Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأحد، 24 يونيو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


الحديدة وحروب خرط القتاد

Posted: 23 Jun 2018 02:18 PM PDT

ليست الحديدة جزيرة منعزلة عن البلد الأمّ الذي يدعى اليمن، في حصيلته الراهنة التي لم تعد تقبل التقسيم إلى معادلات ثنائية تبسيطية في مستوى التحالفات (مع الحوثي أو ضده/ مع عبد ربه منصور هادي أو ضده)؛ أو في مستوى الجغرافيا السياسية (شمال أو وسط أو جنوب، وما يتشرذم من ولاءات داخل كلّ منطقة على حدة). ولهذا فإنّ معركة السيطرة عليها تتجاوز مآلات الفعل العسكري، طال الزمن به أم قصر، وانطوى على انتصار هذا الفريق أو إخفاق ذاك؛ لأنها، في نهاية المطاف، ليست أكثر من جولة واحدة في حرب مفتوحة باتت أكثر تعقيداً من أن تقلب موازينها مواجهةٌ منفردة مهما عظمت تداعياتها.
لقد حظيت الحديدة، بادئ ذي بدء، بالمكانة السراتيجية ذاتها التي تتنافس الأطراف على الاستئثار بها اليوم، وذلك منذ الأيام الأولى لاتضاح خطوط النزاع على الأرض، كما في المطارات والموانئ. وكذلك كانت حالها منذ تباشير الاصطفاف العسكري الذي وضع قوات علي عبد الله صالح في تحالف مع ميليشيات عبد الملك الحوثي، وخلط أوراق الولاء والمعارضة بين «حراك» الجنوب و»المجلس الانتقالي الجنوبي»؛ أو بين السلفيين في الموالاة تارة هنا، وفي المعارضة طوراً هناك؛ أو بين مفهوم «المقاومة» عند هذه الميليشيا القبائلية، مقابل تفسيرها العسكرتاري عند العميد طارق عبد الله صالح عفاش، أو تعبيراتها في عدن ومناطق الجنوب عامة…
ولقد وقعت الحديدة تحت حصار التحالف السعودي قبلئذ، لكنّ الخطوة لم تُجدِ فتيلاً على الصعيد العسكري أو ذاك الجيو ـ سياسي، بل حدث العكس في الواقع لأنّ التحالف اضطرّ إلى الانحناء أمام الضغوط الدولية (والولايات المتحدة تحديداً) لأسباب تتصل بالحاجة الماسة إلى الميناء في توريد موادّ الإغاثة الضرورية، خاصة بعد تعطّل مينائي المخا في محافظة تعز، وبلحاف في شبوة. كذلك انحنى التحالف لأنّ الحصار لم يوقف انهمار الصواريخ البالستية داخل الأراضي السعودية، فسقطت نظرية مرور هذه الصواريخ من إيران عبر ميناء الحديدة. واليوم يعيد التحالف إنتاج الذرائع ذاتها، مضيفاً إليها حيوية الميناء في تأمين السيولة المالية للحوثي عبر فرض مكوس مباشرة على مرور البضائع، وفي استقبال شحنات السلاح من إيران أيضاً.
من جانبه يواصل المبعوث الأممي الجديد، مارتن غريفيث، حصد جولات الفشل بين صنعاء وأبو ظبي والرياض، عاجزاً عن تقديم «وصفة» سحرية أخرى غير تلك التي ظلت الأمم المتحدة تلوكها وتجترها مرّة بعد أخرى: نزع سلاح الميليشيات والجماعات المسلحة كافة، وإدخال الحوثي في الحكومة اليمنية، وإجراء انتخابات وطنية عامة. كان المبعوث السابق، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أشطر في الواقع وأدرى بمنعرجات الملفّ، ربما لأنه ابن المنطقة أولاً؛ فما انتهى إلا إلى رفع راية الاستسلام البيضاء!
وفي غضون هذا التصعيد الجديد، تتعاقب الأرقام المخيفة حول الواقع الإنساني الكارثي في اليمن، ويلتحق 26,000 نسمة من الحديدة بقرابة 3,3 مليون نسمة هُجروا من مساكنهم في عشرات القرى والبلدات اليمنية، وتتواصل حاجة 16,4 مليون نسمة إلى الرعاية الصحية، وترتفع حالات الاشتباه بالكوليرا إلى 1,1 مليون مصاب، ويحتاج 7,5 مليون جائع إلى تغذية الحدّ الأدنى، بينهم 2,9 مليون طفل أو امرأة حامل أو مرضع؛ وأخيراً، وليس آخراً، يتابع الريال اليمني هبوطه الجنوني إلى أدنى من 225 ٪عن مستواه قبل اندلاع النزاع. وهذا مشهد يشير، أولاً، إلى أنّ الشعب اليمني في وادٍ من الموت والتشرد والجوع والوباء، وأطراف الصراع في وادٍ آخر لا مبتدأ للعبث فيه ولا منتهى.
الأمر الذي يعني أنّ احتمالات سيطرة التحالف السعودي على ميناء الحديدة، وقبله المدينة ذاتها، دونه خرط القتاد… الكثير منه، في الواقع؛ المُكْلف عدداً وعدّة، الطويل الذي قد ينطوي على حروب شوارع دامية، والمحفوف بمخاطر شتى تشمل تناقضات الصفّ المهاجِم قبل مآزق الصفّ المدافِع.

الحديدة وحروب خرط القتاد

صبحي حديدي

الدعم المعنوي

Posted: 23 Jun 2018 02:18 PM PDT

من المآزق الجميلة التي يمكن أن تحدث للمبدع عموما في حياته، هو أن يدعى ليكرم من قبل أشخاص يحبونه، سواء أن كانوا قراء أو نقادا أو أي منتمين لمجموعة ثقافية، أولئك المحبين الذين قد لا يعرفهم المبدع، أو لا يتوقع وجودهم من حوله في الأصل، بالرغم من أنهم يدعمون إبداعه باستمرار. ذلك الدعم الذي قد يكون اقتناء لأعماله، أو تقديمها للآخرين أو تسخير مجهود ما من أجل التنويه بتلك الأعمال في أي فرصة سانحة.
لقد قلت مآزق جميلة، لأنها بالفعل كذلك، يكون جمالها في رفع معنويات المبدع عموما، وإضافة ثقة كبيرة وجديدة لخطواته التي تطرق سكة الإبداع، بينما مأزقها في أنها محبة كبيرة، لا يستطيع المبدع مهما فعل أن يرد قليلا منها لأولئك الداعمين.
وأزعم أن مناقشة رواية لكاتب أو قصيدة لشاعر في ندوة صغيرة يدعى إليها ذلك الكاتب أو الشاعر، يمكن أن تضخ في جسد معنوياته نشاطا كبيرا يرتفع بها عاليا وفي جسد إبداعه القادم روحا أخرى قد يعتمد عليها في النحت والتلوين لعمل يختلف تماما عن أعماله السابقة، بينما العكس حين يقرص مبدع في أذن إبداعه بمبرر أو بغير مبرر، تلك اللحظة يبدأ جيش من الإحباط في غزو روحه وجيش مماثل في غزو إبداعه فلا ينتج إلا كل ما هو محبط.
بالطبع لا أدعو إلى المجاملة غير الضرورية، والتساهل في تلقي الإبداع البشري وتقييمه، وإنما أعني شيئا آخر، تلك المحبة التي لا تقلل من الشأن ولا تمتدح بلا ضرورة، وذلك النقد الذي يعبد الطريق للمستقبل من دون أن يصنع حفرة يمكن أن تسقط فيها خطوة إبداعية، أو مطبا يهز كثيرا من الثقة.
لقد تعرفت إلى حفلات تكريم الأدباء لأول مرة، حين كنت طالبا في مصر، في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، الفترة نفسها التي تعرفت فيها إلى كتابة الشعر بصورة جدية، ومختلفة تماما عن المراهقة الكتابية، التي كنت أكتب بها سابقا، وأيضا ما تبع ذلك من تعرفي إلى معظم من يكتبون في تلك الفترة، وأجواء كتابتهم، وأماكن وجود أنفاس الكتابة عموما حتى أسعى لاستنشاقها.
كان ثمة حفل تكريمي صغير للروائي صنع الله إبراهيم، في مدينة طنطا حيث أقيم، وكان تكريما وفي الوقت نفسه مناقشة لروايته «تلك الرائحة»، الرواية التي كانت صغيرة في عدد صفحاتها وكبيرة المحتوى في ما قدمته من نموذج لقهر الإنسان وسلب حقوقه، وهي الرواية الأولى لصنع الله، وأظنها قدمته خير تقديم لينتج بعد ذلك، تلك الأعمال الشاهقة التي وصلت إلى كل ذهن يحب القراءة ويستوعبها.
أردت أن أقول بأنني كنت مهتما بقراءة وجه الكاتب في لحظة تكريمه، وقراءة تقاطيع كلمته القصيرة التي ألقاها أثناء الاحتفال، وقد رأيت وجها مشرقا بالفعل، وسمعت كلمات رائقة مرتبكة بفرح تخرج من لسانه، وعرفت لحظتها أن الكبار يمكن أن يسعدوا بحفل صغير من أشخاص محدودي العدد يقيمونه من أجل الاحتفاء بهم.
بالطبع شهدت احتفالات كثيرة على هذه الشاكلة، وكانت كلها تأكيدا على ما ذكرته من تلك السعادة الغامرة، التي يمكن أن تشع في وجه مبدع وفي دفق لسانه من جراء ذلك. وأظنها شخصيا أهم من الجوائز المادية، التي تمنح للإبداع، ذلك أن المادة، تضيع في النهاية بينما الدفق المعنوي يحلق بصاحبه في الأفق كما قلت.
ومنذ سنوات أعدت مجلة «الجزيرة» السعودية ملفا عن الشاعر والكاتب الراحل غازي القصيبي، استكتبت فيه الكثيرين، وتحدثنا جميعا عن القصيبي بما نكنه من احترام وتقدير لمشروعه الأدبي الكبير، وبعضنا قدم دراسات لأعمال له يحبها. في تلك الأيام كان غازي موجودا ومبدعا ما يزال، يكتب في الشعر والرواية والسياسة، وكان تعليقه هو أنه حصل على جائزة نوبل أخيرا.
إذن كان التقدير المعنوي الذي ناله على مشروعه، بالنسبة له هو نوبل كبرى، تعادل نوبل السويدية المعروفة، وأظنني أوافقه الرأي، لأن العشرات الذين ساهموا في الملف، ساهموا بمحبة كبرى.
منذ أيام نلت نصيبي من الجوائز المعنوية، ليس لأنني أستحق فعلا أن أمنح جائزة معنوية، ولكن لأن هناك محبون أرادوا ذلك، فقد وجدت نفسي وأنا في بيروت الجميلة، وبعدها في مدينة طرابلس الجميلة أيضا، محاطا بأصدقاء لم أكن أعرف بوجودهم، أصدقاء ظلوا يتابعون ما أقدمه في مشروعي الكتابي، على مدى سنوات، وناقشوا الكثير من خربشاتي، ودعوني بمحبة لأكون ضيفا عليهم، وقد ذهبت.
كان ما قدم هنا وهناك، كفيلا بدعم خطوات السير حتى تصل لغاية ما، وكنت متشوقا لقراءة وجهي بالطريقة نفسها التي قرأت بها وجوه الآخرين على مدى سنوات، وأيضا لقراءة ذبذبات لسان الذي تحدث، وبالطبع كان الأمر صعبا، إنما كنت متأكدا من وجود مساحة إشراق كبيرة، ربما انتبه إليها الآخرون.
هي جوائز كبرى بالفعل كما قال القصيبي، حين تحصل على امتياز المحبة في بلاد لا تعرف أبدا أن هناك من يذكرك فيها وتفاجأ بأن كثيرين يذكرونك.
أردت فقط أن أقدم شكري لرابطة السيدات الأفريقية العربية في بيروت على ما قدمته، وللرابطة الثقافية في طرابلس أيضا على ما قدمته من فرح كبير، وهو بالفعل كبير، لأنه الزاد الذي يمكن أن نقتات منه كلما جاء حزن أو إحباط. هنا لم يسأل أحد سؤال الكتابة الأزلي: لماذا تكتب؟
ولكن السؤال كان: كيف تكتب؟
وهذا سؤال جيد لأنه يسأل عن الطقوس ولا يعود القهقرى إلى الوراء، كالسؤال الأزلي، الذي لن يستطيع أحد أن يجيب عليه بطلاقة أبدا، ستكون ثمة إجابات لكنها كلها تخمينات ومن منطلق شخصي ليس أكثر. أما الطقوس فما أكثرها وما أكثر تنوعها.

٭ كاتب سوداني

الدعم المعنوي

أمير تاج السر

اليمن: معركة الحديدة تكشف الأرضية الرخوة التي أصبحت تتحرك عليها جماعة الحوثي الانقلابية

Posted: 23 Jun 2018 02:17 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: كشفت معركة تحرير محافظة الحديدة، غربي اليمن، أن جماعة الحوثي لم تعد بالقوة التي يصورها فيها إعلامها، بقدر ما أصبحت تتحرك في (أرضية رخوة) لا تستطيع الصمود طويلا فيها، وهو ما تسبب في انهيار الميليشيا الانقلابية بشكل سريع في معركة محافظة الحديدة، التي كشفت حقيقتها الراهنة.
وأرجعت العديد من المصادر المقربة من جماعة الحوثي أن البنية العسكرية للجماعة تشهد اختلالا منقطع النظير، بدءا بالتراجع في القدرة على حشد المقاتلين، مرورا بتراجع الولاء والتذمر في أوساط الأعضاء والقيادات الحوثية وانتهاء بتراجع الحاضنة الشعبية إلى حد كبير، وبالذات بعد إعدام الحوثيين لحليفهم القوي الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي فقدوا بمقتله الكثير من مناصريهم في مختلف أرجاء اليمن.
وأوضحت هذه المصادر لـ»القدس العربي» أن الأحداث والخسائر العسكرية المتلاحقة تؤكد أن جماعة الحوثي أصبحت مكشوفة الظهر، لا تستطيع قيادة زمام المبادرة، ولا حتى الصمود للاحتفاظ بمكاسبها العسكرية، وهذا ما جعلها تنهار سريعا أمام التحرك العسكري للقوات الحكومية في محافظة الحديدة، حيث لم تستطع صد المهاجمين من هذه القوات، رغم ان المهاجم دائما مكشوف ويسهل توجيه ضربات موجعة ضده بأقل الخسائر.
وأرجع أسباب عجز الميليشيا الحوثية عن الدفاع على مطار الحديدة وعدم القدرة على الصمود فيه لأطول فترة ممكنة، إلى هذا الضعف الراهن والواقع الجديد الذي تعاني منه الجماعة، والذي كشف الوهم الكبير الذي كان يعيش فيه زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، والذي اضطر إلى مراجعة الحدة في خطابه السياسي وارسال إشارات تراجع وصفت بـ»الاستسلام» في خطابه المتلفز الأخير الأسبوع الماضي، والذي حاول استباق الأحداث التي تعزز إمكانية سيطرة القوات الحكومية على مدينة الحديدة بسرعة متناهية، بإعلانه عن استعداد جماعة الحوثي تسليم ميناء الحديدة لإشراف الأمم المتحدة، لإحراجها بإجبار القوات الحكومية وقوات التحالف العربي الداعمة لها بوقف المعركة لأسباب إنسانية، بينما الحقيقة تؤكد أن الخطاب الحوثي يكشف حجم الضعف والانهيار الذي وصلت إليه الجماعة.
وأوضحت أن «البنية العسكرية لجماعة الحوثي لم تعد كما كانت عليه قبل ثلاث سنوات من الآن، عندما اشتعلت الحرب اليمنية وأطلقت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية عملياتها العسكرية في اليمن، حيث أصبحت العديد من قيادات الجماعة تعيش حاليا تخمة من الثراء السريع والمكاسب المادية التي جنتها خلال سنوات الحرب، وأن هذه القيادات أصبحت تفكر في كيفية الحفاظ على مكاسبها ولو بوقف الحرب سريعا والعيش بسلام».
وأضافت أنه على الصعيد الشعبي، «أصبح الكثير من أنصار جماعة الحوثي يعانون الابتزاز المرهق والمتواصل لهم ماديا وبشريا، حيث خسروا الكثير من أبنائهم خلال الثلاث السنوات الماضية من الحرب ولم يعد بمقدورهم الاستمرار في رفد جبهات القتال الحوثية بالمزيد من الأبناء وتحمل المزيد من الخسائر البشرية ويتطلعون إلى وقف الحرب في أي لحظة».
مصادر عسكرية أكدت هذا الوضع المضطرب الجديد لجماعة الحوثي، وأوضحت أن الجماعة حاولت الهروب منه مؤخرا بنقل المعركة خارجيا عبر إطلاق الصواريخ البالستية على الأراضي السعودية لتصوير نفسها إعلاميا أنها تحقق مكاسب وانتصارا عسكريا، بينما هي في الواقع عكس ذلك، وانكشفت لعبتها في أول مواجهة قوية مع القوات الحكومية في محافظة الحديدة، حيث انهارت كافة الجبهات الحوثية أمام القوات الحكومية وقوات المقاومة الشعبية طوال الشريط الساحلي لمحافظة الحديدة الذي يمتد لنحو 200 كيلو متر.
وكشفت أن المشهد العسكري تغير بشكل كبير لصالح القوات الحكومية في ظل تخلخل الأرضية التي كانت تتحرك عليها جماعة الحوثي خلال السنوات الماضية وأن هذه الأرضية أصبحت في الوقت الراهن رخوة في ظل تراجع الحاضنة الشعبية بشكل كبير لجماعة الحوثي وارتفاع نسبة المصالح المادية لقادة الجماعة الذين أثروا من وراء الحرب، عبر النهب المستمر الذي مارسوه خلال الثلاث السنوات الماضية من المساعدات الدولية التي كانت تصل عبر ميناء الحديدة وأيضا استغلالهم السيء لميناء الحديدة بابتزاز التجار والموردين عبره، بفرض رسوم وأتاوات تذهب جميعها لجيوب كبار القيادات الحوثية والتي حاولت الجماعة غض الطرف عنهم لشراء ولاءاتهم.
وقال القائد السابق لقوات الاحتياط «الحرس الجمهوري سابقا» اللواء الركن سمير عبدالله الحاج لـ»القدس العربي» ان «معركة الحديدة تعد بمثابة معركة كسر عظم للانقلاب الحوثي، حيث من المؤكد أن معركة تحرير محافظة الحديدة وميناءها الاستراتيجي هي المعركة الفاصلة والأخطر بالنسبة لميليشيا الانقلاب الحوثي».
وأوضح أن «معركة الحديدة تحتل أهمية عسكرية واقتصادية وأمنية كبيرة لقوات الحكومة الشرعية ولقوات التحالف العربي وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية والإمارات العربية الشقيقة وكذلك على الملاحة الدوليه بشكل عام».
وأضاف أن لقوات التحالف العربي وبالذات القوات الإماراتية دور بارز في إدارة هذه المعركه إضافة إلى الدور المحوري للمملكة العربية السعودية وكذا الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية التهامية في الحديدة وقوات العمالقة على وجه الخصوص أبرز الأثر في تحقيق هذا النصر الكبير «والذي يوشك أن يستكمل بتحرير ميناء الحديدة الرئيسي ومدينة الحديدة وكذا ميناء الصليف العام والذي يبعد حوالي أربعين كيلو مترا عن مدينة الحديدة».وذكر أن جميع المؤشرات تؤكد أن الانتهاء من معركة الحديدة بات قريبا رغم الصعوبات والعراقيل التي تعتمدها ميليشيا جماعة الحوثي من الاحتماء بالمدنيين واتخاذهم دروعا بشرية وزارعة الألغام بشكل مهول في المناطق السكنية.
وأضاف الحاج أن قوات الجيش الوطني والتحالف العربي يتبعون تكتيكا خاصا في معركة الحديدة لأنها مناطق سهلية مفتوحة ويعتمدون أساسا على القتال بنظام المجموعات المدعمة بالطيران والعمل على تعدد المحاور القتالية لتفتيت وتفكيك الكتل الصلبة والنقاط القوية للعدو، وقد نجحت هذه الخطط بشكل كبير من خلال النتائج الملموسة في معركة مطار الحديدة والتقدم إليه من عدة محاور، ما أربك الميليشيا الحوثية وخلخل توازنها ومن ثم تم عزل مجموعات عديدة منها ووقوعهم بين اسير أو مستسلم أو محاصر.
وأشار إلى أن السيطرة على الطريق الرئيسي بين الحديدة وصنعاء والمعروف باسم كيلو16 وقطع خط الإمداد الرئيسي للمليليشيا الحوثية وكذا السيطرة العامة على مطار المدينة والخط الساحلي القادم من الجنوب والالتفاف على خط طريق الحديدة باتجاه مدينة حرض، يعد بمثابة النهاية الحقيقية لمعركة الحديدة وربما النهاية لما بعدها.
وقال «يعتبر الانتصار العسكري في الحديدة من أهم عوامل تحرير محافظة تعز لان السيطرة على المحافظة تعني عسكريا انهيار خط الإمداد الرئيسي للمليشيات الحوثية القادم لها من جهة الحديدة وكذا انهيار عناصرها على الخط الرابط مع محافظه تعز ومن ثم تحرير الخط الغربي بالكامل وهو الشريان الرئيسي لمحافظة تعز».
وأرجع الحاج أسباب تراجع العقيدة القتالية لدى ميليشيا الحوثي إلى عدة أسباب، أبرزها في نظره، مقتل العديد من القيادات الحوثية المؤثرة، وإدارتهم الرديئة لشؤون البلاد وإيصال المناطق التي تحت سيطرتهم إلى الفقر المدقع، بينما يتمتع أتباع الجماعة بالثراء السريع ويحظون بميزات عالية وكذا عدم تفاعل الكثير من الدول المؤثرة مع الحوثيين، مثلما كانت سابقا، ربما لتغير في بعض المواقف الدولية وتحرك التحالف العربي، بالإضافة إلى القوة الضاربة المتقدمة صوب مدينة الحديدة وخصوصا طيران التحالف العربي الذي كثف غاراته لتشكيل غطاء جوي للقوات العسكرية على الأرض.
وذكر الكاتب الصحافي والمحلل السياسي ياسين التميمي لـ»القدس العربي» ان «معركة الحديدة هي مؤشر على التحول الاستراتيجي للحرب في اليمن والذي وضع الرياض وأبو ظبي تحت رحمة الصواريخ التي يطلقها الحوثيون من الأراضي اليمنية».
وأضاف أن هذه المعركة أيضا «تشير إلى التعقيدات الإقليمية والدولية لهذه الحرب بعد أن رسخت إيران نفوذها في اليمن وباتت تخوض حربا بالوكالة ضد السعودية».
وأوضح التميمي أنه «ليس من بين أولويات معركة الحديدة تمكين السلطة الشرعية في اليمن أو خوض معركة حقيقية لحساب السلطة الشرعية التي خرجت للتو من معركة مع أبو ظبي حول السيادة الوطنية في اليمن».
وأكد أن الانفتاح على السلطة الشرعية مؤخرا من جانب التحالف العربي «استدعتها حاجة التحالف إلى غطاء وطني دستوري لمعركة الحديدة التي تهدف إلى منع تهريب الصواريخ وتكريس النفوذ الحربي لأبو ظبي في الموانئ والمياه الإقليمية اليمنية، بدليل ان المعركة بدأت ولم يكن في اليمن أي مسؤول حكومي له وزن».
وذكر أن الموقف الدولي يصعّب معركة الحديدة، لكن التحالف ماض في إنهاء هذه المعركة بأي ثمن «لكنه لا يخطط على ما يبدو لإنهاء النفوذ السياسي والعسكري للحوثيين في المدى القريب وان كان هدفا كهذا يبدو ملحا بالنسبة للمملكة العربية السعودية، التي استغرقت نحو ثلاث سنوات في تقييم حلفائها وإعطائها قبل أن تنحرف مع تيار أبو ظبي المعادي للإسلاميين ومعظمهم حلفاء للسعودية في ميادين القتال، الأمر الذي أغرق اليمن في حرب لا أفق لها ولا تتمتع بأي أهداف أخلاقية».

اليمن: معركة الحديدة تكشف الأرضية الرخوة التي أصبحت تتحرك عليها جماعة الحوثي الانقلابية

خالد الحمادي

الحديدة: رهان الإمارات للسيطرة على مدن اليمن الإستراتيجية والسعودية للأدوار الخلفية تنتكص

Posted: 23 Jun 2018 02:17 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: تمضي الإمارات العربية في مخططها الإستراتيجي، وهدفها المرسوم منذ سنوات خلت، للسيطرة على مدن اليمن، وتحديدا الواقعة على السواحل، ووضع يدها على الموانئ التي تحرك خطواتها، وترسم وفقها خطتها التوسعية، فارضة على حليفتها السعودية الالتزام بالأدوار الثانوية، ومسايرتها.
الحديدة، المدينة الاستراتيجية الواقعة على البحر الأحمر، تغازل بسحرها أطماع حكام الإمارات المتنفذين، ويدفعون بقواتهم، لشن معارك مستعرة على طول السواحل المطلة على البحر الأحمر، مدججة بترسانة عسكرية.
خطة ولي عهد أبو ظبي للسيطرة على المطار، وترويج ماكينة الدعاية الإعلامية لقوات التحالف بالسيطرة على المدينة، تنطلق من هوس بتحقيق مكسب سريع، لمحو خيبات متعددة منيت بها القوات المشاركة في حرب اليمن.
الإمارات تدفع بقواتها، مدعومة برشاشات مدفعيتها، وماسورة دباباتها، مسنودة بطائراتها المقاتلة، نحو حدود مطار الحديدة، من دون استثناء لتجمعات المدنيين، مع ما كل ما تخلفه العمليات من تدمير للبنية التحتية في بلد يعاني سكانه من فقر.
العمليات التي تقودها قوات التحالف، تسبب في قطع المياه، وعزل السكان، ومنع وصول المساعدات، التي كانت تعبر لمختلف مناطق اليمن من المدينة.
عمليات التحالف المدعوم من الغرب، على الحديدة منذ 12 حزيران/يونيو تهدف لتغيير الموازين في حرب الوكالة، بين السعودية والإمارات، ضد إيران نتائجها الحالية، تساهم أكثر، في تفاقم حدة الاضطرابات في الشرق الأوسط.

المدنيون الضحايا

الأمم المتحدة تعبر عن خشيتها أن يؤدي الهجوم إلى استفحال أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم، حيث يعتمد 22 مليون يمني على المساعدات المتعطلة، كما أن هناك 8.4 مليون على شفا المجاعة.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، يعيش 600 ألف شخص في المنطقة، وعلى أسوأ تقدير، يمكن أن يسفر القتال عن مقتل ما يصل إلى 250 ألفا، إلى جانب قطع المساعدات والإمدادات عن الملايين، إذ تعتبر الحديدة أكبر ميناء في اليمن وشريان حياة لأغلبية سكان البلاد الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أعلنت من جنيف «إن ميناء الحديدة هو مصدر توزيع ونقل الغذاء لستة ملايين شخص في اليمن».
ومنظمة «أنقذوا الأطفال» أعلنت أن نحو 300 ألف طفل يمني عالق، ومهدد بالقتل في الحديدة. وقالت إنها تشعر بالقلق الشديد من إغلاق الميناء، وطالبت بإبقائه مفتوحا، مضيفة أن المجاعة «أصبحت وشيكة بشكل حقيقي».
كما تحذر المنظمة من أن معركة الحديدة ستؤدي إلى خسارة كبيرة في أرواح المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية الحيوية. وطالبت باتخاذ جميع الاحتياطات لحماية الأطفال وأسرهم، وتوفير ممرات آمنة، وضمان وصول المساعدات والإمدادات الطبية.

لا سلام مع صوت المدافع

لكن الإمارات لديها وجهة نظر أخرى تتجاوز مخاوف المنظمات الأممية وتضع خلف مخططاتها تقاريرها.
أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية يتلافى أي حديث عن المصاعب الإنسانية ويرمي الكرة في ملعب خصمه قائلا: «نحن ننتظر أن يدركوا (الحوثيون) الضربة العسكرية والنفسية التي تلقوها في المطار. نمنحهم بعض الوقت حتى يقرروا ما إذا كانوا يرغبون في إنقاذ المدينة والانسحاب».
ولكن لماذا تريد الإمارات السيطرة على ميناء الحديدة؟
موقع أنباء إماراتي «الإمارات 7» يجيب أنه: «الحوثيون يستخدمون الميناء لاستقبال أسلحة إيرانية مهربة» مع أن نائب رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر ينفي ذلك ويوضح أن الحملة العسكرية التي تستهدف الحديدة هي من أجل الميناء، مشيرا إلى أنه لا نشاط عسكريا في الميناء، ولا يجري فيه تهريب للأسلحة.
وفي الرواية الإماراتية الجديدة حسب المصدر ذاته، فإن الميناء لا يستخدم فقط لتهريب الأسلحة، وإنما هو مصدر دخل أساسي للحوثيين الذين يحصلون على ملايين الدولارات مقابل الرسوم على السلع التي تعبر منه، وما يلاحظ في الروايتين هو غياب البعد الإنساني، ولذلك لم تلتفت الرياض وأبو ظبي إلى مناشدات دولية عديدة تحذرهما من كارثة قد تلحق بالمدنيين إن هما نفذتا هجوم الحديدة، وفق ما قاله وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش في مؤتمر له الاثنين في دبي.
وفي محاولة تفكيك الموضوع، لابد من الانطلاق من حقيقة أساسية وهي أن ميناء الحديدة هو الشريان الوحيد الذي يمد اليمنيين بالمساعدات الإنسانية والغذاء والدواء، وما يزيد من أهميته أن ثلثي اليمنيين يحتاجون مساعدات اليوم، وبالتالي فاستهداف الميناء لن يشكل خطرا على سكان المحافظة فقط ولكنه يهدد ثلثي اليمنيين. وتقول الأمم المتحدة إن الوضع في اليمن يشكل أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
أما في ما يتعلق بدوافع هذه العملية العسكرية فإن هناك عاملين رئيسيين: أولهما الصراع السعودي الإماراتي مع إيران، ومصالح إستراتيجية أخرى، والثاني صورة قادة هذه العملية، وتحديدا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «الحاكم الفعلي للسعودية».
وخلف المشهد تظهر نوايا أبو ظبي المتحكمة في القرار اليمني، وسياساتها التوسعية، وعينها التي لا ترمش دون موانئ اليمن، والدول المحيطة بها وهي جيبوتي وإريتريا وأرض الصومال.
التحالف السعودي الإماراتي يقدّر أنه ربما يستطيع تغيير الأوضاع على الأرض بعد فترة طويلة من الجمود، ويرى أن الحديدة ستكون انتصارا سهلا نسبيا، بغض النظر عن العواقب التي قد تجرها العملية على المدنيين.
ويشير عدد من المصادر الغربية وفق روايات نقلتها الصحف الأجنبية، إلى أن الرياض وأبو ظبي ربما تتشاركان الموقف نفسه في معاداة طهران، لكن تعقيدات الميدان أظهرت تضاربا في مصالحهما.
صحيفة «غارديان» البريطانية في افتتاحيتها تعلن، إن أوراق التوت التي لم تكن أصلا تستر كثيرا من سوءات الغرب في حرب اليمن، تسقط تماما جراء عملية التحالف السعودي الإماراتي في الحديدة، ولم يعد هناك شك في تواطؤ الغرب.
فهذه العملية – التي ستعمق أشد أزمة إنسانية في العالم- تنفذ بأسلحة من صنع بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، وبتدريبات ومشورة عسكرية غربية، إذ يجلس ضباط بريطانيون وأمريكيون في غرفة قيادة الغارات الجوية.
وأوردت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أن هناك قوات خاصة فرنسية على الأرض في اليمن.
وتشير «غارديان» إلى أن هذا الدعم العسكري الغربي في الميدان جاء رغم تحذير بريطانيا وفرنسا العلني للسعودية من مغبة شن الهجوم، ورغم رفض الولايات المتحدة طلبا من الإمارات لدعمها في العملية بإزالة الألغام. وتقتبس تعليق مسؤول إماراتي قال إن «امتناع الولايات المتحدة عن تقديم دعم عسكري لا يعني أنها تطالبنا بعدم تنفيذ العملية».
وفضلا عن المعطيات العسكرية، ترى الصحيفة أن عملية الحديدة تجري بغطاء دبلوماسي غربي، وتستدل على المعلومة، بعرقلة بريطانيا والولايات المتحدة محاولة من السويد لاستصدار بيان من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار، بل إن بريطانيا تأخذ موقفا «سافرا» في تأييد السعودية في هذا الصراع كما يقول وزير التنمية الدولية البريطاني السابق أندرو ميتشل.
وحسب الصحيفة، تبدو عملية الحديدة محاولة سعودية إماراتية لاستباق طرح خطة سلام من قبل مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث. وتتشاءم بشأن فرص تسوية هذه الأزمة، والمحادثات الجارية لإقناع الحوثيين بتسليم إدارة ميناء الحديدة – الذي تمر عبره 70 في المئة من المساعدات، وأعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» عن قلقها البالغ إزاء الأثر الذي ستخلفه الحرب في الحديدة على الأطفال. وقالت في بيان لها إن هناك 11 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مطالبة بحمايتهم وضمان وصول المساعدات إليهم.
ويأتي تضارب المصالح بين العاصمتين من محاولات أبو ظبي استبعاد الرئيس عبد ربه منصور هادي على حساب نجل علي عبد الله صالح، وتمت العمليات من دون معرفة الحكومة اليمنية.ويشير موقع «ميدل إيست آي» عن مصدر يمني مطلع أن دولة الإمارات أجبرت الرئيس اليمني هادي على إعلان دعمه للهجوم على ميناء الحديدة غربي اليمن خلافا لإرادته.
وأضاف المصدر أن السعوديين تدخلوا فجأة ورتبوا اجتماعا بين هادي ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في الرياض، في محاولة لضمان تأييد هادي للهجوم، وذلك بعد أن تراجع الدعم الدولي للهجوم على الحديدة.
وأشار الموقع، إلى أن هادي توجّه لاحقا إلى أبو ظبي للقاء ولي العهد محمد بن زايد حيث أذعن الرئيس اليمني للمطالب الإماراتية، موضحا أن الهجوم بدأ في اليوم الثاني لهذا اللقاء. ويقول المصدر إن الإمارات كانت تسعى في بادئ الأمر إلى استعادة الحديدة من الحوثيين دون دعم هادي، لكنها وجدت أنها في حاجة لورقة الشرعية التي يمثلها الرئيس اليمني الذي لم يكن لديه أي خيار آخر إلا القبول.
وحاولت الإمارات الحصول على دعم واشنطن في هجومها على الحديدة، لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أصدر بيانا أكد فيه على الحل السياسي للأزمة في اليمن، ودعا إلى ضرورة تدفق المساعدات الإنسانية.
وقال المصدر إنه يخشى أن تصبح الحُديدة – التي يدخل عبرها نحو 80 في المئة من الغذاء والدواء والوقود والسلع للبلاد – خاضعة لسلطة الإمارات بشكل كلي بدل خضوعها للسلطة اليمنية.
السيطرة على ميناء الحديدة، وفق هذه المعادلات، ستكون نصرا كبيرا للإمارات التي خططت لبسط نفوذها، على الموانئ على طول الساحل اليمني من بينها جزيرتا سقطرى وميون.
وتتجه التوقعات إلى اعتبار الحديدة، مستنقع الإمارات الجديد بعدما أطقت حصارها على عدن.

انسداد الأفق

المنظمات الأممية تنتقد صمت المجتمع الدولي أمام حالة الانسداد التي يشهدها اليمن، وعدم ثني الإمارات عن تنفيذ مخططاتها التوسعية هناك وعرقلة الحلول الدبلوماسية.
وعاد مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، إلى صنعاء مؤخرا، بعد أربعة أيام من بدء هجوم الحديدة بهدف وقف القتال، لكنه غادر دون أن يدلي بتعقيب تاركا التساؤلات عن أي تقدم من دون أجوبة.
وتصطدم التحذيرات الإنسانية، بخطط الإمارات، في حين أن السعودية، تلتزم تنفيذ تفاصيل أجندة حليفتها، لتختار المقاعد الخلفية.
وحتى الآن سدت الدروب أمام أي حل سياسي ينهي المعاناة مع ارتفاع أصوات الرصاص، وعلو شظايا القاذفات على لغة الحوار، في مسار فرض أبو ظبي خطتها للسيطرة على الحديدة التي تشكل أحد أهم الموانئ البحرية اليمنية وتعمق من جراح اليمنيين.

الحديدة: رهان الإمارات للسيطرة على مدن اليمن الإستراتيجية والسعودية للأدوار الخلفية تنتكص

سليمان حاج إبراهيم

معركة الحُديدة والكُلفة الإنسانية: شهادات حقوقية من داخل المدينة

Posted: 23 Jun 2018 02:17 PM PDT

صنعاء ـ «القدس العربي»: تبرز، يوماً بعد آخر وبشكل مخيف، ملامح كارثة إنسانية في مدينة الحـُديدة/غرب اليمن، والتي تشهد أطرافها وضواحيها حرباً تهدد حياة اليمنيين الأكثر فقراً في واحدة من أكبر من مُدن البلاد وأكثرها نشاطاً اقتصادياً، وضمن محافظة كانت تعيش ظروفاً هي الأسوأ ضمن جغرافية أكبر أزمة إنسانية في العالم تشهدها اليمن جراء الحرب الملتهبة هناك منذ أكثر من ثلاث سنوات بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور بمساندة تحالف عربي تقوده السعودية، وبين قوات ومسلحي جماعة «أنصار الله» (الحوثيين).
«القدس العربي» وثقت شهادات حقوقية من داخل المدينة عن الوضع الإنساني الذي تعيشه حالياً على هامش المواجهات المستعرة في أطرافها جهة المطار، مع ما تشهده أحياؤها من مظاهر مسلحة وحركة نزوح وأزمات غذاء وماء وأسعار.
واستغرب ناشطون حقوقيون مما اعتبروه تجاهلا وتغييبا من أقنية الإعلام للوضع الإنساني داخل المدينة. كما انتقدوا عمل المنظمات الإغاثية الدولية والمحلية، والتي قالوا إن حضورها على الأرض حالياً قد لا يتجاوز15 في المئة من المحتاجين للمساعدات في المدينة. وطالبوها بسرعة إقامة مخيمات لاستقبال العاجزين عن النزوح وإقامة مستشفيات ميدانية خارج المدينة ونشر طواقم مساعدات في الأحياء.
ووفق تصريحاتهم لـ «القدس العربي» فإن مئات الآلاف قد غادروا المدينة ضمن حركة نزوح كبيرة أصبحت معها أحياء بكاملها شبه خالية، كما إنه ما زال كثير من سكان بعض الأحياء باقين فيها، نتيجة عجزهم عن النزوح بسبب فقرهم، وهؤلاء يعانون وضعاً إنسانياً صعباً مع ما تشهده المدينة من انقطاع للمياه عن عدد من الأحياء وانعدام للسلع وارتفاع للأسعار. مؤكدين أن المدينة في حال تحولت لساحة معركة ستشهد كارثة ستكون كلفتها باهظة جداً، منوهين لنتائج توقف عمل مينائها الذي يمثل شريانا لواردات 80 في المئة من سكان اليمن.
وتُعدّ الحُديدة أكبر محافظة يمنية من حيث عدد السكان بعد تعز، ويقع مركز محافظة مدينة الحُديدة على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن صنعاء 226 كيلومتراً. واستقبلت المدينة خلال ما مضى من الحرب الراهنة حركة نزوح من أربع محافظات، وهو ما ضاعف حالياً من معاناتها تحت تأثير المعارك الملتهبة في أطرافها الجنوبية، وهي المعارك التي اشتدت مع بداية حزيران/يونيو الجاري.
ويرجح مراقبون أن الحرب قد لا تمر على المدينة بسلام بل ستلحق بها من الموت والخراب الكثير في ظل ما يبديه الطرفان من إصرار على السيطرة لما لنتائج ذلك من أهمية في خدمة مسارات الحرب، وهو ما يفسر أيضاً إصرارهما على تجاهل وتغييب المعاناة الإنسانية للمدنيين.
«لقد عانت هذه المحافظة قبل الحرب من تدنٍ في مستويات الخدمات وارتفاع في مؤشرات الفقر والبطالة والأمية والمرض، وتسببت الحرب الراهنة في تعطيل العمل في نحو 80 في المئة من المزارع نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات بالإضافة إلى توقف عمل غالبية صيادي الأسماك نتيجة توقف التصدير، كما أن امتداد المعارك لعدد من مديرياتها ضاعف من معاناة الناس وخلق حالة نزوح» يقول رئيس مؤسسة «سياج» الحقوقية أحمد القرشي.
وأعربت الأمم المتحدة الخميس، في بيان تلقته «القدس العربي» عن القلق من الوضع الإنساني في المدينة، لاسيما وأن «الحُديدة كانت تشهد ظروفاً هي الأسوأ في البلد قبل بدء القتال». وقالت إن 25 في المئة من الأطفال فيها يعانون من سوء التغذية الحاد، محذرة من أن أي تعطيل للدعم الغذائي سيعرض حياة مئة ألف طفل هناك للخطر. وكانت الحُديدة واحدة من أكبر مناطق تفشي وباء الكوليرا في اليمن العام الماضي، وقالت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة المقيمة في اليمن «إن الأمر لن يستغرق طويلاً لتفشي وبائي جديد يصعب إيقافه، إذ يمكن للكوليرا أن تنتشر بسرعة البرق في حال انهيار نظام المياه في حي واحد فقط داخل المدينة».

مظاهر مسلحة

متحدثاً عن صورة عامة للمدينة حالياً يقول الناشط الحقوقي الصحافي مجاهد القُب: إن الوضع العام داخل المدينة مُخيف. فثمة انتشار كثيف لقوات ومسلحي جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) في الشوارع والأحياء مع استمرار بناء المتاريس والخنادق، بالإضافة إلى ارتفاع جنوني في الأسعار وانعدام لمعظم السلع مع إغلاق معظم المحلات التجارية، بل أن بعض أصحاب المحلات شيّد جدرانا اسمنتية أمام الأبواب في ملمح يعكس ما وصل إليه الحال، ويضاف إلى ذلك مخاطر قصف مقاتلات التحالف.
فيما تحدث الناشط القرشي عن أزمة خبز مع إغلاق معظم مخابز المدينة، أشار الناشط والإعلامي منصور أبو علي إلى أن المدينة تعاني من انعدام الكهرباء منذ أربع سنوات، وحالياً توقف عمل معظم مولدات الكهرباء التجارية في ظل انقطاع تزويد عدد من الأحياء بالمياه، وهو ما يشكل تهديداً للحياة في مدينة ساحلية درجة حرارتها بين 45-50. وقال: درجة حرارة عالية ورطوبة مرتفعة في مدينة بلا ماء ولا كهرباء، ومعظم البيوت فيها مشيدة بطريقة بسيطة، كلها مؤشرات كافية لكارثة تهدد المدينة فيما المعركة ما زالت في الأطراف.

حركة نزوح

ضاعفت تلك المؤشرات من مخارف السكان ونتج عنها موجات نزوح كبيرة من المدنية. يقول الناشط عبد الودود مقشر: شهدت المدينة بمديرياتها الثلاث منذ أيام ما قبل عيد الفطر، حركة نزوح كبيرة. كل مَن هم قادرون على النزوح غادروا المدينة، لدرجة يمكن القول إنه لم يبق فيها إلا الفقراء العاجزين عن النزوح، وأعدادهم كبيرة أيضاً.
وأوضح أن ما يضاعف من معاناة هؤلاء أن بيوتهم بسيطة وضعيفة الأساس وبعضها بدون سقوف، وهذه البيوت التي ربما تمثل غالبية بيوت المدينة لن تحمي سكانها من القصف، بل تشكل خطراً عليهم، إذ ستنهار تحت تأثير قصف بعيد، وستشهد المدينة من خلالها موتاً وخراباً كبيرين على حد قوله. الجدير بالإشارة إلى أنه لا توجد إحصاءات دقيقة لأعداد النازحين من المدينة مؤخراً إلا أنهم صاروا بمئات الآلاف وفق ترجيح مصادر حقوقية محلية في المدينة التي قد يصل عدد سكانها لمليون نسمة.
وتحدث ناشطون عن وضع الخدمات الصحية المتردي. وقال الناشط القب: بعد تعرض مستشفى الثورة للقصف من مقاتلات التحالف فإن بعثة أطباء بلا حدود تطلب مغادرة المدينة. وحذر القب من خطورة ما ستشهده المدينة في حال تمددت المعارك إلى شوارعها، مشيراً لما شهدته قرية (المنظر) في الأطراف، في أول أيام عيد الفطر، من مواجهات بين الطرفين على طريق «الدريهمي – الحديدة» أسفرت عن سقوط 20 من أهالي القرية المدنيين الأبرياء. مرجحاً أن المدينة قد تشهد سيناريو مدينة حلب نفسه في حال لم يتدخل المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية قبل تمدد النيران إلى داخل المدينة. وتتعدد مصادر الموت داخل المدينة وفي ضواحيها، ومنها حسب الناشط القرشي- الجوع والمرض، كما أن كثيرا من المزارع والطرق باتت مزروعة بالألغام، وبالإضافة إلى ذلك لا توجد بيوت أو مؤسسات يمكن استخدامها ملاجئ آمنة للناس، في ظل بقاء مناطق ملتهبة في محيط المدينة وضواحيها، حيث أصبح الناس منكوبين بدون مساعدات، كما أنه لا يوجد ماء لأكثر من نصف المدينة بسبب تخريب الشبكة، ما معناه أن أكثر من نصف مليون مواطن سيعانون من أزمة مياه، كما أن الخدمات الطبية محدودة، وفي حال تمدد الاشتباك فستحل كارثة إنسانية، لأن المعركة ستشمل مدينة سكانها يعيشون تحت خط الفقر وعاجزين عن النزوح في ظل ضآلة الجهود الإغاثية ما يؤشر لكارثة ستكون نتائجها وخيمة بكل المعاني.

معركة الحُديدة والكُلفة الإنسانية: شهادات حقوقية من داخل المدينة
أحياء بكاملها نزح سكانها وأزمة خبز
أحمد الأغبري

الحديدة: المعركة المؤجلة والوضع الإنساني

Posted: 23 Jun 2018 02:16 PM PDT

أصبحت الحديدة – منذ أسابيع- العنوان الأبرز للمعارك المستمرة في اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وتأتي أهمية الحديدة من كونها الميناء الرئيسي في البلاد وعبر مينائها تدخل حوالي 90 في المئة من المواد التجارية والإغاثية الإنسانية.
قوات الرئيس هادي المعترف به دولياً مدعومة بغطاء جوي لقوات التحالف العربي تريد انتزاع المدينة التي قال تقرير لجنة الخبراء الدوليين حول اليمن، إنها ضمن موارد أخرى تدر على خزينة الحوثي مليارات الدولارات سنوياً. الحديدة مهمة للحوثيين، فعن طريقها يستطيع الحوثي التحكم في حركة التجارة، ويستطيع أخذ الإتاوات بمبالغ طائلة من جميع التجار الذين تمر تجارتهم عبر هذا الميناء، حتى وإن كانوا في مناطق بعيدة عن سيطرة الحوثيين، أو حتى خارج اليمن، لأنهم يحتاجون الميناء للاستيراد والتصدير، وبالتالي سيظلون تحت رحمة الحوثيين الذين يسيطرون على الميناء.
ثم إن بقاء الحديدة في يد الحوثي يعطيه القدرة على العزف على وتر المعاناة الإنسانية، وجلب المزيد من الضغط لوقف الحرب لصالحه، أو حتى لفرض هدنة تكون بالنسبة له استراحة محارب.
لكن الحكومة تسعى للسيطرة على الميناء لحرمان الحوثي من الإيرادات الضخمة، ومن البكاء على المعاناة الإنسانية، وتوظيفها سياسياً في المحافل الدولية، وتقول الحكومة إن خير وسيلة لمواجهة المأزق الإنساني في الحديدة هو استعادتها من الحوثي، وإشرافها المباشر على الميناء، من أجل ضمان تدفق المعونات الإنسانية، والسلع التجارية بعيداً عن إتاوات الحوثيين، وتحكمهم في مواد الإغاثة الإنسانية.
يبدو أن المجتمع الدولي بات أقرب إلى التسليم بضرورة انتزاع الحديدة من الحوثيين، خاصة بعد استهدافهم للملاحة البحرية في البحر الأحمر، وتزايد إطلاقهم للصواريخ البالستية باتجاه السعودية، الأمر الذي عزز من حجة التحالف الذي تقوده الرياض في المطالبة بتسليم الحديدة، على اعتبار أن الكثير من السلاح وقطع الصواريخ يتم تهريبها عبر ميناء الحديدة، وأن الحوثيين يستعملون موارد الميناء لاستمرار الحرب.
وقبل عام وبينما كانت القوات الحكومية تستعد لمهاجمة الحوثيين في الحديدة، عرضت الحكومة والتحالف العربي على الأمم المتحدة الإشراف على الميناء، كحل وسط بين استمرارية سيطرة الحوثيين عليه، ومحاولات القوات الحكومية انتزاعه، لكن الأمم المتحدة رفضت المقترح بحجة أنها لا تملك الإمكانات اللوجستية والأمنية والإدارية الكافية لإدارة الميناء. بعدها تعالت الأصوات الدولية المطالبة بوقف معركة الحديدة وهو ما كان.
واليوم وبعد تقدم القوات الحكومية وسيطرتها على مطار الحديدة، تتعالى الأصوات مجدداً لوقف العمليات العسكرية، وبالذريعة نفسها التي تتحدث عن المعاناة الإنسانية.
ولأهمية الحديدة، نذكر أن مجلس الأمن الدولي انعقد ثلاث مرات خلال أيام معدودة لمناقشة وضع المدينة ومحاولات تجنيبها ويلات الحرب، حسب بيانات المجلس، وهو الأمر الذي رأى فيه الجانب الحكومي محاولات من بعض الأطراف لإنقاذ الحوثي بعد سيطرة القوات الحكومية على المطار.
والأسبوع الماضي قدم المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث في ما أسماها «مهمة خاصة» تركزت حول إقناع الحوثيين بتسليم الميناء سلمياً، وعلى الرغم من أن غريفيث مكث في صنعاء منذ السبت قبل الماضي إلى الأربعاء، إلا أنه فشل في إقناع الحوثيين بذلك، وهو ما أكده القيادي الحوثي علي القحوم الذي أكد فشل مهمة غريفيث إلى صنعاء. وبذا يبدو أن التحالف العربي والقوات الحكومية ماضون هذه المرة للضغط على الحوثيين للتخلي عن الميناء، خاصة بعد أن منح الحوثيون الحكومة والتحالف فرصة تعليل المعركة بتعنتهم ورفضهم للحلول والمقترحات الدولية.
بعد السيطرة على مطار المدينة انكفأ الحوثيون إلى داخلها وبدؤوا عمليات قطع الشوارع وكثفوا من زراعة الألغام، وحفر الخنادق استعداداً لما قال عنه أحد قيادييهم «حرب شوارع طويلة الأمد»، فيما استقدم التحالف والجيش المزيد من التعزيزات العسكرية إلى الحديدة، وصرح مسؤول عسكري يمني أن قواته تعد العدة لاقتحام المدينة وطرد الحوثيين منها، على الرغم من أن زعيم الحوثيين قال الأربعاء إن جماعته وافقت على دور أممي في الحديدة، وهي الموافقة التي تقول الحكومة عنها إنها تكتيكية لغرض وقف معركة الحديدة، لأن الحوثي- حسب الجانب الحكومي- لم يف بأي من تعهداته السابقة.
ومع إصرار الحكومة والتحالف على انتزاع ميناء الحديدة، وإصرار الحوثيين على التمسك بها، يبدو أن قدرها أن تواجه المزيد من المعاناة مع بدء نزوح حوالي خمسة آلاف أسرة من المدينة التي يقطنها أكثر من نصف مليون إنسان

الحديدة: المعركة المؤجلة والوضع الإنساني

محمد جميح

المعركة على الحديدة: تمسك بوهم انتصار لن يأتي والمعاناة مستمرة في اليمن «السعيد»

Posted: 23 Jun 2018 02:16 PM PDT

ينظر إلى الهجوم السعودي – الإماراتي على ميناء الحديدة اليمني بأنه نقطة تحول للأسوأ في الحرب اليمنية الطاحنة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، فالقوات التي يدعمها الثنائي السعودي – الإماراتي الأقوى في التحالف هي خليط من قوات موالية لحكومة الرئيس المعزول عبد ربه منصور هادي وقوى عشائرية تتبع على الأرض أوامر الضباط الإماراتيين، تحاول ومنذ أكثر من أسبوع السيطرة على الميناء الحيوي الوحيد الذي يسيطر عليه الحوثيون.

حسابات التهور

وكما في كل حسابات الحرب اليمنية من جانب السعودية وحلفائها، فهاجس تحقيق النصر السريع هو ما يدفع المهاجمين تماما مثل الحسابات في بداية الحرب الأولى عام 2015 عندما شن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان (ولي العهد الحالي) حربا باسم طرد الحوثيين من العاصمة اليمنية وإعادة الحكومة المعترف بها دوليا وهزيمة إيران في حديقة السعودية الخلفية. فمهندس حرب اليمن كما بات يعرف اعتقد أن الحرب ستنتهي بعد أسابيع.
إلا أن الحرب «القصيرة» تحولت لحرب استنزاف طويلة وبدلا من تأمين الحدود السعودية من خطر الحوثيين وداعميهم الإيرانيين أصبحت المدن السعودية في مرمى صواريخهم التي يطلقونها بشكل روتيني (إيكونوميست، 23/6/2018).
والحسابات نفسها تبدو في الحديدة اليوم، فبعد أسبوع من المواجهات حول مطار الحديدة يأمل التحالف بتوجيه ضربة لإيران وجماعاتها وبالتالي التحرك نحو العاصمة صنعاء وحل المعضلة الحوثية في اليمن مرة وللأبد. وتظل العاصمة بعيدة في الوقت الحالي، إلا أن الحوثيين في الحديدة كما تشير التحليلات لن يستسلموا بسهولة وقد تضطر القوات المتحالفة خوض معارك شوارع في الميناء – خيار لا تريده – وبالتالي مفاقمة الأزمة الإنسانية السيئة ليس في الحديدة التي يعيش فيها أكثر من 500.000 نسمة بل وملايين اليمنيين الذين باتوا منذ عام 2015 يعتمدون على المساعدات الإنسانية فيما يواجه ثمانية ملايين مخاطر المجاعة حسب إحصائيات الأمم المتحدة. وتحاول هذه من خلال مبعوثها الدولي مارتن غريفيثس منع الهجوم على الميناء وإقناع الحوثيين تسليمه للوصاية الأممية لكي تديره بشكل لا يعرقل المساعدات الإنسانية. فنسبة 70 في المئة من المساعدات الإغاثية و80 في المئة من البضائع التجارية تصل إلى الحديدة. ومن هنا جرى وقبل الهجوم التحذير من الكارثة الإنسانية التي ستحصل لو توقف الميناء عن العمل أو تعطلت منشآته بفعل القصف الجوي. وكما هو الحال لم يستطع التحالف السيطرة على مطار الحديدة إلا بعد القصف الجوي. ويشعر التحالف أنه لو استطاع السيطرة على الميناء فإنه سيركع الحوثيين الذي يستفيدون منه اقتصاديا ويحصلون الملايين شهريا إما من الضريبة أو الأتاوات التي تفرض على عمليات الشحن. وبعد المطار يواجه التحالف خياران صعبان، فقد يهاجم المدينة من المطار بشكل سيجبره إلى خوض حرب شوارع يجعل من استخدام القصف الجوي في المناطق السكنية عملية محفوفة بالمخاطر. وربما فكر بضرب الميناء من البحر، ومن هنا يفهم ما ورد في تقارير عن حشود في قاعدة إماراتية على الشاطئ الأرتيري تحضيرا للهجوم، إلا أن هجوما كهذا يظل مغامرة فستكون القوات المهاجمة مكشوفة لصواريخ الحوثيين وألغامهم. ولهذا السبب طلبت الإمارات مساعدة أمريكية في الهجوم لم تأت نظرا للجدل داخل الكونغرس حول الوضع الإنساني في اليمن ومطالب النواب بالكشف عن طبيعة الدور الأمريكي هناك.

احتجاج

وفي تعليق مجلة «ذي نيشين» (18/6/2018) على افتتاحية صحيفة «واشنطن بوست» في 13 حزيران (يونيو) التي حملت عنوان: «ثمانية ملايين يمني على شفير المجاعة وأمريكا شريكة في الجريمة» دعا النائب الديمقراطي رو خانا الكونغرس التحرك لوقف الحرب في اليمن. وقال إن أمريكا قامت بتوفير الغطاء الدبلوماسي والمعلومات الاستخباراتية للهجوم الكارثي على شريان الحياة الحيوي. وأضاف إن «يد إدارة ترامب في هذا الفصل الجديد من الكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم تبرز أهمية تدخل الكونغرس، فلم يمكن للصراع الذي تقوده السعودية في اليمن الاستمرار دون الدعم الأمريكي، فجهود الكونغرس لإيقاف هذه الحرب لن تساعد فقط على منع وقوع مجاعة في أفقر بلد عربي، بل ستغير الطريقة التي تعمل بها واشنطن، من خلال الرجوع للدستور، والتعاون مع المحافظين لوضع حد للسلطات الرئاسية الواسعة، التي استمرت عقودا».  ويفيد خانا بأن «الرئيس أوباما لم يحصل على تفويض من الكونغرس للمشاركة الأمريكية الفعلية في الحرب، وقامت إدارته باتخاذ قرار من جانب واحد عام 2015، للدخول في تلك الأعمال القتالية لطمأنة أنظمة الخليج بالتحالف الاستراتيجي في ضوء الاتفاقية النووية الإيرانية، التي تم توقيعها في العام ذاته، مع أن مسؤولي الإدارة لم يكونوا يتوقعون هذا الحجم من الأعمال الوحشية».  أما الآن وفي ظل الرئيس ترامب، الذي بدأت علاقاته المشبوهة خلال الحملة الانتخابية مع السعوديين والإماراتيين تتكشف، شعرت هذه الدول بجرأة أكبر لتكثيف حملتها في اليمن، وتوسعت مشاركة الجيش الأمريكي لتشمل قوات القبعات الخضراء على الأرض. والمسألة بالنسبة لخانا هي دستورية واستعادة الكونغرس سلطاته التي يضمنها الدستور له من ناحية قرار الحرب لا توقف الكارثة اليمنية لكنها تعطي الأمل للجوعى اليمنيين. وتعتقد صحيفة «واشنطن بوست» (20/6/2018) أن على أمريكا، التي تمد التحالف السعودي الإماراتي بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، أن تستخدم نفوذها لإيقاف هذه العملية المتهورة. مشيرة إلى أن حرب الوكالة الجارية في اليمن أصبحت اليوم مستنقعا للسعوديين وحلفائهم الذين قتلوا الآلاف في غاراتهم الجوية، لكن فشلوا في استعادة معظم المناطق في البلد، وفي الوقت ذاته انهار نظام الرعاية الصحية تقريبا، وكذلك الإمدادات الغذائية، ما جعل ملايين اليمنيين يعتمدون على المساعدات الدولية». وتنوه الافتتاحية إلى أن السعوديين وبعض المدافعين عنهم في واشنطن يتحججون أن أخذ ميناء الحديدة من الحوثيين سيحسن من إيصال شحنات المساعدة، وسيتوقف تهريب الصواريخ الإيرانية، إلا أن جمعيات الإغاثة ترى الأمر بشكل مختلف، حيث تقول أن الهجوم سيواجه مقاومة قوية، وحتى لو نجح فإن الأمر سيأخذ أسابيع وأشهرا، مشيرة إلى أن أي قطع متواصل لوصول السفن إلى الحديدة قد يدخل البلد في مجاعة، ويجعل من المستحيل تقريبا مكافحة الكوليرا، التي أصابت أكثر من مليون شخص إلى الآن. وترى الصحيفة أن «التصعيد العسكري يظهر حماقة بالذات لأنه يأتي في وقت يتحسن فيه احتمال التوصل إلى تسوية سلمية، ومن المفترض أن يقدم مبعوث الأمم المتحدة مارتين غريفيث، خطة لمفاوضات السلام لمجلس الأمن الشهر المقبل، وما شجع المسؤولين هو استعداد القياديين الحوثيين للتفاوض، حيث قدموا خططا لوقف القتال لكل محافظة، بما في ذلك وقف إطلاق الصواريخ». وترى أن «السعوديين والإماراتيين يبدون اهتماما كبيرا للسيطرة على الموانئ اليمنية أكثر من إنهاء الحرب». ولا تقتصر أصوات الشجب على الكونغرس بل وعلى المستوى الشعبي حيث تلقى النواب رسائل من الرأي العام.

رسالة

وفي بريطانيا التي تعد طرفا في الحرب وبالضرورة «متواطئة» فيها، دعا مثقفون ونواب وفنانون في رسالة نشرتها صحيفة «الغارديان» (22/6/2018) قالوا فيها إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقوم بالتصعيد وزيادة الدور الأمريكي في الحرب التي تقودها في اليمن بدون أن يعير اهتماما للثمن الإنساني الفادح والأصوات المتزايدة في الكونغرس المطالبة بالأخذ على البنتاغون والحد من مشاركتها. وقامت بريطانيا في آذار(مارس) بفرش البساط الأحمر لولي العهد السعودي الذي يوصف «بمهندس الحرب». ومنذ بداية الحرب أصدرت بريطانيا رخص بيع أسلحة بما فيها مقاتلات حربية بقيمة 4.6 مليار جنيه استرليني. وستكون هذه المقاتلات من ضمن التي تقوم بغارات جوية في اليمن حيث ستلقي بالقنابل والصواريخ. وبلغت حصيلة القتلى حوالي 10.000 قتيل معظمهم من المدنيين. وقتل أغلبهم بسبب غارات التحالف ولا تضم أرقام الأمم المتحدة عن ضحايا الحرب المشتعلة منذ عام 2015 الذين ماتوا بسبب الأمراض والأوبئة. ولهذا يجب على بريطانيا وقف مبيعات السلاح للسعودية والدول الأخرى المشاركة فيها والتوقف عن دعم الحرب.

وجه جديد

وفي هذا السياق كتب المعلق ديفيد إغناطيوس في «واشنطن بوست» (22/6/2018) عن العملية الأخيرة في اليمن قائلا إن الهجوم على ميناء الحديدة يشير لدخول الحرب أكثر المراحل قسوة، وتأتي بعد الحصار المثير للجدل للميناء بقيادة كل من الإمارات العربية المتحدة والسعودية. وقال إن الوسيط الدولي ومسؤول إماراتي عبرا عن أمل في التوصل إلى حل تفاوضي مع الحوثيين قد يجنب المدينة الضغوط عليها. ولا تزال الخلافات قائمة فيما حذرت المنظمات الإنسانية من ان الحرب تخنق المساعدات وتعرقل وصولها للمدنيين المعذبين. ويرى إغناطيوس أن اليمن عالق وسط حرب بالوكالة بين التحالف السعودي – الإماراتي الذي يدعم الحكومة اليمنية وإيران التي تقف مع الحوثيين الذين احتلوا العاصمة صنعاء عام 2014 وأطاحوا بالحكومة بشكل دفع السعودية لقيادة تحالف وشن حرب في عام 2015 غارقة فيها منذ ذلك الوقت. ويشير إلى إن الحوثيين نفروا الكثير من اليمنيين العام الماضي عندما قتلوا حليفهم السابق والذي فتح الطريق لهم بدخول العام، الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد تغييره تحالفاته معهم والبحث عن تحالف مع أعدائه السعوديين. وكان الوسيط الدولي غريفيث قد عبر في بيان يوم الخميس أنه متأكد من إمكانية التوصل لاتفاق لمنع التصعيد والعنف في الحديدة. فيما أشارت تقارير عن استعداد الحوثيين تسليم الميناء للأمم المتحدة بشكل يسمح بمرور المواد الغذائية والإنسانية. إلا أن ما نقله إغناطيوس عن أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي لا يختلف عما يردده المسؤولون الإماراتيون ومفاده، أن السيطرة على الميناء ستؤدي إلى الحل السياسي وأنهم قادرون على إدارة الميناء أفضل من الحوثيين. واللافت في تصريحات قرقاش أن حصار المدينة واستمرار الضغط على الحوثيين من المطار عامل مساعد في حصول الأمم المتحدة على صفقة أحسن من الحوثيين. ويعتقد قرقاش أن بلاده قد كسرت جمود الحرب في الحديدة. وهو الشعور نفسه الذي لاحظه الكاتب عند المسؤولين السعوديين الذين يعتقدون أن وضعهم في اليمن أصبح قويا، ويؤكدون مثل الإماراتيين ان استمرار الضغط على الحوثيين سيقود لكسرهم. في إشارة لتمسك الإماراتيين والسعوديين بوهم الانتصار، وقتل أي فرصة للتفاوض. فإصرارهم على تسليم الحوثيين وخروجهم من الحديدة لا يختلف عن تخريبهم هدنة في صنعاء قبل عدة أشهر كان يمكن التوصل إليها عندما أصروا على تسليم الحوثيين كل أسلحتهم الثقيلة. يقول قرقاش إنه لا أسلحة ثقيلة لديهم في الحديدة، لكن مفهوم تركيع الخصم وخروجه بدون شروط هو ما يعلم تفكير التحالف في تعامله مع خصمه الذي لم يستسلم لهم بعد سنوات من القصف والمعاناة الإنسانية والدمار والتشريد. وقد ينتظر التحالف صفقة ظلت تراوغ في الحديدة إلا أن الحرب لم تتوقف بعد والمعاناة الإنسانية منتشرة والصور تنقل من المستشفيات عن الأطفال الجوعى والمرضى الذي لا يجدون العلاج المناسب ويموتون بصمت. ففي تقرير أليكس بوتر بموقع «إنترسيبت» (21/6/2108) أشارت فيه للمعاناة الصامتة لأهل اليمن وتعبهم من الحرب وكيف أطلقت امرأة على ابنتها الأخيرة اسم «كفاية» وهي مثل مواليد الحرب تعاني من فقر التغذية ولا تدر أمها الحليب بسبب عدم توفر الطعام. فالعائلات اليمنية تأكل وجبة واحدة وتفضل المشي على ركوب الحافلات والسيارات وترى حولها المحلات حافلة بالبضائع ولكنها لا تستطيع الشراء لأن الجيوب فارغة وتطبخ طعامها في مواقد خشبية بدلا من الغاز وتحضر أطفالها للمستشفيات المزدحمة ثم تعيدهم لقراهم حتى يموتوا بهدوء، فيما ترهن وتقترض عائلات أخرى لعلاج المرضى المزمنين. وعلى صعيد اليمن «السعيد وما هو بالسعيد» تنتشر الخيام وقصص الانتهاكات والتعذيب في سجون «المحررين».

المعركة على الحديدة: تمسك بوهم انتصار لن يأتي والمعاناة مستمرة في اليمن «السعيد»

إبراهيم درويش

معركة الحديدة: تصعيد أم اشتدي أزمة تنفرجي مع طهران؟

Posted: 23 Jun 2018 02:15 PM PDT

ألقت إيران بكل ثقلها في المواجهة التي باتت أكثر من معلنة مع الولايات المتحدة وبعض حلفائها العرب واليمن من أهم فصولها كما تقول وتعلن مهددة أن المنطقة كلها «رزمة واحدة» لكن باب الحوار ليس مغلقاً تماماً لو تحققت بعض الشروط، على حد ما ذكر وزير الخارجية محمد جواد ظريف في مقال غير مسبوق نشره الخميس 21 حزيران/يونيو الجاري، في صحيفة «إيران» الرسمية رداً على شروط وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التي أعلنها في 28 أيار/مايو الماضي .
المرشد الأعلى علي خامنئي لم يترك مناسبة إلا وذكر فيها اليمن، وهو الذي سعى إلى تعبئة أعضاء البرلمان نحو تقنين هذه المواجهة مع أمريكا عبر المصادقة على قوانين تبقي «الروح الثورية» في «بيت الشعب» مشيراً إلى الحديدة: «إن محاولات انتزاع أحد الموانئ من الشعب اليمني المظلوم تدلُّ على خباثة ولؤم قوى الهيمنة (أمريكا)».
وأضاف «تقف بعض الدول الكبرى (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) في وجه الشعب اليمني في البحر لكي تسلبهم ميناءً يُعتبر متنفساً لهذا الشعب المظلوم. إنهم يقتلون الأبرياء من دون أي ورع. إنهم مخلوقات ظالمة في أصلهم. هذه الدول تقوم بما تقوم به مع الجمهورية الإسلامية بسبب مطالبتها بالعدالة ودعوتها للإسلام وللدفاع عن المظلوم».
وفي السياق لكن بلهجة التحدي تحدث قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري، قائلاً إن «اليمن الآن على أعتاب الانتصار» لافتا إلى أن «القوات اليمنية هزمت التحالف العربي – الغربي في معركة ميناء الحديدة».
وأضاف في كلمة ألقاها، الثلاثاء الماضي في جامعة طهران، أن «الانتصارات التي حققتها الشعوب في العراق ولبنان وسوريا جاءت نتيجة تأثرها بالثورة الإسلامية الإيرانية» مشيراً إلى أنه «خلال الأعوام الأربعين الماضية تحققت إنجازات كثيرة من ضمنها الصحوة الإسلامية وتأثيرات الثورة الإسلامية في المنطقة والعالم».
وبينما يبرر التحالف العربي – الغربي الحرب في اليمن، وتحديداً معركة الاستيلاء على الحديدة، بأنها لقطع نفوذ إيران، ومنع وصول الصواريخ منها إلى الحوثيين، نوه قائد الحرس الثوري الإيراني إلى تقرير لمعهد دراسات تابع للكونغرس الأمريكي أعلن أن إيران تمتلك أكبر ترسانة صاروخية في المنطقة وأضاف «قدراتنا الصاروخية معتمدة على قدراتنا العلمية، ونَحْن قادرون على زيادة مدى صواريخنا إلى أكثر من ألفي كيلومتر، إلا أن هذه ليست سياستنا في الوقت الحاضر لأن الكثير من أهداف ومصالح العدو واقعة ضمن هذا المدى لذا على الأمريكيين عدم الخوض في المجال العسكري». هذا قبل أن تعلن إيران أنها أرسلت مدمرة وحاملة مروحيات ضمن «أسطول 54» المكون من حاملة المروحيات «خارك» والمدمرة «سبلان» إلى خليج عدن!
وما لم يقله خامنئي ولا جعفري قالته قناة «العالم» الإيرانية وقنوات أخرى رديفة ووسائل إعلام تدعم إيران بشأن التطورات في الساحل الغربي، إنها معركة حياة أو موت وإن الحديدة هي مفتاح النصر أو الهزيمة بعد أكثر من ثلاث سنوات على هذه الحرب المجنونة في اليمن.

لماذا الحديدة؟

ومن مجمل ما تذكره طهران في التصريحات والتلميحات، فأنها تعتبر معركة الحديدة، معركتها الرئيسية لفرض رؤيتها على الغرب وتحديداً الولايات المتحدة الطرف الذي يتولى حالياً قيادة هذه المعركة، لتأتي متطابقة تماماً مع ما تريده السعودية وهو منع إيران من امتلاك أوراق تسمح لها أن تكون شريكاً دائماً للغرب في حل أزمات المنطقة.
وزير الخارجية محمد جواد ظريف تعمد أن ينشر رده الرسمي المكتوب على شروط بومبيو، بعد أيام من اندلاع معركة الحديدة، وتضارب الأنباء حول من يسيطر على مطارها الذي يشكل مفصلاً استراتيجياً في عموم الحرب المستمرة على اليمن. كما تعمد الإشارة لدور واشنطن في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يضغط على بلاده، ليجبرها على الجلوس وجهاً لوجه على مائدة المفاوضات «مستسلمة» له مثل كوريا الشمالية.
وفي هذا الواقع جاء رد ظريف منسجماً مع قائد الحرس الثوري جعفري الذي كان قد أشار إلى قضية الاتفاق النووي ونكث ترامب العهد وعدم الالتزام بتعهدات بلاده، قائلاً إن زعيم كوريا الشمالية كان ثورياً لكنه كان ثورياً شيوعيا وليس إسلامياً وقد ساوم في النهاية، أما نحن فلن نساوم.
وهذا أيضاً ما ذكره ظريف بقوله» إيران لن تتفاوض مجدداً مع بلد انتهك الاتفاق النووي المصادق عليه من قبل مجلس الأمن الدولي» مع فارق واحد وهو أن ظريف تحدث بدبلوماسية مرنة خالية من التهديد وربط التفاوض مع ترامب بخمسة عشر مطلباً يجب أن تتحقق، على رأسها العودة إلى الاتفاق وتعويض إيران خسارتها، ووقف التدخل في اليمن و»إجبار» السعوديّة على وقف الحرب، بينما جعفري أغلق الباب أمام الداعين في الداخل إلى هذا التّفاوض مشيراً إلى رسالة وجهها مئة ناشط سياسي من داخل النظام لمسؤولي البلاد ودعوا فيها للتفاوض مع ترامب، وقال «إن هؤلاء يتواكبون مع أمريكا وأعداء الشعب ويوفرون الأرضية لهم. إن لم نقل إن هؤلاء الأفراد المئة كانوا مكلفين بتوفير الأجواء للتفاوض مع ترامب، فمن المؤكد أن عدداً لافتاً منهم مكلفون بهذا الأمر».

الصبر الاستراتيجي

وبعد الإعلان في العراق عن تحالف قائمة «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر الذي يوصف بأنه صار في المحور المضاد لإيران الذي تقوده الولايات المتحدة، مع قائمة «الفتح» التي يرأسها هادي العامري أمين عام منظمة بدر (فيلق بدر سابقاً الذي أسسته إيران إبان الحرب مع العراق) وتضم عصائب أهل الحق التي صنفتها الخزانة الأمريكية ضمن المنظمات الإرهابية وهي حليف استراتيجي وعقائدي لإيران، كان لزاماً التأكيد في إيران أن الضغوط عليها من قبل الإدارة الأمريكية، ومنها بالطبع تصعيد الحرب في اليمن، يمكن التفاهم حولها، بمزيد من الصبر الاستراتيجي وإعادة ترتيب الأوراق التي تملكها إيران التي تدرك جيداً أن عليها الظهور أمام ترامب كخصم قوي على شاكلة كوريا الشمالية، أو أكثر عناداً وغروراً.
ويمكن القول إن طهران التي تعتقد من واقع التجربة وفصول الحرب الطويلة في اليمن أن الزمن لن يكون في صالح السعودية وحلفائها الذين يراهنون من جهتهم على تشديد الحصار، ولذلك فان الرهان الإيراني في الحديدة وعموم الساحل، سيركز على كيفية تدعيم المقاومة الشعبية وإرسال المزيد من المقاتلين للجبهات، واستخدام الكمائن ومنع قوات التحالف من الاستقرار على الأرض.
وتكتب الصحف الإيرانية أن الرهان على إطالة أمد المعركة كفيل بإجبار واشنطن والعواصم الغربية المتورطة معها على فرض حل سياسي في اليمن من واقع يقول إن ‏الساحل هو الطريق التاريخي لكلّ من حاول غزو اليمن، فيتقدّم الغزاة في التهامة نحو زبيد، قبل أن ينعطفوا في الممرات الجبلية التي توصل إلى تعز وصنعاء، وهناك يختفي جيشهم ولا يعود.
هذا الغزو (من وجهة نظر إيرانية) لا يمكن الحفاظ عليه وتثبيته، إذ يمكن لقوات «التحالف» أن تتمدّد على طول السّاحل، لكن الجبال هي في النهاية في قبضة الحوثي الذي
قال في آخر خطاب تلفزيوني له، إن معركة الساحل الغربي ستكون مستنقعاً لإهلاك وإغراق قوى الغزو والعدوان، وهذا أقصى ما تريده طهران وهي تحقق اختراقاً بيّناً في العلاقات الأمريكية الأوروبية، وهي أقنعت بريطانيا وفرنسا المشاركتين – حسب تقارير إيرانية – بأن كل ما يتردد عن خرقها القرار الدولي 2216 حول تزويد الحوثيين بالسلاح غير صحيح، خصوصاً بعد أن أخفق تقرير أممي الخميس الماضي في تأكيد أن صواريخ الحوثيين التي أطلقت على السعودية والتي صُنع بعض من مكوناتها في إيران، كانت قد نقلت إلى اليمن بعد العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة.
وأفادت «رويترز» أن تقريراً سرياً للأمم المتحدة أكد أن فحص أجزاء الصواريخ التي كان الحوثيون في اليمن أطلقوها على أهداف في السعودية منذ تموز/يوليو الماضي يشير إلى وجود تشابه بين عناصرها الأساسية ومثيلاتها الإيرانية، أما بعض أجزاء صواريخ الحوثيين فهي إيرانية الصنع.
مع ذلك فقد جاء في التقرير أن الأمم المتحدة لم تتمكن من تحديد ما إذا كانت الأجزاء المذكورة أو الصواريخ بكاملها أو التقنيات المطلوبة لتصنيعها تلقاها الحوثيون من إيران بعد فرض مجلس الأمن الدولي حظرا على توريد أسلحة للحوثيين (في نيسان/أبريل 2015).
وحسب التقرير فإن مسؤولي الأمم المتحدة «لم يتمكنوا من تحديد متى يمكن أن تكون هذه الصواريخ أو بعض من أجزائها أو التكنولوجيا المتعلقة بها قد نقلت من إيران إلى اليمن.
وحتى يخرج هذا التقرير الأممي الى العلن، ستبقى صواريخ الحوثيين تقض مضاجع السعودية التي تدرك جيداً أن الاستيلاء على ميناء الحديدة، لن يوقفها ولن يساعد على إنهاء الأزمة اليمنية عبر السلاح، وهذا ما تبرزه تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين عززوا موقفهم ‏بإرسال مدمرة وحاملة مروحيات إلى خليج عدن، وهي رسالة مفادها أن أزمات المنطقة «رزمة واحدة» وإيران شريكة في الحلول مثلما هي السبب – من وجهة نظر خصومها – في اندلاع هذه الأزمات.

معركة الحديدة: تصعيد أم اشتدي أزمة تنفرجي مع طهران؟

نجاح محمد علي

رائد فهمي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي: نتمسك بمشروعنا الإصلاحي ونرفض حكومة المحاصصة

Posted: 23 Jun 2018 02:15 PM PDT

أكد رائد فهمي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، في حوار مع «القدس العربي» في بغداد، على ان الحزب سيكون ضمن المعارضة إذا لم يضمن تنفيذ الحكومة المقبلة لمشروع الإصلاحات وإذا تمسكت بنهج المحاصصة، وان اتفاق كتلة سائرون مع قائمة الفتح، كان مفاجأة للكثير، مؤكدا ان ما حققه الحزب في الانتخابات الأخيرة كان أقل من وزنه في المجتمع العراقي.
ولد رائد فهمي في بغداد عام 1950. حاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة لندن، مدرسة لندن للاقتصاد في 1975 وفي الاقتصاد القياسي والاقتصاد الرياضي. ونال شهادة الماجستير في العلوم الاقتصادية سنة 1977 من كلية كوين ماري/جامعة لندن. وشهادة الدبلوم من السوربون، باريس في 1984 في موضوع «الدراسات المعمقة في اقتصاديات التنمية».
عمل مدرساً في المعاهد الفرنسية والكويتية، وفي الجامعة المستنصرية في بغداد.
له مؤلفات باللغتين العربية والانكليزية كما عمل في العديد من مراكز البحوث، والمؤسسات الاقتصادية والاستشارية .
شغل منصب وزير العلوم والتكنولوجيا في حكومة نوري المالكي عام 2006 وهو من القِّلة النادرة من المسؤولين العراقيين الذين ليس عليهم مؤشرات فساد، ومن أوائل الوزراء الذين بادروا إلى تقديم وكشف ذمتهم المالية إلى هيئة النزاهة. وعرف عنه خلال وزارته انه سعى لتطبيق الحكومة الالكترونية عبر الانترنيت للحد من الفساد والروتين، وشجع عودة العلماء العراقيين، كما انه من الداعين بقوة إلى حق العراق في استخدام الطاقة النووية في كافة المجالات السلمية.
كان رئيساً لتحرير مجلة «الثقافة الجديدة» التي يصدرها الحزب الشيوعي العراقي.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2016 أفرز المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي قيادة جديدة، وتم انتخابه سكرتيرا عاما للحزب، خلفا لحميد مجيد موسى الذي قضى ربع قرن في هذا الموقع.
وفي ما يأتي نص الحوار:
■ كيف تقيمون تجربة التحالف مع التيار الصدري ضمن قائمة سائرون في الانتخابات الأخيرة؟
■ ان «سائرون» الذي جاء بمشروع تغيير وإصلاح، حقق تغييرا مهما في الحياة السياسية، وجاء لتغيير لوحة المشهد في مجلس النواب والحكومة. ومشروع سائرون يستند إلى كتلة وتحالف سياسي حقق إنجازات مهمة، والانتخابات كشفت وأكدت الوزن الذي يحمله التحالف. وأكد المشروع أيضا ان اللقاء بين قوى مدنية وقوى إسلامية ممكن ليس في الانتخابات فقط بل وفي الحملة التي سبقتها وفي التعامل مع الناس والأحداث.
ان التحالف لم يواجه برفض وسلوكيات عدائية من الناس، بالعكس كانت هناك درجة عالية من التقبل والتفاعل معه، وهذا لا يعني عدم وجود نواقص وملاحظات، كما ان هذا التحالف يأتي امتدادا للتنسيق السابق بين التيار المدني والتيار الصدري في تنظيم التظاهرات المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد. وهو ثمرة ونتاج الحركة الاحتجاجية، وما كان هذا التحالف ان يتحقق لولا التعاون والتقارب في الحركة الاحتجاجية.
■ هل الحزب الشيوعي مقتنع بما حققه في الانتخابات الأخيرة؟
■ لا، إذا كنت تعني من حيث مكانة الحزب في المجتمع العراقي، نحن غير راضين بالحصول على مقعدين فقط في مجلس النواب. إن وزن الحزب وحضوره وسط المجتمع العراقي أكبر من هذا العدد، ولكن كانت هناك إمكانيات لم يجر استثمارها كما ينبغي في الحملة الانتخابية بالشكل الصحيح، وكانت هناك أوساط معينة في الحزب لجأت إلى المقاطعة أو العزوف عن المشاركة في الانتخابات، وهذا أيضا كان له تأثير.
■ هل تعتقد ان هذه النسبة قد تتغير إذا تمت إعادة الفرز والعد اليدوي لأصوات الناخبين؟
■ لست متأكدا بالنسبة للحزب، ولا أدري ان كانت إعادة الفرز ستشمل كل المحافظات أو بعضها، ولكن عموما لا أعتقد ان العدد سيتغير.

■ ما هو موقف الحزب الشيوعي من قرارات البرلمان بإعادة الفرز اليدوي للأصوات وتجميد مجلس المفوضين وإلغاء نتائج بعض المراكز الانتخابية في بعض الدول في الخارج؟
■ نتفق على حصول تزوير وخروقات، ولكننا كنا نأمل ان يتم التعامل معها وفق السياق القانوني المعروف وإحالتها إلى الهيئة القضائية في المفوضية، ولكن قرارات البرلمان جاءت وغيرت مجرى الأمور كلها، وخلقت إرباكا، وجرى طرح أمور من شأنها تمديد فترة عملية فرز وعد الأصوات وهو ما حصل، حيث مرت ثلاثة أسابيع منذ إعلان النتائج ولم يحصل أي شيء، وهذا سيقودنا إلى مرحلة ما بعد انتهاء البرلمان في 30 الشهر الحالي، وسنصل إلى مرحلة لم نكن نتمناها وكنا نأمل حسم الأمور قبل ذلك التاريخ.
المفروض في السياقات ان تأخذ مسارها الطبيعي، وعلى كل حال، فان المحكمة الاتحادية هي التي ستقرر دستورية قرارات البرلمان حول الانتخابات وما رافقها. نحن نعتقد ان الصخب الكبير الذي حصل والاحتجاجات على التزوير بعضها مشروعة، ولكنها أخذت أبعادا أكبر من حجمها خاصة عندما وصلت إلى حد المطالبة بإعادة الانتخابات، وهذا يعكس ان هذه الانتخابات والنتيجة التي خرجت بها، خلقت امكانيات حقيقية للقيام بخطوات ملموسة نحو الإصلاح وتعديل المشهد السياسي. وهذه ربما تقابل بقلق من جهات غير راغبة في حدوث تغييرات حقيقية. ان امكانية التغيير قائمة، وما حققته قائمة سائرون هو الذي حقق هذه الامكانية، وأعتقد ان الصراع الجاري بين القوى السياسية هو لقطع الطريق أمام إحداث هذا التغيير.
ويذكر ان مقر الحزب الشيوعي وإحدى الحسينيات في مدينة الصدر تعرضت لتفجيرات وسط شكوك بوقوف جهات سياسية وراء تلك الحوادث للضغط على كتلة سائرون.
■ هل تتوقع من قائمة سائرون ومن خلال تحالفها مع قائمة الفتح وغيرها، ان تتمكنوا من فرض برنامجكم الإصلاحي الذي تدعون له على بقية الأطراف ضمن التحالف؟
■ طبعا هذه إحدى القضايا الكبرى التي أثارت أسئلة ولغطا كبيرا، ولكنا نعلم ان النظام البرلماني وعدم وجود نتائج قاطعة لتحقيق أي كتلة سياسية الأغلبية المطلوبة، حتمت تشكيل الائتلافات. ولكننا نقول ان الائتلافات عندما تتحقق لا يجري هذا على أساس برنامج كل طرف لوحده، وإنما وفق مشتركات يتم الاتفاق عليها وعبر تقديم تنازلات متبادلة، ولكننا نقول ان الاتفاق على المشتركات يجب ان يكون فيه بعد إصلاحي ويسعى نحو التغيير، وهي ضرورة تتطلبها أوضاع العراق، لمواجهة الأزمات العديدة التي يمر بها البلد على كل المستويات من اقتصادية وأمنية وخدمية واجتماعية، والتي نجمت عن سوء إدارة الدولة والصراعات بين القوى السياسية ومن الفساد المستشري، وهناك خيارات تحتاج إلى تعديلات، وإذا لم تنشأ حكومة بهذه المواصفات تلبي حاجة البلد، وتجري الإصلاح وتحقق العدالة الاجتماعية وتحسن الاقتصاد وغيره، فيجب ان يتعامل أي برنامج للحكومة مع هذه الحاجات ليس بشكل انشائي بل نسعى إلى ترجمتها عبر إجراءات ملموسة وتوقيتات زمنية تحدد مسبقا في برنامج الحكومة ويتم الالتزام بها من كل أطراف الكتلة الأكبر، وتكون هذه الالتزامات قابلة للمتابعة، للمحافظة على ثقة المواطن بالحكومة ومواجهة حالة العزوف عن المشاركة في الانتخابات. أما إذا كان هناك من يدفع لإعادة ترتيب الأمور وإعادة تشكيل الحكومة المقبلة وفق السياقات السابقة المبنية على أساس المحاصصة والمكونات، ففي هذه الحالة فان امكانية تحقيق الإصلاح ستكون بعيدة.
■ بالنسبة للحوارات التي يجريها التيار الصدري مع الأحزاب الأخرى لتشكيل الكتلة الأكبر، هل لكم فيها دور ويؤخذ برأيكم؟
■ توجد لجنة تفاوض مع الأحزاب في كتلة سائرون تضم ممثلين من كل أطراف الكتلة، وفيها أحد رفاقنا، وأحيانا يقوم الوفد المفاوض بعقد اتفاقات مباشرة مع تلك الأحزاب.
■ سمعنا عن وجود خلافات داخل الحزب الشيوعي وخاصة بعد عقد الاتفاق بين كتلة سائرون وكتلة الفتح برئاسة هادي العامري.
■ الإعلان عن ذلك الاتفاق كان مفاجئا للكثير، حيث كانت هناك مواقف واضحة سابقة للسيد الصدر بأنه لا يتفق مع بعض أطراف كتلة الفتح والعصائب مثلا، فبدى وكأن هناك انعطافة حادة في الوضع دون أن يكون لها أي تمهيد أو تفسيرات، مما خلق ردود أفعال وتساؤلات، وضمن ذلك أعضاء وجمهور الحزب الشيوعي الذين وقف بعضهم ضد ذلك التحالف وتحفظ عليه آخرون، وقد جرت نقاشات داخل الحزب وتم تبني هذا التحالف رغم وجود ملاحظات للحزب في شأنه، ولكن كان لا بد من التعامل مع المخاوف لمعرفة نهايتها وكيف نتجنب التوقعات التي تثار مثل توجه التحالف الجديد نحو الكتلة الطائفية أو التشكيك في مشروع الإصلاح، وهي مخاوف مشروعة، وبالنسبة لنا ولكتلة سائرون فإن مشروع الإصلاح جوهري وأي برنامج للحكومة يجب ان يوفر ضمانات حقيقية له، وسيكون لنا موقف في هذا الأمر.
■ في حال وجدتم ان برنامج تحالف الكتلة الأكبر غير مرض بالنسبة لكم وغير مقتنعين به ولا يلبي أهدافكم، هل هناك احتمال ان تأخذوا موقف المعارضة في البرلمان؟
■ من حيث المبدأ، ان كتلة سائرون، لم تلغِ احتمالية ان تبقى في المعارضة إذا لم تتمكن من إقامة مشروعها الإصلاحي، وهذا الموقف يتعلق بنا كحزب إضافة إلى موقف سائرون. والحكومة المقبلة إذا تم تشكيلها على النسق السابق نفسه الملتزم بالمحاصصة، وإذا تأكد أنها غير قادرة على تنفيذ الإصلاح، وإذا تأكد لـ»سائرون» ان الحكومة لا تستطيع تنفيذ مشروعها فعندها سيكون لنا موقف.
وكانت كتلة سائرون التي ينضوي ضمنها الحزب الشيوعي العراقي وتحظى بدعم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قد حققت المرتبة الأولى في الانتخابات التي جرت في أيار/مايو الماضي وفازت فيها بـ 54 مقعدا من أصل 329 مقعدا في البرلمان.
ويذكر ان الحزب الشيوعي العراقي كان ضمن المعارضة خلال فترة النظام السابق، ولكنه شارك في العملية السياسية في العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003. وقامت سلطة الاحتلال آنذاك باختيار السكرتير السابق للحزب حميد مجيد موسى عضوا في مجلس الحكم في العام نفسه، كما أصبح عضو المكتب السياسي للحزب مفيد الجزائري وزيرا للثقافة في فترة الحكومة المؤقتة التي قادها أياد علاوي عام 2004. ولعب الحزب دورا حيويا ضمن حراك التيار المدني من خلال تنظيم تظاهرات كبيرة منذ سنوات في المدن العراقية للمطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد في دوائر الحكومة ورفض نقص الخدمات.

رائد فهمي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي: نتمسك بمشروعنا الإصلاحي ونرفض حكومة المحاصصة

حاوره: مصطفى العبيدي

ليبيا: تصاعد ظاهرة الإتجار بالبشر وانتهاكات كبرى تطال المهاجرين

Posted: 23 Jun 2018 02:15 PM PDT

تونس ـ «القدس العربي»: مع استمرار الأزمة السياسية في ليبيا واستفحال ظاهرة الإفلات من العقاب والغياب الكامل لسيادة الدولة خاصة على طول الحدود الليبية الجنوبية، ازدهر قطاع التهريب في هذا البلد بمختلف أنواعه وأشكاله، وأخطرها تهريب البشر والإتجار بهم. ولئن كانت ظاهرة التهريب ليست جديدة على مناطق غرب البلاد لا سيما في المناطق الواقعة على الحدود مع تونس وجنوبا مع النيجر وتشاد والسودان، لكن بعد سقوط نظام القذافي لم يعد أمام محترفي التهريب أي خطوط حمراء، فكل الطرق باتت سالكة لتهريب البشر والسلاح والبضائع وغيرها.
يقال «كل الطرق تؤدي إلى روما» وفي ليبيا كل مسالك التهريب تؤدي أو تنطلق من مدينة سبها وفي مقدمة هذه المسالك تلك التي يتم منها تهريب البشر. فبعد دخول التراب الليبي من البوابة الصحراوية تتجه جحافل المهاجرين غير النظاميين إلى سبها ثم تتوزع إلى ثلاثة مسارات، الأول باتجاه مصراتة أما الثاني فباتجاه الخمس والمسار الثالث نحو صبراتة وزوارة.
تؤكد تقارير الحكومة الليبية وأيضا التقارير الصادرة عن منظمة الهجرة الدولية على ان عدد المهاجرين غير الشرعيين اليوم في ليبيا هو في حدود 700 ألف مهاجر أغلبهم قادمون من دول افريقيا جنوب الصحراء. ولا يشمل هذا الرقم المهاجرين غير الشرعيين الذين كانوا رهن الإقامة داخل مراكز الإيواء التي تفتقر إلى أبسط المرافق التي تجعلها مؤهلة لاستقبال بني البشر.
أما من حيث توزيع نشاط المهربين من إقليم إلى آخر، فتجدر الإشارة إلى أن إقليم فزان هو الذي يختص بتهريب البشر والمخدرات والأسلحة لذلك كان الصراع المسلح في الكفرة وسبها للسيطرة على المسالك والمنافذ الحدودية على أوجه، وقد سبق ان تحدثت تقارير أممية وغير أممية عديدة عن تحول بعض المناطق في ليبيا إلى سوق لبيع البشر وجلهم من المهاجرين الافارقة الذين وقعوا ضحية ابتزاز عصابات التهريب، مؤكدة تورط الميليشيات والعصابات المسلحة في هذا النشاط. ويؤكد خبراء في هذا الإطار ان الوضع القائم اليوم في ليبيا لن يساعد على تطبيق القرارات المتعلقة بالحد من الإتجار بالبشر، فهي أنشطة منتشرة ولديها ميزانيات كبيرة ولديها شركاء يعملون في عديد الدول. فالوضع الأمني الاستثنائي القائم اليوم في بلد عمر المختار على امتداده يساعد العصابات المتخصصة في الإتجار بالبشر على التحرك حتى في الموانئ الليبية.
وهناك دعاوى رفعت من قبل منظمات حقوقية لها مصداقية ضد عصابات التهريب تلك التي يعرفها الليبيون حق المعرفة ويعرفون من يقف وراءها سواء تعلق الأمر ببعض زعماء الميليشيات المسلحة أو بغيرهم. وتجدر الإشارة إلى ان المناطق الحدودية بين السودان وليبيا وبين تشاد وليبيا تضم مساحات شاسعة لا تخضع لأي سلطة حكومية وتتحرك فيها هذه العصابات بكل حرية مستفيدة من النزاعات القائمة في المنطقة وحالة عدم الاستقرار والتوازن في غرب السودان على وجه الخصوص.

شبكات عالمية

ويقول الباحث والكاتب التونسي المختص في الشأن الليبي مصطفى الجريء لـ «القدس العربي» ان «تهريب البشر لا يتطلب رأس مال من المهرب لذلك بإمكان أي شخص الاشتغال بهذا الصنف من التهريب، أما ضمان الربح فهو رهن قدرته على ابتزاز ضحاياه». ويضيف: «تتراوح الأموال المطلوبة لتهريب شخص بين الألف ونصف الألف دينار ليبي إلى ألفين ونصف دينار ليبي، ويشمل الأمر المنطقة الواقعة بين الحدود ومدينة سبها لا غير، أما المرحلة الثانية من التهريب، أي ما بعد سبها فتتطلب دفع مبلغ إضافي من المال، كما أن المهاجر غير النظامي القادم في الغالب من بلدان افريقيا جنوب الصحراء مطالب بدفع مبلغ ثالث للمهرب يبلغ بين 3 و 5 آلاف دينار ليبي».
وتؤكد التقارير الصادرة عن مختلف المنظمات الدولية على ان مهربي البشر في ليبيا ليسوا فقط من الليبيين، حيث استقر في طرابلس، في السنوات الأخيرة، عدد من المهربين من جنسيات افريقية مختلفة يتمتعون بحماية أطراف نافذة في الدولة الليبية وعلى المستوى العشائري.
ويضيف الباحث التونسي المختص في الشأن الليبي لـ «القدس العربي» ان الليبيين عادة ما يكتفون بتنفيذ جزء بسيط من رحلة المهاجرين داخل ليبيا وذلك من مدينة إلى مدينة. أما التنسيق الذي يتم مع المافيا الدولية في البحر الأبيض المتوسط فهو المهمة التي يقوم بها الافارقة وأغلبهم من أريتريا والصومال والسودان وأثيوبيا وتشاد، ونتيجة لذلك قلل مهتمون بملف الهجرة والتهريب من أهمية إقرار عقوبات مؤخرا على 6 مهربين للبشر. وعلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي، ومن أجل محاربة التهريب فعليا، ان يقوم باستهداف المافيا الدولية، ويشار إلى أن إقليم برقة شرق البلاد هو المنطقة الأقل في تعاطي التهريب بكل أنواعه، سواء ذلك المتعلق بالبشر أو بغيره.
ويضيف محدثنا: «ان الصراع في المنطقة الجنوبية وفي أقصى الشمال الغربي ما بين نالوت ورأس الجدير يتمحور في الأساس حول السيطرة على مسالك التهريب». ويؤكد الجريء على ان المجموعات المسلحة المتمردة التشادية والسودانية تسيطر على أجزاء كبيرة من مسالك التهريب في ليبيا. وقال ان أحداث العنف التي تقع في سبها لا علاقة لها بالقبيلة، أي قبائل التبو وأولاد سليمان، لأن المستفيد الوحيد من تدهور الوضع الأمني وغياب الاستقرار هناك هم المهربون وهم يعملون من أجل تأجيج الصراعات القبلية .

عملية صوفيا

وسط هذه الفوضى العارمة والإنفلات الأمني الرهيب الذي يشهده بلد عمر المختار، ومع دخول الجماعات الإرهابية على الخط وحصول تحالفات بينها وبين المهربين، ومع خشية أوروبا من تسلل الدواعش إليها عبر موجات الهجرة غير الشرعية، حاول الاتحاد الأوروبي من خلال عملية صوفيا البحرية في السواحل المتوسطية، الحد من تهريب البشر بحرا، لكن ما قامت به البحرية الأطلسية بقيادة ايطاليا بقي دون نتائج ميدانية تذكر.
وحاولت حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج تأمين الحدود الجنوبية من خلال توقيع عدة اتفاقيات ثنائية ورباعية مع السودان – تشاد والنيجر. ويوجد أكثر من اتفاق مع ايطاليا والولايات المتحدة على وجه الخصوص لكن نجاح هكذا اتفاقيات يبقى رهين جدية ومصلحة الدول الواقعة في جنوب ليبيا، والتي يغادر منها المهاجرون غير الشرعيين، في تطبيق تلك الاتفاقيات. إذ ان كل تلك الدول تعاني الأمرين اقتصاديا واجتماعيا وهي دول فقيرة ومصدرة للهجرة، وبالتالي فهي تحاول الاستفادة من الوضع الفوضوي الحاصل في ليبيا، والذي لا تتمكن الحكومة بموجبه من بسط سلطانها على كامل إقليمها المترامي، أطول فترة ممكنة.
ففي زمن معمر القذافي كان الأخير يعمد إلى تقديم المساعدات والقروض طويلة المدى للدول الافريقية الواقعة جنوب ليبيا، وكانت سوق الشغل في ليبيا تشغل مئات الآلاف من المهاجرين الافارقة من مختلف البلدان الافريقية. واعتبر ذلك محاولات للحد من الهجرة غير النظامية ومكافحة تفشي ظاهرة التهريب والإتجار بالبشر التي كانت في بدايتها.

حرب شاملة ضد المهربين

وأكد رئيس مكتب مكافحة الهجرة غير الشرعية في صبراتة الرائد باسم بشير لـ «القدس العربي» ان «تصاعد تهريب البشر في ليبيا هو بسبب الظروف التي تمر بها البلاد بعد 2011 إلى يومنا هذا، فالحدود مترامية الأطراف، والمساحة شاسعة وتصعب مراقبتها خاصة مع انتشار السلاح والميليشيات، وكل هذه العوامل ساهمت في ازدياد أعداد المهاجرين إلى أوروبا الغربية. فليبيا باتت منطقة عبور بامتياز في شمال افريقيا، وقد ساهم استغلال الميليشيات المسلحة لنفوذها في بعض المناطق في ازدياد ظاهرة الهجرة غير الشرعية في عديد المناطق الليبية من الشمال إلى الجنوب».
أما عن عمليات مكافحة هذه الظاهرة أضاف محدثنا بالقول: «حرب صبراتة (غرب ليبيا) انطلقت العام الماضي ضد عصابات التهريب والميليشيات والإرهابيين والمهربين. وكانت أهم نتائجها انخفاض أعداد المهاجرين غير النظاميين وعمليات تهريب البشر وفقا لما تؤكده الأرقام. فصبراتة كانت قبلة للهجرة غير الشرعية في الماضي القريب، والآن أصبحت تنعم بالأمن والأمان ولا أحد يجرؤ على تهريب البشر وهذا ما أدى إلى تحول التهريب في الآونة الأخيرة إلى مناطق أخرى تسيطر عليها الميليشيات مثل زوارة. ولكن صبراتة عليها حمل كبير في إرساء الأمن في المنطقة الغربية».
أما عن آخر أرقام المهاجرين غير النظاميين الوافدين على الغرب في الآونة الأخيرة، فأكد محدثنا انها تجاوزت الـ 400 مهاجر غير قانوني تم ضبطه في مياه صبراتة والتهريب لا يزال نشطا في منطقة الزاوية وزوارة إلى حد كبير.
معاقبة 6 شخصيات ليبية مؤخرا مرتبطة أسماؤهم بالتهريب هل سيحد من ظاهرة الهجرة؟ يجيب محدثنا: «أكيد القرار هام جدا وسيكون رادعا لغيرهم مستقبلا، ونحن كقوى أمنية يجب ان نستغل الظروف كما يجب وان نشتغل بحرفية حتى لا نعود من جديد إلى التهريب والمآسي التي مرت بها منطقتنا مؤخرا». وأكد رئيس مكتب مكافحة الهجرة في صبراتة ان هناك تحسنا كبيرا جدا في الحد من أعداد المهاجرين وقد انخفضت النسبة إلى حدود 80 في المئة وكان لصبراتة دور كبير في محاربة ظاهرة التهريب بجميع أنواعه». ولفت إلى انه تم مؤخرا ضبط قارب فيه 55 مهاجرا غير قانوني وانقاذ الضحايا المتاجر بهم وهم موجودون الآن في مركز إيواء ابو عيسى ويتلقون الدعم النفسي واللوجستي من قبل منظمة التعاون والإغاثة العالمية الناشطة في هذا المجال.

الحلول؟

وعن الحلول المقترحة من أجل الحد من ظاهرة التهريب والإتجار بالبشر أجاب قائلا: «الحدود الليبية شاسعة يصعب مراقبتها والحل يكون بتوحيد الكلمة والصف السياسي المتناحر. ويجب على المجتمع الدولي دعم الحوار السياسي في ليبيا للقضاء على هذه الظاهرة. ففي ظل التناحر السياسي أكيد ستستفيد عصابات التهريب والهجرة غير الشرعية وهو ما يحصل الآن ويجعل مهمة الأمنيين عسيرة».
وقال ان جنسيات المهاجرين متنوعة وهي من جميع أنحاء القارة الافريقية، وكذلك هناك جنسيات آسيوية مثل بنغلادش وباكستان وجنسيات عربية مثل اليمن وسوريا. وأكد ان هناك شبكة عالمية منظمة للإتجار بالبشر، وقال ان السلطات الليبية لديها أسماء مطلوبين متورطين في التهريب من جنسيات آسيوية وافريقية وهم ينشطون مع بعض الليبيين بالتهريب وخاصة من نيجيريا والكاميرون لجلب المهاجرين إلى أوروبا عبر ليبيا.

خطوات محتشمة

إضافة للعقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على ستة ليبيين مهربين للبشر، شددت منظمة الأمم المتحدة من إجراءات تفتيش السفن المتجهة من وإلى ليبيا لعام آخر. وقد تم إيقاف شحنات أسلحة ضخمة العام الماضي متجهة إلى ليبيا، قبضت عليها البحرية التونسية، في حين تمكنت السلطات اليونانية من كشف عدد من شحنات تهريب السلاح. وسبق للأمن الايطالي ان قبض على ليبيين في عرض البحر اعترفوا بوجود شبكات دولية للتهريب وبأن عددا من قيادات المافيا يتواجدون في طرابلس ويتمتعون بحماية خاصة.
وقد جرت مؤخرا محاولات عديدة من أجل مكافحة ظاهرة التهريب في ليبيا من بينها توقيع حكومة الوفاق الوطني عدة اتفاقيات مع دول الجوار الجنوبية وهي السودان وتشاد والنيجر، لتأمين الحدود المشتركة مع ليبيا. كما وقعت حكومة السراج اتفاقيات مع أطراف دولية أخرى مثل الولايات المتحدة وايطاليا تهدف إلى دعم كل جهود محاربة الإرهاب والتهريب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة العابرة للحدود. وينتظر أن توقع اتفاقيات أخرى مع دول الجوار الأساسية أي تونس ومصر والجزائر.
وقد تم توقيع الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر نيسان/ابريل الماضي، كما سبق لليبيا أنّ وقعت مذكرة مع الاتحاد الأوروبي لتأمين الحدود البرية والبحرية منذ بداية 2015. إضافة للاتفاقية الثنائية الموقعة سنة 2014 مع الخرطوم ومصر لتأمين الحدود.
ورغم كل هذه الاتفاقيات إلا ان عمليات التهريب لم تشهد تراجعا ملحوظا في الفترة الأخيرة ولم يحصل ما يبشر بأن الليبيين في الطريق نحو القضاء على هذه الظاهرة المؤرقة. ويرى خبراء ان محاولات حماية الحدود الليبية مرتبطة بشكل أساسي بعملية توحيد الجيش الليبي ودعم المؤسسة الأمنية. وفي ظل غياب ذلك يبقى التحكم بظاهرة التهريب حلما صعب المنال في منطقة باتت موطنا للتهريب على اختلاف أنواعه وأشكاله. ويظل الرهان الأهم في ليبيا هو انجاز الاستحقاق الانتخابي وتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية توحد مؤسسات الدولة وتعيد الاعتبار لأجهزتها الأمنية من أجل شن المعركة الأهم ضد المهربين ومافياتهم ومن يدعمهم.

ليبيا: تصاعد ظاهرة الإتجار بالبشر وانتهاكات كبرى تطال المهاجرين
تحولت إلى مركز إقليمي يستقطب بارونات التهريب
روعة قاسم

رحلة «جيش الإسلام» إلى الشمال السوري ومستقبله

Posted: 23 Jun 2018 02:14 PM PDT

غادر مسلحو جيش الإسلام الغوطة الشرقية بعد اتفاق مع الجانب الروسي رعته المخابرات المصرية بوساطة القيادي في المعارضة السورية أحمد الجربا في 18 نيسان/ابريل الماضي، وهو الاتفاق الذي اعتبرته الحكومة السورية انتصارا للجيش والقوات الحليفة.
لكن السؤال بات أكثر إلحاحا لمعرفة مستقبل جيش الإسلام الذي كان في يوم ما يُعد من أكبر الفصائل السورية المسلحة عدة وعددا وتمويلا، وهو الأكثر خطورة على النظام لانتشاره على تخوم العاصمة دمشق.
اعتاد مقاتلو جيش الإسلام على نمط عسكري امتاز بدقة التنظيم ووحدة القيادة ومركزيتها والتماسك إلى حد ما قياسا إلى الفصائل الأخرى، إلى جانب الالتفاف حول قياداتهم ما يدعو لرفض احتمالات القبول بخيار الذوبان في الجيش الوطني واحتمالات الالتحاق به مع الحفاظ على هيكلة تنظيمية خاصة به ككيان عسكري متماسك ضمن تحالف واسع من فصائل عدة يتشكل منها الجيش الوطني.
وسادت أوساط جيش الإسلام في فترات متفاوتة حالة من الانقسام وتعدد الأجنحة وتناقض بعضها مع البعض الآخر في جوانب تتعلق بالتنافس على النفوذ والخلافات العقدية بين أهم جناحين يمثل أحدهما عبد الرحمن كعكة، والمحسوب على الجناح المتشدد في مقابل الجناح الأقل تشددا الذي يقوده عصام بويضاني القائد العسكري العام للجيش.
نظم جيش الإسلام استعراضا عسكريا كبيرا في مدينة دوما في الغوطة الشرفية عام 2015 كنقطة انطلاق لشن هجمات «مفترضة» على العاصمة التي لا تبعد عنه سوى عدة كيلومترات، لكن الجيش وبحلول اذار/مارس الماضي لم يكن أمامه خيارات يناور بينها فكان عليه اختيار الاستسلام والخروج من الغوطة بعد تسليم أسلحته ومعداته، أو القتال حتى النهاية في الدفاع عن معقله الأخير بمواجهة طيران النظام والطيران الروسي المكثف الذي استهدف المدينة بشكل عشوائي.
لم تكن رحلة جيش الإسلام إلى الشمال السوري مرحبا بها من قبل معظم الفصائل الأخرى التي سبق ان دخل معها بقتال في أكثر من مكان خلال سنوات الثورة، وتعرض مسلحوه المهجرون قسريا في مناطق فصائل درع الفرات في ريف حلب الشمالي الشرقي لضغوط ومضايقات كبيرة منذ بداية وصولهم في الأول من نيسان/ابريل الماضي في قوافل أقلت مسلحين ومدنيين رفضت فصائل درع الفرات دخولهم إلى مناطق سيطرتها وعدم السماح لها بمغادرة معبر أبو الزندين قرب مدينة الباب التي تسيطر عليها فصائل درع الفرات الحليفة للقوات التركية إلا بشروط معينة.
ونقل ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي في روايات متطابقة تعرض مهجري دوما عموما لإهانات وشتائم من قبل عناصر قوات النظام في معبر أبو الزندين الفاصل بين سيطرتها وسيطرة فصائل درع الفرات، أدت هذه المضايقات لقبول قادة جيش الإسلام بشروط فصائل درع الفرات بغية السماح للمهجرين بمغادرة مناطق سيطرة النظام والدخول إلى مناطق سيطرة فصائل درع الفرات التي تذرعت بدواع أمنية أجلت الموافقة على دخول المهجرين.
لكن لم تكن ذريعة الدواعي الأمنية أو كثرة أعداد المهجرين وعدم كفاية الاستعدادات لاستقبالهم مقنعة للأهالي والناشطين في مناطق درع الفرات الذين خرجوا في تظاهرات طالبت بدخول قوافل المهجرين واقتسام المأكل والمأوى معهم.

استقالة محمد علوش

وفي اتصال بـ «القدس العربي» توقع مصدر خاص قال انه كان في بدايات الثورة السورية مستشارا عسكريا وأمنيا لجيش الإسلام، ومن مؤسسي الجهاز الأمني فيه، ان «مستقبل جيش الإسلام سيكون بلا دور قيادي، ولن يكون له ثقل في الساحة السورية بعد ان أقدم على اغضاب السعودية الجهة الراعية له بعد مفاوضات تسليم الغوطة الشرقية في صفقة روسية رعتها المخابرات المصرية وأحمد الجربا، من خلال القيادي في جيش الإسلام محمد علوش، حيث ان ذلك كان خلاف الرغبة السعودية في ذهاب جيش الإسلام بعيدا في علاقاته وتنسيقه مع روسيا».
وبعيد خروج مقاتلي جيش الإسلام وتهجيرهم إلى الشمال السوري، قدم رئيس المكتب السياسي محمد علوش استقالته من الجيش.
وكان علوش قد ذكر في بيان استقالته انها جاءت لإفساح المجال أمام الطاقات الجديدة لتأخذ دورها في العمل الثوري والسياسي الذي يرى ناشطون مهجرون من الغوطة الشرقية انه انتهى «بتهجيرنا من أرضنا، وان جيش الإسلام لن يعود إلى قوته رغم كل محاولات الإنعاش» التي يقوم بها قادته.
ويرى مراقبون ان استقالة القيادي في جيش الإسلام محمد علوش من منصبه مؤشر مهم على مستقبل الجيش مع انتهاء دوره الموصوف بانه «عرّاب المصالحات» مع روسيا.
وجاءت استقالته في ظل واقع ميداني يشير إلى تهجير جيش الإسلام من معاقله في الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي وبلدات في جنوب العاصمة من خلال اتفاقات مع قوات النظام لعبت أطراف عدة دور الوسيط بضمانات روسية.
في عدد من جولات مفاوضات استانة قاد علوش وفد قوى الثورة والمعارضة السورية مع وفد النظام السوري، وهي المفاوضات التي بدأت مطلع عام 2017 بعد أسابيع من خسارة المعارضة المسلحة مدينة حلب برعاية روسيا ومشاركة إيران كطرف ضامن للنظام وتركيا كطرف ضامن لفصائل المعارضة المسلحة.
وتحدث المصدر عن ان «العلاقات بين قائد الجيش زهران علوش، الذي اغتيل فيما بعد والقيادي فيه محمد علوش، هي من أجل الدعم المالي الذي يحصل عليه علوش من الشيخ عدنان العرعور» ووصف «المصدر» محمد علوش بانه «الصبي المدلل للعرعور والمخابرات السعودية».
ويذكر المصدر ان زهران علوش في المراحل الأخيرة من قيادته للجيش قبل مقتله «أبعد محمد علوش عن المكتب السياسي وظل فترة لا بأس بها مطرودا من الجيش ولا تربطه أي صلة تنظيمية بالجيش».
وكان مقتل زهران علوش فرصة مؤاتية لمحمد علوش الذي عاد ليرأس المكتب السياسي مرة أخرى «لأن قيادات الجيش تدرك ان محمد علوش هو من أهم بوابات استدراج الدعم المالي لارتباطه الوثيق بالشيخ عدنان العرعور الذي يعد من أهم ممولي الفصائل السورية وحلقة الوصل بينها والجهات والدول الداعمة» على حد قول المصدر الخاص الذي يؤكد ان «محمد علوش لم يكن له أي دور تشاوري في الشأن السياسي مع القيادات الميدانية رغم ترؤسه المكتب السياسي، بل انه كان على غير توافق معهم في معظم المواقف السياسية».
وفي مرحلة متأخرة من عام 2016 «تعرض الشيخ عدنان العرعور لضغوط أو شحة في الأموال لسبب أو لآخر» كما قال المصدر الذي رآى ان «محمد علوش أصبح في وضع لا يحسد عليه بسبب مناقشات داخل قيادات الصف الأول للجيش تدور حول ضرورة استبعاده لانتفاء الحاجة إليه».
لكن علوش «نجح» وفقا للمصدر، في «تجاوز هذه المعضلة بالانفتاح على القيادي في المعارضة السورية أحمد الجربا الذي يمثل منصة القاهرة الموالية للجانب الروسي والذي تفاهم مع علوش بعد اجتماعات مشتركة في القاهرة تلقى بعدها علوش دعما تشير معلومات من داخل الجيش إلى انها عشرة ملايين كجزء من مبلغ تسلمه الجربا من إحدى دول محور النظام».
ويجد المصدر ان استقالة محمد علوش بعد خسارة الغوطة الشرقية «تعد أمرا طبيعيا ومتوقعا بعد حملات شنها ناشطون من جيش الإسلام في مواقع التواصل الاجتماعي بلغت حد اتهامه بخيانة الثورة السورية وجيش الإسلام».
وتأتي استقالته أو «إقالته من قيادة الجيش بشكل مهذب» كما يصفها المصدر الخاص، لتجنب تداعيات «حملات التسقيط التي تعرض لها واحتمالات انعكاسها على جيش الإسلام وقياداته وسمعته بين مؤيديه».
وفي حال تسلم جيش الإسلام إدارة مدينة الرقة بتفاهمات دولية، كما تتحدث بعض التقارير، فإن ذلك يعني، حسب المصدر، «تمهيدا لتسليمها بشكل رسمي للنظام السوري».
ويختم المصدر لـ «القدس العربي» باحتمالات «تكليف جيش الإسلام بدور مرحلي إذا نفذت الولايات المتحدة فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا ليكون مقاتلو الجيش قوة رديفة أو بديلة عن المساهمة السعودية المفترضة في القوة العربية».

إعادة ترتيب أم تحالفات جديدة؟

خرج جيش الإسلام بعد تسليم أسلحته الثقيلة والمتوسطة لقوات النظام ما يجعل دوره القتالي في حال أعاد ترتيب صفوفه أو دخل في تحالفات مع فصائل أخرى أقل فاعلية وأدنى مستوى في مراكز القرار التي عادة ما يتبوأها الذين لديهم العدد الأكبر من المقاتلين وسلاح متوسط وثقيل أكثر من غيرهم، إلى جانب العلاقات الخارجية والتمويل والدعم الخارجي، وقد تكون هذه الورقة هي الوحيدة التي تجعل التحالف مع جيش الإسلام مقبولا من فصائل أخرى هي بالأساس ليست على وفاق مع الجيش لكنها الضرورة المكانية التي اقتضت ان يتواجد جيش الإسلام في جغرافية أعداء الأمس وخصومه، مثل فيلق الرحمن وفصائل درع الفرات.
ورأى الناشط السوري الأكاديمي عمار المصري في رده على سؤال «القدس العربي» عن تداعيات انتقال عناصر الجيش وقياداته إلى الشمال السوري، ان مستقبل «جيش الإسلام ومصيره سيكون مشابها لمصير فصائل الاتحاد الإسلامي وفيلق الرحمن التي ارتبط وجودها وبرنامجها بأسس مناطقية ضيقة لا تتناسب مع سعة أفق الثورة السورية التي تنظر إلى كل الأراضي السورية بذات النظرة إلى مناطق سيطرتها ونفوذها».
وتحدثت احصائيات عن ان 10408 أشخاص دخلوا إلى مناطق درع الفرات في الدفعة الأولى بينهم 1000 مسلح تم نزع أسلحتهم التي اصطحبوها من الغوطة، وهي خفيفة، ويقدر عدد المسلحين الذين غادروا الغوطة بنحو 10 آلاف مسلح إلى جانب عشرات آلاف المدنيين تم تهجيرهم إلى الشمال السوري.

خيارات مستقبلية

بدت الخيارات المستقبلية لجيش الإسلام تحتكم إلى معطيات جديدة تفرض عليه قطع صلاته بالممولين الذين هم على علاقات غير ودية مع الجهات الراعية لفصائل درع الفرات، والانخراط أو التخلي عن مسماه وهيكله التنظيمي والذوبان بالجيش الوطني السوري الذي تتشكل نواته من فصائل درع الفرات الحليفة لتركيا وخوض معارك هذا الفصيل مستقبلا، وهي معارك قد لا يجد جيش الإسلام في أهدافها ما يتوافق مع أهدافه سواء في المكاسب المتحققة أو الفصائل التي سيخوض مقاتلو الجيش القتال ضدها، وبعضها من الفصائل التي لم يسبق للجيش ان دخل معارك معها وهي لم تكن ذات يوم ضمن نقاط تماسه، مثل قوات سوريا الديمقراطية التي تتلقى دعما من الولايات المتحدة والدول الحليفة التي هي ذاتها التي كانت تمول جيش الإسلام.
في 26 نيسان/نيسان أجرى قادة جيش الإسلام جولة تفقدية في مخيمات إيواء المهجرين والمقاتلين قرب مدينة الباب وقرب مدينة جرابلس ومدينة اعزاز ضمن نطاق سيطرة فصائل درع الفرات في ريف حلب لطمأنة عناصره وتوضيح رؤية القادة لمستقبل الجيش ومقاتليه، واحتمالات الاندماج مع الفصائل الأخرى ضمن تشكيل الجيش الوطني السوري.
سيكون على جيش الإسلام إعادة البحث عن موارد مالية لديمومة ما يؤمن لعناصره تكاليف مترتبة على الانتقال إلى مناطق جديدة بعد ان خسر مصادر تمويل مثل إيرادات الانفاق والرسوم التي يستوفيها الجيش، وفقا لتقارير، على السلع المارة عبرها لكسر حصار قوات النظام على مناطق سيطرة الجيش.
لكن استقالة محمد علوش وإخراجه من الغوطة الشرقية بشكل نهائي «ربما يعني اقرارا رسميا بان هذا التشكيل لم يعد موجودا بشكل فعلي وقادر على ان يكون رقما في معادلة الفصائل والمشهد العسكري بشكل عام» كما يقول المصري الذي أرجع ذلك إلى «ارتباط وجود الجيش عضويا بمناطق ريف دمشق التي حاول التوسع منها شمالا والتي باءت بالفشل نتيجة الموقف السلبي لرفاق دربه الأوائل في جبهة تحرير الشام».
ويرسم المصري، صورة لمستقبل جيش الإسلام بانه «سيذوب ضمن فصائل الشمال».
ورغم ان هيكلة الجيش الوطني في الشمال السوري لم يتم الإعلان عنها، بل «لم تتبلور فكرته باتجاه خطوات عملية»، كما قال المصري إلا أنّ «الجميع بانتظار ظهور هذا الجيش الوطني الذي ستكون عناصر وقيادات فصائل الشمال السوري هي الغالبية في بنية المكون الجديد».

رحلة «جيش الإسلام» إلى الشمال السوري ومستقبله

رائد الحامد

جزين عروس الشلال تحتضن أكبر غابة لأشجار الصنوبر في الشرق الأوسط

Posted: 23 Jun 2018 02:14 PM PDT

بيروت-«القدس العربي»: لوحة طبيعية منحوتة في الصخر والجبال تتّكئ على منكَب جبل نيحا وتغزل من قرميد منازلها القديمة وقناطرها تاريخاً عريقاً يتردّد صداه في جنبات السنين. انها مدينة جزين، أيقونة الجنوب اللبناني وعروس الشلال التي تسحرك بمعالمها الطبيعية والأثرية والتراثية وبصناعتها اليدوية الشهيرة وأبرزها السكاكين الجزينيّة والخناجر التقليدية التي باتت أرفع هديّة رمزية لبنانية تقّدم للأمراء والملوك ورؤساء الدول.
وتعدّ جزين التي تحتضن أكبر حقل لأشجار الصنوبر في منطقة الشرق الأوسط وتشكّل أكبر غابات هذه الشجرة الجميلة في العالم، مركز اصطياف وسياحة صيفاً وشتاءً، إذ تستقبل زوّارها الذين يقصدونها من سائر الأنحاء للتمّتع بسحرها الذي يحاكي هيبة الزمن ولقضاء رحلة هادئة في فنادقها الضخمة وتسّلق مرتفعاتها الشاهقة وزيارة محمّية أشجار الأرز للاستفادة من هوائها النظيف المنعش والتمتعّ برؤية سهل البقاع وبحيرة القرعون.
نجحت جزين بفضل آثارها ومعالمها الطبيعية أن تشّد السيّاح العرب حتى قبل عام 1948 من فلسطين ومصر والشام، وها هي اليوم تستعيد إحياء النشاط السياحي لتظّل قبلة أنظار السياح العرب والأجانب وأبناء البلد عبر مهرجان التراث الذي بات تقليداً سنوياً وهو يجمع معارض بيئية وثقافية وحرفية ومؤونة جزينية وحديقة للرسامين يشارك فيها نخبة ممتازة من الفنانين اللبنانيين والعرب، فضلاً عن السهرات الغنائيّة الفولكلورية التي حقّقت نجاحات لافتة وحوّلت المدينة إلى كرنفال للفرح جذبت العديد من السياح العرب والأجانب.

معالم أثرية وتاريخ

منذ القرن الخامس عشر ق.م بدأ التاريخ يحكي عن جزين التي ورد ذكرها في رحلات الادريسي ولوكاس، والليدي ستانهوب والأبوين غودار والأب لامنس اليسوعي. ويشتقّ اسمها من الجذر الفينيقي والذي يعني حسب اللغات السامية الكنز أو الخزنة، نظراً لغناها بالمعادن ولوجود معبد قديم كان يتضّمن في بنيانه قاعة مخصّصة لحفظ النذور والتقادم التي كان يقربّها المؤمنون للآلهة عرفاناً بجميلهم عن شفاء قد تمّ أو نذر قد تحقّق، فتكدّست هذه مع مرور الزمن لتصبح كنزاً كبيراً أسبغ اسمه من باب تسمية الكلّ بالجزء على هذه البلدة التي تمتد على مساحة 2421 هكتاراً وتحيطها غابات الصنوبر وترتفع 950 متراً عن سطح البحر وتبعد عن العاصمة بيروت 73 كلم و40 كلم عن صيدا.
ووفقاً للمؤّرخين، فإنّ جزين كانت بمثابة منطقة تخزين للتجّار بسبب موقعها الاستراتيجي على طريق القوافل التي تربط ميناء صيدا إلى الشوف ووادي البقاع ثم إلى سوريا، وهذا ما شهدت عليه الاكتشافات التي وجدت من التماثيل والمخابئ والنواويس وما تركه فيها الفينيقيون من الأسلحة والأدوات البدائية. ويعزّز هذا الاعتقاد أيضا أن أسماء بعض الأماكن والمواقع فيها ذات جذور كنعانية وآرامية. وفي العهدين اليوناني والروماني كانت جزين مأهولة وشكلت باكراً حالة حضارية متقدّمة، فأضحت مصيفاً لفراعنة مصر منذ عهد كليوباترا الرابعة.
وحرصاً منها على تدعيم اقتصادها، عمدت جزين على مرّ العصور على تنشيط السياحة فيها والتي كانت موردها الأساسي منذ ما قبل الحرب عبر إبراز واستثمار معالمها الطبيعية الساحرة المنحوتة في الصخر والجبال والمغاور الرائعة والمطاحن القديمة التراثية والشلالات الطبيعية التي تميّزها وتلّطف أجواءها وتضاريسها الخضراء فأنشأت المسابح الجميلة والفنادق الضخمة التي يطّل بعضها على الوادي والشلال ويزيده على منحدراتها شلالات فاتنة وأهمها فندق بركة أنان المعروف بنادر بالاس، والذي لا يبعد عن مدينة صيدا أكثر من عشرين كيلومتراً وصولا إلى فنادق دير مشموشة على أجمل تلة من تلالها وأرز الصنوبر على مدخل مدينة جزين الغربي ورزق بلازا داخل المدينة. ناهيك عن مشروع شاليهات كروم الأرز الذي بني على ارتفاع 1150 متراً عن سطح البحر على أجمل تلة مشرفة على مدينة جزين وحرج صنوبر بكاسين وعلى منطقة الشوف الخضراء.
ومنذ عشرات السنين اشتهرت جزين بفنادقها القديمة التي كانت تحمل الأسماء التالية «فندق فلسطين» و»فندق الأهرام» و»فندق مصر» للدلالة على أهميّة السياحة التاريخّية التي كانت تربط جزين بالعرب قديماً. ومن أبرز معالمها العمرانية الأثرية التي هي عنصر جذب للوافدين إليها سيدة المعبور والجسور والسوق القديم والمدافن المرمغينة الفينيقية وتعني بالسريانية مرمى الأغنياء، أيّ محل دفنهم وهي موجودة في محلة كروم الجبل في جزين وأخرى في محلة النبع عزيبة وجسر الخلاص، أما مغارة فخر الدين المعنى الثاني الكبير التي ارتبط اسمها بالأمير الذي لجأ إليها هرباً من القوات العثمانية فهي تقع في الشير الصخري على بعد 500 م شمال شلال جزين وهي عبارة عن نفق يدخله الإنسان زحفاً وله باب واسع مستدير وفسحة المغارة 30 ×20 مترا.
وفي منتصف البلدة يعلو «قصر البلدية» الذي بني عام 1898 على الطراز العثماني خلال فترة حكم السلطان عبد الحميد.
إلى ذلك، لا يمكن للسائح أن يزور جزين من دون زيارة مطاعمها الشهيرة المزروعة على كتف الجبل والمشرفة على شلالاتها لتذوّق ألذّ وأشهى المأكولات وهي تعجّ بالزائرين ليل نهار وتزدحم الطرقات بهم وهم يلتقطون الصور التذكارية قرب وداخل حقول الصنوبر.
ارتبطت شهرة جزين بغنى تربتها التي تختزن ثروة طبيعية من المعادن ومنها الحديد والفحم الحجري والحمر وقد تضّمنت مناجم جزين حيطورة، على بعض العنبر الذي هو أصفر كالشمس لامع ومكسره زجاجي ويتوالد من صمغ الصنوبر والسرو ومثيلهما وهو يعتبر أقدم عنبر في العالم وأكثره نقاء وشفافية ويعود تاريخ تكوينه إلى أكثر من 130 مليون سنة. كما لا يمكننا ان نغفل ثروتها الصخرية التي تتمثّل في إنتاج صناعة الصخر الجزيني.
وعرفت جزين أيضاً بصناعة السكاكين والخناجر والسيوف وهي حرفة لبنانية نادرة ذات جمال وشهرة عالمية وتخطّت صناعة الشوك والملاعق والسكاكين الفضية ذات المقبض العاجي التي تمثّل الفنّ الحرفي اللبناني الأصيل حدود لبنان وباتت أثمن هدية رمزية لبنانية وهي تضاهي بأهميتها هدايا كريستوفل في باريس وغاليري كريستيز في لندن، وافيد انّ الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول كان متيّماً بهذا النوع من الهدايا التي حصل على مجموعة منها من قبل الرئيس اللبناني الراحل فؤاد شهاب.

شعراء وفنانون

وأعطت جزين رجالات دنيا ودين وشعراء وفنانين زمن أبرزهم البطريرك بولس المعوشي الذي عيّن أول كاردينال ماروني من قبل البابا بولس السادس سنة 1965 وأمين فارس رزق الملّقب بشاعر الشلال، وساروفيم بارتي أوّل صيدلي لبناني أنشأ مختبراً لصنع الأدوية والبروفسور فريد سرحال مؤّسس مستشفى سرحال في بيروت سنة 1952 عالج الفقراء دون مقابل وكان نائباً عن جزين 1972 شّيد قصره في جزين 1967 وهو يعدّ تحفة فنية نادرة، والنجم اللبناني فارس كرم الذي اكتسب شهرة في لبنان والعالم العربي بفضل أغانيه الحماسية الشعبية.

جزين عروس الشلال تحتضن أكبر غابة لأشجار الصنوبر في الشرق الأوسط

ناديا الياس

ملاحظات حول ترجمة الشعر

Posted: 23 Jun 2018 02:13 PM PDT

من المعروف أن ترجمة الشعر أصعب بكثير من ترجمة النثر، لما في اللغة الشعرية، في جميع اللغات، من صور وأخيلة تحاول اللغة الشعرية نقلها بمفردات ومحسِّنات بلاغية، أكثر مما في الكتابة النثرية. والترجمة أو النقل من لغة أجنبية إلى اللغة العربية أيسرُ على الناقل من النقل من اللغة العربية إلى أية لغة أجنبية، وهذا ما تحقَّقتُ منه من ممارسة الترجمة على امتداد نصف قرن، أنتَجَتْ أكثر من أربعين كتاباُ مترجماً من الإنكليزية إلى العربية، ومن العربية إلى الإنكليزية.
والسبب في قولي هذا أن اللغة العربية من أغنى لغات البشر، إن لم تكن أغناها على الإطلاق. لا أعرف لغة فيها من المرادفات والأضداد أكثر مما في العربية، ولا أعرف لغة فيها من الأسماء ما يحمل المعنى ونقيضه معاً كما في العربية. الاسم/ الصفة «بصير» تفيد المبصِر والأعمى في الوقت ذاته. أما بلغكَ قول بشار بن بُرد (الأعمى) لرجل أعمى يريد أن يقوده إلى مكان بعينه: أعمى يقود بصيراً، لا أبا لكمُ/ قد ضلّ من كانت العُميان تَهديه؟
والإسم/الصفة «مولى» تفيد السيّد والعبد في الوقت ذاته، حسب الورود في النص. جاء في كتاب «فقه اللغة» للصاحبي (ت 395 هـ/1004م) أن الأصمعي ذكر 70 اسماً للحجر، وذكر ابن خالويه 50 اسماً للسيف، و500 اسم للأسد، و200 اسم للأفعى… فكيف ننقل نصاً بالعربية إلى لغة أجنبية ليس فيها مثل هذه «المرادفات» علماً بأن كل واحدة من هذه المرادفات في العربية تحمل من ظلال المعاني والصفات ما يجعلها مختلفة عن مرادفها. فالسيف والِفرَند والصارم والصمصام والمهند… جميعها تفيد الشيء نفسه، لكنها تختلف في ورودها من نصّ إلى آخر.
فكيف تنقل قصيدة في العربية إلى الإنكليزية مثلاً، تقول: «أفاطمُ لو شَهِدتِ ببطنِ خَبتٍ/ وقد لاقى الهِزَبْرُ أخاكِ بِشرا. إذاً لرأيت ليثاً أمّ ليثاً/ هِزَبْراً أغلباً لاقى هِزَبرا». كيف ننقل عدة كلمات جميعها تفيد «الأسد»؟ اختلاف الاسم عن مرادفه يعتمد على اللون والحجم والمنبت.
عدم وجود مرادفات كهذه في أي لغة أجنبية يجعل النقل منها إلى العربية ميسوراً، إذا توافرت للناقل معرفة دقيقة باللغتين، نحواً وصرفاً مع ثقافة تاريخية تخص اللغتين، ومعرفة بلغة أجنبية أو أكثر مما يقترب من هذه اللغة أو تلك. وهذا ينطبق على نقل النثر أو الشعر من اللغة الأجنبية إلى العربية، وهي عملية إغناء للثقافة العربية، ولا جدال في ذلك. يروى أن جمال الدين الأفغاني، في مجلس ضمّ عدداً من مثقفي مصر بينهم المعلم سليمان البستاني، أول مترجم لإلياذة هوميروس إلى العربية عام 1904 قال له: «إنه ليسرّنا جداً أن تفعل اليوم ما كان يجب على العرب أن يفعلوه قبل ألف عامٍ ونيّف. وياحبذا لو أن الأدباء الذين جمعهم المأمون بادروا بادئ ذي بدء إلى نقل الإلياذه، ولو ألجأهم ذلك إلى إهمال الفلسفة اليونانية برمتها». نقل البستاني إلياذه هوميروس بجهد فردي، بعد أن وجد الترجمات الإنكليزية والفرنسية وغيرها لا توفّي النص حقه، فتفرغ لتعلم الإغريقية بموارد ذاك الزمان الصعبة، واشتغل عشرين سنة ليخرج علينا بقصيدة عربية تراثية الشطرين إيقاعها:
يا خفيفاً خَفّت به الحركاتُ / فاعلاتُن مُستفعلن فاعِلاتُ:
ربّةَ الشِّعر عن أخيلِ بن فيلا أنشدينا واروي احتداماً نبيلا
ما كان ذلك ليرضي جدّنا الجاحظ (776 ـ 868م) دكتاتور الذوق الأدبي في العصر الوسيط العربي، لو أن جهد العشرين سنة هذا كان نقل قصيدة عربية على الإنكليزية مثلاً. فهو القائل (في كتاب «الحيوان» ج1ص75) إن «الشعر لا يُستطاع أن يُتَرجَم ولا يجوز عليه النقل، ومتى حُوِّلَ تقطَّع نظمُه وبطُلَ وزنُه وذهب حسنُه، وسقط موضع التعجّب فيه».
واضح من هذا أن الجاحظ يصدر في فهم الشعر عن الموروث العربي الذي قنّنهُ من بعده قُدامة بن جعفر (873 ـ 948م) بقوله:
«الشِّعرُ كلامٌ موزونٌ مقفّى يفيد معنى، فإن لم يُفد فهو ليس بشعر وإن كان موزوناً مقفّى». لكن مفهوم الشعر تطور كثيراً بعد القرنين الثالث والرابع الهجري. وفي أوروبا تطور وفاض حتى عن آخر شعراء أوروبا الكبار، شكسبير الذي علمهم السِّحر. وفي أمريكا صار الكلام الجميل الذي يفيد معنى معتمداً على الصورة وإيحاء الكلمات، ويخلو من الوزن والقافية، هو الشعر في مفهوم والت وتمان، كما عرض في «أوراق العشب» عام 1890 وانتشرت العدوى إلى شعراء أوروبا والتابعين. وجاء روبرت فروست، (1874 ـ 1963) ليقول لنا في تعريف الشعر «إنه ذلك الشيء الذي يضيع في الترجمة» متجاوزاً كل علاقة بالوزن والقافية والصورة والمِهاد الثقافي وغير ذلك.
ولكن، هل ضاع الشعر في ترجمة البستاني إلياذة هوميروس، أو في أحدث ترجمة غير موزونة ولا مقفّاة من عمل د. أحمد عَتمان، أستاذ الأدب الإغريقي في جامعة القاهرة مع أربعة من زملائه المتخصصين؟ (نشر عام 2003 و 2008). نعود إلى قدرة الناقل اللغوية وذوقه الشعري.
ونقلُ الشعر من لغة أوروبية إلى لغة أوروبية أخرى أسهل بكثير من نقل شعر عربي إلى لغة أوروبية، إنكليزية كانت أم فرنسية أو غيرهما. والسبب، في نظري، أن اللغات الأوروبية متقاربة من بعضها تقارب أبناء العمومة. فهي في غالبها مشتقّة من اللاتينية أو الإغريقية أو منهما معاً، أو من الجرمانية الوسطى العليا في حالة الإنكليزية، إلى جانب اللغات الكلاسية. يمثل لذلك التقارب ترجمة الشاعر الإنكليزي الكزاندر بوب (1688 ـ 1744) الذي عكف على ترجمة مقاطع من إلياذة هوميروس إلى لغة إنكليزية مأنوسة، بين عامي 1713 ـ 1726، على الرغم من عدم معرفته بالإغريقية أو اللاتينية، مثل شكسبير، الذي كان «يعرف قليلاً من اللاتينية وأقل من ذلك من الإغريقية». ومثل شكسبير لم يلتحق بوب بالجامعة، وقيل لأنه كاثوليكي، ممن لم يكن يُسمح لهم يومها بالقبول في الجامعة. لكن بوب كان ذا موهبة شعرية عالية، وذكاء نادر، سمح له أن يلتقط الترجمات الشفوية من دكتور آربثنات، وأمثاله من المجالس الأدبية في دار بوب، ثم يخلو إلى نفسه ليلاً وينظم ما سمعه شعراً يكاد يضاهي الترجمة الأكثر انتظاماً ودقة.
وربما كان المثال الأشهر من ترجمة شعر بلغة أجنبية، مثل الفارسية، إلى الإنكليزية هو ما قام به الشاعر الإنكليزي إدوارد فتزجيرالد (1809 ـ 1883) عندما نقل إلى لغة إنكليزية جميلة الإيقاع حوالي مئة من رباعيات الخيام عن الأصل الفارسي. نشرت هذه الترجمة عام 1859 فأحدثت أثراً يضارع أثر كتاب جارلس دارون بعنوان «أصل الأنواع». أحدث الكتابان زلزلة في ايمان البشر، كل كتاب على طريقته. يقول العارفون باللغة الفارسية إن الشاعر الإنكليزي قد تصرَّف بعض الشيء في نقل هذه الرباعيات، لكنه خرج على الناس بشعر جميل يحافظ على المعاني الأساس، ولو أنه يحوّر في أسلوب القول بما يناسب الذائقة الإنكليزية. وسرعان ما غدت ترجمة فتزجيرالد أساساً في ترجمات بلغات أوروبية لاحقة، على الرغم من أن الفارسية ليست لغة الشاعر الأولى.
غير أن محاولة ابن العربية أن ينقل شعر لغته إلى الإنكليزية مثلاً، وهو ما أستطيع الحديث عنه بفعل ما أقوم به، فيه مصاعب ليست في عملية النقل بين اللغات الأوروبية. ففي العربية مفردات وصفات ومرادفات وأضداد لا مثيل لها في لغات أوروبية، على قدر ما أعلم. كلمة «حُب» في العربية مثلاً تستدعي الهيام والغرام والهوى والجوى والتولُّه والتدلّه… فأين مقابلات هذه في أي لغة أوروبية؟ وفي الشعر العربي عبارات ذات جذور ثقافية لا يوجد ما يقابلها في غير العربية: أبيتَ اللعن، لا أبا لكَ، وَيحكَ… وثمة كلمات أساس مثل: عتاب، نديم، سهر، جفاء، سنابل… كيف نترجم: سبع سنبلات خُضرٍ تأكلهن سبعٌ يابسات؟ ومثل هذا كثير لا يقف بوجهه سوى مترجم عنيد. والجملة الفعليّة أكثر شاعريّة من الجملة الاسمية في العربية: قالت الصُّغرى، وقد تيّمتُها / قد عرفناهُ، وهل يخفى القَمَر! وفي الإنكليزية واللغات الأوروبية الأخرى يكون نظام الجملة: اسم (فاعل) – فعل- مفعول، أو صفة أو ظرف …فهل يجوز البدء بالاسم أو الفاعل في ترجمة: بَرَزنا له والشمس في خِدرِ أمّها / تُطالِعُنا والطلُّ لم يَجرِ ذائِبُهْ …ونقول في الترجمة: نحنُ برَزنا له، الشمسُ تُطالِعُنا …لنحافظ على نظام اللغة الأجنبية؟

ملاحظات حول ترجمة الشعر
ضرورة معرفة الناقل باللغتين نحواً وصرفاً وثقافة
عبد الواحد لؤلؤة

الأحرف العربية تنساب كجدول ماء على القماش

Posted: 23 Jun 2018 02:13 PM PDT

 التحليق ممكن وأنت واقف في مكانك لا تتحرك، ما تحتاجه فقط أن تتأمّل أحد أعمال مطر بن لاحج (فنان إماراتي مواليد دبي 1968، تعلّم الفن ذاتياً، أسّس أول مرسم خاص عام 1991)، فأعماله تحدّد لك مسارات ومنحنيات تحتضن طيرانك؛ لوحات ترتكز على هذه الفكرة في الدرجة الأولى، خطوط منحنية متسارعة وكأنّها تهرول فوق سطح اللوحة، تمرّ ببصرك أمام عملٍ ما، لتعود إليه بعد قليل، تراجع تكوينه هل تبدّل، هل غادرتْه المنحنيات أم هل تغيّر مكانها! هذه المنحنيات تنتظم حركتها الجيبية وفق إيقاعاتٍ مسموعة.
ففي اللوحات التي تصّور الخيول أو (أشباه الخيول) كما ذكر بن لاحج في أحد حواراته، فإنّنا نسمع صوت الحوافر وصفير الريح التي تتلاعب بشعر الخيل؛ وإن اختيار الخيول بالأصل لم يكن للأسباب التقليدية المتعلقة بعلاقتها بالعرب (الخيول العربية الأصيلة) بل السبب يتلخص بديناميكية خطوط أجسادها وحركاتها التي يبحث عنها بن لاحج ويحاول خلقها في لوحاته. الألوان في أعماله مشرقة تحمل الكثير من الروحانية التي تمنحها إياها تدرجاتها التي تصل إلى الأبيض الذي يأخذ دور الضوء داخل اللوحة.
حتى في أعماله النحتية نلاحظ وجود الحركة، أسطح منحنية تصنع تكويناً متماوجاً، أو نجد أن الأحرف المعدنية تتجمّع مع بعضها ليمنحها بن لاحج قواماً سائلاً كما في عمل «انبعاث اللغة» فيجعلها تنساب وتندلق بين التكوينات التي تكون غالباً إسطوانات من الستانلس ستليس، منقوشاً على سطحها الحرف العربي وتعبر بين متاهات حلزونية تشبه سلاسل DNA (طول هذا العمل ثلاثة أمتار).
 الموضوع الأساسي عند بن لاحج هو الحرف العربي يصوره بطريقة لا تشبه «الحروفية» التي اشتغل بها فنانون وخطاطون كثر حيث تتحوّل الأحرف إلى أشكال حيوانات وطيور، فالفنان يحافظ على شكل الحرف لكنه يمنحه الحياة والطاقة ليتحرّك ضمن العمل النّحتي، ليتجاوب مع الريح ومع الجاذبية، فنراه يلتف راقصاً في حركة نكملها ضمنياً في خيالنا. إنه يستخدم الأحرف بأحجام صغيرة لتشكّل بتجمّعها تكويناً يحتل مساحة واسعة، أو يستخدم حرفاً ضخماً كما في عمله الذي يصوّر حرف الضاد (رمز اللغة العربية) ممدداً فوق الأوراق ومطعوناً ينزف حروفاً. إن التصاق بن لاحج بالحرف العربي يدلّ على مكانة اللغة العربية لديه ويظهر هذا من خلال عناوين أعماله، مثل «لغة تنعى نفسها» و»انبعاث اللغة». عن ذلك يقول: «الإنسان العربي مدين للغة، فهي كالأم التي يجب أن يقدسها الإنسان، فهي لا يجب أن تكتب على أوراق البردي وتعلق على الجدران فقط، فهذا ظلم لها، فيجب أن تنتشر، ويجب أن يحاورها الناس، لذا أقدمها في المعدن الغالي الثمن، لأنها غالية أيضاً، فأنا كفنان استخدم اللغة وقوتها كي تكون الأعمال بقوتها».
في مرسم مطر بن لاحج عدد من الأعمال التي يرفض بيعها باعتبارها تمثّل بدايات دخوله عالم الفن، ومن بينها لوحة بعنوان «عربون المدينة» تظهر اندثار التراث وقد رسم هذه اللوحة في الفترة التي واكبت هدم معالم تراثية واستبدالها بالأبراج.
الأعمال النحتية لبن لاحج تمتاز بحضورها القوي الذي يفرضه ضخامة حجم العمل الذي من الممكن أن يمتد لعدة أمتار، وكذلك المادة المستخدمة (الستانلس ستيل) ذات اللمعة القوية التي تجعل أسطح المنحوتات مرايا تعكس المحيط وتجعله مرغماً جزءاً من العمل. بالإضافة إلى العناصر التي يستخدمها لإيصال فكرة موضوعه، وهذه تعطي مجالاً للتأمّل والتفكير للوصول للهدف، فهو لا يقدّم فكرته واضحة فعليك أن تفكّر وتؤول لتصل لتفسيرٍ يقنعك، إذا ما استثنينا الكتابات التي تدخل أحياناً ضمن أعماله.
من بين الأعمال النحتية نجد أعمالاً تشبه جهاز «الإسطرلاب» (آلة دقيقة ترصد حركة النجوم وتستخدم في أمور الملاحة والمساحة ومجالات أخرى)، برؤية الفنان الخاصة، الأحرف تكوّن الكرة في الوسط وتتوزع على الأسطح الداخليّة الممتدة بمدارات إهليلجية. ولا يخفى على أحد ارتباط العرب والحضارة الإسلامية بتطوير الإسطرلاب، وبن لاحج بتصميمه هذه الأعمال بصيغة فنيّة جماليّة، فإنه يبرزها كنوع من الاستمرار لحضارةٍ ولّت. وهذه الأعمال ليست الوحيدة التي تظهر اهتمام مطر بعلوم الفلك وإلا لما كان عمله «أقمار الغفران»، والذي يجسّد المراحل التي يمر بها القمر على امتداد 12 متراً، حيث يتكوَّن العمل من تسع حلقات مؤلفة من منحنيات حلزونية، يبدأ فيها مطر بالبرونز وينتهي بالذهب، ولهذا تأويلات مفتوحة من بينها أن تكون حالة من الانتقال الروحي والسمو في الدرجات وصولاً للقمة.
والجدير بالذكر أن بن لاحج غير مقتصر في عمله على المنحوتات الضخمة إذ قدم لأغراض الجوائز التكريمية مجموعة «منحوتات صغيرة» كما يقول الفنان مطر، منها الدرع الخاص بجائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، وجائزة الشيخ ماجد لألعاب اللياقة، بالإضافة لجوائز ودروع أخرى برع بن لاحج في تصميمها حيث يرى أنه يتعامل معها كما الممثل الذي يتعايش مع الدّور، فيقرأ رواية الحدث ويتفاعل معه.
   
 
 

الأحرف العربية تنساب كجدول ماء على القماش
أعمال الفنان الإماراتي مطر بن لاحج:
بسمة شيخو

بصيرة الشاعر الرقيبة على الحياة

Posted: 23 Jun 2018 02:12 PM PDT

أظن أن الشاعر الأمريكي مارك ستراند، كان واحداً من أهم الشعراء الأمريكيين الأحياء، والإنكليز كذلك، فهو شاعر أمريكا المتوج، والحاصل على أهم الجوائز العالمية، أبرزها جائزة البوليتزر. شعره خارج عن المألوف، وخارج بعض المواضعات الشعرية التي يغلب عليه الطابع التنميطي، شعر لا يخضع للمقايسة والمقارنة والتشابه مع أي شاعر عالمي آخر، فهو نسيج وحده، إنه شعر الابتكار والجنوح إلى الكشف ومواصلة السفر في المجهول والغوامض، حيث العوالم البعيدة والمُضبَّبة، عوالم السديم والشواش، والضباب المُهيمن على شكل ونسيج وسياق القصيدة التي تنطلق بشكل عمودي، ثم تتمدد باتجاه أفقي، مالئة الواقع والخيال معاً، بحركتها الدينامية، وبشحنتها الدلالية، فإن ظهرت على السطح ستظهر في العمق أيضاً، وإنْ برزت بالقرب من الجسد، فهي ستذهب نحو الروح مباشرة، فالعلامة هي رفقتها الدائمة، وموشورها السيميائي هو هاجسها الذي يتحرك في فضاء الهرمونيطيقا، وشساعة الفضاء التأويلي الذي تتحرك فيه هذه القصيدة. وهي ليست قصيدة ذات بعد واحد ومدلول واحد، وهي لا تنتمي إلى أفق واحدي، بل هي قصيدة التشظيات، قصيدة متواترة، وسَمَها الغموض اللازوردي، ليست سلسة بالتأكيد، بل خشنة كحجر كريم خام، داخله مصقول وظاهره خشن، عمقه معلوم وسطحه مبهم، تتكاثر عليه النتوءات التي لا توحي بالنعومة والشفافية.
كل شعر غامض قابل للقراءة مرات ومرات، وهنا لا أقصد بالغموض المفتعل الذي ابتكره بعض السورياليين اللاعبين على معاني اللغة ومقاصدها وشكلها في أوروبا، أثناء فترة الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن المنصرم، بل ما عمل ويعمل عليه مارك ستراند وصحبه، من أمثال برودسكي وسيميك، هو الغموض الفعَّال والجميل والمُحبَّب، الغموض الذي تتواصل معه، لكي يبقى فترة أطول ويعيش أكثر، مثل شعر مالارميه ورينيه شار وأودن وقسطنطين كفافي. شعر يغوص في أعماق الكائن، مستغوراً إياه، باحثاً عن الجوهر واللامحدود، باحثاً عن المعاني الكبيرة لهذا الوجود والكون والعالم.
ترجمات أشعار مارك ستراند إلى العربية قليلة. ترجمتْ له وزارة الثقافة السورية كتاباً شعرياً، وظهر له عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ديوان واحد، هذا ما أتذكره وأنا أسطر هذه الكلمات حول الديوان الذي ترجمه الشاعر الفلسطيني سامر أبو هواش إلى العربية، تحت عنوان «النوم بعين واحدة مفتوحة»، وهو ديوانه الأول، ذلك الذي كان فاتحة لشهرته، لتكرَّ بعده إصداراته الشعرية الكثيرة.
ولد مارك ستراند 1934ـ 2014 في كندا، هناك كانت بداياته الأولى، ثم تنقلت عائلته في الولايات الأمريكية، وفي كولومبيا والمكسيك وبيرو.
درس خلال شبابه الرسم، ونال فيه شهادة عليا، ثم سافر إلى إيطاليا ليدرس شعر فلورنسا إبان القرن التاسع عشر، وبُعيد ذلك، وخلال عام 1962 نال شهادة الماجستير في الفنون من جامعة أيوا الأمريكية.
كان مارك ستراند آخر الشعراء العمالقة، كونه المكتشف لطرائق جديدة لم يسبقه أحدٌ في ارتيادها، وأعني تلك المناطق الشعرية الخام، مناطق الحلم والاستيهام والتفكر بالمساحات العذراء، المساحات التي يكون الخيال فيها الساكن الوحيد. صحيح انه درس الرسم وتوله به في مرحلة صباه وشبابه، ولكن الرسم كان بالنسبة له كتعلة، ومعراج يصعد من خلاله إلى آلهة الشعر، ومن هنا تجد أعماله الشعرية ملوَّنة، وتنفتح على المشهد العياني أحياناً، المشهد المضبب والغامض والمشوب بالسديمية، لا تفاصيل هناك بل رؤيا، وهُيام واستيحاء للطبائع وللطبيعة، وللموجودات التي تبدو في قصيدته موشَّاة وعصيَّة ومبهمة في بعض الحالات كقوله:
«في حقلٍ
أنا الحقلُ الغائب،
هكذا الحالُ دوماً،
حيثما أكونُ
أكونُ
ما ليس في مكانه،
حينما أمشي
أفرِّق الهواء
وعلى الدوام يملأ الهواء
المساحات الشاغرة لمرور جسدي».
لقد تشبَّع مارك ستراند بالأساليب والأشكال والمدارس الشعرية العالمية، فالسوريالية بالنسبة إليه لم تكن سوى نموذج جمالي وفني، يتوجب عليه كشاعر أن يلقي نظرته الخاصة على هذه التجربة، لا ليجاريها، بل ليعرف جوهرها ومحتواها، فشاعريته هي أكبر من أن تُحشر أو تُحصر في سياق تعبيري معيَّن، أو تطويقه بنموذج فيه الكثير من اللعب والتهريج والزخرفة اللغوية، بصفته المطلع والمستوعب والخبير العارف بجماليات الأنسقة الشعرية وتحولاتها الفنية. أنه المنفتح باستمرار على التجارب الوجودية والإنسانية، وما عيشه في كل من المكسيك وكولومبيا والبيرو إلا ليختبر العالم الآخر، والإنسان المجاور لعالمه، ليعرف المحيط الذي يسكنه أناس في غاية البساطة، يعيشون بشكل مختلف، إذ لديهم عادات وتقاليد وأعراف مغايرة، لا تمت لعالمه الأبيض بصلة. ويحضرني في هذا المجال الرائد الأول للسوريالية اندريه بروتون الذي رحل إلى المكسيك إبان دخول القوات النازية إلى باريس، وعاش ردحاً هناك، متشرِّباً تلك العوالم الغريبة عليه، ولذا نجد في شعر مارك ستراند الكثير من الروائح الوافدة، والكثير من الفلسفات والتداعيات الشعرية، تلك التي تستدعي الصورة الجديدة، والنبرة غير المعهودة، مع الميل إلى توكيد الذات الإبداعية، في هذا المنحى الدلالي كقوله في قصيدة «بقايا»:
«أُفرِّغُ نفسي من أسماء الآخرين، أُفرِّغ جيوبي،
أُفرِّغ حذائي، وأتركها كلها على قارعة الطريق،
ليلاً أعيد عقارب الساعة إلى الوراء،
أفتحُ البوم العائلة، لأرى نفسي صبيَّاً.
أيُّ نفع يتأتى من ذلكَ، السَّاعات قد أدَّتْ عملها،
الفظُ اسمي، أقولُ وداعاً،
الكلماتُ تطاردُ بعضها في الرِّيحِ».
في هذ المقطع من القصيدة، يلوح التضفير الدلالي، وينهض التجديل بين الجمل والكلمات التي تؤدي وظيفتها ومدلولها عبر سياق رمزي، يستدعي الزمن ليفككه، ويعيد الحياة مرة أخرى، إلى أزمنة الطفولة وأوقاتها، حيث الحلول في تلك الذكرى البعيدة عبر صورة عائلية، فالصبي الذي في الصورة هو الآن كهل، وربما أبٌ وجَدٌّ. لقد أعاد عقارب الساعة إلى الوراء، ولكنه يتساءل في نهاية المقطع الدال والذي يحمل الكثير من المعاني: أيُّ نفع يتأتَّى من ذلك، الساعات قد أدَّت عملها، ودخل الإنسان في لحظته الحاضرة، ليصطدم بالزمن، والحياة التي تعبر وتمر، حيث الموت الذي يفاجئ الأقربين، ويترك بصمته السوداء على الجميع، وها هو يخاف الزمن، ويخاف كيف يراوغ أحياناً، كقوله في قصيدة الوصول الغريب لرسالة:
«كان يوماً طويلاً في المكتب، ورحلة عودة طويلة إلى الشقة الصغيرة، حيث أعيش، حين وصلتُ إلى هناك، أضأتُ النور، ورأيت على الطاولة مغلفاً عليه اسمي، أين كانت الساعةُ، أين كانت الروزنامة؟ كان خط اليد خطُّ أبي، لكنه كان ميتاً منذ أربعين عاماً، وكما يحدث في حالة كهذه، بدأتُ أفكرُ أنه ربما فحسب، انه حيٌّ، يعيش حياة سرِّيَّةً في الجوار».
قليلون هم الشعراء الذين تقرأ لهم وتتمتَّع، ولا سيَّما الشعراء الأحياء، فهو يأخذنا صوب مجاهل وآفاق غير منظورة، لم ترَها عين شاعر قبله، وهنا يكمن التميز والخلق والابتكار، وتكمن خلخلة المشاعر والمدارك، لكي ندرك هذا الكلام المُعبِّر الذي يعمل بطاقة المُخيلة والوسائل الموحية، لكأن مارك ستراند حقاً يأكل الشعر، حتى يسيل الحبر من شفتيه، وهذا حقاً ما قاله في قصيدته «أكل الشعر» والتي يتحدث فيها عن هذا المأزق. ويبدو أن شاعراً بقامة مارك ستراند همَّه اليومي الشعر أولاَ وأخيراً، سيكون دون شك طعامه وغذاؤه، لا بل أكله اليومي هو الشعر، والتي في مطالعها يقول:
«الحبر يسيل من زوايا فمي
ليس من سعادة تُشبه سعادتي
لقد كنت آكلُ الشِّعر،
أمينة المكتبة لا تصدِّق عينَيها،
عيناها حزينتان،
وتمشي ويداها في ثوبها.
القصائد رحلت،
الضوءُ خافت».
ما زال الشاعر الأمريكي مارك ستراند غامضاً لدى بعض المترجمين، لم يتطوع أحد ويتفرَّغ لترجمة أعماله العديدة، وهي أعمال ليست بالهيِّنة وتحتاج إلى تفرُّغ ووقت، ولا يستطيع ترجمتها إلا من امتلك الوقت، وهذا ما نعهده بالشاعر والمترجم الشاب، سامر أبو هواش، الذي تقدم وخاض غمار هذه التجربة الجميلة والصعبة في آن واحد.

مارك ستراند: «النوم بعين واحدة مفتوحة»
ترجمة سامر أبو هواش
دار المتوسط، إيطاليا ـ ميلانو 2017
142 صفحة.

بصيرة الشاعر الرقيبة على الحياة
«النوم بعين واحدة مفتوحة» قصائد الأمريكي مارك ستراند:
هاشم شفيق

التحضيرات الروسية لانتخاب ترامب بدأت منذ سنوات

Posted: 23 Jun 2018 02:12 PM PDT

قد يتساءل قارئ كتاب لوك هاردينغ المتخصص في قضايا الفضائح السياسية الكبرى عن دوافعه وموضوعية ما ورد فيه من معلومات. هل كان المراسل السابق لصحيفة «غارديان» الذي طرد من روسيا بعد عمله أربع سنوات (2007-2011) وبعد ان امتلك صدقية كبيرة لدى أجهزة الاستخبارات البريطانية وخصوصاً لدى عملائها في موسكو ولندن في الفترة التي كان فيها مراسلا هناك، يسعى بالفعل لفضح «التواطؤ» بين النظام الروسي بقيادة بوتين والرئيس الأمريكي ترامب، قبل وبعد وصوله إلى رئاسة أمريكا؟
كيف يمكن للقارئ ان يفسر ما ورد في الصفحة (196) حيث يقول المؤلف خلال لقاء ترامب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسفير الروسي في أمريكا سيرغي كيسلاك لتفسير ما حدث حول الخلاف بينه وبين مدير «مكتب التحقيقات الفدرالي» جيمس كومي، وأسباب طرده من منصبه عام2017 ان ترامب قال للافروف وللسفير بعد الحديث عن الوضع في سوريا، ان مخبراً إسرائيليا مخترقا تنظيم «الدولة» (داعش) أبلغ الاستخبارات الإسرائيلية بوجود خطة لتهريب متفجرات إلى طائرة ركاب بواسطة الكمبيوترات المحمولة لتفجيرها، وانها أطلعت الاستخبارات الأمريكية على ذلك. وبدلاً من ان يعتبر المؤلف ان ترامب ساهم بهذا الموقف في منع تفجير طائرة على متنها ركاب مدنيون أبرياء، رأى ان الرئيس الأمريكي «خان الثقة التي قدمتها إليه الاستخبارات الإسرائيلية» وكان عليه ألاّ يكشف هذه المعلومات لافروف قبل التنسيق مع المخابرات الإسرائيلية التي هي شريكة أمريكا، بينما روسيا عدوة ومتحالفة مع النظام السوري. (ص196)
ودافع الجنرال ماكماستر، الذي كان مستشارا للأمن القومي للرئيس عن موقف ترامب معتبرا ان من واجب أي مسؤول سياسي أو أمني كبير ان يمنع قتل المدنيين الأبرياء، فيما خالفه المؤلف.
حاول الكاتب التركيز على ان الملف السري الذي جهزه عميل الاستخبارات البريطانية السابق كريستوفر ستيل، الذي أسّس لاحقا شركة سمّاها «اوربيس» توفر المعلومات لمن يحتاج خدماتها أو عن طريق شريكة لها في أمريكا تحت اسم «فيوجن» وهو ملف يفضح تعامل إدارة ترامب مع نظام بوتين قبل وبعد ان يصبح رئيسا لأمريكا.
وهذا التوجه يدفع القارئ للتساؤل عن موضوعية كاتبه ودوافعه ودوافع مصدر معلوماته كريستوفر ستيل. هل القضية فقط لأن موقفهما سلبي من روسيا، أحدهما كدبلوماسي يجمع الوقائع السّرية والآخر كصحافي يجمع المعلومات ويقوم بمقابلات (مشكوك في دوافعها) مع المقربين من الرئيس بوتين، أو ان الأمر أكثر جدية من ذلك؟ لا يتفق كثيرون من المؤيدين لسياسات ترامب من محاولته فرض ما سُمّي «صفقة القرن» على الشعب الفلسطيني، ولا مع قرارته نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعطاء قيادات إسرائيل الضوء الأخضر للتوسع، بيد انه وفي الوقت عينه، ربما قد يكون وجود علاقة طبيعية بين القيادة الأمريكية والروسية مفيدا للعالم وقد يساهم في الوصول إلى حلول أقل سوءا للفلسطينيين وللعرب عموما ولجميع الشعوب من الحلول المطروحة حالياً.
اما إذا رغبت جهات ثالثة في توقيد الصراع الأمريكي ـ الروسي وفي إحباط أي توجهات إيجابية في هذا المجال تحت مظلة الموضوعية الصحافية والدفاع عن حقوق الشعوب والليبرالية المزعومة المنتشرة في الأوساط الفكرية والصحافية الغربية هذه الأيام، فليس في هذا التوجّه مصلحة تبعد عن مصلحة مروجي الحروب والنزاعات. الإثبات الأساسي الذي يعتمده الكاتب حول ان الرئيس ترامب متواطئ مع النظام الروسي، هو أن شخصاً مشبوها اسمه روب غولدستون، وهو منظم حفلات موسيقية وصديق نجل أحد كبار الأغنياء الروس آراس آغالاروف، اتصل في حزيران (يونيو) 2016 بابن الرئيس ترامب وأبلغه ان في حوزة والده وثائق حصل عليها من المدعي العام الروسي تدين المرشحة المنافسة هيلاري كلينتون واتصالاتها مع روسيا وان هذه «الوثائق الحساسة مفيدة لحملة والدك الانتخابية» وسأله ما إن كان يجب إرسالها مباشرة لوالده. وبما ان آغالاروف الملقب بـ «ترامب روسيا» كان شخصاً مرموقاً في روسيا ومقرباً جداً من بوتين، استنتج المؤلف ان الرسالة موجهة من بوتين إلى ترامب.
ويعتبر المؤلف ان رسالة غولدستون (الذي لا نعرف خلفياته السياسية الحقيقية) تؤكد ان صديقاً حميماً لبوتين يعرض معلومات خاصة عن هيلاري كلينتون لترامب من أجل إيصاله إلى الرئاسة (ص245). وغولدستون ولد في مانشستر البريطانية، وعمل في الترويج لفنانين ومن بينهم ابن آراس آغالاروف. أي انه يُشبهُ المروج الفني البريطاني ماكس كليفورد الذي عمل سابقا مستشاراً لأثرياء عرب ويهود ومروّجاً للفضائح وسُجن بسبب ذلك يقول المؤلف انه كان على ترامب الابن إبلاغ «مكتب التحقيقات الفدرالي» الأمريكي بأنه تسلم رسالة من غولدستون في الشأن المذكور، فيما هو (الابن) رد على الرسالة قائلا انه سيتحدث مع ابن آغالاروف أولاً قبل ان يرد عليه وان هناك وقتا لذلك قبل قدوم نهاية صيف عام 2016. واعتبر الكاتب ان هذا الجواب يعني ان ترامب الأبن رغب في الحصول على معلومات عن هيلاري في نهاية الصيف (لعام 2016) أي قبل فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية. ثم يتهم بوتين والرئيس ترامب بالحوار غير المباشر حول هذا الأمر من دون أي إثبات.
وفي الصفحة (246) يذكر ان غولدستون أعاد الاتصال بترامب الابن يسأله متى يريد التحدث مع نجل آراس آغالاروف حول قضية هيلاري؟ بما يعني ان غولدستون كان يستدرج ابن دونالد ترامب نحو الاتصال. وقد أدّى هذا الإلحاح إلى حصول لقاء شلة روسية مع دونالد ترامب الابن في مكتبه في نيويورك بوجود محامية روسية وشخص روسي يدعى رينات آخميتس، تبين لاحقاً أنه عميل أمني سوفييتي سابق. كما يذكر المؤلف ان المحامية ناتاليا فيسيلتسكايا، كانت موفدة من «شلة الكرملين» إلى ترامب (ص249) وان ترامب الابن اضطر للاعتراف بتواطؤ والده بعد ما علم بافتضاح أمر مراسلاته ولقاءاته مع غولدستون. وفي الصفحة (250) تظهر دوافع المؤلف في إثبات نظريته حيث يقول «حتى لو ليس في حوزة الاتهام أي إثبات جذري في ان ترامب وبوتين تعاونا في عملية كشف الرسائل النصية لهيلاري كلينتون، فإن النية للحصول على مثل هذه المعلومات تواجدت، وذلك من خلال اتصالات ترامب الابن، وهذا يعني ان حملة ترامب كانت مستعدة للحصول على معلومات سرية مسيئة من حكومة معادية. وهذا يشكل تفسيراً حرفياً حسب هاردينغ، لما يُسمّى «التواطؤ». (ص250).
ويضيف المؤلف بأن ترامب الأب كان في برج ترامب في نيويورك عندما حصل اللقاء بين ابنه والشلة الروسية! علماً ان الاثنين (الأب والابن) يملكان مكتبين مختلفين في المبنى الضخم! ويورد المؤلف اشارات أخرى على الاتصالات بين معاوني ترامب في حملته مع مسؤولين روس من دون دعمها بالأدلة مدعياً حصول ابتزاز لترامب من جانب المسؤولين الروس. ويعتبر في خاتمة كتابه ان قرارا صدر عن الكونغرس الأمريكي في 2 آب (أغسطس) 2017 يجعل من شبه المستحيل على الرئيس ترامب إلغاء أي عقوبات اقتصادية أو سياسية ضد روسيا من دون موافقة الكونغرس. وبما ان هذا كان الهدف الأساسي من بدء روسيا بقيادة بوتين العلاقة مع ترامب وتطويرها ودعمه للرئاسة، فإن القرار قد يؤثر على هذا الموضوع وعلى أجندة بوتين بالنسبة لترامب. وفي الصفحة (331) يقول الكاتب انه لولا «ملف كريستوفر ستيل» عن دونالد ترامب وعلاقته مع فلاديمير بوتين لكان الرئيس الأمريكي الجديد رفع العقوبات عن روسيا وأنشأ تحالفاً معها وبالتالي، حقق ستيل انتصاراً على بوتين واستراتيجيته.
ويمكن الاستنتاج، ان الفضائح التي حشرت ترامب في زاوية ربما هي من العوامل التي دفعته إلى إيجاد سياسات خارجية خاطئة في الشرق الأوسط والعالم من أجل الحصول على تأييد «اللوبيات» الفاعلة على الساحة الأمريكية الداخلية، وبما أن أحد أهداف الكتاب (ومن دعمه) ربما كان منع حصول تقارب بين روسيا وأمريكا بشكل مفيد ووثيق لأن ذلك سيهدد مصالح طرف ثالث، فقد نجح عميل سابق في الجاسوسية وصحافي متعاون معه في الترويج للمزيد من التوتر والنزاع بين دول العالم وقادتها بدلا من ترطيب الأجواء، وقد فعلا ذلك بحجة كشف الحقائق من أجل الديمقراطية والحرية.
ولعل قراء الكتاب سيتمنون ان تكون هذه هي دوافعه الحقيقية، وأن تكون المعلومات الواردة فيه مفيدة لتحقيق الأمور الإيجابية للعالم.
ويأمل الكاتب في صفحة (332) ان يكشف بعض الصحافيين أو الكتاب والباحثين سيئات «البوتينية» كما كشف آخرون سيئات النظام الشيوعي في الاتحاد السوفييتي قبل وبعد عام 1989. والفصل العاشر يكشف فضائح تعامل ترامب والشلة المحيطة به بمشبوهين مرتبطين بنظام روسيا بقيادة بوتين وحلفاء هذا النظام من أصحاب المليارات، وكيف ساهم هؤلاء في دعم مؤسسات ترامب العقارية، قبل وبعد انتخابه رئيسا، وفي دعمه مادياً عندما تعرض لأزمات مالية.
وبالتالي، يعتبر المؤلف ان عملية تحضير وتجهيز روسيا بقيادة بوتين لصعود ترامب إلى كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بدأت منذ عقود، وليس في السنوات الأخيرة، وان كل المؤسسات التي يمتلكها ترامب استفادت من أموال الأثرياء الروس المقربين من بوتين، وان أحدهم كان يسعى لدفع بوتين لاستخدام أموال «البنك المركزي الروسي» لإنشاء برج ترامب في موسكو بين عامي 2015 و2016 مما كان سيفيد حملة دونالد ترامب الرئاسية وصورته العالمية.
كما انه يشير إلى ان الممولين الروس ساهموا في الدعم المادي لأقرباء دونالد ترامب وتمويل عملياتهم العقارية، بمن فيهم جاريد كوشنر زوج ابنته ايفانكا.
يبقى ان دونالد ترامب الأب وأوساط فلاديمير بوتين نفيا ما ورد في «ملف كريستوفر ستيل» الذي اسند إليه الكتاب، فيما يؤكد المؤلف ان مكتب التحقيقات الفدرالي «FBI» والمحقق الخاص روبرت مولر، الذي عينه المدعي العام الأمريكي، يأخذان هذا الملف في الاعتبار في التحقيق، وان مدير «مكتب التحقيقات الفدرالي» السابق جيمس كومي أقيل من منصبه لأنه رفض دعم ترامب والتوقف عن التحقيقات في العلاقة بين بوتين وترامب في ملف هيلاري كلينتون والانتخابات الرئاسية.

LUKE TTARDING: COLLUSION: HOW RUSSIA HWLPED DONALD TRUMP WIN
VINTAGE BOOKS –USA NOV 2017
PAGES. 354

التحضيرات الروسية لانتخاب ترامب بدأت منذ سنوات
لوك هاردينغ في «تواطؤ»:
سمير ناصيف

شكري المبخوت: «تاريخ التكفير في تونس»

Posted: 23 Jun 2018 02:12 PM PDT

شكري المبخوت، الأكاديمي التونسي، شغل رئاسة جامعة منوبة دورتين، وهو عميد سابق لكلية الآداب والفنون والإنسانيات، وله في اللسانيات التداولية والنقد الأدبي مؤلفات عديدة، بينها «إنشاء النفي»، و»الاستدلال البلاغي» و»دائرة الأعمال اللغوية. وله ثلاثية «سيرة الغائب، سيرة الآتي»، و»أحفاد سارق النار» و»الزعيم وظلاله»، التي حاز فيها على جائزة الملك فيصل ــ فرع اللغة العربية والأدب، دورة 2018. أما في السرد فقد أصدر رواية «الطلياني» التي نالت الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2015، وأخرى بعنوان «باغندا»، وله المجموعة القصصية «السيدة الرئيسة».
كتابه هذا، «تاريخ التكفير في تونس ــ الثعالبي والحداد وبورقيبة»، ينظر في السياقات والأبعاد والأفكار والتفاصيل التي اكتنفت القضايا التكفيرية الكبرى في التاريخ التونسي، حيث يحرص المبخوت على الجمع بين سرد التاريخ ضمن حبكة ذات منطق داخلي يخصّ الأطراف المتصارعة من جهة أولى، وتحليل الأفكار التي كانت وراء تكفير أمثال عبد العزيز الثعالبي والطاهر الحداد والحبيب بورقيبة من جهة ثانية. وفصول الكتاب الأربعة تنتهي بملاحق وثائقية تلقي الأضواء على مضمون السجال، الأمر الذي يترك للقارئ الحقّ في استخلاص الأحكام. هنا فقرات من التمهيد:
«كشف لنا الحفر التاريخي أنّ قضايا التكفير ظهرت في تونس ابتداء من سنة 1904 عند محاكمة الشيخ عبد العزيز الثعالبي بتهم خطيرة. وعاودت الظهور مع صدور كتاب الطاهر الحداد امرأتنا في الشريعة والمجتمع، وهو من مريدي الشيخ الثعالبي. ولم ينج منها الزعيم الحبيب بورقيبة الذي كان رمزاً من رموز العلمانية الراديكالية والكفر لدى الإسلاميين، ولكنه كان يواصل نمط تفكير ميّز جيل الحداد الذي ينتمي إليه. وليست هذه العلاقات بين أبرز ثلاثة كفّرهم الشيوخ ورجال الدين في القرن العشرين مجرد صدفة. إنهم ممثلون لتيار التحديث والتجديد الديني والسياسي في تونس. وهم علاوة على ذلك من تيار سياسي واحد. فقد كان الثعالبي مؤسساً للحزب الدستوري الذي انتمى إليه الحداد وبورقيبة قبل أن ينشقا عن هذا الحزب لأسباب بديهية تكمن في التصورات التي عبّرا عنها».

 مسكيلياني، تونس 2018

شكري المبخوت: «تاريخ التكفير في تونس»

سعيد سلطان الهاشمي: «تعويبة الظل»

Posted: 23 Jun 2018 02:11 PM PDT

بين بحث وتحرير وإبداع، فضلاً عن الأنشطة الثقافية والحقوقية، أصدر الكاتب العُماني سعيد سلطان الهاشمي مؤلفات عديدة متنوعة الحقول، بينها «عُمان الإنسان والسلطة: قراءة ممهدة لفهم المشهد السياسي العماني المعاصر»، «الربيع العماني»، «ما تركته الزنزانة للوردة»، «حادي النجوم»، «ياسمين على الغياب»، «حريتي هذا الصباح  ــ عن المدون العماني الراحل علي الزويدي»، «حياتي قصيدة وددت لو أكتبها».
روايته الجديدة تنطلق، كما يفيد الناشر على كلمة الغلاف، من معادلة «الكتابة هي الذاكرة»؛ التي تحفظ للأجيال القادمة صورة أولئك الذين حلموا بالحرية والعيش الكريم في وطن أحبوه ورفضوا التخلي عنه. والهاشمي يلجأ إلى تقنية الميتا ــ رواية، أو الرواية داخل الرواية، على نحو يمكّنه من تسخير مناخات تسجيلية وفيرة، متعددة الوظائف داخل معمار السرد، واسعة الدلالات في ترسيم التاريخ الشخصي للأفراد/ شخصيات الرواية، والتاريخ الجَمْعي كما يتمثل في الحقل العامّ. ثمة، إلى هذا، اعتماد بارع على استحضار الكابوس، الذي يشتمل هنا أيضاً على مصائر الأفراد والجماعات، ويتراوح بين الوثيقة والمجاز، الواقع والخيال، والمزج بين هذه العناصر في توليفة مركبة.
هنا فقرات من الرواية:
«إنها تتحرك الآن، عيناها شاخصتان، حركتها أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة. هل تلقت أوامر بتغيير الطريقة؟ هل مسحت المكان ومن فيه؟ أنا الذي فيه، وحدي. هل مسحتني؟ كيف صوّرت حالتي لهم الآن؟ هل صوّرت الوسادة التي اصفرّت من العفن؟ والمفرش الذي تهتك وأعطن وتلبد؟ والحشية الإسفنجية التي تئنّ من السحق والطحن الذي مرّ عليها؟ وماذا عن المرحاض! تلك الحفرة في الأرض المفتوحة المؤطرة بالفطريات البيضاء والصفراء والخضراء والسوداء، الطافحة بما في داخلها؟ ماذا عن هذا المرحاض بالتحديد؟ هذا الذي يحتل الزاوية هناك. ما الذي سيستنتجونه من كل هذا؟ ما الذي سيعتصرونه من جثة؟
نعم جثة، جثة محبوسة في تابوت. تابوت على وجه الأرض وليس تحتها بعد. تابوت لم يُقبر ليَقبر القصة بكاملها معه!»
التنوير، بيروت 2018

سعيد سلطان الهاشمي: «تعويبة الظل»

مؤمن سمير: «بلا خبز ولا نبيذ»

Posted: 23 Jun 2018 02:11 PM PDT

في سنة 1998 أصدر الشاعر المصري مؤمن سمير مجموعته الأولى بعنوان «بورتريه أخير لكونشرتو العتمة»، وكان يومها في الثالثة والعشرين من عمره، يعتنق شكل قصيدة النثر، ويعتبر الشعر انطلاقاً نحو الضفاف القصوى: «خلعني من كينونتي وصاغني وحشاً.. الوحش يكمن في إضفاء الصدق على كل هذه الأوهام والموجودات والصور والكتابة». أصدر فيما بعد «هواء جاف يجرح الملامح»، «غاية النشوة»، «بهجة الاحتضار»، «السرّيون القدماء»، «ممرّ عميان الحروب»، «تفكيك السعادة»، «تأطير الهذيان»، «رفّة شبح في الظهيرة»، وسواها. وقد جاء على غلاف المجموعة أنّ الشاعر «أثبت سعيه الدؤوب لترسيخ جملة شعرية تخصه وحده، جملة لا تنكر التراث الشعري الطويل والغني، ولكنها تحاول أن تبحث عن روح خاصة ومتفردة، ولا تشتبك مع العام والسائد والمألوف والمتكرر».
هنا قصيدة «حدّ وصول العاصفة»:
… ولنا عندكَ سحابتان
يوم رعشتها، وساعة تكوّم الجدار تحتنا
حِمْلٌ من النبضات على صرختين على شهقة تحت السرّة
وقليل من الحيوانات…
.. لصوت يجوس في الحفرة
لقلبها يهيم في التربة
في اللون لما نصطفّ لحدّ وصول
العاصفة.. ثم أعدو كأنني شبح في عينيها تعتق
فانفرطت أوصاله، أو خطية ترعى تحت الأريكة
لمرحهم في فوات
البحيرة…
لخوفهم،
يصفو وراء التلّ
أرسم رعشة
أنقش غابة.
الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 2017

مؤمن سمير: «بلا خبز ولا نبيذ»

Naguib Mahfouz : « L’organisation secrète et autre nouvelles »

Posted: 23 Jun 2018 02:10 PM PDT

بترجمة مارتين أوساي، هذه 16 قصة قصيرة اختيرت من مجموعات نجيب محفوظ «التنظيم السري»، «خمارة القطّ الأسود»، «دنيا الله»، «بيت سيء السمعة»، و»رأيت في ما يرى النائم»؛ التي كانت قد صدرت في فترات متباعدة بين 1962 و1984. وهي، كما يقول الناشر، تلفت الانتباه لجهة تنوّع موضوعاتها ودرجة تمكّن الروائي الكبير من ضخّ العبث في قلب الحياة اليومية الأكثر بساطة.
هنا سطور من القصة القصيرة «موعد»، مجموعة «دنيا الله»، 1962:
«أسعد ما في هذا اليوم هو هذا الوقت من الليل. انتهت متاعب الواجبات، استقر كل شيء في موضعه على أحسن حال، حتى المطبخ بات أنيقاً نظيفاً كأنه معروض للبيع، الخادم أوت إلى غرفتها لتنام، لم يبق إلا جلسة مريحة طويلة يبهجها الحب العائلي حول الراديو المردد لشتى المسرات. ولولو الصغيرة لا تنام، لا تود أن تنام، ولا أن تكف عن اللعب والشقاوة، ولكن هذا السيد، هذا الزوج السعيد، ما باله! لولو العزيزة لا تدع لها فرصة للتفكير. إنها ترمي بنفسها عليها بلا نذير، فترتطم الرأس بالرأس، أو تنشب الأظافر الصغيرة بالجلد أو الرقبة، وكافة المساحيق لا تنجح في إخفاء آثار هذه الأظافر الصغيرة، بنت لم تتجاوز الثالثة ولكنها عفريتة بكل معنى الكلمة، وكانت هي جديرة بأن تكون اسعد الناس بها لولا ما يبدو على الأب من تغير حقيقي، وها هي تختلس النظرات إليه رغم موقفها الدفاعي الدائم من لولو. وها هو غارق في المقعد الكبير مطروح الرأس إلى الوراء ينظر إلى السقف تارة، وتارة إلى الراديو من فوق الزجاجة الذهبية القائمة على ترابيزة أمامه. معهم لكنه ليس معهم. في بعض رحلاته التجارية كان أقرب إليهم مما هو الآن. ماذا غيّره؟ ماذا طرأ عليه؟ وقلبها يحس بالمخاوف وهي بعيدة ولذلك فهو لم يذق الراحة منذ.. منذ كم من الوقت؟ يا إلهي شدّ ما يبدو الوقت قصيراً أحياناً إذا قيس بالأرقام على حين تتمزق الأعصاب من طوله تمزقاً».
   Actes Sud/ Sindbad, Paris 2018.

   

Naguib Mahfouz : « L'organisation secrète et autre nouvelles »

تانيا صالح: الموسيقى البديلة ستصبح تجارية قريباً وعليها تسلط الأضواء

Posted: 23 Jun 2018 02:10 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي»:بدأت تانيا صالح مسيرتها في عالم الموسيقى البديلة بخطوات واثقة وتركت أثراً يقول بتميزها. في نهايات 2017 صدر ألبوم «تقاطع» وهو الخامس في أرشيفها. وبين البدايات والآن حققت مزيداً من النضوج في اختياراتها على صعيد الشعر، وفي الموسيقى كذلك. والظاهر أنها دخلت ورشة اختيارات بين حديث الشعر وقديمه من بيرم التونسي وجبران خليل جبران، إلى بدر شاكر السياب وأحمد فؤاد نجم، وجمانة حداد.
وفي تصويرها للأغنيات جمعت صالح بين مواهبها جميعها فأضافت الغرافيتي إلى الغناء والموسيقى وكانت لافتة. معها كان هذا الحوار حول «تقاطع»:
■ جديدك ألبوم «تقاطع» هو الخامس لك مع الموسيقى والغناء. كيف تصفين الرحلة وصولاً لتأكيد حضورك في الفن البديل؟
■ في الجديد من أعمالي وما سبقه كنت في حال من التحدي. لم أساير، ولم أقدم ما يشبه الواقع القائم في لبنان والوطن العربي، ولا حتى في العالم. قدمت أغنيات أحبها وتسعدني بعيداً عن حسابات السوق. وهنا كان التحدي الكبير. حققت حضوراً في الألبوم الأول، ونظراً لوجود الإنترنت انتشر أكثر من المتوقع. والأهم أني حققت وجودي في البلدان العربية، وهذا ما أعتز به. فلست أغني للبنان فقط، بل أن المواضيع التي أغنيها تمس كافة الشعوب العربية. فرحت للغاية بما تحقق، حيث قلة اخترقت مجتمعات أخرى من خلال الموسيقى المختلفة، أو من خلال الأغنية اللبنانية في حد ذاتها. لم يكن المشوار سهلاً، بدأ سنة 1990 كتسلية وبات جدياً في 2002. ولأني أتحدى نفسي دائماً تأكدت من أن أفكاري يمكن أن تصل.
■ «تقاطع» غني شعراً وموسيقى وكأنك حشدت فيه كماً من الموضوعات التي تناديك. هل تنفست الصعداء بعد إنجازه؟
■ تعرفين والديَ وكيف نشأت على أننا وطن عربي واحد، تجمعنا اللغة والثقافة وأن فننا والفنانين في وطننا يزنون ذهباً. رحل والدي وحتى آخر لحظة من حياته كان شغله الشاغل حل القضية الفلسطينية ووحدة العرب، خاصة وأنه عاصر النكسة وما تلاها من قهر. كل تلك المشاعر عشتها مع أهلي، وأعرف أن العديد من الأسئلة لم تجد جواباً. مشاعري لا تزال خفاقة حيال عروبتي، في حين يخجل البعض من الأجيال الجديدة من الإفصاح عن انتمائهم هذا. حتى أن بعضاً من اللبنانيين يتشاوفون على غيرهم من العرب مستندين إلى معايير تافهة وأحكام مسبقة. مجتمعنا يعيش مشكلات كبيرة، وجدت ضرورة للإضاءة عليها والتوجه للشباب، فالأمل معقود عليهم. غنيت العديد من الموضوعات، وشعرت أن «تقاطع» يمثل عملاً موسيقياً غنائياً يصلح ليكون درساً في المدارس. ليس لأنه غنائي، بل لأن الشعر الملحن وفق الموسيقى المرغوبة من الشباب توصله أكثر من دعوة الأجيال الجديدة لقراءته في كتاب. يقول الواقع بعدم تآلف الأطفال مع اللغة العربية في مدارسهم. وإن لفتهم الشعر الملحن قد يبحثون للتعرف مثلاً إلى جبران خليل جبران، نزار قباني، محمود درويش وآخرين.
■ يمكنني وصف عملك برحلة بحث جابت القسم الأكبر من الوطن العربي لتحكي حاله. فكم توقفت عند بيرم التونسي في قصيدة «الشرق»؟
■ أعرف بيرم التونسي من خلال أغنيات «غنيلي شوي شوي. ليه يا بنفسج. إلخ» ولم أعرف مرّة أنه كتب عن الوضع السياسي في مصر والعالم العربي. عاش بيرم التونسي في مصر أكثر من تونس، عالج التطرف الديني الذي نشأ فيها، ونفي منها، وثمّ نفي من تونس وكانت له حياة مُعذّب. وعندما قرأت قصيدة «الشرق» قلت انها مكتوبة لهذه اللحظة التي نعيشها، فوضعنا يتقهقر منذ أكثر من 80 سنة. شعره يضيء على المرحلة، ويكتسب مزيداً من الأهمية لأنه لبيرم التونسي صاحب المصداقية.
■ عندما تكونين بصدد إعداد عمل غنائي ما هي أولويات البحث لديك؟
■ في «تقاطع» كنت في بحث عن شعراء كتبوا عن أوطانهم إلى جانب قصائد الحب. رحلة البحث عن القصائد استغرقت في حدود السنتين. والقصائد المختارة تشي بما كان يعالجه الشعراء والكتّاب منذ مئة سنة. هم الموثوقون عبر التاريخ أكثر من أي إعلام آخر لا يحمل صفة المحايد. الفنانون والكتّاب يقدمون اللحظة بصدقها. بدأت عملي بأغنية «كيف بروح» وفي الواقع نحن مستمرون في التيه، ولا ندري إلى متى؟ عندما قررت الكتابة عن العالم العربي وجدت أن شعراء كل بلد هم الأقدر في التعبير عنه. فبحثت عنهم.
■ في «تقاطع» ثمة خريطة واسعة من المواضيع. المرأة. العاملات المنزليات. الربيع العربي. حلب والشام. وإصرار على الغناء. ما هو الخيط الذي يجمع بينها؟
■ العالم العربي هو الذي يجمع بينها. عنوان الألبوم «تقاطع» حيث نقف نحن كعرب ولا ندري إلى أين نتجه. وفي الوقت عينه هناك تقاطع أفكار بين الشعراء الذين كتبوا عن العالم العربي. كما سبق القول ما زلت على مقولة والديَ أن العالم العربي واحد، وهو العالم الذي أنتمي له عاطفياً. مع تشكل وعيي سألتهما أين هو العالم العربي الذي تحدثاني عنه؟ لم أر غير الحروب؟ ومع ذلك أصرّ أن قوتنا في وحدتنا.
■ اختياراتك من الشعر العربي قديمه وحديثه تقول بسعة إطلاع. بمن انت متأثرة من الشعراء؟
■ تجذبني الفكرة الجميلة. كنت أسعد بحصص الأدب العربي حين كان الاستاذ يفسر الشعر ومعاني الكلمات. شعر محمود درويش هو الذي يمسني بقوة. كافة الشعراء الذين اخترت كلماتهم هم على درجة كبيرة من الأهمية. ومن الشعراء الحديثين أخترت جمانة حداد من لبنان. ومن المؤكد أن الشعراء الشباب في مصر وسوريا لديهم ما هو جميل للغاية. فمن فضائل الثورات القليلة أنها أنتجت فنانين رائعين في العالم العربي من الغرافيتي، إلى الموسيقى والغناء والسينما والشعر.
■ ما هو حافزك الخاص للكتابة؟ كما في أغنية «لا سلام لا كلام»؟
■ الفكرة تشكل الحافز الأساسي. في الحاضر تتقاطر أفكاري حول موضوع الحب. لهذا الحب مهم وملهم. موضوع يستدعي أن نحكي عنه في عمقه بعيداً عن سطحية الغناء التجاري. كل إنسان يرى الحياة من خلال المحبوب وعندها تتقاطر الأفكار عنده. لهذا الحب مهم، له أفكار لا تنضب، وشوق دون حدود. أردت إنجاز هذا الألبوم الذي يدور في غالبيته حول العالم العربي وبالتالي اهدائه لوالدي وتخفيف وطأة القهر في نفسي. فما يحز في قلبي أني لا أتذكر والدي خارج القضية الفلسطينية وقضايا العالم العربي والسيجارة. رحل والأمور تسير إلى الأسوأ. لكن الأطفال في غزة وكامل فلسطين يعلموننا يومياً مزيداً من الدروس في الوطنية، رغم انزعاج القسم الأكبر من العرب الذين يرون في الشعب الفلسطيني مصدراً لوجع الرأس.
■ تميز «تقاطع» بصرياً بمزج الغناء مع الغرافيتي. أظنها خطوة مشجعة جداً للإنتشار؟
■ هذا صحيح. عبر الانترنت ننتشر بقوة. مع هذا الإصدار يكون المتلقي حيال عمل سمعي بصري، إنما يستمر في الإطار الثقافي وليس التجاري، وانتشاره أقل من العمل التجاري الذي يستعين بمعايير أخرى بهدف التسويق. فحفلاتي في الغالب تتم من خلال جمعيات أو مسارح ثقافية.
■ غنيت «الجيلُ الجديدُ». هل تعرفين ماذا يريد هذا الجيل من الفن؟
■ ثمة فرق فنية جديدة لم تحقق شهرة بعد ولا تزال محسوبة في خانة الموسيقى البديلة. هذا التعريف للموسيقى كان له دور لمدى معين وبات لزاماً تغيره، فقد بات هذا النوع المسمى «بديل» هو الموسيقى الشبابية المعاصرة. في تونس شاب وفتاة «فرقة يوما» يكتبان، يلحنان ويغنيان «مكسرين الدني». وهما سيصبحان بعد عشر سنوات الأساس وما من أحد سيقف في وجههما. وفي مصر فرقة تجمع في كل حفل بين 6 و7 آلاف شخص. وعليهم ستسلط الأضواء. فالبديل اليوم سيصبح تجارياً غداً. سوق التلفزيون والإذاعة إلى تراجع والإنترنت هو الحاكم، وبالأرقام التفصيلية. إذاً ما تسمى بالموسيقى البديلة ستصبح معاصرة في المرحلة المقبلة.
■ ما هي إيجابيات الجمع بين الكتابة والتلحين والغناء والرسم لدى الفنان؟
■ ليس هناك أجمل من قدرة التعبير بكافة تلك الوسائل. هو اصراري، بهدف الإختلاف عن السائد في الفن. لو اشتريت الكلام واللحن لكنت كما الآخرين. أفضل الكتابة من منطلق أني امرأة وليس بقلم وفكر رجل. تحتاج المرأة للتعبير عن أفكارها، شعراء الأغنية يكتبون بشكل متواصل وكأنهم امرأة.
■ كم يلتقي حال الفن البديل الذي بدأ يزدهر من أواخر القرن الماضي مع المرحلة التي غناها وعاش فيها سيد درويش؟
■ نعيش حالياً تعدد فرق وأفكار فنية وموسيقية. سيد درويش كان سيد عصره، ولم يكن هناك سواه. ملاحظة لابد من ذكرها أن غالبية الفرق لا تعمل لتطوير الموسيقى الشرقية بل معظمها يتجه للغربي، باستثناء قلة في مصر وسوريا، وبالطبع زياد الرحباني وهو استاذ الجميع. هؤلاء جميعاً يأخذون الموسيقى الشرقية إلى مكان متطور، وما بقي يتشابه مع الغرب. هم صادقون ويعبرون عن المجتمع حتى وإن لم أكن محبذة للمنحى الغربي. كافة الفرق تسعى للاختلاف عن السائد، والمقارنة غير واردة. فسيد درويش أخذ الموسيقى الشرقية إلى مكان تعلّم منه الجميع. وما من موسيقي يسمح لنفسه بالقول أن سيد درويش ليس الأساس. منه تعلم القصبجي، عبد الوهاب، الأخوين رحباني، زياد الرحباني وكل من هو موجود في الفن اليوم.
■ ماذا عن إنتاج وتوزيع «تقاطع» وغيره؟
■ في الألبومين الأخيرين وهما «شوية صور» و»تقاطع» كنت مع الشركة النرويجية «كي. كي. في». تولت تكاليف التسجيل، والتوزيع الذي يشمل أوروبا، وبعض العالم العربي، وما يلي ذلك يقع على عاتقي. في المبدأ صارت الأغنيات ملك المنتج، وليس لي قرار منح أغنية لفيلم. ولا حق ضم أغنية منه إلى البوم جديد، أو تسويقها على حساباتي على الإنترنت. في المحصلة لا أملك هذا العمل في المدى البعيد. لهذا أهمية بقاء الفنان مستقلاً.

تانيا صالح: الموسيقى البديلة ستصبح تجارية قريباً وعليها تسلط الأضواء
غنت في «تقاطع» الحياة والحب والناس وباتت أكثر نضوجاً
زهرة مرعي

من «لاشين» إلى «آخر أيام المدينة» قائمة طويلة من الأفلام الممنوعة في مصر

Posted: 23 Jun 2018 02:09 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: كان فيلم «كارما» للمخرج خالد يوسف مهددا بعدم العرض قبل موعد طرحه في السينمات بساعات رغم حصوله على تصريح بالعرض من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في مصر، حيث عاد الجهاز واتخذ قرارا بعدم العرض دون إبداء أسباب واضحة، لولا تدخل عدد من الفنانين وتهديد أعضاء لجنة السينما في المجلس الأعلى باستقالة جماعية ما أجبر جهاز الرقابة على العدول عن قراره.
هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، ذلك أن تاريخ السينما المصرية منذ بدايتها حافل بعدد كبير من الأفلام التي منعت من العرض من خلال جهاز الرقابة على المصنفات الفنية أو جهات سيادية أخرى لأسباب مختلفة منها سياسية كالتعرض بالنقد لنظام الحكم ومنها ما يتعلق بمشاهد جنسية، ومنها دينية من خلال التعرض للدين المسيحي أو الإسلامي وعلاقة المسيحيين والمسلمين.
أول فيلم منع عرضه في مصر كان «لاشين» عام 1938 من إخراج الألماني فريتز كرامب، وبطولة حسن عزت وحسين رياض ونادية ناجي، ويروي قصة شخص اسمه لاشين كان قائدا لجيش أحد الحكام، وهو الذي يدير شؤون الحكم، في حين أن الحاكم لا يفعل شيئا، بل كان ضعيف الشخصية متعدد العلاقات النسائية.
وعندما شاهده بعض السياسيين قالوا للملك فاروق حاكم مصر أنه هو شخصية الفيلم، فطلب من أحمد حسنين رئيس الديوان أن يصدر قرارا بوقف عرضه.
«ليلى بنت الصحراء/ليلة البدوية» إنتاج 1937 يتحدث عن فتاة بدوية جميلة، تحب ابن عمها لكن ملك الفرس يدبر مؤامرة لاختطافها ويحاول اغتصابها، قبل أن يأتي ابن عمها لإنقاذها. عرض الفيلم لأول مرة عام 1937 باسم «ليلى بنت الصحراء» لكن اعتراض الحكومة الإيرانية عليه أدى لمنعه باعتباره يسيء إلى كسرى ملك فارس، ولم يعد إلى شاشات العرض إلا بعد ست سنوات بعد أن اشترطت الرقابة إدخال بعض التعديلات عليه وبعد تغيير اسمه إلى «ليلى البدوية».
من بين الأفلام التي منع عرضها لفترة أيضا فيلم «السوق السوداء» إنتاج 1945 كتابة وإخراج كامل التلمساني، يتناول قضية السوق السوداء التي ظهرت خلال الحرب العالمية الثانية في مصر وأدت لبروز طبقة أغنياء الحرب.
بعد ذلك منع عرض فيلم «مسمار جحا» الذي قام ببطولته إسماعيل ياسين وعباس فارس وكمال الشناوي، أنتج بداية 1952 للمخرج إبراهيم عمارة، واستعرضت قصة الفيلم مساوئ العهد الملكي وتأثيرها على الفقراء.
وتم منع فيلم «الشيخ حسن» بطولة حسين صدقي وليلي فوزي وهدى سلطان، كونه يحرض على الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.
وبعد ثورة 23 يوليو ظل فيلم «الله معنا» ممنوعا من العرض لسنوات طويلة لأن مجلس قيادة الثورة تخيل ان الفيلم يعظم دور محمد نجيب الذي كان مغضوبا عليه وقتها على حساب دور الرئيس جمال عبد الناصر.
«المتمردون» أيضا منع من العرض عام 1966 واتهم بالإساءة لسمعة مصر وللرئيس جمال عبد الناصر.
الفيلم إخراج توفيق صالح، وبطولة شكري سرحان وميمي شكيب، يتناول قصة طبيب يذهب للعلاج في إحدى المصحات النائية وسط الصحراء، وخلال تواجده هناك يكتشف عمق التفاوت بين مستوى الخدمة التي تقدم للمرضى الأغنياء وتلك التي تقدم للفقراء، فيقود تمرداً ضد إدارة المستشفى لكن السلطات تنجح في إخماده.
أما فيلم «شيء من الخوف « الذي أنتج عام 1969 فكان مهددا بالمنع لولا تدخل جمال عبد الناصر، حيث يروي قصة قرية تستولي عليها عصابة من اللصوص، يقودها عتريس الذي يغرم بإحدى بنات البلد فؤادة، لكنها تقود تمرداً ضد عصابته، ينتهى بإحراق السرايا التي يقطنها من قبل أهل البلد، منع الفيلم من العرض واعتبر أنه يرمز بشخصية عتريس إلى الرئيس عبد الناصر، استطاع مخرج الفيلم حسين كمال الوصول للرئيس شخصياً وقام بعرض الفيلم عليه فأمر عبد الناصر بعرضه فوراً وقال جملته الشهيرة: «إحنا مش عصابة وأنا مش رئيس عصابة وإلا كنا نستاهل الحرق».
كما منع فيلم «أبي فوق الشجرة» 1969 لفترة طويلة وهو بطولة عبد الحليم حافظ لاحتوائه على مشاهد القبل وخدشه الحياء العام.
امتد منع عرض الأفلام لفترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات وكانت البداية مع فيلم «العصفور» الذي أنتج في عام 1972 تأليف وإخراج يوسف شاهين، ويتحدث عن مرحلة الهزيمة بعد حرب 1967 ومنع لأنه يرمز لشخصيات معينة في السلطة، وسُمح بعرضه بعد حرب 1973 ولكن بعد حذف مجموعة من مشاهده.
وفي عام 1973 منع فيلم «زائر الفجر» بعد أسبوع واحد من طرحه في السينمات، وتبدأ أحداث الفيلم عندما تستقبل شرطة النجدة بلاغًا بمقتل صحافية يسارية في شقتها، ثم ينتقل وكيل النيابة إلى مسرح الحادث ويحاول التوصل للقاتل ويأتي تقرير الطبيب الشرعي بأن الوفاة طبيعية نتيجة مرض الصحافية بالقلب. وبالبحث حول ملابسات وفاتها تتسع دائرة الجريمة من كونها وفاة طبيعية إلى جريمة قتل معنوية نتيجة للفساد الاجتماعي والقمع السياسي وملاحقة المعارضين وتصفيتهم.
ولم يعرض إلا بعد 3 سنوات من إنتاجه وأصيب مخرجه بالاكتئاب وذبحة صدرية توفي على إثرها.
أما فيلم «حمام الملاطيلي» للمخرج صلاح أبو سيف الذي أنتج عام 1973 فجاء في تقرير الرقابة إن سبب منعه هو انه يحتوي على مشاهد خادشة للحياء العام ومناقشته لقضية المثلية الجنسية. والفيلم بطولة شمس البارودي ويوسف شعبان ومحمد العربي.
وواجه فيلم «وراء الشمس» من إنتاج عام 1978 اتهامات الخيانة والعمالة للمعارضين ومنع عرضه وهو من بطولة رشدي أباظة ونادية لطفي، وتدور قصته حول السجن السياسي بعد هزيمة 1967 ومنع نتيجة كشفه للانتهاكات وأساليب التعذيب التي حدثت خلال حقبة الستينيات.
أما فيلم «المذنبون» 1975 فلم يكتف النظام بمنعه من العرض بل أمر الرئيس الراحل أنور السادات بإحالة 15 من موظفي الرقابة للمحاكمة لموافقتهم على عرض الفيلم الذي وصفه بأنه يشوه المجتمع المصري.
وبعد عرضه بستة أسابيع صدر قرار وزاري بسحب فيلم «درب الهوا» أنتج عام 1983 لعرضه سوق الدعارة، إلى أن عاد إلى الشاشة الكبيرة عام 1991.
وواجه فيلم «البريء» عقبات كثيرة حيث ناقش قضايا حسّاسة كمفهوم الطاعة العسكرية، وفكرة تناقضها مع مصلحة الوطن، وفكرة الجلاد كصنيعة السلطة والّذي يتحوّل إلى النّقيض فيثور على صانعيه، ويصل حتّى القضاء عليهم. وفي 2005 سمح وزير الثّقافة المصري حينها بعرض النّسخة الأصلية على شاشة السينما في افتتاح مهرجان السينما القومي، أي بعد 19 عاما من إنتاجه، والفيلم بطولة أحمد زكي، ومحمود عبد العزيز، وجميل راتب، وممدوح عبد العليم.
أما فيلم «العقرب» الذي أنتج عام 1990 من إخراج عادل عوض، فتم منعه من العرض لاحتوائه على مشاهد جريئة. والمشاهد الجريئة أيضا كانت وراء منع فيلم «جنون الحياة» إنتاج عام 2000 حيث جسدت إلهام شاهين دور المرأة التي تكتشف خيانة زوجها محمود قابيل، لها فتقرر الانتقام وإقامه علاقة جنسية مع سائقها كريم عبد العزيز.
وما زال الفيلم ممنوعاً من العرض العام والتلفزيوني حتى الآن.
آخر الأفلام التي تعرضت للمنع كان «حلاوة روح» الذي منعه رئيس الوزراء المصري السابق ابراهيم محلب، وحين سألوه عن الأسباب وهل شاهد الفيلم أم لا، قال «لم أره لكنني سمعت عنه» وكان الفيلم يعرض بالفعل حيث حصل على تصريح الرقابة، واستقال الدكتور أحمد عواض رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية من منصبه وقتها اعتراضا على القرار، وقام منتج الفيلم محمد السبكي برفع دعوى قضائية وبالفعل ربحها وتم عرض الفيلم بعد عدة أشهر من منعه.
تدور أحداثه في إطار اجتماعي رومانسي لكن يظهر ولد في مشاهد جنسية مع جارته الجميلة، والفيلم من إنتاج محمد السبكي عام 2014 وإخراج سامح عبد العزيز.
أما فيلم «آخر أيام المدينة» للمخرج تامر السعيد فرغم عدم صدور قرار رسمي بمنعه، إلا أنه الم يحصل على تصريح جهاز الرقابة منذ عامين، ورغم قبوله في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة عام 2016 إلا أن إدارة المهرجان عادت ورفضت مشاركته بدون أسباب واضحة، والفيلم يناقش أسباب اندلاع ثورة 25 يناير.

من «لاشين» إلى «آخر أيام المدينة» قائمة طويلة من الأفلام الممنوعة في مصر

فايزة هنداوي

تعيش العروبة… وتموت الدقيقة 90 والعقم التهديفي والعبثيات الخارجية!

Posted: 23 Jun 2018 02:09 PM PDT

نعم… تأكد رحيل ثلاثة منتخبات عربية عن المونديال الروسي، حتى قبل انتهاء الدور الأول، بل في الواقع كانت السعودية ومصر والمغرب اول المنتخبات الـ32 المشاركة في المونديال التي ستحزم أمتعتها مبكراً.
نعم… كانت 3 أهداف قاتلة في الدقيقة 90 وما بعد، تسببت بهزائم لمصر والمغرب وتونس، ولكن أيضاً تلقى العرب 7 هزائم من 7 مباريات، بل لم يسجل المهاجمون العرب سوى هدفين خلال هذه المباريات السبع (4 اذا حسبنا هدفين عكسيين)، حتى انهما جاءا من ركلتي جزاء، بل من واقعتين مثيرتين للجدل كان يمكن عدم احتسابهما. لكن لعنة الدقيقة التسعين والعقم التهديفي، لم يكونا سببا كافيا للاخفاق، لان هناك عوامل أخرى لعبت دورا.
لكن فلنكن واقعيين، وبعيدا عن العاطفة والآمال المعقودة والاحلام الوردية، ما حصل حتى الآن كان متوقعا ومنطقياً، ان تتصدر أوروغواي وروسيا المجموعة الاولى، وتخرج مصر والسعودية، وان تتصدر اسبانيا والمغرب المجموعة الثانية وتخرج المغرب، لكن الاخيرة كسرت الخاطر وكسبت التعاطف، بعرضيها القويين امام ايران والبرتغال. لكن خيبة الامل الحقيقية كانت في عرض السعودية الاول امام روسيا وعرض مصر الثاني امام روسيا ايضا، فالأول كان الاسوأ على الاطلاق، وكأن شيئا حصل أرهب اللاعبين قبل دقائق من المباراة، فدخلوا متوترين وتائهين ومرعوبين، وكأنهم نسوا خطة اللعب، رغم ان الروس كانوا أكثر توترا وقلقا، بل كانوا سيئين رغم تسجيلهم خمسة أهداف.
المصريون قدموا عرضا جيداً امام اوروغواي في مباراته الاولى، رغم سلبيته الهجومية وفقدان الجرأة في التقدم وابقاء صلاح جليس الاحتياطيين، رغم تصريح «جاهز 100 % تقريبا»، لكن في المباراة الثانية، بدأت تظهر اعراض العبثية، وسوء التنظيم وعدم الاحتراف، اكثر منه اخفاق تكتيكي. وربما كان ملائما ان تخرج الى العلن قصة تجمع الفنانين، من ممثلين ومغنيين واعلاميين في فندق اللاعبين، كهدية من الشركة الراعية للمنتخب، والمملوكة للحكومة، كوسيلة لرفع معنويات اللاعبين ومؤازرتهم وتشجيعهم، ولو افترضنا ان هذا الامر ليس في قمة العبثية والانتهازية، فمن من المنتخبات الـ31 الاخرى التي فعلت الامر ذاته مع منتخبها؟ رغم محاولة ادارة المنتخب تبرير الامر بان اللاعبين اجتمعوا مع ذويهم لساعتين فقط، فلا أرى صلة القربى بين ليلى علوي وفيفي عبدو ولميس الحديدي بأي من نجوم المنتخب المصري. هو مجرد مشهد عبثي يضاف الى العشرات غيره خلال هذا المونديال وحده، ولن أجد من بين المصريين والعرب الذين تضايقوا على الاقصاء المصري سوى لوم هؤلاء على هذا الاخفاق.        
 
تريزيجيه وكهربا

هناك عادة انتهجها المصريون على مدى عقود طويلة، باطلاق اسماء مختصرة على نجوم كرة القدم، فكنا نعرف «زيزو» و»كيمو» و»ميدو»، وهي اختصارات او اسم دلع لعز وكمال وأحمد، وغيرها الكثير، لكن في السنوات الاخيرة، انتشرت عادة أخرى في اطلاق اسماء الكنية والتدليع على النجوم، فلم يعد اختصار الاسم نفسه كافياً، بل اصبحنا نسمع بأسماء اما عبارة عن أوصاف أو هي اسماء نجوم أجانب يتشبهون بها، فمثلاً من الجيل الحالي في المنتخب المصري، نجد هناك الونش وكهربا وشيكابالا وكوكا ومانغا وتريزيغيه، وهي آفة باتت غريبة، خصوصاً ان النجوم المختارين في قائمة المنتخب المشارك حالياً في نهائيات كأس العالم في روسيا، لم يعودوا يعرفون بأسماء محمد حمدي ومحمود عبدالرازق ومحمود أحمد حسن ومحمود عبدالمنعم، بل هم الونش وشيكابالا وتريزيغيه وكهربا، وطبعا هي اسماء اما تصف اسلوب لعب اللاعب وقدراته مثل «الونش» بقوته و»كهربا» بسرعته، او تشبيها بنجوم سابقين مثل النجم الفرنسي السابق دافيد تريزيغيه، لكن الانكى ان الصحافة الاجنبية لم تعد تعرفهم الا باسمائهم المستعارة والمختصرة، لانها باتت تعتمد على انها اسماء رسمية بل ومكتوبة على فانلاتهم، وأنا شخصياً لا أرى كيف تسنح للاعب فرصة، قد تكون الوحيدة في العمر، ان يظهر في أكبر ساحة عالمية لكرة القدم، وان لا تصدح حناجر المعلقين باسمه واسم والده وعائلته!  

تعيش العروبة… وتموت الدقيقة 90 والعقم التهديفي والعبثيات الخارجية!

خلدون الشيخ

هل ظهرت ملامح بطل جديد لكاس العالم… وأين وقع الخلل العربي؟

Posted: 23 Jun 2018 02:08 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: أعادت نتائج الأسبوع الأول في كأس العالم إلى الأذهان زمن العجائب والمفاجآت، الغائب منذ ما يزيد على عقد ونصف العقد، باستثناء نتائج منتخباتنا العربية التي أصابتنا بالحسرة وجعلتنا نشعر بالمعنى الحقيقي لخيبة الأمل، بحصيلة صادمة أسفرت حتى وقت كتابة هذه المادة (قبيل ساعات من مباراة تونس أمام بلجيكا) عن سبع هزائم في سبع مباريات، بجانب كارثة العقم التهديفي، بالاكتفاء بتسجيل هدفين فقط من ركلتي جزاء مقابل استقبال 13 هدفا، أكثرها تأثيرا أهداف النيران الصديقة التي أطاحت بمصر والمغرب من البطولة.
 
أين الخلل؟ 

تتذكرون اقتباس العنوان الفرعي؟ جزء من أغنية فيلم «خارج عن القانون» كنت أشاهده بالصدفة لنسيان الصدمة العربية الثلاثية في المونديال، لكن عندما جاء مقطع «العيب في مين يا زمن»، لم يمر أمامي سوى شريط الذكريات التعيسة في كأس العالم، أو بمعنى ألطف الذكريات الخجولة جدا للمنتخبات العربية في أهم بطولة كرة قدم في العالم، نعم كتبنا مئات المرات عن جيل أسود أطلس الذهبي في مونديال 1986، بقيادة الأسطورة بادو الزاكي وعزيز بو دربالة والبقية، وشاهدنا لهم عشرات الفيديوهات القديمة بجودة ألوان الثمانينات، حتى الجيل الأكثر انتشارا في العالم الافتراضي (مواليد التسعينات والألفية الجديدة)، لم يُشاهد إنجاز السعودية الوحيد عام 1994. فقط شعرنا بالفخر وأننا على بعد خطوة من المجد مرة واحدة لولا الحظ، الذي لو كان رجلاً لفتك به محاربو الصحراء بعد مباراة ألمانيا البطولية، أما غير ذلك، فكل مشاركات العرب بدون استثناء تندرج تحت مُسمى «الظهور المُشرف»، وهذا في الوقت الذي بدأت تتقارب فيه مستويات المنتخبات العالمية، بصورة تجعل من الصعب جدا توقع البطل أو طرفي النهائي مع عدم استبعاد حدوث مفاجأة ظهور بطل عالم جديد غير الثمانية العظماء.
 
بطل عالم جديد!

لمَ لا. من يُصدق أن المكسيك ألحقت بأقوى مُرشح للفوز بكأس العالم أول هزيمة له منذ عامين؟ وليس بمساعدة الحظ أو التحكيم. صحيح الألمان أهدروا فرصا، لكن أحفاد الهنود الحمر أضاعوا أيضا أكثر من فرصة مُحققة بنسبة 100%، وبنفس الطريقة خرجت أيسلندا بنقطة ثمينة أمام الأرجنتين وسويسرا كذلك فرضت نتيجة التعادل على سحرة البرازيل، وما يُقهر المشجع العربي، أن هذه المنتخبات لم تصنع الذرة، فقط تفادت الأخطاء الدفاعية الساذجة والتعامل بتركيز مع الكرات العرضية والركلات الثابتة والركنيات، على عكس ممثلينا العرب. فالركنيات على مصر والسعودية والمغرب وتونس أكثر صعوبة من ركلات الجزاء! لكن لو نظرنا مثلاً إلى منتخب كأيسلندا، سنجد انه لم يهتز في الدقائق الأخيرة مثلنا، وكذلك سويسرا، ظلت صامدة أمام نيمار ورفاقه طوال المباراة، والأعجب المكسيك مع الماكينات. وما السبب يا ترى؟ كما أشرنا تقارب مستوى المنتخبات الناتج من المنظومة الاحترافية، التي قللت الرهبة والخوف لدى اللاعبين من أسماء المنتخبات الكبرى، باحتكاكه أسبوعيا مع أبرز الأسماء العالمية في الدوريات الأوروبية، هذا بجانب الطفرة الهائلة في التكنولوجيا، التي جعلت الشخص العادي يستطيع دراسة لعب نجوم العالم، بعلم التحليل الفني، الذي لا يقتصر على من مارسوا كرة القدم فقط، فما بالك بالمدربين والمدافعين الذين يدرسون خصومهم ونقاط قوتهم وضعفهم بمنتهى السهولة من خلال الهاتف، أما في الزمن القديم، كانت المشاهدة تقتصر على أشرطة الفيديو.
 
تقارب الأفكار 

الشيء المُلاحظ أن أغلب نجوم هذا المونديال، هم أبناء مشاريع الأكاديميات التي انفجرت في كل بقاع الأرض بعد سلسلة مفاجآت بطولة كوريا الجنوبية واليابان، وهؤلاء تأسسوا على أبجديات كرة القدم في كل المراكز، الأمر أشبه ببرامج مسابقات المواهب والغناء العالمية باختلاف اللغة. وهذا يظهر بوضوح في التنافس الشديد بين كل منتخبات البطولة، بما فيها المنتخبات العربية، بالأخص المنتخب المغربي، الذي أحرج بطل أوروبا على مدار 90 دقيقة، لكن لعنة التفاصيل البسيطة كان لها رأي آخر، لذلك، إذا لم تظهر الفوارق الفردية التي تَعول عليها المنتخبات المُرشحة للفوز باللقب، فلن تتوقف المفاجآت، على غرار المونديال الآسيوي الذي بدأ بنفس الطريقة، وانتهى بوصول البرازيل وألمانيا وتركيا وكوريا الجنوبية للمربع الذهبي، الفارق الوحيد أنه لا توجد ضمن المنتخبات الـ32، إمبراطورية «R» البرازيل المتمثلة في رونالدو وريفالدو ورونالدينيو، بل هناك تقارب ملحوظ في المستوى، نراه بأعيننا في المباريات وهي تُحسم بتفاصيل بسيطة جدا، واستمرار الوضع كما هو عليه، ينذر على الأقل بتكرار سيناريو كرواتيا 1994 وبلغاريا 1994 وتركيا وكوريا الجنوبية 2002، وربما أبعد من ذلك… بطل أو وصيف غير الأعلام المعتادة التي لم تتغير في النهائي في القرن الجديد سوى مرة واحدة، عندما فعلتها إسبانيا عام 2010، لكنها لم تكن مفاجأة صارخة لقوة جيل الماتدور، الذي كان لا يُقهر قولاً وفعلاً بقيادة تشافي ومساعده الرسام إنييستا وبقية العصابة التي احتكرت اليورو مرتين. فهل سنعيش لحظات مختلفة هذه المرة؟ يبدو ذلك وبالنسبة لي لا استبعدها من المكسيك أو بلجيكا، فقط أذكركم أن أحفاد الهنود الحمر لم يخسروا سوى مرتين في آخر 18 مباراة في نهائيات كأس العالم، في المقابل فازوا في تسعة وتعادلوا في سبع مباريات، ودائما يكون ندا لمنافسيه حتى اللحظات الأخيرة، فقط يحتاج لكسر عقدة دور الـ16 والدور ربع النهائي، أما منتخب الشياطين الحمر، فهو النسخة الأقرب لإسبانيا قبل ثماني سنوات.
 
أين مكان العرب في الخريطة العالمية؟ 

للأسف الشديد، ما زلنا بحاجة لمزيد من التطور، أولاً باكتشاف مدافعين أكاديميين، النوع الجديد الذي يتحمل الضغط طوال 90 دقيقة ولا ينهار في آخر لحظة، والشعور بعدم الرضا بأي نتيجة، نُريد استنساخ تجربة الجزائر 2014، كمصري. شعرت من ردود الأفعال في الشارع المحلي، أن المنتخب حقق إنجازا غير مسبوق، بخسارته أمام أوروغواي 1-0، حتى أن صفوة المجتمع شعروا أن مباراة روسيا ستكون أشبه بالنزهة في ظل وجود صلاح، وهذا ليس صحيحا على الإطلاق، لأن من يعرف كرة قدم جيدا، كان يفهم ويُدرك جيدا أنها أصعب من المباراة الأولى. على عهدة الراوي وهو صديقي مرافق لبعثة المنتخب في روسيا، أقسم لي، أن عددا كبيرا من الفنانين والإعلاميين، تسللوا إلى مكان اللاعبين والتقطوا معهم الصور السيلفي! في الوقت الذي ينكر فيه الأعضاء المسؤولين عن البعثة حدوث ذلك.
 بوجه عام، فكرة حجز غرف الفنانين والإعلاميين في نفس فندق المنتخب، لم تكن موفقة تماما، لأبعاد كثيرة، منها عدم تفاؤل جماهير الكرة بحضور المشاهير، لكنها ليست سبب خروج الفراعنة من البطولة، فهذا بدون «تطبيل» أفضل ما لدينا، دعك من مهاترات الإعلانات والبرامج التي تسخر من طريقة هيكتور كوبر الدفاعية، الحق أن هذا الرجل فعل ما لم يكن يتوقعه أو ينتظره أكثر المتفائلين من الأسكندرية إلى بلاد النوبة، ربما كان محظوظا بوجود صلاح وهو في أوج لحظاته كلاعب بالإضافة لوجوده في مجموعة سهلة في التصفيات، اكتملت بهدايا غانا التي لا تُقدر بثمن. لكن يحسب له أنه أعاد هيكلة المنتخب، ولديه ميزة غائبة منذ أيام المعلم حسن شحاته، أن المشجع البسيط يحفظ تشكيل المنتخب عن ظهر قلب، هذا في حد ذاته إنجاز ونجاح يستحق الشكر عليه، والشكر هنا بمعناه الحرفي بعد عودته من روسيا، لأنه لن يُقدم أفضل من ذلك، وأيضا المنتخب يحتاج لدماء وأفكار جديدة بجانب أفضل العناصر الحالية.
المغرب؟ فعل كل شيء في كرة القدم إلا وضع الكرة في الشباك، وهذه نتيجة عناد هيرفي رينار بعدم ضم رأس حربة صريح يُمكنه استغلال نصف هذا الكم الهائل من الفرص، وكبقية العرب، مُصاب بفيروس الكرات العرضية، لكن بالنبرة الحزينة التقليدية، لا نستطيع سوى قول أن منتخب أسود أطلس قدم مستوى متميزا في البطولة، لكن المحصلة للنسيان قبل اللقاء الأخير أمام إسبانيا، وهذا ينطبق على المنتخب السعودي، الذي تّحسن أداؤه نوعا ما أمام أوروغواي، وفي النهاية لم يضف أي جديد، لنعود ونقول مُجددا كان بالإمكان أفضل مما كان، نفس السيناريو الذي لا يتغير أبدا، رغم أن التوقعات كانت كبيرة هذه المرة، في ظل وجود أربعة، منهم اثنان في مجموعة في المتناول.
 مع ذلك، جاءت النتائج كارثية، بعيدا عن الأداء المُشرف للفراعنة السعودية أمام الثعالب الذي لا يُقدم ولا يؤخر في أي شيء، وهو نفسه ينطبق على ما فعله المنتخب المغربي أمام إيران والبرتغال وتونس أمام إنكلترا، من سيئ إلى أسوأ، مع ذلك، دعونا نتحلى بالأمل والتفاؤل، على أمل أن نستفيق على غد أفضل، عندما تُنظم قطر البطولة عام 2022، اليوم شاركنا بأربع منتخبات، من يدري قد تكون بشرى خير، لزيادة العدد في النسخة المقبلة، لتزيد الفرص في كسر عقدة الأداء المُشرف والانهيار بعد الدقيقة 90، أتصور أن مشروع هيرفي رينار، هو الأكثر واقعية، كما أشرنا، يحتاج فقط للتخلص من صداع رقم 9 وأيضا حارس بجودة وكفاءة أعلى، وربما لو كان محظوظا بقرعة أسهل نسبيا من قرعة «مجموعة الموت»، لكان له شأن آخر في البطولة، أما المنتخب المصري، فلا خوف عليه كثيرا في ظل وجود صلاح ومجموعة المحترفين، والمجموعة التي استبعدها كوبر قبل المونديال وكانت تستحق فرصة، منهم أفضل لاعب في الدوري الإماراتي حسين الشحات، وأفضل حارس مرمى في الدوري محمد عواد وأسماء أخرى أفضل من الكتيبة الدفاعية التي اصطحبها المدرب الأرجنتيني، بإدراج اسماء 9 مدافعين في القائمة، أكثر من أي منتخب آخر في كأس العالم، في المقابل لم يضم سوى رأس حربة صريح، وهو مروان محسن، وهذا يعكس طموح المدرب قبل سفره إلى روسيا.
 ويبقى المنتخب السعودي أشبه باللغز المُحير، وهي طبيعة اللاعب السعودي في كل العصور، في شوط يُمكن أن يفعل كل شيء في كرة القدم، وفي شوط آخر ينهار بسهولة، وقد يفعل ذلك في مباراة وأخرى، والحل؟ القضاء على كارثة التأخر الزمني بين عقلية اللاعب السعودي واللاعبين المحترف في أوروبا، وهذا يحتاج اكتشاف مواهب حقيقية لديها الجوع والرغبة في تكرار نموذج صلاح ومحرز وعرب أفريقيا المحترفين على أقل تقدير، وإلا سيبقى المنتخب السعودي صيدا سهلاً للمنتخبات في كأس العالم، كما تقول لغة الأرقام، بسقوطه 13 مرة في آخر 14 مباراة في كأس العالم. في انتظار اللقاء العربي الخالص، الذي سيكون ثأريا للفراعنة، بعد هزيمة كأس القارات التاريخية أمام الأخضر بنتيجة 5-1، وعموما سيكون لقاء تحصيل حاصل لترتيب شكل المجموعة من الناحية الظاهرية، أما نتيجته فستكون مهمة جدا لكلا المنتخبين لمصالحة جماهيرهم بعد الخسارة في أولى مباراتين، خصوصا المنتخب السعودي المُطالب أكثر بتصحيح صورته أمام الرأي العام، بعد الملايين التي أُفقت على اللاعبين من معسكرات في منتجعات 5 نجوم في سويسرا، الى مباريات ودية من النوع الثقيل أمام إيطاليا وألمانيا، بخلاف المستحقات المادية، بينما صلاح سيكون أمام تحدٍ آخر، لقتل أسطورة مجدي عبدالغني إلى الأبد، بتسجيل هدف بطريقة أخرى غير ركلة الجزاء، على الأقل لإشباع رغبة الجماهير بالعودة من روسيا بأكبر حصيلة ممكنة من الأهداف، بعد التخلص أخيرا من كابوس مجدي عبدالغني الذي دام 28 عاما.

هل ظهرت ملامح بطل جديد لكاس العالم… وأين وقع الخلل العربي؟

عادل منصور

مونديال روسيا يجذب علماء الفيزياء… وخبراء النفس يبحثون عن «لون» البطل

Posted: 23 Jun 2018 02:08 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: انطلقت منافسات كأس العالم في روسيا، وتسمر عشاق كرة القدم خلف الشاشات لمتابعة مبارياتها، ومعهم أيضاً العلماء الذين يعتزمون متابعة كل حركة لدراسة مختلف جوانب اللعبة… من الفيزياء الى علم النفس.
في كل مونديال، يكون العالم على موعد مع كرة جديدة، ولن تختلف الحال في روسيا مع كرة «تيليستار 18» التي صنعتها شركة «أديداس» الألمانية للتجهيزات الرياضية، والتي تزود كأس العالم بالكرات منذ عام 1970. حتى قبل انطلاق المنافسات، بدأت هذه الكرة تلاقي بعض الانتقادات من حراس المرمى، على اعتبار ان التحكم بها أصعب من غيرها. الا ان العلماء الذين درسوا تصميم الكرة وانسيابيتها، يعتبرون انها «أكثر استقرارا» من غيرها، لاسيما كرة «غابولاني» التي اعتمدت في مونديال 2010. ويشكل تصميم «تيليستار 18» استعادة حديثة لتصميم «تيليستار»، أول كرة صممتها «أديداس» لكأس العالم، واستخدمت في مونديال المكسيك 1970. وكانت تلك الكرة الأولى ذات التصميم الشهير باللونين الأبيض والأسود، علما انهما اعتمدا في حينه لاتاحة مشاهدة تلفزيونية أوضح نظرا لأن غالبية الشاشات كانت لا تبث حينها سوى بهذين اللونين. لكن نسخة 2018 من هذه الكرة تعتمد ثلاثة ألوان: أبيض وأسود ورمادي.
إريك غوف، أستاذ الفيزياء في جامعة لينشبورغ في ولاية فيرجينيا الأميركية، كان ضمن الفريق الذي قام بتحليل الكرة باستخدام النفق الهوائي ودراسات سطحها. ووجد الفريق ان «تيليستار 18»، مقارنة بكرة «برازوكا» التي اعتمدت في مونديال البرازيل 2014، تواجه «مقاومة» أكبر من الهواء، ما يعني ان الكرة تعبر مسافات أقل من الهواء (بنسبة ثمانية الى عشرة بالمئة أقل من كرة 2014) عندما يتم ركلها بسرعات ارتطام عالية (أكثر من 90 كلم/ساعة)، بحسب ما يوضح غوف، ويقول: «هذا قد ينعكس سلبا على المهاجمين الذين يسددون الكرات من مسافات بعيدة، وسيكون عليهم بالتالي ان يركلوا الكرة بقوة كبيرة». الا ان الأمر قد يكون ايجابيا لحراس المرمى. فبحسب غوف، عندما يتم ركل الكرة بسرعة عالية «ستصل الى المرمى بسرعة أبطأ بقليل مما كانت عليه برازوكا في 2014». في المقابل، تحظى الكرة الجديدة بثبات أكبر في الهواء. ويوضح سونغشان هونغ من مركز علوم الرياضة التابع لجامعة تسوبوكا اليابانية، ان التجارب على الكرة، والتي شملت ركلها من أجهزة آلية (روبوت) كشفت ان «تيليستار 18» تحظى بـ»مسار ثابت جدا مقارنة بالكرات السابقة». ويضيف: «من المتوقع ان تكون الركلات الثابتة مثل الحرة أو الركنية، او أي تسديدة قوية من مدى متوسط، قد تكون فاعلة» بالنسبة للهجوم. أما حراس المرمى، فيرى هونغ ان الكرة «لن تقوم بالكثير من الانحرافات غير المتوقعة، لا اعتقد انها ستكون سلبية لهم».
تحقيق النتائج المثلى يحتاج بطبيعة الحال الى تركيبة ناجحة من لاعبين موهوبين ومدرب خبير وتكتيكي ناجح، وأيضا بعض الحظ. لكن، وبحسب الدراسات العلمية، ثمة عامل إضافي يدخل على الخط: قمصان المنتخب، ولاسيما اذا كانت باللون الأحمر. وبحسب أبحاث شارك فيها أستاذ علم النفس الرياضي في جامعة تشيتشستر البريطانية إيين غرينليس، يحظى حراس المرمى او منفذو ركلات الجزاء، بنوع من «الأفضلية» في حال ارتدوا زيا أحمر اللون. وبحسب الدراسات، ينظر الى اللاعبين الذين يرتدون الأحمر على انهم أكثر سيطرة ومهارة، وذلك من أنفسهم بالدرجة الأولى، وأيضا من خصومهم الذين قد يعانون من بعض القلق في مواجهتهم. ويوضح غرينليس ان البشر بشكل عام يربطون بين اللون الأحمر والخطر. ويضيف: «التفسير هو اننا تعلمنا منذ سن صغيرة جدا، ان الأحمر يقترن بالخطر: التوقف عند اشارة السير، ولافتات التحذير، وحتى الفشل، اذ ان الاساتذة يقومون بتصحيح الامتحانات بقلم أحمر اللون». النظرية الأخرى هي ان اللون الأحمر هو «أوضح» من غيره، وقادر بالتالي على تشتيت تركيز الخصم بشكل أكبر. المفارقة ان المنتخب الانكليزي الذي عادة يرتدي اللون الأبيض، فاز بلقبه الوحيد في كأس العالم (مونديال 1966 على أرضه)، عندما خاض النهائي بالقميص الاحمر على حساب نظيره الالماني بالقميص الأبيض.
بعض الاندية من المستوى العالي في انكلترا، مثل ليفربول ومانشستر يونايتد، ترتدي القميص الاحمر. الا ان هذه «الظاهرة» لا تعني البرازيل مثلا، صاحبة الرقم القياسي في عدد الالقاب العالمية (5 القاب) حيث يرتدي منتخبها القميص الاصفر. ووجدت احدى الدراسات ان اللون الابيض يكون اكثر وضوحا في المستطيل الاخضر، وفي امكانه ان يكون عاملا مهما في «زيادة عدد التمريرات الناجحة». أما الأخضر فيمكن ان يخدع دفاع الخصم لانه يصبح من الصعب عليه وضوح الرؤية جراء اختلاط لون القميص بلون العشب.ويشير غرينليس الى ان التأثير الكلي لأي لون محدود، معتبرا ان «فريقا جيدا يرتدي الابيض، الازرق او الاخضر يكون أفضل اداء من فريق متوسط يرتدي الزي الاحمر». لكن اذا كانت الفرق متساوية في مجالات أخرى، فاختلاف لون القميص قد يرجح الكفة.
حدث ذلك مع البرازيلي بيليه ومع الأرجنتيني ليونيل ميسي، وقد يحصل مع البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي نيمار. «توهج» لاعب هو عنصر المهارة الحاسمة التي قد تقلب نتيجة مباراة بين لحظة وأخرى، وهو ما يثير حماسة المشجعين. المراوغات الخادعة التي تجعل المدافع يعتبر ان الكرة ذهبت الى يمينه وهي اصبحت خلفه، كلها خدع لا يقتصر الهدف منها على التسلية والترفيه.
وبحسب دراسة لنشرة علوم الرياضة «جورنال اوف سبورتس ساينسز» في نيسان/أبريل «الابداع العالي» هو عمليا مؤشر على الفوز. وقام الباحثون المشاركون في الدراسة، بتحليل الأهداف الـ311 التي سجلت على مدى 153 مباراة خلال مونديالي 2010 في جنوب افريقيا و2014 في البرازيل، وكأس اوروبا 2016 في فرنسا. وركز هؤلاء على ثمانية حركات تسبق تسجيل كل هدف، واعطوا الابداع فيها علامة بين صفر و10، وخلصوا الى وصفها بأنها مزيج من عناصر «المفاجأة والأصالة والمرونة». ووجد الباحثون ان الابداع في آخر حركتين قبل التسديد على المرمى «أثبت انه المؤشر الافضل على النجاح في المباراة»، وان الأفعال التي تصنف في إطار «الابداع العالي» تكون نادرة خلال المباراة (نسبة ما دون 10%). الا ان نصف الأهداف تقريبا شملت حركة أو حركتين في هذا الاطار. واعتبر الباحثون ان «الابداع التكتيكي هو عامل حاسم في الفوز في كرة القدم»، ونصحوا المدربين باجراء برامج تدريبية على هذا الاختصاص ليس فقط للشباب وانما تشمل ايضا اللاعبين المحترفين.

مونديال روسيا يجذب علماء الفيزياء… وخبراء النفس يبحثون عن «لون» البطل
كرة القدم مجموعة من العلوم

بدل المنجمين والحيوانات عقول بشرية نابغة تتوقع نتائج مباريات المونديال

Posted: 23 Jun 2018 02:08 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»:في حين تدور معارك حامية الوطيس على الاراضي الروسية بين 32 منتخباً، فان مجموعة من العلماء تجلس بهدوء لتحسب بأرقامها ونظرياتها أموراً أخرى: من الذي سيصبح بطل العالم؟ من الذي سيصل للنهائي؟ ما هو الفريق الذي سيحدث مفاجآت؟
هناك رغبة ملحة لدى مشجعي كرة القدم والشركات المنظمة للرهانات في الحصول على إجابة على هذه التساؤلات. بدلا من التكهنات التي تستخدم فيها الحيوانات وبدلا من التنجيم فإن باحثين في عدة جامعات يراهنون على فن الرياضيات للحصول على إجابات أكثر دقة عن هذه البطولة قبل انطلاقها. غير أن معظم هذه الحسابات تنتهي من وجهة النظر الألمانية بشكل غير مبشر. باختصار فإن علماء الرياضيات يرون أن دفاع الألمان عن لقب بطل كأس العالم سيكون أقل احتمالا من فوز البرازيل بها.
وتبلغ نسبة احتمال فوز المنتخب الألماني بالبطولة للمرة الخامسة في تاريخ البطولة وفقا لإحصاءات رياضي جامعة انسبروك النمسوية 15.8 % في حين يتوقع الباحثون بنسبة 16.6 % أن يكون اللقب من نصيب المنتخب البرازيلي. وأوضح أخيم تسايل أيز، الباحث في علم الرياضيات بالجامعة، أن «النهائي الأكثر احتمالا سيكون بنسبة احتمال 5.5 % بين هذين الفريقين». ووفقا لهذه الحسابات فإن البرازيليين سيحصلون بذلك على فرصة لتعويض خسارة 7-1 المهينة أمام الفريق الألماني في الدور نصف النهائي عام 2014 في البرازيل. يحسب تسايل أيز منذ سنوات عدة بالتعاون مع زملائه من جامعة اقتصاد فيينا احتمالات الفوز في البطولات الرياضية الكبيرة. ويستند فريق الباحثين خلال ذلك إلى نسب مشاركة 26 شركة رهان على الإنترنت ويمزج هذه الحصص مع نماذج إحصائية معقدة. ويعكف الباحثون في جامعة مونستر حاليا على التوصل لمعادلة لعالم كرة القدم بناء على إحصاءات خاصة بكرة القدم.
يستند هؤلاء الباحثون إلى ما يعرف بتصنيف «إيلو» العالمي لكرة القدم والذي يعطي وزنا أكبر للانتصارات ضد الفرق القوية والنجاحات التي تتحقق بجدارة وبأهداف كثيرة وذلك بخلاف القواعد التي يعتمد عليها التصنيف الأشهر للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). ويؤخذ تصنيف «إيلو» في الحسبان مع معايير أخرى مختلفة لمعرفة مدى قوة أحد الفرق. واستطاع فريق الباحثين تحت إشراف أندرياس هوير بهذه الطريقة حساب نتيجة البطولات الأوروبية الكبيرة من خلال شركة «كيك فورم» التي أسست عام 2016 ونجحوا في حساب نحو 70% من نتائج مباريات الموسم المنصرم بشكل صحيح «وهناك عدد قليل من المباريات رفضنا إعطاء تكهنات بشأنه في حين حققنا هذه النسبة في مباريات أخرى»، حسبما أوضح مؤسس «كيك فورم»، الفيزيائي يورغ هايديان. وطبق فريق هوير معادلة كرة القدم أيضا على المباريات الـ64 لبطولة كأس العالم في روسيا وتوصلوا إلى مرشح واضح للفوز بالبطولة.
ووفقا لفريق الباحثين فإن البرازيل ستصبح بنسبة 31% الفائز بالبطولة، في حين تبلغ نسبة احتمال نجاح الألمان في الدفاع عن اللقب 17% وهي ثاني أعلى نسبة توصل إليها الرياضيون لهذه البطولة. وعلى غرار باحثي انسبروك توقع باحثو مونستر أيضا أن يتقابل الفريقان في مباراة النهائي. واعتمد خبراء الاقتصاد أيضا في شركة «ديلويت» في تكهناتهم على تقييمات شركة «إيلو» ولكنهم ربطوا البيانات بأحداث تاريخية وبأماكن إقامة البطولات وتوقعوا بذلك عدد الأهداف. وكانت النتيجة هنا أيضا أن البرازيل ستصبح بطل العالم في هذه البطولة. وتوقع الخبراء أن تفوز البرازيل على ألمانيا 2-1 في الدور ربع النهائي، وأن يتقابل المنتخب البرازيلي مع جاره الأرجنتيني ليمنى المنتخب الأرجنتيني بذلك بثاني هزيمة له في النهائي خلال بطولة كأس العالم. وبالطبع لن تتضح مدى إمكانية الوثوق بهذه النتائج إلا في نهاية البطولة. على أية حال لم تأخذ هذه الحسابات في الحسبان الشكل الحالي للمنتخب الألماني ومبارياته التجريبية الضعيفة السابقة للبطولة، كمباراته ضد نظيره النمساوي التي انتهت بفوز الأخير 2-1 ومباراة المنتخب الألماني ضد السعودية والتي فاز فيها الألماني 2-1. كما أن هذه التوقعات الرياضية لم تأخذ عناصر الفريق على وجه الدقة في الحسبان «وهناك أيضا الاستثناءات الجميلة في كرة القدم حيث يمكن أن يكسب الفريق الأضعف على الورق وربما حصل على اللقب» حسبما أوضح فريق الباحثين من مونستر. كما أنه لم يمض وقت طويل على تعرض أساتذة التوقعات الرياضية لمفاجأة، حيث لم تكن نسبة احتمال فوز البرتغال بكأس الأمم الأوروبية عام 2016 تتجاوز 6% وفقا لحساباتهم.

بدل المنجمين والحيوانات عقول بشرية نابغة تتوقع نتائج مباريات المونديال

غزة: محطات الوقود آخر المشاريع الاقتصادية الاستثمارية

Posted: 23 Jun 2018 02:07 PM PDT

تعرض قطاع غزة لأكبر حالة انهيار اقتصادي نتيجة عدة أسباب تتعلق بالحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع إضافة إلى سلسلة العقوبات الاقتصادية التي تفرضها السلطة الفلسطينية، واقع ألقى بظلاله بالسلب على مئات التجار وأصحاب رؤوس الأموال الذين خسروا مبالغ كبيرة وباتوا داخل السجون بفعل حالة الركود والشلل الاقتصادي الحاد. في المقابل اتجه عدد كبير من المستثمرين نحو إنشاء محطات بيع الوقود كمسلك أخير وناجح أمام استثمار أموالهم، حيث تشهد غزة طفرة نوعية من خلال انتشار واسع وكبير لمحطات الوقود على الرغم من صغر المساحة العامة للقطاع مقارنة بانتشار المحطات. وما يميز هذه المحطات عن ذي قبل هو الزخارف المعمارية الجذابة، واحتوائها على أقسام بيع الزيوت والمشروبات الغازية إضافة إلى إدخال الماكينات الرقمية الحديثة في تعبئة الوقود للمركبات، وهو ما شجع أصحاب محطات الوقود للتنافس في الديكورات الجمالية للمحطات التي أصبحت حديث المواطنين في الشارع نتيجة تكاليفها الباهظة.
وبين حامد بهلول أمين سر جمعية أصحاب محطات البترول في غزة أن الانتشار الكبير لمحطات الوقود، يأتي نتيجة مجموعة من الدوافع وأهمها تراجع النشاط الاقتصادي، خاصة في مجال تجارة العقارات التي كانت مربحة بالنسبة للتجار ورجال الأعمال.
وأشار لـ»القدس العربي» إلى أن سلوك التجار لإنشاء محطات الوقود كان خيارهم الوحيد والناجح باعتبار أن سلعة الوقود لا يمكن التوقف عن تداولها أسوة بغيرها من السلع التي اضطر الناس تحت وطأة الفقر والبطالة التراجع عن استخدامها أو على الأقل شرائها بالدين، وهذا يفسر توجه رأس المال نحو إنشاء هذه المحطات لحجم الأرباح الكبير الذي تجنيه.
وأوضح أن المحطات الآن تشهد تنافساً شكليا يتعلق بالمظهر الخارجي والتصميم الفني للأسقف الذي يعد عنصر جذب بالنسبة لسائقي المركبات فيما مستوى تقديم الخدمة يعتبر واحداً في جميعها.
وفي مشهد آخر يضاف إلى الحالة الجمالية التي يتنافس عليها أصحاب تلك المحطات، إقدام بعضهم على وضع سيارة حديثة على أبواب المحطات ضمن مسابقات لتشجيع المواطنين على تعبئة سياراتهم من المحطة والدخول على سحب بعدة جوائز قيمة وفق وقت محدد، وهو ما بدأت بالتنافس به بعض المحطات إضافة إلى نشر الإعلانات التشجيعية الأخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والإذاعات المحلية.
وفي هذا السياق أكد رئيس جمعية أصحاب شركات البترول محمود الشوا أن انتشار محطات الوقود في غزة شكل حالة من الفوضى في ظل استمرار إصدار التراخيص لإنشاء المزيد منها والتي أصبحت تسير بمخططات غير منتظمة لا تبعد المحطة عن الأخرى مسافة 500 متر في بعض المناطق العامة والحيوية.
وأضاف أن عدد المحطات المرخصة قبل خمسة أعوام لا يتجاوز الـ19 بينما انتشرت في سنوات الحصار وتجاوز عددها قرابة الـ40 محطة. وحسب الشوا فإن إجمالي محطات الوقود في قطاع غزة قرابة الـ300 والعدد مؤهل للازدياد مع استمرار منح التراخيص من قبل حكومة حماس في غزة والتي تفتح الباب أمام المستثمرين لجني الضرائب التي تحاول إسنادها في أزمتها المالية.
وأوضح أن انتشار محطات الوقود أدى إلى تدني قيمة أرباح شركات الوقود لكنه فسر توجه المستثمرين نحو إنشاء محطات جديدة أنه يأتي انطلاقًا من قاعدة أن قليلا مستمرا خير من كثير متقطع خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة. في حين أصبحت تلك المحطات قنابل موقوتة لانتشارها في المناطق المكتظة بالسكان وتشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين.
واتجه المستثمر أبو نائل عبد الله لإنشاء محطة وقود هي الأولى له اعتقادا منه أنها الخطوة الوحيدة أمامه لاستثمار ما لديه من أموال بعد انعدام الحركة التجارية في السوق وانهيار عدد كبير من التجار نتيجة تكدس بضائعهم وصعوبة تسويقها.
ويقول لـ»القدس العربي»: أعمل منذ فترة طويلة في مجال التجارة العامة، ولكن مع اشتداد الأوضاع الاقتصادية سوءا وضعف نسبة الربح خلال العمل، اتجهت إلى شراء قطعة أرض لأقيم عليها محطة بيع وقود، حيث هو الحل الايجابي أمام كبار المستثمرين في غزة، وذلك لان الوقود سلعة لا يمكن الاستغناء عنها إضافة إلى أنها لا تباع بالدين ولا التقسيط وتجني ربحاً وفيرا.

غزة: محطات الوقود آخر المشاريع الاقتصادية الاستثمارية

إسماعيل عبد الهادي

حقل «السلحفاة» هل يطوي صفحة التوتر بين موريتانيا والسنغال؟

Posted: 23 Jun 2018 02:07 PM PDT

نواكشوط: محمد البكاي: أجمع خبراء ومختصون في الشأن الافريقي، أن موريتانيا والسنغال أصبحتا مجبرتين على فتح صفحة جديدة في علاقاتهما الثنائية، بغية استغلال حقل غاز مشترك مكتشف في المحيط الأطلسي على الحدود البحرية للبلدين.
وفي فبراير/شباط الماضي وقع البلدان اتفاقية لاستغلال حقل غاز «السلحفاة/ أحميم الكبير» المشترك على حدودهما البحرية، حيث يتوقع أن يبدأ الإنتاج في الحقل فعلياً عام 2021.
ويعدّ حقل السلحفاة أهم اكتشاف للغاز بالنسبة للبلدين، وتقدر شركة «كوسموس» التي اكتشفته، وشريكتها في استغلاله «بي پي»، احتياطاته بـ 25 ترليون قدم مكعب من الغاز.
وقد أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ونظيره السنغالي ماكي صال، في مؤتمر صحفي مشترك، في فبراير الماضي من نواكشوط، مضي بلديهما في فتح صفحة جديدة من العلاقات.
ويرى خبراء في الشأن الافريقي أن الاكتشافات الغازية على الحدود البحرية المشتركة لكل من موريتانيا والسنغال، ستساهم بشكل كبير في الوصول إلى مستوى من الهدوء في علاقات الجارين المتوترة خلال المرحلة المقبلة.
ومن حين لآخر تشهد علاقات البلدين التي توصف بالمعقدة مداً وجزراً، بسبب ملفات الصيادين التقليديين، ومشكلات انتجاع (رعاية) الإبل الموريتانية في الأراضي السنغالية.
وكانت السنوات من 1989 إلى 1991 الأكثر صعوبة في تاريخ علاقات البلدين، حيث شهدت توترا وصدامات عرقية، جراء نزاع بين مزارعين سنغاليين ورعاة أبل موريتانيين، أدّى إلى تهجير قسري لرعايا البلدين.
وفي 27 كانون الثاني/يناير الماضي، أطلقت دورية من خفر السواحل الموريتانية، النار على قارب صيد سنغالي أثناء وجوده في مياهها الإقليمية، ما تسبب بمقتل أحد الصيادين على متنه، وتوقيف البقية، وعددهم ثمانية، قبل أن تفرج عنهم السلطات الموريتانية، بعد نحو أسبوع.
وعلى خلفية واقعة مقتل الصياد، اندلعت أعمال حرق لمحلات تجارية تعود لمواطنين موريتانيين في السنغال، قبل أن يدعو أئمة من البلدين في 4 شباط/فبراير الماضي حكومتي نواكشوط وداكار إلى العمل سريعاً لاحتواء الأزمة التي فجرها مقتل الصياد السنغالي.
وقتها قال الأئمة في بيان مشترك «الشعبان شقيقان بالروابط الدينية والاجتماعية والثقافية التي تربطهما منذ القدم»، محذّرين مما يسبب «القطيعة أو الإساءة إليهما».
ومنذ العام الماضي، تطبق موريتانيا قانوناً أصدرته عام 2012 يعتبر الصيد التقليدي حكراً على مواطنيها، ما يؤدي بين الحين والآخر لإعلان نواكشوط توقيفها صيادين سنغاليين.

الخلافات التاريخية

ويرى الخبير الموريتاني المختص في الشأن الافريقي، سيد أعمر ولد شيخنا، أن الاكتشافات الغازية على سواحل البلدين، ستجبرهما على ضبط علاقاتهما وتفادي كل ما من شأنه توتيرها.
ونبّه إلى أن هاجس عدم ثقة ظل حاضراً في العلاقات الثنائية منذ أحداث 1989 لكن المصالح المشتركة وعلى رأسها الغاز المكتشف، باتت تفرض على البلدين تناسي خلافتهما التاريخية.
وجهة النظر هذه يتبناها أيضا رئيس مركز الرواد للدراسات والترجمة والإعلام، محمد سعدنا ولد الطالب، والذي اعتبر ، أن المصالح المشتركة بين البلدين، مرشحة لدفعهما لطي صفحة الماضي.
كما اعتبر مدير معهد الدراسات والأبحاث العليا في بروكسل، محمد بدي ولد أبنو، أن الشركات التي تتولى استخراج الغاز المشترك ستكون شديدة الحذر على خلفية تاريخ العلاقات المتوترة بين موريتانيا والسنغال، وهو ما يفرض على البلدين التعاون لاستمرار تدفق إنتاج الحقل.
وأشار في محاضرة مساء الثلاثاء 19 حزيران/يونيو الماضي في نواكشوط، إلى أن العلاقات رغم ماضيها المضطرب المليء بالتوتر، إلّا أن الروابط الثقافية بين البلدين ستكون عنصراً إيجابياً في تفادي أي توتر في علاقاتهما مستقبلاً، خصوصاً إذا كانت المصالح المشتركة تفرض نوعاً من الهدوء على هذه العلاقة.

آفاق وتحديات

ورغم تأكيده أن الاكتشافات الغازية المشتركة، تفتح آفاقاً كبيرة لكل من موريتانيا والسنغال للحصول على موارد مالية تساهم في تنمية هذين البلدين الفقيرين، يشدد الخبير المختص في الشأن الافريقي سيد أعمر ولد شيخنا، أن هذه الاكتشافات تثير تحديات كثيرة، منها أنها تقع في موقع استراتيجي حساس قريب من السواحل الأمريكية والأوروبية.
ولفت إلى أن هذا الموقع رغم أنه مفيد للشركات المستغلة نظراً لقلة تكلفة التسويق لقرب الأسواق العالمية، إلى أنه قد يتحول إلى نقمة بالنسبة للبلدين (موريتانيا والسنغال) لما سيجره من أطماع الدول الكبرى وتكالبها على المنطقة.
وأشار في هذا الخصوص إلى مقولة الناشطة الكينية الحاصلة على جائزة نوبل، وانغاري ماثاي (1940- 2011) في كتابها: «افريقيا والتحدي» والتي تحدثت فيها أن افريقيا بحاجة لكرسي ثلاثي الأرجل، الرجل الأولى تمثلها الديمقراطية لما لها من أهمية، والرجل الثانية تمثلها الإدارة المسؤولة والمستدامة للموارد الطبيعية، والثالثة هي تعزيز ثقافات السلام.
وأضاف: «عندما تغيب الديمقراطية في البلدان النفطية أو الغازية يتحول المواطنون إلى زبائن، ويصبح الحاكم متصرفا في ميزانية ضخمة ومغلقة وهذا يفسد الدول».
وشدد على أن غياب الديمقراطية وأطماع الدول الكبرى، والفساد، ستكون تحديات كبيرة على موريتانيا والسنغال، العمل من أجل التعامل معها قبل بدء تصدير الغاز بشكل رسمي.
وأشار إلى أن البلدين سيواجهان أيضاً تحديات تنمية المجتمع المدني وتكريس الحريات وثقافات السلام، من أجل تعايش دائم ومستمر وخلق أجواء هادئة تمكن من الاستفادة الأمثل للموارد الجديدة.
وأكد رئيس مركز الرواد للدراسات والترجمة والإعلام محمد سعدنا ولد الطالب، أن أبرز تحدٍ على البلدين الاستعداد له في الفترة المقبلة سيكون التحدي الأمني، لافتاً إلى أن تحسن ظروف البلدين سترافقه موجة هجرة لآلاف الافارقة الباحثين عن حياة أفضل.
كما أكد على ضرورة إعداد خطة سريعة لتأهيل الكادر البشري وتعزيز الديمقراطية، فيما بيّن أن حجم الأرقام المعلن عنها وتوقعات الشركات باكتشافات جديدة على سواحل البلدين، يؤكد أن آفاق سوق الغاز والنفط ستكون واعدة.(الاناضول)

حقل «السلحفاة» هل يطوي صفحة التوتر بين موريتانيا والسنغال؟

منظمة أوبك ومنتجو نفط يتبنون خطة لزيادة الإنتاج

Posted: 23 Jun 2018 02:06 PM PDT

فيينا-وكالات-»القدس العربي»: اجتمعت مجموعة واسعة من الدول المنتجة للنفط، أمس السبت، في فيينا، لتبني خطة لزيادة الإنتاج، للسيطرة على زيادة الأسعار، لكن محللين وأسواق أشاروا إلى عدم رضاهم من ذلك.
وضم الاجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» التي تضم 15 عضوا، ومجموعة تضم عشر دول إضافية بقيادة روسيا، تنسق سياساتها النفطية، منذ أواخر عام 2016.
وقال وزير الطاقة الروسي، الكسندر نوفاك للمندوبين إن الاقتراح الذي تم عرضه أمام الدول المنتجة كان يتعلق بزيادة إنتاجها المشترك، بواقع مليون برميل يوميا.
وكانت أوبك أعلنت الجمعة إنها ستزيد إنتاجها، حوالي 600 ألف برميل يوميا، بينما من المتوقع أن يأتي 300 ألف برميل يوميا إضافيا من الدول العشر غير الأعضاء في المنظمة.
وقالت أوبك في بيان إنها ستزيد المعروض عن طريق العودة إلى التزام بنسبة 100 في المئة بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها سلفا لكنها لم تذكر أرقاما محددة.
وقال المحلل، جون هول من مجموعة «ألفا انيرجي» الاستشارية إن «السوق كان يتوقع المزيد ورد وفقا لذلك».
وشكك محللون فيما إذا كانت الدول الـ24 يمكن حقا أن تنجح في خطتها، نظرا لان السعودية والإمارات والكويت وروسيا، لديها قدرات إنتاجية احتياطية.
كانت أوبك قد قبلت الكونغو كعضو جديد الجمعة ليصل عدد الدول الأعضاء فيها إلى 15دولة.
وحثت الولايات المتحدة والصين والهند منتجي النفط على زيادة المعروض للحيلولة دون نقص نفطي قد يقوض نمو الاقتصاد العالمي. وتساءل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وآخرون عن حجم زيادة نفط أوبك بعد الاتفاق. وكتب ترامب على تويتر بعد إعلان قرار المنظمة الجمعة «آمل بأن تزيد أوبك الإنتاج بشكل كبير. نحتاج إلى الإبقاء على الأسعار منخفضة».وقالت السعودية إن الخطوة ستُترجم إلى زيادة اسمية في الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا أو واحد في المئة من المعروض العالمي لمنتجي أوبك وغير الأعضاء.
وقال العراق إن الزيادة الحقيقية ستبلغ حوالي 700 إلى 800 ألف برميل يوميا لأن عدة دول تعاني من تراجعات في الإنتاج وستجد صعوبة في العودة إلى حصصها كاملة. وقالت إيران إن الزيادة الحقيقية أقرب إلى 500 ألف برميل يوميا.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس إنه سعيد بالقرار رغم أنه دعا أوبك وغير الأعضاء من قبل إلى زيادة الإنتاج بما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا.
وأبلغ الصحافيين بعد وصوله إلى فيينا حيث مقر الأمانة العامة لأوبك «في هذه المرحلة المليون معقول جدا.»
وكانت إيران، ثالث أكبر منتج في أوبك، طالبت المنظمة برفض دعوات من ترامب لزيادة معروض النفط قائلة إنه ساهم في ارتفاع الأسعار خلال الفترة الأخيرة بفرضه عقوبات على إيران وزميلتها في أوبك فنزويلا.
وفرض ترامب عقوبات جديدة على طهران في أيار/مايو ويتوقع مراقبو السوق أن يتراجع إنتاج إيران بمقدار الثلث بنهاية 2018. يعني ذلك أن البلد لن يستفيد استفادة تذكر من اتفاق لزيادة إنتاج أوبك على العكس من السعودية أكبر مصدر للخام في العالم.
وبعدم وضعه أهدافا لكل دولة فإن اتفاق أوبك بدا كأنه يمنح الفرصة للسعودية كي تنتج فوق حصتها السابقة في أوبك لتسد الفجوة لدى دول مثل فنزويلا لا تستطيع ضخ ما يكفي للوصول إلى حصتها الرسمية.
لكن الأمر ليس كذلك حسب وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه الذي قال «كل دولة أنتجت أقل (من حصتها) تستطيع إنتاج المزيد. ومن لا يستطيعون، فلن يفعلوا.»
وأضاف «يعني هذا أن السعودية تستطيع زيادة إنتاجها بأقل من 100 ألف برميل يوميا. قطر تستطيع إنتاج 70 ألف برميل يوميا إضافية.»
وأوضح «لكن هذا لا يعني أن إنتاج فنزويلا ينبغي أن ينتجه بلد آخر. فنزويلا ستزيد إنتاجها عندما تستطيع. وإذا لم تستطع، فإن الآخرين لا يمكنهم الإنتاج نيابة عنها.»
وتشارك أوبك وحلفاؤها منذ العام الماضي في اتفاق لخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا. وساعد الإجراء في إعادة التوازن إلى السوق في الثمانية عشر شهرا الأخيرة ورفع النفط إلى حوالي 75 دولارا للبرميل من 27 دولارا في 2016.
لكن تعطيلات غير متوقعة في فنزويلا وليبيا وأنجولا وصلت عمليا بتخفيضات المعروض إلى حوالي 2.8 مليون برميل يوميا في الأشهر الأخيرة.
وحذر وزير الطاقة السعودي خالد الفالح من أن العالم قد يواجه نقصا في المعروض يصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا في النصف الثاني من 2018.
وقال مندوب في أوبك «بوسع كل من السعودية وإيران أن تُظهر أنها فازت. يستطيع زنغنه أن يعود إلى بلاده ويقول لقد فزت، لأننا سنبقي على الاتفاق الأصلي بدون تغيير. الفالح يستطيع أن يعود ويقول سيكون بوسعنا زيادة الإنتاج لتلبية حاجات السوق.»
ولا تشارك الولايات المتحدة، التي تنافس روسيا والسعودية على صدارة منتجي النفط في العالم، في اتفاق المعروض.

منظمة أوبك ومنتجو نفط يتبنون خطة لزيادة الإنتاج

موجة احتجاج جديدة في مصر على شبكات التواصل الاجتماعي

Posted: 23 Jun 2018 02:06 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»:اندلعت موجة احتجاج جديدة على شبكات التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام القليلة الماضية في أعقاب الارتفاع الكبير في أسعار عدد من السلع والمواد الأساسية، بما فيها المحروقات والكهرباء والمواد الغذائية، فيما تأتي هذه الاحتجاجات بالتزامن مع اقتراب موعد الذكرى السنوية لاحتجاجات الثلاثين من حزيران/يونيو التي أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي.
وأطلق النشطاء على الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي جملة حملات احتجاجية كان أبرزها حملة (#إرحل_يا_سيسي) التي تصدرت شبكة «تويتر» لأكثر من يوم، فيما تصاعدت وتيرة المخاوف من رفع جديد لأسعار تذاكر القطارات والمترو في مصر بعد فترة وجيزة من الارتفاع السابق الذي أشعل احتجاجات محدودة سرعان ما تمكنت السلطات من مواجهتها وتهدئتها.
وكانت الحكومة المصرية أعلنت رفع أسعار الكهرباء بمتوسط يبلغ 26 في المئة اعتباراً من بداية السنة المالية 2018/2019 وذلك بعد فترة وجيزة من رفع أسعار المياه الذي صادف مع بداية حلول شهر رمضان المبارك، أي في منتصف شهر أيار/مايو الماضي.
ووصل الارتفاع في أسعار الكهرباء إلى 70 في المئة بالنسبة لبعض المستخدمين، وحسب كمية الاستهلاك، لكن الأسعار ارتفعت بالنسبة لكافة شرائح المستهلكين بمن فيهم الفقراء ومحدودي الدخل.
كما قررت الحكومة المصرية رفع أسعار الوقود بنسب متفاوتة تجاوزت نسبة 50 في المئة لبعض المنتجات، وذلك اعتباراً من يوم السبت السادس عشر من حزيران/يونيو الحالي.
وارتفع سعر البنزين العادي (80 أوكتين) الذي يعد الأكثر استخداما في مصر، وكذلك السولار (الديزل) من 3.65 جنيه إلى 5.5 جنيه للتر الواحد، أي بنسبة 50 في المئة. كما ارتفع سعر إسطوانات غاز الطهي المنزلي من 30 إلى 50 جنيها، بينما ارتفع سعر الإسطوانة للاستخدام التجاري من 60 إلى 100 جنيه، أي بنسبة 66 في المئة.
وكانت الحكومة المصرية رفعت في الوقت نفسه من العام الماضي أسعار الوقود في البلاد بنسب وصلت إلى 100 في المئة كما رفعت أسعار الوقود أيضاً قبلها بثمانية شهور فقط.
وتسببت الارتفاعات الكبيرة في الأسعار بموجة غضب واسعة، سرعان ما انعكست على شبكات التواصل الاجتماعي، على الرغم من غيابها عن وسائل الإعلام التقليدية ومحطات التلفزيون التي تسيطر عليها الحكومة في مصر.

#إرحل_يا_سيسي

وتربع الوسم (#ارحل_يا_سيسي) على قائمة أعلى الوسوم تداولا في مصر يومي الأربعاء والخميس بعد أن شارك عدد كبير من المصريين في التغريد تحت هذا الوسم، وساهموا في هذه الحملة.
وتداول النشطاء العديد من التغريدات على «تويتر» التي تستعرض الامتيازات والرفاهيات التي ينالها أفراد الجيش والشرطة والقضاء ورجال الأعمال والإعلاميون، في الوقت الذي يتم فيه رفع أسعار السلع الأساسية على المواطنين الفقراء.
وعلق النشطاء في تغريداتهم على تعليق السيسي مؤخرا عن زيادة الأسعار عندما قال: «الدولة تقدم 330 مليار جنيه دعما للمواطنين كل عام، ويجب علينا جميعا أن نتألم ونقاسي لنكون دولة قوية وذات شأن، وكمصريين لا بد أن ندفع الثمن مع بعض».
وكتب الإعلامي هيثم أبو خليل: «#إرحل_يا_سيسي.. هشتاغ واعي، شَخّص المرض ووضح سبب المصايب والكوارث التي حلت في مصر منذ إنقلابه الأسود في 3 يوليو 2013. شاركوا بكثافة لكي نقول للسيسي وعصابته: إلعبوا غيرها وإرحلي يا دولة الفشل والفساد والإستبداد وكفاية عليهم التمثيل المشرف لأنظمة عربية لا تعرف الشرف أصلا».
أما الناشطة ندى مصطفى فكتبت تحت هذا الهاشتاغ: «83 مليار دولار ديون خارجية، 3.4 ترليون جنيه ديون داخلية، الدولار يساوي 18 جنيها، لتر البنزين والسولار زادوا 600 في المئة خلال 4 سنين، الكهرباء زادت 400 في المئة مشاريع وهمية، فشل في جميع المجالات، وحتى على المستوى الدولي احنا عرة الدول، ويجيلك سيساوي يقولك عمل كوبريين.. #ارحل_يا_سيسي».
وكتب ناشط آخر مجرياً مقارنة حول ما آلت إليه الأسعار في مصر: «هذا ما فعله إنقلاب يوليو في مصر:
يونيو 2014
سعر لتر البنزين 80 بـ90 قرشا
سعر لتر بنزين 92 بـ185 قرشا
سعر لتر السولار 110 قروش
سعر أنبوبة البوتاغاز 3.5 جنيه
يونيو 2018
سعر لتر بنزين 80 بـ550 قرشا
سعر لتر بنزين 92 بـ675 قرشا
سعر لتر السولار بـ550 قرشا
سعر أنبوبة البوتاغاز 50 جنيها».
وغرد معلق آخر بالقول: «ارحل يا من جوعت شعباً بأكمله.. زمن الخوف انتهى خلاص.. أقسم بالله أقسم بالله شباب الأردن أرجل منا، الأردن أرجل منا.. #ارحل_يا_سيسي».

أسعار الكهرباء

وكتب الإعلامي المصري أحمد سمير معلقاً على ارتفاع أسعار الكهرباء بالتزامن مع عيد الفطر قائلاً: «عيدية السيسي زيادة أسعار الكهرباء 69 في المئة. بسرعة رفع الأسعار والناس مشغولة في تجهيزات العيد».
وعلقت مغردة تطلق على نفسها اسم «رحمة» بالقول: «الناس مش هتنشغل ببساطة لأن دي حاجة انت بتعاني منها كل يوم مع زياده أسعار المصنوعات المتعلقة بالكهرباء والفاتورة بتاعة اخر الشهر اللي بتدفعها يعني غلاء وقرف متعايش معاه يبقى ازاي هتنساه؟».
وكتب محمد رضا: «أنا من كتر الغلاء موش عاوز السنة الجاية تيجي عشان هي سنة التخرج. مش عارف انا كشاب هشتغل ازاي في بلد مفيش فيها شغل ولو اشتغلت مرتبي هيقضي موصلات وقوت يومي! رفقا بشباب مصر نظرة ليهم. للعلم انا هكون خريج هندسة للاسف كلها محصلة بعضها».
وعلقت خلود سامي: «وزير الكهرباء بيقول لولا تعديل الأسعار لتكبدت الدولة خسائر تصل لـ109 مليارات جنيه. طيب نزلوا شوية من مرتباتكم ومرتبات القضاة والجيش وهي تعمر يا خويا».
يشار إلى أن العديد من الحملات الاحتجاجية انطلقت على الانترنت خلال الأسابيع القليلة الماضية والتي تتضمن انتقادات واسعة لارتفاع أسعار السلع والمواد الأساسية، وسط توقعات أن تتخذ الحكومة قراراً وشيكاً خلال الأيام المقبلة برفع أسعار المواصلات والمترو للمرة الثانية خلال العام الحالي.
وتأتي هذه الاحتجاجات بالتزامن مع ذكرى مرور خمس سنوات على احتجاجات الثلاثين من حزيران/يونيو التي انتهت بالإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في العام 2013 حيث لا يزال مسجوناً حتى الآن.

موجة احتجاج جديدة في مصر على شبكات التواصل الاجتماعي

نجوم «بي بي سي» غاضبون من الضرائب

Posted: 23 Jun 2018 02:05 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»:أبدى نجوم «بي بي سي» البريطانية ومقدمو البرامج فيها غضبهم من تعريضهم لدفع مزيد من الضرائب للحكومة وذلك في أعقاب اتخاذ إدارتهم قراراً باعتبارهم موظفين وإدراج دخولهم المالية على جداول الرواتب.
وقررت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إعادة تصنيف العديد من النجوم كموظفين بعد التدقيق في الإيرادات الرسمية للعام الماضي، وهو ما يعني أن رواتبهم لن يتم تحويلها إلى شركات خاصة متعاقدة مع الهيئة، وإنما إلى حساباتهم مباشرة كغيرهم من الموظفين، ما يعني تكبيدهم ضرائب أعلى، خاصة وأن رواتبهم مرتفعة ما يعني أن نسبة ضريبة الدخل المفروضة عليهم تكون أعلى.
ونقلت جريدة «تايمز» البريطانية عن هؤلاء النجوم غضبهم إزاء هذه الخطوة وقلقهم، واعتبر بعضهم أن «الأموال تؤخذ منهم بطريقة غير عادلة» وأنهم «مضطرون للقتال كي يُعاملوا باحترام».
وحسب الصحيفة فان من بين النجوم الذين تم تحويلهم إلى قائمة الموظفين كريس إيفانز، وجيريمي فان، وكلوديا وينكلمان، وجون إنفيردايل.
ويقوم هؤلاء النجوم بتأسيس شركات خاصة بهم تتعاقد مع هيئة الإذاعة البريطانية وتقوم بتحصيل الأموال المستحقة لهم، وهو ما يجعل من هذه الأموال دخلا مالياً للشركة التي يملكها النجم وليس راتباً شخصياً له، وهو ما يعني أنه يدفع «ضريبة شركات» وليس «ضريبة دخل» لكن هذه الطريقة ليس فيها ما يخالف القوانين في بريطانيا ولا يمكن اعتبارها «تهربا ضريبيا».
وكانت جريدة «تايمز» البريطانية أول من كشف عن استخدام «بي بي سي» سراً لشركات خاصة من أجل تحويل أموال بلغت قيمتها 74 مليون جنيه إسترليني إلى العشرات من مقدمي البرامج والنجوم العاملين لديها، وذلك خلال الأعوام الأربعة الماضية.
وقالت الصحيفة إن أسلوب «بي بي سي» في العمل جنبها ضرائب قيمتها قد تصل إلى 20 مليون جنيه إسترليني.

نجوم «بي بي سي» غاضبون من الضرائب

إساءة نائب برلماني لمرضى السرطان في لقاء تلفزيوني تثير الغضب في الأردن

Posted: 23 Jun 2018 02:05 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»:أثار لقاء تلفزيوني مع أحد أعضاء البرلمان الأردني جدلاً واسعاً وموجة من الغضب على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب ما جاء فيه من انتقادات لمرضى السرطان على لسان النائب المنتخب بأصوات الشعب.
وتحدث النائب الأردني محمود الطيطي عن مرضى السرطان بكلمات اعتبر الكثيرون أنها «خادشة ومسيئة ولا إنسانية» وذلك في سياق انتقاده لرئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الذي تحدث عن مرضى السرطان وتأمين العلاج لهم في مؤتمر صحافي خاص.
وتعود أزمة مرضى السرطان في الأردن إلى الحكومة السابقة التي كان يرأسها هاني الملقي والتي اتخذت قراراً برفع العلاج عن نحو 1400 شخص من مرضى السرطان، وهو ما دفع الكثيرين إلى انتقادها ومطالبة الحكومة الجديدة بإعادة التكفل بعلاج هؤلاء المرضى. وهو ما استجاب له الرزاز بالفعل عندما قال في أول مؤتمر صحافي له بعد أدائه اليمين الدستورية، أن الحكومة ستعيد العلاج لهؤلاء المرضى وسوف تمنح كلا منهم بطاقة صحية خاصة لتسهيل تلقيهم العلاج.
وقال النائب الطيطي منتقدا رئيس الحكومة: «عامل مؤتمر صحافي عشان بطاقة مرضى السرطان، ما هو مريض السرطان ميت» وهو ما أثار حفيظة واستفزاز الكثير من المعلقين والمتابعين في الأردن، وخاصة ذوي المرضى، حسب ما تابعت «القدس العربي».
وسرعان ما تراجع الطيطي عن تصريحاته التلفزيونية وقدم اعتذاراً للمتابعين وللمرضى، حيث نقلت وسائل إعلام محلية قوله إن حديثه «نابع من شعور بالألم والمرارة على حالهم، بعد أن تلاعبت الحكومات في مسألة تأمينهم الصحي». وأضاف: «أقدم الاعتذار من كل شخصٍ شعر أن حديثي فيه إساءة، وهو ما لم أقصده مطلقاً».
وانتقدت الأميرة الأردنية غيداء طلال التي ترأس مجلس أمناء «مركز الحسين للسرطان» تصريحات الطيطي وكتبت على «تويتر» تقول: «من العار أن يصدر عن أي شخص تصريح يخلو من أي منطق أو مرجعية علمية ويدعي بأن مرضى السرطان محكومون بالموت» وتابعت: «أثبتت الإحصائيات العالمية أن عشرات الملايين من مرضى السرطان انتصروا عليه… ستبقى الحقيقة أن السرطان لا يعني الموت، ويمكن التغلب عليه بإذن الله».
كما انتقد رئيس جمعية «أصدقاء السرطان» الأردنية موسى رياشات تصريحات الطيطي وقال إنها «أتعبت المرضى نفسياً» وأكد أن الجمعية ستلجأ إلى المحكمة لمقاضاة النائب.
وعلق جرير مصاروة على «تويتر» بالقول: «دول العالم بتصرف مليارات الدولارات مشان تلاقي علاج لمرض السرطان، والعبقري الطيطي بحكيلك المريض ميت ميت. كيف بدنا نتطور وهاي العقول معشّشة بَيَّنَّا ومستلمة مناصب؟».

إساءة نائب برلماني لمرضى السرطان في لقاء تلفزيوني تثير الغضب في الأردن

ثلاثة وثلاثون انتهاكا لحرية التعبير في العراق خلال 2018

Posted: 23 Jun 2018 02:04 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: قال المركز العراقي لدعم حرية التعبير، وهو مؤسسة غير حكومية تعنى بالدفاع عن حقوق الصحافيين، في تقرير له إنه رصد 33 انتهاكاً لحرية التعبير في العراق خلال عام 2018.
وتضمنت الانتهاكات «مذكرات قبض وأحكام بالسجن واعتداءات بالضرب من قوات أمنية ومجهولين بحق الصحافيين» حسب ما جاء في التقرير.
وطالب المركز في تقريره، الحكومة بتوجيه موظفيها وعناصر القوات الأمنية خصوصاً، إلى ضرورة التعاون مع الصحافيين واحترام عملهم وفق الدستور والقانون.
وجاء في التقرير تعرض صحافيين عاملين في محطات فضائية محلية مختلفة إلى الاعتقال والضرب والتهديد بالقتل من شخصيات سياسية وعناصر أمن ومسؤولين حكوميين أثناء تغطيتهم للأحداث اليومية.
وقتل 25 صحافيا عراقيا فيما تعرض نحو 200 آخرين إلى انتهاكات مختلفة خلال العام الماضي حسب تقارير لمنظمات محلية معنية بالدفاع عن حقوق الصحافيين العراقيين.
ويصنف العراق على أنه من بين أكثر البلدان خطورة على العمل الصحافي، حيث قتل المئات من الصحافيين منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل، صدام حسين، عام 2003.
وتقول المنظمات المعنية بحقوق الصحافيين إنه «يندر جدا أن يتم تقديم المتورطين بتصفية الصحافيين للقضاء».
وكان أحدث التقارير الصادرة عن منظمة «مراسلون بلا حدود» قد أدرج العراق في المرتبة 160 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمية لعام 2018.
وأدانت منظمة «مراسلون بلا حدود» مؤخراً الاعتقالات التي تعرض لها اثنان من مراسلي التحقيقات في مناطق مختلفة من العراق فيما يتعلق بتغطيتهما للفساد، داعية في الوقت نفسه بوضع حد لمضايقة هؤلاء الصحافيين.
وكان آخر الضحايا مصطفى حامد، مراسل يعمل في الفلوجة في محافظة الأنبار لصالح قناة «الشرقية» المحلية، حيث تم إلقاء القبض عليه من أمام منزله في الساعة 2 صباحاً على يد رجال شرطة لم يخبروه بما هو متهم فيه، وأطلقوا سراحه في نهاية اليوم دون توجيه تهمة له.
ووفقاً للمعلومات التي جمعتها منظمة «مراسلون بلا حدود» فان حامد كان يحقق في تورط قادة مدينة الفلوجة في فضيحة عقارية.
أما الضحية الثانية فهي حسام الكعبي، الصحافي المقيم في النجف والذي تعرض مراراً وتكراراً لمضايقات فيما يتعلق بعمله الصحافي في تغطية فساد مزعوم تورط فيه مجلس إدارة مطار النجف السابق.

ثلاثة وثلاثون انتهاكا لحرية التعبير في العراق خلال 2018

أحدث صرعات «غوغل»: نظام الكتروني يتنبأ بموعد الوفاة

Posted: 23 Jun 2018 02:04 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تعمل شركة «غوغل» الأمريكية التي دخلت إلى كافة مجالات الحياة تقريباً، حالياً على تطوير برنامج كمبيوتري متطور يستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من أجل توقع موعد وفاة الإنسان، وهو النظام الذي يشكل اختراقاً جديداً في عالم التكنولوجيا في حال نجاحه على الرغم من أن نسبة الخطأ ستظل على الأرجح مرتفعة.
وشاركت الشركة في اختبار النظام الذي يمكنه التنبؤ باحتمال وفاة المرضى خلال 24 ساعة من دخولهم المستشفى، حسب ما ذكر تقرير لجريدة «صن» البريطانية.
وحققت التجارب نتائج مثيرة مع وصول دقة توقعات الذكاء الاصطناعي إلى 95 في المئة حيث يعمل عن طريق تحليل بيانات المرضى، مثل العمر والعرق والجنس، ثم يتم دمج هذه المعلومات مع بيانات المستشفى، مثل التشخيصات المسبقة والعلامات الحيوية الحالية، وأي نتائج مخبرية.
وطور باحثون من جامعات مختلفة، من بينها ستانفورد وشيكاغو وكاليفورنيا، نظام الذكاء الاصطناعي القائم على التعلم الآلي، ودعمته «غوغل» باستخدام بيانات غير محددة تعود لـ216 ألفاً و221 بالغا من مركزين طبيين في الولايات المتحدة.
وهذا يعني أن نظام الذكاء الاصطناعي يمتلك أكثر من 46 مليار نقطة بيانات لتحليلها ودراستها.
ومع مرور الوقت، تمكن الذكاء الاصطناعي من ربط كلمات معينة بالنتائج (أي الحياة أو الموت) وفهم مدى احتمال موت شخص ما.
وقال نيغام شاه، الأستاذ في جامعة «ستانفورد» الأمريكية إن حوالي نسبة 80 في المئة من وقت التطوير اللازم لنماذج التنبؤ تساهم في جعل البيانات جيدة للذكاء الاصطناعي، ولكن نظام «غوغل» يمكنه «مضغ» أي شيء وإجراء توقعات مبنية عليه، وذلك بفضل قدراته القوية في التعلم الآلي.
واللافت أيضاً، حسب ما أوردت جريدة «صن» أن نظام «غوغل» لا يتنبأ باحتمال العيش أو الموت فقط، بل أيضا يمكن أن يخمن طول فترة إقامة المريض في المستشفى وفرص عودته إليها.
الجدير بالذكر أن تكنولوجيا «الذكاء الاصطناعي» بدأت مؤخراً في غزو المجال الطبي، وتم تحقيق العديد من الانجازات بفضل هذه التكنولوجيا، حيث أصبح قادراً على تشخيص المرضى بعد أن طور باحثون في «أكسفورد» نظاماً لتشخيص الأمراض بواسطة الذكاء الاصطناعي، أكثر دقة من تشخيص الأطباء لأمراض القلب، على الأقل في 80 في المئة من الحالات.
وفي جامعة «هارفارد» ابتكر الباحثون مجهراً «ذكياً» يمكنه الكشف عن عدوى الدم التي ربما تكون مسببة للوفاة، حيث تم تدريب الأداة بمساعدة الذكاء الصناعي على سلسلة من 100 ألف صورة تم جمعها من 25 ألف شريحة تم علاجها بالصبغة لجعل البكتيريا أكثر وضوحاً، حيث يمكن لنظام الذكاء الصناعي بالفعل فرز هذه البكتيريا بمعدل دقة 95 في المئة.
وذكرت دراسة من جامعة «شوا» في يوكوهاما في اليابان أن نظاما جديدا لمنظار بمساعدة الكمبيوتر يمكن أن يكشف عن علامات نمو سرطاني محتمل في القولون بنسبة حساسية تصل إلى 94 في المئة.
ووجد الباحثون أيضاً أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتفوق على الأطباء البشريين في التحديات التشخيصية التي تتطلب إصدار قرار سريع مثل تحديد ما إذا كان ثمة آفة سرطانية في خلية ما، كما أن التشخيص السريع للمرضى يمكن أن يحدث فارقاً بين الحياة والموت.
ويكون الذكاء الاصطناعي أيضاً أفضل من البشر في التنبؤ بالأحداث الصحية قبل حدوثها، ففي نيسان/ابريل 2017 نشر باحثون من جامعة «نوتنغهام» البريطانية دراسة تضمنت تدريباً على بيانات مستفيضة على أكثر من 387 ألف مريض أوضحت أن الذكاء الاصطناعي ذاتي التعلم تنبأ بنسبة 7.6 في المئة أكثر من الأحداث القلبية الوعائية في المرضى أكثر من المعايير الحالية للرعاية.

أحدث صرعات «غوغل»: نظام الكتروني يتنبأ بموعد الوفاة

مزايا جديدة في «آيفون» تجعله يسبق منافسيه

Posted: 23 Jun 2018 02:04 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: أضافت شركة «آبل» الأمريكية مزايا إضافية إلى هواتف «آيفون» ما يجعلها تتفوق على الهواتف الأخرى المنافسة، لكن الميزة الأهم التي وفرتها الشركة يمكنها أن تنقذ أرواح الكثير من البشر، لكنها محصورة حتى الآن في الولايات المتحدة دون غيرها من دول العالم.
وأكد خبراء في شركة «آبل» أن نظام «iOS12» الذي سيظهر على أجهزة آيفون قريبا سيأتي بميزة جديدة تسمح للمسعفين تحديد مكان الشخص الذي استدعى خدمة الطوارئ عبر الاتصال بالرقم 911 في أمريكا.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «آبل» أنه «لا قلق من تلك الميزة فيما يخص خصوصية المستخدم وإحداثيات موقعه، فتلك الإحداثيات ستظهر للجهات المختصة وحدها، وفقط عندما يقوم المستخدم بطلب النجدة عن طريق خدمة الطوارئ».
وأكدت الشركة أنها طورت تقنيات جديدة لمنع سرقة محتويات الهواتف دون علم أصحابها.
ووفقا للشركة فإن أنظمة «iOS12» ستمنع المتطفلين من استخدام الأسلاك والمنافذ لنقل البيانات من الهاتف إلى أي جهاز إلكتروني آخر، فإعدادات «USB Restricted Mode» ستساعد المستخدم على ضبط خصوصية البيانات ومنع استخدام الأجهزة والملحقات الخارجية للوصول إليها.
وأوضح الخبراء أنه وفي حال تفعيل المستخدم لتلك الميزة فستصبح منافذ «Lightning» في هواتفهم مستخدمة لأغراض الشحن فقط.
ونقل موقع «تيك كرانش» عن أحد الخبراء في شركة «آبل» قوله: «نحرص على زيادة حماية أجهزتنا مع كل منتج جديد نطلقه، ونحترم خصوصية بيانات المستخدمين، لذا نطلق تلك الميزات لمنع المخترقين والمحتالين من الوصول إليها».
ومن المتوقع أن تؤدي هذه المزايا إلى أن يتفوق هاتف «آبل» على منافسيه ويرفع من حصته السوقية، خاصة وأن هذه المزايا ما زالت غير متوفرة في الهاتف الأكثر تهديداً لـ»آيفون» وهو «سامسونغ» كما لا يزال من غير المتوقع أن تتمكن الشركة الكورية من إضافة هذه المزايا في هواتفها قريباً.
يشار إلى أن العديد من التقارير تتحدث عن أن «آبل» ستطلق ثلاثة هواتف آيفون جديدة خلال العام الحالي وسيحتوي اثنان من تلك الأجهزة على شاشة «OLED» بينما سيكون الجهاز الثالث مع شاشة «LCD» بقياس 6.1 بوصة.
وكشف تقرير من موقع «تك كرانش» الأمريكي مؤخراً أن شركة أبل تتوقع شحن 45 مليون وحدة من آيفون المزود بشاشة «OLED» والذي سيكون هاتف آبل الرئيس لعام 2018 ومن المتوقع أيضا أن يتم شحن 25 مليون وحدة من نسخة «OLED» الأصغر حجما والتي تأتي بقياس 5.84 بوصة، في حين أن نسخة «LCD» ذات السعر المنخفض سيكون عدد النسخ المشحونة منها 30 مليون وحدة.
وتشير تقارير أخرى أيضاً إلى أن شركة «آبل» تعمل على فكرة إطلاق هاتف صغير يحمل اسم «iPhone SE 2».

مزايا جديدة في «آيفون» تجعله يسبق منافسيه

حالة نادرة: المريخ يقترب من الأرض الشهر المقبل ومشاهدته ممكنة بالعين المجردة

Posted: 23 Jun 2018 02:03 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: من المقرر أن يقترب كوكب المريخ الذي يحمل اسم «الكوكب الأحمر» من الكرة الأرضية خلال شهر تموز/ يوليو المقبل، ليصبح في أقرب نقطة من كوكب الأرض منذ نحو عشر سنوات، وسوف يمكن خلال الشهر المقبل لسكان الكرة الأرضية أن يشاهدوا الكوكب الأحمر بأعينهم المجردة.
وعلى مدار شهر تموز/يوليو سيقترب مدار الكوكب الأحمر من الأرض في ظاهرة نادرة تعرف باسم «Perihelic» حسب ما أورد تقرير لجريدة «دايلي ميل» البريطانية، ويحدث هذا الأمر عندما يصل المريخ إلى أقرب نقطة له من الشمس، في الوقت نفسه الذي يدخل فيه مدار الأرض مباشرة بينهما.
ونتيجة لهذه الظاهرة، سيكون المريخ أقرب إلى الأرض مما كان عليه منذ 15 عاما، ما يجعله يبدو أكبر بـ 3 مرات من المعتاد في السماء، ويمكن لهذه الظاهرة أن تجعل الكوكب الأحمر يبدو أكثر إشراقا بحيث يمكن رؤيته بالعين المجردة بسهولة.
ويمكن لعشاق مراقبة النجوم حول العالم رؤية المريخ، ولكن سيحصل سكان نصف الكرة الجنوبي على أفضل مجال للرؤية.
وعلى الرغم من أن الحدوث الفعلي للظاهرة سيسجل في 27 تموز/يوليو المقبل إلا أن المريخ سيبدو أكبر بشكل ملحوظ في معظم شهر تموز/يوليو، وسيصبح المريخ مؤقتا رابع الأجسام المشرقة في السماء، بعد الشمس والقمر والزهرة.

حالة نادرة: المريخ يقترب من الأرض الشهر المقبل ومشاهدته ممكنة بالعين المجردة

تطبيق «واتساب» يتوقف على ملايين الهواتف في العالم

Posted: 23 Jun 2018 02:03 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: من المفترض أن يتوقف تطبيق التراسل الأوسع انتشاراً في العالم «واتساب» عن العمل قريباً، بعد أن أعلنت الشركة المالكة له بأنه سوف يتوقف عن دعم العديد من أنظمة التشغيل والهواتف القديمة، بما فيها النسخ غير المحدثة من نظام «آي أو أس» الذي يقوم بتشغيل هواتف «آيفون» التي تنتجها شركة «آبل» الأمريكية.
وكانت شركة «فيسبوك» الأمريكية العملاقة قد استحوذت على تطبيق «واتساب» الذي يتجاوز عدد مستخدميه المليار شخص في العالم، لتصبح المالكة لأكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم وأكبر تطبيق للمراسلات الفورية في الكون أيضاً.
وحسب المعلومات التي نشرتها الشركة فان «واتساب» سوف يتوقف عن العمل على ملايين الهواتف في العالم ذات الطرازات القديمة، ومن بينها نظام التشغيل «iOS7» وهو الذي يقوم بتشغيل هواتف «آيفون 4» وما قبلها، ما يعني أن مستخدمي هذه الهواتف سوف يضطرون لاستبدالها قريباً بهواتف أحدث في حال رغبتهم في الاستمرار في استخدام تطبيق «واتساب».
كما تعتزم الشركة وقف التطبيق على الهواتف العاملة بنظام «آندرويد» الذي يحمل اسم «جنجر بريد» أو المسمى «2.3.7» وهو نظام قديم لكنه لا يزال مستخدماً على ملايين الأجهزة الهاتفية الموجودة في أي الناس بمختلف أنحاء العالم وخاصة في العالم العربي.
وقالت إن حاملي هذه الهواتف القديمة أو أنظمة التشغيل القديمة لم يعد في مقدورهم إنشاء حسابات على «واتساب» أو تحميل التطبيق على هواتفهم، أما الذين يستخدمون هذا التطبيق وقاموا بتحميله سابقاً على هذه الطرازات من الهواتف فسوف تتوقف تطبيقاتهم عن العمل عندما تتوقف الشركة عن تقديم الدعم الفني لهم وذلك في بدايات العام 2020 ما يعني أنه يتوجب عليهم ترتيب البدائل خلال هذه الفترة.
وأكدت الشركة في بيان أن الدعم الفني سيتوقف عن الأجهزة القديمة اعتباراً من شهر شباط/ فبراير من العام 2020 وهو ما يعني أنه لن يعود فيمقدور أي من مستخدمي هذه الأجهزة التعامل مع التطبيق ابتداء من ذلك الوقت.
ومن المعروف أن العديد من الهواتف القديمة لا يمكن ترقية أنظمتها، فجهاز «آيفون 4» على سبيل المثال لا يمكن أن يتم عليه تشغيل أن نظام أحدث من «iOS7» وهو ما يعني في النهاية أن «واتساب» تدفع مستخدمي الأجهزة القديمة إلى شراء أخرى جديدة.
ولا يزال يوجد في العالم ملايين الأشخاص يستخدمون نسخاً قديمة من هواتف «آيفون» أو «سامسونغ» أو غيرهما، وخاصة في العالم العربي حيث تفرض الحكومات في أغلب الدول العربية ضرائب مرتفعة على الهواتف والمكالمات ما يجعلها مرتفعة الثمن.

تطبيق «واتساب» يتوقف على ملايين الهواتف في العالم

سيارة روسية تعمل بالطاقة الشمسية

Posted: 23 Jun 2018 02:02 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تمكن مهندسون روس من اختراع سيارة جديدة فائقة المواصفات تعمل بالطاقة الشمسية بشكل كامل ولا تحتاج لأي نوع من أنواع الوقود التقليدي الضار بالبيئة، كما أنها لا تحتاج أيضاً لإعادة الشحن بالكهرباء، ما يعني أنها تتجاوز مشكلة السيارات الكهربائية التي بدأت تنتشر في العالم.
وعرض فريق هندسي متخصص السيارة في روسيا، كما قام بتجربتها في مدينة سوتشي في العشرين من حزيران/يونيو الجاري، فيما تم إطلاق اسم «SOL» على هذه السيارة.
وفريق المهندسين الروس يعمل في جامعة بطرس الأكبر التكنولوجية في بطرسبورغ، وقام بتصميم السيارة بدعم مالي من الحكومة الروسيةّ.
وبدأت عملية تطوير السيارة الشمسية الجديدة في أيار/مايو عام 2016 ويتصف جسمها بشكل مميز وهو مصنوع من المواد المركبة ويشبه مركبا مكونا من زورقين.
ويستمد المحرك طاقته من بطاريات شمسية موزعة على سقف السيارة، تبلغ مساحتها الإجمالية 4 أمتار مربعة، فيما يبلغ معامل كفاءتها 24 في المئة. ويزن النموذج الاختباري للسيارة 200 كيلوغرام، ويمكن أن يتسارع حتى 120 كيلومترا في الساعة.
وتختلف المركبة الشمسية عن بقية السيارات العاملة بالبطاريات بأنها تشحن أثناء السير.

سيارة روسية تعمل بالطاقة الشمسية

«جرائم الصغار» من يزر وزرها من الكبار في الدولة والأسرة وأصحاب الكتاب؟

Posted: 23 Jun 2018 02:02 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: كشفت وسائل التواصل الاجتماعي، في المغرب عن ظاهرة أًصبحت حديث الألسن، فلم تعد تستحوذ فقط جرائم الكبار على الأحاديث بما تحمله من إثارة وخوف، بل صارت «جرائم الصغار» مادة دسمة لتبادل الأخبار والمخاوف والحسرات. «جرائم» هؤلاء الصغار يتحمل وزرها الكبير الدولة والمجتمع والأسرة والمدرسة قبل أن تصير حكما قد ينهي الفاعل لكنه لا ينهي الأفعال. جرائم تشكل صدمة في الحاضر لكنها تجعل الآتي مخيفا، لأنها تصدر من بذور لثمار يعدها المجتمع للمستقبل، فأي ثمار هذه تقترف عنفا لغاية ليست أقل قبحا وهي الغش، الذي كاد أن يصير «حقا» يطالب به مقترفوه وإن لم ينالوا نصيبهم منه احتجوا عليه بالعنف، بل ومحاولات القتل والقتل؟
الأطفال وهم الفئة الأكثر هشاشة ويقعون تحت مسؤولية الأسرة والدولة والمجتمع، لا تكاد تتوقف الأخبار عما يصيبهم، فمن حادث غرق جماعي إلى محرقة جماعية بحافلة إلى حوادث هنا وهناك عن اختطافات واغتصاب وتحرش ونزيف هدر مدرسي لا يتوقف، إلى أن صار الأطفال «يقتلون» الأطفال، ماذا يعتمل داخل المجتمع المغربي حتى صارت ملائكته تحمل السكاكين وتجوب المدارس كما الشوارع والأسواق؟
هكذا استأثرت الأسئلة عن ظاهرة العنف في الوسط التربوي بشقيه الأسري والمدرسي في السنة الأخيرة باهتمام واسع للباحثين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين دون أن تتراجع الظاهرة ودون أن يخضع هذا الجسد التربوي لعلاج جدي وفعال. وفي الآونة الأخيرة، وبشكل خاص خلال هذا الأسبوع، توالت أحداث عنف شديدة وصلت حد إزهاق الحياة، وهو ما حدث خلال فترة الامتحانات حينما هم طفل لم يتجاوز الخمسة عشر ربيعا إلى مهاجمة زميل له بسكين وطعنه حتى لفظ الضحية أنفاسه. الهالك والمهلوك كلاهما ضحايا لما هو أكبر من السلوك المباشر ومن اليد القاصر.
الزمن زمن امتحانات والمكان ساحة المدرسة وأداة العنف «الجريمة» سلاح أبيض تأبطه التلميذ لشر داخل قاعة الدرس. فلحظات بعد مغادرة قاعة الامتحانات أقدم (ز.ن) داخل ساحة إعدادية بقلعة السراغنة التابعة لمراكش، على مهاجمة زميل له بسكين وضعه على رقبته والسبب أن الأخير لم «يساعده» في الغش في الامتحان في مادة اللغة الفرنسية فما كان إلا أن طعنه، فلفظ الضحية أنفاسه في المستشفى بعدما فشل الأطباء في إنقاذ حياته، فيما خضع تلميذ آخر أصيب بجروح طفيفة على مستوى الظهر، من طرف الطفل الهائج نفسه، للعلاج وفق ما أفاد به بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن، الذي كشف أن المشتبه به تم الاحتفاظ به تحت تدابير المراقبة وهو قيد البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة.
يحدث هذا في مدرسة يطلق عليها اسم «البهجة» فأسقط الحادث حتى كذب المعاني في الأسماء التي تحملها المدارس العمومية بعد أن صارت ساحاتها تحفل بالمأساة.
هذا الحادث وإن كان هو المهول في سلسلة الأحداث المتوالية في هذا المضمار، فهو لم يكن معزولا خلال فترة الامتحانات هذه، بل في الوقت نفسه تعرض أستاذ داخل مؤسسة تعليمية في مدينة سلا جارة العاصمة الرباط لطعنة على مستوى الرأس بواسطة السلاح الأبيض من طرف تلميذ ضبطه الأستاذ المذكور في حالة غش أثناء الامتحان مستهل هذا الأسبوع، وهو ما أُثار غضب الأساتذة ودفعهم للاحتجاج والمطالبة بتوفير الحماية اللازمة لهم من طرف الدولة معربين عن تخوفهم من أن تتفاقم الأحداث وتصير ظاهرة أكثر خطورة. دخلت المديرية التعليمية الإقليمية في المنطقة على خط النازلة لطمأنة الأستاذ وتدخلت المصالح الأمنية لاعتقال الفاعل، وصمتت الوزارة كأن الحادث صار في عرف المعتاد، وحلل المحللون الذين لا تسمع آذان المسؤولين نواقيس إنذارهم بحلول الكارثة، ويبقى النزيف مستمرا ومادة لحديث الصحافة والإعلام. فمن يحد من هذا العنف المتنامي الذي لم تعد يده تؤذي بالشوارع والفضاءات العامة عموما، بل وصلت قاعات الدرس وحضن المدرسة الذي من المفترض أن يكون الحضن الحصين الأكبر؟ وكيف تغذي منظومة التربية في شقيها الأسري والمدرسي العنف أو كيف تحد منه؟
الطفل نتاج منظومة تربوية هذا ما يجمع عليه الأخصائيون، وإن كان بذرة «فاسدة» فالتحاليل يجب أن تشمل التربة التي نما وينمو فيها وبأي سماد غذيت وأي أداة حرثت. وهنا لا يختلف اثنان على الدور التي تقوم به الأسرة كفاعل تربوي أساسي، حينما يصير الطفل يرى في الغش حقا، فهذا يحيل على أي منظومة قيم تربى عليها، يحيل على أن مفهوم الحق والواجب صار معتلا ومختلا، مختلا لدرجة أن يصير طموح النجاح في الامتحان معبره الغش وتحقيقه يعمي البصر والبصيرة حتى تصبح أقسى حالات العنف «مشروعة» لنيله دون وجه حق. حادث المدرسة الصغير والمخيف يعري ما هو أكبر وهو أن تحقيق النجاح لم يعد مرتهنا بالجد والكد وسهر الليالي وتلك الحكايات التي صارت تحكيها الجدات عن زمن جميل كان أو لم يكن لكن ينام بها الأطفال ولا يصدقونها فهم يفتحون أعينهم على سلوك الآباء والأمهات البالغين الذين يلغوا دون عناء.
والأسرة في نهاية المطاف لا تسبح خارج القوانين والخطوط العامة في المجتمع التي يرسمها الكتاب المدرسي والجريدة والمسجد وكل قنوات تصريف الخطاب وبناء الفرد التي تمتلكها الدولة في الأساس. ويرى علي الشعباني وهو محلل ومختص في علم الاجتماع أن الدولة مسؤولة بشكل أولي عن مثل ما حدث في المؤسسة التعليمية في قلعة السراغنة لأنها هي «التي تسببت في التفاوت الطبقي والفوارق الاجتماعية وغياب المساواة في الحظوظ والتهميش والإقصاء» وتليها الأسرة التي أصبحت متجاوزة في أدوارها التربية، حسب تصريح الشعباني لـ»القدس العربي» الذي يؤكد أن «الأبناء تجاوزوا الأسر بسبب أن العائلة بفعل الانشغالات أصبحت لا تمضي وقتا طويلا مع الأبناء وهو ما يؤدي للانفلات» مضيفا أن «الأسرة لم تعد تلعب الدور الرقابي والتوجيهي الذي كانت تقوم به، في حين أن المؤسسة التعليمية التي تقع عليها هي أيضا المسؤولية في هذه الظاهرة، تم إفراغها من كل محتوى وفقدت وظيفتها التربوية التي كانت تقوم بها، حيث كانت تزود التلاميذ بمجموعة من القيم الوطنية والأخلاقية التي تمنحهم نوعا من الحصانة حتى لا يقعوا في هذا النوع من الانحرافات، حيث كانوا يركزون على التحصيل المعرفي أكثر من الانشغال بأمور العنف بين التلاميذ والأساتذة وهذا راجع لتدهور المنظومة التعليمية رغم الحديث الدائم عن الإصلاحات.
ومن زاوية التحليل النفسي، يقول جواد مبروكي لـ»القدس العربي» أن حادث المراهق يعود سببه الرئيسي للتربية على مستوى القيم «أن السبب في الحادث هو الغش والمراهق تربى على ان الغش مسألة عادية، أستاذه يغش وفي الإدارة يوجد الغش وفي كل مكان ومن لا يغش يعتبر بليدا» موضحا أن «دماغ المراهق غير ناضج ولا يمكن أن نحكم عليه بعقل الإنسان الناضج، وهو لا يعتبر مسؤولا مئة في المئة كإنسان راشد، نعرف أن دماغ المراهق له حس كبير للعدل والظلم لذلك في غالب الأحيان يكون في حالة هيجان وهي ترجع لعدم قدرته على ضبط انفعالاته وينفعل بشكل كبير على أمر بسيط وهو ما حدث». مضيفا أن الخطير والصادم في الواقعة الأخيرة أن قيم العدل والظلم صارت مقلوبة، فـ»صورة الغشاش أصبح كأنه بطل والمراهق يخلق بين الواقع والخيال، وهو يحتاج عناصر تكوينية لشخصيته ويستمدها من النجوم الرياضيين والفنانين ويحتاج هذه العناصر التكوينية لشخصيته ليثير الإعجاب نفسه».
وعن المسؤوليات تجاه هذا الوضع يقول مبروكي أن «الظلم ساري في كافة النواحي، فمنع السلطة لندوة مثلا هو ظلم ونشعر أنه يعنفنا نفسيا فالظلم دائما يواكبه شعور بالعنف تتعرض له كرامة المعني ونريد أن نرد بأي وسيلة بالكتابة أو بالشتم أو أشكال أخرى. وبالنسبة للمراهق يجب أن نرى هل حقوقه في المدرسة مضمونة؟». موضحا أن المدرسة المغربية تعاني من هيمنة الهيكل الإداري والاستخفاف بالتلميذ وغياب ثقافة التشجيع، مضيفا أن الأمر نفسه يوجد في المنزل حيث يهيمن النقد في الثقافة المغربية على التشجيع وهو عنف ضمني إضافة لتفشي العنف المباشر داخل كل أسرة سواء بين الأب والأم أو بين باقي أفراد العائلة أو مع الجيران. «الكل ثائر ضد السياسة العامة» يقول مبروكي أنه سبب ينضاف لحالة العنف العامة التي يحيا داخلها المراهق وتؤثر على تمثلاته المثالية للمجتمع في حين يلحظ عنفا كبيرا في كل مكان ومجال ولا يمكنه تحقيق الصور المثالية التي تملأ ذهنه حيث تبدو له حلول المشاكل بسيطة وليست بالتعقيد الذي نراه ويرى رأيه صحيحا مئة في المئة لكنه لا يتحقق أضف لذلك أنه «أصبحا نحيا أزمة قيم حقيقية وكل واحد يريد أن ينجح وينتصر وحده ولا يهمه الباقي بل وكان على حسابهم» يقول مبروكي مشددا على أن الحل ليس بسيطا لهذا الوضع المعقدة ويتطلب مشورة موسعة بين السياسيين والمثقفين والمعنيين المباشرين بحالات العنف داخل المؤسسات التعليمية.

«جرائم الصغار» من يزر وزرها من الكبار في الدولة والأسرة وأصحاب الكتاب؟

سعيدة الكامل

السبزي

Posted: 23 Jun 2018 02:01 PM PDT

المقادير

كيلو سبانخ
حزمة شبت
حزمة كزبرة
حزمة حلبة
حزمتان بصل أخضر
بصلة كبيرة
حزمة بقدونس
كوب لوبيا يابسة
3 حبات طماطم
3 ملاعق معجون الطماطم
ملعقة صغيرة فلفل أسود، ملح
ملعقة كبيرة ليمون مجفف (نومي بصرة) أو حسب الرغبة
ليمونة طازجة
نصف كيلو لحم بقري مقطع إلى قطع متوسطة

طريقة التحضير

نسلق اللحم أولا وبعد الاستواء نحمره مع البصل ونبدأ بعدها بإضافة الكزبرة مع التحريك والتقليب لتتجانس جميع المواد.
نبدأ بإضافة البصل الأخضر المفروم ناعما مع التحريك ووضعه على حرارة متوسطة.
بالنسبة إلى اللوبيا اليابسة فأنه يفضل أن تنقع بالماء منذ الليل لتصبح جاهزة للطبخ.
نضيف الحلبة والبقدونس والشبت مع تقليبها وخلطها بالمواد السابقة وتركها على حرارة متوسطة لمدة ربع ساعة على الأقل لكي تذبل جميع الخضرة، ونضع الطماطم المقطعة إلى قطع صغيرة وبدون القشور.
بعدها نضيف السبانخ المفروم ناعما إلى الخليط السابق ونخلطها سويا مع إضافة اللوبيا ونتركها على النار إلى أن يذبل السبانخ تماما.
نضيف الماء المغلي إلى الخليط تقريبا نصف كوب ونرفع درجة حرارة الطباخ ونضع معجون الطماطم.
7عند غليان الخليط نضع البهارات، الفلفل الأسود والليمون المجفف ونعصر ليمونة فوق الخليط.
عندما يصبح جاهزا يؤكل مع الأرز الأبيض البسمتي.

السبزي
من المطبخ العراقي

اختبار دم يتنبأ بخطر إصابة المواليد بالشلل الدماغي التشنجي

Posted: 23 Jun 2018 02:01 PM PDT

قال باحثون أمريكيون، إنهم طوروا اختبارًا جديدًا للدم، يتنبأ بخطر إصابة الأطفال حديثي الولادة بالشلل الدماغي التشنجي.
الاختبار طوره باحثون بجامعة ديلاوير بالتعاون مع عدة مراكز بحثية في الولايات المتحدة الأمريكية، ونشروا نتائج دراستهم، في العدد الأخيرة من دورية (BMC Bioinformatics) العلمية.
والشلل الدماغي التشنجي هو حالة مرضية تصيب الأطفال الصغار، تتميز بتصلب وتشنج المفاصل وضيق العضلات. 
وينتج عن هذا المرض تأخر تطور المهارات الحركية مثل الزحف، والجلوس والوقوف والمشي، إضافة إلى نوبات الصرع واضطرابات الكلام والتأتأة، والاضطرابات العصبية والعاطفية، وزيادة إفراز اللعاب.
وجمع فريق البحث عينات دم من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 19 عامًا، لاستكشاف الاختلافات بين خلايا دم المرضى الذين يعانون من الشلل الدماغي التشنجي وغيرهم من مرضى العظام والعمود الفقري.
وحدد الباحثون مجموعة قوية من الأنماط، التي تشير إلى وجود اختلافات في الجينوم (المادة الوراثية) بين الأطفال المصابين بالشلل الدماغي التشنجي والذين لا يعانون من ذلك المرض.
وفي دراسة ثانية، نجح الباحثون في تحديد أنماط الاختلافات في الحمض النووي DNA باستخدام بيانات التسلسل الجيني، وهي تقنية تمكن العلماء من فك شفرة الحمض النووي بطريقة أسرع وأقل تكلفة من طرق فك تسلسل الحمض النووي التقليدية.
وباستخدام عينات دم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-5 سنوات، تمكن الباحثون من التحقق من صحة نتائجهم والتنبؤ بنسبة 73 في المئة من دقة عينات الدم للأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي التشنجي.
وقالت الدكتورة إرين كروجي، قائد فريق البحث: «إذا تمكنا من إجراء اختبار الدم الجديد للمواليد في وقت الولادة بدلا من الانتظار حتى يتم تشخيص الشلل الدماغي التشنجي عند عمر سنتين، فمن المحتمل أن نكون قادرين على تقديم العلاجات مبكرا، والحصول على نتائج أفضل وتكاليف طبية أقل».
وأضافت أن «الاختبار أثبت أن أنماط الحمض النووي في خلايا الدم يمكن أن تستخدم للمساعدة في تحديد مرضى الشلل الدماغي التشنجي مبكرًا وتقديم العلاج المناسب لهم قبل اكتشاف المرض».
ووفقا لتقديرات المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن طفلا من بين كل 323 طفلاً أمريكيًا يعاني من الشلل الدماغي التشنجي. (الأناضول) 

اختبار دم يتنبأ بخطر إصابة المواليد بالشلل الدماغي التشنجي

السعودية تسمح للمرأة بقيادة السيارة

Posted: 23 Jun 2018 02:00 PM PDT

السعودية تسمح للمرأة بقيادة السيارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق