Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأحد، 2 يوليو 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


أربع سنوات على استلام السيسي الحكم

Posted: 02 Jul 2017 02:33 PM PDT

بحلول هذا اليوم تكون أربع سنوات قد مرّت على حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي فماذا كانت الحصيلة؟
هذا النظام، بداية، هو محصلة فشل النخب المصريّة المدنية، فهذه النخب، وبدلاً من الحفاظ على مؤسسات الحكم المدني المنبثقة عن ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 فقد شارك أغلبها في تحريض الجيش للاستيلاء المباشر على السلطة مجدداً، وساهم هؤلاء، عمليّاً، في تمرير وإنجاح الثورة المضادّة التي لم تكتف فقط باعتقال الرئيس المنتخب، ومطاردة جماعة «الإخوان المسلمين»، ولكنّها قامت فعلياً بالانقلاب على كل القوى الحزبية والسياسية والمدنية التي ساهمت في هذا المخطط.
وصلت حالة الاعتذار والندم مؤخراً إلى حركة «تمرد» الطلابية، التي كانت إحدى أكثر المساهمين والمحرضين للجيش في الهجوم على الشرعيّة المنتخبة، حيث قام أحد قادتها بإعلان اعتذاره علنيّا بقوله إنه لم يطالب بدم ولا بإقصاء ولا بدكتاتورية جديدة ولا كان مع الردة على ثورة 25 يناير ولا طالب بحبس أحد ولا برر القمع ولا الفقر ولا الفساد ولا الدم «لقد عارضت حكم الإخوان وهذا حقي. غير ذلك لا شيء يمثلني مما حدث».
لم يكتف النظام العسكري الجديد بافتراس قادة وكوادر حركة «الإخوان المسلمين» ومحاولة إقصائها من المشهد السياسي، وبالتنكّر للأحزاب والتيارات والقوى التي ساندت حركته، وبتبرئة رموز نظام مبارك وإطلاق سراح مسؤوليه الكبار، بل صنّع قوانين جديدة للتوقّي من أي ثورة جديدة عبر قانون منع التظاهر، ونفّذ انتقاماً مستمراً من المشاركين في الثورة، وفرض قانون الطوارئ، ومع اشتداد قبضته على مؤسسات البرلمان والقضاء بدأ بإصدار أحكامه العنيفة، التي كان آخرها قرار قضائي أمس بإعدام عشرين شخصاً، وقراراته الاقتصادية القاسية، ومنها رفع أسعار المحروقات مؤخرا، ناهيك عن قراره بتسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وهو قرار هزّ فئات واسعة من الشعب المصري التي اعتبرته تنازلا عن أراض مصريّة إلى السعودية مقابل المال.
أعطى إقصاء الانقلاب العسكري للإخوان أسباباً كبرى لانتشار التطرّف السلفيّ المسلّح الذي تحتقر تشكيلاته طرائق عمل الإخوان السياسية وتعادي الديمقراطية «الكافرة» وأساليب العمل السياسي المدنيّ من انتخاب ونقابات وأحزاب، وانعكس هذا بعمليّات إرهابية ضد قوّات الأمن والجيش والقضاء والسياحة والأقباط، وكان ردّ الجيش والأمن عمليّات يختلط فيها العمل الأمني بالإرهاب ضد مدنيي رفح وسكان سيناء وطالت عمليّات القتل سياحاً مكسيكيين وطالباً إيطالياً وقادة ومسؤولين وعناصر من الإخوان وناشطين مصريين وكثيرين لا ناقة لهم في السياسة ولا جمل.
إضافة إلى هذا الخطّ الانتقاميّ القمعيّ المتشدد في داخل مصر فقد دخل النظام في حلف إقليميّ مع دولة الإمارات العربية المتّحدة وبدأ تدخّلاً عسكريّاً مكشوفاً في ليبيا عبر دعم الجنرال خليفة حفتر، كما انعكس هذا التحالف المستجدّ الغريب في ساحات عربية أخرى وكان حصار قطر الأخير أحد تجلّياته المشينة.
استنبط النظام معادلة لبقائه تتمثّل، داخليّاً، باستيلاء الجيش على أركان السلطات وتجميد حركيّة المجتمع بالقوّة الغالبة والقوانين القمعية مستعيناً بخبرات أجهزة الأمن والتحالفات العابرة مع رجال الأعمال القادرين على الدفع، كما هو الحال مع طلعت مصطفى المدان بجريمة قتل مطربة لبنانية والذي حصل على عفو رئاسي بعد دفع شركته ما قيمته 4,4 مليار جنيه في مشروع فاشل للدولة، فيما تتوالى آلاف الأحكام المشددة للناشطين المحكومين في قضايا التظاهر والاضراب والنشر الالكتروني وغيرها من «جرائم» في عرف النظام العسكري القائم.
أما المعادلة الخارجية لبقاء النظام فتقوم على موضعته إقليميّاً وعالميّاً ضمن المنظومة الرائجة للعداء لأي تيارات تحمل طابعاً إسلاميّاً، حتى لو كانت ضد الإرهاب بكافة أشكاله وتؤمن بالانتخابات والتصويت وتناضل للحقوق المدنية، وقد أضاف نظام السيسي ركناً آخر لنظامه، يقارب تعامله مع قضية طلعت مصطفى، حيث يقوم بعرض خدماته السياسية والأمنية والسيادية لمن يستطيع الشراء.
تبخّرت وعود السيسي عن رخاء يعمّ بلاده «خلال سنتين» وأن مصر ستصبح «قد الدنيا» ودخلت البلاد استعصاء سياسيا واقتصاديا مريراً سيحاول النظام إعادة تدويره إلى أن تتمكن النخب السياسية والمدنية (وربما العسكرية؟) من تقديم آليّة تكسر هذه الدائرة المظلمة.

أربع سنوات على استلام السيسي الحكم

رأي القدس

أنف أورويل وسرديات الرائحة

Posted: 02 Jul 2017 02:32 PM PDT

قد لا يطول الوقت حتى نقرأ دراسات عن عينيّ جين أوستن، وفم شارلز دكنز، وأصابع سكوت فتزجيرالد، وأذن فلاديمير نابوكوف، يقول أحد أطرف التعليقات على كتاب «أنف أورويل: سيرة مَرَضية»، للناقد والأكاديمي البريطاني جون سذرلاند. المؤلف، بادئ ذي بدء، صاحب أعمال لا تقلّ إدهاشا: «أيمكن أن تكون جين آير سعيدة؟»، «هنري الخامس، مجرم حرب؟»، «القصة وصناعة القصة»، «المحقق الأدبي: 100 لغز في الرواية الكلاسيكية»، وسواها من الأعمال التي تميزت بالجمع بين رصانة البحث، وطرافة الخلاصات، والتركيز على جوانب غير منتظَرة في أمهات الأعمال الأدبية.
ومنذ بعض الوقت فقد سذرلاند حاسة الشمّ، بالفعل، فأعاد قراءة أعمال الروائي والكاتب والصحافي والناقد والناشط السياسي البريطاني جورج أورويل (1903 ـ 1950)، في ضوء هذا التطوّر الحاسم الذي طرأ على توازنه الفيزيولوجي، وامتدت تأثيراته إلى ذائقته القرائية، والنقدية، كما قدّر، وكما حاول أن يبرهن في كتابه هذا. وما يعرضه هنا، على امتداد 256 صفحة (مدخل، ومقدمة، وفصل واحد طويل، وثلاثة ملاحق)، محشوّ ــ بالمعنى الحرفي، ولكن الإيجابي، للمفردة ــ بتفاصيل مدهشة عن علاقة أورويل بالروائح، الزكيّ منها والكريه، الطبيعي والصناعي، المحلي والغريب، الواضح والغامض، المرئي والخفيّ، الحسي والروحي…
وإذا كانت السيرة، ومحطات حياة أورويل التي احتشدت بالتفاصيل والمفاجآت والتقلبات، والرائحة بوصفها محور التشديد الأبرز، هي الخطّ الناظم المنهجي في مؤلف سذرلاند، فإنّ الخطّ الآخر، المذهل أكثر، والأشدّ جاذبية ومتعة وإثارة للاهتمام في الواقع، هو الشخصية المَرَضية التي ظلت كامنة، أبدا، في تجليات الرائحة عند أورويل. لقد امتدح، بطرائق متغايرة، روائح الجثث الهامدة، وعطور الموتى في مقابر الكنائس، وذمّ، في المقابل، روائح المال والسياسة، وتشهى، في بورما، روائح الأطعمة الشهوانية، كما انتبذ، في حواضر كبرى مثل لندن وباريس، روائح الأثاث الفخم ومناشف الفنادق والمدارس الداخلية و… الملفوف المسلوق!
باختصار، كان أورويل «خبيرا خيشوميا»، إذا جاز هكذا تعريب المصطلح الذي ينحته سذرلاند، الذي يهتدي، في تعقّب إشكالية «سردية الرائحة» عند أورويل، بعبارة سيغموند فرويد، ومن قبله الروائي الإنكليزي جوناثان سويفت: الحضارة هي المسافة التي يضعها الإنسان العاقل بين أنفه وبرازه! وليس الأمر شكليا، كما قد يلوح للوهلة الأولى، أو كما يشير التأويل الضيّق لمنهجية سذرلاند، والدليل أنّ قارئ جين أوستن، على سبيل المثال، لا يعثر على الروائح إلا في عمل واحد وحيد، هو «منتزه مانسفيلد»، وعلى نحو عابر هنا أيضا. في المقابل، كيف يمكن أن يغيب «بُعد الرائحة» عن صفحات «عوليس»، رواية جيمس جويس الفذة، أو د. هـ. لورانس، في «عشيق الليدي شاترلي»؟
ملحق الكتاب الأول يتوقف عند علاقة أورويل بالتدخين، من زاوية ما يخلّفه التبغ من روائح بغيضة، والملحق الثاني يتناول سردية الرائحة في «ابنة القسّ»، 1935، رواية أورويل التي تحفل بسلسلة من «الانطباعات الروائحية» التي تضخها الصبية دوروثي أينما حلّت وتنقلت في مشهدية السرد، والملحق الثالث يعرض «خيشوميات» أورويل في كتابه «الطريق إلى رصيف ويغان»، الذي تضمن تحقيقات سوسيولوجية حول الأوضاع المزرية للطبقة العاملة في يوركشير ولانكشير، في شمال إنكلترا ما قبل الحرب العالمية الثانية. وفي هذه الملاحق، كما في أقسام الفصل الوحيد الطويل جمعاء، ثمة تلك الحكمة الأورولية المركزية: «أن يرى المرء ما هو أمام أنفه، أمر يحتاج إلى مجاهدة»!
وإذْ يعتمد على مركزية الروائح في استقصاء المنعطفات الكبرى، الشخصية والعامة، الأدبية والسياسية، في حياة أورويل، فإنّ سذرلاند يفلح، على نحو مدهش أيضا، في إماطة اللثام عن جوانب بالغة السلبية، بعضها قبيح مستهجَن في الواقع، بصدد مواقف أورويل من المرأة (حيث يفضّلها في المطبخ، غالبا)، والجنس (الغريزي الصرف، والشاذّ العنفي أحيانا، والـ»إكزوتيكي» كما في مواقعات بورما مثلا)، والانتماءات الحزبية البريطانية («مزرعة الحيوان»، مثلا، صارت واحدا من أمضى الأسلحة الدعاوية في صفوف حزب المحافظين)، فضلا عن الروائح ذاتها (بمعنى الإدمان على تبجيلها أو امتهانها، إلى درجة مَرَضية، نفسية/ باثولوجية)…
بذلك فإنّ سذرلاند ينتهي إلى مقدار عالٍ من تفضيح مثقف عامّ اكتسب، خلال السنوات الأخيرة من حياته خاصة، صفة «القديس»، رغم سلسلة الإشكاليات، القائمة أولا على شبكة تناقضات، اكتنفت مسارات حياته. هذا مؤلف شهير مرموق، عُدّ في خانة سياسية وعقائدية عجيبة، هي أنه «اشتراكي حزب المحافظين»، هو الذي قاتل مع الجمهوريين، في المقابل، خلال الحرب الأهلية في إسبانيا، والذي تردد أنّ رغائبه انطوت على غرائز قصوى (بينها شهوة التعرّض للجلد، مثلا)، ووقّع رواية شهيرة، «1984»، نُشرت سنة 1949، وعادت إلى الصدارة مؤخرا على نحو فريد حقا، إذْ تضاعفت مبيعاتها بنسبة 6000 في المئة، ليس بسبب «الأخ الكبير» السوفييتي، بل ذاك الأمريكي هذه المرّة!
فلِمَ لا يذهب سذرلاند إلى تلك المنطقة الفريدة، بالغة الخصوصية ربما، في أدب أورويل، ليرصد أبعاد الرائحة، الاجتماعية والسياسية والثقافية، الأدبية والرمزية والمجازية، في أعمال صاحب «مزرعة الحيوان»؟ ولِمّ لا تتكشف «سرديات الرائحة» عن تداعيات معاصرة، خافية عن أبصارنا، ومتخفية عن وعينا، فتتضح وتنفضح، و… تفوح روائحها؟

أنف أورويل وسرديات الرائحة

صبحي حديدي

فوق أم تحت السلطة؟ السفير العتيبة وشهرة شاروخان… و«الغسيل العربي» على الهواء الطلق

Posted: 02 Jul 2017 02:32 PM PDT

لا يدغدني إطلاقا الزميل، الذي يطل على شاشة «الجزيرة» على هيئة فاصل ترويجي متكرر ليقول.. «أنتم فوق السلطة».
يقصدني الرجل كمتلقي ومشاهد .. لكن بصراحة لا أشعر أنني فوق السلطة ولو بإنش واحد، بل أرزح تحت أثقالها، وكمواطن عربي «أفاهق» والكلمة الأخيرة بالشعبية الدارجة تعني «أكاد أختنق».
عندما نشرت مقالا مؤخرا ليس عن السلطة، بل عن رجال الظل فيها هاتفني عشرات الأصدقاء وبعد التحية اختتموا بالنصيحة الأردنية المألوفة.. «دير بالك على حالك».
وهي دوما العبارة المعلبة، التي تهددك بالويل والثبور لأنك كدت تقترب من ذلك الكائن الذي يلهو في حقل السلطة ويرتع ويتعامل معه الجميع وطنيا بإعتباره قطة شيرازية رشيقة وهي في الحقيقة «فيل» متخصص بتحطيم الجرار.

ما وراء «شاروخان»

حتى في برنامج «ما وراء الخبر» حطم الزميل محمد كريشان جراراً عدة بحلقة واحدة وهو يزعج نفسه بتدبير ضيفين وحجز البث الهوائي الدولي وتحضير 13 سؤالا للتعليق على ما كشفته صحيفة أمريكية حول مغامرة فضائحية جديدة للسفير المشهور يوسف عتيبة.
صاحبنا السفير العتيبة أصبح أكثر شهرة من شاروخان الهندي.. صوره تملأ الفضاء مرة «بتي شيرت» أصفر ومرة بـ«الغترة» والزي التقليدي، وثالثة بطقم عصري حديث .
«العربية» مثلا تتخصص بنشر صور عصرية للسفير العتيبة، الذي أصبح عنوانا للأزمة بين الأشقاء حتى كدت أشعر بأن هناك تضخيما للرجل وهو الوحيد المسؤول عن ثقب الأوزون وطبعا نتحدث عن الأوزون العربي المثقوب أصلا.
على سيرة شاروخان واللكمات التي وجهها لرامز جلال في برنامج سحليته ظهر الرجل مجددا على شاشة «أم بي سي» يتحدث ويبتسم للشارع العربي بعدما قبض «الشيء الفلاني» وسمح بعرض حلقته التي صورها وسط الوحل مع السحلية.
يُقال على ذمة الرواة إن شاروخان حصل على 400 ألف دولار طقة واحدة مقابل إطلالته في الوحل الصحراوي الإماراتي.. لو عرض الأمر علي – لا سمح الله – لضمنت حشدا من قبيلتي يقبل بالمغامرة مقابل خمسة آلاف فقط ومن باب التكارم المألوف عندنا يمكن انجاز الصفقة مجانا بعد قدر قليل من التخجيل.
المبالغ التي يلعب بها السفير العتيبة أكبر بكثير وفقا للحلقة الأخيرة من برنامج الزميل كريشان، أي ربع مليار دولار، لكن بدون وحل مباشر هذه المرة بإستثناء الوحل السياسي، الذي تغرق فيه هذه الأمة طوعا ومجانا وطوال الوقت.

نشر الغسيل العربي

«الجزيرة» تقف كحارس عنيد يرد على كل ما يرد في فضائيتي «سكاي نيوز» و«العربية»، ومن جهتي أجمل ما تقدمه هو تلك المشاهد، التي تنعش ذاكرتنا بوعود الرئيس السيسي، التي لم تنفذ لشعبه .
في حفلة التنابز الإعلامي بين الفضائيات العربية انكشف ستر بعض السفراء لنا وما خفي كان أعظم.
الحملة ظالمة وغير مبررة على قطر.. هذا ما أشعر به كمواطن عربي يحرضني الزميل في الفاصل الدعائي على أن أتمترس فوق السلطة، بينما تجثم السلطة على قلبي وأنفاسي فيما لا يعجبني إطلاقا الاسترسال في نشر «الغسيل العربي» على هذا النحو، خصوصا أمام الخواجات، الذين ينفخون طبعا بالبارود والنار وتساهم صحافتهم في «تذخير» الأشقاء.
أشعر بالغيرة أيضا لأن التلفزيون الأردني أشار بصورة عابرة لتعهد وزير الخارجية أيمن الصفدي بمعالجة كل مظاهر القصور في سفارات البلاد في الخارج، حيث يوصف سفراء بلادي في أغلبهم بالعبارة التالية «لا للهدة ولا للسدة» بمعنى يجلسون مطولا في الحياد، فلا يعملون ولا ينتج عنهم خطأ أو عكسه.
يحتاج الأردني أحيانا لسفير تثار حوله الغبار، ونفسي أن تسطو وكالة أمريكية إعلامية على بريد إلكتروني لأحد سفراء بلادي حتى نستطيع تحويله لرمز وبطل قومي، كما يفعل الأشقاء مع «عمو» العتيبة .
من حقي أن مشاهدة ولو سفير واحد يثير كل هذه الضجة، ويبدأ العالم بفتح ملفاته وتطارده «بي بي سي» أو «الجزيرة» أو حتى محطة «الميادين».. أنا مواطن أردني غلبان محروم من هذه النعمة والمتعة لأن غالبية السفراء خاملون وتم تعيينهم بالواسطة أو كجائزة ترضية ولأن القانون السائد وسط النخبة هو التالي ..»لا تعمل .. صحيح أنك لن تنتج لكن الأصح أنك لن تخطىء».
مع ذلك لن يخدعني سر الشاشة فأنا «تحت السلطة» ولا تسألني ولا أسألها.. حالي حال الغالبية الساحقة من المواطنين العرب والحرب التي تشن على الشعب القطري أثبتت تلك «البداوة» المستقرة في وجدان المؤسسة العربية عموما وكأن المسألة غزوة على الطريقة القبلية، رغم وجود نحو 62 جامعة دولية وعالمية في دول الخليج العربي فقط.
أكثر ما تقهرني هي حفلات نشر غسيل السفراء.
لكن ما علينا لا توجد حالة سطو على بريد أي سفير أردني ومراسلات سفراء الكيانات العدوة في إيران وإسرائيل مسترخية ومرتاحة ولا أحد يفكر باختراقها وتحويلها إلى برامج، كما تفعل «سكاي نيوز».
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

فوق أم تحت السلطة؟ السفير العتيبة وشهرة شاروخان… و«الغسيل العربي» على الهواء الطلق

بسام البدارين

أزمة سحر و«خلافة» بعد معركة الموصل

Posted: 02 Jul 2017 02:32 PM PDT

لم تنقطع التقارير على امتداد السنوات الثلاث الماضية عن مصرع زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي، إمّا على يد الأمريكيين أو الإيرانيين أو الروس. فبعد قليل من استيلاء مقاتلي التنظيم على مدينة الموصل، ومساحة شاسعة من أرض العراق، أواخر حزيران 2014، وتنصيب مجلس شورى التنظيم للبغدادي (ابراهيم عواد علي البدري السامرائي) إماماً وخليفة للمسلمين، وخروجه على الناس بالصوت والصورة، من محراب الجامع النوري الكبير في الموصل، تناوبت كبرى وسائل الإعلام الغربي على بث خبر إصابته البالغة مرّة، وشلله مرّة، ومصرعه مرّات. لم يظهر البغدادي في خطبة مصوّرة بعد ذلك، واستعيض عنها بالخطب المعدودة المسجّلة بصوته، وعدد منها جاء مباشرة بعد ذيوع تقرير عن إصابته أو موته.
كان يسهل للتنظيم في السنوات الماضية تفنيد تقارير مقتل زعيمه، وهي غيض من فيض من المعلومات «غير الدقيقة» عن أبي بكر البغدادي، ليس أقله أنه، وبخلاف ما راج، لم يسبق له أن اعتقل في غوانتنامو بكوبا، وانما اعتقل في الفلوجة في شباط 2004 لبضعة أشهر، كـ»محتجز مدني» دون أن يوجه له الأمريكيون آنذاك أي تهمة بالضلوع بعمليات إرهابية، والظاهر أنّ صلاته بالجهاديين كانت لا تزال محدودة آنذاك، وأنّ صلاته هذه تعمّقت في «سجن بوكا» بأم قصر.
لم يبث حتى الآن تسجيل من البغدادي في أعقاب أخذ الروس في الآونة الأخيرة مبادرة الحديث عن مقتل «الخليفة ابراهيم»، في أواخر معركة الموصل. ومع أنّ تنظيم الدولة جعل من مدينة الرقّة وليس الموصل عاصمة لدولته، وهو ما يزال يحتفظ بها رغم تقدّم القوات الكردية بإتجاهها، فإنّ خسارة التنظيم لمعظم أنحاء مدينة الموصل حتى الآن، وتراشق الاتهامات بينه وبين الأمريكيين و»الحشد» حول الطرف المتسبب بنسف المنارة الحدباء للجامع النوري، تفرض وضعية ضاغطة جدّاً، ليس فقط على تنظيم الدولة كمساحة سيطرة، بل على تنظيم الدولة كأسطورة إحيائية لمفهوم الخلافة، وعلى الصورة التي جسّدها أبو بكر البغدادي في مخيّلة الجهاديين، وأدّت على ما يبدو، دوراً ناجحاً وكونياً في السنوات الماضيّة، يقارن بالمكانة التي نالتها صورة أسامة بن لادن، مع فارق كثرة المحطات المصوّرة في حالة بن لادن، والخطبة المصوّرة اليتيمة في حالة البغدادي، ومع فارق أنّ «الخليفة» في الحالة الأفغانية كان الملا عمر وليس بن لادن. لم ينجح أيمن الظواهري ولا أبو مصعب الزرقاوي، ولا أيّ من قادة «العمل الجهادي» في تكرار صورة بن لادن. وحده البغدادي استطاع ذلك، وبمعيّة احياء مفهوم «الخلافة»، وبناء الدولة المهاجرة وليس فقط الشبكة الأممية الجهادية ذات الفروع، بناء الدولة التي نادى باسمها البغدادي مجموع المسلمين في خطبة مسجّلة (سبقت خطبته المصورّة) قبل ثلاث سنوات بأنّ «هلموا إلى دولتكم أيها المسلمون»، و»ان كل من استطاع الهجرة إلى الدولة الإسلامية فليهاجر، فإن الهجرة إلى دار الإسلام هي واجبة «. فليست دولته هي الدولة التي تسيطر على مجموع ديار المسلمين، لكنها بإعتباره، الدولة الوحيدة التي يمكن أن يتآخى فيها «الأعجمي والعربي والأبيض والأسود والشرقي والغربي»، وخصّ بدعوته النخب: «طلبة العلم والعلماء والفقهاء وعلى رأسهم القضاة وأصحاب الكفاءات العسكرية والإداري والخدمية والاطباء والمهندسين في كافة التخصصات والمجالات».
حتى خسارة الموصل، كان بإمكان تنظيم الدولة أن يكتفي ببث «أثر الخلافة» هذا، بخطبة البغدادي اليتيمة من حيث نقلها بالصوت والصورة، والتي عمد فيها لإظهار براعته في التلاوة (وعلم التلاوة مضمار تخصصه الأكاديمي في الأساس)، ومجموعة من الكلمات المسجّلة المتفرّقة قبلها وبعدها. خسارة الموصل تفرض تحدياً أكثر صعوبة، في ما يتعلّق بإستمرار بثّه لـ»أثر الخلافة» هذا، والإستجابة لهكذا تحدّ تختلف بالطبع إذا كان البغدادي حيّاً أو كان ميتاً. في الحالة الثانية، لا يمكن أن يستمر التنظيم طويلاً دون تنصيب بديل.
فقوّة وضعف الإحياء «الداعشي» لمفهوم الخلافة تكمن هنا. من ناحية، هي خلافة ارتبطت بمشهدية مركّبة، محدّدة، ويتيمة إلى حد كبير (أبو بكر البغدادي في الجامع النوري الكبير بالموصل)، ومن ناحية ثانية هي خلافة مبسّطة شروط إقامتها بأسهل ما يكون، في مناقضة واضحة لقرن كامل من «الحيرة الإسلاموية» حول كيفية استجماع الشرائط الموضوعية والذاتية لإحياء الخلافة، والحاجة لإعداد تدرّجي تراكمي لذلك. فبعد فشل العمل على الإحياء السريع للخلافة مباشرة بعد الغاء الخلافة العثمانية في تركيا، طغت نظرة تقول بوجوب إعداد العدّة لذلك في مرحلة انتقالية كاملة، ووجوب أن يكون الخليفة المنتظر أقرب إلى نموذج الراشدين من نماذج الملك العضوض، وأن ينبثق عن إجماع إسلاميّ كونيّ، وأن تكون دار الخلافة محرّرة من كلّ نفوذ لدار الكفر عليها. جسّد الشيخ محمد رشيد رضا أكثر من سواه هذه النقلة من مسعى الإحياء السريع للإمامة العظمى، إلى مسعى التأمين التدريجي لمستلزماتها في مرحلة تاريخية انتقالية كاملة. بقي الإخوان المسلمون، بدءاً من الإمام حسن البنا، إجمالاً، في هذا الإطار. وحتى «حزب التحرير»، مع إكثاره الحديث عن الخلافة ووجوبها وراهنيتها، إلا أنّه لم يبادل لإشهارها. وحين أشهرت، في تجربة أمير حركة «طالبان» الملا عمر في أفغانستان، أو في تجربة أمير «دولة العراق الإسلامية» أبو عمر البغدادي (حامد داود الزاوي، الذي خلف أبا مصعب الزرقاوي عقب مقتله عام 2006 ثم خلفه بعد مقتله هو أبو بكر البغدادي عام 2010)، لم تكن «إمارة المؤمنين» لتعني خلافة كونية شاملة، وكي يكون بالمقدور أن تعني ذلك كان على أبو بكر البغدادي أن يقود التنظيم الذي ورثه عن أبي عمر إلى القطيعة مع تنظيم القاعدة، وإلى جعل احياء الخلافة كخلافة تعني كل الكوكب مركزياً في رؤية التنظيم، مع تبسيط شروط تنصيب الخليفة في نفس الوقت، تذرّعاً بالسياسة الشرعية، فلا يعود الأمر يتطّلب مرحلة انتقالية تاريخية كاملة لا تنتهي، وإجماعاً كوكبياً تعجيزياً، بل تكتسب شرعيتها بالمبادرة إليها، وفرض نموذجها على رقعة من الأرض.
تنحسر هذه الرقعة اليوم، بعد ثلاث سنوات كابوسية دموية، لكن مسلّحي التنظيم احتفظوا بالنتيجة على قدرتهم في تفادي الوقوع في محاصرات مهلكة لهم، كتلك التي وقع فيها رجال بن لادن في «تورا بورا»، أو التي وقع فيها أكثر من فصيل في سوريا. وحده الموقف «الرغبوي» هو الذي يمكنه أن يخلص من الآن عن «نهاية داعش»، من حيث هي نظام سيطرة على أقسام من العراق وسوريا، قبل أن يكون شبكة خلايا إرهابية عبر العالم.
عوامل وأسباب عديدة قدّمت لتفسير سرعة وسعة سيطرة تنظيم الدولة على مساحة وافرة من أراضي سوريا والعراق عام 2014، وتمكنها بعد ذلك من السيطرة على تدمر رغم خسارة تكريت، وحركة كرّها وفرّها المتواصلة في الأنبار. ما يجري تناسيه في الغالب أن التنظيم، بمسمى «دولة العراق الإسلامية» كان يسيطر على معظم الموصل حتى العام 2008، حين نجح نور المالكي في اخراجه منها، بمجموعة من التوافقات مع العشائر العربية السنية، وفي وقت بدا فيه «متوازناً» من خلال «تقليمه أظافر» جيش المهدي أيضاً في بغداد والبصرة. وأن التنظيم لم يستطع العودة إلى الموصل بعد ذلك بسنوات إلا مع الانزياح الشديد للحكم في بغداد في الاتجاه الإيراني اقليمياً، والمذهبيّ الغليظ داخلياً.
المفارقة أنّه لأجل اخراج التنظيم، الذي صار أكثر دموية وخبرة، ويمتلك تصوراً ايديولوجياً مستقلاً عن تنظيم القاعدة، ولا يمكن اختزاله إلى أي تصور ايديولوجي سابق عليه، من الموصل مجدداً، اقتضى ذلك زيادة السمة الفئوية المذهبية للحكم في بغداد، ولم يكن البديل عن تحطّم الجيش النظامي ذي الطبيعة المذهبية والفوضوية عام 2014 تشكيل جيش «أكثر نظامية ووطنية»، بل منح المرجعية في النجف عباءتها لتشكيل «الحشد الشعبي»: تسلّح الأهالي لمحاربة تنظيم دموي ملتبس العلاقة مع «الأهالي» الآخرين، المحسوب عليهم أو المحسوبين عليه.
لم ينته «داعش» بعد، ولا يمكن التكهّن في شكل نهايته «النهائية». في حال مقتل البغدادي، يمكنه بسهولة ويسر اختيار «البغدادي الثالث». يصعب عليه، وعلى أي كان في عالم اليوم، انتاج وجه جهادي كوكبيّ ثالث، له ما لأسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي من أثر في مخيّلة «العمل الجهاديّ» في ربع القرن الأخير. يصعب في الوقت نفسه، «إقناع» الحركات الجهادية بأنّها «تخسر». هناك أزمة «سحر» ستتصاعد فيها بعد معركة الموصل، لكن هناك ما يكفي من موارد للإستمرار والشيوع. في المقابل، هناك «إنكسار» لـ«العرب السنّة» في الميزان المذهبي الاقليمي للصراع في المشرق العربيّ، وهو إنكسار بات يستدعي، أوّل ما يستدعي، مراجعة مقولة «العرب السنّة» بحدّ ذاتها، مراجعة هذه الجمعة بين معطى اثني ومعطى مذهبي، التي وبدلاً من أن تنتج نزعة قوة جذب مركزي، أنتجت موجات ونوبات من النزعات الطاردة.

٭ كاتب لبناني

أزمة سحر و«خلافة» بعد معركة الموصل

وسام سعادة

عمر الكتابة

Posted: 02 Jul 2017 02:31 PM PDT

كنت وما زلت من الذين يؤمنون بأن الكتابة بشقيها الإبداعي وغير الإبداعي، من كتابة سياسية وصحافية وعلمية وتاريخية، ينبغي أن تكون واحدة من المهن المعترف بها، طالما أن كثيرا من الناس يمارسونها باستمرار، وأنها تأخذ وقتا وجهدا، في سبيل إنجازها، كما أن بعض الكتاب الأسخياء، ممن يكتبون باستمرار، يقضون حياتهم كلها منغلقين خلف جدران صلدة، يصارعون أفكارهم وهواجسهم، من أجل أن ينتجوا.
هذا التساؤل الكبير، انتهى تقريبا في آوروبا وأمريكا، وأصبح الكاتب المجد، موظفا حقيقيا في ما أسميه: هيئة الكتابة، يجلس إلى طاولته صباحا، وينهض عند الظهر، ويكبر ويترقى في وظيفته باستمرار، ويكون عند اقترابه من سن التقاعد الوظيفي الرسمي، قد أصبح من الاكتفاء، بحيث لن يحتاج إلى أحد أبدا.
وبالطبع لم يحدث هذا عندنا، ولا أعتقد أنه سيحدث على الإطلاق، بل على العكس، كلما كبر الكاتب في عمله وعمره، ازدادت السياط التي تشرع لجلده، وجاءت عشرات الحيل التي تكونها الأجيال اللاحقة، لمحاولة إقصائه عن الدرب، وأحيانا تنجح تلك الحيل، ويجد الذي أنفق عمره في ما يظنها وظيفة محترمة، بعيدا تماما عن أي نشاط، وأحيانا لا يعثر حتى على ركن صغير أو زاوية في صحيفة بسيطة، ليدلي برأيه في أشياء تستلزم الإدلاء برأي، وحين يصل إلى سن التقاعد الوظيفي الحقيقي، ويتجاوزها إلى ما بعد ذلك، هو نفسه يحس بالضجر، وقد يكتب أشياء بلا قيمة حقيقية، ولا تضاف إلى تاريخه، أو لا يكتب على الإطلاق.
لذلك، أي للذي ذكرته من الاختلال، سواء في حق الكاتب من قبل المجتمع، أو في حقه، من قبل نفسه، تحدثت من قبل عن سن معينة للكتابة، في أوطاننا، وأنها بالضبط تلك السن الوظيفية، التي تنحصر في ثلاثين أو أربعين سنة، يعمل فيها الموظف ثم يتقاعد في النهاية، وأظنها كافية جدا لمن أراد الإنتاج بالفعل، وليس الجلوس هكذا والامتلاء بالرغبة في الإنتاج، من دون أي تحرك، وفي مجال الكتابة الذي تسبق سنوات النضج فيه بالطبع، قراءات مكثفة، واستعدادات كبرى، ومحاولات لتجربة الموهبة في كتابة أشياء صغيرة، وطلابية في المدارس، ثم أشياء أكبر مثل الأشعار العاطفية والحماسية، والقصص المستوحاة من بيئة الشخص وبيته، والظلال التي يسترخي تحتها، والشوارع التي يتسكع فيها في مدينته، وأخيرا تأتي الكتابة الجادة، حين تصبح تقاطيع القلم صارمة جدا، ولا يسمح بمرور أي زوائد أو تشوهات إلى النصوص التي ستنشر باتساع هذه المرة، وتصل إلى قطاع أكبر من الناس، هم القراء الذين سيتابع بعضهم هذا الكاتب، ويتخلى بعضهم عن متابعته.
لكن في النهاية، تنشأ التجربة المرجوة ليصبح المبدع مبدعا، والتجربة الموازية، ليصبح القارئ أيضا مبدعا، والتجربة الأخيرة التي لن يكون فيها ثمة مبدع حقيقي قد نشأ، وإنما محاولات لعمل شيء بلا موهبة، ستظل محاولات حتى النهاية.
الموضوع ليس هنا قاصرا على الكتابة، وإنما في مجالات أخرى، ربطت بالموهبة، وأظن أن الربط فيها معقول ومقبول، مثل الكرة، خاصة كرة القدم، فدائما ما نجد لاعبي كرة، ظهروا وصعدوا بسرعة إلى القمة، وتمت الإشادة بهم، وبالبحث عن تاريخهم قبل اللمعان، تجدهم قد عشقوا الكرة صغارا، وتدربوا على لعبها في الأزقة والحارات، قبل أن يتدربوا بطريقة علمية، في ملاعب كرة القدم، أيضا مجال الموسيقى والغناء، حيث نجد الموهوبين العشاق للمادة الفنية، بكل ما فيها من زخم، وأولئك الذين تدربوا بلا موهبة، من أجل أن يلمعوا فنيا.
أعود لمسألة عمر الكتابة مجددا، وأتحدث عن ضرورة التوقف عنها، حين يحس الكاتب بأنه لم يعد يملك شيئا ليقال، أو لم يعد متحمسا لما يمر به من أحداث، أو يفور حوله من وقائع، وأقول ذلك بناء على معطيات كثيرة، منها أعمال قرأتها لكتاب رائعين، في أعمار متقدمة، ولم تقنعني مثلما أقنعتني أعمالهم التي كتبوها في سن النضج، وما بعدها من سن امتصاص الحكمة كما أسميها، وأظنها سن الأربعين، أو الخمسين، وأظن أن هناك من كان ينظر إلى تلك الأمور بجدية، من الكتاب، وتوقف قبل أن تصبح الاختلالات المستقبلية، حقيقة ماثلة أمامه.
وسط كل هذا الذي أتحدث عنه، تطالعني تجربة الكاتبة البريطانية: ماري ويسلي، التي توفيت في عام 2002، عن تسعين عاما، وكانت نشرت روايتها الأولى، وهي في سن السبعين، ثم أتبعتها بأربع عشرة رواية أخرى، كتبت بعقل متوهج، على الرغم من خطورة السن التي تعاطت فيها الكتابة، وأنها سن وهبت في الغالب للنسيان، وعدم تقدير الأمور بجدية، أو في أجل حالاتها، هي السن التي يحتضن فيها الأحفاد، وتصبح الأيام خضراء، ووارفة في وجود الجدة التي ينبغي أن تكون الظل في العائلة، وليس كاتبة تتشنج مع الورق والأقلام، وتتعارك مع الفكرة، وترسم الشخوص الذين ينبغي أن يخرجوا في أفضل حالاتهم من ناحية الخير والشر الذي تقتضيه الكتابة.
حقيقة، لا أعرف ما هي الظروف التي تجعل أحدا يكتب بعد السبعين، ولا أستطيع أن أحدد إن كانت هناك محاولات سبقت ذلك أم لا؟ بمعنى أن الكاتبة، ظلت تكتب منذ الصغر، وتدس محاولاتها عن النشر، إلى أن اقتنعت، أو أحبت أن تنشر مادة منها؟ لكنني أجزم أن نجاح الرواية الأولى، وتداولها وسط آلاف القراء، هو ما جعل الكاتبة تكرر تجربتها، أو تجربة نشرها إن كانت الأعمال مكتوبة منذ وقت، ليصبح العدد أربع عشرة رواية، تماما مثل أي كاتب عادي، بدأ منذ الصغر، وتوقف في سن متقدمة.
تجربة ماري ليست قاعدة طبعا، ولكنها استثناء، واستثناء غريب فعلا، ولا أظن أن هناك من يملك صبرا، ليبدأ الكتابة في سن السبعين، حتى لو هبطت عليه تجارب الدنيا كلها، وامتلك ذهنه كل الخيال، والذهن عادة يفقد الكثير من مادته، كلما تقدم الإنسان في العمر. وقد التقيت بكثيرين، أخبروني أنهم يريدون الكتابة، ويريدون بشدة، وبعضهم تجاوز الثمانين، ولم يكتب أي شيء يدعم به رغبته، وأخبرتهم بأن الأمر يبدو صعبا، لكن المحاولة لا بأس بها لمن أراد، المحاولة في أي شيء، حتى تعلم مهارات أخرى، مثل السباحة، والركض، وكرة القدم.

٭ كاتب سوداني

عمر الكتابة

أمير تاج السر

آداب تدريب الحواس

Posted: 02 Jul 2017 02:31 PM PDT

ليست بالفكرة الجديدة فكرة «آداب لغة الحواس» التي تحدث عنها توفيق الحكيم ذات يوم، فلكل حاسة لدينا لغة وكل لغة تحتاج لتأسيس وترويض وتهذيب، حتى تكون إضافة لنا وليست علينا.
الذي لا نعرفه ربما أو تعرفه قلّة جدا منا، هو أن الحواس كانت أكثر تبجيلا وتقديرا من طرف الشعوب القديمة، لدرجة التقديس أحيانا. لأنها تربط الإنسان بأمه الأرض. اليوم نحن منفصلون عن الطبيعة وهذا ما يتعبنا، نحن لا نستحضر هذه الأم حتى في عطور مصنعة وحدائق اصطناعية ومتاحف تروي تاريخنا العريق على الأرض.
لن أعود بكم لعصور غابرة حين كان البشر جزءا من سمفونية طبيعية، لا اختلال فيها، ولكنني سأذكركم فقط أن البشر اخترعوا العطور منذ زمن طويل، وأنها أبدا لم توضع في أجران أو زجاجات عادية، بل كانت تحظى باحترام كبير، فكانت تحضنها زجاجات وعلب مصنوعة بإتقان وجماليات تميزها عن غيرها. كان العطر ليس بحاجة لوعاء يحفظه بقدر ما كان قطعة من الطبيعة تهدى للمحبوب وترش بها أماكن الحب والعشق والتزاوج.
في شرقنا الساحر رغم غرائبه الكثيرة عرفت بلقيس بسيدة العطور، كما كانت كليوباترا تُعرف أنها عائدة من سفراتها بامتلاء الجو بعبق عطرها، فقد كانت تملأ سفينتها بعطورها، وتعيش حيثما كانت في هالة من الروائح الجميلة.
غلاء العطر يعود إلى أننا لا يمكن أن نقبض عليه بحواسنا، فنحن نشمه في لحظة وينتهي ليبقى لصيقا بالذاكرة، وكأنّه كنز كان بين أيدينا ثم فقدناه، لذلك يبدو استرجاعه عملية مكلفة، إذ لا يمكن أن نحصل على عطر نحبه إلا حين ندفع ثمنه غاليا. أليس أول ما نفعله حين نعود للوطن أننا نشم رائحة هوائه ونمتلئ بها؟ أليس أول شيء نفعله حين نعانق أمهاتنا هو أن نشم رائحتهن ونحاول أن نختزنها في ثنايا أجسادنا؟
منذ الثمانينيات وأنا أحتفظ برائحة «العطور الخالدة» كما أسميها في ذاكرتي، لأنها ارتبطت بأمي وأفراد من عائلتي وسفراتي الأولى وأماكن عنت لي الكثير.
« إستيلودر، أودوسوار من سيسلي، عطور كوكوشانيل» كلها حفرت لنفسها أماكن ثابتة في أعماقي، خاصة أنني لا أكتفي بشم العطر بالبحث عن قصته، فكما نحن نرتبط بكل عطر لأن له قصة معنا، فأيضا لكل ولادة عطر قصّة. «شانيل فايف» أو«شانيل 5» له علاقة وطيدة بالعنبر رقم خمسة في دار الأيتام، التي عاشت فيها كوكوشانيل، أذكر هذا التفصيل لأن مجتمعنا يعتبر «كوكوشانيل» عنوانا للفخامة والطبقة المخملية التي لم تذق الفقر، أما هي فقدّمت معجزاتها بكدها وعرقها لتثبت للعالم أن الفقر ليس قدرا أبديا، ولكنه تربة خصبة تنمو فيها حدائق الفرح والجمال إن شئنا. كيف هذبت السيدة الفقيرة حواسّها؟ لا أدري. أعرف فقط أنها سيدة موهوبة ورفضت بكل قوتها أن تُعَلِّب مواهبها وتنتظر الفرج من السماء دون أن تفعل شيئا.
وكما بإمكاننا أن نُعوّد حاسّة الشم على الروائح الجميلة فنهذب صاحبها، ونجعله يعمل على جعل محيطه يعبق برائحة الزهور، فإن العين أيضا بإمكاننا أن نجعلها تدمن الجمال.
الله يرحمك يا توفيق الحكيم كم كنت حكيما.
أذكر كيف سحرني قصر محمد علي حين زرته وأنا طلبة جامعية، وكيف ذهلت حين رأيت قصر فرساي وتجوّلت بين غرفه، وكيف انخطف قلبي وأنا أقف أمام غرفة ماري أنطوانيت، وقاعة المرايا، ومتحف بيكاسو في مالقا، ووقفت كطفلة أمام متحف أديب الأطفال العالمي هانز كريستن أندرسن في أودنسة في الدانمارك عندما قرأت شعرا فيها. متحف لا تختصره الكلمات، إنه مذهل وكفى. لكني كنت في حضرة كاتب رائعة «بائعة الكبريت» التي ترجمت لـ 150 لغة. الإحساس نفسه انتابني حين دخلت غرفة جبران خليل جبران ورأيت سريرة الصغير الذي كان يحضن قامته القصيرة.
كنت أقول لنفسي أي مارد عظيم خرج من تلك القصيرة؟ وبسببه أحببت منطقة بشرّي كلها، بجبالها وهوائها البارد وطبيعتها الجميلة القاسية. طبيعة أعالي الجبال والقمم.
إحساس مشابه انتابني وأنا في امستردام في حضرة «فان غوغ» وجنونه بمتحفه، أما أحلى أثر في نظري فهو قصر الدولمباش في اسطنبول، جمدت تماما أمام الساعة التي توقفت عند وفاة كمال أتاتورك في غرفته. ثم لعلّه أصبح عشقا شخصيا لكل ما له سيرة ذاتية للعظماء، ثم امتد لعشق الأماكن وتميزها، ما زلت أذكر سحر كوتومبا في استراليا، وتحديدا الصخور الثلاث التي تحمل اسم «ثري سيسترز» أي الأخوات الثلاث ، ورحلة الدودة المضيئة في بريسبن، أذكرها ليلا عندما مشينا وسط الغابات والأشجار حتى نصل في النهاية إلى كهوف مليئة بشرانق الدود المضيئة وسط العتمة، وقفنا مذهولين تماما، أضعت أمام ذلك المنظر لغتي وقدرة لساني على التعبير. أي نعمة تلك التي حباني بها الله لترى عيناي كل ذلك الجمال الذي خلقه؟
إنها نعمة وإن كنت أحمد الله عليها وأشكره كثيرا فإني أيضا أعمل جاهدة لأمنح لنفسي متعة رؤية المزيد. وأظن أن العين كلما امتلأت بالجمال دفعت بالعقل ليعمل أكثر، وبالمشاعر لتبث الفرح الداخلي لدى الإنسان.
تربية العين مهمة، أقولها وصور جميلة تتوالى أمام ذاكرتي، عمّان ومهرجانات جرش، لندن بانكليش بير، طوكيو بـ»إن لوف»، قصر الحمراء في اسبانيا، خلال مئوية لوركا، لوحات الفلامنكو رقصا وموسيقى من أزقة الغجر إلى المسارح الحديثة، حكاية عشتها كاملة في تلك الذكرى المهمة.
والآن وأنا أكتب هذه المقالة أجدني مستيقظة الحواس كلها، وكل شيء عشته متميزا يتدافع بصور مختلفة لينال مساحة هنا أتقاسمها معكم.

حاسة الذوق

تعلّمت أن أكون كريمة على حواسي كلها، بما في ذلك حاسة ذوقي. في كل بلد أحط فيه أتذوق أطيب أطايبه، أحفظ الأكلات اللذيذة وأسأل عن مكوناتها وأسجلها في ذاكرتي، وأبدا لم أكن من ذلك الصنف المتعالي الذي يعتقد أن الوفاء لمطبخ بلاده واجب يمنعه من تذوق أكل الآخرين. كنت دوما طليقة وحرة أعيش دون حواجز داخلية تحرمني من متعة الاكتشاف. عرفت المطبخ التايلندي والياباني والفيتنامي وعشت رحلة خيالية مع «أطعمة» خارقة أساسها خلطات وبهارات ومكونات استثنائية من كل بلد.
لست أبدا من ذلك النوع الذي يزور بلدا ويحمل معه عاداته الشخصية، ويبحث عما ألفه، فقد كنت دوما محبة لاكتشاف الجديد لأملأ حقائب ذاكرتي بذخيرة جديدة ومتميزة..
أنا هكذا.
أعشق الجمال بكل أنواعه، وأغرف منه ما استطعت، أزياء، حلي، لوحات، موسيقى، فنونا بكل أنواعها. لا شيء يقف في طريقي، بل إن شغفي بالمعرفة يزداد كلما لامست الأشياء الجميلة والمختلفة في مكان ما.
لدي مشكلة كبيرة مثلا حين أدخل بيتا فخما لكن لا حياة فيه، لأن لا لوحات حقيقية تغطي جدرانه، ولا تحف فيها روح تزين زواياه، ولا روائح تهب في جنباته. البعض يحرص على أن يجعل بيته مثل تابوت لا حياة فيه، لا رائحة طبخ، ولا أزهار، ولا موسيقى ولا ستائر بألوان متناغمة مع الفرش. أشعر بصعوبة الحياة في بيوت خالية من لمسات مبدعين لم يحركوا مشاعر من يسكنونها. وربما كان ذلك أحد الأسباب التي دفعتني دون قصد مسبق لتحويل بيتي إلى متحف صغير، تملؤه توقيعات أحبة وأصدقاء وفنانين ومبدعين من الطراز الذي يسرق لهفة قلبي. لكل تحفة في بيتي قصة، ولا أمل من سرد كل قصة لزائري، ذلك أنني أبدا لا أتعامل معها كاكسسوارات بقدر ما أعتبرها كائنات حية جميلة تشاركني الحياة في مكاننا المشترك. سوريا، العراق، تونس، المغرب، البحرين. جدران بيتي قارة بأكملها تنبض بالحب والألوان ولكل لوحة حكاية.
لكل ضيف استقبله أيضا حكاية، قصائد وأغانيات.. أغنية «وحدن» سكنت وجداني لأسبوعين قبل ان استقبل الشاعر طلال حيدر. جاهدة وهي تصدح بصوتها الخارق في أعماق قلبي قبل أن التقيها، كأنها ترتب عرشا لها في داخلي. لمستغانمي أيضا حكاية حين قرأت روايتها «ذاكرة الجسد» وكيف حضرت لبرومو حلقتها حين استضفتها.. هذه كلها نعمة الحواس التي أبقيها حية تنبض، وتتنفس، تأخذ وتعطي وتثمر.. وهكذا يجب أن نتعاطى مع حواسنا وإلا ما معنى أن نملك خمس حواس كاملة، وكون ساحر يحيط بنا ونصنع لأنفسنا سجونا نعيش فيها حتى نموت، وتنطفئ حواسنا قهرا لأننا عطّلناها طيلة مدة حياتنا.
لدي الكثير بعد لأقوله، لكنني سأكتفي بهذا القدر، ولمن لم يطلق سراح حواسه بعد، فليطلقها في الفضاءات الجميلة ما استطاع، لأن الحياة حلوة ولكنها للأسف قصيرة.

٭ شاعرة وإعلامية من البحرين

آداب تدريب الحواس

بروين حبيب

مجلس الشعب يبصم فقط ويوافق على ما تريده السلطة التنفيذية والفساد تحول إلى أسلوب حياة

Posted: 02 Jul 2017 02:31 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : لا حديث للمصريين جميعا إلا عن الزيادات التي اعلنتها الحكومة فجأة في أسعار البنزين والسولار والبوتاجاز، وآثار ذلك على حدوث موجات من ارتفاعات الأسعار أكثر مما هي مرتفعة. ووصل الأمر إلى أن الرسام في «الأهرام» ماهر شاهد شحاذا يجلس على الرصيف فاعطاه جنيها ففوجئ به يرفضه ويقول له: يا باشا البنزين زاد أقل من خمسة جنيه هادعي عليك.
وبذل المسؤولون جهودا كبيرة لشرح أسباب الزيادة، وأن هذا المبلغ الذي تم توفيره من دعم الوقود سوف يوجه إلى مجالات اجتماعية للطبقات الفقيرة مثل، الصحة والتعليم ودعم السلع التموينية. وتعهد الحكومة بعدم زيادة أسعار مترو الأنفاق والسكك الحديد وتنظيم حملات للأمن لضبط الأسواق، وإلزام سائقي الميكروباصات بالتقيد بالزيادات، التي حددتها في الأجرة. كما تعهدت بضخ كميات كبيرة من السلع الغذائية مثل الزيت والسكر والأرز في الأسواق. وامتلأت الصحف المصرية الصادرة أمس الأحد 2 يوليو/تموز بذكرى ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران، وإن كان البعض قد تمنى أن تتم الزيادات في أسعار الوقود بعد مرور أيام من الاحتفال بها. ومن الأخبار الأخرى التي حفلت بها صحف أمس الدهشة من تصريح وزير البترول بعدم أي زيادة في أسعار الوقود، في الوقت الذي رفعت فيه الأسعار، ودفاع عن خطة الوزير في الخداع لمنع تكرار الأخطاء السابقة من ازدحام السيارات على محطات البنزين، ونشوب معارك فيها. وتحذيرات من خطورة رفع سعر أنبوبة البوتاجاز، لأنها ستؤدي إلى رفع أسعار الكشري وسندوتشات الفول والطعمية. والحكومة تتعهد بعدم رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق والسكة الحديد. وتوقعات بأن انتخابات مجلس النواب المقبلة ستتخلص من المعارضين، وسخرية من تبعيته للحكومة ودفاع عن أدائه. وصاحب صحيفة «المصري اليوم» يؤكد أن نسخة «الأهرام» تتكلف خمسة عشر جنيها وتباع بجنيهين، وأن إصلاح الأوضاع في المؤسسات الصحافية يتطلب تسريح 80% من العمالة. وصابرين بعد أن أدت دور زينب الغزالي تؤكد أن زينب كانت تتمنى أن تكون مرشد الجماعة. وأسباب الزيادة الكبيرة في نسبة الطلاق هذا العام.
واستمر الاهتمام بمباريات كرة القدم والنتائج الأولية لتصحيح أوراق امتحانات الثانوية العامة وتحليل لأفلام عيد الفطر والموجة الحارة الشديدة التي هبت على البلاد وسوف تستمر حتي يوم الثلاثاء. وبالنسبة للحوادث فأبرزها القبض على عدد من الجزارين في مدينة منيا القمح اشتروا ثلاثين عجلا ميتا، سعر العجل سبعة آلاف جنيه وذبحها وبيع لحومها لمحلات الكباب والكفتة. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة.

رفع أسعار الوقود

ونبدأ بالقضية الأهم للأغلبية الشعبية والتي صدمتها وهي رفع أسعار البنزين والسولار والبوتاجاز، التي قال عنها يوم السبت في «الأهرام» مريد صبحي في عموده «كلام والسلام»:
«صدرت صحف الخميس، تحمل نبأ لا تحريك لأسعار المحروقات حتى الآن، على لسان المهندس طارق الملا وزير البترول، وبينما كانت أيادي القراء تلتقط الصحف من على أرصفة الباعة؛ صدر بيان من مجلس الوزراء بتحريك أسعار المحروقات، بدءا من صباح اليوم نفسه. لاحظ لفظ تحريك أي ليس رفع الاسعار، بل هي فقط مجرد تحريك، لأن استخدام كلمة تحريك في مفهوم الحكومة الذكية سوف يخفف من آثار هذه القرارات الموجعة لدى محدودي الدخل ويجعلهم يتقبلون الدواء المر بنوع من الصبر والتقشف وشد الأحزمة على البطون الخاوية. والغريب أن هناك أكثر من مسؤول روج لمقولة لا تحريك لأسعارالوقود حتى الآن مع تأكيد كلمة الآن؛ ومنهم رئيس مجلس النواب وآخرون، علما بأن رجل الشارع العادي يعي ويدرك جيدا انه وفقا للاتفاق مع صندوق النقد الدولي وخطة الإصلاح الاقتصادي المرتقب، فإن هناك رفعا لأسعار الوقود والكهرباء والمياه، بدءا من أول يوليو/تموز الجاري تباعا حتى أغسطس/آب المقبل، ولكن استسهال الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة ومن وزراء مسؤولين في الحكومة شيء يزيد من الارتباك والالتباس بين المواطنين، ويزيد من عدم الثقة في حكومتنا الرشيدة، التي لا يدرك بعض أعضائها أن سبب تقبل المواطن للإجراءات القاسية للإصلاح الاقتصادي صدق ومصداقية الرئيس السيسي».

الطبقة الفقيرة الأشد تضررا

وفي صفحة الاقتصاد الثامنة في «أخبار اليوم» حذرت أميمة كمال في عمودها «لذا لزم التنوية» من تأثير زيادة سعر أنبوبة البوتاجاز على أسعار المأكولات الشعبية وقالت: «وكأنها لا تريد أن يهنأ الناس، فما كادت الحكومة أن تنتهي منذ أيام من الإعلان عن إجراءات أسمتها حماية اجتماعية، التي فهمها الجميع على أنها تعويض من الحكومة على ما أحدثه القرار القاسي، وهو تعويم الجنيه على مستوى معيشة فئات واسعة من المصريين، حتى نزلت بما هو أقسى من الإجراءات الاقتصادية، وهو رفع أسعار كافة أنواع البنزين والسولار والغاز واسطوانات البوتجاز، ولا أعرف حقيقة هل يصدق رئيس الوزراء أو أحد الوزراء نفسه حين يقول لنا بمنتهى الثقة، إن إجراءات رفع هذه المنتجات هي بغرض حرمان الأثرياء من التمتع بالأسعار المدعمة، ولصالح الفئات الأقل دخلا، وإن الأمر لا يعدو أن يكون زيادة في أسعار النقل 15٪، وإن الزيادة المتوقعة لمعدل التضخم (أسعار المستهلكين) لن تزيد على 5٪ كما جاء في المؤتمر الصحافي في مجلس الوزراء. وربما بالفعل هم يصدقون ذلك ولكن نحن لن نصدقهم لأن ما حدث في المرات السابقة التي تم فيها رفع أسعار المحروقات وقع العبء الأكبر على كاهل الطبقات المتوسطة، التي استقطعت القدر الأكبر من دخلها للحصول على قروض، واستغنت بذلك عن جانب كبير من الاحتياجات المعيشية للأسرة، من أجل شراء سيارة مستعملة متواضعة تقيهم ذل المواصلات، ووقع أثرها بدرجة أكبر بكثير على الطبقات الأقل دخلا، خاصة أن اسطوانات البوتاجاز ترتفع دائما بالنسبة الأعلى، وبالتالي يكون وقعها شديد الأثر. الوقع الأول لها تكلفة شرائها، والثاني هـــــو رفع ثمن ساندوتشات الفول والطعمية والبطاطس والباذنجــــــان وطبق الكشري، وهي الأطباق الرئيسية على مائدة هذه الطبقات، وليس هذا فقط، ولكن رفع أسعار البنزين والسولار سيزيد من تكلفة «التوك توك» والميـــكروباص و«التمناية» والجرارات الزراعية وماكينات الصيد، وهي كلها أمور لا يقربها الأثرياء، في أي شكل من الأشكال، ناهيك عن رفع أسعار نقل كافة السلع التي تستهلكها الفئات محدودة الدخل».

روشتة للعلاج

كما نشرت مجلة «روز اليوسف» تحقيقا لنعمات مجدي استطلعت فيه آراء عدد من الخبراء وأساتذة الاقتصاد وجاء فيه: «الدكتور جودة عبد الخالق وزير التموين الأسبق، يرى أن الحكومة عليها أن تعلن فورا قائمة استرشادية بأسعار الخضر والفاكهة، على الأقل لكي تستخدم كمرجعية لضبط الأسواق. ويضرب لنا مثلا أن سعر الأرز أرتفع بحوالي 19٪ في شهر واحد/ رغم أن إنتاجنا منه يزيد على استهلاكنا، مؤكدا أنه عندما كان وزيرا للتموين واجه ألاعيب مافيا الأرز، فطلب من التجار في البداية تحمل مسؤوليتهم الاجتماعية، ولكنهم أصروا على أن المسألة تخضع لقانون العرض والطلب، ومن هنا كان لابد من إنهاء احتكارهم للسوق. ويفند عبد الخالق باقي الروشتة في النقاط التالية: البدء فورا في إعلان اقتصاد حرب وتطبيق برنامج جاد للتقشف، لتقليل الطلب وزيادة إجراءات دفع عجلة الإنتاج لزيادة العرض الكلي، إعادة النظر في الإنفاق الحكومي غير الضروري مثل، سفر المسؤولين إلى الخارج والاحتفالات في الداخل، مراجعة قائمة المشروعات الكبرى مع تنفيذ مشروع قومي لتأهيل شبكة الصرف المغطي للأراضي الزراعية في بحري والسعيد، العمل بنظام الضريبة التصاعدية على الدخل، ويعاد العمل بالضريبة على الأرباح الناتجة عن معاملات البورصة. ويرى الدكتور مصطفى السعيد وزير الاقتصاد الأسبق أن الحكومة عليها أن تصدر تشريعات تغلظ العقوبات على التجار في حالة زيادة الأسعار بنسب مبالغ فيها، فبالتأكيد سوف تكون هناك زيادة في أسعار أغلب السلع التي نستهلكها، وبالتالي لابد من سرعة وضع قوائم بالسلع الاسترشادية».

المندهشون

وإلى «الشروق» ورئيس تحريرها عماد الدين حسين وعموده اليومي «علامة تعجب» في الصفحة الثانية، حيث هاجم عددا من النواب والشخصيات العامة واتهمهم بالنفاق لأنهم عارضوا القرارات، رغم أنها كانت معروفة منذ مدة وقال: «اليوم أتحدث عن «أولئك المندهشين» وللأسف اكتشفت أمس أنهم كثيرون من النواب والسياسيين والإعلاميين والشخصيات العامة، بعض هؤلاء خرج عقب الإعلان عن هذه الزيادات ليقول إنه فوجئ بها، وكأن الحكومة «ضحكت عليهم وقدمت لهم حاجة صفرا ليشربوها». مثل هذه النوعية من الناس إما أنها تخدع المواطنين الغلابة، أو تعيش حالة جهل مركب. لا أحد فوجئ بهذه القرارات وهي معروفة للجميع، والسبب بسيط لأن الحكومة فعلا أعلنت عنها أكثر من مرة وبطرق متعددة، بيانات كل حكومات الرئيس السيسي وآخرها حكومة شريف إسماعيل أعلنت أكثر من مرة أمام البرلمان أن هناك خطة على خمس سنوات لإلغاء دعم الطاقة بصورة كاملة أو شبه كاملة، وقبل حوالي شهرين حينما وقف أحد أعضاء مجلس النواب في دمياط يطلب من الرئىيس السيسي تأجيل زيادات الوقود، انتفض الرئيس في وجهه وقال له «من أنت» بصورة شديدة العصبية، وتفسيرها الوحيد هو رفض تأجيل إعلان الزيادات، ثم أن نواب البرلمان ناقشوا الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وصوتوا عليه بالموافقة بعد بدء تطبيقه على أرض الواقع، والمؤكد أنهم يعلمون أنه يتضمن رفع الدعم عن الطاقة، وهو الأمر الذي أكده بعض النواب الشجعان، خصوصا في لجنة الطاقة.
مؤشر آخر ومهم تم قبل أسبوعين حينما أعلنت الحكومة عن حزمة الحماية الاجتماعية، خصوصا لمحدودي الدخل، وتضمنت رفع قيمة المخصصات للفرد الواحد من السلع التموينية إلى 50 جنيها بنسبة زيادة حوالي 140٪ إضافة إلى علاوتين اجتماعيتين بنسب 7 و10٪ وزيادة المعاشات بنسبة 15٪. كل هذه القرارات كانت للتمهيد لقرارات رفع أسعار الوقود، ولم تكن لوجه الله تعالى. نحن منكوبون ليس فقط ببعض السياسات الخاطئة ولكن بمعارضين يتلونون حسب الأجواء أو بناشطين يعارضون فقط لمجرد المعارضة».

«دليل المحتار في زيادة الأسعار»

ولو توجهنا إلى جريدة «الوطن» سنجد مستشارها وأستاذ الإعلام في جامعة القاهرة الدكتور محمود خليل في عموده «وطنطن» يقول تحت عنوان «دليل المحتار في زيادة الأسعار» ساخرا من الحكومة: «زيادة أسعار البنزين والسولار والغاز وأنابيب البوتاجاز والسجائر وكروت الشحن، وما سيتبعها من انفجار أسعار باقي السلع والخدمات، هذه الزيادات كوم والمنطق الذي يُبرّر به البعض هذه الزيادات كوم آخر، وهي إن دلت على شيء فهي تدل على سخف يرقى إلى مستوى الجهل من جانب من يُردّدها، وسذاجة إلى حد «العبط» ممن يلتقطها ويُردّدها، تعالَ نُناقش بعض الرسائل الكوميدية التي أنصح بجمعها في كتاب يحمل عنوان «دليل المحتار في زيادة الأسعار».»زيادة الأسعار تصب في صالح الطبقات محدودة الدخل» تلك واحدة من الرسائل التي ردّدتها ألسنة «المبرراتية» ولست أدري كيف فكروا ثم تمخّضوا هذه العبارة فليُحدّثنا هؤلاء عن سعر ساندوتش الطعمية أو طبق الفول أو طبق الكشري، بعد تحريك أسعار الوقود ويقولون لنا كم سيكون؟ والفول والطعمية والمكرونة هي الوجبات التي يلجأ إليها محدودو الدخل لملء معداتهم الخاوية، استناداً إلى أنها الأرخص والأقدر على منحهم شعوراً بالامتلاء والشبع. لا أطلب من هؤلاء أن يحدّثونا عن أسعار الدواجن واللحوم فتلك الوجبات لم يعد أمام محدودي الدخل سوى النظر إليها وتأملها جيداً ثم ترديد عبارة «إلى اللقاء في جنات الخلد».

الإصلاح تحد

هذه الزيادات سوف تؤثر على الأغنياء أيضا كما أخبرنا بذلك في «الأهرام» أحمد عبد الحكم بقوله في بابه «كلام سياسة»: «أي إجراءات اقتصادية تستهدف إصلاح الموازنة العامة وترشيد منظومة الدعم، وإعادة ترتيب الأولويات لا تقتصر وطأتها على الفقراء، بل يتأثر بها الأغنياء من رجال أعمال ومستثمرين وصناع على مختلف مستوياتهم، وتمس هذه الإجراءات الطبقة المتوسطة، من مهنيين وأطباء ومهندسين ومحامين وأساتذة جامعات وكوادر أخرى عديدة. الإصلاح قاس على الجميع، ما يخفف آثاره العنيفة هو خبرة وأدوات صانع القرار الاقتصادي والسياسي، ترشيد الدعم مثلا لا يستهدف عدم تحميل الميزانية العامة أعباء إضافية، أو خفضها فقط، ولكنه يعني ضمن أدوات أخرى كثيرة، نقل ميزانيات من بند إلى آخر، نقل جزء من دعم الوقود إلى خانة التعليم والصحة، وتحويل جانب من مخصصات الكهرباء والمياه لإصلاح نظام المعاشات، وهكذا الإصلاح ليس سهلا أو رفاهية بل هو تحد ضخم».
إثارة الفوضى

بينما ركز زميله في «الأهرام» أحمد عبد التواب في عموده اليومي «كلمة عابرة « على تسبب الحكومة في إثارة الفوضى بين الركاب وسائقي سيارات الميكروباص والتاكسي بقوله: «لماذا علينا أن ننتظر وأن نعاني كل مَرّة ترتفع فيها أسعار الوقود، حتى يجرى التصويب الحتمي لتعريفات سيارات التاكسي والمايكروباص والسيرفيس؟ رغم أن طبيعة الأمور تؤكد من كل الخبرات السابقة، أن التأجيل سوف يؤجج منذ الدقائق الأولى مشاحنات في طول البلاد وعرضها، تستنزف الركاب وهم ملايين المواطنين، مع السائقين إلى حدود الاعتداءات البدنية، وقد تتدهور الأمور كثيراً إلى حدّ الإصابات وحدث مرات أن وقع قتلى! ثم وبعد مماطلة غير مفهومة الأسباب يتخذ المسؤولون قراراتهم التي كان من الواجب أن تصدر مبكراً، وفيما لا يعرف أحد لماذا كان التأجيل ولماذا لا تكون التعريفة الجديدة ضمن الإجراءات الأساسية المكملة لقرار الزيادة وأن تعلن في التوقيت نفسه، ثم وبعد أن تهدأ الأمور قليلاً تتكرر الأخطاء نفسها بالتفصيل الممل، عند إصدار قرار آخر بزيادة أخرى، فندخل الدوّامة نفسها، وكأننا لا نراكم خبرات، ورغم أن وسائل نقل الركاب أكثر إلحاحاً، إلا أن هذا لا يلغي أثر زيادة قيمة الوقود في ارتفاع أسعار كل السلع بعد زيادة تكلفة نقلها وهو ما يحتاج لتناول مستقل»..

نتائج خطيرة

ورغم أن كذبة الوزير بريئة وضرورية، ورغم أن القرار ضروري من الناحية الاقتصادية، حسب تقديرات الحكومة إلا أن نتائجه ستكون خطيرة، كما جاء في تحقيق عبد الحريم أبو شامة في «الوفد»: «وأكد الدكتور عبدالنبي عبدالمطلب الخبير الاقتصادي، أن القرارات الأخيرة من المؤكد أنها ستضر بالمواطنين، وتؤثر بشكل كبير على الاقتصاد المصري وستؤدي إلى رفع معدلات التضخم، كما تهدد خطط الدولة في جذب المستثمرين. لافتا إلى أن الحلول المقترحة التي ستفكر فيها الحكومة هو رفع أسعار الفائدة من جديد، وهذا سوف يؤثر سلبا على المستثمر المحلي أو الأجنبي، وبالتالي لن تأتي إلا الأموال الساخنة للبلاد، وهي عادة تدخل بكثافة وتخرج بكثافة أيضا، وتسبب كوارث للاقتصاد في كل الأحوال».

مجلس النواب

وإلى مجلس النواب والمعارك والردود المتنوعة حوله ويبدأها في «أخبار اليوم» خفيف الظل محمد عمر بسخريته من مجلس النواب وانتخاباته المقبلة بقوله في عموده «كده وكده»: «لن تكون مفاجأة أن يأتي مجلس النواب المقبل (بعد سنتين) خاليا من أي معارضة، فالمشرفون على الحياة البرلمانية وعلى تسكين واختيار النواب (ده يجي وده ما يجيش) لم يرق لهم على الإطلاق. ما جرى السنوات الماضية من معارضة (المعارضة) وبالأخص في قضية تيران وصنافير لأنها «أخدت في وشها»‬ قرابة الـ120 نائبا، أغلبهم من ائتلاف الدولة المعروف بـ»‬دعم مصر» ولهذا السبب بدأ التفكير في مجلس بلا معارضة، ولأن أصحاب القرار البرلماني عديمو الحيلة وقليلو الخبرة والتجربة السياسية، فلم يجدوا أمامهم نموذجا يحتذون به إلا عمنا أحمد عز، مفجر ثورة يناير/كانون الثاني، وتطبيق مقولته الشهيرة قبل نهاية برلمان 2010 «‬نائب اليوم سيكون نائب الغد»، في إشارة إلى أن من سيرضى عنه الائتلاف من الأعضاء سيكون له مكان في البرلمان المقبل (الورق ورقنا) أما التانيين (فيبقوا يقابلوني لو شافوها). وبدأ هؤلاء يرددون بقوة أن هناك قانونا للانتخابات يجري إعداده (وغالبا لن يطرح إلا قبل نهاية الدورة البرلمانية) يضمن أن يأتي المجلس كله من المرضي عنهم لأن 75٪ من المقاعد ستخصص للقوائم «‬بتاعة الدولة» والباقي للفردي اللي برضه حترشحه الدولة».

شرعية منقوصة

وفي «المصري اليوم» كان مقال الكاتب طارق عباس عنوانه «النواب في خدمة الشعب» قال فيه عن المجلس: «منذ أول يوم جلس فيه النواب تحت قبة البرلمان في يوم 10 يناير/كانون الثاني عام 2016 والإحساس العام بأن هؤلاء النواب لن يكونوا على المستوى المطلوب من الأداء الجيد، ولن يحصلوا على ثقة الناس وحبهم بالقدر الذي يتناسب مع أهمية المرحـــلة، وخطورة اللحظة الراهنة، خاصة أن مجلسهم هذا قد وُلِدَ بشرعية منقوصــــة أنتجتها نسبة لا تجاوز 25٪ من إجمالي أصوات الناخبين، وأنتجتها كذلك قوانين سمحت بمشاركة قوى سياسية على حساب قوى سياسية أخرى. والأهم مــن ذلك أن مجلس النواب الجديد كان مطلوبا منه ـ وفق ما قضى به دستور عام 2014 ـ التصديق على 342 قانونا، كانت قد صدرت خلال فترة غياب البرلمان، على أن تتم عملية التصديق هذه خلال 15 يوما من تاريخ انعقاد أول جلسة تحت القبة. وعلى الرغم من صعوبة المهمة وربما استحالتها، إلا أنها تمت بصورة أعطت انطباعا لدى عموم المصريين بأن هذا المجلس لم يأتِ ليــــدرس ويحلل ويناقــــش ويسأل ويستجوب، وإنما ليبصـــم فقط ويوافق على ما تريده السلطة التنفيــــذية حتى ولو كان ضد المنطـــق والمقبول».
سنة ثانية برلمان

لكن عضو المجلس أنيسة عصام حسونة أشادت بالمجلس في عمودها «سبع ستات» في «المصري اليوم» من خلال تجربتها وقالت: «وبينما نحن على ثقة من إخلاص جميع أعضاء المجلس الموقر، رئاسة وأعضاء في خدمة الشعب المصري، فإنه في الوقت ذاته يبدو جليا للعيان أن هناك نقصا في التناغم اللازم ليظهر عمل المجلس بصورته الإيجابية، من خلال إعطاء الفرص المتساوية لجميع النائبات والنواب للتعبير عن آراء ناخبيهم، فهم إن لم يتحدثوا تحت القبة فأين ستتاح لهم فرصة الحديث؟ كما يجب أن تصل إلى الحكومة رسالة واضحة مفادها أن تأخيرها في إرسال مشروعات قوانينها إلى المجلس لن يمنع المجلس من إصدار التشريعات التي يقدمها أعضاؤه، فهذا المجلس سيحاسب من جانب الشعب على أدائه، وقد قارب نصف مدته على الانتهاء، وإذا لم يحرز درجات النجاح في هذا الاختبار العسير فسيسقط بجدارة دون درجات رأفة».

مشاكل الصحافة

وإلى الصحافة ومشاكلها التي عاد للتذكير بها صاحب جريدة «المصري اليوم» ورجل الأعمال صلاح دياب في عموده اليومي «وجدتها» الذي يوقعه باسم نيوتن: «علينا الاعتراف بأن صناعة الصحافة مهددة بالانهيار، القومية أو الأهلية على السواء، أو حتى الهجين بين الصحف الخاصة، التي تشرف عليها بعض الأجهزة. يوم اختفاء أي جريدة عن الصدور، سيكون نذير شؤم على الجميع. إلغاء الدعم بالتدريج اتجاه عام للدولة لن يسمح باستثناءات، ولذلك إذا افترضنا أن المؤسسة الصحافية يصلها على سبيل المثال 500 مليون جنيه دعماً كل عام من الدولة، وافترضنا أن توزيعها 100 ألف نسخة يوميا، معنى ذلك أن تكلفة النسخة على المؤسسة تصل إلى 15 جنيهاً دعماً، بالإضافة لسعر البيع 2 جنيه، لنا أن نغير في أرقام الدعم والتوزيع ليكون القياس مع الفارق مطلوب جراحة دقيقة عاجلة، المشكلة الكبرى تكمن في العمالة الزائدة، معظم الدعم الذي تحصل عليه المؤسسات الصحافية أو التلفزيون يذهب للأجور، لا مجال هنا للتطوير. إذا أردنا تغيير الوضع فيجب أن تتولى الدولة مباشرة أمر العمالة الزائدة تتولى رعايتهم حتى يصلوا سن المعاش، وتنطلق المؤسسات نحو النجاح لا داعي لنستمر 20 سنة أخرى مكبلين بالفشل».

وظيفة حلوة ومضمونة

لكن السيد البابلي في «الجمهورية» رسم صورة أكثر قتامة لمستقبل الصحافيين والصحف، إذ قال في عموده اليومي «رأي»: «ونتحدث عن أزمات وتحديات مهنة الصحافة والعاملين فيها، ولا تبشر أو تدعو للكثير من التفاؤل، في ظل تراجع إيرادات الصحف وانخفاض التوزيع، ونبدأ من صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ذائعة الصيت، التي قررت تخفيض عدد المحررين فيها، بنسبة كبيرة. وصحيفة «نيويورك تايمز» أقدمت على هذه الخطوة رغم أنه لا يوجد هناك من لا يعمل ولا يؤدي التكليفات الموكولة إليه على أكمل وجه، ومعنى لجوء الصحيفة إلى قرار الاستغناء بالجملة هو أنها لم تعد قادرة على الاستمرار دون تخفيض في النفقات، حتى إن كان على حساب العاملين لديها. والخطوة التي أقدمت عليها الصحيفة الأمريكية لو تم الاقتداء بها في مصر وقلدتها الصحف المصرية لتم الاستغناء عن 80٪ على الأقل من العاملين فيها، فالذين يصدرون هذه الصحف القومية لا تزيد نسبتهم عن 20٪ من إجمالي العاملين، والباقون يكتفون بانتظار العلاوات والمرتبات والبحث عن الترقيات بالأقدمية، وبعضهم أيضا لا وظيفة له إلا الوقوف على سلالم نقابة الصحافيين ورفع الشعارات وتوجيه الاتهامات وتخوين الخصوم وإرهابهم. وظيفة حلوة ومضمونة وبلسان طويل».

مسلسلات وأفلام

ولا يزال هناك اهتمام وإن تضاءل بالمسلسلات في رمضان، وكذلك أفلام سينما العيد، ونشرت «البوابة» في صفحتها العاشرة الخاصة بالفن حديثا مع الفنانة صابرين، أجرته معها ريم حمادة وقالت عن أدائها دور السيدة زنيب الغزالي في الجزء الثاني من مسلسل «الجماعة»: «زينب الغزالي ست مريضة بالقيادة، فكانت تتمنى أن تكون مرشدة الإخوان مثلا، كما أنها تثقل حروفها من دهب، وهي تتحدث ويمكن لها أن تضحي بأي شيء من إجل إحياء الجماعة. أما فكريا فهي شخصية مركبة، حيث إنها تنويرية تتبع هدى شعراوي وتحب أن تقود لا أن تقاد. وعلى الرغم من ذلك تستجيب لأوامر الإخوان وتنصاع لمبدأ السمع والطاعة المتبعة بالجماعة. حقق المسلسل صدى قويا، وقبل أدائي لهذا الدور، الناس كانت تقابلني وتبتسم وتضحك، لكن دلوقت الناس بتقابلني وهي خايفة مني، تبتعد عنى خطوتين وبعدين يرجعوا يسلموا. وهناك من يترددون وما يسلموش ويمشوا، بس مبسوطة من الإحساس ده لأنه يوضح كيف أثرت الشخصية في الجمهور. انبهرت بأداء ياسر المصري، وتجسيده لشخصية جمال عبدالناصر، لأن شخصية ناصر صعبة جدا، ومش أي حد يقدر يشتغلها أو حتى يقبل تجسيدها، وكان آخر حد اشتغلها صح هو الفنان أحمد زكي. أيضــــا محمد فهــــيم عامل دور مفاجأة وهو «سيد قطب» خاصة أنه كوميديان فهذا شيء يحسب له. وكذلك عبدالعزيز مخيون رائع ومحمد البياع ونضال الشافعي ورمزى لينر حتى مشهد أحمد بدير كان رائعا».

رمضان يقضي على رمضان

ومن مسلسل «الجماعة» وصابرين إلى فيلم «جواب اعتقال» بطولة الفنان محمد رمضان الذي عرض في العيد، وقال عنه الناقد طارق الشناوي في عموده اليومي «أنا والنجوم» في «المصري اليوم»: «هل هو موهوب؟ نعم هو أكثر- وليس فقط من أكثر- الممثلين الذين ظهروا في السنوات العشر الأخيرة موهبة هل يتمتع بكاريزما؟ بكل المقاييس هو نجم جاذب للقطاع الأكبر من الجمهور، أين تكمن المشكلة؟ لا أشك لحظة واحدة أن محمد رمضان يتعرض لحملة شرسة من أجل القضاء على المكانة الرقمية التي حققها، ومن يضيرهم ذلك وهم كُثر يسعون للقضاء عليه وإثبات أنه مجرد فقاعة مؤقتة ستتلاشى سريعا. المفاجأة أن من يلعب دور البطولة في القضاء على رمضان هو رمضان نفسه، فهو لا يدخر وسعا في توجيه الضربات المتلاحقة إلى رمضان على المستوى الشخصي، كثيرا ما يصرح بما يستفز الجميع بحصوله على الأجر الأعلى، حتى لو كان ذلك حقيقة كان عليه أن يحتفظ بها لنفسه، من الممكن أيضا أن يغضب جمهوره بنشر صورته بين عربتيه الفارهتين، يمر زمن وينسى الناس (البوست) المستفز ويبقى المأزق الأكبر أنه اختيار رمضان للأعمال الفنية، ما أن خرج من حفرة «آخر ديك» حتى وقع في دحديرة «جواب اعتقال»، نجومية رمضان لم تستطع حماية الإيرادات من الهبوط السريع بدأ الفارق شاسعا «هروب اضطرارى» يحقق ضعف «جواب اعتقال» وصار الآن يقترب من ثلاثة أضعاف ليس بسبب قوة الأول، ولكن للتردى الشديد في الثاني، الفيلم يحمل أسباب هزيمته الشنعاء الخطة هي إسكات رمضان عن ترديد مقولته الشهيرة «ثقة بالله أنا الأول».

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات التي واجهها المجتمع المصري، ومنها زيادة حالات الطلاق حيث نشرت «الوطن» حديثا مع الشيخ إسلام عامر نقيب المأذونيين أجراه معه سعيد حجازي وسلمان إسماعيل، ومما قاله فيه عن عدد حالات الطلاق في هذا العام: « 24ألف حالة طلاق لدى المأذون منذ يناير/كانون الثاني 2017 وحتى مايو/أيار مقابل 300 ألف عقد زواج موثق لدى مأذون شرعي. وحالات الطلاق التي أتحدث عنها ليست ضمن أحكام الطلاق والخلع التي جرت في المحاكم، وتلك النسبة تختلف عن نسبة العام الماضي، فنحن وثقنا نحو 160 ألف حالة طلاق خلال العام الماضي، مقابل 970 ألف عقد زواج شرعي لدى مأذون، ونواجه هذا العدد من حالات الطلاق بعيداً عن المحاكم، فأصدرنا تنبيهات على المأذونين من النقابة بضرورة محاولة الصلح بين الزوجين وإقناعهما بعدم إتمام الطلاق، مع التشديد على كل مأذون بأن يلتزم بدائرته الجغرافية، حتى يكون على علم وعلى معرفة وصلات بأهالي منطقته، ويسعى للصلح في مثل هذه الحالات، وحددنا هذا الأمر في أن الطلاق الغيبي يجب أن يتم في النطاق الجغرافي للمأذون، ونحاول الحد من ظاهرة الطلاق في أي شكل، كما نحاول التوفيق بين الطرفين حتى لا تصل المشكلة بينهما للطلاق. أغلب حالات الطلاق التي مرت عليّ كان سببها الحالة الاقتصادية، ما يتسبب في ضغوط نفسية وعصبية على الزوجين، كذلك عدم الإنفاق وإهمال الرجل لبيته فنجد الرجل يجلس على المقهى مع أصدقائه ينفق ماله المقرر صرفه على بيته لتوفير الاحتياجات المنزلية والأسرية، كذلك أمور أخرى غير ضرورية وهناك حالات طلاق سببها الضعف الجنسي، ولكنها تكون مخفية بقدر المستطاع، والطرفان يحاولان عدم ذكر سبب الطلاق ولا يريدان التحدث بشأنه فيقولان أن هناك أسباباً شخصية ولن نتكلم فيها لكن هذه الحالات ليست كثيرة إلى الحد الذي يمكن أن نطلق عليه ظاهرة».

الدعم لمن يستحقه

ومن مشاكل الطلاق وأسبابه إلى مشكلة الفساد المنتشر في مصر وقال عنه خالد ميري رئيس تحرير «الأخبار»: «الدولة وضعت يدها على الأسباب الكاملة للفساد، الذي تحول خلال سنوات طويلة مضت من حالات فردية إلى أسلوب حياة أسباب تتنوع من انتشار المحسوبية والفقر إلى تدني الرواتب وفساد الأخلاق، ومن بطء التقاضي وغياب العدالة إلى توزيع الأراضي على أصحاب النفوذ وغياب الشفافية، كلها أسباب ترسخت على مدار سنوات، والمواجهة بدأت منذ ثلاث سنوات ولن تتوقف، حتى يستعيد الشعب حقه من الفاسدين. الحرب على الفساد جزء مهم من منظومة الإصلاح الاقتصادي الذي اختارته الحكومة، ورغم أن دواء الإصلاح مُر إلا أن الفساد الذي تفشي على مدار سنوات طويلة لم يترك لنا علاجا آخر، وجزء رئيسي من نجاح العلاج يتم بمحاصرة الفساد وبتره في كل مكان. إحساس المواطن بالعدالة والشفافية وبنهاية عصر المحسوبية هو سنده الحقيقي في تحمل فاتورة الإصلاح. محاصرة الفساد تضمن وصول الدعم لمن يستحقه وتضمن ألا يتمتع بثمار التنمية الا كل من يعمل ويعرق».

مجلس الشعب يبصم فقط ويوافق على ما تريده السلطة التنفيذية والفساد تحول إلى أسلوب حياة

حسنين كروم

الطريق إلى وقف حراك الريف وتحقيق مطالبه ما زال مجهولا وكشف الحاجة الماسة إلى نخب سياسية حقيقية

Posted: 02 Jul 2017 02:30 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: لا زال الطريق إلى وقف حراك الريف وتحقيق مطالبه، مجهولا، لا ضوء في نهاية نفقه، يهدأ قليلا دون أن ينتهي، ويتوسع دون أن يصل إلى حراك على امتداد المغرب، على غرار حراك 20 فبراير/شباط 2011، الذي حفز على إصلاحات سياسية ودستورية واجتماعية.
وإذا كان نشطاء الريف يؤكدون على اجتماعية وتنموية مطالبهم، وإضافة مطلب إطلاق سراح المعتقلين من قياداتهم، فإن امتداد الحراك على مدى 8 شهور، وكيفية تدبير الدولة له، أضفى بعدا سياسيا على الحراك، وأحيانا بعدا دستوريا، بعد ظهور الحكومة بضعف والأحزاب بوهن والهيئات المحلية المنتخبة ونخبة المنطقة التقليدية بغياب،وحتى عندما تطل، تطل مسيئة للعمل الحزبي ولدور النخبة.
وقالت نائبة برلمانية عن حزب العدالة والتنمية، الحزب الرئيسي في الحكومة، أن المشهد السياسي يشهد تقلبات كبيرة والانتكاس يتجلى كل يوم في شكل جديد، وأن حراك الريف «عرى خطورة الفراغ، وكشف الحاجة الماسة إلى أحزاب حقيقية ونخب حقيقية».
وكتبت، أمينة ماء العينين في تدوينة بموقع «فيسبوك» أن «الديمقراطية لاتزال مطلبا بعيدا وتيارات الجمود والمراوحة تكسب معركة كل يوم»، و«الخطاب يتحول تدريجيا إلى خطاب تقنوي لا يقترب من مفاهيم الكرامة والعدالة الاجتماعية.. ويهرب إلى لغة المليارات والمؤشرات والمشاريع..خطاب يخشى السياسة ويلجأ إلى لغة لا تقول شيئا ولا تترك أثرا».
واتهمت «الذين يخشون لغة الوضوح التي تعري قبحهم» على أنهم كثفوا جهودهم ووحدوا مؤامراتهم ليضعوا حدا للتوجه الجديد. «وأفلحوا في إزاحة شخص في مرتبة زعيم، فهل يفلحون في قرصنة حزب وإنهاء قصة صموده؟».
وتتواصل الاحتجاجات في منطقة الريف بأشكال متعددة، وبعد الوقفات في الساحات والمسيرات وإطفاء أضواء المنازل، واعتلاء السطوح والطنطنة (قرع أواني الطبخ) ابتدع شباب الحراك، وهروبا من هراوات الأمن والمنع، شكلا احتجاجيا جديدا، ويتمثل في نقل احتجاجاتهم إلى شواطئ البحر حيث قاموا بتنفيذ وقفاتهم، أول امس السبت، وسط مياه البحر، تحت شعار "حراك الرمال.. حراك البقاء"، وذلك بشكل متزامن وسط مياه البحر.
وأعلن الشباب أن هذه الاحتجاجات لن تتوقف فقط عند شاطئ الحسيمة الرئيسي، بل ستشمل شواطئ مناطق ساحلية أخرى.
وقرر النشطاء التنويع الجغرافي لاحتجاجاتهم بالخروج للاحتجاج في بلدات في محيط مدينة الحسيمة واتخذوا من منطقة امزورن مركزا للاحتجاج مرتين كل أسبوع ونشروا بين أوساط النشطاء تعميما «اتفق العديد من شباب الحراك في امزورن وقرروا تنظيم شكلين نضاليين سلميين في كل أسبوع، يومي السبت واﻷربعاء على الساعة الثامنة ليلا بتوقيت غرينيتش».

دور التواصل الاجتماعي

ونقل موقع «الاول» عن ناشطين أنهم قرروا هذا التحول في مسار حراك الريف، بسبب التضييق الأمني في الحسيمة الذي أصبح كبيرا لدرجة لا يسمح معه، بتنظيم وقفة أو مسيرة، دون حدوث اعتقالات في صفوف النشطاء.
وشهدت ساحة ماريشال في مدينة الدار البيضاء مساء اول امس السبت وقفة احتجاجية، نظمتها مبادرة الحراك الشعبي بالدار البيضاء التي تتكون من الأحزاب اليسارية، النهج الديمقراطي، والطليعة، وجماعة العدل والإحسان، ذات المرجعية الإسلامية رفعوا شعارات تطالب بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المدينة، وشعارات سياسية تعبر عن التضامن مع حراك الريف، وتطالب بحق التجمع والتظاهر وحرية التعبير، وبإطلاق سراح المعتقلين بسبب آرائهم السياسية، وتنتقد الحكرة والتهميش.
وأطلق مجموعة من رواد التواصل الاجتماعي الفيسبوك، حملة للمشاركة في مسيرة وطنية ضد الحكرة تقام بالدار البيضاء يوم الاحد المقبل اتخذوا لها شعار المسيرة لن نسكت! كفى من الحكرة! كفى من القمع .. وكل معركة عادلة في جزء من الوطن صداها يعم كل الوطن.
وقالت مواقع مغربية إن العشرات من المواطنين المغاربة المقيمين بأوروبا تجمعوا في وقفة احتجاجية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولاندا، بعد ظهر يوم السبت، من أجل التضامن مع الحراك الشعبي بالريف، والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وهتفوا أمام محكمة العدل بشعارات «اللصوص في القصور، والأحرار في السجون» و»الفوسفاط و2 بحورا.. عايشين عيشة مقهورة»، و»الشعب يريد سراح المعتقل.. إسقاط العسكرة..»العدالة حق الإنسان.. فين هي العدالة؟ والكرامة حق الإنسان..فين هي الكرامة؟ والحرية حق الإنسان..فين هي الحرية؟»…وعبرت شعارات المتظاهرين عن استيائهم جراء «قمع المظاهرات السلمية» و»اعتقال المتظاهرين»، فيما رفع آخرون يافطات تدعو إلى وقف العنف ضد التظاهرات.
وقال أحد النشطاء «جئنا اليوم لكي نحتج على الدولة الفرنسية كذلك، لأنها تشرعن الأعمال التي تقوم بها الدولة المغربية في حق إخواننا بالريف» وأضاف أنه بعد الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إلى المغرب، «تضخم القمع بشكل رهيب» محملا الدولة الفرنسية جانبا من المسؤولية فيما يقع بالريف، «من الواضح أن لهذا النظام يدا فيما يحدث في الريف» و»نطالب الدولة الفرنسية بعدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى والكف عن خطواتها الاستعمارية».
ويتم تداول عريضة موجهة إلى القضاء تطالب بإطلاق سراح معتقلي الحراك الذين حكم على بعضهم فيما بعضهم الآخر مازال يخضع للتحقيق. وقال الموقعون على العريضة إن «جملة الاعتقالات التي طالت نشطاء الحراك السلمي بالريف بالمغرب أثرت عليهم بشكل فردي وجماعي، لهذا أنشئت هذه العريضة لتبرئتهم وإطلاق سراحهم».
وطالب منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب بإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية «الحراك السلمي»، و»وقف كل المتابعات القضائية ضد نشطاء الحراك كمدخل أساسي لأي خطوة نحو بحث سبل الاستقرار في المنطقة على قاعدة مصالحة حقيقية كشرط وحيد وغير قابل للتأجيل لتجاوز الاحتقان السائد». وقال بيان للمنتدى «احتجاجا على تضخم الاعتقالات التعسفية واستمرار المتابعات القضائية، وتضامنا مع أمهات وآباء المعتقلين الذين يحاكمون في ظروف تغيب فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة في جميع مراحل الدعوى، فإنه يجدد التأكيد على شرعية الاحتجاجات السلمية بإقليم الحسيمة وروافده الترابية، وعلى مشروعية الملف المطلبي ذي الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية».
وقرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، متابعة المعتقل محمد العدولي في حالة سراح السبت، وذلك بعد إحالته عليه من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. وقالت المحامية بشرى الرويسي، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف إن العدولي تم الاستماع إليه من قبل قاضي التحقيق اليوم (اول امس) على الساعة العاشرة صباحا، وسيتم استئناف التحقيق التفصيلي ابتداء من اليوم الاثنين مع كل من محمد جلول الرجل الثاني في الحراك وعدد من رفاقه.
ويشكو محامو المعتقلين من مضايقات يتعرضون لها أثناء زياراتهم للمعتقلين في الدار البيضاء وهو ما نفته المندوبية السامية لإدارة السجون واتهمتهم بـ»ترويج مغالطات مجانية» عن وضعية المعتقلين أو تعرضهم للتضييق خلال اتصالهم بموكليهم، مؤكدة «قيامها بتوفير كل الظروف المناسبة حتى تمر عملية المخابرة في أجواء جيدة». وأوضحت المندوبية أن «المؤسسة السجنية تحتضن عددا هائلا من المعتقلين الاحتياطيين، وبالتالي فهي تستقبل يوميا عددا كبيرا من المحامين وتعمل على تسهيل مهامهم في حدود الإمكانيات المتوفرة، سواء في ما يتعلق بالعدد المحدود للقاعات المخصصة للمخابرة، أو ما يتعلق بالوسائل اللوجستيكية (الطاولات، الكراسي،…) « و» نظرا للعدد الكبير للمحامين الذين أعلنوا إنابتهم عن المعتقلين على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة الحسيمة، فقد كان حريا بهؤلاء التنسيق في ما بينهم من أجل التغلب على الإكراهات المادية واللوجستيكية الخاصة بتخابر المحامين مع النزلاء، بدل نشر مغالطات مجانية».

اتهامات بزعزعة الاستقرار

وأكد محند زياني، والد الناشطة في حراك الريف سليمة الزياني المعروفة في الحسيمة بـ«سيليا»، أن ابنته التي كانت تطالب إلى جانب نشطاء آخرين بمطالب اجتماعية مشروعة، «اختطفت» من لدن العناصر الأمنية ولم تعتقل.
ونقل موقع هسبرس عن زياني أن الأسرة لم تتلق أي إشعار من لدن وكيل الملك من أجل إيقاف ابنته «سيليا»، مشيرا إلى أنهم علموا باعتقالها عبر موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» وخلال توجه شقيقة سيليا للاستفسار عنها بمقر الدائرة الأمنية بمدينة الحسيمة، جرى «ابتزازها وقالوا ليها سيري شوفيها فين تاتبات ومع من تاتبات»، معتبرا أن هذا «استهزاء» وقال إن التهم الموجهة إلى ابنته «تافهة ولا يجب أن تذكر»، مشيرا إلى أن مبلغ «3000 درهم التي عثر عليها بحوزتها سلمها إياها مهرجان التويزة بمدينة طنجة الذي شاركت فيه بحكم أنها مغنية وفنانة ومسرحية، ومدير المهرجان مستعد لتقديم شهادته» ورد على اتهام تهديدها للاستقرار بالبلد «واش بنت بحال سليمة تقدر تزعزع، هي ما لقاتش حتى باش تقرا وتشري كتاب أستاذ في الجامعة تكمل دراستها، غادي تمشي تزعزع البلاد؟». وقال إن نشطاء الحراك الذين اتهموا بالانفصال «انفصاليين عن الفساد والمفسدين» وأن الساكنة تنتظر توقف هذه الأحداث، متهما العناصر الأمنية باستمرارها في تعنيف المحتجين بالضرب والاعتقالات، والاعتداء على النساء، مؤكدا أن «المخزن هو صاحب الفتنة، والحسيمة تحولت إلى غزة، الأمن ينتشر في كل مكان».
وعبرت الأحزاب المشاركة في ندوة دولية حول «اليسار وسؤال التغيير» نظمها النهج الديمقراطي اليساري المغربي يوم اول امس السبت بالدار البيضاء، عن إدانتها الشديدة لكل شكال القمع التي تمارسها السلطات المغربية تجاه الحراك الشعبي عامة وحراك الريف خاصة.
وقال بلاغ صحافي وقعه حزب «بوديموس» بإسبانيا و«الحزب الشيوعي» اللبناني وحزب «العمل» البلجيكي وحزب «العمال» التونسي و»النهج الديمقراطي» إن «هذه الأحزاب تتابع بقلق كبير مستجدات وتطورات حراك الريف والحراك الشعبي في باقي جهات المغرب، واتساع حملات القمع والاعتقال والمحاكمات»، معلنة تضامنها مع حراك الريف وكل الحراك الشعبي في باقي جهات المغرب، من أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومع النضال الديمقراطي للشعب المغربي.
وأدان البلاغ سياسة التهميش والاقصاء التي تدفع الجماهير الشعبية بالريف إلى الاحتجاج على أوضاعها الحالية والدفاع عن حقوقها وطالبت بإطلاق سراح كل المعتقلين على خلفية هذه النضالات وبإيقاف المتابعات في حق نشطاء الحراك، وفتح حوار مع نشطاء الحراك والاستجابة للمطالب الشعبية والتي تجمع كل الأطراف على مشروعيتها.

مشاركة شخصيات وطنية

ويقود المفكر المغربي عبد الصمد بلكبير مبادرة جديدة لتجاوز الأزمة التي تعيشها مدينة الحسيمة قرابة ثمانية أشهر، أعطاها اسم «خيط أبيض محو الحسيمة» تهدف لملمة الجراج وتهدئة الأوضاع والنفوس، واستثمار مسيرات الاحتجاجات في الوطن وذلك بتحويلها نحو طريق الحوار الوطني والجهوي الهادئ والمنتج والمحص، وبرعاية من قبل جميع المخلصين والأوفياء للوطن وللوطنية الحقة.
وأضاف بلكبير في النداء أن المسيرة ستقودها شخصيات وطنية ذات الثقة والمصداقية من الزعماء والعلماء ورموز المقاومة والمشايخ والأعيان… فضلا عن الهيئات النقابية العمالية والمهنية: القضاة والمحامين والأطباء والمهندسين والصيادلة ورجال الأعمال ونقابة التعليم العالي وأنها انطلقت، حيث بدأت الاتصالات لإنجاحها، في انتظار التحاق المقتنعين بها لتأييدها ومساندتها والدعوة إلى تحقيقها في أقرب وقت والمشاركة العملية في مسيرتها
وأعرب القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد العزيز أفتاتي عن دعمه للمبادرة وقال إنه سبق له أن تحدث مع بلكبير حولها وشجعه على إطلاقها، داعيا الشخصيات الوطنية ذات المصداقية من مختلف الأطراف والهيئات إلى الاستجابة لهذا النداء، داعيا رئيس الحكومة إلى المزيد من الجرأة في التعاطي مع ملف الحسيمة.
ونقل موقع العمق عن افتاتي «رغم أني كنت من بين الداعين إلى خروج حزب العدالة والتنمية من الحكومة عند إعفاء بنكيران من تشكيلها، إلا أن التحركات الأخيرة التي يقوم بها العثماني في هذا الملف تجعلني أعبر عن دعمه وأدعوه إلى المزيد من الجرأة في التعاطي مع ملف الحسيمة من أجل الوصول إلى انفراج تاريخي كما هو مأمول من مختلف القوى الديمقراطية.
واعتبر أفتاتي أن مسيرة الرباط التي جرت الشهر الماضي لدعم حراك الريف كانت رسالة بليغة وواضحة أنه ينبغي تأهيل الأجواء للانفراج، وذلك عبر وقف الملاحقات أولا، والإفراج عن المعتقلين بأقاليم الحسيمة والدريوش والناظور، مشددا على أن العثماني مطالبٌ بأن يبرمج زيارة إلى الحسيمة بدون وسائط، ومطالب بإخراس صوت خدام الدولة وأبواق زعماء الأغلبية التافهة، وأن يستمر في التواصل بشكل مباشر مع الساكنة. وطلب افتاتي رئيس الحكومة تكليف وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان مصطفى الرميد بتهيئة رزمة من الخطوات التي من شأنها انفراج الوضع، واستقبال عائلات المعتقلين والائتلاف الحقوقي الذي يترأسه بنعبد السلام، معتبرا هذا الإئتلاف يتمتع بمصداقية، والانفتاح على نخبة الريف الحقيقية سواء في الداخل أو بلاد المهجر.

الطريق إلى وقف حراك الريف وتحقيق مطالبه ما زال مجهولا وكشف الحاجة الماسة إلى نخب سياسية حقيقية

محمود معروف

اليمن: الحكومة تواجه صراعا مع التمرد الانفصالي الجنوبي المدعوم من الإمارات

Posted: 02 Jul 2017 02:30 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: تواجه حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تمردا من قبل المجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد السياسي والعسكري، إثر الرفض لقرارات هادي التي صدرت الأربعاء الماضي وقضت بإقالة 3 محافظين. وتزامنت عمليات التمرد مع تحركات سياسية وعسكرية وإعلامية تقوم بها قيادات المجلس الانتقالي في دول الإقليم وأيضا في المحافظات الجنوبية، والتي سعت إلى عقد اجتماع هيئة رئاسة المجلس في المكلا، مركز محافظة حضرموت، خلال الأسبوع الماضي ولم تفلح حتى الآن.
ويحاول المجلس الانتقالي الذي شكلته مؤخرا شخصيات جنوبية محسوبة على الحراك الجنوبي الانفصالي المسلح السيطرة السياسية والعسكرية على كافة محافظات الجنوب التي تقع تحت سيطرة السلطة الشرعية برئاسة هادي، وذلك عبر مظلة القوات الإماراتية التي تهيمن على تلك المحافظات عبر أدواتها المحلية المتمثلة بالميليشيا المحلية المدعومة ماديا وعسكريا ولوجستيا من دولة الإمارات، والتي لا تخضع لسلطة الحكومة الشرعية ولا تلتزم بقراراتها وأوامرها وهو ما خلق صراعا سياسيا وعسكريا بين سلطة هادي والقوات الموالية لدولة الإمارات والتي تسمى في عدن «الحزام الأمني» وفي حضرموت «قوات النخبة الحضرمية».
وحدث نتيجة ذلك الكثير من الحوادث بين القوات الحراكية الموالية للإمارات وبين القوات الحكومية التابعة للرئيس هادي وهي قوات الحماية الرئاسية وبعض الوحدوات العسكرية التابعة للدولة، ووصلت في العديد من الأحيان إلى المواجهات المسلحة، أبرزها قصف مروحية إماراتية لعربة عسكرية تابعة للحماية الرئاسية في عدن مطلع العام الحالي، وآخرها ما حدث الأسبوع الماضي من قيام قوات جنوبية موالية للقوات الإماراتية بالاعتداء المسلح على شرطة المرور (السير) وإهانتهم في الشارع والقبض عليهم لا لسببب إلا لأن أحد شرطة السير أوقف سيارة أحد القوات الحراكية لأنها تسير في الاتجاه المعاكس للسير في الشارع، وأخذت هذه القضية تداعيات كبيرة وضجة واسعة في أوساط السلطة الشرعية، إثر الحديث عن السلطة الفعلية في عدن والمحافظات الجنوبية.
ووصل الصراع بين سلطة الرئيس هادي والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا حد قيام الرئيس هادي بإقالة 3 محافظين ظهرت أسماؤهم ضمن تشكيل المجلس الانتقالي فيما رد المجلس الانتقالي برفض قرارات هادي والتمرد وهو ما خلق دورة جدية من الصراع والمواجهات بين السلطة الشرعية ونفوذ ميلشيا المجلس الانتقالي الموالية للإمارات.
وهدد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك أمس الأول باستخدام العنف واللجوء إلى القوة للتمرد على سلطة الرئيس هادي، عندما قال إن المجلس مستعد للجوء إلى السلاح لـ(الذوذ عن الكرامة) الجنوبية.
وقال في تغريدة له في حسابه الرسمي امس «لم نضع سلاحنا بعد ولم تجف دماء شهدائنا ولم تبرأ جراح جرحانا.. ومن أدمن ساحات القتال واستنشق البارود مستعد للذود عن كرامته وذاك عشقه وإدمانه».
وواجهت السلطة الشرعية مقاومة مريرة من قبل المحافظين الذين أقالهم الرئيس هادي بسبب انتمائهم للمجلس الانتقالي، واضطرت السلطة الشرعية إلى استخدام القوة العسكرية لسحب البساط من تحت أقدام المحافظين المقالين وتثبيت المحافظين المعينين بدلا عنهم في مواقعهم.
وذكرت مصادر محلية أن قوات عسكرية موالية للرئيس هادي يقودها العميد ناصر النوبة تسلمت صباح أمس الأول المقر الإداري للسلطة المحلية في محافظة شبوه في مدينة عتق،مركز محافظة شبوة ليتم تسليمه لاحقا للمحافظ الجديد على الحارثي. وأوضحت ان القوات العسكرية في محور عتق بقيادة العميد النوبة دخلت مبنى محافظة شبوة بالقوة وتسلمت المبنى من القوات التابعة للمحافظ المقال احمد لملس.
ولا زالت السلطة الشرعية تعاني من عدم تمكن قواتها من استلام مقار السلطة المحلية في محافظات حضرموت وسقطرى تمهيدا لتسليمها للمحافظين الجدد، من أجل البدء في ممارسة سلطتهم المحلية منها.
وكشفت مصادر محلية لـ(القدس العربي) أنه حتى في حال تسلم المحافظين الجدد لمقار سلطتهم المحلية في محافظات شبوه وحضرموت وسقطرى فإنهم لن يستطيعوا عمليا ممارسة سلطتهم المحلية نظرا لأن القوات الموالية للإمارات هي القوة الضاربة المهيمنة على تلك المحافظات والتي لا تسمح بأي تحركات للمسؤولين التابعين للرئيس هادي وهي معضلة كبيرة، سيبقى المحافظون والمسؤولون المحليون عاجزين عن ممارسة سلطتهم الرسمية في ظل الهيمنة العسكرية المتمردة على سلطة الدولة.

اليمن: الحكومة تواجه صراعا مع التمرد الانفصالي الجنوبي المدعوم من الإمارات

خالد الحمادي

حريق أتى على أحد مخيمات النازحين السوريين بالكامل في البقاع وقتل شخصاً… وناشطون رفضوا مشاهد الانتهاكات فيها وآخرون دافعوا عن معنويات الجيش اللبناني

Posted: 02 Jul 2017 02:30 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي» : بعد يومين على مداهمات الجيش اللبناني لمخيمات النازحين السوريين قرب عرسال، إندلع حريق كبير في مخيم للنازحين السوريين في منطقة المندرة فوق المرج بين قب الياس ومكسة في البقاع الأوسط ما تسبّب بسقوط قتيل والعديد من الجرحى. وذكر مسؤولون إن حريقاً كبيراً اندلع في مخيم للاجئين السوريين في سهل البقاع بلبنان أمس الأحد مما أسفر عن مقتل شخص.
وتصاعدت سحب من الدخان الأسود وألسنة لهب من الموقع قرب بلدة قب إلياس على مسافة نحو ساعة بالسيارة من العاصمة بيروت وأظهرت لقطات بثتها قناة (إم.تي.في) اللبنانية انفجاراً واحداً على الأقل. وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز أن الحريق أتى على المخيم بالكامل تقريباً فيما مرت عربة إطفاء عبره على الأرض التي لا زالت تأكلها النيران. وقال لاجئ سوري إن كثيراً ممن كانوا يعيشون في المخيم فروا إلى لبنان من الرقة السورية.
وقالت دانا سليمان المتحدثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين «بدأنا التقييم لنعرف عدد الخيام التي تضررت. وفور انتهاء التقييم سنقدم للعائلات كل المساعدة التي يحتاجونها… على ما يبدو بدأ الحريق بسبب موقد للطهي. ننتظر التأكد من ذلك». ويوجد ما لا يقل عن مليون لاجئ سوري على الأقل مسجلة أسماؤهم في لبنان يعيش كثيرون منهم في مخيمات غير رسمية في مختلف أنحاء البلاد. وتقول الحكومة إن لبنان يستضيف نحو 1.5 مليون سوري. ويأتي هذا الحريق في وقت لم تهدأ عاصفة التعليقات والتعليقات المضادة على ما وصفه البعض «انتهاكات» الجيش لمخيمات اللاجئين. وكان أول من رفض هذه المداهمات المحامي طارق شندب الذي قال «ما يجري في عرسال من انتهاكات لحقوق الإنسان واللاجئين يستدعي تحقيقاً أممياً ومعاقبة المجرمين والمتورطين ».
وأبرز التعليقات على مداهمات الجيش للمخيمات جاء من رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي غرّد «ان التعذيب لا يولّد الا التطرف ويجب التمييز بين الارهاب واللاجئ السوري». لكن جنبلاط أتبع تغريدته السابقة بتغريدة أخرى جاء فيها «سحبت التعليق طوعاً كي لا يُفسّر على غير ما يتحمّل».
فيما رأى الصحافي جيري ماهر «أن الجيش اللبناني أراد أن يحقق انجازاً فبدأ باقتحام مخيمات اللاجئين السوريين والاعتداء عليهم بالضرب والتعذيب وإلقاء القنابل». وتوالت التعليقات الرافضة لما حصل في مخيمات عرسال فكتبت الإعلامية ديانا مقلّد «جرّبت إتخيّل درجة حرارة الحصى والرمل التي تناثر عليها لاجئون سوريون ممددين نصف عراة على وجوههم مقيّدي الأيدي في عرسال».
فأجابها زميلها في قناة «المنار» محمد قازان «بركي تتخايلي حالك ماشية انتي وولادك بشارع الرويس بالضاحية الجنوبية بـ 16 آب/أغسطس 2013 وانفجرت السيارة المفخخة لي حطوها هول لي منيّمهم الجيش عالارض بعرسال متل ما اعترف الارهابي نعيم عباس.. وتخايلي كمان انو نتيجة هالتفجير صرتوا شقف لحم عالحيطان. ساعتها اذا في نت بالآخرة غردي عالتويتر وخبرينا شعورك ..لو في دولة كنتي هلق انتي وهيدي أصالة المعفنة متلك بسجن النسوان عم تفلّوا لبعض شعراتكن من القمل والسيبان ».
وانضمت ريما صفي الدين إلى قازان قائلة «ولازم الجيش مش يخليها تتخايل بس لازم يخليها تحس بالحصى والرمل بركي بتوعا وهي واشكالها وبتحس بالشهداء يلي راحوا بسبب الإرهابيين وتحس بالأطفال يللي فقدوا أهلهم».
وكتب القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي خضر غضبان «على الرغم من الإنجاز الأمني اللافت للجيش اللبناني في اعتقال عدد من الإرهابيين المختبئين في مخيمات النازحين في عرسال، إلا أن المشاهد المسرّبة لبعض الممارسات غير الإنسانية وغير الأخلاقية بحق المدنيين العُزَّل لا تليق أبداً بالمؤسسة العسكرية.. أضعف الإيمان أن تتم محاسبة المسؤولين عن هذه التصرفات إسوة بالتنويه والتقدير الرسمي والشعبي الذي رافق هذا الحدث».
وردّ صلاح بو فخر الدين « دخل الجيش بقصد التفتيش هاجموه ما يسمى باللاجئين بالانتحاريين، بس يصير فينا هيك نحنا بعتقد منعمل اكثر ما عمل الجيش .الجيش عمل واجباته مش اكثر وكان لازم يقبع المخيم عن بكرة ابيه».
ورأى آصف الصايغ « أن نشر الصور ومقاطع الفيديو بهذا الشكل هو إساءة للجيش أولاً وإساءة للبنان ثانياً وإساءة للإنسانية. لذا المطلوب فتح تحقيق عاجل لمعرفة كيفية تسريب هذا الكم من الصور ومقاطع الفيديو ومعاقبة الفاعل على فعلته المشينة ».
واعتبر غازي المصري أنه « لا يجوز تحطيم معنويات العسكري .. وانت تعرف شعور العسكري أثناء القيام في مهمة على أرض العدو».
وقالت الإعلامية مهى حطيط «فهمنا انكم مع الجيش والجزمة.. بس انه شو اللذة من نشر صور ناس مبطوحة عالارض ومكبّلة وضهرها معلّم من الضرب ومحطوطة فوق بعضها بشكل مستفز؟؟؟ يعني هيك بكون الجيش قوي ومنطمن على مستقبلنا؟!».
وعلّق بشار فارس « هيك بيكون الجيش قوي وبيخافو هني على مصيرن…الصور موجهة لمين وراهن مش للجمهور الغفير… ومش غلط يكون عنا حرب الإعلام والصورة بمواجهة حرب الإرهاب علينا….».
وردّت مهى حطيط «هيك صور بتزيد النقمة واللي ما عندو مشكل يفجّر حاله مش حا يخاف من ضربة ساطور أو كلاشن بالعكس تماماً.. بينما هيك صور بتزعج ناس متلي متمسكة بخيار الدولة والمؤسسات وبتطرح كتير علامات استفهام ».
وردّ علي سليم « يا مهى هودي إرهابيين مسلحين قتلوا الناس وأرعبوهم وفجروا سيارات ،تضايقتوا من مشهد مبطوح عالارض ومكبّل !!!؟؟؟ شو لازم يعملولو مثلاً يجيبولون فرشات فوما ؟؟؟ من الاخر انتو مش من ورا المشهد متضايقين انتو متضايقين كيف توقفوا هودي وما زلتو معتقدين انن منن إرهابيين «.
وكتب المواطن طارق الحجيري « انا ساكن بعرسال وهيدي الصور بتمثل 1% من كمية الظلم الفعلي، بينما مجرم متل معروف حمية أو بارون مخدرات متل نوح زعيتر بيمرق عالحاجز خط عسكري!! ».
ودوّن علي جابر « مش كل يللي بالمخيم كانوا بدون يفجروا حالهم بس كمان هني عم يشكلوا بيئة حاضنة لهؤلاء المجرمين الارهابيين ».
من جهته، رأى عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق « أن المشروع التكفيري وإن سقط وانهزم، فإن خطره لم ينته، وهو ما زال قائماً، لا سيما في ظل احتلال التكفيريين جرود عرسال ورأس بعلبك، وتدفق وتسلل الدواعش من الرقة والموصل إلى لبنان، ولولا تواجد حزب الله في البادية السورية، لكانت داعش جعلت وجهتها البديلة هي لبنان «.وشدّد على أنه «قد آن الأوان لاستئصال البؤر والمقرات الإرهابية التكفيرية لداعش والنصرة التي اتخذت من جرود عرسال ورأس بعلبك منصة لاستهداف كل اللبنانيين جيشاً وشعباً ومقاومة ».
كذلك، أعلن وزير الخارجية جبران باسيل «أن الارهاب يتغطى بالنزوح ويستعملونه غطاء ليمارسوا أفعالهم الإرهابية لذلك علينا مواجهة النزوح بجرأة وقرار حازم من الدولة اللبنانية». وأشار باسيل، من حسينية الإمام موسى الصدر في عرمتى، إلى «ان تسلل الارهاب الى العقول والنفوس أخطر من تسلله الى مناطق جغرافية .
«واعتبر» أن العودة إلى سوريا يجب أن تتم قبل الحل السياسي والعودة ممكنة الآن إلى كثير من المناطق الآمنة في سوريا».

حريق أتى على أحد مخيمات النازحين السوريين بالكامل في البقاع وقتل شخصاً… وناشطون رفضوا مشاهد الانتهاكات فيها وآخرون دافعوا عن معنويات الجيش اللبناني

سعد الياس

شبكات مخدرات ودعارة بأرقام مرعبة في مناطق سيطرة النظام في دمشق

Posted: 02 Jul 2017 02:29 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : أدان ناشطون موالون للنظام السوري الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها عناصر الميليشيات المحلية من «الدفاع الوطني» و«اللجان الشعبية»، والتي تستمد نفوذها من الحصانة القوية التي تتمتع بها والامتيازات التي حصل عليها هؤلاء من قبل النظام السوري مقابل انخراطهم في صفوف بقايا مقاتلي جيشه المتهالك. وجاءت تلك الإدانات بعد سلسلة من الجرائم المروعة وانتشار شبكات الدعارة والاتجار بالبشر ضمن مناطق سيطرة النظام، والتي تعتبر تحت غطائه، بزعامة تلك الميليشيات وخاصة في العاصمة السورية دمشق وضواحيها.
وفي هذا الصدد، كشفت وزارة الداخلية في دمشق عن إلقاء القبض على حوالي 900 شخص من مرتكبي جرائم الدعارة ومروجي ومتعاطي المواد المخدرة في حي جرمانا وحده على تخوم العاصمة دمشق، وذلك خلال النصف الأول من العام الجاري. وقالت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الرسمي: إنه «تم إلقاء القبض على العديد من مرتكبي جرائم الدعارة ومروجي ومتعاطي المواد المخدرة، وقد بلغ عدد الأشخاص المقبوض عليهم في منطقة جرمانا منذ بداية عام 2017 وحتى تاريخه».
وأُلقي القبض على خمسة وثلاثين شخصاً بجرائم الدعارة وتسهيلها والاتجار بالأشخاص، وثلاثمئة وثلاثة أشخاص بجرم ترويج وتعاطي المواد المخدرة، وخمسمئة وثلاثة وستين شخصاً بجرائم مختلفة، ليكون مجموع من ذكرتهم الداخلية في بيانها 901 مجرم في حي جرمانا وحده.
وأكدت الوزارة في بيانها مصادرة كميات متنوعة من المواد المخدرة منذ بداية العام وحتى تاريخه، وفق ما يلي: حشيش مخدر 55 كيلوغراماً، هيروئين 4 كيلوغرامات، و368 غراماً، إضافة إلى حبوب مخدرة حيث بلغ عددها 6258 حبة، و963 حبة من الحبوب المخدرة المختلفة. ورصدت «القدس العربي» تعقيبات بعض الموالين في حي جرمانا على البيان حيث علق رامي أبو المجد قائلاً: نطالب الجهات المختصة بالتدخل فوراً ونزع السلاح من أيدي هؤلاء المجرمين، جرمانا ليست بحاجة للدفاع الوطني ولا إلى غيرهم، لا يعقل أن يكون عنصر مسلح يتعاطى المخدرات ويتصرف كمجرم، وبيده السلاح، لا يعقل أن يخرج عنصر مسلح من الملهى الليلي وهو سكران وبيده السلاح ويبدأ بتصرفات ترعب وتخيف الناس، ونرجو أن يتم حل هذه المشكلة قبل أن تقع المصيبة. وعقب رواد الأسدي أيضا قائلاً: «جرمانا مدينة ضمن سوريا بس غير خاضعة لقوانين انضباط لانو كتير ناس فيها مفكرين حالهن القانون بذاتو، ومتزعمين لأكبر العصابات طبعاً تحت حماية ناس كبار من الدفاع الوطني والجيش»، فيما علقت ريم حمشو، «والله جرمانا صح صار فيها مشاكل كتير وجرائم بس يلي مو منتبه ينتبه انو كل الجرائم يلي صارت بجرمانا سببها عناصر من الجيش والدفاع الوطني لي حاملين السلاح .. السلاح ما بصير ينحمل غير عالجبهة دفاعاً عن الوطن مو بشوارع والبيوت وطبعاً هاد الكلام لكل مجرم وازعر بيعرف حالو من قواتنا العتيدة».
وكان المحامي العام بريف دمشق لدى النظام السوري عبد المجيد المصري قد كشف في تصريح صحافي، عن ارتفاع واضح في جرائم القتل في مناطق ريف دمشق نتيجة إهمال النظام السوري لها، وخصوصاً المناطق الكثيفة بالسكان، مؤكداً أن نسبة الجرائم قد ارتفعت بنسبة واضحة مقارنة مع الأعوام السابقة. وقال المحامي العام في تصريحات لصحف موالية للنظام السوري: إن هناك ارتفاعاً واضحاً في نسبة الجرائم معظمها خطرة، لكن ما يميز هذا العام أن نسبة الكشف عنها كان 100 في المئة، وعلّل المصري سبب ارتفاع الجريمة بسبب «الظروف المعيشية الصعبة، إضافة إلى إهمال الحكومة السورية لمناطق الريف من الناحية الخدمية، مؤكداً أن «هناك إهمالاً كبيراً من هذه الناحية ما يؤدي إلى نوع من الفلتان الذي يؤدي بدوره إلى الجريمة»، حسب تعبيره.
وأشار إلى تراخي تعامل الحكومة السورية تجاه المدن والقرى المحيطة بالعاصمة دمشق، حيث قال: «لا توجد بيئة سليمة وذلك نتيجة التراخي الكبير في تلك المناطق»، موضحاً أن حياة الريف تختلف عن المدينة ومن ثم تحتاج إلى الكثير من الاهتمام والرعاية أكثر من المدينة، كمنطقة جرمانا بالقرب من مدينة دمشق، مؤكدا أن «عدد هؤلاء في ارتفاع مستمر، إضافة إلى أن الازدحام والفقر بين المواطنين يؤديان إلى ارتفاع نسبة الجرائم»، معتبراً أن البيئة الواحدة تقلل من الجرائم.

شبكات مخدرات ودعارة بأرقام مرعبة في مناطق سيطرة النظام في دمشق

هبة محمد

حماس مرتاحة لتطور العلاقة مع مصر وترسل وفدا جديدا إلى قاهرة… وفتح مستاءة من تقاربها مع دحلان وتحذر من مخطط «فصل غزة»

Posted: 02 Jul 2017 02:29 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي» : تبدي حركة حماس ارتياحا إزاء التطور السريع في علاقاتها مع مصر، خاصة بعد سماح القاهرة بضخ كميات من الوقود إلى قطاع غزة، ضمنت تشغيل محطة الكهرباء. ويستعد وفد جديد من الحركة لعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين، لبحث تطبيق التفاهمات الأخيرة التي تم التوصل اليها بينهما، في وقت التزمت فيه السلطة الفلسطينية الصمت، ولم تعلق على هذه الاتفاقات التي جرت للمرة الأولى بعيدا عنها.
وعلمت «القدس العربي» أن قيادات من حركة فتح التقت أخيرا مسؤولين مصريين في مدينة رام الله.
ويستعد وفد جديد من مسؤولي القطاعات الحكومية في غزة التابعة لحركة حماس، يضم مسؤولين من قطاعات الداخلية والصحة والاقتصاد والمالية، البدء في حوارات جديدة مع المسؤولين المصريين.
وأعلن أمين عام اللجنة الإدارية الحكومية في قطاع غزة أسامة سعد، عن توجه وفد فني حكومي من قطاع غزة إلى القاهرة لبحث تطبيق التفاهمات الأخيرة. وقال إن من ضمن القضايا التي سيناقشها الوفد مع الجانب المصري الجوانب الأمنية على الحدود، وقضية معبر رفح وملف الكهرباء والوقود.
وكان اللواء توفيق أبو نعيم، مسؤول قوى الأمن في قطاع غزة، قد قال إن اللجنة التي ستغادر القطاع للقاهرة، ستبحث في تنفيذ التفاهمات الأخيرة التي جرت مع القيادة المصرية، وعمل جرد للاحتياجات الأمنية التي تحتاجها المنطقة العازلة على الحدود الفلسطينية المصرية.
يشار إلى أن وزارة الداخلية في قطاع غزة التي تديرها حركة حماس، كانت قد شرعت بإجراءات أمنية على طول الحدود الفاصلة بين غزة من جهة الجنوب وبين مصر، تمثلت قبل أيام بالبدء بإقامة منطقة عازلة، تمتد لـ 100 متر داخل حدود القطاع، وستزود بإضاءة كافية وكاميرات مراقبة، هدفها تعزيز الأمن ومنع عمليات التسلل والتهريب، وهو أمر كان ضمن خطط التفاهم الأخيرة بين وفد حماس والمسؤولين المصريين.
وتنتظر حركة حماس الوصول إلى بدء عملية فتح معبر رفح الفاصل بين القطاع ومصر، الذي يعد رئة القطاع الوحيدة على العالم، منذ فرض الحصار الإسرائيلي قبل11 عاما، وذلك بعد انتهاء مصر من جهتها من أعمال التوسعة والترميم في هذا المعبر، الذي من المتوقع أن يشهد إدخال بضائع وسلع للقطاع من جهة مصر.
وبالرغم من تقديم التسهيلات المصرية لغزة، التي تمثلت بدخول الوقود، أولى السلع المهمة التي تحتاجها حماس لخفض حدة أزمة الطاقة في القطاع، إلا أن أيا من المسؤولين في الحركة أو في مصر، لم يتحدث عن فحوى الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان قبل شهر، بقيادة رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، الذي يتردد أن يكون لمحمد دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح، الذي اجتمع عدد من مساعديه مع وفد حماس، علاقة بالتسهيلات، بحكم قربه من مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي هذا السياق قال حازم قاسم المتحدث باسم حماس، إن العلاقة بين حركته ومصر «تشهد نقلة نوعية وإيجابية»، خاصة بعد التفاهمات الأخيرة في القاهر». وأكد أن حماس والجهات الرسمية في غزة «تتخذ مجموعة من الإجراءات التي تساهم في ضمان أمن الحدود على الجانبين، إدراكاً منها أن الأمن القومي المصري هو جزء من الأمن القومي الفلسطيني، ولدينا مصلحة مشتركة لتعزيز تلك العلاقة». وأعرب عن أمله في المستقبل القريب بتطوير العلاقة بين حماس ومصر بما يشمل فتح معبر رفح وتسهيل مرور الأفراد والبضائع التجارية.
غير أن الاتفاق أو التفاهمات التي جرت كانت دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية، الجهة المسؤولة سياسيا عن الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، على خلاف عادة القاهرة السابقة، التي كانت تشترط على حماس قبل أي تسهيل تجاه غزة، وجود السلطة الفلسطينية كطرف رئيس.
ورغم ذلك لم توجه حركة فتح أي انتقاد مباشر أو غير مباشر لمصر. وعلمت «القدس العربي» أن مسؤولين كبارا في الحركة التقوا مؤخرا في مدينة رام الله في الضفة الغربية، مسؤولين مصريين يعملون في سفارة القاهرة لدى السلطة، ومطلعين على فحوى الملف الفلسطيني.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن قيادات فتح بحثت ملف المصالحة الداخلية المتعثرة، لكن أيا من مسؤولي الحركة لم يرغب في الحديث عما جرى في ذلك اللقاء، الذي عقد بعيدا عن وسائل الإعلام، ولم يخرج تصريح صحافي رسمي عن الحركة.
غير أن مداولات حركة فتح الداخلية التي بحثت في الاجتماع قبل الأخير لها تطورات الوضع في غزة، في ظل عدم تلبية حماس لشروط الرئيس محمود عباس لإتمام المصالحة، انصبت على الدور الذي يريد دحلان القيام به في غزة والتقارب مع حماس، وليس على تقارب القاهرة مع الحركة الأخير.
وطلب في وقت سابق جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، من حماس توضيح حقيقة اللقاءات التي عقدتها مع مقربين من دحلان، القيادي الذين وصفهم بـ «الخارجين عن الصف الوطني».
وكان المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، قد قال إن ما تفعله حركة حماس «لا يدلل بالمطلق أن بوصلتها تتجه نحو الوطن والقدس والوحدة الوطنية، وإنما تتجه نحو مصلحتها الحزبية الخاصة التي تتقاطع  في عدة أماكن مع مصلحة إسرائيل خاصة في ملف الانقسام والانفصال». واضاف أن «حجم التناقض الرهيب في مواقف حماس يجعلنا نتألم على حالها، لأننا وإن اختلفنا معها، لا نتمنى لها أن تصل إلى هذا الوضع الرديء أبدا». وأكد على موقف حركة فتح تجاه المصالحة، الذي يبدأ بحل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل في غزة، والذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية، وإنهاء ملف الانقسام الذي وصفه بـ «الأسود»، الذي قال إنه «أضر بالكل الوطني الفلسطيني بدل البحث عن تحالفات أقل ما يمكن وصفها بروابط القرى الجديدة».
وفي إشارة إلى تقارب حماس واجتماعاتها مع دحلان، بعيدا عن قيادة فتح، وبما يؤكد عدم ارتياح فتح لهذا التقارب، قال القواسمي إنه اذا أرادت حماس الاستمرار في هذه المهزلة فلتستمر، ولكن عليها أن تتخلى علنا عن شعاراتها التي طالما زاودت على الجميع بها وخاصة الدين والمقاومة، وأن تعتذر للمجاهد والداعية دحلان على التهم التي ساقتها ضده طيلة عشرين عاما أقلها كان الخيانة والكفر والتآمر على المقاومة.
وكانت حركة حماس قد حملت في وقت سابق دحلان مسؤولية الأوضاع التي أدت إلى سيطرتها عام 2007 على قطاع غزة، ووجهت له عدة انتقادات شديدة.
وفي السياق أيضا كان وزير العدل علي أبو دياك، قد اتهم حماس بمحاولة إقامة مشروع انفصالي في قطاع غزة،  وقال «إن القبول بمشروع دولة أو دويلة أو إمارة أو حكومة انفصالية في قطاع غزة، يعني التنازل عن الحقوق الوطنية والقانونية الثابتة لشعبنا، والتنازل عن الدولة الفلسطينية المستقلة، والتفريط بالقدس الشريف العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، والقبول بمشروع التقسيم والفصل الذي تتبناه إسرائيل، والخروج عن مبادئ الشرعية الدولية».
وسبق أن حذر مسؤولون في السلطة الفلسطينية وفتح، من وجود مخططات لإقامة مشروع إقليمي، هدفه تصفيه القضية الفلسطينية، يقوم على أساس إقامة دولة في غزة.

حماس مرتاحة لتطور العلاقة مع مصر وترسل وفدا جديدا إلى قاهرة… وفتح مستاءة من تقاربها مع دحلان وتحذر من مخطط «فصل غزة»

 قلق في الأردن… أين يختفي تنظيم «الدولة» وأين سيظهر بعد الحسم في الموصل واستعادة الأنبار وتطويق الرقة؟

Posted: 02 Jul 2017 02:29 PM PDT

عمان – «القدس العربي» : وصل السؤال إلى أعلى المستويات في الأردن بعد أن طرحه عشرات الأردنيين البسطاء: أين اختفى أو تلاشى جيش تنظيم «دولة» الخلافة في العراق؟
يبدو السؤال محرجاً لكن عندما تطرحه شخصيات رسمية أو أمنية أردنية يتخذ فوراً شكله السياسي لأن حاجة الأردنيين ملحة قبل أي شيء آخر لمعرفة ما إذا كان الضغط داخل سوريا والعراق على قوات تنظيم «الدولة» المصنف بالإرهاب يتم عبر فتح ممرات لهم باتجاه جنوب سوريا .
تلك المسألة الأكثر أهمية بالنسبة لصناع القرار الأردنيين الذين يراقبون كل ما يجري في السياق غرب العراق وبالقرب من حدود الأردن الشرقية حيث كانت الأنبار مسرحاً لتنظيم «الدولة» في الجوار الأردني وشمالي المملكة حيث كانت درعا وتدمر ومحيط جبل العرب مسرحاً لقوات «الدولة» بنسختها السورية .
طوال الوقت الذي تصاعدت فيه حدة المعارك العسكرية في الجنوب السوري كان خبراء الاختصاص الأردنيون يطيلون النظر في خارطة محاور الضغط العسكري ومحاور المناورة.
عمان في السياق تبدو مطمئنة لأن السلطات العراقية سيطرت على جنوب غرب الأنبار وقوات الجيش العراقي موجودة بوضوح الآن وبناء على طلب أردني على طول الشريط الحدودي شمال وجنوب نقطة طريبيل الحدودية.
التقارير هنا تتحدث عن بقايا لا تثير القلق في محيط الأنبار والرمادي لخلايا «الدولة» وسط الطريق الصحراوي غرب بغداد والأردن يدفع بقوة عسكرياً وامنياً باتجاه تعزيز فرق ومجموعات الحشد السنية التي تشكلت في المنطقة كقوة تضبط الايقاع بالقرى والأحياء والنواحي بعد هزيمة أو مغادرة رجال «الدولة» والفرصة على هذا الأساس متاحة اليوم لاستئناف فتح الحدود العراقية الأردنية وهناك مشاريع في هذا الاتجاه تدرس ولكن ببطء
والموضوع أصبح سياسيا ولم يعد أمنيا وما يحول دون الإعلان رسميا عن فتح المعبر الأردني العراقي المغلق منذ أكثر من عامين هو اللوبي الإيراني النافذ في مؤسسات الحكم العراقي في بغداد وتحديداً بقيادة نوري المالكي حيث تنمو في البرلمان العراقي حالة العداء للأردن والانفتاح عليه وفتح الحدود معه من قبل الكتل والتشكيلات التي تتبع طهران. مؤخراً أرسلت سفارة إيران في عمان ما يوحي لحكومة الأردن بأن التعاون في مسألة فتح الحدود مع العراق يحتاج لخطوة أردنية مشجعة بالمقابل على أساس أن رئيس وزراء بغداد حيدر العبادي لا يستطيع وحده كفالة أو ضمان فتح المعابر مع الأردن . عندما استفسر بعض ساسة عمان من السفير الإيراني تمت الإشارة إلى أن على عمان إعادة سفيرها إلى طهران وهو وزير الإعلام الاسبق الدكتور عبد الله ابو رمان الذي استدعي إلى مقر خارجية بلده منذ هوجمت السفارة السعودية في إيران وبقي إلى أن علق في بلاده ولم يعد بعد . هذا النمط من الابتزاز الدبلوماسي الإيراني يحاول مقايضة الأردن بتسهيلات لمصالحه التجارية في العراق ومحور هذه المصالح هو التشجيع على فتح معبر طريبيل بحيث يستعيد قطاع النقل الأردني حيويته ونشاطه .
الأردن في الحالة الأمنية مطمئن إلى درجة ذوبان أو تلاشي مقاتلي «داعش» من الخط الغربي لبغداد في عمق الأنبار وقراها حيث تصرف الجيش العراقي بطريقة مقنعة للأردن الذي سانده علناً في هذه المعركة وبدرجة أنه عرض خدماته في المساعدة العسكرية إذا ما احتاجها العراقيون .
في المعابر مع سوريا يختلف الأمر تماماً حيث لا يوجد تنسيق مع النظام السوري ولا توجد أرضية لفهم العمليات العسكرية وحيث رصدت حركة لكتيبتين تواليان تنظيم «الدولة» في محيط بعض قرى حوض نهر اليرموك وفي أقرب نقطة جغرافية للأردن . ثمة من يعتقد من الأردنيين بأن الأطراف اللاعبة في سوريا والعراق وفرت الغطاء لهروب وعبور قيادات أساسية من «الدولة» مع أموال ومعدات من الأنبار باتجاه التنف وبالتالي باتجاه محافظة الرقة السورية . هنا يكمن المأزق الأمني بالنسبة للأردنيين فخلافاً للضمانات التي يقدمها العراقيون في الميدان لا توجد ضمانات بأن تراعى مصالح الأردن عندما يتعلق الأمر بالضرب العسكري العنيف لتنظيم «الدولة» ومن قبل كل الأطراف بما فيها الأمريكية والروسية داخل مناطق تجمع ونفوذ التنظيم سواء في الرقة أو في عمق بادية الشام الجنوبية أو في محيط تدمر ودير الزور .
في المقابل لا تشعر عمان بأن الأطراف الفاعلة في سوريا تعمل على استراتيجية القضاء على «الدولة» وليس تشتيتها ففي بعض الحالات الميدانية ضغطت على مناطق التنظيم من محاور وتركت محاور تقول الخارطة إنها باتجاه جنوب سوريا وهو التحدي الأبرز بالنسبة للأردنيين حيث لا مصلحة لهم بتجميع رجال «الدولة» وسلاحهم بالقرب من حدود المملكة وحيث لا توجد ضمانات في هذا الاتجاه .
وبالعكس من بغداد لا تبدو دمشق مهتمة وعلى أي نحو بفتح سريع لمعابر منطقتي جابر ونصيب مع الأردن والتي أغلقت لأسباب أمنية قبل أكثر من عامين وبمبادرة أردنية بعدما تركها الجيش السوري حيث تقول أوساط الإدارة الأردنية بأن ثمانية كيلومترات فقط تفصل الحد الأردني عن أقرب قطاعات الجيش السوري بالمقابل، الأمر الذي يعني بالنتيجة أن الجيش السوري لا يوجد لديه قرار سياسي بعد بالعودة إلى المعابر القريبة حتى يسترخي الأردن قليلاً ويفكر بإعادة افتتاحها . على العكس تماماً حصل تطور سلبي جدا في آخر 48 ساعة فقد وصلت قذائف عشوائية ثلاث مرات وأحرقت ودمرت في منطقة جابر الأردنية وداخل العمق الأردني . لم ينتج ضحايا عن هذه القذائف لكن رسالتها سلبية جداً لأنها قطعت الحدود وانفجرت في الأردن وأحرقت بعض الأشجار ودمرت مكتباً فارغاً وحطمت بعض الأرصفة فيما لا تكشف السلطات عن تحقيقاتها في هذا الاتجاه .
أزمة المعابر الأردنية مع العراق وسوريا على نحو أو آخر تساهم في تشويش التساؤلات وجعلها أكثر الحاحاً عما يجري وبعض كبار المسؤولين في عمان ومعهم مواطنون في الشارع يطرحون الأسئلة ذات البعد الفني خصوصاً بعد الإعلان عن تحرير الموصل ونظافة الأنبار كلها من «الدولة» وبعد محاصرة الرقة واستعادة تدمر والضرب العنيف في درعا والزور ومحيط السويداء وكل بؤر نفوذ «الدولة» في الارض .
أين الجثث؟.. أين الأسرى؟
أين تلك الأشرطة المعتادة التي تلتقط أما للمعركة أو لقادة مع «الدولة» بعد سنوات من الصراع وأثر الحسم المعلن؟
هذه الأسئلة التي تجول بين الأردنيين الآن وسط خيمة السؤال الأهم والأخطر: كيف يختفي تنظيم «الدولة» بهذه البساطة وأين ذهب؟
والأهم: أين سيظهر لاحقا؟

 قلق في الأردن… أين يختفي تنظيم «الدولة» وأين سيظهر بعد الحسم في الموصل واستعادة الأنبار وتطويق الرقة؟

بسام البدارين

القدس بالون الاختبار السعودي

Posted: 02 Jul 2017 02:28 PM PDT

تعالوا ندرس ما يقترحه الدكتور أنور عشقي، الجنرال المتقاعد في الجيش السعودي، الذي يدير في جده مركزا للبحوث الاستراتيجية عن الشرق الاوسط والخبير عن الشأن الإسرائيلي. من معرفتي الشخصية به ومن مقابلة منحها لـ «يديعوت احرونوت» قبل سنة، أرى فيه بالون اختبار من الأسرة المالكة: إما ان تلتقط رسائله، او أن يتلقى هو النار.
هو رجل لطيف المعشر، مجرب وفضولي، وليس له اعتراض على خوض حوار مع إسرائيليين. وأخمن بأنه في المملكة المغلقة والمنغلقة في السعودية ما كان عشقي ليسمح لنفسه بأن يتصرف مع إسرائيل دون أن يتلقى ضوءا اخضر من النوافذ الاعلى في الرياض.
في تلك المقابلة الاولى مع «يديعوت احرونوت»، حذر الجنرال من جدة من أنه يجب رفع الخطوات السياسية إلى مسار سريع لأنه «اذا لم يتحقق السلام في عهد نتنياهو، فإن السلام سيفلت من أيدينا». كان عشقي في حينه في ذروة اتصالات، بعضها فقط علني، مع من كان في حينه مستشار نتنياهو، الدكتور دوري غولد. فقد صعد إلى الطائرة وزار مرتين (على الاقل) القدس وأجرى ميراثون محادثات بعيدة عن العيان مع مبعوثين إسرائيليين. وعندما انكشف الحوار، ثارت علامات استعجاب لا حصر لها، وأجرت اجهزة استخبارات غربية متابعة للاحداث. ولكن إسرائيل لم تنقض على الفرصة، فتفككت الرزمة، حين انصرف غولد إلى بيته، وخفض عشقي مستوى الاهتمام.
في الأحداث التي تدحرجت منذئذ، كل شيء يرتبط بكل شيء: الملك سلمان القي بولي العهد الرسمي في صالح ابنه الشاب. الرئيس السيسي ضغط على البرلمان المصري لينقل إلى السيادة السعودية جزيرتي تيران وسنافير. ترامب هبط في قصور الرياض واجرى الملك له عرضا من 55 دولة عربية وإسلامية توافق على تطوير العلاقات مع إسرائيل شريطة ان تتقدم مع الفلسطينيين. وعندها نشبت الازمة مع قطر، التي تصر السعودية ـ باسناد مصر، البحرين واتحاد الامارات ـ على تشديد الحصار عليها. ومن خلف كل الخطوات تدور شائعات عديدة عن حوار سري بين الرياض والقدس.
أطل الجنرال السعودي أول امس مرة اخرى. فهو يعرض في صحيفة «دويتشا فيلا» الالمانية افكارا مشوقة تربط بين الاطراف. وها هي الخلاصة: جزيرتا تيران وسنفير لا تنقلان إلى السعودية الا بعد ان اطلق تعهد جارف بحرية الابحار لسفن إسرائيلية في مضائق تيران.
وحسب عشقي، فإن نقل الجزيرتين يجعل اتفاق السلام المصري ـ الإسرائيلي اتفاقا دوليا يلزم السعودية، ويشكل اساسا لتطوير التعاون. ولكنه يبدد الاوهام ويقول انه لن يكون تطبيع إلى ان تتجند إسرائيل لحل مع الفلسطينيين.
وعندها يلقي بقنبلة الخطة التي يتم انضاجها على نار هادئة: كل حل يتحقق سيدار برعاية اردنية (على الضفة) ومصرية (على قطاع غزة). ليس اعلانا هاذيا بعد عن دولة فلسطينية ممزقة في نزاع بين غزة ورام الله، بل نوع من المظلة المصرية ـ الاردنية واشراكهما في الحل. وهو يضيف بأن ما سيكون مقبولا على الفلسطينيين، سيكون مقبولا علينا، في السعودية. بكلمات اخرى: السعودية مستعدة للتنازل عن مبادرة السلام العربية التي تجبر إسرائيل على ترسيم حدود والجدال على حق العودة. كما ستوافق السعودية، حسب عشقي، على تأجيل تقسيم القدس إلى المرحلة الاخيرة من الاجراءات، كي لا تتفجر المفاوضات.
حين تكون إيران هي العدو الحقيقي، فإن العلاقات مع إسرائيل، حسب عشقي، ستتصمم فقط «حسب المصالح». اما قوة العلاقات فستتقرر وفقا لقوة المسيرة السياسية. في نظر السعودية، فإن الحلف الذي اعيد عقده مع الولايات المتحدة اهم بكثير، وإسرائيل هي لاعب فرعي. وبالكلمات الابسط: إسرائيل مدعوة مع كل الاحترام للتبرع بمعلومات استخبارية وتكنولوجية وامور تضمن استقرار الحكم في المملكة في مواجهة مؤامرات طهران.

سمدار بيري
يديعوت2/7/2017

القدس بالون الاختبار السعودي

صحف عبرية

القوات الكردية تهدد تركيا وتتوعد بانتزاع مناطق من المعارضة شمالي سوريا

Posted: 02 Jul 2017 02:28 PM PDT

حلب – «القدس العربي» : هددت «وحدات الحماية الشعبية» الجناح العسكري لـ»حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» تركيا في حال حدوث أي عملية عسكرية على مناطق سيطرتها في شمالي حلب بالرد مزلزلاً، في حين توعدت فصائل المعارضة السورية المسلحة التي تدعمها تركيا في انتزاع مناطق تسيطر عليها في شمالي حلب.
وقال القائد العام لـ»وحدات حماية الشعب الكردية» سيبان حمو في تصريحات، إنه في حال حدث أي هجوم تركي على مناطق سيطرتهم في شمالي حلب، فسيكون الرد تاريخياً، ولن تسقط عفرين والشهباء أبداً، وفق تعبيره.
وأضاف في حديثه لوسائل إعلامية كردية، أن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها تتطلع للسيطرة على مناطق المعارضة في درع الفرات في شمالي حلب، لافتاً إلى أن الخط الممتد بين إعزاز وجرابلس هو منطقة دائماً نصب أعينهم من أجل السيطرة عليها في كل وقت، وفي كل خطوة يخطوها، وفق قوله.
وأشار حمو إلى أن تركيا تخطط لإنشاء منطقة ممتدة من جرابلس حتى إعزاز، وصولاً إلى مدينة الباب، لتكون موقعاً لانطلاق حملاتها ضد مناطق سيطرتهم، مؤكداً أنهم اتخذوا القرار بمواجهة الأتراك في حال أي هجوم عسكري.
بدوره، وصف رئيس المكتب السياسي لـ»جيش سوريا الوطني» أسامة بشير تهديدات الوحدات الكردية بأنها «مثيرة للسخرية، فتركيا التي حشدت قواتها على الحدود لن تلتفت إلى هذه التهديدات وتعبرها وستفعل كل ما بوسعها لحماية أمنها القومي».
وأضاف في حديثه لـ»القدس العربي» أن الوحدات الكردية تعتقد ان أمريكا وراءها وستدعمها ضد تركيا في حال دخلت تركيا إلى المناطق التي تسيطر عليها، إلا أن الحقيقة ليست كما يعتقدها الأكراد، فأمريكا دعمتهم لقتال تنظيم «الدولة» وليس لقتال تركيا، ولن تغامر أمريكا بعلاقاتها مع تركيا بدعم الأكراد ضدها.
وأوضح بشير بأن حشد القوات التركية على الحدود جاء بتفاهمات تركية ـ أمريكية ـ روسية، بينما الأكراد أبعد ما يكونون عن هذه التفاهمات والعلاقات الدولية، فعندما تقرر تركيا دخول تلك المناطق لن تضع في حساباتها خسارة المعركة، لذلك لن تتجاوز التهديدات الكردية مداها. ولن تتجرأ على الرد كما قال.
في المقابل، اعتبر المحلل السياسي الكردي زيد سفوك، أن الهجمة التركية على المناطق الكردية في سوريا ليست بشيء جديد، فمنذ عامين بعد إزالة الستار رويداً رويداً عن الدعم الأمريكي المقدم للوحدات الكردية المنضوية في قوات سوريا الديمقراطية وتركيا مستمرة بقصف مواقعهم في أكثر من مكان وزمان.
وأضاف في حديثه لـ»القدس العربي»، أن الحملة العسكرية الأخيرة ضد منطقة عفرين الكردية كانت متوقعة ولا سيما رجب طيب اردوغان صرح أكثر من مرة بأنه سيقطع الطريق على أكراد سوريا لمنع اتمام مشروعهم الكردي المرتبط جغرافيا من منطقة ديريك وصولا إلى كوباني وعفرين».
وأشار سفوك إلى أن تصريح مسؤولي وحدات حماية الشعب وبعض مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية يأتي ضمن إطار رد إعلامي ورفع معنويات قواتهم ورسالة إلى الداخل التركي بأن أي تدخل إلى عفرين سيقابله تحرك داخلي من قبل حزب العمال الكردستاني الذي أصدر أيضا تصاريح في اليومين الأخيرين بأنه لن يقف مكتوف الأيدي، وجميع هذه الأحداث خارجة عن إرادة الطرفين ومرتبط بشكل أساسي بالخلاف القائم بين أمريكا وروسيا ومصالحهم في سوريا.
ويعتقد سفوك أن الأمور تتجه إلى تصعيد خطير على الأصعدة كافة ولا سيما الاسطول العسكري البحري للأمريكان بات على مقربة من السواحل السورية المواجهة للقواعد العسكرية الروسية، والمعركة لن يكون فيها منتصر والجميع خاسر.
وحسب سفوك، فإن محاولة تركيا نقل معركتها مع حزب العمال الكردستاني داخل سوريا ستكون فاشلة كما فشلت في إقليم كردستان حين حاولت وعلى مر الأعوام الماضيه فتح جبهة هناك، فالأتراك حددوا موقفهم وباتوا حليف الروس والأكراد مازالوا غير قادرين على اتخاذ موقف موحد وتحديد حليفهم الأساسي رغم الدعم العسكري الأمريكي وغياب الدعم السياسي.
وجاءت التهديدات التي أطلقتها «وحدات الحماية الشعبية» بالتزامن مع أنباء حول حشد تركيا لـ 7 آلاف مقاتل من القوات الخاصة، استعداداً لاطلاق عملية سيف الفرات، حيث تم إعطاء الأوامر لكل من القوات التركية وقوات المعارضة السورية المسلحة بالجاهزية التامة وفق تأكيدات مصادر إعلامية وميدانية، وبات من المنتظر أن تبدأ العمليات من جنوب إعزاز في كل من بلدة عين دقنة ومطار منغ العسكري، لتستمر وصولاً إلى كل من تل رفعت وعفرين وتل أبيض في نهاية تموز/يوليو الجاري.

القوات الكردية تهدد تركيا وتتوعد بانتزاع مناطق من المعارضة شمالي سوريا

عبد الرزاق النبهان

الإفراج عن مسؤول أمني من عهد القذافي و46 ﻣﻌﺘﻘﻼً ﻣﻦ ﺳﺠﻦ «السكت» في مصراتة

Posted: 02 Jul 2017 02:28 PM PDT

لندن – «القدس العربي» : أفرج ﻋﻦ العميد حسن اسكوت المعداني أحد المسؤولين الأمنيين في نظام القذافي، وهو من سكان مدينة سرت، بالإضافة إلى 46 ﻣﻌﺘﻘﻼً من مناطق تاورغاء وزليتن وطرابلس وسرت كانوا مسجونين بسجن ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑـ»ﻤﺆﺳﺴﺔ السكت» في مصراتة منذ العام 2011 بعد قضاء أكثر من نصف محكوميتهم. وقال مصدر في مجلس بلدي مصراته لـ«بوابة الوسط» ليل الجمعة إن المساجين يتبعون النظام السابق، وإن جلهم أمنيون وعسكريون من بينهم ضباط برتب عالية، منهم العميد حسن اسكوت المعداني من سكان سرت.وأضاف المصدر أن إدارة سجن «السكت» منحت إجازة مشروطة لـ 35 سجينًا من سجناء سجن السكت مدتها خمسة أيام إجازة لزيارة أهاليهم. ومن جهة أخرى أكد إبراهيم الزائدي عضو «تجمع شباب ليبيا» الذي حضر مراسم إخلاء سبيل المساجين من سجن السكت بمصراتة أن هناك انفراجًا وتعامل السجون مع القضاء ومؤسسات الإصلاح في مصراتة منذ العام 2014، وأن هناك مجهودات جبارة من قبل أعيان مصراتة ولجنة الإشراف على المساجين من بلدية مصراتة ومن القضاء العسكري والمدني والعفو عنهم بعد قضاء أكثر من نصف محكوميتهم.

الإفراج عن مسؤول أمني من عهد القذافي و46 ﻣﻌﺘﻘﻼً ﻣﻦ ﺳﺠﻦ «السكت» في مصراتة

معركة الرقة بين الخشية من سيناريو الموصل وإحباط كردي من غياب المشاركة البرية للقوات الأمريكية

Posted: 02 Jul 2017 02:27 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: كشف مصدر خاص في «قوات سوريا الديمقراطية» عن إحباط قياداتها من أداء قوات التحالف الدولي في المرحلة الأخيرة من معركة الرقة، حيث قال أحد القيادات في «التحالف العربي السوري» إن: قوات سوريا الديمقراطية تتقدم «خطوة واحدة داخل الأحياء السكنية وتتراجع خطوتين نتيجة خذلان التحالف الدولي لقواتنا، وعدم توفير الإسناد البري الموازي للإسناد المدفعي والجوي كما تم الاتفاق عليه قبل انطلاق المعركة الأخيرة»، حسب قوله.
و»التحالف العربي السوري»، هو أحد مكونات «قوات سوريا الديمقراطية»، ويتشكل من مقاتلين عشائريين عرب تلقوا تدريباتهم على يد مدربين أمريكيين، ويتلقون دعماً تسليحياً من الولايات المتحدة.
وأضاف المصدر أن الأمريكيين وعدونا بالمشاركة في العمليات البرية للسيطرة على الفرقة 17 شمال الرقة، لكنهم تراجعوا عن تعهداتهم، ما أدى إلى تباطؤ في تقدم قواتنا ولمزيد من الخسائر غير المبررة. وبيّن أن «قوات سوريا الديمقراطية» باتت تخشى من تقدم قوات النظام السوري من الجبهة الجنوبية باتجاه المدينة دون أن تتخذ الولايات المتحدة أي إجراءات لوقف تقدم تلك القوات، على حد قوله، مؤكداً «عمق الخلافات الروسية ـ الأمريكية وأثرها على التنسيق مع قوات النظام لضبط إيقاع المعركة»، حسب تعبيره.
وتتزايد مخاوف قيادات قوات سوريا الديمقراطية مع تقدم قوات النظام باتجاه مدينة الرقة واحتمالات مؤكدة عن حصولها على دعم سكان المدينة الذين يفضلون قوات النظام على القوات الكردية، بعد الانتهاء من قتال تنظيم «الدولة» وتحرير المدينة.
وتعاني قوات سوريا الديمقراطية من «هجمات مضادة يشنها مقاتلو التنظيم خاصة على حي الصناعة» وفقاً للمصدر، الذي قال إن: «قطع قوات النظام الطريق من جنوب المدينة وضع تنظيم الدولة أمام خيار واحد هو القتال حتى النهاية بدلا من الانسحاب كما كنا نتوقع، حيث تركنا الطريق جنوب المدينة دون حصار فعلي كما في بقية المحاور».
وقال: إننا لا نملك معلومات مؤكدة حول نية التنظيم الانسحاب جنوباً لكن التحالف الدولي اقترح الإبقاء على هذا المنفذ لإتاحة الفرصة أمام التنظيم للانسحاب، وتجنيب المدينة معركة تؤدي إلى معركة شبيهة بمعركة الموصل الجارية، والتي نقل لنا قيادات في التحالف صوراً منها في المحاضرات النظرية وطرق تجنب كمائن التنظيم لتفادي خسائر منيت بها القوات العراقية.
وأوضح المصدر أن «توقف العمليات لاربعة أيام مكنت التنظيم من استعادة مواقع عدة وفتح ثغرات لدخول الانغماسيين الذين نعاني من صعوبات في التصدي لهم».
وقال إن: «سلوك القوات الكردية ضمن قوات سوريا الديمقراطية والحملات التي تشنها في القرى العربية شمال الرقة خلقت حالة من الرفض العربي لهذه القوات والقوات العربية المنضوية تحت قيادتها، خاصة إرغامهم على التجنيد الإلزامي أو دفع مبالغ مالية كبيرة».
ونوه المصدر إلى أن موقف قوات التحالف الدولي بعدم المشاركة البرية «كما وعدونا هو موقف غريب جداً أدى إلى إرباك عملياتنا القتالية وتأخير تحرير المدينة في وقت حرج، قد يشجع التنظيم على تصعيد هجماته المعاكسة وإيقاع المزيد من الخسائر في صفوفنا».

معركة الرقة بين الخشية من سيناريو الموصل وإحباط كردي من غياب المشاركة البرية للقوات الأمريكية

عبد الله العمري

حملة لمقاطعة محطات وقود يملكها الجيش المصري احتجاجاً على ارتفاع الأسعار

Posted: 02 Jul 2017 02:27 PM PDT

القاهرة ـ « القدس العربي»: أطلق عدد من الشباب في مصر حملة إلكترونية لمقاطعة محطات وقود تابعة للجيش، وخلال دقائق لاقى وسم «قاطعوا بنزينة وطنية»، انتشارا واسعا بين رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
وتأتي الحملة ضد هذه المحطات في أعقاب قرار الحكومة برفع أسعار البنزين والسولار والغاز، ضمن حزمة إجراءات تقول الحكومة إنها من برنامج الإصلاح الاقتصادي، ما لاقى غضبا شديدا من المواطنين ومحدودي الدخل.
وبدأت الحملة منذ مساء أول من أمس الجمعة، حيث أطلق الناشط عبدالمعطي أحمد وسم «قاطع بنزينة وطنية»، معلقا على الدعوة قائلا: أنتم تتخيلون لو استطعنا مقاطعة محطة بنزين وطنية، كم نستطيع أن نزعجهم»، لتلاقي دعوة المقاطعة آلاف التعليقات والمشاركات.
وفي الأثناء، بدأ العديد من السائقين المصريين، سواء سائقي سيارات الأجرة أو النقل الثقيل، إضرابا عن العمل، احتجاجا على زيادة أسعار الوقود، والتعريفة الجديدة لركوب تلك السيارات، التي حددتها أجهزة الحكومة، حيث بدأ سائقو السيارات الأجرة في محافظة المنوفية، أول أمس السبت، إضرابًا عن العمل احتجاجًا على تعريفة الركوب الجديدة التي أقرتها المحافظة. وقال السائقون إن «الزيادة الجديدة لا تكفي مع ارتفاع أسعار الوقود».
وامتنع السائقون عن تحميل السيارات بالركاب، فيما شهدت مواقف بركة السبع، وطنطا، والقاهرة، وشبين الكوم، والباجور، والشهداء، مشادات ومشاجرات بين الركاب والسائقين.
وأضرب سائقو سيارات التاكسي بالوادي الجديد عن العمل، ونظموا وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة بالخارجة، للمطالبة بزيادة الأجرة إلى 6 جنيهات بدلا من الزيادة الجديدة التي أقرتها المحافظة وقدرها 5 جنيهات. وأكد عدد منهم أن الزيادة التي حددتها المحافظة غير منصفة بالمرة نظرا لاتساع المحافظة وترامي أطرافها في ظل عدم تشغيل العدادات الخاصة بكل سيارة تاكسي، وأشاروا إلى أن زيادة أسعار الوقود لابد أن يقابلها زيادة منصفة في الأجرة نظرا لأن غالبية سيارات التاكسي تعد مشروعات لشباب الخريجين وأن المسؤولين بالمحافظة قاموا خلال السنوات الأخيرة بزيادة سيارات التاكسي دون النظر لعدد سكان مدينة الخارجة مما تسبب فى وجود سيارات تاكسى بشكل كبير عن حاجة السكان.
فيما دخل العشرات من سائقي ميكروباص «طنطا ـ طوخ مزيد» في إضراب عن العمل، بمركز السنطة بمحافظة الغربية؛ اعتراضًا على تعريفة الركوب الجديدة.
وأكد أحد المواطنين أن سبب الإضراب هو صدور التعريفة الرسمية من المحافظة بقيمة 2.25 جنيه، بدلًا من التعريفة التى فرضها السائقون فيما بينهم، والتى بلغت 3 جنيهات.
وفرضت إدارة المرور في أسوان بالتنسيق مع المحافظة سيطرتها على مواقف السيارات، ومواجهة أي اعتراضات من السائقين بخصوص التعريفة الجديدة وفرض أجرة إضافية على المواطنين، ومحاولة البعض منهم للدخول في إضراب عن العمل وتوقف سير حركة المواصلات احتجاجًا منهم على التعريفة الجديدة. وبدأ بعض السائقين أمس الأحد، في تنظيم إضراب عن العمل بخط السيل موقف الإقليم اعتراضًا على الأجرة وقيمتها 1.25 جنيه، مطالبين من المواطن بدفع 1.50 جنيه، ونظرًا لتكثيف التواجد الأمني بالمواقف وإدارة المرور لم ينجح إضرابهم، وتم الدفع بأتوبيسات نقل جماعى من الشركات والهيئات الحكومية والمدارس الخاصة، أتوبيسات النقل الجماعي، التابعة للقطاع الخاص بالدفع بعدد من الأتوبيسات للعمل في خطوط المواصلات بالتعريفة المقررة حتى لايؤثر الإضراب على سير حركة المرور.
وأثار وزير البترول المصري، طارق الملا، الغضب بين المواطنين، بعد تصريحه بأن «السعر العادل للتر البنزين يقدر بنحو 6.5 جنيه، في حين أن السعر العادل لأسطوانة البوتاجاز 115 جنيهاً».
وقال الملا خلال استضافته في برنامج «على مسؤوليتي» الذي يقدمه الإعلامي المؤيد للنظام أحمد موسى، مساء أول أمس السبت/ إن الزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات لا تعني أنها وصلت لأسعار التكلفة، ولكنها اقتربت منها قليلاً.
وأشار إلى أن حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي تسعى الدولة لتطبيقها تهدف إلى رفع أسعار المحروقات لكي تغطي تكلفتها، هو ما يعني أن أسعارها ستزيد مرة أخرى لكي تصل إلى سعرها العادل.
وفي السياق، نظمت صفحة «إحنا آسفين ياريس» على موقع التواصل الاجتماعي الـ «فيسبوك» المؤيدة للرئيس الأسبق حسني مبارك، حملة لترشيح نجله جمال في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراءها العام المقبل.
ونشرت الصفحة، صورا لجمال مبارك، مذيلة بشعارات،»جمال مبارك لرئاسة الجمهورية 2018، ومن أجلك انت، وهنرجع مصر أكبر مما كانت».
وشنت الصفحة هجوما على الرئيس عبد الفتاح السيسي، بسبب القرارات الأخيرة الخاصة برفع أسعار الوقود.
وقال مدير الصفحة موجها حديثه للسيسي:» ليس لدى مانع من رفع أسعار المحروقات حال كان ذلك في مصلحة البلد، لكن في ظل 3 شروط، الأول، أن تحترم المصريين وتعرض خطتك في خفض الدعم بالأرقام والمدة الزمنية التي سيعاني خلالها المصريين، وتطرح مشروعاتك للإصلاح الاقتصادي».
وأضاف: «الطريقة التي يستخدمها السيسي في فرض قراراته لا تحترم المصريين، وتعبر عن رؤيته لمصر باعتبارها عزبة خاصة يفعل فيها كل ما يريد بهذا التكتم المهين».
وتساءل: «هل لدى السيسي خطة فعلا للإصلاح الاقتصادي»، وأجاب، أنه يعتقد أن السيسي يعمل بطريقة التجربة والخطأ، ولا يمتلك خطة من الأساس، وهذا يمثل مصيبة أخرى.
وانتقد زيادة أسعار «بنزين 80» الذي يستخدمه البسطاء و محدودي الدخل بنسبة كبيرة، فيما جاءت نسبة الزيادة في «بنزبن 95» الذي يستخدمه الأغنياء صغيرة، معتبرا أن الشرط الثاني لزيادة أسعار المحروقات يتمثل، في تحمل كل فئات الشعب المعاناة، وعدم تحميل محدودي الدخل النسبة الأكبر من ارتفاع الأسعار.
كما طالب مدير الصفحة في الشرط الثالث، بفرض رقابة صارمة على الأسواق،حتى لا يستغل التجار الأزمة، ويفرضون زيادة على أسعار المواد الغذائية بنسب أكبر من الزيادة الحقيقية في أسعار الوقود.
ورفض مدير الصفحة، التبريرات الخاصة بأن الزيادة في أسعار الوقود مرتبطة بالسعر العالمي، قائلاً:» عندما يحصل المواطنون على متوسط دخل ورواتب تقترب من المتوسط الدخل في الدول الكبرى، وقتها قدموا لهم الخدمات بالسعر العالمي».

حملة لمقاطعة محطات وقود يملكها الجيش المصري احتجاجاً على ارتفاع الأسعار

المتمردون الأكراد في تركيا يلجأون للاغتيالات… مقتل مسؤولين اثنين وإحباط اغتيال نائب من الحزب الحاكم

Posted: 02 Jul 2017 02:26 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: قتل مسؤولان اثنان في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا في حادثين منفصلين خلال أقل 24 ساعة وذلك بعد ثلاثة أيام من إحباط مخطط اغتيال أحد نواب الحزب وأقل من شهر على مخطط لاغتيال وزير الداخلية، في عمليات تُظهر لجوء المتمردين الأكراد بالبلاد إلى إستراتيجية جديدة في المواجهة مع الدولة التركية التي تمكنت من إضعاف قدرة تنظيم العمال الكردستاني على المواجهة العسكرية المباشرة بعد تكبيده خسائر فادحة على مدى عامين من الحرب المفتوحة التي يقوم بها الجيش التركي ضده.
والأحد، أُعلن عن مقتل أحد مسؤولي المناطق في حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه رجب طيب أردوغان في اعتداء وصفته الحكومة بـ«الإرهابي»، وقالت إنه نفذ من قبل مسلحي تنظيم العمال الكردستاني. وأوضحت مصادر في الحزب بولاية «وان» جنوب شرقي تركيا، إن مسلحين من منظمة «بي كا كا»، اختطفوا مساء السبت «أيدين آهي» نائب مسؤول الحزب في إحدى مناطق الولاية وقتلوه في وقت لاحق بمكان قريب من منزله.
وقبل ذلك بساعات، توفي أورهان مرجان نائب رئيس فرع حزب العدالة والتنمية في قضاء «ليجة» بولاية ديار بكر جنوب شرقي تركيا، متأثرا بجروح أصيب بها السبت في هجوم قالت الحكومة أيضاً إنه نفذ من قبل مسلحين يتبعون لتنظيم العمال الكردستاني حيث تلقى سابقاً العديد من التهديدات بضرورة الاستقالة من منصبه في الحزب.
وسبق ذلك بثلاثة أيام، إعلان قوات الأمن التركية إلقاء القبض على خلية تتكون من 4 أشخاص كان بحوزتها عدد كبير من الأسلحة ومسدسات كاتمة للصوت بالإضافة إلى كميات كبيرة من المتفجرات، وأشارت المصادر الرسمية إلى أن الخلية التي تتبع لـ«بي كا كا» كانت تضع اللمسات الأخيرة على مخطط لاغتيال أحد نواب العدالة والتنمية في المحافظة ويدعى «إبراهيم خليل يلديز».
ومنتصف الشهر الماضي، قالت قوات الأمن التركي إنها قتلت أحد مسلحي «بي كا كا» في عملية مشتركة مع جهاز الاستخبارات الذي تمكن من إحباط مخطط لاغتيال أحد المسؤولين في الولاية، وفي الثالث عشر من الشهر الماضي قالت وسائل إعلام تركية إن قوات الأمن تمكنت من إحباط مخطط كبير لاغتيال وزير الداخلية سليمان صويلو وقتلت أحد مسلحي التنظيم في منطقة كاديكوي في الجانب الآسيوي من مدينة إسطنبول.
وتتوقع الجهات الأمنية أن مسلحي العمال الكردستاني اتجهوا للتركيز على عمليات الاغتيال والمخططات السرية نتيجة الصعوبات التي واجهها التنظيم خلال الأشهر الأخيرة في تنفيذ هجمات وسط المدن الكبرى والمقرات الأمنية بسبب الإجراءات الأمنية المشددة لقوات الأمن التي نجحت منذ بداية العام الحالي من منع وقوع هجمات من هذا القبيل.
كما أن العديد من المحللين يرون أن التنظيم فقد قدرته السابقة على المواجهة العسكرية المباشرة مع الجيش التركي في مناطق جنوب وشرقي البلاد وذلك نتيجة الضربات القاسية التي تلقاها خلال العامين الأخيرين بسبب العمليات العسكرية التي لم تتوقف وأدت إلى مقتل وإصابة الآلاف من مسلحي التنظيم وتطهير تواجدهم في المدن وإجبارهم على العودة إلى المغارات والجبال أقصى شرق البلاد وشمالي العراق.
والأحد، قالت رئاسة الأركان التركية إنها تمكنت من تحييد خمسة «عناصر من منظمة «بي كا كا» الإرهابية»، بغارة جوية نفذتها مقاتلات سلاح الجو، في ولاية ماردين جنوب شرقي البلاد، فيما أعلنت السبت تمكنها من قتل 6 مسلحين في شرناق شرقي البلاد، و4 مسلحين في غارات جوية على شمالي العراق.
في سياق متصل، قالت وزارة الداخلية إنها ضبطت خلية إرهابية مؤلفة من 8 عناصر بينهم سوريان، في ولايتي غازي عينتاب وشانلي أورفا (جنوب)، كانت تحضر لتنفيذ تفجير إرهابي. وبحسب بيان صادر عن ولاية غازي عينتاب، شنت قوات الأمن التركية أمس الأحد مداهمات على عناوين يشتبه بأنها تعود لعناصر من منظمة «بي كا كا» في الولايتين بناء على معلومات تلقتها من الاستخبارات التركية، مشيرة إلى أن المعتقلين كانوا ينوون تنفيذ تفجير إرهابي وجرى ضبط 146 كيلو غرام من المتفجرات بحوزتهم.
ويجمع مراقبون على حصول تطور كبير في أداء الاستخبارات والأمن التركي في محاربة تنظيمي العمال الكردستاني و«الدولة» وهو ما نتج عنها إحباط معظم مخططات التنظيمين منذ بداية العام الحالي، على العكس من الأعوام الماضي التي شهدت سلسلة هجمات دامية في وسط المدن الكبرى والمحافظات الجنوبية والشرقية.

المتمردون الأكراد في تركيا يلجأون للاغتيالات… مقتل مسؤولين اثنين وإحباط اغتيال نائب من الحزب الحاكم

إسماعيل جمال

مفوضية حقوق الإنسان: إغلاق قناة «الجزيرة» يفتح المجال لتقويض حرية التعبير

Posted: 02 Jul 2017 02:26 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: حثت المفوضية السامية لحقوق الإنسان مرة أخرى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر على اتخاذ تدابير لحل نزاعها مع قطر بطريقة هادئة ومعقولة وقانونية، وضمان ألا تؤثر أية إجراءات تتخذها على حقوق الإنسان الخاصة بمواطنيها ومواطني وسكان البلدان الأخرى.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم المفوضية، روبرت كولفيل، في مؤتمر صحافي عقده في جنيف قال فيه إن هذا النزاع المقلق انتقل إلى مستوى جديد بإدراج بعض الحقوق والحريات الأساسية في قائمة المطالب المفروضة على قطر من قبل البلدان الأربعة المذكورة، لتنفّذَ خلال مهلة 10 أيام تنتهي خلال يومين. وأعرب كولفيل عن قلق المفوضية البالغ إزاء الطلب من قطر بإغلاق شبكة الجزيرة، فضلا عن وسائل الإعلام الأخرى التابعة لها «سواء كنت تشاهد المحطة أم لا، سواء كانت تعجبك أم تتفق مع وجهات نظرها التحريرية، فإن قنوات الجزيرة العربية والإنكليزية مشروعة، ولديها الملايين من المشاهدين. في رأينا أن المطالبة بإغلاقها الفوري هي هجوم غير مقبول على الحق في حرية التعبير والرأي».
وأوضح كولفيل أنه إذا كانت لدى الدول مشكلة تتعلق بالمواضيع التي تبث على قنوات التلفزيون في بلدان أخرى، فإنها تتمتع بحرية التحاور العلني والتفاوض عليها. أما الإصرار على إغلاق هذه القنوات فأمر غير عادي وغير مسبوق وغير معقول.
«إذا كان من المقرر أن يحدث ذلك بالفعل، فإنه سيفتح صندوق باندورا أمام الدول أو مجموعات الدول القوية لتقوض بشكل خطير الحق في حرية التعبير والرأي في دول أخرى، وكذلك في بلدانها».
وقال إن موقف المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، هو في دعوة الدول الخمسة للحوار فيما بينها بطريقة هادئة وعقلانية وقانونية بحيث لا تترك أثرا سلبيا على حقوق الإنسان في بلدانها أو في البلدان الأخرى.
وقال ستيفان دوجريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ردا على سؤال لـ«القدس العربي» حول الأثر السلبي للمطالبة بإغلاق قنوات الجزيرة على الحق في حرية التعبير ولماذا لم يصدر الأمين العام بيانا يعلن عن رفضه لمثل هذا الطلب، قال إن موقف الأمين العام من حيث المبدأ مع حرية التعبير وحرية تكوين الرأي ولكن الأمين العام لن يصدر بيانا خاصا بأحد بنود قائمة المطالب «موقف الأمين العام هو في دعم الحل الإقليمي الذي تقوده الكويت. وقد التقى في واشنطن بوزير شؤون مجلس الوزراء الكويتي كما التقى بوزير الخارجية القطرى ووزير الخارجية الأمريكي ويتابع ملف تطورات الأزمة عن كثب».
وردا على سؤال آخر لـ«القدس العربي» حول ما إذا كان الأمين العام ينوي انطلاقا من صلاحياته التي يمنحه إياها ميثاق الأمم المتحدة في البند 99 بتنبيه مجلس الأمن إلى أزمة الخليج والتي قد تتطور إلى نزاع يهدد الأمن والسلم الدوليين، قال دوجريك «إن الأمين العام ليس في نيته الآن إبلاغ مجلس الأمن بهذه الأزمة فهناك جهود إقليمية وأخرى دولية تعمل على إحتواء الأزمة. وموقف الأمين العام هو دعم الحل الإقليمي الذي تقوده دولة الكويت».

مفوضية حقوق الإنسان: إغلاق قناة «الجزيرة» يفتح المجال لتقويض حرية التعبير

عبد الحميد صيام

العثماني يقر بالخطأ الفادح الذي ارتكبه ومعه أحزاب الأغلبية الحكومية

Posted: 02 Jul 2017 02:25 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: بعد صمت طويل وانتظار خرج الدكتور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية مساء السبت، على شاشة التلفزيونات الرسمية المغربية ليتحدث عن حراك الريف ويقر بالخطأ الفادح الذي ارتكبه ومعه أحزاب الأغلبية الحكومية بإدانة الحراك واتهام الناشطين بالانفصال والارتباط بالأجنبي.
وقال العثماني إن تصريحات أحزاب الأغلبية التي وصفت حراك الريف بـ«الانفصال» وبأنه «يخدم أجندات خارجية»، تصريحات «لا يجب أن تكون، لكن علينا أن ننسى الماضي ولا نعود إليه وننظر للمستقبل». وأكد أن الحسيمة حاضرة في كل اجتماعات الحكومة واللقاءات الوزارية وأن هناك اهتماما بالموضوع، وهناك من الوزراء من قام بأربع زيارات في ظرف وجيز إلى الحسيمة للوقوف على المشاريع المتعثرة.
وأكد العثماني أن حكومته ستدعم أي مبادرة تتبناها هيئات وجمعيات المدني لإيجاد لإنهاء الاحتجاجات بالريف، و»أي مبادرة للحوار مدنية تمت أو تستعد لها جمعيات المجتمع المدني مستعدين لدعمها وسنرى نتائجها» وقال «من احتج نحترمه ونعمل على تحقيق مطالبه وحتى من لم يقم بأي احتجاج فالحكومة تعمل على متابعة كل المشاريع بجميع الجهات». إلا أنه قال إن لا يد للحكومة في إطلاق سراح معتقلي الريف، لإنهاء الاحتجاجات بالريف، «الحكومة لا دخل لها في الجهاز القضائي» لكن «إذا وفرنا ظروفا إيجابية للهدوء يمكن أن تكون هناك حلول نساهم فيها كجهاز تنفيذي» مع ضمن محاكمة عادلة للمعتقلين و»هناك تعليمات من الملك للتحقيق في أي ادعاءات المعتقلين بأنهم تعرضوا للتعذيب وأن ستتم معاقبة كل من كان وراء ذلك التعذيب ستوفر للمعتقلين جميع ضمانات المحاكمة العادلة».
وقالت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، آمنة ماء العينين، إن اعتراف رئيس الحكومة أمام المغاربة، بخطأ تصريحات الأغلبية الحكومية حول تخوين نشطاء الحسيمة، أثبتت صحة الانتقادات التي وُجهت لتلك التصريحات «حينما خرجنا في حينه ننتقد التصريحات البئيسة والبليدة لممثلي بعض أحزاب الأغلبية بناء على إملاءات وزير الداخلية، كاد البعض يكفرنا وتم اتهامنا بالتهم المتداولة التي تنم عن ضعف الحجة والعجز أمام النقد البناء (تشوشون على رئيس الحكومة، تهددون تماسك الحزب…)». وكتبت تحت عنوان «الاعتراف بالخطأ فضيلة» «الآن يعترف رئيس الحكومة أمام المغاربة أن التصريحات الغريبة كانت خطأ ماكان له أن يكون بعد كل الأضرار التي خلفتها وراءها … تريثوا واهدأوا قليلا و»وسعوا خواطركم» أيها السادة والسيدات، تحلوا ببعض الديمقراطية والقدرة على القبول بالاختلاف مهما كان محرجا».
وقال عضو في الدائرة السياسية لجماعة العدل و الإحسان (شبه محظورة) إن الميزة الأهم لمقابلة العثماني أنه «قدم حقيقة دوره ودور حكومته المقزم إلى المنعدم بلا تجميل ولا نفخ ولا تقمص ولا تمثيل ولا تزوير ولا تمثيل عنتريات لا علاقة لها بالواقع» وقال حسن بناجح، عبر تدوينة له على حسابه بموقع "فيسبوك"، عنونها بـ»الحسنة الوحيدة لمقابلة رئيس الحكومة» «لو وضعت كل البراهين على هامشية الحكومة في كفة ووضعت مقابلة ما يسمى برئيس الحكومة في كفة لرجحت بها لتبقى من أبرز الشواهد على أن الحكومة في المغرب لا تحكم، ومن تم فلا جدوى منها ولا من الانتخابات التي تفرزها». وأضاف «ابتداء من الليلة فمن كانت ما تزال لديه بعض رغبة في التصويت فإنه سيفقدها كليا ليقاطع الأقلية الصامتة وينضاف إلى الأغلبية الناطقة».
وقال خالد الجامعي إن الخروج الإعلامي لسعد الدين العثماني يؤكد أنه يتخبط في التصريحات حيث «أن العثماني اعترف بأن اتهام الاغلبية للحراك بالريف بالانفصال كان خطأ فادحا، علما أن جميع أحزاب الأغلبية الحكومية اتهمت حراك الريف بالانفصال».
وقال الجامعي إن سعد الدين العثماني يخبط خبط عشواء، وإن من سمع تصريحاته يصاب بالذهول، فبعد أن صرح بأن الحكومة لن تتدخل في قضية معتقلي الحراك بالريف لأن القضاء مستقل، عاد ليصرح، أن الحكومة يمكن لها أن تتدخل في القضية إذا عاد الهدوء والاستقرار للمنطقة بدون إعطاء ضمانات «أن القضاء في المغرب غير مستقل».

العثماني يقر بالخطأ الفادح الذي ارتكبه ومعه أحزاب الأغلبية الحكومية

فرنسا تريد إنشاء قوة عسكرية مشتركة في الساحل وتستثني الجزائر

Posted: 02 Jul 2017 02:25 PM PDT

الجزائر ـ «القدس العربي»: قالت تقارير إعلامية فرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون سيقترح على رؤساء وزعماء مجموعة الخمس في منطقة الساحل تجسيد مشروع إنشاء قوة عسكرية مشتركة بين هذه الدول برعاية فرنسية من أجل محاربة الجماعات الإرهابية في الساحل، وهو الأمر الذي استثنيت منه الجزائر.
وقالت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية إن الرئيس ماكرون سيطرح مشروع تشكل قوة عسكرية مشتركة أمام زعماء وقادة دول الساحل الخمس، وهي مالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد وموريتانيا، وأن المشروع يقوم على تشكيل قوة تضم 5000 رجل، تكون جاهزة خلال شهرين على أقصى تقدير، لمواجهة التدهور الأمني في منطقة الساحـل، ومحاربة الجماعات الإرهابية الناشطة هناك، وذلك دون أن تتوقـف هـذه القـوة عنـد حـدود أي دولـة مـن الدول الخمس المعنية، وهو الأمر الذي تستغله الجماعات الإرهابية للإفلات من الجيوش النظامية وقوات الأمن في دول الساحل.
وتعمل فرنسا على البحث عن مصادر تمويل لهذه القوة العسكرية وتزويدها بالعتاد الضروري، فالاتحاد الأوروبي وعد بتقديم 50 مليون دولار، في حين رفضت الولايات المتحدة الأمريكية المساهمة في هذا الجهد المالي، الأمر الذي قد يؤدي إلى فشل المشروع، إذا لم تجد فرنسا التمويل اللازم، موضحة أن الرئيس ماكرون يحاول إقناع دول أوروبية مثل ألمانيا وبلجيكا بتقديم دعم مالي لإنشاء هذه القوة، التي ستمكن دول الساحل من الدفاع عن أمنها ومواجهة الجماعات الإرهابية، ما قد يكون ممهدا لسحب القوات الفرنسية الموجودة في شمال مالي منذ 2014، والتي يفوق تعدادها الـ 4000 عسكري، الأمر الذي أصبح عبئا على فرنسا.
ورغم أن ماكرون عند ترشحه للرئاسة وزيارته الجزائر أكد أنه يريد التعامل مع مشاكل القارة الافريقية من خلال الجزائر، باعتبارها بلدا محوريا، إلا أن مشروعه إنشاء قوة عسكرية مشتركة جنوب حدود الجزائر يطرح تساؤلات، عما إذا كانت المواقف اختلفت بين باريس والجزائر بخصوص الوضع في منطقة الساحل، أم أن ما يريد الرئيس الفرنسي الجديد القيام به يتم بالاتفاق مع الجزائر، خاصة وأن وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان كان بالجزائر منذ أيام قليلة، كما أن ماكرون تحادث هاتفيا مع الرئيس بوتفليقة قبل أيام وتحادثا عن الوضع في مالي.
المشكل بالنسبة للجزائر في موضوع القوة المشتركة هو مبدئي بالدرجة الأولى، فعقيدة الجيش الجزائري منذ نشأنه تقوم على عدم القيام بعمليات عسكرية خارج التراب الجزائري، ومبدأ تشكيل قوة عسكرية مشتركة يفرض على الجزائر في حالة المشاركة إرسال قوات على الأرض، وبالنظر إلى مكانة الجزائر وإمكانياتها المالية والمادية والبشرية وخبرتها في مجال مكافحة الإرهاب، فإن مساهمتها تكون الأكبر مقارنة بغيرها، وهو الأمر الذي كانت الجزائر دائما ترفضه، وتغلب عليه خيارات أخرى، مثل دعم الحكومات والجيوش وأجهزة الأمن في الدول الجارة، ومساعدتها من أجل القيام بحماية أراضيها وفرض الأمن، في حين كانت فرنسا تفضل دائما التدخل العسكري كحل لمواجهة المشاكل الأمنية.

فرنسا تريد إنشاء قوة عسكرية مشتركة في الساحل وتستثني الجزائر

13 برلمانيا في سجون الاحتلال بعد اعتقال النائبة جرار وقراقع يعتبر الأمر خرقا للمواثيق الدولية

Posted: 02 Jul 2017 02:25 PM PDT

رام الله – «القدس العربي» : أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني خالدة جرار من منزلها في مدينة رام الله بعد توغل في المدينة، كما اعتقلت ختام السعافين رئيسة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية من منزلها في بيتونيا. وباعتقال جرار ارتفع عدد نواب المجلس التشريعي المعتقلين الى ثلاثة عشر نائباً.
وتعمدت قوات الاحتلال التي داهمت منزل جرار التي تبلغ من العمر 53 عاما، تفتيشه بشكل دقيق وقلب غالبية محتوياته قبل أن تقتادها إلى جهة مجهولة ودون إعلان سبب الاعتقال هذه المرة. وكانت جرار قد اعتقلت في عام 2015 وأمضت 14 شهراً في سجون الاحتلال بعد ان اعترضت النيابة العسكرية على قرار المحكمة بإطلاق سراحها بعد شهر واحد من الاعتقال.
من جهته حمل صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة وأمن المناضلتين خالدة جرار وختام السعافين، واعتبر الاعتقال جزءا من حملة ممنهجة مدروسة ومتواصلة واعتداء مباشراً على الشعب وقيادته، مؤكداً أن هذه الحملة المسعورة آيلة للتصعيد بسبب غياب المساءلة والمحاسبة من المجتمع الدولي وتواطئه في عدم ردع إسرائيل وإلزامها بالشرعية الدولية. وطالب الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة والاتحاد البرلماني الدولي، والجمعية البرلمانية الأورومتوسطية والمؤسسات الحقوقية العالمية بالتدخل الفوري للضغط على اسرائيل للإفراج الفوري عن جرار والسعافين وجميع المعتقلين والمعتقلات في سجون الاحتلال بلا قيد أو شرط.
واستنكر عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال النائبة جرار، بعد مداهمة منزلها في رام الله، واعتبر ان إعادة اعتقالها هو ضرب واضح للمواثيق والأعراف الدولية وانتهاك فاضح للحصانة التي يتمتع بها البرلمانيون المنتخبون، ومؤشر على أن سلطات الاحتلال مستمرة في ملاحقة كافة أبناء الشعب بكل فئاته وأطيافه.
وطالب البرلمانات العربية والأجنبية بسرعة التحرك الجاد لإطلاق سراح اعضاء المجلس التشريعي المنتخبين الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال الاسرائيلي، ومن بينهم من هو معتقل منذ أكثر من 15 عاما. واعتقلت سلطات الاحتلال منذ عام 2002 قرابة 70 نائبا في المجلس التشريعي وهؤلاء يشكلون أكثر من %50 من إجمالي عدد النواب، واستهدفت عددا من النواب الإناث كماجدة فضة وسميرة حلايقة وخالدة جرار.
وكان قراقع قد حذر كذلك من تداعيات الهجمة القانونية والدبلوماسية غير المسبوقة على حقوق الأسرى ومكانتهم النضالية والإنسانية التي تشنها حكومة الاحتلال الاسرائيلي بشكل مبرمج ومدروس على كافة المستويات الداخلية والخارجية.
وأكد ان الاحتلال يهاجم الأسرى بطريقة مختلفة عن السابق، فلم يعد يكتفي بالمضايقة داخل السجون واستخدام اساليب القمع والانقضاض على حقوقهم وكرامتهم، وانما يسعى الى نزع البعد السياسي والقانوني عن الأسرى كقضية تحرر وطني الأمر الذي يتطلب آليات فلسطينية فعالة على المستوى القانوني والدبلوماسي لحمايتهم والدفاع عنهم.
وتتمثل الهجمة الاسرائيلية على الأسرى عبر قوانين تعسفية يشرعها الكنيست الاسرائيلي، وكذلك التحريض الواسع على الأسرى واعتبارهم مجرمين وإرهابيين، ووضع أنظمة وإجراءات خطيرة من خلال عقوبات التعويضات المالية الباهظة على الأسرى وعائلات الشهداء، والسعي الى تحويل قضية الأسرى الى مشكلة داخلية فلسطينية من خلال سياسة الغرامات في المحاكم وداخل السجون، وتحويل قطاع الأسرى الى حمل ثقيل اقتصاديا وماليا على المجتمع الفلسطيني.
ويرى المسؤول الفلسطيني أن حكومة الاحتلال تريد ان تجرد الأسرى من حقهم السياسي في الحرية وإطلاق سراحهم في أية تسوية سياسية او اتفاق سياسي في المستقبل من خلال تثبيت ادعاءاتها ان هؤلاء الأسرى إرهابيون ويشكلون خطرا على الأمن والسلام في المنطقة، ما يتطلب ان التصرف بمسؤولية عالية لمواجهة المخططات الاسرائيلية تجاه الأسرى التي تترك بعدا استراتيجيا على مستقبل القضية الوطنية الفلسطينية.
وشدد على ضرورة التوجه الى المحكمة الجنائية الدولية والى المحكمة الدولية في لاهاي لتثبيت الوضع القانوني للأسرى، وكذلك إلى أهمية تفعيل نظام التعويض الدولي لضحايا الاحتلال مع ضرورة وجود خطاب إعلامي وقانوني واضح للرأي العام الدولي حول مخالفات اسرائيل للقانون الدولي وللقانون الدولي الإنساني.

13 برلمانيا في سجون الاحتلال بعد اعتقال النائبة جرار وقراقع يعتبر الأمر خرقا للمواثيق الدولية
 
فادي أبو سعدى

مسيحيو العراق يرفضون مؤتمراً دعا لإقامة حكم ذاتي في سهل نينوى

Posted: 02 Jul 2017 02:24 PM PDT

نينوى ـ «القدس العربي»: قوبل عقد مؤتمر دولي في العاصمة البلجيكية، بروكسل، حول مستقبل مسيحيي العراق في سهل نينوى، برفض معظم القوى المسيحية العراقية على خلفية أجندة المؤتمر ومقرراته.
ورفض بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس ساكو، انعقاد المؤتمر والقرارات الصادرة عنه، معتبراً أن المسيحيين هم جزء من العراق.
وأكد، في لقاءات متلفزة أن «مستقبل المسيحيين والعراقيين هو شأن داخلي»، واصفا توجه أي مكون في العراق إلى الخارج لبحث قضاياه بـ»الانفلات».
وتابع: «إذا كانت هناك مشاكل للاقليات، فالحل في الداخل، وليس عبر قنوات خارجية».
وبين ساكو أن «اللجوء إلى الخارج للبحث عن حلول للمشاكل خاطئ، لأن الغرب هو من خلق هذه المشاكل»، مشدداً على أن «مستقبلنا هو مع العراقيين، ونحن عراقيون بغض النظر عن ايماننا وعقيدتنا ونعتز بعراقيتنا».
واختتم يوم الجمعة، مؤتمر مناقشة مستقبل مسيحيي العراق في سهل نينوى، الذي أقيم برعاية البرلمان الأوروبي في بروكسل، بمشاركة عدد من الجمعيات والأحزاب المسيحية وبعض روؤساء الكنائس، وسط مقاطعة قوى مسيحية أخرى، وقد دعا المؤتمر إلى إقامة حكم ذاتي للمسيحيين في سهل نينوى.
في السياق، اتهمت حركة «بابليون»، أحد فصائل «الحشد الشعبي»، وتضم مقاتلين مسيحيين، «بعض الساسة ممن لم يكن لهم أي دور في معارك التحرير ضد الدولة الإسلامية بالتحرك في ركوب موجة الانتصارات». وبينت أن «هؤلاء يدّعون تمثيل المكون المسيحي من خلال تحركات خارجية تتمثل بعقد المؤتمرات».
وأشارت الحركة، في بيان، إلى أن «مرحلة ما بعد عصابات داعش الإرهابية تعد المرحلة الأهم وهي بحاجة إلى دعم دولي لإعمار المناطق المحررة على ان يكون ذلك عبر بغداد».
وأضافت «في الوقت الذي ترحب بكل الجهود الدولية الرامية للمساهمة في إعمار المناطق المحررة فانها تدعو إلى توخي الحيطة والحذر من الاندفاع بعقد المؤتمرات والملتقيات ودعوة شخصيات عراقية للحضور والمشاركة دون موافقة الحكومة العراقية»،
وشددت على «ضرورة ان تمر كل الجهود الدولية عبر بوابة الحكومة الاتحادية».
وحذرت كذلك من «تعالي الصيحات والمزايدات في خضم التضحيات والانتصارات التي تحاول ركوب موجة تضحيات الأبطال في حركة بابليون».
ولفتت إلى أن «بعض السياسيين الذين لم يكن لهم دور او حضور في المعركة مع داعش وتركوا البلاد أخذوا الآن يشاركون بمؤتمرات تعقد خارج البلاد تحت ذريعة الزعم بتمثيل المسيحيين لأهداف انتخابية رغم انهم لم يقفوا يوماً معهم في محنتهم. لذلك لايحق لهم التحدث باسم المكون أو تمثيل المسيحيين في هذه المنابر».
وأبدت احزاب وقيادات وشخصيات مسيحية داخل العراق، اعتراضها على انعقاد المؤتمر، متهمة الشخصيات المشاركة فيه باستغلاله لـ»أهداف حزبية وطائفية بعيداً عن مصالح المكون المسيحي في العراق».
ومن الحركات التي قاطعت المؤتمر، حركة الديمقراطي الآشوري، حيث صرح عضو المكتب السياسي فيها، كلدو رمزي، إن حركته «سبق أن اتفقت مع الكلدانيين والآشوريين على مستقبل المسيحيين في سهل نينوى وفق عدة نقاط لم يأخذها المؤتمر بعين الاعتبار لذلك قررت مقاطعة المؤتمر».
وحسب مصادر مسيحية في العراق، فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني من أبرز الأحزاب المشاركة في المؤتمر من خلال تواجد مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار سيوه يلي، وممثلين لرئيس إقليم كردستان وحكومة إقليم كردستان، كما شارك فيه السفير العراقي في بروكسل جواد الفلحاوي».
يذكر أن رئيس الطائفة الكلدانية في العراق والعالم، لويس ساكو، كشف مؤخراً عن أن نسبة المسيحيين في العراق انخفضت إلى 2 في المئة.
وقال ساكو في بيان: «لا توجد إحصائية دقيقة لعدد المسيحيين في العراق، وبتقديري، فإن نسبة المسيحيين في البلد كانت 4 في المئة وأصبحت الآن 2٪، بينما كانت نسبة المسيحيين في المنطقة 20٪ والآن أصبحت 8».
وأضاف أن «أكثر من 100 بيت مسيحي تم الاستيلاء عليها في بغداد من قِبل مافيات وميليشيات غير منضبطة، مبينًا أن عدد المسيحيين في بغداد 200 ألف مسيحي الآن، في حين كان عددهم مليونًا».
ويؤكد المسيحيون وقادتهم في العراق، أن بروز تنظيم «الدولة» في شمال البلاد، وانتهاكاته ضد الاقليات ومنهم المسيحيين، خلق أزمة ثقة لديهم، وأصبح من الضروري أن توفر الحكومة العراقية وإقليم كردستان والقوى السياسية والشعبية المسلمة، الضمانات الأمنية والإجتماعية والإقتصادية في المناطق المسيحية، قبل التفكير بعودة سكانها إليها.

مسيحيو العراق يرفضون مؤتمراً دعا لإقامة حكم ذاتي في سهل نينوى

مصطفى العبيدي

وقف مساعدات  مالية أمريكية لمؤسسات إسرائيلية وتظاهرة قبالة منزل نتنياهو

Posted: 02 Jul 2017 02:24 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: كما كان متوقعا أعلن ثري أمريكي من أصل يهودي عن وقف مساعداته المالية السخية لمؤسسات عامة في إسرائيل بعدما أقدمت حكومتها على إلغاء اتفاق يتيح الصلاة للرجال والنساء معا في ساحة حائط البراق الذي يزعم أنه «حائط المبكى».
وفي الوقت الذي يبحث فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن حل سياسي يضع حدا لأزمة مخطط الصلاة في « حائط المبكى»، والمساعدة على إزالة الإحباط والغضب الذي يعم اليهود الإصلاحيين والمحافظين في الولايات المتحدة، هناك من قرر عدم انتظار التسوية، وتجميد المساعدات لإسرائيل. والحديث هنا عن ايزيك فيشر، المستثمر الثري والممول اليهودي المعروف من فلوريدا، الضالع في مشاريع كثيرة من أجل اسرائيل، وهو ينوي اتخاذ عدة خطوات عقابية ردا على القرارات التي اتخذتها الحكومة في الأسبوع الماضي، في الموضوع الديني.
ورغم انه اشترى في الأسبوع الماضي سندات صرف اسرائيلية بقيمة مليون دولار، إلا انه يطالب باسترداد أمواله، واعلن أنه يعلق نشاطات تجنيد الأموال لصالح اسرائيل الى ان يتم حل ازمة حائط المبكى وقانون التهود. وسيكلف هذا القرار اسرائيل ثمنا باهظا، فهو عضو في جمعية أصدقاء جامعة تل ابيب، يمنح للطلاب هبة سنوية على اسم والدته. وبالإضافة الى التبرعات للجامعة، هناك ايضا مشاريع اجتماعية يمولها في بلدات اسرائيلية والتي يمكن ان تتضرر. كما يمول فيشر فريق كرة قدم من الشبان الإثيوبيين في بلدة برديس حنا. كما انه بصفته عضوا في المجلس المركزي للوبي اليهودي الأمريكي «آيباك»، يعتبر فيشر أحد قادة النضال ضد الاتفاق النووي مع إيران، وقد استثمر الكثير من الوقت والجهد لإقناع الكونغرس بالوقوف ضد الاتفاق. لكنه يعلن الآن وفق ما قالته صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، «سأجمد كل تدخل في آيباك».
وقال فيشر للصحيفة إن «الأمر لا يتعلق بالإصلاحيين والمحافظين. لقد تم هنا ارتكاب عمل خطير يهين الحاخامات وقادة جالياتنا اليهودية الذين تقول لهم الحكومة نحن لا نأخذكم في الاعتبار، وإهانة لنسائنا اللاتي تقول لهن ان يهوديتكن ليست يهودية. هذا غير محتمل ومن واجبنا وضع حد له». واعلن في رسالة وجهها الى النائب مايكل اورن، سفير اسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة، الذي يحاول حاليا جسر الهوة مع اليهود الأمريكيين، أنه سيعلق دعمه لإسرائيل حتى تغير الحكومة قراراتها بشأن «حائط المبكى وقانون التهود». وعلى خلفية هذه الأزمة تظاهر ألف مواطن اسرائيلي أمام منزل نتنياهو، احتجاجا على إلغاء «مخطط الصلاة وتمرير قانون التهود» الذي خلق حالة توتر بين اسرائيل وبين يهود الولايات المتحدة والعالم. ورفع رجال حركتي الإصلاحيين والمحافظين لافتات كتب عليها «نتنياهو لا تقسم الشعب اليهودي»، و»يهودية من دون قهر» و «لا نؤمن بكراهية الأخوة». والقى المدير العام لحركة الإصلاحيين، الحاخام غلعاد كريب، كلمة في بداية المظاهرة، قال فيها: «آلاف الرجال والنساء وصلوا الى هنا هذا المساء للقول: كفى للقهر الديني والاستهتار باليهود الإصلاحيين والمحافظين. رئيس الحكومة سيكتشف في الأسابيع القريبة بأنه لا يمكن الاستهتار بصرخات الشارع الاسرائيلي والجاليات اليهودية. لن نسمح باحتكار المتزمتين لموضوع التهود ولن نتخلى حتى يتم تطبيق مخطط حائط المبكى كاملا».
وحسب أقوال المدير العام للحركة التقليدية، المحامي يزهار هس، فقد سقط أمر ما في اسرائيل يوم الأحد. واضاف «بكل صفاقة، وبقصر نظر، وبعجرفة، ولدى بعض أعضاء الحكومة بتوجه شرير، تم اتخاذ قرارين يقاطعان الشعب اليهودي. هذا BDS من أرض صهيون والقدس. إلغاء اتفاق حائط المبكى وقانون التهود الجديد يحلقان فوق رؤوسنا مثل غيمة سوداء تلوث قدرة دولة اسرائيل على تسمية نفسها باسم الدولة القومية للشعب اليهودي. انا أطالب كل من تهمه الديمقراطية والشعب اليهودي بالوصول الى منزل رئيس الحكومة والصراخ معنا».
بين هذا وذاك تواصل أوساط واسعة لدى يهود الولايات المتحدة التعبير عن غضبها على قرار حكومة الاحتلال عدم المصادقة على مخطط «حائط البراق» والقاضي بالسماح للنساء بالصلاة على انفراد في الساحة بسبب معارضة اليهود الأرثوذوكس داخل الائتلاف الحاكم. كما يدور جدل واسع بعد القرار بإبقاء صلاحية المصادقة على يهودية اليهود لمؤسسة الحاخامية المسيطر عليها من قبل اليهود الأرثوذوكس المتزمتين (الحريديم). وكشف في إسرائيل أن قنصلياتها في الولايات المتحدة تكاد «تغرق» برسائل احتجاج يبعث بها يهود هناك يبدون غضبهم على «خنوع «حكومة إسرائيل لليهود المتزمتين (الحريديم)، وأقدمت على إلغاء الاتفاق حول الصلاة اليهودية في حائط البراق .
وتبذل إسرائيل مساعي متسارعة لاحتواء أزمة حقيقية على ما يبدو بينها وبين يهود أمريكا، ولهذا الغرض التقى نتنياهو أمس مع قادة اللوبي اليهودي الأمريكي «آيباك» الذين وصلوا الى البلاد في زيارة طارئة، على خلفية تجميد مخطط الصلاة في حائط البراق (حائط المبكى المزعوم) وتمرير قانون التهود.

وقف مساعدات  مالية أمريكية لمؤسسات إسرائيلية وتظاهرة قبالة منزل نتنياهو

محكمة مصرية تقضي بإعدام 20 والمؤبد لـ 80 في «قضية كرداسة»

Posted: 02 Jul 2017 02:23 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: قضت الدائرة 11 إرهاب في محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في معهد أمناء الشرطة في طرة، أمس الأحد، بإعدام 20 شخصا شنقا، والسجن المؤبد لـ 80 متهما آخرين، والسجن المشدد لمدة 15 سنة، على 34 متهما، كما برأت المحكمة 20 آخرين، في قضية اقتحام مركز شرطة كرداسة، وقتل مأمور المركز ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة، في أعقاب فض اعتصامي جماعة «الإخوان المسلمين» في ميداني رابعة والنهضة، والمعروفة إعلاميا بـ»مذبحة كرداسة».
ولم يشمل قرار المحكمة 28 متهما كانت محكمة الجنايات قضت بإعدامهم غيابيا، إذ لا يجوز نظر طعون المتهمين الغائبين.
وصدر الحكم برئاسة المستشار محمد شرين فهمي وعضوية المستشارين عصام أبو العلا ورأفت زكي ومختار العشماوي وبحضور مصطفى بركات ممثل النيابة.
وكانت النيابة العامة أحالت 188 متهما إلى محكمة الجنايات، واتهمتهم بالاشترك في 13 أغسطس / أب 2013 مع آخرين مجهولين في التجمهر وارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار بعدما اقتحموا مركز شرطة كرداسة، وقتل المأمور ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة، إضافة إلى ارتكاب جرائم التخريب والسرقة والتأثير على رجال السلطة العامة في أداء أعمالهم باستعمال القوة حال حملهم أسلحة نارية وبيضاء، و أدوات تستخدم في الاعتداء على الأشخاص. كما وجهت النيابة للمتهمين تهم إتلاف مبنى القسم، وحرق سيارات ومدرعات للشرطة، وحيازة الأسلحة النارية الثقيلة.
وصدرت ضدهم أحكاما متفاوتة بالسجن والإعدام فتقدم منهم 156 بطعن على الحكم لمحكمة النقض التي قضت بإعادة محاكمتهم أمام دائرة جنايات أخرى.
وكانت المحكمة قضت، في 24 أبريل/ نيسان الماضي، بإحالة أوراق الـ20 متهما للمفتي لاستشارته في الحكم بإعدامهم.
يذكر أن محكمة جنايات الجيزة قضت، في فبراير/ شباط 2015، بإعدام 183 شخصا، ومعاقبة حدث بالسجن لـ10 سنوات، بعد إدانتهم في القضية.
إلا أن محكمة النقض، وهي أعلى محكمة مدنية في مصر، ألغت حكم الإعدام الصادر بحق 155 من هؤلاء المتهمين، وكذلك الحكم الصادر بسجن حدث لـ10 سنوات، وأمرت بإعادة محاكمتهم أمام دائرة جنايات أخرى، في 3 فبراير/شباط 2016.
وكانت قوات الأمن انتشرت أمس في محيط معهد أمناء الشرطة وداخل قاعة المحكمة، خشية حدوث اعمال شغب بعد النطق بالحكم.
يذكر أن سامية شنن، هي المرأة الوحيدة المتهمة في القضية، وقد القي القبض عليها في سبتمبر/ أيلول 2013 واتهمت بالتنكيل بجسد مأمور المركز، وسبق وحكم عليها بالإعدام، قبل ان تقضي جنايات القاهرة بتخفيف الحكم للمؤبد.
وأثارت شنن جدلاً واسعا في الأوساط السياسية والحقوقية المصرية، خاصة أنها كانت المراة الوحيدة التي صدر بحقها حكم بالإعدام فيما يخص الأحداث التي اعقبت فض اعتصامات الإخوان في ميداني «رابعة» و«النهضة».

محكمة مصرية تقضي بإعدام 20 والمؤبد لـ 80 في «قضية كرداسة»

تامر هنداوي

برنامج الغذاء العالمي يوقف توزيع القسائم الغذائية لآلاف الأسر في غزة

Posted: 02 Jul 2017 02:23 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: ذكرت مصادر محلية أن إحدى المؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة، أوقفت العمل بأحد برامجها الإغاثية التي تقدم للسكان الفقراء والمحاصرين. وقالت إن مؤسسة الإسكان التعاوني (CHF)، شرعت بوقف جزئي لمشروع صرف «القسائم الشرائية» في جميع مناطق قطاع غزة. وأوضحت أن عملية الوقف لم يحدد لها وقت زمني، وأنها ستستمر حتى إشعار آخر.
وشمل قرار وقف هذه «القسائم الشرائية» ستة آلاف أسرة، يبلغ تعدادها الإجمالي 35 ألف فرد، من أصل 12 ألف أسرة، يبلغ تعدادها 60 ألف فرد، بزعم عدم توفر التمويل.
وكان مشروع القسائم الشرائية ينفذ بواسطة منظمة أوكسفام «Oxfam» الدولية حتى الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي، لكنه نقل إلى مؤسسة (CHF) بتمويل من برنامج الغذاء العالمي. ومشروع القسائم الشرائية هو أحد مشاريع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وقد شرع العمل في تنفيذه في القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2009، بهدف تلبية احتياجات الأمن الغذائي لسكان القطاع وخلق فرص اقتصادية للمنتج الفلسطيني. ويوفر المشروع للأُسر المسجلة لديه استلام المواد الغذائية بشكل مباشر من بعض المحلات التجارية، على مستوى مناطق قطاع غزة، ومن شأن هذه الخطوة أن تؤثر كثيرا على واقع هذه العائلات الفقيرة التي تعاني أصلا كثيرا بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على السكان من قبل إسرائيل منذ 11 عاما.
وسبق أن ذكرت تقارير دولية أن حالات الفقر والفقر المدقع ارتفعت في قطاع غزة، وأن 80 % من السكان يعتمدون على المساعدات الخارجية لتدبير أمور حياتهم.
يذكر أن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام استيفان دوغريك، قال قبل أيام إنه في حال عدم توفر تمويل جديد لبرنامج الأغذية العالمي، فإنه سيعلق في شهر يوليو/ تموز الحالي تقديم المساعدات الغذائية بالبطاقات لما يقرب من 150 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال. وأشار إلى أن تعليق مساعدات البرنامج «سيؤدي إلى تقويض الأمن الغذائي ومزيد من تدهور الظروف المعيشية السيئة لأفقر الأسر التي يعيش معظمها على أقل من 3.20 دولارات في اليوم». وأضاف المتحدث الرسمي أن برنامج الأغذية العالمي يحتاج بشكل عاجل إلى 6.6 ملايين دولار لتوفير المساعدات الغذائية من خلال قسائم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لأشد الأسر فقرا غير اللاجئين في غزة والضفة الغربية.
وقد عبر برنامج الأغذية العالمي عن قلقه بشكل بالغ إزاء احتمال توقف مساعداته الغذائية عبر «القسائم الشرائية»، حيث حذر من «تقويض الأمن الغذائي، وتعميق الظروف المعيشية القاسية لأفقر الأسر».

برنامج الغذاء العالمي يوقف توزيع القسائم الغذائية لآلاف الأسر في غزة

القوات العراقية تستعيد مناطق جديدة في الموصل القديمة

Posted: 02 Jul 2017 02:23 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي» ـ وكالات: استعاد الجيش العراقي، أمس الأحد، مناطق جديدة في المدينة القديمة بالجانب الغربي للموصل شمالي البلاد، من قبضة «الدولة الإسلامية»، وسط توقعات بتحرير المدينة بالكامل في غضون أيام.
وقال قائد الحملة العسكرية في الجيش العراقي لاستعادة الموصل، الفريق الركن عبد الأمير يارالله، في بيان، إن «قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من تحرير منطقة مكاوي في المدينة القديمة في الجانب الغربي للمدينة».
وأكد الفريق رائد جودت، أن «قوات الشرطة الاتحادية (تتبع الداخلية) استعادت السيطرة على مسجد بلال الحبشي بالقرب من شارع النجيفي في المدينة القديمة، وتواصل تقدمها باتجاه آخر معاقل تنظيم الدولة في المحور الجنوبي».
وأضاف أن «قوات الشرطة الاتحادية قتلت 79 عنصرًا من الدولة، وأجلت 550 مدنيًا خلال معارك السيطرة على مناطق باب جديد والجسر القديم وحي الشفاء، في الجانب الغربي للموصل. وأمس الأول السبت، أحكمت القوات العراقية حصار المدينة القديمة، آخر معاقل «الدولة» في الموصل، إثر سيطرتها على المجمع الطبي في حي الشفاء إلى جانب الجسر القديم، لتقطع طرق الهروب أمام مقاتلي التنظيم.
وحسب خريطة عسكرية، وزعتها خلية الاعلام الحربي في قيادة العمليات المشتركة، يدور القتال ضد «الدولة» حاليا في عدة مناطق متداخلة فيما بينها. وترجح مصادر أمنية وعسكرية حسم المعارك فيما تبقى من مساحة صغيرة داخل الساحل الايمن في أيام قليلة، بسبب الكثافة البشرية التي يتخذها عناصر التنظيم كدروع بشرية للاحتماء بها في الأزقة الضيقة.
ويكثف تنظيم «الدولة» بعد حصاره، من العمليات الانتحارية، كما ينفذ عمليات إعدام واسعة النطاق بحق المناوئين لحكمه ومن يحاول الفرار من مناطق نفوذه بعد أن تتم إدانتهم في محاكم التنظيم الشرعية.
وقال العقيد أحمد الجبوري الضابط في قيادة عمليات نينوى (أحد تشكيلات الجيش) إن «3 مدنيين قتلوا، بينهم امرأة، وأصيب 7 آخرون بينهم 3 نساء بتفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف المدنيين الفارين تجاه القوات الأمنية في منطقة النبي جرجيس ضمن الموصل القديمة وسط المدينة».
وأشار الملازم أول في شرطة كركوك خالد النعمان، إلى أن «عناصر تنظيم الدولة أعدموا متأخرة 11 مدنيًا في قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك بتهمة محاولة الفرار من مناطق سيطرته إلى مناطق خاضعة لسيطرة القوات الحكومية».
وأوضح أن «مصادر من أهالي القضاء أبلغت القوات الأمنية بأن تنظيم «الدولة» استقدم الضحايا من أحد سجونه في قضاء الحويجة ونفذ حكم الإعدام بهم، وحذر الأهالي من محاولة الفرار».
وفي السياق، قال جبار حسن، ضابط برتبة نقيب في الجيش العراقي، إن قوات الفرقة المدرعة التاسعة من الجيش العراقي أجلت نحو 200 مدني آخرين «كانوا محاصرين في المدينة القديمة في الموصل».
وأوضح حسن أن «قوات الجيش اعتقلت 4 من عناصر الدولة خلال عمليات التدقيق الأمني للنازحين، بعد بلاغ أهالي المدينة بصلتهم بالتنظيم خلال الفترة الماضية».
وأشار إلى أن «فرقًا من مكافحة المتفجرات بدأت عمليات إزالة الألغام والمخلفات الحربية من أجزاء بحي الشفاء الذي تم تحريره السبت».
وعن الوضع الإنساني بالمدينة القديمة في الموصل، ذكر المرصد العراقي لحقوق الإنسان (غير حكومي) أنه «لا يزال آلاف المدنيين عالقين في مناطق الاشتباكات في مدينة الموصل، ولم يسمح تنظيم الدولة لهم بالخروج صوب القوات العراقية، ويعاني جميعهم من الجوع والعطش والإصابات المختلفة».
وطالب المرصد الحكومة العراقية، بـ»التحرك سريعاً لإنقاذ المدنيين المحاصرين وتحمل مسؤوليتها الكاملة في الحفاظ على سلامتهم ومنع استخدامهم دروعاً بشرية من قبل المتطرفين».
وتشن القوات العراقية منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي حملة عسكرية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، وهي آخر المعاقل الكبيرة للتنظيم في العراق.
وفور الانتهاء من استعادة الموصل، ستبدأ القوات العراقية بهجمات على المعاقل الأصغر للتنظيم شمالي وغربي البلاد بينها الحويجة، وفق ما ذكره رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل أيام.
في غضون ذلك، أعلن مصدر عسكري عراقي مقتل 10 من عناصر تنظيم «الدولة» بقصف نفذته طائرات التحالف الدولي على قضاء عانه غرب بغداد.
وقال العقيد جمال هاشم إن «إحدى طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة نفذت ظهر أمس غارة جوية على منزل يؤوي عناصر الدولة في قضاء عانه، ما أسفر عن مقتل 10 منهم وتدمير مركبتين».
وأوضح أن «التنظيم قام بإعلان حظر للتجوال في قضاء عانه اثر تنفيذ الغارة، وقام بإجلاء جثث قتلاه».
وعلى صعيد آخر، أعلن مسؤول محلي بمحافظة الأنبار عن وصول نحو 150 عائلة من أقضية غرب الأنبار هربا من عناصر تنظيم الدولة إلى قضاء الرطبة غرب العراق.
وقال عماد الدليمي قائمقام قضاء الرطبة إن» 150 عائلة هربت سيرا على الأقدام من عناصر الدولة من أقضية عانه ورواه ووصلت إلى قضاء الرطبة، غرب بغداد.
وأضاف أن العائلات سلكت الطرق الصحراوية للتخفي من عناصر الدولة الذين يمنعون هروب العوائل من المناطق التي يتحصن بها إلى المناطق التي تخضع لسيطرة الجيش العراقي، مشيرا إلى أنه تم نقل العائلات إلى مخيم (الكيلو 18) في مدينة الرمادي، غرب بغداد.
ويسيطر تنظيم « الدولة» على أقضية عانه وراوه والقائم غربي الأنبار منذ نحو ثلاث سنوات، ويتخذها منطلقا لتنفيذ عملياته التي تستهدف القوات العراقية والمدنيين في أقضية الرطبة فيما تستعد القطعات العسكرية العراقية لتنفيذ عملية بمساندة التحالف الدولي لاستعادة تلك المناطق.
إلى ذلك، قال النقيب في الشرطة العراقية حبيب الشمري، إن «عنصرًا من الحشد الشعبي، قتل صباح أمس في انفجار عبوة ناسفة، تم وضعها جانب الطريق استهدفت مركبته بمنطقة قرة تبة شمال شرق محافظة ديالى (الواقعة على بعد 60 كلم شرق بغداد)».
وأوضح الشمري أن «القتيل كان متوجهًا إلى مكان عمله (لم يحدده) لحظة استهدافه بالعبوة الناسفة».

القوات العراقية تستعيد مناطق جديدة في الموصل القديمة

توتر شديد يسود أقسام أسرى حماس في سجن «النقب» والعشرات يبدأون إضرابا مفتوحا عن الطعام

Posted: 02 Jul 2017 02:22 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي» : أعلن مكتب إعلام الأسرى، عن توتر شديد يسود أقسام أسرى حركة حماس في سجن «النقب» الإسرائيلي، وأن أحد قادة الحركة الأسرى أعلن الدخول في إضراب عن الطعام، هو و30 أسيرا آخرون.
وذكر مكتب إعلام الأسرى أن التوتر بدأ عقب قرار «النقل التعسفي والمفاجئ» للأسير القيادي في حماس منتصر شديد إلى سجن «مجدو» .
وأكد مكتب إعلام الأسرى، الذي يهتم بمتابعة وضع المعتقلين داخل السجون، أن الأسير شديد أعلن الإضراب المفتوح عن الطعام، وأن قرابة 30 آخرين من أسرى حماس، أعلنوا الانضمام لهذا الإضراب. وتعتقل إسرائيل أكثر من 6500 أسير فلسطيني في سجونها، جميعهم يعاملون معاملة قاسية جدا، حيث يشتكون من سوء الطعام وسياسة «الإهمال الطبي»، ومعاملتهم بطرق غير إنسانية، ويشتكون كذلك من سوء أوضاع اعتقالهم وفرض قيود مشددة على زيارة الأهل.
وقبل أيام أعلنت إسرائيل أنها ستقوم بحرمان ذوي أسرى حماس من غزة، من زيارة أبنائهم المعتقلين، كعقاب يهدف للضغط على الحركة التي تأسر أربعة إسرائيليين في غزة. وتلا ذلك أن أعلنت قيادة أسرى حماس في غزة، رفضها لهذه العقوبة على أسراها من غزة، وحرمانهم من الزيارات. ووصفت القرار بأنه يمثل «بداية حرب» على أسرى الحركة. وأكدت الهيئة في تصريح أرسل من داخل السجون أنها لن تسمح بتمرير هذه العقوبة «مهما كان الثمن «. وكان نحو 1800 أسير فلسطيني، أنهوا في اليوم الأول من شهر رمضان، إضرابا طويلا عن الطعام دام 41 يوما، بقيادة الأسير مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حصلوا في نهايته على قبول الاحتلال بتلبية مطالبهم، غير أنه بعد فك الإضراب، جرى التأكيد من أكثر من جهة تابعت الإضراب، قيام الاحتلال بالتراجع عن الوعود التي قطعها. إلى ذلك فقد أفادت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين هبة مصالحة، أنه يتواجد حاليا  في سجن «هشارون» الإسرائيلي 32 أسيرة، بينهن 10 قاصرات (أقل من 18 عاماً). وأشارت محامية الهيئة إلى أنه لا يوجد أي تغيير يُذكر على وضع الأسيرات، وأكدت أنهن يعيشن «ظروفا حياتية وإنسانية وصحية صعبة للغاية، في ظل استمرار الإجراءات التعسفية بحقهن». وقالت إن كل وعود إدارة مصلحة سجون الاحتلال «مجرد أكاذيب ليس أكثر».
وأوضحت الهيئة أن عدد الأسيرات في سجون الاحتلال، يبلغ 55 أسيرة، كانت آخرهن النائبة في المجلس التشريعي خالدة جرار، التي اعتقلت فجر أمس بعد اقتحام منزلها في مدينة البيرة.
وكان رئيس الهيئة عيسى قراقع الذي أدان اعتقال النائبة جرار، قال إن الاحتلال اعتقل منذ عام 2002 قرابة 70 نائبا في المجلس التشريعي الفلسطيني.

توتر شديد يسود أقسام أسرى حماس في سجن «النقب» والعشرات يبدأون إضرابا مفتوحا عن الطعام

أشرف الهور

باسل غطاس : أدخل السجن الإسرائيلي مرفوع الرأس

Posted: 02 Jul 2017 02:22 PM PDT

الناصرة ـ» القدس العربي»: بعد مهرجان شعبي تضامني في بلدته الرامة في الجليل داخل مناطق 48 ، دخل عضو الكنيست المستقيل باسل غطاس السجن الإسرائيلي بعد اعترافه بتهريب هواتف محمولة للأسرى الفلسطينيين قبل شهور، ليقضي حكما بالسجن الفعلي لمدة عامين.
وكان غطاس (القائمة المشتركة عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي) قد أكد في كلمته خلال المهرجان الشعبي أنه سيدخل السجن برأس مرفوع، موضحا أن الحكم بالسجن عليه يأتي لكونه ابنا لهذا الشعب المعذب، مسلوب الوطن والحقوق. وتابع «»جريمتي» التي أدفع حريتي ثمنا لها لا تختلف بشيء عما «اقترفه» مناضلون من أجل نيل الحرية والاستقلال لشعبهم بل هي أضعف الإيمان، ولا مبادئ ولا مثل ترتجى بدون النضال والاستعداد للتضحية من أجل تحقيقها وخاصة في سياق النضال ضد الاستعمار والاحتلال وللدفاع عن حقوق الشعب الأصيل ضحية المشروع الاستعماري الصهيوني المستمر».
ويؤكد غطاس أن السجن عامين بالنسبة له تحمل كامل للمسؤولية عن فعله «الضميري والإنساني والأخلاقي، تجاه أسرانا»، معتبرا ذلك فرصة لرفع قضايا الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والممارسات غير الإنسانية والمناقضة للأعراف والمواثيق الدولية التي يقوم بها الاحتلال ضدهم.
وعلى خلفية جدل شهدته أراضي 48  قبل شهور حول جدوى وسلامة ما قام به حينما أدخل الهواتف للأسرى بالتهريب، قال غطاس في كلمته إن النضال لا يكون بمواصفات الربح والخسارة وبناء على حسابات الجدوى نضالا حقيقيا ذا منفعة على طريق تحقيق الحرية والمساواة والعدل.مؤكدا أن هناك حاجة ماسة لرفع سقف النضال والمطالب باستمرار في وجه تغول نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وأن عقلية الخوف التي سيطرت بعد النكبة والتطهير العرقي في الـ 48 التي
«وضعت شعار البقاء في الوطن بأي ثمن لم تعد قادرة على قيادة شعبنا في المراحل التاريخية الحالية والمستقبلية». وتابع «عقلية استحواذ الهزيمة وقبول نتائج النكبة بما فيها تحويل قسم كبير من شعبنا إلى لاجئين في الوطن واعتبار البقاء إنجازا تاريخيا حتى لو كان لها في السنوات الأولى بعد النكبة مبرر، فقدت منذ زمن أهليتها والتمسك بها يعني إعادة إنتاج الهزيمة وقبول الفتات من المواطنة في الدولة اليهودية».

لقد كبرنا يا أخوتي … لقد كبرنا

ومن أجل تسويغ دعوته لإعادة ترسيم الوضع الراهن والمستقبلي بالعلاقات بين فلسطينيي الداخل وبين إسرائيل والقيام بالاستنتاج السليم منه قال غطاس «أصبحنا شعبا قويا يعيش في وطنه، وحان الوقت لبناء مشروع وطني واضح ومتكامل الملامح، مشروع بنيوي لبناء الذات ولتحقيق أهداف وطنية جامعة». وقال أيضا إنه «لا يعقل أن نكون بعد ما يقارب السبعين عاما مجتمعا من دون مؤسسات وطنية منتخبة وذات موارد وقادرة على قيادة وتنظيم الشعب والمجتمع». مشددا على أن «بناء هذه المؤسسات وتنظيم المجتمع، لا يعتبر انعزالا أو انسلاخا عن المواطنة، وإنما العكس تماما». لافتا إلى أن من شأنه أن يعزز قدرات فلسطينيي الداخل على تحصيل حقوقهم المدنية وعلى تحصيل المساواة في كافة ميادين الحياة، ومن شأنه أيضا أن يقويهم ويشحذ هممهم في مواجهة اليمين الفاشي الحاكم.  
وتابع «أكاد أقول جازما إننا لو كنّا فعلا كذلك لما تجرأت هذه الحكومة على إخراج الحركة الإسلامية خارج القانون».
وخلص الى القول كمن يترك رسالة أو وصية سياسية «قبل أن نبحث عن حلفاء في المجتمع الإسرائيلي الموغل في التدهور نحو اليمين الاستيطاني والديني، بحجة تغيير حكومة اليمين، لنبن أولا مشروعنا الوطني ولنحصن مجتمعنا ونقيم مؤسساته على أسس عصرية ومهنية، فقط على هذا علينا أن نعول، وعلى أنفسنا وعلى شعبنا المقدام، ولنضع نصب أعيننا هذه الأهداف الكبرى وليس البحث على إنجازات صغيرة هنا وهناك، لنرفع شعار استعادة الوطن والمساواة التامة في دولة لكل المواطنين».

عودة المهجرين

كما دعا للعمل من أجل العمل ميدانيا لإعادة مهجرينا إلى قراهم كمشروع نضالي وليس كإحياء ذكرى لنعمل على استعادة أوقافنا وخاصة الوقف الإسلامي كمشروع نضالي، وليس كمطلب رمزي أكل الدهر عليه وشرب. وتابع «لنعمل على استعادة أراضينا المصادرة وعلى حقنا في الأرض والمسكن. هذا ما يليق بِنَا كشعب وهذا ما يتوجب علينا صنعه اليوم قبل الغد ولا أرى حقيقة عائقا أمام بدء هذه المسيرة التاريخية التي ستنطلق عاجلا أم آجلا ولن يقف في وجهها شيء».
يشار الى أن مندوبين من الأحزاب العربية في أراضي 48 شاركوا في المهرجان التضامني معه، وهناك أوساط  واسعة لدى فلسطينيي الداخل تبدي تعاطفها الإنساني مع غطاس رغم تحفظها إزاء ما قام به، معتبرين أن المطلوب من السياسي أو النائب العمل على خدمة قضايا الأسرى وحرياتهم لا تهريب هواتف لهم.
يذكر أن السلطات الإسرائيلية ضيقت الخناق على الأسرى الفلسطينيين وزياراتهم من قبل نواب عرب، بينما استغلت المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة الحادثة لشيطنة فلسطينيي الداخل ونزع شرعيتهم السياسية.
وفي صفحته على فيسبوك كتب النائب أحمد الطيبي (القائمة المشتركة عن الحركة العربية للتغيير) أمس أن  زميله السابق غطاس يدخل السجن اليوم لقضاء محكوميته. وتابع الطيبي «أشعر بالتعاطف مع باسل غطاس الزميل في الكتلة وفي لجنة المالية وكذلك مع أفراد عائلته، حيث سيقضي مدة حكمه خلف القضبان. ليس سهلاً علينا أبدًا ان نرى زميلاً ونائباً يدخل السجن بعد حملة ممنهجة وغير مسبوقة ضد نائب عربي مهما كانت تهمته. وسحب الحصانة والاعتقال الفوري كانت سابقة فيها تمييز واضح وكذلك قانون الإطاحة الذي تم سنه في أعقاب ذلك. كنا زميلي اسامة السعدي وانا والمحامي شادي عباس في زيارة تضامنية له أمس في بيته في الرامة. نتمنى له الحرية والعودة لأهله وشعبه».
من جهته جدد وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان حملته على غطاس ووصفه بـ «مساعد الإرهاب»، مبديا سعادته باعتقاله و«كشف وجهه الحقيقي وهو يهرب هواتف لأسرى قتلة».

باسل غطاس : أدخل السجن الإسرائيلي مرفوع الرأس

البشير يمدد قرار وقف إطلاق النار في كل مناطق السودان

Posted: 02 Jul 2017 02:21 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي»: أصدر الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس الأحد، مرسوما دستوريا بتمديد قرار وقف إطلاق النار في كافة مناطق السودان، حتى نهاية شهر تشرين الأول / أكتوبر المقبل.
وكان البشير قد أعلن، في نهاية كانون الأول الماضي، وقفاً لاطلاق النار لمدة شهر، وفي منتصف كانون الثاني/ يناير، أصدر قراراً مماثلاً، لمدة ستة أشهر وذلك تزامنا مع الرفع الجزئي للعقوبات الأمريكية والتي يتوقع أن ترفع نهائياً في الربع الأول من هذا الشهر.
وحدّدت الولايات المتحدة، شروطا خمسة تؤهل حكومة السودان لإلغاء قرار العقوبات بصورة نهائية، وتتمثل، بـ»إحلال السلام في السودان، مواصلة الجهود في مكافحة الإرهاب، تقديم تسهيلات في وصول المساعادات الإنسانية لمناطق يسيطر عليها متمردون (جنوب كردفان والنيل الأزرق)، الإسهام في إحلال السلام في جنوب السودان، والتوقف عن دعم جيش الرب».
ويرى مراقبون أن قرار البشير بتمديد وقف إطلاق النار يأتي ضمن تأكيد الحكومة السودانية بالمضي قدماً في تنفيذ تلك الشروط، ويهدف لحشد التأييد من القمة الأفريقية التي بدأت أعمالها أمس في أديس أبابا.
ووقعت العديد من الحركات المسلحة وقفاً لاطلاق النار، لكن دارفور شهدت الشهرين الماضيين معارك ضارية بين القوات الحكومية والمسلحين، أحدثت خسائر فادحة.
وتبادلت الحركات المسلحة والجيش السوداني الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.

البشير يمدد قرار وقف إطلاق النار في كل مناطق السودان

صلاح الدين مصطفى

الصدر يطالب بإقالة وزير الكهرباء «إذا ثبت تقصيره»

Posted: 02 Jul 2017 02:21 PM PDT

النجف ـ «القدس العربي»: طالب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أمس الأحد، باستجواب وزير الكهرباء، قاسم الفهداوي، وإقالته «إذا ثبت تقصيره»، وتشهد محافظة النجف احتجاجات، ضد انقطاع الكهرباء في بعض مناطقها.
وقال مكتب الصدر، في بيان إن الأخير «زار محطة الكهرباء الغازية في محافظة النجف الاشرف للاطلاع عليها على خلفية التظاهرات الاخيرة في المحافظة».
وأضاف أن الصدر «طالب باستجواب وزير الكهرباء، قاسم الفهداوي، وإقالته إذا ثبت تقصيره»، واعتبر الصدر، بحسب البيان، أن «المرجعية الدينية خط أحمر ولا يمكن قبول التجاوز عليها». وقال الصدر، في تصريح خاص لـ NRT قناة عربية، «يجب تخصيص تكنوقراط ومستقل لحل أزمة الكهرباء، وتشكيل لجان عشائرية من النجف للقيام بواجبها إزاء المواطن حتى لا تثار المشاكل».
واستنكر الاعتداء على المتظاهرين قائلا «برأي المتظاهر دائما محق لذلك نستنكر أي اعتداء عليه، ونستنكر الاعتداء على القوات الأمنية أيضا، وكذلك الاعتداء على الحوزة العلمية والمدارس الدينية لأن هؤلاء ضيوف على الحوزة العلمية».
وقتل عراقي الخميس الماضي باشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين نزلوا إلى شوارع النجف للتنديد بانقطاع الكهرباء.
وتابع الصدر «لا يجوز للمتظاهر الاعتداء على القوات الأمنية ويجب الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة»، مشيرا إلى وجود «مؤسسات تابعة للدولة يجب التظاهر أمامها وبشرط أن تكون المظاهرات سلمية»، حسب قوله.
كما طالب، بإلغاء خطوط الطوارئ فورا كونها «جريمة لا تغتفر» باستثناء المستشفيات والمدارس وبعض المؤسسات الخدمية، مؤكدا أنه «لا يجوز إيصالها إلى بيوت المسؤولين والسياسيين». ووجه الصدر المتظاهرين بـ «الالتزام بسلمية التظاهرات وعدم الاعتداء على الضيوف، وعلى القوات الأمنية وتضييع انتصاراتها في الموصل»، محذرا في الوقت ذاته من أن «النجف ذات طابع ديني وعقائدي ويجب احترام جميع المراجع الدينية ولا يجب المساس بأمنها وبمواطنيها على الإطلاق».

الصدر يطالب بإقالة وزير الكهرباء «إذا ثبت تقصيره»

تحرير 3 رهائن من الكلدان والسريان والآشوريين من تنظيم «الدولة»

Posted: 02 Jul 2017 02:20 PM PDT

أربيل ـ «القدس العربي»: أعلنت وحدات سهل نينوى، أمس الأحد، استقبال 3 رهائن من الكلدان والسريان والآشوريين تجرى تحريرهم مؤخراً خلال عمليات استعادة الموصل.
وقالت وحدات حماية سهل نينوى في بيان إن «هؤلاء الاشخاص الثلاثة تم تحريرهم من قبل القوات الأمنية خلال عمليات استعادة مدينة الموصل من قبل القوات الأمنية وينتمون إلى الشعب الكلداني، السرياني، والآشوري وكانوا محتجزين لدى تنظيم الدولة».
وأضاف البيان، أن «أمن واستخبارات الجيش العراقي قامت بنقلهم إلى مركز قضاء الحمدانية حيث كان في استقبالهم كل من العقيد جواد حبيب وميخائيل صليوا من وحدات سهل نينوى». واشار البيان إلى «اسماء الاشخاص الثلاثة المحررين وهم كل من موسى خضر ابلحد من بلدة بعشيقة، صبيحة يوسف توما، وصبيحة بولص متي من بلدة برطلة، وتم تسليمهم إلى ذويهم في بلدة عنكاوة القريبة من مدينة اربيل».

تحرير 3 رهائن من الكلدان والسريان والآشوريين من تنظيم «الدولة»

ماكرون وخمسة زعماء أفارقة يعلنون إنشاء قوة عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب

Posted: 02 Jul 2017 02:20 PM PDT

 باريس ـ «القدس العربي» : شارك الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون في قمة دول الساحل التي انعقدت في العاصمة المالية باماكو بحضور رؤساء خمس دول أفريقية. وأعلنت القمة عن إنشاء قوة إقليمية عسكرية مشتركة لمكافحة المجموعات الجهادية المنتشرة في منطقة الساحل والصحراء. وسيكون قوام هذه القوة العسكرية، خمسة آلاف جندي، بميزانية تتجاوز 400 مليون يورو، ومن المقرر أن تبدأ مهامها قبل نهاية العام الحالي.
وفي كلمته أمام زعماء كل من موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وعد الرئيس الفرنسي إمانويل  ماكرون بتقديم مساعدة مالية وعسكرية لقوة مجموعة دول الساحل الخمس، ودعاها إلى إظهار مزيد من «الفاعلية في التصدي للمتطرفين الإسلاميين». وأكد ماكرون أن باريس ستقدم 70 عربة عسكرية فضلا عن دعم مالي  يفوق قيمته ثمانية ملايين يورو للمشروع الذي أطلق عليه اسم «التحالف من أجل الساحل».
كما عبر الرئيس الفرنسي عن أمله في أن يتم إثر اجتماعه بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل منصف الشهر الحالي عن «الإعلان عن تعهدات مشتركة حيال هذا التحالف».
وتهدف القوة العسكرية المشتركة إلى مكافحة الهجمات التي تنفذها المجموعات الجهادية التي تستهدف دول الساحل والصحراء، خصوصا ما يعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
وستنتشر هذه القوة العسكرية في البداية على حدود مالي وبوركينا فاسو والنيجر لتنضمّ في وقت لاحق إلى قوة برخان الفرنسية التي تطارد الجهاديين في دول الساحل، وبعثة الأمم المتحدة في مالي.
وأعيد تحريك مشروع إنشاء قوة إقليمية مشتركة مدعومة من باريس في شباط/فبراير  الماضي خلال قمة عُقدت في باماكو خلال ولاية الرئيس السابق فرانسوا أولاند. ومن المقرر أن تضمّ في مرحلة أولى هذه القوة العسكرية خمسة آلاف عنصر من الدول الخمس، على أن يتم مضاعفة العدد في وقت لاحق.
وأكد قائد القوة المشتركة ورئيس أركان الجيش المالي سابقا الجنرال ديدييه داكو أن « مركز قيادة هذه القوة سيكون في سيفاري « وسط مالي.
وتأمل فرنسا التي تعاني من عجز كبير في الميزانية يحتم عليها تقليص نفقاتها، في أن تقدم دول أخرى من الاتحاد الأوروبي دعما للقوة المشتركة، مشددة على أن الالتزام العسكري الفرنسي في الساحل يحمي أوروبا برمتها. يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد وافقع على دعم هذه القوة العسكرية بنحو 50 مليون يورو، لكن خبراء يرون أن هذه القوة تحتاج نحو نصف مليار يورو لأداء مهامها وتدريب عناصرها وتجهيزها بأحدث المعدات العسكرية.
يذكر أن باريس كانت أعلنت قبيل انعقاد القمة أنها تعول على ألمانيا وهولندا وبلجيكا، وتأمل في « دعم ملموس» من الولايات المتحدة الحاضرة عسكريا في النيجر من أجل تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للقوة الإفريقية المشتركة.
ويرى مراقبون أن رغبة فرنسا الملحة لإنشاء القوة الأفريقية المشتركة وتجهيزها، مرده أساسا ترتيب انسحاب قوة «برخان» الفرنسية  في المستقبل، التي تحارب الجماعات الجهادية في منطقة الساحل منذ عام 2013 والتي تضم حوالي 5 آلاف جندي وتستنزف ميزانية فرنسا بأكثر من نصف مليار يورو سنويا.
يشار إلى أن فرنسا كانت قد نجحت في الحصول على دعم الأمم المتحدة بعد موافقة الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالإجماع على مشروع القانون الذي أعدته باريس والذي يرحب بنشر مجموعة دول الساحل الخمس للقوة المشتركة.

ماكرون وخمسة زعماء أفارقة يعلنون إنشاء قوة عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب

هشام حصحاص

خفر السواحل الجزائري يوقف 500 مهاجر غير شرعي بينهم ليبيون

Posted: 02 Jul 2017 02:19 PM PDT

لندن – القدس العربي: كشف تقرير حقوقي جزائري، أمس الأحد، أنَّ قوات خفر السواحل الجزائرية منعت عددا من الليبيين ضمن 500 مهاجر من 11 دولة، كانوا بصدد الهجرة خلال شهر رمضان على متن قوارب صغيرة باتجاه إيطاليا.
ووفق الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع ولاية عنابة، فإنَّ خفر السواحل الجزائري تمكَّن خلال شهر رمضان من توقيف 500 مهاجر جزائري وأجنبي، بينهم ليبيون حاولوا الوصول إلى الضفة الأوروبية من «المتوسط» انطلاقًا من عنابة والطارف. وأقرَّ تقرير الرابطة (هيئة غير حكومية) بزيادة أعداد الأطفال القُصَّر الذين يغامرون بأرواحهم في قوارب الهجرة السرية.
وينتمي الأجانب الذين جرى توقيفهم إلى 11 دولة، هي ليبيا وتونس والمغرب ومالي وجنسيات أفريقية أخرى، وحذرت الرابطة من تحوُّل البلاد إلى بوابة ومركز عبور للمهاجرين السريين القادمين من بؤر التوتر.
وأوضحت الرابطة أنَّ عدد الليبيين اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين المتواجدين في الجزائر، يقارب الـ 40 ألفًا، في حين تؤكد مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في الجزائر أنَّ عدد اللاجئين الليبيين 32 ألفًا فقط.
ويتزامن انتعاش موسم الهجرة السرِّية مع دخول فصل الصيف، وترى سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أنَّ الشعب الجزائري ليست لديه أي نوازع عنصرية نحو آلاف اللاجئين الموجودين على أرض الجزائر، وأن الدولة الجزائرية وشعبها يكرمان ضيوفهما من اللاجئين القادمين من سوريا وليبيا واليمن ومالي والنيجر ودول الساحل.
وحمَّلت، في حديث مع وكالة «أنباء الشرق الأوسط» السبت، المسؤولية لتدخل حلف «الناتو» في ليبيا، لأنها كانت تعي خطورة التداعيات لأن الحلف الأطلسي، حسب بن حبيلس، لم يكن أبدًا أداة للديمقراطية بل هو أداة للحرب والتخريب، فتدخل في ليبيا وتزعزعت الأوضاع وبدأ التدفق من قبل اللاجئين، مؤكدة أن بلادها تواجه وبكل شجاعة وضعًا لا ذنب لها فيه، وتواجه تداعيات أخطاء استراتيجية ارتكبتها قوى عظمى، ويجب أن يتم تحديد المسؤوليات ويتحمل كل طرف المسؤولية الخاصة به.

خفر السواحل الجزائري يوقف 500 مهاجر غير شرعي بينهم ليبيون

التجهيل والتضليل والقمع من أهم وسائل الثورة المضادة

Posted: 02 Jul 2017 02:18 PM PDT

في مثل هذه الايام قبل ربع قرن كانت هناك كوة ضيقة يتسرب منها النور إلى العالم العربي، خصوصا منطقة الخليج. يومها كان الغرب، ممثلا بأمريكا، يتمتع بقوة نفسية ومعنوية كبرى بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وخوض اكبر حرب معاصرة ضد القوات العراقية في الكويت. ولم تكن ظاهرة الإرهاب بحجمها الحالي. فكان الغرب يتباهى بامرين: ديمقراطيته وحماسه لمنظومة حقوق الانسان. ونتيجة لذلك حدث شيء من الانفتاح في العالم العربي. ففي السعودية وضع في 1992 ما سمي «نظام الحكم» في المملكة الذي صدر عن الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود بالأمر الملكي رقم أ/90 وتاريخ 27/8/1412 هـ بخصوص طريقة الحكم وتم تشكيل لجنة برئاسة الأمير نايف لوضع النظام الأساسي للحكم. ونجم عن ذلك لاحقا مجلس الشورى الذي ما يزال قائما وان لم يكن له دور يذكر. وخففت حكومة البحرين قبضتها الأمنية فافرجت عن بعض المعتقلين وسمحت لبعض المنفيين بالعودة وأنشأت مجلس الشورى كذلك. كان الأمل يراود الكثيرين بان اوضاع الحريات في العالم العربي سوف تتحسن، وان من غير المعقول ان تتراجع الاوضاع إلى المستوى الذي كانت عليه في الثمانينيات حيث القمع الواسع على كافة الصعدان. حينها كان الرأي العام العربي بشكل عام يقظا ازاء السياسات الأمريكية والاحتلال الاسرائيلي. وكانت أمريكا تسعى لتلميع صورتها بعد موجة الاحتجاجات التي شهدها العالم العربي قبيل حرب الكويت في 1991، فمارست شيئا من الضغوط على الانظمة لتخفيف القبضة الامنية. بعد ربع قرن يبدو الوضع مختلفا تماما عما كان متوقعا. وبدلا من ان تؤدي ثورات الربيع العربي لانفراج عام اصبحت قوى الثورة المضادة أشرس مما كانت عليه، وأصبح التغول الأمريكي والاسرائيلي غير مسبوق، بينما ازدادت رقعة الاستبداد في اغلب البلدان العربية خصوصا منطقة الخليج.
اليوم اصبحت سجون نصف دول مجلس التعاون الخليجي مكتظة بالسجون، ويوما بعد آخر تتراجع «المكتسبات» التي حققتها الشعوب العربية بنضالها الكبير وتضحياتها الواسعة. ويمكن تقديم مشروع قناة «الجزيرة» دليلا لما انتجته «كوة النور» المذكورة. ففي المرة الاولى في التاريخ العربي المعاصر، وجدت عناصر المعارضة العربية شاشة تلفزيونية تستضيفها وتوفر للجماهير فرصة الاستماع لوجهات نظرها. ومع المؤاخذات الكبيرة على ذلك المشروع، ومقولات علاقاته مع «اسرائيل» او «بي بي سي» او الدعم الأمريكي، فقد كان طفرة نوعية في الاعلام العربي. وحظي ذلك المشروع بقبول الرأي العام العربي واعتبر انجازا لظاهرة الاعلام الغربي الليبرالي. فما الذي تغير حتى اصبح النظام الرسمي العربي لا يحصر موقفه بشجب ذلك المشروع فحسب، بل يطالب بوقفها. ولم يكتف الغربيون، خصوصا الأمريكيين، بموقف التفرج ازاء تلك المطالبة فحسب، بل بالمشاركة في طلب وقفها. وتمثل «الجزيرة» برغم هفواتها، المثال الاوضح على ما تمخض عن حقبة النشوة الغربية المذكورة، شأنها شأن مقولتي الديمقراطية وحقوق الانسان اللتين تحمس الغربيون لهما كثيرا وكل ما ارتبط بمقولة «النظام العالمي الجديد» التي طرحها الرئيس الأمريكي الاسبق، جورج بوش الاب، وهو في نشوة الانتصار. غير ان التداعي السياسي والاقتصادي والامني خلال الحقبة اللاحقة اوصلت الغربيين إلى ما هم عليه اليوم من تراجع في القيم المرتبطة بالديمقراطية وحقوق الانسان. وخلال عهد بيل كلينتون. اما جورج بوش الابن فقد أعاد حالة الاحتقان السياسي على المستوى الدولي وجسد أكبر تراجع عن منظومتي الديمقراطية وحقوق الانسان، في ردة فعل سلبية وهدامة لحوادث 11 أيلول/سبتمبر الإرهابية. وهذا التراجع كان عمليا، فقد مارست أمريكا التعذيب عندما أقر الرئيس نفسه استخدام اسلوب «الايهام بالغرق» لسحب اعترافات من معتقلي تنظيم «القاعدة»، وهي ممارسة اعتبرتها المنظمات الحقوقية تعذيبا. وأقامت أمريكا سجونا سرية في ثلاثين دولة نقل اليها المتهمون بالإرهاب في رحلات جوية سرية بعد ان تختطفهم القوات الأمريكية من الشوارع او المنازل في كافة انحاء العالم. وقال بوش الابن كلمته الشهيرة التي اعتبرت العالم قطبين متضادين: من ليس معنا فهو مع الإرهاب. وكان هناك تعويل على باراك اوباما لاعادة التوازن للسياسة الأمريكية ولكن المؤسستين العسكرية والاستخباراتية كانتا اقوى منه، فلم يحقق الكثير من وعوده. ويسجل لاوباما قوله مخاطبا زعماء دول مجلس التعاون عندما جمعهم في كامب ديفيد: ان التهديد الأكبر «لحلفائنا العرب يأتي من داخل دولهم أكثر مما يأتي من إيران»، مشيرا إلى «السخط داخل بلادهم بما في ذلك سخط الشبان الغاضبين والعاطلين والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمه». وقال في كلمته الافتتاحية للقمة العالمية للحكومات التي عقدت في دبي: «عندما تستثمر الحكومات فعلا في مواطنيها وتعليمهم ومهاراتهم وصحتهم، وعندما تحترم حقوق الإنسان، فإن الدول تصبح أكثر سلاما وازدهارا ونجاحا».
المشهد تغير كثيرا منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية. اليوم يشعر بعض حكام دول مجلس التعاون الخليجي ان انظمتهم السياسية مدعومة بقوة من قبل واشنطن، وان قمة الرياض التي عقدت في شهر مايو غيرت التوازن الاقليمي ضد مطالب الاصلاح والتطوير، ومع الحفاظ على الانظمة السياسية القائمة، ودعم التوازن السياسي الذي يحمي المصالح الغربية والاسرائيلية ويتصدى لمشروع التغيير والمقاومة. وهذا يفسر بعض التطورات اللاحقة خصوصا ازمة الخليج الحالية وتصعيد القمع ومصادرة الحريات. فالتحالف الرباعي المعلن الذي اعلن استهدافه قطر يمثل ضلعا من مربع تمثل أمريكا وبريطانيا و»اسرائيل» اضلعه الثلاثة الاخرى. ومن انعكاسات هذا التحالف استهداف الحريات العامة خصوصا الاعلامية منها. فاذا كان لوسائل التواصل الاجتماعي خصوصا تويتر، دورها في تأجيج الرأي العام خلال ثورات الربيع العربي في 2011 فان هذه الوسائل اصبحت الآن محكومة بقوانين قمعية تصادر حرية الرأي والكلمة الحرة.
وهناك ثلاث دوائر تحكمها هذه القوانين: الاولى ان حكومات التحالف الرباعي المذكور اصدرت قوانين تجرم من يتعاطف مع الشعب القطري. ففي 7 يونيو أعلن النائب العام لدولة الإمارات حمد الشامسي أن «إبداء التعاطف تجاه قطر، أو الاعتراض على موقف الإمارات وما اتخذته من إجراءات ضد حكومة قطر، يعد جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن والغرامة». وتابع أن «إبداء التعاطف أو الميل أو المحاباة تجاه تلك الدولة، أو الاعتراض على موقف دولة الإمارات وما اتخذته من إجراءات صارمة وحازمة مع حكومة قطر.
الدائرة الثانية تتصل بتضييق حرية الصحافة بشكل غير مسبوق. وفي هذا الجانب اصدرت وزارة الاعلام في البحرين في 4 يونيو بيانا مقتضبا نشرته وكالة أنباء البحرين الرسمية «بنا»: «قررت وزارة شؤون الإعلام وقف إصدار وتداول صحيفة الوسط حتى إشعار آخر، لمخالفتها القانون وتكرارها نشر وبث ما يثير الفرقة بالمجتمع ويؤثر على علاقات مملكة البحرين بالدول الأخرى».
الدائرة الثالثة ترتبط بالموقف ازاء قناة «الجزيرة» القطرية التي تأسست في 1996 وانطلقت من الدوحة بعد ان منحها الأمير آنذاك 150 مليون دولار. واشتهرت بمهنيتها من جهة وفتحها الباب امام «الرأي الآخر» لتوفر للمعارضين منبرا للمرة الاولى في العالم العربي. وكانت مثيرة للجدل منذ ايامها الاولى خصوصا من قبل السعودية والبحرين. وتضمنت الشروط الثلاثة عشر التي قدمها السعودية وحلفاؤها لقطر كشرط لانهاء الازمة غلق قناة الجزيرة، الامر الذي استنكرته المنظمات الحقوقية الدولية. فاعتبرته منظمة هيومن رايتس ووتش « ليس عقابا لقطر، بل هو عقاب لملايين العرب في المنطقة بحرمانهم من تغطية إعلامية مهمة». وهكذا دخلت منطقة الخليج نفقا مظلما آخر قد يؤدي بالجميع إلى الهاوية.

٭ كاتب بحريني

التجهيل والتضليل والقمع من أهم وسائل الثورة المضادة

د. سعيد الشهابي

حق تقرير المصير وتفتيت وحدة السودان

Posted: 02 Jul 2017 02:18 PM PDT

في المقالين السابقين، استعرضنا، باختصار، كيف برز حق تقرير المصير في المسرح السياسي السوداني، وكان ذلك تمهيدا ضروريا لمناقشتنا التي نبتدرها اليوم حول استخدام الشعار في المخططات الرامية لتقسيم السودان إلى عدة دويلات هشة ومتصارعة.
ممارسة حق تقرير المصير في السودان، صاحبته بعض التداعيات والمفارقات، ذات الدلالات المعبرة عن نفسها بكل وضوح. فمثلا، ظل أمل الحفاظ على وحدة السودان صامدا، بل وازدهر، في خضم الحرب الأهلية المستعرة في جنوب البلاد قرابة النصف قرن. ولكن، مع مجيء السلام بعد اتفاقية نيفاشا، تزعزع هذا الأمل وأخذ يذبل تدريجيا، خلال سنوات الفترة الانتقالية حتى تلاشى عند نهايتها ومع ممارسة تقرير المصير، لتنهار وحدة السودان التي إستمرت لأكثر من 150 عاما. وللمفارقة المبكية، تقرير المصير كحق أساسي من حقوق الإنسان، تنتج عنه دولة في جنوب السودان، تسودها أفظع خروقات وانتهاكات حقوق الإنسان، على أساس إثني وقبلي، يشيب لها الولدان. والذين كانوا يناقشون، قبل الاستفتاء، بأن تقرير المصير سيأتي بالانفصال لأن ممارسات وسياسات حكومة الخرطوم تدعو إلى ذلك، ويحاججون بأن الجنوب لا يملك مقومات دولة، وأن مصيره سيكون اقتتالا أهليا وفظائع تفوق ما حدث في رواندا، وينادون بأن الأصل في تقرير المصير هو النجاة من التهلكة وليس الرمي فيها…، تعرضوا لهجوم شرس من القوميين المتعصبين وأصدقائهم خبراء المجتمع الدولي ووصموا بالاستعلاء والتغول على حقوق الإنسان..!!. قد نجد تبريرا لموقف القوميين ضيقي الأفق، ولكن لا يمكن تبرير موقف خبراء المجتمع الدولي الذين يختزنون المعرفة والخبرة والمعلومات والدراسات الاستراتيجية، ولا يمكن ألا يتوقعوا ما توقعناه نحن وما يحدث الآن في الجنوب. يقيننا أنهم كانوا يتوقعون هذه الكارثة، ولكنهم تجاهلوا الأمر لشيء في نفس يعقوب!!. وأعتقد، أن ما يحدث الآن في جنوب السودان، الدولة الفاشلة بكل المقاييس، يحتاج إلى مناقشة جدية لرفد ممارسة تقرير المصير، المتوقع أن يفضي إلى الانفصال، بشروط وتدابير تتحقق من مقومات الدولة في الجزء المنفصل، وتمنع مثل ما يحدث الآن في جنوب السودان.
وفي الحقيقة، تم التعامل مع الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان، وكأنه مباراة في كرة القدم،
حيث تجلس جموع الشعب السوداني، شماله وجنوبه، للتفرج على مجموعة محدودة من النخب السياسية، الشمالية والجنوبية، في ماتش ساخن يديره حكم أجنبي، رغم أن نتيجة المباراة، وللأسف، كانت معروفة سلفا..! ومنذ البداية، كانت بوادر الفشل واضحة فيما يخص قضية الحفاظ على وحدة السودان، وقضية مستقبل الدولة الوليدة وما ينتظرها من نكبات وفظائع مهولة. فلا نحن قدمنا مشروعا لإقناع شعبنا في الجنوب بالبقاء في السودان الموحد، ولا نحن رتبنا لدولتين تتمتعان بمقومات حسن الجوار والتعايش السلمي، ولا إنتبه، أو إهتم، الناس، نخبا محلية كانوا أم كبار علماء السياسة في كبريات دول العالم، بالألغام والقنابل المتوقع تفجرها في الدولة الوليدة، دولة الإثنيات المتناحرة تاريخيا. الكل كان ينتظر يوم الاستفتاء، ليتنفس الصعداء فرحا. ففرح من كان يريد التخلص من الجنوب غير المسلم وغير العربي إرضاء لايديولوجية ضيقة، وفرح من كان يحلم بموقع الحاكم الأول في دولته المستقلة استجابة لتطلعات قومية ضيقة الأفق، وفرح من كان يخطط لتنفيذ «مشروع الشرق الأوسط الجديد» القائم على إعادة تقسيم بلدان المنطقة على أسس إثنية ومذهبية تنتج دويلات ضعيفة ومتصارعة يسهل التحكم فيها.
أعتقد، لم يكن الهدف الأساسي للناشطين السياسيين في جنوب السودان، الاستحواز على الأراضي واقتطاع مساحة من الوطن، بقدر ما كان بحثا عن استحقاقات عادلة ومشروعة في وطن حر ديمقراطي يسع الجميع بتعدد أعراقهم ودياناتهم وثقافاتهم. وأعتقد أن الكثيرين من أبناء الجنوب كانوا يتطلعون إلى يوم يكون فيه انتخاب جنوبي رئيسا لبلاد المليون ميل مربع حدثا عاديا ومقبولا لدى الآخرين، أكثر من تطلعهم إلى يوم استقلالهم وانفصالهم عن هذه البلاد. ولما استحال تحقيق التطلعات نتيجة الاصطدام مع نوايا جماعة الانقاذ الحاكمة، كان ذاك الخيار المر. أما الدعوة لانفصال جنوب السودان، فتحمست لها مجموعتان: المجموعات الجنوبية الغاضبة والمدفوعة بما قاست من ظلم وغبن وخيبة أمل، والمجموعات الشمالية المدفوعة بالعنصرية والتعصب الديني وضيق الأفق. وفي الحالتين، بصقت الدعوة على تاريخ الوطن، وتنكّرت لحقيقة أن كل التضحيات والدماء من الجنوب والشمال كانت من أجل سودان موحّد وفق أسس جديدة، لم تكن ترى بعين المستقبل لأنها مشدودة إلى الماضي، ومنكفئة على ذاتها، تنظر إلى قضايا البلد المصيرية عبر منهج أحادي ضيق منغلق. والنخب الحاكمة في الشمال والجنوب، لم تتعامل مع الاستفتاء باعتباره امتحانا مصيريا سيتخلل مسامات كل الشعب، في الشمال وفي الجنوب، ومن أجله كان يجب أن تكون كل الخطوط مشغولة بمحادثة طويلة بين مدن الشمال والجنوب، تحكي فيها حكايا الحرب والسلام، وتتداعى فيها سيرة الأبطال والشهداء، ويدار فيها نقاش حول أشياء كثيرة ضاعت في تلافيف راهن تلك الفترة، وصولا إلى تفاهمات واتفاقات هنا وهناك. ولكن، وللأسف، سيطر التوهان في معسكري الحكومة والمعارضة، وتجلى في ممارساتهما السياسية. فبينما كان معسكر المعارضة يتحرك وفق منهج «كل شيء أو لا شيء»، كان معسكر الحكومة، ولا يزال، يتحرك وفق منهج التشبث بالسلطة والاستحواز على كل شيء، بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك الاستجابة والانحناءة للخارجي الأقوى، على النحو الذي كشفه وزير الخارجية الروسي بتاريخ 12 أبريل الماضي، عندما أبان أن إدارة الرئيس أوباما، اشترطت على القيادة السودانية، الموافقة على فصل جنوب السودان مقابل التعامل معها، وأنها طالبت روسيا بالضغط على هذه القيادة لتوافق، وبالفعل وافقت!. وفي الحالتين، حالة ما يحرك المعارضة وحالة ما يحرك الحكومة، كان الغائب هو فضيلة التنازل لصالح بقاء الوطن الموحد ولصالح مستقبل الأجيال القادمة.

٭ كاتب سوداني

حق تقرير المصير وتفتيت وحدة السودان

د. الشفيع خضر سعيد

إصبع على الزناد

Posted: 02 Jul 2017 02:17 PM PDT

تحت الموائد وفوقها، يجري الكثير من الاتصالات والترتيبات والقمم العلنية والسرية، وكلها تحدثك عن سلام إقليمي، وعن «صفقة قرن» مع إسرائيل، وعن تعديل يلائم إسرائيل فيما يسمى المبادرة العربية للسلام، وعن تطبيع إسرائيلي بالجملة مع دول خليجية كبرى، بينما كل ذلك أقرب لحملة تمويه وإطلاق ستائر دخان، تتخفى باستعدادات نهائية لحروب وشيكة لن تترك أحدا.
فإلى المشرق العربي، وحيث دارت لسنوات معارك تحطيم وإفناء العراق ثم سوريا، لاتبدو من لافتة ختام للحرب مع تدمير مراكز «داعش» في الموصل ثم الرقة، فقد تنتهي أو تضعف «داعش» الفرعية، لكن «الدواعش» الأصلية في أمريكا وإسرائيل تستعد للحرب الأخيرة.
ففي واشنطن رجل يحكم البيت الأبيض، جعلوه عنوانا لمسخرة يومية، بينما يجري إطلاق يد مؤسسات السلاح والمخابرات والصناعة الأمريكية، وتبدأ دورة جديدة من التوحش، تفوق مثيلتها وسابقتها أيام جورج بوش الابن، ومع تصميم أكبر هذه المرة على حلب ثروات العرب إلى آخر نقطة، والاستنزاف المباشر لاحتياطيات من البترول العراقي، قدر ترامب قيمتها بما يزيد على 15 تريليون دولار، والأدوات العسكرية جاهزة على المسرح، فلم تعد أمريكا تبالي باستمرار أو توقف عمل قاعدتها الأطلنطية في «إنجرليك» التركية، وراحت تنشئ قواعد ضخمة في «عين الأسد» غرب بغداد، وفى منطقة إقليم كردستان الذي يستعد لانفصال نهائي مع استفتاء أواخر سبتمبر 2017، وعلى خط الحدود العراقية السورية في «التنف»، وفي مناطق سيطرة الأكراد شمال شرق سوريا، فقد انتهت أمريكا من بناء قاعدتين عسكريتين كبيرتين في «عين العرب» و»الرميلان»، وأضافت ست نقاط عسكرية أخرى، تستعد لتحويلها إلى قواعد عمل عسكري دائمة، بينها قاعدة إضافية محتملة جنوب درعا، ضمن خطة «تخفيف التوتر» الروسية، مقابل ترك قواعد الغرب السوري في «حميميم» و»طرطوس» لروسيا، إضافة لحق التحكم والترويض الروسي حول العاصمة دمشق، وإطلاق يد موسكو في التصرف بالشمال السوري في حلب وإدلب، ومنح تركيا قطعة من الكعكة في الشمال، وبدعوى «حق الشفعة» للجار التركي في أراضي سوريا، وتمكين أنقرة من مواقع متقدمة في حربها المريرة مع الأكراد، وبالطبع لا يصح تجاهل النفوذ الإيراني وميليشياته، وهو يتم غالبا تحت المعطف الروسي، وطلعات الطيران الروسي، ويحلم بإنشاء طريق متصل من طهران إلى بيروت عبر دمشق، وتحت تصرفه مئات الآلاف من عناصر الحشد الشيعي العراقي ومثيله في سوريا.
وكما تتصرف إيران في المنطقة كأنها ملعب مفتوح، وتلغي الحدود السياسية بجرة قدم، وتفرد حركة جيوشها على مسرح ممتد من قيادة الحرس الثوري الإيراني في طهران إلى قيادة «حزب الله» في بيروت، فهكذا تفعل أمريكا بالمقابل، فليس الهدف محصورا بتقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ، بل الهدف مختلف وأكبر وأعم، وهو أخذ أوضاع قتالية لأمريكا، تمكنها من شن حرب استنزاف طويلة للقدرات الإيرانية، وعبر جيوش وكلاء من القوى الكردية والعربية السنية، وبتمويل سخي من مئات المليارات الخليجية، فخطة أمريكا للحرب الواسعة النطاق، أن يدفع العرب المال، وأن تدفع الميليشيات الكردية والسنية العربية ضرائب الدماء، وأن تجعل من قواعدها العسكرية مراكز قيادة، وأن تنتهي العوائد إليها وإلى إسرائيل، وفي حرب تزول فيها الحدود تماما، وإلى أن يجرى تحجيم إيران وتحطيم حزب الله، في ضربة واحدة متصلة، تجبر فيها روسيا على أخذ موقف الحياد، والاكتفاء بما قدر لها من الغنائم، وعلى أن يتفق الكل ضمنا على إطلاق يد إسرائيل.
وفي مؤتمر «هرتسيليا» الأخير، وهو أهم محفل استراتيجي سنوي للعدو، بدت إسرائيل مستعدة لأداء دورها المقدر في الحرب الكبرى، فقد روجت إسرائيل لرغبة الإدارة الأمريكية في خلق تحالف جديد، يضم دولا عربية سنية ـ خاصة السعودية ـ إلى جانب إسرائيل، يجلب منافع اقتصادية كبيرة لإسرائيل، قدر أفيغدور ليبرمان وزير الحرب الإسرائيلي حدها الأدنى بما قيمته 45 مليار دولار سنويا، والأهم أن تلعب إسرائيل في التحالف دور الذراع العسكرية الضاربة، وضد الأعداء المشتركين، خاصة في إيران وحزب الله، فإسرائيل تعتبر أن «حزب الله» هو أخطر أعداء كيان الاغتصاب الإسرائيلي، ولم تعد تحتمل ما يجري من زيادة قوته، وتضخم أدواره على مسرح المشرق العربي، وتقدر الدوائر الإسرائيلية أن لدى حزب الله ما يزيد على 120 ألف صاروخ متطور طويل ومتوسط المدى، وأن الاستنزاف الذي جرى لقوته في سوريا، لا يقارن أبدا بالخبرات القتالية المتطورة التي صار يتمتع بها، وإلى تكوينه شبكة ارتباط عسكرى عضوي وثيق مع فصائل الشيعة والجيش السوري، وقد ترددت إسرائيل أكثر من مرة في خوض الحرب ضد حزب الله، لكنها تعتقد الآن أن الكيل فاض، وأن ترك حزب الله لحاله، قد ينتهي بتكوين قوة غير مسبوقة تهدد إسرائيل بالفناء، وأنه لا بديل عن تحمل تكلفة الحرب الآن، قبل أن يستكمل تحالف إيران والنظام السوري وحزب الله تقدمه الجاري على الأرض، وانتصاراته المتوالية في البادية ودير الزور ودرعا، إضافة لتطهير حزام دمشق على نحو شبه كامل، وهو ما يفزع إسرائيل، ليس من عودة النظام السوري إلى التمكين مجددا بالطبع، فقد أصبح النظام السوري مجرد عنوان بريد، تصل الرسائل باسمه، لكنها موجهة في الحقيقة إلى «حزب الله» الذي يتوسع ميدان عمله، وبصورة لم تعد مقصورة على جنوب لبنان، بل بعمل دائم متصل، وبمعونة مثابرة لا تكل ولا تمل من إيران، وبهدف تحويل جبهة الجولان إلى ميدان مقاومة مسلحة إضافية ضد إسرائيل، وعلى نطاق أكثر شمولا لجبهة إسرائيل الشمالية، لا يقاس إلى حدود جنوب لبنان وحدها، وهو تحول حربي درامي، تسعى إسرائيل لتعويقه ومنعه ومصادرته، وعلى طريقة شن غارات الثلاثة أيام المتوالية على مواقع جيش النظام السوري في «القنيطرة» على حافة الجولان المحتل، الذي أعلنت إسرائيل ضمه نهائيا إليها كما فعلت في «القدس».
فلم تعد إسرائيل تكتفى بشن غارات متقطعة على سوريا كل عدة شهور أو أسابيع، بل أعلنت الطوارئ العامة على الحدود، وصارت تعتبر هزيمة خصوم النظام السوري كارثة تخصها، وتعلن جهارا نهارا عن دعمها لفصائل إسلامية سنية تكفيرية من «القاعدة» ومن «داعش»، وتتخذ منهم ستارا لوقاية جبهتها في الجولان، وتسعى لإقامة «منطقة آمنة» في قلب الأراضي السورية، وعلى طول جبهة الجولان، وتحول جماعة تكفيرية سورية، تسمى نفسها «جيش محمد»، إلى شيء يشبه جيش انطوان لحد السابق في جنوب لبنان، وإلى أن هرب أفراده إلى إسرائيل مع انتصار المقاومة اللبنانية وحزب الله.
لكن احتياطات من هذا النوع لم تعد تطمئن إسرائيل، وخبراتها السابقة لا تجعلها تثق في صلابة العملاء، ولا تستبعد اكتساح درعها الواقي المسمى «جيش محمد»، تماما، كما جرى اكتساح «جيش لحد» المسيحي، فلا صلة للعملاء بدين محمد ولا بدين المسيح، وإن هي إلا أسماء كاذبة منتحلة للصفات، ما يجعل إسرائيل أقرب إلى فكرة خلع شوكها بيدها، وشن حرب شاملة في لبنان وسوريا معا، وبإغراء الاستفادة من الفوضى الجارية، والحصول على دعم عربي وخليجي بالذات، خاصة بعد اتفاق الطرفين على تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، وبعد توافر «ضوء أخضر» أمريكي، بل إمكانية مشاركة أمريكية، وربما بريطانية وفرنسية مباشرة في الحرب ضد حزب الله، فأصابع الجميع على الزناد، وقد أطلقت واشنطن إشارة البداية، وتحت عنوان تحذير النظام السوري من هجوم كيماوي جديد.
وبوسعها تلفيق أدلة كالعادة، وكما فعلت مرارا في حرب سوريا، وقبلها في حرب تدمير العراق وخلع نظام صدام حسين، وإن كنا هذه المرة بصدد حرب أوسع نطاقا، تريد واشنطن جعلها الحرب الأخيرة لصالح إسرائيل، وهدفها المباشر استكمال إفناء المشرق العربي برمته، وردع إيران إلى داخل حدودها، ودفع السعودية إلى المشاركة في الحرب ضد إيران، وعلى طريقة السيناريو الافتراضي الذي رسمته مجلة «فوربس» الأمريكية، وعددت فيه مزايا حرب السعودية مع إيران، وعوائدها الفلكية على مبيعات السلاح الأمريكي، ومنح واشنطن فرصة الاستيلاء على أصول «أرامكو» السعودية أكبر شركة بترول في العالم، وتوفير موارد هائلة للخزانة الأمريكية، تسدد ديونها البالغة نحو 19 تريليون دولار، وهكذا تكسب أمريكا وإسرائيل بالجملة، وبمجرد ضغطة إصبع على الزناد، وإشعال حرائق «أم الحروب».
نعم، الحرب على الباب، ولا عزاء لدعاة «صفقة القرن»، التي هي «خيبة القرن» بامتياز.
كاتب مصري

إصبع على الزناد

عبد الحليم قنديل

بعد انهيار «دولة الخرافة»: الصراع بين أمريكا ومحور المقاومة يشتّد

Posted: 02 Jul 2017 02:17 PM PDT

انهارت «دولة الخلافة»، بل «دولة الخرافة» كما يسميها مناهضو «داعش» الكثر في العراق وعالم العرب، لكن «داعش» كتنظيم لم ينهر… بعد. إنه ما زال ناشطاً في تلعفر وصحراءي نينوى والأنبار وقضاء الحويجة، جنوب غرب كركوك، والشريط العمراني الممتد بين حديثة والقائم على الحدود العراقية – السورية.
انهارت دولة «داعش» التي كانت احتلت نحو ثلث مساحة العراق، قبل أن تتهاوى وتتحول إلى مجموعات مسلحة وذئاب منفردة منتشرة في بعض المناطق والبلدات والأحياء، تقاتل يائسة عمّا تبقّى لها من أراضٍ واتباع، فكيف تراها تتدبر أمورها في زمن الانحسار والاندحار؟
لن يتخلى «داعش» عن عقيدته القتالية. إنها «ادارة التوحش» بلا رحمة ضد كل اعدائه ومَن لا يواليه. مراقبون متابعون لتجربته القاسية في العراق يرجّحون أن تنقل قيادة التنظيم «عاصمته» إلى الحويجة، مستغلةً الصراع المحتدم بين الحكومة المركزية في بغداد وسلطة بارزاني في كردستان العراق، على محافظة كركوك التي وضع البارزانيون يدهم عليها في حمأة مواجهة «داعش». مقاتلة الدواعش في ما تبقّى لهم من حضور لن تتطلب وقتاً طويلاً، إلاّ اذا انفجر صراع من نوع آخر بين ثلاثة اطراف لها حضورها في العراق: أمريكا وتركيا وايران.
أمريكا لها حضور عسكري يعود إلى زمن احتلالها العراق عام 2003. صحيح انه تقلّص كثيراً منذ عام 2008، لكنه ما زال ناشطاً، من خلال ما يزيد عن 5000 ضابط وجندي مزودين اسلحة ثقيلة ومتطورة.
نفوذ أمريكا السياسي قوي كحضورها العسكري إن لم يكن أقوى. مردُّ ذلك إلى تأثيرها على فريق من السياسيين المتنفذين كانوا عادوا إلى العراق على ظهور دباباتها الزاحفة لاحتلاله. إلى ذلك، تستغل واشنطن الصراع المحتدم بين حكومتي بغداد واربيل، كما مواجهة «داعش» من خلال ما يُسمى «التحالف الدولي».
في هذه المجالات، قامت بتدريب وتسليح مجموعات من عشائر محافظة الانبار السنيّة، بدعوى تمكينها من حماية نفسها من تنظيمات موسومة بأنها شيعية البنية وايرانية التوجّه.
تركيا لها حضور سياسي وعسكري في العراق. حضورها السياسي يتعزز بتأييد جمهور التركمان عموماً، ولاسيما في تلعفر وكركوك. حضورها العسكري يتجلّى في احتلالها منطقة بعشيقة المحاذية لحدودها مع العراق. ولتركيا مطامع قديمة في مدينة الموصل، التي تدّعي أن بريطانيا وفرنسا سلختاها عنها في اعقاب انهيار السلطنة العثماية، خلال الحرب العالمية الاولى، وقيامهما بتقاسم بلاد الشام وبلاد الرافدين بموجب ما عُرف باتفاقية سايكس – بيكو. إلى ذلك، تقوم تركيا بتعزيز حضورها العسكري في شمال سوريا لإحباط محاولات بعض الكرد السوريين، بدعمٍ ملحوظ من امريكا، إقامة دويلة كردية، أو أقلّه، منطقة حكم ذاتي.
ايران لها ايضاً حضور سياسي وعسكري في العراق. حضورها السياسي يتعزز بتعاطف فريق من اهل الشيعة معها، نتيجةَ دعمها معارضي الرئيس الراحل صدام حسين قبل الاحتلال الامريكي وبعده. حضورها العسكري تمثّل، بادئ الامر، بدعمها تنظيمات شعبية، طابعها الغالب شيعي، معادية لـِ»داعش» كما لامريكا. غير أن تطورات الحرب في سوريا وعليها، ولاسيما بعد سيطرة «داعش» على مساحات شاسعة من محافظاتها الشرقية المحاذية للحدود العراقية – السورية، وتفاقم مناهضة أمريكا لسوريا ولرئيسها بشار الأسد وتعاونها مداورةً مع «داعش» ضد الجيش السوري، حمل ايران على تكثيف حضورها العسكري في العراق، وصولاً إلى تحريك وحدات من الحرس الثوري الإيراني، ومقاتلين في صفوف «فيلق القدس» بقيادة اللواء قاسم سليماني، ودفعها نحو الحدود العراقية – السورية.
في هذا السياق، لا تخفي طهران اهدافها: إبعاد قوات أمريكا وحلفائها عن الحدود بين البلدين لضمان إقامة جسر بري يمتد من ايران عبر العراق وصولاً إلى سوريا ولبنان، وتوفير دعم لوجيستي للجيش السوري وحلفائه، تكفل التغلّب على فلول «داعش» و»النصرة» واستعادة وحدة البلاد وسيادتها. أكثر من ذلك، ترمي ايران وسائر اطراف محور المقاومة إلى بناء وجود عسكري شرقي الجولان السوري المحتل ليكون منطلقاً لمقاومة تتكامل مع المقاومة المتربصة بـ»اسرائيل» في شمال غربي فلسطين المحتلة.
أمريكا و»إسرائيل» والسعودية، كما روسيا وتركيا، تُدرك مفاعيل الصراع المحتدم في سوريا والعراق، وانعكاساته الإقليمية والدولية، ما يفرض على جميع اللاعبين التعامل مع التطورات الجارية والمتفاقمة في منظور الصراع الشامل والمتعدد الأطراف والأغراض والمصالح، في البرزخ الممتد من الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط وصولاً إلى الشواطئ الجنوبية لبحر قزوين.
في العراق، تقوم أمريكا بتعزيز الأطراف السنّية المتخوّفة من ايران بغية توليف طبقة حاكمة تحول دون التحاق البلاد بمحور المقاومة، وتحول تالياً دون قيام العراق، بالتعاون مع ايران وروسيا، باستثمار ثروته الغازية في صحراء الأنبار، التي تقدّر بما لا يقل عن 57 مليار متر مكعب.
في سوريا، تتقصّد أمريكا و»اسرائيل» إطالة أمد الحرب، بتسعير القتال في منطقة القنيطرة وفي منطقة درعا، وبتوظيف فريق من الكرد السوريين في مقاتلة «داعش» في محافظة الرقة، املاً في أن يتمكّن هؤلاء، بالتعاون مع مجموعات سورية محلية درّبتها أمريكا وسلّحتها لتقوم بإدارة هذه المناطق بعد طرد «داعش» منها، ودعمها مع مجموعات مماثلة في محافظة ادلب واطراف غوطة دمشق الشرقية، للحصول على تمثيل وازن في محادثات جنيف المقبلة بشأن مستقبل سوريا السياسي.
دعمت واشنطن مواقفها وترتيباتها آنفة الذكر بعمليات عسكرية لافتة:
- اقامت موقعاً عسكرياً في منطقة التنف بجنوب شرق سوريا وقصفت وحدات نظامية سورية في جوارها.
- اسقطت طائرة حربية سورية جنوب الرقة.
قصفت مطار الشعيرات بالصواريخ بدعوى الاقتصاص من سوريا بعد اتهامها باستعمال اسلحة كيميائية في منطقة خان شيخون.
بعد تهاوي اتهام سوريا باستعمال اسلحة كيميائية، عقب تحقيقٍ موضوعي نشره الصحافي الامريكي المعروف سيمور هيرش، هدّد البيت الأبيض سوريا مجدداً بضربها بدعوى انها تستعد لإستعمال الأسلحة الكيميائية مرة اخرى.
عرضت عضلاتها البحرية بإرسال حاملة الطائرات «جورج بوش» إلى ميناء حيفا.
التهديدات الامريكية وتّرت الأجواء ليس بين واشنطن ودمشق فحسب، بل بينها وبين موسكو ايضاً، التي سارعت إلى اعلان دعمها لسوريا بإرسال رئيس اركان جيشها إلى قاعدة حميميم، ليكون في استقبال الرئيس الأسد اثناء تفقده عشرات المقاتلات الروسية الرابضة فيه، ونشرت كتيبة مغاوير روسية في الطرف الشرقي لمحافظة السويداء المحاذي للحدود مع الاردن، اي في منطقة غير بعيدة عن موقع التنف، حيث تحتشد قوات امريكية وحليفة معدّة لمحاولة التدخل ضد الجيش السوري. برودة اعصاب المسؤولين السوريين ومسارعة المسؤولين الروس والمسؤولين الإيرانيين إلى تأكيد دعمهم السياسي والعسكري لسوريا، حملتا واشنطن على تنفيس حملتها المفتعلة بادعاء وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس عن أن سوريا «تراجعت» عن استعمال اسلحة كيميائية.
ماذا بعد؟
ستستمر واشنطن في ممارسة مناورات سياسية وألعاب نارية للتهويل على سوريا، من أجل عرقلة استعادة جيشها اراضٍ سورية ما زالت تحت سيطرة «داعش» و»النصرة». ومع ذلك يمكن إعطاء تقدير موقف أوّلي لما جرى ويجري في العراق وسوريا من اشتباكات سياسية وعسكرية بين مختلف أطراف الصراع في آخر يونيو المنصرم: صمود وتقدّم محسوس سياسي وعسكري لمحور المقاومة، وارتباك وتعثر ملحوظان للولايات المتحدة وحلفائها.
والصراع مستمر.
كاتب لبناني

بعد انهيار «دولة الخرافة»: الصراع بين أمريكا ومحور المقاومة يشتّد

د. عصام نعمان

هل الجزائري عنصري؟

Posted: 02 Jul 2017 02:16 PM PDT

طٌرح هذا السؤال بحدة هذه الأيام في الجزائر، بعد التصريحات التي تم التعبير عنها في الوسائط الاجتماعية، من بعض الشباب، الرافضين لوجود المهاجرين الأفارقة في البلد. تدخل طالب فيه هؤلاء الشباب من السلطات، ترحيل المهاجرين الى بلدانهم. علما بأن هذه المواقف قد سبقتها اعتداءات حصلت منذ مدة على تجمعات لمهاجرين أفارقة، في بعض المدن الجزائرية الجنوبية، تعرف استقرارا كثيفا للمهاجرين كبشار وورقلة.
مواقف عدائية غير مرحبة بالمهاجرين الأفارقة، كما حصل من قبل لعمال صينيين، فتحت نقاشا اجتماعيا واسعا وطرحت السؤال الذي كان يجب ان يطرح، هل الجزائري عنصري فعلا؟
النقاش الذي بين لاحقا أن هذه المواقف والسلوكات العدائية التي تم التعبير عنها من قبل جيل صغير في السن، ولد وعاش منغلقا على نفسه، خلال مرحلة الاضطراب التي عاشتها الجزائر، لأكثر من عقدين من الزمن، ما زالت محدودة في المجتمع الجزائري. فالجزائري على العموم ما زال رافضا لهذه المواقف العنصرية إزاء الأجنبي، بمن فيهم الافريقي. مواقف عبر عنها بتدخله في الوسائط الاجتماعية والتطوع في منظمات المجتمع المدني، لتقديم مساعدات مناسباتية في الغالب لهؤلاء المهاجرين، والتصدق عليهم يوميا، بالقرب من المساجد والأماكن العامة التي ظهروا فيها بقوة وسرعة، ليس في مدن الجنوب المتعودة عليهم، بل في الشمال كذلك، لينافسوا الأعداد الكبيرة من فقراء الجزائر الجدد والقدماء.
الهجرة الافريقية الني تنوعت (23 جنسية حاضرة في الجزائرية، حسب دراسات محلية) وزادت أعدادها، غير المتحكم فيها من أي جهة رسمية، جراء خصائص هذه الهجرة غير الشرعية ذاتها، تعلق الأمر بالإدارة الجزائرية أو المنظمات الدولية العاملة في الجزائر، المكلفة بملف الهجرة. فكل ما يعرف حتى الآن اننا امام مهاجرين كثر (عشرات الآلاف)، باستراتيجيات متنوعة، فمنهم ما زال ينظر الى الجزائر كبلد عبور فقط، لتكون هجرته النهائية نحو أوروبا، وهو ما يقوم به المهاجرون الشباب من الجنسين، الذين يفضلون العمل المؤقت في قطاعات البناء والمهن الصعبة، التي يرفضها الجزائري، عمل يقوم به الشاب الافريقي من دون حماية اجتماعية وقانونية، بأجور زهيدة، في انتظار العبور إلى الضفة الشمالية للمتوسط، التي تبقى حلم هؤلاء الشباب، برا عن طريق ليبيا أو المغرب، ومن ثمة إلى إسبانيا أو إيطاليا، أو بحرا عن طريق قوافل الهجرة السرية وقوارب الموت كمرحلة أخيرة في سلسلة المتاجرة بالبشر العابرة للقارات.
هذه الهجرة الإفريقية التي تبين ان الجزائر مثل الدول المغاربية الأخرى، تدفع ثمن موقعها الجغرافي الواقع بين أغنى دول العالم (أوروبا) وأفقرها على الاطلاق (دول الساحل الافريقي) ما يحيل إلى الأبعاد الدولية لهذه الهجرة وعمق أسبابها، تعلق الأمر بتلك الأسباب الاقتصادية والاجتماعية أو السياسية والأمنية. موقع جيو – سياسي تنبهت له دول اوروبا منذ سنوات، تريد ان تحول بمقتضاه دول جنوب الضفة الى دركي لحماية حدود أوروبا الجنوبية البحرية، دون التفكير في مسؤولياتها التاريخية والآنية التي تريد التنصل منها.
من بين الاستراتيجيات الأخرى البارزة لدى هؤلاء المهاجرين الأفارقة، التي تعبر عن نفسها، البحث عن عمل والاستقرار في الجزائر، دون ان ينسوا تماما حلم العودة الى بلدهم، كما هو حال كل مهاجر في العالم، ما قد يحول هؤلاء المهاجرين عمليا الى «بروليتاريا رثة « في جزائر اقتصاد السوق والنيولبرالية المتوحشة التي بدأت ملامحها في البروز. هجرة فردية وعائلية يقوم بها المسيحي والمسلم من تلك الدول القريبة، كمالي والنيجر والأخرى الأبعد، كنيجيريا وبعض الدول الناطقة بالإنكليزية والبرتغالية. دول تشترك كلها في هشاشتها وحالتها الأمنية المتدهورة وصعوباتها الاقتصادية التي زادتها الاضطرابات السياسية والمناخية حدًة، ما يؤكد أن هذه الهجرة لن تكون مؤقتة وقد تزداد حجما مع الوقت، نظرا لاستمرارية أسبابها العميقة الموجودة داخل بنية هذه الدول والمجتمعات الافريقية. فرضية، تتطلب ان يكون تعامل الإدارة الجزائرية كبلد عبور وإقامة، أكثر حرفية وديمومة، فالسائد حتى الآن على سلوك مؤسسات الدولة الجزائرية، هي حالة الذي فوجئ، بهذه الهجرة، وبالتالي لم يتخذ لها كل احتياطاتها المادية والقانونية، فما زال الفراغ القانوني هو سيد الموقف، عندما يتعلق بالمهاجرين وما زال رد الفعل، بدل الفعل هو القاعدة. وضع لم يساعد بتاتا على تنظيم حال هؤلاء المهاجرين، خلال اقامتهم التي قد تطول في الجزائر، بدءا من عدهم واحصائهم الذي سيكون اول الطريق في الاعتراف بوجودهم الاجتماعي والقانوني، فالسائد لحد الساعة أن المهاجرين بلا أماكن سكن تأويهم ولا عمل يدمجهم ولا مدارس لأبنائهم ولا نص قانوني يحميهم، ما قد يفسر ولا يبرر بالطبع، هذه المواقف العدائية التي برزت لدى بعض الجزائريين، إزاء هذه الهجرة الافريقية، غير المنظمة والحاضرة بقوة في الشارع الجزائري. رغم السلمية التي ما زالت الصفة الغالبة لدى هؤلاء المهاجرون الأفارقة، الذين ما زالوا بعيدين عن كل أنواع العنف، بما فيه العنف السياسي، الذين عبروا من خلال بؤره المشتعلة في منطقة الساحل والصحراء، قبل دخولهم الجزائر والبلاد المغاربية الأخرى.
تحديات الهجرة الافريقية بالشكل التاريخي الذي تتم فيه على أرض الواقع، يفرض على هذه المجتمعات المغاربية كمناطق عبور او استقرار نهائي بكل تبعاته، القيام بنوع من التحليل النفسي الجماعي، للتخلص من بقايا نظرتها الدونية للافريقي، وما أفرزته من ممارسات عنصرية لم تكن دائما غائبة في تاريخها القديم، قبلنا بذلك الآن أو رفضناه.
على الجزائر، مسؤوليات خاصة، أمام هذه التحديات التي تفرضها الهجرة الافريقية، بالشكل الذي تتم به، حتى تكون أكثر تناغما مع تاريخها القريب، عندما كانت رائدة في الدفاع عن تحرر القارة الافريقية ومعاداة التمييز العنصري ضد أبنائها. الجزائر لم تنف يوما بعدها الافريقي، وهي تعرّف بنفسها بعد استقلالها كدولة، أم ان هذا الأمر هذا قد انتهى، بعد ان شاخ الجيل الذي دافع عن هذا البعد التحرري والعمق الافريقي، وانتكست الوطنية الجزائرية بقيمها التحررية المعروفة عنها. ما ستؤول اليه وضعية إخواننا الأفارقة في الجزائر كفيلة وحدها في الإجابة عن هذه الأسئلة. فالأفريقي المهاجر الى الجزائر في المدة الأخيرة، لا يشبه النخبة الافريقية، التي كان جيلي يصطف في الشوارع، يصفق لها بحرارة، كاميلكار كابرال واوغيستينو نيتو ومريم ماكيبا. انه إنسان فقير، بل معدم، هرب من جحيم الفقر والحرب الاهلية، عند اخوانه في الشمال، فهل يقبلون به ويوفرون له شروط الحياة الكريمة؟
كاتب جزائري

هل الجزائري عنصري؟

ناصر جابي

خطاب استعماري بغلاف ديني للمزيد من التجهيل

Posted: 02 Jul 2017 02:16 PM PDT

في يوم 21 ديسمبر 1798، ارتدى نابليون بونابرت ثوب الواعظ، ووجّه منشورا إلى المصريين، بعد أن أخمَد ثورة القاهرة الأولى، يُذكّرهم بأن احتلاله بلادهم هو من قدَر الله وأنَّ عليهم الرضا به، ومما جاء في نصّ المنشور الذي أورده هيرولد في كتابه «بونابرت في مصر»: «أيها العلماء الأشراف، أَعْلِموا أمَّتكم ومَعَاشِر رعيَّتكم بأن الذي يُعاديني ويُخاصمني إنما خِصامه من ضلال عقله وفساد فِكْره، فلا يجد ملجأً ولا مُخلِّصاً يُنجيه مني في هذا العالم، ولا ينجو من بين يدي الله، لمعارضته مقادير الله سبحانه وتعالى، والعاقل يعرف أن ما فعلناه بتقدير الله تعالى وإرادته وقضائه».
خطاب استعماري بغلاف ديني، لم يكن القائد الفرنسي لِيستخدمه لولا أن الوعي الجماهيري المُتردّي يسمح بترويجه، حيث غلبتْ في تلك الفترة أفكار التصوف المُغالية المتخبّطة في تفسير الدين، فلا نتعجب إذا رأينا من يُواجه الغُزاة بحلقات الذكر والرضا بالاحتلال، باعتباره من قدر الله لا يجوز السخط عليه، أو الاكتفاء بتحميل الشعوب المسؤولية، بسبب ذنوبهم ومعاصيهم.
وبينما أُقلِّب النظر في الصحف والمواقع المصرية على عادتي، طالعت خبرا أعاد إلى ذاكرتي ما قرأتُه عن منشور بونابرت إبان الحملة الفرنسية على مصر، الذي استخدم فيه الدين لأغراض استعمارية.
مضمون الخبر كان تعليقا لأحد رجال العلم على فضائية مصرية على موجة الغلاء الجديدة، التي اجتاحت مصر بعد رفع الحكومة أسعار الوقود، حيث أكّد الشيخ أن ذلك الغلاء بسبب ذنوب الناس، وأن عليهم أن يتوبوا ويُدركوا أن أي أزمة تحصُل في بلدهم هي بسبب تقصيرهم، وينبغي عدم إلقاء التبعة على الدولة، ناصحا إياهم بالانشغال بالعبادة وترك هذه القضايا لولي الأمر.
هو الخطاب ذاته البونابرتي في شكل جديد، يدعم هذه المرة الاحتلال الداخلي المُتمثِّل في النظام القمعي الذي جوّع الشعب وحاربه في قوت يومه، من خلال سياساته الأمنية والاقتصادية التعسُّفية.
هو الخطاب التخديري ذاته، الذي يُحمِّل الشعوب المسؤولية عن الخراب، دون الإشارة لسوء الإدارة وعبث الحكومات، هذا الخطاب هو أقرب إلى الخيانة وبيْع الشعوب لصالح حكامها باسم الدين. ولله دَرُّ المفكر الإسلامي الراحل محمد الغزالي إذ يقول: كل دعوة تُحبِّب الفقر إلى الناس، أو تُرضّيهم بالدون من المعيشة، أو تُقنعهم بالهون في الحياة، أو تُصبّرهم على قبول البخْس، والرضا بالدنيِّة، فهي دعوة فاجرة، يُراد بها التمكين للظلم الاجتماعي، وإرهاق الجماهير الكادحة في خدمة فرد أو أفراد، وهي قبل ذلك كله كذب على الإسلام وافتراء على الله. وبذلك المنطق الفاسد الذي سلكه ذلك المحسوب على الدعاة والعلماء، يتم قطع الطريق أمام الاعتراض على الأوضاع الجائرة، والقرارات المستبدة والفساد الإداري، وتحميل الأقدار التبعة. العالِم الذي يتذرَّع بالأقدار في فساد الأوضاع الاقتصادية، أشبه بمن يُجيز لنفسه ولغيره ارتكاب المُوبقات بدعوى أنها قدر مكتوب.
وهكذا يتم التكريس لتفسير الأزمات تفسيرا غيبيا يُتخرّص فيه على القدر،
ويُغيَّب جوهر الفكرة الإسلامية التي تأمر بالتعاطي مع الأسباب ومعالجتها.
ونحن – كمؤمنين نوقن بالقرآن وصحيح السنة – نوافق الشيخ في أن ذنوب العباد جزء من المشكلة، وأن لها تأثيرا على واقعهم وحياتهم، ولكن أليس ظلم الحكام والكبراء من أعظم هذه المعاصي، فما بال الرجل قد سكت عنها؟
شيء جيد أن يأمر الشيخ المجتمع بالتوبة، ولكن ماذا عن توبة أولي الأمر من سفك الدماء واعتقال عشرات الآلاف بغير وجه حق، وتكميم الأفواه، وتبديد الأموال في مشاريع وهمية على سبيل الدعاية للنظام؟ أليست هذه من جُملة الذنوب التي تحتاج إلى توبة؟ الشيخ تعمَّد تغييب حقيقة الدين من أن عموم المشيئة الإلهية لا يعني عدم تحميل إرادة البشر مسؤولية ما تقترفه، وإلا فلماذا لا يتذرَّعون بالأقدار في محاكمة المجرمين والمخربين؟
إن التذمَّر من تحويل أموال الدول إلى الفاسدين وتجاهُل الطبقات الكادحة التي تزرع ليحصد غيرها، ليس من قبيل التشغيب على تعاليم الدين والسخط على أقدار الله، وإنَّ إقحام الذنوب والمعاصي في قضايا الفساد المالي والخلل الإداري لاقتصاد الدول، هو نوع من المتاجرة بالدين لصالح الأنظمة والحكومات، لوأد أي تطَلُّعات لاسترجاع الحقوق المسلوبة والثروات المنهوبة.
ربما تزول الدهشة عندما نعلم أن الحكومات والأنظمة على مر العصور، قد رحبت بالأفكار الصوفية الدخيلة، التي تُرغّب الناس في العُزوف عن مُتع الدنيا والإقبال على الزهد فيها (بمعناه الزائف) وتُحبِّب الفقر والضياع المالي إلى نفوس الشعوب، لأن هذه الأفكار التي لا تمُتُّ للإسلام بصلة، تُوافق أهواء
الحكام والمستأثِرين بالأموال، وتحجُب عن الشعوب حقيقة مصارف ممتلكات الأمة ومُقدّراتها. هذا الخطاب الذي يَستخدم الدين لتبرئة ساحة المسؤولين عن الفساد والفقر، هو الخطاب ذاته الذي استُخدِم من قبْل في تبرير الغزو والاحتلال، من قِبَل أدعياء العلم من أذناب المستعمرين وأبواقهم، الذين لبّسوا على الناس في مسألة الإرادة الكونية والشرعية، وأوهموهم بأن الاستسلام للغزاة أو الفقر والمرض والأزمات هو من باب الرضا بقضاء الله، مع أنَّ الأمر الشرعي جاء بدفع العدو وعلاج المرض ومواجهة الفاقة.
كاتبة أردنية

خطاب استعماري بغلاف ديني للمزيد من التجهيل

إحسان الفقيه

من هو الرئيس الذي زار ريف حماة؟

Posted: 02 Jul 2017 02:15 PM PDT

جولة بشار الأسد في قرى ريف حماة ، بتفاصيلها العفوية غصبا عنها ، تحمل عنوانا واضحا ، تقوله اللهجة الواحدة التي تكلم بها اصحاب البيوت التي دخلها والتي تؤكد أنهم من تصنيف واحد ، يقول بشار صراحة : هؤلاء من وقفوا معي سأكرمهم على طريقتي فهم وقفوا معي .
عندما شلح بشار حذاءه ودخل البيوت التي يدق الفقر فيها اسافينه الفاجرة ، قامت زوجته بمكرمة أخلاق لم يسبقها اليها أحد وهي أن أقامت حافظ ابنها عن الكرسي وأجلست المرأة الكبيرة بذريعة أن الجلوس للاكبر سنا ، هنا أسأل عن دور المعارضة في الداخل وكما تساءلت مرارا عن دورها في التواصل مع الانسان السوري ، فالمعارضة تقدم نفسها الى اليوم انها مغلوبة على امرها وعلى قول محمود درويش « لا إخوة لك يا أخي ، لا أصدقاء »، فانعدام الأصدقاء والداعمين يرفع عن هذه المعارضة اعباء كثيرة ويخلصها من المسؤولية الأخلاقية تجاه الإنسان السوري فهي اقل ما يقال لا تمتلك ناصية إسقاط النظام بلحظة عبر ريموت كونترول كما يتمنى كل سوري قضى هذا النظام على كل أمل وحلم لهذا السوري بأن يكون ذات يوم إنسانا ، ما يؤكده مشهد وصرخة شاب سوري. وقف بجانب بشار وهو داخل سيارته ، وبكل الود سلم عليه وأردف « جبله كولا لسيادة الرئيس ». فمن هو هذا الرئيس الأكثر من شعبي و الذي هدم سوريا فوق رؤوس أهلها لست سنوات خلت ، هو من هتف له اللواء بديع وقطيع من ضباط الحرس الجمهوري معه « شبيحة للابد لأجل عيونك يا أسد « وذلك من داخل جامع بابا عمرو بعد انتهاء عملية اقتحام الحي وسيطرة جيش النظام مجددا عليه وبذلك أبدع هذا الرئيس مهمة جديدة للجيش السوري وهي أن يكون ميليشيا شبيحة يهتف بحياة شخص، أقل مهامه هي ابعد ما تكون عن مهامه التي حددها الدستور بقتل المدنيين وتهجيرهم .
هو الرئيس نفسه الذي ظهر في عدرا يقابل من بقي من سكانها بعد أن هجرهم ويقول لربة البيت منذ اربع سنوات : « سنؤمن لك الدواء لزوجك المقعد « وبذلك ينزل بمهام رئيس الجمهورية إلى مستوى تأمين علبة دواء لا أكثر. الرئيس نفسه الذي خلّفت قوات حليفه الروسي وطائراته مئات المعاقين ومشوهي الحرب غير المفقودين ومن قتلوا .
يركب سيارته وينزل بين الناس الذين وقفوا معه فقط قائلا صراحة : من وقفوا معي سيكملون معي ، الرئيس نفسه يصالح الطرف الخاطىء ، الرئيس نفسه يكمل اعلان الحرب على شعبه من ريف حماة التي اختارها صباح العيد لتكون مسرحا يشق فيه السيد الرئيس صفحة الوطن علنا وهو يعتقد أن رسالته ستفهم على أنه مبدع جديد من مبدعي التواصل ببعد انساني مع اهل بلده .هو الرئيس نفسه الذي لم يقل لنا لماذا مثلا لم يختر قرى مثل صوران واللطامنة في ريف حماة وهي أيضا قرى هدمها طيرانه واحرقها عن بكرة ابيها، حتى أن جيش الدفاع الوطني سرق حديد أسقف بيوت أهلها .
كان يكفي يا سيادة الرئيس أن تقوم بنفس الزيارة قبل 30/03/2011 لدرعا وتمر ببيوت الأطفال الذين اعتقلهم الأمن السياسي ونكّل بهم , وتشرب في بيوتهم المتة , تلك الساعة لكنت حكمت سوريا حسب شعارك « للأبد « . لكنك لم تفعل وقتها والآن يقول لك التاريخ : لقد تأخرت كثيراً يا سيادة الرئيس ولا ينفع معك ها هنا ولاةَ ساعة مندمٍ فأنت رئيس هؤلاء فقط من زرتهم صباح العيد ولست رئيس الجمهورية العربية السورية وشعبها الحر .
كاتب سوري

من هو الرئيس الذي زار ريف حماة؟

أسامة إبراهيم

انتهاء فترة عمل كوبلر كرئيس لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا

Posted: 02 Jul 2017 02:05 PM PDT

طرابلس – د ب أ : وجه الألماني مارتن كوبلر، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم المنتهية ولايته في ليبيا، مساء السبت رسالة مصورة بمناسبة انتهاء فترة عمله رسمياً وتكليف اللبناني غسان سلامة خلفا له.
وتقدم كوبلر بالشكر لليبيين، معرباً عن امتنانه لحفاوة استقبالهم وكرم ضيافتهم وتصميمهم، وكذلك التضحيات التي قدّموها، وقال «إن الأحلام لن تتحول إلى حقيقة بين عشية وضحاها، ولهذا يجب أن لا تذهب كل التضحيات التي قُدِمت هباءً».وأكّد كوبلر أن الاتفاق السياسي الليبي موجه للمرحلة الانتقالية وليس بديلاً عن الدستور الذي قال «إنه لا يمكن معالجة كل الحقوق إلا من خلاله».
وحول إمكانية تغيير أو تعديل الاتفاق السياسي الذي وقع نهاية عام 2015 بين الفُرقاء الليبيين، قال كوبلر «يمكنكم التخلي عن الاتفاق السياسي والعودة إلى المفاوضات من جديد لسنة أخرى، ربما لفترة أقصر أو أطول، ولكن أيضاً بإمكانكم الاستناد إليه وإعادة تشكيله لبناء مستقبل أكثر إشراقاً لليبيا»، مؤكداً على وقوف الأمم المتحدة الدائم إلى جانب الشعب الليبي، كما فعلت سابقاً أثناء مسيرة استقلاله وتأسيس الدولة الليبية.

انتهاء فترة عمل كوبلر كرئيس لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق