرات من النشطاء للتعبير عن استيائهم من تعامل الدولة مع مطالب الحراك وقمع المتظاهرين واعتقال قياداتهم.
وردد النشطاء في كل من إسبانيا وفرنسا وهولندا شعارت تطالب بإسقاط العسكرة عن منطقة الحسيمة «الريف قرر إسقاط العسكرة»، وأخرى مناهضة للفساد والرشوة «باركة باركة من الرشوة والفساد.. راكم شوهتو البلاد»، كما رفع المتظاهرون شعارات «يا المخزن حذاري كلنا الزفزافي» فيما جدد النشطاء التأكيد على سليمة الاحتجاجات الريف ومطالبها العادلة.
وتعد مسيرات امس الأضخم منذ انطلاق حملة التضامن بعواصم الدول الأوربية، إذ تعتزم لجان الدعم الدولية لحراك الريف خوض أشكال احتجاجية بمختلف العواصم الأوروبية للضغط على السلطات المغربية من أجل إطلاق سراح معتقلي الحراك. وينظر عدد من المتتبعين إلى أن معركة الحراك الشعبي بالريف انتقلت بقوة إلى عواصم الدول الأوروبية، بعدما تم قمع الحراك في الداخل، حيث أصبح عدد من النشطاء ينتظمون بشكل دوري في اجتماعات يومية تحت غطاء لجان الدعم الأوروبية لحراك الريف.

مغربيات ضد الاعتقال السياسي

وتنظم ناشطات مغربيات خلال الاسبوع الجاري «أسبوع التضامن النسائي مع المعتقلين» تحت شعار «مغربيات ضد الاعتقال السياسي»؛ وذلك تضامنا مع معتقلي الحراك الشعبي في الريف.
وتشكلت لجنة التضامن مع معتقلي حراك الريف بالدار البيضاء، في الأسبوع الأخير من شهر ايار/ مايو الذي شهد حملة اعتقالات لقادة الحراك البالغ عددهم قرابة 140 شخصا، «تحسنت».
وأطلقت اللجنة حملة دولية للتعريف بقضية «معتقلي الحراك الشعبي في الريف»، والمطالبة بإطلاق سراحهم، تحت وسم «International Campaign of Solidarity with Hirak Rif»، إلى جانب حملة نسائية مماثلة أطلق عليها اسم «Women against political detention».
وكتبت سارة سوجار إحدى الناشطات المدنيات على صفحة الحملة النسائية أنه سيتم تنظيم وقفة وطنية نسائية يوم الثامن من تموز/ يوليو الجاري، مع وقفات محلية موازية في الوقت نفسه على مستوى مختلف المناطق، «تأكيدا على انخراط النساء الواعي والجاد في حراك الريف، وتضامنا مع عائلات المعتقلين والمعتقلات».
وأضافت «المغربيات سينتفضن ضد «الحكرة» وسيطالبن بجميع الحقوق المشروعة جنبا إلى جنب مع أبناء الشعب»؛ على أن تتم الدعوة إلى لقاءات محلية لـ«التعبئة وتوسيع نقاش الفكرة»، وزادت: «نتمنى انخراط الجميع، من القوى السياسية والنقابية والجماعية ومجموع أبناء وبنات الشعب».

قوات الأمن تسحب سياراتها من الحسيمة والمحتجون لم يعلنوا عن تظاهرات جديدة

محمود معروف

الحكومة السويدية تحرم عائلة سورية لاجئة من طفليها إثر زيارة طبيبهما

Posted: 03 Jul 2017 02:25 PM PDT

ستوكهولم – «القدس العربي»: لم تكن عائلة «محمد الخطيب» تدري أن زيارة مستشفى ماريانلوند في مقاطعة يونشوبينغ في السويد ستكلفها حرمانها من طفلتيها إلى الأبد، فالحسرة التي تعيشها الأسرة اليوم وبعد مضي ما يقارب أسبوع على الحادثة لن تصفها الكلمات المكتوبة هنا في السطور.
يعيش محمد فؤاد الخطيب مع زوجته صفاء الموعد في السويد كلاجئين منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2015، بعدما وصلا إليها ككل اللاجئين السوريين والفلسطينيين بطريقة غير شرعية، وولدت لهما طفلة سمياها ألين، تبلغ اليوم سنة وثلاثة أشهر، بينما ولدت الأصغر منها شام في 6-5-2017، لكن شام منذ ولادتها بدت عليها أعراض غريبة فهي دائمة البكاء بشكل هستيري وترددت العائلة مراراً على الأطباء لفحصها إلا أن الجواب كان دائماً «الأمر طبيعي، الطفل جاء إلى عالم جديد، وهو بحاجة لوقت للتأقلم».
إلا أنه وبعد مرور ما يقارب شهر على ولادة الطفلة أحس الأبوان بأن ثمة حركة غير طبيعية بيد الطفلة فهي تميل أحياناً وإن أمسكها أحد منهما بكت بشكل جنوني، ما دفع الوالدين للشك بأن يكون ثمة خطأ طبي أثناء الولادة تسبب بحدوث شيء بيد الطفلة، ما دفعهما للمسارعة لفحصها في مستوصف المدينة، الذي حولها بدوره إلى الطبيب المختص، لكن الطبيب أكد أن الطفلة سليمة ولا تعاني من أي أذى، لكن الأبوين شددا على أنها تبكي بشكل هستيري وأصرا عليه بأن يفحص يدها، وأكد الطبيب أن الطفلة سليمة لكنه حولها إلى طبيب آخر في مشفى المدينة، وهنا بدأت القصة.
ذهبت العائلة إلى مشفى المدينة وأجريت الفحوصات اللازمة للطفلة، وتم استجواب العائلة «هل لمس أحد الطفلة بشكل خاطئ، هل وقعت؟»، إلا أن شيئاً لم يحدث من هذا، وأخبر الطبيب العائلة أن الطفلة ستبقى في المشفى لأنها بحاجة إلى رعاية خاصة.
يقول محمد فؤاد الخطيب والد الطفلة في حديث خاص لـ»القدس العربي»: «جاءت الممرضة، وأخبرتني أنها ستأخذ شام للغرفة الطبية، وألين إلى غرفة الألعاب لأن الطبيب بحاجة للحديث معنا، انتظرنا ما يقارب ساعتين لكن الطبيب لم يأتِ! ومن جاء هو «السوسيال» (مركز الرعاية الاجتماعية في أوروبا)، الذي أخبرنا أن يد الطفلة مكسورة ونحن سنحميها، ووجهوا لنا تهماً بإيذاء الطفلة جسدياً، هنا غضبت وارتفع صوتي الأمر الذي جعل المندوبين يقررون أخذ طفلتي الثانية خوفاً عليها منا، طالبت كثيراً برؤية ابنتيّ، أريد فقط أن أودعهما لكن توسلاتي باءت بالفشل، ووُضعنا في غرفة خاصة بأمر منهم، لتأتي بعد قليل سيارتا شرطة فتأخذ إحداهما زوجتي والأخرى أنا». فُصِلَ محمد عن زوجته واستجوبا للتحقيق، وبات كل منهما يسأل عن مصير الآخر والشرطة تتنكر لكل شيء، حتى دخل محمد إلى التحقيق وأول ما سمعه «أنتَ متهم بإيذاء طفلتك بشكل جسيم»!، غضب محمد غضباً شديداً، فكيف له أن يؤذي طفلته، ثم إن كان قد أذاها حقاً فلماذا يصر على متابعة وضعها طبياً، ووُجِهَتْ له أسئلة من قبل «كيف تعيشون؟ أين ينام الأطفال؟ هل تعرضت الطفلة للضرب؟ هل حملها أحد بشكل خاطئ؟ هل تشاجر أحد أمامها؟
يقول محمد: «أرى الدنيا من عيني ابنتيّ، كيف لي أن أؤذيهما، أنا حتى الآن لا أستوعب حقيقة ما حصل، كيف لهم أن ينتزعوا طفلة عمرها 40 يوماً من حضن والدتها، هل هذه الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يحدثوننا عنها».
أخذت الشرطة كل ما بحوزة الوالدين من أشياء شخصية كالجوالات وصارت تراقب فيها ما يصلهم من محادثات، كما أرسلت لجنة لتفتيش المنزل واستجوب عدد من أصدقاء العائلة الذين شهدوا جميعهم بحسن معاملة العائلة لأطفالها. بينما تقول صفاء والدة الطفلتين في حديث خاص لـ»القدس العربي»: «كان عمر شام عندما أخذوها أربعين يوماً أي أنها بالكاد بدأت تعرفني، هي الآن بحاجة لحضني لا شيء تتغذى عليه سوى جسدي، لا شيء في الحياة يصف أن تكون طفلة في هذا العمر بعيدة عن أمها، أنا عاجزة حتى عن البكاء، ليت ابنتي ألين تستطيع الكلام لتحدثت كم نحبها، أنا أسمع صوت ابنتي تنادي يومياً «بدي أمي». تم معاملة صفاء التي وضعت في زنزانة مكثت فيها ثلاثة أيام، بعنصرية شديدة، حيث أجبرت على خلع حجابها على اعتبار أنه مظهر ديني، ورفض السجان إعطاءها غطاءً لتقي نفسها شر البرد، غير آخذين بعين الاعتبار وضع السيدة من أنها نفساء. وبعدما خرجا من السجن ولم يثبت عليهما أي شيء، طلب المحقق منهما أن يوكلا محامياً، وأحيلت الطفلة إلى الطبيب الشرعي ولا زالت العائلة بانتظار التقرير الطبي، لكنها بعدها ذهبت إلى «السوسيال» وطلبت منه لقاء الطفلتين لكنه رفض مدعياً أنهما الآن عند عائلة سويدية تعتني بهما وتتولى أمرهما.
نُظمت وقفة لعرب وسويديين أمام «السوسيال» في 20/6/2017 للمطالبة بحق حضانة الأطفال وإعادتهما للوالدين وشارك بالوقفة ما يزيد عن 100 شخص ورفعت شعارات مثل «أريد طفلتيّ شام وألين» «أعيدوهما لي ، لن أعيش من دونهما» «كيف تأخذون طفلة رضيعة من أمها».
وعلى الرغم من أن فاجعة الأب ليست بقليلة إلا أنه يخشى على زوجته صفاء التي دخلت في حالة اكتئاب قد تقودها إلى أمراض أخرى، حيث يقول: «لا أعرف ماذا أفعل أنا أب فقد ابنتيه، لم تموتا ولم تضيعا بل أخذتا مني عنوة وغصباً، وأنا لا أستطيع فعل أي شيء، كما أنني زوج عاجز عن مواساة زوجتي في فجيعتها وأخشى عليها من أي مكروه قد يصيبها».
يخلو بيت عائلة الخطيب من ضحك لين وبكاء شام، وتتمنى العائلة أن تعود شام فتملأ البيت بكاء وصخباً على أن لا يحرما منها دقيقة واحدة.

الحكومة السويدية تحرم عائلة سورية لاجئة من طفليها إثر زيارة طبيبهما

يمنى الدمشقي

الرئيس المشترك لمجلس «سوريا الديمقراطية»:لا خيار أمامنا غير مواجهة تركيا والفصائل التي تدعمها

Posted: 03 Jul 2017 02:25 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: أكد الرئيس المشترك لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» رياض درار، أن لا خيار أمام قوات سوريا الديمقراطية إلا التوقف هذه المرة عن القتال ضد جبهة تنظيم «الدولة»، والاتجاه إلى مواجهة الأتراك ومن يدعمونه من فصائل الجيش الحر التابعة للمعارضة السورية المسلحة.
وأضاف في لقائه مع «القدس العربي»، أن استعراضات الحرب التي تعمد لها الحكومة والقوات التركية هي تعبير عن عنجهية وغرور لا مبرر لهما، فتركيا التي تعاني من أزمة مختلطة، دعمت تنظيم الدولة حيناً وسكتت عن تصرفاته، وتحاول لفت الأنظار عن مرضها الأصولي المتمثل في سياساتها المنحرفة بدعم التطرف، وفق تعبيره.
وحسب درار، فإن تركيا بعد الانقلاب المفتعل تعمد إلى إعادة العلاقات مع دمشق، لذلك قدمت حلب بعد الاعتذار من روسيا مقابل ثمن بخس ودفعت الفصائل للتفاوض في آستانه مع النظام، فيما تسعى لدفع قوات سوريا الديمقراطية للارتماء في حضن النظام والتنسيق معه، حيث أن تركيا ليست مستعدة لمحاربة النظام وما تمارسه وسيلة ضغط من أجل تنفيذ السياسة الروسية ليكون لها مكان في ما يسمى «مناطق تخفيف التوتر».
وعن مدى تخلي واشنطن وموسكو عن دعم قوات سوريا الديمقراطية أمام تركيا، يرى درار أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تعطي الضوء الأخضر للأتراك في الهجوم على مدينة عفرين، وسوف تقف إلى جانب قواتهم ولن تتخلى عنها بسبب السياسة التركية التي تعرقل حسابات البيدر الأمريكي، بينما روسيا ستتردد قبل أن توافق.
وفي سياق متصل، قال درار إن: الأسباب التي أدت إلى فشل المفاوضات بينهم وبين لواء المعتصم التابع للمعارضة السورية برعاية التحالف الدولي بسبب عدم وجود مشروع لهذه الفصائل، التي تعمل على تخريب أي حل سياسي بأوامر الداعمين لها بهدف تشكيل إمارات متناحرة معتدية ومخربة، وفق تعبيره.
واتهم فصائل المعارضة السورية بالاعتداء أكثر من مرة على مناطق ذات غالبية كردية بهدف تصعيد مخطط النعرات العنصرية، مما أدى بقوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على مناطق كانت تحتلها تلك الفصائل ومن بينها قوات لتنظيم «الدولة» كانت تتعايش معها.
واعتبر مطالب الفصائل بالمناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شمالي حلب أنها خدمة للمحتل التركي الذي يريد السيطرة على هذه المناطق، لذلك لم نجد في لواء المعتصم التفهم للدور الذي يمكن أن يشكل بديلاً آمناً للمواطنين ولمناطق الجوار.
وأشار درار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية كانت لها مطالب خلال المفاوضات التي جرت تدل على حسن النوايا، من خلال إعادة سكان أكثر من ستين قرية ذات غالبية كردية تم الاستيلاء عليها من قبل عمليات درع الفرات وإدارتها من قبلهم، مقابل الاتفاق والتفاهم على إدارة القرى والبلدات الأربع عشرة التي يطالبون بها.
وأضاف أن أمريكا سهلت الحوار وعملت على رعاية تفاهم بين حلفائها، إلا أنها لم تجد الاستجابة من قبل لواء المعتصم الذي يتأثر بالضغط التركي على مواقفه، ولا يمتلك حرية في قراراته على الرغم من تلقي الدعم والتدريب من القوات الأمريكية.

الرئيس المشترك لمجلس «سوريا الديمقراطية»:لا خيار أمامنا غير مواجهة تركيا والفصائل التي تدعمها

عبد الرزاق النبهان

شخصيات مصرية تطلق حملة للتمسك بشرعية مرسي

Posted: 03 Jul 2017 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» ـ الأناضول: أعلنت 900 شخصية مصرية معارضة في الخارج، أمس الإثنين، عن إطلاق حملة لـ«إسقاط الانقلاب العسكري بكافة أشكاله وما ترتب عليه، وعودة الشرعية كاملة، وعلى رأسها الرئيس الشرعي المختطف محمد مرسي»، تزامناً مع الذكرى الرابعة لعزل الأخير.
وقالت الشخصيات، في بيان، هذه ليست مبادرة نخب، وليست وثيقة يُوقع عليها المشاهير، وليست جبهة حزبية يشكلها أصحاب المصالح. هذه كلمة حق تعالوا إلى كلمة سواء أن نعيد الحق لأهله، وأن نتفق على الحد الأدنى من المبادئ التي لا يختلف عليها كل من يدرك حقيقة وصفرية الصراع».
وبينت أن الأهداف والمبادئ المتفق عليها تتمثل في «المحافظة على هوية مصر الإسلامية، وأنها ليست ملكا لأحزاب أو جماعات أو كيانات ليتم المساومة عليها أو التفريط فيها أو التنازل عنها». ومن أبرز الشخصيات التي وقعت على البيان، وزير العدل الأسبق، المستشار أحمد سليمان، والنائب العام المساعد سابقا، والمستشار حسن ياسين، و العضو المؤسس في جبهة الضمير، محمد شرف ورئيس محكمة استئناف وعضو حركة قضاة من أجل مصر، المستشار أيمن الورداني، والصحافية آيات عرابي، وعضو حركة «مصريون حول العالم» في أستراليا، هاني سوريال، فضلاً عن عدد من السياسيين والإعلاميين المعارضين للنظام المصري.
وشددت الشخصيات على ضرورة «عودة الشرعية الدستورية كاملة غير منقوصة متمثلة في (دستور ـ برلمان ـ رئيس)، فمحمد مرسي هو الرئيس الذي اختاره الشعب، وعودته ليست ملكا لفصيل أو جماعة أو حزب أو مجموعة من الأفراد أو نخب ليتنازلوا عنها أو يفرطوا فيها أو يتفاوضوا عليها أو ينتقصوا منها».
واعتبرت أن «القصاص يجب أن يكون من كل من ثبت اشتراكه في الانقلاب وتلوثت أيديه بدماء الشهداء والمصابين ـ ولو بشق كلمة ـ فحقوقهم ليست ملكا لأحد، وليس من حق أحد أن يفاوض عليها أو يتنازل عنها».
ودعت إلى «إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وتعويضهم عن السنوات التي قضوها في سجون الانقلاب، وعودة جميع المفصولين بسبب الانقلاب إلى وظائفهم وتعويضهم وإنشاء «لجنة شعبية لإعداد قوائم سوداء لقادة الانقلاب، والذين أشرفوا وخططوا للانقلاب العسكري، وإعداد قوائم لكل من ساعد الانقلاب في أعماله أو في المجازر أو سوّق للانقلاب في الداخل أو الخارج من الشخصيات العامة، ونشر تلك القوائم للرأي العام تمهيدا لمحاكمتهم بعد سقوط الانقلاب».
ولفتت إلى أهمية «التواصل مع جميع الأفراد والكيانات والحركات في الداخل والخارج المتفقة معنا في الرؤية والأهداف، وتقديم الدعم الإعلامي والحقوقي والسياسي للحراك في الداخل حتى يستعيد سيرته الأولى»، مشيرة إلى أن «الخارج هو صدى للداخل يعمل على توفير الدعم الحقوقي والإعلامي والتواصل مع الشعوب ليلمّوا بقضيتنا العادلة».
وأكدت على إيجاد «عدالة انتقالية تستهدف محاسبة ومحاكمة كل النخب التي أيدت الانقلاب العسكري وشاركت في الدماء في نكسة 30 حزيران/ يونيو وأيدت الانقلاب العسكري».
وأضافت : «هناك بعض المحظورات والممنوعات، على رأسها رفض التطبيع مع سلطة الانقلاب»، متابعة: «لا اعتراف بالانقلاب ولا بنتائجه كالتفريط في تيران وصنافير أو التفريط في الغاز الطبيعي أو ثروة الشعب من مناجم الذهب كالسكري وغيره، ولا مشاركة في أي إجراءات قد تمنحه الشرعية».
وزادت في السياق نفسه «لا تطبيع مع فلول حلف 30 حزيران/ يونيو الانقلابي ممن تلوثت أيديهم بالدماء أو ممن فوضوا الانقلاب في ارتكاب المجاز أو باركوها أو ممن استخدمهم العسكر كأبواق لتسويق انقلابهم أو من أصحاب الأدوار الإجرامية مثل أعضاء جبهة الإنقاذ وغيرهم».
وذكرت بأن «جميع المصريين أيا كانت معتقداتهم متساوون في الحقوق والواجبات والجميع أمام القانون سواء، ومن أجرم يعاقب دون النظر إلى معتقده أو ديانته». وبينت أن «المحاولات المستمرة لفرض الانقلابيين الذين فاتهم قطار المكاسب الانقلابية وسعى البعض لفرض بعض أصحاب الأدوار التي لم يكن الانقلاب ليتم دونها من أعضاء جبهة الإنقاذ، تكشف عن محاولات محاصرة جهود رفض الانقلاب وتفتيت الإجماع على الثوابت، ما يسهم في المزيد من تمكين الانقلاب وتفويت الفرصة على الشعب في استعادة مكاسبه».
وقبل 4 أعوام وقف وزير الدفاع المصري آنذاك، رئيس البلاد الحالي عبد الفتاح السيسي، وسط جمع من القيادات السياسية والدينية؛ ليعلن عن خارطة طريق، شملت عزل أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا، محمد مرسي، من منصبه، بينما المظاهرات المؤيدة والمعارضة للقرار تموج بها البلاد.
وتم احتجاز مرسي في مكان غير معلوم عقب إطاحة قادة الجيش به بعد عام من الحكم، في 3 يوليو/ تموز 2013، فيما يعتبره أنصاره «انقلابا»، ومعارضوه «ثورة شعبية»، ثم ظهر أوائل 2014، لمحاكمته، معلنا خلال إحدى جلسات المحاكمة أنه كان محتجزًا في «مكان عسكري».
إلى ذلك، أعلنت «الهيئة التنسيقية للجبهة الوطنية» (مصرية معارضة)، تدشين جبهتها الوطنية بهدف «تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، كي يرى الشعب المصري حريته وكرامته المنتهكة».
وقالت في بيان، إنها «تسعى إلى إنقاذ الوطن وترسيخ استقلاله، واسترداد كرامة وإرادة شعبه، والدفاع عن سيادته وترابه وحدوده ومياهه وثرواته، وفاءً لأرواح شهدائنا الأبرار».
ودعت إلى إنهاء ما أسمتها بـ«الحقبة السوداء» في تاريخ مصر، و«أن يقف الجميع في ميادين مصر ليسقط النظام، كي نستطيع أن نقول للأجيال القادمة إننا استطعنا أن نقدم شيئاً لمصر».
وأكد البيان على أن «مصر عربية إسلامية، شارك في بنائها كل أبناء مصر من مسلمين ومسيحيين، تقوم على احترام قيم الحرية والعدل والمساواة والكرامة الإنسانية».
وشدد على «ضرورة حماية الاستقلال الوطني الكامل لمصر، ورفض التبعية والهيمنة من أجل الحفاظ على الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية العليا للوطن».
ودعت الجبهة لـ«الالتزام بوحدة صف القوى الوطنية، وتجاوز خلافات الماضي والتركيز على المستقبل، والإقرار بالمسؤولية المشتركة عما وصلنا إليه».
ودعت أيضاً الجيش المصري لـ«العودة إلى ثكناته للقيام بوظيفته المتمثلة في حماية حدود البلاد والدفاع عن الوطن، وعدم تدخله في السياسة والاقتصاد».

شخصيات مصرية تطلق حملة للتمسك بشرعية مرسي

ناشطون سوريون: الأسد يزور العلويين الفقراء في منازلهم بهدف استعادة قاعدته الشعبية هناك

Posted: 03 Jul 2017 02:24 PM PDT

«القدس العربي» ـ ريف اللاذقية : ذكر ناشطون سوريون، أن زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، لعائلة علوية في الساحل السوري في العيد، الأسبوع الماضي، جاءت بهدف استرجاع البعض من حاضنته الشعبية التي غابت عن جميع أجهزة الدولة طيلة السنوات السبع، حيث أصدر الأسد أيضاً سلسلة قرارات هامة تخص السوريين لأول مرة منذ سنوات، وأبرزها إزالة الحواجز من المناطق المدنية، ومنع وضع «فيميه» على السيارات الخاصة ومنع انتشار السلاح العشوائي بين المدنيين.
وكانت وسائل إعلام تناقلت فيديو مصوراً، نشره مكتب رئاسة الجمهورية السورية، تظهر الأسد وعائلته في زيارة لعائلة «علوية» في ريف مدينة السقيلبية التابعة لحماه، حيث استقبلت العائلة الفقيرة الأسد بقولها «الله يحمي الوطن وقائد الوطن»، وتقع السقيلبية على بعد 10 كيلومترات من مناطق سيطرة المعارضة في سهل الغاب وريف حماه الشمالي، وغالبية قاطني المدينة من العلويين الأكثر فقراً في سوريا وفق ما يؤكده نشطاء من مدينة حماه.
كما أكدت صفحات موالية للأسد، أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لـ»أبناء شعبه»، وفق ما أكدته بشرى محمود من سكان المدينة وهي من الطائفة العلوية، ونشرت على صفحتها «فيسبوك»، «عندما شاهدتك أيها الأسد انتابني شعور بالخوف عليك والفخر بك».
بدوره، يؤكد علاء ابن مدينة اللاذقية، أن هذه القرارات التي أصدرها الأسد مؤخراً من إزالة الحواجز في المناطق المدنية، ومنع وضع «فيميه» على السيارات الخاصة ومنع انتشار السلاح العشوائي بين المدنيين، لاقت استحساناً كبيراً من أبناء الطائفة العلوية.
ويؤكد الشاب أن الأمور تتجه الى مزيد من الاهتمام بأبناء الطائفة العلوية، مشيراً إلى نية وجهاء من الطائفة بزيارة الأسد خلال الأيام المقبلة بهدف تحسين الوضع المعاشي للعسكريين المصابين، بالإضافة الى مسائل أخرى تخص الشكاوى المقدمة بحق المقربين من الأسد في مدن الساحل.
معظم ردود الأفعال حيال هذه الزيارة كانت محط ترحيب من قاطني المدينة، كما أن الأسد زار العديد من حواجز الجيش النظامي المحيط بالمدينة والتقط صور «سيلفي» مع الجنود.
ويعمل سكان مدينة السقيلبية في الزراعة، ويعانون من أوضاع اقتصادية صعبة أحد مظاهرها تتجلى في انقطاع في التيار الكهربائي على الرغم من قرب المدينة من محطة محردة الحرارية، كما بدا ذلك جلياً من خلال الأسرة التي استضافت الأسد.
ويؤكد نشطاء معارضون أن معظم أبناء المدينة يعانون فقراً مدقعاً بسبب ما يحصل في المنطقة منذ فترة طويلة، كما أن منطقتهم تعتبر من أكثر الأماكن التي تستهدفها المعارضة بالصواريخ، حيث تبعد بضعة كيلو مترات عن قرية كفر زيتا الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة التي عادة ما تشن حملات صاروخية على المدن القريبة المؤيدة الأسد.
فيما يرى معارضون أن هذه الزيارة تهدف الى رفع معنويات القاعدة الشعبية التي فقدها الأسد طيلة السنوات الماضية، وقرب المدينة التي زارها الأسد من خطوط الاشتباك جعلها تدفع فاتورة بلغت عشرات الشبان القتلى والمصابين حتى أن أحد هؤلاء كان أحد أفراد الأسرة التي استضافته، كما لم يكن لدى هذه الاسرة الفقيرة أي من مظاهر العيد.
وقوبلت هذه الزيارة بحسرة كبيرة لدى العديد من المعارضين حيث علق المحامي رحال رحال على هذه الزيارة، قائلًا: «أحسن من قادة المعارضة والشرعيين»، فيما علق آخر متحسراً «يا حرام علينا»، في إشارة الى سوء أوضاع المعارضين على جميع الأصعدة.
وهذه لم تكن المرة الأولى التي يظهر فيها الأسد أمام العدسات بل سبقتها زيارة الى معرض في دمشق دون وجود أي من مرافقيه ودون ترتيب مسبق.

ناشطون سوريون: الأسد يزور العلويين الفقراء في منازلهم بهدف استعادة قاعدته الشعبية هناك

سليم العمر

ميلادينوف يناقش مع قيادة حماس في غزة مقترحا لتشكيل حكومة وحدة تلاقي قبولاً دولياً

Posted: 03 Jul 2017 02:24 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: أجرى المبعوث الأممي لمنطقة الشرق الأوسط نيكولا ميلادينوف، أمس، لقاءات جديدة مع قيادة حركة حماس في قطاع غزة، هي الثانية خلال أقل من أسبوع.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر خاصة، أنه جرى خلال المباحثات التركيز على نقاش مبادرته الخاصة بحل قضايا قطاع غزة، وإنهاء «المشاكل الإدارية» العالقة حاليا بما فيها مشكلة الكهرباء، وإصدار التحويلات الطبية بالشكل المعتاد لمرضى غزة، في إطار حل سياسي يقضي على الانقسام.
وقال مصدر يعمل في إحدى الوكالات الدولية في قطاع غزة، إن المبادرة طرحت في الاجتماع السابق الذي عقده ميلادينوف بعيدا عن أعين وسائل الإعلام مع قيادة حماس، وعلى رأسها إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي.
ولم يفصح المصدر عن فحوى المبادرة التي حملها ميلادينوف، التي قال إنها تلاقي قبولا من أطراف دولية أوروبية، غير أنه أكد أنها تحمل العديد من النقاط المهمة.
وعلمت «القدس العربي» أيضا أن من أبرز النقاط الواردة في المبادرة المقدمة حاليا، حل اللجنة الإدارية الحكومية في غزة والذهاب إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، بدلا من حكومة التوافق الحالية، على أن تلاقي هذه الحكومة دعما كاملا وتأييدا من المجتمع الدولي، حيث جرى إبلاغ الرئيس محمود عباس رسميا بقبول المجتمع الدولي بهذه الحكومة «الوحدة الوطنية» حال شكلت، والتزمت ببرنامج الرئيس السياسي، الذي يشمل إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وأوضح أن المبعوث الدولي ربما لا يحصل هذه المرة على رد قاطع من حركة حماس، على مبادرته الخاصة بإنهاء الخلافات الفلسطينية الداخلية، خاصة وأن مناقشات موسعة جرت مع وفد حماس، الذي اعترض في الاجتماع السابق على خطوات الرئيس عباس الأخيرة تجاه غزة، المعروفة باسم «خطوات غير مسبوقة»، خاصة وأن هناك توقعات بعدم تحقيق وساطته في نهاية المطاف أي تقدم حقيقي، ما لم يتم تقديم تنازلات من الطرفين بهدف تقريب وجهات النظر.
ويريد ميلادينوف، الوصول في نهاية تحركاته، إلى مرحلة جديدة في العلاقة بين فتح وحماس، وإنهاء حالة الاحتقان والانقسام، تبدأ بتراجع الطرفين «فتح وحماس» عن الخطوات التي اتخذت بشكل منفرد من كل جهة، التي زادت من حدة الخلاف، وأهمها حل اللجنة الإدارية، ووقف السلطة «الخطوات غير المسبوقة» تجاه غزة.
وكان ميلادينوف قبل وصوله إلى قطاع غزة في المرة الأولى، قد عرض المبادرة الخاصة التي يحملها على قيادة السلطة الفلسطينية، قبل تسليمها إلى حماس.
وتأتي وساطة ميلادينوف، وهو أيضا المنسق الأممي لعملية السلام في المنطقة، لإنهاء الانقسام، مع استمرار توقف الوساطات التي كانت تجري بين فتح وحماس، لحل الخلافات السياسية فيما بينهما، والهادفة إلى إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والتي رعتها منذ البداية مصر.
ولم تفصح مصر التي لجأت لاستضافة وفود من حماس من غزة أخيرا، على غير العادة خلال السنوات الأربع الماضية، حيث كانت تهتم باستضافة وفود من حركة فتح، عما إذا كانت تريد التدخل من جديد بين الطرفين بهدف إطلاق جولة جديدة من الحوارات الهادفة إلى تطبيق اتفاق المصالحة الذي وقع على أراضيها وبوساطتها في مايو/ أيار من عام 2011.
ووصل أول من أمس وفد قيادي من حماس، يرأسه عضو المكتب السياسي روحي مشتهى، ومسؤولون من اللجنة الإدارية الحكومة التي شكلتها الحركة أخيرا، وفجر تشكيلها خلافا قويا لا يزال قائما بين فتح وحماس، إلى القاهرة، لبدء مباحثات جديدة مع المسؤولين المصريين، بعد نحو شهر من عودة وفد قيادي رفيع، برئاسة يحيى السنوار، قائد حماس في القطاع.
وقالت حماس إن وفدها وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث استكمال ومتابعة التفاهمات التي جرت مع مصر خلال الزيارة التي جرت الشهر الماضي.
ووفقا لبيان حماس، فإن الوفد الذي غادر إلى القاهرة يرأسه عضو المكتب السياسي للحركة روحي مشتهى، ويضم فريقاً فنياً من وزارات مختلفة.
ومن المقرر أن تشمل المباحثات الجديدة، التفاهمات السابقة بخصوص الملف الأمني على الحدود المشتركة، بما فيها إقامة المنطقة العازلة، التي شرعت حماس بتشييدها منذ عدة أيام، والاحتياجات الأمنية لهذه المنطقة.
ويتردد أن من بين التفاهمات التي جرت بخصوص تأمين هذه المنطقة الأمنية العازلة التي تمتد لـ 100 متر داخل حدود القطاع، إنارتها بشكل كامل بإضاءة قوية، من الجانب المصري، بهدف الحفاظ على عدم انقطاع التيار الكهربائي عنها، خاصة وأن الكهرباء في قطاع غزة لا تشهد انتظاما في ساعات وجداول التوزيع بسبب ارتفاع نسبة العجر، وذلك لتمكين مراقبة المنطقة بالكاميرات الخاصة على مدار الساعة، لمنع عمليات التسلل والتهريب.
وعلاوة على استكمال التفاهمات الأمنية، سيجري أيضا استكمال الحديث عن «ملف الاقتصاد»، المتمثل في استمرار شراء الوقود المصري في الفترة الحالية للقطاع الخاصة ومحطة توليد كهرباء غزة، إضافة إلى بحث أفق التعاون التجاري في المرحلة القريبة المقبلة، التي ستعقب فتح معبر رفح خلال فترة الشهرين المقبلين، حسب وعد مصري أعطي لحماس في الاجتماع الذي عقد قبل شهر.
وكان وفد حماس بقيادة السنوار قد توصل إلى تفاهمات أمنية مع القاهرة خلال الزيارة في الشهر الماضي، التي التقى خلالها الوفد بمساعدي محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح. وجرى خلال اللقاءات التي عقدت في القاهرة وقتها، الاتفاق على البدء بعملية «المصالحة المجتمعية» وإنهاء الخلاف مع العائلات التي فقدت أبناءها خلال فترة الانقسام وما قبلها من أحداث، وهو أمر لم يرق لحركة فتح، خاصة وأن اللقاءات جرت بين حماس خصمها السياسي، ودحلان صاحب الخلاف الكبير مع الحركة والرئيس عباس، الذي ينتظر أن تحط طائرته، هذا الأسبوع في مطار القاهرة، للقاء نظيره عبد الفتاح السيسي، لبحث جملة من الملفات السياسية، أهمها ملف المفاوضات التي تضغط الإدارة الأمريكية للبدء بها من جديد، علاوة عن الملف الفلسطيني الداخلي.
وسيكون الرئيس عباس ومساعدوه في القاهرة على الأرجح خلال زيارة وفد حماس الجديد برئاسة مشتهى، لكن من المستبعد أن تعقد لقاءات بين الطرفين هناك.
وحول زيارة الرئيس عباس إلى مصر، قال مجدلاني: «الزيارة تأتي ضمن جولة سيقوم بها الرئيس، تبدأ بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث يحضر مؤتمر القمة الأفريقية، التي تمثل أهمية خاصة للدول العربية لا سيما في ظل المحاولات الإسرائيلية لاختراق القارة الأفريقية والتأثير عليها».
وتشمل جولة الرئيس عباس الحالية أيضا تونس وفرنسا ومصر.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن هذه الزيارة معد لها منذ فترة طويلة، بهدف حشد التأييد للقضية الفلسطينية.

ميلادينوف يناقش مع قيادة حماس في غزة مقترحا لتشكيل حكومة وحدة تلاقي قبولاً دولياً

أشرف الهور

«القدس العربي» تدخل المجمع الطبي وترصد حجم الدمار فيه

Posted: 03 Jul 2017 02:24 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي»: دخلت «القدس العربي» أحياء ومناطق الموصل القديمة، التي شهدت عمليات عسكرية دامية دامت أشهر بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية»، حيث طال الدمار والخراب معظم الدور والمباني ما يدل على ضراوة المعارك، التي كانت تدور في هذه المناطق.
كما استطلعت وضع «المجمع الطبي»، الذي كان يتخذه التنظيم أحد أبرز معاقله الرئيسية وأقوى خطوط الصد فيه، لما يحتويه من مبان كبيرة، والاستفادة منها بنشر قناصيه ومقاتليه على أسطح تلك البنايات.
الدمار أصاب معظم المباني التي كانت تشكل أحد أهم المجمعات الحيوية في المدينة، حيث كانت آثار الانفجارات والقصف المتبادل واضحة عليها.
النقيب أحمد في الجيش العراقي، قال لـ«القدس العربي»: «القتال في المجمع الحكومي كان الأشد من نوعه قياساً مع المعارك التي خضناها ضد عناصر الدولة»، مشيراً ان «التنظيم استفاد من المباني العالية في مقاومة القوات العراقية ماجعل عمر المعركة يطول اكثر من المتوقع».
وأضاف « نتيجة مقاومة عناصر التنظيم قررنا أن نخوض حرب استنزاف ضد المسلحين من أجل تقليل عددهم وانهاكهم في المجمع الحكومي خصوصاً وأنه لايوجد فيه مدنيين».
وتابع : «تمكنا في نهاية الأمر من الاقتحام والسيطرة على جميع المستشفيات والمراكز الصحية في المجمع».
بدوره، المقاتل علي، في الشرطة الاتحادية بين لـ«القدس العربي» إن: سبب الدمار الذي لحق بالمدينة سببه المقاومة الشديدة من قبل عناصر التنظيم، الذين حفروا الانفاق وقاموا بنشر قناصيهم على مختلف الأسطح والمباني، واستخدامهم للسيارات المفخخة والانتحاريين».
وبين أن «هناك أهدافا كان لابد من استعدافها بواسطة المدفعية أو الطيران الحربي العراقي أو الدولي»، موضحاً أن «قدم الدور السكنية كانت أحد أبرز الأسباب الرئيسية في ارتفاع نسبة حجم الدمار، فلو كانت منازل حديثة لصمدت أمام النيران الثقيلة».
من جانبه، لفت المواطن عبدالله، أحد الناجين من معارك المدينة القديمة، إلى أن ما حدث من عمليات عسكرية في المدينة هو تبادل إطلاق نار بالمدافع والاسلحة الثقيلة، ونحن المدنيون كنا وسط وقع هذه النيران.
وأشار إلى أن انفجار أي سيارة مفخخة في تلك المنازل كانت تهدم الكثير من المنازل على رؤوس أهلها.
وتابع : «الصواريخ التي تسقط على مراكز السيطرة التابعة للتنظيم تسببت بقتل الكثير من المدنيين بسبب استخدام التنظيم للعائلات دروعاً بشرية وتخفيه بين المدنيين».

«القدس العربي» تدخل المجمع الطبي وترصد حجم الدمار فيه

عمر الجبوري

تظاهرات حاشدة في 20 مدينة أمريكية للمطالبة بإقالة وترامب وسجنه

Posted: 03 Jul 2017 02:23 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: تجمع الآلاف من الأمريكيين في اكثر من 20 مدينة أمريكية عشية (عيد الاستقلال) لدعوة الكونغرس إلى إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحمل المتظاهرون في مدينة لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا نعشا مغطى باللون الأسود وزهورا حمراء وبيضاء وزرقاء تمثل العلم الأمريكي مع عبارات مكتوبة بخط اليد تقول «الرئاسة 1798 ـ 2017»، وسار المتظاهرون في طرقات مدينة أوستن بولاية تكساس من مبنى الكابتول إلى قاعة المدينة وهم يحملون لافتات تطالب بعزل ترامب في حين هتف حشد في وسط مدينة سان فرانسيسكو بانشودة تقول «ماذا تريد؟ الإقالة. متى تريد ذلك؟.. الآن.. الآن ».
واستقبل انصار ترامب هذه المظاهرات بمسيرات مؤيدة للرئيس الأمريكي وهم يقولون بأنه ليس هناك أى سبب في هذه المرحلة يدعو لإقالة ترامب لأنه لم يرتكب أي جريمة مع الاشارة إلى ان المتظاهريين لا يفهمون معنى الإقالة.
وتمثل هذه المسيرات امتدادا لجهود وليدة للعديد من المشرعيين الأمريكيين الذين طالبوا بصراحة بإقالة ترامب من منصبه، ومن بين هؤلاء النائب آل غرين، ممثل ولاية تكساس، الذى دعا إلى توجيه اتهام لترامب بمحاولة عرقلة سير العدالة اثناء جلسة في مجلس النواب يوم 17 مايو/ ايار، وكرر دعوته امام المئات من المتظاهرين في أوستن إذ قال «انا هنا لاننى أحب بلادي، لا يمكن السماح للآخرين بسرقة الفكرة القائلة بأنهم يشعرون بالوطنية اكثر منا».
وتجمع العشرات من المتظاهرين بالقرب من امباركادير في سان فرانسيسكو وهو يرددون «اسجنوه، أسجنوه»، في اشارة إلى ترامب، وقال مارك رانسديل، وهو من المتظاهرين في منطقة خليج المدينة «كل شيء يخرج من فم الرئيس، وكل عمل يتخذه، يتناقض مع كل معتقداته، يكفى ما حدث حتى الآن»، في حين قال الممثل والناشط دسك سكاربيلي ان الاحتجاجات عبارة عن مقاومة بصوت عال إلى درجة لا نريد ان نسمع من خلالها صوت اغلاق الباب عند عزل ترامب من منصبه.
وقال متظاهرون ان الأمريكيين من الديمقراطيين والجمهوريين اضافة إلى الناس من مختلف ارجاء العالم يصابون بالصدمة تلو الأخرى، كل يوم، من السلوكيات غير الناضجة لرئيس الولايات المتحدة. واحتشد المئات من المحتجين امام فندق ترامب في نيويورك للمطالبة بإقالته وتوجيه اتهامات ضده تؤدى إلى تجريده من السلطة، وقد تميز هذا الاحتجاج بضجيج ملحوظ في حين تم القبض على اثنين من المتظاهرين في مدينة فيلاديلفيا في ولاية بنسلفانيا بعد مهاجمتهم لأحد انصار ترامب خارج حانة في وسط المدينة.
ولم تقتصر المظاهرات على المدن الكبيرة حيث سارت مظاهرة من بلدة دافنبورت في ولاية ايوا إلى حديقة شوبيرت في منطقة روك ايلاند بولاية الينوى، واخترقت مظاهرة في بلدة اماريلو بولاية تكساس طرقات وسط المدينة لتصل إلى مكتب النائب الجمهوري ماك ثورنبيري.
وقال المنظمون في منطقة هاي بلاينز ان المسيرات السلمية انتهت باعتصام للتعبير عن تأييد 99 في المئة من الأمريكيين الذين تعرضوا للأذى أو الاستغلال من قبل نظام ترامب.

تظاهرات حاشدة في 20 مدينة أمريكية للمطالبة بإقالة وترامب وسجنه

رائد صالحة

فضيحة فقهية… الجيب ومشكلة اليهود

Posted: 03 Jul 2017 02:23 PM PDT

هناك عدة جوانب في المواجهة بين حكومة نتنياهو والمؤسسة اليهودية في الولايات المتحدة، تثير الحفيظة بقدر لا يقل عن المواجهة نفسها. من المجدي ان نفكر فيها قبل أن ندفن الفضيحة بلجنة اخرى.
1. التبرعات. في اعقاب قرار الحكومة بُشرنا صبح مساء بأن متبرعين كبار لمؤسسات ومنظمات في إسرائيل يهددون بأنه اذا لم يلغَ القرار فورا، فسيوقفون تبرعاتهم. كل إسرائيلي يحترم دولته يمكنه أن يقول لهؤلاء المتبرعين، شكرا من كل القلب على ما اعطيتموه حتى اليوم. من حقكم التوقف، ومن حقكم الاستمرار. اما التهديد فليس مقبولا.
الجنرال باركر الذي كان قائد القوات البريطانية في بلاد إسرائيل في أواخر عهد الانتداب، منع جنوده من الدخول إلى متاجر اليهود. وكتب يقول: «المس بالجيب مكروه من هذا العرق اكثر من أي عرق آخر». واكتسب هذا القول له سمعة اللاسامي؛ فضلا عن ذلك، فقد كان مغلوطا ـ حيث أن المس بالجيب لم يدمر كفاح الحاضرة، بل ربما العكس.
تقوم تهديدات المتبرعين على الفرضية ذاتها: الإسرائيليون غير قادرين على الصمود امام المس بجيبهم؛ وهم سيستسلمون. وبالفعل، فالفزع الذي ألم بنتنياهو وزملائه في ضوء التهديدات من أمريكا يفيد بأنهم استخدموا سلاحا ناجعا. فحكومة إسرائيل الحالية مفعمة بالخطابات الملتهبة عن العزة الوطنية، العالم الوطني ولكن العزة تذوب عندما يلوح امامها بالدولارات.
تشكل التبرعات من أمريكا قدرا تافها من الدخل الوطني. هي هامة جدا للمؤسسات التي تنالها، ولكن المجتمع الإسرائيلي بعمومه يمكنه أن يتدبر أمره بدونها. ومن اجل تلقي التبرعات نحن نتخذ صورة المساكين بخلاف الوضع الحقيقي للدولة. ونحن نلقي بالمسؤولية عن رفاه شيوخنا وفقرائنا على مسيحيين افنجيليين، من المتبرعين لصندوق الصداقة. هذا معيب.
2. التمثل (الذوبان في الشعوب الاخرى). تعلمت من مقال كتبه صحافية متأصلة (أصبحت حريدية) بأن المشكلة ليست موقف المؤسسة الارثوذكسية من الاصلاحيين بل التمثل في الجاليات اليهودية في الغرب. فقد حذرت تقول: «نحن نفقد الشعب اليهودي».
لماذا نفقد؟ لم يسجل في الاجيال الاخيرة تغيير جماهيري للدين في اوساط يهود الشتات. فاليهود لا يتنصرون ولا يسلمون. هناك مسألة الزواج المختلط، ثمرة حقيقة أن اليهود يعيشون بأمان بين الاغيار. والمؤسسة الرسمية تحاول التصدي للمشكلة من خلال الاستثمار في التعليم اليهودي وفي مشروع «تجليت»، الذي فضلا عن كونه مشروعا سياحيا يستهدف أن يكون مشروعا للتزويج. فمعظم اليهود وابناء الاب اليهودي يريدون ان يربوا ابناءهم كيهود. فما بالك بالاصلاحيين والمحافظين. من يغلق في وجههم الباب هي المؤسسة الارثوذكسية. هذا ما يجعلنا نفقد الشعب اليهودي.
3. الحائط (المبكى). في القدس قبل 1967 كان هناك مكانان يمكن منهما أن نرى قسما من الحائط ـ واحد من ارض مجردة من السلاح قرب قصر المندوب، وثان في المستشفى الايطالي امام الباب الجديد. قريب جدا وبعيد جدا. وكان الجذب هائلا. ولكنه نفد ما ان وصلنا إلى هناك، سرية المظليين، من جبهة اخرى، في اليوم الثامن لحرب الايام الستة، ورأينا الجرافات تدمر حارة المغاربة وتجعل الحائط سوريا. وكلما أطالوا ووسعوا وكشفوا الحائط، هكذا فقد تميزه. حلمنا بحائط المبكى، فتلقينا حائطا أجرد.
لقد وجدت الدولة صعوبة في تعريف ما هو الحائط، هل هو موقع وطني أم ديني ـ أم الاثنان، وما الذي يتغلب على ماذا. وفي هذا الفراغ دخلت الحاخامية والاحزاب الاصولية التي تسيطر فيها. اما العلمانيون فابعدوا؛ الاصلاحيون والمحافظون اهينوا. ذوو القبعات المحبوكة ممن رأوا ذات مرة في الحائط بداية خلاصنا، يرفعون الان عيونهم إلى الحرم نفسه وهم يحجون اليه بجموعهم، رغم الحظر الحاخامي. وبين الحين والاخر أسأل اناسا في الحركة الاصلاحية ما لهم والحائط، فهم لا يؤمنون بالاشجار وبالحجارة. الاجوبة التي أتلقاها متلعثمة. الحقيقة هي انهم يطالبون بحيازة ما في الحائط لانه هناك. هم يقاتلون على العقارات.
الحل للحائط لي اقامة غيتوات للنساء وللتيارات بل تطويره للجميع. في كنيسة القيامة على مسافة غير بعيدة من هناك، تدور رحى معركة تعود لمئات السنين على كل قطعة عقارات. من هو مدعو لان يحسم في الخلاف هو الحكم اليهودي. لعله لا مفر من تسليم الحسم على السيطرة في الحائط إلى الاوقاف الاسلامية.
4. الصهيونية. ثيودور هرتسل هو من حلم بدولة اليهود. إسرائيل نتنياهو تطالب بالاعتراف بها كدولة يهودية، ولكنها تتنكر لمسؤوليتها عن اليهود. حان الوقت للعودة إلى حلم هرتسل: اعادة اقامة دولة اليهود.

ناحوم برنياع
يديعوت 3/7/2017

فضيحة فقهية… الجيب ومشكلة اليهود

صحف عبرية

تونس: رئيس الحكومة الأسبق ينفي علاقته برجال أعمال موقوفين بتهمة الفساد

Posted: 03 Jul 2017 02:22 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: نفى رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي ما أُشيع حول علاقة المصاهرة التي قيل إنها تربطه برجلي الأعمال كمال وصلاح الدين الشملي الموقوفين في إطار حملة الحكومة ضد رموز الفساد في البلاد.
وأصدر الجبالي بيانا نشره عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» أكد فيه أن «ما يشاع حول علاقة المصاهرة مع رجلي الأعمال المقبوض عليهما أخيرا كمال الشملي وصلاح الدين الشملي لا أساس له من الصحة»، مشيرا إلى أن «مثل هذه الادعاءات الكاذبة والافتراءات الباطلة تأتي في إطار حملات التشويه والاستهداف للرموز التونسية الوطنية وقياداتها الشرفاء من طرف مواقع مشبوهة وصفحات مأجورة».
وكان الجبالي انتقد مؤخرا ما ذكره الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي حول «ضعف خبرة» الجبالي في السياسة والحكم، داعيا المرزوقي إلى الترفع والتعامل كـ»رجل دولة» وعدم الإساءة إلى شركاء الحكم السابقين.

تونس: رئيس الحكومة الأسبق ينفي علاقته برجال أعمال موقوفين بتهمة الفساد

حسن سلمان

المجلس الوطني لحقون الإنسان: مزاعم تعرض المعتقلين في الحسيمة للتعذيب ذات مصداقية

Posted: 03 Jul 2017 02:22 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: تولي الهيئات والمنظمات الحقوقية المغربية اهتماما بوضعية معتقلي حراك الريف وما ‏تعرضوا له خلال اعتقالهم أو ظروفهم تحت الاعتقال. وقال تقرير أعده المجلس الوطني ‏لحقوق الإنسان (رسمي) ويتضمن خبرة طبية إن مزاعم تعرض معتقلي الحسيمة للتعذيب ‏‏«ذات مصداقية»، مدعومة بدلائل مادية ونفسية، وأوصى بضرورة إجراء بحث معمق مع ‏المتهمين بممارسة التعذيب وضمان نيلهم العقاب.‏
وكلف المجلس فريقي عمل للتحري في ما قاله المعتقلون عن تعرضهم للعذيب والإهانة ‏والانتهاكات لحقوقهم، عبر القيام بإجراء فحوصات ومقابلات مع 19 معتقلاً بسجن عكاشة ‏بالدار البيضاء، و16 معتقلاً في سجن الحسيمة، بالإضافة إلى متابع واحد في حالة سراح ‏أشرف عليها كل من البروفسور هشام بنيعيش، وهو طبيب شرعي رئيس معهد الطب ‏الشرعي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء؛ والدكتور عبد الله الدامي، ‏طبيب شرعي بمعهد الطب الشرعي بالمركز الاستشفائي لجامعي ابن رشد بالدار البيضاء.‏
وقال الطبيب عبد الله دامي الذي التقى بالمعتقلين في السجن بالحسيمة، أن مزاعم تعرضهم ‏للتعذيب والعنف خلال مرحلة اعتقالهم «ذات مصداقية»، وأنهم لم يخبروا بحقهم في التزام ‏الصمت خلال وضعهم رهن الحراسة النظرية أو الاتصال بأقربائهم أو تعيين محام أو ‏الحصول على المساعدة القضائية، إضافة إلى توقيعهم على محاضر الضابطة القضائية ‏دون الاطلاع عليها.‏ وأشار التقرير إلى وجود آثار تعذيب، بناءً على شهادات المعنيين بالأمر والمعاينة الجسدية ‏وهي «الأفعال تتعارض مع الضمانات الدستورية الممنوحة لكل شخص موقوف أو ‏معتقل».‏
ودعا التقرير إلى فتح تحقيق دقيق من لدن السلطة القضائية يشرف عليه أشخاص غير ‏أولئك المرتبطين بهذا الملف، من أجل التحقق من أعمال التعذيب وضمان معاقبة المسؤولين ‏على ذلك.‏
وقال التقرير إن المعتقلين الـ16 بالسجن بالدار البيضاء، صرحوا، خلال لقاءاتهم مع ‏الطبيب هشام بنيعيش، بأنهم كانوا ضحية سب وإهانة أثناء الاعتقال ونقلهم إلى مفوضية ‏الشرطة بالحسيمة؛ وذلك بعبارات عنصرية من قبيل: «أولاد الصبليون»، و»بغيتو ديرو ‏دولىة ديالكم» وتهديد بالاعتداء الجنسي عليهم بإدخال زجاجات في مؤخرات.‏
وقال الطبيب إن ناصر الزفزافي، زعيم الحراك في الحسيمة؛ أبلغه أنه تلقى ضربة بواسطة ‏عصا على رأسه، بالرغم من أنه يظهر مقاومة خلال التدخل لاعتقاله في منزل أحد ‏أصدقائه، وتلقى ضربة في العين اليسرى وأخرى على مستوى المعدة، كما وضعوا عصا ‏بين رجليه، وهو ما اعتبره اعتداءً جنسياً عليه.‏
وسجلت الهيئة الوطنية للعدالة البعد الصارخ للمحاكمات الجارية ضد نشطاء حراك الريف ‏عن الالتزام بشروط المحاكمة العادلة، بدءَ من إجراءات البحث التمهيدي، مرورا بإجراءات ‏التحقيق، وانتهاء بصدور الأحكام في العديد منها.‏
ونددت الهيئة في بلاغ لها بحالات التعذيب والإيذاء بجميع أنواعه التي تعرض لها العديد من ‏المتابعين، مطالبا بإجراء تحقيق نزيه بشأنها مع متابعة المسؤولين عنها وشجبت «حالات ‏المس الخطير بحقوق الدفاع والانتقال من الاعتداء اللفظي والمادي على المحامين بمناسبة ‏مشاركتهم للمواطنين في الاحتجاج السلمي، كآلية من آليات الممارسة الديمقراطية وفي ‏التعبير عن مطالبهم المشروعة، إلى التضييق عليهم بمناسبة قيامهم بمهامهم ومسؤولياتهم ‏المهنية لفائدة المتابعين أو بمناسبة التخابر معهم بالسجن.‏
واستنكر مكتب الهيئة «ظروف الاعتقال المزرية التي مر بها المعتقلون مطالبا بالكف عن ‏إذلالهم أو التضييق عليهم"، مطالبا بـ«الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين بمناسبة هذا ‏الحراك، وتلبية مطالب المواطنين المشروعة والتي كانت وراء هذه الاعتقالات، ورفع كل ‏مظاهر الاحتقان الأمني، ووقف مسلسل المحاكمات التي أبانت بوضوح عن زيف الإدعاء ‏بإصلاح منظومة العدالة، ومزاعم استقلال السلطة القضائية».‏
وعبر البلاغ عن قلق الهيئة، «تجاه سياسة السكوت المطبق المتبعة من طرف المسؤولين ‏على جميع مستوياتهم، وبكل محاولات تأليب الرأي العام على المطالب المشروعة ‏للمواطنين المحتجين، بما يفاقم من تأزيم الوضع وتدهوره"، مطالبا بـ" بإجراء تحقيق ‏شفاف ونزيه يحدد المسؤوليات بخصوص ما آلت إليه الأوضاع بمنطقة الريف ومتابعة ‏المسؤولين عن التقصير في تنفيذ ما وعدت به الدولة من مشاريع ومنشآت».‏

المجلس الوطني لحقون الإنسان: مزاعم تعرض المعتقلين في الحسيمة للتعذيب ذات مصداقية

عباس يدعو لربط أي تقدم في علاقة أفريقيا بإسرائيل بمدى التزامها بإنهاء الاحتلال

Posted: 03 Jul 2017 02:21 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: دعا رئيس دولة فلسطين محمود عباس، قادة أفريقيا، إلى ربط أي تقدم في علاقة القارة بإسرائيل بمدى التزامها بإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين المحتلة منذ عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية.
وقال في خطابه أمام قمة الاتحاد الأفريقي في دورته التاسعة والعشرين المنعقدة في أديس أبابا، أمس، إن محاولات دولة الاحتلال الإسرائيلي للمشاركة في مؤتمرات الدول الأفريقية الإقليمية، وترتيب مؤتمرات قارية لها، يشجعها على الاستمرار في غطرستها، واحتلالها لفلسطين، وإنكارها لحقوق شعبنا في الحرية والسيادة والاستقلال.
وأعرب عن تطلعه لدعم الاتحاد الأفريقي ودوله لوقف وتغيير الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا جراء استمرار الاحتلال، باستخدام الوسائل السلمية والدبلوماسية، واللجوء للهيئات والمؤسسات الدولية، من أجل الحفاظ على حقوقنا الوطنية، وتطبيق حل الدولتين.
وشدد على أن مواصلة تصويت الدول الأفريقية لصالح قرارات فلسطين في المحافل الدولية، سيحمي حل الدولتين ويساهم في الحفاظ على حقوق الطرف المحتل، فلسطين، إلى أن يتم تحقيق السلام.وأكد الرئيس أن حل قضية فلسطين حلاً عادلاً هو مفتاح السلام، وسيسهم بلا شك في نزع ذرائع المجموعات الإرهابية في المناطق المحيطة بنا، وسيجلب الخير للمنطقة ولمستقبل أجيالها، وللأمن والسلم العالميين.
وفي ما يلي نص الخطاب:
أصحاب الجلالة والفخامة والدولة والمعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
يطيب لي لقاؤكم مجدداً، شاكراً لكم دعوتكم الكريمة لحضور هذه القمة، ودعمكم لحقوق شعبنا، وقضيته العادلة في الهيئات والمحافل الدولية، وكلنا أمل وثقة بأنكم ستحافظون على مواقفكم المنسجمة مع مبادئ الحق والعدل.
وأود هنا أن أبارك لكل من جمهورية غينيا الاستوائية، وجمهورية ساحل العاج على انضمامهما لمجلس الأمن مع مطلع عام 2018، إلى جانب إثيوبيا، التي نهنئها بانتخاب وزير خارجيتها السابق، رئيساً لمنظمة الصحة العالمية.
السيد الرئيس، السيدات والسادة رؤساء الوفود،
إننا نشيد بتسارع خطواتكم، لتحقيق التنمية المستدامة، وتطوير الأنظمة الاقتصادية، وتمكين المرأة والشباب، إلى جانب جهودكم في مكافحة الإرهاب والتطرف الديني في القارة الإفريقية، ونتمنى مزيداً من الرخاء والاستقرار والتقدم لاتحادكم العتيد ودوله الأعضاء، التي تخطو خطوات ثابتة وحثيثة نحو تحديث أنظمتها، وسبل تعاونها وانفتاحها على اقتصاديات وأنظمة دول العالم أجمع، وبما يعود بالخير والمنفعة على دول قارتكم العملاقة.
السيد الرئيس، السيدات والسادة رؤساء الوفود،
لقد كانت دول أفريقيا واتحادها العتيد وما زالت، نعم السند والشريك في المصير، ونأمل أن تستمر شراكتنا مزدهرة، ونحن في نضالنا اليوم، نتطلع إليكم لمواصلة الثبات على مواقفكم من قضيتنا، واستمرار التشاور بيننا كأصدقاء وحلفاء تاريخيين.
 إن محاولات دولة الاحتلال الإسرائيلي للمشاركة في مؤتمراتكم الإقليمية، وترتيب مؤتمرات قارية لها، يشجعها على الاستمرار في غطرستها، واحتلالها لفلسطين، وإنكارها لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والسيادة والاستقلال، هذه القيم والمبادئ الإنسانية الأساسية، التي تؤمنون بها أنتم، وآمن بها من قبلكم قادة أفريقيا العظام الذين ضحوا في سبيل حرية قارتكم ودولكم وشعوبكم، آملين أن يتم ربط أي تقدم في علاقة القارة بإسرائيل بمدى التزامها بإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين المحتلة منذ عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية.
السيد الرئيس، السيدات والسادة رؤساء الوفود،
تعلمون بأن هذا العام يسجل مرور خمسين عاماً على احتلال إسرائيل لأرض دولة فلسطين عام 1967، ويصادف انقضاء تسعة وستين (69) عاماً على تشريد نصف شعبنا من أرضه، بفعل المجازر التي ارتكبتها إسرائيل لحظة قيامها في عام 1948؛ وما زالت لم تعترف بمسؤولياتها الأخلاقية عن هذا الظلم التاريخي الذي وقع جراء تشريد شعب بأكمله إلى المجهول، ناهيكم عن المعاناة اليومية، التي يعيشها شعبنا تحت الاحتلال.
السيد الرئيس، السيدات والسادة رؤساء الوفود،
إن هذا بعضٌ من الواقع المرير الذي نعيشه، والذي نتطلع لدعمكم لوقفه وتغييره، وذلك باستخدام الوسائل السلمية والدبلوماسية، واللجوء للهيئات والمؤسسات الدولية، من أجل الحفاظ على حقوقنا الوطنية، وتطبيق حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل، لتعيشا جنباً إلى جنب في أمن وسلام وحسن جوار.
 إننا نسعى لبناء الجسور مع إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية، والأمن والسلام للجميع بدلاً من بناء جدران الفصل العنصري، لذلك فإن مواصلة تصويت بلادكم لصالح قرارات فلسطين سيحمي حل الدولتين ويساهم في الحفاظ على حقوق الطرف المحتل، فلسطين، إلى أن يتم تحقيق السلام. فحل قضية فلسطين حلاً عادلاً هو مفتاح السلام، وسيسهم بلا شك في نزع ذرائع المجموعات الإرهابية في المناطق المحيطة بنا، وسيجلب الخير للمنطقة ولمستقبل أجيالها، وللأمن والسلم العالميين.
السيد الرئيس، السيدات والسادة رؤساء الوفود،
تلوح بارقة أمل جديدة، لصنع السلام مع التحرك المبكر لفخامة الرئيس ترامب وإدارته، من أجل صنع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإن هذا التحرك قد جاء في وقته، وقد أكدنا للرئيس ترامب، خلال لقاءاتنا معه في البيت الأبيض وبيت لحم، استعدادنا التام للعمل معه، من أجل عقد صفقة سلام تاريخية بيننا وبين الإسرائيليين، وفق حل الدولتين، ونحن في انتظار أن تستجيب إسرائيل لهذه المبادرة، وقد أكدنا كذلك للرئيس ترامب استمرار شراكتنا الكاملة معه لمحاربة الإرهاب في منطقتنا والعالم.
السيد الرئيس، السيدات والسادة رؤساء الوفود،
ونحن إذ نهنئكم بانعقاد هذه القمة، لنتمنى لكم تحقيق كل ما تتطلعون إليه من خير ورخاء وتقدم لبلدانكم وقارتكم وشعوبها، مؤكدين لكم مجدداً على جاهزيتنا واستعدادنا التام، لتعزيز علاقات التعاون والشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارات مع اتحادكم العتيد ودوله الصديقة، وتبادل الخبرات في مجالات الزراعة والصحة والطاقة النظيفة، إضافة للتعاون في المجال الأمني وفي مكافحة الإرهاب، وذلك من خلال الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي.
احييكم، وأتمنى لكم جميعاً موفور الصحة والسعادة، ولشعوبكم وبلدانكم مزيد الرخاء والتقدم، ولاتحادكم الإفريقي، هذا البيت الجامع لدولكم الأعضاء، النجاح للمضي قدماً بأفريقيا نحو الآفاق الرحبة في البناء والتنمية وتحقيق أهدافكم المنشودة.

عباس يدعو لربط أي تقدم في علاقة أفريقيا بإسرائيل بمدى التزامها بإنهاء الاحتلال
قال إن مشاركتها في مثل هذه المؤتمرات يشجعها على الاستمرار في احتلالها

موريتانيا: قيادي بارز في المعارضة يحذر من انفجار الأوضاع

Posted: 03 Jul 2017 02:21 PM PDT

نواكشوط -« القدس العربي»: حذر محمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم وأحد أبرز قادة المعارضة الموريتانية أمس مما سماه «انفجارا قريبا للأوضاع الاجتماعية والسياسية في موريتانيا إذا استمر نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز في سياساته الحالية وبخاصة انقلابه على الدستور عبر الاستفتاء الذي يحضر لتنظيمه». وأوضح في مقابلة مطولة لفتت مضامينها الأنظار مع موقع «تقدمي» الإخباري الموريتاني المستقل «أن المشهد السياسي الراهن في موريتانيا يطبعه الاستقطاب بين القوى المعارضة بجميع اتجاهاتها والنظام الحاكم وبخاصة رئيسه».
وأشار ولد مولود إلى «أن الكثيرين يجهلون أسباب الاستقطاب القائم وهي أسباب تعود، حسب قوله، لكون السلطة القائمة تبطن نيات سلبية خفية وراء ما تظهره من استعداد للحوار».
وقال «إن الخروج من هذا الانسداد له سيناريوهات عدة من بينها أن تمارس القوى الديمقراطية ضغطاً أقوى على النظام القائم وهو ما تتجه المعارضة الموريتانية إليه خلال الفترة المقبلة حيث ستمارس بالفعل أشكالا أقوى في ضغطها على النظام القائم في موريتانيا».
وأشار ولد مولود «إلى أن نوعية هذا الضغط وشكله ستحدده قابلية الشارع وكيفية تعامل النظام أيضا مع هذه الاحتجاجات لأن ردة الفعل ووقتها متوقف على ما ستتخذه المعارضة من مواقف أمام هذه المطالب الملحة، التي لا تقبل التأجيل»، حسب قوله. وشدد ولد مولود في ردوده على «أن النظام الحاكم في موريتانيا يعيش عزلة سياسية غير مسبوقة، كما أنه لا يبحث عن مخرج سياسي سلمي، لهذا فهنالك مقاربات سياسية تتنافس لا ندري أيها ستظهر في النهاية، أولاها المقاربة السلمية والأخرى مقاربة العنف»، مبرزا «أنه قد يحدث انهيار الدولة إثر هزة ما، اجتماعية أو عابرة للحدود، بفعل التأثر بأوضاع شمال مالي».
وقال «إن دولة ينخرها الفساد والمحسوبية وأجهزتها الإدارية متعطلة وينشغل قادتها بالكسب غير الشرعي، لا يمكن أن تصمد أمام أبسط هزة». وأضاف الدكتور مولود «التغيير حتمي " إما بالهدوء أو بالعنف والحل الوحيد الذي يخرج موريتانيا من أزمتها هو اتخاذ آلية للعملية الانتخابية تحتكم لصناديق الاقتراع، خصوصاً في نهاية مأمورية الرئيس منتصف عام 2019».
وقال «إننا نقترب من اللحظة الحاسمة وهي موعد تجديد البرلمان عام 2018 وانتقال السلطة من الرئيس الحالي لآخر عام 2019.. وهي لحظة تاريخية مفصلية تكمن فيها جميع الرهانات"، حسب قوله.
وتحدث ولد مولود مطولا عن الاستفتاء، فأكد «أن اللجوء للاستفتاء انقلاب على سلطة البرلمان وهو انقلاب ليس أقل خطورة من انقلاب ولد عبد العزيز عام 2008 على رئيس منتخب».
وعرض ولد مولود أيضا في ردوده لموقف حزبه من قطع العلاقات مع قطر، فأكد «أن قرار قطع العلاقات مع الدوحة كان مفاجئا حيث لم يسبقه توتر في علاقات الدولتين، كما آنه حتى لو افترض أنه سبقه توتر فينبغي السعي أولاً لاحتوائه ومعالجته وليس إلى قطع العلاقات مباشرة».

موريتانيا: قيادي بارز في المعارضة يحذر من انفجار الأوضاع
أكد أن التغيير قادم وأن المعارضة تتجه إلى مقاطعة الاستفتاء

مقر وزارة الداخلية المغربية يتحول الى مكتب تحقيقات حول أسباب تأخر تنفيذ المشاريع التنموية في الحسيمة

Posted: 03 Jul 2017 02:20 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قالت تقارير صحافية إن مقر وزارة الداخلية المغربية، أصبح منذ الأسبوع الماضي، مكتب تحقيقات، في حيثيات تأخر مشاريع برنامج «الحسيمة منارة المتوسط»، بعدما أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس تعليماته إلى وزيري الداخلية والمالية قصد التحقيق وتحديد المسؤوليات.
وقالت صحيفة المساء امس الإثنين إن اللجنة المكلفة بالتحقيق، والتي التحقت بها الزالي زينب العدوي، استمعت إلى كتاب عامين في القطاعات المعنية ومديري ورؤساء الأقسام المسؤولة عن الصفقات والمشاريع التي تمت برمجتها ولرئيس مجلس جهة طنجة الحسيمة، إلياس العماري، بشأن مختلف الاتفاقيات التي تم إبرامها، ومنها ما يرتبط بمركز الأنكولوجيا الذي فجر مواجهة ساخنة مع وزير الصحة، الحسين الوردي، بشأن التحويلات المالية التي تم التأشير عليها قصد تجهيز هذا المركز، وهو الأمر الذي ظل الوردي ينفيه، قبل أن يخرج العماري بوثائق رسمية. وكشفت اليومية أن جزءا من التعثر الذي شهدته بعض المشاريع مرتبط بأزمة تشكيل الحكومة، وتوقيف توقيعات وزراء تصريف الأعمال على الصفقات، وهو ما جعل بعض طلبات العروض معلقة إلى حين تشكيل الحكومة، فيما ارتبط تأخر مشاريع أخرى ببعض المساطر الإدارية والمالية والإشكالات العقارية المرتبطة بتصفية وضعية المواقع التي ستشيد فوقها مشاريع.
وقال حسن أوريد، الناطق السابق باسم القصر الملكي، إن أسباب تعثر المشاريع الضخمة التي يطلقها الملك محمد السادس، يرتبط بغياب المحكامة وسوء التدبير، واعتبر أن الثقافة السياسية والتدبيرية تغيرت مع المقاربة التكنوقراطية، فمثلا – يقول أوريد- إن وزارة الداخلية كانت تخضع في فترة ما لما يُسمى الالتزام بالنتيجة، وهو ما تغير مع دخول شريحة التكنوقراط، مشددا على أن هناك حاجة ملحة للتفكير في الحكامة.
ونقلت صحيفة «أخبار اليوم» عن أوريد أن المسؤولين الإداريين يخضعون للإجراءات، وهو ما يجعل المشاريع تتأخر، إذ إنه ليس هناك توازن بين الالتزام بالنتيجة والخضوع للمساطر التي تأخذ وقتا طويلا، مردفا أن المسؤولين يخشون الإسراع بالمشاريع وإخراجها للنور دون الالتزام بالمساطر وبعدها يخضعون للمتابعة.
وأوضح اوريد، وهو المؤرخ السابق للمملكة، أنه "يجب أن يكون هناك توازن بين الضمانات والنتيجة وحماية الإداريين، لأنه إذا تم الالتزام بالمساطر سيكون ذلك على حساب النتيجة، والعكس صحيح إذا كانت نتائج بدون مساطر، فسيتعرض المسؤول عن تدبير المشروع للمتابعة، بتعبير آخر إما أنه سيخضع لنتيجة ويلغي المساطر، أو أنه سيركز على المساطر ولا يصل إلى النتيجة، وفي آخر المطاف المواطن هو الضحية».
ومن بين المشاريع التي تتبعها أوريد بحكم مسؤوليته السابقة كوال لجهة مكناس تافيلالت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إذ اعتبر أن المقاربة التي تم اتباعها في تنزيلها ركزت على إخضاع مشاريعها للقانون الخاص رغم أنها تدخل فيما هو عام، وذلك من خلال جلب المصطلحات والمقاربات نفسها التي تسري على القانون الخاص وتطبيقها على الشأن العام، وهذا لا يستقيم.

مقر وزارة الداخلية المغربية يتحول الى مكتب تحقيقات حول أسباب تأخر تنفيذ المشاريع التنموية في الحسيمة

حقوقيون يتهمون الدولة المغربية بعدم الالتزام بالمواثيق الدولية في احترام حقوق الإنسان

Posted: 03 Jul 2017 02:20 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : بقلق شديد نبه حقوقيون مغاربة إلى الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان المرتكبة من لدن السلطات المغربية تجاه المتظاهرين في منطقة الريف شمال البلاد، نتيجة تعمد رجال السلطة استعمال العنف المفرط، الذي أفضى إلى عشرات الجرحى، بالإضافة إلى الاعتقالات المكثفة من نشطاء الحراك.
وقالت الناشطة الحقوقية خديجة الرياضي، إن ما نشهده اليوم من التراجعات في مجال حقوق الإنسان، لم يسبق أن شهدنا له مثيلا منذ 2011، مشيرة إلى أن هناك هجوما على الحقوق والحريات، وأن ما تشهده الحسيمة، يعد كارثة ومصيبة.
وأضافت الرياضي إن القضاء اليوم يلعب الأدوار نفسها التي لعبها في سنوات الرصاص، إذ يتم الحكم على النشطاء بأحكام جائرة، والزج بالمعارضين والمناضلين في السجون.
وأفادت منظمة العفو الدولية أن السلطات المغربية قامت بحملة اعتقالات مروعة طالت عشرات المتظاهرين والناشطين والمدونين بمنطقة الريف، بعد أشهر من احتجاجات تطالب بإنهاء تهميش المجتمعات المحلية وتحسين الخدمات في المنطقة. واعتبرت أن متابعة نشطاء وصحافيين خرقا سافرا لكل المواثيق الدولية التي تضمن حرية الرأي والتعبير وكذا ممارسة حرية الصحافة والحق في الوصول إلى المعلومة.
وحسب تقارير حقوقية، فإن الأجهزة الأمنية وبالإضافة إلى استعمالها للعنف فقد اعتقلت ما يقارب 135 ناشطا، منهم أهم الوجوه البارزة في الحراك، الاعتقالات طالت أيضا صحافيين وإعلاميين، يديرون مواقع إخبارية محلية أو صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي بالحسيمة ونواحيها، ويتعلق الأمر بكل من محمد الأصريحي وجواد الصابري من موقع «ريف 24»، وعبد العلي حدو من صفحة «أراغي تيفي» والحسين الإدريسي من «ريف بريس»، وربيع البلق مراسل «بديل أنفو»، ومرتضى إعمراشا وفؤاد السعيدي من صفحة «أوار تيفي». الذين يتابعون بتهم ثقيلة بمقتضيات القانون الجنائي ومنهم من يتابع بقانون الإرهاب.
وأصدر عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي، بيانا أعلن فيه الرد على التفاعل الكبير والتضامن الواسع مع الحراك الشعبي بالريف على المواقع الاجتماعية، وعن متابعة كل من ينشر صورا «مفبركة» لها علاقة بحراك الريف.
وقال إبراهيم حياني التزروتي، وهو مدون وكاتب صحافي مغربي: لقد عدنا بشكل رسمي إلى الوراء وإلى مرحلة من مراحل التاريخ الأسود بدل أن نسير للمستقبل كما حتمية التاريخ، حيث برزت السطور الكبرى لذلك من خلال عودة رجال وزارة الداخلية لإدارة البلاد وإعادة بسط أذرعهم داخل المؤسسات الكبرى في البلد والتحكم في صنع الجزء الأهم من قراراتها وسياساتها.
ويكفل القانون المغربي للمحتجين أثناء التدخل الأمني التعسفي أو الاعتقال بمقاضاة رجال الأمن، الذين يمكن أن توجه إليهم تهم تتعلق بالشطط في استعمال السلطة أو استعمال القوة المفرطة في حق المحتجين.
و ينص الدستور المغربي في فصله 29، على أن حريات الاجتماع والتجمهر والتظاهر السلمي، وتأسيس الجمعيات، والانتماء النقابي والسياسي مضمونة. ويحدد القانون شروط ممارسة هذه الحريات. حق الإضراب مضمون. ويحدد قانون تنظيمي شروط وكيفيات ممارسته. كما ينص الفصل 37، على جميع المواطنين والمواطنات احترام الدستور والتقيد بالقانون، ويتعين عليهم ممارسة والحريات التي يكفلها الدستور بروح المسؤولية والمواطنة الملتزمة، التي تتلازم فيها ممارسة الحقوق بالنهوض بأداء الواجبات.
وفي اتصال مع «القدس العربي» قال طارق ليساوي، أكاديمي متخصص في الاقتصاد الصيني والشرق آسيوي إن السلوك العدواني لأجهزة الدولة لاسيما وزارة الداخلية والنيابة العامة، وسكوت المؤسسة الملكية ورئاسة الحكومة عن ما يحدث، يقود البلاد إلى حقبة دموية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، معتبرا أن مواجهة الدولة للحراك بمنطق العسكرة ومتابعة نشطائه، واعتقالهم بطرق مهينة للكرامة، هو انتهاك صارخ للقانون والدستور والمواثيق الدولية، ويبين أن الدولة غير جادة فيما التزمت به في تعهدها بعدم الرجوع للممارسات المنتهكة لحقوق الإنسان.
وعرفت مدينة الحسيمة ليلة عيد الفطر أحداثا دموية، نتيجة المناوشات بين رجال الأمن والمحتجين التي خلفت إصابات متفاوتة الخطورة في كلا الجانبين.
وسجل المركز المغربي لحقوق الإنسان، ضمن تقريره السنوي لحالة حقوق الإنسان بالمغرب برسم سنة 2016 «استعمالا مفرطا للعنف في حق أغلب الأشكال الاحتجاجية، والتي عرف المغرب تزايدا مضطردا في نسبتها، قياسا مع سنة 2015، فيما تمت متابعة العديد من المحتجين قضائيا، وقضي في حق غالبيتهم بأحكام بالسجن النافذ والسجن الموقوف التنفيذ، بتهم أغلبها لم تكن موضوعية».

حقوقيون يتهمون الدولة المغربية بعدم الالتزام بالمواثيق الدولية في احترام حقوق الإنسان

فاطمة الزهراء كريم الله

إسرائيل تطبق قرار منع ذوي أسرى حماس من الزيارة ودفعة جديدة من أهالي أسرى غزة تزور أبناءها

Posted: 03 Jul 2017 02:20 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس، بخروج دفعة جديدة من أهالي أسرى قطاع غزة، لزيارة أبنائهم في أحد سجونها، وذلك للمرة الأولى بعد قيامها بإصدار قرار جديد يستثني أهالي أسرى حركة حماس من هذه الزيارات التي تتم بشكل أسبوعي، في الوقت الذي حذر فيه مركز متخصص من «خطر حقيقي» يتهدد حياة الأسرى في سجن «النقب» الصحراوي، المقام من الخيام، في ظل ارتفاع درجات الحرارة في هذه الأيام، التي تدفع بخروج الأفاعي السامة.
وتوجهت فجر أمس دفعة من ذوي أسرى قطاع غزة لزيارة أبنائهم في سجن «رامون»، بعد أن اجتازت معبر بيت حانون «إيرز» شمال قطاع غزة، بتنسيق أجرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقالت سهير زقوت، الناطقة باسم الصليب الأحمر في غزة، إن 13 من ذوي أسرى القطاع، بينهم 4 أطفال، توجهوا فجر الإثنين، لزيارة 7 أسرى من أبنائهم في سجن «رامون» الإسرائيلي. وأوضحت أن زيارة الأهالي الأسبوع المقبل، ستكون في سجن «إيشل» الصحراوي.
ولم يخرج أي من ذوي أسرى حركة حماس في قطاع غزة للزيارة هذه المرة، بناء على قرار المنع الإسرائيلي، وبدا الأمر واضحا من عدد الأهالي الذين أذن لهم بالخروج، وعددهم 13 حيث جرت العادة أن يقترب العدد من 30 شخصا أو أكثر.
ويوم أمس وكعادة كل أسبوع، تجمع أهالي أسرى غزة وعدد من النشطاء المساندين ومسؤولين من عدة فصائل أمام بوابة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة، وشاركوا في الاعتصام الأسبوعي، غير مكترثين بالارتفاع الشديد على درجات الحرارة، والتحذيرات من التعرض لأشعة الشمس الحارقة.
وحملت سيدات طاعنات في السن هن أمهات الأسرى، وأطفالهم ونساؤهم صورا لهم، ولافتات تنتقد الموقف الدولي غير الضاغط على سلطات الاحتلال، لتحسين أوضاع الأسرى المعيشية. وهتفت المشاركون في الاعتصام ضد الاحتلال، ورددت أيضا هتافات تنادي بإطلاق سراح الأسرى.
وخلال الاعتصام نظم أنصار الجبهة الشعبية وقفة بمشاركة ممثلي الفصائل، رفضا لاعتقال سلطات الاحتلال النائبة خالدة جرار، عضو المكتب السياسي للجبهة.
إلى ذلك أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات، أن الأسرى في سجن «النقب» الصحراوي اشتكوا من أوضاع قاسية للغاية، مع استمرار موجه الحر الشديد التي تضرب المنطقة منذ أيام، وارتفاع درجات الحرارة في أقسام السجن المختلفة بمعدلات كبيرة.
ونقل المركز عن الأسرى في «النقب» قولهم إن السجن المقام من الخيام، ويقع في منطقة صحراوية، ترتفع فيها درجات الحرارة إلى معدلات كبيرة، زاد من معاناتهم في السجن الصحراوي، حيث لم يستطيعوا الخروج من الخيام نتيجة ارتفاع الحرارة بشكل كبير، وأعربوا عن تخوفهم من تأثيرها السيئ على صحتهم .
وحذر رياض الأشقر الناطق الإعلامي للمركز، من خطورة الوضع، وقال إن الأجواء في سجن «النقب» تؤثر سلبياً على الأسرى، حيث يخشى على حياتهم وإمكانيه إصابة بعضهم بضربة شمس أو حالات إغماء نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، في ظل انعدام توفير الأدوية والعلاجات الأولية الطبية داخل السجون في حال حدوث ذلك.
وأشار إلى أن الأجواء الحارة في المناطق الصحراوية، تدفع بخروج بعض الزواحف والحشرات الخطيرة والسامة، كأفاعي الصحراء القاتلة والقوارض والحشرات، التي من السهل أن تصل إلى أقسام السجن، حيث لا يمكن مواجهتها بسبب منع إدارة السجون للأسرى من اقتناء وسائل التحصين كالمبيدات والأدوية للقضاء عليها أو حماية الأقسام لمنع دخولها.
وأوضح أن درجات الحرارة وصلت في سجن «النقب» إلى ما يزيد عن 40 درجة مئوية، الأمر الذي سبب معاناة متفاقمة للأسرى تضاف إلى ظروفهم القاسية أصلا.
ودعا مركز أسرى فلسطين المؤسسات الدولية إلى التدخل لحماية الأسرى من تقلبات المناخ، التي تضاف إلى ممارسات الاحتلال التعسفية بحق الأسرى وتزيد من حجم معاناتهم.
وفي سياق الحديث عن أوضاع الأسرى المتردية في سجون الاحتلال، كشف ممثل الأسرى في سجن «نفحة» حليم الريماوي، لمحامي هيئة الأسرى فادي عبيدات، عن وجود 16 أسيرا في السجن، يعانون من أمراض صعبة، نتجت جميعها بعد خوض الإضراب المفتوح عن الطعام الذي انتهى قبل أكثر من شهر.
وأكد أن هؤلاء الأسرى يطالبون بنقلهم إلى المشافي لتلقي العلاج، حيث يعاني أحدهم من فقدان القدرة على النطق، ومشاكل في الأكل، وآخر يعاني من انتفاخ في الجسم، وآخرون من آلام شديدة في أنحاء متفرقة من الجسد، ومشاكل في منطقة الصدر، وغيرها من الأمراض.
واشتكى هؤلاء جميعا من عدم تقديم إدارة السجون لهم أي علاج، بعد الانتهاء من إضرابهم الطويل عن الطعام، والذي دام لـ 41 يوما.
وتعتقل إسرائيل أكثر من 6500 أسير فلسطيني في سجونها، جميعهم يعاملون معاملة قاسية جدا، حيث يشتكون من سوء الطعام وسياسة «الإهمال الطبي»، ومعاملتهم بطرق غير إنسانية، ويشتكون كذلك من سوء أوضاع اعتقالهم وفرض قيود مشددة على زيارة الأهل.
وكان نحو 1800 أسير فلسطيني، قد أنهوا في اليوم الأول من شهر رمضان، إضرابا طويلا عن الطعام دام 41 يوما، بقيادة الأسير مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حصلوا في نهايته على قبول الاحتلال تلبية مطالبهم، غير أنه بعد فك الإضراب، جرى التأكيد من أكثر من جهة تابعت الإضراب، قيام الاحتلال بالتراجع عن الوعود التي قطعها.

إسرائيل تطبق قرار منع ذوي أسرى حماس من الزيارة ودفعة جديدة من أهالي أسرى غزة تزور أبناءها
أمهات الأسرى تحدين حرارة الشمس في الاعتصام الأسبوعي

هل بدأت الدبلوماسية التونسية بالتعافي؟

Posted: 03 Jul 2017 02:19 PM PDT

تونس – «القدس العربي» من حسن سلمان: سجلت الدبلوماسية التونسية مؤخرا مواقف اعتبر البعض أنها دليل على «تعافي» أو عودة هذه الدبلوماسية إلى رشدها بعد أن «تورطت» في وقت سابق في مواقف اعتبر البعض أنها منحازة لأحد الأطراف وخاصة في ما يتعلق بالعلاقة مع دول الجوار وبعض الدول العربية، فيما اعتبر آخرون أن تونس ما زالت مطالبة ببذل المزيد من الجهود لتحسين علاقاتها الخارجية بعد الأداء «المرتبك» خلال السنوات الأخيرة.
وكانت تونس اختارت الحياد تجاه الأزمة المستمرة في الخليج العربي، حيث أكد وزير الخارجية خميّس الجهيناوي أن بلاده لن تنحاز إلى طرف على حساب طرف آخر «وهي متمسكة بموقفها الذي يقضي بالتزامها الحياد وأخذ المسافة نفسها من كل الأطراف»، فيما تحدثت مصادر إعلامية تونسية ومغربية عن «رفض» رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد خلال زيارتها الأخيرة إلى المغرب إضافة فقرة للبيان الختامي للجنة العليا التونسية المغربية تتعلق بـ»مغربية» الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن هذا الأمر دفع الملك محمد السادس لإلغاء اللقاء المرتقب مع الشاهد، غير أن المصادر الرسمية في كلا البلدين لم تؤكد هذا الأمر.
ويرى عصام الشابّي الأمين العام للحزب «الجمهوري» أن الدبلوماسية التونسية «عادت إلى معدنها الأصيل وهو عدم الدخول في المحاور والتمسك بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والسعي لحل الخلافات الإقليمية والدولية بالحوار، وأن تونس تبقى دائما – عن طريق دبلوماسيتها النشطة – بلد يقيم جسور الحوار والتعاون ولا ينخرط في أي معركة لا تكون لنا فيها لا ناقة ولا جمل».
ويضيف في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: «الموقف الرسمي التونسي من الأزمة الخليجية لقي ارتياحا ومحل إجماع من قبل القوى السياسية التونسية باستثناء قلة قليلة طالبت الحكومة بتأييد أحد أطراف النزاع على حساب الآخر، كما لقي تأييدا وارتياحا شعبيا، فتونس دعت الأخوة الخليجيين إلى وضع حد لهذه الأزمة والتفاوض لحلها ونعتقد أن هذه الأزمة ستنتهي لحل في أقرب الأوقات، ونحن لنا مصالح مشتركة مع جمع الدول الخليجية وندعو هذه الدول إلى حل مشاكلها الداخلية بالحوار وعدم التدخل في شأننا الداخلي، وبالتالي الدبلوماسية التونسية ربما ستكون مؤهلة لتكون واسطة خير (في حال طُلب منها ذلك) للتخفيف من حدة التوتر في الخليج العربي الذي سيتسبب بإهدار جديد للطاقات العربية والثروات العربية وسيكون الخاسر الأكبر فيه هو الإنسان والأجيال العربية».
ويتابع الشابي «والشيء نفسه بالنسبة لزيارة رئيس الحكومة للمغرب وعدم إمضائه على فقرة ربما لم تقع مناقشتها أو المصادقة عليها من قبل، وتتعلق بنزاع الصحراء الغربية، فهو (عدم الإمضاء) وفاء والتزام بمبدأ قار (ثابت) في الدبلوماسية التونسية هو أن تونس تنأى بنفسها عن الصراع بين الشقيقتين الجزائر والمغرب، وهي – مهما كانت الظروف والملابسات – لا تريد عن طريق زيارة رسمية أو الإمضاء على اتفاقية مشتركة بين تونس والمغرب أن تهدم كل التوازنات التي بنتها دبلوماسيتها في وقت سابق، فنحن لنا علاقات ممتازة وشراكة استراتيجية مع الجزائر وعلاقات أخوة وتعاون مع المغرب الأقصى ونريد المحافظة عليها ونريد أيضا إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية في إطار المصلحة المشترك للمغرب العربي، ونعتقد أن حلها يكون عن طريق الحوار بين الأشقاء ويكون لباقي دول المغرب العربي الدعم لهذا الحوار والدفع نحو حل سلمي تتفق عليه كل دول المنطقة ويكون منسجما مع القوانين الدولية ومع مصلحة شعوب المنطقة، ونعتقد أن الدبلوماسية التونسية أصابت في موقفها من المسألتين السابقتين».
في المقابل، يشكك البعض بحادثة «مغربية الصحراء» على اعتبار غياب أي بيان رسمي يؤكد ذلك، لكنه يشيد بالمقابل بتحسن أداء الدبلوماسية التونسية، رغم أنه يرفض اتخاذ موقف الحياد أو سياسة «مسك العصا من المنتصف» تجاه عدد من القضايا العربية.
ويقول سمير بن عمر رئيس الهيئة السياسية لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»: «بالنسبة لرفض رئيس الحكومة التوقيع على بيان «مغربية الصحراء» هذا الخبر مبني على أخبار فيسبوك وتسريبات أطراف محسوبة على رئيس الحكومة التونسية (كمحاولة للترويج له)، إذ ليس هناك أي موقف رسمي تونسي أو بيان من الحكومة حول هذا الأمر، ولذلك أنا أتحفظ على إبداع الرأي حول هذه المسألة، أما بالنسبة للموقف التونسي من أزمة الخليج فهو أقل من المطلوب، لأن الحياد في المعارك القومية هو في الواقع خيانة للقضايا القومية، فما يحدث اليوم من حصار لقطر يتجاوز الشعب القطري ويستهدف الأمة العربية الإسلامية وتحديدا قضيتها المحورية فلسطين ويستهدف أحد مفاخرها وهي قناة الجزيرة».
ويضيف «جميعنا نعرف أن صلب المطالب لدول الحصار على شعب قطر هو وقف الدعم للفلسطينيين وإغلاق قناة الجزيرة، وإزاء هذه المطالب أعتقد أن الحياد موقف غير مطلوب، فالمطلوب هو الانحياز إلى القضايا الوطنية والدفاع عن القضايا العادلة، كما أن قضية فلسطين وحرية التعبير هي من القيم الأساسية التي طرحتها الثورة التونسية، لذلك أعتقد أن هذه الحكومة باختيارها الحياد اختارت خيانة قيم الثورة التونسية. كما أنه من باب المصلحة الوطنية لا يمكن أن نتغاضى عن أن تونس عند المحنة وجدت قطر إلى جانبها، حيث ساندتها وقدمت لها الدعم الكبير، وأعتقد اليوم أنه يجب رد الجميل للناس الذين ساندونا ولذلك فالموقف التونسي غير مشرّف».
ويستدرك بقوله «صحيح أن الدبلوماسية التونسية لم تنحز بشكل كامل إلى المحور الإماراتي – المصري المعادي للربيع العربي وللثورة التونسية وقضايا الأمة العربية والإسلامية، وهذا أمر محمود نثمّنه، ولكنها – بالمقابل – وقفت في منتصف الطريق واختارت عدم الانتصار لقضايا الحق والعدل وهذا لا يتماشى مع قيم الثورة».
ويرى المحلل السياسي والدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي أن الدبلوماسية «رجعت للثوابت التقليدية، بالنسبة للأزمة القائمة في الخليج، وقع الأخذ بالاعتبار أن قطر وقفت اقتصاديا إلى جانب تونس بطريقة ملموسة بخلاف الباقين. ويمكن القول إن تونس هذه المرة حافظت لنفسها على حياد إيجابي ويمكن أن تقرب وجهات النظر إذا طُلب منها ذلك، ونأمل أن نحتفظ بموقعنا كوسيط بين الأشقاء، فنحن لا يمكن أن نسعى لتعميق العداوة بينهم، وعموما اللعبة (في الخليج) جيواستراتيجية كبيرة ودخل فيها أطراف إقليمية ودولية، والمفروض من الجامعة العربية والأطراف الأخرى محاولة تطويق الأزمة».
ويضيف لـ«القدس العربي»: «بالنسبة لقضية الصحراء، لا أعتقد أن المغرب يمكن أن يطلب من تونس التوقيع على هذا الأمر (مغربية الصحراء) وأعتقد أن هذا يدخل في باب الإشاعات، وخاصة أن المغرب يعرف أن ثوابتنا لا تسمح لنا بالموافقة على هذا الأمر، وعموما نحن حريصون للإبقاء على علاقات طيبة مع الشقيقتين الجزائر والمغرب».
وفي السياق ذاته يؤكد العبيدي أن الدبلوماسية التونسية شهدت مؤخرا تحسنا ملحوظا، وخاصة مع تعيين وزير خارجية (خميّس الجهيناوي) «من الميدان فهو دبلوماسي قديم قضى عقودا عدة في وزارة الخارجية، كما أن الأمور في محيطنا بدأت بالاستقرار وهذا يساعد على صياغة دبلوماسية أكثر هدوءا واستقرارا، فضلا عن التنسيق الكبير بين وزير الخارجية ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي كان سابقا وزيرا للخارجية ولديه معرفة كبيرة بالعلاقات الدبلوماسية».
وكانت أطراف سياسية طالبت بإصلاح الدبلوماسية الخارجية لتونس و«تصحيح» بعض المواقف التي تم اتخاذها في السنوات الأخيرة، سواء فيما يتعلق بالعلاقة مع دول الجوار وخاصة ليبيا أو بقية الدول العربية كسوريا ودول الخليج.

هل بدأت الدبلوماسية التونسية بالتعافي؟
سياسيون يشيدون بالموقف من الأزمة الخليجية وآخرون ينتقدون سياسة «مسك العصا من الوسط»

إسرائيل تقرر تجديد البناء الاستيطاني في القدس وتخطط لإخلاء فلسطينيين من الشيخ جراح

Posted: 03 Jul 2017 02:18 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: يبدو أن إسرائيل قررت خلال الأسابيع القليلة الماضية الدفع نحو سلسلة طويلة من الخرائط لتوسيع الأحياء اليهودية في القدس الشرقية، وإقامة بؤر استيطانية داخل الأحياء الفلسطينية. والحديث عن مخططات بناء تم تجميدها لفترة طويلة، من بينها مخطط لإنشاء حوالى2000 وحدة إسكان في البؤر اليهودية الكبيرة، وأربعة مخططات لتوطين اليهود في حي الشيخ جراح الفلسطيني. ويرتبط تنفيذ بعض المخططات بإخلاء الفلسطينيين الذين يقيمون في المكان.
وخلال فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما، خاصة خلال السنوات الست الأخيرة، تم تجميد الكثيرمن مخططات البناء الاستيطاني وراء الخط الأخضر في القدس، تخوفا من رد أمريكي شديد. وتم تأجيل مشاريع حساسة، المرة تلو الأخرى، بعد تلقي توجيهات من القيادة السياسية او إزالتها عن جدول النقاش من دون تفسير. لكن بعد دخول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض، خاصة بعد زيارته الى اسرائيل قبل شهر ونصف، أعلن سياسيون من اليمين عن انتهاء فترة التجميد. وحسب جدول أعمال لجنة التخطيط في القدس، يبدو انه تمت إزالة الكثير من العوائق التي اعترضت المصادقة على البناء الاستيطاني في القدس الشرقية. 
وهناك أربعة مخططات للبناء في الشيخ جراح، الى الشمال من البلدة القديمة. وحسب أحد المخططات سيتم إخلاء عائلة فلسطينية من أجل إقامة بناية من ثلاثة طوابق، تضم ثلاثة بيوت. وحسب خطة أخرى سيتم إخلاء أربع عائلات فلسطينية من أجل إنشاء بناية مؤلفة من خمسة أدوار، تضم عشر وحدات إسكانية. وفي كلتا الحالتين هناك مزاعم ان ملكية البيوت ترجع لليهود، لكن العائلات الفلسطينية التي تعيش فيها تتمتع بحقوق حماية السكان ولا يمكن إخلاؤها بسهولة.
ومن المتوقع ان تناقش لجنة التنظيم والبناء اللوائية في بلدية الاحتلال أيضا خطة لإقامة مدرسة دينية على أرض مفتوحة في الشيخ جراح. ويتوقع ان تقام المدرسة على مسافة قريبة من محطة الوقود في الحي، رغم ان القانون يمنع إنشاء منشآت عامة بمحاذاة محطات للوقود. وستتألف المدرسة من ثمانية طوابق، بينما سيقام فوقها طابقان لمؤسسات الطوارئ والإنقاذ. اما الخطة الرابعة فتتعلق بإنشاء بناية مكاتب مؤلفة من ستة طوابق، من قبل مبادرين اسرائيليين في قلب الحي الفلسطيني.
 بالإضافة الى خطط البناء في الشيخ جراح، ستتم مناقشة مخططات لتوسيع البؤر الاستيطانية في القدس الشرقية. ومن المتوقع ان تناقش اللجنة هذا الأسبوع، اقتراحا بإيداع مخطط لبناء 944 وحدة إسكان في غبعات زئيف. وقد صادرت دولة الاحتلال الأراضي التي ستقام عليها البيوت في 1980 ولم يتم عمل شيء فيها. كما ستناقش اللجنة مخططات لبناء 800 وحدة استيطانية في غيلو، و 200 وحدة في راموت، و240 وحدة في نفيه يعقوب و116 وحدة في بسغات زئيف.
وفي غضون ذلك زعمت قيادة المنطقة الوسطى التابعة للاحتلال تشكيل لجنة خاصة تتيح للفلسطينيين الاستئناف أمامها ضد مصادرة أملاكهم. وتضم اللجنة التي شكلت في الخامس من يونيو/ حزيران ممثل الاستخبارات وممثل الإدارة المدنية وممثل النيابة العسكرية، على أن لا يكونوا من الذين يؤدون الخدمة النظامية، وإنما في الاحتياط. وذلك بهدف الحفاظ على مهنية الأعضاء وعلى استقلالية اللجنة. 
وشكلت هذه اللجنة في أعقاب نقاش طويل في المحكمة العليا، صودق خلاله على أمر عسكري يمنع الفلسطينيين من الاستئناف على مصادرة أملاكهم أمام المحاكم العسكرية في الضفة.
وحسب جهات عسكرية، فإنه بعد إلغاء هذه الإمكانية لم يتبق أمام الفلسطينيين أي جهة يمكنهم التوجه إليها في قيادة المنطقة الوسطى. 
ولم يتوقف الأمر عند المخططات فقط، حيث قامت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس تحت حراسة قوات الاحتلال، بوضع أسلاك شائكة حول أجزاء من مقبرة اليوسفية الإسلامية التاريخية الملاصقة لجدار المسجد الأقصى الشرقي. 
وكانت سلطات الاحتلال قد منعت عددا من المقدسيين خاصة سكان بلدة سلوان المجاورة، من دفن موتاهم في أجزاء من هذه المقبرة بحجة أنها مصادرة لصالح إقامة «حديقة وطنية»، علماً بأن اليوسفية من أقدم المقابر الإسلامية في القدس المحتلة، دُفن فيها عدد من الصحابة مثل «شداد بن الأوس» و»عُبادة بن الصامت»، والعشرات من علماء ووجهاء المدينة المقدسة. 
كما اعتقلت فلسطينياً من الضفة الغربية بشبهة الضلوع في العملية التي وقعت في باب العامود في القدس، التي قتلت خلالها شرطية حرس الحدود هداس مالكا. كما تم اعتقال والد احد المنفذين بشبهة التحريض على «العنف والإرهاب». ويضاف ذلك الى اعتقالات أخرى نفذتها الشرطة فور وقوع العملية، من بينها والدة أحد المنفذين التي ادلت بتصريحات مؤيدة لما فعله ابنها، وفلسطيني من العيسوية يشتبه بنقل مجموعة من الماكثين غير القانونيين من رام الله الى القدس، ومن بينهم المنفذون الثلاثة. وبعد التحقيق مع ركاب السيارة تمكنت الشرطة من الوصول الى الشخص الذي نظم المجموعة وأوصلها الى السائق. وهذا الشخص هو فلسطيني من الضفة الذي تم اعتقاله في نهاية الأسبوع. 
بدورها أدانت الحكومة الفلسطينية على لسان وزارة الخارجية هذه الهجمة الاستيطانية الواسعة، واعتبرتها اعلان «تمرد اسرائيلي رسمي ونهائي على القانون الدولي، واستهتارا شديد اللهجة بالشرعية الدولية وقراراتها، وصفعة علنية ووقحة للجهود المبذولة لإطلاق عملية السلام والمفاوضات».
وأعلنت الخارجية متابعتها باهتمام بالغ ما تقوم به سلطات الاحتلال من عمليات توسيع وتعميق للاستيطان في الأرض الفلسطينية وفي عمق الأحياء العربية في القدس الشرقية، خاصة هذا التصعيد الخطير الذي يستهدف تفريغ السكان الفلسطينيين من الأحياء العربية في القدس الشرقية، عبر طردهم من منازلهم بالقوة والتضييق عليهم لدفعهم الى مغادرة المدينة المقدسة، وعليه تطالب الوزارة المنظمات الحقوقية والإنسانية المختصة والمواطنين المتضررين وأصحاب الملكيات الخاصة التي أقيمت عليها وحدات استيطانية، بسرعة توثيق هذه الجريمة توطئة لرفعها الى المحاكم الدولية المختصة. وطالبت مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لإجبار اسرائيل على التراجع عن مخططاتها، والانصياع للقرار الاممي رقم 2334.

إسرائيل تقرر تجديد البناء الاستيطاني في القدس وتخطط لإخلاء فلسطينيين من الشيخ جراح

فادي أبو سعدى

رئيس وزراء الهند: نحن وإسرائيل توأمان وشريكان في الابتكار والإبداع

Posted: 03 Jul 2017 02:17 PM PDT

الناصرة «القدس العربي»: يصل الى إسرائيل اليوم في زيارة رسمية رئيس الوزراء الهندي نيريندا مودي، الذي يرى فيها توأما وشريكا للهند في الابتكار والإبداع في عدة مجالات.
وفي حديث نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال مودي إنه تعرف على اسرائيل عن قرب في عام 2006 عندما كان رئيسا لحكومة ولاية كجرات، وقد زارها في إطار معرض زراعي.
وتابع  رئيس حكومة الهند التي ظلت من دون علاقات دبلوماسية مع اسرائيل حتى توقيع اتفاق أوسلو مع السلطة الفلسطينية في 1993 «يسرني العودة بعد عشر سنوات، وانتظر بفارغ الصبر رؤية كيف تقدمت اسرائيل وتطورت منذ ذلك الوقت. انا شريك في آراء الكثير من أبناء شعبي الذين يعتبرون اسرائيل منارة في التكنولوجيا، كدولة نجحت في البقاء رغم ان الفرص كلها كانت ضدها».لقد تم تطوير الكثير من الابتكارات التكنولوجية في الجامعات والمختبرات الاسرائيلية، وساعدت الإنسانية. بدءا من ذاكرة USB وانتهاء بطماطم شيري. طريقة تحويلكم اسرائيل من دولة ينقصها الماء الى دولة فيها فائض من الماء، وطريقة تنمية الصحراء هي أمور لا تقل دهشة».
يشار الى ان اسرائيل والهند ستوقعان صفقة سلاح ضخمة تبيع فيها الأولى للثانية كميات كبيرة من الصواريخ والذخائر.
وردا على سؤال لماذا قرر القيام بهذه الزيارة التاريخية، قال إن العلاقات بين بلدينا كانت دائما قوية. عمليا، مع السنين اتسعت وأصبحت اكثر منوعة. في الآونة الأخيرة بدأ التعزيز الدائم في العلاقات ينعكس ايضا في الزيارات المتقاربة وعلى مستويات أعلى. لم يقم أي رئيس حكومة او رئيس هندي بزيارة اسرائيل قبل زيارة رئيسنا في عام 2015. زيارتي تؤكد العلاقة التي تعود الى قرون بين شعبينا. إنها تلائم وجهة نظري بأن العلاقات بيننا يجب ان تنعكس في كل مجالات العلاقات، الى جانب العلاقة على المستويات العالية. اعتقد ان هذه السنة، ونحن نحتفل بمرور 25 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية، توجد فرصة جيدة لنقل العلاقات الى مرحلة متقدمة».
وقال إن مواقف الهند من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في الأمم المتحدة يتم تحديدها بناء على الموضوع المطروح على الجدول، معتبرا أن كل موضوع على انفراد، وحسب قيمنا ومبادئنا الجوهرية. واضاف «نحن ننوي مواصلة الحوار مع كل الشركاء، خاصة اسرائيل، في محاولة للعثور على حلول مثالية في الأمم المتحدة وفي المنتديات المشتركة الأخرى. الهند لا تدعم التمييز ضد دولة معينة في الأمم المتحدة».
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الهند لا تزال ترى نفسها من كتلة « عدم الانحياز» قال إن نيوديلهي تؤيد فلسفة أن «العالم كله عائلة واحدة» وانها تريد إدارة حوار مع الغرب ومع الشرق.
وردا على سؤال آخر لا يخلو من التوجيه الدعائي قال رئيس حكومة الهند إن الإرهاب هو جنون عالمي، والهند واسرائيل ليستا حصينتين أمامه. ويضيف «يمنع السماح للناس الذين يريدون تنفيذ عمليات عنف ضد الأبرياء، بالنمو، والهند واسرائيل تنظران الى الأمر بالمنظار نفسه. يمكنهما توثيق التعاون بينهما بشكل أكبر وتكميل بعضهما البعض في هذا الموضوع».
وعن طبيعة الزيارة ان كانت تشكل بداية متجددة ام هي تطوير للعلاقات قال الزعيم الهندي إن زيارته لاسرائيل تتميز بأهميتها الخاصة. لافتا الى ان هذه أول مرة يزور فيها رئيس حكومة هندية إسرائيل. وتابع «انا متأكد من ان هذه الزيارة ستعزز العلاقات في مجالات مختلفة وستفتح بابا للتعاون في آفاق جديدة».
وهل ستوافق على زيارة حائط المبكى (حائط البراق ) والقدس مثل الرئيس الامريكي دونال ترامب؟ عن هذا السؤال أجاب بطريقته غير المباشرة:
«الهدف الأسمى للزيارة هو تعميق العلاقات الثنائية بين الهند واسرائيل. انا متأكد من أنني سأزور القدس. خطتي للزيارة تركز على هذا الجهد من أجل تقريب غالبية الجهود لدفع التعاون بيننا وبين اسرائيل على كل المستويات، خاصة في المجال التكنولوجي، وتطوير الابتكارات والتعاون الاقتصادي واستخدام الموارد بشكل ناجع».
وبشأن السيادة في القدس المحتلة ونقل السفارة الهندية من تل ابيب اليها قال مودي إنه يؤمن بحل الدولتين، الذي تعيش في إطاره اسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة بسلام الى جانب بعضهما. معتبرا ان الاتفاق الدائم يجب ان يعترف بمشاعر ومطالب كل الأطراف ذات الصلة. وبرأيه فإن مفتاح الحل لهذه المسألة يوجد في أيدي الطرفين. وأضاف «الهند تدعم كل الجهود من أجل التوصل الى حل متفق عليه لكل القضايا المطروحة على الجدول بما في ذلك موضوع القدس. بالنسبة للسفارة الهندية: سنتخذ قرارا بشأن نقلها فقط بعد توصل الطرفين الى اتفاق بشأنها.»
وعن دور اسرائيل في الإصلاحات الاقتصادية التي يقوم بها مودي في بلاده قال إنها بالتأكيد تستطيع الاضطلاع بدور مهم ويمكنها ان تكون شريكة تكنولوجية في هذا الانقلاب». معتبرا ايضا «ان تكنولوجية اسرائيل يمكن ان تساعد في تطوير جودة الحياة لمئات آلاف الناس في الهند اذا نجحت اسرائيل بملاءمة منتجاتها لاحتياجات الجمهور في القرى الهندية النائية».
ما هو الهدف المركزي للشراكة مع اسرائيل؟..
«اولا، انا أعتقد ان هذه الشراكة جديدة، علاقاتنا مع الشعب اليهودي قائمة منذ مئات السنين. حكومتي مصرة على دفع هذه العلاقات الى مستويات جديدة. هدفنا هو إدارة حوار مع إسرائيل بشكل يحسن ظروف معيشة المواطنين في البلدين».
ما هو نوع المنتجات التي تريدون استيرادها من اسرائيل؟
«نحن لا نبحث عن علاقات استيراد وتصدير عادية. نحن نريد علاقات البائع والشاري. نحن معنيون بالشراكة القائمة على التكنولوجيا. الصناعات الاسرائيلية تساعدنا جدا في سعينا الى تنظيف نهر الغانج ومشاريع مشابهة. توجد محفزات كبيرة لتعميق الشراكة في برامجنا الرئيسية».

رئيس وزراء الهند: نحن وإسرائيل توأمان وشريكان في الابتكار والإبداع
عشية زيارتها اليوم

سودانيون يرفضون ضغوطا على بلادهم لإعلان موقف من الأزمة الخليجية

Posted: 03 Jul 2017 02:17 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي»: رفض سياسيون وقادة في المجتمع المدني السوداني الضغوط السعودية الأخيرة على حكومة بلادهم بتحديد موقف واضح من أزمة دول الخليج.
وطالب السفير السعودي في الخرطوم، حسن جعفر، الحكومة السودانية بتحديد موقفها تجاه الأزمة إذا رفضت قطر شروط دول الحصار، وهو ما اعتبره البعض تدخلا واضحا في الشأن السوداني.
وأعلن السودان موقفا محايدا منذ بداية الأزمة الخليجية، معرباً عن استعداده الكامل لـ»بذل كل جهوده ومساعيه مع كافة الأشقاء لتهدئة النفوس ووقف التصعيد وإصلاح ذات البين». وأكد دعمه لجهود أمير دولة الكويت في احتواء هذه الأزمة.
واعتبر يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي، طلب السعودية بتحديد موقف السودان «تدخلا سافرا يدعو إلى سحب قواتنا المسلحة فورا من اليمن، والإعلان عن موقف واضح يساند دولة قطر».
وأضاف أن «حزبه ظل مراقبا لما يجري من أوضاع وتطورات في ما يتعلق بأزمة بعض دول الخليج مع الشقيقة قطر واستمرار الحصار الجائر عليها، حتى بلغ الأمر بالمقاطعين مطالبة الخرطوم بتحديد موقف واضح من قضية الخلاف بتصريحات وردت من سفير السعودية في الخرطوم».
كذلك تشكك كل من حركة «الإصلاح الآن» وحزب «الأمة القومي» بـ»موقف السودان المحايد في هذه الأزمة».
ودعيا في بيان لـ«نزع فتيل المواجهة ووقف التصعيد وتدارك أسباب القطيعة وحرب الأشقاء». واشتعلت في مواقع التواصل الاجتماعي حملة رفض واسعة لحديث السفير السعودي، واعتبره كثيرون تدخلا غير مرغوب في الشأن السوداني. واطلقت تغريدات على «فيسبوك» و«تويتر» تطالب الحكومة بالرد عليه بما يحفظ كرامة الشعب.
وكان حزب المؤتمر الشعبي (وهو الحزب الذي أسسه حسن الترابي) رفض واستنكر الحصار الواقع على دولة قطر، وللقائمة التي أعلنتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر وعرفت بقائمة «الإرهاب» للشخصيات والمؤسسات.
وزار رئيس المؤتمر الجديد علي الحاج بعض الدول التي ترفض حصار قطر، وفي مقدمتها تركيا.

سودانيون يرفضون ضغوطا على بلادهم لإعلان موقف من الأزمة الخليجية

صلاح الدين مصطفى

رؤية إسرائيلية.. احتمالات شنّ حرب ثالثة على لبنان

Posted: 03 Jul 2017 02:16 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: على خلفية الأحاديث عن توتر مع حزب الله بعد الكشف عن مشروع لبناء مصنع صواريخ إيراني في الأراضي اللبنانية، قال وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن إسرائيل لا تنوي المبادرة لحرب في لبنان وغزة، لكن محللين إسرائيليين يحذرون من سهولة الانزلاق لحرب ثالثة في لبنان.
وتطرق ليبرمان، ولأول مرة، الى النشر عن إقامة مصانع تحت الأرض لإنتاج السلاح لحزب الله في لبنان، برعاية إيران. وقال إن «الجهاز الأمني متيقظ بالتأكيد ويعرف ويفعل كل ما يجب عمله». معتبرا ذلك «ظاهرة مهمة، ولا يمكن تجاهلها بأي شكل من الاشكال».
وبرأي ليبرمان فإنه منذ حرب لبنان الثانية في 2006، ازدادت الفجوة من حيث توازن القوى بين اسرائيل وحزب الله. وقال «إنهم لم يجسروا الفجوة، بل ان الفجوة اتسعت». ومع ذلك، أضاف ملمحا لعمل عسكري محتمل»لن تصاب المصانع بالصدأ ولن تصاب الصواريخ بالصدأ». وتطرق الى المساعدات التي تقدمها اسرائيل لجهات سورية، وقال «لقد ساعدنا ونساعد هناك. الناس لا يملكون طعاما. أكثر من 3000 شخص نالوا العلاج الطبي وكلهم من سكان القرى السورية».
وعندما سئل عن المصلحة الإسرائيلية بشأن هوية من سيسطر على المنطقة الحدودية السورية، نظام الأسد او المتمردون، قال ليبرمان ما تقوله وتمارسه اسرائيل على مبدأ « فخار يكسر بعضه «،: «هذا كوليرا وذاك طاعون» المتمردون أيضا. ليس المقصود «سلاما الآن». كلهم نسخة من القاعدة».
كما قال إن اسرائيل تحاول الحفاظ على التواصل مع القرى السورية التي تعيش هناك منذ أجيال بعدما فهموا أن» أفضل جار لهم هي إسرائيل» وأنا لا أخفي، لقد ساعدنا ونساعد هناك».
وتضيف «يسرائيل هيوم» الى هذه التصريحات، قول ليبرمان خلال لقاء مع المراسلين العسكريين إن اسرائيل ليست معنية بالقيام بمواجهة عسكرية في أي منطقة، لا في الشمال ولا في الجنوب». وحسب أقواله فإنه «حتى عندما تنزلق النيران، فإن هذا يبقى انزلاقا وليس إطلاق نار متعمدا. نحن نرد وسنرد في كل مرة بشكل أقوى على كل انزلاق للنيران. لسنا مستعدين لتقبل ذلك». وحول محاولات التوصل الى ترتيب في سوريا، قال ليبرمان انه يؤيد الترتيب والنظام لكن اسرائيل لن تتقبل أي اتفاق تكون إيران ضامنة له، او يسمح بوجود إيران وحزب الله على الحدود». وقال إن اسرائيل مستعدة لتقبل كل اتفاق يشمل استبدال الأسد.
في هذا السياق يوضح المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» اليكس فيشمان ان حزب الله صعد في الأسابيع الأخيرة من حالة التأهب على الحدود الاسرائيلية ـ اللبنانية، وقام بتكثيف قواته هناك الى حد معين. وبرأيه لا يقف وراء هذه الخطوة تغيير ما في المصالح والسياسة كما لم يحدث أي استفزاز عسكري. معتبرا أن ما يجعل حزب الله يقفز هي المنشورات في اسرائيل حول حرب قريبة في الصيف. ويضيف «هذا هو سبب التأهب وتعبئة القوات، وبشكل خاص، جمع الاستخبارات المكثف على امتداد الحدود. في حزب الله يقدرون بأنه على خلفية التصريحات في اسرائيل بأن الجيش سيستغل الانتشار الواسع للتنظيم في سوريا – الذي الزمه بتقليص قواته في جنوب لبنان – من أجل شن هجوم. ويقول فيشمان إنه حتى عندما يعلن وزير الأمن، كما فعل أمس أمام المراسلين العسكريين، أن اسرائيل لا تنوي الخروج للحرب – لا في لبنان ولا في غزة – فإنهم لا يصدقونه.
لافتا الى ان زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي يعتبر نفسه خبيرا في المزاج الاسرائيلي، يفضل الإصغاء الى التيارات الباطنية في الجهاز الأمني والحكومة، التي تدفع نحو التبكير في توجيه الضربة الآن وعدم انتظار الاتفاق في سوريا. وبرأي فيشمان فإنه كي تندلع الحرب في الشمال، في المدى المنظور، يجب ان يحدث تحول دراماتيكي: إذا تسببت اسرائيل بضرر غير قابل للتحول للمصالح الإيرانية – فإن ايران ستأمر حزب الله بالهجوم. كما ان تسلح حزب الله الذي سيحطم «الخطوط الحمراء» الإسرائيلية – مثلا في السلاح الكيميائي – سيعتبر دعوة للحرب. ووفق تقديراته فإن كل المعايير الأخرى، بما في ذلك مصانع الأسلحة لحزب الله في لبنان، ليست سببا للحرب، ويمكن معالجتها بشكل سري وعلى مستوى إعلامي منخفض. كذلك يعتقد فيشمان أن خوف الطرفين على حياة ملايين المدنيين يشكل عاملا كابحا رادعا لحرب جديدة. 
ويخلص الى القول «صحيح ان استعدادات اسرائيل لمعالجة الجمهور خلال الحرب تفوق بما لا يمكن تصوره ما يحدث في لبنان، ولكن لدينا، أيضا، يفهمون أن إخلاء مئات آلاف السكان الى الجبهة الداخلية البعيدة، هو عملية لوجستية معقدة، ستترك الكثير من المدنيين في الشمال تحت وطأة النيران».
ويستذكر فيشمان أن إسرائيل بنت خلال عملية «تصفية الحساب» في 1993، «خطة تخويف» هدفت الى طرد الجمهور من جنوب لبنان الى بيروت، من أجل ممارسة الضغط على الحكومة اللبنانية. لكن اسرائيل اليوم برأيه غير منشغلة في رافعات كهذه، وانما بتدمير الأهداف، وبسرعة موضحا انه لن يكون لدى السكان وقت للهرب وسيصاب آلاف المدنيين في الجانب اللبناني. ويعتبر فيشمان أن حزب الله يأخذ محاسبة اللبنانيين له بالحسبان، مشيرا إلى أن الطرفين غير راغبين في البدء، ولكن نفخ العضلات يعتبر قصة أخرى. ويضيف محذرا من سهولة الانزلاق لحرب جديدة متفقا بذلك مع معلقين عسكريين إسرائيليين آخرين كثر «هنا يكمن الخطر: المسدس المشحون يطرح على الطاولة منذ عشر سنوات. الانتقال من خطأ في قراءة الخريطة وحتى استلال السلاح غير المراقب – سريع جدا. انظروا الى حرب لبنان الثانية والجرف الصامد كمثال».
يشار الى أن مجموعة كبيرة من المسؤولين والمحللين العسكريين في إسرائيل يهددون بتدمير لبنان وإعادته للعصر الحجري في حال نشبت حرب جديدة. ويؤكدون أن جيش الاحتلال سيبادر منذ اليوم الأول للحرب مع حزب الله لاستهداف كل المنشآت والبنى والمرافق الحيوية في لبنان.

 

رؤية إسرائيلية.. احتمالات شنّ حرب ثالثة على لبنان

وديع عواودة

الجسَـد وذاكرة التأثيم

Posted: 03 Jul 2017 02:15 PM PDT

حين كتبتُ روايتي الأولى «إيلافـ (هم)»، ولم تكن حينها تحمل هذا العنوان، كنت أفارق لأول مرة محفل الشذرة التي قد استدعتني بعوالم التكثيف والإبهار والومض لزمن طويل إلى ذلك التآخي البهي بين نشدان الشعر وطلب الحكمة. وحين فارقتهما إبداعياً للمرّة الأولى لم تكن الرواية بالنسبة إليّ مهرباً للسـكن أو للــزيارة أو للجوء، فقد كانت الكتابة الروائية، أو على الأصح كان فعل السرد. عند كتابة «إيلافـ (هم)» مع بداية سنة 2011، لم أكن أدرك فعلياً ما أقدم عليه، لم أكن أريد كتابة رواية من مئة وثلاثين صفحة، لكن نفس جملتي السردية، بعيداً عن الذات كان لا يزال في أول الحبو. قد يكون سرد الـذات أسهـل على قلمي بعد مـران طويل، لكن أن اكتب بأصوات آخرين، أن ألتبس غيري وأتخذه موضوعا وذاتـاً سردية، دون هويتي وصوتي الخاصين، ذاك أمر لم تكن جملتي السردية قد اختبرته من قبل في سياق حيز نصي يتجاوز القصة الومضة أو القصة القصيرة.

غرفة النوم

لم أدع شخصيات الرواية ولو مرَّة واحدة إلى غرف النوم الزوجية. بالفعل حضرت غرفة النوم داخل المستشفى، حيث كان حميد يتعافى من إصابته بشظايا 16 مايو/أيار، تحت عناية زوجته حياة، وأطلَّت الرواية على غرفة نوم عَزَّة عفَّان صديقة حياة، لكن السرد لم يتلـصَّص على غرفة نوم حياة وحـميد، أو مخـدع والدي حـياة أو مـخدع جـدَّيها أو مخدع والدي عَزَّة. لا يرتبط الأمر بجرأة سردية تعزف عن تتبُّع ما قد يحدث خلف الأبواب المغلقة، إبداعياً كانت شخصيات «إيلافـ (هم)» تتحرك في حيز نصي ضيق، مثلما كانت الأحداث تمضي وفق منظور تأملي استعادي يخترق مخزون الذاكرة، لا يتيح الفُسح الملائمة لدخول المخادع ولتعقُّب ما كانت تخفيه الأبواب الموصدة على ذلك الفراش أو ذاك السرير. أكانت الشخصيات محافظة أكثر من اللازم؟ أكانت ترغب في ارتياد الحانة فيشدُّها السرد عنوة نحو عتبة المسجد؟ أكانت تريد أن تُرى عاريةً من كل لباس فيحشَد لها السردُ كل الأزياء والأقنعة والستائر؟
أدرِك سردياً أن الحكي حين استدعى لقاء «حميد» ــ زوج حياة ــ بأصدقائه مساء 16 مايو 2003 في سهرة احتفـالية في مطـعم «دار إسبانيا» في مدينة الدار البيضاء، لم ينشغل السرد بطقوس الاحتفال أو بما صاحبه من كؤوس انـتشاء ومرح وفـرح، كان المقطع السردي يشيِّد للمتواليات السابقة واللاحـقة مرقى آخر لا يهتم بتلك التـفاصـيل، فالأحداث يرسمها السـرد على وقـع ذاكرة «حياة» التي لم تواكب الحدث، وإنما وقفتْ على آثاره المنحوتة على أجساد الضحايا وأرواحهم بعد أن لحقت الشظايا من لحقت أو فجَّرت من فجَّرت.

أنثى

حين فرغتُ من كتابته «إيلافــ (هم)» نهاية سنة 2011، ظلت رفيقة أدراجي ومراجعاتي إلى منتهى سنة 2013، حيث ستفارق عنوانها الأول الذي كان ناشرها (دار النايـا في دمشق) يعرفها به، وتصدر مع بداية 2014 بوسمها الحالي. لكنـني لم أفكر ولو مرة واحدة في إعادة سردها، أو في رسم لوحات غـرف الـنـوم بألـوان أخرى قد تكـــون أكثر إثـارة وإغراء للقـراءة أو للـتصفـح. ولطرافة التأمل في الموضوع أذكر أن صديقي الـناشر العزيز ــ رغم كل ما قد دونتُه أعلاه عن الــرواية ــ فقد وجد ضمن لـوحـات «إيلافــ (هم)» العديدة مشهدا يراوغ عري الجسد المؤنث، المبلَّل متدثِّـراً بمنشفة الحمام على عتبة باب الشقة المفتوح وعيني الزائر الشاب المتلصِّصتين بمكر، فوضع باختيار حر اللوحة على غلاف الرواية الخارجي.
روايتي الثانية «إنِّي وضعْتُها أنثى» كان حظها أوفر من سابقتها ــ شرعت في رسم عوالمها بمجرد عودتي من الخرطوم وجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي سنة 2013 ــ فقد عكفت عليها لسنتين تامتين، ووجدتِ الناشر (دار الهلال في القاهرة) بانتظارها قبل أن تُـتمَّ الحولين. آمن بها وبما تقترحه من طرائق سردية مبتكرة، إلى أن صدرت في 15 مايو 2015، لم أتبين يومها مكر التواريخ، انشغلت بالفرح وحسب، لأكتشف في الغد أن روايتي الثانية تخلِّد تواريخ روايتي الأولى بإبداع مختلِف. لم تترك «إنِّي وضعْتُها أنثى» لمقاصد السرد فسحا عديدة للتردد وهو يتأمل الجسد أو يتلصص على غرف النوم، فشخصية «مَهْدية» كانت تلوح أمام جملي السردية بكل سطوة أنوثتها البهية، لتصرف السرد عن التفكير وتدعوه إلى الانقياد إلى الفطرة والصفاء وتمزيق الأقنعة المزوَّرة .

دون ستائر

كشفت لي «مهدية» وهي تجوب مدينة تطوان ما لم أكن أعرفه. انكشفت أمامي «مهدية» دون حواجز، وانكشفت أمامي تطوان دون حنين العودة القاتل. قد يكون ملائما في هذا المقام أن أقول: مهدية كانت تقود السرد بكل غواية، رغم أنها لم تتولَّ مهمة السارد سوى في فصل واحد من فصول الرواية الأربعة، بينما لم تقد حياة دفَّة السرد في كل رواية «إيلافـ (هم)»، رغم أنها كانت عيْنَي السرد في كل الفصول والأوراق والأيام. أيصحُّ ذلك؟ ليست لي معرفة سابقة بشخصية «مهدية» أو»حياة»، لكن بينما كانت الروايتان ترصفان الحبكة وسردها هنا وهناك، كنت أكتشفهما للمرّة الأولى، وأكتشف معهما ما يشيِّده لهما السرد من حيوات ومسارات ومدارج. في «إني وضَعْتُها أنثى» اقتحم السرد مخادع النوم لأكثر من مرة. ولج السرد مخدع مهدية وأبي زكرياء مرات عدة. وتلصَّص على مُتَع مهدية وعزيز وصولاتهما في بيتهما الأنيق في إشبيلية. أكان السرد أجرأ إبداعياً في «روايتي الثانية»؟ لا أملك جواب الإثبات، مثلما لا أملك جواب الإنكار. لم يكن باستطاعة السرد أن يرسم لوحة مهدية الحقيقية بعيدا عما رسمه لها الكاتب «عِمران» بالحرف في فصل الرواية الأول، وبعيدا عما رسمه لها «عزيز» الفنان التشكيلي من لوحة بالألوان الزيتية، أو بالحرف في الفصل الثاني من الرواية، دون أن تنكشف أمام السرد عاريةً من كل المرايا، متخفِّفةً من كل أثقال الجسد، شفافة مثل روح محلِّقة.

تأنيث العالم

كثيرة هي الروايات والأعمال الإبداعية التي توغلت في صورة الجسد العاري، وليس جديرا بالاهتمام في هذا السياق تسليط الضوء على جنس الجسد أو عرقه أو هويته أو شكله. ولا يمكن حصر تلك الأعمال في السنوات العشرين الأخيرة، مثلما تدأب جل الدراسات النقدية التي لا ترى في ما تبدعه الكاتبة حالياً، من موقعها الأنثوي في العالم إلا ما تسميه تلك الدراسات «أدبا نـسويـا»، بينما لا توازي التصنيف بالمنطق ذاته في معادله الموضوعي والمنطقي «الأدب الرجالي»، فالتصنيف توصيف وتحديد يميز بين مخـتلـفيـن أو أكـثر بما لـهما، أولهم من صفات تستدعي التمايز والتمييز والتحديد والفصل والتسمية. أليس للأدب وللإبداع وللفكر أن يؤنث العالَم الذي تشكلِّه الأنثى والذكر، قليلاً؟ إن الــدراسات الثـقـافــية الكـونية حين تسمي النظــريات أو الــدراسات أو المــبــاحث أو المنصات الجامعية بـ»النسائـية» فهي تنطلق من رؤى إنسانية تنشد العدالة، وتعيد عبر مفهوم «التمكين» القوةَ للفئات التي لحقها الإقصاء والتهميش والاستبداد. وبناء على ما سبق فذلك الوسم بـ «النسائي» يروم منذ «التسمية» أن يكون فعل مقاومة للسائد/المستبد، مثلما يروم أن يكون «تحيُّزاً» إيجابيا لصالح آداب أو إبداعات أو خطابات لم ينصفها الأدب أو الإبداع أو الخطاب «المعتَمَد» مؤسَّساتيا داخل محرابي الجامعة والدرس النقدي. ليس مهما في هذا المقام القول إن رسم الجسد العاري لا علاقة له بتحديث الإبداع أو بتثويره أو بخروجه عن قيود المحافظة، فالأمر منوط من قبل ومن بعْدُ بقيم الفن والجمال والإبداع وليس بمعايير الأخلاق. لكن قد يكون أهمَّ القولُ: إن للسرد منطـقه الخاص الذي تبنـيه كل رواية بشكل متميز ونسق فريد، بحسب ما تشدُّه الْتِـفـافـةُ الخيوطِ التي تنسجها الشخصيات والأعمدة المتينة التي ترفعها القصة والطوابق والفصول والممرات التي يصقلها الخطاب. الأمر مرتبط في المبتدأ والمنتهى بحكاية لُحمة وسدى، تسعى إلى الفتل والحبك واللحم والتزيين.

هو الجسد

إن الجسد العاري هو ذاته أمام الولادة والوفاة، هو الأصل دون أقنعة أو أزياء، ملفوفاً في الكفن أو مغمورا بمياه الوضع. والفتنة فائض قيمة تسجِّله الحياة لاحقاً لصالح حسابات أخرى. وحين يستعيد الجسد صلته بعريه الأول، حين تتصالح الروح مع عري الجسد، حـــين تُلغى ذاكرة التأثيم من منظورات التربية والتدجين والتصنيع وإعادة الإنتاج وإعادة التدوير، يمكن للأدب وللإبداع وللرواية أن ترسُم لوحات أخرى لم تخطر على بال الجدران المنتصبة في كل مكان. ويمكن للواقع أن يكرِّم الإنسانَ الروحَ والجسدَ دون أحكام مسبقة أو مزالق للتدنيس أو للتقديس. إنه الجسد وعاء الروح لا تتعالى عنه ولا يسمو دونها.

٭ كاتبة من المغرب

الجسَـد وذاكرة التأثيم

سعيدة تاقي

«المرض الكبير» أول فيلم هوليوودي رومانسي يعرض المسلمين كبشر عاديين

Posted: 03 Jul 2017 02:15 PM PDT

لوس أنجليس – «القدس العربي» : بينما كانت مسيرات تجوب شوارع بارك سيتي المثلجة خلال مهرجان «صندانس» للأفلام المستقلة للتنديد بسياسات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب العنصرية، قدّم المهرجان العرض الأول لفيلم كوميدي عن قصة غرام بين شاب مسلم وفتاة بيضاء وهو «المرض الكبير» أو «ذي بيغ سيك»، الذي قوبل بالتصفيق الحماسي من قبل الجمهور وأشعل معركة مناقصات بين الأستوديوات الموزعة على غرار «فوكس سيرشلايت» و«نيتلفكس» و«أمازون»، وفي النهاية اشترته أمازون بمبلغ 12 مليون دولار ليصبح ثالث أغلى فيلم يباع في مهرجان سينمائي. وبعد شهرين فاز الفيلم بجائزة الجمهور لأفضل فيلم في مهرجان «ساوث باي ساوث ويست».
الفيلم مستلهم من تجربة مغازلة الكوميدي الباكستاني الأمريكي كوميل نانجياني لزوجته ايملي غوردون، التي التقى بها في أحد نوادي الكوميديا قبل أن يرتبط بها بعلاقة رومانسية بدون علم والديه الباكستانيين المحافظين، اللذين كانا يحاولان أن يعرفاه على فتاة باكستانية للزواج منها. وعندما رفض كوميل أن يعرّف إيملي على أهله، تفسخ علاقتها معه وتتركه. ولكن عندما تصاب بمرض يجبر الأطباء على وضعها في حالة غيبوبة لفترة طويلة، يسهر كوميل بجانب سريرها في المستشفى برفقة والديها، اللذين يلحان عليه بالابتعاد عنها، ولكنه يصر على البقاء بجانبها حتى تفيق من سباتها.
وبينما كان يقضي جل وقته في المستشفى سرا، كانت أمه تدبر له عروسا باكستانية مسلمة. ويلعب كوميل دور شخصيته في الفيلم بينما تجسد زوي كازان دور زوجته إيملي غوردون.
ما يميز «المرض الكبير» هو أنه أول فيلم هوليوودي رومانسي يقوم ببطولته شاب مسلم ويعرض المسلمين كبشر عاديين ومرحين بدون اللجوء لتنميط السلبي. وقام بإنتاجه أبرز منتج كوميدي في هوليوود وهو جاد اباتو، الذي اعترف لي عندما قابلته قبل أسبوعين أن تجاهل الجالية المسلمة في أفلام هوليوود هو أمر فظيع، ولكنه يؤكد أن ما جذبه للمشروع لم يكن عرق أو دين شخصيات القصة بل وقوع كوميل بحب إيملي وهي في حالة غيبوبة.
«التعقيدات التي واجهها من قبل أهله وعداء المجمتع له بسبب دينه وعرقه انبثقت من النقاشات اللاحقة»، يوضح اباتاو.
نانجياني طرح فكرة الفيلم على اباتاو قبل أربعة أعوام عندما التقيا في مهرجان «ساوث باي ساوث ويست» السينمائي. وفي ذلك الوقت لم يكن هناك اهتمام بقصص مسلمين عاديين غير الإرهابيين والضحايا منهم.
ولكن اباتاو وافق على انتاج المشروع ولم يدرك أن مسلمي الولايات المتحدة سيكونون محور الجدل في الانتخابات الأمريكية المقبلة وعرضة لهجمات لاذعة من قبل مرشح الرئاسة الجمهوري دونالد ترامب.
يذكر أن اباتاو هو من أشد مناهضي الرئيس الامريكي: «أنا سعيد جدا أن الفيلم سوف ينطلق في هذا الزمن لأن هناك كثيرا من الخطابات العدائية تجاه المهاجرين في بلادنا ومهم جدا أن نقدم هؤلاء الناس في الأفلام ونأنسنهم. وعلينا أن نصنع أفلاما ومسلسلات تلفزيونية عن هؤلاء الناس».
وعندما التقيت بنانجياني قال لي إنه لا توجد هناك صورة حقيقية ليست نمطية لمسلم في الحضارة الشعبية الأمريكية. «فكرة الأمريكي عن المسلم هي أنه شخص مرعب لأن الناس هنا يعرفون المسلمين من الأخبار.
أنا أريد أن أشاهد أفلاما خالية من شخصيات مسلمين تشبه المسلمين في نشرات الأخبار».
ولد نانجياني في مدينة كراتشي الباكستانية، حيث ترعرع في بيئة مسلمة شيعية أصولية. في سن الثامنة عشرة من عمره هاجر مع أهله الى الولايات المتحدة، حيث درس علوم الكمبيوتر والفلسفة في كلية غرينيل في ولاية اياوا.
ورغم أنه ألحد وتحول الى علماني إلا أنه يعتز باسلامه ويدافع عنه. وفي الفيلم نشاهده يتظاهر أمام والديه بأنه يصلي في غرفته، ولكن في الواقع هو يلعب بالكمبيوتر.
وعندما يكشف لأمه عن عدم إيمانه تتبرأ منه. ولكن رغم إلحاده إلا أنه يتعرض لعداء المجتمع الأمريكي أينما ذهب. فبينما كان يقدم عرضه الكوميدي، يناديه شاب أمريكي مستهترا «ارجع الى داعش».
من المفارقات أن والدي إيمي يتشاجران مع الشاب الأمريكي دفاعا عن نانجياني ولكن لاحقا خلال تناول مائدة العشاء يسأله والد إيمي: كنت دائما أريد أن أسمع رأيا واحدا منكم عن عمليات أيلول/ سبتمبر 11؟ ويرد نانجياني ساخرا: خسرنا 19 من جنودنا البواسل وهذا محزن جدا.
«يقبلون اليهودي كابن الحضارة اليهودية والمسيحي كابن الحضارة المسيحية، ولكن المسلم في أمريكا هو واحد وحسب وأنا آمل أن هذه الفكرة تتغير.
وهناك الكثير من المسلمين وهم جيل المهاجرين الثاني، الذين شعروا بان الفيلم يعكس واقعهم وهذا مرض جدا لي. ولكن في الوقت نفسه أنا لم أطرح الجيل الأول منفصلين عن الواقع أو متشبثين بحضارة متخلفة بل أردت أن تكون وجه نظر حضارة والديَ سارية المفعول ومقبولة مثل وجهة نظرة الشخصيات الأخرى»، يقول نانجياني.
فان الفيلم يعكس الواقع الأمريكي من وجهات نظر عدة، وذلك لأن نانجياني كتب مشاهد شخصيته وعائلته بنفسه بينما كتبت زوجته مشاهد شخصيتها وأهلها، مما عزز من خلق عدة صراعات اجتماعية مشوقة وفكاهية: «هذه ليست قصتنا وحسب وإنما قصة أهلنا. كان ممتعا جدا كتابة قصة والدي وآمل أنهم يرضون عنها»، يضحك نانجياني.
كتابة شخصيات مسلمة في فيلم هوليوودي هي مسؤولية صعبة لأن من جهة على الكاتب أن يقنع الغربيين المتعودين على مشاهدة صور نمطية للمسلمين أن الشخصيات التي يطرحها تعكس الواقع وفي الوقت نفسه إرضاء المسلمين أنفسهم، الذين يشعرون أن الأفلام تشوه دينهم وحضارتهم.
نانجياني يصر على أنه يطرح واقعه الخاص وليس واقع كل الشباب المسلمين: «كل شخص له تجربته الخاصة»، يوضّح. وفي الوقت نفسه يقر أن الطريق ما زالت طويلة وشائكة لقبول المسلمين على الشاشة كغيرهم من الأقليات الأخرى، مثل المثليين والسود، التي نجحت في تحسين نظرة المجتمع الأمريكي اليها من خلال الأفلام.
«في البداية، هذه الأقليات تُعرض بصورة نمطية، وفي المرحلة الثانية أصولهم العرقية تتجاهل ونشاهد الكثير منهم على الشاشة ولكن خلفيتهم ليست جزءا من الشخصية. وفي المرحلة الأخيرة يصبحون جزءا من القصة ويعكسون واقعهم الحقيقي بدون تجاهل خلفيتهم وحضارتهم.
وأعتقد أن المسلمين وصلوا إالى هذه المرحلة. فهنا نقدم الشخصيات المسلمة تعيش في مجتمعها على اختلافها».
حقا أن هناك تقدما ملحوظا في طرح شخصيات مسلمة وخاصة في البرامج التلفزيونية على غرار «ماستر أوف نان» من الكوميدي عزيز انصاري و»مشروع ميندي» من الكوميدية والممثلة ميندي كالينغ. كل من أنصاري وميندي يلعبان أدوار البطولة في برامجهما، المستلهمة من تجاربهما الشخصية: «هذه هي طريقتنا الوحيدة للحصول على أدوار رئيسية.
علينا أن نكتب سيناريوهاتنا من أجل الحصول على الأدوار الرئيسية»، يضحك نانجياني. ولكنني ممنون على الحصول على هذه الفرص لأنها تمنحنا الحرية في سرد قصصنا».
بلا شك أن صنع «المرض الكبير» هو خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح لتحسين صورة المسلمين وقبولهم في المجتمع الأمريكي، ولكن نانجياني يريد أكثر من ذلك ويحلم بيوم يُعرض عليه لعب دور بطل قوى خارقة: «أنا أدرك أن هذا أمر مستحيل، ولكن أريد أن ألعب دور كابتن أمريكا». يقول ضاحكا.
«لماذا لا يمكن أن يكون كابتن أمريكا يشبهني؟ هذه أمريكا وأنا جزء منها».
أمريكا هي أيضا البلاد التي تتحول فيها الأحلام الى واقع والمستحيل الى ممكن.
من كان يتوقع أن أسودين مسلم يصبح رئيسها أو قائد جيشها فليس غريبا أن يوما من الأيام يصبح كابتن أمريكا مسلما.

«المرض الكبير» أول فيلم هوليوودي رومانسي يعرض المسلمين كبشر عاديين

حسام عاصي

السؤال هو: ماذا حدث قبل داعش؟

Posted: 03 Jul 2017 02:14 PM PDT

اتخذت تصريحات مسؤولي الحكومة العراقية، في الأيام الأخيرة، منحى جديدا، فيما يخص محافظة نينوى، شمال العراق، وعاصمتها الموصل. تحاول التصريحات الاجابة على سؤال أريد منه طمس جبال المصائب الأخرى التي يعيش في ظلها المواطنون، وهو : ماذا بعد داعش ؟ فالانتصار على « الدولة الاسلامية»، على مبعدة بضعة أمتار، اذا أخذنا المقياس المكاني، أو عدة ايام، بالمقياس الزمني، مع اغفال المقياس البشري لاحصاء الضحايا من المدنيين والمتقاتلين. تتناوب على تقديم الأجوبة جهات متعددة من بينها الحكومة ( بشقيها المركزي واقليم كردستان) والميليشيات ( الحشد الشعبي بأقسامه الثلاثة والعشائر) والمتعاقدين من دول التحالف بقيادة أمريكا.
في داخل العراق، يتبين عند مراجعة أجوبة المسؤولين الحكوميين والساسة الذين يغذون شراهة استديوهات البث التلفزيوني، على مدى 24 ساعة يوميا، بان لدى الجميع وصفة جاهزة لـ «مرحلة ما بعد داعش»، قد تختلف مسمياتها، الا انها ذات مضمون واحد، وهو:» اعادة اعمار الموصل». الوصفة الاولى، هي التي أعلنها الأمين العام لمجلس الوزراء في 14 حزيران/يونيو 2017، بعنوان «الخطّة الاستراتيجيّة لإعمار الموصل». تم الاعلان عنها قبل أسبوعين فقط، وبعد ان بات حجم الدمار العمراني والبشري «واحداً من أسوأ التطوّرات التي شهدتها الحملة لتحرير المدينة»، حسب ممثلة البرنامج الإنمائيّ لمنظّمة الأمم المتّحدة في العراق، وبلغ عدد النازحين رقما قياسيا، مما يعطينا فكرة عن مدى قدرة المسؤولين الحكوميين، على التفكير الاستراتيجي وجديتهم في تنفيذ الخطط والمشاريع، وتشكل مؤشرا لما هو آت في الايام المقبلة.
نقرأ في بيان صادر من وزارة التخطيط، بأن الاعمار سيكلف 100 مليار دولار على مدى عشرة اعوام، حسب الخطة الاستراتيجية، أو عشرين عاما، حسب «خطّة اعادة إعمار المناطق المحرّرة»، التي لا تقتصر، افتراضا، على محافظة نينوى بل تمتد إلى محافظات أخرى، تعرضت مدنها، كما الموصل، إلى التهديم بمعدل 70 بالمئة من بيوتها ومؤسساتها إلى المستشفيات والمدارس والجامعات ومحطات تزويد الطاقة والمياه، أي عموم البنية التحتية، بالاضافة إلى مأساة النازحين، قبل وبعد القاعدة وداعش، الذين تحولت معسكراتهم المؤقتة إلى شبه دائمية، لما تدره من أرباح للعديد من الجهات.
من يقرأ الخطة الاستراتيجية لا يلام اذا ما فكر بأن هناك حكومة وطنية تعمل اولا وأخيرا من اجل مصلحة مواطنيها وانها سائرة، لا محالة، في طريق اعادة اعمار المدن المحررة. فكل شيء على الورق يبدو رائعا، كما كانت خطة «تحرير» العراق واعماره الموعود خلال ثلاثة أشهر فقط (مرّت هذه الأشهرالثلاثة ووعودها خمسون مرة منذ الاحتلال، ونحن الآن في الشهر الـ 170 بعد «التحرير» والخراب هو هو في محافظات العراق كلها تقريبا، او يزداد!)، الا ان مراجعة بسيطة لـ « انجازات « الحكومة الحالية، قبل انبثاق «داعش»، سيعيد ترتيب الصورة، بعيدا عن الرطانة السياسية، ونزاعات المتسابقين على رفع راية الانتصار، ليجعل الاولوية لأسئلة على غرار : من الذي سيتحمل تكلفة اصلاح الخراب، شبه الكلي، للمدن؟ ومن الذي سينفذ مشاريع الاعمار، وأعادة الامن والاستقرار، وما هو أعمق من ذلك أي اعادة الثقة بالحكومة وتعويض الضحايا والبدء بمجريات العدالة الانتقالية بمراحلها المختلفة؟
هل هي الحكومة العراقية المعروفة، عالميا، بأنها من الاوائل في قائمة الدول الأكثر فسادا بالعالم، والموصوفة عالميا، أيضا، بأنها حكومة فاشلة تديرها الميليشيات المسلحة الناشطة خارج نطاق القانون، المتغذية على الثروة النفطية بينما يعيش ثلث الشعب تحت خط الفقر؟ ماذا عن الطائفية التي تنخر المؤسسات؟ كيف سينفذ مشاريع تأهيل بيوت النازحين من يسرق مساعدات النازحين ويبيعها لهم؟ كيف ستنفذ مشاريع الاعمار والاصوات تتعالى مطالبة بحصة، في غنيمة الموصل، ثمنا لـ « دماء شهدائنا»، كما يصرح قادة الميليشيات، أو ملكا لأقليم كردستان ثمنا ل « شجاعة البشمركة» أو لأنها من المناطق «المتنازع عليها»، ويوم الاستفتاء على انفصال الاقليم سيحل قريبا؟
تشير تصريحات المسؤولين إلى ان البنك الدولي سيمنح العراق قروضا جديدة، بالاضافة إلى قرض بريطاني بقيمة 10 مليارات جنيه استرليني، لتضاف إلى سابقاتها التي نعرف جيدا أين انتهت بينما سيتحمل المواطنون عبء تسديدها على مدى عقود. هناك حديث، ايضا، عن مساعدة دولية، والدول المانحة، كما يعرف الجميع، ليست منظمات خيرية بل تأتي مساعداتها مربوطة برزمة شروط لابد ان تنفذها الدولة المتلقية. يلخص الرئيس الامريكي دونالد ترامب هذه الرزمة تحت عنوان « النفط مقابل الاعمار». وهو تصريح يجب التعامل معه، بشكل جدي، اذا ما أريد للعراق ان يحافظ على ما تبقى من ثروته النفطية، خاصة بعد ان نفذ ترامب مشروع « العقود العسكرية مقابل الحماية» مع السعودية وبقية دول الخليج.
الى جانب عقود الادارة الامريكية، العسكرية والاستخباراتية، يتحدث المسؤولون العراقيون عن عقود مع شركات أجنبية، من ذات الدول التي ساهمت بتدمير العراق. ولا تقتصر العقود على شركات الاعمار بل تتضمن، بطبيعة الحال، الشركات الأمنية الخاصة التي اصبحت ضرورة من ضرورات العمل في مناطق «ما بعد النزاع»، كبديل رخيص لقوات الاحتلال في توفيرها المرتزقة / الحماية/ الحراسة/ ادارة المعتقلات/ التحقيق مع المعتقلين والعمليات القذرة. واذا كانت سمة النظام العراقي الاولى هي الفساد فأن مسؤولية مأسسة الفساد، بشكله الواسع، هو الاحتلال الانكلو أمريكي عبر عقود الشركات الاحتكارية واستشراء ظاهرة الافلات من العقاب. ومن المفيد مراجعة مشاريع الاعمار التي بقيت حبرا على ورق بينما تلاشت مليارات الدولارات فسادا، ومثالها ما كشفته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، في 24 آذار/مارس 2013، عن عشر شركات عملاقة حققت أرباحاً طائلة قدرها 72 مليار دولار من خلال» مشاريع اعمار وخدمات دون أن تحقق تلك المشاريع أي شيء»، حسب السيناتور الديمقراطية كلير ماكاسكل.
الملاحظ في ضجة التصريحات والبيانات والصراع اليومي حول من الذي سيحصل على ماذا في «مرحلة ما بعد داعش» ان الساسة والمسؤولين العراقيين والامريكيين وبقية دول التحالف اختاروا التعامي الانتقائي عن سؤال كان يجب ان يكون هو الاول لو كانت نية اعمار العراق، وليس الموصل وحدها، صادقة. السؤال هو: ما الذي حدث قبل داعش؟

٭ كاتبة من العراق

السؤال هو: ماذا حدث قبل داعش؟

هيفاء زنكنة

الإنترنت والإمارات: الكل عُراة

Posted: 03 Jul 2017 02:14 PM PDT

أنتمي إلى صحافيي ما قبل الإنترنت. جيل إرسال المراسلات بواسطة جهاز الفاكس، وقبلها إملاء نص تقريرك، من حيث أنت، هاتفيا على زميلك في المكتب في عملية مضنية تستغرق في كثير من الأحيان ساعة وأكثر من الزمن. كنا نكتب الخبر أو المقال ثم ننتظر ليلة وضحاها كي نقرأه على ورق الصحيفة بعد أن يقطع مسافة في دهاليز التصميم والطباعة.
كنت صحافيا في لندن عندما دخلت الإنترنت وفرضت نفسها علينا، فخيّل إليَّ أن هذه المهنة تدخل نفقا نحو المجهول، في أحسن الأحوال ليس في صالحنا. ذكّرني ذلك بأيام دخول الكمبيوتر (الماكنتوش) في الطباعة والتصميم الصحافي في الجزائر سنة 1990، فجاء من يهدد هشاشتنا ويتوعدنا بألاَّ مستقبل لنا في الصحافة لأن التكنولوجيا أقوى وأسرع من قدراتنا، خصوصا والدولة تتجه للتنازل عن الصحافة للقطاع الخاص.
أحتفظ بقصة مصمم صحافي في تلك الأيام، اسمه شعشوع. يقال إنه بعد اليوم الأول من التدريب على الأجهزة الجديدة وطرق العمل التي تنتظره، أصيب بذهول قاده إلى السير على قدميه وحيداً من حي القُبَّة بأعالي العاصمة إلى ساحة الشهداء بوسطها. وهي مسافة ليست قصيرة لمن يعرف المدينة.
عندما تشرّبنا ما تيسّر من أسرار الإنترنت في العمل الصحافي، اتفقنا على أن عالما جديداً يُفتح أمامنا. كان الشعور إيجابيا. ويكبر هذا الشعور أكثر عندما تكون جزءاً من مطبوعة دولية همّها الدائم الرقابة التي تمارسها أنظمة وحكومات ـ عربية ـ تحول دون وصول المنتوج النهائي إلى المستهلك. تأسست صحف عربية في باريس ولندن هروبا من الظروف المحلية، ومنها الرقابة، فاكتشفت بسرعة أنها كمن يستجير من الرمضاء بالنار، لأن الرقيب الذي يتخذ من المطابع لممارسة الرقابة على الصحافة المحلية، انتدب مندوبا إلى نقاط الوصول في المطارات يتولى أمر الصحافة المهاجرة.
رقباء المطارات يقررون مصير المطبوعة لحظة وصولها. وإذا ما تضمنت «ما لا يليق»، يكون مصيرها المنع (مع تهريب بعض النسخ للمحظوظين). وإذا كان المزاج رائقا يمزقون، بلا تردد، الصفحات غير المرغوبة ويسمحون بتوزيع المطبوعة مبتورة. نصف العمى أفضل من العمى كله!
مع عصر الإنترنت، تكرس للوهلة الأولى الاعتقاد بأن الصحافة العربية المهاجرة أفلتت من سطوة تلك الكائنات العجيبة طالما أن النسخة الإلكترونية العابرة للحدود والحواجز والفضاءات، ستعوّض الحاجة إلى النسخة الورقية.
بيد أن الفرحة لم تدم طويلا، إذ سرعان ما تطورت التكنولوجيا في صالح الحكومات ورقبائها أكثر من تطورها في خدمة الهاربين من الرقابة والحالمين بالحرية. ومثلما انتدب الرقيب الأصلي من ينوب عنه إلى المطارات، عيَّن من ينوب عنه على شبكة الإنترنت. وما كان عملا مضنيا يؤديه الرقيب، بلا شرف، في مخازن الشحن والوصول بالمطارات، أصبح يقوم به «خبراء» و»فنيون» في مكاتب مريحة بكبسة زرٍّ نحو شاشة كمبيوتر، بكلفة وتعب أقل، وبلا وحرج يُذكر.
لا أحد كان يتوقع أننا سنصل إلى كل هذا السوء. لا أحد فكّر آنذاك أن ذلك الاختراع العجيب الذي اسمه الإنترنت، وبدلا من أن يحرر الناس والعالم، جعلهم أشد قيدا وأسهل على السيطرة. ما يشهده العالم اليوم من «ردَّة» لم تكن يومذاك تخطر حتى في الأحلام والكوابيس.
نحن الآن في وضع أسوأ من عصر ما قبل الإنترنت، خصوصا في المنطقة العربية من العالم حيث الظلمات والانغلاق والخوف من الحرية ومن الاختلاف ومن كل ما هو جديد (الدول الغربية أصبحت لديها حجة الإرهاب لتبرير الرقابة الإلكترونية بأنواعها).
تكفي نظرة على تفاصيل الأزمة الحالية بين السعودية والإمارات من جهة، وقطر من جهة أخرى، للتأكد من أن حرية الكلمة والنشر كانت الضحية الأكبر والأبرز والأسهل: بسرعة البرق قررت الدول المحاصِرة لقطر «إطفاء» مواقع الصحف والمؤسسات الإعلامية القطرية والممولة من قطر، على أراضيها. تم الأمر بسرعة نادرة وفاعلية منقطعة النظير.
وقُطع بث المحطات التلفزيونية القطرية في دول «الثلاثي» بسهولة لا تختلف عن منع القنوات المحلية في أراضيها.
ولم تتوانَ الدول الثلاث في تعتيم مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة لا تختلف عن حجب مواقع الإعلام التقليدي. وتوّجت الأمر بقوانين مرعبة ومخزية أثمرت امتناع الناس في تلك الدول، ذعرا لا اقتناعا، عن تبادل تهاني العيد والتنكيت مع أصدقاء وأقارب لهم في قطر!
مَن بعد هذا يقول إن العالم قرية صغيرة تتدفق فيه المعلومات كالهواء لا أحد يوقفها؟
الحكومة المصرية منعت مواقع إخبارية موالية لقطر، ثم وضمن مسلسل التبعية في سبيل «الرز» على ما يبدو، زاودت بحجب مواقع إخبارية مصرية تباع نسخها المطبوعة على أرصفة شوارع القاهرة، مثل «المصريون».
عندما يتأمل المرء هذه اللوحة السوداء، تتملكه حسرة على أيام ما قبل «الإنترنت». كانت مريحة ومعها العورات مستورة بشكل أو بآخر. اليوم: الكل عراة.

٭ كاتب صحافي جزائري

الإنترنت والإمارات: الكل عُراة

توفيق رباحي

دولة اسمها «قناة الجزيرة»

Posted: 03 Jul 2017 02:13 PM PDT

هل حقا يمكن أن ترتعد فرائص دول من قناة تلفزيونية فضائية؟ أهي قناة تلفزيونية أم دولة؟ وكيف لنا أن نُصدّق بأن دولة مثل مصر يشعر جنرالها الأول بأن كرسيه بات مترنحا بفعل التغطية الإعلامية لقناة الجزيرة؟ كيف لنا أن نتخيل دولة مثل الإمارات العربية المتحدة صاحبة حضارة أعلى برج في العالم، أن تخاف من تأثير قناة؟ بل كيف يمكن لنا أن نحلم مجرد حلم بأن السعودية زعيمة الامتين العربية والاسلامية، وصاحبة أكبر احتياط وتصدير نفطي، يشعر صاحب القرار السياسي فيها بأنها تهُز عرشه؟
ومن زاوية أخرى دعونا نسأل أيهما الأكثر أهمية، أن نتمسك بمجلس التعاون الخليجي، الذي لم يستطع خلال ستة وثلاثين عاما من أن يوحّد العملة الخليجية، أو يوحّد السياسة الخارجية لدوله، أو يُنشئ سوقا مشتركة على غرار السوق الاوروبية المشتركة، أو يُصدر هوية موحدة وجواز سفر واحد لمواطنيه؟ أم أن نتمسك بقناة فضائية أخبارية ساهمت على مدى عقدين من الزمن، من إعادة تشكيل الوعي العربي، والقضاء على أمية الوعي السياسي، ورفعت الغطاء عن أنظمة زائفة؟
هذه وتلك هي أسئلة الشارع العربي اليوم، الذي بات مصدوما من شروط أربع دول عربية لرفع الحصار عن شعبنا العربي في قطر، التي كان أولها وأهمها في أجنداتهم هو إغلاق شبكة قناة الجزيرة، وكل القنوات الأخرى والمنصات الإعلامية الإلكترونية التي تسير على خطى الجزيرة. لكن العجب الذي يستولي على الرأي العام العربي من طبيعة هذه الشروط، سرعان ما يذوي ويذوب، حين نتمعن في قراءة الدور الذي مارسته دول الحصار على مدى عقود من الزمن، فلقد ساهمت بعملية التفكك الذي تعرض له الوعي العربي، وكانت لها اليد الطولى في تراجع منسوب الحصانة الوطنية بشكل مخيف، التي هي أحد أعمدة المشروع السياسي الامريكي في المنطقة، بل هي نفسها من ساهمت بأموالها وقواها الناعمة والصلبة في إقفال كل الملاذات الآمنة لاي خطاب وطني، ولاية محاولة لخلق وعي عربي، واجتهدت في ملاحقة كل ذلك، ودفعت كل جهة تولت هذا الموضوع إلى مرحلة التلاشي والانقراض.
لقد أعمت الاجندات السياسية لدول الحصار وبشكل متعمد بصر وبصيرة الكثير من نخبنا العربية، ومن عامة الناس كذلك، وصرفت اهتماماتهم عن الجوهري من القضايا العربية والإسلامية، وأفقدتهم مبررات وجود الهوية العربية والأمن القومي العربي، بفعل قوة الابهار المزيف في مشاريعها الإعلامية المستندة إلى التمويل الكبير والتخطيط المدعوم بإرادات أجنبية، حيث حاولت احتكار الرأي ومارست حصارا معلوماتيا مهولا ضد حرية الرأي، وضد كل فكرة خلاقة مبدعة لخلق ذاكرة جديدة ووعي وإدراك مسؤول، وكان الهدف من وراء كل ذلك خلق إنسان عربي جديد بذاكرة مثقوبة، تتساقط منها كل القضايا المصيرية بسرعة فائقة، وبقيم مغايرة بعيدة عن القيم الرمزية الموروثة التي يعتز بها كل شعب، وزاوية نظر منحرفة لا ترى القضايا بأبعادها الحقيقية، ولا تهتم بالاساسيات، إلى حد العمى في الرؤية والرؤيا، حتى تغوّل الخراب في الوعي العربي، ووصل إلى جوهر وهيكل البناء الداخلي للوطن العربي بفعل هذه الممارسات.
بينما حرصت قناة «الجزيرة» ومنذ انطلاقتها على صياغة سياسة جديدة في تحصين الوعي العربي بمرحلة أرقى من غيرها، فكان أن أخذتها هذه الاستراتيجية بعيدا عن التواجد داخل الاطر والممارسات والبرامج التي سجنت قنوات كثيرة نفسها فيها، حيث كانت واعية جدا لحقيقة، أن تبني الرأي الواحد سيجبرها عاجلا أم أجلا إلى الاصطفاف في طابور القنوات العربية الاخرى، التي تأكل من عقل الانسان العربي، ثم تنعزل رويدا رويدا حتى تصبح طرفا مراقبا وليس صانعا للوعي ومشاركا في الاحداث، لذا كان استثمارها في الوعي طريقا سهلا لها للولوج إلى كل بيت وحارة ومدينة، كما قادها هذا الاستثمار أيضا إلى التعرف عن كثب على المعلن والمستور مما يجري في مجتمعاتنا العربية، وساعدها على قراءة التفاعلات الدولية والاقليمية المتداخلة في مشهدنا العربي.
نعم لقد أحرجت قناة «الجزيرة» الاخرين، دولا وأنظمة ومشاريع سياسية وجهات نافذة في السلطة وما تحت السلطة، بسبب مهنيتها وتقنيتها وعلميتها، وأسس الاسناد الثقافي والحضاري لديها، الذي اعتمدته في إعادة تشكيل الوعي العربي، فكان من الطبيعي لهذا التيار أن يحدث شرخا كبيرا بين كل هذه الاطر النمطية البالية والجمهور العربي، لان خط سيرها كان مدفوعا بالخوف، ليس على البناء المادي لمجتمعاتنا العربية وللانسان فيها، بل على بنى هذا الانسان وقيم المجتمع ومسلماته الروحية، والومضة المعنوية التي يمثلها الوطن في الضمير العربي. وهذه صياغة جديدة لم يسبقها اليها أحد من قبل، حيث قوانينها الخاصة وخطوط مساراتها، التي بلغت مرحلة راقية تحلم أن تصل اليها أية قناة أخبارية. كما رفضت سياسة عكس الوعي والرأي المعطوب، والاستخدام المتكرر لأدوات التحليل السياسي نفسها التي ساهمت في خلق حالة التخدير للعقل العربي. كما راهنت على حيوية القيم التي لا يمكن أن تموت في شعب عريق، وآمنت بالعقل الذي لا يمكن أن تسجنه أية قوة كونية، كما يقول غاندي.
كذلك ركز مشروعها على الكفاح من أجل أن تبقى القيم النبيلة حية في النفوس، وأن تبقى الدماء النقية تغذي العقول، وأن تستمر مقاومة الهيمنة على مفاهيمنا وقيمنا، بالايمان العميق بأن المحطات المضيئة في تاريخنا أساسية وليست طارئة.
لقد كانت قناة «الجزيرة» تيارا جارفا في منطقة ضغط واطئ، جاء بكل شيء مختلف عما سبقها من قنوات وأحزاب وحركات وأنظمة سياسية، كلها كانت في حلف واحد، لخلق حالة التلقي السلبي وليس التفاعلي لدى الانسان العربي. وقد رفضت الصمت والوقوف في طابور الانتظار لمعرفة مواقف الاخرين مما يجري في وطننا العربي، وآمنت بأن القلة قادرة على التصدي بطاقة الامة، وأن تصديها لابد أن يرفع صوت الحق بفعل الارادة الجمعية، وإذا كانت وسائل الاعلام الاخرى في الوطن العربي أو الموجه له، قد استخدمت النمط الاستفزازي للعواطف والغرائز في إيصال رسائلها، فإن مشروع قناة الجزيرة كان قد استخدم النمط الابتكاري القائم على تفعيل القيم والمبادئ العليا في المجتمع، من خلال رفع وتيرة التحدي الشعبي إلى الحد الذي يجعلها تبدأ بإدراك ما تحتاجه لتحصل عليه. وعلى الرغم من أن هذه المهمة ليست يسيرة، لكن صانع القرار في هذه المحطة كان على إدراك تام من أن التحدي غير المتكافئ يحمل شحنة بناءة لاحياء النفوس والعقول، ويضع حدا للمظالم ويجعل الكرامة خبزا يوميا. فكان إنجازها التاريخي هو مشروعها الذي مثل ثقافة النظرة الفاحصة وسط عمى الكثير من البصائر، وكان كلمة حضارية ارتقت إلى مستوى التحدي في زمن انبطاح الاعلام لاصحاب المال السياسي، كما كانت عقلا مدببا لحماية الوعي العربي، فتحققت بهذا المشروع هزيمة كبرى لمنصات إعلامية ذيلية، ولمشاريع أنظمة كبرى في المنطقة راحت تطالب بإغلاقها شرطا لرفع الحصار عن قطر، وكأنها تواجه دولة وليست قناة تلفزيونية.
باحث سياسي عراقي

دولة اسمها «قناة الجزيرة»

د. مثنى عبدالله

على هامش 30 يونيو وحديث الإنجازات

Posted: 03 Jul 2017 02:13 PM PDT

اختصر تعليق قد يعد ساخرا على تصريحات كمال الجنزوري مستشار الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عن 30 يونيو، الكثير عن المشهد المصري الحالي وحديث الإنجازات، مقابل الحديث عن صمت الجماهير وتغليف المشهد بفكرة الرضا والقبول الشعبي والتفويض المفتوح الذي يتم تسويقه من قبل النظام ومؤيديه في كل حدث مشابه.
في تصريحاته المنشورة في 29 يونيو 2017، أكد الجنزوري على أن 30 يونيو كانت «انتفاضة شعب على كل ما هو سيئ، لتحقيق ما يصبو إليه من آمال» وأن الشعب «الذي تحمل ومازال يتحمل سيجنى ثمار تحمله قريبا». بدوره تساءل التعليق المشار إليه عن موعد «قريبا» التي جاءت في تصريحات الجنزوري، مؤكدا أنها كانت حاضرة في تصريحاته في فترات سابقة عندما كان رئيسا للوزراء ولكنها لم تصل أبدا. وبشكل آخر يؤكد التعليق على أن واقع المواطن في المحروسة لم يصل أبدا إلى خط نهاية المعاناة، وأن الإنجازات التي يشير إليها كل نظام - وأحيانا عبر الوجوه نفسها وإن اختلفت المناصب- لا تصل للمواطن. وبعيدا عن السخرية الواردة في تعليقات أخرى والتساؤلات المنطقية التي تطرح عما تحقق على يد الجنزوري سابقا، أو حاليا، تتقاطع تلك الصورة مع الكثير من الأحاديث المنتشرة عن الخير المقبل، سواء قدمت مواعيد أو فترات زمنية محددة، أو تركت المجال مفتوحا على طريقة الجنزوري. وإن كانت التحديات ظاهرة على عدة مستويات بعد قرارات رفع أسعار الوقود، التي من شأنها أن تصب في ارتفاع أسعار العديد من السلع والخدمات، على هامش ذكرى 30 يونيو، فإن وعود مثل تحسن الظروف المعيشية خلال عام 2017 التي أشار إليها المتحدث باسم مجلس الوزراء في 29 ديسمبر 2016 مؤكدا على عدم وجود نية لدى الحكومة لرفع أسعار الوقود والمحروقات، أو الأشهر الستة التي طالب السيسي الشعب بالوقوف بجوار مصر حتى تنتهي وتصبح الأمور أفضل، والتي تحدث عنها في 28 ديسمبر 2016، قد انتهت وتجاوزها الواقع بالفعل دون تحقق الانعكاسات الإيجابية المفترضة أو الحفاظ على أسعار الوقود أو السلع الأساسية. 
وعلى العكس من المتوقع بدأت موجة زيادة جديدة في الأسعار مع زيادة أسعار الوقود وضريبة القيمة المضافة، مع نهاية تلك الفترة، إلى جانب أخبار عن رفع أسعار الأدوية وخدمة الانترنت وغيرها من سلع وخدمات مرتبطة بتلك الزيادات. وللاسف في حين أن»قريبا» لا تأتي عندما يتعلق الأمر بالإنجازات وتحسن مستوى المعيشة، فإنها حاضرة عندما يتعلق الأمر بالمزيد من الأعباء التي تفرض على المواطن. بدورها فإن وعود الجنزوري التي قد نجدها في أحاديث المسؤولين في الماضي والحاضر والمستقبل، سواء بالعبارات نفسها أو عبارات مشابهة ليست غريبة على المشهد المصري، بوصفها نتاجا طبيعيا لواقع تغيب فيه المحاسبة والمكاشفة. وإن كانت المكاشفة والمحاسبة غائبة، والذاكرة مغيبة من أجل نسيان الوعود، يصبح الوضع أكثر تعقيدا في نظام يصل للسلطة بدون برنامج يمكن محاسبة الرئيس عليه، بعد أن تم إشغال الرأي العام عبر وسائل الإعلام والشخصيات المقربة من الرئيس - المرشح الرئاسي في هذا الوقت- بالحديث عن وجود لجنة لوضع برنامج، وعن الشخصيات الشهيرة التي تشارك فيها ومخاطر الواقع ورئيس الضرورة والتفويض. وإن كان الحديث عن اللجنة تحول إلى سراب ولم يحاسب أحدا، فمن الطبيعي أن الوعود مجرد كلام مرسل وأحاديث غير ملزمة للرئيس لأنه في النهاية كان حريصا على تأكيد ضرورة الصمت عن المشاريع المخططة من أجل عدم استهداف الإعداء لها - كما قال- ولأنه أكد - في مرحلة تالية- على أن مسؤولياته تجاه الجيش منعته من وضع برنامج.
ولهذا تصبح مطالبة البعض بالتحقق من تنفيذ برنامج الرئيس، قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة عبر تشكيل لجنة ما، وما يفتحه من بوابة لبرامج وحوارات وموضوعات تخصص لتلك النقطة، جزءا من التسويق الإعلامي من أجل الإيحاء بأن هناك برنامجا كان قائما، وهناك مشاريع كانت ضمن هذا البرنامج، والوصول إلى نسب عالية من التنفيذ على طريقة وعد ونفذ، أو على طريقة التعامل مع نسب المشاركة في الانتخابات الرئاسية. بالمقابل فإن المهم قد يتم التجاوز عنه، وهو التحقق من قيمة ما تم على أرض الواقع من مشاريع وما حدث من تغير في مستوى حياة الشعب، ومستوى التنمية الاقتصادية والسياسية التي حدثت من عدمه، وقدرة النظام على حماية الأمن، وقبل كل هذا قيام النظام بدوره في الحفاظ على الوطن ووحدة وسيادة أراضيه.
تأتي كلمة السيسي التي أذيعت بمناسبة ذكرى 30 يونيو مثيرة لتساؤلات على طريقة «قريبا»، التي أشار إليها الجنزوري، وهي تحمل تناقضها ويمكن في أوضاع أخرى أن تهدد أسس بقاء النظام نفسه، وهو يعترف بتقصيره في القيام بما يفترض القيام به. يتحدث السيسي في كلمته مؤكدا أنه «في مثل هذه الأيام المجيدة انتفض المصريون بأعداد غير مسبوقة، رجالا ونساء، شبابا وشيوخا، ليسطروا ملحمة وطنية فريدة، عمادها الحفاظ على الوطن، أرضه وهويته، استقلاله وحريته». وبعيدا عن محاولته تخصيص الأعداء وتحديدهم في الفاشية الدينية بقوله أن أول محاور 30 يونيو كانت التصدى للحكم «الفاشي الديني»، فإن السؤال يظل مطروحا ما بين حديثه والدستور والواقع. فإن كانت انتفاضة الشعب للحفاظ على الوطن وأرضه فكيف يحتفل بذكرى 30 يونيو على هامش التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير بكل ما يحيط بها من وقائع وما تثيره من مخاوف. 
وإن كان الشعب قد انتفض للحفاظ على الوطن وأرضه، كيف يفسر بيع الجنسية وما تسمح به من تملك لأراض لم يكن يسمح بتملكها لأجانب، وكيف يمكن تفهم التعديلات التي سمحت للسلطة التنفيذية بتمليك أراضي سيناء لأجانب، والتي تم من خلالها تمليك أراض لملك البحرين، والسماح لشركات أجنبية دون شراكة مصرية بإنشاء أنفاق تحت قناة السويس وغيرها، ربما الكثير من الأمور التي تخص الأرض ناهيك عن كل ما يثار عبر التسريبات وجس النبض حول سيناء، ودور مصر في صفقة الرئيس الأمريكي لتسوية القضية الفلسطينية. أما إن كان الحديث عن انتفاضة الشعب من أجل استقلاله وحريته فأين تلك الاستقلالية والحرية، وهل تتمثل في القروض وما تفرضه من سياسات؟ أو الإحساس بضعف أسس الشرعية وما فرضته من تنازلات، بما فيها تسويات تتعلق بالحدود والسيادة؟ أما الحرية فربما نجد الاجابة عنها في السجون الجديدة، والتقارير التي تتحدث عن الاختفاء القسري والتعذيب وغيرها من وقائع لا تهتم بالتعذيب، ما دام يمارس بعيدا عن الكاميرات ولا يشوه وجه الوطن أمام الخارج. إلى جانب واقع الصحافة ومحاولات تقييد المساحات القائمة، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر التحركات في الشارع، التي يمكن أن تمر إن كانت مؤيدة، ولكنها تتحول إلى عمل إرهابي وجزء من تنظيم نشر التشاؤم، إن كانت معارضة، كما حدث مع التحركات التي عارضت رفع أسعار الوقود، والحديث عن ضبط تنظيم أخواني يعمل على استغلال ما أسمته بعض وسائل الإعلام تحريك الأسعار وليس زيادتها، من أجل التأثير على الجماهير، وكأن الواقع لا يفرض ضغوطه على المواطن، وكأن المعارضة لرفع الأسعار ليست إلا جزءا من تشاؤم لا يعرفه المواطن الطبيعي، الذي يفترض بعد كل الوعود عن «قريبا» والأشهر الستة أن يصدق أن الأفضل قريب حقا، دون أن يغضب أو يعبر عن غضبه عندما تتجاوز الضغوط قدرته على الحياة.
ويظل السؤال في ما يتعلق بالإنجاز واضحا ماذا عن الأشهر الستة من الوقوف بجوار مصر؟ هل كان الوقوف بجوار مصر يعني أن تقلص مساحتها وسيادتها ويتنازل نظامها الحاكم عن جزر تيران وصنافير؟ هل كان يعني مزيدا من الإفقار للشعب مقابل تداول صور رموز نظام مبارك، التي تؤكد على أنهم بخير، ولم يخسر أحد من محاولة التغيير إلا الشعب؟ هل كان الوقوف بجوار مصر يعني مزيدا من القمع والمعاناة وانسحاب الدولة لصالح أصحاب المال؟ هل كان الوقوف بجوار مصر يعني أن تحمل ذاكرة اللحظة صورة الرئيس الأسبق أنور السادات وهو يرفع علم مصر على سيناء، وصورة مبارك الذي قامت ثورة 25 يناير ضده، وهو يرفع علم مصر على طابا مقابل صورة السيسي وهو ينزل علم مصر عن جزيرتي تيران وصنافير، معنويا حتى إن لم يقم به ماديا؟ هل يفترض أن يكون إنجاز اللحظة هو تنازل النظام عن تيران وصنافير ومحاولة تغطية الحدث بالمزيد من الأزمات الاقتصادية والأخبار المثيرة والإلهاء المتعمد في مواجهة الحياة، وكل ما أعلن عن مشاريع قومية لم ير المواطن ثمارها واقعا.
الأرض تنفي حديث الانجازات وتتمسك بأمل أن حياة الدول والشعوب ليست فيلما ينتهى بكلمة نهاية، يضعها النظام وكأنه مخرج، الحياة متغيرة والشعوب تكتب الوقائع بطريقتها والنضال من أجل الوطن مستمر ما بقي الشعب.
كاتبة مصرية

على هامش 30 يونيو وحديث الإنجازات

عبير ياسين

الدولة المغربية تعترف بخطئها بوصف الريف بالانفصال والخيانة

Posted: 03 Jul 2017 02:12 PM PDT

في ظرف أيام قليلة بدأت الدولة المغربية تعترف بارتكاب أخطاء فادحة في معالجة الحراك الشعبي في الريف، وهذا الاعتراف هو إدراك متأخر بخطورة الوضع المتمثل في النتائج الوخيمة المترتبة عن وصف الريفيين بالانفصاليين والخونة. لكن يبقى التساؤل هل ستكون هناك محاسبة سياسية حقيقية للمتسببين في هذه الأزمة العميقة.
منذ اندلاع الحراك الشعبي في الريف خلال أكتوبر الماضي، روجت أجهزة في الدولة المغربية لفرضية رغبة تيارات ناشطة في الحراك الشعبي في الريف في الانفصال عن المغرب. وتولت أقلام إعلامية معينة ومن يصطلح عليهم بالمحللين الاستراتيجيين الدائرين في فلك المخزن، تعزيز هذه الفرضية وتأكيدها في ندوات ومقالات إعلامية وفي قنوات التلفزيون. وكان المنعطف خلال مايو الماضي، بقيام الأحزاب المشكلة للحكومة مثل، العدالة والتنمية الإسلامي والتقدم والاشتراكية الشيوعي باتهام الحراك الشعبي في الريف رسميا بالانفصال، وساهمت وسائل إعلام أجنبية في نشر تقارير نسبتها إلى المخابرات المغربية، دون تكذيب الأخيرة لهذه الأخيرة.
وقتها ارتفعت أصوات ومنها صوت كاتب هذا المقال، إلى التنبيه إلى أن الدولة تلعب بالنار بلجوئها الى هذه الأطروحة. ومرد ذلك الى سهولة توظيف هذا الاتهام ضد شخص، لكن هناك خطورة بتوظيفها ضد منطقة كاملة، وضد إثنية خاصة، إذا كانت فخورة بتاريخها العريق في مواجهة الغزو الأوروبي طيلة قرون مثل، حالة الريف في مواجهة المستعمر الإسباني. ويكفي أن أكبر هزيمة في التاريخ العسكري الإسباني، خلال القرون الأخيرة، حدثت في الريف المغربي خلال بداية العشرينيات من القرن الماضي، على يد الجيش الريفي بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، حرب أنوال المجيدة سنة 1921.
تلك الاتهامات أججت الحراك الشعبي في الريف، رغم اعتقال الدولة قرابة 200 ناشط سياسي واجتماعي في الحراك، وسيطر الذهول على الرأي العام بعدما لم تقدم الدولة أي دليل على الانفصال، سوى توصل بعض الناشطين وعددهم لا يتجاوز الثلاثة أو الأربعة بمبالغ مالية لا تتجاوز 3000 درهم (300 دولار) من طرف أصدقاء ومعارف لهم. والجميع يتساءل، هل مبلغ 300 دولار سيضرب وحدة وطن؟
والآن بدأت الدولة تعي خطورة الأمر، بعد دخول الحراك شهره الثامن. في هذا الصدد، قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في حوار مع التلفزيون الرسمي المغربي السبت الماضي، إن اتهام الريفيين بالانفصال كان خطأ فادحا. وبعد مرور يومين، الاثنين من الأسبوع الجاري، يدلي عباس الجيراري وهو مستشار للملك محمد السادس، بحوار مثير مع جريدة «الصباح» مشيرا إلى فشل مؤسسات الدولة، خاصة الحكومة في إيجاد حل للحراك، ولم يحبذ تدخل الملك محمد السادس لأن تدخله لا يضمن نهاية للحراك. كما تساءل عن دور الأحزاب والنقابات التي لم تقدم شيئا حتى الساعة. وعلاوة على الاعتراف بالخطأ، يبقى أخطر ما جاء في حوار المستشار الملكي هو اعترافه بأن تدخل الملك قد لا يضمن حل المشكل، وهذا يعني مباشرة عدم قدرة أو صعوبة كل المؤسسات على إقناع ناشطي الريف بما فيها الملكية. وهذه أول مرة يشير مسؤول الى العجز الشامل لكل مؤسسات الدولة لحل نزاع ذي طابع اجتماعي أكثر منه سياسيا.
وأمام هذا الوضع الخطير، تصبح الدولة مطالبة بفتح تحقيق جدي وعميق حول ما هي الجهة الرسمية التي وظفت وسائل الدولة لاتهام الريفيين بالانفصال، لأن هذا الاتهام هو تلاعب حقيقي باستقرار البلاد. إذ لا تمتلك هذه الجهة نظرة مستقبلية، فكما فشلت في التكهن باندلاع الحراك واستمراره لشهور، ولجأت الى الحل الأمني المتمثل في الاعتقالات، فشلت في رصد الانعكاسات الخطيرة لهذا الاتهام على مستقبل البلاد، لكن الإدراك بالخطورة جاء من جهات رسمية أخرى تحاول الآن تدارك الوضع وتصحيح ما يمكن تصحيحه.
إن سوء تصرف الدولة، أو التيار الأمني المتطرف، بدأ يؤدي الى نتيجة وخيمة على مستقبل البلاد، وهو بدء تبلور خطاب سياسي لدى بعض الريفيين من الجيل الثاني والثالث، الذين يرون في الدولة المغربية قوة استبداد ويفضلون التعاطف مع الإثنية التي ينتمون إليها على وطن اسمه المغرب. هذه الشريحة صغيرة جدا لكن من يضمن المستقبل؟ ومعظم النزاعات الاثنية التي تؤدي الى بروز حركات الاستقلال أو الانفصال تعتمد المظلومية التاريخية، وتساهم أخطاء الدولة في تغذيتها، بل المساهمة الفعالة في تطورها. إن لجوء أطراف أمنية في الدولة المغربية باتهام الريفيين، عمل متهور بكل المقاييس، لأنه صادر عن جهات تؤمن كثيرا بفكر المؤامرة، وتعتقد في تعرض البلاد لمؤامرة من أطراف داخلية وخارجية وتقدم نفسها بمثابة المنقذ للبلاد وللمؤسسة الملكية. متعارف عليه في العلاقات الدولية سعي بعض الدول الى إضعاف أخرى، خاصة تلك المتواجدة في محيطها الإقليمي. ولهذا لا يمكن التعجب إذا كانت الجزائر واسبانيا تفضلان مغربا ضعيفا، وهذا ليس بجديد. لكن في ظل الظروف الحالية، العدو يوجد في الداخل. نعم، المغرب يعاني من الخيانة، لكنها تلك الصادرة عن أشخاص وهيئات ساهمت في تدهور مختلف القطاعات الاستراتيجية للبلاد، وهي التعليم والصحة والشغل وفقدان المواطن للكرامة. هذه هي القطاعات التي تمنح أي دولة القوة أو الضعف في الخريطة السياسية الدولية.
تدهورت هذه القطاعات في المغرب بشكل فظيع، وبتركيزه على أجندة اجتماعية متمثلة في المطالبة بالتعليم والصحة والشغل والكرامة، يكون الحراك الشعبي الريفي قد نبه الدولة الى تصحيح قطار المستقبل، لأن الحراك هو صرخة ضد الخيانة التي يتعرض لها الريف ومجموع المغرب، صرخة ضد الذين جعلوا المغرب في المركز 123 في التنمية البشرية دوليا، وقضوا على كرامة مواطنيه ونشروا اليأس في البلاد.
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

الدولة المغربية تعترف بخطئها بوصف الريف بالانفصال والخيانة
 
د. حسين مجدوبي

مصر: الأسعار التي حرقت الفقراء

Posted: 03 Jul 2017 02:12 PM PDT

رفعت الحكومة في مصر أسعار الوقود للمرة الثانية في أقل من عام، والثالثة في أقل من ثلاث سنوات، لتصبح أسعار المحروقات في مصر عند نحو ضعفي ما كانت عليه في عام 2013 أو أكثر بقليل، لكن هذه الكارثة على حجمها ليست الأكبر، إذا ما قورنت بارتفاعات الأسعار التي طرأت على السلع الأساسية والمواد التموينية.
وارتفاع أسعار السلع الأساسية بما فيها الوقود هو النتيجة الطبيعية والمنطقية لقرار تعويم الجنيه المصري الذي اتخذه البنك المركزي في شهر نوفمبر من العام الماضي، كما أن التعويم وارتفاع الأسعار ورفع الدعم الحكومي عن المحروقات، كلها نتائج طبيعية لشروط صندوق النقد الدولي وللأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها مصر. تقول الاحصاءات الحكومية الرسمية إنه يوجد في مصر حالياً 30 مليون فقير يعيشون بأقل من دولار ونصف الدولار يومياً، وإن أكثر من 5% من السكان (أي أكثر من خمسة ملايين شخص) يعانون من الفقر المدقع، أي أنهم لا يستطيعون تحقيق الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية، فضلاً عن أن نسبة كبيرة من هؤلاء يعيشون في المقابر، يُضاف إليهم عدد آخر من «سكان القبور» لا يخضعون للتعداد ولا الإحصاء، ولا يعلم إلا الله أوضاعهم المعيشية.
ارتفاع الأسعار ونسب التضخم العالية تعني أن أزمة الفقر ستتفاقم، وأن أعداد الفقراء ستزداد خلال الفترة المقبلة، والسؤال الذي يظل مطروحاً هل كان من الممكن تجنب هذا الوضع الاقتصادي الكارثي؟ أم أنه كان حالة لا مفر منها؟ والجواب على ذلك يستدعي التوقف عند جملة من الملاحظات:
أولاً: المحروقات تُباع اليوم في مصر بضعفي ثمنها، عندما كان برميل النفط في الأسواق العالمية يتجاوز المئة دولار، أي أن أسعار الوقود انخفضت في العالم إلى أقل من النصف وارتفعت في مصر ضعفين (البرميل حالياً بنحو 45 دولارا).
ثانياً: ارتفاع أسعار الوقود بنسبة إجمالية تتجاوز 200% لا يعني أن أسعار السلع سترتفع بهذه النسبة، وإنما تزداد بأكثر من ذلك بكثير، لأن أسعار الوقود تنعكس على سلع عديدة، ومن ثم تبدأ الارتفاعات بالتراكم، فضلاً عن أن هبوط سعر صرف الجنيه منذ التعويم أدى أصلاً الى ارتفاعات كبيرة في الأسعار، ما يعني أن العوامل التي تدفع الأسعار الى الارتفاع تزايدت، وبالتالي عوامل تدهور الوضع المعيشي للسكان تزداد هي الأخرى.
ثالثاً: اضطرار الحكومة في مصر لاتخاذ هذه الإجراءات الاقتصادية القاسية، ليس سوى تعبير عن أزمة عميقة؛ فالاقتصاد يختلف عن السياسة، حيث لا تجدي فيه المكابرة ولا إخفاء الأرقام. كما أن استقلالية القرار الاقتصادي لا تبدو سوى حُلم صعب التطبيق وبعيد المنال، ولذلك استجابت مصر لشروط صندوق النقد الدولي ووصفته العلاجية التي لا تراعي الفقراء ولا تلتفت لهم.
رابعاً: الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر، والتي انتهت الى هذه النتائج الكارثية ناتجة عن خلل واضح ومعلوم في الدورة الاقتصادية، أما أول وأكبر معالم الخلل فكان في تدخل المؤسسة العسكرية بالنشاط الاقتصادي، وتحول الجيش الى مؤسسة استثمارية ومنشأة تجارية واقتصادية، وعندما انشغل الجيش في السياسة وفي الحرب على الإرهاب دفع الاقتصاد المصري الثمن غالياً، وفي هذه المسألة تفصيل كبير وتحليل عميق.
خامساً: في شهر أكتوبر 2015 هبط احتياطي النقد الأجنبي لدى المركزي المصري الى أدنى مستوياته على الاطلاق، عندما هوى الى 16 مليار دولار، بعد أن كان فوق الـ36 ملياراً قبل ثورة يناير، ومع نهاية شهر مايو 2017 تمكنت السلطات المالية والنقدية في البلاد الى إعادته الى ما فوق الـ30 ملياراً، أي أن الإجراءات القاسية التي تم اتخاذها أنقذت موجودات البلاد من النقد الأجنبي، وبالتالي منعت العملة المصرية من الانهيار. علماً بأن موجودات البنك المركزي المصري من العملة الأجنبية كانت فوق الـ36 مليار مليار قبل ثورة 2011 ودون أن يضطر نظام مبارك حينها الى اتخاذ اجراءات قاسية من قبيل رفع أسعار المحروقات وخفض الدعم المخصص لهذه السلعة الأساسية.
خلاصة القول، والمسألة الأهم في كل هذه المعمعة الاقتصادية التي تشهدها مصر، إن ثمة ثلاثين مليون فقير في البلاد وثمة ثلاثين مليون آخرين يصطفون على طوابير الفقر، ومرشحين في أية لحظة للانزلاق الى ما دون خط الفقر، ليغادروا بذلك الطبقة المتوسطة، وينضموا الى ما هو دونها، وهؤلاء بحاجة لبرنامج إنقاذ وخطة إغاثة، وهذا البرنامج لا يقل أهمية عن أي شيء آخر.
كاتب فلسطيني

مصر: الأسعار التي حرقت الفقراء

محمد عايش

الأزمة الخليجية والتراشق بالإرهاب كجادع أنفه بيده

Posted: 03 Jul 2017 02:12 PM PDT

في ظل الانفجار الخليجي المشرقي»العربي» الذي قابله الأردن بمنزلة بين منزلتين و ترك الباب مواربا لمناورة في قابل الأيام، وسمع دوي صداه في مغرب العرب بتحفظ تونسي أوبتشكيل لجنة برلمانية جزائرية للتضامن مع قطر .
بَاتَ و أَصْبَحَ، الخبرالسوري خبرا ثانوياً في نشرات وبرامج اخبار محطات التلفزة العربية المعنية بالأمر التي تفرغت للهجوم والتي حاولت استيعاب الهجمات والرد بهجوم ليس بنفس الوتيرة والزخم بل بالدفاع تارة والقيام ببعض الهجمات المرتدة تارة اخرى دون ان تصيب الهدف متعمدة التسديد على القوائم والعوارض ضربات تلهب الجمهور دونما ان تحرز هدفاً مكتفية بالتعادل في الوقت الراهن حتى يطلق الحكم صافرة النهاية، اعتقد ان الموضوع متوجه نحو اشواط اضافية، ولست استبعد ضربات جزاء ترجيحية، في حال لم يكن هناك تحرك عاجل للتسوية ، يبدو أن احد الأطراف يدرك أهمية التعادل مرحليا، ولا بأس بتقديم بعض تنازل. برغم ان السوريين ليسوا طرفاً في الخلافات الداخلية الخليجية الخليجية، ولا يعني هذا تهرباً من اي استحقاق ولكن رغبة وامنية صادقة منا بان تحل القضية داخل البيت الخليجي .
إلا ان انعكاسات الصراخ الصاخب في الفضاءات المفتوحة لابد له من ارتدادات في اجواء سوريا وجرحها النازف.
كنا ولم نزل نردد بأننا لا نود ان نكون طرفاً في هذا الصراع الذي نرجو ان يُحل في الحضن الخليجي، باسرع وقت وأن تمحى جميع آثاره الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولأننا نحتاج إلى بيت خليجي موحد يدعم الثورة السورية وظهرا قوياً يستند عليه ثوار سوريا في حربهم ضد القوات المحتلة الايرانية.
وهنا نسجل نقطة اننا نرحب وندعم ونشجع أي جهد من شأنه ان يستأصل تنظيم ملالي إيران الإرهابي الطائفي،الذي اعلن حربا مفتوحة على الشعب العربي في سوريا والعراق وتحاول اياديه واذنابه القذرة أن تعبث في بقية بلدان وكيانات المجتمع العربي من المحيط إلى الخليج، ولسنا نقبل أي نوع من المهادنة أوالمداهنة وتسويغ المواقف ولي عنق الحقيقة والوقائع التي تقول بكل وضوح إيران لم تكن يوما من الأيام عامل مساعد للإستقرار بل كانت على الدوام وفي كل المراحل في حاضرها وماضيها وفي كل احوالها وتحولاتها وتشكيلاتها عامل زعزعة للإستقرار الوهمي»المريح» في المنطقة وكانت ولم تزل تحث الخطى لبعثرة وتمزيق المنطقة واللعب على التناقضات وأستنبات أذرع وخلايا إرهابية في المنطقة العربية وتعمل بكل ما تمتلك من قوة مادية وعسكرية وقوة ناعمة من خلال الإعلام والمراكز والبعثات الثقافية المخادعة لنشر مذهبها الهدام في بنية الجسد العربي .
اليوم تحاول بعد أن انتشر سمها في عالمنا العربي واصبحت سببا من اسباب الشقاق العربي على الاقل في ما هو معلن، أن تلعب دور»ترياق» وطوق نجاة مضاد للسم الذي نفثته في شراييننا العربية، ويخرج علينا وزير خارجيتها لينصحنا ويشير علينا كيف نحل مشاكلنا الداخلية وهو يعلم اننا نعلم انه كذاب اشر، وما أراد اصلاحا إنما اراد النفخ في الكير والاستثمار في اختلاف الاشقاء منفذا له ولملاليه كي ينفذوا عبره إلى القلب العربي ويسكبوا الزيت على النار ويزيدوا في استعارها،ايران تعلم أن مجرد دخولها على خط الخليج العربي يؤجج الصراع، يريدون من وراء ستار أن يظهروا امام العالم والمنطقة انهم دولة اقليمية وعامل استقرار ويمكن الاعتماد عليهم في هكذا مصائب وهم أس البلاء واصل الشقاق ومعدن النفاق ومساوئ الاخلاق .
من السهل على جميع الاطراف ان تصدر بياناً تفند فيه براءتها من الرجس الايراني وتهاجم خصومها بنفس التهم وتأتي بمواثيقها لتدلل على صحة روايتها . ما يهمنا في الموضوع أن لا يسمح لايران أن تحشر أنفها في الجسد العربي وأن لا تنجو بجرائمها المرتكبة بحق السوريين والعراقيين واليمنيين، وأن لا يكون لها أي مكسب او منفذ تنفذ عبره إلى البيت الخليجي او الفضاء العربي الاكبر.
لا تسمحوا لهم استغلال الفرصة وإستثمار الأزمة للعبث اكثر في منطقتنا وتجيير الخلافات مكاسب لصالحها عبر ان تنحو هذه الدولة او تلك نحوها مضطرة رغَبا او كُرها. نعود لسوريا والسوريين الذين يراقبون بقلق شديد تطورات الانفجار الخليجي ويأملون بأن لا يخلف او يخلق إنعكاسات سلبية على الدعم الخليجي المقدم لثورة الشعب السوري وأن تمر هذه المحنة الخليجية برداً وسلاماً وان لا تكون عامل شقاق آخر يضاف الى جملة شقاقات وضعف قوة الثورة السورية وفصائلها نتيجة ارتباطاتها مع فرقاء الخليج . وان لا يتأثر الدعم المقدم للثوار السوريين بناء على تموضعهم مع احد اطراف البيت الخليجي. و تصنيف هذه المنظمة اوتلك الجمعية الخيرية على قوائم الإرهاب العربية.
نرجو انقضاء الاختبار الخليجي الخليجي وان يخرجوا من هذا الوضع اكثر قوة وتماسكاً وان يحولوا المحنة إلى منحة ، وهو ما من شأنه ان ينعكس ايجاباً على الثورة السورية التي تحتاج بكل تأكيد وحدة الصف الخليجي وان يكونوا بنياناً واحدا يَتَّكِئُ عليه الجرح السوري ويستمد من وحدة الصف الخليجي صموده في وجه الاحتلال الفارسي الايراني الوقح لسوريا ومحاولة تغيير وجهها وهويتها العربية.
كلنا خاسرون من الشقاق الخليجي الخليجي الكاسب فيه خاسر، حتى لو قررت قطر الإنحناء للعاصفة اوالقبول بما يطلب إليها من الاشقاء، قد لايجبرالكسر وربما الوقت كفيل بأن يندمل الجرح، وهنا لست اناقش السبب او المسببات ومن استدعى هذا وما خلفياته، فقط اتحدث عن النتائج التي نراها بأم العين و لا تخفى على متابع واعٍ .
كسوريين لسنا ننسى لأشقائنا الخليجيين وقفتهم مع محنتنا السورية في ظل تغول «الفرس» وشراذمهم علينا، ومناصرتهم من قبل الهمجيين الروس وعصابات وازلام إيران من افغانستان إلى لبنان.
لا نرغب ان نكون محسوبين على هذا الجانب او ذك كلهم اشقاء لنا، وحدتهم قوة وتفرقهم شرذمة لنا وتقوية لمحور الشر الذي يدعم تنظيم بشار الأسد الإرهابي.
نحن في هذا الموقف لسنا نبحث عن منزلة بين منزلتين او منطقة وسطى ما بين الجنة والنار، لكن اي عاقل يدرك أن الخلافات في البيت الخليجي العرب كلهم فيه خاسرون، والرابح الاكبرهو محور الشر الذي تقوده إيران والذي اعلن حربا مفتوحة على الشعب العربي السوري والعراقي، والرابح الثاني شركات بيع السلاح وتجارالأزمات.
الا ترون ايها الاخوة والاخوات أن الرئيس الامريكي ترامب، يدعو قطر لوقف تمويل الإرهاب، ووزارة دفاعه تعقد صفقة بيع طائرات لقطر، وترسل بوارجها وسفنها الحربية من اجل تدريب من ينعتهم «ترامب» بداعمي الفكر الارهابي ومموليه.
خلاف الاخوة يجب ان يحل في البيت لا على ارصفة المجتمع الدولي الذي ينظر الينا جميعاً بعين واحدة ويتربص بنا الدوائر.
إن اخطر ما في المحنة الخليجية الخليجية أن نرمي أنفسنا بأنفسنا بتهمة دعم الإرهاب والفكر المتطرف الفضفاض الواسع الذي يتسع محيط قطر دائرته المنطقة برمتها وهو يلاحقنا جميعاً، حتى ان كاتب هذه السطور يلاحقه بشار الاسد بتهمة تمويل الإرهاب رغم أنه لا يمتلك إيجار منزله لآخر الشهر.
ايها الأهل والأحبة في خليجنا العربي احذروا الإنجرار في هذا البحر اللجي» دعم الإرهاب» نحن جميعاً متهمون بهذا البلاء محاطون به مغرقون بتهم الإرهاب وتمويله فكرا ومالاً وثقافة حتى أخمص قدمينا، نحن جميعاً بنظرهم إرهابيون ، لو رأيتم ترامب باسماً او ضاحكاً لا تصدقوه، احذروا هذه التهمة وان تتراشقوا بها، يمكنكم ان تنعتوا انفسكم وخصومكم الاشقاء بكل شيء ورميهم بكل مثالب العالم والعرب، إلا الإرهاب فهو ملصق بنا مهما فعلنا ولو أتينا بكل موثق وغلظنا لهم الايمان، سيرتد علينا واحدا تلو الآخر.
كاتب وباحث سوري

الأزمة الخليجية والتراشق بالإرهاب كجادع أنفه بيده

ميسرة بكور

«الإرهاب وضحاياه» في بيان الجيش اللبناني 

Posted: 02 Jul 2017 02:40 PM PDT

03qpt960.8

حرص الجيش اللبناني، في روايته حول الهجمات التي نفذها جنوده ضد مخيمات للاجئين السوريين في عرسال، إلى استدراج العنصر الأهلي للجماعة التي يستهدفها، متقصداً بذلك الخلط بين ساكني الخيم منزوعي الحصانة القانونية، و«الإرهابيين» الذين يستمد منهم تعريفه الأخير لنفسه. 

تعريف، ظاهره «حماية الوطن» وباطنه التناوب بين تطبيق تعليمات دول مهووسة بمحاربة «الإرهاب»، وإرضاء تناقضات الطبقة السياسية المحلية. والأخيرة، إذ اتفقت على تأجيل خلافاتها المفتعلة أصلاً، وجدت في اللاجئ عدواً مثالياً، وتدرجت في لغة عدائه قياساً بالحال الطائفي، الذي ينطوي عليه جمهورها. فالبيان الصادر عن قيادة الجيش زج بطفلة قتلت أثناء الهجمات، جاعلة إياها معادلاً عائلياً للانتحاري، ذاك أن تقارير كتبها صحافيون مقربون من الأجهزة الأمنية، كشفت أن الطفلة ابنة اخ أحد الانتحاريين، وسقطت بسبب تفجيره حزاماً ناسفاً. اللاجئ «الإرهابي»، كما تصوره الرواية العسكرية، وما استتبعها من خيال إعلامي مخطط له، ليس قاتل نفسه فحسب، بل أفراد عائلته، خطره فائض ليشمل المخيم كله، ما استلزم مسح المكان وتخريبه حرقاً وهدماً.

والعائلة – الأهلية، في البيان المذكور، ترمي أيضاً إلى جعل الطفلة شريكة في شبهة «الإرهاب»، وحصر «القاتل» و»ضحيته» في حيز واحد. «الإرهابي» لاجئ وكذلك الطفلة، من مكان واحد يخرج الاثنان وللتخلص من هذا «المرض» لابد من الاستئصال.

وإذا كان الانتحاري مؤبلس بطبيعة الحال بحكم موقعه، فإن الضحية، أي الطفلة، ليس بعيدة عن صورة عمها، فهي المستهدفة من قبل حملة إعلامية عنصرية، ما انفكت تستعدي كل اللاجئين وتصنفهم كأعداء متساوين في الشر، فلا فرق بين نازح وآخر إلا في درجة ضرره. والحملة تلك، تدرجت تبعاً للأحداث الأمنية التي ارتبطت باللاجئين، فقسمت هؤلاء بين «إرهابيين» و»إرهابيين محتملين»، وإن انتمى العم إلى الصنف الأول، أدرجت الطفلة مع الفئة الثانية، لينال الاثنان مصيراً واحداً. 

هذا التعسف اتسع كذلك ليشمل المعتقلين، هؤلاء إذ أغفلهم بيان الجيش، تكفل بهم إعلاميوه والمروجون لروايته، فنسبوا زوراً رجالا مذلين ومهانين، إلى تنظيمي «الدولة الإسلامية» و»النصرة». والفرق الزائل بين معتقل و»إرهابي» هو نفسه الذي يماهي بين طفلة وعمها. ثمة استواء صلب لا يحتمل أي تمايزات أو اختلافات. الأطفال والانتحاريون والمعتقلون واحد لا ينفصل، جوهره لاجئ سوري يهدد البلد ويستجلب إليه الخراب. لاجئ، بات ضحية مستويين من الكراهية، الأول مصدره صورة نمطية حيال السوري في لبنان، تمزج بين رجل الأمن والعامل، فيما الثاني يتأتى من الحملة التحريضية التي تستثمر بكل الضغوط الاقتصادية التي تسبب بها النزوح الأخير. والحال فإن المستويين متكاملين، يستدعي كلاهما الآخر لتغذية صورة «العدو».

والجيش الذي يصادر «حزب الله» وظيفته المركزية، وجد في اختلاط اللجوء والإرهاب، فرصة مثالية لتقديم شهادة حسن سلوك أمام الدول التي تدعمه لوجستياً، وتزعم محاربة «الإرهاب». والمحاربة هنا، فعل أمني – استخباراتي، تتعمم في ظله صورة «الإرهابي» ليصبح بيئة واجتماعا، فيتداخل المدني بالعسكري، والخيمة بالمتراس، والسلاح بأدوات الطبخ، ويغدو الكل هدفاً مباحاً. اقتحام المخيمين في عرسال لم يشذ عن هذه القاعدة، بل هو تطبيق حرفي لها بنسخة لبنانية، جرت تغذيتها عبر حملات منظمة اشتركت في صناعتها الطبقة السياسية بمختلف تلاوينها. انمحت الخلافات بين معسكري 14 و8 آذار، توحد الخطاب، وعقدت الطوائف هدنة بإيعاز من قادتها، الذين انصرفوا لاستكمال هواياتهم في تمرير توريث أولادهم وصفقات الفساد وتفصيل قوانين انتخاب على مقاساتهم. وكان اللاجئ ضحية الصفقة فهو الغريب «العدو» الذي يمكن أن يتحمل أخطاء البلد وخطاياه، أمام الرأي العام، فيمتص نقمة الشارع ويستوعبها أفعالاً عنصرية تتكرر بشكل دوري.

والدفاع عن الجيش، بوجه الانتهاكات التي ترتكبها عناصره ضد اللاجئين، وإن تمظهر في فلكلورية لبنانية مملة ومعدومة الخيال، فهو في وظيفته المراد أداؤها دفاعاً عن الطبقة السياسية وارتباطاتها مع الدول المحاربة للإرهاب، لتستوي المعادلة بضرب اللاجئ الذي اختير من قبل السياسيين قرباناً لاستكمال لعبة الحكم بكل منافعها، ورشوة المجتمع بإطلاق يد أفراده لممارسة عنصرية مقززة ما يظهر من نتائجها أقل بكثير مما يحدث في الواقع.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق