Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 24 نوفمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


المؤبد لجزار البلقان: العقبى لطغاتنا؟

Posted: 23 Nov 2017 02:34 PM PST

التقطت صحيفة «تايمز» البريطانية استنتاجا مهما في تعليقها أمس الأربعاء على صدور حكم بالمؤبد على القائد العسكري الصربي السابق راتكو ملاديتش بقولها إن «جرائم مشابهة لتلك التي ارتكبها ملاديتش تحدث في ظل النظام المنحرف للرئيس بشار الأسد في سوريا».
فالحكم على جزار البلقان الشهير، المسؤول عن حصار سراييفو وجرائم حرب وإبادات جماعية عديدة أشهرها مذبحة سربرينيتسا التي قتل فيها قرابة 8500 بوسني مسلم عام 1995، يعني، في جملة ما يعنيه، أن العدالة ممكنة، وأن عين الإنسانية لا يمكن أن تغفل عن المسؤولين الكبار حين يقترفون أفعال الإجرام المعمم الذي يستهدف شعوباً وعروقاً وأدياناً، وأن هذه الجرائم المهولة لا يمكن أن تمرّ من دون حساب، وأن كبار القتلة والطغاة من الزعماء والرؤساء والقادة العسكريين الممرغين بدماء الأبرياء والمدنيين والأطفال ليسوا فوق القوانين الأممية والشرائع التي تعارفت عليها الإنسانية.
المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة أدانت ملاديتش بجرائم تشمل القصف والقنص في سراييفو والقتل والاضطهاد والتعذيب، وكان رد السفاح الشهير متوقعاً: لقد سبّ القضاة بشتائم مقذعة واتهمهم بالكذب، وهذا أمر رهيب لأنه يقول عمليّاً إن ملاديتش، وأمثاله في البلقان وغيرها كثيرون، يعتبرون أن أفعالهم الفظيعة تبرّرها حقوق قوميّة أو دينيّة أو جغرافية، وهذه مسألة لم تستطع البشريّة بعد أن تتجاوزها، والدليل القاطع عليها هو ما نراه في بلداننا، من إجرام على طبعتين: الأول تمثّله إسرائيل، وهي أيضاً ترتكز في بنائها الأيديولوجي على فكرة حقّ إلهيّ في الأرض، والثاني يمثّله طغاة المنطقة، كما هو حال الأسد، الذي تفوّق كثيراً على ملاديتش، فقد استجلب جيوش الاحتلال الأجنبية لمساندته ضد الثائرين عليه، وقصف شعبه بالأسلحة الكيميائية والقنابل المحرمة والصواريخ والبراميل، ودمّر مدناً وشرّد الملايين… ورغم كل ذلك، لم تستطع العدالة الدولية أن تطاله بعد.
لا تلخّص سيرة ملاديتش حكاية البلقان وحدها بل حكاية العالم، فهذه المنطقة العجيبة كانت في قلب الأحداث العالمية كما كانت مختبراً كبيراً لإمكانيات الإنسانية في التعايش الإثني والديني، كما لإمكانيات الحروب التي تمحو الخرائط وتهجّر الملايين وتفتح أبواب المآسي التي تبتلع شعوباً وتغيّر مصيرها للأبد، فهذه المنطقة التي كانت تحت السيطرة العثمانية التي تركت آثارها العمرانية والحضارية واللغوية، ما لبثت أن وقعت تحت سيطرة الإمبراطورية النمساوية المجرية عام 1878 وشهدت مقتل وليّ عهد الإمبراطورية فرانتز فرديناند وزوجته في عاصمة البوسنة والهرسك، سراييفو، على يد ناشط صربي، عام 1914 وهو الحدث الذي فتح أبواب الحرب العالمية الأولى (التي قادت بدورها للحرب العالمية الثانية).
لملاديتش وجنونه الإجرامي دور في إنهاء الحرب البوسنية فقد أدّت مذبحة سريبرينتسا عام 1995 إلى بدء الحملة الجوية لحلف الأطلسي ضد جيش جمهورية صرب البوسنة في آب/أغسطس 1995، ورافقها هجوم بري لتحالف الكروات والبوسنيين وبعدها تم هجوم بري عقبته اتفاقية دولية لوقف الحرب وذلك بعد أن قتلت أكثر من 110 آلاف شخص وتهجير حوالي مليوني شخص عن مناطقهم.
وهو ما يدفعنا للتساؤل: لماذا لم تتوقف المذبحة السورية المستمرة حتى الآن، وكيف استطاع العالم هضم جرائم الأسد؟

المؤبد لجزار البلقان: العقبى لطغاتنا؟

رأي القدس

مناخوليا

Posted: 23 Nov 2017 02:33 PM PST

ثارت الزوابع منذ أيام قلائل في إثر زيارة المفكر أحمد سعد زايد للكويت لإلقاء محاضرة، حيث انتهت الزوابع بترحيل المفكر من البلد بعد الضجة التي افتعلها نائب مجلس أمة إسلامي مستنكرًا إلقاء «ملحد»، حسب رأيه وتعبيره، ندوة في البلد.
إلى هنا والوضع، بكل أسف، طبيعي، لا تختلف في أحداثه الكويت عن بقية جاراتها العربيات من الخليج إلى المحيط. المثير هو ردة الفعل اللاحقة على وسائل التواصل، تحديدا على تويتر، التي انقسمت بين مستنكر لقمع الحرّيات ومؤيد لطرد المفكر. راعَني العدد الضخم لمؤيدي الطرد، برغم توقعي له، الذي تَشَكل من مغردين من دول عربية عدّة، وشتت السلام في نفسي اللغة المستخدمة للتعبير عن الموقف المؤيد لهذا الطرد. كتب المغردون بكراهية وحقد، شتائم، تلميحات بذيئة وتعابير ساقطة، صبوا جام غضبهم، لربما بؤس حيواتهم وقمع نفوسهم، على رأس المفكر المسكين. حاولت، بين مَن حاولوا، الرد بالمنطق المعتاد أن ليست تلك أخلاق المتديّن، أحسن لِدينك بإحسان لغتك، لا داعي لهذا الغضب، أسلوبك نصف رسالتك، لكن لا فائدة، كأنه قطار حقد وكراهية انطلق بسرعة جنونية غير عابئ بالخروج عن السكة الحديد ودعس من يقف في طريقه.
ليس مقال اليوم معنيٌ بهذا الغضب ودلالات لغته الآثمة المستخدمة، إنما المقال يتساءل عن سبب كراهية اللاديني والعنف اللفظي تجاهه، هذا الإنسان الذي لا يعتقد بوجود إله، كيف يشكل اعتقاده أو عدمه أية إهانة للمتدينين، خصوصًا للمسلمين؟ لِمَ كل هذه الكراهية المنصبة على إنسان لم يقتنع بوجود رب؟ إذا ما لم يصل به عقله لهذه القناعة، ما الذي كان يرضي المتدينين، أن يمثلها؟ ولِمَ يجب أن يمثلها؟ وأي مصاب يصيب المتديّن إذا ما أعلن أحدهم عدم إيمانه؟ هل سيختفي الدين؟ هل سيكفر الناس كلهم؟ هل سيتضرر الرب بسبب عدم إيمان أحد به؟ واقع الحال يقول إن البشر كلهم ملحدون بإله أو بآخر، المسلمون ملحدون بالروح القدس، والمسيحيون ملحدون بكريشنا، واليهود ملحدون بأهورا مازدا. كل إنسان على سطح الأرض يتعبد ضمن دين معين هو ملحد بكل آلهة الأديان الأخرى، اللاديني يأخذ خطوة أبعد، كما يقول تشارلز دوكينز، هو فقط ملحد بإله إضافي.
إذا ما المزعج بالضبط في إنسان لا يعبد إله؟ إذا كان هذا إنسان يصحـــو نهاره، يذهب لعمله، يعيش حياته باستقامة، يدفع فواتيره ويقف مقابل الإشارة الحمراء، لِمَ يُحارب ويُلاحق وكأن الدنيا تقف عند قناعاته وإيمانه؟ صدًق أو لم يُصدِّق، آمن أو لم يؤمن، تبعات قراراته عليه، فمن أين هذه المشاعر اللزجة الثقــــيلة كلها؟ لم أفهـــم في يوم الغضب تُجاه إنسان لم يقتنــع بفكرة، أيّة فكرة، فالقناعة بطبيعتها ليست اختيارا، هي فرض عقلي يتم أحيانا رغما عن صاحبه، وهي اعتقاد يحــق لصاحبه التعبير عنه، النقاش حوله بل والتسويق له. المؤمن الذي يعتقد بالمعجزات، المسلم الذي يعتقد أن النبي أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، المسيحي الذي يعتقد أن المسيح صحى من موته، الهندوسي الذي يعتقد بتناسخ كريشنا، كلهم لم يختاروا قناعاتهم، دلتهم عليها عقولهم وقلوبهم، المفاهيم التي تربوا عليها، أو ربما الكتب والدراسات التي قرؤوها، كلهم من حقهم أن يعبروا عن هذه القناعات، كلهم من حقهم أن يمتدحوها ويروجوا لها، فلِمَ لا يمتلك اللاديني الحقوق ذاتها؟ لِمَ يقسر على تغيير مسار عقله؟ لِمَ تخلقون منه إنسانا منافقا؟ ما بال هذه الأمة الغريبة؟

مناخوليا

د. ابتهال الخطيب

محللو آخر زمان… والممثلون المقلدون… و«قولوا لقطر» تستحضر «جاري يا جاري»!

Posted: 23 Nov 2017 02:33 PM PST

الابتلاء أشكال وأنواع. منه ما يُحتمل، ومنه ما لا طاقة للمرء به. ولكن شرّ البلاء هو ما ابتُلي به المغاربة، هذه الأيام، بوجود مَن يُطلق عليهم «المحللون السياسيون» الذين يشغلون شاشات التلفزيون الرسمي، حيث يُنادَى عليهم لملء الفراغ بكلام في السياسة وفي غير السياسة. والواقع أن مهمتهم الأساسية الموكولة إليهم هي تلميع الصورة الرسمية.
على أنه ليس من اختصاص «محللي آخر زمان» تمجيد الحكومة، فقد رأينا كيف ينهالون عليها بوابل من الذم والتنقيص (خصوصا في عهد رئيسها السابق)، ولكن دورهم ينحصر في محاولة التأثير على الرأي العام الداخلي بكلام مُوحَى إليهم من لدن مَن فرضوهم فرضا على إدارات القنوات الرسمية.
وهم يجهلون أو يتجاهلون أن الناس ما عادت تصدّق كلام التلفزيونات الرسمية الخاضعة لسلطة أعلى تتجاوز سلطة الحكومة. (وقد رأينا كيف أن عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة السابق، يشكو من «حيف» بعض القائمين على التلفزيون الرسمي و»تجنيهم» عليه). فلشبكات التواصل الاجتماعي وللمواقع الإلكترونية، اليوم، تأثير أقوى في المواطنين، وقدرة على انتشار الخبر والمعلومة والصورة الفوتوغرافية والفيديو بشكل أسرع، دون التحري المطلوب في مدى صدق المحتوى أو كذبه.
يُضاف إلى ذلك أنه بخلاف الإعلام الإلكتروني الذي يعتمد التبسيط والسهولة ولغة قريبة من المواطن العادي، فإن أولئك المحللين يستعملون تعبيرات وألفاظا يحاولون بها «التعالُم» و»الاستعراض»، مُعتقدين أنهم يحسنون صنعا، ولكن ذلك يزيد من نفور الناس منهم ومن صورهم التي باتت تسكن الشاشات.
ومن عجائب «محللي آخر زمان» أن لهم قدرة رهيبة على الكلام في أي شيء يُعرض عليهم أو يُستدعَون للخوض فيه، من التحالفات الحزبية والسيناريوات السياسية المحلية والإقليمية والعربية والدولية، إلى القضايا الأمنية والإستراتيجية والاقتصادية، وصولا إلى قضايا الأبحاث الفضائية والأقمار الصناعية… فهذا يدلي بدلوه (الفارغ أصلا) في موضوع كوريا الشمالية وصراع القوى العظمى والتهديد النووي؛ وذاك يحشر أنفه في الشأن الجزائري ليتحدث عن «الصراعات» الموجودة هناك بين التيارات المختلفة، من باب الغمز واللمز؛ وثالث يتجرأ أكثر ليستعرض معلومات جمعها من هنا وهناك من أجل الحديث عن المراحل التي قطعها القمر الصناعي المغربي، قبل أن يكون جاهزا، وخصوصية القاعدة التي انطلق منها قبل بضعة أسابيع، وسرعة الصاروخ الحامل للقمر المذكور؛ مردّدا بزهو: «لقد صارت لنا عين في الفضاء»! علما بأن تكلفة تلك «العين» بلغت زهاء نصف مليار يورو، وذلك في إطار صفقة بين المغرب وفرنسا.
وبقي أولئك المحللون عالقين في الفضاء، منتشين بالقمر الصناعي المغربي الذي سيقوم بمهام المراقبة والاستطلاع، ولم ينزلوا إلى الأرض، ولم يروا بأمّ أعينهم، ولا أخبرتهم حتى «عينهم» المزروعة في الفضاء بوجود تجمهر غفير للنساء في منطقة قريبة من الصويرة، يتزاحمون ـ منذ أيام قلائل ـ من أجل الظفر بكيس دقيق ومساعدات غذائية لا تتعدى قيمتها حوالي 15 يورو للمرأة الواحدة.
وظل «محللو آخر زمان» وكأن على رؤوسهم الطير وكأنهم أصيبوا بالخرس، إذ اختفوا من على الشاشات، وتأكد بالملموس أن وفاة 15 امرأة في حادث تدافع من أجل الظفر بقوت عيش ظرفي ومؤقت، دليل على إفلاس الخطاب الذي يسعون لتروجيه عبر التلفزيون، خطاب تنميق صورة المغرب في الداخل والخارج، وتمجيد السياسة المتبعة التي ثبت فشلها بالملموس، لكونها تكرّس الثراء الفاحش لفائدة قلّة ممن يستحوذون على ثروات البلاد، وفي المقابل تُعمِّق الفقر المدقع لدى فئات عريضة من المواطنين، ممّن يجود عليهم البعض بصدقات لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تقي من قسوة برد جاثم!

نمطية واجترار

مشكلة بعض الكوميديين المغاربة أنهم يحصرون أنفسهم في قوالب جاهزة وشخصيات نمطية، لا يخرجون منها أبدا، معتقدين أنها تستهوي الجمهور في المسلسلات والأفلام التلفزيونية والسينمائية وفي الفقرات الساخرة.
وهم ينسون أو يتناسون أن الجمهور إذا قبلك في دور معين، فلا معنى لبقائك مسجونا فيه، بل لا بد من التنويع في أداء الشخصيات المختلفة، لإبراز مهاراتك التمثيلية. ومن ثم، فلا معنى لأن نجد ممثلين مغاربة ما زالوا يجترون شخصية البدوي أو شخصية البليد، ويعتبرونها علامة مميزة لأسلوبهم في التشخيص. كان ذلك مقبولا في السبعينيات والثمانينيات ـ مثلا ـ خلال العقود الأولى من احتكاك الفنانين المغاربة بالدراما الإذاعية والتلفزيونية، وكان مقبولا أيضا إلى حد ما حين كانت ثمة قناة تلفزيونية واحدة، يضحك فيها المغاربة لعفوية الكوميدي عبد الرؤوف وبساطته في الأداء ولمستملحاته الطريفة.
ولكن الأمر لم يعد مقبولا، نظرا لتعدد الفضاء التلفزيوني وكثرة القنوات الملتقطة وانفتاح المشاهد المغربي على مختلف الأعمال الفنية العربية والعالمية، مما يتيح إمكان المقارنة والاختيار. كما أن وجود معهد عال للفن المسرحي والتنشيط الثقافي يوفر تخرّج ممثلين ذوي تكوين أكاديمي عال.
وفي المقابل، انتشرت صناعة الفيديوهات بأبسط الوسائل وذيوعها عبر وسائط الاتصال المعاصرة، حيث غدونا أمام «نجوم» لهم طريقتهم الخاصة في جلب نقرات الإعجاب من لدن مستعملي الإنترنت.
أمام هذا الواقع الجديد الذي يطرح منافسة شرسة في الميدان الفني، لا معنى لأنْ يجتر بعض الفنانين شخصيات البدوي والبليد، ويكرروها كلما شاركوا في عمل فني جديد أو استضافهم برنامج تلفزيوني حواري معين، فالمسألة قد تقود إلى الممل، والممل عدو الإبداع وعدو المشاهدة التلفزيونية، وهو ما قد يؤدي إلى خفوت نجومية الفنان وربما اندثارها إلى الأبد.

«قولوا لقطر… سنبقى جيران!»

السياسة تقوم على حسابات اللحظة ومتغيرات الظروف، والإبداع الحق يفترض أن يجسد القيم الإنسانية التي لا تتأثر بالعوامل السياسية الظرفية. تلك حقيقة غابت عن الفنانين المشاركين في أغنية «قولوا لقطر» وقبلها أغنية «علّم قطر»، اللتين بثتهما مرارا وتكرارا قنوات التحالف المناهض لهذا الجار الخليجي. لقد أنجزوا أغنية تحت الطلب، تساير الشأن السياسي اللحظي، الذي لا شك في أنه سيتغير مع توالي الأيام والشهور.
أغنية «قولوا لقطر» غارقة في «الشوفينية» ومجسدة للنظرة العدائية للآخر. ومن يكون هذا الأخير غير الجار الذي تتقاسم معه شعوب المنطقة روابط الدم واللغة والدين والثقافة وغيرها؟
واقعة أساءت فيها حسابات السياسة إلى الفن، مثلما أساء الفنانون المشاركون فيها إلى أنفسهم، قبل أن يسيئوا إلى جيرانهم؛ ما جعل، الإعلامي معتز مطر في قناة «الشرق» المصرية المعارضة، يعلّق بحرقة قائلا، إنها أول أغنية تصدر من دولة ضد دولة أخرى. ويتساءل: لماذا لم ينجز أولئك الفنانون من قبل أغنية ضد الكيان الصهيوني مثلا؟
أما قناة «الجزيرة» فخصصت أحد تقاريرها للتعليق على الواقعة، حيث ربطت بين تغريدة كتبتها المطربة الإماراتية أحلام قالت فيها «ألا ليت الفن يعود راقيا كما عهدناه» (قبل حذفها)، وبين قرار قناة «أم بي سي» استبعاد تلك الفنانة من برنامج «ذي فويس» ومن كل برامجها». وجاء الرد القطري من خلال أغنية حملت «جيران ومنبقى على طول جيران». ومن هنا، يحق التساؤل: بأي وجه سيقابِل الفنانون المشاركون في أغنية «قولوا لقطر» زملاءهم القطريين ومعجبيهم حين ستزول هذه السحابة، وتصفو الأجواء والخواطر؟
ويتذكر المغاربة أغنية اشتهرت منذ منتصف الثمانينيات، كتب كلماتها الراحل أحمد الطيب العلج، ولحنها الراحل عبد القادر الراشدي، وغنتها المطربة المتألقة نعيمة سميح. حملت الأغنية عنوان «جاري يا جاري». كان الناس يرددون في ما بينهم أن المقصود بالأغنية إيحاءً لا تعيينا، هم حكام الجزائر، لكن لا توجد بين كلماتها أية مفردة تحيل على الجزائر بالاسم مباشرة، وإنما كانت دعوة للأخوة والمحبة بين الجيران. تقول كلماتها: «جاري يا جاري، يا اللي دارك حدا داري، خللينا نمشيو في الطريق، رفاقة وصحاب، العشرة والدين والنسب، نوليو دراري، شفايا للعدا، وكلنا نساب وحباب…» ، وصار العنوان بعد ذلك لصيقا ببرنامج في قناة «ميدي1» نظرا لعمقه الإنساني ونبله الإبداعي.
كاتب من المغرب
tahartouil@gmail.com

محللو آخر زمان… والممثلون المقلدون… و«قولوا لقطر» تستحضر «جاري يا جاري»!

الطاهر الطويل

ملاديتش والأسد: مصادفات التاريخ العشوائية

Posted: 23 Nov 2017 02:32 PM PST

مصادفات التاريخ عشوائية غالباً، رغم أنّ الفرصة متاحة على الدوام لإقامة الروابط بينها، على أساس من مفارقات التاريخ ذاته، ودروسه الماضية. وهكذا، في ظهيرة اليوم الذي شهد الحكم بالسجن المؤبد على مجرم الحرب الصربي راتكو ملاديتش، في لاهاي حيث تنعقد جلسات المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة؛ كان الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، يشاركون في إصدار حكم لا يغسل يدَي بشار الأسد من جرائم الحرب والإبادة الجماعية واستخدام الأسلحة المحرّمة دولياً، بما فيها الكيميائية، فحسب؛ بل كانوا يحثون السوريين على إعادة توليف الأسد، وغسله وتنظيفه وتنصيبه، لخمس سنوات أخرى، على الأقلّ!
ملاديتش لقي بعض جزائه، وليس كامل ما يستحق حسب سجلات التاريخ التي باتت حقائق ثابتة، بسبب مسؤوليته عن مقتل 8.000 بوسني مسلم خلال مجزرة سربرنيتشا، في تموز (يوليو) 1995، وحصار سراييفو حيث قتل أكثر من 11 ألف مدني على مدى 43 شهراً. الأسد مسؤول عن مقتل 350 ألف مواطن سوري، وتشريد الملايين، وتخريب سوريا طولاً وعرضاً؛ ولكن قمّة سوشي تعيد تثبيته في الموقع ذاته الذي يمكنه من حصد أرواح آلاف جدد، وتدمير المزيد من المدن والبلدات والقرى، وتسليم ما تبقى من البلد رهينة أمام جحافل الميليشيات الغريبة والاحتلالات الأجنبية. وليس عجيباً، بالطبع، أن يكون رعاة توليف مجرم الحرب هذا، هم أنفسهم دعاة «السلم» و«الاستقرار» و«المصالحة الوطنية» و«إعادة الإعمار» في سوريا!
يبقى أنّ الحكم على ملاديتش يرسل إلى أمثاله من الناجين، وخاصة أولئك الخاضعين منهم لعمليات التجميل والتأهيل وغسل الأيدي المضرجة بالدماء، رسالة صريحة تفيد بأنّ حساب التاريخ آت لا محالة، طال الزمان عليه أم قصر. هذا ما قاله الكثيرون اليوم، تعليقاً على قرار قضاة لاهاي، ممّن ذكروا الأسد بالاسم أولاً؛ ثم ذهب بعضهم أبعد، حين ذكّر بأن طلقاء على غرار رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، يستحقون الوقوف في قصف الاتهام، كتفاً إلى كتف مع ملاديتش.
والحكم، من جانب آخر، يرسل رسالة أخرى ذات طراز مختلف، حول مدى قدرة محاكم مثل هذه على بلوغ الحدود الكافية، وليس تلك الدنيا فقط، من واجب إنصاف الضحية. ففي قرار سابق، اعتبرت محكمة العدل الدولية أنّ ذبح آلاف المسلمين البوسنيين في بلدة سربرنيتشا كان إبادة جماعية منظمة، من جانب أوّل؛ وأنّ حكومة صربيا تتحمل مسؤولية الفشل في منع وقوع المجزرة، من جانب ثان. وذاك قرار استحق الترحيب لاعتبارات إنسانية وقانونية وسياسية عديدة، لكنه ظلّ إشكالياً وناقصاً وقاصراً في آن معاً؛ لأنه ببساطة حصر صفة الإبادة الجماعية في مجزرة سربرنيتشا وحدها، وتجاهل أنّ هذه لم تكن سوى مجزرة واحدة ضمن «مشروع صربي متكامل لتدمير المجتمع الصربي المسلم، اعتُمدت في تنفيذه أعمال القتل والاغتصاب والتهجير الوحشي»، كما كتب الأكاديمي البريطاني مارتن شو، صاحب كتاب «ما هي الإبادة الجماعية؟».
كذلك كان مدهشاً أن تقرّ المحكمة الدولية بمسؤولية الحكومة الصربية، وتلك كانت مسؤولية جسيمة لأنها تخصّ جرائم حرب وجرائم بحقّ الإنسانية، بدليل نصّ القرار ذاته (الذي يقول بالحرف إنّ السلطات الصربية وقفت متفرجة حين كان يجري ذبح 8.000 رجل من مسلمي البوسنة)؛ وأن تمتنع، في الآن ذاته، عن إدانة الحكومة الصربية بجريمة الإبادة الجماعية، رغم أنّ هذا بالضبط هو جوهر الدعوى المرفوعة إلى قضاة لاهاي. ما أدهش أكثر أنّ قرار المحكمة الدولية أقرّ، صراحة وبوضوح أقصى، أنّ صربيا انتهكت بنود «ميثاق منع وعقاب جرائم الإبادة»، الذي صدر سنة 1948 للبتّ في قضايا الهولوكوست وإبادة اليهود، ووقّعت عليه يوغوسلافيا في حينه؛ ليس بصدد منع وقوع مذبحة سربرنيتشا، فحسب، بل الفشل في القبض على ملاديتش، المدان غيابياً بتهمة تنفيذ المذبحة، وتسليمه إلى القضاء. وما أدهش، ثالثاً، أنّ المحكمة تجاهلت الدور الأممي إزاء ما جرى، أي مسؤولية قوّات السلام التابعة للأمم المتحدة، وتحديداً القوّات الهولندية دون سواها، في عدم بذل أيّ جهد لوقف المذبحة على الأقلّ، وليس الحيلولة دون وقوعها.
وكالة الصحافة الفرنسية لم تغفل الإشارة إلى صُور فوتوغرافية وأشرطة سينمائية تبرهن على وقوف الهولنديين مكتوفي الأيدي أمام فصول المجزرة، إذا لم يتحدّث المرء (كما يفعل كثيرون من مسلمي البوسنة في الواقع) عن «أعمال تواطؤ على التصفية العرقية» شاركت فيها الوحدات الهولندية. وفي كلّ حال، لا يسع المرء ذاته ـ في قضية بالغة الخطورة، والحساسية، مثل هذه ـ إلا أن يتعامل بجدّية، وبالكثير من المرارة واليقين، مع نتائج تحقيق أجرته الشرطة العسكرية الهولندية في العام 1999، ونشرته تحت ضغط الرأي العام وأحزاب المعارضة؛ يقول بوضوح إنّ «القبعات الزرق كانت لديهم أحكام سلبية ضدّ المسلمين، بينما حملوا آراء إيجابية جداً حول صرب البوسنة».
وسوى ذلك كيف نفسّر تلك الصورة الشهيرة التي تظهر ضابطاً هولندياً، هو العقيد توم كاريمانس، يمازح الجنرال ملاديتش ويتبادل معه الأنخاب والضحكات المجلجلة، في تلك الفترة السوداء الدامية تحديداً؟ وكيف يمكن إغفال أقوال ضابط هولندي ثانٍ، رون روتن، أقرّ بأقصى الوضوح الممكن أنّ عناصر الوحدة الهولندية العاملة تحت راية الأمم المتحدة ساعدوا جنود صرب البوسنة على «جمع المسلمين في مجموعات من 60 إلى 70 شخصاً، وتكديسهم في آليات تحت أنظار الصرب الساخرين»؟ وكيف لا تُضاف إلى بند التواطؤ تلك التقارير التي تحدثت عن وجود أفلام أخرى، بمثابة أدلة دامغة على صمت الهولنديين أو تقصيره أو تواطئهم؛ وأنها «تعرّضت للتلف أثناء التظهير»، ليس في أي مكان آخر سوى معامل وزارة الدفاع الهولندية ذاتها؟
وفي صيف 2001، حين جرى تسليم الزعيم الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش إلى محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، كانت الفضيلة الكبرى لذلك الإجراء تتمثل في أنّ هيئة دولية واحدة على الأقل ارتأت التمييز بين الحاكم والمحكوم في تصنيف سلّم المسؤولية، وفصلت المقال الحقوقي بين الصرب كشعب وأمّة، وبين ميلوسيفيتش كحاكم وفرد. وكانت تلك خطوة إلى الأمام، دون ريب، بيد أنها ظلت جزءاً من مسيرة تحكمها القاعدة العتيقة: خطوة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء. وليس أدلّ على ذلك من حقيقة أن ساسة الحلف الأطلسي واصلوا التفاوض مع ميلوسيفيتش، الحاكم والفرد، طيلة سنوات بعد قرار إحالته إلى المحكمة. وليست دبلوماسية صائبة، إذا لم تكن دبلوماسية خرقاء سيئة النيّة، تلك التي تتفاوض مع خصم بعد تجريمه، كما عبّر آنذاك وزير الداخلية الفرنسي الأسبق جان بيير شوفنمان.
على الوتيرة ذاتها، ولكي تتقاطع مصادفات التاريخ العشوائية، كان الرئيس الروسي يطري جنرالات جيشه من آمري آلاف طلعات القصف التي ألحقت الخراب في طول سوريا وعرضها؛ وفي الآن ذاته يبلغ نظيريه، التركي والإيراني، أنّ الأسد ملتزم «بمبادئ الحل السلمي للأزمة السياسية، والاستعداد لتنفيذ الإصلاح الدستوري، وإجراء انتخابات حرّة برعاية الأمم المتحدة». كان القضاة في لاهاي يصدرون الحكم على مجرم حرب، ظنّ أنه نجا من ملاحقة أشباح الماضي وعذابات ضحاياه؛ وكان الساسة في سوتشي يستبقون أي حكم عن طريق استصدار صكّ براءة بحقّ مجرم حرب، ظناً منهم أنّ إعادة إنتاجه هنا، سوف تنجيه من حساب الضحية هناك.
ظناً، أيضاً، أنّ مصادفات التاريخ ليست مثقلات حبالى، يلدن كلّ عجيب!

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

ملاديتش والأسد: مصادفات التاريخ العشوائية

صبحي حديدي

الاندفاع السعودي نحو «التطبيع» يثير الفوضى والقضية الفلسطينية في حالة «يتم عربي» ومشروع «أردني» لتحفيز ترامب وتعويض «الفَقْد»

Posted: 23 Nov 2017 02:32 PM PST

عمان – «القدس العربي»: يحاول الأردن تلمّس ما هو جوهري وجدّي، وأيضاً ما هو مضلّل وعبثي في عمق المؤسسات الأمريكية. على الأرجح يُشكّل هذا التلمّس المباشر الهدف التكتيكي الأعمق للزيارة التي يقوم بها اعتباراً من الأمس العاهل الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن في محاولة تؤكد مصادر «القدس العربي» المطلعة أنها ستشتبك مع التفاصيل على أمل «اتضاح الرؤية» خصوصًا في البعد المتعلق حصريًا بالملف الفلسطيني.
بالنسبة للأردنيين، وفي المسار الفلسطيني، ثمة ثلاث مساحات أمريكية لا تزال غامضة، ولا بد من الضرب مجددًا على أوتارها لتبيان الواقع ومعرفة الخطوة التالية، خصوصًا أن انتظار زيارة الرئيس دونالد ترامب للمنطقة طال جدًا وخلَط الأوراق بعدما دخلت المسارات جميعها في المساحة التي كانت دومًا مخصصة للقضية الفلسطينية.
الوقفة الأردنية بهذا المعنى على بوابة واشنطن لأغراض الاستيضاح والحث، خصوصًا في ظل الخطوات الأحادية التي يحاول الاستئثار فيها رئيس حكومة إسرائيل اليمينية بنيامين نتنياهو وتبدو في عمق الحوار الاستراتيجي وإن كانت استشعارية وتكتيكية.
قبل تلك الوقفة صدرت إشارات مباشرة إلى أن عمّان تنتظر مصير ما سمّي بخطة ترامب- كوشنر لإطلاق عملية السلام في القضية الفلسطينية، وثمة مخاوف عبّر عنها حتى المُفكر السياسي البارز عدنان أبو عودة من أن يكون الحديث عن «حلول إقليمية دُولية» لها علاقة بالبعد السكاني والإنساني فقط، لا السياسي أو الجغرافي.
بكل الأحوال موقف عمّان إزاء المشكلات التي ينتجها جدل عملية السلام تحديداً، قبل الجولة الملكية الجديدة في واشنطن، كالتالي: لم نتعرف بعد على ما يسميه صهر ترامب كوشنر مؤتمراً دولياً للحل الإقليمي، ولم يطرح أي موضوع بصفة رسمية وأكيدة، وإدارة البيت الأبيض تفسح المجال أمام تحرشات وألاعيب نتنياهو. والظروف في المنطقة والإقليم تتسارع على حساب القضية الفلسطينية.
الأردن عملياً وحده تماماً اليوم في مضمار البحث في القضية الفلسطينية وطرحها أصلاً في المحافل الدولية… هذا ما يقوله الرئيس محمود عباس لزواره في عمّان ورام الله هذه الأيام، حيث أن مصر مشغولة بمشكلاتها المعقدة والعراق وسوريا خارج المحور برمته، ومنظومة الخليج العربي مشغولة بحزب الله والتواصل مع إسرائيل ضدَّه وضدَّ إيران أكثر بكثير من الانشغال بأي ملف آخر وفقاً لسياسي رفيع المستوى.
القصر الملكي الأردني لا يريد الإقرار بالواقع السلبي الحالي الذي تواجهه القضية الفلسطينية، ولا ترك المجال للفراغ الذي يستثمر في تعبئته وبنشاط خلافاً للمجموعة العربية نتنياهو ورفاقه من اليمين المتطرف والفرصة بالتقدير الأردني اليوم متاحة لبذل محاولات جديدة لهز الغربال وتذكير الجميع وعلى أساس أن ما يحصل في أرض فلسطين المحتلة هو أساساً له صلة مباشرة بالمصالح الأردنية العليا.
يؤشر الناطق الرسمي الأردني وزير الاتصال الدكتور محمد مومني وأمام «القدس العربي» إلى أن الأطراف المعنيين بالقضية الفلسطينية جميعهم يقرّون ويعرفون أن مراحل حاسمة ومفصلية من المعالجة والحلول من الصعب عبورها من دون العودة للأردن.
ولمح المومني لذلك، وهو يحاول التعليق على استفسار «القدس العربي» حول سبب ضعف اهتمام الحكومة الأردنية بما يجري في قطاع غزة من برنامج تصعيدي في مستوى المصالحة الفلسطينية وتوابعها تحت المظلة المصرية.
المظلة المصرية مهمة والدور المصري أساسي ومفيد… هذا ما قيل في اجتماع سيادي أردني ناقش فكرة «اليتم العربي» الذ ي تتعرض له القضية الفلسطينية، وعملية السلام مرحليًا بصورة جعلت بعض أسس القضية المفصلية عرضة لمقايضات محتملة، من دول وأطراف عربية بصورة قد تلحق ضرراً ليس فقط بالشعب الفلسطيني وحقوقه بل بتوازن قوة النظام الرسمي برمته في مواجهة إسرائيل ولاحقاً حتى في مواجهة إيران.
الأردن برغم مشكلاته الاقتصادية المعقدة وإمكاناته البسيطة منشغل في مواجهة هذه الحالة والحد من أضرار ما يسميه سياسيون اليوم باليتم الذي تتعرض له القضية الفلسطينية، ضمن استراتيجية ثلاثية الأبعاد تحاول بذكاء وبطء مقاومة موجة «التطبيع العربي» وتحديداً الخليجي والسعودي المجانية، التي يحصل عليها الليكود الإسرائيلي هذه الأيام، بتسارع غير منطقي، الأمر الذي قصده على الأرجح وزير البلاط الأردني الأسبق خبير الإسرائيليات والأمريكيات الدكتور مروان المعشر عندما كتب يقول».. إسرائيل تختنق بحالها.. أرجو ان لا نرمي لها حبل النجاة».
«القدس العربي» كانت قد استمعت مرات عدة لتقويمات المعشر بخصوص «الوجه القبيح الجديد لإسرائيل» والإقرار العلني بإخفاق الجيل الحالي من السياسيين العرب في إنهاء الاحتلال بالسلام.
الأهم أن الاستراتيجية الثلاثية الأردنية حاليًا لمواجهة مخاطر هجمة التطبيع الخليجية والسعودية المجانية برغم تنظير الأردنيين في الماضي للتطبيع نفسه، تستند إلى ثلاثة مستويات من التكتيك يحافظ الأول على «بقاء مصر» مهتمة جدًا بالقضية الفلسطينية، وهو ما دفع عمان للاهتمام أصلاً بتسويق الرئيس عبد الفتاح السيسي بقوة لدى الإدارة الأمريكية الجديدة التي لم تكن تعرفه.
والتكتيك الثاني يحاول البحث عن ملامح هُوية توازن عبر توريط روسيا قدر الإمكان في عملية السلام على هامش انغماسها في مشاغلها بالمنقطة. أمّا الثالث فالتحفيز في الأماكن التي يمكن العمل فيها للاستثمار في إبقاء إدارة ترامب مهتمة ولو بين الحين والآخر بالقضية الفلسطينية.
الحلقة الثالثة من التكتيك الأردني يبدو أنها تطلبت الإطلالة الملكية الجديدة على واشنطن مع برنامج عمل مكثف جداً يتحدث عن تنشيط التواصل مع أفراد أساسيين في طاقم إدارة ترامب بالبيت الأبيض، والتحاور مع لجان أساسية في مجلسي الشيوخ والكونجرس، على أمل تعويض الفَقْد من جراء تسارع التطبيع غير الممنهج وغير المتفق عليه.

الاندفاع السعودي نحو «التطبيع» يثير الفوضى والقضية الفلسطينية في حالة «يتم عربي» ومشروع «أردني» لتحفيز ترامب وتعويض «الفَقْد»

بسام البدارين:

مجموعة لتنظيم «الدولة» ترفض اتفاق «الخروج الآمن» من «حويجة كاطع» في دير الزور بعد مفاوضات لتسليم جثث جنود روس

Posted: 23 Nov 2017 02:32 PM PST

إدلب – «القدس العربي»: بينما يعلن النظام عن استعادته لـ»حويجة كاطع» في دير الزور، تشير مصادر محلية الى ان احدى مجموعات تنظيم الدولة، ترفض حتى الآن الاتفاق الذي ابرم بوساطة عشائريين مع القوات الروسية، قبل ايام لانقاذ نحو 300 مدني محاصر في جزيرة حويجة كاطع الفراتية، ونقلهم لمناطق قوات «قسد» وليس النظام.
وبناء على هذا الاتفاق، تم على مدى الايام الماضية ادخال مواد غذائية واسعافات اولية للمحاصرين، واخراج عدد من العائلات، ونقل مجموعتين من عناصر تنظيم الدولة الى مناطق مراط وخشام، تمهيدا لنقلهم لمناطق قوات سوريا الديمقراطية «قسد».
ويقول الصحافي والناشط السوري محمد حسان، الذي ينتمي لمدينة دير الزور، ان احدى مجموعات تنظيم الدولة المتحصنة في حويجة كاطع منذ اسبوعين، وهي مجموعة عبد الله الثامر، ترفض هذا الاتفاق، وتُصر على القتال حتى الموت. ويضيف المصطفى في حديثه لـ»القدس العربي»: «هم متحصنون بخنادق تم تجهيزها لهذا الظرف، وهي التي اعاقت النظام السوري عن اقتحام حويجة كاطع منذ اسبوعين، رغم سقوط معظم نواحي دير الزور المحيطة بها».
وبحسب الانباء الواردة من مصادر مطلعة على اتفاق حويجة كاطع، فان مجموعة «عبدالله الثامر تركت لباقي مجموعات تنظيم الدولة، حرية التفاوض واتمام الاتفاق مع الجانب الروسي، الذي يريد استعادة جثث مقاتلين روس اسرهم تنظيم الدولة في معارك البادية الأخيرة».
ويبدو ان تقطع أوصال التنظيم، وفقدان الاتصال بالقيادات، انهى مركزية القرار التي عرف بها تنظيم الدولة، مما منح قيادات محلية كالثامر، حرية اتخاذ قرار، برفض اتفاق للخروج الآمن، بينما تنخرط مجموعات اخرى من التنظيم في تنفيذ الاتفاق مع الجانب السوري وقوات «قسد».
وبسبب احداث المواجهات الدموية بين تنظيم الدولة وبعض العشائر كالشعيطات، والتي وقعت خلال سيطرة التنظيم على دير الزور، فان بعض مقاتلي التنظيم قد يخشون اعمالاً انتقامية، خصوصاً ان عدداً من ابناء هذه العشائر منضوون مع قوات النظام السوري في دير الزور.
ويقول محمد حسان، ان احد الاسباب التي قد تكون منعت هذه المجموعة التابعة لتنظيم الدولة، من تنفيذ الاتفاق، هو خشيتها من الانتقام، ويضيف حسان «مجموعة عبد الله الثامر، سبق ان عرضت على روسيا من خلال وسطاء، تسليم جثث العناصر الروسية، مقابل اتفاق يفضي لخروج آمن لمئات المدنيين العالقين في حويجة كاطع، خصوصاً بعد تعرضهم لقصف شديد من النظام على مدى ايام الحصار، ولكن النظام السوري كان يحاول تعطيل الاتفاق، ومعه الميليشيات المحلية، وهدف هذه الميليشيات المحلية هو الانتقام، مما اثار خشية عبد الله الثامر ، والذي اصبح بمثابة قائد التنظيم بعد تشرذم مناطق التنظيم، وهو شاب ينتمي لمدينة دير الزور، وعمل اعلامياً ثم اغاثياً وعرف بشجاعته ببداية الثورة، قبل ان يلتحق بتنظيم الدولة» .
«حويجة كاطع» هي جزيرة صغيرة وسط نهر الفرات، تقع شرقي مدينة دير الزور، وقد لجأ اليها مئات المدنيين الفارين من المعارك، ويتقاسم السيطرة على محيطها قوات النظام، وقوات «قسد» المدعومة من التحالف الدولي، التي تنتشر في مناطق شمال الفرات.
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، قد طالبت بمنح المدنيين العالقين في حويجة كاطع «ممراً آمناً»، وقال نديم حوري احد مسؤولي المنظمة «ان على جميع أطراف النزاع التأكد من أن حماية المدنيين هو في صلب أولوياتهم خلال محاربة داعش، يجب أن يكون المرور الآمن لهؤلاء المدنيين العالقين أولوية رئيسية».
وقبل تنفيذ عملية الإجلاء للمدنيين، اطلق عدد من الناشطين السوريين، حملة اعلامية بعنوان «100 متر النداء الاخير» ، وهي المسافة التي تفصل قوات «قسد» عن الجزيرة المحاصرة.

مجموعة لتنظيم «الدولة» ترفض اتفاق «الخروج الآمن» من «حويجة كاطع» في دير الزور بعد مفاوضات لتسليم جثث جنود روس

وائل عصام:

المدخنون يصبّون «أنفاس» غضبهم في وجه الحكومة وإعلاميو الموالاة يواصلون تطبيلهم

Posted: 23 Nov 2017 02:32 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: تمر الصحف القومية المصرية بحالة من النشوة المفرطة بسبب النجاح الذي أحرزه صانع القرار في عدد من الملفات الإقليمية، ومنها إبرام الصلح بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية، وكذلك التوفيق الذي حالفه في الجمع بين القوى السياسية في جنوب السودان، والتعاطي مع مستجدات الأزمة اللبنانية.
وقد احتفت الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 23 نوفمبر/تشرين الثاني على نطاق واسع بخبر الكشف عن شبكة تجسس لحساب تركيا، وقد اهتمت كل صحيفة بالحديث عن انفرادها بتفاصيل القضية، التي كانت العنوان الرئيس لمعظم الصحف. بدورها حصلت «المصري اليوم» على تفاصيل كشف المخابرات العامة المصرية عما سمته أكبر قضية تجسس، والمتهم فيها عناصر من التنظيم الدولي للإخوان والمخابرات التركية، تحقق فيها نيابة أمن الدولة العليا، وأعلن المستشار نبيل صادق النائب العام، أمس الخميس حبس 29 متهماً 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات.
كما اهتمت الصحف كذلك بأزمة ارتفاع أسعار السجائر الذي أثار غضباً واسعاً بين المدخنين ضد الحكومة ورئيسها، الذي كشفت بعض الصحف انه سيسافر إلى ألمانيا لإجراء جراحة بسبب إصابته بالسرطان وإلى التفاصيل:

ما بين هتلر والسيسي

البداية مع نقد للرئيس يبديه حازم حسني في «مصر العربية»: «لا أرغب في إفساد فرحة الدراويش والبهاليل بإنجازات السيسي التي غمرت أبصارهم وأغرقت بصائرهم، لكن من الواجب علينا – رغم نفورهم من هذا الواجب الذي نقوم به – أن نذكرهم، فالذكرى قد تنفع المؤمنين، وهي قد تنفع أيضاً العقلاء، إن هم آمنوا بسلطان العقل. فهتلر هو الآخر كان صاحب إنجازات تتضاءل بالمقارنة مع إنجازات السيسي، لكنه – في الجانب المقابل من الميزان – ترك وراءه خراباً، ندعو الله أن يتضاءل بالمقارنة مع حجم ما سيتركه السيسي وراءه من خراب. علَّ الدراويش والبهاليل يدركون أن هتلر أقام في ألمانيا أكبر شبكة للطرق السريعة، بل كان أول من ابتدع فكرة الطرق السريعة في العالم، علهم يدركون أيضاً أنه حقق لألمانيا معدل نمو اقتصادي يمكن وصفه بالأسطوري، بعد أن كانت ألمانيا دولة معاناة تئن تحت وطأة أزمات ما بعد الحرب العالمية الأولى. علهم يذكرون ثالثاً أن هتلر كان أول من أنشأ سلاحاً للمدرعات ليحل محل سلاح الفرسان، وجعل الجيش الألماني لا عاشر جيش في العالم، بل أقوى جيوش أوروبا على الإطلاق حتى خشيه العالم كله. كل هذا – وغيره كثير – لا ينفي عن هتلر خطيئة نظامه السياسي، فقد أقام نظاماً بوليسياً وحشياً، وفرض على بلاده ديكتاتورية متطرفة، وجعل من نفسه «الفوهرر» الذي لا يراجع قراراته أحد، بل يطاع ولا يسمع شعبه كلمة أحد سواه، بعد أن ضلل هذا الشعب عبر وسائل الإعلام/البروباغندا، حتى انتهى به وبهم الأمر إلى خراب كامل ما زال الألمان أسرى ذكراه الأليمة حتى اليوم».

خراب لا يليق بنا

ويمضي حازم حسني في «مصر العربية» في نقده لسياسة الرئيس: «ما يسميه الدراويش والبهاليل بالإنجاز – وما هو بإنجاز يليق بدولة، وإنما بشركة قابضة – لا ينفي إذن أن ثمة خراباً يطل برأسه عند نهاية الطريق الذي قد يطول أو يقصر، لكننا سنصل حتماً إلى نهايته، حيث ينتظرنا الخراب. بالطبع، سيختلف شكل هذا الخراب الذي سيتركه السيسي عن شكل ذاك الخراب الذي تركه هتلر بنظامه البوليسي الغبي، لكنه سيبقى خراباً على أي حال. هتلر لم يترك وراءه ديوناً بعشرات المليارات من الدولارات، ومئات المليارات من الجنيهات – جميعها بضمان أصول الدولة المصرية – ولا هو كان في جيشه ضابطا «مقاتلا» يقدم نفسه للشعب الألماني باعتباره مسؤول خط إنتاج الجمبري، ولا هو ترك وراءه نظام تعليم منهار كنظام التعليم المصري الذي لا يرى السيسي له نفعاً في بلد يضيع! هذا بعض من أوجه الاختلاف بين الخرابين، لكن هتلر – رغم هذا – ترك وراءه بلداً يتحكم في مصيره الأجانب، وشعباً فقد الكثير من تراثه الأخلاقي والإنساني، بل حتى ثقته في الحاضر وفي المستقبل، وفي هذا قد يتشابه الخرابان! السؤال الذي يقلق أمثالي من المغردين خارج السرب هو ماذا عندما تأتى لحظة الحقيقة، حين ينكشف الغطاء عن حجم الخراب؟ هل تملك مصر قيادة سياسية بقامة كونراد أديناور، أو قيادة اقتصادية بقامة لودفيج إيرهارد، كي تتعافي من آثار الخرابين السياسي والاقتصادي، بأقل قدر ممكن من الخسائر كما تعافت ألمانيا؟ مثل هذا السؤال لن يجد بالطبع عقلاً واعياً يستوعبه بين حاملي الدفوف والمزامير، فصوت الاحتفالات والهتافات باسم «الفوهرر المصري» صارت أعلى من صوت العقل… لكننا قد بلّغنا قومنا علهم يفيقون».

مديح في غير موضعه

«لا يتوقف إعلاميو الموالاة والتطبيل للسلطة»، كما يؤكد أشرف البربري في «الشروق» الوصول بنا إلى أعلى مستويات العبث، فاحتفى هؤلاء بإعلان السياسي والدبلوماسي المخضرم عمرو موسى عدم اعتزامه خوض انتخابات الرئاسة المقبلة، وأثنوا على قرار «الانسحاب» باعتباره يعكس حكمة بالغة وشعورا وطنيا طاغيا، رغم أن العكس هو المفترض. فإذا كان رجل الدولة المرموق، والمرشح الذي حصل عام 2012 على أكثر من 2.6 مليون صوت في أول وآخر انتخابات رئاسية تنافسية تشهدها مصر حتى الآن، من حقه عدم خوض سباق الرئاسة، فإن المفترض ألا يكون هذا القرار محل احتفاء وثناء، إنما يكون سببا للوم والعتاب، لأن الرجل بقراره حرم الناخبين من وجود مرشح يمتلك مؤهلات الفوز، في مواجهة الرئيس الذي سيسعى إلى الفوز بفترة حكم ثانية، رغم التراجع الكبير في شعبيته، وفقا لاستطلاعات الرأي الدورية التي يجريها مركز «بصيرة» الذي لا يمكن حسابه على صفوف المعارضين للرئيس. بالطبع، الامتناع عن خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، ليس فقط بالنسبة للسيد عمرو موسى، وإنما بالنسبة لأي سياسي جاد، هو قرار منطقي ومقبول في ظل تأميم العمل السياسي وقطع الطريق على أي احتمال لوجود انتخابات تنافسية حقيقية. فأغلب أعضاء البرلمان بايعوا الرئيس السيسي قبل أن يعلن رسميا ترشحه، وأغلب المحافظين وقعوا على بيان المبايعة «علشان تبنيها» أو «معا من أجل مصر»، والإعلام المؤمم ليس له إلا الترويج للرئيس وإنجازاته، والأحزاب تتسابق من أجل اللحاق بقطار المبايعة ورغم ذلك، يظل من غير المنطقي وغير المقبول أن تنطلق أوركسترا الموالاة والتطبيل لتشيد بقرار الانسحاب لأن هذا يعزز صورة نظامنا السياسي في الخارج باعتباره نظاما خارج دائرة المنطق الإنساني».

اكتشفت الوهم

كشفت الكاتبة غادة شريف أسباب تحولها من التأييد المطلق لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الهجوم بشكل دائم عليه وقالت في تصريحات وفقاً لـ«المصريون»: «الناس بتقول هي ليه بقت بتعارض فجأة؟ لا أنا مبدأتش أعارض فجأة، أنا كنت بعارض لكن كان وقتها السيسي بقاله في الحكم سنة واحدة أو سنة ونص أو سنتين.. فبرضو أنت بتشوف حاجات غلط بس بيتهيألك أن هيحصل اللي أنت عايزه بعد كدة. وأضافت: كل مقالة كنت بكتبها كان بيكلمني بعدها حد، يا إما من جهة سيادية، يا إما من الرئاسة ويقولي لا هيبقى فيه حاجات تانية.. فطبيعي هصدق.. هكذبهم ليه يعني؟ أنا فاكرة إني انتقدت حال المعلم، وبعدين اتصل بيا حد وقالي أحنا في الرئاسة بنحضر مبادرة اسمها (المعلم أولًا).. فقولتله خلاص يا ريت تبعتلي الكلام دة، لأن أنا أحب أقرأ واشوف لو هتحل أزمة المعلمين يا ريت.. ولغاية النهاردة مبعتوليش حاجة، مع إني قعدت أفكرهم أفكرهم أفكرهم.. فلما كانوا بيردوا عليا كنت بصدق.. لكن دلوقت فات الـ4 سنين بتوع الفترة الرئاسية.. فتبين أن قناة السويس مفيهاش إيرادات، مع إني كنت فرحانة بيها جدًا والعاصمة الإدارية مبتعملش حاجة.. بمرور الوقت بيبان الوضع «حسب تعبيرها».

الفقراء ماتوا

دائماً ما تردد سحر جعارة في «الوطن»: «أن البعض يعمل ضد إرادة القيادة السياسية، أو أنهم يسيرون عكس رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يعلن دائماً انحيازه للفئات الأكثر احتياجاً.. وهي الفئات التي كانت تدخل مستشفيات الدولة بحثاً عن «العلاج» فتتلقفها أيادي الإهمال والعبث والتقصير المهني وفقر الإمكانيات.. ليرفع المواطن على أبواب مستشفيات الحكومة (الداخل مفقود والخارج مولود)!. فجاءت الفكرة العبقرية ـ في متن قانون التأمين الصحي الجديد لتضع شرطاً للتعاقد مع أي من مقدمي الرعاية الصحية وهو «معايير الجودة»، والمعروف أن أكثر من 60٪‏ من المستشفيات العامة تفتقد لهذه المعايير، وهنا يأتي دور القطاع الخاص الذي سينتهز فرصة التهام كعكة الأبنية المتهالكة المسماة مستشفيات حكومية فقد تم حذف النص على: (الحفاظ على ملكية الدولة للمستشفيات الحكومية) الذي كان موجوداً في نسخ سابقة لمشروع القانون.. ولم يخجل المسؤولون من الحديث عن إعطاء إدارة مستشفيات الدولة لشركة خاصة، أو إدخال مستثمرين للشراكة فيها لتطويرها وتشغيلها، بحجة أن الدولة غير قادرة على ضخ الأموال اللازمة لتطويرها وتشغيلها، ولا يصح أن تبقى معطلة! وبالتالي سوف تضيع المستشفيات التي بناها الشعب من أمواله عبر عشرات السنين، وتصبح اليد العليا للقطاع الخاص للتحكم في أسعار تقديم الخدمة. أما تشكيل مجلس إدارة «الهيئة العامة للتأمين الصحي» فسوف يضم 13 عضواً من بينهم ممثل لمقدمي الخدمة في القطاع الخاص والعديد من رجال الاقتصاد والاستثمار، بينما تم إلغاء تمثيل نقيب الأطباء أو رئيس اتحاد المهن الطبية فيها، وأيضاً لم يعد هناك ممثل عن المجتمع المدني! لا يوجد في مشروع القانون سطر واحد عن تحسين أوضاع الأطباء المادية والعلمية، وكذلك أوضاع باقي مقدمي الخدمة.. وحتى لجنة تسعير الخدمات الطبية، التي ستفاوض المستشفيات الخاصة لتحديد سعر الخدمة، تحتوي على 25٪ من ممثلي الخدمة في القطاع الخاص، أي أن اللجنة ستفاوض نفسها».

مدخنون وبؤساء

«واحدة من كبريات الخدع في مصر تقول، كما يرصدها عمرو جاد في «اليوم السابع» أن ارتفاع ثمن بعض السلع والخدمات بعد زيادة سعر السجائر، أمر طبيعي، ومن قواعد اقتصاد السوق، هذه خدعة لا تتكرر في أي بلد آخر، لأن المستهلك ليس مسؤولًا عن مزاج التاجر أو الصنايعي، وإن كانت بعض الحكومات في السابق تحترف استخدام « الكيف» بندًا في خطتها للسلام الاجتماعي وتخشى من إقلاق دماغ المواطنين، لئلا يركزوا في أخطائها وينقلبوا عليها، فهذا لم يعد مقبولًا في وضع اقتصادي حساس لا يحتمل المجاملات، ولا ذنب لغير المدخنين في أن يساهموا في مزاج الآخرين، فهذه الفاتورة ليست في رقبتهم، ويجب أن تدرس الحكومة التأثيرات الجانبية لكل قرار بزيادة الضرائب على السجائر والمعسل، لأن التجار وأصحاب المهن الحرة والسوق المصري بشكل عام، لديهم استعداد دائم لزيادة الأسعار، لكنهم ينتظرون المناسبة التي يتخذونها مبررًا يقدمونه للزبون».

لم نسرق السودان

أبدى وزير الخارجية سامح شكري لـ«الأهرام» اندهاشه من الطرح غير الدقيق الذي ذكره وزير الخارجية السوداني الدكتور إبراهيم غندور، حول حصص مياه النيل، في تصريحات أدلى بها الأخير لقناة «روسيا اليوم» أخيرا، أشار فيها إلى أن مصر استخدمت لسنوات طويلة جزءا من حصة السودان من مياه النيل، وفقا لاتفاقية عام 1959، وأنها منزعجة لأنها ستخسر تلك المياه عند اكتمال بناء سد النهضة، لكونه سيمكن السودان من حصته بالكامل. وأوضح شكري أن السودان يستخدم كامل حصته من مياه النيل والمقدرة بـ18.5 مليار متر مكعب سنويا منذ فترة طويلة، قائلا «إنه في سنوات سابقة كانت القدرة الاستيعابية للسودان لتلك الحصة غير مكتملة، ومن ثم كان يفيض منها جزء يذهب إلى مجرى النهر في مصر بغير إرادتها وبموافقة السودان وتلك الزيادة شكلت عبئا وخطرا على السد العالي، خاصة وقت الفيضان المرتفع، ما دفع مصر إلى تصريف الكميات الزائدة في مجرى النهر أو في مفيض توشكى خلف السد بدون جدوى».‬ وأضاف شكري أنه من المستغرب طرح الأمور على هذا النحو، والحديث عن دائن ومدين في العلاقات المائية بين البلدين، وهو الأمر غير الوارد اتصالا بالموارد الطبيعية.. لاسيما حاليا، في خضم إعاقة الدراسات الخاصة بتأثير سد النهضة على استخدامات الدولتين من مياه النيل، وامتناع السودان وإثيوبيا عن الموافقة على التقرير الاستهلالي المقدم من المكتب الاستشاري الفني المتخصص والمحايد.. متسائلا عن أسباب ودوافع إطلاق مثل تلك التصريحات غير الدقيقة في هذا التوقيت».

السعودية تحرق أوراقها

«تتهم المملكة العربية السعودية ـ كما تشير إلى ذلك مضاوي الرشيد في «الشعب» ـ كلا من إيران وحزب الله بتدريب وتسليح الحوثيين، الذين تخوض معهم قتالا منذ عام 2015. وبعد حادثة الصاروخ اعتبرت السعودية أن لبنان هو الآخر قد أعلن الحرب عليها. منذ الخمسينيات، كانت استراتيجية السعودية تقوم على تعضيد وتمكين الطبقة السنية اللبنانية البورجوازية الموالية للسعودية، وبينما كان البورجوازيون اللبنانيون السنة ينضوون تحت جناح السعودية، كان عامة السنة في الطريق الجديدة وفي رأس بيروت يهتفون بشعارات الناصرية، ويرون أنفسهم منارة للقومية العربية. يبدو أن المملكة العربية السعودية فقدت أهميتها التاريخية في لبنان بينما راحت إيران تعزز من وجودها هناك. كانت الورقة الأخيرة بيد المملكة العربية السعودية لتناوئ إيران، هي استدعاء سعد الحريري، رجلها في بيروت، إلى الرياض وبذلك تصبح في مهب الريح تلك الاتفاقية التي بموجبها عاد الاستقرار إلى بيروت، ونجم عنها انتخاب رئيس للبلاد بعد فراغ دام عامين وعودة سعد الحريري إلى رئاسة الوزراء. إذا ما تمخض التنافس الإقليمي السعودي ـ الإيراني عن تفجر مواجهة عنيفة من نوع ما داخل لبنان، فلن تقتصر تداعيات ذلك على اللبنانيين، بل سوف يُجر نحو الصراع آلاف الفلسطينيين واللاجئين السوريين. لو حصل ذلك فقد تحل بعتبة باب أوروبا أزمة لاجئين جديدة، الأمر الذي ينبغي أن يمنع أي بلد أوروبي من تشجيع المخططات السعودية، أو التورط في التواطؤ معها لقلقلة السلام الهش القائم حاليا بين قصور لبنان المتعددة. سيكون بإمكان المملكة العربية السعودية الإخلال بتوازن الوضع في لبنان فقط من خلال العمل مع إسرائيل، البلد الوحيد الذي يملك قدرات عسكرية تهدد السلام الهش في لبنان. هل يمكن أن يصل الأمر بمحمد بن سلمان لأن يبرم صفقة مع إسرائيل يمنحها فيها التطبيع الكامل، مقابل أن تقوم إسرائيل بتدمير حزب الله وإيران في لبنان؟ ينبغي ألا نستبعد ذلك، لأنه لا يبدو أن الأمير الشاب يفكر كثيرا بعواقب أفعاله».

التطهير خطر عليه

«كشف خبراء عن عقبة قد تواجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في طريقه نحو القضاء على الفساد وبداية التحول الاقتصادي في المملكة، حسبما نقلت «المصري اليوم» ولا تزال الكثير من التفاصيل الخاصة بعملية احتجاز الأمراء غير واضحة، نتيجة ندرة البيانات التفصيلية من قبل الحكومة، فضلا عن الخوف الشديد بين أقارب المحتجزين وشركائهم.
وعلى الرغم من تسريب العديد من الأسماء، رفضت الحكومة تقديم معلومات عن حالات فردية، مُرجِعة ذلك إلى قوانين الخصوصية، وفقًا لتقرير «نيويورك تايمز». وبعد أسبوعين من بدء الحملة، يحاول المسؤولون السعوديون تمديد فترة الاعتقال إلى أجل غير مسمى كجزء عادي من عملية التفاوض الجارية حول التسوية، على غرار النهج الذي يتبعه المدعون الغربيون مع «المجرمين ذوي الياقات البيضاء». لكن جماعات حقوق الإنسان تقول إن المقارنة تتجاهل الخلافات الحرجة، مثل الحماية القانونية للمتهمين، إذ يقول آدم كوجل، الباحث لدى منظمة «هيومن رايتس ووتش» في الشرق الأوسط، والمعني بشؤون المملكة العربية السعودية، إنه لو لم تقدم السلطات السعودية فرصة للدفاع الشرعي فإن ذلك قد يثير الشبهات حول العملية من الجهة القانونية. الخبراء يرون أن هذه الجزئية تحديدًا في غاية الأهمية للمملكة، لكي تؤتي الحملة التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان ثمارها، لكن الأمر قد يستغرق سنوات طويلة، كما يقول علي الشهابي، المدير التنفيذي للمؤسسة العربية، وهي منظمة بحثية في واشنطن قريبة من الحكومة السعودية، الذي يلفت إلى أهمية إضفاء الصفة القانونية على العملية، وذلك لمصلحة الدولة قبل كل شيء، لأنها ستكون بحاجةٍ إليها لاستعادة الأصول التي يستقر معظمها في دول الخارج».

لبنان أولى بأهله

نتوجه نحو الموقف المصري من الأزمة اللبنانية، الذي يعتبره عماد الدين حسين في «الشروق»: «في وضع لا يحسد عليه، فهو يريد ألا يغضب السعودية باعتبارها الدولة العربية المهمة، وعلاقتنا معها استراتيجية ومتشعبة في مجالات كثيرة، وفي الوقت نفسه «فرملة الاندفاع السعودي» باتجاه تصعيد مع لبنان قد لا يعرف أحد عواقبه وتداعياته. القاهرة تحركت بسرعة، وسافر وزير الخارجية سامح شكري لكل العواصم الخليجية ما عدا الدوحة بالطبع، كما زار العاصمة الأردنية عمان، وفي الوقت نفسه نشطت الدبلوماسية المصرية في عواصم مختلفة، خصوصا سفيرنا في بيروت نزيه النجارس المتخصص البارز في الشؤون العربية. النجاري، وكما فهمت، تواصل مع كل الأطراف اللبنانية وكان الهدف تأمين عودة الحريري إلى بيروت وعدوله عن الاستقالة، لكن في إطار تغيير قواعد اللعبة التي تجعل من حزب الله اللاعب الأوحد المتحكم في قواعد اللعبة بسلاحه، قبل أن يكون بسياساته. تكلل كل ذلك بالزيارة الخاطفة التي قام بها سعد الحريري للقاهرة ولقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء الثلاثاء، عقب عودة الرئيس مباشرة من قبرص. وكان العنوان الرئيسي للزيارة إخراج لبنان من دائرة الصراعات في المنطقة وأن يتمسك بسياسة النأي بالنفس عن كل السياسات الإقليمية، أي أن تتوقف إيران عن استخدام حزب الله كأداة لها في المنطقة، وأن تتوقف الدول العربية أيضا عن استخدام أي حلفاء لها بالطريقة نفسها، علما أن مصر هي الدولة الوحيدة الكبرى التي لم تصنع لها حلفاء وميليشيات في لبنان. الأزمة اللبنانية الأخيرة ربما تكون بداية لعودة دور مصري حقيقي في الأزمات والملفات العربية، يقوم أساسا على المصالح العربية بعيدا عن الطائفية والمذهبية والشللية».

الخطر في انتظاره

«لحظة وصول الشيخ سعد الحريري إلى بيروت، يمكن اعتبارها بحسب يوسف أيوب في «اليوم السابع» علامة فارقة في تاريخ لبنان، كونها جاءت بعد كثير من الشد والجذب، والجدل أيضاً حول لبنان وعلاقاته الإقليمية، وتدخلات بعض الدول في شؤونه الداخلية، وتحويله إلى منصة لإطلاق الصواريخ السياسية والعسكرية تجاه عواصم عربية، كانت ولا تزال في ظهر لبنان. في لبنان حاول البعض تصوير إعلان الحريري استقالته على أنها تنفيذ لإملاءات خارجية، وهو تفسير لجأ إليه على سبيل المثال حزب الله، ومن خلفه الرئاسة اللبنانية ممثلة بالرئيس ميشيال عون، للهروب من مواجهة الحقائق، التي كشف عنها الحريري، والتي لا تغيب عن عين كل مراقب للوضع في لبنان، حاولوا كثيراً الهروب من المواجهة من أبواب متعددة، منها على سبيل المثال القول إن الحريري محتجز في السعودية، وأمور أخرى ثبت باليقين عدم صحتها، وبات الآن مطلوبا من حزب الله وحلفائه أن يواجهوا الحقيقة وعدم الهروب منها، لأن الهروب هذه المرة سيكون مكلفاً لهم وللبنان باكمله. الحريري عاد إلى بيروت وهو لا يأمن موضعه، فهو معرض ليلقى مصير والده، الذي اغتاله رجال سوريا في لبنان، حينما فشلوا في استمالته إلى مشروعهم الذي كان يهدف إلى البقاء في لبنان أبد الدهر، ولأنه أراد استقلال القرار والإرادة اللبنانية، فكان مصيره الاغتيال بعبوة ناسفة تم وضعها في طريق موكبه، مات رفيق الحريري وجاء ابنه سعد إلى الواجهة السياسية، في عقله ما حدث لأبيه، فالموت يلاحقه أينما حل في بيروت، وهو ما جعله كثير الأسفار والإقامة في الخارج وتحديداً في الرياض وباريس، كونه يحمل جنسية البلدين».

هل أنقذته مصر

ما هو الدور المصري في مسألة أزمة الحكم في لبنان المعروفة بـ«استقالة سعد الحريري»؟ يجيب عماد الدين أديب في «الوطن»: «بدون مجاملة أو تضخيم ما لا يمكن تضخيمه، يمكن القول إن التدخل المصري أوقف، أو بالأصح أجّل، تنفيذ الحريري استقالته، ومَن تابَع كلمة الحريري في احتفال يوم الاستقلال الوطني في بيروت، سوف يجد أنه أعلن أنه استجاب لطلب الرئيس ميشيل عون بالتريث في الاستقالة، وإعطاء مهلة 15 يوماً لمحادثات سياسية موسعة لإيجاد صيغة توافق وطني لبنانية. إذن، الرئيس سعد الحريري هو رئيس حكومة حتى الآن، واستقالته مؤجلة وهي بمثابة ورقة ضغط سياسي على محور إيران، سوريا، حزب الله في لبنان. تعالوا نستعرض وقائع الشهر الماضي ونتابعها لنعرف دور مصر في هذه الأزمة: اتصال هاتفي من الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس السيسي حول مسألة إطلاق الحوثيين صاروخاً إيراني الصنع على مطار الملك خالد في الرياض، وزيادة التحركات الإيرانية في لبنان من خلال حزب الله، اتصالات مصرية فرنسية على مستوى الرئيس السيسي والرئيس ماكرون حول هذا الملف، دعوة ماكرون لسعد الحريري لزيارة باريس، اتصال آخر بين ماكرون والسيسي، زيارة سعد الحريري للقاهرة واجتماع خاص منفرد مع الرئيس السيسي وعشاء خاص له بدعوة من الرئيس.. زيارة مفاجئة لسعد الحريري لقبرص في طريقه إلى بيروت، بترتيب شاركت فيه مصر، اتصال هاتفي من الرئيس عون بالرئيس السيسي. هذا كله يأتي على خلفية زيارة قام بها وزير الخارجية لعمان، وأبوظبي والكويت والبحرين والرياض، كان ملفا سوريا ولبنان يحتلان مكانة كبرى فيه».

بأيدينا نحارب الاسلام

«لقد أضحت مدرسة الضياء رمزا للهوية الإسلامية التي يراد سحقها وطمسها، وفرض الثقافة الصليبية بدلا منها، كما أضحت المدرسة وفقاً لحلمي القاعود في «الشعب» تحتل مكانة في قلوب الإرتيريين في الداخل والخارج؛ لوقوفهم ضد السلطة الغشوم ورفض شروطها المهينة. والأدهى من ذلك أن تنبعث من أرض الحرمين الشريفين دعوات غريبة وعجيبة، ومنها على سبيل المثال ما طالبت به فتاة سعودية تعمل في موقع إيلاف؛ اسمها نورة شنار من إغلاق لمكاتب أو دور تحفيظ القرآن في المملكة، وقولها: «قريبًا سوف تقفل جميع دور تحفيظ القرآن، فليس لها دواع، هذه الدور التي يتخفى وراءها الإرهابيون (كذا!)!». أصبح القرآن الكريم مرادفا للإرهاب؟ هل يقول الصليبيون اللصوص الهمج غير ذلك؟ كان أمير سعودي قبل سنوات قد أمر بإغلاق مكاتب تحفيظ القرآن الكريم في إمارته، وذهب إليه الراحل الكريم الدكتور محمد عبده يماني- وزير إعلام سابق- يرجوه أن يجمد قراره، ولكن الأمير رفض! فمات اليماني بالسكتة قهرا! ومن أطرف الدعوات دعوة السيدة نادين البدير؛ مذيعة سعودية التي تقول: يجب أن تشارك النساء الرجال في صفوف الصلاة وأن يتقدمن الرجال ولا يتأخرن. أي تقف النساء بجوار الرجال، أو يتقدمن عليهم، وعندما سئلت: هل سيوافق على ذلك علماء الدين؟ قالت: سيوافقون! ومالنا نذهب بعيدا، وقد قال وزير خليجي، إن أزمة قطر سببها أنها لا توافق على العلمانية، وإن الخليج يجب أن يكون علمانيا؟ العلمانية صارت «كودا» للثقافة الصليبية في جانبها الرديء، وليس في الجانب المفيد! إبادة الإسلام تتم الآن بيد أبنائه، والصليبيون الهمج يباركون هذه الإبادة ويقطفون ثمارها».

نعيب زماننا

نبقى مع أزمتنا التاريخية كعرب وتلقي عليها الضوء مي عزام في «المصري اليوم»: «دخل الحكام العرب القرن الـ21 بدون خطة تحديث أو تنمية، وتمكين الشعوب من المشاركة في الحكم بتحول ديمقراطي حقيقي وتداول سلمي للسلطة، وأمام مأزق الزعماء ورغبتهم المحمومة في الاحتفاظ بمقاعدهم، ساروا بالجميع إلى حتفهم، ونفذوا بقصد أو بدونه ما قُدر لهم: أن يكونوا ساحة حرب، ومسرح إرهاب مدعوم من قوى إقليمية ودولية، وملعبا للفوضى والعماء. حروب طويلة وخسائر فادحة في الأنفس والأموال، تفُوق خسائر الجيوش العربية في حروبها مع إسرائيل، العدو الأول والتاريخي للمشروع العربي الحداثي. غاب عن المشهد عدو الخارج، وأصبح الهدف التنقيب عن عدو الداخل، ونجح الأمر، وتمزقت اللُّحمة الوطنية لصالح النعرات المذهبية والإثنية، لم تعد الحرب في بلاد العرب دفاعا عن الوطن، بل أداة لغرس مزيد من الخناجر في قلبه الواهن، تم تقزيم معنى الوطن الجامع والحاضن للجميع، في مقابل شعارات المذهبية والتخوين. كان لدينا هدف واحد: تحرير فلسطين، فأصبحت لدينا أهداف متعارضة، وتحولت الجامعة العربية من بيت العرب إلى بيت العنكبوت، والإخوة أصبحوا أعداء. ما الذي يدفعنا بقوة لتدمير الذات؟ كلما أوشكت أزمة على الحل، سارعنا بغزل أزمة جديدة بخيوط عنكبوتية شديدة الرهافة وشديدة التعقيد وشديدة الخبث. الحرب السورية انتهت، وأزمة الداخل السورى يتم بحث أطر تسويتها، سوريا قدر الله لها ميلادا جديدا دفعت فيه ثمنا فادحا، وخرج الملايين من أبنائها بحثا عن الأمان في بلدان مجاورة لاجئين، فهل أسعد ذلك العرب؟ هل استراحوا لفشل تقسيم العراق ودحر تنظيم «داعش»؟ هل شغلهم إيقاف الحرب في اليمن والضغط على أطراف الصراع للجلوس إلى طاولة المفاوضات؟ ألم يكتفوا بمشاهدة جثث أولاد العرب ملقاة في شوارع أوطانهم».

إيران لا تنسى

ثلاثة صراعات كبيرة تهدد سلام المنطقة، وكلها تدور حول إيران ويرصدها جمال عبد الجواد في «الأهرام»: «هناك صراع أمريكي – إيراني، وهناك صراع إسرائيلي – إيراني، وهناك أيضا صراع سعودي – إيراني، وهذا الصراع الأخير هو في حقيقته صراع عربي – إيراني، تتصدر العربية السعودية التكتل العربي فيه بسبب عدة عوامل، أهمها الجغرافيا. لقد أصبحت إيران مركزا للصراع في المنطقة ليس لأن أعداء إيران يستهدفونها، وإنما لأن إيران تركب موجة ثورية توسعية عالية، وضعتها في مواجهة كل هذه الأطراف دفعة واحدة. الاستراتيجية الإيرانية بسيطة وفعالة، فإيران تحرض وتدعم الأقليات الشيعية في بلاد المنطقة، وتحولها إلى أذرع وأدوات للسياسة الإيرانية. كل الأقليات في منطقتنا قابلة للتحريض بسبب التمييز الممارس ضدها. حالة الأقلية الشيعية هي الأكثر خطورة بسبب وجود دولة رئيسية – إيران- ترفع راية الدفاع عن الشيعة، وتجعل من نفسها المتحدث باسمهم. إيران تستثمر في تحريض وتنظيم وتسليح الشيعة، حتى أصبحت إيران في ظل نظام ولاية الفقيه نوعا من الخلافة الشيعية، وأصبح المرشد الأعلى في مقام الخليفة للمسلمين الشيعة المنتشرين من الشرق الأقصى حتى وسط إفريقيا. كثيرون بين الشيعة العرب يقاومون التلاعب الإيراني، لكن عددا كافيا منهم يتجاوب مع المخططات الإيرانية، ولو على مضض. التطورات السياسية في لبنان والعراق وسوريا مكنت إيران من اختطاف هذه البلدان الثلاثة عبر توظيف التضامن المذهبي. الهلال الشيعي الممتد من إيران حتى البحر المتوسط، الذي حذر منه عاهل الأردن عبدالله الثاني قبل أكثر من عشر سنوات، بات اليوم حقيقة واقعة. العقيدة السياسية – الدينية للنظام الإيراني تجعل السعودية النقيض الموضوعي لكل شيء يتبناه نظام طهران، بدءا من المذهبية الشيعية، وادعاء تمثيل صحيح الدين، وصولا إلى النهج الثوري، ومعاداة الغرب».

المدخنون يصبّون «أنفاس» غضبهم في وجه الحكومة وإعلاميو الموالاة يواصلون تطبيلهم

حسام عبد البصير

سعوديون ومقيمون عرب ينسحبون تدريجياً بأموالهم من المملكة إلى تركيا

Posted: 23 Nov 2017 02:31 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تشهد الأسابيع الأخيرة زخماً في توجه رجال أعمال سعوديين ومقيمين عرب في المملكة العربية السعودية إلى تركيا محاولين نقل أموالهم من المملكة التي تعيش تحولات سياسية واقتصادية غير مسبوقة ولدت خشية واسعة لديهم من مستقبل غامض.
وفي دائرة الهجرة المركزية بمدينة إسطنبول التركية المسئولة عن منح الإقامات للأجانب يُمكن ملاحظة زيادة لافتة في أعداد المواطنين السعوديين والمقيمين العرب في المملكة الذين يرغبون في الحصول على الإقامة في تركيا بأسرع وقت ممكن.
هذا المشهد يتكرر أيضاً في البنوك التركية بالمناطق المركزية في إسطنبول والتي يتواجد فيها العرب بكثرة، فيومياً تجد سعوديين يصطفون من أجل فتح حسابات بنكية لوضع المبالغ النقدية التي جلبوها معهم من المملكة، أو تمهيداً لتحويل مبالغ أخرى من حساباتهم في المملكة، لحساباتهم الجديدة في تركيا.
وولدت التحولات السياسية الأخيرة في السعودية لا سيما فيما يتعلق بالحرب في اليمن والتوتر المتصاعد مع إيران والتصعيد الأخير ضد حزب الله إلى جانب التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والتي تمثلت مؤخراً في اعتقال عشرات الشخصيات الاقتصادية والسياسية وتجميد مئات الحسابات البنكية ولدت جميعها تخوفات واسعة لدى المواطنين والمقيمين حول مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي.
ويقول عدد من المقيمين العرب السابقين في السعودية الذين التقطتهم «القدس العربي» في إسطنبول، إن «المملكة لم تعد كما كانت في السابق»، لافتين إلى أن التحولات السياسية والاقتصادية ولدت قناعة لدى الكثيرين أن المستقبل مجهول بحد أدنى إن لم يكن «مشئوماً» على حد تعبيرهم.
ويشتكي المقيمين من الضرائب التي فرضت مؤخراً عليهم وعلى عائلاتهم بشكل شهري، ولا يخفون رغبتهم في التحرر من «نظام الكفيل» الذي تفرضه المملكة على المقيمين ويفرض عليهم تسجيل أموالهم وممتلكاتهم باسم الكفيل السعودي الذي ما يلجأ لاحقاً لابتزاز المقيمين.
وحسب شهادات سعوديين ومقيمين التقطتهم «القدس العربي» فإن الأمن السعودي بات يركز في عمليات التفتيش في المطارات والمعابر البرية على كشف الأموال والذهب التي يحاول كل شخص مسافر من المملكة إيصالها إلى الخارج، ويقول أحدهم «يمكن الآن أن تتمكن من تهريب سلاح أو متفجرات لكن الأموال خط أحمر الآن، التفتيش بالمطارات يركز على كشف الأموال».
وحسبهم، فإن السلطات الرسمية في المملكة تسمح حالياً لكل شخص باصطحاب مبلغ 60 ألف ريال في كل عملية خروج من البلد كحد أقصى وإلا فإنه يتطلب من الشخص الإفصاح عن مصدر وسبب تخريجه الأموال من المملكة، كما أنه لا يسمح باصطحاب ذهب يتجاوز مع الأموال هذا المبلغ.
ولا يخفي عدد كبير من المقيمين العرب الذي انتقلوا للعيش في تركيا رغبتهم في الحصول على الجنسية التركية، محاولين الاستفادة من قانون الجنسية العادي الذي يتيح منح الجنسية للمقيم لمدة 5 سنوات متواصلة ضمن شروط معينة، أو قانون الاستثناءات الذي يقضي بمنح الجنسية لمن يشتري عقاراً بمبلغ يتجاوز مليون دولار أو القيام باستثمارات بمبالغ كبيرة.
وبالمقابل، يطمح المواطنون السعوديون بالحصول على الإقامة أو الجنسية التركية خشية تدهور الأوضاع الاقتصادية في بلادهم أو تأمين جزء من أموالهم في البنوك التركية، فيما يعمل آخرون على نقل جزء أو كل استثماراتهم إلى تركيا رغم صعوبة الأمر والمصاعب التي يواجهها الاقتصاد التركي في الآونة الأخيرة.
يقول مواطن سعودي رفض الكشف عن اسمه لـ«القدس العربي»: «أنا قررت نقل جزء من أموالي لتركيا وشراء عقار بقيمة مليون دولار للحصول على الجنسية، لكن أواجه صعوبة كبيرة في تحويل الأموال لتركيا، اضطر لإرسال 60 ألف ريال مع كل صديق مسافر من المملكة للخارج ومن ثم إيصالها إلى تركيا». ويقول فلسطيني انتقل من المملكة إلى تركيا: «لم أقرر ترك المملكة، ولكن بالحد الأدنى أسعى لتأمين إقامات لعائلتي في تركيا، حصلت أنا على الإقامة بعد شراء شقة في إسطنبول، وأعمال حالياً على عمل إقامات لزوجتي وأبنائي، زرت اسطنبول في العام الأخير 5 مرات من أجل نقل حق الشقة من السعودية لتركيا».
وتحدث آخرون عن صعوبات كبيرة يعاني منها قطاع العقارات في المملكة بسبب لجوء الكثير من الأجانب والمقيمين العرب لبيع ممتلكاتهم هناك»، ويقول مستثمر سوري: «استثمرت مع كفيلي السعودي في بناء برج سكني بكلفة وصلت إلى 15مليون ريال، أعمل على بيعه ولا أستطيع، أنا على استعداد لبيعه بـ10 مليون ريال لكن ليس هناك مشتر، والأصعب كيف سأحول الأموال للخارج».
وتسعى تركيا لاستغلال هذا التوجه عبر تسهيلات في فتح الحسابات البنكية وتقديم تسهيلات للمستثمرين على أراضيها ومنح الإقامات لجذب الأموال من الخارج التي تساهم في دعم اقتصاد البلاد.

سعوديون ومقيمون عرب ينسحبون تدريجياً بأموالهم من المملكة إلى تركيا
إجراءات مشددة على خروج العملة من البلاد
إسماعيل جمال

تصنيف الفيفا: المنتخب الفلسطيني في أفضل مركز له تاريخياً… والمانيا في الصدارة

Posted: 23 Nov 2017 02:31 PM PST

رام الله (فلسطين) – أ ف ب: احتل المنتخب الفلسطيني لكرة القدم المركز 82 في التصنيف الشهري للاتحاد الدولي (فيفا) الصادر أمس، وهو الأفضل في تاريخه، وأتاح له للمرة الأولى التفوق على تصنيف المنتخب الاسرائيلي.
وتقدم المنتخب الفلسطيني مركزين عن تصنيفه السابق، بينما تراجع المنتخب الاسرائيلي 16 مركزا ليحتل المركز 98. ويأتي هذا التقدم للمنتخب الذي يشرف عليه المدرب المحلي عبدالناصر بركات، بعد ضمانه التأهل الى نهائيات كأس آسيا 2019 التي تستضيفها الامارات. وفي التصفيات، حقق المنتخب الفلسطيني حتى الآن العلامة الكاملة في مجموعته (الرابعة)، بفوزه في خمس مباريات قبل الجولة السادسة الأخيرة. وقال بركات: «لأول مرة في التاريخ الفلسطيني نصل الى هذا الموقع»، علما ان المنتخب كان يحتل المركز 140 عالميا لدى تولي المدرب مهامه في العام 2015. وأضاف: «نحن من الناحية الفنية والكروية نحقق تقدما يوما بعد يوم، وشيء أكيد ان هذا الانجاز مسؤولية كبيرة يدفعنا الى المحافظة عليه»، متابعا: «طموحاتنا الان ان نحافظ على هذا التقدم ونبني عليه من خلال الاعتماد على فئات الاعمار الصغيرة من اللاعبين». وأشار المدرب الى نيته إعداد المنتخب بشكل جيد للبطولة الآسيوية: «للاثبات باننا لم نتقدم في تصنيف الفيفا بمحض الصدفة». وقال رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب: «نحن سعداء جدا بهذا الانجاز التاريخي الذي تحقق»، والذي «يثبت ان لدينا ارادة ويمثل اصرار شعبنا على الحرية لان الرياضة هي هوية وطنية». ويأتي التقدم الفلسطيني في ظل سعي دؤوب من الاتحاد الفلسطيني في قضية أندية المستوطنات التي تلعب في الضفة الغربية المحتلة. وأعلن الفيفا الشهر الماضي انه سيلتزم «الحياد» في هذه القضية التي رفعها الفلسطينيون أيضا الى محكمة التحكيم الرياضي. واعتبر الاتحاد الفلسطيني ان التقدم في تصنيف الفيفا يشكل «انتصارا» على إجراءات التضييق التي يعاني منها اللاعبون في ظل الاحتلال. وقال الرجوب: «بهذا التصنيف نكون هزمنا اجراءات الاحتلال ومضايقاته اليومية، من منع حرية حركة الرياضيين وكافة الاجراءات المعيقة للرياضة الفلسطينية، وحققنا هذا الانجاز رغم الظروف الصعبة التي نعيش».
وخلت المراكز الخمسة الأولى في تصنيف الفيفا من أي تغييرات، ويتصدر ألمانيا التصنيف برصيد 1602 نقطة يليه البرازيل برصيد 1483 نقطة ثم البرتغال برصيد 1358 نقطة ثم الأرجنتين في المركز الرابع برصيد 1348 نقطة وتحل بلجيكا في المركز الخامس برصيد 1325 نقطة. وجاءت إسبانيا في المركز السادس برصيد 1231 نقطة ثم بولندا في المركز السابع برصيد 1209 نقطة يليه سويسرا في المركز الثامن برصيد 1190 نقطة يليه فرنسا في المركز التاسع برصيد 1183 نقطة وأخيرا تشيلي في المركز العاشر برصيد 1162 نقطة. ولن تكون النسخة الحالية من تصنيف الفيفا مؤثرة خلال قرعة مونديال روسيا 2018 التي تجرى في الأول من كانون أول/ديسمبر المقبل، حيث سيعتمد الفيفا على النسخة الماضية من التصنيف التي صدرت 16 تشرين أول/اكتوبر الماضي خلال القرعة. وخارج قائمة العشرة الأوائل، قفز المنتخب الدنماركي سبعة مراكز محتلا المركز الثاني عشر بعد تأهله للمونديال عبر الملحق الأوروبي. كما تقدم السويد سبعة مراكز متقدما إلى المركز الثامن عشر بعد تأهله للمونديال عبر الفوز في الملحق على إيطاليا، الذي تقدم مركزا واحدا إلى الرابع عشر وتراجعت إنكلترا ثلاثة مراكز إلى الخامس عشر. وظلت روسيا مستضيفة المونديال في المركز الخامس والستين، وهو أدنى مركز بين جميع المنتخبات الـ32 المتأهلة للمونديال.

تصنيف الفيفا: المنتخب الفلسطيني في أفضل مركز له تاريخياً… والمانيا في الصدارة

السيسي يحاصر منافسيه المحتملين في الانتخابات الرئاسية

Posted: 23 Nov 2017 02:30 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: مع اقتراب موعد عقد الانتخابات الرئاسية المصرية المقررة في إبريل/نيسان المقبل، يبدو أن النظام المصري يحاصر المرشحين المحتملين في انتخابات الرئاسة، عبر دعاوى قضائية ربما تمنع بعضهم من الترشح، وصولا لمحاولة تفكيك الأحزاب التي ينتمون لها، مرورا بحملات تشويه طالت آخرين.
حتى الآن أعلن مرشح واحد هو خالد علي عزمه خوض الانتخابات المقبلة في مواجهة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلا أن الأخير لا يزال يواجه مصيراً مجهولاً يتعلق بدعوى قضائية اتهم فيها بـ«رفع يده بإشارة بذيئة» عقب صدور حكم محكمة القضاء الإداري ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والمملكة السعودية، والمعروفة إعلاميا باتفاقية «جزيرتي تيران وصنافير».
وصدر حكم من محكمة الجنح بإدانة المرشح المحتمل، وسجنه 3 أشهر، ما دعا علي للاستئناف على الحكم، وما زالت القضية قيد النظر، وحددت محكمة الاستئناف جلسة 3 يناير/ كانون الثاني المقبل لنظر الاستئناف.
وفي حال تأييد الحكم، سيمنع علي من الترشح في الانتخابات باعتباره اتهم باتهام «مخل بالشرف».

محاربة شفيق في حزبه

يعد الفريق أحمد شفيق أحد الأسماء المهمة المرشحة لخوض الانتخابات الرئاسية، وإن كان لم يعلن بشكل نهائي عزمه الترشح، واكتفى بتصريحات من وقت لآخر لا تنفي ولا تؤكد نيته، كان آخرها ما قاله إنه حال قرر الترشح سيعلن ذلك من خارج مصر.
شفيق يقيم في دولة الإمارات منذ عام 2012 عقب خسارته في الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، تفجرت المشكلات داخل حزب «الحركة الوطنية المصرية» الذي أسسه ويرأسه شفيق، وضربت أزمة استقالات الحزب خلال الآونة الأخيرة، لعدد من أعضاء الحزب في المحافظات المصرية، وأبرزهم أمينا الحزب في محافظتي الجيزة والإسكندرية، وسط اتهامات للحزب بتخبط سياساته والتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين.
واتهم حزب «الحركة الوطنية المصرية» جهات «لم يسمها» بالضغط على قيادات الحزب لشن حملات تشكيك في توجهاته، وصلت إلى حد السب والقذف بحق شفيق.
وقال الحزب في بيان: «حينما تم تأسيس حزب الحركة الوطنية المصرية كان الهدف هو ممارسة العمل السياسي في إطار من الشرعية، وكذلك تعميق الممارسة الديمقراطية».
وأضاف: «اتسمت ممارسات الحزب خلال السنوات الماضية بدعم كيان الدولة، ومراعاة المصالح القومية، إلا أنه منذ أن ترددت احتمالات ترشح الفريق أحمد شفيق لرئاسة الجمهورية بدأ البعض يشن العديد من الحملات ضد الحزب ورئيسه، بالرغم من أن ترشح الفريق في انتخابات الرئاسة (في حالة حدوثه) سوف يثبت للعالم وللرأي العام الخارجي قبل الداخلي أن مصر قد بدأت تخطو بخطوات واسعة نحو ممارسة ديمقراطية حقيقية وليست زائفة، وسوف يكون ذلك شهادة للنظام بأنه يفتح الأبواب جميعها أمام كل المصريين للمشاركة في العملية الديمقراطية».
وتابع: «بدأت الحملات التي يقودها البعض في التشكيك بتوجهات الحزب وبالإساءة التي وصلت إلى حد السب والقذف في حق الفريق شفيق، وأخيرا تطورت هذه الأمور إلى درجة خطيرة، حيث بدأت بعض الجهات بالضغط على بعض القيادات في الحزب في عدد من المحافظات بهدف تقديم استقالاتهم من الحزب، تارة بتقديم إغراءات لهم وآخرى بالتهديد لهم من خلال المساس بمصالحهم».
ووصف الحزب الضغوط المذكورة بأنها «أمر خطير يؤدي في حالة استمراره إلى تقويض العملية الديمقراطية وهدم أركانها».

ممدوح حمزة وقضية الرشوة

وأعلن الاستشاري العالمي ممدوح حمزة في سبتمبر/ أيلول الماضي تشكيل جبهة معارضة تضم شخصيات عامة، وبدأ جلسات مع أحزاب وشخصيات معارضة، للوقوف على برنامج تفصيلي يحمل رؤى سياسية وإصلاحية لعدد من الملفات والقضايا الهامة، واختيار مرشح لخوض الانتخابات في مواجهة السيسي.
لكن، قبل أيام، فوجىء المتابعون للشأن السياسي المصري، بقرار من المستشار خالد ضياء الدين المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا المصرية، بحبس مهندسين استشاريين في مكتب المهندس ممدوح حمزة للاستشارات الهندسية (بصفتهما في حكم الموظفين العموميين) ورئيس قطاع المراجعة بشركة النصر للتعدين التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، لمدة 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم بمعرفة النيابة، لاتهامهم في قضية رشوة.
وأسندت النيابة إلى المتهمين الثلاثة الاتهام بطلب والحصول على عطايا مالية على سبيل الرشوة لأداء عمل من أعمال الوظيفة العمومية.
وكانت هيئة الرقابة الإدارية، ألقت القبض على المتهمين الثلاثة لحصولهم على رشوة مالية قدرها مليون جنيه من صاحب إحدى شركات المقاولات المسندة إليها أعمال تطوير ميناء الحمراوين بمدينة سفاجا، والتي يشرف عليها مكتب ممدوح حمزة للاستشارات الهندسية مقابل استلام الأعمال المنفذة.
وفي اليوم نفسه الذي ألقي القبض فيه على المهندسين، تعرض حمزة للتوقيف في المطار، بزعم تشابه في الأسماء، حسب ما ذكره حمزة نفسه على صفحته الرسمية على موقع «تويتر».

أنور السادات: التهمة جاهزة

لم يحسم محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية موقفه النهائي من الانتخابات، إلا أنه من حين لآخر يخرج بتصريحات وبيانات تتعلق ببحث الترشح في مواجهة السيسي.
والسادات كان رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، قبل أن يسقط البرلمان عضويته.
واتُهم الرجل، وهو ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، أيضا بتزوير توقيعات عدد من النواب على مشروع قانون تقدم به إلى المجلس وهو ما ينفي القيام به.
وجاء في تقرير أعدته لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس النواب أن السادات أرسل عدة بيانات مترجمة إلى اللغة الإنكليزية إلى جهات ومنظمات أجنبية بينها الاتحاد البرلماني الدولي تتضمن وتتناول أوضاعا داخلية للبرلمان المصري من شأنها الحط من قدر المجلس وصورته.
وذكر التقرير أن اللجنة استجوبت السادات وخلصت إلى إدانته وأوصت بإسقاط عضويته، ويواجه السادات عدة بلاغات، تتهمه بالاستقواء بالخارج ضد الدولة المصرية.

السيسي يحاصر منافسيه المحتملين في الانتخابات الرئاسية
دعوى قضائية ضد خالد علي.. وتفجير مشكلات في حزب شفيق
تامر هنداوي

نائبة وزير خارجية إسرائيل تحمل على يهود أمريكا ونتنياهو يتنصل منها

Posted: 23 Nov 2017 02:30 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: أثارت نائبة وزير الخارجية في إسرائيل تسيبي حوتوفيلي بهجومها على يهود الولايات المتحدة ضجة واسعة دفعت رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو للتنصل منها بل إدانتها، ووصفها رئيس المعارضة آفي غباي بالغبية والعقيمة. وقالت حوتوفيلي في مقابلة مع قناة إسرائيلية إن غالبية اليهود الأمريكيين لا يفهمون إسرائيل لأنهم «ولا مرة أرسلوا أبناءهم للقتال من أجل بلادهم ولا يعرفون الشعور عندما «تتعرض لهجوم بالصواريخ».
وتحدثت حوتوفيلي عن اتساع الفجوة بين اليهود في إسرائيل وبين اليهود في الشتات، مؤكدة أنها مستعدة لان تتقبل حكومة يسارية فيما لو كان هذا يعني ان جميع اليهود سيعيشون في إسرائيل. كما اتهمت اليهود الأمريكيين الذين ينتقدون إسرائيل بأنهم «لا يفهمون تعقيدات المنطقة» ، ووصفتهم بأنهم «أشخاص لم يرسلوا أبناءهم ولا مرة للقتال من أجل إسرائيل، غالبية اليهود لا يوجد عندهم أبناء يؤدون الخدمة العسكرية، وينضمون لمشاة البحرية الأمريكية، ويذهبون الى أفغانستان والعراق.» وأضافت : «غالبيتهم يتمتعون بحياة مريحة للغاية. هم لا يفهمون الشعور حين تكون في خطر من هجوم بالصواريخ».
وأدان نتنياهو التصريحات واعتبرها مسيئة للجالية اليهودية في الولايات المتحدة وقال: «يهود أمريكا أعزاء علينا وهو يشكلون جزءا لا يتجزأ من شعبنا. لا مكان لمثل هذه التصريحات النارية، وتصريحاتها لا تعكس المواقف الرسمية لدولة إسرائيل».
يشار الى أن اليهود الأمريكيين الذين ينتمون الى التيار الإصلاحي كانوا على خلاف مع الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو تتعلق بقضايا دينية لها علاقة بالصلاة في حائط البراق الذي تعتبره إسرائيل «حائط المبكى».
ودافعت حوتوفيلي عن قرار الحكومة بتجميد القرار حول العمل بالاتفاق مع الإصلاحيين اليهود فيما يتعلق بالصلاة المشتركة للرجال والنساء معا في حائط البراق، مشيرة الى أن هناك مساحة للصلاة معا موجودة بالفعل. وتابعت «اعتقد انه من الأهداف المهمة تقريب اليهود الأمريكيين أكثر من إسرائيل، هذا هو أحد أهدافي، لكننا يجب ان نكون منفتحين أكثر حول الموضوع». وقالت حوتوفيلي إن مكان الصلاة في حائط المبكى في أغلب الأوقات فارغ وبرأيها ان السبب ليس لأن الترتيب والنظام لا يعجبهم وإنما لأنه في أغلب الوقت «هؤلاء الأشخاص غير مهتمين بالذهاب الى حائط المبكى».
وكان لتخلي الحكومة الإسرائيلية عن خطة تسمح للنساء والرجال بالصلاة معا أمام حائط المبكى ردود فعل غاضبة لدى يهود الولايات المتحدة الذين تميل أغلبيتهم لمواقف ليبرالية. وجاء القرار الحكومي في أعقاب ضغوط مارستها أحزاب دينية في ائتلاف نتنياهو، تطبق التقاليد الدينية بشكل صارم.
وكان الاتفاق المذكور الذي تم التوصل إليه قبل أكثر من عام يقضي بالسماح بإقامة قسم ثالث أمام الحائط يسمح للنساء والرجال بالصلاة معا. وصوتت الحكومة الأحد الماضي على «تجميد» الاتفاق – ما يعني إلغاءه فعليا- رغم تبنيه في وقت سابق.
مع ذلك اتهمت حوتوفيلي بتحد، التيارات الإصلاحية والمتشددة بتحويل المكان المقدس الى « كرة قدم سياسية». وتابعت»الحكومة الإسرائيلية تقوم بالكثير للتأكد من انه يمكن الصلاة بشكل متساو، بأن تتمكن المرأة من الصلاة جنبا الى جنب مع أسرتها، وان يصلي الرجال جنبا الى جنب مع بناتهم». وقالت انها وقعت ضحية لـ»ديكتاتورية ليبرالية» عندما تم إلغاء دعوتها في وقت سابق من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر لإلقاء كلمة في جامعة برينستون من قبل «هيليل»وهي منظمة رئيسية  لليهود في الجامعات الأمريكية. وبعد مهاجمتها من قبل نتنياهو حاولت حوتوفيلي تخفيف حدة لهجتها والتراجع بالقول إنه تم إخراج أقوالها من سياقها، وإنه رغم انه تم نشر جزء قليل من المقابلة الكاملة، يجب القول ان أغلب اللقاء تحدث عن الأهمية التي تراها للعلاقة بين إسرائيل وبين يهود الولايات المتحدة، وبأن إسرائيل هي البيت لجميع يهود العالم، من المؤسف ان هذا الجزء من المقابلة المنشورة في الشبكة».
وأضافت «يهود الولايات المتحدة لديهم إسهام كبير جدا، ولكن من المستحيل لاشتراط هذه العلاقة مع سياسة الحكومة».
اتهامات حوتوفيلي أثارت غضبا في شبكات التواصل الاجتماعي بين الأمريكيين وفي إسرائيل. وعقب المعلق التلفزيوني جول برونولد على موقعه في تويتر : «تمكنت من توحيد اليمين واليسار من المجتمع اليهودي الأمريكي في اشمئزاز تام من تعليقاتها».
 
 

 

نائبة وزير خارجية إسرائيل تحمل على يهود أمريكا ونتنياهو يتنصل منها

وديع عواودة:

الجزائر: بوتفليقة يدلي بصوته في الانتخابات المحلية وهيئة مراقبة الانتخابات تعتبر التجاوزات بسيطة!

Posted: 23 Nov 2017 02:29 PM PST

الجزائر – «القدس العربي»: أدلى الناخبون الجزائريون بأصواتهم في الانتخابات المحلية التي تعتبر سادس انتخابات منذ إقرار التعددية السياسية في البلاد نهاية تسعينيات القرن الماضي، وفي انتظار إعلان النتائج النهائية اليوم صباحا من طرف وزير الداخلية نور الدين بدوي، فإن الأرقام الأولية تشير إلى أن نسبة المشاركة ستتجاوز تلك المسجلة سنة 2012، والتي بلغت 42 بالمائة.
وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد أدلى بصوته في مدرسة البشير الإبراهيمي بالأبيار أعالي العاصمة رفقة أشقائه سعيد وناصر بوتفليقة، وقد دخل الرئيس إلى مكتب الانتخاب على كرسي متحرك وأدلى بصوته، وسط زغاريد بعض النسوة اللائي كنا موجودات بمركز الاقتراع، قبل أن يغادر الموكب الرسمي دون إدلاء الرئيس بأي تصريح، فيما أدى رئيس الوزراء أحمد أويحيى بصوته في متوسطة شارع باستور بقلب العاصمة، قبل أن يؤكد أمام الصحافيين أن الدولة وفرت كل الإمكانيات من أجل إنجاح الانتخابات، وإعطاء الفرصة إلى المواطن ليختار من يمثله في المجالس البلدية والولائية خلال الخمس سنوات القادمة.
من جهته اعتبر عبد الوهاب دربال رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات أنه رغم الصعوبات المسلجلة، فإن العملية الانتخابية جرت على ظروف حسنة على العموم، مشيرا إلى أن هيئته تلقت عدة إخطارات، مثل عدم وجود قفل للصناديق في بعض المكاتب، ومنع ممثلي الأحزاب من حضور العملية الانتخابية، وعدم وجود أوراق بعض القوائم، وهي كلها حالات تمت معالجتها، بحسب رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات.
وأعلن وزير الداخلية نور الدين بدوي قد أعلن أن نسبة المشاركة عند حدود الساعة ال11 بلغت 6,80 بالمائة بالنسبة للمجالس البلدية، و7.05 بالنسبة للمجالس الولائية، مقابل 2,69 و 3,08 بالمائة سجلت في الانتخابات المحلية التي جرت في 2012 عند الساعة نفسها، وارتفعت النسبة عند حدود الساعة الثانية بعد الظهر إلى 19.10 بالمائة بالنسبة للمجالس البلدية، و19.76 بالنسبة للمجالس الولائية، مقابل 14,09 و14.63 بالمائة سجلت في انتخابات 2012.
ويعتبر الرهان الحقيقي بالنسبة لهذه الانتخابات هو تمهيد الطريق أمام مواعيد انتخابية قادمة، منها عملية التجديد النصفي لأعضاء مجلس الشورى (الغرفة العليا في البرلمان) التي ستجرى بداية العام المقبل، وكذا تحضير الأرضية للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2019، والتي بدأت مؤشراتها تظهر من الآن، خاصة بالنسبة لأحزاب الموالاة، التي خاضت في موضوع انتخابات الرئاسة خلال الحملة الانتخابية الخاصة بالمحليات، فحزب جبهة التحرير الوطني بقي يروج لولاية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حتى وإن فعل ذلك بنوع من التلميح هذه المرة، والذي زاد في خلط الأوراق وجعل الولاية الخامسة حديث الساعة، هو تصريح الحقوقي والرئيس السابق للهيئة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني الذي خرج فجأة عشية الانتخابات المحلية ليقول إنه التقى الرئيس بوتفليقة، وأن هذا الأخير أبلغه رغبته الترشح لولاية خامسة، والبقاء في الرئاسة مدى الحياة، وهي تصريحات أثارت الكثير من الجدل، ورغم أن الرئاسة سارعت إلى تكذيبها ونفي اللقاء من أساسه، إلا أن قسنطيني بقي متمسكا بكلامه.

الجزائر: بوتفليقة يدلي بصوته في الانتخابات المحلية وهيئة مراقبة الانتخابات تعتبر التجاوزات بسيطة!

قائد حراك الريف المغربي ناصر الزفزافي يؤكد تهديده بالاغتصاب

Posted: 23 Nov 2017 02:29 PM PST

الرباط – «القدس العربي» : كشف ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، الموجود رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عكاشة في الدار البيضاء، في تسجيل صوتي جديد (لم يتم التأكد من تاريخ تسريبه)، «عن أنه تعرض لمحاولة اغتصاب وتمت إزالة سرواله وتهديده بالاغتصاب في أثناء اعتقاله».
وقال الزفزافي في التسجيل المنسوب إليه الذي نشر على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي التي تنشر أخبار حراك الريف «إنهم أرادوا الحكم عليّ بالإعدام، أهلا وسهلا أحكموا وعجّلوا تنفيذه هذا شرطي، الإعدام شرف عظيم وفخر لي، وأمنيتي تعجيله حتى ألقى الله».
وعلق قائد حراك الريف على التحقيق الذي فُتح بشأن مشروع منارة المتوسط، الذي أقال العاهل المغربي الملك محمد السادس عددا من المسؤولين عنه، وقال «كنا نتوقع محاكمة (عزيز) اخنوش (وزير الصيد البحري والثروة السمكية)، والاستماع إليه على الأقل، لأنه هو الوصي على قطاع الصيد البحري، لكن زُج الأبرياء في السجون» وأضاف «أتذكر تلك الليلة التي حضر فيها عامل الحسيمة (محافظ) ووكيل الملك (النائب العام) إلى معتصمنا، وقالوا سنفتح تحقيقا دقيقا، لكن أين التحقيق وأين النتائج» لقد «ألصقوا بي كل شيء، وكان هذا هدفهم ليظهرونني خائنا انفصاليا».
وغالبت الدموع ناصر الزفزافي، عند حديثه عن خروجه للمطالبة بمستشفى للسرطان، قبل أن يكتشف أن والدته أصيبت بالسرطان. مُجَدِّدًا تأكيده للطابع السلمي للحراك، وأن مطالبه مشروعة وأنه خرج للاحتجاج من أجل المصلحة العليا للوطن.
وانتقدالزفزافي «الدكاكين السياسية»، (الأحزاب السياسية)، وقال إن شباب «الحراك» منعوها من المشاركة في الاحتجاجات لأنهم يعرفون سعيها لتحقيق مآرب خاصة، مؤكدا أن فكرة «الحراك» متجذرة في الأطفال والشيوخ والنساء، وأنه من الصعب زوالها برغم «تهديدات المقدمين ومسؤولي الأمن».
واسترجع الزفزافي ذكرى الزلزال الذي ضرب الحسيمة سنة 2004، وتساءل عن مليارات الدراهم، الموجهة من دول العالم إلى الضحايا، «لقد نهبوها، ولمّا احتجينا واجهونا بالغاز والهراوات».
وجاء في التسجيل قول الزفزافي: «نحن وحدويون وطنيون حتى النخاع»، مضيفا: «الحراك نور أنار الوطن، في الوقت الذي يسير فيه الوطن نحو الهاوية» و»لولا زلزال الحراك، والدليل أمامكم لما وقعت هناك إعفاءات وإقالات»، وقال: «الملك نفسه وقف على الاختلالات».
ووجه معتقلو الحراك على لسان الزفزافي، شكرهم للجالية الريفية بالخارج، على كل ما قدموه لهم من دعم ومسيرات ووقفات بالخارج.
وأصر الزفزافي على تأكيد أن معتقلي الحراك لن يتراجعوا الا بإطلاق المعتقلين جميعهم وتحقيق الملف المطلبي قائلا «الموت موت واحد، مهما اختلف عنوانه الموت ولا المذلة لا تراجع إلا بإطلاق سراح المعتقلين وتحقيق الملف المطلبي للحراك». وتتواصل ردود الفعل على اتهامات وجهها ناصر الزفزافي لرئيس حزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، رئيس جهة طنجة الحسيمة والمعروف بقربه من المراجع العليا، وأصدر حسن مطار، الوكيل العام للملك (النائب العام) بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، تعليمات للفرقة الوطنية للشرطة القضائية للاستماع إلى ناصر الزفزافي، القائد الميداني لحراك الريف، بخصوص تصريحات محاميه إسحاق شارية، يوم الثلاثاء، وجه من خلالها اتهامات ثقيلة لإلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، طالب شارية بالتحقيق مع العماري.
وقال إسحاق شارية خلال محاكمة معتقلي الحراك إن ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف رفض مؤامرة تحاك ضد الملك، اقترحها عليه إلياس العماري وأوضح «لقد أخبرني موكلي ناصر الزفزافي في أثناء تخابري معه أن إلياس العماري اتصل معه مرارا، وحرضه هو ونشطاء الحراك على التآمر على الملك والبلاد، لكنه رفض».
وقال شارية، من خلال تدوينة على حسابه في فيس بوك، مساء أمس الأول الأربعاء، أن التحقيق مع إلياس العمري، من طرف الفرقة الوطنية، جواب عن مجموعة من التساؤلات المشروعة، سيكون له بالغ الأثر في كشف كافة الحقائق الملتبسة، والخفية، فيما يعيشه المغرب الحديث من توالي الأزمات السياسية، والاجتماعية من دون توقف.
وطالب شارية بفتح تحقيق مع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، للإجابة عن أسئلة مثل «الذي دار في لقاء العماري مع قيادات كردستان العراق، والحزب الكردستاني ذو التوجهات الإنفصالية، والعلاقة العائلية، والسياسية، التي كانت تجمع العماري بالمدعو شعو (نائب برلماني فر الى هولندا بعد اتهامات له بتجارة المخدرات) ذو التوجهات الإنفصالية والمطلوب للعدالة وطنيا، ولِمَ العلاقة لازالت مستمرة، أوما هي الأسباب الحقيقية لانقطاعها».
وأضاف شارية في تدوينته، تساؤلات تدين العماري وحزبه بالمشاركة التحريضية في حراك الريف «هل هناك متورطون من الحسيمة في أعمال تخريبية وتحريضات على العنف ينتمون لحزب الأصالة والمعاصرة؟، ولِمَاذا لم يقم منتخبو الأصالة والمعاصرة بالحسيمة بأية مبادرة ميدانية لتهدئة الأوضاع، والتزموا الصمت، وسافروا خارج الوطن، ولم يصدروا أي بيان يمنع مناضلي حزبه من المشاركة في الاحتجاجات، إضافة إلى التيارات، والحركات السياسية، داخل المغرب وخارجه التي كانت ولازات تختلف مع توجهات ناصر الزفزافي حول الملف المطلبي، وتحاول رفع سقف المطالب وتدفع نحو العنف والتطرف».
وتساءل عن علاقة إلياس العماري بمسيرة «ولد زروال» التي نظمت وسط الدار البيضاء واتفق الجميع أنها كان من الممكن أن تشعل المدينة وتؤدي لما لا يحمد عقباه، إضافة إلى علاقة إلياس العماري بملف أكديم إيزيك، وعلاقته باتهامات عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وحميد شباط، القيادي في حزب الاستقلال، حول علاقة إلياس بالمخدرات، وما مدى إمكانية ارتباط هذه الاتهامات بتطور الإحتجاجات في الريف.
وأضاف عضو هيئة دفاع حراك الريف كيف وصل إلياس إلى منصب رئيس جهة طنجة الحسيمة، من دون أي امتداد شعبي في منطقته الحسيمة؟ وكيف سيطر حزبه على غالبية المجالس المنتخبة؟ برغم أن الساكنة لا تكن أي تعاطف مع هذا الحزب؟».
وأكد عضوان بالمكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، أن إلياس العماري أخبر أعضاء المكتب السياسي للحزب في أحد الاجتماعات بإنه على اتصال دائم بزعيم حراك الريف ناصر الزفزافي ونقل موقع الأول عن هؤلاء القياديين من دون أن يذكر اسماءهما، أن إلياس أخبر المكتب السياسي على الأقل مرة واحدة بهذا الأمر، وكان ذلك قبل اعتقال الزفزافي، من دون أن يخبرهم بفحوى اتصالاته بقائد حراك الريف أو الغرض من تلك الاتصالات.
وأضاف إن اعتراف إلياس للمكتب السياسي باتصالاته بالزفزافي جاء ردا على تساؤلات قياديين في الحزب حول ما إذا كانت هناك إمكانية للأصالة والمعاصرة في إخماد غضب الريفيين الذي انطلقت شرارته بعد الموت التراجيدي لبائع السمك محسن فكري.
وقال أحمد ارحموش محامي إلياس العماري ردا على تصريحات شارية «فوجئنا مع زوال اليوم بنشر تصريحات خطيرة على لسان محاميين يؤازران بعض المتابعين في ملف أحداث الحسيمة أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، استوعب فيها السياسي ما هو مهني» و»عليه، وبالنظر إلى مضمون التصريح الذي يتضمن اتهامات مفبركة، فإن المنوب عنه السيد إلياس العماري وبصفته الشخصية والمؤسساتية يدين التصريحات المذكورة ويستنكرها جملة وتفصيلا، ويطالب بفتح تحقيق عاجل في الموضوع، لتتضح الخلفيات والأهداف الكامنة وراء ترويج مثل هذه الأخبار الزائفة، ويحتفظ لنفسه بالحق في المتابعة القضائية».
واكد محمد أغناج، عضو هيئة دفاع معتقلي حراك الريف أن مصير التحقيق مع ناصر الزفزافي حول محاولة تحريضه للتآمر على الملك من قبل إلياس العماري، ستعرف مصير التحقيق نفسه حول فيديو تصويره عاريا.
وأفاد أغناج أن النيابة العامة بمقدورها التأكد من الاتهامات الموجهة للعماري من طرف دفاع الزفزافي في جلسة علنية يوم الثلاثاء بمحكمة الجنايات، وذلك بالرجوع إلى تسجيلات مكالمات ناصر الزفزافي حيث أن هاتف الزفزافي كان يخضع للتنصت من طرف أجهزة الدولة، وأن تلقيه مكالمات من طرف العماري لن تخرج عن النطاق الزمني الذي كان فيه هاتفه مراقبا، وبالتالي فبالرجوع للتسجيلات سيتم التأكد من الموضوع.
وقال اغناج إن المكالمة في حد ذاتها من المفروض أن تكون في علم النيابة العامة منذ ذلك الوقت، وأن إخفاء المعلومة وعدم إدراجها في ملفات التحقيق، له أهداف معينة.
وعلق على قرار النيابة العامة بفتح تحقيق والاستماع إلى الزفزافي بخصوص اتهامات العماري بالتآمر، لن تعطي نتائج أكثر من نتائج التحقيق حول تسريب شريط الفيدو للزفزافي أثناء اعتقاله وهو عار، وهي التحقيقات التي ظلت تدور في حلقة مفرغة.

قائد حراك الريف المغربي ناصر الزفزافي يؤكد تهديده بالاغتصاب

محمود معروف

حزب البديل الألماني الشعبوي يريد التفاوض مع الأسد لإرجاع اللاجئين السوريين

Posted: 23 Nov 2017 02:28 PM PST

برلين ـ «القدس العربي»: أثارت كتلة حزب «البديل من أجل ألمانيا AfD» اليميني الشعبوي البرلمانية عاصفة من الاستهجان والغضب لدى نواب الأحزاب الأخرى الممثلة في البرلمان الألماني «البوندستاغ»، وذلك إثر تقديم الحزب اقتراحا حول إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
وقال بيرند باومان، منسق الكتلة البرلمانية للحزب الشعبوي، إن الأوضاع في سوريا أصبحت أفضل من السابق، لذلك يتوجب على الحكومة الألمانية الاتحادية التواصل مع النظام السوري ورئيسه بشار الأسد من أجل الترتيب لعودة اللاجئين السورين الموجودين في ألمانيا إلى سوريا. وينص الاقتراح على أن الحكومة الألمانية الجديدة البدء على الفور في محادثات مع السلطات السورية بشأن التوصل لاتفاق لإعادة اللاجئين يضمن استقبالهم في المناطق الآمنة فقط في سوريا وضمان عدم ملاحقتهم من جانب السلطات. كما أشار الاقتراح إلى أن أطفال اللاجئين السوريين في ألمانيا يجب أن يتعلموا وفقا للمناهج السورية على يد معلمين سوريين مقيمين في ألمانيا أو ترسلهم الحكومة السورية لهذا الغرض.
وأثارت هذه المطالبة التي قدمها حزب البديل، الذي دخل البرلمان الألماني للمرة الأولى منذ تأسيسه، استنكار معظم النواب الموجودين في القاعة. وقال شتيفان ماير من الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري أن مطالبة حزب البديل بعودة اللاجئين السوريين اقتراح «شعبوي وساذج».
وخاطب النائب من الحزب الاشتراكي الديمقراطي يوسب يوراتوفيتش، كتلة حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي قائلا: «إما أنكم لا تعرفون شيئا عن الوضع (في سوريا) أو أنكم تريدون السير فوق الجثث». ويشار إلى أن النائب الاشتراكي يوراتوفيتش جاء إلى ألمانيا لاجئا. من جهته وجه حزب الخضر الألماني انتقادات شديدة لمقترح «حزب البديل من أجل ألمانيا» بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وقد وصفت الخبيرة بقضايا اللجوء في كتلة الحزب بالبرلمان لويزا أمتسبيرغ المقترح بأنه «ليس بلا قلب، بل وينم عن جهل وعدم دراية». وأضافت الخبيرة أن حوالي 13 مليون إنسان في سوريا يعيشون معتمدين على المساعدات الإغاثية.
وكان حزب «البديل قد أخفق أيضا في تمرير طلب برلماني له في الجلسة التأسيسية للبرلمان الألماني الجديد. ويشارك نحو مائة نائب من ذلك الحزب للمرة الاولى في البرلمان في سابقة منذ الحرب العالمية الثانية.
حيث رفض البرلمان الألماني بأغلبية كبيرة مقترح الحزب الشعبوي بأن لا يترأس الجلسة الأولى للبرلمان ـ كما هو مخطط ـ النائب البرلماني عن الحزب الديمقراطي الحر، هيرمان ـ أوتو زولمس بصفته أقدم نائب في البرلمان. وطلب «البديل الألماني» أن يترأس الجلسة سياسي آخر.
وحسب التقاليد الحالية، فإن وزير المالية الألماني السابق فولفغانغ شويبله كان يحق له إلقاء الخطاب الافتتاحي للبرلمان بصفته أقدم نائب فيه. لكن بسبب عزمه إلقاء خطاب عقب انتخابه رئيسا للبرلمان، أفسح شويبله المجال لزولمس لإلقاء الخطاب الافتتاحي، بصفته أقدم نائب في البرلمان بعده.
وفي خطابه الافتتاحي، طالب زولمس النواب بأخذ مسؤوليتهم والتزامهم تجاه الدولة خلال الأعوام المقبلة على محمل الجد. وفي إشارة إلى دخول «البديل الألماني» للبرلمان الاتحادي لأول مرة، قال زولمس: «جميعنا لدينا نفس التفويض ونفس الحقوق وأيضا نفس الالتزامات»، محذرا من الإقصاء أو تشويه السمعة.
وذكر زولمس أن البرلمان في ألمانيا هو مركز نظام الدولة، مضيفا أن البرلمان الألماني من أكثر البرلمانات المؤثرة في العالم، موضحا أن البرلمان يختار الحكومة ويراقب أداءها، وليس العكس.
وفاز الحزب المحافظ الذين تقوده المستشارة أنغيلا ميركل في الاقتراع، لكنه سجل اسوأ نتيجة منذ العام 1949 ما يضع المستشارة في موقع ضعيف في مستهل ولايتها الرابعة.
ويذكر أن «البديل من أجل ألمانيا» حزب يميني شعبوي معروف بمعاداته للاجئين، كما أنه مناهض للاتحاد الأوربي واتفاق العملة الموحدة « اليورو». وقد حقق الحزب نتيجة مفاجئة في الانتخابات التشريعية الأخيرة إذ حل في المركز الثالث خلف الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي.

حزب البديل الألماني الشعبوي يريد التفاوض مع الأسد لإرجاع اللاجئين السوريين
مشرعون: المقترح بلا قلب وينم عن عدم خبرة
علاء جمعة

«الرياض 2» أقر ضرورة رحيل الأسد في مرحلة انتقالية مفتوحة زمنياً وأهداف فضفاضة

Posted: 23 Nov 2017 02:28 PM PST

دمشق – «القدس العربي»: أكد مصدر مسؤول في مؤتمر «الرياض 2» انسحاب منصتي موسكو والقاهرة من الاجتماع خلال عملية انتخابات وقبول منصة القاهرة بالعودة من جديد لحضور الاجتماع بعد استرضاء اعضائها بـ4 مقاعد فقط، بدلاً عن 5 وهو العدد الذي طالبوا به، فيما خصص بموازاة ذلك 4 مقاعد لمنصة موسكو الذي حضرها ممثل واحد هو «علاء عرفات».
وقال المصدر ان جواً من الاختلاف ساد الاجتماع بسبب تباعد وجهات النظر وتباين الآراء ووجود الكثير من العثرات خلال العملية الانتخابية، كما انه تم تعديل عدد أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات وحدد بـ 50 عضواً.
وأضاف المصدر إن نتائج الانتخابات أو الانتقاء بين المجموعة الواحدة كان على النحو التالي: خمسة مقاعد لهيئة التنسيق حظي بها كل من حسن عبد العظيم، اليس مفرج، احمد عسراوي، صفوان عكاش نشأت الطعمية.
أما المستقلون فأعلى صوت كان «للدكتور خالد محاميد يليه بسمة قضماني، هنادي ابو عرب، فدوى العجيلي، يحيى العريضي، طارق الكردي، عوض العلي، خالد شهاب الدين، عبد الجبار العقيدي.
واعتمدت القائمة النهائية على النحو التالي»: محمد حجازي، نصر الحـريـري، هــادي البحرة، بدر جامـوس، عبدالأحد اسطيفو، عبدالإلــه فهد، ربى حبوش، حـواس خليل، عبدالرحمن مصطفى، أحمد سيد يوسف، ابراهيم برو، جمال سليمان، منير درويش، فراس الخالدي، قاسم الخطيب، فدوى العجيلي، مي الرحبي، سميرة مبيض، فرح اتاسي، عيسى ابراهيم، ضرار البشير، بشار الزعبي، محمد الدهني، أحمد جباوي، أحمد عثمان، طلاس سلامة، أحمد العودة، ياسر عبد الرحيم، حسن حاج علي، محمد منصور، أيمن العاسمي، يوسف سلمان، عروبة المصري، مهند دليقان، سامي الجابي، صبيحة خليل، راكان الخضير».
وأتى ذلك بعد ان اعلنت المعارضة السورية البيان الختامي لمؤتمر «الرياض 2» يوم أمس، مشددة على إقامة هيئة حكم انتقالي بكامل الصلاحيات ورحيل بشار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية غير المحددة في جدول زمني معين، ضمن البيان، الامر الذي رأى فيه البعض ثغرة تجعل من البيان «حمّال أوجه» كونه لم يحدد آلية الضغط على بشار الأسد ونظام حكمه، وضمانات خروج المعتقلين وعودة المهجرين قسراً الى أراضيهم ومدنهم وعدم التعرض لهم بضمانات أممية، قبل بدء المرحلة الانتقالية.
وبحسب مركز جسور للدرسات فإن بيان (الرياض 2) جعل مبدأ التفاوض غير المشروط بالنسبة للمعارضة بما في ذلك منصب رئاسة الجمهورية، مقدماً على سقف المطالب التي وضعتها، ومن بينها رفضها للأسد وزمرته مع بدء المرحلة الانتقالية، وبالتالي فإن البيان جعل تحديد مصير الأسد مقترناً بسير العملية التفاوضية. كما لم يتطرق بيان (الرياض 2) على عكس (الرياض 1) إلى الحديث عن مؤسسات الحكم الانتقالي، وهو يعني احتمال عدم إقامتها أصلاً.
مروان العش عضو مؤتمر الرياض 2 وممثل اتحاد تنسيقات السوريين قال في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان «المؤتمر الموسع الثاني لهيئة الثورة والمعارضة السورية في الرياض، عبارة عن مرحلة جديدة من مراحل توحيد قوى الثورة والمعارضة، المتمثلة كل منهما بعدة هيئات وتشكيلات، حيث تم الدمج بين مجموعة الكتل ليشكلو وحدة واحدة بحيث يتم الخروج بهيئة سياسية مع بيان ختامي يحدد مسار الثورة القادم خلال المرحلة القادمة»
وأضاف ان البيان الختامي بكافة تفاصيله بدءاً من مقدمته ومتنه ونهايته، اعتبر المؤتمر الثاني في الرياض المرجعية الشرعية لأية مفاوضات قادمة لهيئة العليا والوفد المفاوض، على ان لا يتم توقيع أي اتفاق مع النظام السوري الا بموافقة المجتمعين في المؤتمر، مضيفا ان «الرياض 2 « خرج بمجموعة توصيات حددت ضرورة مغادرة بشار الأسد سدة الحكم في بداية المرحلة الانتقالية، وخاصة ان هدف المؤتمر والمفاوضات، هو إقامة هيئة حكم انتقالي بكيان كامل تنتقل اليه بشكل مؤقت قيادة الدولة السورية بشكلها الجديد ثم تتم الانتخابات».
وفي سؤاله عن آلية الضغط على بشار الأسد وتطبيق بنود البيان الختامي في ظل ظروف يعيشها السوريون المجردون من أي قدرة تجبر النظام على تنفيذ مقرراتهم بالقوة من دون ضغط من المجتمع الدولي الذي سمح للنظام بإبادة السوريين بالتعاون مع روسيا وايران، لمدة سبع سنوات متتالية، ولم يحدد زمناً لبدء العملية الانتقالية وتنحي الأسد ونظامه، قال العش ان «آليات ضغط هي فقط القرارات الدولية وارادات الدول بحل سوري سوري بعد ان تضررت سوريا وطناً ومواطناً، ببنيتها وكافة مفاصل الحياة فيها، وخاصة ان الوضع الاقليمي لا يسمح بتفاقم هذه الازمة».
فيما قال المحلل السياسي المعارض «معتصم بيرقدار» ان التحدث عن تسوية سياسية بتعابير فضفاضة، وعدم تحديد وقت لرحيل بشار الأسد ونظام حكمه، الذي لا يمكن ان يتخلى عن السلطة دون ضغط وقوة من قبل الدول الفاعلة أصلا في الشأن السوري، من شأنه عدم انهاء الصراع في سوريا، ثم ان بوتين يخطط من خلال «سوتشي» بان يجهض الثورة ويدفن مبادئها، وخاصة ان مؤتمر «الرياض2» أعد ليكون اجتماعا تمهيداً لمؤتمر «سوتشي» الذي سيحضره من تبقى من حلفاء الأسد من المعارضة الداخلية، فيما راح آخرون للاعتقاد بأن المملكة العربية السعودية تستعد لمقايضة الملف السوري بملفات أكثر أهمية لها داخلياً وخارجياً». وتساءل المتحدث «كيف سوف يذهب المعارضون السوريين الى جنيف، هل ببيان الرياض 2، أم بنتائج سوتشي»؟
بدوره، رأى المحلل والكاتب السوري «عمر كوش» لـ «القدس العربي»: اتفاق الرياض يجري وفق تفاهمات روسية سعودية مصرية، وأن المملكة العربية السورية تريد إتمام المؤتمر وفق رؤية جديدة مع الدكتور رياض حجاب أو بدونه. وقال «كوش» نسبة النجاح الفعلية في مؤتمر الرياض2 ضئيلة، وإن نجح وفق التصورات المتوقعة، فستكون نتائجه هزيلة، مرجعاً ذلك إلى تضارب التيارات والتوجهات المتناقضة، خاصة المحور المتعلق برحيل الأسد أو ترؤسه لمرحلة انتقالية، إذ إن منصة موسكو ترفض الحديث عن فكرة وجود الأسد بأصلها، أما منصة القاهرة فهي تقبل ببقاء الأسد مرحلياً.
ورأى «كوش»، أن الخارجية السعودية قفزت عن الهيئة العليا للمفاوضات، وذلك من خلال تهميش العليا للمفاوضات، والإلتفاف على الواقع من خلال تنسيقها مع الجهات التي أسست العليا للمفاوضات، لا مع قيادات الهيئة المستقيلة مؤخراً. وأضاف، أن موسكو بعد الاستقالات التي أعلنتها المعارضة السورية «العليا للمفاوضات»، وجدت فرصة لضرب المعارضة السورية في بنيتها الداخلية، وصولاً إلى هيئة عليا للمفاوضات تقوم وفق الرغبات الروسية. وأشار إلى المجتمع الدولي بدوره أيضاً الذي تغير موقفه من الثورة السورية، إذ إنه من قبل كان يطالب برحيل الأسد، أما اليوم فما يهمه هو مكافحة الإرهاب، والاحتفاظ بالأسد حتى لو بمرحلة انتقالية.

«الرياض 2» أقر ضرورة رحيل الأسد في مرحلة انتقالية مفتوحة زمنياً وأهداف فضفاضة

هبة محمد:

ماذا يجري بشأن الاقتراح الأمريكي؟

Posted: 23 Nov 2017 02:27 PM PST

يصعب تقدير درجة تصميم الرئيس ترامب على تنفيذ نيته في إطلاق مبادرة سياسية لحل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني ـ العربي. كما أنه من الصعب جدا التقدير هل بإمكان الإدارة الأمريكية ـ التي تتصف بظاهرة «البوابة الدائرية» المتعلقة بتغيير الطاقم في المستويات العليا، حيث أن ترامب لم ينه بعد استكمال التعيينات الأساسية في مجال الخارجية والأمن، وبكلمات أقل حدة، ترامب لا يمتاز بسلوك واضح في مجال السياسة الخارجية ـ إدارة المفاوضات المعقدة المرتقبة، والاستمرار في تنفيذ الاتفاق، إذا ما تم التوصل إليه.
مع ذلك، مستشار الرئيس لشؤون المفاوضات الدُّولية جيسون غرينبلاط، الذي يساعده طاقم صغير، لكنه خبير ومجرب، يكرس معظم جهوده لبلورة خطة استنادا إلى دروس الماضي التي توصل إليها من خلال عشرات اللقاءات مع الأطراف كلهم، ومع خبراء في المنطقة وخارجها. صهر الرئيس ومستشاره جارد كوشنر، المسؤول عن الموضوع، أسهم أيضا بجهد لا بأس به، خاصة في كل وقت تقدر فيه واشنطن أنه من المهم أن تبين للأطراف أن غرينبلاط يتحدث حقا باسم الرئيس. إن حضور كوشنر من شأنه أن يرسل هذه الرسالة.
وبرغم أقوال الرئيس من ناحيته إن أية صيغة ـ دولة واحدة أو دولتان ـ مقبولة عليه بشرط أن يتفق عليها الطرفان، وبرغم أن سفيره في البلاد، ديفيد فريدمان، ليس من المؤيدين المتحمسين لحل الدولتين، فعليًا، هذا الخيار يقف في مركز الخطة الآخذة في التبلور.
أحد التحديات التي يحاول غرينبلاط التغلب عليها هو مستوى التشكك في أوساط الشعبين، الإسرائيلي والفلسطيني، وفي المحيط العربي ذي الصلة بشأن نجاح مهمته. في محاولة لتمهيد الأرض، فقد استثمر جهودا لإقناع المشاركين كلهم لاتخاذ خطوات تمهيدية تؤدي إلى تغيير الأجواء، بحيث تتغلب على الشكوك، وبهذا تمكن من إطلاق العملية في ظروف أفضل.
لاستغرابه، وجد استعدادا لا بأس به لهذا في أماكن أقل توقعًا، وعلى رأسها السعودية واتحاد الإمارات، لكن استعدادهما لإحداث تغيير في الأجواء بخطوات تثبت للجمهور الإسرائيلي مساهمة العملية في السياق الإقليمي، تم كبحها بسبب عدم الثقة العميقة بنتنياهو. فهم يخشون من عدم القيام بتنفيذ وعوده بالرد على بادرات حسن النية من قبلهم بخطوات من جانبه تجسد التزامه حل الدولتين. على خلفية ذلك فإن طلب الولايات المتحدة «سلفة» من الجانب العربي ووجه بالاستعداد لـ «تعامل متزامن بالمثل». أو حسب أقوال نتنياهو: إذا أعطوا سيأخذون، وإذا لم يعطوا لن يأخذوا. يبدو أن الخوف من الظهور بمظهر المخدوعين ليس ظاهرة إسرائيلية خالصة: تجربة الماضي تعلمهم أن نتنياهو يمكن أن يتركهم أيضا كي يدفعوا الحساب أمام الرأي العام العربي وأمام دول ومنظمات الرفض العربي.
في تصور الإدارة، هذا الجهد ليس من شأنه فقط أن يحل المشكلة المحلية، بل التمكين من خلق إطار إقليمي من خلاله سيتم التعبير بصورة ناجعة أكثر عن إجمالي المصالح المشتركة بين إسرائيل والرباعية العربية (السعودية، مصر، الأردن ودولة الإمارات) وذلك أمام تهديد إيران الملموس والنضال المتواصل ضد حركات ومنظمات الإسلام السياسي الجهادي العنيف، حيث أن كوشنر وغرينبلاط وفريدمان يعرفون أن التقدم في السياق الفلسطيني يشكل محكمة دينية لتأهيل دمج إسرائيل تدريجيا في النظام الإقليمي.
في هذه المرحلة يتبين أن الطاقم الأمريكي ما زال يحتاج إلى وقت إضافي لإنهاء مبدأين أساسيين في برنامجه: الأول، التأكد من أنه في زمن إطلاق «خطة ترامب» يكون في جعبتهم التزامات واضحة من جانب اللاعبين الثلاثة الأوائل ـ إسرائيل وم.ت.ف والرباعية العربية ـ للقيام بخطوات وإصدار تصريحات من قبل كل واحد منهم، التي تمثل التزامهم العملية وتقلص عدم الثقة بدرجة تمنح فرصة للمفاوضات عند بدئها.
الثاني، توسيع إطار المفاوضات بحيث تجري في ثلاث قنوات متوازية:
إسرائيل ـ م.ت.ف: مفاوضات على كل المواضيع الأساسية في الاتفاق الدائم لحل دولتين لشعبين.
إسرائيل ـ الرباعية العربية: التحدث عن تحفظات إسرائيل على صيغة مبادرة السلام العربية، وعلى مواضيع إقليمية مشتركة.
الدول المانحة ـ م.ت.ف: محادثات حول «السلام الاقتصادي» وإنشاء البنية التحتية التنظيمية والاقتصادية لدولة فلسطينية.
في السياق الأول، كما يتبين، الأمريكيون يريدون الوصول إلى عشية إطلاق الخطة عندما يكون في جيبهم ثلاث «أمانات»، تنفذ تدريجيا ولكن بصورة متوازية (منشور ثلاثي) غداة اجتماع لجنة تحريك العملية. مركبات «الرزم المختلفة» ما زالت قيد النقاش، لكن هناك أسباب للافتراض أن إسهام إسرائيل يتوقع أن يشمل تجديد التزام حل الدولتين. الموافقة، حتى ولو بشروط، على مبادرة السلام العربية كأساس للعملية، الامتناع عن إعاقة عملية المصالحة الداخلية الفلسطينية، تقييد البناء في المستوطنات بحيث يكون في حدود المناطق المبنية فقط، أي البناء بشكل عمودي نعم، أخذ مناطق أخرى، لا. ونقل مساحة صغيرة رمزية من مناطق (ج) بحيث تصبح مناطق (ب) (لإثبات أن الحديث عن الضم لا يعبر عن سياسة أن مناطق (ج) غير خاضعة للمفاوضات).
في الرزمة الفلسطينية مطلوب من م.ت.ف الامتناع عن القيام بخطوات في الساحة الدولية ضد إسرائيل، وتطبيق وتعميق التنسيق الأمني، وعلاج موضوع التحريض، ودفع عملية المصالحة الداخلية الفلسطينية والعمل، بمساعدة الدول المانحة، على تحسين الحكم والشفافية في ميزانية السلطة الفلسطينية. «رزمة» إسهام الرباعية العربية (المتعلقة أساسا بالسعودية ودولة الإمارات، كما هو معروف، برغم أنه يبدو أن هناك دولا أخرى ستفحص الاستجابة) أمام إسرائيل تشمل خطوات تطبيع أولية ومنها السماح بمرور الطائرات الإسرائيلية في سماء هذه الدول، الفتح المتبادل لخطوط الاتصال، تشجيع لقاءات تجارية وإعطاء تأشيرات لرجال أعمال من أجل زيارات متبادلة، تشجيع تغطية صحافية متبادلة، وذلك يشمل فتح وسائل الإعلام العربية أمام شخصيات إسرائيلية لإجراء مقابلات معها، وإعطاء الإمكانية لوسائل إعلام إسرائيلية للعمل في هذه الدول. المتوقع هو أن هذه الدول ستأخذ على مسؤوليتها التزام منح م.ت.ف الدعم المالي والسياسي.
وفيما يتعلق بجوهر المفاوضات نفسها، يبدو أن طاقم غرينبلاط ما زال يعمل على إعداد المعايير لإدارة المفاوضات. توجد لدى الطاقم وثائق النقاشات السابقة، لكنه متردد بخصوص المسائل الأساسية التي تعتبر غير سهلة تماما. هذا الطاقم المهني سيعرض على الرئيس صيغا تقول إن منطق العملية والاتفاق الذي سينشأ عنها، إذا حدث ذلك، ليست بالضرورة هي المتغيرات الأساسية التي على أساسها سيتخذ الرئيس القرار بشأنها: الحاجة إلى الموازنة بين حاجات الرئيس الداخلية (منها الخوف من إغضاب القاعدة الافنغلستية) وبين توقعات أصدقائه في الرياض؛ بين صعوبة الضغط على نتنياهو على ضوء الدرع السياسي الجمهوري و»قوة الضعيف» ـ الخوف من أن يؤدي الضغط إلى انهيار م.ت.ف وما شابه.
هكذا فإن عمل طاقم واشنطن يثير الانطباع بشكل خاص، وهو مميز بجودته في الإدارة الحالية. وعمل الطاقم سيقدم بعد بضعة أشهر للرئيس الذي يصعب توقع خطواته. عندها سيتضح إذا كان مصمما على المضي في الطريق أو يكون تحمسه قد فتر. إذا قرر الابتعاد عن هذا الأمر وأن يبقينا مع المعضلات المعروفة: عدم وجود مخلص من الخارج، كيف سيدافعون عن المشروع الصهيوني في وجه توجهات الضم التي تشير إلى نهايته.
إذا اختار تولي المهمة، وهو يعرف حجم الجهود المطلوبة لتحريك العملية، والجهود المطلوبة لدفعها كل الوقت، عندها سيتم اختبار زعماء اللاعبين الثلاثة المركزيين في الدراما المتوقعة ـ دول الرباعية العربية والشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي. ولكن مهما كان إسهام الآخرين في النجاح، حتى لو جزئيا، فإننا نحن الإسرائيليين لا نستطيع الاكتفاء بالصلاة من أجل نجاح العملية، سيكون علينا التأكد إذا كان زعيمنا ملائم للمهمة أم لا، والتأكد من أن الديمقراطية الإسرائيلية ستقوم باستبداله.

شاؤول اريئيلي ونمرود نوفيك
هآرتس 23/11/2017

ماذا يجري بشأن الاقتراح الأمريكي؟
طاقم واشنطن يعمل على إعداد مبادرة ترامب لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لضمان طرحها في ظروف أفضل
صحف عبرية

مبعوثة الأمين العام للعنف الجنسي لـ«القدس العربي»: اغتصاب نساء الروهينجا قد يكون بالآلاف

Posted: 23 Nov 2017 02:27 PM PST

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: طالبت بارميلا باتن، ممثلة الأمين العام الخاصة بالعنف الجنسي، مجلس الأمن الدولي باستخدام كافة الوسائل المتاحة من أجل محاسبة مرتكبي جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي ضد أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار.
وطالبت بارميلا المجتمع الدولي بتكثيف الضغوط على حكومة ميانمار لتسهيل التحقيقات في هذه الانتهاكات مضيفة أنها تدعم تشكيل هيئة تحقيق دولية مستقلة في هذا الشأن.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته في مقر الأمم المتحدة بعد زيارة لها إلى بنغلاديش بين 5 و 13 نوفمبر بهدف الإطلاع على نوعية الانتهاكات الجنسية التي تعرضت لها نساء الأقلية المسلمة الروهينجا في ميانمار.
وقالت ردا على سؤال ل «القدس العربي» حول تقصير مجلس الأمن في التعاطي مع المجازر التي يتعرض لها المسلمون في ميانمار وخاصة الانتهاكات الجنسية: «ما أريده فعلا هو إنشاء آلية مستقلة على غرار الالية التي تم اعتمادها مؤخرا بشأن العراق وذلك لجمع وحفظ الأدلة من أجل ضمان المحاسبة الجنائية الدولية في المستقبل واعتقد انه في حال توفرت الارادة السياسية فإن الإحالة على محكمة الجنايات الدولية تبقى خيارا كما اعتقد أن مجلس الأمن يمكنه أن يطور بيانه الرئاسي الأخير بهذا الشأن إلى قرار فالأمر بيد المجلس».
وأضافت أن ليس لديها أرقام محددة عن عدد النساء والفتيات المغتصبات لكن قد يكون الرقم بالآلاف. وأكدت أن ما يجري هو «نوع من التطهير العرقي يطبق حرفيا كأنه نص من كتاب»، كما قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين.
وحول زيارتها مؤخرا لمخيمات اللاجئين الروهينجا في بنغلاديش قالت بارميلا إنها استمعت إلى قصص مأساوية ومروعة لا يمكن تصورها اإستخدم فيها العنف الجنسي ضد النساء والاطفال والرجال والكبار والصغار على حد سواء كأداة عقاب و إذلال وإهانة لآدمية الضحايا.
وجاء في بيان برميلا باتن أمام الصحافة: «القصص مؤلمة وكثيرة في المخيم، المٌ ومعاناة النساء والفتيات من الروهينجا ببساطة لا يمكن تخيله، وعلى مدى ثلاثة أيام في المخيم سمعت روايات مروعة وصادمة ومفزعة عن اعتداءات ارتكبت بدم بارد وبكراهية لا مثيل لها ضد الروهينجا، لم ينج منها أحد وطالت النساء والفتيات والفتيان والأطفال وكبار السن كانت هناك مذابح بالمعنى الحرفي للكلمة، أشكال العنف الجنسي التي سمعناها من الناجين شملت أعمال اغتصاب جماعية من قبل الجنود. كانوا يجبرون النساء على التعري أمام الملأ ويغتصبونهن بشكل جماعي ثم يحرقون البيت بمن فيه. تعرضوا لأعمال مهينة وعبودية جنسية في المعتقل العسكري وفي الحقيقة كثيرون لا يزالون يحملون ندوبا وآثارا وجروحا مرئية تشهد على المأساة التي مروا بها، انها حالة واضحة لاستخدام العنف الجنسي كوسيلة لتجريد الضحايا من آدميتهم وكشكل من أشكال العقاب الجماعي الذي يصل إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
وردا على سؤال آخر لـ«القدس العربي» حول العنف الذي يرتكب باسم البوذية مع العلم أنها دين سلمي كما هو مشاع بينما لا يذكر الإسلام إلا وصف بالعنف قالت المسؤولة الأممية باتن: «كل ما أستطيع قوله إنني منذ توليت هذه المهمة بدأت أتصل مع القادة الدينيين في كل مكان. كنت في البوسنة وتحدث مع القيادات الدينية هناك، وجمهورية الكونغو وتحدثت مع الدالي لاما الذي أصدر بيانا ضد هذه الانتهاكات وفهمت أنه أرسل رسالة للمستشارة أونغ سان سو تشي وطلبت منه أن يتخذ موقفا أكثر قوة فرجال الدين لهم دور مهم في هذا المجال».

مبعوثة الأمين العام للعنف الجنسي لـ«القدس العربي»: اغتصاب نساء الروهينجا قد يكون بالآلاف
الجنود مارسوا أعمالاً ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية
عبد الحميد صيام

السلطة تربط دفع رواتب موظفي حماس في غزة بـ «تمكين الحكومة من إدارة القطاع»

Posted: 23 Nov 2017 02:26 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: تواصلت حالة «القلق» على مستقبل عملية المصالحة الفلسطينية، لخلو البيان الختامي للفصائل الفلسطينية، التي عقدت على مدار يومين كاملين اجتماعات في العاصمة المصرية القاهرة، من «مواعيد محددة» لإنهاء الانقسام، وشموله فقط على صيغ أعدت بطريقة «دبلوماسية»، حافظت على عدم انهيار المصالحة، فيما أعلن رئيس وفد حركة فتح عزام الأحمد، عدم قدرة الحكومة على دفع رواتب موظفي غزة المعينين من قبل حماس الشهر المقبل، لعدم تمكنها من إدارة القطاع.
وبما يشير إلى استمرار الخلاف تحديدا حول ملف «تمكين الحكومة» في غزة، حسب الاتفاق السابق الموقع بين فتح وحماس، أعلن الأحمد أنه لا يمكن توفير رواتب لموظفي غزة إلا باكتمال هذه العملية.
وكانت فتح وحماس قد اتفقتا يوم 12 من الشهر الماضي، ضمن تفاهمات تطبيق المصالحة، على أن تدفع الحكومة رواتب موظفي غزة المعينين من حماس، بالآلية الحالية، وتشمل جزءا من رواتبهم، بدايات شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لحين الانتهاء من عملية دمجهم، ومن شأن التأخر في هذه العملية أن يفجر خلافا جديدا بين الطرفين. ونقلت «إذاعة القدس» المحلية عن الأحمد قوله كذلك أن أزمة الكهرباء التي تعاني منها غزة، نوقشت على مدار خمس ساعات متواصلة، وأنه جرى في النهاية الإجماع على أن الحكومة «لن تستطع أن تقوم بتقديم الخدمات، قبل أن تتمكن»، مضيفا «من يطالب بحقوق المواطنين عليه أن يكف عن التدخل ومن لا يستطيع أن يتدخل عليه أن يُدين من يتدخل».
وأكد في تعليقه على كيفية سير الأمور لتحقيق المصالحة، فقال إن الأمر لا ينتهي بـ «عصا سحرية»، لافتا إلى أنه سيتم الانتقال لباقي ملفات المصالحة بما فيها ملف منظمة التحرير، حين تتمكن الحكومة من كافة مهامها.
وبشأن سلاح المقاومة، قال الأحمد «لا يوجد شيء اسمه سلاح مقاومة، وسلاح سلطة، هناك سلاح فلسطيني واحد موحد لا نجزىء الأمور»، لافتا إلى أن مسألة الأمن «معقدة»، ولم تطرح في الاجتماع الأخير «لا من قريب ولا من بعيد».
وأشار إلى أن «لقاء ثنائياً» سيعقد بين فتح وحماس مطلع الشهر المقبل، لمناقشة ملف تمكين الحكومة»، مبيناً أن هناك «عقبات» أمام الحكومة في غزة.
وعقب تصريحات الأحمد حذرت نقابة موظفي غزة من عدم صرف رواتب الموظفين، يوم الخامس من ديسمبر المقبل، بموجب اتفاق المصالحة الأخير، وقالت ان هذا اليوم سيكون «الامتحان الأخطر بالنسبة للموظفين».
وأضافت بلغة التحذير «في حال عدم الوفاء بهذا الاستحقاق فلا يلومنا أحد وقتها». ودعت الموظفين لتجهيز أنفسهم «كي تسمع كل الأطراف كلمتهم»، مشددة على أنها «لن تسمح لأي أحد أن يجعل الموظفين مادة رخيصة للمساومة السياسية».
إلى ذلك تراجع الدكتور صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وعضو وفد الحركة لحوار القاهرة، عن تصريحات مصورة نشرت في وقت سابق، وقال إنها أخذت «خلسة»، خلال حديثه بشكل شخصي مع شخص آخر. واعتذر البردويل بعد نشر تلك التصريحات، وأضاف أنها كانت «انفعالية»، لافتا إلى أنها لم تكن تقصد البيان الختامي للفصائل، وإنما آخر أولي «تم تعديله». لكن القيادي في حماس اعتبر أن البيان الذي صدر «يمثل الحد الأدنى من التوافقات الفلسطينية»، مضيفا «أردنا من خلال البيان أن نجسر الهوة، وأن نمنع التراجع عن المصالحة».
وفهم من حديثه أنها محاولة من حركة حماس للحفاظ على «شعرة معاوية»، واستمرار التواصل مع فتح، خاصة مع قرب وصول وفد مصري لغزة، لمتابعة عملية تسلم حكومة التوافق كامل مسؤولياتها، حسب ما جرى التوصل إليه في القاهرة.
وكان البردويل قال في التصريح الذي تراجع عنه، إنه جرى الخروج من اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة «باتفاق بلا معنى». وتابع القول إن «الضغوط الأمريكية» نجحت في دفع السلطة للتراجع عن ملفات اليوم وتأجيلها، مضيفا «ماجد فرج (مدير المخابرات) أبلغنا بأن هناك ضغوطات أمريكية، وأننا لا نستطيع أن نتقدم وسط هذه الضغوطات».
وكما كان متوقعا وبسبب تباين المواقف أخيرا بين فتح وحماس، حول ملفي «تمكين الحكومة» و«الأمن» لم تستطع الفصائل الفلسطينية الوصول إلى «صيغ عملية» تضع حدا لحل «الملفات الخلافية الصعبة»، الخمسة والمتمثلة في الأمن والانتخابات والحكومة والحريات العامة والمصالحة المجتمعية. واكتفت بالبيان الذي صدر عقب يومين كاملين من الحوار في مبنى المخابرات العامة المصرية، الذي تحدث بـ «لغة عامة» عن المصالحة، على غرار مرات سابقة. وقال مسؤول فلسطيني شارك في تلك الحوارات لـ «القدس العربي»، إن لجنة صياغة البيان التي تشكلت من قيادات من حركتي فتح وحماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى من المنظمة، واجهت صعوبات كبيرة، حتى وصلت إلى صيغة البيان المعلن، وإن التباين في وجهات النظر خاصة بين فتح وحماس، جعل اللجنة تحتاج إلى وقت طويل حتى تخرج بالصيغة النهائية، التي شهدت تدخلا مصريا عدة مرات، لوضع «حلول وسطية»، وهو ما جعل البيان يخلو من أي «خطوات عملية» لإنهاء الخلاف حول ملفات الحوار الخمسة. ولم يشمل البيان الذي علمت «القدس العربي» أنه عدل أكثر من مرة، مثلا الإعلان عن اتفاق المتحاورين على «رفع الإجراءات الحاسمة» التي اتخذتها السلطة الفلسطينية تجاه قطاع غزة، في ظل عملية تسلم الحكومة مهامها، وهو أمر نادت به غالبية الفصائل الفلسطينية، وشددت حماس في بداية الحوارات على ضرورة تطبيقه.
ولا تزال هناك خلافات كبيرة بين الطرفين حول ملف «تمكين الحكومة» وبما يشمل ملف السيطرة على وزارة الداخلية في غزة، وما يلزم العملية من دمج للموظفين المعينين من قبل حركة حماس، والموظفين الذين كانوا على رأس عملهم قبل سيطرة حماس على غزة.
ولم يخرج عن الاجتماع «عمليا» سوى الاتفاق على إرسال وفد أمني مصري قريبا إلى غزة، للإشراف عن قرب على عملية تسلم الحكومة مهامها في القطاع، في ظل اختلاف فتح وحماس حول هذه المسألة.
وفي هذا السياق قال جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، وأحد أعضاء وفد تنظيمه في الحوار، إن اتفاق الفصائل الجديد «لم يكن على المستوى المطلوب»، لافتا إلى أن الاجتماعات ناقشت العديد من الملفات «دون وضع جداول زمنية لتحقيقها».
وفي التعقيب الفصائلي على بيان القاهرة، أعلن القيادي في الجبهة الشعبية إياد عوض الله، أن عدم إنهاء «الإجراءات العقابية» المفروضة على غزة «تعكس عدم توفر الإرادة السياسية لديها بإنجاز المصالحة». وقال إن البيان الختامي لجولة الحوار جاء «مخيباً للآمال، ولم يكن بمستوى التحديات الراهنة».
من جهتها أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رفضها لما جاء في البيان الختامي للقاء الفصائل، حول قبول الفصائل بدولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967. وأكد داوود شهاب، مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد، في تصريح صحافي على موقف حركته الثابت من أن «أرض فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر حق للشعب الفلسطيني». ودعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، كافة الأطراف إلى «عدم إطلاق النار مبكراً على الاتفاق، وعدم وضع في الوقت نفسه شروط وسقوف زمنية تعجيزية لتنفيذه». وشددت على ضرورة الحرص على تنفيذ بنود البيان الختامي كاملةً، ودعت إلى «عدم وضع العراقيل» في طريقه ومتابعة تنفيذه، وثمنت في الوقت ذاته الدور الذي لعبته مصر لإنجاح الحوار.

السلطة تربط دفع رواتب موظفي حماس في غزة بـ «تمكين الحكومة من إدارة القطاع»

أشرف الهور:

«النهضة» تندد بـ «تكفير» نقابيين تونسيين أحد نوابها

Posted: 23 Nov 2017 02:26 PM PST

تونس – «القدس العربي» : نددت حركة «النهضة» التونسية بلجوء إحدى النقابات التابعة لاتحاد الشغل إلى «تكفير» و«تخوين» أحد نوابها إثر «اقتراح» تقدم به في البرلمان، محملة النقابة مسؤولية كل ما يمكن أن يلحقه وعائلته من اعتداءات مادية أو معنوية، فيما اعتبر رئيس البرلمان أن البيان «يمس حرمة المجلس وكرامة النواب».
وكان النائب عن حركة «النهضة» رمزي بن فرج اقترح خلال جلسة برلمانية استبدال ديوان التونسيين في الخارج بـ «وزارة مكلفة بالهجرة والتونسيين في الخارج، تتبع رئاسة الحكومة نظرا لتفرع مصالح التونسيين بالخارج على عدد من المؤسسات الحكومية».
وأصدرت «النقابة الأساسية لديوان التونسيين في الخارج» بيانا استنكرت فيه المقترح المقدم من قبل بن فرج الذي قالت إنه «سكت دهرا ونطق كفرا»، كما اتهمت بن فرج بـ «الفساد والجهل والانحطاط الأخلاقي».
وأثار بيان النقابة موجة انتقادات في البلاد، حيث اعتبرت «النهضة» أنه «يتناقض مع أدنى أخلاقيات التعايش بين التونسيين وأخلاقيات العمل النقابي الشريف في مدرسة الشهيد فرحات حشاد»، معتبرة أنه نوع من «التحريض» ضد بن فرج «على خلفية رأي أبداه في الجلسة العامة بمناسبة أداء دوره النيابي طبق أحكام الدستور، وتعتبر أن ما استهدفه من اعتداء شنيع، اعتداء على الكتلة وعلى كل النواب وعلى المؤسسة الدستورية الأعلى».
وحملت الحركة النقابة المذكورة «التبعات القانونية لما تعمدوا ارتكابه في حق النائب كما تحمل مسؤولية كل ما يمكن أن يلحقه وعائلته من اعتداءات مادية أو معنوية»، ودعت رئاسة البرلمان وجميع النواب إلى «التضامن مع النائب رمزي بن فرج وجدب ما استهدفه من جرائم خطيرة وصلت حد التكفير التي تعد جريمة إرهابية».
وسارع رئيس البرلمان محمد الناصر إلى التعبير عن استياء البرلمان واستنكاره لما جاء في بيان «النقابة الأساسية لديوان التونسيين في الخارج» الذي اعتبر أنه تضمن «مساً بكرامة النائب رمزي بن فرج، وهذا سب وشتم غير مقبول لأن النائب المذكور مارس دوره كنائب وتكلم بحرية (وهذا حقه)، وأعبر باسم المجلس عن تضامننا مع النائب المذكور ورفضنا لكل ما يمس حرمة المجلس وكرامة النواب».

رئيس مجلس الأمن: زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام إلى المنطقة تخلق «دينامية جديدة» لدفع العملية السياسية

الرباط – «القدس العربي»: أكد رئيس مجلس الأمن، سفير إيطاليا لدى الأمم المتحدة، سيباستيانو كاردي، أن أعضاء المجلس أشادوا، أمس الأول الأربعاء، بالزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر إلى المنطقة، معتبرين أن هذه الجولة من شأنها أن تخلق «دينامية جديدة» ضرورية للدفع بالعملية السياسية.
وقال كاردي، رئيس مجلس الأمن لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بعد المشاورات المغلقة التي أجراها كوهلر مع أعضاء مجلس الأمن، إن أعضاء المجلس «أشادوا» بتعيين كوهلر وبزيارته للمنطقة، التي «تشكل مساهمة مهمة لخلق دينامية جديدة وزخم جديد ضروريين للدفع قدما بالعملية السياسية» وأن الأعضاء الـ 15 للمجلس، أعربوا عن «دعمهم» للجهود التي يبذلها المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة ونظرته الثاقبة لإطلاق دينامية وروح جديدتين في مسار المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، للوصول إلى حل سياسي متوافق عليه كما أعربوا عن «تقديرهم» للجهود التي بذلتها الممثلة الخاصة للأمم المتحدة بالصحراء، كيم بولدوك، التي أعفيت من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بعد تحملها المسؤولية ثلاث سنوات تميزت بتأزم العلاقات بين الرباط والبعثة، خصوصا عندما أقدم المغرب على طرد 84 موظفًا مدنيًا أعضاء في البعثة، وذلك احتجاجًا على تصريحات الأمين العام السابق، بان كي مون وجدد أعضاء مجلس الأمن تأكيد «دعمهم الثابت» لبعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو).
وأضاف إنه يتعين على المجلس أن ينتظر «الخطوات الموالية» التي سيقوم بها كوهلر للمضي قدما بالملف، مبرزا أن «المجلس يتطلع إلى انخراطه ورؤيته وقيادته».
وقدم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر، أمس الأول الأربعاء بمجلس الأمن الدولي بنيويورك، أول تقرير له حول نزاع الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو؛ وذلك بعد الجولة التي قادته إلى المنطقة الشهر الماضي، والتي زار فيها المغرب ومخيمات تندوف، والجزائر وموريتانيا.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أجل جلسة كانت مقررة يوم 24 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لإفساح المجال للمبعوث الأممي لتقويم نتائج الزيارة، وإجراء مناقشات مع مجموعة أصدقاء الصحراء المغربية بنيويورك.
ورفض كاردي إعطاء تفاصيل أكثر وأشار إلى أنها المرة الأولى التي يلقي فيها هورست كوهلر عرضه أمام مجلس الأمن، «نحن نعلم أن قضية الصحراء معقدة، ولكن الرجل يقوم بخطواته الأولى، وعلينا أن ننتظر العمل الذي سيقوم به»، وكشف عن أن جميع أعضاء مجلس الأمن عبروا عن تأييدهم الواسع لتصوره حول قضية الصحراء وحول نتائج جولته إلى المنطقة، أوضح الرئيس الدوري لمجلس الأمن: «كوهلر قدم معطيات عامة، ومن الصعب أن نقدم نتائج الآن حول زيارته إن كانت إيجابية أم لا، ولكنها تُعطي إحساسًا جيدًا».
وأكد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، أنه حظي بـ «التشجيع من قبل مجلس الأمن».
وقال سفير السويد لدى الأمم المتحدة، عضو غير دائم في مجلس الأمن «إننا ندعم بقوة إعادة إحياء مسلسل تسوية قضية الصحراء»، وأضاف «نتطلع إلى الاجتماع مع المبعوث الشخصي الجديد خلال إحاطته الأولى للمجلس، ونحن نؤيد بقوة إحياء هذا المسلسل، وسنسعى إلى منحه دينامية جديدة».
وقال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، فرانسوا دولاتر، قبيل بدء هذه المشاورات إن الزيارة الأخيرة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كوهلر، تندرج في إطار «الزخم الجديد» لتسوية هذا النزاع.
وبعد شهرين من تنصيبه مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، لم يكشف الألماني هورست كوهلر بعد عن استراتيجيته لإحياء الجهود الأممية في حل مشكل الصحراء الغربية، ولم يعلن بعد، بشكل رسمي، ما إذا كان سيستمر في سياسة المبعوث السابق للمنطقة كريستوفر روس، المعتمدة على الاجتماعات غير الرسمية بين مختلف الأطراف، أم سيتجه لإحياء المبادرة التي سبق للهولندي بيتر فان ولسوم في 2007 أن أطلقها، المعتمدة على المفاوضات المباشرة.

«النهضة» تندد بـ «تكفير» نقابيين تونسيين أحد نوابها

حسن سلمان:

القوات العراقية تطلق عملية لتطهير الجزيرة… ومقتل قائد ميداني في جبال حمرين

Posted: 23 Nov 2017 02:25 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: بعد مضي ستة أيام على إعلان القوات المسلحة المشتركة تحرير راوة غربي الأنبار، آخر منطقة كان يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، شرعت القوات ذاتها مدعومة بطيران الجيش بالمرحلة الثانية من عمليات «تطهير» الجزيرة وأعالي الفرات، وصولاً إلى الحدود العراقية ـ السورية وتأمينها.
والقوات العراقية، تستهدف في هذه العملية، مناطق الجزيرة، الواقعة ضمن حدود ثلاث محافظات هي صلاح الدين ونينوى والأنبار، وفقاً لتصريح قائد عمليات تطهير أعالي الفرات والجزيرة الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله، أوردته خلية الإعلام الحربي.
وطبقاً للمصدر، فإن القطعات المشاركة في العملية: من الجيش (قيادة عمليات صلاح الدين، واللواء91/ الفرقة16، واللواء المدرع 34 واللواء المدرع 35 ولواء المشاة الآلي 36 ولواء المشاة الآلي 37، ضمن الفرقة التاسعة)، فضلاً عن الشرطة الاتحادية، و15 لواءً وتشكيلاً من «الحشد».
وعقب انطلاق العملية بساعات قليلة، أعلنت خلية الاعلام الحربي مقتل القائد الميداني أحمد الشيال الجبوري، ضمن اللواء الـ88 في الجيش العراقي، بانفجار عبوة ناسفة مزروعة في جبال حمرين.
وبالتزامن مع عمليات تطهير الجزيرة، انطلاق عملية أمنية لتفتيش وتطهير مساحات واسعة بين محافظتي صلاح الدين وكركوك.
وقال قائد عمليات كركوك اللواء علي فاضل عمران، في بيان أن «عملية أمنية انطلقت صباح اليوم (أمس)، بمشاركة قطعات عسكرية تمتد من مناطق شمال غرب كركوك ومرتفعات وتيرة ضمن حدود قضاء الدبس وبأمتداد حقلي باي حسن وئافانا النفطي وصولا لحدود محافظة صلاح الدين».
وأضاف: «العمليات بوشر بها بمساندة طيران الجيش وعمليات كركوك وصلاح الدين»، مؤكداً انها «تهدف لملاحقة الفارين من عناصر داعش والبحث والتفتيش عن المتفجرات والاسلحة التي تركها التنظيم بعد هزيمته بالحويجة واستعادة مناطق جنوبي كركوك وغربيها». وطبقاً للقائد العسكري، فإن «القوات الأمنية استطاعت خلال شهر بعد استعادة الحويجة، وإلى يوم أمس (الأول)، من قتل 206 إرهابيين والعثور على 25 نفقا ومخبأ لداعش ومصادرة اربعة آلاف مقذوف ومتفجر للتنظيم، وإبطال مفعول اكثر من 600 عبوة ناسفة زرعها التنظيم على طول الخطوط النفطية الممتده من كي وان (قاعدة عسكرية) حتى منطقة الفتحة». في المقابل، أكدت لجنة الامن والدفاع النيابية، انتهاء تنظيم «الدولة» عسكرياً في العراق، مشيرا إلى ان المرحلة المقبلة تتطلب تفعيل الجانب الاستخباري للقضاء على الخلايا النائمة.‏
وقال رئيس اللجنة النائب حاكم الزاملي في بيان، إن «القوات المسلحة العراقية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها تمكنت من تحرير الاراضي التي ‏سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي في عهد الحكومة السابقة (بزعامة نوري المالكي)»، لافتاً إلى ان «التنظيم الإرهابي اصبح بحكم ‏المنتهي عسكرياً».‏
وأضاف أن «الانتصارات متتالية، وتمكن القوات العسكرية من حسم المعارك بتوقيتات زمنية قياسية ‏لم يأت من فراغ»، مشيراً إلى ان «التجهيز والتدريب والتسليح والوعي الاستخباري والامني واختيار القيادات ‏الامنية الكفوءة والخبرات المتراكمة هي من ساهمت في تحقيق ذلك».‏
وتابع: «القوات المسلحة تمكنت من قتل اكثر من 70 ألف مقاتل إرهابي عراقي واجنبي فضلاً ‏عن اعتقال 5 آلاف إرهابي بينهم قيادات كبيرة اغلبهم من دول اجنبية»، مشدداً على «أهمية تفعيل الجانب ‏الاستخباري للقضاء على الخلايا ‏النائمة المتخفية بين المواطنين وغلق مرحلة تواجد تنظيم داعش الإرهابي ‏في العراق إلى الابد».‏

القوات العراقية تطلق عملية لتطهير الجزيرة… ومقتل قائد ميداني في جبال حمرين
لجنة الأمن والدفاع تعلن قتل واعتقال 75 ألفا من «الدولة» بينهم أجانب

مصر تقرر فتح معبر رفح «استثنائيا» للمرة الثانية خلال أسبوع وطلبة المنح يشرعون باعتصام مفتوح حتى حل مشكلتهم

Posted: 23 Nov 2017 02:25 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: في خطوة من شأنها أن تخفف قليلا من مأساة «الحالات الإنسانية» في قطاع غزة التي تحتاج للسفر بشكل ملح، قررت مصر أن تعيد فتح معبر رفح، لثلاثة أيام أخرى «استثنائيا» تبدأ مطلع الأسبوع المقبل، بعد أن أغلقته منتصف الأسبوع الجاري، عقب عملية فتح كانت الأولى منذ تسلم الحكومة الفلسطينية إدارة هذا المعبر من حركة حماس، فيما دخل الطلبة الحاصلون على منح خارجية في اعتصام مفتوح أمام بوابة المعبر، لحين سفرهم للالتحاق بجامعاتهم.
وأعلن رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ ، أن الجانب المصري أبلغهم بفتح معبر رفح أيام السبت والأحد والإثنين من الأسبوع المقبل، في كلا الاتجاهين. وهذه هي المرة الثانية التي تفتح فيها مصر المعبر أمام حركة المسافرين من قطاع غزة، منذ تسلم الحكومة إدارة المعبر من حركة حماس، حيث جاءت عملية الفتح السابقة أيام السبت والأحد والإثنين الماضيين، بعد نحو ثلاثة أشهر من الإغلاق المتواصل للمعبر، وهو ما يبعث أملا لدى السكان في تخفيف حدة أزمة سفر الحالات الإنسانية، إذا ما تكررت عملية الفتح على هذا النهج، إذ يعتمد فتح هذا المعبر الأساسي لقطاع غزة على فترات متقاربة.
وفي قطاع غزة هناك نحو 30 ألف حالة انسانية مسجلة للسفر، تشمل المرضى والطلاب وأصحاب الإقامات في الخارج. واشتكى هؤلاء خلال عملية الفتح السابقة من عدم تمكن غالبيتهم من السفر، حيث اقتصر السفر على نحو 1500 مسافر على مدار أيام الفتح الثلاثة، بينهم عدد كبير من أصحاب «التنسيقات الخاصة» وهم من خارج هذه الفئات المحتاجة للسفر بشكل ملح.
وفي اليوم الأخير من عملية الفتح السابقة، تظاهر مئات الطلبة الحاصلين على منح دراسية، أمام بوابة المعبر، وعبروا عن خشيتهم من ضياع هذه المنح الدراسية عليهم، مع بداية الفصل الدراسي قبل أكثر من شهرين، وطالبوا بسرعة فتح المعبر بشكل كامل، من أجل إتاحة الفرصة أمامهم للسفر بشكل يسير. وحمل المتظاهرون لافتات تطالب مصر بتسهيل عملية السفر، وفتح المعبر، وكتب على إحداها «إغلاق المعبر جريمة بحق الإنسانية» و «افتحوا معبر رفح».
وطالب محمود الرقب الذي تحدث باسم العالقين، السلطات المصرية بفتح المعبر ليتسنى للمرضى والطلاب والزوجات العالقات، وأصحاب الإقامات المغادرة. وطالب الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية، بالتدخل من أجل إنهاء مأساة المسافرين على الحواجز الأمنية المنتشرة في مناطق سيناء خلال رحلات الخروج والعودة إلى غزة.
وأعلن الطلبة المتظاهرون استمرارهم في الاعتصام على بوابة معبر رفح، لحين وضع كشوفات السفر الخاصة بهم، على سلم أوليات السفر، وإنهاء كشوفات «التنسيقات المصرية».
وتتطلب عملية التنسيق للسفر عبر الكشوف الخاصة، التي لا تخضع لعملية التسجيل المعتادة، من الشخص الراغب بالسفر دفع مبلغ مالي كبير، يصل إلى نحو 2500 دولار أمريكي.
وكانت هناك آمال كبيرة يعقدها سكان غزة على فتح المعبر بشكل دائم ويومي، بعد أن أوكلت مهمة إدارته للحكومة الفلسطينية، وفق اتفاق المصالحة الأخير، خاصة وأن مصر كانت تشترط سابقا أن توكل إدارة المعبر للسلطة الفلسطينية، قبل فتحه بالشكل الدائم، بدلا من عمليات الفتح الاستثنائي، التي تكون على فترات متباعدة جدا.
يشار أيضا إلى أن ما أغضب الطلبة الفلسطينيين، هو تراجع السلطات المصرية عن تمديد فتح المعبر حتى نهاية الأسبوع الجاري، حسب ما وعدت به في آخر أيام الفتح السابق.
والمعروف أن معبر رفح بات المنقذ البري الوحيد لسكان غزة على العالم، منذ أن فرضت إسرائيل حصارها المحكم على القطاع قبل 11 عاما، الذي يشمل وضع قيود مشددة على حركة مغادرة المسافرين من معبر بيت حانون «إيرز». وتغلق مصر المعبر بشكل كامل منذ صيف عام 2013، ولا تعيد فتحه إلا لأيام معدودة وعلى فترات متباعدة لا تكفي حاجة سكان غزة. وعمليات الفتح هذه ليست مرتبطة بترتيبات السلطة الفلسطينية الخاصة بفتح المعبر وفق ما كان عليه الوضع قبل سيطرة حماس على غزة، بناء على اتفاق تسلمها إدارة معابر القطاع، وتبقى تحت مسمى «الفتح الاستثنائي».

مصر تقرر فتح معبر رفح «استثنائيا» للمرة الثانية خلال أسبوع وطلبة المنح يشرعون باعتصام مفتوح حتى حل مشكلتهم
العالقون دعوا لوقف «كشوفات التنسيقات المصرية» وإنهاء مأساة المسافرين على الحواجز الأمنية

تريّث الحريري في الاستقالة أنعش الليرة… وتشديد على «النأي بالنفس»

Posted: 23 Nov 2017 02:24 PM PST

بيروت – «القدس العربي» : تعبّر القوى السياسية جميعها عن ارتياحها للمخرج الذي أفضت اليه الاتصالات والقاضي بتريث رئيس الحكومة سعد الحريري عن تقديم استقالته لمزيد من التشاور حتى أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اشار الى «أن تريّث الحريري في اعلان الاستقالة انعكس ايجاباً على الاسواق»، كاشفاً «أن السوق المالية شهدت اليوم (أمس) عرضاً لبيع الدولار».
ولفتت معلومات الى أن مخرج التريث كان نتيجة لمقترح قدّمه رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الرئيس اللبناني ميشال عون على اساس «لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم» بحيث يحفظ هذا المقترح قدراً من ماء الوجه للمملكة العربية السعودية على اعتبار أن التريث لا يمثّل سحباً كلياً للاستقالة وإنما تعليقاً لها في انتظار حوار سيعقد لهذه الغاية. وقد تجاوبت المملكة مع المقترح اللبناني عن طريق السفارة الفرنسية.
الى ذلك، يستعد الرئيس سعد الحريري لتوقيع عدد من المراسيم والدعوة ربما الى جلسة لمجلس الوزراء، وهو شارك امس في افتتاح اعمال المؤتمر المصرفي العربي السنوي لعام 2017 في فندق فنيسيا، وقال «ان همّنا الاساسي الاستقرار. وهذا ما سنعمل عليه وعلينا التكاتف جميعاً لمصلحة لبنان ويجب ان نصل الى سياسة النأي بالنفس بالفعل وليس بالقول فقط». واعتبر «ان المرحلة التي مرّت هي صحوة لنا جميعاً ومن مصلحة لبنان الا ننظر الى المشاكل حولنا على الرغم من أهميتنا ولكن لبنان اهم».
وفي اجتماع مشترك لكتلة «المستقبل» النيابية والمكتب السياسي والمكتب التنفيذي لـ»تيار المستقبل»، انعقد امس برئاسة الحريري في «بيت الوسط»، خصص للاطلاع منه على التطورات السياسية، محلياً واقليمياً، وتقييمه لمستجدات المرحلة وكيفية مقاربتها والتعامل معها صدر بيان عبّر في خلاله المجتمعون «عن ارتياحهم التام الى عودة الرئيس سعد الحريري الى موقعه الطبيعي في قيادة المسيرة السياسية والوطنية، ورأوا في التحرك الذي سعى ويسعى اليه التزاماً مسؤولاً بالخيارات التي تحمي استقرار البلاد، وتجنبه مخاطر الانزلاق في الحرائق المشتعلة من حوله».

النأي بالنفس

وتوقف الاجتماع «عند تجاوب الرئيس الحريري مع تمني فخامة رئيس الجمهورية التريث في تقديم الاستقالة، واعتبرها خطوة حكيمة لأجل المزيد من التشاور، حول الأسباب والخلفيات، وإعادة الاعتبار الى مفهوم اعادة النأي بالنفس عن الحروب والصراعات المحيطة، والامتناع عن كل ما يسيء الى علاقات لبنان باشقائه العرب، ورفض تدخل اي جهة لبنانية او إقليمية في الشؤون الداخلية للبلدان العربية. وتوجّه اجتماع الكتلة والمكتب السياسي والمكتب التنفيذي بأنبل مشاعر الامتنان والتقدير للحشود الشعبية التي تقاطرت من كل لبنان الى بيت الوسط، حاملة رايات الوفاء للرئيس سعد الحريري، لتجدد الثقة بقيادته وخياراته وسلامة التوجهات التي يقوم بها، في سبيل استقرار لبنان وحماية عروبته، وتأكيد التزام اتفاق الطائف»، معتبراً « أن جمهور تيار المستقبل قدم مشهداً وطنياً راقياً ورائعاً، في الوفاء لزعامته وفي تأكيد التفويض لدورها ومكانتها في الشراكة الوطنية، وفي حماية لبنان من الاخطار المحدقة وتقديم المصلحة اللبنانية العليا على مصالح الآخرين». وختم البيان «أنه زمن التيار الأزرق الذي ينتفض مجدداً دفاعاً عن استقرار لبنان وسلامة العيش المشترك بين ابنائه، وتحصيناً لعروبته في وجه المتطاولين عليها».
تزامناً، واصل حزب الله تخفيف نبرته السياسية بموازاة الحديث عن تسوية جديدة على الرغم من حديثه عن انجازات محور المقاومة وانتصاراته الاستراتيجية. وأبدت كتلة «الوفاء للمقاومة» بعد اجتماعها امس «ارتياحها الكبير لمآل التطورات السياسية في لبنان، والتي كانت نتاج تمسك اللبنانيين بوحدتهم وسيادتهم واستقلالهم وكرامتهم الوطنية ورفضهم لأي املاءات خارجية». وأعربت الكتلة «عن اعتزازها بالإدارة الاستثنائية والمميزة التي يتولاها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في هذا الاتجاه بمؤازرة وتضامن دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري»، ورأت «في تعاون الاطراف المعنية من أجل معالجة ما تبقى من آثار للأزمة التي نشأت، مؤشرات واعدة يبنى عليها للتوصل إلى ايجاد المخارج المناسبة».وأكدت « أن عودة دولة رئيس الحكومة الى البلاد والتصريحات الايجابية التي صدرت عنه، والمسار الايجابي الذي تسلكه المساعي والمشاورات تبشّر بإمكانية عودة الامور الى طبيعتها «.

رسالة

وفي رسالة لها مغزاها في التوقيت والمضمون، وجّه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رسالة الى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أكد فيها «تمسك لبنان الكامل بروح ونص ميثاق جامعة الدول العربية وخصوصاً مادته الثامنة التي تنص على إحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية». كما أكد «رفض لبنان تهديد أمن وسيادة الدول العربية الشقيقة كافة واستعداده للتعاون القضائي مع أي تحقيقات تجريها الأجهزة المختصة بشأن التهديدات أو الأعمال الإرهابية التي تطالها من أي جهة أتت».
وشدد الوزير باسيل على «أن سياسة لبنان قائمة على إبعاده عن نيران الأزمات المحيطة به مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على صون مصلحته العليا واحترام القانون الدولي والإحترام المتبادل للسيادة في علاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة».
وأوضح وزير الخارجية «أن لبنان يسعى لأن يبقى واحة سلم وسلام وأن لا ينتقل بهوى البعض وفعل البعض الآخر الى ساحة قتل وقتال، وهو أسّس لسياسة توافقية بين مختلف مكونات المجتمع تقوم على المشاركة الحقيقية في الحكم بين اللبنانيين، متناصفين بين المسلمين والمسيحيين ومتعادلين بين سنـّة وشيعة. فيما باشرت مؤسسات الدولة ورشة نهضوية بعد أن إنتظم عملها الدستوري وإنطلقت عجلة الإقتصاد في ظل حكومة وحدة وطنية جامعة». وحذّر من « أن المس بالاستقرار في لبنان سيؤثر على استقرار دول المنطقة وسيكون له تداعيات على النازحين السوريين إلى أراضيه، كما سيؤدي الى إضعاف خاصرة الجيش اللبناني الذي ساهم في إجتثاث الجماعات الإرهابية من الأراضي اللبنانية. ومن هنا أهمية المحافظة على دور لبنان في هذا المجال، وفق تعريف الإتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي ميّزت بين المقاومة والإرهاب، والمرجعيات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي».
ودعا « جامعة الدول العربية الى مد يد العون للمؤسسات اللبنانية ودعم استقرار لبنان حفاظاً على دوره ورسالته، كما دعا الإخوة والأشقاء العرب الى التمعّن في ما قد يضمره البعض من مخططات لزعزعة الوضع في لبنان بهدف إضعاف قدرته على مقاومة غطرسة الإرهاب وإسرائيل»، مؤكداً «أن لبنان سيكون دائماً الى جانب أشقائه العرب في هذه المعارك المصيرية التي تهدد سيادة الدول وكرامة الشعوب ومستقبل الأمة». وكان ابو الغيط زار امس الرئيس الحريري ووصف اللقاء بالإيجابي وكشف عن اتفاق على اللقاء في مقر الجامعة العربية عندما يزور الحريري القاهرة.

تريّث الحريري في الاستقالة أنعش الليرة… وتشديد على «النأي بالنفس»

سعد الياس:

سياسيون وحقوقيون سوريون ينتقدون مخرجات «الرياض 2»

Posted: 23 Nov 2017 02:24 PM PST

حلب – «القدس العربي»: يرى رئيس مجموعة العمل من أجل سوريا بسام القوتلي في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: أن الأمور عادت إلى الصفر بعد البيان الختامي لمؤتمر الرياض، حيث تم الغاء مرجعية الهيئة العليا للمفاوضات ومخرجات الرياض1 وعدم البناء عليها. وأضاف، «لقد تم إدخال هيئة تنسيق ومنصة موسكو ضمن العملية التفاوضية الجديدة، ما يعني فعلياً أنهما أصبحا مرجعية للوفد التفاوضي، وبالتالي ستكون إشكالية كبيرة بسبب موقفهما المعاكس لمواقف الائتلاف والمجموعات الأخرى».
وأكد على أن مؤتمر الرياض2 فشل في الحفاظ على ثوابت الثورة السورية، معتبراً ان المؤتمر كان أداة لتغيير أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات، بسبب عدم الرضى الدولي عليها، خاصة أن الوفد الذي ذهب إلى الرياض قدم تنازلات وسمح لمنصتي موسكو والقاهرة بحضور المؤتمر.

خداع بالتنسيق مع السعودية

بدوره قال القاضي والمعارض السوري حسين حمادة إن ما قيل عن التمثيل للقوى المشاركة هو خداع في حقيقته، حيث كان العمل نتيجة لجنة تحضيرية غير معروفة عملت بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية في تسمية بعض الشخصيات دون معايير موضوعية.
وأوضح حمادة في حديثه لـ«القدس العربي»، أن الافكار الواردة في البيان الختامي لم تؤسس لشكل تنظيمي صحيح تبنى عليه أي آثار عملية، حيث كان يجب مطالبة المجتمع الدولي برعاية دولية لمؤتمر وطني يتم من خلال حوار سوري – سوري دون تدخل جهات خارجية في تسمية أشخاصه وبرامج عمله. وأشار إلى أن البيان الختامي للمؤتمر تضمن عبارات إنشائية مطلبية، وابتعد عن ذكر عبارات لها مدلول سياسي حقوقي ووفق مبادئ دستورية واضحة وقواعد قانونية بينة.
وأضاف أن كل عبارة في البيان الختامي تحتاج إلى تفصيل دقيق مع العلم أنه لا يعتمد على صيغة البناء على المشتركات فقط وإنما يجب أن تتعدى الصيغة لتشمل الحلول للقضايا الجزئية الخلافية ومن ثم تدوينها بلغة سياسية حقوقية وفق قواعد محكمة لا لبس فيها ولا غموض.
ولفت إلى أن البيان الختامي لم يتحدث عن مصير المظاهر المسلحة سواء من جيش النظام وشبيحتة أو من الأطراف الأخرى المنتشرين في المدن والبلدات والقرى! وما هو مصير معتقلي الرأي والمفقودين؟ وهو يرى أنه كان على المجتمعين أن يطالبوا بتطبيق مبدأ العدالة والمحاسبة لكل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري من أي طرف كان من خلال إحالة مرتكبي هذه الجرائَم إلى المحكمة الجنائية الدولية بقرار يصدر عن مجلس الأمن تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

سياسيون وحقوقيون سوريون ينتقدون مخرجات «الرياض 2»

عبد الرزاق النبهان:

العبادي يستعين بفريق قضائي محلي ودولي لتطهير مؤسسات الدولة من «الفاسدين»

Posted: 23 Nov 2017 02:23 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: يخوض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي غمار «حرب جديدة»، ضد ما سماهم «الفاسدين»، بعد الانتهاء من عمليات التحرير من تنظيم «الدولة الإسلامية»، بالتعاون مع فريق قضائي محلي ـ دولي مشترك.
وسبق للعبادي، أن أعلن، في وقت سابق، عن اتفاق العراق مع فريق دولي مختص بالتحقيق قي قضايا الفساد في العراق، فضلاً عن تتبع «أموال الفاسدين» في الخارج.
وخلال اجتماع العبادي، بالهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات، أمس الخميس، قال إن «محاربة الحكومة للفساد ليست شعاراً وإنما عمل لتطهير كافة مؤسسات الدولة من الفاسدين»، مشيراً إلى أن «هذا العمل مدروس».
وكشف، وفقاً لبيان أورده مكتبه الإعلامي، عن «حملات» يقودها «فاسدون» لـ»خلط الأوراق واتهام الجميع بالفساد».
وتابع: «كلما نقضي على فاسد سنزداد قوة (…) علينا أن نميّز بين خطأ إداري بسيط وفساد حقيقي»، مبيناً أن «هناك فسادا غير مباشر يتمثل بتنفيذ مشاريع ليست ذات أهمية للمواطن وليست من أولويات المحافظة، وهذا ما أدى إلى أن يكون التطور في البلد ليس بحجم الإنفاق».
وشدد رئيس الوزراء العراقي، على ضرورة «تسهيل عمل المستثمرين»، مؤكداً «إقبال الشركات العالمية للاستثمار في العراق، ويجب تقليل الروتين ومحاربة الفساد وتسهيل إجراءات المستثمر».
في الأثناء، كشف النائب عن ائتلاف دولة القانون جاسم محمد جعفر، عن وجود لجنة تضم عددا من القضاة يشرف عليها بشكل مباشر مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي لمتابعة قضايا الفساد وهدر المال العام.
وقال إن «هناك اكثر من 22 مليار دولار هربت من أموال العراق بعد احداث 2003 ودخول القوات الأمريكية، اضافة إلى مبالغ اقل منها هدرت او سرقت عبر صفقات فساد ومشاريع في الفترة التي لحقتها من قبل شخصيات فاسدة».
وبين أن «تلك الشخصيات الفاسدة اغلبها خارج العراق او في اقليم كردستان ولديها اذرع وجهات سياسية تدعمها داخل العراق (…) وبعض التجار والمقاولين الفاسدين».
وأشار النائب عن ائتلاف دولة القانون، بزعامة نوري المالكي، إلى أن «متابعة قضايا الفساد خاصة للموجودين خارج البلد بحاجة إلى اثبات ان تلك الاموال المهربة هي مسروقة من البلد سواء بصفقات فاسدة او بتهريب نفط بطرق غير شرعية، وبعدها يصدر أمر قضائي لمتابعتهم واسترداد الاموال والقبض على تلك الشخصيات».
ولفت إلى أن «رئيس الوزراء بدأ فعليا باجراءات متابعة الفاسدين وهنالك عمل ابتداء بجمع المعلومات والوثائق لاثبات سرقة الاموال والفساد وهدر المال العام لعرضها على قضاة تحقيق لاصدار قرار تجاههم».
وتابع: «هناك عدد من القضاة يعملون الآن فعليا على تلك القضايا وبإشراف وارتباط مباشر مع مكتب رئيس الوزراء بغية الاسراع بحسم تلك القضايا وضمن ابعادهم عن الروتين والضغوطات السياسية او الشخصية التي من الممكن ان يتعرضوا لها في حال سلك الطرق التقليدية بمتابعة القضايا».

العبادي يستعين بفريق قضائي محلي ودولي لتطهير مؤسسات الدولة من «الفاسدين»
العراق يسعى لاسترداد أكثر من 22 مليار دولار من أمواله المهربة إلى الخارج

بغداد تنتظر تسمية الوفد الكردي المفاوض… و«صفقات» تؤخر مقاضاة 15نائبا شاركوا في الاستفتاء

Posted: 23 Nov 2017 02:22 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: تترقب الأوساط السياسية في العاصمة بغداد، توحيد الموقف السياسي بين الأحزاب الكردستانية في إقليم كردستان العراق، وتسمية وفدٍ موحد يكلّف رسمياً بخوض الحوار مع الحكومة الاتحادية.
النائب عن التحالف الوطني رزاق محيبس، قال لـ«القدس العربي»، إن «موافقة إقليم كردستان على قرار المحكمة الاتحادية القاضي بعدم دستورية الاستفتاء والنتائج المترتبة عليه، يعني نهاية تلك المرحلة والدخول بمرحلة جديدة مع بغداد أساسها الحوار».
وأشار النائب عن الكتلة الشيعية الأكبر في مجلس النواب العراقي إلى وجود «خلافات داخل البيت الكردي؛ نتمنى أن تنتهي، ليعود الموقف الكردي موحداً، تمهيداً لتسمية أعضاء الوفد المفاوض مع المحكمة الاتحادية في القريب العاجل».
ووفقاً للمصدر، فإن الأزمة بين بغداد وأربيل لا تحل بـ»الوساطات»، لافتاً إلى أن «زمن المجاملات والتدخلات والوساطات قد ولى».
وأضاف: «هناك معايير وقوانين تحكم إدارة الدولة العراقية، وعلى الجميع أن يحترمها»، مؤكداً أن «مجلس النواب يؤيد الخطوات التي تتبعها الحكومة الاتحادية بكونها تأتي وفقاً لرؤية استراتيجية».
ولم ينجح مجلس النواب العراقي في التصويت على مقاضاة 15 نائباً كردياً شاركوا في الاستفتاء الذي جرى في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، في خطوة تصب في مسار التهدئة للأزمة بين بغداد وأربيل.
وقالت عضو مجلس النواب العراقي عالية نصيف، لـ«القدس العربي»، إن «اللجنة المكلفة بالتحقيق في ملف النواب المشاركين والمحرضين للاستفتاء أنهت أعمالها، وقرأت تقريرها في مجلس النواب (…) نحن ننتظر التصويت على قرار اللجنة، وقرار البرلمان الذي أمر بتشكيلها، لكن التوافقات السياسية تدخلت في عمل هذه اللجنة».
واتهمت نصيف، أحد أعضاء للجنة التحقيقية، هيئة رئاسة مجلس النواب بـ»محاولة تمييع إدراج التصويت على تقرير اللجنة ضمن جدول أعمال جلسات البرلمان، فضلاً عن وجود صفقات سياسية داخل مجلس النواب لانسحاب النواب وكسر نصاب الجلسة التي يتم فيها طرح هذا الموضوع».
ودعت أعضاء مجلس النواب العراقي إلى «احترام قرارات المؤسسة التشريعية، التي ضربت من خلال التصريحات والأدلة المثبتة على النواب الأكراد المشمولين بالتحقيق»، مطالبة أيضاً النواب بـ«التضامن مع اللجنة المصغرة، والتصويت على تقريرها الذي أدان 15 نائباً كردستانياً».

رفض قرار «الاتحادية»

وفي أربيل، لا يزال الموقف الكردي رافضاً لقرار المحكمة الاتحادية، بشأن «عدم دستورية الاستفتاء».
ويرى القادة الأكراد إن صلاحيات المحكمة تقتصر فقط على تفسير الدستور وليس إصدار القرارات، وفقاً لنائب رئيس برلمان إقليم كردستان العراق جعفر ايمينكي الذي قال لـ»الاناضول»، إن «قرار المحكمة الاتحادية العراقية (…) كان قراراً منتظراً».
وأكد انه «لا يخفي القلق من وجود محكمة اتحادية بهذه الصيغة الحالية».
وأوضح أن «هذه المحكمة تم تشكيلها عام 2004، وكان يفترض ان يعاد تشكيلها بعد اقرار الدستور العراقي الدائم، إلا أن هذا ما لم يحصل»، مبيناً أن «القضاة نفسهم تم تعيينهم في ظل سلطة الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر».
وبين أن «إقليم كردستان قلق ازاء كل ذلك الصمت الذي اطبق على المحكمة تجاه عدم تنفيذ حقوق شعب كردستان في الدستور العراقي»، لافتاً إلى أن «هناك الكثير من التناقضات في قرارات رئيس الحكومة العراقية وقرارات المحكمة الاتحادية».
وحسب نائب رئيس برلمان الإقليم «إذا كان رئيس الحكومة حيدر العبادي مهتما بتفسيرات المحكمة الاتحادية، كان يجب ان ينتظر قراراتها ومن ثم اجـراء التحقيقات واتخـاذ الاجـراءات القانونية والدستورية تجاه استفتاء الاقليم».
وتابع: «قرار المحكمة الاتحادية بشان الغاء استفتاء الاقليم سياسي وليس له اي اساس دستوري وبعيد عن روح وجميع المواد الدستورية»، متهماً الحكومة والبرلمان والمحكمة الاتحادية بـ«التخبط في اتخاذ القرارات».
وأكد رفض برلمان إقليم كردستان العراق القرار الذي أصدرته المحكمة الاتحادية بشأن استفتاء الإقليم، مضيفاً: «وفقا للدستور العراقي فان التعبير عن الرأي ليس بجريمة (في إشارة إلى الاستفتاء)، بل هو اداة ديمقراطية دستورية (…) إذا هؤلاء يتحدثون عن أهداف الاستفتاء ـ التي هي الأخرى دستورية، فقد كانت هناك فرصة للتحاور والحديث حولها».

دعم أممي للحوار

وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقب جلسة خصصها لبحث الأوضاع في العراق، بيانا أعلن فيه دعمه للحوار بين أربيل وبغداد لحل الخلافات والقضايا العالقة بينهما.
ودعا البيان إلى ان يكون الحوار بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان ضمن اطار الدستور العراقي.
ورحب المجلس، بإعلان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، وحكومة كردستان موفقتهما على الحوار، معربا عن دعمه الكامل لمساعي الأمم المتحدة في تعبيد الطريق للمفاوضات بين الجانبين.
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، قد قال في إحاطة ادلى به امام المجلس، لأن «البعثة عرضت المساعدة على أربيل وبغداد إذا رغبتا في ذلك»، مؤكداً على البدء بحوار للخروج من الازمة وتسوية الخلافات بين الجانبين.
وقال المبعوث الأممي: «جميع القضايا العالقة بين الحكومة الفيدرالية وحكومة إقليم كردستان يجب أن تحل عبر الحوار البناء بينهما، بما يؤدي إلى التوصل لحلول دائمة قائمة على الدستور، وتضمن أيضا جميع الحقوق الدستورية لإقليم كردستان العراق وسكانه». وأضاف «تلقينا الخروقات من إقليم كردستان بشأن ما حدث في طوزخورماتو وكركوك يوم 16 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي»، حاثاً السلطات العراقية والكردستانية على «اجراء تحقيق محايد في اية احداث وقعت في الفترة الماضية».
كما أكد «ضرورة رفع الحظر الجوي عن مطارات إقليم كردستان التي فرضته الحكومة الاتحادية في بغداد».

بغداد تنتظر تسمية الوفد الكردي المفاوض… و«صفقات» تؤخر مقاضاة 15نائبا شاركوا في الاستفتاء
مجلس الأمن يدعم موقف العبادي بإجراء «حوار جدي»… وبرلمان الإقليم يرفض قرار المحكمة الاتحادية
مشرق ريسان

خالد لـ «القدس العربي»: ديبلوماسيتنا بطيئة في أوروبا وخلط الأوراق من دول عربية يؤثر سلبا على القضية

Posted: 23 Nov 2017 02:22 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: قال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الموقف الأمريكي في ما يتعلق بإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، هو مؤشر على طبيعة السياسة الأمريكية والمشروع السياسي مثار الحديث والمسمى «صفقة القرن»، وهو مؤشر أنها صفقة وهمية وخدعة كبيرة.
 ووصف في تصريح لـ «القدس العربي» الموقف الأمريكي أنه يعكس ازدواجية معايير واضحة من دولة تصمت على انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني، والاستيطان والاعتقالات الجماعية وعمليات التهويد والتطهير العرقي، بينما تحاسب الفلسطيني على كل صغيرة وكبيرة. وأكد أن صفقة القرن هذه لا تتعدى كونها «حكما ذاتيا» لا أكثر ولا أقل.
 واعتبر أن من يعتقد أننا ضعفاء في مواجهة الولايات المتحدة إنما يخطىء، فنحن فقط ضعفاء إذا ما تنازلنا عن حقوقنا وهذا لم ولن يحدث. واتفق المسؤول الفلسطيني مع تصريحات صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي قال فيها «سنعلق الاتصالات مع الإدارة الأمريكية في حال تنفيذ القرار».
 وعبر خالد عن أسفه في حديثه عن الديبلوماسية الفلسطينية بالقول «للأسف ديبلوماسيتنا بطيئة في العلاقة مع دول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الصديقة للشعب الفلسطيني». وهاجم بعض الدول العربية بالقول ان «مواقف بعض الدول العربية المؤثرة تثقل على الديبلوماسية الفلسطينية بسبب عملية خلط الأولويات ما بين القضية الفلسطينية والعلاقة مع إيران».
وأكد أن قضية خلط الأولويات لا تساعد الفلسطينيين على الإطلاق، بل إنها تلحق الضرر بقدرة الديبلوماسية الفلسطينية على مخاطبة العالم بما عليه أن يفعله في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وسياساته وحتى الموقف الأمريكي تجاه الفلسطينيين.
وقال إن «مصدر قوتنا في وحدتنا الوطنية الداخلية ودفاعنا عن حقوقنا الطبيعية ومصالحنا، وكذلك في وحدة موقفنا العربي تجاه قضايانا، فنحن نفتقد الدعم العربي رغم علمنا بانشغال الكثير من الدول بمواجهة التحديات الداخلية، وهو ما أثر سلبًا علينا».
وفي السياق نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن مسؤول فلسطيني رفيع قوله إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض الرد على محادثة هاتفية من البيت الأبيض، كان الهدف منها تحديد موعد للقاء معه خلال الأسابيع القريبة، وبعد ان أمر عباس بتعليق الاتصالات مع الولايات المتحدة، طلب الحصول أولا على توضيحات بشأن مكتب المنظمة في واشنطن، وشطب البند الذي يعتبر منظمة التحرير الفلسطينية تنظيما إرهابيا.
 وحسب المسؤول الفلسطيني، فإن الرئاسة تفضل في هذه المرحلة إرسال عريقات، الموجود في واشنطن للاستشفاء بعد إجراء عملية زرع له، او رئيس المخابرات الفلسطينية العامة ماجد فرج، الذي يعتبر المبعوث الشخصي للرئيس عباس لدى الأمريكيين. لكن جهات في البيت الأبيض نفت الموضوع وقالت إن التقرير كاذب.
وكانت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة التقت ممثل الاتحاد الأوروبي ووكالة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» لدى فلسطين رالف طرّاف في مقر منظمة التحرير الفلسطينية. وناقش الطرفان خلال اجتماعهما آخر المستجدات على الساحة السياسية والتطورات الإقليمية والدولية، بما في ذلك قرار الإدارة الأمريكية الأخير بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
واعتبرت أن القرار الأمريكي يعد خرقاً فاضحاً لعملية السلام ومبدأ حل الدولتين الذي أجمعت عليه الإرادة الدولية والحكومات الأمريكية السابقة، وينال بصورة فاضحة من دورها كراع  نزيه للعملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما تطرقت عشراوي للأوضاع المتدهورة في فلسطين، خاصة الانتهاكات الأخيرة التي تمارسها حكومة الاحتلال في مدينتي القدس والخليل من توسع استيطاني ومصادرة للأراضي وهدم للبيوت، وتشريد للفلسطينيين من بيوتهم. ففي القدس وضواحيها مثل «سلوان وشعفاط وكفر عقب والعيساوية، تواصل اسرائيل سحب هويات المقدسيين، بهدف تغيير معالم المدينة المقدسة عمرانيا وديمغرافيا، تمهيدا لضمها الى دولة الاحتلال، في سلوك تمييزي وعنصري، وتحد فاضح ومخالف للشرعية الدولية وقراراتها. وبهذا فإن إسرائيل بسلوكها الكولونيالي المتواصل، تدمر عملية السلام وتودي بحل الدولتين، وتتنكر فعليا لوجود دولة فلسطينية لصالح أوهامها الأيديولوجية وحلمها بإسرائيل الكبرى.
ودعت عشراوي الاتحاد الأوروبي للتدخل الفوري، حاثة إياه على اتخاذ خطوات عاجلة واستباقية للحد من الخروقات الإسرائيلية المتواصلة والمستمرة يومياً للقانون الدولي والشرعية الدولية. وطالبت دول الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات فاعلة ورادعة، لوقف انتهاكات الاحتلال العسكري الإسرائيلي وممارساته، والاعتراف العاجل بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967.

خالد لـ «القدس العربي»: ديبلوماسيتنا بطيئة في أوروبا وخلط الأوراق من دول عربية يؤثر سلبا على القضية

فادي أبو سعدى:

استياء كبير في المغرب من مسلسل الاعتداءات المتكررة على الأساتذة

Posted: 23 Nov 2017 02:22 PM PST

الرباط – «القدس العربي» : مرت أيام قلائل على حادث الاعتداء الذي تعرض له أستاذ في ثانوية «سيدي داود» التأهيلية في مدينة ورزازات جنوب المغرب، من قبل تلميذه، حتى تكررت الواقعة في مدينة الدار البيضاء بالثانوية التأهيلية «الحسين بن علي» حيث تعرضت أستاذة الرياضيات، أمس الأول الأربعاء، لاعتداء شنيع بالسكين من طرف أحد تلاميذ المؤسسة.
الاعتداءات المتتالية التي تعرض لها عدد من الأساتذة في وقت وجيز، أثارت موجة غضب واستياء كبيرين، أخرجت النقابات التعليمية للشارع للتضامن مع أطر التربية الوطنية. وتعالت أصوات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منددين بهذا السلوك الذي يقع داخل أسوار المدرسة العمومية، مطالبين بتدخل وزارة التربية الوطنية للتعليم، للكشف عن ملابسات مثل هذه الأحداث، واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة في حق هؤلاء التلاميذ.
وبرغم أن المديرية العامة للأمن الوطني، اعتقلت التلميذ الذي يبلغ من العمر 17 سنة، وذكر بلاغ للمديرية، أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه به تحت المراقبة الشرطية رهن إشارة البحث الذي تجريه فرقة الشرطة القضائية، بإشراف من النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذا الفعل الإجرامي. إلا أن مسلسل الاعتداءات التي وقعت بحق عدد من الأساتذة بمجموعة من المؤسسات التعليمية، لم يصل بعد حلقته الأخيرة.
ويرى خبراء في علم الاجتماع، أن الظاهرة تعود إلى نقص التأطير والمرافقة النفسانية والاجتماعية في الوسط المدرسي لتوجيه طاقات التلاميذ إلى مظاهر الإبداع والثقافة بدل توجيهها نحو العنف. وفي هذا الصدد، اعتبر الباحث في علم الاجتماع مصطفى المرابط، أن العنف المدرسي لا يمكن عزله عن العنف المجتمعي، ولا بد من الإشارة إلى أن أغلب حالات العنف التي تسجل في المدارس العمومية ينتمي أغلب تلامذتها إلى فئات أسرية يطغى عليها الفقر والتفكك. كما أن المحيط المدرسي أصبح يعرف انتشار المخدرات وحبوب الهلوسة، ما يجعل التلاميذ عرضة لتعاطيها، ويولد الممارسات العدائية لديهم. وطالب المرابط في حديثه مع «القدس العربي» بإعادة النظر في أسس المنظومة القيمية والتربوية، والاعتراف بأن منظومة التعليم بالمغرب فشلت في حماية التلاميذ من العنف. و تكثيف الجهود من طرف الدولة والمدرسة والأسرة، ووسائل الإعلام، بأنواعها، وكذلك رجال الدين والمجتمع للحد من هذه الظاهرة.
وأكد جواد مبروكي، طبيب ومحلل نفساني، أن ما حدث من اعتداءات على الأساتذة، لا يمكن اعتباره إلا أعراض مرض ينتشر في مجتمعنا، وأن المراهق أو التلميذ يضر مقدسات المجتمع لأن الأستاذ والمدرسة من المقدسات، والأستاذ هو الأب والأم، وما وقع هو طعنة في صميم قلب المجتمع. ونبه مبروكي، إلى أن المسألة خطيرة ومستعجلة تظهر مدى التفكك بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، فالأسرة التي تظل طوال النهار تنتقد الأستاذ والمدرسة، فالأكيد أن الطفل سيعتبر الأستاذ عدوا، وغياب التربية الروحانية والتربية على القيم الإنسانية وكثرة الأحكام المسبقة تؤدي إلى إنتاج انحراف سلوكي. مشددا، على ضرورة إشراك أطراف عديدة للتشاور في هذه المشاكل وبرمجة خطة استراتيجية للحلول، كتكوين الأساتذة على معرفة نفسية الطفل وبالخصوص المراهق، الشراكة بين العائلة والمدرسة، إضافة إلى مراجعة برامج التعليم المتعلقة بقيم التسامح والتعايش والوحدة في التنوع.

استياء كبير في المغرب من مسلسل الاعتداءات المتكررة على الأساتذة

فاطمة الزهراء كريم الله

اليمن: قائد الحرس الجمهوري يؤكد تقدم قوات الجيش في معارك «نهم» بغطاء جوي

Posted: 23 Nov 2017 02:21 PM PST

تعز ـ «القدس العربي»: أوضح قائد قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقا) اللواء الركن سمير عبدالله الحاج أن التحركات العسكرية المتسارعة في الوقت الراهن في جبهة نهم، حققت فيها قوات الجيش الوطني خلال الايام الماضية مكاسب عسكرية عديدة والتي تأتي في إطار التحركات العسكرية نحو العاصمة صنعاء، حيث تم تحرير اكثرمن 15 موقعا آخرها جبال الحمراء ومنطقه البلع والقهر، والمعركة لاتزال هناك مستمرة حتى اليوم.
وقال ان «طيران التحالف العربي يشارك بفاعلية في هذه المعركة والانقلابيين يتراجعون باتجاه نقيل بن غيلان الذي إذا سيطرت عليه قوات الحكومة الشرعية ستكون جميع الاهداف وسط العاصمه صنعاء تحت مرمى نيرانها».
وذكر أن «القوات الحكومية عازمة على استكمال المعركة حتى النهاية وخاصة بعد ان رفضت الميليشا الانقلابية كل الحلول التفاوضية». مشيرا إلى أن «زيارة نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر للجبهات الأمامية واشرافه المباشر على المعركة هناك هو مؤشر واضح على ما ذهبنا اليه من عزم قوات الحكومة الشرعية على حسم معركة صنعاء».
وكشف الحاج انه «في الوقت الحالي يعد الحسم العسكري هو الخيار المتاح الوحيد بعد ان سدت المليشيا الانقلابية كافة طرق الحلول السلمية».
وأضاف «اعتقد انه لاخلاف على الاطلاق بين رؤية التحالف العربي والحكومة الشرعية في ضرورة الحسم العسكري والكل يعمل كفريق واحد وبخطة وتنسيق موحد في هذا الإطار».
وألقت الحرب الراهنة في اليمن بظلالها القاتمة على الوضع الإنساني بشكل كبير، حيث ضاعفت من حدة المعاناة المعيشية وتسببت في تدهور الوضع الاقتصادي إلى أعلى مستوى، وشكلت أزمة خانقة في أكثر من صعيد وعلى كل المستويات والتي كانت نتاجا للأزمة السياسية التي دفعت بجميع الأطراف إلى أتون حرب ضروس وأوصلتهم إلى انسداد الأفق أمام أي فرص للحل وإيقاف الحرب الراهنة على المدى القريب في ظل انفجار الأزمة الاقليمية في الخليج بين أطراف التحالف العربي الذي تدخّل عسكريا لانقاذ اليمن في آذار (مارس) 2015 وإعادة الحكومة الشرعية اليمنية.
ومع تصاعد الأزمة الخليجية الراهنة، يشعر اليمنيون أنهم وصلوا إلى طريق مسدود إثر انشغال الوسطاء والداعمين لكل طرف منهم بأزمته الداخلية، وهو ما انعكس سلبا على الوضع الداخلي في اليمن وتسبب في تدهور الأوضاع الانسانية والاقتصادية والمعيشية وارتفاع نسبة التضخم وانهيار سعر العملة المحلية الريال، إلى أدنى مستوى.
ووصف المحلل السياسي ياسين التميمي لـ«القدس العربي» الوضع الإنساني في اليمن بأنه «أصبح في غاية السوء، فالإجراءات الأخيرة التي فرضها التحالف العربي، فاقمت الوضع إلى حد لا يحتمل من المعاناة المعيشية الناجمة عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية وبالأخص أسعار المشتقات النفطية التي تسببت بدورها في ارتفاع بقية أسعار السلع الأخرى، خصوصاً في ظل ازدهار غير مسبوق للسوق السوداء الذي يتعاظم دورها بهدف بناء اقتصاد موازي يدعم العمليات العسكرية ومشروع فرض النفوذ والسلطة من قبل الانقلابيين الحوثيين».
وأوضح ان المعاناة التي يرزح اليمنيون تحتها لم تعد على حالها بل تفاقمت على المستويات المعيشية والخدماتية والصحية، وزاد أن دخل الملايين من اليمنيين تحت خط الفقر نتيجة توقف السلطتين الشرعية والانقلابية عن دفع مرتبات الموظفين. مشيرا إلى انه «يواكب ذلك جمود غير مسبوق للجهود السياسية خصوصا المبذولة من جانب الأمم المتحدة، ولا يبذل المجتمع الدولي ما يكفي من الضغوط للذهاب نحو الحسم السياسي في اليمن».
وقال «هناك تراجع واضح لدور السلطة الشرعية، نتج عن التهميش المتعمد الذي يمارسه التحالف العربي، على الرغم من وجود رئيس الوزراء في عدن واستمرار محاولاته لإظهار أن الحكومة تعمل في ظل ظروف جيدة… ولا يزال الرئيس ممنوعا من العودة إلى عدن، ومحافظ عدن مبعد وكذلك محافظ تعز وكل مسؤول يريد أن يتصرف كما لو كانت السلطة الشرعية نداً للتحالف، هؤلاء يتم منعهم من العودة إلى اليمن».
وكشف التميمي أن «الإمارات ماضية في دعم الحراك الجنوبي عبر المجلس الانتقالي الذي يشكل نشاطه أحد التحديات الكبيرة أمام الحكومة اليمنية، كما لم تتوفر النية لدى التحالف لتمكين الحكومة من القيام بدورها لتطبيع الأوضاع رغم الجهود التي تحاول أن تظهر أن الأمور تمضي في هذا الاتجاه بالفعل».
وأوضح أن العامل الحاسم الذي يمكن أن ينهي هذا الوضع الخطير على كل المستويات في اليمن هو أن يعود التحالف ليؤدي دوره المفترض كداعم للحكومة الشرعية وليس متحكماً بها.
وأكد« أن المضي في خط الحسم السياسي مع إبقاء الخيار العسكري حاضراً وفاعلاً في الآن نفسه، يظل أحد العوامل المساعدة إذا تبين أن الانقلابيين ليسوا على استعداد للقبول بالحل السياسي والتنازل عن المكاسب لأن الحل السياسي هو ما تحتاجه الأزمة اليمنية الحالية، وهي الأزمة التي احتكمت للوفاق السياسي منذ عام 2011».
وفيما أكد أنه «لا يجب أن يبقى الخيار العسكري مستبعداً»، استدرك أن اليمن «يحتاج إلى ان تكون نهايات المضي في الخيار العسكري متفقة مع مبادئ الوفاق الوطني، ولا يجب أن تكون مدخلاً لتغيير الطبيعة الجيوسياسية للبلاد، أو أن تكون أساساً لصراع جديد».
الى ذلك قال الكاتب الصحافي الدكتور فيصل علي لـ(القدس العربي) ان الحكومة اليمنية تقوم بدور كبير في تطبيع الأوضاع وتسيير مؤسسات الدولة في المناطق المحررة، وذللت الكثير من الصعوبات في حضرموت وعدن وتعز ومأرب وغيرها، إلا أن المواطن اليمني مازال ينتظر تحرير بقية المناطق.
وفي السياق، اتهمت سلطات مطار صنعاء وميناء الحديدة التابعتين لسلطة الحوثيين، التحالف العربي بإعاقة عبور رحلات إغاثية وإنسانية كان مقرراً وصولها أمس الخميس.
وكان التحالف العربي أعلن في بيان (الأربعاء) أنه قرر «إعادة فتح ميناء الحديدة لاستقبال المواد الإغاثية والإنسانية الطارئة وفتح مطار صنعاء لاستقبال طائرات الأمم المتحدة الخاصة بالأعمال الإغاثية والإنسانية اعتباراً من الساعة (التوقيت المحلي) 12:00من يوم الخميس (22تشرين الثاني/نوفمبر».
وأوضح خالد الشايف مدير مطار صنعاء الدولي، أن المطار لم يستقبل حتى ليل الخميس أي طائرة إغاثة، وقال لـ«القدس العربي» إن «التحالف منع أمس الخميس الترخيص بالعبور من جيبوتي لأربع رحلات لمنظمات إنسانية بما فيها الأمم المتحدة من ضمنها طائرة تحمل لقاحات شلل الأطفال».
وكان مطار صنعاء استقبل أمس الأول (الأربعاء) طائرتين أقلت الأولى طاقم جديد للسفارة الروسية في صنعاء؛ فيما أخلت الثانية طاقماً طبياً للصليب الأحمر الدولي بعد عشرة أيام من تدمير إحدى غارات التحالف لأجهزته الملاحية.
إلى ذلك أوضح يحيى شرف رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، أن ميناء الحديدة لم يستقبل أي سفينة منذ بدء سريان قرار التحالف لإلغاء الحضر، وحتى ليل أمس الخميس. وقال لـ«القدس العربي»: مازال الوضع كما هو عليه منذ فرض التحالف الحضر على الرحلات الإغاثية قبل 18 يوماً. معتبراً قرار رفع الحضر الإغاثي عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء «أشبه بذر الرماد على العيون».

اليمن: قائد الحرس الجمهوري يؤكد تقدم قوات الجيش في معارك «نهم» بغطاء جوي
الحوثيون يتهمون التحالف باستمرار فرض الحصار
خالد الحمادي وأحمد الأغبري

إسرائيل تعمل على تشريع ألف وحدة استيطانية اقيمت على أراض فلسطينية خاصة

Posted: 23 Nov 2017 02:21 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: أعلنت لجنة حماية التجمع السكاني في «جبل البابا» في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة، انتهاء المهلة التي منحها الاحتلال لهم لمغادرة أرضهم ومنازلهم ومضاربهم.
وكان الاحتلال أمهل عائلات المنطقة قبل أسبوع، بإخلاء الأرض التي يوجدون عليها لصالح التوسع الاستيطاني في المنطقة. ووصفت لجنة حماية «جبل البابا» عملية الترحيل الجديدة بـ»النكبة الجديدة»، وإذا نجح الاحتلال في تنفيذها فسينجح من خلالها بشنق القدس نهائيا.
 وقالت في بيان رسمي ان «الاحتلال حاول منذ عام 1967 تهجيرنا من جبال القدس ومن أرضنا، بكافة السبل المتاحة له من قتل بطيء، وحصار اقتصادي إلى الاستدراج والابتزاز، إلا أننا قاومنا وصمدنا ورفضنا المذلة، حتى بعد هدم أكثر من 50 منزلا، حتى أنهم هدموا روضة أطفالنا، بينما يسرق المستوطنون ماشيتنا، وعمدوا إلى حصار تجمعنا بالجدار، رغم ذلك كله فإن تشبثنا بأرضنا وضع عدونا في المواجهة الأخيرة مع أزمته: فإما التنازل والتراجع وإما التشدد والتصعيد».
وثمنت اللجنة «جهود الحكومة الفلسطينية الدبلوماسية في هذا المجال، ومكتب الرئيس محمود عباس خاصة»، ودعت الى الوقوف يداً واحدة أمام مخططات الاحتلال الرامية إلى منع تحقيق الحلم الفلسطيني في تقرير المصير. كما طالبت بالتحرك نحو المحاكم الدولية، من أجل محاسبة نتنياهو وقادة الاحتلال، مؤكدة أن التهجير القسري جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها.
وفي السياق أطلع اتحاد لجان العمل الزراعي وفداً من البعثات الدبلوماسية لدول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا خلال جولة نفذها في الأغوار الشمالية، على ممارسات الاحتلال التي تزداد وتيرتها هناك والتي كان آخرها هدم منشآت زراعية ومنازل للفلسطينيين في قريتي الجفتلك وفروش بيت دجن.
وكانت الجولة قد شملت زيارة ميدانية للاطلاع على أنشطة مشروع الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في الأرض والمياه في قرية الجفتلك وقرية بردلة في الأغوار الشمالية الذي ينفذه العمل الزراعي بالتعاون والشراكة مع مؤسسة ميديكو الدولية وبتمويل من الخارجية الألمانية، وتم إطلاع الوفد على التطورات الجديدة حول أزمة المياه التي تفتعلها سلطات الاحتلال بين الحين والآخر كسياسة ممنهجة لتفريغ الأغوار من محتواها الفلسطيني.
 واختتمت الجولة بإطلاع الوفد على سياسة التهجير القسري التي تتعرض لها تجمعات عين الحلوة وأم الجمال في منطقة المالح في محافظة طوباس، حيث تتعرض هذه المنطقة منذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 لقرارات عسكرية هدفها تهجير السكان، كأوامر الهدم ووضع اليد بحجة أنها مناطق عسكرية، الأمر الذي سيعرض أكثر من ثلاثين عائلة تقطن في هذه المنطقة منذ أكثر من خمسين عاماً لخطر التشرد الذي ستزيد ظروفه سوء الظروف الجوية الحالية.
 وناشد المزارعون واللجان الزراعية وممثلوهم حكومات هذه البعثات الدبلوماسية للضغط على حكومة الاحتلال للاعتراف بحقوق الفلسطينيين في الوصول إلى أراضيهم ومواردهم المائية التي تضمن وجودهم وبقاءهم في أرضهم كحق كفلته القوانين والمواثيق الدولية لأي شعب يرزح تحت الاحتلال.
 في غضون ذلك يعمل المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية ابيحاي مندلبليت، على دفع مصادرة أراض فلسطينية خاصة من أجل تشريع ما لا يقل عن 1048 وحدة في المستوطنات. وقال مصدر اسرائيلي رفيع في أجهزة تطبيق القانون ان المستشار يعتقد أن المحكمة العليا ستلغي القانون الذي يسمح بمصادرة اراضي الفلسطينيين، ولكن حسب خطته فإن قرابة ثلث المباني غير المرخصة في المستوطنات، يمكن ان يتم ترخيصها بطرق أخرى. فقد بلور مندلبليت الخطة في أعقاب ممارسة الضغط عليه من وزيرة القضاء اييلت شكيد.
 وتشمل الخطة الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين الذين ساد الاعتقاد في السابق أنها أراض تابعة للدولة وتم بناء المستوطنات عليها. وفي حين كانت الالتماسات التي يتم تقديمها، في الماضي ضد هذه البيوت تقود إلى إخلائها، يريد مندلبليت الآن استخدام المادة الخامسة من الأمر العسكري الخاص بالممتلكات الحكومية في الضفة الغربية، من أجل السماح للدولة بالسيطرة على هذه الأراضي.
 ومن الناحية القانونية، يختلف هذا الإجراء عن قانون المصادرة، ولكن النهاية متشابهة: المستوطنات ستبقى في مكانها، وأصحاب الأراضي لن يتمكنوا من الوصول إليها، ولن يكونوا قادرين على معارضة الاستيلاء عليها، وسوف يحصلون على تعويض من الدولة. وفي رده على الالتماس الذي تم تقديمه الى المحكمة العليا ضد قانون المصادرة، كتب مندلبليت أنه غير دستوري و»جوهره غير مناسب».
 وحسب تقديرات الإدارة المدنية التابعة لسلطات الاحتلال، فقد أقام المستوطنون 3455 بيتا على أراض فلسطينية خاصة في الضفة، من بينها 1048 أقيمت على أراض خاصة ساد الاعتقاد أنها اراض حكومية، وتم لاحقا إخراجها من هذا الإطار بعد ان اتضح أنها أراض فلسطينية خاصة. والى جانب هذه البيوت، هناك 1.285 بيتا أقيمت على «أراض فلسطينية خاصة وواضحة المعالم» – أي التي لم يتم اعتبارها أراضي حكومية بتاتا.

إسرائيل تعمل على تشريع ألف وحدة استيطانية اقيمت على أراض فلسطينية خاصة
مهلة ترحيل سكان «جبل البابا» انتهت… ووفد ديبلوماسي أوروبي يزور الأغوار

المعارضة الموريتانية تواصل حشدها لمهرجان «الرفض» السبت المقبل

Posted: 23 Nov 2017 02:20 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي»: أعلنت المعارضة الموريتانية أنها تواصل حشدها لتنظيم مهرجان ضخم سمته مهرجان «الرفض وإعادة الأمل»، ضدَّ «سياسة التفقير والحرمان، ولأجل التصدي لأجندات النظام الأحادية التي تدفع موريتانيا نحو المجهول».
ويتزامن هذا الحراك مع تدشينات قام بها الرئيس الموريتاني لعدد من المنشآت الجديدة بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال السابعة بعد الخمسين التي سيحتقل بها الثلاثاء المقبل.
وشملت التدشينات على مستوى العاصمة الاقتصادية نواذيبو، بناء محطة كهربائية هوائية بقدرة 100 ميغاوات بكلفة تزيد على خمسين مليار أوقية بتمويل مشترك بين الدولة الموريتانية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وصندوق الاوبك للتنمية الدولية، وكذا بناء محطة لتحلية المياه بقدرة 15000 متر مكعب يوميا.
وحث أحمد ولد داداه رئيس حزب التكتل المعارض خلال اجتماع تحضيري لمهرجان السبت قيادات حزبه «على المشاركة الفاعلة والميدانية للتعبئة للمهرجان المعنون «بمهرجان الرفض الشعبي»، حسب قوله.
وأكد بيان لحزب التكتل «أن موريتانيا تعاني على جميع الأصعدة وخاصة على المستوى الزراعي والرعوي، حيث المنمّين والمزارعين يعيشون، حسب تأكيدات الحزب، محنة حقيقية لما شهدته البلاد، من تراجع التساقطات المطرية، واصفا «السلطات الموريتانية بلعب دور المتفرج فقط من دون تحريك ساكن إزاء ظروف المواطنين الموريتانيين». وأضاف ولد داداه «أنه برغم تراجع الحريات العامة في موريتانيا بالتضييق على الصحافة واعتقال أصحاب الرأي مرورا بإغلاق قنوات التلفزة، فإن التعبئة الميدانية لمهرجان السبت ستكون قوية للغاية».
وضمن التحضيرات للمهرجان، أكد محمد جميل ولد منصور رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح المعارض «أن المعارضة قررت تنظيم دخول سياسي بحجم يذكر الشارع الموريتاني بقضاياه الأساسية و يعطي صورة لائقة عن المعارضة».
و أضاف ولد منصور في نشاط تعبوي لمهرجان السبت «أن نجاح مهرجان 25 نوفمبر سيمثل خطوة كبيرة نحو إعادة الأمل للشعب الموريتاني»، مضيفا «أنه بالتراكم والتوسع والفعالية سيؤتي هذا الحراك أكله.»
ورد ولد منصور على من يتهم المعارضة بالضعف أمام النظام قائلًا: «إن واقع البلد والمجتمع فيه رخاوة ونحن أحرص من النظام على الاستقرار والانسجام المجتمعي، لذلك نريد أن نحقق التغيير لكن بطريقة تحافظ على موريتانيا، وسنحافظ على اعتماد أسلوب الحشد والتحسيس.»
ويواصل المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة منذ أيام تنظيم لقاءات تحسيسية بمختلف مقاطعات العاصمة نواكشوط للتعبئة لمهرجان الرفض المقرر يوم 25 نوفمبر 2017.
ويتوافق التحضير لهذا الحشد الذي أشيع أمس أن السلطات ترفضه لتزامنه مع عيد الاستقلال، مع حدث سياسي آخر هو إعلان حركة «كفانا» الشبابية المعارضة عن اعتقال رئيسها يعقوب ولد أحمد ولد لمرابط.
وأكدت الحركة في بيان وزعته أمس «أن ، من وصفتها بـ «شرطة الجنرال الاستبدادي القمعي محمد ولد عبد العزيز قامت باعتقال رئيس حركة «كفانا» الأستاذ يعقوب ولد أحمد ولد لمرابط ووضعه في زنزانة ضيقة في ظروف سيئة من دون توجيه تهمة واضحة إليه».
وأضافت الحركة «أن هذا النمط من الاعتقال سلوك استبدادي دنيء، دأب النظام الحاكم على ممارسته في السنوات الأخيرة، لتصفية خصومه السياسيين ضاربا بعرض الحائط جميع الحقوق الدستورية ومبادئ الديمقراطية التي تحمي حرية الرأي والتعبير». وأوضحت الحركة «أن الرئيس يعقوب ولد مرابط قد تلقى بعض الاتصالات التهديدية بالاعتداء بالحبس والضرب من قبل بلطجية النظام الفاسد بعد خرجاته الإعلامية الأخيرة التي أحرجت النظام وكشفت عن الكثير من فضائحه»، حسب تعبير الحركة.
«ونحن في المكتب التنفيذي لحركة «كفانا»، يضيف البيان، نطالب بإطلاق سراح الرئيس يعقوب ولد لمرابط فورا من دون قيد أو شرط، ونهدد بخطوات تصعيدية إذا لم يتم إطلاق سراح الرئيس يعقوب، كما نؤكد أن الاعتقالات والسجون لن تزيد الرئيس يعقوب ولن تزيدنا في حركة كفانا إلا إصرارا ورفضا ومعارضة لممارسات هذا النظام الظالمة البشعة».
وطالبت الحركة «النظام بالتوقف فورا عن ممارسة الانتهاكات اللاأخلاقية الخطيرة على استقرار البلد وأمنه»، داعية «الأحزاب السياسية والحركات الشبابية المناضلة ومنظمات المجتمع المدني وهيئة المحامين الوطنية بالوقوف مع حركة «كفانا» ضد تغول هذا النظام».
هذه التطورات جميعها تشير إلى حراك سياسي كبير، ستشهده الساحة الموريتانية قبل استهلال عام 2018 الذي سيشهد، في ظل تجاذب سياسي بين النظام والمعارضة، تنظيم انتخابات نيابية وبلدية، وانتخابا للمجالس الجهوية التي أقرها الاستفتاء الأخير لتحل مجل مجلس الشيوخ الملغى.

المعارضة الموريتانية تواصل حشدها لمهرجان «الرفض» السبت المقبل
بينما الرئيس يدشن إنجازات خاصة بذكرى عيد الاستقلال

مرسي يرفض الكشف الطبي في السجون ويطلب نقله لمستشفى على نفقته

Posted: 23 Nov 2017 02:20 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: شهدت محاكمة الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، في قضية «اقتحام السجون»، أمس الخميس، سجالا بينه وبين هيئة المحكمة، إذ رفض مرسي توقيع الكشف الطبي عليه من لجنة مشكلة داخل السجن، فيما اعتبرت المحكمة أن القانون يقتضي تدرجا في الكشف داخل السجون.
وأجلت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في معهد أمناء الشرطة في القاهرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، جلسة إعادة محاكمة مرسي وآخرين بقضية «اقتحام الحدود الشرقية المصرية» المعروفة إعلاميا بـ»اقتحام السجون»، لجلسة 10 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وقدمت النيابة العامة في بداية الجلسة ما يفيد برفض مرسي» توقيع كشف طبي شامل عليه، نفاذا لقرار المحكمة في الجلسة السابقة».
وأثبت القاضي في محضر الجلسة الكتاب الوارد من مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون، المؤرخ بتاريخ 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ويتضمن أنه «نفاذًا لقرار المحكمة بتوقيع كشف طبي شامل على المتهم محمد مرسي عيسى العياط، بمعرفة أطباء متخصصين، فقد رفض المتهم توقيع الكشف الطبي عليه».
وكلفت المحكمة «اللجنة الطبية المشكلة نفاذًا لقرارها» بالكشف الطبي على مرسي، مع أحد الأطباء الشرعيين، لبيان ما إذا كانت حالة الرئيس الأسبق يُمكن علاجها في مستشفى السجن، أو تستلزم علاجا خارجيا، وعرض صورة من التقرير على المحكمة.
وطلب مرسي الحديث ووافقت المحكمة، فأكد أنه لم يرفض تنفيذ قرار المحكمة بتوقيع الكشف الطبي عليه، مشددا على أن حالته خطيرة وتتدهور يومًا بعد الآخر، مضيفا أنه طلب الكشف الطبي على نفقته الخاصة، تحت إشراف أطباء متخصصين.
ووصف حضور اللجنة المذكورة سابقا بأنها «مضيعة للوقت والفرص»، متابعا: «انقلوني فورا لمستشفى خاص، أحتاج تركيب دعامة في القناة الدمعية في عيني اليسرى، لأني لم أعد أرى بها، وتزيد في الشتاء، وحالتي أضحت حرجة».
وردّ المستشار محمد شيرين فهمي على حديث مرسي، قائلا إنه «محكوم عليه بحكم قضائي نهائي وبات، ويجب توقيع الكشف الطبي عليه طبقًا للائحة السجون»، مؤكدا «لا يمكن وصف تلك التصرفات بالتقصير».
ولفت إلى أنه طبقًا لنص المادة 57 من لائحة السجون، فإنه يجب توقيع الكشف الطبي بواسطة أطباء السجن أولا، وبعد ذلك العرض على الطبيب الشرعي وتحديد ما إذا كانت الحالة تستدعي العلاج في مستشفى خاص من عدمه».
وأردف القاضي: «المادة 37 من لائحة السجون توضح أنه إذا لم تتمكن مصلحة السجون من العلاج أو صرف الأدوية اللازمة فيتم عرض المسجون على الطبيب الشرعي، وفي حالة صدور توصية من الطبيب الشرعي بالعلاج خارج مستشفى السجن يتم تنفيذها»، فلاب د أن تكون هناك إجراءات طبقا للقانون، وبالنسبة لحالتك «حضرت لك لجنة مكونة من 7 أطباء ويرأسهم استشاري كبير، فلماذا ترفض الكشف الطبي، وطالما رفضت فهذا شأنك».
واستمعت المحكمة إلى شهادة زوجة أمين الشرطة وليد سعد الدين، المختطف في سيناء، وتدعى أسماء أبو بكر، وقالت: إن «يوم الجمعة الموافق 4 فبراير(شباط) عام 2011 توجه زوجها لعمله في محافظة شمال سيناء بعد إنهاء إجازته، حيث يعمل أمين شرطة في هيئة القضاء العسكري، وأنها حاولت الاتصال به بعد ساعات من السفر وفوجئت بأن هاتفه مغلق».
وأضافت أنها اتصلت بمديرية أمن سيناء للاطمئنان على زوجها، فرد عليها شخص لا تعلمه قائلا لها: «لا يوجد أي شخص في المديرية»، مشيرة إلى أنها قررت السفر لكن السائقين أخبروها أن الطريق مغلق.
وعقب ذلك حررت محضرا في الشرقية، حسب شهادتها، وفوجئت في اليوم الرابع من اختفاء زوجها باتصال هاتفي من رقمه وشخص يخبرها بأنه وجد الشريحة في حي الصفا في شمال سيناء، والهاتف ظل مغلقا، ثم جاءها اتصال هاتفي من مديرية أمن شمال سيناء بعثورهم على حقيبة بجوار السيارة التي يستقلها الضباط الثلاثة الآخرون الذين اختطفوا في نفس اليوم، وأنها توجهت لسيناء وتعرفت على الحقيبة الخاصة بزوجها «وليد سعد الدين».
وأشارت إلى أن شخصا يدعى محمد عياد مقيما في سيناء توصل إليه شقيق زوجها، وقال إن زوجها لا يزال حيا هو والضباط المختطفين، وأنها أبلغت عنه مديرية أمن الشرقية، وألقي القبض عليه للتمكن من خلاله للوصول للضباط.
وتابعت أنها وباقي زوجات الضباط المختطفين قابلن وزير الدخالية الأسبق، منصور العيسوي، وأبلغهم أنه لا توجد لديه معلومات عن المختطفين، وهو ما تكرر مع وزير الداخلية التالي «أحمد جمال الدين»، كما أنها توجهت إلى جهاز المخابرات، وتقابلت مع أحد القيادات، لا تعلم أسمه، وقال لهم «احتسبهم عند الله شهداء».
وتأتى إعادة محاكمة المتهمين الـ28 في القضية بعدما ألغت محكمة النقض المصرية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، الأحكام الصادرة من محكمة الجنايات برئاسة المستشار شعبان الشامي بإعدام كل من «محمد مرسي، ومحمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان، ونائبه رشاد البيومي، ومحيي حامد عضو مكتب الإرشاد، ومحمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل، والقيادي الإخواني عصام العريان»، ومعاقبة 20 متهمًا آخرين بالسجن المؤبد»، وقررت «النقض» إعادة محاكمتهم.
وتعود وقائع القضية إلى فترة أحداث ثورة 25 يناير 2011، على خلفية اقتحام سجن وادي النطرون في مصر، والاعتداء على المنشآت الأمنية، وأسندت النيابة للمتهمين في القضية تهم «الاتفاق مع هيئة المكتب السياسي لحركة حماس، وقيادات التنظيم الدولي الإخواني، وحزب الله اللبناني، على إحداث حالة من الفوضى لإسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها، وتدريب عناصر مسلحة من قبل الحرس الثوري الإيراني لارتكاب أعمال عدائية وعسكرية داخل البلاد، وضرب واقتحام السجون المصرية».
وكان مرسي شكا خلال جلسات سابقة من تدهور حالته الصحية وتعرض حياته للخطر، طالبا الحديث لمحاميه وأسرته، وحذرت جماعة الإخوان المسلمين في بيان سابق من عملية انتقامية متعمدة ينفذها النظام المصري الحالي ضد الرئيس المعزول.

مرسي يرفض الكشف الطبي في السجون ويطلب نقله لمستشفى على نفقته

مؤمن الكامل

«دويتشه فيله»: أمريكا تفرض عقوبات على شركتين ألمانيتين لتعاونهما مع فيلق القدس الإيراني في تزوير الأوراق النقدية

Posted: 23 Nov 2017 02:19 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: أفادت وكالة «دويتشه فيله» للأنباء الرسمية الألمانية أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على شركتين ألمانيتين في مدينة «فرانكفورت» لبيعهما معدات وتجهيزات لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني استخدمها في طباعة أوراق نقدية مزورة.
وأضافت الوكالة أنها تواصلت مع الشركتين «فورنت نكنيك» (ForEnt Technik) و«برينتينع تريدينغ سنتر» (Printing Trading Center) المتهمتين بتعاونهما مع فيلق القدس، لكنهما رفضتا إعطاء أي توضيح حول ذلك.
وأوضحت أن الشركتين الألمانيتين باعتا أجهزة طباعة الأوراق النقدية لشريكتين إيرانيتين تابعتين للحرس الثوري، وأن فيلق القدس استخدم هذه الأجهزة لطباعة أوراق نقدية مزورة لتمويل مشاريعه في خارج إيران.
ولفتت «دويتشه فيله» النظر إلى أن الرئيس التنفيذي لشركة «برينتينع تريدينغ سنتر» هو مواطن إيراني باسم «م. حاذق نجاد».
وقالت الوكالة الألمانية أنها طلبت التوضيح من البنك المركزي الأوروبي بصفته المسؤول على مكافحة غسيل الأموال وطباعة الأوراق النقدية المزورة، وكان رد دائرة الإعلام والصحافة في البنك المركزي الأوروبي هو أن هذا البنك غير مسؤول عن منع بيع معدات وتجهيزات طباعة الأوراق النقدية لإيران، وأن مسؤولية ذلك تقع على عاتق السلطتين القضائية والتنفيذية.
وعن المسؤولية حول منع طباعة الأوراق النقدية المزورة وغسيل الأموال، قالت دائرة الإعلام والصحافة في البنك المركزي الأوروبي، إن هذا البنك مسؤول عن طباعة الأوراق النقدية المتعلقة بعملة اليورو فقط.
وأوضحت «دويتشه فيله» أن بيع الشركتين الألمانيتين معدات وتجهيزات طباعة الأوراق النقدية لشركتين لا علاقة لهما بالقطاع البنكي هو محل تساؤلات كبيرة وكثيرة، وأن معدات وتجهيزات طباعة الأوراق النقدية تباع على المصارف المركزية والمؤسسات الحكومية فقط.
وأكدت أن بيع هكذا معدات أمر صعب وأنه يحتاج تراخيص خاصة، وأن بيعها على الشركتين «تجارت ألماس مبين» و»رايان بريتينغ» التابعتين للحرس الثوري أمر أصعب بكثير.

«دويتشه فيله»: أمريكا تفرض عقوبات على شركتين ألمانيتين لتعاونهما مع فيلق القدس الإيراني في تزوير الأوراق النقدية

محمد المذحجي

تسوية أوضاع 11565 ضمن المرحلة الثانية لإدماج المهاجرين قانونيا

Posted: 23 Nov 2017 02:19 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: بلغ عدد المهاجرين المستفيدين من عملية تسوية الوضع القانوني الذي أطلقته السلطات المغربية 34661 مهاجرا، منهم 23.096 تمت تسوية وضعيتهم خلال المرحلة الأولى من هذه العملية سنة 2014، فيما استفاد 11565 مهاجرا، من تسوية الوضع القانوني خلال الحملة الثانية التي أطلقت قبل سنة من الآن.
وأوضح المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بعد انعقاد أول لجنة وطنية للطعون، عقب إطلاق المرحلة الثانية لإدماج المهاجرين في الوضع القانوني، أن مجموع الملفات المعالجة إلى حدود اليوم بلغ 23775 من بينها 11565 ملفا تمت الموافقة عليها، على مستوى اللجان الإقليمية.
وقال بيان للمجلس أرسل لـ «القدس العربي» إن المرحلة الثانية من تسوية وضع المهاجرين، أسفرت عن تجميع 25.690 طلبا منهم 58.32 من مئة من الرجال، و32.95 من مئة من النساء و8.73 من مئة من القاصرين، فيما تم الاتفاق على المعايير العامة التي ينبغي اعتمادها عند النظر في طلبات الطعون الفردية، حتى يتسنى توسيع دائرة المستفيدين من التسوية مع انتهاء هذه العملية.
وأضاف البيان؛ قررت اللجنة تشكيل لجنة تقنية تتولى فحص الطلبات المتبقية التي رفضتها اللجان المحلية، والتوصية بتسريع عملية اعتماد القوانين المتعلقة على التوالي باللجوء، وإصلاح القانون المتعلق بدخول وإقامة الأجانب بالمملكة المغربية، وبالهجرة غير المشروعة.
ومكنت عملية تسوية الوضع من فتح مكتب اللاجئين والنازحين، وتعميم الدوريات التي تتيح لأبناء المهاجرين من ولوج المدرسة العمومية (التعليم الرسمي وغير الرسمي) واعتماد قانون يتعلق بمكافحة الاتجار بالبشر وتقديم مشروعات القوانين المتعلقة باللجوء والهجرة.
وتتولى هذه اللجنة، التي يترأسها رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مراجعة الملفات الموضوعة لدى اللجان الإقليمية للتسوية، استنادا إلى مجموعة من المعايير المطابقة للدستور والقانون الدُّولي لحقوق الإنسان ومجموعة من المعايير الإنسانية.

تسوية أوضاع 11565 ضمن المرحلة الثانية لإدماج المهاجرين قانونيا

إغلاق ميليشيا مسلحة لأكبر مسرح في ليبيا يثير جدلا في البلاد

Posted: 23 Nov 2017 02:18 PM PST

تونس – «القدس العربي» : انتقد مثقفون وفنانون ليبيون إغلاق مسرح «الكشاف» أحد أشهر المسارح في البلاد من قبل إحدى الميليشيات المسلحة، معتبرين أن هذا الأمر يشكل «أكبر كارثة في تاريخ الثقافة الليبية»، فيما دعا آخرون لتنظيم وقفات احتجاجية للتنديد بهذا الأمر.
وتم الإعلان مؤخرا عن إغلاق مسرح «الكشاف» في العاصمة طرابلس وطرد فرقة المسرح الوطني منه من قبل ميليشا «الردع» بذريعة عدم دفع هيئة المسرح الايجارات المتراكمة عليها لإدارة المسرح.
ووصف رئيس اتحاد المنتجين الليبيين الهادي البكوش الحادثة بأنها «كارثة في تاريخ الثقافة الليبية»، محملا هيئة الثقافة وإدارة مسرح الكشاف ورئاسة الحكومة المسؤولية الكاملة عن هذا الأمر.
ودعا الفنان والمخرج المسرحي شكري شكاب الفنانين الليبيين لتنظيم وقفات احتجاجية «ضد كل من تسول له نفسه إنتزاع هذا الصرح الثقافي»، مشيرا إلى أن «كل الأعمال الفنية الليبية ولدت في مسرح الكشاف (…) وبهذا الإجراء تم تشتيت كل الفنانين والقصد إبعادهم نهائيا عن مقر مسرح الكشاف وكل المقرات الفنية وهذه كارثة فنية وثقافية لا يجب السكوت عنها».
وكتب الدبلوماسي السابق إبراهيم قرادة على صفحته في موقع «فيسبوك» تحت عنوان «لا سلام، لاننا نحارب الموسيقى والفنون!»: «عندما يضيق ابناؤنا وبناتنا ويتم منعهم من الأدب والفنون والموسيقى بدعاوي اجتماعية ودينية (تفسيقاً وتحريماً) فلن يجدوا مجالاً أمامهم إلا العوالم السرية وما فيها من انحراف ووحشية وشراسة وتجنيد وانجرار، اي اما الجريمة او داعش وجيرانها!».
وأضاف «الفنون والأدب جزء من الفطرة الانسانية، وجزء من بشرية المجتمع وجزء من إرثنا وتراثنا. وحتى جوانبها الترفيهية ضرورية وليست ترفاً ولا عاراً، وهنا الفرق بين تحضر وسمو الانسان وباقي الكيانات المتوحشة والألفية والمدينة. كما انننا نرفض ان تنصّب مجموعة معينة نفسها حارسا أو شرطيا على كل المجتمع وفق منظورها الخاص (…) العجيب ان جيل الآباء والامهات (الجيل المؤسس) رغم ضنك المعيشة ومحدودية العلم، كان اكثر فهماً وتسامحاً وقبولاً للفنون والآداب في الحياة العامة والمدارس. هل غرقنا نكوصاً وتراجعاً؟».
وكتبت الروائية نجوى بن شتوان «إغلاق مسرح الكشاف في طرابلس، وإطلاق العنان لمسرح الواقع في عموم ليبيا»، وأضاف الفنان عبد السلام شليمبو «مسرح الكشاف – طرابلس يُغتصب»، وعلّق أحد النشطاء على ما كتبه شليمبو بقوله «يصولون ويجولون في طرابلس ويغتصبون المسرح وغير المسرح، دون رادع أو منقذ ولامن أو معين!».

إغلاق ميليشيا مسلحة لأكبر مسرح في ليبيا يثير جدلا في البلاد

حسن سلمان

الهوية والحب

Posted: 23 Nov 2017 02:18 PM PST

إذا كنا قد قررنا، في المقال السابق، أن الذات لا تكتسي قيمتها الهوياتية إلا بفضل القيمة التي تؤول إليها من قيمة موضوعها، فكيف يتحقق هذا على مستوى موضوع الحب؟ وكيف تشتغل ثنائية (الندرة/ الوفرة) في هذا الصدد؟ وهل من اللائق عد المحبوب موضوع قيمة شأنه شأن أي شيء قابل للتملك؟ وكيف يُمْكِن مقاربة هوية الذات انطلاقًا من اتصال موضوع الحب بهذه الثنائية؟
تضطرنا هذه الأسئلة إلى الجزم بأن الذات المحبوبة ليست موضوعًا خاملًا كما الأشياء؛ بل هي ذات أيضا يصدر عنها رد فعل تجاه فعل الذات المُحبة. ورد الفعل هذا هو ما يُساهم في بناء هوية الذات المحبة.
وكل فعل حب يتأسس بالضرورة على أسبقية الإرادة بما تعنيه من حرية الذات المحبة في اختيار موضوعها، ومن تطلعها الذي يسعى إلى نيل الاعتراف بقيمتها. ويقوم هذا الاختيار على تفضيل قيمي يُركز كل أسباب الحب في ذات ـ موضوع محددة من بين عدد من الذوات. بيد أن هذا التركيز يستند إلى نموذج تصوري قَبْلِي؛ أي صورة قَبْلِية تحدد هوية المحبوب (مواصفات فيزيقية ـ نفسية ـ سوسيولوجية ـ مزاجية، الخ). ولا تنفلت هذه الصورة القَبْلِية من كونها نتاج ثقافة معينة، ونتاج تنافس أيضًا على موضوعات الندرة داخل المجتمع؛ بحيث يُتطلب في الذات ـ الموضوع (المحبوب) أن تكُون متمتعة بخاصية الاستثناء النادر الذي يتعذر تكراره، أو يقل من زاوية نظر المحب؛ وتجعل هذه الندرة الاستثنائية منه مجالًا لتنافس عدة ذوات على حيازة قبوله. لكن تنبغي الإشارة ـ هنا ـ إلى أن مفهوم الندرة متبادل بين الطرفين (المحب والمحبوب)؛ أي أن كلا منهما يشكل موضوع قيمة بالنسبة إلى الآخر؛ سواء أكان هذا التبادل قبولًا أم رفضًا. وما أن نصل إلى هذه النتيجة يتحول الحب من صيغته الإرادوية المجردة إلى صيغته الملموسة التي يُعبر عنها فعل التحاب. وتتحدد الهوية المتصلة بالمحب في نطاق هذا التبادل، وما يترتب عليه من نتائج على مستوى التقويم الذاتي؛ أي تقويم الذات نفسها في ضوء التجربة الحية لفعل الحب. ويأخذ هذا التقويم بعدين: أ ـ بعد أول يحصل بموجب الاعتراف بالمحب من قِبَل المحبوب بوصفه مصطفى ومرتبًا في الرتبة الأولى في الوجود، وواقعًا خارج دائرة التشابه والتكرار. ب ـ بعد رضا الذات المحبة عن نفسها من خلال رضا الذات المحبوبة عنها. ويزداد بعدا التقويم هذان شدة، كلما كان التنافس على المحبوب من قِبَل ذاتين أو أكثر؛ إذ يقع التفاضل في الهوية من طريق الإحساس بالتفوق والتوفق معًا. ويستند هذا الإحساس إلى مبدأ البقاء الماثل في طواعية العالم للرغبة، وعدم استعصائه. ومما ينبغي التنبه إليه ـ في هذا النطاق ـ مفهوم التبادل الهوياتي الذي نقترحه كي نصف استراتيجية الإغراء بين المحب والمحبوب؛ ومعنى هذا أن كلا منهما يسعى إلى إبراز صورة هوياتية مثلى حول نفسه، من أجل جعل الآخر يقتنع بالندرة التي تميزه من الذوات الأخرى. وتكاد هذه الصورة الهوياتية المثلى التي يشارك بها المحب في التهاوي تشمل الفيزيقي والمهاري والجمالي. لكننا نرى أن التهاوي يخضع لقاعدة هوياتية عامة هي كالآتي: قيام هوية المحبوب على التماثل والاختلاف في الوقت ذاته؛ أي أن هذه الهوية تماثل توقع المحب، بيد أن هذا التوقع ينبغي أن يكُون مختلفاً عما يُتوقع من هويات الآخرين.
لا يتعدى كل ما قيل أعلاه توصيفا للتحاب في صورته الدلالية العامة بما يترتب عليها من تحديد لتشكل الهوية التي تنشأ من جراء الاعتراف بقيمة المحب؛ فالذات المحبة تعرف نفسها في وهْب المحبوب ذاتَه لها دون غيرها. لكن هذا الوهْب ينبغي أن يكُون متفقًا مع ما تتطلع الذات المحبة إليه؛ أي مع ما يُشكلها من أهواء ورغبات ونزوعات تُكون ـ في نهاية المطاف ـ أبعادَ الميل لديها.
ومن ثمة يَرِدُ ـ في هذا النطاق ـ الاتفاق بين التصور (التطلع) والتحقق أو التنافر بينهما. ومعنى هذا أن الهوية في صيرورة الحب خاضعة بدورها للانتقال من الذهني ـ النفسي إلى التجريبي الواقعي. ويُفضي حكم من هذا القبيل إلى كون فعل الحب لا يخلو من فحص الذات المحبة لنفسها في هوية المحبوب، وهذا الفحص يأخذ هيئة مقارنة بين ما كانت الذات المحبة تتخيله أو تتصوره من صورة لهوية المحبوب (الاقتناعات ـ المزاج ـ السلوك ـ القيم ـ العيش، الخ) وصورته كما هي منتَجة خلال الممارسة الحية الواقعية؛ فإما أن يحدث التطابق بين الصورتين أو التنافر بينهما؛ ومن ثمة تنشأ ثنائية (الرضا/ الخيبة) التي تقوم بموجبها الذات المحبة نفسها. وكلما كان الرضا واردًا بتطابق الصورتين كانت الهوية هوية عثور متواصل للذات المحبة على نفسها في انفصالها عن ذاتها بالاتصال بذات أخرى (المحبوب)؛ أي في وجود معايِش لها، ليس هو وجودها الخاص؛ بمعنى قبول أن يكُون الآخر (المحبوب) محددًا لهويتها. وكلما كانت الخيبة واردة بتنافر الصورتين كانت الهوية هوية توه للذات المحبة عن نفسها نتيجة اضطراب التهاوي من طريق تناقض الظاهــر والباطن؛ أي أن الذات المحبة تجد في الصورة الهوياتية للمحبوب التي تلقتها قبل التحاب مجرَدَ مظهر مخادع غير حقيقي لا يعكس الصورة الهوياتية الحقيقية التي تُشكل الباطن.
تُعَد رواية «مدام بوفاري» لغوستاف فلوبير نموذجًا مهما لاشتغال الهوية في اتصالها بموضوع الحب؛ فالذات موضوع قيمة الحب حُددت ـ بالنسبة إليها ـ في شارل بوفاري؛ ومن ثمة وقع التبادل الهوياتي على مستوى الظاهر الذي يتمثل في صورة الطبيب المُعالج. وقد كانت إرادة الحب ـ من جانب إيما ـ ماثلة في كونها نتيجة صورة قبلية ذهنية ونفسية منتَجة من خلال قراءاتها الرواياتِ الرومانسيةَ في أثناء وجودها في الدير. ويُعَد قبولها الزواج من شارل قبولًا لأن يكُون الآخر الذكوري المحبوب محددًا لهويتها من طريق العثور على نفسها التي هي نتاج مقروء روائي رومانسي. وهذا القبول تام بموجب تماثل ظاهري لشارل مع الندرة التي تميز الشخصيات الروائية الرومانسية والتي كانت محتوى توقع إيما منه؛ أي أنه توقع يخالف ما تتوقعه من أشخاص عاديين يكررون النسخة الواقعية للهوية الذكورية. لكن هوية إيما لم تتشكل إلا حين انكشاف صورة شارل الهوياتية الحقيقية التي تجعله مندرجًا في خانة الوفرة، لا الندرة؛ ومن ثمة يُعَد التنافر بين صورة المحبوب المثالية لدى إيما والصورة الواقعية لشارل محتوى الهوية التي تميز إيما، والتي تتصف بتوهها عن نفسها. وكل المحاولات الأخرى التي تُعَد إعادة استئناف التبادل الهوياتي من قِبَل «إيما» مع كل من «رودولف» و»ليون» لا تخرج عن البون الشاسع بين صورة المحبوب المثالية والصورة الواقعية غير النموذجية. لهذا كان الانتحار ـ في نهاية المطاف ـ دالا على تعذر الإجابة عن ماهية الأنا بفعل عدم تحقق الرضا عن النفس من خلال الرضا عن تحققات الحب المتصفة.

٭ أكاديمي وأديب مغربي

الهوية والحب

عبد الرحيم جيران

حصاد المنطقة في الخريف

Posted: 23 Nov 2017 02:17 PM PST

في شرقنا العربي، تأخر موسم الحصاد لهذا العام، من فصل الصيف إلى فصل الخريف. لكننا في حصاد هذا الموسم، كما في مواسم حصاد كثيرة سابقة، لسنا نحن الحصّادين. نحن المحصودون.
التقى الحصادون يوم الاربعاء، أمس الأول في سوتشي، على البحر الاسود، (ولكل بحر من اسمه نصيب !!). اجتمع الحصادّون الثلاثة: الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين؛ والرئيس الإيراني، حسن روحاني؛ والرئيس التركي، طيب رجب اردوغان. اجتمعوا بصفاتهم الحقيقية، وإن كانت مُضْمرة: قيصر روسيا، وكسرى بلاد الفرس، وسلطان الباب العالي العثماني. وعلى مائدة الغداء/المفاوضات كان الطبق الرئيسي خريطة سوريا وشعبها العربي، وربما كان طبق التحلية خريطة العراق وشعبه العربي، وربما، ايضا، كان فنجان القهوة المساعد على هضم هذه الوجبة الدسمة بشكل خاص، اقليم كردستان العراق، والمناطق الكردية في شمال غرب سوريا.
العرب والاكراد كانوا، مع غيرهم، وعلى مدى خمسة قرون متواصلة، ضحايا الامبراطورية العثمانية وتخلف سلاطينها واداراتها العسكرية والمدنية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية. واستمر العرب والاكراد في مواقعهم كضحية مع ومنذ انهيار الامبراطورية العثمانية:
ـ الاكراد: بسبب حظهم الجغرافي العاثر، حيث لا يُطِلُّ وطنهم على بحر او محيط، وحيث تمنع جميع دول الجوار، (الفرس والترك والعرب)، وصولهم إلى البحار والمحيطات، والانطلاق منها إلى العالم الفسيح ومدارسه وعلومه ومصانعه. وبسبب عجزهم عن توفير قوة ذاتية، او تأمين تحالفات، تعينهم على كسر الطوق والتواصل مع العالم والعصر.
ـ والعرب: بسبب حظهم الجغرافي العاثر، حيث يُطِلُّ وطنهم على بحار ومحيطات كثيرة: البحرالذي سمي باسمهم، «بحر العرب»، والبحر الاحمر كاملا، عند مدخليه: باب المندب وقناة السويس، وعلى شاطئيه ايضا، والبحر الابيض المتوسط، (وليس لكل بحر من اسمه نصيب لجميع اصحاب شواطئه)، والمحيط الاطلسي، والمحيط الهندي ايضا. الا ان كل هذه النِّعَم فشلت في اعتماد سياسة تضمن تأمين قوة وكفاءات لحمايتها من الطامعين، ذلك ان جميع قياداتهم، (باستثناء حقبة الزعيم المصري العربي جمال عبد الناصر، ولعل قصة الباخرة المصرية «كليوباترا» التي رفض ميناء نيويورك خدمتها، وجاء الرد العربي على ذلك باغلاق جميع موانئ العالم العربي في وجه البواخر الأمريكية، وكانت النتيجة رضوخ أمريكا، هي اوضح مثال على ذلك)، من ملوك ورؤساء وامراء وأئمة، ومن شيوخ في «محميّات» متحاربة غالبا، ومتصالحة احيانا، وضعت مصالحها الشخصية والعائلية الضيقة، على رأس قمة اهتماماتها، فوق المصالح الوطنية والقومية. لقد استعبدت شعوبها وابعدتها عن امكانية للتعلم والتطوير ومماشاة روح العصر. هؤلاء الحاكمون جميعا اصبحوا رؤساء لدول تم استقلالها بفضل انتهاء عصر الاستعمار المباشر، الذي فتح باب عصر الاستعمار عن بُعد، حتى قبل عصر «الريموت كونترول». تم ذلك وتثبت بفضل ما رسّخه ذلك الاستعمار الاول من تخلف، وما اثاره ورسّخه من خلافات بين ملوك ورؤساء وشيوخ من خلافات وصراعات. وهكذا تحولت نعمة الانفتاح العربي على البحور والمحيطات، وبسبب عجز الحاكمين عن حمايتها، إلى شواطئ تغري القوى المعادية إلى غزوها وفرض هيمنتها عليها، والتحكم في واقعها ورسم مستقبلها، لما فيه مصلحة الغازي البريطاني او الفرنسي او الايطالي حتى. و«زاد الطين بلّة»، انكشاف نعمة/نقمة البترول، (وقد اصاب من اسماه «الذهب الاسود»)، حيث اصبح الوطن العربي، وخاصة منطقة الجزيرة العربية، مساحة مرغوبة ومشتهاة، فتمّ ونجح التخطيط للهيمنة عليها من خلال ادوات و»عائلات مالكة»، لا تملك الا الفتات الذي يشبع بعضا من غرائزها.
احتياجات حماية هذا الموقع الجغرافي الذي يتوسط العالم، إلى قيادات تعرف التاريخ، وتعيش الحاضر، وتنظر إلى المستقبل، لا قيادات تعرف التاريخ مشوها، وتعيش أوهام ما تعتقده تاريخا، وتعمل على اعادة البشرية إلى تلك القرون الساحقة القدم، وليس المبادرة، (او المساهمة على الاقل)، إلى ما تتطلع البشرية إلى انجازه من تقدم، والنظر بعين الواقع الذي يركّز على المستقبل على كل صعيد، وليس اصعدة العلوم والصناعات فقط، بل على صعيد القيم والاخلاق وقواعد الحياة والتصرف.
هكذا تلتقي الأُمّتان، الكردية والعربية، عند نقطة العجز: عجز الاكراد عن كسر الحصار، وعجز العرب عن حماية شواطئهم الممتدة على آلاف الكيلومترات، وحماية آبار نفطفهم البالغة الغنى.
هذه الصورة القاتمة التي نشاهدها في ايامنا الحالية، تعيد إلى الذهن صورة اجتماعات القوى والدول المنتصرة مع نهاية كل واحدة من الحربين العالميتين: قطّعت الأولى اوصال بلاد الشام، ورسخت الانتداب/الاستعمار البريطاني لفلسطين، استعدادا للوفاء بوعد بلفور؛ ورسخت الثانية الوجود اليهودي الصهيوني في فلسطين، واستفادت دول الغرب من المجازر النازية الرهيبة التي طالت ملايين اليهود في اوروبا، وملايين كثيرة اخرى من شعوب العالم في اوروبا خاصة، وفي العالم اجمع، لتحويل الوعد لليهود ثم الوجود اليهودي إلى دولة وسيادة.
غاب العرب، كل العرب، عن رسم الخريطة السياسية للدولة السورية. قيصر روسيا وكسرى الفرس والسلطان العثماني هم من يقررون مستقبل سوريا وشعبها. وهم الذين يتوجب علينا تقديم آيات الشكر والعرفان لهم لأنهم تكرّموا بالحفاظ على سوريا موحدة، ارضا وشعبا. الا ان الوحدة والتوحّد بقرار اجنبي، لا تختلف ابدا عن التمزيق والتقطيع بقرار اجنبي. هكذا كان في الماضي. وهكذا هو الحال في الحاضر. وهكذا هو الامر في المستقبل.
من يملك كل هذه الشواطئ على البحار والمحيطات ويعجز عن حمايتها، ومن يملك هذه الكميات المهولة من النفط والغاز ولا يستطيع التقرير بشأنها، لا يمتلكها فعلا، حتى ولو رضي له الحاكمون الفعليون ان يضع على ساريات موانئها وآبارها اعلاما وبيارق بلون الدم وختم عليها آيات تُكبِّر الله، وتحرص على تأكيد وحدانيته.
اثبت الرئيس الروسي بوتين حتى الآن، انه اللاعب الأكثر كفاءة على الساحة الدولية: ضمن لروسيا وجودا راسخا في المياه الدافئة للبحر الابيض المتوسط. وضمن لها ايضا قاعدة جوية تغطي اجواء كل غرب آسيا وشمال افريقيا. ونجح في استقطاب تركيا وابعادها عن أمريكا، والمبادرة إلى تزويد تركيا بصواريخ إس إس 400 المتطورة، ليبدأ بذلك في استدراج خروجها من حلف شمال الاطلسي (الناتو)، الذي يشكل الخطر الاكبر على المصالح الروسية. ونجح في استيعاب واستقطاب إيران، التي كانت على حافة الهزيمة في حربها في سوريا وعليها، عندما وفّر لقواتها وميليشياتها في سوريا غطاء جويا، وقوة ردع جوية. كل هذه المكاسب الكبيرة احرزها بوتين دون تكلفة مالية كبيرة، ودون تضحيات بشرية تذكر.
لم يكن غريبا، في ظل هذه الاجواء، ان يصرح بوتين اثر لقائه الرئيس السوري بشار الاسد، في مطلع الاسبوع، انه «حان الوقت للانتقال إلى العملية السياسية»، بمعنى انتهاء موسم الحراثة والبِذار والري والعناية، ليبدأ موسم الحصاد وجني المحاصيل.
اما في القمة المذكورة التي عقدها بوتين مع شريكيه، روحاني واردوغان، فقد يكون تصريحه الذي شدد فيه على «ان التسوية تفترض تقديم تنازلات من كل الاطراف، بما في ذلك الحكومة السورية»، هو الفقرة الأهم، نظرا لما يحويه التصريح من اشارة إلى إيران وتركيا، بضرورة الاستعداد لتقليصٍ ما في طموحاتهم، والى الاعتراف بان ملك الطاولة وسيدها هو سيد الكرملين، ولا فائدة في التردد في تنفيذ ارادته.

٭ كاتب فلسطيني

حصاد المنطقة في الخريف

عماد شقور

الإسلاميون بالمغرب الكبير بنكيران على خطى الغنوشي

Posted: 23 Nov 2017 02:16 PM PST

كلنا يعلم أن إسلاميي حزب النهضة التونسي تقدموا صفوف الجماعات السياسية العربية ذات المرجعية الأصولية على طريق علمنة خطابهم المتعلق بالإصلاح السياسي والاقتصادي. بل إن هذا الخطاب المعلمن ـ ضمنيا وليس تصريحا ـ قد مس حتى بعض جوانب المنظومة الأخلاقية القيمية التي ترعرع في أحضانها عموما الاتجاه الإسلامي العربي. هذا التطور لم ينتظر ثورة الياسمين التي انطلقت في نهاية 2010 ليعبر عن نفسه بل أنه أصبح واضحا في أدبيات التنظيم وبياناته منذ تسعينيات القرن الماضي. فراشد الغنوشي دافع عن موقف يقول بالتفاهم مع معارضي النظام السلطوي لزين العابدين بنعلي مهما كان موقفهم من الإسلام السياسي كمنظومة أيديولوجية كما أن لوائح البريد الإليكترونية التي كان يوجه إليها رسائله المنتظمة الحاملة لأفكاره ومواقفه كانت لا تفرق بين العلماني والإسلامي. كل هذا هيأ للقاء أكتوبر 2005 التاريخي الذي جمع بين العلمانيين والإسلاميين على أساس أن الديمقراطية هي الحل. كان هذا اللقاء مهما على طريق ثورة يناير الديمقراطية التعددية. عبد الفتاح مورو الزعيم الإسلامي الآخر ذهب في نفس اتجاه الغنوشي. بل إن مورو وبسبب أسلوبه المرح في الكلام والتواصل ـ حتى أن هناك من يسميه بنكيران التونسي ـ وبسبب انتقاده الدائم والقاسي لمظاهر التخلف والانغلاق في الخطاب الديني التقليدي يبدو وكأنه أكثر ليبيرالية حتى من الغنوشي نفسه. هذا التطور في الخطاب بدأ يدق على أبواب حزب العدالة والتنمية منذ سنوات وإن كان بشكل أكثر احتشاما من حزب النهضة. فسعد الدين العثماني أكد ما معناه، في محاضرة له باسطنبول في نهاية شباط/فبراير سنة 2016، أن كل ما ليس عبادات قابل للنقاش والتطوير والاجتهاد ولو كان شرعا صريحا.
بنكيران يذهب في نفس الاتجاه ولكن يكاد ينحصر تطور خطابه وتصرفه على هذا المستوى في المجال السياسي. فقد استقبل زعيم العدالة والتنمية شخصيات يسارية بارزة وذلك بعد مهاجمتها من طرف محمد يتيم عضو الأمانة العامة على أساس أن هذه الشخصيات تريد أن تدفع الحزب للتصادم مع الملكية كما فعل المهدي بنبركة وأبراهام السرفاتي على حد قول يتيم. لقد أصبح يتردد في خطاب بنكيران صراحة وتلميحا أن الديمقراطية هي الحل وأنه لا ديمقراطية ـ في الوضعية المغربية ـ دون استقلال للعدالة والتنمية عن القصر ودون توقف هذا الأخير عن التدخل في الشأن الحزبي وذلك بخلق أحزاب كما هو حال الأصالة والمعاصرة وتقسيم أخرى كما يحاول الآن أن يفعل بالعدالة والتنمية. كما أن بنكيران أصبح يدافع صراحة عن تعديل دستوري يتيح تطور المغرب نحو تكوين حكومة قوية أي قادرة على الحكم فعلا. يبدو أن بنكيران ذاهب في طريق المطالبة بالملكية البرلمانية رغم أنه عارض هذا المطلب في عز الربيع المغربي أي سنة 2011 بينما كان مصطفى الرميد وهو زعيم مهم داخل العدالة والتنمية يقول آنذاك أن السبيل الوحيد لتعايش النظام الملكي والديمقراطية هو الملكية البرلمانية. انقلبت الأدوار الآن حيث ذهب الرميد في الاتجاه المعاكس تماما لتطور بنكيران.إن ما يسمى تيار الوزراء منذ تكوين حكومة العثماني، يقول الآن بأنه يجب تفادي كل ما يمكن أن يجر بالعدالة والتنمية إلى التصادم مع القصر. بل منهم من يدفع بأن هذا قد يؤدي إلى نوع من نكبة البرامكة أي إلى السجن والابتلاء. رد بنكيران على هؤلاء منذ أيام قليلة من على منبر اللجنة المركزية لشبيبة الحزب مصرحا بما مؤداه: مرحبا بالابتلاء. استطرد زعيم العدالة والتنمية قائلا: «إذا قدر الله علينا كفئة في هذا الوطن، إما بسوء تفاهم (يعني مع القصر) و إما لأن عنصر الفساد في الوطن لا يقبل (…) أن يكون لعنصر الإصلاح مكانة أكبر، وقرر بشكل أو آخر أن نقع في الابتلاء، أين هو المشكل؟ هل نحن أفضل من كل هؤلاء الناس الذين ابتلوا عبر التاريخ، وخصوصا في المراحل الأخيرة، ممن يشبهوننا بشكل أو آخر»….
بعد هذا أكد بنكيران على أن الديمقراطية ليست مطلب العدالة والتنمية وحده بل أنها مطلب البلاد كلها، قبل أن يقول ما معناه إن الديمقراطية ليست منحة وإن مناهضة الفساد قضية مصيرية وخطيرة. قال بنكيران كل هذا بأسلوب ساخر وبلغة يخالط الدارجُ فصيحها ولكن سنحاول تعريبها قدر الإمكان حتى يفهم الجميع: «هل الديمقراطية والحرية مجرد عطاء؟ كأنهم (أي أصحاب الحكم) طافوا علينا يوما ما برزمة صغيرة فيها الديمقراطية والحرية قائلين لكل واحد من: خذ، خذ، لا تتردد. ثم جاؤا بعد ذلك ليسحبوها منا: أُترك أُترك أُترك. إن مسار (الديمقراطية والحرية) اشتغل فيه رجال وسياسيون وفيه تضحيات، ونحن مجرد خطوة ومرحلة. إننا لسنا أدوات في يد الاستبداد ولا الفساد ولن نكون».
أبعد هذا الكلام يريد بنكيران أن تقف أجهزة النظام محايدة متفرجة على الصراع من أجل اعتلاء قمرة القيادة في العدالة والتنمية في المؤتمر الذي سينعقد في الشهر القادم؟

٭ كاتب مغربي

الإسلاميون بالمغرب الكبير بنكيران على خطى الغنوشي

المعطي منجب

صرخة اليمن: هل إنقاذ الشعب اليمني يكون عن طريق إبادته؟

Posted: 23 Nov 2017 02:16 PM PST

من لا يتضامن الآن مع الشعب اليمني ويرفع صوته عاليا ضد هذا الصلف السعودي فهو شريك بشكل مباشر أو غير مباشر في أكبر جريمة إنسانية تنسج خيوطها الآن ضد شعب عربي أصيل، لا ذنب له إلا أنه أخذ رهينة من قبل ما يسمى بالتحالف العربي، ووقع بين فكي كماشة المتصارعين، فلا الطيران سيحسم المعركة من الجو ولا تحالف أنصار الله وميليشيات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح قادرة هي الأخرى على حسم المعركة لصالحها.
والنتيجة أن وقع اليمنيون في رحى آلة الموت التي تحصد يوميا المئات ظلما وقهرا ومن ينجو من صواريخ التحالف يقع فريسة للكوليرا أو الدفتيريا أو المتفجرات أو المفخخات أو الألغام.
ونحن نكتب أو نقرأ هذه الكلمات يواجه الشعب اليمني خطر مجاعة محتمة قد تكون الأكبر في العصر الحديث تتفوق على مجاعة الصومال عام 2011. عشرون مليونا من بينهم أحد عشر مليون طفل مهددون بالموت جوعا الآن، بسبب الحصار المطبق على اليمن برا وجوا وبحرا، بل أن هناك تقارير تؤكد أن المجاعة بدأت فعلا، فلم يبق من مخزون الغذاء في البلاد إلا ما يكفي لمدة أربعة أسابيع. مخزون الأدوية يتآكل بسرعة. اليمن في ظل الحرب يستورد نحو 90% من احتياجاته اليومية، بما في ذلك الوقود الذي نفد أو كاد. السعودية ألغت 32 رحلة إغاثة إنسانية جوية متوجهة إلى اليمن، وترفض أن ترد على الطلبات الجديدة المقدمة من المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة. إذن هو برنامج متعمد- لا يقولن أحد إنها الحرب أو استراتيجية كسب المعركة، أو محاولة لكسر شوكة الخصوم، بل المطلوب كسر اليمن وتدميره وبعثرة شعبه وتشريده، كي لا يبقى شوكة في خاصرة دولة القبيلة. لا أحد بريئا، حماية شعب اليمن لا يكون بقتله وإنقاذ اليمن لا يكون بتدميره.
ليست هي المرة الأولى التي تتدخل السعودية في اليمن لكسر شوكته منذ عام 1962. فمصيبة اليمن الدائمة أنه جار للمملكة العربية السعودية. ولا تترك السعودية فرصة إلا ودست أنفها في شؤون هذا البلد العريق، الذي إليه نعود بأصولنا كأمة. تدخلاتها في اليمن سبقت كثيرا الثورة الإيرانية. هدفها الإستراتيجي كان وما زال أن يبقى اليمن ضعيفا وفقيرا وغير ديمقراطي، كي لا يؤثر في دولة الجوار. وسنمر على ثلاث محطات كبرى تدخلت في السعودية مباشرة، أو بشكل غير مباشر لتحقيق هدف إبقاء اليمن متخلفا وضعيفا ومبعثرا وجائعا، يبحث عن صدقات لا تنمية رشيدة.
كان اليمن مملكة تنتمي للعصور الوسطى، ومنغلقة تماما عن العالم، يحكمها الإمام البدر. وفي 26 سبتمبر 1962 قامت ثلة من الضباط الأحرار بالجيش اليمني برئاسة عبد الله السلال وبتخطيط وتدبير من الدكتور عبد الرحمن البيضاني وأعلنت إنهاء المملكة المتوكلية اليمنية. فما كان من السعودية إلا أن جندت القبائل وحرضتها على الثورة، تخوفا من قيام دولة عصرية قومية بدعم من قائد الأمة آنذاك الرئيس جمال عبد الناصر. وقد تلقت السعودية دعما آنذاك من الأردن وبريطانيا وإيران وإسرائيل، كما أثبتت الوثائق فيما بعد، وشرح هذا التدخل الصحافي المرحوم محمد حسنين هيكل، كما بثت «الجزيرة» برنامجا عن الوثائق التي تثبت تورط إسرائيل في حرب اليمن. جندت السعودية نحو 200 ألف رجل من القبائل مقابل مجموعة من الامتيازات بما فيها منح الجنسية السعودية لمناطق حدودية شاسعة، يساندهم نحو 15 ألفا من المرتزقة الأوروبيين لسحق الثورة الوليدة. ورغم استنزاف قدرات الجيش المصري الذي أرسل نحو 70 ألف جندي، إلا أن النهاية كانت انتصار الجمهوريين وفك الحصار عن صنعاء في 7 فبراير 1968 بعد 70 يوما من الحصار، وبالتالي دفنت دولة الإمامة مرة وإلى الأبد، واضطرت السعودية للاعتراف بالجمهورية اليمنية عام 1971، كما هزمت بريطانيا من جنوب اليمن وانسحبت عام 1967.
كان علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض قد أعلنا وحدة شطري اليمن الشمالي والجنوبي في شهر مايو 1990 ليصبح صالح رئيسا لكل اليمن. وقد أثارت هذه الوحدة قلق السعودية أولا، لأن دولة اليمن تعتبر اكبر دولة في منطقة الخليج من حيث عدد السكان، ذات موقع إستراتيجي مهم يطل على خليج عدن والبحر الأحمر. وقد أخذ صالح موقفا أقرب إلى تأييد العراق بعد احتلال الكويت في 2 أغسطس 1990. فاعتبرت السعودية هذا الموقف نوعا من الخيانة وطعنة في الظهر، فقامت بطرد مليوني يمني من السعودية. وقررت أن تؤدب علي عبد الله صالح بدعم الحركة الانفصالية في الجنوب التي، للأمانة والتاريخ، أنها تشكلت لأسباب تتعلق بتصرفات صالح والتعامل مع الجنوب كأنه أرض محتلة. فما كان من السعودية إلا أن استغلت الفرصة ودعمت الانفصاليين بالمال والسلاح، وقامت بتدويل الأزمة فورا، وطلبت من الأمم المتحدة التدخل، فما كان من بطرس بطرس غالي إلا أن أرسل صديقه الأخضر الإبراهيمي مبعوثا خاصا لوقف القتال والوساطة من أجل تسوية ما، إلا أن صالح كان يفاوض الإبراهيمي، وفي الوقت نفسه قواته تدمر آخر معاقل الحركة الانفصالية وأعلن بتاريخ 7 يوليو 1994 الانتصار.
لم يتوحد الشعب اليمني في العصر الحديث أكثر مما توحد في ثورته العظيمة ضد الطاغية علي عبد الله صالح، الذي اغتصب السلطة عام 1978 وسام البلاد كل أنواع القهر والظلم والفساد والمحسوبيات، وضرب مكونات الشعب الواحد، ولعب على ورقة «القاعدة» لاستدراج الولايات المتحدة لدعمه، وكوّن جيشا موازيا لجيش اليمن تحت اسم الحرس الجمهوري يضم 37 لواء سلمه لابنه أحمد، ووضع أقاربه وإخوته وأولاد إخوته في مناصب مفصلية. كما كدس ثروة تزيد عن 60 مليارا في بلد يعتبر من بين الدول العشرين الأقل نموا في العالم. حارب الحوثيين في الشمال، وطلب مساعدة السعودية في قصفهم بالطيران عام 2004 و2009 ثم عاد وتحالف معهم. وانقلب على القبائل، وغدر بالحزب الاشتراكي اليمني، ولعب بكافة الأوراق التي تبقيه في السلطة حتى ولو على جثة اليمن.
قام الشعب اليمني إذن بكافة أطيافه ضد هذا الطاغية الأرعن، في أعظم ثورة سلمية تجاوزت المسألة القبلية وحافظت على سلميتها، رغم استفزازات صالح وميليشياته؛ بل تجاوزت مسألة المجتمع المحافظ، خاصة بالنسبة للنساء حيث انضممن إلى صفوف الثورة، لدرجة أن جائزة نوبل للسلام لعام 2011 منحت للسيدة توكل كرمان مكافأة للمرأة اليمنية على دورها في الثورة. وكانت المظاهرات السلمية لا تتركز في مدينة أو مدينتين، مثل بقية الدول العربية بل شملت نحو 17 محافظة بدون ملل أو كلل.
إذن ثورة اليمن أطلقت صرخة إنذار مبكر لدول الجيران، خاصة السعودية فقد تترك أثرها العظيم في ما لو نجحت في الدولة الأكثر التصاقا باليمن. لذلك كان لا بد من إجهاض الثورة وبطريقة خبيثة. فجاءت المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، أساسا لإجهاض الثورة وحماية الطاغية من أية مساءلة وإبقاء الوضع كما هو عليه، واستبدال الرئيس بنائبه، الأمر الذي لم يرق كثيرا لا لصالح ولا لابنه أحمد، وقررا أن يعاقبا الشعب اليمني برمته، لأنه كان مصمما على إسقاط النظام بعد 33 سنة من الفوضى والحروب والفساد.
تعرض علي عبد الله صالح لمحاولة اغتيال من أحد أفراد عائلته في 3 يونيو 2011 إلا أن طائرة خاصة سعودية نقلته فورا للعلاج في السعودية، وتم إحضار طواقم من الأطباء من دول غربية، بما فيها الولايات المتحدة إلى أن تماثل للشفاء فأعيد إلى اليمن في سبتمبر 2011 لمتابعة دوره التخريبي الذي تكتوي منه السعودية ومعها اليمنيون. الشعب اليمني لم يعد يهمه من على صواب أو من على خطأ من هو الشرعي ومن هو الخارج عن القانون، من هو المعتدي ومن هو المعتدى عليه. الشعب اليمني، بمقدار ما يمقت صالح وما جره على اليمن من مصائب بمقدار ما يتحد في مقت السعودية، مصدر الوجع الدائم لليمن منذ ثورة سبتمبر عام 1962 وحتى اليوم. هذه المرة يبدو أن السعودية رأت فرصتها قد لاحت لتدمير اليمن بلدا وشعبا عن طريق الحصار والتجويع والقصف وانتشار الأوبئة. إنها أمنيتها الدائمة ألا ترى اليمن في موقعه الإستراتيجي، بلدا موحدا قويا سيدا يحكمه القانون ويلتزم بتبادل السلطة وحرية الأحزاب واحترام حقوق الإنسان، كما وعد القائمون على الثورة السلمية، فبلد بتلك المواصفات، لو استقر فعلا، لترك بصماته على أنظمة الجوار لا محالة.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرسي

صرخة اليمن: هل إنقاذ الشعب اليمني يكون عن طريق إبادته؟

د. عبد الحميد صيام

لا للشرطة لا للعنف فما الحل؟

Posted: 23 Nov 2017 02:16 PM PST

تم يوم الثلاثاء الماضي افتتاح مركزين لشرطة إسرائيل في بلدتين عربيتين داخل إسرائيل، وبحضور رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان وروني الشيخ قائد عام الشرطة الإسرائيلية.
ابتدأت الاحتفالات في قرية جسر الزرقا الواقعة على شاطئ المتوسط، جنوب مدينة حيفا، حيث شارك إلى جانب رئيس مجلسها المحلي ضيوف وشخصيات برز في مقدمتهم رؤساء مجالس أخرى حضروا ليحيوا الحفل، ويعبروا عن دعمهم للخطوة، رغم أنها لاقت معارضةً خافتة في بعض الأوساط المحلية، ومن آزرهم من محترفين حزبيين أو قلة من ناشطين في حركات سياسية ودينية ومؤسسات جماهيرية أعلنت معارضتها لمخطط الوزير أردان، بفتح أكثر من عشرة مراكز للشرطة في مواقع عربية، وتجنيد أكثر من ألف عنصر جديد ينضافون إلى الأعداد التي تخدم في جهاز الشرطة وحرس الحدود ومصلحة السجون، علاوة على الجنود المجندين في الجيش الإسرائيلي.
من جسر الزرقا انتقل الموكب إلى قرية كفركنا، قانا الجليل، وفيها اعيدت المراسيم نفسها وكيلت الوعود والتبريكات أمام من حضروا، فإلى جانب رئيس مجلسها برزت وجوه عديدة وعدد من رؤساء مجالس وبلديات عربية جاءوا متضامنين ومهنئين من مدن وقرى قريبة وبعيدة على حد سواء. ومثلما حصل في قرية جسر الزرقا تكرر مشهد المظاهرة التي شاركت بها أعداد من الأهالي ومعهم ناشطون سياسيون وقفوا معلنين رفضهم «لتدنيس تراب البلدة» ومعارضتهم لإقامة مركز شرطة فيها. 
أسدلت الستائر وانفض المحتفلون والمحتجون وانقضى فصل آخر في «مشوار» الجماهير العربية الغارقة في بحور من الالتباس وعشوائيات القيادة وفوضاها المحبطة.
قبل تفاعل قضية فتح مراكز الشرطة الإسرائيلية في قريتين عربيتين وَمَض على شاشات مجتمعنا العربي خبر يتعلق بنشر نائب رئيسة المحكمة العليا سعادة القاضي العربي سليم جبران مسوغات قراره «الإشكالي» في مسألة شرعية الاستيطان الإسرائيلي و»حقوق» المستوطنين اليهود في السكن والمأوى على الأراضي الفلسطينية المحتلة. في الواقع لم ولن يعلق من هذه القضية رذاذ كثير على شبابيك الحدائق العامة، ومراكز الأحزاب والمؤسسات المدنية وصناع القرار العرب، فباستثناء بعض التغريدات الخاطفة عند سريعي «التعمشق» على  الحيطان الفيسبوكية وما تتيحه فضاءاتها من نطنطة حرة تعفي أصحابها من أثقال الجاذبية والغوص العميق في لب المواضيع المتفاعلة، لم تستثر هذه القضية عناية الأكثرية، سوى قلة قلية انتبهت وحسمت أن البلاء ليس وقفًا على قرار القاضي جبران، بدون اعفائه من وزر ما أقره،  بل هو أعمق وضارب في بنى القانون الإسرائيلي وما سمي «محكمة عدله العليا».  
في الهواء سيبقى صدى طنين من حاولوا صفع  وجه القاضي جبران معيرينه ومخونينه، حتى بدون أن يقرأ معظمهم ما كتب، بينما ستبقى المأساة في أن «ساقية» القضاء الإسرائيلي ستستمر تدور «كالقدر» وتستل دلاءها من أنهر العتمة ومن غيوم الخديعة، فهي، ومنذ أن أقحمت نفسها في شؤون الاحتلال و»حقوقه وواجباته»  تعمدت أن تكون أداة لتسويغ موبقاته وشرعنة ظلمه للفلسطينيين، وكانت في الواقع مقلعًا لذر رماد «الكوانين» في عيون الفلسطينيين والفقهاء القانونيين والمجتمع الدولي! فالقضية كانت وستبقى «القضاء» الإسرائيلي وليس القاضي فلان.
لن أتعاطى مع القرار من وجهة نظر حقوقية ولن أتطرق لمضمونه وبُنيته، فهذا سأقوم به لاحقًا في مقالة أخرى، لكنني ساستقدم اللاحق وأقول بعيدًا عن مقاصده وما أفضى اليه عمليًا قراره في القضية العينية، أنه أخطأ بحق نفسه أولًا، وبحق مفهوم العدل الإنساني وبحق حكمة تاريخ الشعوب المظلومة، التي رفضت أن يصبح الجلادون أصحاب «رواية» وموقف يستدرون به «عاطفة» من كان يجب أن يبقى كما كان «سليمًا» رافضًا الشر كصاحب الرمح «جبران». كثيرون من السياسيين يؤثرون تسفيه ما جرى في جسر الزرقا وكفركنا أو تهميشه، لكنني أنصحهم بأن يراجعوا ما شاهدناه في الاحتفالين، ويقيّموا حضور هذا العدد من رؤساء المجالس والبلديات العربية، وبعضهم كان قد انتخب وهو مدعوم من قبل تلك الأحزاب والحركات السياسية والدينية الرائدة والبارزة بين الجماهير العربية.
من الجدير كذلك متابعة ما قاله الرؤساء في خطبهم، خاصة في ضوء غياب موقف مغاير من لجنة الرؤساء العليا والتي تعتبر الضلع الثالث في مثلث القيادة المكون من»اللجنة العليا لمتابعة شؤون الجماهير العربية في إسرائيل» و»القائمة المشتركة» و»اللجنة العليا لرؤساء البلديات والمجالس العربية»، فإغفال هذا الواقع هو بعينه أحد المسببات للبلبلة السائدة والخيبة ولا أريد أن أقسو أكثر. 
من الحاضرين في احتفال جسر الزرقا كان رئيس مجلس قرية «الفريديس» الذي أعلن موقفه من إقامة مركز للشرطة في بلدته قائلًا: «باعتقادي وهذا هو الواقع أن مطلب خدمات الشرطة هو مطلب الجمهور والمواطنين، مجتمعنا العربي يعاني من آفة العنف وإطلاق النار الحي وظواهر اجتماعية صعبة وحوادث طرق دامية الأمر الذي يتطلب تدخل الشرطة». مع أنه لن يطالب بفتح مركز في بلده لأن مركز شرطة زخرون يعقوب لا يبعد أكثر من كيلومتر واحد عنهم، إلا أن تصريحه كان لافتًا ويكشف عن مكنون واقع تلك البلدات. من السهل تفنيد ما جاء على لسان رئيس مجلس الفريديس، الذي عبر في الحقيقة عن معظم زملائه في الحاضر والماضي؛ ففي كثير من المدن والقرى العربية افتتحت مراكز شرطة قبل سنين بدون أن يثير ذلك عاصفة ومعارضات مثلما هو الحال اليوم. سجل الشرطة الإسرائيلية حافل بالفشل، وبعضه خبيث ومتعمد وتاريخها ينضح قمعًا ورصاصًا ومفاهيمها التي تؤسس تعاملها مع الجماهير العربية معطوبة ومبنية على استعداء الجماهير، وكل ذلك واضح ومثبت، لكنه غير كاف لتبرير عزوف القيادات العربية ورفضها تلمس إمكانيات كسر هذه القلائد الخانقة؛ فمن واجب القيادات المسؤولة إيجاد الحلول والمخارج  لضائقات المجتمع خاصة، والناس ترزح تحت وطأة العنف المستشري وفقدان مشاعر الأمن الشخصي والسلم المجتمعي في حين تقاطع قياداتنا السياسية جهاز الشرطة وترفض التعامل معه مما يترك حالة من الفراغ المحبط والضياع المخيف بين الناس. في هذا الواقع يسأل المواطن البسيط ما الحل؟ ويسأل كذلك منتخبو أولئك المواطنين، كما سمعنا من رؤساء مجالس كثيرة، ما الحل؟ 
وصل وضع المواطنين في القرى إلى حد تخاف فيه الضحية ان تشتكي الفاعل والمتجبر، لان الشرطة غير موثوقة وغير مؤتمنة، وحاضنات المجتمع الحامية قد تفككت وتقطعت أحزمة أمانه، وفي حاراتنا غابت المظلات السياسية الواقية والهويات الجامعة وصارت القيادات التي لا تخشى ولا تقامر ولا تتملق مواضيع للتذكر والقصيد. 
في تصوري نحن أمام مشهدين مرتبطين عضويًا وأن بديا عكس ذلك، فالموقف من الشرطة ومكانة القاضي العربي في المحكمة العليا هما حالتان اسميتهما في الماضي «ديليمات- معضلات» وطنية طارئة، وهي مسائل/عقد وجودية أفرزتها حياتنا كجماهير عربية تعيش في دولة ترفض هضم وجودنا الطبيعي من جهة، ومن جهة اخرى تتصرف معظم قياداتنا بهدي نزعة انفصالية عن الدولة وأجهزة الحكم فيها وترفض تطوير أي عقد اجتماعي سياسي معها حتى ولو مؤقت.              
هنالك حالة من «الهدنة الخبيثة» بين الفرقاء؛ فالدولة تشعر بنوع من «الراحة» وهي تتعامل مع مواطنيها العرب كأنهم على أهدابها عالقون «كالقذى» فتهمله حينًا وتداريه أحيانًا، وتتحين الفرصة للتخلص منه لتستعيد كامل «النظر»، وبالمقابل، تتصرف معظم القيادات التي تنزع إلى انفصالية مطلقة بحكمة التقية والتستر والإيمان بأن إسرائيل ليس أكثر من كيان هش وعثرة عابرة أو ندبة على ظهر الزمن لن تصمد في وجه الرياح وحجارة السماء «الحتمًا» آتية! 
في هذا الواقع نشأت معاضل لم تواجه وعقد لم تفكك ولم توضع لها الحلول، فالقيادات تعارض فتح مراكز شرطة، لكنها سكتت لعقود حين كان الشباب يتجندون لصفوف هذه الشرطة وحرس الحدود ومصلحة السجون وجميع فروعها الأخرى، والقيادات طالبت بحصة الجماهير العربية في جميع الوظائف العامة، لكنها تغافلت عن الإجابة ماذا يشمل ذلك؟ فهل سلك القضاة مثلًا مشمول والشركات الحكومية والمؤسسات الإدارية والوزارات الاقتصادية وما مثلها؟ 
لقد تساءلت منذ سنوات هل تؤيدون انخراط الشباب في وزارة العدل، كما بدأنا نشاهد؟ حتى إن تدرجوا إلى أعلى المناصب! أو في بنك إسرائيل أو مكتب الضرائب والجمارك؟ وهل يجب أن يقاطع الفلسطينيون المحكمة العليا، أم نطالب بأكثر من قاض عربي فيها؟ أو هل نطالب ان يكون مراقب الدولة عربيًا أو نكتفي بنائبه؟ أو نقاتل من أجل عربي يسكن مكتب مدعي الدولة أو نائبه؟ وماذا مع مديري الألوية والمفتشين وسياسة وزارة المعارف؟ هل يجب أن نمنع عربي يعمل كرئيس قسم في مستشفى حكومي أن يرأس وفد إسرائيل لمؤتمر دولي ونحن نعرف كم وكيف ستستغل الدولة هذه «اللفتة» لتثبت للعالم حدود ديمقراطيتها؟ هل يجب أن يرفض بطل رياضة عربي المشاركة في دورة العاب أولمبية لأنه سيهدي انتصاره للدولة واقفًا ينشد «هتكفا» تحت العلم؟ 
أسئلة كثيرة طفت مع السنين وبقيت في مهب الحيرة والضباب، فلقد سألنا ولم نسمع جوابًا، وقلنا إنها «معاضل» سنواجهها وستعصف بكياننا، وقد حان الوقت للوقوف عندها، فبعد سبعين عامًا لم نعد أقلية مقيمة على ضفة واد وسفح رابية منسية، وإسرائيل لم تهزمها الرمال والصلوات والرياح، وإذا ما فككنا شيفرة هذه المسائل، سنكتفي بالهتاف مجددًا عند كل هفوة قاض قاصر لأنه يعمل من بطن الحوت، ونعلق عليه خيباتنا وأوهامنا. وإن لم نجد حلًا لأمن مجتمعاتنا وسلامة أبنائنا سيبقى المواطنون قلقين وحيارى ويركضون وراء أحبال نجاة حتى إذا كانت مجدولة من وهم أحمر وسراب ليلكي وأمل أزرق! 
يتبع         
كاتب فلسطيني

لا للشرطة لا للعنف فما الحل؟

جواد بولس

إسرائيل بدون قوسين

Posted: 23 Nov 2017 02:15 PM PST

ما هي الأفكار التي كانت تراود الرئيس السادات في الطائرة متوجهاً لإسرائيل؟ ما السقف الذي كانت تلامسه طموحاته؟ برصد شخصية السادات وتقلباتها ونزعتها لممارسة الدراما على مسرح الحياة، فمن المحتمل بأنه فكر بنفسه فرعوناً يعيد بني إسرائيل من جديد لبيت الطاعة، بوصفهم كائنات مستضعفة سترحب بعودتها إلى حضن الفرعون، في حركة تصحيحية لإشكال تاريخي ممتد على آلاف من السنين.
بالقطع كان السادات يحمل فكرة أنضج عن الشخصية الإسرائيلية من تلك التي استهلكت في المسلسلات المصرية، مثل «رأفت الهجان»، ولكن بالتأكيد لم تكن فكرة دقيقة، وهو ما كشفته الأيام بعد الزيارة الشهيرة للكنيست وجولات المفاوضات التي أجبرته على الهبوط كثيراً بسقف طموحاته، لتنحصر في أن يكون السلام هو بوابة خروج لحكمه من أزمة اقتصادية مستحكمة، أنتجت غضباً منفلتاً في يناير 1977 جعلت السادات يستشعر بالخطر ومن قدرته على المحافظة على الحكم، وحتى هذه القشة أفلتت في النهاية ليسقط السادات غارقاً في دمه، وتقبع مصر لسنوات تحت سطوة مديونية مرهقة.
تخيل السادات بأنه يلقي طوق النجاة لإسرائيل ويمنحها السلام المنشود، بدون أن يستشعر للحظة واحدة أن اسرائيل غير قادرة أصلاً على الإبحار، فهي تتمسك بموقعها على الشاطئ، تراقب المتخبطين بين حطام سفينة الشرق، والسلام بكل ما يمكن أن يدور حوله من حديث، ليس سوى استراتيجية ابتزاز اسرائيلية لا يستطيع مناحم بيغن ولا غولدا مائير ولا شامير ورابين بعدهم بسنوات التخلي عنها، لأن عقيدة الحرب تستوطن عميقاً في الشخصية الاسرائيلية، فعاموس عوز، الروائي الاسرائيلي الشهير يلخص تصور اسرائيل بوصفها وطناً قومياً انطوائياً ومسلحاً، وفي حالة فقدان هذه الأركان، فإن اسرائيل نفسها ستصبح مهددة بفقدان شخصيتها ودورها، وستتحول إلى مجرد بلد آخر في شرق مضطرب.
اسرائيل لا تفكر في السلام، فهو ليس على أجندتها لأن فكرة السلام تنطوي على تنازلات كثيرة، وإسرائيل بحدودها الحالية تعتبر نفسها في طور التشكل، فالمهمة أبعد من شريط ساحلي فضلته إسرائيل لدى التقسيم على الأراضي الداخلية، في ما يعرف في التراث التوراتي بيهودا والسامرة، ولعلها ما زالت تحلم بأرض توازي في مساحتها أوغندا أو الأرجنتين، وهي ضمن المشاريع التي طرحت على الوكالة الصهيونية، ولكنها لم تكن لتوفر لهم الحالة المثالية من الانطوائية والتسلح، كما في فلسطين، بجانب بالطبع البقاء على مقربة من الأساطير القديمة التي يمكن أن تشكل القومية اليهودية.
رهانات السادات نفسها ما زالت قائمة، فالبعض يعتقد أن أزمة المنطقة ستنتهي بتطبيع إسرائيل داخلها، وكأن اسرائيل هي المسؤولة عن الفساد في الدول العربية، وكأنها هي التي أهدرت الديمقراطية، واعتدت على الحريات، فالمشكلة تكمن إلى حد ما في وجود اسرائيل، التي تلقت دعماً كبيراً من الدول الاستعمارية، لتكون قاعدتها المتقدمة في وسط العالم، ويبقى الجانب الكبير من المشكلة قائماً في الدول العربية ذاتها، التي كانت مجرد مشاريع تحرر غير ناضجة لدى مواجهة الكيان الصهيوني الذي يعبر عن تجربة قرون في أوروبا المعقدة بصراعاتها وقومياتها، والمتقدمة بما لا يقاس في مجال التكنولوجيا والتسلح.
تلقت إسرائيل خلال العقدين الأخيرين العديد من عروض التسوية العربية مختلفة المقاييس والمواصفات، بدون أن تلتفت بجدية لأي منها، ويشبه الأمر صورة من يتجول في السوق ويقوم البائعون بمطاردته بالتنزيلات والخصومات، بينما لا يمتلك هو في المقابل رغبة في الشراء، فما تريد اسرائيل هو انتزاع مجاني لمجموعة من ثروات المنطقة، والأمر تحصل عليه بشكل أو بآخر في افريقيا، فتقوم بدعم قطاعات نوعية مثل الزراعة والصحة مقابل استثمارات خالصة لاسرائيل، لا تقوم على مبدأ المشاركة مع الدول المستضيفة لهذه الاستثمارات، فاسرائيل ليست مستعدة لتقاسم تكنولوجيا الزراعة مع أي دولة عربية، ولكنها لا تمانع لو حصلت على حصة من الأراضي الخصبة، واستثمرتها لمصلحتها بصورة مباشرة، أو مقابل ثمن زهيد ودون الحد الأدنى من المضايقات، التي يمكن أن تقوم على المشاركة وتقاسم الحصص.
السلام مرعب بالنسبة لإسرائيل، كما أنه يتضمن شروطاً أولية تجعله من الأساس أي شيء آخر غير السلام وفق المفهوم الذي يتصوره العرب، فعندما تذهب إلى اسرائيل يجب ألا تتحدث عن حقوق جيرانها في المياه، كما أن الحديث عن المستوطنات يزعج اسرائيل بشدة، ثم أي دولة مستقلة ذات سيادة كاملة يمكن أن تقبلها اسرائيل على حدودها، فذلك يعني موانئ ومطارات يمكن أن تستقبل من تشاء وما تشاء، هذه أمور لا يمكن أن تقبل بها اسرائيل، ولا تضعها أصلاً على طاولة المناقشة، ولو وضعتها في البداية فإنها لا يمكن أن تعبر بها إلى المرحلة النهائية.
سباق السلام المطروح في المنطقة هو مجرد أنشطة ذهنية تشبه أفكار السادات في طائرته للقدس، ولن تفضي في نهايتها إلا لمشاعر الإحباط الكاملة التي اعترت السادات وهو يرى دولته تتفكك من الداخل وتفلت من بين يديه، بدون أن يتمكن من تدارك الأمر، فالسلام مع اسرائيل يتطلب تحولات ثقافية واجتماعية وعقائدية، تضعف في حالة حدوثها مناعة أي دولة عربية، خاصة أن تحشيداً طويلاً استقر فيما يسمى بالوجدان الوطني، كان قائماً على العداء مع اسرائيل، بينما لا يمكن لاسرائيل في المقابل أن تتقبل أي عبث في جهازها المناعي الذي وصف عوز تكوينه المقدس بالقومي والانطوائي والمسلح.
يختلف المجتمع الاسرائيلي اليوم عن جيل مؤسسي الدولة العبرية، وتداخل المجتمع وتعدده وتنوعه، مع وجود ثقافات طاغية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. ومجتمعات المدينة والمستوطنة والمهاجرون الجدد والاسرائيليون المرتبطون بمدارات أوروبية أو أمريكية كمواطنين، يعيشون صراع الفرص والتهديدات في مجتمع معولم، وللأسف فمعظم التقديرات العربية للمجتمع الاسرائيلي تقوم على تصورات منتهية الصلاحية، ولم تعد تمثل حقيقة التوجهات الاسرائيلية التي لا تطلب القبول العربي ولا تحتاج إلى عفو الفراعنة أو مغفرة العماليق.
ورطت اسرائيل العرب في صراع يدور حول التاريخ، وقطعت بهم الحبل ليسقطوا في هاوية الماضي، وتفرغت على امتداد زمن الزعماء والأبوات وأمراء الطوائف لتحدق في المستقبل بعيون مفتوحة على اتساعها، بدون أن يضايقها أحد، وفي وسط حمى الغرق بالجملة والتقسيط التي تجتاح المنطقة، فإنها ستتمسك في قلعتها/ مرقبها على الساحل تتابع ما يجري أمامها، بدون أن تكون مضطرة لإلقاء أطواق النجاة لأي أحد، ولو فعلت ذلك، فإن الثمن سيكون كبيراً للغاية، وربما لا يختلف كثيراً عن الغرق.
كاتب أردني

إسرائيل بدون قوسين

سامح المحاريق

فلسطين وأصوات الاحتجاج النادرة

Posted: 23 Nov 2017 02:15 PM PST

دأبت الصحف الغربية، خاصة الأمريكية، على تقديم إسرائيل على أنها تقوم بردة فعل تجاه إرهاب فلسطيني أو لبناني، رغبة في تغييب الحقائق عن الجمهور الغربي، وهو توجه إعلامي ملحوظ، وهذا هو «تاريخهم المعقم» باصطلاح تعبير تشومسكي. ولكن الحقيقة أن إسرائيل دائما هي التي تمارس الإرهاب، وإذا ما ردت الضحية تُضيف إسرائيل عدوانا جديدا غير عابئة بالقانون الدولي، ولا يهم إن قُتل مئات المدنيين الأبرياء.
وقد سبق وادعى شيمعون بيريس وغيره من القادة الصهاينة، أن بحثهم عن جنودهم المخطوفين يعبر عن سلوك تجاه قيمة الحياة الإنسانية وكرامتها. وفي الوقت نفسه، وفي ثنايا البحث يتم القتل والتدمير والاعتقال وممارسة التعذيب على النساء والرجال، إنها المفارقة المفضوحة والكذب المكشوف.
اليهود جماعات كانت تاريخيا مُشتتة لهم حقوقهم المدنية والدينية العقائدية في بلدانهم التي يتوزعون فيها، في أماكن مختلفة من العالم، ولكن ليس لهم أي حقوق في فلسطين، فهي ليست أرضهم ولا سبيل لطمس الحقائق التاريخية وتزويرها. أما مقولة «الشعب بلا أرض لأرض بلا شعب» فهي من أكبر المقولات التزييفية الكاذبة في التاريخ البشري، فالجماعات اليهودية مازالت تعيش في بلدان عديدة مثل روسيا وكندا وأمريكا، ومن جُلبوا لفلسطين التاريخية لا يمكن أن يكتسبوا شرعية وطنية فوق أرض افتكوها وشردوا أهلها، ومع ذلك مازال الشعب الفلسطيني يقاومهم لأنهم محتلون ومتحايلون، ووجودهم هامشي وعرضي، أما الوجود الفلسطيني فهو جوهري متأصل. خلاف ذلك كذب ومكابرة وتعنت استعماري حاقد.
القضية الفلسطينية أكبر شاهد على العصر الذي تُنتهك فيه باستمرار الحقوق الوطنية والمقدسات، ويُعتبر هذا أشد دافع لاستمرار الغضب والمقاومة سبيلا لتحرير فلسطين، من دون تدخل النخب الحاكمة في العالم العربي، فهي نخب فاسدة في معظمها تُهرول نحو إسرائيل وتمنع الجماهير من التظاهر وتبطش بها ارضاء للسيد الأمريكي الذي تتوسله التزلف والتقرب المذل.
رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شيمعون بيريز ذهب إلى واشنطن للتحدث عن السلام في الشرق الأوسط، بعد أن هاجمت القوة العسكرية الصهيونية تونس وقتلت 20 تونسيا و55 فلسطينيا، وهو ما وثقته صحف إسرائيلية آنذاك، وذكره مراسلوهم ومنهم امنون كابليوك من مسرح الجريمة. وتم ذلك بعد أن استقبلت تونس الفلسطينيين إثر طلب من رئيس الولايات المتحدة وقتها رونالد ريغان، بعد أن خلفت الحملة العسكرية الهمجية والمدعومة أمريكيا على لبنان حوالي 20.000 قتيل، مع تدمير البنية التحتية. وجرى العدوان على ضاحية حمام الشط في تونس وقتها بإذن من الأسطول السادس الأمريكي القابع في البحر المتوسط قبالة السواحل التونسية والذي لم يكلف نفسه أمر إخبار السلطات التونسية لتجنب الضحايا الأبرياء. فالأمر كان تواطؤا بكل المقاييس. وبكل وقاحة تُعيد إسرائيل الكرة باستهداف العالم التونسي محمد الزواري أمام منزله وفي بلده غير عابئة بسيادة الدول.
أصوات الاحتجاج النادرة ضد الإرهاب الصهيوني تُدان بشكل صارخ ضمن خط الدفاع والجوقة التي تكيل بمكيالين، أما الذين يشجبون الإرهاب الدولي ولا يذكرون إسرائيل فهم منافقون بالمعنى الأوفى للكلمة. فمثل هذا الكيان الاستيطاني جنبا إلى جنب الولايات المتحدة عطلا الإجماع الدولي الواسع لإجراء مفاوضات تؤدي إلى الاعتراف المتبادل، على أساس حل الدولتين. فحتى هذا التنازل الكبير الذي تختلف بشأنه الآراء وتتصارع المواقف سدت أمريكا وإسرائيل طريقه في كل منعطف، على مدى سنين من التاريخ السياسي المعاصر. فماذا يريدون أكثر من هذا؟ ألا يزيدهم يقينا أن من افتك مُلكا ليس له يدعوك أن تستعيده بالوسائل نفسها التي اُخذ بها؟ هو عنوان تحد وهو بلاغ للناس، ولله في خلقه شؤون.
كاتب تونسي

فلسطين وأصوات الاحتجاج النادرة
 
لطفي العبيدي

تَمَخَّضَت الفئرانُ فولدت نموراً!

Posted: 23 Nov 2017 02:14 PM PST

كثيراً ما يتساءل الناس عن الخلطة السحرية للتألق الباهر، الذي حققته ماتسمى اليوم بدول النمور الآسيوية. كيف استطاعت ما كانت، يوماً، مجرد فئرانٍ ضعيــفةٍ، هزيــــلةٍ، مهملةٍ من أن تتعملق لتغدو نموراً عمـــلاقةً، تنفث طوفاناً من ألقٍ منقطعِ النظير، من تنميةٍ تقنيةٍ تحاكي النجـــوم، وتقدمٍ اقتصادي مدهشٍ يحيِّر الألباب، ويخطف الأبصار. فحتى وقـــت ليــــس ببعـــيد، وهو بدايـــة ســتينيات القرن العشرين، كانت كوريا الجنوبية، وتايوان، وسنغافــــورة، وهونغ كونغ تعتبر دولاً من دول العـــالم الثالث، وهو العالم الذي سُمِيّ هكذا لتَخَلُّفه اقتصادياً. إلاّ أن هذه الدول تمكنت من أن تحقِّق تنميةً اقتصادية سريعةً لم يستطع أحد التنبؤ بها.
إنّ محاولة استيعابنا لهذا الألق في التنمية والاقتصاد ستقودنا لأن ندرك أنّ هذه النمور، عندما كانت يوماً مجرد فئرانٍ ضعيفةٍ، هزيلةٍ، مهملةٍ، كانت تعيش وضعاً صعباً في أنّ الجغرافيا جعلتها تقطن في بقعة فقيرةٍ بالموارد الطبيعية، ولكنها، من جانب آخر، بجوار جيرانٍ متنفذين، أقوياء. هذا التجاور مع الأقوياء أشعر هذه الفئران الضعيفة، الصغيرة حينها بحجم التحدي الكبير الذي تعيش تحت طائلته، وخلق لديها رغبةً جامحةً بالنهوض، والعمل المضني، والشاق لتستحيل من مجردِ فئرانٍ ضعيفةٍ، هزيلةٍ، الى نمورٍ سياسيةٍ، واقتصادية عملاقة.
ما زال الكثير ناشطون في مجالات الفكر والسياسة يعتقدون إنّ ارساء أنظمةٍ ديمقراطيةٍ، حرةٍ سيقود بطبيعته إلى خلق تنميةٍ في المجتمع، على كل الأصعدة. ونستطيع أن نرى ذلك، مثلا، في الشروط التي يضعها صندوق النقد الدولي على القروض التي يقدمها للحكومات، مطالباً إياها بتحرير الاقتصاد، وتقليل، أو إزالةِ القبضةِ القوية، التي تفرضها الحكومة على الجوانب الاقتصادية. إلاّ أن الطريق الذي سلكته، ما تسمى اليوم، بدول النمور الآسيوية، يبدو مختلفاً تماماً. فالنظرية التي أتبعتها هذه الدول لتحقيق هذه النهضة الاقتصادية الكبيرة، والسريعة، لاتقوم على إرساء ديمقراطيةٍ حرةٍ، بل تقوم على أساس أنّ إيجاد حكومةٍ مركزيةٍ قويةٍ، تقود الاقتصاد قيادةً سريعةً، وبخطواتٍ تنمويةٍ مُمَيَّزةٍ، سينتج عنه الوصول إلى مرحلة إقتصاد الدولة الصناعية العملاقة.
وهكذا، تَمَكَّنَ نظام الدولة المركزية، القوية من تحويل هذه الدول الفئرانية، النامية إلى نمورٍ عملاقةٍ، فريدةٍ من نوعها في نموها الاقتصادي النوعي، وانتقالها إلى مصاف الدول الصناعية المتقدمة، التي تتَقَدَّمَ العالم، وتقوده. إنّ أحد العوامل، التي ساعدت على إنجاز خططٍ تنمويةٍ، ناجحةٍ، وحدوث هذا النمو الاقتصادي الهائل، هو أنّ الدولة، في هذه الدول الفئرانية، لم تكن مشغولةً بتحدياتٍ محليةٍ، مهولةٍ، كما هو الحال في العراق، مثلا، الذي أنهكته الحروب العبثية مع الجيران، وشتتته الصراعات المذهبية، والقومية، وشغلته الحرب على الارهاب المنظم والموجه، وعصفت به صراعات الاحزاب السياسية، والدينية، ونخره الفساد الاداري المستشري.
وهنا، لنا أن نتساءل هل يمكن نقل بذور النمور الآسيوية، وزرعها في أراضٍ أخرى من العالم، كالعراق مثلا ؟ هل ستنبت هذه البذور، وهل ستؤتي أُكْلَهَا ؟ أم أنّ هذه البذور لا تنبت، إلاّ في أراضٍ بعينها، كأراضي شرقي آسيا. خبراء السياسة، والاقتصاد، والسوق يؤكدون أنّ هذه البذور، بذور النمور الآسيوية، لا تنبت في كلِّ تربةٍ، ولا تنجح أينما كان. فالفأر المنهك، الضعيف لايمكنه أن يتعملق ليصبح نمراً ضارياً، كيفما كان، في أيّ أرض، وفي أيّ مناخ. فالسر الذي جعل الفأر يتضخم، ويتعملق ليصبح نمراً كاسراً، لا يكمن في وجود حكومةٍ مركزيةٍ، قويةٍ فحسب، ولا في فرض سياساتٍ تنمويةٍ فعالةٍ فقط، بل يكمن في أنّ الثقافة السائدة في هذه البلدان، هي الثقافة الكونفوشيوسية.
الثقافة الكونفوشيوسية تؤمن بالتسلسل الهرمي الأجتماعي، وبمفهوم أنّ الأمة هي أسرة الفرد وعائلته. وهكذا، فإنّ الدولة، بموجب هذه الثقافة، تتبنى دور المرشد، أو المُوجِّه لمصلحة الأمة، وتتبوأ دور القائد، والمُفكِّر، والمُعلِّم. هذه الثقافة، هي التي تجعل الفرد يتحمَّل أن يُؤثرَ الأهداف البعيدة المدى للدولة، على مصلحته الاقتصادية الخاصة. وهكذا، فإنّ المجتمعات التي لا تمتلك هذه الثقافة، فإنّها لن تقبل ولاية الدولة، ولن تُغلِّب مصلحتها، مما يؤدي الى إحباط أيّة جهودٍ تقوم بها الدولة من أجل تحقيق النمو الاقتصادي، والتنمية الاجتماعية.
هذه الفئران الشرق آسيوية كانت محظوظةً، أيضاً، بأنها إمتلكت قادةً أقوياءَ، كانوا من القوة بمكان أنهم تَمَكَّنَوا من إدارة دفةَ الاقتصاد إدارةً فعالةً، دون أن تعوِّقهم أيّة تحديات محلية حقيقية. هذه الادارة الفعالة، نفخت النجاح الاقتصادي في قلوب الفئران الضعيفة نفخاً مستمراً، وحولتها في النهاية إلى نمورٍ كاسرةٍ. شعوبُ هذه الدول أَحسَّت بهذا النجاح الاقتصادي المتواصل الذي حققه القادة، وأخذت تتنفسه هواءً يومياً، وهكذا عمدت إلى منح هؤلاء القادة شرعية الحكم، وشرعية الاستمرار به.
فالأنظمة السياسية، في هذه البلدان، لم تستمد شرعيتها من انتخابات ديمقراطية، يكون الحُكمُ فيها بإسم الشعب، وللشعب، بل إستمدت شرعيتها من التقدم الاقتصادي المتواصل، الذي إستطاعت تقديمه لشعوبها. وهكذا، وبدلاً من أن يكون صندوق الاقتراع هو المعيار الذي تلجأ له شعوب هذه الدول لتقيس نجاح قياداتها، فإنّ المستوى المعاشي، والمكاسب الاقتصادية، مقارنة بجيرانها، كانت هي المعيار الذي إستعملته هذه الشعوب لتقيس
نجاح قياداتها.
إنّ أحد مفاتيح حلّ المسألة الكردية، في العراق، حلاً مبرماً، ونهائياً هو حكـــــومةٍ عراقــــيةٍ، مركزية، قويةٍ، قادرةٍ على قيادة الاقتصاد قيادةً سريعةً، وبطفراتٍ تنمويةٍ، واسعةٍ، ومميزة. وبالتالي، فإنّ تحقيق شرعية الحكم، وشرعية الاستمرار به ستتأتى من خلال تحقيق النجاح الاقتصادي، المتواصل في مجالات الزراعة، والصناعة، والتجارة في العراق. هذا التقدم الاقتصادي، المتواصل، إذا ما أحسَّ به الأكراد فإنه سيجعلهم يرون أنّ الأفضل، والأجدى هو العيش بسلام، والأنصهار في العراق الموحد، والتمتع بخيراته، والانشغال بالحياة المدنية، والتنمية، لا بالحرب، والنزاع، والانفصال.

كاتبة من العراق

تَمَخَّضَت الفئرانُ فولدت نموراً!

شهباء شهاب

الشباب في الرؤية المستقبلية للمفكر مهدي المنجرة

Posted: 23 Nov 2017 02:07 PM PST

تُعد علاقة التوتر بين السلطة الحاكمة والشباب في كثير من الدول العربية من بين أهم مظاهر أزمة التدبير السياسي في هذه الدول. وقد عبرت الأحداث التي بدأت مع ما اصطلح عليه بـ«الربيع العربي»، وما رافق هذه الأحداث من احتجاجات، عن غياب الشباب في استراتيجيات التنمية الاقتصادية، وعن ضبابية الرؤية في كيفية تصريف قوة الشباب وطاقاته من أجل نهضة اقتصادية واجتماعية، تجعل الشباب عنصرا مُحركا لها، ومُستفيدا منها.
يكفي أن نقوم بتحليل خطابات الشباب في المواقع الاجتماعية حتى نُدرك الهوة السحيقة بين الشباب، باعتبارهم قوة اقتراحية من شأنها أن تُحقق التنمية الاجتماعية بأساليب جديدة، والسلطة السياسية والحزبية التي لا تزال تتعامل مع الشباب باعتباره موضوعا طيعا لبرامجها، تستفيد منه في سياستها الانتخابية. كما تُؤكد خطابات السخرية التي باتت تملأ الوسائط التكنولوجية، عن فقدان الشباب للثقة في هذه السلطة. نلمس أيضا، مظاهر أزمة التدبير السياسي، من خلال خطاب الأحزاب، الذي ما يزال يتعامل ـ في جوهره ـ مع الشباب باعتباره موضوعا مفكرا فيه، بعيدا عن الإيمان بشراكته.
أدى هذا الوضع إلى خروج منطقي للشباب عن ثقافة السلطة السياسية، والتحرك في موقعٍ جديدٍ بلغته ومقارباته واقتراحاته. وعليه، تزداد الأزمة حدة، كلما اتسعت الفجوة مع اشتغال الموقع الجديد للشباب.
نطرح بهذا الصدد بعض الأسئلة على منتجي هذه الفجوة: لماذا لا يهتم السياسي بما يُفكر به المثقف بشأن القضايا الإستراتيجية؟ لماذا لا يقرأ السياسي التدابير الفكرية التي يقترحها العلماء والمفكرون والمثقفون؟ كيف يُمكن تفسير رُعب السياسي من اقتراحات المثقف؟ ألا يستفيد السياسي من الرؤية التي يقترحها المفكر؟ ما هي مقاصد السياسي في ما يخص علاقته بالتدبير السياسي؟ هل خدمة البلد، وربح الرهان؟ أم خدمة الحزب، وموقعه وخسران الوطن؟ هل يقرأ السياسيون والحزبيون؟ هل لهم علاقة بمفهوم تحولات السلطة، وبمعنى الشراكة التي ليست امتيازا أو اختيارا، وإنما حتمية تاريخية بموجب منطق الزمن التكنولوجي؟ هل يعمل السياسي على تحيين تكوينه وعلمه ومعارفه؟
نُضيف هذه الأسئلة إلى الفجوة السياسية، ونستحضر موقع الشباب في الرؤية المستقبلية لعالم المستقبليات، المغربي المهدي المنجرة، الذي منذ الثمانينيات من القرن العشرين، وهو يتحدث عن الشباب العربي، باعتباره النخبة الجديدة التي ستقوم بالتغيير، وذلك ضمن التحولات التي يعرفها العالم مع مجتمع المعرفة، ومفهوم الشراكة.
يحضر الشباب في الرؤية المُستقبلية لدى المهدي المنجرة، باعتبارهم محركي التحول المجتمعي، وقائدي سيناريو التغيير. ولهذا، فقد حدد النخبة الجديدة التي تحمل مفاهيم التغيير، باعتماد البُعد المحلي من الشباب. منذ الثمانينيات كان المنجرة يُقر بعدم استمرار سيناريو الاستقرار في البلدان العربية، بل أكثر من هذا، فقد حدد المرحلة التاريخية التي ستبدأ بالتغيير: «وأتوقع أننا لا يمكن أن نصل سنة 1995 بسيناريو الاستقرار»(الحرب الحضارية الأولى). وبعض الدول بدأت التغيير في منتصف التسعينيات مثل المغرب، خاصة مع مشروعين، تاريخي «المصالحة مع الماضي» وسياسي ـ حقوقي «الانتقال الديمقراطي». غير أن المنجرة كان يستبعد سيناريو التغيير بشكل سريع، معتبرا سيناريو الإصلاح له قابلية للتحديث، من خلال فتح باب أمام احترام حقوق الإنسان، وحرية الصحافة، وتطوير المجتمع المدني، والاهتمام بمشاكل التنمية. وهذه مقاربات استراتيجية، لو اشتغل بها السياسي، ما اتسعت الفجوة وأحدثت الأزمة.
ويعود ذلك، حسب المنجرة، إلى صعود نخبة جديدة من جيل الشباب القادم من الجامعات بمفاهيم جديدة ومختلفة عن مفاهيم النخبة السابقة. ولهذا، يتحدث المنجرة عن صعود نوع من الديمقراطية، مع ظهور مفاهيم وتصورات النخبة الجديدة. تعتمد هذه الديمقراطية على البُعد المحلي، وبالنظر إلى التحولات المجتمعية التي عرفتها ـ وتعرفها ـ سواء الدول التي عاشت ما اصطلح عليه بـ»الربيع العربي»، أو التي عرفت انعكاسات هذا المفهوم، فإننا نلاحظ، بالفعل، صعود جيل الشباب باعتباره شريكا في تدبير الفهم واقتراح المقاربات، باعتماد وسائط التكنولوجيا، خاصة المواقع الاجتماعية. وعبر هذه المواقع بدأ صوت الشباب يتحدد، كما نلاحظ البُعد المحلي في خطابات هذا الجيل، والانطلاق من أسئلة محلية. لهذا، تراجعت مفاهيم من نوع تلك التي كانت تجمع العرب في أيديولوجية واحدة، وانفتحت المجتمعات العربية على بعضها، بروح الاكتشاف والتعرف، مع انحرافات في علاقة التعرف التي تجلت في خطاب الشتم والسب بين أفراد المجتمعات، عوض التواصل بقصد التفاعل المُنتج. وهذا موضوع يستحق التحليل الثقافي.
لعل من أهم نقاط القوة في رؤية المنجرة للشباب، وتقديره لهذه الفئة، هو انخراطه مبكرا في الثقافة التكنولوجية، التي ساعدته على الاقتراب من حاجيات الشباب، يقول في كتابه «قيمة القيم»: «وعدد الرسائل الإلكترونية التي أتلقاها تساعدني على البقاء في موقع قريب من هذه التحولات». ويسمح له ذلك بالتفاعل المنتج معهم: «ينتج عن هذا الوضع، مراسلة مكثفة. ولا أؤخر الجواب أكثر من 48 ساعة. إن الزمن مطلب كبير في التواصل الإلكتروني».
يعد المنجرة من المفكرين الأوائل الذين تفاعلوا بسرعة مع الحاسوب، وشبكة النت. يقول عن أول حاسوب اقتناه: «حاسوبي الأول، وهو من صنع أمريكي كندي، يرجع تاريخه إلى سنة 1981، لقد كان جديدا في السوق. كان وزنه عشرة كيلوغرامات ولنقله عبر الطائرة، كان يستلزم ترخيصا من الطاقم» (قيمة القيم). كما تعود علاقته بشبكة الإنترنت إلى منتصف يونيو/حزيران من السنة نفسها 1996 التي ارتبط فيها المغرب بالشبكة. أما موقعه فقد انطلق سنة 1997. كما أنه كان أول من وضع ثلاثة من كتبه على الإنترنت. كما يحضر رجل الشارع إلى جانب جيل الشباب في التفكير المستقبلي عند المنجرة، من خلال الانخراط في أسئلة الواقع، والتعبير عن صوته ورأيه، بدون انتظار سلط مرجعية أخرى، سواء ثقافية أو سياسية، تقوم بدور الوسيط في التعبير عنه. وهنا، نُلاحظ انخراط المنجرة في زمن المعرفة، و في التفكير الترابطي، والانتماء إلى الزمن التكنولوجي، حيث السلطة المعرفية أصبحت شراكة بين فئات عديدة ومتنوعة، تتوزع بين المثقف والعالم ورجل الشارع والشباب والاقتصادي وغير ذلك. واعتبر أن الأزمة الحضارية التي تعيشها البلدان العربية، تسمح لرجل الشارع والشباب بالانطلاق في المشاركة في تغيير الوضع: «يجب على كل مواطن ـ بقطع النظر عن شهاداته ـ أن يعتبر الآن أن عليه الاعتماد على نفسه، كجزء من المجتمع لتغيير هذا المجتمع»(الحرب الحضارية) بدون أن يقصد بهذه الدعوة إقصاء دور المثقف في تهيئة شروط التغيير، من حيث إنتاج الأسئلة، وصياغة مقاربات التغيير، وبث الوعي الثقافي، ولكن في تصوره، فإن الكل أصبح مسؤولا عن الشراكة في تدبير المجتمع. وبتأمل قصير في علاقة الشعوب العربية بالمواقع الاجتماعية اليوم، سنلاحظ بأن الأفراد (الشباب ورجل الشارع) أصبح لهم صوت مُؤثر في تدبير السياسة والاقتصاد والمجتمع، تجلى في عمليات فضح الاختلالات القانونية، وتعرية الأوضاع الاجتماعية، والكشف عن حقيقة المشاكل الاقتصادية، وإطلاق صرخة الظلم والابتزاز، وإعلان أسماء الناهبين للثروات بكل جرأة بعيدا عن الرعب، كما تحولوا إلى قوة ضغط لتغيير الأسلوب السياسي. ويتم ذلك، عبر التدوينات والتعليقات، والصور والفيديو، أو من خلال البث المباشر الذي يحقق متابعة مجتمعية. وبهذا، فإن تصور المنجرة في صعود صوت الشباب، ورجل الشارع منذ بداية العقد الأخير من القرن العشرين، نراه يتحقق مع القرن الواحد والعشرين، وبالخصوص مع الوسائط التكنولوجية، وتحولات «الربيع العربي».
لا شك في أن هذه الرؤية الحاضنة للشباب، باعتباره شريكا في السلطة السياسية، يقف وراءها تصور المنجرة للقيم من جهة، وللثقافة والمثقف من جهة أخرى. إن تقدير الشباب واحترامه يدخل في قيمة القيم، التي يعتبرها المنجرة أساسية في خلق التواصل الثقافي والحضاري، وفي غيابها تدخل المجتمعات في نزاعات وأزمات، وهو ما يحدث في يومنا، وكان المنجرة قد نبَه إلى ذلك في كتابه «الحرب الحضارية الأولى»، أما التفاعل مع الشباب فإنه يدخل في مفهوم المنجرة للثقافة التي يعتبرها سلوكا منتجا، وليس مجرد أفكار وشعارات، ويدعو المثقف إلى أن يحيا ويتعامل بالأفكار التي ينادي بها، وحسب تعبيره فإن «المعرفة لا تقبل التكبر». إن تقليص الفجوة بين السياسي/الحزبي والشباب، تبدأ من اعتراف السياسي بالفكر والدراسات المستقبلية والثقافة والإبداع، بكونها أساسيات ترتيب وتنظيم الرؤية، وكما قال المنجرة «إن انعدام الرؤية، هو أخطر من التخلف».

روائية وناقدة مغربية

الشباب في الرؤية المستقبلية للمفكر مهدي المنجرة

زهور كرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق