Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 25 يونيو 2018

Alquds Editorial

القدس العربي Alquds Newspaper » اقرأ في عدد اليوم

Alquds Editorial


خط الحجاز بالمقلوب: إسرائيل تعمل على توحيد العرب!

Posted: 24 Jun 2018 02:30 PM PDT

يحمل إعلان وزارة المواصلات الإسرائيلية طرح عطاء رسمي لإنجاز مقاطع من سكة الحديد الحجازية التاريخية التي تربط بين حيفا وإربد الأردنية في طيّاته معاني رمزيّة وسياسية تتجاوز الحدث وتفتح أبواباً كبيرة للتأويل والتحليل.
يعيد الخبر، بداية، تذكير العرب (والأتراك) بالوقت الذي كانت فيه الأرض العربية مفتوحة ولم تكن دولها الحديثة موجودة.
شكّل الخطّ التحاقاً لسكّان المنطقة بالعالم الحديث، بالمعنى الجغرافي والسياسي، فالسكة الحديدية التي أنشأها السلطان عبد الحميد الثاني وابتدأ العمل فيها عام 1908 فتحت الطريق السريع بين دمشق والمدينة المنوّرة مع تفرعه، من بصرى في سهل حوران، إلى فلسطين والأردن مرورا بمعان ورأس النقب وجدة.
إضافة لاختصاره رحلة الحج من 40 يوماً إلى 5 أيام (كان والي دمشق يدعى أمير الحج)، فإن الخط الحديدي أمّن للسلطنة العثمانية الصمود سنتين أمام الهجوم البريطاني في الحرب العالمية الأولى، وكان تدمير القوات البريطانية وحلفائها من القبائل العربية (في إطار «الثورة العربية الكبرى») للخط عام 1916 هو نهاية رمزية كبرى للسلطنة العثمانية نفسها، وعلى هامش ذلك، نهاية الوحدة الجغرافية العربية، وسيطرة الكولونيالية الغربية على مقدرات العرب… وكارثة فلسطين.
سادت لفترة طويلة في الأدبيات السياسية العربية، والأيديولوجيات القوميّة منها خصوصا، مقولة إن إعادة توحيد الأمة العربية (وسيادة الاشتراكية و«الحرية») هي المقدّمة للقضاء على إسرائيل، لكن الذي حصل فعلاً أن الأحزاب القومية التي استلمت السلطات لتنفيذ الأجندة المذكورة في الدول العربية كرّست تجزيء بلادها بالحديد والنار، وسامت شعوبها أشكالا من الاستبداد فاقت به ما قام به الاستعمار، وانتهى مطاف الدعاية لمقاومة إسرائيل إلى أشكال من التذلل لها والتقرّب إليها وإعلان التنكّر للفلسطينيين وقضيتهم وبيعها في مزاد سياسي مخجل.
مع وصول مسار الدول «الوطنيّة» التي قادتها أحزاب قوميّة إلى مرحلة الفشل وطنيا واجتماعيا وسياسيا استلمت الراية بعض الدول الملكيّة، وبعضها كان هامشيّ التأثير في الوضع العربيّ، كالإمارات، وقدّمت مشروعاً جديداً يقوم على سياسة تعرف نفسها بالعكس: مناهضة تيار الإسلام السياسي، وذلك من خلال تصعيد الاتجاهات العسكريّة ـ الأمنيّة التي تتلخّص سياساتها بالولاء لمن يدفع، بالتنسيق مع قوى التغلّب العالمية، سواء كانت أمريكا أو روسيا أو إسرائيل!
مع صعود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ساهمت هذه القوى المذكورة في الدعوة لفتح الباب لتغييرات سياسية كبرى في العالم العربي، ولذلك راجت للتعبير عن هذه التغييرات الكبرى جملة «صفقة القرن»، التي لا تجبر الفلسطينيين على الخضوع لإسرائيل فحسب، بل تغيّر شكل العالم العربيّ كلّه وتوحّده هذه المرّة حقّا، وبذلك يكتمل مشروع الحرب العالمية الأولى، ويعود خط الحجاز لا ليحمل الحجاج من تركيّا وأنحاء العالم الإسلامي إلى المدينة المنورة، ولكن ليحمل البضائع والمال الإسرائيليين إلى دبي وجدّة ومكة، والتجار السعوديين والإماراتيين والمصريين والبحرينيين إلى حيفا وتل أبيب والقدس.
بإعادة خط الحجاز بهذه الطريقة المقلوبة تنجح إسرائيل في خلق أنموذجها من «توحيد العالم العربي» تحت رايتها في سخرية رمزيّة كبرى من أساطير العرب الحديثة، بدءاً من الثورة العربية الكبرى التي دمّرت الخط الحجازي، ومروراً بالانقلابات العسكرية التي قادتها الأحزاب القومية العربية، وانتهاء بهذه الأنظمة الملكيّة التي تريد الحفاظ على ممالكها بالانخراط التام في المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي.

خط الحجاز بالمقلوب: إسرائيل تعمل على توحيد العرب!

رأي القدس

جهاد الديانات الثلاث

Posted: 24 Jun 2018 02:30 PM PDT

قليلة، ولعلها نادرة، الدراسات العربية التي تُعنى بالبحث المقارن بين نزعات الجهاد في الديانات التوحيدية، وكيف تبدأ الأصوليات من ادعاء الاستئثار بالجوهر، ثمّ تتنوّع وتتقاطع، لكي تتكامل على نحو أو آخر في نهاية المطاف. وكتاب الباحث المصري صلاح سالم «تفكيك العقل الأصولي: النزعات الجهادية في الديانات الثلاث الإبراهيمية»، الذي صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، إسهام معمق في تطوير تلك الدراسات؛ إذْ يبحث في الجدل بين المقدس والمدنس، على أصعدة السلطة والهوية والعنف، في التأويلات الأصولية للديانات السماوية الثلاث. كما يستهدف الكشف عن ملامح كلّ أصولية على حدة، ثمّ في مرآة الأصوليتين الأخريين، ويقترح تركيباً استدلالياً حول ملامح الأصوليات الثلاث في سياق حركة التاريخ.
المرء، غير المختصّ وغير العارف، يُدهش أوّلاً إزاء حجم المشتركات الكثيرة بين الأصوليات التوحيدية/ الإبراهيمية، قبل أن يتنبه ــ بفضل المقارنات المكثفة التي يعقدها المؤلف، على امتداد فصول كتابه ــ إلى السبب الأبرز، والأبسط في الواقع، خلف هذا الاشتراك: أنّ الأصوليات نبتت من جذر اعتقادي واحد أو متماثل، وأنها ترنو إلى مطلق موحد، حتى إذا كان هذا الترابط لا يُبطل ميادين التغاير في ما بينها، بحكم السياقات التاريخية والثقافية. هنا، تحديداً، واحد من أهمّ عناصر الجدة في الدراسة، من حيث أنها تقتفي مقاربة تركيبية للأصوليات الثلاث؛ فيفضي عرضُ الأفكار والتيارات إلى السياقات التاريخية التي أنتجتها، وإلى الصراعات التي اقترنت بها، وما خلّفته هذه وتلك من مؤسسات وهيئات وأنظمة وتنظيمات، وصولاً إلى قراءة مقارنة لما تشترك فيه أو تختلف حوله. هذا هو جدل الأنا والآخر، أو «الهوية الأقنومية»، في موازاة العولمة والحداثة وعلاقات المركز والهامش، وظاهرة التشدد والتطرف والإرهاب.
لكنّ سالم يساجل، في المقابل، بأنّ الملمح المشترك بين الأصوليات الثلاث، ولعله الأكثر أساسية وتأسيساً، يتمثل في الفهم الانتقائي للدين، واختزاله في تفسير أحادي، وادعاء القدرة على احتكار التفسير واستعادة الجوهر المؤسِّس للمعتقدات، وإعادة تجسيد النموذج «الأصلي» الذي تجب العودة إليه دائماً. وعلى نقيض ما يرسخ في الأذهان، تبدو القراءة الأصولية للنصوص الدينية «مستقبلية» في جوهرها، وإنْ بدت ماضوية في ظاهرها، يتابع المؤلف؛ لأنّ الأصولي عينه على المستقبل، وأما الماضي فهو مجرد وسيلة و«مخزن» للأفكار والمقولات الجاهزة، يستدعيها عند الحاجة.
الباب الأول في الكتاب يناقش الحكم الفردوسي وجدل المقدس والمدنس، في ثلاثة نماذج: التأسيسي عبر صراع السياسة مع القداسة اليهودية (من الكهانة السحرية إلى التقاليد الكلاسيكية، ومن هذه الأخيرة إلى الثيوقراطية اليهودية)؛ ثمّ المعياري، عبر صراع السلطة مع الكنيسة المسيحية (من الاغتراب التاريخي إلى الهيمنة المسيحية، ومن الإصلاح الديني إلى الأفق العلماني)؛ فالنموذج الإشكالي، عبر صراع السلطة مع المقدس الإسلامي (مآلات الشرعية بين الولاية الشيعية والخلافة السنّية، نظرية الإمامة ونظرية الخلافة، التنظير للحاكم والتحقير للمحكوم، والدولة التقليدية من القيادة النبوية إلى السلطة الرعوية). كذلك يناقش هذا الباب مسائل الدولة الحديثة بين العلمانية السياسية والشمولية الإسلامية، ثمّ ولاية الفقيه في حضورها الثيوقراطي الصريح، وأوهام الخلافة في نزوعها الثيوقراطي المضمر.
الباب الثاني يتناول الهوية الأقنومية وجدل الأنا والآخر، فيستعرض المؤلف جملة مقارنات تخصّ الأنا اليهودية (جدل الخوف والكراهية)، والأنا المسيحية (جدل الإنسان والإمبريالية)، والأنا الإسلامية (جدل الخصوصية والعالمية). وهذا خيار بحثي يتيح للمؤلف أن يناقش قضايا متفرعة عديدة، مثل الألوهية القبلية، والنزعة التنويرية، والروح الصليبية، والمركزية الثقافية الكولونيالية، والوحي الإسلامي كدين عالمي، والهوية المعاصرة في مرآة الحداثة الغربية، وثنائيات التيار السلفي/ الغرب الشيطاني، التيار العلموي/ الغرب الملائكي، التيار التوفيقي/ الغرب الإنساني. الباب الثالث يذهب إلى النزعة الجهادية، من زاوية جدل الحداثة والأصولية، فيبحث في أصولية يهودية تساند الحركة الصهيونية (بالإضافة إلى صهيونية علمانية تجابه اليهودية «الحريدية»، وصهيونية دينية «تحاصر» ما بعد الصهيونية)؛ وأصولية مسيحية «تناوش» الحداثة الغربية (الجذر اليهودي للاعتقاد البيوريتاني، والاستثنائية الأمريكية من العلمانية الغربية)؛ وأصولية إسلامية «تفتك» بالمدنية العربية (الفتوحات الإسلامية كحركة حضارية، مقابل السلفية الجهادية كحركة عدمية).
ويمكن الافتراض بأنّ أحد أفضل إنجازات هذا البحث إنما يكمن في الربط البارع بين جدل السلطتين السياسية والدينية، من حيث التكامل أو التصارع، وكيف ورث الدين التوحيدي (من خلال شرائع ثلاث) جلّ تقاليد ذلك الجدل؛ مثلما كان قد ورث ديانات فرعونية وبابلية وفارسية في جنوب المتوسط، ويونانية ورومانية في شماله. وهكذا لعب التقليد الإبراهيمي دوراً محورياً في تبرير ممارسة السلطة على مدى 3000 عام على الأقل، وأبواب كتاب سالم الثلاثة تقترح قراءة موجزة في الخبرة التاريخية للعلاقة بين المقدس الديني والحكم الدنيوي في هذه الديانات.
الأرجح أنّ هذا الطراز من الأبحاث يلائمه، على نحو أفضل، مزيج من المنهج التاريخي النقدي، الذي يستعرض النزعات والأفكار في سياقاتها التاريخية ويناقشها بمنظار نقدي؛ والمنهج الوصفي المقارن، الذي يتابع تجلياتها القديمة والحديثة، ويضعها في إطارات مقارنة. وهذا، بالفعل، الخيار الذي انتهجه سالم، وأحسن تسخيره لبلوغ خلاصات معمقة وريادية، تعبّد أكثر من سبيل للتوغل في حقل بحثي شائك بقدر ما هو ضروري.

جهاد الديانات الثلاث

صبحي حديدي

أسرار الترحيب بنتنياهو: الأردن في طريق «موحش» وقبل الإرتطام بـ «المجهول» و«نمر» بشار الأسد في الجنوب

Posted: 24 Jun 2018 02:30 PM PDT

نشتمُ رائحة «تنازلات كبيرة ومؤلمة» لصالح ما يسمى بصفقة القرن عبر إطلالة مهندس إتفاقية «وادي عربة» الدكتور عبد السلام المجالي على شاشة فضائية «رؤيا» مؤخرا.
الرجل المخضرم، وكأنه مستعد للانقضاض مجددا نحو عملية سلام مستجدة وخطيرة.
مجرد عودة المجالي للأضواء فجأة وبعد توقف كل من نتنياهو وكوشنر وغرينبلات وميركل في عمان إيحاء بـ «جديد مقبل»، حيث لا ينفع مع هذه التطورات الكبيرة ما يقترحه الدكتور مروان المعشر، وهو يصر على عدم وجود من يستطيع «تعريف» صفقة القرن.
تلك الصفقة لم يشاورنا أحد فيها أصلا، حتى نضع لها تعريفا، وأشك بأن الحكومة الأردنية نفسها تعرف ما الذي يجري أصلا!
عندما يظهر أكبر المحذرين من المشروع الصهيوني، وهو الرئيس طاهر المصري على شاشة محلية متحدثا عن الانتباه لمطبات ما نقبله غدا وهو اليوم يمكن قبوله … عندما يحصل ذلك نشعر بارتياب شديد.
عندما تستضيف قناة «الحرة» محللا يتغنى فجأة بزيارة نتنياهو باعتبارها إشارة توصي بعودة بلاده إلى الطاولة نشعر بالإرتياب أيضا.
ونشعر به أكثر عندما تقرر إدارة الرئيس الأمريكي إبتزاز الأردن فجأة وتأمين مقابلة سريعة مع ترامب وطاقمه للملك عبدالله الثاني.
الأردن تحت الضغط والحصار لكي يقبل بالترتيب الجديد، وليس سرا أن الضغط بدأ من عند السعودية في عهدها الجديد، حيث كاميرا «الجزيرة» تلتقط محمد بن سلمان في الصف الخلفي لرباعية إجتماع مكة، بينما يدير الأمير الشاب كل مسلسل الضغوط على عمان ورام الله، قبل أن تنقل «الجزيرة» نفسها عن وسائل إعلام إسرائيلية نبأ حضور بن سلمان وغيره لعمان أثناء عبور نتنياهو إليها.
الأردن، وبعد احتجاجات الأسعار الأخيرة يمضي في «طريق موحش»، ويكاد يرتطم بالمجهول»… تلك تعبيرات وردت على لسان قادة المملكة.
الارتطام آت، لا محالة، لكن بمجهول ما يسمى بصفقة القرن، وفقط أمير قطر يرسل رسالة يقول فيها بضرورة دعم «صمود وثبات الموقف الأردني»، أما دول الحصار على قطر فتحاصر الأردن عمليا أيضا.
الحاجة ملحة لأن لا يترك الأردن وحيدا في المواجهة الخطيرة المقبلة وملحة أيضا لتوحد الأردنيين خلف مؤسساتهم… على أقل تقدير يمكن تخفيف مظاهر التهشم بعد الارتطام.

مهلة 100 يوم

تطلب وزيرة الإعلام الجديدة زميلتنا جمانة غنيمات مئة يوم «عطوة» على شكل مهلة، وهي تتحدث لأهم البرامج الحوارية في التلفزيون الرسمي.
لا يحتاج الأمر أكثر من 100 دقيقة لكي ندرك أن طبخة ما، يجري تحضيرها على المستوى الإقليمي، وقد شاطت وتسارعت.
رغم ذلك من حق حكومة الرئيس عمر الرزاز أن تحصل على المهلة الطبيعية، حيث لا خيار أصلا أمام الأردنيين، وحيث حملة انتقائية فاشلة، تترك الجوهري وتركز على كلب الوزيرة أو زوجة الوزير، على أساس وجود «عرق آري» معلب ينبغي أن يعين الوزراء منه أصلا في بلد صغير يعرف الجميع فيه الجميع وتقوده النميمة، كما يحصل في حارة ضيقة.
يسألني مقدم البرامج في محطة «اليرموك» عن رأيي في أزمة الأدوات بعد تعيين الرزاز فأستعيد قصرا كل الذكريات الحزينة.
نعم ككل مواطن أردني يتعبني التفكير الدائم بمسلسل «النخبة»… والناس «إللي فوق»… كيف تختار وعلى أي أسس ووفقا لأي منطق؟ ما هي تداعيات ونتائج «الانتقاء غير المنطقي» ودوره في إنتاج قاعدة أعرض من السلبية الوطنية؟ ما الذي يحصل مع من يتم إختياره، ولماذا يتغير بسرعة نادرا وينقلب على نفسه غالبا؟
حسب صديقنا مصطفى حمارنة يحصل شيء غريب عندما يجلس المثقفون على «كرسي السلطة» فالمعطيات تتغير.
ما هي الخدمة الجوهرية، التي لا نستطيع التقاطها ويقدمها الانتقاء على أسس غير مهنية وخارج سياقات الكفاءة في بلادنا العربية؟
نسمع من خبراء وجود حالة «عجز» تامة في «الداخل» جراء تراكم الخبرات المراهقة أو الإنتهازية وتسلل الكفاءات للخارج، حيث لا أدوات جديدة وحيث صعوبات بالغة في «نقل الخبرة» وصناعة رموز وقادة.
القوم في العمق لا يريدون الإقرار بالواقع ومستمرون بالإنكار ويقترب الأردنيون فعلا بعد تراكم عدد الحكومات من مقولة «معالي الشعب الكريم».

النظام السوري ومعركة الجنوب

عندما يقع بلدك على المحك تلتهمك هواتف الفضائيات الباحثة عن متعة المتابعة والتقاط السؤال والمفارقة.
ما الذي يمكن أن يقوله أردني مثلا للجمهور الألماني، بعد زيارة ميركل الأخيرة التي دفعت فيها 100 مليون دولار بالتأكيد من أجل مصالح سياسية.
هل يقول مثلا إن وهم ما سمي بالمشروع النووي كلف الشعب الأردني 100 مليون دينار، ثم توقف فجأة، وبكل بساطة حين أطل مسؤول المشروع على الشاشة الرسمية ليزف للأردنيين النبأ التعيس وفي كل بساطة: شكرا لكم… نبلغكم بأنه تقرر ايقاف المشروع بعد أن دفعنا من جيوبكم وعلى حسابكم 100 مليون في بلد فقر جائع.
نعم الأردن طوال الأسبوع كان خبرا دسما في التقاطات الفضائيات، والغريب أنه كذلك رغم أن المسألة لا ناقة له فيها ولا بعير، فالجميع يتحدث عن مصير الضفة الغربية و«المستر كوشنر» وعن الجنوب السوري، حيث الوحش أو «النمر» سهيل الحسن، بطل الإنزلاقات الوطنية في الجيش السوري، جمع الشباب وبدأ معركة «تحرير الجنوب» وبدون ميليشيات هذه المرة على حد تعبير مذيع أخبار تلفزيون «المستقبل».
ما حاجة الدول المجاورة للميليشيات، إذا كان ملتهم القلوب والحناجر «النمر الوردي» في طريقه للانتقام من الأهالي؟! هذا سؤال لا تجيب عليه شاشة الفضائية السورية المفعمة بصور «الأخ» النمر.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

7gaz

أسرار الترحيب بنتنياهو: الأردن في طريق «موحش» وقبل الإرتطام بـ «المجهول» و«نمر» بشار الأسد في الجنوب

بسام البدارين

طيبة الشعب والأمير الحديث: عن مكيافيللي الغائب في الثقافة العربية

Posted: 24 Jun 2018 02:29 PM PDT

بصرف النظر عن إمكان الاستثبات من تاريخيتها، تحتفظ حكاية والي مصر محمد علي باشا مع مترجمه أرتين أفندي الذي طلب منه نقل كتاب «الأمير» لنيكولو مكيافيللي إلى اللغة التركية وتلاوته عليه، بطرافتها كلّ مرة تستعاد فيها. في هذه «الأنكدوت» لم يجد الداهية محمد علي ما يثيره جدّياً في كتاب «الأمير» لاستشعاره بأنّه أعلم بالحيل والمكائد، فسرعان ما طلب من أرتين أفندي التوقف عن ترجمة هذا الكتاب، والانصراف لأمر آخر.
هذه الحكاية تأخذنا مباشرة إلى السؤال الذي يطرحه الفيلسوف الشيوعي الإيطالي أنطونيو غرامشي: لمن وجّه مكيافيللي كتابه «الأمير»؟ شكّك غرامشي في أن تكون فائدة من الأساس في انتماء هذا الكتاب لـ«أدب نصح» الطغاة. فالواقعية التي تتضمنه أكثر جذرية من الواقعية التي يحتاجون اليها. واقعية القابضين على السلطة تحتاج إلى النسج الدائم لغشاوة تحمي دوافعها ومصالحها وأفعالها، وتلبسها ثوبا من العدل والتقوى، ومن الضرورة التي لا غنى عنها. هي واقعية «نصف الحقيقة»، وما يقوله مكيافيللي بصددها هي أنّ الحكّام يذهبون أيضاً ضحايا الأوهام التي يروّجون لها.
لأجل ذلك يستبعد غرامشي أن يكون الغرض من كتاب «الأمير» تقديم النصح لذوي الأمرة، خاصة وأنّه يبرز فيه التناقضات المستفحلة في طبيعة سلطانهم نفسه، ويربطها بشروط الصراع الاجتماعي. فرضية غرامشي كانت في المقابل أنّ كتاب «الأمير» موجّه إلى الطبقة الصاعدة في عصره، وفي مدينته، إلى البرجوازية الفلورنسية ذات المصلحة في «الواقعية الشعبية» بإزاء «واقعية نصف الحقيقة» التي يحتاجها الطغاة وبابا روما في مسعاه لفرض هيمنته على المدن الإيطالية. وقد بنى غرامشي على هذا المثال تصوّره بأنّ كتاب «الأمير» الذي كان موجّهاً للبرجوازية في بدايات صعودها، يمكن أن «يجيّر» لـ«الأمير الجديد»، أي الحزب الثوري للبروليتاريا في عصره، الأمر الذي دفع بالمفكر الفرنسي كلود لوفور في سبعينيات القرن الماضي إلى التوقف أمام إشكالية القراءة الغرامشية لمكيافيللي وحدودها. فهي من ناحية تلتقط بذكاء أنّ كتاب «الأمير» ليس موجّهاً للأمير الحاكم، للطبقة المسيطرة التي ليس من مصلحتها تجرّع الواقعية الكاملة، بل من مصلحتها الإبقاء على واقعية النصف حقيقة، كي لا تضيّع حظّها من المشروعية، طالما أنّ كل مشروعية تحتاج إلى الطمس والكذب والرياء كي تسبغ على صنائع الحكام «معقولية»، ووجهاً رؤوفاً. لكن هذه القراءة، وهذا مطبّها، تقع في وهم التصوّر بأنّ الفاعل السياسي، «الأمير البديل»، له حيثية مستقلّة قائمة بذاتها، وخصوصاً عندما تسقط على الحزب الشيوعي فكرة «الأمير الحديث»، الأمير الجماعي «التجسيدي» لأسطورة الأمير الفردي عند مكيافيللي.
صحيح أنّ غرامشي أحسن توظيف مفهوم جورج سوريل عن «الأسطورة» في العالم الحديث، من حيث هي فكرة قادرة على استباق المستقبل بتشخصها كهالة محرّكة لقوى فاعلة في الحاضر، لكنه في تحويله الحزب الثوري إلى «أمير حديث» كان يساهم بقسط من تجفيف مصادر حيوية هذه الفاعلية، بالاسترسال في وهم الحيثية القائمة بذاتها للمستوى السياسي من مستويات الصراع، «مستوى الأمير».
قلّما جرى الاهتمام بأعمال نيكولو مكيافيللي في الفكر العربي الحديث. يبدو أنّ طبقات هذا الفكر من القرن التاسع عشر إلى اليوم لم تجد فيه ما يستثيرها بالفعل، وما زال فكر مكيافيللي مرتبطاً، حتى بين النخب الثقافية المسيّسة العربية بالاختزال التبسيطي للمكيافيللية على أنّها «الغاية تبرّر الوسيلة» لا أكثر ولا أقل. بهذا المعنى، مثلما لم يشعر محمد علي باشا أنّ الكتاب موجّه له، أو يمكن أن يخرج منه بفائدة كحاكم، كذلك كان الأمر بالنسبة إلى النخب، التي قد تجدها مجتذبة بأدبيات في مناهضة الاستبداد والطغيان، من نوع كتاب فيتوريو آلفييري «في الطغيان» الذي لعب دوراً محورياً في صناعة نظرة النخب العثمانية ثم ما بعد العثمانية، لكنها لم تبد حماسة لا لقراءة مكيافيللي ولا للدراسات المكيافيللية المتراكمة منذ عقود طويلة، والتي تحتل مكانة مفصلية في الفلسفة السياسية المعاصرة، هذه الفلسفة السياسية التي لا تجد عملياً لها مطرحا في تقسيمات الأكاديميا العربية بين «الفلسفة» وبين «العلوم السياسية»، فتهمّش هنا وهناك وتضيع كما لو أنها لاغية. حتى غرامشي، الذي أطنبت النخب الثقافية العربية في الاستعانة به كمصفوفة شعارات ضد الماركسية ذات المصدر السوفياتي، وبخاصة فيما يتعلّق بمقولات له انتزعت من سياقاتها وإشكالياتها، فيما يتعلّق بـ«الكتلة التاريخية» و«الهيمنة» و«حرب المواقع وحرب الجبهات» و«المثقف العضوي» ودور المجتمع المدني، أكثر ما أهمل فيه اشتغاله على نيكولو مكيافيللي. بهذا المعنى، «الإندكوت» حول محمد علي وأرتين أفندي، قد لا تكون حصلت بالفعل، لكنها حاصلة على امتداد عقود طويلة من الفكر السياسي العربي الحديث: استبعاد التأثر بـ«اللحظة مكيافيللي» في تاريخ الفكر.
من موقع مختلف تماماً عن غرامشي أو عن لوفور، من موقع ليبرالي يميني، يحتفظ بيار مانون في «التاريخ الفكري لليبرالية» وغيره من الأعمال بالجدارة في تكثيف مغزى هذه اللحظة، لحظة مكيافيللي في تاريخ الفكر. يعمل مانون مقارنة بين مكيافيللي وبين من سبقه مثل دانتيه الليغيري ومارسيل من بادوا، هؤلاء فشلوا في تحرير الفكر من أنساق العصر الوسيط الثيوقراطية، لأنّ نضالهم ضد هذه الأنساق بقي في إطار «الأرسطية»، في إطار نشدان مقاصد عليا، والبحث عن تحقيق الفضيلة. أما مكيافيللي، كما يقدّمه مانون، مستعيناً بليو شتراوس، فقد حرّر السياسة من ثقل نشدان الفضيلة والخير هذا. حرّرها من الوهم. أظهر أن الحيثية الأساسية في السياسة للشر، ومكيافيللي بهذا المعنى أوّل معلّمي الاشتباه. «الخير» بالنسبة له لا تشرع له الأبواب ولا يمكن الحفاظ عليه إلا بمعونة «الشر». «الخير» مبني على «الشرّ». لم يعد يستفهم مع مكيافيللي إذا كان «كبار القوم» أو «أهل الشوكة» يتقصدون الخير ويقتربون من الفضيلة بأعمالهم، بل بمقدار ما يعطّل شرّ بعضهم شرّ البعض الآخر. أما الخير، فاحتفظ به مكيافيللي لـ«البوبولو»، للشعب في مدينته. إنما كـ»خير» سكوني، كـ»طيبة الشعب». في نفس الوقت، حقق تبديلاً جذرياً: لم تعد هناك «فضيلة» يسعى الأمراء والأحبار لتحقيقها وتجسيدها، بل «طيبة شعب»، وهي ترجع إلى أن الشعب لا يحب أن يظلم، ومن مصلحة الحاكم أن يتقرّب من هذه الطيبة الشعبية ويستند إليها شرط أن لا يأخذه الوهم بأنّ مصلحته تتماهى مع مصلحة هذا الشعب.
التعمّق أكثر بكتب مكيافيللي سيظهر لنا أنّ «الشعب» وخصوصاً من يسميهم «العوام» ليسوا بهذه السكونية التي يختصرهم بها بيار مانون في تقديمه لمكيافيللي. يبقى أنّ «طيبة الشعب» في نقضها للفلسفة السياسية القديمة والوسيطة الباحثة عن «الفضيلة» هي بمثابة اللامفكر به بامتياز في الفكر العربي المعاصر، وفي الخطابات الأيديولوجية والسياسية العربية، التي عرجت وخرجت من فترة «الربيع العربي» دون أن تجد بعد ما يدفعها لإعادة التفكير في المقولات المزمنة التي تتحرّك ضمنها، تارة لهجاء الاستبداد وتارة للتعطش إلى الديمقراطية أو الكفر بها أو تكفيرها. بدلاً من «طيبة الشعب» بالتقديم المكيافيللي لها، كان أن ربط «الشعب» في هذا الفكر العربي بمفاهيم متهافتة عن «الفضيلة»، أو جعل هو نفسه جسداً للفضيلة. أهم درس راهني لمكيافيللي اليوم، أن الشعب ليس «فضيلة»، بل فعل نقض لمفهوم الفضيلة، فعل نقض لفكرة أن الفضيلة يأتي بها الأمراء والأحبار، أو حتى هو، الشعب.

٭ كاتب لبناني

طيبة الشعب والأمير الحديث: عن مكيافيللي الغائب في الثقافة العربية

وسام سعادة

عدّة النّصر

Posted: 24 Jun 2018 02:29 PM PDT

سافرت جحافل من جمهورنا العربي العاشق لكرة القدم إلى بلاد الثلج والصقيع محمّلة بأعبائها الثقافية المنتهية الصلاحية ظنًّا منها أنها كافية لتحقق لها النّصر. حملوا القرآن والمسابح وقرأوا الفاتحة قبل بدء اللعب، وسجدوا وقبلوا أرضيات الملاعب من أجل التأهل للمرحلة المقبلة فقط، أو ربما من أجل تفادي الهزيمة في المقابلات الأولى على الأقل، حملوا ما تعوّدوا أن يحملوه من إرث ثقافي في الظروف الصعبة واعتقدوا أن إيمانهم كاف لنقلهم نقلة نوعية في بلاد (الكفار) لعلّهم أيضا اعتقدوا أن عصر الفتوحات الجديد سيبدأ كالسحر بأقدام لاعبي فرقهم، وهذا موضوع آخر يحتاج لكثير من التدقيق والتمحيص والتفكيك لفهمه أمام الانفلات الأخلاقي لهذا الجمهور الذي لا يفرق في حياته اليومية في الكواليس بين الحلال والحرام.
لقد دأب هذا الجمهور على طقوس غريبة لتشجيع فريقه المفضل، وهو متشابه في كل العالم، جمهور يعيش على كرة الملاعب وليس على الكرة الأرضية، لا تعنيه لا البيئة، ولا الاقتصاد، ولا السياسة، فهو يضحي من أجل فريقه سواء كان غنيا أو فقيرا، قد يطلق زوجته إن أزعجته وهو يشاهد مباراة فريقه المفضل، وقد يتوقف قلبه إن خسر مباراة مهمة ويموت بسكتة قلبية، قد يبيع أثاث بيته أو سيارته ليسافر من أجل تشجيع فريقه…فما يملكه من ولاء لذلك الفريق لا يملكه حتى التابع الروحي لمرشده.
جمهور الكرة يهمه مدرب الفريق أمّا ما عدا ذلك فلا يهم، هو خارج الخريطة السياسية للبلد وللعالم كله. ومع هذا يختلف هذا الجمهور من بلد إلى آخر، فلكل جمهور خلفية ثقافية هي ابنة مجتمعه…وهو أحيانا يسامح، وأحيانا لا، نحن لا نفهم أمزجة هذه الفئة من النّاس، من منظورنا الخاص ككتاب ومثقفين، ولا أدري هل الأمر كان هكذا من زمن طويل أم أنّه تغيّر مع الوقت، إذ أن تاريخ الكتاب الكبار يكشف عن علاقة وطيدة بين رموز الأدب والرياضة، خاصة رياضة كرة القدم.
فلاديمير نابوفكوف واحد من أولئك الكتاب الذين عشقوا الرياضة، وقد مارس ألعاب القوى، كما كان لاعبا ماهرا للشطرنج وكرة القدم، ولعب في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي كحارس مرمى في إنكلترا وألمانيا، ويا للصدف أن يلعب ألبير كامو أيضا كحارس مرمى في باريس، هو الذي كانت لديه وجهة نظر متميزة وفريدة في ربطه بين الأدب وهذه الرياضة. إذ قال « القليل من المعاني الأخلاقية التي تعلمتها، عرفتها من ملاعب كرة القدم، وهي المشاهد المسرحية التي ستبقى جامعتي الحقيقية.» وأكثر من ذلك، فهو القائل إن الملاعب هي الأماكن الوحيدة التي يشعر فيها ببراءته؟»
إلى أي مدى يمكننا أن نرى عمق رسالته هذه؟
أين موقع الكاتب والمثقف العربي من هذه اللعبة التي لها تأثير السحر على جماهيرها؟
أو لنتساءل بصيغة مختلفة، من هو الكاتب أو الشاعر الذي حقق ما حققه اللاعب الجزائري الفرنسي بضربة رأسه الشهيرة حفاظا على كرامته؟ أو باستقالته التي اعتبرها الشارع رسالة ذات أبعاد إنسانية لا حدود لها وهو في أوج انتصاراته؟ أو بجملة من جمله الدقيقة، التي يقولها بلغة أدبية فائقة الجمال، وكأنه أديب منذ ولد، ذلك العمق في خطابه، هل هو عمق مشترك عند لاعبي الكرة، أم أنه طفرة عند زيدان وقلة من نجوم الكرة؟ يجدر بنا أن نطرح السؤال لأننا أمام جماهير تصغي بعقلها وعواطفها وروحها لشخص بحجمه، ولو أنّه تلفَّظ بمقولاته العميقة تلك باللغة العربية لمسح ما تراكم في أدمغتها من خطابات مُسيَّسة وأخرى ملغَّمة بما يشبه الدين ويشبه المخدرات.
استسمحكم عذرا، فما أقوله ليس هذيانا، كوني أعيش في مجتمع يهذي بالكرة المستديرة لكنها خارج إطاره الأدبي..! إنّه حب غير مكتمل من طرف النخبة للفوتبول، حب يشبه الحب الذي يكنه الرجل للعشيقة التي لا تحظى بالاحترام الذي تحظى به الزوجة الشرعية. وهو موقف مغاير لكتاب الغرب ونخبه، إذ فوجئت في خلال بحثي بعدد كبير من الكتب التي وثقت بالأسماء لتلك العلاقة الوطيدة والمحترمة بين رموز الأدب وهذه الرياضة التي ولدت أرسطوقراطية وأصبحت أكثر رياضة شعبيةً في العالم.
حتى أن كاتبة بحجم مارغريت دوراس مثلا لا تتردد في وصف هذه اللعبة على أنها « مذهب روحي» حين عجزت عن إيجاد تفسير منطقي لهذا الحب والولاء لها.
غياب بصمات هذا الحدث العالمي في النص الأدبي والفكري العربيين وغيابه عن دائرة اهتمامات النخبة العربية به، سمح فيما سمح بتربع الفكر الديني بأنواعه حتى على عرش الكرة عندنا.
فأين ذهبنا بهذا الفكر في كل أمورنا الدنيوية حتى نبلغ هذا اليقين إنه منقذنا في عالم الفوتبول أيضا؟
بالتأكيد « الأقدام لا تفكر « في عرف العامة، وللأسف في عرف النخبة أيضا، لكن الحقيقة غير ذلك، يكاد الفوتبول اليوم يجمع بين علم الرياضيات والفيزياء والتغذية والمناخ والطب وسيكولوجيا الإنسان، ولم تعد علوم الدين تنفع لاعبينا في شيء، إذ كثيرا ما اصطدموا، بضغوطات جماهيرية في شهر الصيام مثلا، ومناسبات أخرى أعيتهم معنويا وهم يواجهون فرقا وراءها جيوش من الأطباء واختصاصيي التغذية والطب النفسي والعارفين بحركة الريح ونسب الرطوبة ودرجات الحرارة وتأثيراتها على اللاعبين.
عدة النّصر التي تعج بها كتبنا التاريخية والتراثية والتي أتت بثمار بلغت حدّ السيطرة على نصف العالم، لم تعد نافعة في هذا الزمان، حتى في أبسط أمورنا الدنيوية، فلا أوقفت الحروب التي حصدت رؤوس المسلمين بلا حساب، ولا حتى ساندتنا في ملاعب الكرة السّاحرة…
ولا أدري إن كانت البراءة التي شعر بها كامو ذات يوم على أرضيات الملاعب قد شعر بها جمهورنا الكريم في بلاد « الفودكا» وقد حشروا بين شقراوات أوروبا وروسيا وهن يتمايلن في الملاعب لتشجيع فرقهن؟
لقد اتسع العالم كثيرا علينا، حتى أصبح بحجم جبة الشيخ التي أورثها لأحفاده، فلا هي بالميراث المناسب لهم، ولا لأعمارهم، ولا لزمنهم.
في الملاعب المفرغة من الإيمان صدح جمهورنا المتشبث بورقته الرابحة، ناجى المولى عزّ وجلّ بما حفظه من آيات وأدعية، وكأنّه غريق، فقد الثقة في الموج العاتي، ولم يتبقّ له أمل له سوى في الله…
في صورة تراجيدية ربما لم يرها غير قلّة مثلي، لا نرى جمهورا واثقا في فريقه، بل جمهورا يريد إنقاذ هذا الفريق بعدّة من الماورائيات، فهو يعرف قوة الموج التي رُمِي فيها، ويعرف سلفا أن حربه خاسرة، لهذا يطلب معجزة تنقذه من الفشل الذي عاشه وطارده طيلة حياته…وربما ينتظر من تلك المعجزة أن تذيب الخصامات السياسية التي أوجدتها الأنظمة التي سحقته، لهذا ابتكر لغة أخرى تختصرها الصور التي بدت فيها أعلام الدول المتأهلة متعانقة، إنه وجع آخر من أوجاعنا، يطل علينا من نافذة المونديال الكبيرة، ولا يزال خارج اهتمامات كتابنا ونخبنا.

٭ شاعرة وإعلامية من البحرين

عدّة النّصر

بروين حبيب

تحالف «العبادي ـ الصدر» شعاره «عبور الطائفية» ومكوناته قادة شيعة

Posted: 24 Jun 2018 02:28 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: اتفق زعيم التيار الصدري، رئيس تحالف «سائرون»، مقتدى الصدر، ورئيس الوزراء العراقي، زعيم تحالف «النصر»، حيدر العبادي، أخيراً، على تشكيل «تحالفٍ عابرٍ للطائفية والإثنية»، يستند على «ثمانية مبادئ»، ولا يستثني أيٍا من الكتل السياسية الراغبة بالانضام إليه، شريطة «عدم» التعارض مع التحالفات الأخرى، التي أجرتها كل من «سائرون» و«النصر».
وفي 20 أيار/ مايو الماضي، التقى العبادي بالصدر، في العاصمة بغداد، وحسب مصادر مطلعّة تحدثت لـ«القدس العربي»، إن الاتفاق على تحالف ائتلافي النصر وسائرون جرى في تلك الليلة، لكن الزعيمين «أجلا» إعلان ذلك رسمياً إلى إشعار آخر.
ورغم أن شعار تحالف العبادي والصدر هو عبور الطائفية والإثنية، لكنه لم يشتمل، حتى الآن، سوى على قادة «شيعّة»، بينهم هادي العامري، زعيم تحالف «الفتح»، وعمار الحكيم، زعيم تيار «الحكمة». ويجري التحرك صوب المالكي، زعيم دولة «القانون»، وإياد علاوي ـ زعيم ائتلاف الوطنية، طبقاً للمصادر.
اللقاء الذي جميع العبادي بالصدر، وأثمر عن إعلان التحالف الثنائي، جاء في أثناء زيارة قام بها العبادي إلى محافظة النجف، من دون زيارة أي مرجعٍ ديني شيعي هناك، وخصوصاً المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، الذي يرفض اللقاء بأي شخصية سياسية.

المبادئ الثمانية

زعيم التيار الصدري، رأى في تحالفه مع العبادي «تسريعاً» في تشكيل الحكومة المقبلة، بعد الاتفاق على «ثمانية مبادئ» مشتركة «تضمن» مصلحة الشعب العراقي؛ بين «سائرون» و«النصر»، وتسهم في بلورة حكومةٍ قوية تخدم تطلعات الشعب في جميع المجالات.
وتنصّ المبادئ الثمانية على «الدعوة» لتحالفٍ عابر للطائفية والإثنية، يشمل جميع مكونات الشعب العراقي، إضافة إلى «الاستمرار بمحاربة الفساد، وإبعاد الفاسدين عن مواقع الدولة والحكومة، وتقديم من يثبت بحقه ملفات فساد إلى القضاء العراقي، كما يعزز دور المؤسسات الرقابية، في مكافحة الفساد والرقابة».
وتتضمن المبادئ أيضاً «تشكيل حكومة تكنوقراط من الكفاءات، بعيداً عن المحاصصة الضيقة»، فضلاً عن «دعم وتقوية الجيش، والشرطة، والقوات الأمنية، وحصر السلاح بيد الدولة، والحفاظ على هيبتها، وما تحقق من انجازات».
ويشمل الاتفاق بين الصدر والعبادي، «وضع برنامج اصلاحي، لدعم الاقتصاد العراقي، في جميع القطاعات»، إضافة إلى « الحفاظ على علاقة متوازنة مع الجميع، بما يحقق مصالح العراق، وسيادته واستقلاله، وعدم التدخل في شؤون الدولة، كما لا يسمح بتدخل الآخرين في شؤوننا».
ومن بين المبادئ أيضاً»دعم إصلاح نظام القضاء العراقي، وتفعيل دور الإدعاء العام»، و«الحفاظ على وحدة العراق، أرضاً وشعباً، والتأكيد على التداول السلمي للسلطة».
وعلى ضوء هذه المبادئ، دعا الصدر والعبادي الكتل إلى «عقد اجتماع قيادي للاتفاق على الخطوات اللاحقة».
العبادي، قال خلال مؤتمر مشترك عقده مع الصدر، في محلّ إقامة الأخير في النجف، إن التحالف المعلن بين سائرون والنصر، «لا يتعارض مع أي تحالف لأي من القائمتين مع كتل أخرى».
ودعا جميع الكتل الأخرى إلى الانضمام لتحالفه مع الصدر، إضافة إلى دعوته لـ«جلسة قيادية ـ عالية المستوى، للكتل السياسية، لتخليص البلد من الأزمة التي يمر بها، خصوصاً تلك المتعلق بالعد والفرز».
وأكد سعيه إلى «الإسراع في الاتفاق السياسي»، نافياً التطرق إلى «الولاية الثانية» خلال لقائه بالصدر.
واعتبر التيار الصدري أن تحالف «سائرون» و«النصر»، يمهد إلى تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، مرجّحاً إعلانها قريباً.

تشكيل الحكومة

جعفر الموسوي، المتحدث باسم المكتب السياسي لزعيم التيار الصدري، قال في بيان إن «كل الاتفاقات السابقة المعلن عنها سارية ونافذة»، مشيراً إلى أن «خطوة تحالف النصر وسائرون أكملتها».
وأضاف أن «الأبواب مفتوحة لمن يُؤْمِن بالإصلاح»، لافتاً إلى «الإعلان عن الكتلة الأكبر سيتم قريباً، لتشكيل الحكومة المقبلة».
أما ائتلاف «النصر»، فاعتبر تحالفه مع «سائرون»، «تتويجاً» لحوارات ومساع وتفاهمات عميقة، معرباً عن أمله بأن يكون التحالف» نواة صلبة للكتلة الأكبر».
المتحدث باسم التحالف حسين العادلي قال في بيان، إن «التحالف الذي أعلن بين النصر وسائرون جاء تتويجا لحوارات ومساع وتفاهمات عميقة، ونأمل ونعمل على أن يكون نواة صلبة للكتلة البرلمانية الأكبر».
وأضاف أن «التحالف بينهما (النصر وسائرون) سيكون بمثابة الرافعة السياسية بعد أن تم التفاهم على معالم وأسس المرحلة المقبلة»، مشيراً إلى أن «الانفتاح والحوار قائم مع جميع الكتل لبلورة الصياغات النهائية لاسس وهياكل المرحلة السياسية بما فيها ادارة فعل الدولة وملفاتها».
في حين، اعتبر ائتلاف «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، التحالف بين العبادي والصدر، هو «تفاهم أولي»، لافتاً إلى أن التحالفات تتبلور بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات.
النائب عن دولة «القانون»، طه الدفاعي، قال لـ«القدس العربي»، إن «ما يجري على الساحة السياسية هي مجرد تفاهمات ولقاءات أولية، وجس نبض».
وأضاف: «ما جرى بين «سائرون» والنصر هو تفاهم أولي، وموجود سابق، لكن تم تأكيده يوم أمس (الأول) من قبل الصدر والعبادي، إضافة إلى وضع معايير لبناء الدولة في المرحلة القادمة».
وأعرب عن أمله في «انضمام بقية الكتل السياسية إلى هذا التحالف (العبادي والصدر)، على ضوء تلك الأسس والمبادئ»، لكنه أكد في الوقت ذاته أن «التحالفات الواضحة ستتبلور بعد إعلان نتائج الانتخابات، ومصادقة المحكمة الاتحادية عليها، وما يجري الآن هي تفاهمات أولية لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر».
كذلك، أعلن تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري، ترحيبه بجميع التحالفات التي تصب في مصلحة استقرار البلد.
النائب عن التحالف، فالح الخزعلي، قال لـ«القدس العربي»، «نحن في ائتلاف الفتح نرحب في جميع التحالفات التي تصب في خدمة البلد واستقراره، وتشكيل الحكومة»، مضيفاً أن «تحالف الفتح مع الفضاء الوطني الذي يستوعب الجميع، ويجب أن نكون مستعدين لتقبل الجميع، بكونهم ممثلي الشعب ويمثلون تطلعاته».

تحالف «العبادي ـ الصدر» شعاره «عبور الطائفية» ومكوناته قادة شيعة
يمهد الطريق نحو «الكتلة الأكبر»… وائتلاف المالكي يعتبره تفاهماً أولياً
مشرق ريسان

اردوغان… «بائع الكعك» الذي انتقل من رئاسة البلدية لـ«السجن» ومن الحكومة للرئاسة وصولاً إلى «الزعامة المطلقة»

Posted: 24 Jun 2018 02:28 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: يطلق عليه أنصاره «الطيب» و«الرجل القوي» و«الرجل الطويل» فيما يلقبه معارضوه بـ«السلطان» و«الديكتاتور»، لكن ما يُجمع عليه الطرفان أن بائع الكعك التركي «السميط» أصبح بلا منازع الزعيم الأقوى في تركيا من بعد المؤسس التاريخي للجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.
رجب طيب اردوغان ولد في 26 شباط/فبراير 1954 في حي «قاسم باشا» الفقير في إسطنبول لعائلة فقيرة ومتدينة تنحدر أصولها من مدينة طرابزون، وأمضى طفولته في مدينة «ريزة» على البحر الأسود، ثم عاد للحياة في اسطنبول عندما كان عمرة 13 سنة.
بسبب فقر أسرته ولتوفير مصروفه، عمل في بيع البطيخ ومن ثم الكعك التركي الشهير «السميط» خلال دراسته في المراحل الابتدائية والإعدادية، وكان مولعاً بكرة القدم واقترب من الاحتراف في السبعينيات.
تعلم في مدارس «إمام خطيب» الدينية التي حوربت في سنوات حكم العسكر، وأعاد هو دعمها وتوسيعها خلال السنوات الأخيرة. تخرج من كلية الاقتصاد والأعمال في جامعة مرمرة عام 1981.
في العام 1976 انضم إلى حركة نجم الدين أربكان الذي يُعتبر مرشده السياسي والذي تولى بعد سنوات، منصب رئيس الحكومة في تركيا التي وصفت حينها بـ«الإسلامية» لكن الانقلاب العسكري في 12 أيلول/سبتمبر 1980 أبعد اردوغان عن المعترك السياسي حتى العام 1983، إلا أنه عاد في العام 1985 ليصبح مسؤول مدينة اسطنبول عن حزب «الرفاه» الذي أسسه أربكان.

رئيس بلدية إسطنبول

التطور الأهم كان في السابع والعشرين من آذار/مارس عام 1994 عندما انتخب رئيساً لبلدية اسطنبول أكبر مدن تركيا من حيث عدد السكان وحقق خلال ولايته طفرة كبيرة في العمل البلدي والإنجازات مما أكسبه شعبية كبيرة، إلا أنه اضطر إلى الاستقالة تحت ضغط العسكر في العام 1997.
أدين عام 1998 بتهمة «التحريض على الكراهية الدينية» وأُقصي من الحياة السياسية وسجن لمدة أربعة أشهر في العام 1999. وأخذ عليه القضاء انه قرأ أثناء خطاب جماهيري في كانون الأول/ديسمبر 1997 شعراً يقول فيه: «مساجدنا ثكناتنا، قبابنا خوذنا، مآذننا حرابنا والمصلون جنودنا، هذا الجيش المقدس يحرس ديننا»، وهو الشعر الذي بات يكرره في كثير من خطاباته السياسية مؤخراً.
في تموز/يوليو 2001، أجازت له المحكمة الدستورية العودة إلى السياسة فأسس في 14 آب/أغسطس 2001 حزب «العدالة والتنمية» برفقة الرئيس السابق عبد الله غُل، والذي استقال منه لدى توليه منصب الرئيس في آب/أغسطس من عام 2014.
فاز الحزب في الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2002، لكن اردوغان لم يتمكن من تولي رئاسة الوزراء لإعلان المجلس الانتخابي الأعلى عدم أهلية انتخابه قبل شهرين من ذلك، وتولى عبد الله غُل (نائبه في رئاسة الحزب آنذاك) المنصب حتى يتسنى له تنظيم انتخابه شخصياً أثناء انتخابات تشريعية جزئية تمكن خلالها من الترشح بفضل تعديلات أقرها البرلمان الذي يهيمن عليه حزبه، وأصبح من بعدها رئيساً للحكومة في 11 آذار/مارس 2003.
واصل الحزب صعوده برئاسة اردوغان وتمكن من الفوز في الانتخابات العامة (البرلمانية) عام 2007 و2011 على التوالي، وواصل اردوغان ترأسه للحكومة طوال هذه الفترة وحتى انتقاله لكرسي الرئاسة، بالتوازي مع فوز الحزب في جميع الانتخابات المحلية السابقة.
في العاشر من آب/أغسطس 2014، فاز في أول انتخابات رئاسية تجري بالاقتراع المباشر من الشعب بنسبة 52٪ من الأصوات، لفترة رئاسية تمتد إلى خمس سنوات جعلته ثاني أطول شخص يحكم تركيا بعد الزعيم التاريخي مصطفى كمال أتاتورك.
تمكن من وضع حد لتدخل الجيش التركي في الحياة السياسية، وشهدت البلاد في فترة حكمه نهوضا اقتصاديا كبيرا وتمكن من سد ديونها للبنك الدولي، كما عمل على تطوير الجيش، وقرب تركيا من الدول العربية والإسلامية.
اعتمد اردوغان نهجاً جديداً فيما يتعلق بالمسألة الكردية وأنجز إصلاحات كبيرة، حركتها مساعي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي أطلقت في تشرين الأول/اكتوبر2005 وما تزال تواجه صعوبات كبيرة، لكن الأحداث السياسية والأمنية الأخيرة دفعت باتجاه وقف مسيرة السلام مع الأكراد، ولاحقاً تراجعت العلاقات بشكل غير مسبوق بين اردوغان والاتحاد الأوروبي الذي بات هدفاً دائماً لخطابات اردوغان الحادة.

الخلاف مع غولن

اتهم في الخامس عشر من يونيو/تموز 2016حليفه السابق فتح الله غولن بقيادة محاولة انقلاب ضده من خلال النفوذ الواسع لعناصر ما اسماه «الدولة الموازية» في مفاصل الدولة وخاصة سلكي القضاء والشرطة، وشن ضد أتباعه حربا شرسة ما زالت متواصلة حتى اليوم وشملت اعتقال ومحاكمة وفصل من الوظائق لأكثر من 150 ألفاً من المتهمين بالولاء لغولن.
وعلى الرغم من تعرض الحزب الذي أسسه إلى انتكاسة في انتخابات السابع من يونيو/حزيران 2015، إلا أن اردوغان عمل على دعمه بكل الطرق الممكنة وساهم في عودته لحصد الأغلبية البرلمانية بالانتخابات التي أعيدت بالأول من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه.
ولاحقاً، تمكن اردوغان بصعوبة كبيرة من تمرير تعديلات دستورية جوهرية في نيسان/ أبريل من عام 2016 تضمنت تحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي وتوسيع صلاحيات الرئيس وإتاحة الفرصة أمامه من أجل الحصول على فترتين رئاسيتين جديدتين تمكناه من البقاء في الحكم لـ10 سنوات مقبلة.
والأحد رغم الشكوك الواسعة حول قدرته على حسم الانتخابات الرئاسية من الجولة الحالية، تمكن اردوغان مجدداً من حسم هذه الانتخابات ومن الجولة الأولى مؤكداً أنه ما زال الزعيم الأقوى في البلاد بدون منازع.

اردوغان… «بائع الكعك» الذي انتقل من رئاسة البلدية لـ«السجن» ومن الحكومة للرئاسة وصولاً إلى «الزعامة المطلقة»
نجا من الاغتيال في محاولة الانقلاب الدموية وعاد أقوى من السابق

خذلان أمريكي للمعارضة وضوء أخضر لروسيا يدخلها المعركة بقوة وتصعيد للنظام على جبهة درعا

Posted: 24 Jun 2018 02:28 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : تزامناً مع اختفاء أي حديث عـن الوجود العسكري الإيراني، شهد ملف الجنوب السوري في اليومين الأخيرنين تطورات متلاحقة وقد تكون دراماتيكية في المقبل من الأيام فبينما دخلت روسيا بقوة على جبهة محافظة درعا أرسلت واشنطن ما يوحي بتخليها عن دعم المعارضة لقاء تفاهمات ثلاثية مع روسيا وإسرائيل. تزامناً تحدث مصدر رفيع المستوى لـ»القدس العربي» عن وساطة أردنية بين موسكو وفصائل المعارضة لإنهاء التصعيد العسكري في المنطقة الجنوبية، مرجحاً ان تكون النتائج «وسطية» بين الأطراف، وقال المصدر المطلع على التفاصيل، «إن هناك وساطة أردنية لدخول المعارضة في مفاوضات غير مباشرة مع الروس، حيث سينوب الأردن عن المعارضة على طاولة المباحثات، وننتظر الأيام القليلة المقبلة التي قد تكون حبلى بتفاهمات جديدة حول الجنوب السوري». وفي الوقت نفسه يصعد النظام السوري على جبهة درعا وسط نزوح كثيف للمدنيين من المدينة.
وأوضح المصدر الواسع الاطلاع أن دوافع الأردن تأتي من تخوفه الكبير من سيل النازحين الجارف الذي قد يعصف باقتصاد الأردن والتركيبة الاجتماعية فيه، لذا «فإنه يستعجل الخطى للوصول إلى التهدئة»، مضيفاً ان «النتائج المنتظرة تتوقف على الموقف الامريكي من الأردن ذاته إذ يقع الأخير ضمن المخطط الامريكي في حل المسألة الفلسطينية، فإن كانت الرغبة الامريكية تدور حول الحفاظ على الأردن فإنها ستتدخل لايقاف المعارك وإيجاد حـل سـياسي سـريع».
رئيس الوفد العسكري السابق إلى مفاوضات أستانة العقيد فاتح حسون أوضح لـ»القدس العربي» ان فصائل المعارضة في الجنوب «تعول على سلاحها»، مرجحاً «حدوث ضغوط إقليمية وخاصة من الأردن الذي يعتبر أكثر المتضررين الدوليين مما يحدث بسبب موجة النزوح للمدنيين باتجاهه، وقد ينتج عن هذه الضغوط تهدئة وتفاهمات».

تنصل أمريكي

ورأى المتحدث ان أمريكا غيرت أولوياتها في سوريا، وما عاد لاستمرار نظام بشار الأسد أو سقوطه أي أهمية مقارنة مع القضاء على داعش أو تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، مما أتاح لروسيا والنظام السوري المجال للاستفادة من خطة واشنطن، مضيفاً «لطالما وجهت النصائح لنا من دول كبيرة وفاعلة بالملف السوري بضرورة الاستفادة من العروض الروسية المقدمة لنا ما أمكننا، لا سيما في ظل تراجع الإدارة الأمريكية عن دعم الثورة السورية وعدم قدرتها على الوقوف في وجه روسيا سياسياً عبر مجلس الأمن، وقد كانت العروض الروسية متمثلة حينها باتفاقية خفض التصعيد حينما كانت معظم المناطق المحررة بأيدينا، حيث مضينا بالاتفاقية بسبب وجود ضمانات للتنفيذ».
ولكن روسيا انقلبت على الاتفاقية بذرائع مختلفة حسب المتحدث الذي اضاف ان موسكو قامت بحملات عسكرية مكنت القوى المعادية للثورة من السيطرة على الغوطة الشرقية فالقلمون فالريف الشمالي لحمص، وذلك بعد إيقاف الدعم الأمريكي عن فصائل الجيش الحر في الوقت الذي استمرت فيه بدعمها لقوات سوريا الديمقراطية.
ويرى البعض أن التهديدات التي اطلقتها الادارة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية خلال الأيام الماضية، والموجهة للنظام السوري وموسكو، حول منعهما من شن أي هجمات على المنطقة الجنوبية ما كانت إلا بهدف الاستهلاك الإعلامي، ولذا فإن رسالة الولايات المتحدة الامريكية الموجهة لفصائل المعارضة قبل ايام، عبر سفارتها في عمان، هي برأي محللين تنصل من تهديدات واشنطن ومؤشر على إبرام صفقة ثلاثية «روسية – أمريكية – إسرائيلية»، الأمر الذي أدخل درعا على خط المعارك بشكل مباشر. ويبقى
السؤال الملح الآن هل كان لروسيا ان تفعل ذلك لولا التفاهمات الدولية والإقليمية وموافقة الكيان الصهيوني على ذلك؟ فصائل المعارضة المنتشرة في درعا والقنيطرة فسرت الرسالة الامريكية على أنها نعي لاتفاق خفض التصعيد، وضوء أخضر مفتوح أمام روسيا والنظام السوري للقضاء على فصائل الجيش الحر.
وفي هذا الإطار قال العقيد خالد النابلسي أحد أبرز القيادات العسكرية في المنطقة الجنوبية ان «الرسالة الامريكية هي إعلان واضح لفتح الأبواب على مصراعيها أمام موسكو والنظام السوري والسماح لهم في شن الهجمة الموسعة على المنطقة الجنوبية ضد فصائل المعارضة، إذ باشرت المقاتلات الحربية الروسية بعيد الرسالة الامريكية بنحو ثلاثين دقيقة، بالإقلاع من قاعدة حميميم العسكرية باتجاه درعا ونفذت خلال يومين اكثر من 100 غارة جوية على مختلف مناطق درعا وأهمها منطقة بصر الحرير شرق درعا ومنطقة اللجاة».
وأضاف القيادي في المعارضة المسلحة «كل التصريحات الدولية حول الجنوب وبالرغم من تطميناتها مسبقاً الا ان فصائل المعارضة في المنطقة عززت من عمليات التحصين والتدشين والوسائل الدفاعية اللازمة وتم تشكيل غرف عمليات فرعية بكل منطقة ثم ربطت غرف العمليات بغرفة العمليات المركزية التي تدير وتنسق التعاون بين جميع الفصائل بهدف منع النظام من الاستفراد بمنطقة على حساب أخرى، كما شكلت فصائل المعارضة غرف عمليات مدنية للطوارئ سعياً منها في متابعة النازحين وتأمين أمورهم واحتياجاتهم». حيث كان التنسيق حسب المتحدث متوازياً بين الشقين المدني والعسكري «وسط تلاحم بين القاعدة المدنية والجهة العسكرية فيما يتعلق بالمواجهة وعدم تسليم المناطق للنظام».
وبيّن انه بالرغم من الموقف الامريكي بعدم دعم المعارضة، إلا ان الفصائل أعلنت موقفها معتمدة على تلاحم عناصرها واصرارهم على حماية ارضهم، عازياً السبب إلى ان «كل التجارب السابقة التي انتهت بابرام المصالحات والاستسلامات حملت عواقب وخيمة على الاهالي والمقاتلين والمدنيين حيث هجر سوادهم الأعظم فيما جند من اختار البقاء في صفوف النظام، ولهذا كان القرار بالصمود».

روسيا تدخل… وواشنطن تتخلى

وبدأت القوات الروسية بقيادة الحملة العسكرية للنظام السوري على جنوب البلاد، حيث قامت المقاتلات الروسية لأول مرة منذ توقيع اتفاق خفض التصعيد، بسلسلة من الغارات الجوية على ريف درعا الشرقي، خلال الساعات الماضية، مستهدفة من خلالها أكثر الجبهات تحصيناً للمعارضة السورية. وكانت واشنطن قد أبلغت فصائل المعارضة السورية العاملة في الجنوب السوري، بضرورة ألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها على التصدي لهجوم ضخم تشنه قوات النظام لاستعادة مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في جنوب سوريا ومجاورة للأردن ومرتفعات الجولان السورية المحتلة.
نص الرسالة الأمريكية، وفق ما نقلته وكالة رويترز، يطالب من المعارضة السورية «ضرورة ألا تبنوا قراراتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري، وإن الأمر يعود إليكم فقط في اتخاذ القرار السليم بشأن كيفية مواجهة الحملة العسكرية التي يشنها الجيش السوري بناء على ما ترون أنه الأفضل بالنسبة لكم ولشعبكم». وأضافت الرسالة، «إننا في حكومة الولايات المتحدة ندرك الظروف الصعبة التي تواجهونها ومازلنا ننصح الروس والنظام السوري بعدم الإقدام على إجراء عسكري يمثل خرقاً للمنطقة».
تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن المعارضة السورية في الجنوب، وانسحابها من الاتفاق الثلاثي الموقع مع الأردن وروسيا، تزامن مع دخول روسيا على سير المعارك، إذ تركز قصف المقاتلات الحربية على الريف الشرقي من درعا، وذلك بهدف عزل منطقة «اللجاة» عن المحافظة، تمهيداً لتجزئة المنطقة لقطاعات والتفرد بكل منها على حدة.

مخطط خبيث

قاعدة حميميم الروسية، ذكرت أمس الأحد، عبر معرفاتها الرسمية، أن «القوات الجوية الروسية ستشارك في دعم قوات الضابط السوري العميد سهيل الحسن في القضاء على ما وصفته بـ «الإرهاب» جنوبي البلاد دون النظر إلى تبعية تلك «القوى المتطرفة «والتي تتلقى الدعم من دول إقليمية عدة».
وأشارت «حميميم» إلى انضمام قوات «الجيش الحر» لقوات النظام السوري في 10 بلدات جنوب سوريا تزامناً مع الهجوم البري الذي تشنه القوات الحكومية السورية بدعم جوي من القوات الفضائية الجوية الروسية، الحدث الذي نفته مصادر عسكرية في المعارضة. قيادة روسيا لمعركة الجنوب، جاء بعد أيام فقط من نقل القناة الثانية العبرية عن مصدر رفيع المستوى قوله إن تل أبيب «وافقت على انتشار قوات الجيش السوري على حدودها الشمالية»، وأشار المصدر إلى أن الاتفاق تم بوساطة روسية، وأضاف أن الاتفاق يضمن «انتشار الجيش السوري في مواقع على الحدود مع إسرائيل، ولقاء ذلك، يعد الروس بعدم وجود الإيرانيين وحزب الله هناك».
الباحث السياسي السوري خليل المقداد، تحدث عن وجود مخطط وصفه بالـ»خبيث» يرسم لسوريا، والجنوب على وجه التحديد، يفيد بعدم سماح الأردن والكيان الصهيوني، بتسلل الفوضى إلى حدودهما، وخاصة ان إسرائيل لم يعد لديها مانع من عودة بسط نفوذ النظام السوري على الجنوب بدعم روسي مباشر، مشيراً إلى ان الخلاف الوحيد يتعلق بمدى ثقة إسرائيل بقدرة روسيا على «لجم الإيرانيين».
وقال المقداد ان الهدف الرئيسي من الحملة العسكرية على محافظة درعا، هو الوصول إلى الحدود مع الكيان الصهيوني، والمعابر الحدودية مع الأردن «القديم والجديد»، وأن هذه الحملة لا يمكن أن تتم إلا بتوافق إقليمي ودولي.
وأعرب عن خشيته من تحقيق أهداف المخطط «خاصة مع وجود فصائل تدور في فلك السعودية والإمارات والأردن وغيرها، وهذه التشكيلات جميعها ممسوكة بعامل الدعم المالي، عبر شخصيات «معارضة» لكنها تعمل لصالح النظام السوري وبسط سيطرته على كافة الأراضي السورية».
ولم يستبعد الباحث، خلق مسرحيات عسكرية على الأرض، من قبل بعض التشكيلات التي تدعمها الإمارات العربية المتحدة، بهدف الطعن في مصداقية الفصائل التابعة للجيش السوري الحر الراغبة بالصمود أمام هجمات النظام السوري والمقاتلات الروسية.

خذلان أمريكي للمعارضة وضوء أخضر لروسيا يدخلها المعركة بقوة وتصعيد للنظام على جبهة درعا
مصدر رفيع لـ «القدس العربي»: وساطة أردنية للحل… تزامناً مع اختفاء الحديث عـن الوجود الإيراني
هبة محمد

الجزائر: سيناريو تحويل الولاية الخامسة لبوتفليقة إلى مطلب شعبي يتجسد يوماً بعد آخر!

Posted: 24 Jun 2018 02:27 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: تزايدت الدعوات المنبعثة من هنا وهناك لمطالبة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالترشح إلى ولاية رئاسية خامسة خلال اليومين الأخيرين، فبعد حزب رئيس الوزراء أحمد أويحيى الذي صوّت رسميا لصالح لائحة تدعو الرئيس بوتفليقة إلى الترشح لولاية جديدة، التحق حزب تجمع أمل الجزائر الذي يقوده الوزير الأسبق عمار غول بركب الداعين إلى «الاستمرارية» في سيناريو مدروس يهدف إلى إقناع المواطنين بأن الولاية الخامسة هي مطلب من القاعدة وليست رغبة من القمة، وأن الرئيس إن وافق على الترشح فلن يكون سعيا وراء رئاسة مدى الحياة، وإنما تضحية في سبيل الوطن!
لم يتبق أي شك لدى أكثر الناس تفاؤلا بشأن وجود مشروع لولاية خامسة، فبعد الإعلان الذي قام به التجمع الوطني الديمقراطي ( حزب رئيس الوزراء أحمد أويحيى) ارتفع الدخان الأبيض أخيراً من كل القمم، وثبت أن ما كان يتداول على أساس أنه إشاعات أو حتى مزايدات من طرف بعض الأشخاص والجهات كان تفاصيل خطة تم الشروع في تطبيقها منذ حوالي عامين.
عندما صعد جمال ولد عباس إلى المنصة ليخلف عمار سعداني على رأس حزب جبهة التحرير الوطني في خريف عام 2016، في أعقاب اجتماع للجنة المركزية كان يبدو عاديا، وكانت شعبية سعداني فيه تظهر في ذروتها، لولا إشاعات سرت منذ صبيحة ذلك اليوم تقول إن الرجل القوي في الجبهة سيستقيل! قليلون فقط من صدقوا، الغالبية كانت ترى في الأمر نكتة سمجة، كيف يستقيل سعداني الرجل القوي المقرب من الرئاسة، الذي خاض كل الحروب من أجل الرئيس وباسمه، وكان أداة تحطيم أسطورة جهاز الاستخبارات السابق الجنرال توفيق، لكن الأصوات التي كانت تقول إن سعداني سيرمي المنشفة كانت مصرة، الأمر الذي دفع بالكثيرين للهرولة إلى فندق الأوراسي بالعاصمة، لا شيء كان يوحي أن هناك معارضة لاستمرار «سي عمار» على رأس الحزب، لكن الأخير فاجأ من كانت تساوهم الشكوك، ومن لم يتم إبلاغهم بعد، بأن طلب تصويتا بالثقة من أعضاء اللجنة المركزية، وجاءت النتيجة لصالحه بغالبية ساحقة، وبعدها أعلن عن استقالته، رغم صراخ بعض الأعضاء وصدمتهم، لكن القرار كان قد صدر وقضي الأمر.
وأمام صدمة وذهول الكثيرين من أعضاء اللجنة المركزية اقترح سعداني أن يكون خليفته هو جمال ولد عباس، لا شيء كان عفويا أو ارتجاليا، فسعداني كان قد أبلغ بضرورة رمي المنشفة، وأبلغ أيضا بمن سيكون خليفة له، وفور صعوده إلى المنصة أعلن ولد عباس أنه يدعو بوتفليقة إلى ولاية خامسة، الأمر بدا لوهلة مجرد مبالغة في إبداء الولاء من الأمين العام الجديد للحزب، لكن ما سيحدث بعد ذلك بأشهر سيبين أن الأمر لم يكن مجرد تزلف مبالغ فيه.
بعد اعتلائه سدة الحزب واصل ولد عباس حديثه عن الولاية الخامسة تلميحا أو تصريحا، فمرة يقول إنه يعلم من سيكون رئيسا للجزائر بعد 2019، ومرة أخرى يؤكد أن بوتفليقة لن يكون مرشح الجيش في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ثم فجأة توقف عن التعاطي مع موضوع الولاية الخامسة، بل أعلن صراحة أنه تلقى تعليمات فوقية لعدم الخوض في موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة، بل وقرر إحالة أحد نواب الحزب على لجنة انضباط بسبب إعلانه عن تشكيل لجنة لدعم ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة.
قبل بضعة أشهر وفي فترة «الصمت» المفروضة بخصوص الولاية الخامسة، خرج الحقوقي فاروق قسنطيني عن صمته فجأة، ليقول إنه التقى الرئيس بوتفليقة لساعات ببيته، وأن الأخير أبلغه نية الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، والاستمرار في الحكم مدى الحياة، وطبيعي أن مثل تلك التصريحات تثير جدلا واسعا، لكن الرئاسة وبعد 24 ساعة أصدرت بيانا قالت فيه إن قسنطيني لم يلتق الرئيس، وأن كل ما ورد عنه افتراءات وأكاذيب لا أساس لها من الصحة، وقد سارع الكثير من المتفائلين لاعتبار أن التكذيب دليل عدم وجود نية لدى الرئيس للترشح، لكن بعض المتشائمين قالوا إن الأخذ والرد، وإعلان شيء ثم تكذيبه، مؤشر على وجود نية لتمييع قضية الولاية الخامسة، وأن ما فعله قسنطيني كان مجرد بالون اختبار.
وفجأة وبعد فترة من الصمت خرج جمال ولد عباس قبل بضعة أسابيع بتصريح يقول فيه أن مئات الآلاف من أعضاء الحزب وقيادييه يطالبون الرئيس بوتفليقة بالترشح إلى ولاية خامسة، وأن القرار في الأول والأخير قراره، وأن رسالة أعضاء الحزب وقيادييه رفعت إلى الرئيس وهو من يقرر، الخطوة التي قام بها ولد عباس لم تكن مفاجئة، لكن أحمد أويحيى رئيس الوزراء وأمين عام التجمع الوطني الديمقراطي لم يسارع في وقت أول لاقتفاء أثر غريمه، وحاول أن يمسك العصا من الوسط، خاصة وأنه كان دائم الطموح في الترشح إلى الرئاسة، ولكنه خضع للأمر الواقع، وسارع لإعلان تأييده بكثير من المزايدة، إذ أخضع لائحة دعوة الرئيس إلى التصويت داخل المجلس الوطني لحزبه، وبالطبع جاءت النتيجة بالإجماع لصالح الولاية الخامسة.
ولما سئل من طرف الصحافيين عن خطوته قال إنه لم يستشر فيها الرئاسة، وأنه لا يعلم إن كان بوتفليقة يريد الترشح أم لا! وبالتأكيد أن أي عارف بأبجديات العمل السياسي في الجزائر يدرك أن الأمر غير صحيح، ولكن المقصود هو إظهار الأمر على أنه مطلب من الأحزاب والجمعيات والنقابات، ولا غرابة في أن يتم تنظيم مهرجانات ومظاهرات تطالب الرئيس وتلح عليه أن «يضحي» ( كما قال أويحيى) ويترشح مجدداً إلى الرئاسة، وهو السيناريو الذي وضع منذ البداية لتجسيد مشروع الولاية الخامسة.

الجزائر: سيناريو تحويل الولاية الخامسة لبوتفليقة إلى مطلب شعبي يتجسد يوماً بعد آخر!

النظام السوري يبرق للأردن: القوات الإيرانية مشكلتنا أيضاً

Posted: 24 Jun 2018 02:27 PM PDT

عمان- «القدس العربي» : بدأ الأردن جدياً خلال الساعات القليلة الماضية بالاستعداد لسيناريو بديل قد ينتهي بالكثير من الإثارة والانفعال حول ما سمي سابقاً بخطة خفض التصعيد جنوبي سوريا في الوقت الذي بدأت فيه قوات الجيش السوري بالتقدم نحو قرى وبلدات درعا المجاورة بقيادة الفرقة الأعنف التي يقودها العميد سهيل الحسن، ليصبح الوضع في الجنوب السوري بالنسبة للأردن في حالة مفتوحة على كل الاحتمالات.
لذلك اتخذت استعدادات طارئة عسكرية وأمنية بالتعاطي مع أي وضع ميداني مربك بعدما بدأت القوات السورية تزحف نحو المنطقة تحت عنوان استعادة الجنوب وتحريره. وحصلت كل هذه التطورات بعدما بحث الأردن رسمياً الاوضاع في جنوب سوريا مع أطراف عدة من بينها وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى زار عمان برفقة بنيامين نتنياهو الاسبوع الماضي.
الأردن العسكري يراقب كل صغيرة وكبيرة في الجنوب السوري والعملية برأي مراقبين سياسيين من بينهم الدكتور عامر سبايلة تتم في ظل القناعة بان ترتيب اوراق الجنوب السوري غير ممكن بدون التفاهم مع الأردن تحديداً وبدون احترام المواصفات والمقاييس الأمنية التي تعتمدها واعلنتها المؤسسة العسكرية الأردنية عندما قرر الجيش العربي الأردني اغلاق الحدود عسكريا منذ عامين. وعملياً الأردن طرف على الطاولة عندما يتعلق الامر بتفاهمات وتكتيكات تحرير الجنوب السوري او استعادته لصالح النظام.
لكن غرفة العمليات الأردنية وحسب مصادر خاصة تحدثت لـ «القدس العربي» لا تبدو واثقة من تداعيات هذه المواجهات العسكرية خصوصًا وان السيناريو خفض التصعيد المتفق عليه مع الأمريكيين والروس سقط عملياً منذ 48 ساعة في الوقت الذي لا يوجد فيه سيناريو بديل متفق عليه لإدارة المواجهات.
عدم وجود سيناريو بديل ببعد إقليمي وسياسي يعني في المقايسات الأردنية أن الاحتمالات واردة، الأمر الذي يتطلب وضعية طارئة بالنسبة لحرس الحدود الأردني تراقب تداعيات هذه المواجهات.
عملياً دفنت روسيا سيناريو خفض التصعيد عندما قصفت صباح الأحد مواقع عسكرية متقدمة في الجنوب السوري تتبع المعارضة المسلحة وبدون تنسيق مع غرفة العمليات الثلاثية المشتركة والتي تضم عمان ودمشق. حصل ذلك في الوقت الذي جددت فيه الحكومة الأردنية على لسان الناطق باسمها جمانة غنيمات التأكيد على الأردن لديه مصالح حيوية على الحدود مع الجنوب السوري وينبغي ان تراعى.
ما أرادت ان لا تتحدث عنه مباشرة هو ثلاثة معطيات اساسية للحسابات الأردنية تتمثل في التوثق من ان العمليات العسكرية ضد القرى والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة لن يشترك فيها مقاتلون إيرانيون او لبنانيون. ثم التوثق ثانياً من أن شظايا وتوابع استخدام اسلحة ثقيلة ينبغي ان لا تعبر الحدود باتجاه شمال الأردن.
والمسألة الثالثة من المرجح أنها تحترز لما يمكن أن تثيره عمليات عسكرية تحت ستار استعادة الجنوب من حركة نزوح ولجوء باتجاه الأردن حيث سبق لوزير الإعلام الأردني الاسبق واحد ابرز المتابعين للملف السوري الدكتور محمد المومني ان لمح امام «القدس العربي» إلى ضرورة التفريق ما بين عمليات عسكرية ببعد أمني له علاقة بسيادة الدولة السورية وبين عمليات انتقامية او ميليشياتية يمكن ان تمنع استقرار الجنوب او تطيل الازمة فيه.
مؤخرا زاد مستوى التنسيق بين المؤسسة العسكرية الأردنية ونظيرتها السورية بالرغم من ان الوزيرة غنيمات تتحدث عن عدم وجود اتصال وتنسيق مع الحكومة السورية.
ومؤخراً التقطت في مربع القرار العميق الرسالة التي وجهت لعمان من قبل النظام السوري وتحديداً من المؤسسة العسكرية والقصر الجمهوري عبر برقية حملتها قناة وسيطة أردنية وتلفت النظر إلى أن قرار دمشق أن لا يكون للمجموعات الايرانية واللبنانية والعراقية المساندة لها أي دور في العمليات العسكرية عند تدشين ما تسميه دمشق بمعركة تحرير الجنوب. بينما الأردن لديه كل الاجهزة والتقنيات الدفاعية الحدودية التي تراقب كل صغيرة وكبيرة حتى مساحة لا تقل عن 20 كيلومتراً في عمق الجنوب السوري.
ورغم التقاط الرسالة او البرقية الأخيرة مع موقف يشير إلى ان القوات الموالية لإيران هي مشكلة سورية وليست أردنية فقط او إسرائيلية الا ان عمان مهتمة جداً بمراقبة تحركات ذات علاقة بميليشيات وليس بفرق عسكرية سورية وهي مراقبة تعني بأن الأردن قد لا يثق بقدرة الدولة السورية على ضبط سلوك واندفاع القوات النافذة الموالية لإيران والموجودة في أكثر من منطقة على بعد 25 كيلوا متراً في عمق درعا او حتى في عمق الجغرافيا المقابلة للبادية الأردنية الشمالية. ومن المرجح أن الأردن وإسرائيل يتخذان الموقف نفسه من الحرص على عدم مشاركة قوات ايرانية.
ومن الملموس ميدانياً ان القوات الامريكية في التنف أبلغت قوات المعارضة المسلحة المعتدلة مثل الجيش الحر والفصائل الحليفة بأنها لن تتدخل في العمليات لصالحها وبالتالي قد تترك وحيدة ضمن الخيار الذي تقترحه موسكو وهو مواجهة العمل العسكري الجذري والهزيمة أو تدشين مفاوضات تسليم مناطق وأسلحة وهو وضع من الواضح أن الأردن وإسرائيل لا يعارضانه.
لحظة الحسم في الجنوب باتت وشيكة وسيناريو خفض التصعيد الروسي الامريكي الأردني لم يعد قائماً عملياً لكن ثمة تفاهمات سياسية ذات بعد عسكري وثمة على الأقل ملامح قلق أردنية عميقة من انفلات محتمل وتداعيات حساسة بعد إغلاق صفحة خفض التصعيد.

النظام السوري يبرق للأردن: القوات الإيرانية مشكلتنا أيضاً

بسام البدارين

مصر تحت حكم الطوارئ للمرة السادسة بموافقة البرلمان وسط اتهامات بمخالفة الدستور

Posted: 24 Jun 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ « القدس العربي»: وافق مجلس النواب المصري، أمس الأحد، على قرار أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتمديد العمل بحالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، لمدة 3 أشهر أخرى، اعتبارا من 14 يوليو/ تموز المقبل.
مواد القرار الذي وافق عليه البرلمان بأغلبية ثلثي الأعضاء، نصت على أن «تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب، وتمويله، وحفظ الأمن في جميع أنحاء البلاد، والممتلكات العامة والخاصة، وأرواح المواطنين».
وتعد هذه المرة السادسة التي تفرض فيها حالة الطوارئ في مصر في عهد السيسي. فقد كانت مصر فرضتها للمرة الأولى في أبريل/ نيسان 2017 بعد تفجيرين في كنيستين أوقعا نحو 45 قتيلا وعشرات المصابين، ثم مددتها كل 3 أشهر أو أكثر قليلا.
ويُتهم النظام المصري بمخالفة الدستور في فرض حالة الطوارئ، حيث نص الدستور على عدم تجديدها لأكثر من مرتين، ونظمت المادة 154 من الدستور، الطريقة التي يعلن بها رئيس الجمهورية حالة الطوارئ في البلاد، ونصت على وجوب عرض الإعلان على البرلمان خلال الأيام الـ7 التالية له، كما منحت رئيس الجمهورية حق إعلان حالة الطوارئ لمدة محددة لا تتجاوز 3 أشهر، ولا تمد إلا لمدة أخرى مماثلة.
وخلال الجلسة العامة أمس، جدد علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، دعم وتأييد المجلس للسيسي و«مساندته لقيادة البلاد إلى بر الأمان، وتحقيق صالح الوطن».
جاء ذلك ردا على حديث النائب مصطفى الجندي، عندما طالب بمواجهة من وصفهم بـ«أعداء الوطن»، إذ عقب عبد العال قائلا: «دع الأعداء يقولون ما يقولون، لقد قال الشعب المصري كلمته، وقال أعضاء البرلمان كلمتهم، داخل وخارج هذا المجلس، بتأييد وإعادة انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسىي. دعمه دائما نتمسك به ونقف خلفه. وكما ذكرت لقد قال الشعب المصري كلمته، وقال هذا المجلس كلمته، فالرئيس ورئيسنا إن شاء الله دائما وأبدا الرئيس عبد الفتاح السيىسي..التحية والتأييد له من داخل هذا المجلس».
النائب بهاء أبوشقة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب «الوفد»، دافع عن مد حالة الطوارئ، قائلاً، إن هذا القرار «جاء لحماية الدولة المصرية والوطن والمواطن».
ووجّه «التحية للقوات المسلحة الوطنية والشرطة المصرية الوطنية».
وبين أن «الشعب المصري في تاريخه كان دائما يتوحد وعلى قلب وتصميم وإرادة رجل واحد عندما تتعرض الدولة للخطر، لعل ذلك تجلى واضحًا ما أذهل العالم يوم 30 يونيو، عندما خرج المصريون في أعظم ثورة سلمية شهدها العصر الحديث».
وتابع: «تحية لهذا المجلس الذي هو قلب وضمير ولسان الشعب المصري، فدائما كان له من المواقف الوطنية والقوانين غير المسبوقة التي تسعى لحماية الوطن وأمن وأمان وسلامة المواطن المصري».

«أمن الوطن»

وقال: «عندما يوافق البرلمان على مد الطوارئ، فهي رسالة توجه للمغرضين وللعاجزين، وأن أي محاولة للنيل من أمن وأمان الوطن، الجميع سيقف على قلب رجل واحد، سواء الشعب، الجيش، الشرطة، وسيتصدى لحماية الأمن»، مشيرا إلى أن «القانون رقم 162 لسنة 1952 الذي ينظم الإجراءات الاستثنائية للطوارئ، لم يُهدر».
وتابع: «أتحدى أن هذا القانون، جرى تطبيقه على حالة واحدة مخالفة».
ووجه صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، الشكر للسيسي «لما يقوم به من دور في حماية وتأمين البلاد»، معتبراً أن» تطبيق حالة الطوارئ لم تمس حرية المواطنين، وإنما الهدف منها حماية المصريين ومواجهة الأعمال الإرهابية».
وعن موعد عرض برنامج الحكومة الجديدة على البرلمان، قال النائب مصطفى بكري إن «الحكومة الجديدة برئاسة ا مصطفى مدبولي، ستعرض برنامجها على البرلمان لمنحها الثقة أوائل الأسبوع المقبل».
وأضاف، في تصريحات صحافية، «كان من المقرر أن تعرض الحكومة برنامجها على مجلس النواب، السبت، لكن انشغال رئيس الوزراء بحركة المحافظين تسبب في تأجيل عرض البرنامج».
وتوقع أن «يحدد رئيس مجلس النواب جلسة عامة يوم السبت أو الأحد، من الأسبوع المقبل للتصويت على منح الثقة للحكومة؛ لتمارس مهام عملها رسميا وفقا لنص المادة 146من الدستور التي تحدد إجراءات تشكيل الحكومة».

منح الثقة

وكانت الحكومة الجديدة، التي شملت تغيير وزيري الدفاع والداخلية، أدت اليمين الدستورية أمام السيسي يوم 14 يونيو/ حزيران المقبل.
وطالب تكتل « 25 ـ 30 « المعارض بعدم منح البرلمان الثقة لحكومة مصطفى مدبولي، بسبب الإجراءات الاقتصادية التي تتبناها الحكومات المتعاقبة التي تهدف لإلغاء الدعم عن السلع الاستراتيجية، ما تسبب في موجات غلاء متلاحقة وأزمات اقتصادية يدفع ثمنها الفقراء.
وحسب المادة 146 من الدستور «يكلف رئيس الجمهورية رئيسًا لمجلس الوزراء، بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية اعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يوماً على الأكثر، يكلف رئيس الجمهورية رئيسا لمجلس الوزراء بترشيح من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يوماً، عُدّ المجلس منحلاً ويدعو رئيس الجمهورية لانتخاب مجلس نواب جديد خلال ستين يوماً من تاريخ صدور قرار الحل.
وفي جميع الأحوال يجب ألا يزيد مجموع مدد الاختيار المنصوص عليها في هذه المادة على ستين يوماً. وفي حالة حل مجلس النواب، يعرض رئيس مجلس الوزراء تشكيل حكومته، وبرنامجها على مجلس النواب الجديد في أول اجتماع له. في حال اختيار الحكومة من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب، يكون لرئيس الجمهورية، بالتشاور مع رئيس مجلس الوزراء، اختيار وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والعدل».

مصر تحت حكم الطوارئ للمرة السادسة بموافقة البرلمان وسط اتهامات بمخالفة الدستور
عبد العال جدد دعمه للسيسي… والحكومة تعرض برنامجها أول الأسبوع المقبل
تامر هنداوي

المصريون أسرى ضغوط الحياة اليومية وإعلاميون يتهمونهم بـ«الدلع» وتواصل معركة اتهام مستشفى 57357 بالفساد

Posted: 24 Jun 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : عكست الصحف الصادرة يومي السبت والأحد 23 و24 يونيو/حزيران الاهتمامات الحقيقية للاغلبية الشعبية الساحقة، وأولها متابعة مباريات كأس العالم والخيبة الكبيرة من خروج المنتخبات العربية الأربعة خاسرة، وهي مصر والسعودية وتونس والمغرب، وشدت المباريات اهتمام الصحافيين والكتاب غير الرياضيين أيضا. لدرجة أن رسام «المصري اليوم» عمرو سليم أخبرنا أنه ذهب لزيارة قريبة له فوجدها تدعو على ابنها الطفل الممسك بكرة وهو في طريقه للخروج من المنزل وتقول له: قلبي غضبان عليك روح إلهي تخيب خيبة المنتخبات العربية في المونديال يا بعيد.
والاهتمام الثاني هو الشكوى إلى حد الصراخ الممزوج باليأس من الموجة العنيفة لارتفاع أسعار السلع والخدمات، بعد زيادة أسعار الوقود، واتهام الحكومة بالفشل في إقناع المواطنين بهذه الزيادة، رغم صحة موقفها لتجنب إفلاس البلاد، ومخاوف من أن تؤدي إجراءاتها إلى عيش المصريين في الكهوف، وأكل لحم البغال والحمير والقطط والكلاب. والاهتمام الثالث هو امتحانات الثانوية العامة.
ولوحظ أن الصحف أبدت اهتماما لافتا بخبر وفاة اللواء مهندس زكي باقي يوسف ونعي مجلس الوزراء له، والإشادة بدوره في التوصل إلى استخدام خراطيم المياه لهدم سد بارليف في الضفة الشرقية لقناة السويس عام 1973، وقصة اللواء زكي بدأت عندما كان يعمل في مشروع السد العالي، وبدأت عملية إزالة السد الترابي الذي تم بناؤه لتحويل مجري نهر النيل إلى أن يتم بناء جسم السد ومحطة الكهرباء، وتم استخدام خراطيم مياه قوية لإزالته وكانت حرب الاستنزاف مشتعلة، والاستعدادات قائمة للعبور فاقترح الفكرة التي عرضها قائد الجيش الفريق محمد فوزي على عبد الناصر، فأمر بإجراء التجارب اللازمة على سد مشابه لخط بارليف ونجحت التجربة بشكل مذهل. وأفردت الصحف مقالات هجومية ضد زيارة المبعوث الأمريكي للترويج لصفقة القرن ورفض مصر لها، والتمسك بحل الدولتين، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية. كما اهتم كثيرون بوفاة العالم المصري الكبير المقيم في أمريكا الدكتور عادل محمود واختراعاته الطبية التي أنقذت حياة الملايين من أمراض الفيروسات. وإلى بعض مما عندنا.

حكومة ووزراء

ونبدأ بالحكومة ووزرائها وغضب عاصم حنفي الكاتب في مجلة «روز اليوسف» من عدم وجود وزير دولة لشؤون الزبالة قال: «في خطاب تكليف وزيرة البيئة الجديدة، كان الله في عونها، لم نكلفها صراحة بالتعامل مع مشكلة النظافة، أو قل مشكلة الزبالة، مع أننا أحوج ما نكون لوزير متفرغ لمواجهة المشكلة، التي هي المسؤول الأول عن حالات التلوث البيئي وانتشار الأمراض الفيروسية التي يعانى منها المواطن المصري. وزير دولة لشؤون الزبالة هو المنصب الذي تحتاجه مصر الآن، وزير مسؤول بمهلة محددة وواضحة لحل المشكلة حلا جذريا، وأقطع ذراعي أنه سوف ينجح بامتياز لأنه سوف يتعامل من أرض الواقع، سوف يعسكر في الشارع حتى تنتهى الأزمة المخجلة، وذات يوم فعلها رئيس الوزراء المحترم إبراهيم محلب، الذي وصلته شكاوى متعددة عن وقوع حي دار السلام في القاهرة فريسة للأهوال، وقد تحول إلى مقلب زبالة كبير! أخذ إبراهيم محلب سيارة تاكسي عادية متوجها إلى حي دار السلام، ورفض أن تصحبه سيارات حراسة أو طاقم سكرتارية ليعاين على الطبيعة الوقائع هناك، ووالله العظيم أن التخلص من الزبالة هو مشروع قومي حضاري من الطراز الأول، وليس هناك أكثر واقعية من عودة زبال البيوت الذي اختفى بفعل المؤامرة التي دبرها بعض رجال الحكم، مع نفر من رجال الأعمال لإنشاء شركات لجمع القمامة تحمل اسما أجنبيا ولم تفعل شيئا على أرض الواقع، لا هي رفعت الزبالة من الشوارع والبيوت، ولا هي تركتنا في حالنا وتجرجرنا للمحاكم مع أنها هي التي أخلت بشروط التعاقد، عندما تقاعست عن العمل. النظافة من الإيمان ونظافة المدن المصرية واجب مقدس وليس هناك أفضل من عودة كناس زمان يتولى كنس الشوارع وجمع المخلفات ولن يتم ذلك إلا من خلال حضرة وزير شؤون الزبالة».

إعادة تدوير القمامة

واهتمت مجلة «الإذاعة والتلفزون» بنشر تحقيقات عن هذه المشكلة أو قل الفضيحة، فجاء في تحقيق سارة جمال: «يقول شحاته المقدس نقيب الزبالين: «القمامة غنية وعندما نعيد تدويرها مرة أخرى نوفر للدولة ملايين الدولارات بدلاً من استيراد المواد الصلبة الخام من الخارج، مثل البلاستيك والزجاج والكانز»ويقول المقدس: «تقدمت للحكومة بخطة متكاملة وهي ضرورة وجود وزارة للنظافة لتكون جهة بعينها مسؤولة، والحكومة رفضت فكرة إنشاء وزارة، وقررت إنشاء شركة قابضة تتولى أمر النظافة في مصر بالكامل وتكون ملكية الحكومة فيها 51٪ والـ49٪ الأخرى للزبالين والمستثمرين، الذين يرغبون في إعادة التدوير والبنوك ورجال الأعمال. ومع انتهاء عام 2018 ستنتهي كل عقود الشركات الأجنبية في مصر، وعن أداء هذه الشركات يقول المقدس: الشارع يتحدث عن نفسه فهذه الشركات لم تنجح فسياراتهم عملاقة لا تتلاءم مع الحواري الضيقة، ولم يكن لديهم أيدى عاملة كافية «ناس جاية تستثمر قلبها مش على البلد هينجحوا ليه؟».
ويوضح المقدس، أن لديه مشروعاً بالتنسيق مع جهة علمية من إيطاليا، ولديها تكنولوجيا عالية ويستطيعون أن يخرجوا من القمامة غازاً طبيعياً وكهرباء، وما يتبقى من نفايات يستعمل في سماد عضوي لاستصلاح المناطق الصحراوية، وشرطهم في ذلك أن يكون هناك تعاقد مع الحكومة المصرية لشراء المنتج الذي سيقومون بإنتاجه. ويوضح النائب عبدالحميد كمال عضو لجنة المحليات في البرلمان أن مصر تنتج سنوياً أكثر من 23 مليون طن قمامة مخلفات صلبة وما يزيد على 15 طن مواد طبية خطرة، ونحو 65 مليون طن مخلفات بناء، فحجم المخلفات ضخم، وبالتالي يمكن تدويره، وهناك رؤى كثيرة في هذا الأمر، وللأسف الشديد تردد إنشاء شركة قابضة للقمامة، يشارك فيها القطاع العام والخاص والهيئات، لأن القمامة في مصر موزعة بين المحليات وبعض الهيئات، مثل النظافة والتجميل وبعض الجمعيات، وفي النهاية نعاني من الكثير من الأمراض؛ نتيجة أن لدينا ما يزيد على 400 مقلب رسمي وعشوائي ونصرف نتيجة لذلك الكثير على العلاج، وإذا لجأنا إلى الوقاية سنوفر الكثير من الملايين، بل من المليارات وهذا ما يسمى بالطب الوقائي أو النظرة الصحية الوقائية.
للأسف الشديد هناك نظرة خاطئة في موضوع القمامة وهنا يتساءل: كيف نقوم بتحويل ملف القمامة إلى أمر مركزي، وهو موضوع محلي ونحن نتجه نحو اللامركزية في إدارة الأمور؟ وهي الحل الأسهل فكل محافظة لها خصوصيتها وهناك محافظات نجحت في التعامل مع القمامة، مثل الأقصر وعندنا تجارب ناجحة مثل المترو نظيف جداً نحن قادرون على النظافة، وطول عمر مصر ينظر إليها على أنها باريس الشرق، فالموضوع ليس في حاجة إلى إنشاء شركة قابضة. ويقول حمدي عرفة خبير المحليات: «نحن لدينا 27 محافظة يتبعها 184 مركزاً و214 مدينة، والاهتمام بالقمامة يكون أكثر في المحافظات الرئيسية لكن في القرى والنجوع لا يتعدى الاهتمام بها 5٪. وإذا سلمنا بأن سلوك المواطن سيئ فهل تم توفير سلات المهملات وسيارات رفع القمامة من الشوارع لهم؟ كما أن العمالة التي تعمل في النظافة أجورها متدنية للغاية ما بين 500 أو 600 جنيه، والمعدات الموجودة مع العمال غير كافية، بالإضافة إلى عدم وجود متابعة من جانب القائمين على المراكز والأحياء والمدن، وهذا كله يزيد من تفاقم الأزمة وكان من الضروري فسخ العقود مع الشركات الأجنبية منذ فترة طويلة لكن هذا لم يحدث وهذا هو الوضع القائم».

لجنة الوقاية من الفساد

وفي «أخبار اليوم» أثارت أميمة كمال في عمودها « لذا لزم التنوية» قضية وجود وزراء ومسؤولين من أصحاب الأعمال الخاصة مع ما في ذلك من شبهات قالت عنها: «ألم يحن الوقت أن نأخذ قانون منع تضارب المصالح بجدية، بعد أن أصبح تشكيل الحكومة غالبا ما يضم عدداً لا بأس به من وزراء ومسؤولين كبار أتوا من عالم البيزنس، سواء من بنوك استثمار أو وساطة مالية أو مكاتب استشارية أو قانونية أو شركات صناعية خاصة، وأن الحكومة الحالية بصدد الإسراع بطرح قائمة من شركات قطاع الأعمال العام وحصص من بنوك عامة في البورصة، أي أن منع تضارب المصالح سيكون ضروريا لإبعاد أي شبهات قد تتعلق بعمليات الطرح،
وقد أوجب القانون الذي صدر في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 على المسؤول الحكومي في الوظيفة العامة أن يستقيل من عضوية أي مجالس إدارات أو مشروعات تجارية خاصة، ويحظر عليه قبول أي عائد مادي منها، وسيكون على الوزير أيضا أن يبرم عقد إدارة مع شخص طبيعي أو اعتباري مستقل من غير الأشخاص المرتبطين به، والأهم أن الوزير سيكون عليه أن يخطر «لجنة الوقاية من الفساد» بالأسهم والحصص التي عهد بإدارتها إلى الغير، ويتعين عليه أيضا أن يفصح للجنة الوقاية عن طبيعة الإدارة التي عهد لها الوزير ويقدم تقريرا سنويا عن نتائج أعمال تلك الإدارة، والحقيقة أن القانون يتسم بكثير من التساهل مع المسؤول الحكومي، حيث يفتح الباب للوزير بعد تركه منصبه لأن يتولى وظيفة قد تتعارض مع مهامه الوزارية السابقة، قبل مرور «العِدة الوزارية» وهي ثلاثة أشهر فقط، لأنه أجاز للوزير أن يتولى منصبا في جهة خاصة كانت تابعة له، أو كانت خاضعه لرقابته، أو كان يرأسها أو ترتبط بعمله السابق، بشرط موافقة لجنة الوقاية من الفساد التي لا يعرف أحد شيئا عن تشكيلها أو طبيعة عملها، أو مدى صرامتها في تطبيق القانون؟ ويبدو أن المشرع فضل أن يوارب الباب أمام الوزير، بدون أن يغلقه بالكامل، ما يفتح الباب أمام الجهات الخاصة للاستفادة من المعلومات السرية التي كانت في حوزة الوزير أثناء مهامه الحكومية، ولذلك لم يكن مستغربا أن نجد عدداً من الوزراء الذين خرجوا من الحكومة يتربعون على مقاعد مجالس إدارات شركات خاصة وكأنها كانت سابقة التجهيز لهم قبل حتى أن يخلعوا بدلهم الوزارية.
وحسنا فعل الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء الأسبق عندما بادر ونشر محفظته المالية هو وأسرته من أسهم وسندات، التي قدرها بـ 25 مليون دولار في عام 2013 معلنا عن اسم الشركة التي تدير له المحفظة، ضمن الإفصاح عن ذمته المالية وما يمتلكه من عقارات وأطيان زراعية وسيارات، أتاحها على صفحة مجلس الوزراء، ولأنها مجرد مبادرة شخصية بدون أن تتخذها أي جهة رقابية بادرةً يستلزم تعميمها، باعتبارها حقاً للرأي العام، ظلت مجرد مبادرة منفردة ولم تتكرر بعدها، وأحسبها لن تتكرر وسيظل الرأي العام لا يعرف الحدود بين المصالح الخاصة للوزراء ومصالح الناس.

الإصلاح الاقتصادي

وإلى «الشروق» التي انتقد رئيس تحريرها عماد الدين حسين عدم نجاح الحكومة في شرح موقفها من موجات رفع الأسعار التي قامت بها وآخرها أسعار الوقود التي ترتب عليها ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع والخدمات وقال: «أتفهم إلى حد كبير موقف الحكومة من عملية الإصلاح الاقتصادي، التي تأخرنا كثيرا فيها، ودفعنا لذلك ثمنا باهظا، لكن المهم أن يتفهم المواطنون أو غالبيتهم على الأقل حتى يتحملوا الأمر صابرين، وليس مجبرين.
السؤال هو لماذا لا تستطيع الحكومة بكل أجهزتها ومؤسساتها إقناع المواطنين بحتمية الإصلاح الاقتصادي، وأنه سيكون في النهاية في مصلحتهم؟ الأسباب لذلك متعددة ومنها مثلا، أن أي مواطن يحب أن لا يتحمل أعباء إضافية، خصوصا أنه لا يملك ما يكفي حتى لو اقتنع بجدوى الإصلاح وضروراته. السبب الثاني والجوهرى هو أن لدى غالبية المواطنين يقينا لا يتزعزع بأنه ينبغي عليهم أن لا يتحملوا مسؤولية عملية الإصلاح. والسبب الثالث هو اعتقادهم بوجود حالة كبيرة من الفساد في الكثير من المؤسسات، هي المسؤولة عن المشكلة الاقتصادية، وبالتالي فعلى الحكومة أن تتقشف أولا وتتخلص من الفساد قبل أن تطالبهم بالتقشف. والسبب الرابع: أن غالبية المواطنين لم تعد تصدق منطق ما تقوله وسائل إعلام كثيرة حتى لو كان صحيحا، هم يعتقدون أن معظم هذه الصحف تردد فقط ما ترغبه الحكومة».

العودة إلى عصر الكهوف

أما مدير تحرير «الأهرام» السابق عبد العظيم درويش فإنه في مقاله الأسبوعي في جريدة «الوطن» قال وهو في حالة ضيق وحيرة: «إذا سلمنا مرغمين بمنطق واقع السوق وأن لأصحاب الأعمال الخاصة أسلوباً في تجاوز أزمة الغلاء، من خلال فرض ما يحلو لهم من أسعار لمنتجاتهم أو بضائعهم أو الخدمات التي يقدمونها، فإن الأمر لا ينسحب على فئة الموظفين من أصحاب الدخل المحدود، الذين لن يجدوا وسيلة لمواجهة ذلك سوى «فتح أدراج المكاتب لزوم تكلفة الشاي»، أو في أفضل الحالات – إن كانت نادرة – اللجوء إلى «الحل الغاندي» إن صح التعبير، وهو الاستغناء عن كل ما لا يستطيع المرتب شراءه،‏ غير أنه حتى هذا الحل سيصبح محدوداً أمام مطالب الحياة اليومية، وإلا وجد المواطن نفسه مجبراً على العودة إلى عصر الكهوف لأنه وقتها فقط لن يجد نفسه مطالباً بسداد أي فواتير للكهرباء أو التلفون أو حتى إيجار الكهف»‏‏.

تنمية إقليم قناة السويس

وإن كان رجل الأعمال البارز المهندس حسين صبور قد أعطى لنا صورة متفائلة بقوله عن أهم مشروع قومي في حديث نشرته «اليوم السابع» واجراه معه هاني الحوتي: «تنمية إقليم قناة السويس بوجه عام تتضمن 42 مشروعاً ذا أولوية، منها 6 مشروعات ذات أهمية قصوى وهي: تطوير طرق القاهرة/ السويس – الإسماعيلية ـ بورسعيد إلى طرق حرة للعمل على سهولة النقل والتحرك بين أجزاء الإقليم والربط بالعاصمة وإنشاء نفق الإسماعيلية المار بمحور السويس للربط بين ضفتي القناة «شرق وغرب» وسيرفع من دخل المنطقة إلى 100 مليار دولار سنويا وهو أهم مشروع لمستقبل مصر».

الفساد المحتمل لمواجهة الغلاء

وفي «الأهرام» طالب الدكتور سليمان عبد العظيم الحكومة بأن توضح للشعب المصارف التي ستوجه إليها الزيادات في أسعار الوقود قائلا: «أعلنت الحكومة أن زيادة أسعار الوقود ستوفّر خمسين مليار جنيه، يُفترض أن يتم تخصيصها لسد نفقات بنود كثيرة مثل، التعليم والصحة والنقل وبرامج الحماية الاجتماعية، ورغم أن المجتمع مستفيد بالضرورة من العائد التنموي لهذه القطاعات، فذلك سيتطلب وقتاً، بينما الناس بطبيعتها أسيرة ضغوط حياتها اليومية ولديها مأثورها الشعبي القائل «أعشني اليوم وأمتني غدا»، لهذا كان وما زال على الحكومة أن تسرع بتقديم رؤية واضحة ومقنعة ومدعومة بالأرقام بشأن المشروعات التنموية التي سيتم توجيه المتوفر من مخصصات الدعم لتمويلها، بدلاً من تكرار الخطاب نفسه عن الدعم الحكومي الذي بدا للناس بمثابة المنّ والتفضل. ما زال التواصل بين الحكومة والناس ينقصه شيء ما، ماذا يضير لو خرجت الحكومة في مؤتمر صحافي بعرض تفصيلي يوضّح ما سيجنيه الناس من توفير مبلغ الخمسين مليار جنيه في قطاع بناء المدارس، وتوصيل مرافق الصرف الصحي للقرى وإقامة مساكن لمحدودي الدخل، وتوسيع الاستفادة من برنامجي كرامة وتكافل؟ هذا يجعل الناس أكثر اقتناعاً وتفهماً، ويسهم في إرساء الشفافية كحق للمواطن وإشراكه في الشأن العام كواجب عليه، لقد كان أخطر ما كشفت عنه وسائل التواصل الاجتماعي بشأن موجة ارتفاع الأسعار هو حديث الناس عن الفساد المحتمل لمواجهة الغلاء، وسواء كان ذلك على سبيل التنبؤ أو تعبيراً عن اليأس فالأمر يجب أن يؤخذ بجدية فليس أخطر من أن يصل الناس إلى الجهر بتبرير ضمني للفساد».

صحة المصريين

ونظل في «الأهرام» لنكون مع مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام، الذي أشاد برئيس الوزراء الحالي والسابق، إلا أنه أثار مشكلة في غاية الأهمية تنتظر رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وهي صحة المصريين التي تدهورت وأصبحت أجسامهم هزيلة وانتشرت ظاهرة التقزم، لدرجة أنه قد لا نجد من بينهم من يصلح لأن يكون طيارا مقاتلا قال:
«يملك رئيس مجلس الوزراء الجديد المهندس مصطفى مدبولي بحكم تجربته كأنجح وزير للإسكان عرفته مصر طوال تاريخها، أبعادا إنسانية وجمالية، جعلت من الإسكان عملية ارتقاء بالمسكن والحياة والذوق والمسلك الاجتماعي والجيرة الجغرافية، وأعطت لجموع المستفيدين حقها الإنساني في أن ترى وتعيش جمال بلادها في مواقع تتسم بالفسحة والجمال، يفصلها عن قبح الواقع مساحات واسعة خضراء، تنهض عليها مدارس وأندية وملاعب ودور رعاية أنيقة، تجمع في هندستها بين البساطة والجمال. ورئيس مجلس الوزراء الجديد هادئ الطبع كثير الإنصات قليل الكلام، شأنه شأن سلفه رئيس وزراء مصر السابق المهندس شريف إسماعيل، إنسان فاخر بمعنى الكلمة ويعرف رئيس الوزراء الجديد المهندس مصطفى مدبولي جيدا أن حجم الوفر الذي يمكن أن يتحقق لمصر نتيجة إلغاء دعم الطاقة، يشكل العنصر الأساسي لتغطية تكاليف خدمات التعليم والصحة، بما يضمن الارتقاء بهذه الخدمات وتحسينها على نحو مطرد يكفل حسن تعلم المواطن وتحسين صحته، بما يجنبه أمراض التقزم وفقر الدم وهزال البنية الأساسية للإنسان المصري، الذي لا تتوافر له اللياقة البدنية المطلوبة لمهام عديدة تعاني نقصا خطيرا، لأنه من كل عدة مئات من المصريين يكاد يكون صعبا العثور على حالة واحدة تصلح لأن تكون في المستقبل القريب طيارا مقاتلا وهذا مجرد مثال لا أكثر».

معارك وردود

وإلى المعارك والردود التي سنبدأها في «أخبار اليوم» مع خفيف الظل محمد عمر الذي اختار عدة لقطات وتساؤلات تحت عنوان «نشنت يا فالح» منها: «عندما يفوق «غير المفهوم»‬ المفهوم يتم اختيار رئيس مدينة في إحدى المحافظات، كانت تحوم حوله الشبهات، ومعروفا للكل أنه «‬قبيض» ليكون محافظا ويتندر الكل على الاختيار والترشيح، الذي جاء على طريقة «‬نشنت يا فالح»، لكن لا تمر إلا شهور ويتم الإمساك بالمختار محافظا متلبسا برشوة. وآخر يترشح في بداياته لمنصب رئيس مدينة، وبعد فحص أوراقه وسجله الوظيفي يتم استبعاده لأنه غير صالح للمكان والوظيفة، ورغم التأكيد على فشله رسميا يأتي محافظا، ويستمر أحد الوزراء في منصبه «‬عادي»، رغم أنه المسؤول الأول عن قضية الرشوة التي وقعت في وزارته، فالمتهمان الرئيسيان فيها كانا من «‬حبايبه» واختياره الشخصي وعملا معه قبل الوزارة، وجاء بهما وولاهما بنفسه مناصبهما. ويستبعد هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة الأخ مجدي عبد الغني من رئاسة بعثة المنتخب إلى المونديال فيهدد عبد الغني المسؤولين عن الاتحاد «‬بفضح المستور» إذا لم يسافر ورجلهم فوق رقبتهم ونفاجأ بعدها بعبد الغني وأبو ريدة في صورة «‬ودية» من الأراضي الروسية، ولم نعرف ماذا يملك عبد الغني من أوراق على الاتحاد ولا ماذا يمتلك الاتحاد ضد عبد الغني لاستبعاده. وتقرر وزارة الاستثمار أن تبيع ‬استثمارا لمشجعي الكورة في المونديال ‬بين «الماتشات»، وتفتح جناحا فيه كل فرص الاستثمار في مصر.. علشان ينقوا منها.. وما أفهمه أن مشجعي الكورة ممكن يشتروا «‬بلالين ونفافيخ» لكن فرص استثمار «مش راكبة». وترفع الحكومة شعار «‬ضغط الإنفاق».. لكنها لا تمانع أن تمنح إحدى الشركات التي تساهم الدولة بجزء من رأسمالها في منح دعوات مجانية بالسفر والإقامة لفنانين وإعلاميين وشخصيات عامة لتشجيع المنتخب».

أبو النجا: الاتهامات اغتيال معنوي

وثاني المعارك لوجدي زين الدين رئيس تحرير «الوفد» الذي دخل على خط المعركة التي شنها الكاتب وحيد حامد ضد إدارة مستشفى سرطان الأطفال 57357 واتهمها بالفساد وقال وجدي أن أسامة داود سبق له أن أشار إلى الفساد في المستشفى وأضاف: «طلبت من زميلنا ممدوح دسوقي أن يجري اتصالاً مع الدكتور شريف أبوالنجا مدير المستشفى للرد على كل ما ورد من اتهامات للمستشفى الذي تم وصفه بالتكية، وكانت إجابة أبوالنجا أنه لن يرد على أحد. وعقَّب قائلاً هل فساد مصر في مستشفى 57357 حتى تتحدث عنه الصحافة وتفرد له صفحات، وقال إن ما يحدث هو عملية اغتيال معنوي لأسباب شخصية، وهذه مواضيع أخرى ونحن «قدها وقدود»، وكنت أتمنى على الدكتور أبوالنجا أن يرد لدرء الشبهات عن هذا الصرح الطبي، وسأكتفي في هذا الشأن بما قاله الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق، الذي طالب إدارة المستشفى بالرد على كل الاتهامات، خاصة أنه مثل كثير من المصريين الوطنيين هالته الأرقام التي وردت في حديث وحيد حامد وأسامة داود، ربما أن إدارة المستشفى ترفض الرد أو التعليق أو نفي هذه الاتهامات الموجهة إليها، فإنَّ جابر نصار، ونتفق معه في هذا الشأن يرى أن كل ما ورد صحيح وهذا ما كنا نريد ألا يكون».
«دلع الغلابة»

ويوم الأحد هاجم نبيل عمر في «الأهرام» زملاء صحافيين هاجموا المصريين الذين يشكون من الغلاء واتهموهم بالدلع وأنهم لا يحمدون الله على ما هم فيه من نعم تبعدهم عن أحداث الشدة المستنصرية، أي أثناء حكم الخليفة الفاطمي المستنصر عندما أكلوا لحم الكلاب والقطط والبغال وقال: «ليس من الطبيعي ولا المنطقي أن يشن صحافيون وإعلاميون ومهاجرون وآخرون «هجوما ضاريا» على المصريين الغاضبين، سواء في صحف وفضائيات أو على صفحات التواصل الاجتماعي، ويفرشوا الملاية لهم باعتبارهم شعبا مسرفا يمارس كوارث «استهلاكية» في حياته ويغضب لمجرد أن الحكومة تحاول أن تصلح من هذه الانماط الاستهلاكية المستفزة بعد سنوات طويلة من التدليل، بل إن واحدا من الذين قادوا حملة الهجوم على دلع المصريين، فتش في كتب التاريخ وذكرهم بـ«الشدة المستنصرية» التي دامت ما يقرب من سبع سنوات، ولم يجد المصريون «اللضا» فأكلوا القطط والكلاب والبغال، لكنهم نجحوا في الحفاظ على حدود وطن موحد ومستقر لأنهم علوا مصلحة «الوجود» على مصلحة البطون».

المصلح الاجتماعي

والموقف نفسه أشار إليه في «المصري اليوم» الكاتب وجيه وهبة في مقاله الأسبوعي عندما قال: «إعلامي دائم التقمص لدور المصلح الاجتماعي المقوم لسلوك المصريين، علّق في برنامجه التلفزيوني على ارتفاع الأسعار بقوله: «اللي شايف أن الحياة صعبة ياخد باسبوره ويورينا عرض كتافه، وحدود مصر ما فيش أطول منها ويغور» ولا تعليق. الاحتياجات النفسية للناس لا تقل أهمية عن احتياجاتهم المادية وهناك وسائل عديدة للحنو على الناس والرأفة بحالهم، وسائل غير مكلفة ولعل من أبسطها على سبيل المثال تسريح هذا النوع من الإعلاميين وأمثاله ففي ذلك رحمة وخير كل الخير للدولة المصرية حكومة وشعباً».

قانون الضمير

وآخر المعارك ستكون في «الوفد» لمحمد صلاح الذي طالب بمحاكمات تشمل الكثيرين بقانون جديد اقترحه هو قانون الضمير قال عنه: «حاكموهم» حاكموا كل من يسيء لسمعة وكيان مصر، حاكموا كل من يحاول أن يجعل من مصر التي تربى في شوارعها وحواريها صورة مشوهة للنيل من استقرارها. حاكموهم بقانون جديد يسمى قانون «الضمير» قانون يتم إقراره لصالح شعب تمت سرقته على مدار أربعين عاماً، حاكموا كل لص وحرامي سرق من قوت هذا الشعب ليشيد القصور والشركات، حاكموا كل وزير أو محافظ وقف مكتوف اليدين ولم يأخذ قرارات رادعة ضد لصوص أراضي الدولة ومافيا المحليات من محترفي التغاضي عن وقائع البناء في الأراضي الزراعية، التي تحدث كل ساعة، حاكموا كل من سرق أراضي وممتلكات الشعب وكبر كرشه حاكموا كل فاسد أخذ رشوة وتغاضى عن بناء مخالف يقع على رأس ضحاياه، حاكموا كل وزير أو محافظ حدثت خلال أيامه وقائع فساد سهلها بالمجاملة والترضية على طريقة «شيلني واشيلك».

«داعش» وغادة عبد الرازق

وبالنسبة لتحليل مسلسلات التلفزيون في شهر رمضان فلا تزال متواصلة، ولكن بدرجة أقل وكان أبرزها في «اخبار اليوم» للمشرف على صفحة نجوم وفنون محمد قناوي، الذي هاجم مسلسل «ضد مجهول» بطولة غادة عبد الرازق، واتهم مخرج العمل وغادة بالترويج لفكر «داعش» وتكرار مشهد سابق لها بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وقال تحت عنوان «ضد مجهول والفكر الداعشي»: «صدمة كبيرة عاشها متابعو الحلقة الأخيرة من مسلسل «ضد مجهول» ‬الذي قدمته النجمة غادة عبد الرازق، الذي انتهت حلقاته الأسبوع الماضي، حيث فوجئ المشاهدون للمسلسل بمشهد النهاية، الذي يمكن اعتباره كارثة في تاريخ الدراما المصرية والعربية، ويجب محاسبة المسؤول عنه، فهو محاولة للترويج للفكر الداعشي الإرهابي المتطرف، وإذا كان مخرج العمل ‬طارق رفعت يقصد تنفيذه بهذا الشكل، فهي كارثة.
وإذا كان لا يقصد فالمصيبة أعظم، وتعبر عن حالة من الجهل وعدم الإدراك. والمشهد عبارة عن قيام بطلة العمل غادة عبد الرازق بالقصاص من قاتل ابنتها «‬دياب» بعد أن قامت باختطافه ووضعته داخل قفص حديدي وقد ارتدي بدلة برتقالي اللون – تشبه البدلة التي كان الدواعش يلبسونها لمن ينفذون فيهم حكم الإعدام- وارتدت البطلة ملابس سوداء وتقوم بإشعال النار فيه بعد سكب البنزين عليه وحوله داخل القفص، وهذا المشهد يعيد للأذهان ما فعله تنظيم «داعش» مع الطيار الأردني ‬معاذ الكساسبة، الذي تم إشعال النار فيه بالطريقة نفسها، وكأن مخرج العمل يروج لفكر وأساليب «داعش» الإرهابية، وهذه الطريقة في الانتقام لم تكن موجودة في سيناريو العمل، الذي كتبه المؤلف أيمن سلامة، ولكن بطلته غادة عبدالرازق اختارت القتل حرقًا وقالت إنها تضع نفسها مكان الأم وترى أنه من الإنصاف أن تشاهد الأم مغتصب ابنتها وهو يموت حرقًا، رغم أن مشهد الحرق الذي قام به «داعش» منهي عنه شرعًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم «‬لا يعذب بالنار إلا رب النار». وما يؤكد أن عرض هذا المشهد على الشاشة كارثة حقيقية، اننا وجدنا احتفاء عدد من المنابر الإرهابية التابعة لتنظيم «داعش» بالمشهد وقامت بعرضه على صفحاتها لتشير إلى أن صنيعها – على حد قولها – على الفطرة السليمة، وأن ما يقومون به هو عقاب لكل مغتصب وأنه أمر صحيح وهو ما دفع الفن إلى تقليده».

المصريون أسرى ضغوط الحياة اليومية وإعلاميون يتهمونهم بـ«الدلع» وتواصل معركة اتهام مستشفى 57357 بالفساد

حسنين كروم

«قسد» تكثف حربها للقضاء على الفصائل العربية.. وتعتقل قائد «ثوار الرقة»

Posted: 24 Jun 2018 02:26 PM PDT

الرقة – «القدس العربي»: اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تقودها وحدات حماية الشعب قائد لواء ثوار الرقة، أبو عيسى، بعد محاصرة مقرات اللواء، يوم السبت، في منطقة عين عيسى في ريف الرقة السورية.
كما فرضت القوات، المدعومة من الولايات المتحدة، أمس الأحد، حالة الطوارئ وحظر التجوال في أرجاء مدينة الرقة شمالي سوريا، وذكرت في بيان لها على موقعها الإلكتروني أن «الجهاز الاستخباراتي العامل ضمن المنظومة الأمنية لقواتنا تمكن من الحصول على معلومات تفيد بدخول مجموعات إرهابية تعمل لصالح مرتزقة داعش، وممولة من بعض الأجندات، إلى مدينة الرقة بصدد تنفيذ هجمات تخل بالأمن والاستقرار العام». وأضافت أنه تم نشر القوات «في أرجاء المدينة بالإضافة لمداخلها ومخارجها، لصد أي هجمات إرهابية متوقعة وكتدابير احترازية، لضمان سلامة الأهالي وحماية المدينة».
إلا إن مصادر في المعارضة السورية أكدت لـ «القدس العربي»، تنفيذ قوات قسد، حملة هي الأكبر ضد الفصائل العربية التابعة لها، وخاصة لواء ثوار الرقة، إذ اعتقلت القوات الكردية، عدداً من عناصر لواء ثوار الرقة، من بينهم قائد اللواء. كما قطعت القوات الكردية أوصال الرقة عبر الحواجز العسكرية منذ أيام، وتمنع الأهالي من الخروج، كما أنها تلاحق أفراد لواء الرقة وأقاربهم، بعد إعلانها حالة الطوارئ.
بدوره، أصدر لواء «ثوار الرقة» بياناً مقتضباً قال فيه: «تتعرض مقراتنا في مدينة الرقة ومحيطها لعملية غادرة من قبل ميليشيا قسد، حيث حاصرت الميليشيا مقراتنا بعناصر وعربات مدججة بالسلاح». وطالب البيان «قوات التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة بالتدخل الفوري لإيقاف هذا العدوان الغادر ونحملهم المسؤولية الكاملة عن أي تبعات تنتج عن هذه العملية». كما طالب لواء «ثوار الرقة» أهالي وسكان مدينة الرقة بـ»وقفة حقيقية وجادة مع إخوانهم في اللواء، للوقوف بوجه قسد وممارساتها القمعية والإلغائية».
وشهدت مدينة الرقة منذ مطلع الشهر الجاري توتراً ملحوظاً بين «الوحدات» الكردية و»لواء ثوار الرقة» على خلفية اعتقال الأولى عدداً من عناصر الأخير، إضافة إلى اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن جرحى، تبعتها مظاهرات شعبية طالبت بطرد الأولى من المدينة. فيما تسود حالة من الغضب ضمن مناطق سيطرة القوات الكردية، لا سيما في مدينة الرقة، بسبب «الاضطهاد المعلن» للفصائل العربية، والذي أدى إلى عمليات خطف متبادلة وحالة من الفلتان الأمني.

«قسد» تكثف حربها للقضاء على الفصائل العربية.. وتعتقل قائد «ثوار الرقة»

مصريون يلجأون للسخرية وحيل أخرى للمشاركة في هاشتاغ «إرحل يا سيسي»

Posted: 24 Jun 2018 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: لجأ مئات المصريين المشاركين في هاشتاغ «إرحل يا سيسي»، على مواقع التواصل الاجتماعي « توتير»، إلى السخرية واستخدام حيل تحميهم من الملاحقة القضائية واتهامات بـ«مناهضة الدولة المصرية».
وكان مغردون أطلقوا الهاشتاغ قبل أيام، بالتزامن مع اقتراب ذكرى أحداث 30 يونيو/حزيران 2013، التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي من حكم مصر، ومهدت الطريق لوصول السيسي للحكم، في ظل تصاعد حدة الغضب الشعبي من الإجراءات الاقتصادية التي يتخذها الرئيس المصري منذ وصوله للحكم، تنفيذا لسياسات صندوق النقد الدولي برفع الدعم المقدم للمواطنين مقابل قرض قيمته 12 مليار دولار.
ورغم مرور ثلاثة أيام على إطلاق المدونين» الهاشتاغ»، لكنه ما زال يتصدر قائمة التريندات الأكثر تداولاً في مصر.
ولجأ المئات من المصريين خاصة نشطاء ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011 إلى السخرية واستخدام حيل للمشاركة في الهاشتاغ دون إعطاء النظام الحاكم في مصر فرصة لملاحقتهم قضائيا، كما حدث مع نشطاء سياسيين خلال الأشهر الماضية نتيجة لكتاباتهم على مواقع التواصل.
الحيل التي استخدمها النشطاء تنوعت بين الحديث عن الكتابة الصحيحة للهاشتاغ، والتأكيد على عدم المشاركة فيه، أو السؤال عن من يقفون خلفه، أو الحديث عن الأزمات التي تسبب فيها في الوطن، ثم التراجع والتأكيد أن المقصود المدير الفني للمنتخب المصري لكرة القدم.
ورغم كم السخرية التي صاحبت تعليقات المصريين عبر «الهاشتاغ»، إلا أنها تظهر مدى الرعب الذي زرعه النظام الحاكم في مصر في نفوس المواطنين، ما جعلهم يخشون التعبير عن رأيهم بحرية على مواقع التواصل، بعد أن تمكن من حرمانهم من حق التظاهر والاحتجاج.
وشارك أشرف أيوب في الهاشتاغ ساخراً: «هل لأن السيسي قال إنه سيرحل حال طالبه المصريون بذلك، وهل لأنه فشل في كل الملفات التي تولى أمرها، يسمح لنا ذلك أن نطلق هاشتاغ إرحل يا سيسي». محمد رستم، قال متحايلاً على الملاحقة الأمنية «من أطلقوا هاشتاغ إرحل يا سيسي، يسعون لخراب الوطن، فتخيلوا لو رحل السيسي، سيتعرض الاقتصاد للخراب، وسيرتفع سعر الدولار مقابل الجنيه، وسيلغي الرئيس القادم الدعم عن الكهرباء والمياه والوقود».
أما أحمد المراكي، فكتب «أرغب في الاشتراك في هاشتاغ إرحل يا سيسي، لكن أرجو عدم اعتقالي».
كذلك، محمد عارف، أوضح «مواطن يسير في الشارع ويغني.. يا سيسي إرحل.. إرحل يا سيسي.. مقدرش أخلفك لأني عارفك تقدر تحط الحديد في إيدي، المواطن استخدم أغنية للفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ لشرح الأوضاع السياسية والأمنية في مصر».
وتوسع النظام المصري خلال الفترة الماضية في إقرار قوانين تصادر الحريات وتعرض منتقدي النظام على مواقع التواصل الاجتماعي للمساءلة القانونية، آخرها إقرار البرلمان قانون الجرائم الإلكترونية، الذي يرسخ لمراقبة شاملة على الاتصالات.
و تُلزم المادة الثانية من القانون شركات الاتصالات بحفظ وتخزين بيانات استخدام العملاء لمدة 180 يوما.
كما أقر البرلمان من حيث المبدأ قوانين الصحافة والإعلام، التي منحت جهات التحقيق صلاحية التحكم في الصفحات والمواقع والمدونات الشخصية متى زاد عدد متابعيها عن 5 آلاف شخص بالرغم من عدم خضوعها لأحكام القانون.
وكان النائب العام المصري أصدر قرارا للمحامين العموميين ورؤساء النيابة بمواصلة مراقبة وسائل الإعلام ووسائل التواصل، ثم نشرت النيابة أرقامًا تليفونية يمكن للمواطنين أنفسهم الإبلاغ عن مواطنين آخرين يرون أنهم يشيعون ما يضر مصلحة الدولة أو يوجه إساءة لأجهزة الأمن.
وانتشرت خلال الفترة الماضية البلاغات والقضايا التي طالت نشطاء بسبب كتاباتهم على مواقع التواصل، والتي عرفت بقضايا إهانة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

مصريون يلجأون للسخرية وحيل أخرى للمشاركة في هاشتاغ «إرحل يا سيسي»
خوفا من الملاحقة القضائية واتهامات بـ«مناهضة الدولة»

السلطات المغربية تمنع ناشطي حراك الريف من تنظيم وقفة احتجاجية في الحسيمة

Posted: 24 Jun 2018 02:25 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» :ما زالت كرة حراك الريف لم تستقر بمكان، والأقدام تتقاذفها على طول الملعب الاعلامي وعرضه، وفي اللحظة التي يعتقد ان الكرة في مرمى الدولة أو الناشطين، تجدها تقذف في الاتجاه الاخر، وهكذا هو الريف وحراكه منذ خريف 2016، حين طحنت الماكينة على شاحنة جمع النفايات، بائع السمك محسن فكري، لتفتح معها ملف العلاقة بين الريف والدولة على امتداد ستة عقود، وتندلع التظاهرات يتراشق الطرفان الاتهامات والحجارة وثم الاعتقالات والمحاكات التي ما زالت مستمرة منذ أكثر من سنة، من دون أن تهمد همة المحتجين.
ومنعت قوات الأمن نشطاء حقوق الانسان في مدينة الحسيمة، من تنظيم وقفة إحتجاجية في وقت كانت الدار البيضاء تحتضن ندوة حول المعتقلين الذين كال لهم النائب العام لدى محكمة الاستئناف في المدين اتهامات تتراوح بين الارتهان للخارج و»الارتزاق» من وراء الحراك.
سلطات مدينة الحسيمة، منعت الوقفة بقرار مكتوب من باشا المدينة، لدواع أمنية. وحاول النشطاء الذين ينتمون إلى الجمعية المغربية لحقوق الانسان، ومنتدى حقوق الانسان لشمال المغرب، تنظيم الوقفة للمطالبة بالافراج عن معتقلي الإحتجاجات في منطقة الريف، لكن قوات الأمن حضرت وحالت دون ذلك، تنفيذاً لقرار المنع الذي أصدرته السلطات.

الأمن يطوق جمعية حقوقية

وقال محمد الغلبزوري، الناشط الحقوقي في منتدى حقوق الانسان لشمال المغرب إن الجمعيتين اللتين كانتا تعتزمان تنظيم الوقفة الاحتجاجية، معترف بهما قانونيا، ووجهتا إشعاراً للسلطات حول الوقفة إلا أن النشطاء تفاجأوا من تطويق الأمن لمقر الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالحسيمة لمنع وقفتهم، التي كانت محطة ضمن برنامج أعدته الهيئتان في إطار حملة شاملة وواسعة للمطالبة بالإفراج عن معتقلي الريف بعد قضائهم أكثر من سنة في السجن.
واتهم حكيم الوردي ممثل النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف في محاكمة نشطاء «حراك الريف» بالمراهنة على الخارج للضغط على الداخل بواسطة «جمهوريي الريف» والاستقواء بمن يجاهرون علانية بالخيار الجمهوري.
وأضاف في مرافعة له يوم الجمعة، خلال أطوار المحاكمة، بمحكمة الجنايات بالدار البيضاء أن محاكمة معتقلي «حراك الريف» ليست سياسية أو محاكمة للأفكار بل لأفعال جرمية وأن زعماء «حراك الريف» «سقطوا في أوهام قاتلة بحيث لم يمنحوا أنفسهم فرصة التأني لقراءة مسار الحراك وتقويم خسائره وتفادي كوارثه، وعجز قادته على تأطيره وتقبل الرأي المعارض وسفهوه وأدخلوا أنفسهم في الوهم».
وقال أن زعماء «الحراك» سقطوا في عدة أوهام، من بينها أن «الحراك مقدس في حين أن القداسة لله وحده، ثم وهم السلمية الذي يتناقض مع الواقع الذي كان يتسم بالمواجهة والعنف مع رجال الامن وخرج عن إطاره لكونه غير مؤطر وكان تحريضيا ما خلف المئات من المعطوبين والمشلولين في صفوف القوات العمومية».
واتهم الوردي قادة «الحراك» بتلقي أموال من «انفصاليي الخارج»، وأن الدليل على وجود تمويلات، ثابت في الملف، حيث كان هنالك «استرزاق باسم الحراك والنضال»، وكانوا يعتبرون الحراك مصدر رزق، وأنه إذا توقف سينقطع مصدر الرزق.
وقال في مرافعته التي استمرت حوالي سبع ساعات مساء يوم الجمعة، «عدد من المتهمين دوروا الصرف من وراء الحراك»، مضيفا أن المبلغ الذي تلقاه ناصر الزفزافي ايام الحراك وصل الى 30 ألف درهم (3200 دولار)، بالنسبة لشخص لا يشتغل فهذا الحراك كان مصدر رزق.

حراك الريف كلف مليار و900 مليون دولار

وقال محامي الدولة ابراهيم الرشيدي امام المحكمة ان حراك الريف كلف أكثر من 17 مليار درهم (حوالي مليار و900 مليون دولار).
وأضاف الوردي أن الحركات الاحتجاجية قبل الحراك في الريف «كان هناك نوع من الاستقلالية نحو الخارج حركة 20 فبراير/شباط على الأقل كانت مستقلة ماليا ولم تتلق تمويلات من الخارج، وفيها تنظيمات تشتغل بشكل مشروع، وهي التي تمول الحركة».
واعتبر ان المادة 206 من القانون لا تشترط أن يكون مانح المال شخصا أجنبيا، وبالتالي «واخا تكون مغربي كتعطي الفلوس باش تستثمر في احتجاجات، الهدف من وراءها ترديد شعارات وتحريضات، مثل، هذه الحكومة عصابة.. هذا القضاء غير مستقل طز فيه..، هذا جيش جبان..، فهي تقع تحت طائلة المادة 206» (حتى لو كان مانح المال مغربي ويعطي الاموال من أجل الاستثمار في الاحتجاجات وترديد شعارات وتحريضات مثل هذه الحكومة عصابة.. وطز بالقضاء لأنه غير مستقل والجيش جبان، فإن ذلك يقع تحت طائلة القانون).
وأضاف أن «عدداً من التصريحات تعاملت مع معطى التمويل بتبخيس، وتناست أن المشرع لم يحدد مبلغا معينا، وأن قنينة يمكن أن تشعل النار في حقل». كما اتهم الوردي قادة الحراك بانتهاج سياسة الاعدام رمزيا لكل من يخالفهم الرأي وبخاصة قائد الحراك ناصر الزفزافي، بالإضافة إلى تبني خطاب استعلائي عنيف وإقصائي من قبل «العياشة والدوغمائية والعبيد وسكان الداخل». وأبرز أن محاكمة ناصر الزفزافي ورفاقه عرفت تغطية إعلامية كبيرة من 26 منبرا من المغرب وفرنسا وإسبانيا وغيرها، وهو ما يوضح أن المحاكمة كانت عمومية، كما أن منظمات حقوقية عديدة كـ «المجلس الوطني لحقوق الانسان» و»الجمعية المغربية لحقوق الإنسان» وجمعيات وطنية وجهوية وأمازيغية حقوقية أخرى.

نفي تهمة التعذيب

وقال ممثل النيابة العامة في محاكمة معتقلي «حراك الريف»، في مرافعته التي دبجها في حوالي 2000 صفحة، حول مزاعم تعرض نشطاء الحراك للتعذيب، أنها تدخل في «الحق في الكذب المكفول للمتهمين نسبيا كوسيلة للدفاع».
وقال «لا أخفيكم السيد الرئيس أن الحقيقة القانونية في مزاعم التعذيب كما تم تسويقها في ملف الحسيمة قد تعرضت لتشويه ممنهج، ومدروس، ويمكن الاستدلال بحالة ناصر الزفزافي كنموذج حي قابل للتعميم بدون تحفظ» و»عندما تم تقديم ناصر الزفزافي أمام النيابة العامة، بحضور أكثر من 70 محاميا يمثلون أغلب هيئات المحامين بالمغرب، امتلك النزاهة التي أشدت بها في الإبان، ليصرح بصوت عال جوابا عن سؤال: (… لم أتعرض للتعذيب لدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي أحسنت معاملتي عند البحت معي، ولكن أثناء التوقيف تعرضت للعنف نتج عنه شج في راسي وكدمة أسفل عيني، وفي بعض أنحاء جسدي» وفي شأن البحت في ادعاءات التعذيب، قمنا بتوثيق المعاينة المجراة على جرح الزفزافي، وأسبابه، وتبين أنها نفسها تلك المضمنة في محضر الاستماع إليه وبمحضر إيقافه من أنه تعرض لجرح بمناسبة مقاومة عناصر الأمن أثناء التوقيف، ومع ذلك التمسنا من قاضي التحقيق عرضه على فحص يجريه طبيب شرعي».
وكشفت عائلات معتقلي حراك الريف أنها متشبثة بالنضال السلمي رغم الاعتقالات التي طاولت أكثر من 800 معتقل، موزعين على أكثر من 10 سجون. وقالت في لقاء تخليداً لليوم العاملي لضحايا التعذيب، نظمته الجمعية الطبية لتأهيل ضحايا التعذيب، أن جل المعتقلين في السجون يعيشون وضعية مزرية، وذلك من خلال سوء التغذية والمعاملة السيئة، وغياب الرعاية الصحية والحرمان من متابعة الدراسة.
وسجلت عائلات المعتقلين انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في حق أبناء الريف، من طرف الدولة التي قال إنها تزعم احترام والالتزام بحقوق الإنسان، كما تنص على ذلك المواثيق الدولية، مضيفا أن التهم التي يحاكم على أساسها معتقلو الحراك هي «ترهات»، وأن الحراك كان ولا يزال احتجاجا سلميا وعادلا وله مطالب مشروعة، وأن المعتقلين أبرياء، ومحاكمتهم لم تكن عادلة ومنصفة، بل سياسية وتوريط للقضاء لتحقيق أهداف المقاربة الأمنية لضرب نشطاء الحراك. واكدت والدة نبيل أحمجيق (العقل المفكر للحراك) أن المعتقلين أقوياء ومؤمنون بقضيتهم، رغم التعذيب والسجون، مطالبة الدولة الاحتكام للعقل والحكمة لتجاوز الأزمة، مؤكدة أن ناصر الزفزافي ورفاقه لم يرتكبوا جرائم توجب معاقبتهم. وأضافت أن ما يجري لا يصب في مصلحة لا الوطن ولا الريف، فأبناء الريف حين خرجوا للاحتجاج كان دافعهم الفساد، وطالبوا بالعمل والاستشفاء والدراسة، مذكرة بالظروف الصحية والاجتماعية والاقتصادية للمنطقة.
وأكدت أن سكان الحسيمة محاصرون وأن السلطات الأمنية تقوم بإنزال في المنطقة، مؤكدة أن أبناء الريف فقط طالبوا بحقوقهم في ملف مطلبي عادل، مطالبة الدولة تخفيف حصارها وتغيير معاملتها مع الريفيين ومع المعتقلين، ومشيرة إلى أن الزفزافي ورفاقه يعانون داخل السجن من مضايقات، في حين أنهم يستحقون أوسمة لأنهم قدوة للمطالبين بحقوقهم بطريقة سليمة انطلاقا من الغيرة على وطنهم.
وأكدت أن أهل الريف وطنيون، ولكن القهرة والظلم أخرجاهم إلى الشارع للاحتجاج، معتبرة أن كل شباب الريف أبناءها، وعوض إصلاح الحسيمة تمت محاصرتها بالشرطة.
وخلصت «رغم كل ذلك فإنهم لن يضعفوا ولن ينكسروا، وأنه إذا كانت أحكام محكمة الجنايات صادمة، فإن الريفيون صامدون».

السلطات المغربية تمنع ناشطي حراك الريف من تنظيم وقفة احتجاجية في الحسيمة

محمود معروف

«هيومن رايتس ووتش»: الجيش العراقي يمنع عائلات في الأنبار من العودة إلى ديارها

Posted: 24 Jun 2018 02:24 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: منع جنود في الجيش العراقي « بشكل متعسف» مجموعة من العائلات النازحة عند نقطتيّ تفتيش في محافظة الأنبار من العودة إلى ديارها، حسب ما أعلنت «هيومن رايتس ووتش»، أمس الأحد، معتبرة أن ذلك التصرف «عقاب جماعي».
وقالت لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»: «صرّحت السلطات في بغداد مرارا إن العائلات من المناطق التي استُردت من تنظيم الدولة يجب أن تتمكن من العودة إلى ديارها إذا أرادت ذلك، وهو أمر محق. غير مقبول أن يمنع الجنود السكان تعسفا من العودة إلى منازلهم، في تناقض مباشر مع أوامر الحكومة المركزية بتسهيل العودة الآمنة والطوعية».
المنظمة، في 2 مايو/أيار 2018، قابلت 3 من سكان، «مخيم الخالدية المركزي» للنازحين الذين هم في الأصل من بلدة البغدادي، فروا منها، حسب ما قالوا في أغسطس/آب 2014 بعد أن بدأت قوات مناهضة لتنظيم «الدولة» بمحاربة مقاتلي الأخيرة في البلدة، بالغارات الجوية والذخيرة التي تُطلق من الأرض، وقد استعادت قوات الأمن العراقية البلدة في فبراير/شباط 2015.
امرأتين ورجل أكدوا للمنظمة إنهم تقدموا من خلال مديري المخيم للحصول على تصريح أمني للعودة إلى ديارهم في أوائل عام 2018، كجزء من مجموعة مكونة من 51 عائلة من البغدادي تعيش في مخيمين في الخالدية
وبينت امرأة (43 عاما) إن حافلات كانت تقلهم وصلت إلى نقطة تفتيش العكوبة، حيث أوقفهم جنود من الفرقة السابعة في الجيش وفحصوا بطاقات هويتهم. قالت: «بعد احتجازنا هناك لمدة ساعة ونصف، قالوا إنه لم يُسمح لنا بالعودة إلى منازلنا واضطررنا للعودة إلى المخيم. لم يخبرونا بأسباب المنع».
أحد شيوخ قبلية «ساعدة»، التي تنتمي إليها العائلات، قال: «رغم أن العائلات لديها تصريح، إلا أن قوات قيادة عمليات الجزيرة، التي تسيطر على نقطة التفتيش، اختارت عدم الاعتراف به».
امرأة ثانية (29 عاما)، علقت على ما حصل بالقول: «إذا منعتني الحكومة من العودة إلى دياري، فهذا يعني أنني لم أعد عراقية، فلو كنت عراقية لكان لدي حق في منزلي».
وحسب الشهادات التي حصلت عليها المنظمة، في أوائل يونيو/حزيران، مجموعة أخرى فيها 9 أسر من البغدادي لديها التصاريح الأمنية الضرورية استقلّت الحافلات الحكومية مرة أخرى إلى البغدادي. هذه المرة سمح لها بالمرور عبر نقطة تفتيش العكوبة، لكنهم توقفوا عند نقطة تفتيش تديرها الفرقة التاسعة للجيش في البغدادي وأخذوها إلى مخيم آخر للنازحين في الأنبار.
راسلت «هيومن رايتس ووتش» حيدر العكيلي، ممثل اللجنة الاستشارية لرئيس الوزراء، في 12 يونيو/حزيران، تسأل عن سبب منع عائلات البغدادي من العودة إلى منازلها، والتدابير التي يجري اتخاذها للسماح بعودتها.
رد العكيلي في رسالة إلكترونية أن مجموعة من 18 عائلة أعيدت في 27 أبريل/نيسان «لعدم اكتمال التصاريح الأمنية»، لكن في 3 يونيو/حزيران، سمح لـ 11 عائلة بالعودة إلى البغدادي.
وأوضح أن هناك أكثر من 11 أسرة التي قيل إنها سمح لها بالعودة، وإن عائلات أخرى منعت من العودة «لعدم اكتمال التصاريح الأمنية» أو، حسب الرسالة، «لأن السلطات تخشى من أعمال الثأر التي قد تقع ضدهم لكونهم بعض ذويهم ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي… في الوقت الراهن ينصح بالتريث في عودتهم في الوقت الراهن لحين تسوية الموضوع عشائريا».
وتؤشر رسالة العكيلي، وفق المنظمة على أن «عائلات البغدادي يتم معاقبتها جماعيا لأن بعض أقاربها كانوا عناصر في تنظيم الدولة».
«هيومن رايتس ووتش» دعت السلطات العراقية إلى «التسهيل الفوري لعودة العائلات التي تريد العودة إلى مناطق لم تتأثر بالعمليات العسكرية الجارية، بما يشمل العودة من المخيمات. كما يجب أن تسمح للعائلات باختيار البقاء في المخيمات مع عدم تقييد حركتها داخل المخيم وخارجه وعدم تقييد اتصالاتها، أو للسماح لهم بالانتقال إلى مكان آخر».
كذلك على «لجان إعادة النازحين الجديدة في الأنبار، التي أنشئت في أبريل/نيسان، بالإضافة إلى اللجان في المحافظات الأخرى، تسهيل عملية العودة التشاورية، وأن تدعم عائلات البغدادي أمام السلطات المحلية والسلطات في بغداد لتسهيل عودتها»، طبقاً لتقرير المنظمة، الذي حث السلطات في بغداد على اتخاذ «خطوات شفافة لمعاقبة جميع المسؤولين، بمن فيهم من القوات العسكرية وقوات الأمن العراقية، التي تمنع الناس من العودة إلى ديارهم بصورة غير قانونية، أو كشكل من أشكال العقاب الجماعي، بما يشمل النظر في الاتهامات الجنائية عند الاقتضاء».

«هيومن رايتس ووتش»: الجيش العراقي يمنع عائلات في الأنبار من العودة إلى ديارها

«العدالة والتنمية» يحصد الانتخابات الـ14ويثبت أنه ما زال الأقوى في تركيا بعد 16عاماً من الحكم

Posted: 24 Jun 2018 02:24 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: لم يكن رجب طيب اردوغان الذي أسس قبل 16عاماً حزب العدالة والتنمية يتوقع أن يتمكن هو وحزبه من حسم 10 انتخابات متتالية وأن يتولى منصب الرئاسة ويُمرر ثلاثة استفتاءات شعبية، ليتوجها بفوز كبير في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت لأول مرة بشكل متزامن، الأحد، ومنحت الحزب ورئيسه مجدداً الحكم لـ5سنوات أخرى مستقبلاً.
وطوال هذه السنوات، عمل اردوغان بلا كلل أو ملل من أجل الحفاظ على البقاء بالسلطة، حيث يواصل «العدالة والتنمية» حكم البلاد بمفرده منذ أول انتخابات فاز فيها في عام 2002، تمكن خلالها من إحداث تغيير جوهري في شكل الجمهورية وتركيبتها وتوجهاتها وسياساتها الداخلية والخارجية.
وخلال هذه السنوات واجه الحزب وزعيمه الروحي اردوغان سلسلة طويلة من التحديات والمشاكل السياسية من دخوله السجن وقرارات المحاكم العلمانية المناهضة للحزب المحافظ وقيادات الجيش الأتاتوركية مروراً بأحداث غيزي بارك عام 2013، وما عرف بمحاولة الانقلاب من خلال القضاء في نفس العام، وصولاً لمحاولة الانقلاب العسكرية ليلة الخامس عشر من تموز/ يوليو الماضي، لكنه تمكن من تجاوز جميع هذه التحديات.

10 انتخابات متتالية

«العدالة والتنمية» ظهر لأول مرة بهذا الاسم على مسرح السياسة التركية في 14 آب/ أغسطس 2001، بزعامة المؤسس رجب طيب اردوغان، ومنذ ذلك الحين أفرز الحزب رئيسين للجمهورية هما عبد الله غل، ورجب طيب اردوغان، و4 رؤساء وزراء هم غل، واردوغان، وأحمد داود أوغلو، وبن علي يلدريم.
في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2002، وبعد 15 شهراً فقط من تأسيسه خاض العدالة والتنمية، أول معركة انتخابات عامة في تاريخه السياسي، تمكن خلالها من الفوز بالانتخابات بنسبة 34٪ مكنته من تشكيل الحكومة الـ 58 في الجمهورية التركية برئاسة عبد الله غل.
اردوغان لم يتمكن آنذاك من ترأس الحكومة بسبب تبعات الحكم عليه بالحبس عام 1998 لمدة 10 أشهر (قضى منها فعليًا بالسجن 130 يوماً)، إثر اقتباسه أبياتاً من شعر تركي أثناء إلقائه خطاباً جماهيرياً في مدينة سعرد، اعتبرتها المحكمة وقتها تحريضاً على الكراهية الدينية، ومنعته من العمل في الوظائف الحكومية لمدة معينة، ومنها الترشيح للانتخابات العامة.
لكن سرعان ما عاد اردوغان للساحة السياسية في 8 آذار/ مارس 2003، وفاز بالانتخابات العامة المعادة بولاية سيعرت (جنوب شرق)، ليصبح نائباً عنها في البرلمان التركي، أعقب ذلك استقالة حكومة غل في 11 آذار 2003، ومنح الرئيس العاشر للجمهورية التركية أحمد نجدت سيزر، مهمة تشكيل الحكومة الـ 59 لاردوغان، في 15 آذار 2003، ليصبح بعدها رئيسًا للوزراء.
وفي عام 2004 شهدت تركيا انتخابات محلية احتل فيها حزب العدالة والتنمية الصدارة أمام الأحزاب التركية المشاركة بنسبة 38٪، وتمكن من الحصول على رئاسة 950 بلدية 11 منها في المدن الكبرى.ومرة أخرى، تمكن العدالة والتنمية بقيادة اردوغان من الفوز في الانتخابات العامة التي جرت عام 2007 بنسبة 46.6 ٪.
وكذلك في الانتخابات المحلية عام 2009، تمكن العدالة والتنمية من حصد معظم الأصوات الانتخابية، وفاز بإدارة 442 بلدية 10 منها في المدن الكبرى بما نسبته 43٪.. وفي الانتخابات العامة عام 2011 تمكن العدالة والتنمية من الحصول على 49.53٪ من الأصوات الانتخابية واستمر على رأس السلطة في تركيا.وفي عام 2014، دخل العدالة والتنمية آخر انتخابات محلية بقيادة اردوغان، ليتمكن من الفوز بـ 818 بلدية، 18 منها في المدن الكبرى بنسبة 38.8٪.
وشهد آب/ أغسطس (2014) إجراء أول انتخابات رئاسية صوّت فيها الشعب في تاريخ تركيا، وفاز بها اردوغان بأكثر قليلا من 52٪ من الأصوات، ليصبح الرئيس الـ12 لتركيا، وبعد أن اضطر لترك قيادة الحزب استجابة للقانون واصل أحمد داود أوغلو، النائب في البرلمان عن حزب العدالة والتنمية، مسيرة قيادة الحزب والحكومة من بعده.
وفي أول انتخابات عامة جرت في عهد رئاسة داود أوغلو للحزب، فاز العدالة والتنمية بانتخابات 7 حزيران/ يونيو 2015، بنسبة 40.87٪.، لم يتمكن خلالها من تشكيل حكومة بمفرده وفضل الذهاب إلى انتخابات جديدة بدلاً من تشكيل حكومة ائتلافية، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 أعيدت الانتخابات العامة، وحصل الحزب على 49.49٪من أصوات الناخبين وشكل حكومة بمفرده.

3 استفتاءات

خلال سنوات حكم «العدالة والتنمية» جرت ثلاثة استفتاءات شعبية عامة من أجل إجراء تعديلات دستورية على الدستور القائم منذ عام 1982 الذي وضعه العسكر عقب الانقلاب الذي جرى آنذاك ويقول الحزب إنه «دستور انقلاب» ولا يصلح ولا يتناسب مع احتياجات تركيا الحالية.
في المرة الأولى، عرض العدالة والتنمية في 12 أيلول/ سبتمبر 2010 (في الذكرى السنوية الـ30 لانقلاب 12 أيلول 1980) على الشعب التركي الاستفتاء من أجل تعديل بعض المواد الدستورية التي تحول دون محاكمة منفذي انقلاب أيلول 1980، وبعض المواد الأخرى المتعلقة بقانون الأحزاب والقضاء، ووافق الشعب التركي بنسبة 58٪ على الاستفتاء والتعديلات الدستورية المقترحة.
في المرة الثانية، عرض العدالة والتنمية على الشعب التركي عام 2014 الاستفتاء من أجل تعديل بعض المواد الدستورية التي تتيح انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من قبل الشعب، عوضًا عن انتخابه من قبل البرلمان، وهو ما جرى فعلًا، حيث انتخب اردوغان رئيسًا للجمهورية في ذلك العام في انتخاب مباشر من قبل الشعب، وفاز بأغلبية الأصوات.
وفي المرة الثالثة، توجه الأتراك، الأحد، للتصويت في استفتاء حول تعديل 18 مادة من الدستور التركي تتضمن في جوهرها تحويل نظام الحكم في البلاد من «برلماني» إلى «رئاسي» ومنح اردوغان صلاحيات تنفيذية واسعة وهو ما قد يتيح له البقاء في الحكم حتى عام 2029، وبالفعل تمكن اردوغان من تمرير هذه التعديلات ولو بفارق ضئيل تمكن بموجبها من إجراء الانتخابات البرلمانية بشكل متزامن، الأمس الأحد، ليتمكن من خلالها الحزب من تعزيز سيطرته على حكم البلاد إلى جانب رئيسه لخمس سنوات جديدة.
فحسب النتائج الأولية تمكن حزب العدالة والتنمية من الحصول على قرابة 45٪ من أصوات الناخبين، فيما حصل حليفه حزب الحركة القومية على نسبة أصوات تمكنهم سوياً من ضمان الأغلبية البرلمانية في المجلس المقبل.

«العدالة والتنمية» يحصد الانتخابات الـ14ويثبت أنه ما زال الأقوى في تركيا بعد 16عاماً من الحكم
سيتمكن من الحكم منفرداً مع حليفه حزب الحركة القومية
إسماعيل جمال

هل سنبقى مع أردوغان؟

Posted: 24 Jun 2018 02:24 PM PDT

صديقي، الذي لم نذكر اسمه، وعلى التو ستفهمون لماذا، هو عضو بارز ومؤثر في حزب «العدالة والتنمية» لأردوغان. قبل سنتين، عندما بدأ الاضطراب الكبير، كان بالصدفة في الخارج. ومنذئذ لم يعد. بتقديره، لو كان عاد إلى تركيا، لزج به على الفور في السجن. فقد كان أردوغان سيحرص على إلصاق هذه الاتهامات أو تلك به مثلما فعل لكثيرين وطيبين. في الانتخابات التي ستجرى اليوم، فإن أصوات المقترعين الاتراك الذين في الخارج ستحصى في ساعات الظهيرة. هذا الرجل لن يصوت، ويدعي بأنه «كيفما نظرنا إلى الأمر نجد أن هذه معركة خاسرة».
انتخابات اليوم مشوقة على نحو خاص: فهذه هي المرة الاولى في تاريخ تركيا حين تجرى الانتخابات سواء للرئاسة أو للبرلمان. إذا لم يصل أردوغان إلى 51 في المئة من الاصوات اللازمة في جولة التصويت الاولى، فإنه سيضطر إلى السير نحو الجولة الثانية في تموز/يوليو. معقول الافتراض أنه سيفوز، ولكنه سيكون مهانا ومرضوضا. يحتمل أيضاً أن ينشأ وضع عبثي يفوز فيه أردوغان في الانتخابات، ولكنه يخسر في البرلمان.
السيناريو المعقول هو أن يفوز أردوغان في الجولة الأولى. فقد ألقى بمعارضيه منذ الآن إلى خارج الدولة أو أدخلهم، بعشرات التهم، إلى السجون: جنرالات الجيش والشرطة، كبار رجالات أجهزة الاستخبارات المدنية والعسكرية، موظفون في مناصب أساسية، قضاة، محاضرون وحتى أطباء. بعضهم اتهموا بالعلاقة مع زعيم المعارضة فتح الله غولان، الذي يتواجد في الولايات المتحدة وبعضهم اشتبه به بالمشاركة في محاولة الانقلاب ضد أردوغان في تموز/يوليز 2016، والتي في أعقابها اعتقل 50 ألفاً واستقال أو أُقيل 107 آلاف من مناصبهم.
أردوغان في الحكم منذ 2003، ولن يخسر منذئذ في الانتخابات: لا عندما كان رئيس وزراء، حتى 2014 ولا في منصبه الحالي، كرئيس. إذا فاز اليوم فإنه يخطط لأن ينقل قريبا مركز الحكم إلى القصر الفاخر في أنقرة، حيث أكثر من ألف غرفة، بعضها للسكن، بعضها للموظفية العليا، وبعضها الاكبر سيكون تحت تصرف رجاله الذين سيعززون حكمه. وعلى الطريق يريد أيضاً أن يلغي منصب رئيس الوزراء. بن علي يلدريم، رعيته، يقترح منذ الان استبدال منصب رئيس الوزراء بمنصب نائب الرئيس. ولا بد أننا سنرى.
سيتنافس اليوم أمام أردوغان خمسة مرشحين من المعارضة، ولكن الشخصية الوحيدة التي تهدد حكمه هو محرم انجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري ـ حزب المعارضة العلماني الرئيس. انجه الذي يصغر عن أردوغان بعشر سنوات، يحب الشباب والمثقفين. إذا ما فاجأ وانتصر في الانتخابات، ولا سيما بعد أن أعلنت احزاب المعارضة بأنها ستتحد خلف المرشح الذي سيتنافس أمام أردوغان في الجولة الثانية، فإننا سنشهد ولادة القصة التركية الجديدة. إنجاز كبير للمعارضة كفيل أيضاً بإجبار أردوغان على إقامة ائتلاف أوسع، مما بالتأكيد لن يعجبه. ومناورته، في أن يقدم بسنة ونصف موعد الانتخابات ومفاجأة منافسيه، لم تنجح بعد.
رغم ذلك، بتقديري، لن نشهد غداً تحولا تركيا. فأردوغان سيفوز هذه المرة ايضا، في الجولة الاولى أو الثانية، ويجدر بنا ألا ننسى بأنه أعاد الحمرة الدينية لوجنتي تركيا، وله قاعدة تأييد كبيرة جداً في أوساط السكان خارج المدن الكبرى.
أما إسرائيل فقد كانت بالطبع ترغب في أن يخسر أردوغان هذه الانتخابات وهو الذي لم يفوت أي فرصة حتى اليوم كي يثبت كم هو يكرهنا. ومع ذلك، فقد اتخذت إسرائيل، الولايات المتحدة واوروبا جانب الحذر في تأييد أي من منافسيه، إلا أن احتمالات بقائه جيدة. مهما يكن من أمر، وعلى فرض انه لن تكون مفاجآت، فإن إسرائيل ستضطر إلى الصمت إلى أن يتشجع اردوغان فيقرر انه حان الوقت لتحريك شبكة العلاقات من جديد. سيكون من الصعب أن نرى اقتراحاته. هكذا يعمل الأمر لديه.

سمدار بيري
يديعوت 24/6/2018

هل سنبقى مع أردوغان؟
إسرائيل ترغب أن يخسر الرئيس التركي الانتخابات لأنه لم يفوت فرصة لمهاجمتها
صحف عبرية

سفير إيران السابق في ألمانيا يطالب روحاني بالتنحي وإجراء انتخابات مبكرة للحفاظ على النظام

Posted: 24 Jun 2018 02:23 PM PDT

لندن – «القدس العربي» : بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، تزداد التصريحات الصادرة عن الشخصيات المقربة من مراكز صنع القرار في إيران والحرس الثوري حول ضرورة تنحي حسن روحاني من منصب رئاسة البلاد، وفي الوقت ذاته زاد عدد الشخصيات المحسوبة على التيار الإصلاحي الذين عبروا عن قلقهم إزاء محاولات الحرس الثوري ومقربي المرشد الأعلى الإيراني للإطاحة بروحاني.
ولأول مرة وبشكل صريح طالب حسين موسويان، وهو من مقربي الرئيس الإيراني وسفير طهران السابق لدى برلين وأحد كبار الفريق المفاوض النووي الإيراني، الرئيس حسن روحاني بالتنحي عن منصب الرئاسة وإجراء انتخابات مبكرة للحفاظ على انسجام ووحدة الجمهورية الإسلامية، مؤكداً أن الأوضاع الراهنة إذا استمرت حتى نهاية ولاية روحاني الحالية، ستؤدي إلى أضرار كبيرة بالنظام لا يمكن جبرها.
وكشفت وسائل إعلام إيرانية أن الحرس الثوري يخطط لترشيح ممثل الولي الفقيه وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، والقيادي الكبير في الحرس الثوري، اللواء علي شمخاني، ونجل الرئيس السابق لمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن هاشمي رفسنجاني الذي أصبح مقرباً من قادة الحرس بعد حادث وفاة والدة المشبوه، للانتخابات الرئاسية المبكرة المحتملة.
وأشار حسين موسويان خلال حديثه الخاص لجريدة «همشهري» (تعني «ابن ديرتي») التابعة لبلدية طهران وهي الأكثر انتشاراً في البلاد، إلى أنه بينما تهدد مخاطر إقليمية ودولية كبيرة للغاية بقاء نظام الجمهورية الإسلامية، تتناحر أجنحة النظام بشكل خطير للغاية، حيث كل منهم يتهم الآخرين بأسوأ التهم ويصفهم بأخطر التوصيفات، ومنها ملفات الفساد والفضائح الأخرى. وأكد «أقول لكم بكل صدق، يجب علينا اتخاذ قرارات قاطعة ومهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويحتاج ذلك انسجاما وتنسيقا داخليا على أعلى مستويات، وللأسف لا يوجد الانسجام والتنسيق المطلوب الداخلي». وطالب أحد الدبلوماسيين الأكثر قرابة لروحاني، الأخير بالتحلي بروح التضحية والإخلاص وأن يقدم استقالته لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة للحفاظ على انسجام ووحدة نظام الجمهورية الإسلامية، مؤكداً على أنه في حال استمرار حالة الصراع المحتدم الراهنة بين أجنحة النظام، فإن الضحية سيكون الشعب والمصالح العليا للبلاد. وشدد موسويان على ضرورة إعادة ترتيب البيت الداخلي للنظام الإيراني بشكل أساسي وجوهري، وأن استمرار رئاسة روحاني على البلاد ستؤدي إلى أضرار كبيرة للجمهورية الإسلامية لا يمكن إجبارها.
وأكد سفير إيران السابق في ألمانيا، أن استراتيجية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الحالية لا تعتمد على شن حرب على إيران، مشككاً في الوقت ذاته في جدوى أي مفاوضات مع الولايات المتحدة نظراً للصراع الدائر في البيت الداخلي الإيراني، وقال إن الصقور في الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل يخططون إلى جرّ أمريكا في حرب مباشرة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفي الجانب المقابل، حذر وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، من مخطط المحافظين لإسقاط حكومة روحاني، قائلاً إن المحافظين لا يمكنهم التحكم بالأوضاع والسيطرة على البلاد بعد روحاني.
وحسب وكالة «إسنا» للأنباء التابعة لوزارة العلوم والأبحاث الإيرانية، صرح ظريف خلال لقائه مسؤولي الغرف التجارية الإيرانيين: «لا تظنوا أن روحاني إذا ذهب وجاء المحافظون، سينجحون في إصلاح الوضع».
وقال إن إلغاء الاتفاق النووي إن حصل، سيشكل ذلك ضربة كبيرة للنظام الإيراني أكبر مما يظن البعض.
وكشفت صحيفة «كيهان لندن» (التي تطبع وتنشر في بريطانيا باللغة الفارسية من قبل بعض مسؤولي جريدة «كيهان» قبل ثورة 1979) أن الحرس الثوري يعمل على ترشيح ممثل الولي الفقيه وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، اللواء علي شمخاني، ورئيس مجلس البلدية في طهران، محسن هاشمي رفسنجاني الذي اقترب من الحرس الثوري بعد حادث وفاة والده المشبوه، فضلاً عن محاولات بعض أجنحة النظام الإيراني لترشيح قائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليماني، للانتخابات الرئاسية المبكرة المحتملة.
وكان عضو مجمع تشخيص النظام والرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، في رسالة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، قد طالب بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة وإقالة رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، فوراً، معتبراً التصريحات الأخيرة لخامنئي بأنها السبيل الرئيسي لتنفيذ إصلاحات حقيقية في البلاد. وخلال تصريحات فاجأت الكثيرين وتعتبر الأولى من نوعها خلال فترة حكم خامنئي، اعتذر الأخير في 18 شباط/ فبراير الحالي للشعب الإيراني بسبب سوء إدارة البلاد، واعترف لأول مرة أن شرائح من الشعب الإيراني لديها انتقادات على أدائه وأداء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وأنه يتفهم تلك الانتقادات، ووعد بأنه سيضع حداً لذلك وأنه سيعيد الأمور إلى مجراها الصحيح.
وشدد على الأهمية الكبيرة لتصريحات خامنئي الأخيرة، واقترح أن يتم اجراء انتخابات حرة بعيداً عن المحاصصات بين أجنحة النظام، مضيفاً أن تنفيذ ذلك يحتاج لتعديل الدستور الإيراني، مؤكداً أنه يجب القيام بذلك للحفاظ على النظام، وأنه يجب القيام بتعديلات واصلاحات جوهرية في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية لتفادي تدهور الأوضاع في البلاد إلى حالة أسوأ مما هي الحال عليه الآن.
وكان رئيس مجلسي خبراء القيادة وصيانة الدستور وأحد كبار صُنّاع القرار الإيراني أحمد جنتي، قد صرح أن أعداء الثورة الإسلامية يعدون طبخة خطيرة ضد النظام الإيراني من خلال التركيز على الحريات السياسية والاجتماعية وسوء إدارة البلاد من قبل بعض السلطات بالإشارة إلى حكومة حسن روحاني.
وكان رد الرئيس الإيراني حسن روحاني، على ذلك من خلال مطالبته بإجراء استفتاء وفق الدستور الإيراني، لإخراج البلاد من «المأزق السياسي»، ما تطالب به بعض الشخصيات في النظام الإيراني ومنها هاشمي رفسنجاني، حول ضرورة تعديل مادة ولاية الفقيه في الدستور الإيراني وتحديد صلاحية الولي الفقيه.

سفير إيران السابق في ألمانيا يطالب روحاني بالتنحي وإجراء انتخابات مبكرة للحفاظ على النظام

محمد المذحجي

الصالحي لـ «القدس العربي»: مبعوثو ترامب فشلوا في فتح قنوات اتصال جديدة والقيادة رفضت الاجتماع بكوشنر

Posted: 24 Jun 2018 02:23 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: تبدي الأوساط السياسية الفلسطينية ارتياحا في هذا الوقت، بعد شعورها بـ»فشل» مبعوثي الإدارة الأمريكية في تسويق «صفقة القرن»، وفي إحداث اختراق حقيقي في مواقف الدول العربية المؤثرة، بعد زيارتهم لعدة عواصم عربية. وقال مسؤول فلسطيني رفيع لـ «القدس العربي»، إن المبعوثين الأمريكيين قبلا عقد لقاءات مع المسؤولين الفلسطينيين، بعدما فشلوا في فتح «قنوات اتصال» مع شخصيات من خارج القيادة.
وبشكل رسمي جرى إبلاغ المسؤولين الفلسطينيين الذين لهم علاقة بالملف السياسي، من قبل الدول العربية، بنتائج المباحثات التي أجريت مع مبعوثي الإدارة الأمريكية لعملية السلام، وهما جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، بعد أن اجتمعا مع الزعماء العرب في عمان والرياض والدوحة والقاهرة، قبل الانتقال إلى إسرائيل للقاء بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة.
وجرى التأكيد في تلك الاتصالات، ومنها لقاءات مباشرة، حيث التقى صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية، واللواء ماجد فرج مدير المخابرات، مع مسؤولين في الأردن، على أن حل الصراع يكمن في اللجوء إلى خيار «حل الدولتين»، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على جدود عام 1967، تكون القدس الشرقية عاصمة لها، مع تجديد التأكيد على رفض قرارات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة بشأن المدينة.
وقال بسام الصالحي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الموقف العربي الذي نقل للمسؤولين الفلسطينيين أكد على استمرار التمسك بـ «الموقف الجماعي» الذي اتخذ في القمة العربية الأخيرة في مدينة الظهران السعودية. وشدد البيان الختامي للقمة على الدعم العربي لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وضرورة التصدي «لمحاولات تهويد القدس».

مبعوثا ترامب فشلا في إحداث اختراق

وأكد الصالحي لـ «القدس العربي» أن مبعوثي ترامب حاولا «إحداث اختراق» في الموقف العربي، بمعزل عن الموقف الفلسطيني، مشيرا إلى أن الموقف العربي جدد التأكيد على ضرورة حل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية. لكن المسؤول الفلسطيني قال إن عمل الإدارة الأمريكية على اعتبار «قضية القدس» بأنها لم تعد عائقا أمام الحوارات مع الجانب العربي، تمثل «تطورا سلبيا»، وكان يشير إلى اللقاءات العربية الأخيرة مع الزعماء العرب، بعد قرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة الشهر الماضي.
وكشف الصالحي عن طلب المبعوثين الأمريكيين خلال جولتهم للمنطقة، عقد لقاءات مع المسؤولين الفلسطينيين، لافتا إلى أن الجواب كان رفض عقد أي لقاءات مع مبعوثي الإدارة الأمريكية، في ضوء الموقف المتخذ بتجميد الاتصالات، حتى عدول ترامب عن قراراته التي اتخذها يوم السادس من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بشأن مدينة القدس، باعتبارها عاصمة للاحتلال.
وتوقع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زيادة الإدارة الأمريكية ضغوطها الممارسة على الفلسطينيين في قادم الأيام، بعد فشلها في «فتح قنوات اتصال» من خارج القيادة الفلسطينية.

محاولات لفتح خطوط مع فلسطينيين

وأشار إلى أن واشنطن عملت على فتح هذه الخطوط مع شخصيات فلسطينية، بعد القرار الفلسطيني برفض التعاطي معها كوسيط وحيد في عملية السلام، على أثر القرارات الخاصة بمدينة القدس. وأكد الصالحي لـ «القدس العربي» أن القيادة الفلسطينية «تخوض معركة مع الإدارة الأمريكية، لرفضها تحويل القضية الفلسطينية وقضية القدس إلى قضية حوارية».
يشار إلى أن مبعوثي الإدارة الأمريكية عقدا أمس اجتماعا ثانيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك بعد أن التقياه ثانية بمشاركة السفير الصهيوني ديفيد فريدمان، مساء السبت، حيث انصب اللقاء على خطة السلام الأمريكية والجهود لمنع تدهور الأوضاع في قطاع غزة،  وذلك بعد اللقاء الأول الذي عقد الجمعة واستمر لمدة أربع ساعات.
جاء ذلك في الوقت الذي كشفت فيه تقارير صحافية أمريكية، عن أن إدارة ترامب على وشك إطلاق مقترحها الذي طال انتظاره للسلام في الشرق الأوسط، بالرغم من موقف الفلسطينيين.
يذكر أن الدكتور صائب عريقات أكد خلال ندوة سياسية في مدينة رام الله، أن الجانب الفلسطيني قدم كل الفرص للإدارة الأمريكية لصنع السلام، مضيفا «لكنها اختارت الاحتلال». وأكد أنه لا يوجد حاليا شريك إسرائيلي للسلام، لافتا إلى أن نتنياهو «لا يؤمن بحل الدولتين. وأضاف «الدولة التي تتجاهل الحقائق فإنها لن تصنع الصحيح،  فحكومة إسرائيل تبذل كل الجهود لإبقاء غزة منفصلة عن الضفة الغربية»، مؤكدا أنه لا يوجد شريك  للفلسطينيين في الولايات المتحدة. وأوضح أن الجانب الفلسطيني عقد 35 لقاء مع إدارة ترامب، وقدم كل الفرص لهذه الإدارة لـ «المحافظة على حل الدولتين»، والتوصل إلى اتفاق وفق القانون الدولي لتقام الدولة الفلسطينية وتكون القدس الشرقية عاصمتها إلى جانب إسرائيل، لكن واشنطن رفضت ذلك.
وأكد عريقات أن الإدارة الأمريكية استخدمت كل ما في جعبتها من خلال قطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني وتقليص مساعدات «الأونروا»، وإغلاق مكتب منظمة التحرير. وتابع «الآن ما يقوم به كوشنر بالخطوة الثانية لإملاء صفقة القرن»، مشيرا إلى أن الصفقة تسقط قضية اللاجئين الفلسطينيين. وأشار عريقات إلى أن الإدارة الأمريكية تريد تغيير النظام في الضفة الغربية، وكان يقصد تغيير القيادة الفلسطينية، مستشهدا بمقال نشره مؤخرا غرينبلات، لكن عريقات أكد أن هذا المخطط الأمريكي سيفشل، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية تدفع حاليا الشعب الفلسطيني إلى الفوضى من أجل «إملاء الحل».
وجدد الموقف الفلسطيني الرافض لمخطط «صفقة القرن» الأمريكية، وكذلك جدد التأكيد على عدم أهلية إدارة ترامب لتكون راعية لعملية السلام، بعد أن اختارت «الجانب الخاطىء من التاريخ بقيادة نتنياهو». وقال» كفلسطينيين نرفض ما يطرحه الأمريكيون بأن القدس ليست على الطاولة والأمن بيد الإسرائيليين في دولة محدودة يعرضونها»، مضيفا «الأمريكيون بعد أن قطعوا 70٪ من المساعدات عن قطاع غزة تتجه إدارة ترامب لإقامة دولة فلسطينية فيه، وإبقائه مفصولا عن الضفة الغربية حتى يقيموا فيه دولة محاصرة تسمى دولة غزة».

الصالحي لـ «القدس العربي»: مبعوثو ترامب فشلوا في فتح قنوات اتصال جديدة والقيادة رفضت الاجتماع بكوشنر
ارتياح فلسطيني للمواقف العربية بعد لقاءات الوفد الأمريكي ..
أشرف الهور:

لبنان: تراجع التفاؤل بولادة وشيكة للحكومة بعد عقد تمثيل القوات وجنبلاط وسنّة 8 آذار

Posted: 24 Jun 2018 02:22 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : عاشت العاصمة اللبنانية يومين من التفاؤل باحتمال ولادة الحكومة الحريرية الجديدة بعد قيام الرئيس المكلف سعد الحريري بزيارة إلى القصر الجمهوري يوم الجمعة الفائت حيث التقى الرئيس ميشال عون وسلّمه مسودة لتشكيلة حكومية تتضمن توزيعاً للحصص لم يرضَ عنها رئيس الجمهورية حيث أفيد بأن عون تحفّظ على الحجم المعطى لحزب القوات اللبنانية وهو بين 4 وزراء مع منصب نائب رئيس الحكومة أو 5 وزراء من دون هذا المنصب وكذلك تحفّظ عون على الحجم المعطى للزعيم الدرزي وليد جنبلاط حيث خصّص له الحريري 3 مقاعد درزية فيما عون باق على وعده للأمير طلال ارسلان بتوزيره.
وهكذا يكون الحريري المتهم بالتباطؤ في التأليف رمى الكرة في ملعب رئيس الجمهورية فيما الثنائي الشيعي يستعجل تشكيل الحكومة قبل سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري في اجازة إلى أوروبا خلال ساعات. ومع سفر رئيس المجلس سيتأخر التأليف حوالي اسبوعين.
وقد نظرت اوساط حزب الله حسب قناة «المنار» التابعة للحزب ان التفاؤل بولادة الحكومة الحريرية الجديدة، اليوم الاثنين اتسم بالإفراط، في حين قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، ان تأليف الحكومة سيكون صعباً، ما بعد حزيران.
وكان أفيد بأن الحريري ركّز في لقائه مع عون على توزير الكتل النيابية الاكثر تمثيلاً بحيث يبقى سنّة 8 آذار خارج الحكومة. وجرى نقاش معمّق في امكان إسناد حقيبة سيادية للقوات اللبنانية قد تكون الدفاع أو الخارجية طالما أن الداخلية هي للمستقبل والمالية هي لحركة أمل ، غير أن التيار الوطني الحر غير مستعد للتنازل عن الخارجية فيما الرئيس عون عينه على وزارة الدفاع ما يجعل حقيبة العدل على الارجح من حصة القوات.
اما بالنسبة إلى الحصة الدرزية فأفيد بأن جنبلاط سيسمّي وزيرين اشتراكيين ووزيراً درزياً ترضى به الأطراف الدرزية الأخرى على أن يسمّي ارسلان شخصية مسيحية تمثّله في الحكومة وهو على الأرجح نائبه في الحزب الديمقراطي اللبناني مروان ابو فاضل.
بالنسبة للمقاعد الدرزية الثلاثة، بات محسوماً انها ستؤول إلى وزيرين اشتراكيين جنبلاطيين، اضافة إلى وزير غير اشتراكي، يختاره جنبلاط وترضى به الاطراف الدرزية الاخرى.
وبالنسبة إلى الحقائب الوزارية الأساسية فقد لفتت مطالبة حزب الله بوزارة الصحة التي تشغلها حالياً القوات اللبنانية، فيما الرئيس بري يرغب في استعادة وزارة الأشغال من تيار المردة، وتبقى الاتصالات من حصة تيار المستقبل والطاقة من حصة التيار الوطني الحر والتربية من حصة الحزب التقدمي الاشتراكي. اما الإعلام فقد تذهب على الارجح للتيار الحر أو للمستقبل بعد الخلاف بين العهد ووزير الإعلام الحالي ملحم رياشي حول التعيينات في تلفزيون لبنان والوكالة الوطنية للإعلام، ومن المرجح أن يعود الرياشي إلى الحكومة ولكن في حقيبة الثقافة.
وكان الوضع الحكومي محور تشاور بين الريس عون ووزير المال علي حسن خليل الذي وضعه في أجواء التقارير الدولية عن الوضعين المالي والنقدي وتصنيف لبنان والتي عكست استقراراً عاماً رغم الصعوبات. كما أبلغه وقوف أمل إلى جانبه في موضوع النازحين.
وبعد لقاء عون وخليل ، رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه كان هناك أمل بأن تبصر الحكومة النور لكن الظاهر أن شيئاً ما ليس جاهزاً بعد.

لبنان: تراجع التفاؤل بولادة وشيكة للحكومة بعد عقد تمثيل القوات وجنبلاط وسنّة 8 آذار

سعد الياس

سياسيون ونشطاء يدعون لإقالة وزيرة الرياضة التونسي وفتح ملف الفساد في هذا القطاع

Posted: 24 Jun 2018 02:22 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : تحولت الهزائم المتتالية للمنتخب التونسي في كأس العالم إلى قضية رأي عام، حيث طالب سياسيون ونشطاء بإقالة وزيرة الرياضة وفتح ملف الفساد في القطاع الرياضي، فيما نفى البرلمان سفر 50 نائباً إلى روسيا على نفقة الدولة مستغلين مشاركة المنتخب في المونديال الحالي.
وكان المنتخب التونسي تعرض لهزيمتين متتاليتين على يد منتخبي إنكلترا وبلجيكا، وهو ما أثار موجة من الاستنكار لدى معظم التونسيين الذين اتهموا اللاعبين والطاقم الفني المرافق لهم بالتقصير، فضلاً عن المطالبة بإقالة جميع المسؤولين الرياضيين في البلاد.
ودوّن النائب كريم الهلالي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «شكراً وديع (الجريء رئيس اتحاد كرة القدم) على هذا العار الذي لحق بنا وبتونس، شكراً ماجدولين (الاشرني وزيرة الرياضة) على إدارتك لشؤون الرياضة في بلادنا. كرة القدم والمسؤولون عنها أخذوا كل الامكانيات، أخذوا كل شيء مقابل مهزلة عالمية مثل هذه وتمريغ وجوهنا في التراب. في الأثناء اثنين من أفضل رياضيينا من أبناء المنيهلة اللذين من المفروض أن يشاركا مع منتخب تونس للمصارعة في ألعاب البحر المتوسط في إسبانيا حرقوا (طلبوا اللجوء) مساء أمس بمجرد وصولهم لمطار برشلونة لغياب الإحاطة والتأطير. ساعة الحساب قد دقت للجميع وأولهم وديع الجريء. أطالبه باسم التونسيين بالرحيل فوراً. و للحديث بقية». وأضافت المحامية ليلى حداد: «هزيمة المنتخب التونسي منطقية موضوعية لوزيرة فاشلة ليست لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالشأن الرياضي، ومديرين ومسؤولين تحكمهم الولاءات والترضيات والفساد الذي ينخر الجامعة والرياضة بصفة عامة، هزيمة معقولة حينما تعلم أن الفرق والأندية تنتدب اللاعبين بالولاءات، وأبناء الفقراء يتم إقصاؤهم حتى وان كانت تتوافر فيهم الكفاءة والموهبة، الهزيمة منطقية منذ أن أصبحت الرياضة تجارة تتحكم فيها اللوبيات، وحذاري ثم حذاري لمن يفتح ملف الشباب والرياضة!».
من جانب آخر، نفى عبد الفاح مورو أنباء تحدثت عن سفر خمسين نائبا عى حساب الدولة لحضور مباريات المنتخب التونسي في مونديال روسيا، حيث اعتبر أنها مجرد شائعات، مشيراً إلى أن معظم النواب يحضرون في جلسات البرلمان ويتابعون عملهم المعتاد في اللجان التابعة له.
وعلّق النائب ويد جلاد على هذه الأنباء عبر صفحته في «فيسبوك»، حيث كتب «إلى بعض النفوس المريضة: يشرّفني وجودي من بين أكثر من 10000 تونسي تحولوا إلى روسيا لمساندة المنتخب، وكان ذلك على نفقتي الخاصة بكلفة 6000 دينار، دفعت نصفها والنصف الآخر على أقساط لمن يهمه التفاصيل، متعاقداً مع وكالة الأسفار leas travel events، وعلى كل حال الحمد الله ذهبت كي أشجع المنتخب، ولم أذهب إلى أي مكان آخر، ولم أسافر مطلقا على حساب المجلس منذ دخولي للبرلمان. وأخيرا وبعيدا عن السياسة ومستنقعاتها أريد أن أتوجه بتحية إكبار وتقدير لأحباء المنتخب الذين تحولوا من تونس ومختلف أنحاء العالم لمساندة فريقنا الوطني و تركوا إنطباعات وصورة إيجابية جداً عن تونس وشعبها في أكبر المحافل الدولية».
وكان سياسيون ونشطاء ومنظمات محلية طالبوا وزيرة الرياضة ماجدولين الشارني بالكشف عن مصدر الساعة السويسرية باهظة الثمن التي ترتديها، كما دعوا دائرة المحاسبة إلى مساءلة جميع الوزراء حول ممتلكاتهم، وردت دائرة المحاسبات بقولها إنها غير مختصة بمراقبة الممتلكات الشخصية للمسؤوين الحكوميين، داعية القضاء إلى التحقيق في هذا الأمر.

سياسيون ونشطاء يدعون لإقالة وزيرة الرياضة التونسي وفتح ملف الفساد في هذا القطاع

حقوقيون ومثقفون في الداخل الفلسطيني لهنية: لا لقمع المتظاهرين في غزة ولا بد من إنهاء الانقسام الكارثي

Posted: 24 Jun 2018 02:22 PM PDT

الناصرة ـ « القدس العربي»: وجه العشرات من المحامين والناشطين والحقوقيين في الداخل الفلسطيني رسالة لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، احتجوا فيها على قمع المشاركين في تظاهرة السرايا في مدينة غزة يوم الإثنين الماضي، ودعوه لعمل كل ما يمكن لإنهاء الانقسام الكارثي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني في غزة وفي كل مكان.
وفي الرسالة التي سبقتها رسالة مماثلة للرئيس محمود عباس بعد مهاجمة قوات الأمن الفلسطيني مظاهرة في رام الله دعت لإنهاء الانقسام والامتناع عن معاقبة غزة، قال الحقوقيون الفلسطينيون من أراضي 48 إنهم يتوجهون له وللأجهزة الأمنية في قطاع غزة، مستنكرين قمع المشاركين في تظاهرة السرايا في مدينة غزة والداعية لإنهاء الانقسام، وتعرّض المشاركون فيها للضرب والاعتقالات، كما تمّ الاعتداء على الصحافيين أيضا.
وتابع هؤلاء في عريضتهم «نطالبكم بالعمل لوقف الاعتداء على المتظاهرين الفلسطينيين على خلفية توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية وبالكفّ عن الملاحقات السياسية، وندعو جميع القوى الى وقفة وطنية تقضي بمحاسبة كل المتسببين بهذه الاعتداءات» . وأوضح هؤلاء الحقوقيون والمثقفون والفنانون أن صوتهم لا يمكن أن يكون ضدّ الاحتلال فقط وإنّما ضد كل الممارسات التي تطيل عمر الاحتلال والمنافية لحقوق الإنسان، في كل مكان من فلسطين وكذلك في غزة وطبعا في رام الله.
وتابعوا في بيانهم «نحن كما تعوّدنا، أطلقنا صوتنا ضدّ الممارسات القمعية بحق المتظاهرين في رام الله ضمن حملة «ارفعوا العقوبات» من الأسبوع الماضي. بناء على ما تقدّم، نتوجه اليكم لعمل كل ما في وسعكم، لإنهاء كارثة الانقسام الذي يّعاني منه شعبنا الفلسطيني في غزة وفي كل مكان».
كما أكدوا أنهم يعبرون عن احتجاجهم وغضبهم على ممارسات البطش والقمع التي مارستها وتمارسها الأجهزة الأمنية الفلسطينية ضد المتظاهرين وتمنعهم من إعلاء صرختهم، مشددين على أنها بذلك تساهم في إطالة عمر الاحتلال بكل موبقاته. وعلى غرار دعوتهم للفعاليات السياسية داخل أراضي 48 للخروج عن صمتها وتوجيه النقد للسلطة الفلسطينية بعد مهاجمة مظاهرة رام الله أضافوا «كما أنّنا في رسالتنا هذه، ندعو الصوت الفلسطيني في الداخل لاتخاذ موقف واضح ضد هذه الممارسات القمعية، ونؤكد وندعم موقف لجنة المتابعة العليا والأحزاب السياسية في الداخل، الداعي لوقف هذه الممارسات القمعية والتي تساهم في ضرب المشروع والمصالح الوطنية للشعب الفلسطيني».
وقد وقع على الرسالة حتى الآن العشرات من المحامين والحقوقيين في الداخل الفلسطيني، مؤكدين انهم لن يقفوا محايدين إزاء ما يمكن ان يسيء للمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وسيستمرون بالعمل والتحرك لتعزيز الوحدة الفلسطينية من أجل تفويت الفرصة على المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا الفلسطيني وتسعى لإضعاف نضاله.
ووقع على الرسالة حتى لحظة إصدار البيان: المحامي محمد أمين طيبي، المحامي نضال عثمان، والمحامي رئيس ابو سيف، والمحامي محمد طربيه، والمحامية حنان خطيب، والمحامي اشرف حجازي، والدكتور طلال مريسات، والمحامي بسام شحادة، والفنانة سلوى عيسى، والناشطة عهود شبيطة، والناشط عماد بدرة، والدكتور سمير خطيب، والناشط محمد زيداني، والمحامي عاصي بلال، والمحامي خالد تيتي، والناشطة شادية زيداني، والدكتور محمد سروات حجازي، والمحامية رويده طاطور، والناشطة علا نجمي ـ يوسف، والمحامي رضا جابر، والمحامي سامر سمارة، والمحامي أيمن طربيه، والبروفيسور أسعد غانم، والمحامية هديل عزام – جلاجل، والفنانة سناء لهب، والناشطة مي أعمر- يونس، والمحامي وسيم حصري، والناشطة نائلة عواد، والناشط موسى أبو رومي، والمخرج قاسم شعبان، والدكتور عدنان بكرية، والكاتب يوسف حجازي، والناشط والمخرج باسل طنوس، والمحامية ناهدة شحادة، والناشطة ريم عامر، والناشطة سمر سمارة، والدكتور وليد عثمان، والناشط سمير عثمان، والناشطة عرين عابدي، والناشطة عبور طه رزق ، والناشط فتحي مرشود، والدكتور محمد هيبي، والمحامي مروان مشرقي، والناشطة مريم خاسكية حسان، والناشط ماهل محمد حجازي، والناشط حسن عيسى، والناشطة هدى صلاح الدين، والناشطة انوار مصاروة ابو هلال، والمحامي فؤاد سلطاني، والناشط مصطفى خلف مواسي، والناشط غازي شحادة، والمحامي محمد لطفي، والناشطة عرين عويضة عواد، الناشطة فتحية صغير، الناشطة سميرة خوري، د. حسن متاني، الاعلامي مفيد صيداوي، د. يوسف بشاره، الناشطة مهى النقيب، والناشطة سميرة حاج يحيا، والمحامي احمد غزاوي، والناشطة سمر سماره، والناشطة ديزيربه لطيف، والناشط علي دبوري، والناشطة سميرة ابو الحوف، والمحامي عنان عودة، والناشطة هزار حسين، والمحامي احمد ابو عمار، والناشط بدران ابو الهيجاء، والناشط مقداد عبد القادر، والمحامي نزار بكرية، والمحامي صالح ابو رياش, والمحامي منذر حاج، والمحامية سناء حمود، والمحامي قاسم خطيب، والناشطة هزار حسين.

 

حقوقيون ومثقفون في الداخل الفلسطيني لهنية: لا لقمع المتظاهرين في غزة ولا بد من إنهاء الانقسام الكارثي

حماس تتهم المبعوث الأممي ميلادينوف بـ «الانحياز» للاحتلال على حساب الفلسطينيين

Posted: 24 Jun 2018 02:21 PM PDT

غزة ـ«القدس العربي»: عبرت حركة حماس عن أسفها إزاء انحياز منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، للاحتلال الإسرائيلي. وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريح صحافي نشر على موقع الحركة «للأسف الشديد السيد ميلادينوف في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن حول الأوضاع في غزة كان منحازا بشكل كامل للاحتلال، على حساب حق الشعب الفلسطيني وآلامه ومعاناته».
وأكد أن منسق الأمم المتحدة «جافى القانون الدولي في كثير مما ذكر حول الأوضاع في غزة»، مؤكدا أنه كان من المفترض أن يمثل القانون الدولي. وأشار إلى أن القانون الدولي «يمنح الشعوب المحتلة الحق في التظاهر والتعبير عن رأيها ومقاومة المحتل حتى تنال حريتها».
وشدد برهوم على أن استمرار ميلادينوف في هذا الموقف «المنحاز للاحتلال» رغم جرائمه اليومية، التي يمكن أن ترتقي لـ «جرائم حرب أو لجرائم ضد الإنسانية» وفي مقدمتها الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 12 عاما «لا يساعد في تأدية دوره المطلوب كمبعوث خاص للسلام في الشرق الأوسط». وطالب المتحدث باسم حماس المبعوث الدولي بـ «مراجعة» هذه المواقف، والعمل على «إنصاف الشعب الفلسطيني وضحايا الاحتلال والوقوف إلى جانبهم ودعمهم واحترام حقوقهم القانونية والمشروعة بدلا من اصطناع الحيادية».
وكان ميلادينوف في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن، قد اتهم عددا من قادة «حماس، بـ«التحريض على العنف»، داعيا الحركة إلى تقديم معلومات كاملة عن الإسرائيليين المحتجزين في غزة. وقال إن الفترة التي يغطيها التقرير الذي قدمه لمجلس الأمن، اتسمت بـ «ارتفاع مستويات العنف»، بما في ذلك الهجمات الصاروخية من غزة.
واتهم حركتا حماس والجهاد الإسلامي، بالمشاركة في «مسيرات العودة»، وفي أعمال عنيفة واستفزازية، لافتا إلى محاولات اختراق السياج الفاصل عن إسرائيل، وإحراق إطارات السيارات وإلقاء الحجارة ، وإطلاق «الطائرات الورقية الحارقة»، كما زعم قيام النشطاء بوضع عبوات ناسفة قرب السياج.
وقال: «إن أعمال حركتي حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما من الجماعات في غزة «لم تعرض حياة الإسرائيليين والفلسطينيين على السواء للخطر فحسب، بل كذلك الجهود الرامية إلى ضمان مستقبل للعيش في غزة»، وطالب الحركتين بمنع إطلاق الصواريخ وخرق السياج.

حماس تتهم المبعوث الأممي ميلادينوف بـ «الانحياز» للاحتلال على حساب الفلسطينيين
على خلفية إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن

المتحدث باسم «ألوية العمري» ينفي لـ «القدس العربي» تصريحات «الدفاع» الروسية حول «انشقاق قائدها»

Posted: 24 Jun 2018 02:21 PM PDT

أنقرة ـ «القدس العربي»: نفى المتحدث الرسمي باسم تجمع ألوية العمري وعضو المكتب الإعلامي للعمليات المركزية في الجنوب «أبو وليد الزعبي» لـ «القدس العربي» صحة الرواية التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية والتي أشارت ضمنياً إلى انشقاق قائد كتائب ألوية العمري عن المعارضة المسلحة وانضمامه إلى النظام السوري مع تسليمه بلدتي «داما والشياح» لقوات النظام.
وقال الزعبي ان وجدي أبو ثليث هو شخصية مطاردة ومعزول عن منصبه من قبل فصائل المعارضة حيث كانت ألوية العمري قد أعلنت في بيان لها نشرته عبر معرفاتها الرسمية في الثالث عشر من شهر أيار/ مايو الفائت، عزله وتكليف علي الدولة في قيادة الالوية، مع استدعائه للتحقيق بعد اتهامه بالتفاوض مع «ممثلي المصالحة الوطنية» في المنطقة الجنوبية. مضيفاً ان «وجدي» مختبئ في بلدة «داما» في السويداء وهي بلدة لم تكن يوماً مع فصائل المعارضة على عكس ما روجت له وزارة الدفاع الروسية، فيما تدور مواجهات عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام في بلدة الشياح.
جاءت التصريحات رداً على وزارة الدفاع الروسية التي ذكرت أنه «بعد مفاوضات بين ممثلي مركز المصالحة الروسي والسلطات السورية مع مسلحي «الجيش السوري الحر» في منطقة خفض التصعيد الجنوبية يوم 22 حزيران/يونيو، أعلن قائد المجموعة الكبيرة «تجمع ألوية العمري، وجدي أبو ثليث، عن الانـتقال إلى جـانب الحـكومة السـورية».
وأضاف «بذلك تم انتقال بلدتي داما والشياح وجزء من قرية جدل التي كانت تحت سيطرة قواته إلى سيطرة القوات الحكومية، وقد أكد قائد مجـموعة «تجمع ألـوية العمري» أن جماعته ستقاتل تنظيمي «جبهة النصـرة» و«داعش» في جنوب سـوريا، إلى جـانب القوات الحكومية».

المتحدث باسم «ألوية العمري» ينفي لـ «القدس العربي» تصريحات «الدفاع» الروسية حول «انشقاق قائدها»

اتهامات لزيهوفر بأنه يريد إخراج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي واليمين يتقدم مع تراجع شعبية ميركل

Posted: 24 Jun 2018 02:20 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي» : تعتزم زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا أندريا ناليس أن تطلب من طرفي الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الالتزام باتفاقية الائتلاف الحاكم في ألمانيا يوم الثلاثاء القادم.
وقالت لصحيفة «بيلد أم زونتاغ» الألمانية الأسبوعية: «منذ أسابيع يتنازع الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا»، مشددة على ضرورة التحدث عن ذلك بشكل منفتح يوم الثلاثاء».
ومن المقرر أن تلتقي قيادات الأحزاب الثلاثة غداً الثلاثاء في أول اجتماع لها بلجنة الائتلاف الحاكم منذ الانتخابات البرلمانية. ولن يقتصر الاجتماع على مناقشة الخلاف حول سياسة اللجوء بين حزب ميركل والحزب البافاري فحسب، ولكن سيتم أيضا تناول الاتفاقات السياسية الأوروبية بين المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وسوف تجتمع 16 دولة من الاتحاد الأوروبي اليوم الأحد في بروكسل استعدادا للقمة الأوروبية المنتظرة نهاية الشهر الجاري.
ورأت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا إن وزير الداخلية، هورست زيهوفر، يمثل تهديداً للتكامل الأوروبي، ويسير على طريق خروج برلين من الاتحاد الأوروبي.
وأكدت أنها ترغب من الحزب المسيحي الديمقراطي ومن الحزب المسيحي البافاري بصفة خاصة معرفة: هل هما لا يزالا قادرين على إنجاز عمل موضوعي بناء داخل الحكومة، وهل يريدان ذلك من الأساس؟». ويأتي ذلك على خلفية الخلاف بين ميركل وزيهوفر بشأن مقترح الأخير منع طالبي اللجوء القادمين من دول أوروبية من دخول البلاد. وأضافت «ناليس»، خلال مؤتمر للحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط)، أن «انهيار الائتلاف الحاكم إثر الخلاف بين المستشارة ووزير داخليتها، ستكون له تداعيات وخيمة على ألمانيا وأوروبا». وصرحت في المؤتمر الذي عقد بولاية شمال الراين ويستفاليا (غرب): «من المتوقع أن تكون نهاية المهلة التي منحها زيهوفر للمستشارة، هي نهاية الائتلاف الحاكم».
ويشكل الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل، والحزب الاجتماعي المسيحي بزعامة زيهوفر، تحالف الاتحاد المسيحي (يمين وسط)، أقوى كتلة سياسية في البلاد، وقائد الائتلاف الحاكم. كما يشكل الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، الائتلاف الحاكم في ألمانيا .وتابعت ناليس: «وزير الداخلية يمثل خطراً على التكامل الأوروبي ويسير في طريق خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي». وأكدت أن «الحزب الاجتماعي المسيحي يخوض صراعا على السلطة مع المستشارة ميركل، ويعطي هذا الصراع الأولوية على أي شيء آخر،. محذرة «أن حزبها لن يسمح بالمسارات المنفردة التي يتبعها الحزب الاجتماعي المسيحي».
يذكر أن ميركل ترفض مقترح وزير الداخلية منع طالبي اللجوء القادمين من دول أوروبية من دخول البلاد، وتصر على حل أوروبي مشترك لأزمة اللاجئين. والأسبوع الماضي، منح زيهوفر مهلة لميركل حتى نهاية القمة الأوروبية المقررة 28 و29 يونيو/حزيران الجاري في بروكسل، للتوصل لحل أوروبي لأزمة اللجوء.
وفي حال فشلت ميركل في ذلك، قال زيهوفر إنه سيطبق قرار منع طالبي اللجوء القادمين من دول أوروبية من دخول البلاد. ويسود الخلاف بين الحزب المسيحي الديمقراطي برئاسة ميركل، والحزب المسيحي البافاري حول سياسة اللجوء، إذ يسعى الحزب البافاري لرفض اللاجئين الذين تم تسجيلهم في دولة أوروبية أخرى، ولكن ميركل تصر على حل أوروبي.وأوضح الاستطلاع أن تأييد المواطنين للاشتراكيين الديمقراطيين لم يتغير وظل عند نسبة 18 بالمئة. وأشار الاستطلاع إلى أن تأييد المواطنين للائتلاف الحاكم بأكمله بلغ بذلك 49 بالمئة فقط. وتسعى ميركل لإبرام اتفاقات ثنائية لإعادة طالبي اللجوء من أجل التصدي للنهج المنفرد الذي يسعى إليه وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر.
وهدد زيهوفر المستشارة الألمانية بإتباع نهج منفرد في سياسة اللجوء، إذا لم تحقق أوجه تقدم، إذ يسعى لرفض اللاجئين الذين تم تسجيلهم في دولة أوروبية أخرى على الحدود، ولكن ميركل تصر على حلول أوروبية.
وكان استطلاع ألماني حديث قد أظهر أن النزاع المرير الحاصل حاليا بين طرفي الاتحاد المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حول سياسة اللجوء والهجرة يضر بشعبية الاتحاد بين الناخبين في ألمانيا، حيث تراجع تأييد المواطنين للاتحاد بنسبة نقطتين مئويتين وبلغ 31 بالمئة فقط.
وفي المقابل كشف استطلاع «زونتاغس ترند» (توجه قياس الأحد) الذي نشرته صحيفة «بيلد أم زونتاغ» الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر أمس الأحد عن زيادة تأييد المواطنين لحزب البديل لأجل ألمانيا «ايه اف دي» اليميني المعارض مجددا بنسبة نقطة مئوية وبلغ 16 بالمئة.تجدر الإشارة إلى أن ذلك هو أعلى نسبة حققها الحزب اليميني في استطلاعات معهد «إمنيد».
ويتكون الاتحاد المسيحي من الحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه ميركل والحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا الذي يرأسه وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، ويشكلان بالاتحاد مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الائتلاف الحاكم في ألمانيا.

اتهامات لزيهوفر بأنه يريد إخراج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي واليمين يتقدم مع تراجع شعبية ميركل

علاء جمعة

البرلمان العراقي يراهن على جلسة الخميس لتمديد ولايته وسط مقاطعة الأكراد

Posted: 24 Jun 2018 02:19 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: في موازاة تحركات تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، يسعى عدد من النواب، أغلبهم من الخاسرين في الانتخابات الأخيرة، إلى تعديل «رابع» لقانون انتخابات مجلس النواب العراقي، يقضي بتمديد عمله لحين الانتهاء من عمليات التحقيق في الخروقات التي رافقت العملية الانتخابية.
مجلس النواب استأنف عقد جلسته الطارئة، أمس الأحد، برئاسة سليم الجبوري، وبحضور لم يتعدى 40 نائباً،طبقاً لمصدر في الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، لقراءة ومناقشة مقترح قانون التعديل الرابع لقانون انتخابات مجلس النواب رقم (45) لسنة 2013.
وتحت عنوان (الأحكام الموجبة) في نصّ التعديل، يرى المشرّعون (مجلس النواب) أن «نظرا لصدور قرار المحكمة الاتحادية العليا (…) والقاضي بألزام مجلس النواب بأتخاذ ما يلزم بتنفيذ بعض فقراته، مما يستدعي استمرار عمل مجلس النواب ولغرض متابعة تطبيق القرار وضمان نزاهة عملية العد والفرز».
وبعد الانتهاء من قراءة مشروع القانون، قررت هيئة رئاسة مجلس النواب رفع الجلسة إلى يوم الخميس المقبل، أي قبل يومين من الموعد المحدد لانتهاء الدورة البرلمانية الحالية (30 حزيران/ يونيو الجاري).
ويرى مراقبون «صعوبة» تمرير البرلمان للتعديل الرابع لقانون الانتخابات التشريعية، وتمديد عمر الدورة البرلمانية الحالية، نتيجة الاعتراضات الكثيرة من أغلب قادة الكتل السياسية على ذلك المسعى.
المتحدث باسم تحالف «النصر» حسين العادلي، أشار في بيانه الصحافي، إلى أن ائتلافه يرى أن «مشروع قانون تمديد عمر مجلس النواب فيه خلاف دستوري، ولنا في عام 2010 سابقة، حيث انتهت مدة البرلمان واستمرت الحكومة تسعة أشهر من دون غطاء برلماني، وقد اتفق الجميع حينها على عدم دستورية تمديد عمل البرلمان»، متابعاً أن «المحكمة الاتحادية هي الفيصل في قضية مشروعية التمديد من عدمه». كذلك، أعلن الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، عدم مشاركة أعضاء كتلة الحزب في البرلمان الاتحادي، في جلسة التمديد لمجلس النواب، واصفاً التمديد بأنه «غير دستوري».
وقال رئيس كتلة الحزب الديمقراطي، عرفات كرم، في تصريح أوردته وسائل إعلام كردية، أن «التمديد (لمجلس النواب) انتهاك للمادتين 66 و 67 من الدستور العراقي، حيث جاء في الدستور أن مدة الدورة النيابية أربع سنوات، لا تمدد إلا في حال عدم إقرار الموازنة العامة، حيث يمدد الفصل النيابي فقط، لذا فإن تمديد الدورة النيابية كلها انتهاك للدستور».
وأضاف: «الدافع الرئيسي للأطراف التي تسعى لتمديد الدورة النيابية هو رغبة تلك الأطراف في تخريب العملية السياسية، وإصدار قوانين تخدم مصالح الأطراف التي لم تفز في الانتخابات، ونحن لم نقاطع مجلس النواب العراقي، بل نقاطع الجلسات التي يقصد منها التمديد».
مقاطعة جلسات البرلمان لم تقتصر على الحزب الديمقراطي الكردستاني، بل شملت أيضاً حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني، الذي اعتبر الاجراء البرلماني «غير دستوري».
النائب عن كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، بختيار شاويس، قال في تصريح أورده الموقع الرسمي للحزب، إن «كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني لن تشارك في جلسات مناقشة والتصويت على مقترح تمديد عمر مجلس النواب، لأن هذا التعديل غير دستوري»، مضيفاً إن «عمر مجلس النواب سينتهي في نهاية الشهر الجاري، ولا يجوز اصدار اي تعديل ينص على تمديد عمر مجلس النواب».
وشكّل مجلس النواب لجنة تحقيقية، للنظر في الخروقات التي شابت العملية الانتخابية التي جرت في 12 أيار/ مايو الماضي، إضافة إلى إشراكها في التحقيقات الجارية بشأن حريق مخازن مفوضية الانتخابات في جانب الرصافة من العاصمة بغداد، في 10 حزيران/ يونيو الجاري.

البرلمان العراقي يراهن على جلسة الخميس لتمديد ولايته وسط مقاطعة الأكراد

المعارضة الموريتانية تشد الأحزمة وتُوّحِد مرشحيها وأطرافها توقع اتفاقاً انتخابياً

Posted: 24 Jun 2018 02:19 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: أعلن منتدى الديمقراطية والوحدة أكبر تجمع حزبي ونقابي معارض لنظام الرئيس ولد عبد العزيز في اتفاق انتخابي وقعته أطرافه أمس عن توحيد قوائم مرشحيه في انتخابات 2018 النيابية والبلدية وانتخابات 2019 الرئاسية.
وأكد المنتدى في اتفاقه الذي تصفحته «القدس العربي» أمس «أنه في حال تمادي النظام في رفض وضع آليات تضمن شفافية الانتخابات، سيتخذ بالتنسيق مع قوى المعارضة الأخرى جميع الإجراءات اللازمة من أجل منع التزوير بالوسائل السلمية وهو ما قد يؤدي إلى مواجهات تتحمل السلطة المسؤولية الكاملة عنها».
«ومن أجل كسب هذا الرهان، يضيف الاتفاق، سيكون على المعارضة أن تجعل في طليعة أهدافها الفوز بأكبر عدد من النواب والمنتخبين المحليين والجهويين، إذ من شأن مثل تلك المكاسب أن تعزز فرصها في فرض تناوب حقيقي على السلطة 2019».
وأكد المنتدى المعارض «أنه بالرغم من الآمال الكبيرة التي ولدتها المرحلة الانتقالية (2006/2007) فقد عادت موريتانيا سريعا لدوامة الانقلابات في تمثيلية مأسوية توجت بتبييض انقلاب 6 أغسطس/آب 2008، وهو ما تأثرت به أهم دعائم دولة القانون، إذ واكبته تلقائيا عودة قوية لنهج الأحادية السياسية الذي طالما تم انتقاده بالنظر إلى ما ينجر عنه من توترات متعددة ومن انتهاك للحريات، وهكذا أفضت الممارسة السياسية التي حرفتها هيمنة السلطة التنفيذية من جهة وانتهاج الشعوبية أسلوبا للحكم من جهة أخرى، إلى تكريس تسيير كارثي للبلد على كافة الصعد وإلى حالة من التردي، يطالب اليوم الوطنيون من كل المشارب بهبة قوية من أجل انتشال ما يمكن تلافيه».
«من هنا، تضيف المعارضة، تتأتى فكرة التوقيع على هذا الاتفاق الانتخابي الذي يعتبر عريضة للعمل المشترك في أفق المرحلة الانتقالية المطلة مع اقتراب 2019، والذي تلتزم أحزاب المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة فيه، بمواصلة نضالها السياسي بالتنسيق مع قوى المعارضة الأخرى من أجل تأمين جملة من شروط الشفافية من قبيل تهدئة المناخ السياسي للانتخابات المرتقبة، وتكريس مناخ ملائم لصيانة الحريات العامة والفردية خصوصا من خلال إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإلغاء المتابعات ضد المعارضين في داخل وخارج البلاد، وتعيين إدارة انتخابية مؤهلة وملتزمة بالحياد يعهد إليها بالتنظيم الفني للعمليات الانتخابية، وإنشاء مرصد يتفرغ حصريا لمراقبة احترام الإدارة الانتخابية لقواعد الحياد والشفافية بحيث تكون له الكلمة الفصل في التصديق الفني للانتخابات، واعتماد جملة من الإجراءات الكفيلة بضمان حياد الدولة على كافة المستويات كالإدارة الترابية، والموظفين، والجيش». وأوضح المنتدى المعارض «أن أطرافه قررت تأسيس تحالف انتخابي يسمّى «التحالف من أجل التناوب الديمقراطي» يسعى لتحقيق أهداف منها الاستجابة لتطلع التغيير الديمقراطي المعبر عنه على نطاق واسع من أجل قيام دولة قانون في موريتانيا، وتأمين أوسع حضور للمعارضة في الجمعية الوطنية والمجالس الجهوية والبلدية، بغية سد الطريق أمام أي محاولة من النظام للبقا، والعمل على بناء مجتمع تسود فيه العدالة والمساواة والتعددية، وتوطيد وصيانة الوحدة الوطنية من خلال إيجاد الحلول المناسبة، خصوصا لقضية العبودية ومخلفاتها ولجميع أشكال الإقصاء على أسس عرقية أو اجتماعية، و ترسيخ قيم المواطنة والأخوة والتضامن والتسامح المطابقة لقيم شعبنا ولتعاليم ديننا الحنيف». ونص الاتفاق على «أن أحزاب القطب السياسي للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، قررت المشاركة في الانتخابات البلدية والجهوية والتشريعية بلوائح مشتركة في جميع ولايات وبلديات الوطن وكذا الانتخابات التشريعية وضمان حضور المعارضة الديمقراطية في جميع الدوائر». وتعهدت الأحزاب المتحالفة «بتشكيل لوائح مشتركة في الانتخابات البلدية والجهوية والتشريعية على مستوى كافة الدوائر التي يعتمد فيها الاقتراع بالغالبية خلال شوطين، وسيتم اختيار المرشحين بحسب قدرتهم على تحقيق الإجماع وعلى تعبئة الناخبين وعلى المساهمة في تمويل الحملة. وبالنسبة للاقتراعات التي تعتمد النسبية، قررت أحزاب المعارضة «أن يكون لكل حزب من أحزاب التحالف لوائحه الخاصة بالنسبة للائحة الوطنية ولائحة النساء ولائحة نواكشوط وفي الدوائر التي يمثلها أكثر من نائبين» وقررت أحزاب المعارضة «تنظيم حملة مشتركة على عموم التراب الوطني بغية محاربة تزوير الانتخابات وتحسيس الشعب الموريتاني إزاء الحصيلة الكارثية للنظام القائم وتسييره الأحادي للمسار الانتخابي من أجل خلق الظروف التي تؤمن نجاح المعارضة الديمقراطية بكامل أطيافها». وأعلنت المعارضة عن «تسيير بعثات تحسيس مشتركة إلى جميع ولايات الوطن من أجل شرح أبعاد وأهداف هذا التحالف الانتخابي».
ووقع هذا الاتفاق الانتخابي كل يحيى أحمد الوقف رئيس حزب العهد الوطني للديمقراطية والتنمية، ومولاي العربي مولاي محمد رئيس حزب طلائع قوى التغيير الديمقراطي، وصالح حننه رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني، والمختار سيدي مولود رئيس حزب المستقبل، وكان حاميدو بابا حزب الحركة من أجل إعادة التأسيس، وبا مامدو آلحسن رئيس حزب الحرية والمساواة والعدالة، والمصطفى اعبيد الرحمن رئيس حزب التجديد الديمقراطي، وأحمد سيدي بابه رئيس حزب التجمع من أجل الديمقراطية والوحدة، ومحمد محمود سيدي رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (محسوب على الإخوان)، ومحمد مولود الرئيس حزب اتحاد قوى التقدم.

المعارضة الموريتانية تشد الأحزمة وتُوّحِد مرشحيها وأطرافها توقع اتفاقاً انتخابياً

عبد الله مولود

الحكومة التونسية تزيد أسعار الوقود وتحذيرات من اضطرابات اجتماعية جديدة

Posted: 24 Jun 2018 02:18 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : أثار قرار الحكومة التونسية زيادة أسعار الوقود بنسبة 4 في المئة جدلاً كبيراً في البلاد، حيث حذر سياسيون من اضطرابات اجتماعية جديدة، وخاصة أن هذا القرار سيسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، في ظل حديث الحكومة عن زيادة أسعار الحليب بحوالي 22 في المئة.
وكانت وزارة وزارة الطّاقة التونسية أعلنت ليل الجمعة عن زيادة أسعار المحروقات (البنزيت والمازوت) للمرة الثالثة هذا العام بنسبة 4 في المئة، حيث تمت إضافة 75 مليم للأسعار، بحيث بات سعر ليتر البنزين 1925 مليم (حوالي دينارين) والغازوال (المازوت) ما بين 1400 و1700 (الدولار يساوي دينارين ونصف).
وبررت الوزارة قرارها الجديد بـ»الإرتفاع المتواصل لأسعار النفط ومشتقاته العالميّة حيث بلغ سعر النفط الخام خلال الثلاثي الثاني من هذه السّنة حوالي 75 دولاراً للبرميل، وإستنادا إلى آليّة التعديل الدوري لأسعار المحروقات»، موضّحة بأن «كل زيادة بدولار واحد في سعر برميل النفط يقدّر إنعكاسها على ميزانيّة الدولة بحوالي 120 مليون دينار».
وهذه المرة الثالثة التي تتم فيها زيادة أسعار الوقود في تونس هذا العام. ويترافق القرار الأخير مع حديث وزير الفلاحة سمير الطيب عن اتفاق مبدأي لزيادة أسعار الحليب (أحد المواد الأساسية في البلاد) خلال الأيام المُقبلة، حيث أشار بعض المصادر إلى أن الزيادة قد تتجاوز 22 في المئة لتبلغ حوالي دينار ونصف (بإضافة 270 مليم لليتر الواحد).
وأثارت القرارات الحكومية الأخيرة موجة استنكار، حيث حذر سياسيون من اضطرابات اجتماعية جديدة، وحذر عمار عمروسية النائب عن «الجبهة الشعبية» من زيادة الأسعار في جميع المواد الغذائية الأساسية، معبراً أن ذلك يشكل «اعتداء فاحشا على المقدرة الشرئية للتونسيين».
وأضاف في تصريح صحافي «هناك موجة من الغلاء الفاحش والترفيع في الاسعار تتزامن مع عطلة رجال التعليم وانشغال التونسيين بالافراح وستشمل جميع المواد»، مؤكدا أنه في نهاية شهر آب/أغسطس المُقبل «سيكتشف التونسيون حقيقة الترفيع في الاسعار التي ستزيد من تفاقم الخسارة والفقر الاجتماعي»، محذراً من «هزات اجتماعية» في الأشهر المُقبلة.
وكتب شكري الجلاصي القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» على صفحته في موقع «فيسبوك»: «»هيبة الدولة» أنّ الحكومة تزيد في سعر المحروقات ليلة الباك (نتائج الباكاوريا) والماتش (مباراة تونس وبلجيكا)، هو تصرّف شخص عامل عملة وخائف من ردّة الفعل. نفس ممارسات العهد البائد (حكم زين العابدين بن علي)». وأضاف طارق الكحلاوي القيادي في حزب «حراك تونس الإرادة»: «تونس في الساحة الحمراء الليلة (…) الحكومة ارادت استغلال فرح الناس بتطبيق تعليمات صندوق النقد بالترفيع الليلة في اسعار المحروقات. سنشجع المنتخب ونحتج على حكومة صندوق النقد الدولي في الان نفسه».
ودوّن ناشط يُدعى رمزي «الحكومة في الليل زادت أسعار المحروقات وبعثت رسائل حول نتائج الباكالوريا كي يلتهي الشعب بالأمر وخاصة أن التونسيين يتابعون أخبار المونديال. اختلط طعم هزيمة الفريق الوطني بصراخ الراعي الذي نكل به الإرهابيون بقطع أنفه صباح اليوم في الشعانبي مع التكبير، بزغاريد الباكالوريا بالترفيع في سعر المحروقات والحليب. التونسي اليوم يعيش غيبوبة بعيون مفتوحة».
وأضاف آخر يُدعى مجدي مخاطبا وزارة الطاقة «أين كنتم عندما انخفض سعر البترول في العال لماذا لم تخفضوا سعر المحروقات في تونس. ولماذا لم تستفيدوا من الطاقة المتجددة في البلاد».
وشهدت تونس بداية العام الحالي تظاهرات حاشدة في العاصمة وعدد من المدن الأخرى تستنكر الزيادة في أسعار المواد الأساسية وتطالب بإسقاط قانون المالية الجديد، وتسبب التظاهرات بصدامات مع رجال الأمن وإيقاف عدد من المحتجين، فضلا عن تخريب عدد من المؤسسات الحكومية في البلاد.

الحكومة التونسية تزيد أسعار الوقود وتحذيرات من اضطرابات اجتماعية جديدة

حسن سلمان

استشهاد شاب متأثرا بجراحه خلال «مسيرات العودة» والهيئة الوطنية تحذر من «التصعيد الإسرائيلي المنظم»

Posted: 24 Jun 2018 02:18 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: استشهد شاب فلسطيني متأثرا بجراح أصيب بها يوم الجمعة الماضي، خلال مشاركته في فعاليات «مسيرة العودة»، منذ انطلاق الفعاليات يوم 30 مارس/ آذار الماضي. في الوقت ذاته شددت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، على استمرار الفعاليات الشعبية، وحذرت الاحتلال من عمليات «التصعيد المنظم والممنهج».
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الشاب أسامة خليل أبو خاطر (29 عاما) يوم أمس متأثرا بجراح أصيب بها برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال «جمعة الوفاء للجرحى»، على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس. وذكرت أن الشهيد أبو خاطر أصيب بجراح خطرة، في منطقة البطن، حيث ظل طوال الساعات الماضية يعاني من هذه الجراح حتى فارق الحياة.
وكانت أحداث «جمعة الوفاء للجرحى» قد أسفرت عن إصابة أكثر من 200 بجروح مختلفة، منها بالرصاص الحي، ومنها جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، بعدما قام جنود الاحتلال باستخدام القوة ضد الحشود الكبيرة من المتظاهرين السلميين الذين تظاهروا قرب الحدود.

139 شهيدا

وباستشهاد أبو خاطر يصل عدد شهداء «مسيرات العودة» منذ انطلاقها إلى 139 شهيدا، وصلوا إلى مشافي غزة قبل تشييع جثامينهم، يضاف إليهم سبعة شهداء لا يزال جيش الاحتلال يتحفظ عليهم في ثلاجات الموتى.
وتؤكد إحصائية جديدة لوزارة الصحة، أن من بين الشهداء 15 قاصرا وقاصرة ونساء ومسعفين وصحافيين. وتشير الى إصابة أكثر من 14 ألف شخص بجراح مختلفة خلال تلك المسيرات ، وبحالات اختناق بالغاز، منهم 6 آلاف 836 مصابا تم علاجهم ميدانيا في النقاط الطبية، وأكثر من سبعة آلاف تم علاجهم في المستشفيات، بينهم 365 في حالة الخطر. وأدى استخدام «القوة المفرطة والمميتة» ضد المتظاهرين السلميين إلى تعرض 54 فلسطينيا، لعميات بتر في الأطراف. يشار إلى أن لجوء الاحتلال لاستخدام القوة ضد المتظاهرين، قوبل بحملة انتقادات دولية، وطالبت جهات حقوقية محلية ودولية بإجراء تحقيق عاجل في الأسباب التي أدت إلى سقوط هذا العدد من الضحايا، محملة إسرائيل المسؤولية، خاصة بعد تلقي جنود الاحتلال أوامر علنية من القيادة السياسية والعسكرية للتعامل بقوة ضد المتظاهرين.
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية ضد قطاع غزة، أطلقت البحرية الإسرائيلية يوم أمس، عددا من القذائف صوب شواطئ القطاع،  دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في الأرواح. جاء ذلك في وقت تمكن فيه عدد من الشبان من إطلاق «بالونات حارقة» تجاه الأحراش الإسرائيلية القريبة من الحدود، ما أدى إلى اندلاع عدد من الحرائق.
جرى ذلك في الوقت الذي واصلت فيه قوات البحرية عمليات ملاحقة الصيادين، خلال رحلات عملهم اليومية، بعد اعتقال ثلاثة منهم أول من أمس السبت.
إلى ذلك فقد أكدت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، على استمرار الفعاليات، بمشاركة كافة القوى والقطاعات الشعبية، مجددة تأكيدها على «سلمية مسيرات العودة كأداة بيد الشعب الفلسطيني للدفاع عن حقه في العودة ورفضا لمخططات تصفية القضية الفلسطينية». وأكدت كذلك في بيان لها على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة أهدافه ووحدة مصيره، مشيدة بأهالي الضفة الغربية، والمناطق المحتلة عام 48، والشعب الفلسطيني في مخيمات اللجوء والشتات. ودعت إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة بسبب الاحتلال، وإلى رفع الحصار فورا عن قطاع غزة  «دون تردد وضمان حرية التنقل للأفراد والبضائع والتواصل مع العالم الخارجي كحق وطني مكفول للشعب الفلسطيني وليس منة لأحد علينا».
وأدانت الهيئة المواقف الامريكية المساندة للاحتلال في المحافل الدولية، ووصفت مواقف واشنطن بـ «الوقحة»، خاصة بعد انسحابها من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بسبب موقفه الرافض لـ «جرائم القتل الذي تمارسه قوات الاحتلال وقناصته ضد المتظاهرين العزل المدافعين عن حقهم بالعودة».

إدانة التصريحات التطبيعية

وفي السياق ذاته، أدانت الهيئة «التصريحات التطبيعية» التي تصدر عن بعض المسؤولين في الدول العربية، واعتبرت التطبيع مع الاحتلال «طعنة للقضية وللشعب الفلسطيني وللمقدسات». وطالبت الدول العربية والإسلامية والهيئات الدولية، بالوقوف في وجه هذه المحاولات ودعم المسيرات الجماهيرية ومنع الاحتلال من التصعيد العسكري ضد المدنيين العزل. وحذرت قوات الاحتلال من محاولات «التصعيد المنظم والممنهج» لإخافة الجماهير وثنيها عن المشاركة في «مسيرات العودة وكسر الحصار».
من جهتها عرضت «كتائب المجاهدين» إحدى الأذرع المسلحة لفصائل المقاومة في غزة، عملية رصد قام بها عناصرها لقائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الجنرال هرتسي هليفي، خلال تفقده لحدود القطاع. وظهر المسؤول العسكري الإسرائيلي الذي عين قبل أسبوعين في هذا المنصب، خلال لقطات مصورة التقطها عناصر الرصد من «كتائب المجاهدين» وهو يتوسط جنوده على الحدود. وختم الجناح العسكري اللقطات التي بثها للضابط الإسرائيلي بوضع صورته، وقد كتب بجوارها «لن يطول صبرنا عليك»، في رسالة تهديد مباشرة.

استشهاد شاب متأثرا بجراحه خلال «مسيرات العودة» والهيئة الوطنية تحذر من «التصعيد الإسرائيلي المنظم»
المقاومة رصدت قائد الاحتلال الجديد للمنطقة الجنوبية

تعزيزات عسكرية تتوجه إلى غرب الموصل

Posted: 24 Jun 2018 02:18 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي»: شوهدت قطعات من الجيش العراقي، تتوجه إلى غرب الموصل تاركة ثكناتها العسكرية ونقاط التفتيش التي كانت تمسكها في الطريق الرابط بين المدينة وناحية القيارة.
مصدر عسكري، فضل عدم ذكر اسمه، قال لـ«القدس العربي»: «سيتم تكليف قطعات الجيش العراقي بمسك الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة الموصل والعاصمة بغداد»، مبينا أن «الطريق المذكور يشهد توترا أمنيا وخروقات مستمرة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية الذي انحسر تواجده في المناطق الصحراوية القريبة من الشارع بعد هزيمتهم في الموصل».
وبين أن «الهدف من العملية تلك إنهاء خطر التنظيم والسيطرة على الشارع وتأمينه بالكامل بعد أن تم تأمين جميع المناطق الحيوية والمهمة في المدينة»، لافتاً إلى أن «لا يوجد أي خطر من التنظيم على المدينة، وأن قدرات القوات العراقية أكبر بكثير من قدرات التنظيم التي باتت محدودة».
لكنه، أوضح في الوقت ذاته، أن «الدولة» «أصبح يستغل بعض الخروقات الأمنية التي تحصل بسبب عدم وجود قوات كافية في المنطقة الصحراوية، وسيتم السيطرة عليها بعد العمليات العسكرية التي تقودها القوات العراقية غرب الموصل».
وتابع أن» إبعاد خطر التنظيم عن المدينة ودفعه إلى عمق الصحراء هو أفضل الحلول بالوقت الحالي كما أن ليس بمقدور الجيش العراقي التوغل ومسك جميع تلك المناطق، وإنما السيطرة على المناطق المهمة فقط بعد قيام التنظيم بأعمال إرهابية باغت فيها بعض القرى وقتله للعديد من الأهالي والعسكريين هناك».
وأشار إلى أن «القوات العراقية ستستمر بعمليات تطهير وتمشيط مناطق غرب المدينة التي لاتزال فيها بعض البؤر والخلايا التي زاولت أعمالها خلال الأيام الماضية وازدادت نشاطاتها المسلحة»، موضحاً أن «سيتم إرسال قوات إضافية من الجيش العراقي ونشر ثكنات عسكرية مع طول الشارع الرئيسي الرابط بين الموصل وبغداد وتأمينه قدر الإمكان».
خطر التنظيم لايمكن إنهاؤه بشكل تام، وفق المصدر لكن «يمكن تأمين وحماية بعض المناطق المحاذية للمنطقة الصحراوية بعد أن يتم نشر سيطرات ونقاط تفتيش والتأكد من عدم وجود إرهابيين في القرى القريبة من الشارع».
وأضاف أن «القوات العراقية تتلقى يوميا معلومات حول تحركات وتواجد التنظيم الذي أصبح يتحرك ويحاول الاقتراب من المناطق التي فقدها وسيكون تواجد القوات العراقية هناك يمنع ويحد من تحركات الجماعات الإرهابية التي تريد استخدام الاستراتيجيات التي كانت تتبعها في مقاتلة القوات العراقية قبل سقوط المدينة في حزيران/يونيو 2014».

تعزيزات عسكرية تتوجه إلى غرب الموصل

جمعية مغربية تطالب بتحريك المتابعة القضائية ضد متورطين بتبديد أموال عمومية رصدت لإصلاح التعليم

Posted: 24 Jun 2018 02:17 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : طالبت الجمعية المغربية لحماية المال العام، بتحريك المتابعات القضائية ضد المتورطين في تبديد وإختلاس أموال عمومية رصدت للبرنامج الإستعجالي لإصلاح التعليم والذي رصدت له ميزانية تقدر ب42 مليار درهم (حوالي 4 مليارات دولار) وذلك بعد الكشف عن التلاعبات الكبيرة في البرنامج الإستعجالي لإصلاح التعليم، والتلاعب في الفواتير وفي تجهيزات بناء المرافق والمؤسسات وتزوير وثائق وإعداد وثائق وهمية بالإضافة إلى تواطئ عدد من الموظفين والمسوؤلين لمخالفة القوانين.
وذكرت في رسالة وجهتها إلى رئيس النيابة العامة، محمد عبد النباوي، حصلت «القدس العربي» على نسخة منها، أن تلاعبات كبيرة حصلت في البرنامج الاستعجالي لإصلاح التعليم، إذ أكدت أنه جرى التلاعب في الفواتير وفي التجهيزات وبناء المرافق والمؤسسات، كما جرى تزوير وثائق وإعداد وثائق وهمية وغير ذلك، في ظل تواطؤ موظفين ومسؤولين خالفوا كل القوانين والمساطر الجاري بها العمل للفوز بكعكة البرنامج الاستعجالي لإصلاح التعليم، وتسمين الأرصدة المالية للبعض.
وأشارت الجمعية في رسالتها، إلى أن الرأي العام ينتظر بشغف كبير نتائج البحث التمهيدي بخصوص قضية البرنامج الاستعجالي لإصلاح التعليم، كما ينتظر تحريك المتابعات القضائية ضد المتورطين في «هذه الفضيحة الكبرى»، قطعاً لدابر الإفلات من العقاب، وفرضاً لسيادة القانون على الجميع، وتطبيقاً لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
ونبهت، الحكومة المغربية إلى ما اعتبرته أصل داء قطاع التعليم، فذكرت أن محاولتها فرض رسوم على التعليم العمومي، واختزال أزمة التعليم في المغرب في غياب أو ضعف الإمكانات المادية، يتعلق بضعف الحكامة والشفافية وهشاشة حكم القانون وضعف آليات الرقابة والمحاسبة.
وطالب رئيس الجمعية، محمد الغلوسي في تصريح لـ «القدس العربي» ، بتسريع وتيرة البحث بخصوص هذه القضية التي استغرقت وقتا طويلا ولا بد من تحريك المتابعات القضائية ضد المتورطين في تبديد المال العام من أجل وضع حد للإفلات من العقاب وفرض سيادة القانون. وقال: إن «التعليم والتربية هما مستقبل الأمم والشعوب وهو الضامن للتطور والتقدم، لكن بالنسبة لنا في المغرب هناك البعض من المسوؤلين من يعتبر أن الأموال العمومية المرصودة لهذا القطاع هي بمثابة كعكة لتنمية الأرصدة المالية من دون إعتبار لقواعد القانون وحتى لبعض القيم التي تؤطر الحقل التعليمي والتربوي، لذلك نطالب بالقطع مع الإفلات من العقاب وربط المسوؤلية بالمحاسبة».
وشرع المجلس الأعلى للحسابات بالتحقيق في الاختلالات، التي شابت البرنامج الاستعجالي لإصلاح التعليم، وخاصة في صفقات تزويد مختلف الأكاديميات التابعة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالمعدات والتجهيزات الديداكتيكية. ودشن قضاة جطو، تحرياتهم بالاستماع إلى مسؤول بارز في مجال التعليم، كان يشغل منصب مدير ديوان وزير سابق عن القطاع نفسه، في إطار التحقق من مصداقية الطعون التي شككت في شفافية تلك الصفقات، واتهمت من يقفون وراءها باقتناء معدات وتجهيزات قديمة ومستعملة باعتبارها تجهيزات جديدة، وانجاز وثائق إدارية بشأنها لا تمت للواقع بصلة.
وكان أصدر وزير التربية والتعليم السابق محمد حصاد قد أصدر تعليماته بتوقيف موظفين كبار بعدد من الأكاديميات الجهوية وتجميد رواتبهم لتورطهم في اختلالات مالية مرتبطة بتنزيل المخطط الاستعجالي للنهوض بقطاع التعليم 2009 – 2012.
ويتعلق الأمر بسبعة مسؤولين ورؤساء أقسام بعدد من الأكاديميات الجهوية للتعليم تم توقيفهم وتجميد صرف رواتبهم من قبل الوزير، على خلفية الاشتباه في تورطهم في اختلالات مالية رافقت تنزيل المخطط الاستعجالي للنهوض بالتعليم، والذي كان قد شرع في العمل به إبان فترة تولي الوزير السابق أحمد أخشيشن مسؤولية القطاع.
كما جرى الاستماع لمجموعة من الموظفين والأطر بقطاع التربية الوطنية لكشف اللثام عن عدد من الصفقات التي تمت في إطار المخطط الاستعجالي، والتي يعتقد أنها أدت إلى إهدار الملايين من الدراهم.
وتم تقديم المخطط الاستعجالي للنهوض بقطاع التعليم، بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس سنة 2008، حيث تم تخصيص 33 مليار درهم كغلاف مالي من أجل تمويل المخطط الذي جاء بهدف تعزيز البنية التحتية للمدرسة المغربية العمومية، أهمها بناء 373 مدرسة ابتدائية و807 إعدادية و350 داخلية.
و في سنة 2012، قام محمد الوفا، الوزير المكلف بالقطاع آنذاك، بفتح تحقيق في أوجه صرف 25 مليار درهم من مجموع قيمة تمويل المخطط، حيث خلصت نتائج التحقيق إلى وجود اختلالات بالجملة، إذ من بين أزيد من 370 مدرسة ابتدائية التي كان من المفروض إنجازها، تم إنشاء 99 مدرسة فقط، في حين تم تسليم 67 داخلية فقط من أصل 350.

جمعية مغربية تطالب بتحريك المتابعة القضائية ضد متورطين بتبديد أموال عمومية رصدت لإصلاح التعليم

فاطمة الزهراء كريم الله

ألف مهاجر يصلون إسبانيا وأوروبا تدرس إقامة معسكرات للهجرة في أراضيها بدل المغرب والجزائر وتونس

Posted: 24 Jun 2018 02:16 PM PDT

مدريد – «القدس العربي» :عات قوارب الهجرة السرية ما بين المغرب وإسبانيا بشكل ملفت للغاية خلال الأسبوعين الأخيرين، وبلغت نهاية الأسبوع الماضي قرابة ألف مهاجر، وهذا ما يجعل الإدارة الإسبانية تتساءل عن الأسباب الكامنة وراء عودة هذه الظاهرة بقوة بل وتتخوف من ضغط مغربي وإفريقي على أوروبا.
وخلال يوم السبت الماضي فقط، أنقذت المصالح الإسبانية من إسعاف وحرس مدني قرابة 800 مهاجر سري، معظمهم في مضيق جبل طارق والواجهة المتوسطية، بينما 129 كانوا على متن قارب واحد أتى من موريتانيا أو السنغال نحو جزر الكناري.
وكانت نهاية الأسبوع ما قبل الماضي قد سجلت بدورها وصول قرابة ألف مهاجر على متن قوارب هشة الى شواطئ الأندلس وجزر الكناري، وما بين الفترتين، وصلت قوارب أخرى محملة بالمئات. وفجر أمس الأحد، أنقذت وحدات الحرس المدني 130 مهاجراً في عرض مضيق جبل طارق وهناك قوارب أخرى يرتقب أنه جرى اعتراضها مساء أمس ليفوق العدد الألف في 48 ساعة الأخيرة.
وهناك تخوف حقيقي وسط حكومة مدريد من استمرار هذه الظاهرة لأن هذا يعني وصول المئات من المهاجرين يومياً مما سيخلق متاعب جمة للدولة الإسبانية في استضافة هؤلاء المهاجرين. ونقلت الصحافة الإسبانية كيف توجه المهاجرون الأفارقة السريون أو المقيمون بطريقة قانونية في المغرب الى شمال هذا البلد المغاربي بغية الانتقال الى شواطئ الأندلس على متن القوارب. وما يثير التساؤل هو عودة قوارب الهجرة سواء من المغرب أو من شواطئ إفريقيا الغربية من موريتانيا والسنغال نحو جزر الكناري الواقعة في المحيط الأطلسي قبالة الصحراء الغربية. وهذا التزامن قد يوحي بوجود اتفاق إفريقي بعدم مواجهة الهجرة السرية في ظل عدم التزام أوروبا بتعهداتها السابقة، إذ ترغب أوروبا في استمرار هذه الدول بمثابة دركي يحمي حدود الاتحاد الأوروبي مقابل تعويضات مالية بسيطة. وعمليا، كان المغرب والسنغال وموريتانيا قد أقامت ما يشبه السياج الحديدي ضد الهجرة خلال السنوات الأخيرة، لكن تبين نجاح هذه السياسة لصالح أوروبا بينما الدول الثلاث وخاصة المغرب تتحمل بقاء مهاجرين في أراضيها. ووعياً منها بهذا التحول، بدأت أوروبا تتخلى تدريجيا عن هذا النوع من التفكير الأمني وخاصة إقامة معسكرات في دول شمال إفريقيا. وبدأت فرنسا وإسبانيا تفكر في بديل يتجلى في إقامة معسكرات في الأراضي الأووببية للمهاجرين الذين يجري اعتراضهم في البحر. وهذا هو الاتفاق الذي جرى بين رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز والرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في لقائهما السبت الماضي. وقال شانشيز في حوار مع جريدة «الباييس» أمس الأحد أنه لا يمكن تحميل الدول الحدودية مسؤولية الهجرة بل يجب التفكير في معسكرات في أوروبا. وهذا التصريح هو رسالة اطمئنان من مدريد الى الرباط بأنها ستدافع عن توجه لا يحمّل المغرب مسؤولية الهجرة.

ألف مهاجر يصلون إسبانيا وأوروبا تدرس إقامة معسكرات للهجرة في أراضيها بدل المغرب والجزائر وتونس

حسين مجدوبي

بول ريكور ورواية التاريخ

Posted: 24 Jun 2018 02:16 PM PDT

تعد «رواية التاريخ» شكلا روائيا متقدما كصيرورة من صيرورات الكتابة الجديدة ما بعد الكولونيالية، وشاهد على عصور تبدأ بما قبل الألفية الأولى وتنتهي بالألفية الثالثة، وتماشيا أيضا مع التقدم في تقنيات التكنولوجيا والذكاء الصناعي لتغدو رواية التاريخ مثل محرك البحث فيGoogle أو yahoo فبمجرد أن يهجس محرك البحث رصدا لشيء ما، حتى يذهب منقبا عن المعرفة جامعا الأزمان مارا عليها بتعادلية موضوعية تزامنية وبرؤية فينومينولوجية.
ولا يعود مع رواية التاريخ وجود لبعد زمني مسيطر عليه، وإنما التلاعب هو سمة اللازمانية السردية في اختراق الحوادث وتهشيم السلاسل واقتحام الأجيال، بأخطبوطية الشخصيات الحاضرة والماضية وكبح الفواصل بين الأزمان اختصارا واندماجا، وهو ما كان الفلاسفة قد صبوا جلَّ اهتماماتهم عليه منذ مطلع البشرية إلى يومنا هذا.
اهتم المفكر والفيلسوف بول ريكور بالروابط الخفية التي تجمع السرد بمصطلحات الزمان والوجود، مجترحا مصطلح تراثات الماضي heritages الذي يعني أن المسافة الزمنية التي تفصلنا عن الماضي ليست فاصلا ميتا، بل هي تحويل إبداعي للمعنى، وأن المرويات الكبرى هي إحدى الطرائق المركزية التي يتشكل ويتضح بها المخيال الاجتماعي لشعب ما، وإلا ما كانت الحكاية الشعبية لتمثل مرحلة انتقالية قادرة على ردم الفجوة بين التاريخ والقصة. وبول ريكور هو القائل بأفول السرد منطلقا من الفهم النقدي للتاريخ، لا بوصفه علما له فرضيات وقوانين وحسب، بل بوصفه أيضا فلسفة نقدية، وأن الذي يجمع بين العلم والفلسفة هو قابليتهما للتفسير، وهذا ما أشار إليه في كتابه «الزمان والسرد الحبكة والسرد التاريخي» الجزء الأول، الذي عدَّه هايدن وايت أهم عملية تأليف بين النظرية الأدبية والنظرية التاريخية أنتجت في قرننا هذا.
وعن التاريخ وتوظيفه في السرد، يقول ريكور: «ونحن لا نعيد كتابة التاريخ نفسه، بل نكتب تاريخا آخر لكننا نستطيع دائما مناقشة الاثنين.. مع الفرضية الأساسية القائلة أن التفسير في التاريخ لا يختلف اختلافا عميقا عن التفسير في بنية العلم» (الزمان والسرد)، وفسّر ذلك بشكل أكثر إيضاحا متبنيا وجهة نظرة ابستمولوجية للتاريخ من زاوية علاقاته السببية، فالحادثة التاريخية التي حدثت في الماضي ووقعت مرة واحدة، من الممكن تكرارها على نحو مختلف، والتاريخ يقوم على السببية كجزء يرتبط بجزء، ووفقا لقانون الاحتمال الأرسطي فإن بالإمكان استرجاع العلاقة في عقولنا فيصير التاريخ أقرب إلى المنطق.
ولهذا قرر بشكل قاطع أن التاريخ لا يمكن إلا أن يكون تاريخا سرديا، وبذلك حرر ريكور التاريخ من قبضة زمنية الوقائع، إلى حرية زمن الأحداث، وميّز بين فعلي الخلق أو التعبير wording وفعل التشغيل working المرتبطين بالسرد التاريخي، مائلا إلى الأول لا الثاني.
ورأى أن السرد القصصي أكثر غنى في الزمن من السرد التاريخي، ولذلك هو قادر على تطوير موارد واتجاهات كان السرد التاريخي في السابق يمنع استغلالها، ومن هنا فإن السرد القصصي سيقوم بمضاعفة صنع الحبكات والالتواءات التي تسمح بإقامة عوالم خيالية تفتح فضاء لا محدودا أمام تمظهر الزمن. ولأن اهتمام بول ريكور في الأصل كان موجها نحو الذات والهوية، فإن هذا ما أتاح له أن يحلِّق بمفهوم التاريخ إلى مديات ما بعد حداثية ترفض التعاطي المتعارف معه بوصفه مدونات كبرى سالفة ومركزية، حتى صارت أطروحته في التعامل مع التاريخ تتمثل في أنه هوية لا أكثر، ما يمكن أن يسميها المرء الهوية السردية التي هي نوع من الهوية الدينامية المتحركة الموجودة في الحبكة التي تخلق هوية الشخصية.
واهتم بول ريكور بالزمن وحيثيات اشتغاله السردي وهذا ما قاده إلى مناقشة السببية في التاريخ وإمكانية التخلي عنها، بناء على فهم توليدي للتاريخ وعرض للجدل بين التاريخ والسرد باعتبارهما ناجمين عن اقتران حركتين في الفكر، ورأى أن المتمسكين بالفهم للقانون الشمولي المعتاد للتاريخ، وأن السرد لا يمتلك إلا خاصية تنامي الأحداث «لا يرون فيه خاصية تصويرية، وذلك هو السبب الذي جعلهم يرون قطيعة ابستمولوجية بين التاريخ والسرد» (الزمان والسرد).
وأن أول دفاع عن التأويل السردي للتاريخ ـ بحسب ريكورـ جاء من داخل إطار الفلسفة التحليلية نفسها، أخذا على فلسفتي هيغل وأيمانوئيل، كانت النظرة المجملة للتاريخ التي لا تقر بسردية التاريخ، مؤكدا أن «عيب فلسفات التاريخ الثابتة نتيجة لذلك، أنها تكتب الجمل السردية وهي تأخذ المستقبل بنظر الاعتبار، بينما لا يمكن كتابتها إلا بأخذ الماضي بنظر الاعتبار» (الزمان والسرد). وإذا كان موضوع التاريخ هو الأفعال الماضية التي سجلت أو تلك التي يكون بمستطاعنا الاستدلال عليها من السجلات والتقارير؛ فإن ذلك سيجعلنا ندرك كيف يسهم التشتت المنطقي للتفسير في التاريخ في فتح الطريق أمام إعادة تقويم فهمنا السردي، منطلقا من حقيقة أن التواريخ هي مرويات سردية والحقب الطويلة التي ضمها التاريخ تختزل في السرد إلى حقب قصيرة يقول: «أطروحتي هي أن الأحداث التاريخية لا تختلف جذريا عن الأحداث المؤطرة بالحبكة». ولذلك قال بأفول السرد الذي ينبثق في الاساس من استبدال موضوع التاريخ بآخر غيره عبر وجود قصدية تاريخية كاختبار للصلة بين التاريخ والكفاءة السردية وعرّفها بأنها «القصد الخالص الذي يشكل الطبيعة التاريخية للتاريخ ويمنعها من الذوبان في أنواع المعرفة الأخرى التي يُقرن التاريخ بها».
وانطلاقا من مسلمة أن هناك قطيعة أبستمولوجية بين المعرفة التاريخية وقدرتنا على متابعة القصة، فإن لهذه القطيعة مستويات ثلاثة، هي مستوى الإجراءات ومستوى الكيانات ومستوى الزمانية، وتوصل ريكور إلى أن التاريخ فقد سلطانه وصعدت مكانه سلطات أخرى، ولهذا يبدو كتاريخ جديد، وعمّم النظرة التاريخية على السرد أيضا إذ أن أي حدث يتحقق يكون قد اغتصب حدثا آخر واحتل مكانه.
ونقل عن هايدن وايت أن الخطاب التاريخي تمثيل أثير لقدرة الإنسان على ضخ المعنى في تجربة الزمن، لأن المرجع المباشر لهذا الخطاب هو الأحداث الواقعية لا الأحداث المتخيلة. ودلّل على أن مرجع الأدب والتاريخ واحد هو التجربة الإنسانية في الزمن، ولأن الأحداث التاريخية تمتلك بنية سردية لذلك يكون للمؤرخين الحق في اعتبار القصص تمثيلات صادقة على هذه الأحداث ومن ثم التعامل مع هذه التمثيلات بوصفها تفسيرات لها.
ولا مراء أننا ما عدنا نرى التاريخ نتاجا جماعيا أو تشكلا كليا وحدويا، إنما هو نتاج فردي وتصور ذاتي تشكله المخيلة الفردية، ولذلك فَقَد التاريخ هيبته وحلّ الإنسان محله، والسبب أن ما بعد الحداثة أعطت الإنسان حضوره ومنحته الحظوة ككيان قائم بذاته حتى صار هو من أهم أولوياتها. وغدا التاريخ جزءا لا عموما متعالقا بالذاكرة الجمعية، مثلما له صلة بالذاكرة الفردية، ومن هنا تبزغ مشروعية ولوج ما وراء القص التاريخي، لتتم عملية تقويض السلطة الموضــــوعية للمــصــــادر التاريخــــية وشــــروحاتها، التي تستثمر التاريخ وفق بروتوكولات بناء من قبيل التمثيل والمرجع والميتا سرد والانتماء، وهي بمثابة آليات عمل ما بعد حداثية تتبنى رؤى نظرية، إزاء الزمن والذاكرة، وتفيد أيضا من الدراسات النسوية للجنس والجسد، وتستعين بالدراسات الثقافية حول بنيتي المركز والهامش.. لتؤدي كلها دورها كمضادة أو بديلة للتاريخ أطلقنا عليها (رواية التاريخ) لتغدو كالولادة الطبيعية المقتضاة بمنطقية وموضوعية، ولعل نجاح هذه الولادة هي التي ستمد السرد بمقومات النماء والصيرورة، ليكون له شكله الخاص وسيرورته المميزة.

٭ أكاديمية عراقية

بول ريكور ورواية التاريخ

نادية هناوي

ترامب يقطع خيوط أمريكا مع العالم

Posted: 24 Jun 2018 02:15 PM PDT

في عالم تمثل الولايات المتحدة فيه القطب الاكبر سياسيا واقتصاديا وعسكريا، يصعب التنبؤ بمستقبل يعم فيه الامن والاستقرار والكرامة الإنسانية. فقرارها الاخير الانسحاب من عضوية مجلس حقوق الانسان يؤكد حقيقة مرة: ان أمريكا تمارس سياسة بلا اخلاق. وهناك عدد من الحقائق التي يجدر ذكرها لتوضيح ذلك:
الحقيقة الاولى: ان أمريكا فرضت نفسها على المسرح الدولي بشكل كامل بعد الحرب العالمية الثانية، وتنامى دورها خلال حقبة الحرب الباردة. ومن المؤكد ان استخدامها القنبلة الذرية في تلك الحرب وتدميرها هيروشيما وناغازاكي كان مدخلها لتلك الهيمنة لاحقا. فكان لها دور مباشر في الحرب الكورية في 1952 وفيتنام والشرق الاوسط. وتصدرت الصراع الغربي ضد التمدد الشيوعي الذي ارتبط بالاتحاد السوفياتي.
الثانية: انها اعتمدت، وما تزال تعتمد، على قوتها العسكرية الكبيرة لفرض نفسها ومواقفها على العالم. ومنذ ان اصبحت جزءا من حلف الناتو تعاظم دورها العالمي، معتمدة على اوروبا التي تعتبرها الساحة الخلفية لها. وتحت عنوان التصدي للشيوعية كادت تدخل العالم في صراع نووي آخر في 1961 خلال ما يعرف بأزمة الصواريخ الكوبية.
الثالثة: انها في الوقت الذي احتضنت فيه المؤسسات الدولية الكبرى على اراضيها خصوصا الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي، فانها سعت منذ البداية لاستخدام تلك المؤسسات ادوات لتنفيذ سياساتها. وساهم نظام ألفيتو الذي يعطي كلا من الدول الخمس الاعضاء بذلك المجلس حق نقض اي مشروع قرار ينوي المجلس اصداره، في تهميش دور ال]مم المتحدة ومجلس الامن، اذ اصبح لكل من تلك الدول القدرة على منع صدور القرارات الملزمة، الامر الذي ادى لتفاقم الازمات بدلا من حلها. وهكذا ساهمت أمريكا في تهميش دور الأمم المتحدة في الصراعات الدولية.
الرابعة: ان أمريكا، بقدرة قادر، فرضت نفسها حامية للكيان الإسرائيلي، خصوصا بعد حرب 1967، وبذلك تعذر صدور اي قرار من ذلك المجلس ضد سياسات قوات الاحتلال، حتى عندما يرتكب ابشع الجرائم، كما فعل في قانا في 1996.
واصبح العالم متأرجحا في مواقفه ازاء الأمم المتحدة ومجلس الامن لسببين: حصر العضوية الدائمة بالدول الخمس الكبرى (أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا)، ومنح حق النقض لكل من تلك الدول.
الخامسة: ان أمريكا ترى في وعي شعوب العالم تهديدا لهيمنتها، فكلما توسع حضور دول «العالم الثالث» في المنظمة الدولية ومؤسساتها توسعت المعارضة للسياسات الأمريكية. يضاف إلى ذلك ان تلك الدول اعتادت تاريخيا رفض السياسات الإسرائيلية، خصوصا تحت غطاء منظمة عدم الانحياز، الامر الذي ترى أمريكا فيه تهديدا لنفوذها واستهدافا لـ «اسرائيل». ولذلك تعتبر الولايات المتحدة من أقل الدول رغبة في توقيع المعاهدات والمواثيق الدولية.
السادسة: ان أمريكا نصبت نفسها ضامنة لـ «اسرائيل» وحامية لها من الغضب الدولي الناجم عن سياساتها التوسعية والاجرامية ضد الشعب الفلطسيني. انه ترابط وثيق يزداد متانة وقوة ويحول دون حل القضية الفلسطينية التي مضى عليها سبعون عاما. وقد عملت الولايات المتحدة طوال نصف القرن الماضي على تحييد دول كثيرة في افريقيا وأمريكا الجنوبية، في موقفها الداعم للقضية الفلسطينية.
وكما هو الامر في اغلب دول العالم فان السياسات الاستراتيجية للدول ثابتة لا تخضع لتغيرات جذرية بتغير الرئيس او الحكومة. فهذه الدول محكومة بقوى داخلية عديدة، لا ينتخب منها الا السلطة التشريعية والتنفيذية اللتين تلتزمان عادة بتلك الثوابت.
وظاهرة «الدولة العميقة» ليست محصورة ببلد دون آخر، بل هي ظاهرة عامة في الدولة الحديثة. ويمكن القول ان الحريات العامة انما يسمح بها عندما تكون «الدولة العميقة» تملك سيطرة تامة على الامور. ويمكن الادعاء بان الحريات العامة تتوسع عندما تكون الدولة «بوليسية» وليس العكس. فاجهزة الامن والاستخبارات في الدول الغربية قوية جدا، وبالتالي تتيح فرصا اوسع للتعبير عن الرأي، لانها تعلم ان ذلك لن يؤثر على النظام السياسي ابدا. والدولة العميقة في أمريكا قوية وفاعلة ومهيمنة على ال]مور.
اما الرئيس فله سلطات محدودة يستطيع ممارستها بشرط ان لا تتعارض مع ثوابت الدولة العميقة. ومنذ نصف قرن اصبحت الولايات المتحدة ملتزمة بضمان أمن «اسرائيل». هذه سياسة يلتزم بها الرؤساء سواء من الجمهوريين ام الديمقراطيين. ولا يقل باراك أوباما، برغم انفتاحه النسبي، عمن سبقه ومن تلاه حول المسألة الإسرائيلية. الامر الملاحظ ان الرئيس الحالي، دونالد ترامب، كثف الجرعة الإسرائيلية في سياساته، وانطلق في علاقاته الخارجية على اساس ذلك. فمتانة علاقته بالسعودية مرتبطة بأمرين: حصول أمريكا على مئات المليارات من الرياض، وتطبيع علاقاتها بالكيان الإسرائيلي. وينطبق ذلك على العلاقة مع الامارات ايضا. ووسع ترامب سياساته الداعمة بلا حدود للكيان الإسرائيلي باستهداف المؤسسات الدولية التي تمارس سياسات ناقدة للسياسات الإسرائيلية.
وبرغم قوة أمريكا وحجمها الاقتصادي والسياسي إلا انها ما تزال تتحسس من العمل الدولي المشترك، وتصر على الاحتفاظ بدورها القيادي الذي يتجاوز المؤسسات الدولية في كثير من الاحيان. ولذلك فهي تتخذ قرارات ضد هذه الدولة ام تلك وان تعارضت مع المواقف الدولية التوافقية.
هذه الظاهرة تواصلت منذ تسعة عقود تقريبا. ففي العام 1930، وقعت دول كثيرة ميثاق العمل الجبري الذي يعتبر احد الاسس الثمانية لمنظمة العمل الدولية، ولكن الولايات المتحدة رفضت التصديق على هذا الميثاق حتى اليوم. وهناك اكثر من ]ربعين ميثاقا او معاهدة دولية تصر الولايات المتحدة اما على رفضها ]و التوقيع عليها بدون التصديق عليها، اي جعلها ضمن التشريعات المحلية. ومن هذه المواثيق اتفاقية كيوتو الهادفة للحد من الا نبعاث الحراري التي وقعتها أمريكا بعد ضغوط كبيرة في 1997، ولكنها لم تصدق عليها.
وفي التسعينيات ايضا رفضت واشنطن توقيع بروتوكولات روما التي تنظم عمل المحكمة الجنائية الدولية. وما تزال ترفض ذلك حتى اليوم برغم المطالبة الدولية بذلك. وفي الاول من شهر حزيران/يونيو 2017 اعلن الرئيس ترامب ان أمريكا ستوقف المشاركة في اتفاقية باريس المناخية التي وقعتها دول العالم في 2015. وكانت رد فعل الدول الصناعية التي هي الاكثر من حيث انبعاث ثاني اوكسيد الكربون (دول الاتحاد الاوروبي والصين والهند) تأكيدها الالتزام باتفاقية باريس للحد من ذلك الانبعاث.
الرئيس الأمريكي. وبرر ترامب برر قرار الانسحاب من تلك الاتفاقية بانه حماية للتجارة والصناعة الأمريكيتين. وضمن سياسته المؤسسة على مبدأ «أمريكا اولا» يعتقد ترامب انه يحمي المصالح الأمريكية، ولا يعير اهتماما للمصلحة العامة لشعوب العالم. لقد تداعت الاوضاع المناخية في العالم بشكل مروع، الامر الذي دفع الساسة منذ اكثر من ثلاثين عاما للتوقف عند ظاهرة الانبعاث الحراري وآثارها على المناخ، وسعوا للتوصل لاتفاقات تقلل ذلك الانبعاث. فمن المؤكد ان تساهل العالم ازاء قضايا التلوث والبيئة، واللهث المتواصل لتحصيل عائدات مالية كبيرة بأي طريق، يساهم بشكل مباشر في ظاهرة التلوث الخطيرة. فالافراط في استخدام البلاستيك اصبح مصدر تهديد للبيئة العامة.
وفي 12 تشرين الأول/اكتوبر 2017 أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية انسحابها من المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وقالت ان القرار يعكس قلق الولايات المتحدة تجاه ضرورة إصلاحات جذرية في المنظمة، وتجاه استمرار الانحياز ضد إسرائيل في اليونسكو».
وعلى الفور رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بذلك القرار قائلا: «هذا القرار شجاع وأخلاقي لأن منظمة اليونسكو أصبحت مسرح عبث». جاء القرار الأمريكي قبل ان يقرر نتنياهو الانسحاب من المنظمة المذكورة. ولكن الغضب الدولي الأكبر حدث عندما قرر الرئيس الأمريكي سحب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، وهو الاتفاق الذي كان من اهم انجازات العمل الدولي المشترك.
جاء القرار الأمريكي بعد جهود مضنية بذلها رئيس الوزراء الإسرائيلي على مدى سنوات لاسقاط الاتفاق واستبداله بعمل عدواني على إيران (عسكري أو اقتصادي). هذا القرار الأمريكي احدث احباطا واسعا على الصعيد الدولي لأنه كشف للعالم غياب التوافق الغربي ووجود خلافات جوهرية بين ضفتي الاطلسي.
وما تزال اوروبا ملتزمة بالاتفاق وتسعى لتخفيف وطأة الانسحاب الأمريكي على وضع العالم واستقراره وامنه. ثم جاء قرار الانسحاب من مجلس حقوق الانسان بدعوى انه منحاز ضد «اسرائيل» ليكمل المسار الأمريكي الذي يتجه نحو العزلة من جهة والانحياز لانظمة الاحتلال والاستبداد من جهة اخرى.

٭ كاتب بحريني

ترامب يقطع خيوط أمريكا مع العالم

د. سعيد الشهابي

ضمير السلطان

Posted: 24 Jun 2018 02:14 PM PDT

إذا تساءلنا لماذا يسعى الناس، أحزابا وأفرادا، إلى السلطة والحكم، قد نسمع أو نقرأ عشرات الإجابات، ولكننا، في الغالب، سنهتم بثلاث إجابات نراها الجوهرية. الإجابة الأولى، إنهم يسعون لتنفيذ رؤى وتصورات ايديولوجية، يؤمن بها طالب الحكم والسلطة، ويراها الوجهة المشروعة، والصحيحة دون سواها، للتغيير والتطوير. والإجابة الثانية، هي إفتراض طالب الحكم أنه الأجدر والأصلح لتحقيق أحلام الشعب في الإصلاح وتأسيس العدل وتنمية البلاد.
أما الإجابة الثالثة، فلا يُعترف بها، بل يتم نكرانها بشدة، لذلك هي لا تنطقها شفاه المتحدث وإنما تترك لضميره وتقدير السامع. وتتمحور هذه الإجابة حول البحث عن المجد الشخصي، وحول زراعة وتربية الأوهام، ثم محاولة تجسيدها. وغالبية الذين يسعون للحكم، أو يحكمون فعلا، يبشرون علنا بطرح يجمع بين الاجابتين الأولى والثانية. ولكن الممارسة الفعلية والتجربة العملية هما وحدهما المحك الذي سيحدد ما إذا كان طرحهم هذا حقيقيا أم مجرد إدعاء كاذب يخفي أن حقيقتهم هي الإجابة الثالثة.
والآن، يا ترى أي هذه الإجابات تعبر عن نظام الإنقاذ الذي ظل يحكم السودان لأكثر من ربع قرن؟. وبما أنني لست من أنصار التفتيش في ضمائر الناس، بل وأرفض ذلك مطلقا، فلا أستطيع الجزم إن كان قادة هذا النظام ينامون كل ليلة، نفوسهم راضية أم لا، وضمائرهم مرتاحة أم لا، تجاه أدائهم في حكم البلاد! لكن، ما يمكنني قوله، وبكل ثقة، أن هولاء القادة لم يحققوا للبلاد، لا السلام ولا العدالة ولا الأمان ولا التنمية، بل السائد أشبه بشريعة الغاب، حيث القوي شره آكل والضعيف مظلوم مأكول. ومن هنا تساؤلنا البسيط: ما هي، من وجهة نظر نظام الإنقاذ الخاصة جدا، مبررات ومسوغات إستمرارهم في حكم البلاد؟
لم يعد مقنعا الصراخ بأن المعارضة لا تمتلك بديلا ولا تستطيع أن تتفق لتحكم. ولم يعد مقبولا إدعاء الدفاع عن الدين كمسوغ للإستمرار في الحكم، فببساطة، ليس من شيم الدين أن يبيت الفرد شبعانا ممتلئ البطن، وجاره جائع. ونحن رأينا كيف يبيت الوالي شبعانا آمننا وأهل بلاده ورعيته يتضورون جوعا، ويبحثون عن الكهوف للإحتماء من القنابل والرصاص!! ورأينا بأم أعيننا الشباب يخرج أعزل إلا من هتاف الحناجر، منافحا رافضا لسياسات الغلاء والتجويع، ومطالبا بمياه الشرب، فيواجهون بكل صلف وعنف قمعا لحقهم الدستوري في التعبير عن غضبهم ورفضهم لسياسات الحكومة.
الأزمة المالية العالمية التي أربكت الدول الرأسمالية الكبرى قبل عدة سنوات، إضطرتها لإعادة النظر في بعض جوانب إقتصاد السوق، محاولة كبح جماحه وإنفلاته، وذلك عبر تدخل الدولة في أداء المصارف، فيما يشبه التأميم، وعبر إعادة ترتيب أولويات توزيع الإستثمارات…الخ، وبذلك إستردت الدولة جزءا، ولو يسيرا، من إعتبارها ودورها في إدارة الإقتصاد. لكن، ورغم تلك الخطوات الاحترازية، خرجت الجماهير في وول ستريت ولندن وطوكيو وسدني…، محتجة ساخطة، مركزة هجومها على البنوك ومستودعات المال، الشق المالي لرأس المال الحاكم والمسيطر. ولاحقا، ومن خلال صناديق الإقتراع، عاقبت جماهير معظم دول منطقة اليورو حكامها على سياساتهم الإقتصادية ومحاولاتهم علاج الأزمة على حساب الشعب عبر إجراءات التقشف. وبالطبع، ما كان لذلك العقاب أن يتأتى لولا أن تلك الدول قطعت شوطا في إرساء دعائم الديمقراطية وحكم القانون وترسيخ وجود مجتمع مدني ضارب في القوة، للوقوف في وجه وحشية السياسات الإقتصادية للشريحة الرأسمالية الحاكمة.
وبالمقابل، نجد حكام بلادنا يصطنعون المسافات الشاسعة بين إدارة الاقتصاد وإدارة السياسة، في حين أن الواقع والتجربة الإنسانية ينفيان وجود أي مسافة بينهما، شاسعة أو غير شاسعة. ثم أن نظام الإنقاذ يحتكر السياسة والإقتصاد، ويمارسهما بنفس الطابع وبذات الطريقة. فهو يتعامل في السياسة والإقتصاد على أساس المغالطات، من نوع: نحن حماة شرع الله في الأرض لذلك تتكالب علينا المؤامرات الصهيونية، نحن دولة الإسلام لذلك يعادينا الغرب ويدعم المعارضة التي تريد إقامة الدولة العلمانية، نحن نرفض الركوع لأمريكا فتفرض علينا العقوبات التي أدخلت البلاد في نفق الإنهيار الاقتصادي، نحن الحزب الأصل، وصاحب الحق، ولكننا نتفضل ونفتح الباب للآخرين لكي يشاركونا الحكم بشروطنا، وإلا، فدونهم بيوت الأشباح والحروب والضرب بيد من حديد حفاظا على المُلك.
ومرة أخرى تنطلق دعاوى الحوار والوفاق، وهي دعاوى متكررة، وتتكرر معها ردود الأفعال ما بين مرحب ومتحمس ومشترط ومشكك ورافض. وللأسف، هنالك من يتعامل وكأنها المرة الأولى التي تنطلق فيها هذه الدعوة، ناسيا، أو غافلا عن، ما سبقها من دعوات توج بعضها بإتفاقات مكتوبة وموقعة ومشهود عليها دوليا وإقليميا، ولكنها إنتهت بإنتهاء مراسيم التوقيع عليها. لذلك، أعتقد من الضروري جدا، مع كل دعوة جديدة للحوار والوفاق، أن ينشغل الذهن بسؤال رئيسي هو: لماذا لم تنجح دعاوى الحوار السابقة، وخاصة تلك التي أفرزت تفاوضا وإتفاقيات أعقبتها إبتسامات التصالح والتعافي المتبادل، لماذا لم تنجح في تحقيق معادلة السلام والاستقرار في السودان، رغم كل ما بذل في هذه الاتفاقيات من جهد ومال، ورغم الدعم الواسع لها، وأحيانا المشاركة المباشرة فيها، من المجتمع الدولي والإقليمي؟ ولماذا هذه الاتفاقيات دائما تحمل في داخلها بذرة فنائها؟ ولماذا الاتهامات بالتلاعب في تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني الأخير؟
أعتقد، الإجابة على هذا السؤال هي مبتدأ خروجنا من الحلقة الشريرة الفرعية، المتولدة عن الحلقة الشريرة الأم، والمتمثلة في أزمة…حوار…..إتفاق…أزمة. ولا أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال يمكن أن تأتي من فرد واحد أو حزب واحد، فقد ولى زمن الفرد السوبر، مثلما انقضى عهد الجماعات التي تدعي قدرتها وحدها على إصلاح الحال. وقطعا، بدون توفر حالة تشارك وتفاعل حقيقية يحسها أي فرد في أي من مجموعات المجتمع المختلفة، لن نخطو خطوة واحدة في معالجة قضايانا.

٭ كاتب سوداني

ضمير السلطان

د. الشفيع خضر سعيد

عملية «شفط» مصر

Posted: 24 Jun 2018 02:14 PM PDT

قبل سنة وأكثر، أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي بشن حملة شاملة لاسترداد أراضي الدولة المنهوبة، وبدت الدولة المصرية كلها في حالة طوارئ قصوى، وجرى حصر شامل في أسبوعين، لما أمكن الوصول إليه من الأراضي المعنية، وكانت الحصيلة مذهلة، ثم كانت الخطوة التالية التي تتعثر إلى الآن، وهي تحصيل القيمة المالية للأراضي المسروقة، التي تقدر بمئات المليارات من الجنيهات، والتي تبدو كافية لسداد ديون مصر.
وللتذكير فقط، كانت الأرقام المعلنة في مؤتمر رسمي بحضور الرئيس على النحو التالي، فقد بلغت مساحات الأراضي الزراعية المنهوبة المحصورة مليونا و931 ألف فدان، وبلغت مساحات أراضي البناء المنهوبة المحصورة نحو 165 مليون متر مربع، ولك أن تتخيل حجم القيمة السوقية للأراضي المعنية، وهي جانب محدود من ميراث مملكة النهب في مصر.
ولن نذهب بعيدا بجموح الخيال المالي، ففي ضوء تصريحات رسمية، صدرت عن الرئيس السيسي نفسه، جرى تقدير قيمة أراضي العاصمة الإدارية الجديدة وحدها، وتبلغ مساحتها الكلية نحو 175 ألف فدان، قدر الرئيس قيمتها بنحو 750 مليار جنيه في أدنى حد، وهو ما يعنى ببساطة، وبالقياس العام، أن قيمة الجزء المحصور من الأراضي المنهوبة، وبحسب الأرقام المعلنة السابق ذكرها، قد يصل إلى تريليونات الجنيهات بأسعار اليوم، لم نسمع أن شيئا يذكر منها جرى تحصيله، بل دخلنا في دوامة ومتاهة تصريحات تظهر وتختفي، وكلام معاد مزاد منقح عن ضرورات التقنين والتوفيق، وإعطاء المهلة تلو المهلة، في تسويف متكرر، تواصل لسنوات.
كان الأمر في البداية بيد وزارة الزراعة، التي جرى سجن وزيرها الأسبق بتهم فساد ورشوة، وقد أعطى الوزير ـ إياه ـ مهلا وفرصا زمنية لخمس مرات متتالية، لم تسفر عن استعادة قرش من حق الدولة والشعب، ثم جرى الانتقال إلى إنشاء اللجنة العليا لاسترداد أراضي الدولة، وعهدت رئاستها إلى المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية، وأقيمت مزادات متفرقة لمساحات أراض جرى استردادها، ولم تتجاوز الحصيلة بضعة مئات من ملايين الجنيهات، ثم دخل الرئيس بنفسه على الخط، وجرت حملة الاسترداد، وتوالت الأسابيع والشهور، بدون أن يجري تحصيل حق الدولة إلى الآن، وبدون أن تتوقف الشكاوى الرسمية في الوقت نفسه من عجز الموازنة، واضطرار الحكومة إلى تنفيذ روشتة متفق عليها مع صندوق النقد الدولي، واتخاذ قرارات تقشف وإلغاء لدعم الطاقة، تنزل كالمطارق على رؤوس أغلبية المصريين، وتجعل حياتهم جحيما، بينما يتم تدليل كبار الناهبين لأراضي الدولة، وفي حوزتهم ما يزيد على موازنة الدولة كلها، ويجري منحهم فرصا ومهلا إضافية، أحدثها مهلة طلبات التقنين، التي قيل إنها الفرصة الأخيرة، وتقدم لها عشرات الآلاف من صغار ومتوسطي الناهبين، بلغ عددهم كما قيل 120 ألفا، لم يسدد رسوم الطلبات بينهم سوى 77 ألفا، بينما فعلها الآخرون على نحو صوري تماما، ولمجرد ذر الرماد في العيون، وأملا في كسب مزيد من الوقت لتكريس الأمر الواقع، وتضييع حق الدولة في دهاليز لجان التقدير والتثمين، التي قيل إن خلافاتها ستحال إلى المحافظين وطواقم المحليات، ما يعني أن المتاهة ستكون بلا آخر منظور، فليس أعظم فسادا في مصر من إدارات المحليات، والفساد فيها من «الساس للراس» .
ومغزى القصة ظاهر بوضوح ناطق، هو أن الفساد في مصر ليس ملمحا جانبيا، ولا مجرد انحراف شخصي، ولا محض انهيار أخلاقي، أو حالات شواذ لإساءة استعمال السلطة العامة، بل الفساد كامن ومسيطر في صلب الجهاز الإداري للدولة، وسوس ينخر في بدنها، يفقدها أي معنى للثقة أو القبول، ويهيمن على قراراتها البيروقراطية، وقد تكونت حالة هيمنة الفساد عبر عقود، تحولت في أحدث صورها إلى تحالف مرئي بين البيروقراطية الفاسدة ومليارديرات النهب العام، وقصة الأراضي المنهوبة مجرد زاوية من الصورة، يتبين فيها حجم وأثر التحالف مع أمراء المال الحرام، وتتولى فيه البيروقراطية الفاسدة، عملية إعاقة تنفيذ أي قرارات تهدد مصالحها ومصالح الحلفاء، حتى لو كانت صدرت عن الرئيس نفسه، والوسائل تعرفها جيدا سلطة البيروقراطية المصرية، وهي ألعن بيروقراطيات الدنيا، فبوسعها في كل وقت، أن تجاري التصريحات المعلنة عن مطاردة الفساد، وقد عاد الرئيس للإلحاح عليها في آخر إفطار رمضاني رسمي، وطلب من الشعب نفسه أن يعاون في الحرب ضد الفساد، وبدون أن يحدد وسائل الحرب، اللهم إلا إذا كان هناك تصور بكفاية عمل الجهات الرقابية، وتعويل وحيد على مطاردات وعمليات جهاز الرقابة الإدارية، وهو جهاز عظيم النشاط، فلا يكاد يمر يوم واحد، إلا وتعلن فيه الرقابة الإدارية عن ضبط قضية فساد أشنع من سابقاتها، وفي كل مجالات عمل أجهزة الدولة، وفي كافة القطاعات الرسمية وشبه الرسمية، من وزارة التموين إلى النشاط الكروي، ومن دواوين القضاء إلى إدارات المحليات والزراعة، وفي تشكيلات الوزارات والهيئات العامة والخاصة، وفي المراتب العليا والوسطى من المسؤولين، ولا شك في استحقاق جهود ضباط الرقابة الإدارية للتحية والإشادة، لكن تلك الجهود على أهميتها، لا تكفي لكنس الفساد في مصر، وقصارى ما يمكن أن تؤدي إليه، أنها تكشف حجم واتساع الفساد بالطول وبالعرض، وتنبه المعنيين إلى خطر توحش امبراطورية الفساد، وهو خطر أكبر بمراحل من خطر جماعات الإرهاب، ولن ينتهي أبدا بعمليات ضبط متفرقة لمسؤولين فاسدين في الوزارات والمحافظات والشركات، ولا بالوعظ والإرشاد طبعا، ولا بتقديم أكباش فداء لامتصاص غضب الناس، بل بخطة عمل متكاملة، تحتاج إلى إرادة وقرار سياسي نهائي، يدرك أنه لا أمل يرتجى مع بقاء الفساد بصورته المتضخمة في مصر، ولا قيمة مع الفساد لأي كلام عن إصلاح إداري أو إصلاح اقتصادي، ولا لتطوير التعليم أو ترقية أحوال الصحة، فالفساد يستنزف حصيلة الجهد الوطني العام، ويهرب مئات مليارات الدولارات إلى خارج مصر، ويسرق أصول الدولة حتى آثارها، وقد صار الفاسدون طبقة متحكمة في المصائر، وأغلب الثروات المليارية والتريليونية الطافية على السطح المصري، لم يجر تحصيلها ولا الوصول إليها بوسائل قانونية مشروعة، بل عبر اختراق القانون وتوظيفه، واستصدار تشريعات تحمي الفساد نفسه، وتطيل عمره، وتضمن أمانه، وتفتح له المخارج والمهارب.
وعلى نحو ما جرى من إقرار المصالحات في قضايا الكسب غير المشروع، وتحصيل مبالغ رمزية مقابل إطلاق حرية الفاسدين في العمل، وبدعوى تشجيع الاستثمار والمستثمرين، وهو ما يفسر المصير البائس الذي آلت إليه قضايا وتحقيقات ومحاكمات مليارديرات النهب العام، فلسنا بصدد قضايا فساد عابرة، بل بصدد «شفط» منظم لثروة المصريين، وفي حماية القانون المشوه في كثير من الحالات، وعلى نحو ما جرى في تشريعات «الخصخصة»، التي بيعت فيها مصانع البلد وقلاعها الإنتاجية بتراب الفلوس، وجرى تحطيمها، و»تسقيع» الأراضي بعد غلق المصانع وتشريد العمال، وإضافتها لحساب تشريعات وقرارات «تخصيص» أراضي الدولة لمليارديرات الباب العالي، ثم حين صدرت أحكام قضائية نهائية باتة بإعادة المصانع المباعة بالتدليس للدولة، عجزت الدولة عن إعادة افتتاحها وتشغيلها إلى الآن، بل يجري الحديث من جديد، عن استئناف «الخصخصة» على نحو مختلف، وتخريب وتفليس ما تبقى من مصانع قطاع الأعمال العام، وطرح الشركات الناجحة الرابحة للتداول في البورصة، وفي أولها شركات البترول ومحطات الكهرباء وبعض البنوك العامة، وعلى سبيل التنفيذ الحرفي لروشتات صندوق النقد الدولي القديمة الجديدة، التي انهكت سواد المصريين، وتكاد تعجزهم عن مواصلة بطولة البقاء على قيد الحياة، وتحرقهم في أفران الغلاء غير المتناسب مع الأجور الهزيلة إن وجدت، وبهدف توفير 50 مليار جنيه لموازنة الدولة، كما تقول التصريحات الرسمية، بينما يبلغ حجم تهرب الكبار من دفع الضرائب 400 مليار جنيه سنويا طبقا لأرقام رسمية، أي أنهم يتركون للكبار ثمانية أمثال ما يقتطعونه من قوت الفقراء والطبقات الوسطى، وهؤلاء الأخيرون يصل عددهم لنحو التسعين مليونا من جملة المئة مليون مصري.
والخلاصة لا تخفى، فالحرب على الفساد ليست قرارا بيروقراطيا، ولا مطاردات موسمية، بل قرار سياسي، يلزمه انحياز اجتماعي للتسعين مليون مصري، من الفقراء المطحونين والطبقات التي كانت وسطى، وتلزمه إشاعة وإطلاق الحريات العامة، وأولها حرية التعبير والكشف عن الحقائق، واستدعاء استنفار شعبي يشبه التعبئة العامة في الحرب ضد الإرهاب، وإلغاء التشريعات المحابية للفساد وأصحاب الثروات المنهوبة، والتطهير الشامل لجهاز الدولة، وصياغة قوانين عادلة، تحل عقوبة الإعدام في قضايا الفساد، بدلا من المصالحات العبثية، وتقر نظام الضرائب التصاعدية، وتسترد كل جنيه ضائع في تعاقدات الدولة و»الخصخصة» والتهرب من الضرائب والجمارك والأراضي المنهوبة، وغيرها مما لا يحصى، بما يزيد موارد الدولة إلى خمسة أمثالها على الأقل، ويعيد توزيع الثروات والخدمات، في بلد يعيش غالب سكانه تحت سقف القاع.

كاتب مصري

عملية «شفط» مصر

عبد الحليم قنديل

في الهلال الكئيب تتعدّد الأولويات وتتصادم بين سوريا وأعدائها

Posted: 24 Jun 2018 02:13 PM PDT

خلال أسبوع تقريباً، تزامنت أحداث عسكرية وسياسية متعددة ولافتة في الهلال الخصيب، أو بالأحرى الكئيب.
على الصعيد العسكري، حدثت غارة جوية غامضة ضد قوات متحالفة مع الجيش السوري في منطقة البوكمال على مقربة من الحدود السورية – العراقية. ضحايا الغارة قارب الستين، اربعون منهم من مقاتلي «الحشد الشعبي» العراقي والبقية سوريون ولبنانيون. دمشق اتهمت أمريكا بالاعتداء، فيما سارعت مصادر رفيعة في واشنطن إلى الإعلان عن مسؤولية اسرائيل. بنيامين نتنياهو كان صرّح في جلسة حكومته عشية الاعتداء يوم الاحد الماضي (2018/6/17) أن القوات الإسرائيلية ستقوم باقتلاع الوجود العسكري الإيراني اينما كان في سوريا، حتى لو تطلّب ذلك العمل في عمقها، الأمر الذي أكّد مسؤولية إسرائيل عن الغارة.
أمريكا لم تتأخر في تأكيد دعمها العسكري المكشوف لإسرائيل ضد سوريا. فقد هاجمت قواتها المتمركزة في منطقة التنف على مقربة من الحدود مع العراق والأردن موقعاً عسكرياً سورياً جنوب شرقيّ تدمر، لكن دونما طائل. كما قامت طائراتها بقصف مواقع سورية شمال شرقيّ دير الزور، ما تسبب بسقوط ضحايا مدنيين.
سوريا كانت تحسّبت قبل هذه الاعتداءات للعدوان الصهيوأمريكي، فقررت فتح معركة الجنوب السوري لتحرير المناطق التي تسيطر عليها تنظيمات ارهابية تدعمها اسرائيل. معركة الجنوب تركزت على محورين: درعا وقرى ريفها الشرقي، والسويداء وقرى باديتها في الجنوب الشرقي المحاذية للحدود مع الاردن ولمواقع القوات الامريكية في التنف. في بادية السويداء كما في بادية الشام شرقيّ حمص، تمكنت القوات السورية من تحقيق نجاحات ملحوظة، ولاسيما ضد مقاتلي «داعش» المدعومين من القوات الامريكية في التنف.
واكب الاعتداءات الصهيوأمريكية على شرق الهلال الكئيب عدوان إسرائيلي متمادٍ على جنوبه (قطاع غزة) ولاسيما على مسيرات العودة فيه ايام الجمعة. لكن إزاء نجاح حملة الطائرات الورقية والبالونات المتفجرة في إحراق عشرات آلاف الدونمات من الحقول والمحميات والحدائق في مستعمرات (مستوطنات) غلاف غزة، هدد نتنياهو بتشديد الرد الصهيوني على قوى المقاومة في غزة، وأن «على جميع اعداء إسرائيل أن يدركوا ذلك».
في الواقع، لا يمكن الفصل بين الاعتداءات الصهيوامريكية في الهلال الكئيب عن الحرب التي تشنها السعودية وحلفاؤها على اليمن، وذلك في إطار الحرب الأمريكية «الناعمة « لكبح النفوذ الإيراني في منطقة غرب آسيا. ذلك أن ادارة ترامب تعتقد انها بإلغائها الاتفاق النووي وفرض عقوبات جديدة على ايران، تُلحق بها خسائر اقتصادية شديدة، من شأنها تعزيز قوى المعارضة في الداخل المناهضة لنظام الجمهورية الإسلامية.
على الصعيد السياسي، تصاعدت الحركة الدبلوماسية في المنطقة: زيارة نتنياهو لعمّان، وزيارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي لموسكو، ووصول قائد قوات حرس الحدود الروسي إلى إسرائيل، وزيارة موفديّ الرئيس الامريكي جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات لعواصم المنطقة، وزيارة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل لبيروت. هذه التطورات والمخاطر تطرح سؤالاً جدّياً عن اولويات أمريكا وحلفائها في المنطقة، كما أولويات سوريا وحلفائها، وطريقة كلٍّ من هؤلاء في مواجهة اولويات الآخر.
من الواضح أن لأمريكا اولويتين استراتيجيتين: حماية إسرائيل ودعمها، وكبح النفوذ الإيراني وصولاً إلى إضعاف نظام الجمهورية الإسلامية أملا بإسقاطه. أما إسرائيل تحظى دائماً بدعم أمريكي سخي بالمال والسلاح، وبالتزام موثّق برسالة من ترامب بألاّ يطلب منها نزع سلاحها النووي، على أن تستمر سياسة الغموض التي تتبعها في هذا المجال. مجلة «نيويوركر» الامريكية التي كشفت رسالة ترامب لم تشر إلى أي تعهد اسرائيلي مقابِل بعدم استعمال السلاح النووي، إلاّ بموافقة واشنطن ما يعني انه يبقى في وسع إسرائيل استعمال سلاح التدمير الشامل هذا بمعزل عن اي قيود امريكية، أو دولية.
فوق ذلك، دعمت واشنطن وتدعم مخطط إسرائيل الهادف إلى تفكيك سوريا. لذلك قامت بتحذير دمشق «من أن اي تحرك عسكري للقوات الحكومية ضد منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا يهدد بتوسيع النزاع». الناطقة باسم الخارجية الامريكية هذر نويرت، هددت بأن «الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات صارمة ومناسبة رداً على انتهاكات الحكومة السورية في المنطقة». بالتوازي مع هذا الموقف المنافي لحق سوريا ببسط سيادتها على كامل ترابها الوطني، اتخذت واشنطن موقفاً مماثلاً من إعلان سوريا اعتزامها تحرير محافظات دير الزور والرقة والحسكة من التنظيمات الإرهابية، إذ ما زالت واشنطن تدعم سيطرة فصائل كردية سورية متعاونة معها على اجزاء واسعة من تلك المحافظات، بقصد تحويلها إلى كيانات مستقلة عن الحكومة المركزية في دمشق.
في اليمن، تدعم واشنطن السعودية وحلفاءها ضد حكومة صنعاء الشرعية، أملاً بقيام عدة كيانات سياسية تتوزع مساحة البلاد، وتحول دون إقامة حكومة مركزية متحررة من النفوذ السعودي.
في وجه المخططات والاعتداءات الصهيوامريكية، تؤكد سوريا إصرارها على استعادة وحدتها، وبسط سيطرتها على كامل ترابها الوطني. كذلك تفعل المقاومة الفلسطينية في كل مناطق الوطن السليب، ولاسيما في قطاع غزة والضفة الغربية. ايران وحزب الله اللبناني يدعمان سوريا والمقاومة الفلسطينية سياسياً وميدانياً، في اطار محور المقاومة الذي بات، على ما يبدو، يضمّ العراق أيضاً. ومن الواضح أن ايران وحزب الله يصران، بدعم غير مباشر من روسيا، على فتح ممر عبر الحدود السورية – العراقية في منطقة البوكمال ليكون شريان امداد لوجيستي من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق. واذْ تناهض إسرائيل هذا التوجّه الحازم لمحور المقاومة (بدليل غارتها الجوية الاخيرة على منطقة البوكمال الحدودية) فإن سوريا تجد نفسها مضطرة إلى الترحيب بقواعد عسكرية ايرانية على اراضيها، بغية ضمان دفاع فاعل عن أمنها القومي، كما عن أمن ايران في وجه إسرائيل وامريكا.
روسيا جادة في دعمها سوريا لاستعادة وحدتها وسيادتها على كامل اراضيها، لكنها حريصة على عدم استفزاز أمريكا توخياً لإنجاح المفاوضات في جنيف وسوتشي، الرامية إلى ايجاد حل سياسي للأزمة المتمادية. غير أن موقفها هذا لا يحول دون الضغط سياسياً على أمريكا، بدليل اعلانها اخيراً أن على جميع القوات الاجنبية المتواجدة في سوريا دونما ترخيص من حكومتها الجلاء عنها. هذا الموقف لا ينسحب على ايران لأن قواتها متواجدة في سوريا بترخيص من حكومتها.
هكذا تتواجد وتتزاحم اولويات الدول والقوى والفصائل المتصارعة في ساحات الهلال الكئيب. وهي اولويات تضج بشتى التحديات والمخاطر المرشحة إلى احتكاكات وانفجارات مدوّية، وربما تؤشر ايضاً إلى الانتقال بالهلال الكئيب من حال الحرب الناعمة إلى حال الحرب الساخنة.

كاتب لبناني

في الهلال الكئيب تتعدّد الأولويات وتتصادم بين سوريا وأعدائها

د. عصام نعمان

هل سيكون انقلاب 19 يونيو 65 الأخير في الجزائر؟

Posted: 24 Jun 2018 02:13 PM PDT

لم يحتفل الجزائريون هذا الأسبوع بذكرى انقلاب 19 يونيو 1965، كما تعودوا على ذلك لمدة أربعين سنة. فقد ألغى الرئيس بوتفليقة في 2005، هذا التاريخ من قائمة الأعياد الوطنية. بوتفليقة الذي يملك علاقة خاصة جدا بهذا الحدث وتداعياته السياسية، فالرائد عبد القادر (بوتفليقة) هو الذي «سوّق» بن بلة لزميله قائد الأركان هواري بومدين في 1962، عندما كانت المجموعة تبحث عن وجه تاريخي، تضعه على واجهة حكمها الجديد بعد الاستقلال.
عرض بوتفليقة، رفضه بوضياف وآيت أحمد، في حين قبل به بن بلة الذي يكون بوتفليقة قد «لمعه» في عيون مجموعة وجدة لاعتبارات جهوية كذلك، زيادة على الخصال التي يتمتع بها بن بلة، وتجعله قابلا للقيام بمهمة «الواجهة الشرعية» التي تبحث عنها المجموعة الحاكمة، الفاقدة للشرعية تلك الفترة. علاقة بوتفليقة لا تتوقف عند هذه المحطة التاريخية، عندما كان رسول مجموعة وجدة الى المساجين الخمسة (بوضياف /ايت احمد/ بيطاط /خيضر)، قبيل الاستقلال مباشرة، لجس نبضهم من حكم ما بعد الاستقلال الذي كانت المجموعة تريد السيطرة عليه.
سنجد بوتفليقة مرة أخرى عندما اندلع الصراع بين الرئيس بن بلة ووزير دفاعه العقيد هواري بومدين. فقد أصر بن بلة على إقالة بوتفليقة من منصبه وزيرا للخارجية وهو ما يكون قد سرّع في توقيت الانقلاب، الذي قررت مجموعة وجدة القيام به وحسم أمرها ضد هذا الرئيس، الذي تغول سياسيا، بالسيطرة على مراكز القرار السياسي المختلفة خلال هذه الفترة القصيرة من حكمه (1962/1965) سجن فيها، نفى وأبعد أكثر من وجه تاريخي، من رفاق الأمس.
هذه العلاقة مع بن بله في وصوله إلى الحكم في 1962 ومغادرته له في 1965 للبقاء في السجن مدة طويلة (1965/1980) لاحقا هي التي قد تفسر لنا تلك العلاقة الجد خاصة التي ربطها بوتفليقة معه بعد وصوله إلى الحكم في 1999. وكأن الرجل أراد التكفير عن ذنوبه، بما يكون قد تسبب له فيه من سجن ومغادرة للسلطة.
الجانب النفسي لهذه العلاقة بين الرجلين، التي تفسر بكل تأكيد إلغاء 19 يونيو كعيد وطني من قبل الرئيس بوتفليقة في 2005. بعد أن هدأت النفوس وغيب الموت بومدين، ولم يعد يمثل بن بلة أي خطر سياسي على النظام، بعد فشله في العودة الى الجزائر كزعيم سياسي، عند خروجه من السجن في عهد الرئيس بن جديد (1980). استمر النقاش في الجزائر حول ما حدث في ليلة 19 يونيو 1965 لغاية اليوم، هل هو انقلاب عسكري أم تصحيح ثوري؟ كما يصفه البعض، بعد ان اكتفى منفذو الانقلاب بإبعاد بن بلة، بدون تغيير في النظام، أو في رجاله الذين استمروا في الغالب في مواقعهم. نقاش لم يتطور لمعرفة لماذا حصل هذا التغيير من خارج المؤسسات السياسية على كثرتها (مجلس تشريعي/ حكومة/حزب حاكم)، أقل من ثلاث سنوات بعد ثورة شعبية كبيرة. ولماذا يسيطر فرد بهذا الشكل على مؤسسات اتخاذ القرار، كما حصل مع بن بلة (أكثر من عشرة مواقع مهمة داخل الرئاسة والحزب والحكومة) لم تنفعه عمليا عندما تمت تنحيته بسهولة كبيرة من قبل رفاق الأمس الذين كانوا قد فرضوه على الجميع. مشهد سياسي يشبه إلى حد كبير المشهد الحالي في الجزائر، وهي على أبواب انتخابات رئاسية مهمة (أبريل 2019). بعد فترة حكم الرئيس بوتفليقة الطويلة، التي سيطر فيها كشخص ومركز قرار على مقاليد الأمور، لدرجة غياب أي دور للمؤسسات الكثيرة التي يفترض ان تتم داخلها مناقشة مسألة التغيير السياسي بمناسبة هذه الانتخابات. نقاشات اخذت في بعض الأحيان منحى المطالبة بتغيير الرئيس فقط، كما حصل مع بن بلة، نظرا لسيطرة شخص الرئيس على المشهد السياسي، وكأن كل مشاكل الجزائر أو جلها مرتبط بذهاب الرئيس بوتفليقة وتغييره برئيس آخر. موقف تدفع في اتجاهه قوى سياسية كثيرة لا يهمها تغيير النظام. وجهة نظر تزيدها حضورا الحالة الصحية المتدهورة للرئيس، التي تبرر هذا التركيز على الشخص وليس المؤسسات.
إذا كان من السهل نسبيا تغيير الرئيس بمناسبة هذه الانتخابات، فإن الطبقة السياسية الجزائرية ليست على قلب رجل واحد عندما يتعلق الأمر بتغيير النظام السياسي ومؤسساته، رغم اتفاق الكثير على أنها أصبحت خطرا فعليا، بالشكل التي تعمل به منذ سنوات، استفحل أكثر في عهد الرئيس بوتفليقة الذي أضعف المؤسسات ولم يحاول تحسين أدائها، كما كان مأمولا منه عند وصوله للحكم في 1999.
تغيير المؤسسات الذي يتطلب توافقا بين النخب الفاعلة، غير متوفر لحد الآن، بل لم يناقش أصلا كموضوع بشكل جدي وعميق، إذا استثنينا مبادرة تنسيقية الانتقال الديمقراطي المحتشمة، التي دعت إليها أحزاب سياسية معارضة وشخصيات لأول مرة في الجزائر (2014)، أو بعض المبادرات الحزبية التي بقت في مرحلة الاقتراح، كما كان الحال مع مبادرة جبهة القوى الاشتراكية للإجماع الوطني.
فشل في التوافق حول التغيير المؤسسي يعود في جزء كبير منه إلى غياب دور المؤسسات السياسية بالذات، كما كان الحال في 1965، بل أكثر ربما، فقد تمكنت الجزائر شكليا من بناء مؤسسات سياسية عديدة بعد الاستقلال، من صفاتها الأساسية أنها لا تصمد امام أي خلاف سياسي جدي بين الأفراد والشلل السياسية. فلا مؤسسات الحزب الأحادي تحولت فعلا إلى مركز قرار سياسي، ولا البرلمان ولا حتى الحكومة كهيئة تنفيذية بصلاحياتها القانونية الواسعة شكليا.
يخبرنا التاريخ السياسي للجزائر أن قرارات الحسم السياسي المرتبطة بالتغيير النوعي تتم من خارج هذه المؤسسات، من قبل مجموعات صغيرة من الوجوه التي لا تملك في الغالب أي صفة قانونية، بل ليست معروفة أصلا من قبل المواطن، رغم اتخاذها لقرارات مصيرية أثرت بشكل عميق على تاريخ البلد السياسي، كما كان الحال مع قيادات من الجيش (المخابرات) لفترة طويلة بعد الاستقلال، بدون أن يعرف الجزائري بالضبط أسماء ومواقع هذه القيادات العسكرية التي تضم إليها في بعض الأحيان «وجوها سياسية»، تقرر مصيره في غيابه. ضبابية تعمقت أكثر بعد ما شاع في المدة الأخيرة، عن تدخل رجال الأعمال وأفراد من عائلة الرئيس كلاعبين سياسيين جدد، زادوا أكثر في اضعاف دور المؤسسات وفي غموض عملية اتخاذ القرار السياسي، وصعّبوا بالتالي من عملية إصلاح هذا النظام الذي فقد هويته السياسية وتحول إلى خطر على الدولة والأمة.

كاتب جزائري

هل سيكون انقلاب 19 يونيو 65 الأخير في الجزائر؟

ناصر جابي

الدعوة الفاجرة

Posted: 24 Jun 2018 02:12 PM PDT

كل دعوة تُحَبِّبُ الفقر إلى الناس، أو تُرضِّيهم بالدون من المعيشة، أو تُقنعهم بالهُون فى الحياة، أو تُصبِّرهم على قبول البخْس، والرضا بالدَّنِيَّة، هي دعوة فاجرة، يُراد بها التمكين للظلم الاجتماعي، وإرهاق الجماهير الكادحة في خدمة فرد أو أفراد. وهي ـ قبل ذلك كله ـ كذب على الإسلام، وافتراء على الله.
صدق المفكر الراحل محمد الغزالي، هي دعوة فاجرة، تلك التي تَلْبسُ ثوب الحق، وهي تُخفي وراءها الباطل، وما بين الحق والباطل حدٌّ فاصل رقيق، يقف عليه المُلَبِّسون على الناس دينهم.
في الوقت الذي تئِن الشعوب العربية من سوء المعيشة وغلاء الأسعار، في ظل الأنظمة الفاسدة التي سرقت خيرات العباد، ينبري كهنة المعبد لدعوة الناس إلى الصبر على المصائب والنوائب، والرضا بقضاء الله وقدره، وتحميلهم المسؤولية عن ذلك الغلاء، بسبب ذنوبهم، والهدف واضح، وهو التغطية على فساد السلطة وسوء إدارتها للبلاد، ونأيها عن مسار العدالة الاجتماعية. هو المنهج ذاته الذي تبنّاه نابليون بونابرت في حمْلته على مصر، حينما وزع منشورًا على المصريين يأمرهم فيه بالرضا بقضاء الله وقدره، والتحذير من أن مقاومة الفرنسيين معارضة للأقدار. وهو المنهج ذاته الذي تبنّته بعض الطرق الصوفية المُغالية التي روّجت للمُحتلين، بحجة أن جهادهم ينافي الرضا بالقضاء والقدر.
واليوم تُروِّج عمائم السلطات لتلك الدعوة الفاجرة، التي يُراد بها تبرير الظلم الاجتماعي، ولا خلاف في أن المسلم يرضى بقضاء الله وقدره ويصبر على الفقر وشَظَف العيْش، لكن الدّين الذي أمره بذلك، هو الدين ذاته الذي أمره بالأخذ بالأسباب، وإصلاح الأوضاع الفاسدة، والأخذ على يد الظالمين.
هؤلاء الذين يُحمِّلون الشعوب مسؤولية الغلاء وسوء الأوضاع المعيشية، ويأمرونهم بالتوبة حتى تنقشع الغُمّة، لم يخبروهم أن من هذه التوبة التصدي للفساد السياسي والمالي الذي صنع الأزمات الاجتماعية، وأحدث شرخًا في المنظومة القيمية للمجتمعات.
إنهم يُمْعِنون في التلبيس على الناس، فيستحضرون حقبة في العهد النبوي كان المسلمون يأكلون فيها أوراق الشجر، والنبي صلى الله عليه وسلم يربط على بطنه الحجر من شدة الجوع، فصبروا على الفاقة والعَوَز.
ووجْهُ التلبيس، أنهم يُشبهون العهد النبوي، الذي كان يحكم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير من عدل وحكم بالقسط»، بحكم المُستبدين الذين نهبوا ثروات الأمة، وأودعوا خيراتها في يد ثُلّة من شرذمة تقوم بدور الظهير لكل طاغية، تدعم مُلكه، وتنوب عن الشعب المطحون في إظهار الرضا بقرارات السيد، ولو كان الشعب لا يجد قوت يومه.

الذين يأمرون الشعوب بالصبر على الجوع في ظل فساد السلطات، هم تلك الطبقات التي لم تُجرّب معنى خواء البطون، فهم الذين يأكلون في المطاعم الفاخرة، وغيرهم يبحث عن كسرة خبز في حاويات القمامة، يركبون السيارات الآخرة وغيرهم يتكدّس في وسائل النقل العامة، يسافرون للعلاج في الخارج وغيرهم لا يجد لولده ثمن زجاجة دواء، يُلحقون أبناءهم بالمدارس الخاصة، وغيرهم لا يجد لأبنائه ثمن حقيبة مدرسية أوّل العام.
فأنى لمثل هؤلاء الذين لم تُصبهم الدائرة أن يشعروا بالفقير؟
الذين يتكلمون منهم باسم الدين ويتحدثون عن خلافة عمر، التي شهدت عام المجاعة وصبر الناس عليها، لم يتحدثوا أن الخليفة عمر شارك رعيَّته المعاناة، ولم يكن له قصر منيف يأكل فيه أشهى الأطعمة بمعزل عن الجياع، بل كان يُقرْقر بطنه من أكل الخبز والزيت.
ولم يذكروا للناس أن أحد رعية عمر بن الخطاب، عارض أمير المؤمنين عندما أمرهم بالسمع والطاعة، فقال الرجل لا سمع لك ولا طاعة حتى نعلم من أين أتيت بالثوبين مع أن القسمة اقتضت أن يكون لكل فرد ثوب واحد، فلما أتى الخليفة عمر بولده وأخبرهم أن أباه رجل طويل لا يكفيه ثوب، فمن ثم أعطاه الثوب خاصته، فاطمئن الرجل وقال: الآن نسمع ونطيع.
والقصة مشتهرة في غير كتاب من كتب التراث، والعهدة على أهل التحقيق كابن القيم في إعلام الموقعين، وابن الجوزي في صفة الصفوة، وغيرهما من العلماء.
فرقٌ كبير في أن تحْدُث الأزمات المعيشية بسبب قلة الموارد والخيرات، مما لا دخل لأحد فيه، وأن تحدث تلك الأزمات بسبب فساد السلطة وغياب العدالة الاجتماعية، ففي الأولى تكون الدعوة إلى الصبر والرضا مقبولة، وفي الثانية لا تعدو هذه الدعوة أن تكون تبريرًا للجوْر والسرقة والظلم.
وربما تكون الدعوة للصبر والرضا بسوء الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار مقبولة، إذا أظهرت تشَارُكَ الحاكم والمحكوم المسؤولية في حدوث الأزمات، وأن على الطرفين إصلاح الفساد كلٌ في ميدانه ونِطاقِه، أما تحميل الشعوب وحدها المسؤولية فهذا حديث المُزوِّرين. الشعوب عندما ترضى بالهوان والمذلة وفتات الخبز، بينما ثمرات كفاحها يأكلها المترفون، فإنها على جهل عظيم بعلاقة الحاكم بالمحكوم، فالسلطان للأمة، تُولّي من يحكمها، وتراقبه، وتحاسبه، وتعزله إن اقتضى الأمر بالطرق المشروعة، وليس السكوت على الظلم الاجتماعي رضًا بالقضاء والقدر، بل هو سلبية وخنوع وتضييع للحقوق.
وليست تلك الكلمات خطابًا تثويريًا، وإنما هو بيان لزيف هذه الدعوة الفاجرة التي لا يستفيد منها سوى الأنظمة المُستبدة التي استأثرت لنفسها بثروات الشعوب، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

كاتبة أردنية‬

الدعوة الفاجرة

إحسان الفقيه

خريجو الجامعات وإعدادهم للعمل والحياة

Posted: 24 Jun 2018 02:12 PM PDT

يتزايد أعداد الخريجين في الجامعات العربية بصورة كبيرة نظرا لزيادة الطلب على التعليم الجامعي الناتج عن زيادة أعداد السكان في العالم العربي. يتزامن هذا التزايد مع التحولات والتغيرات التي يشهدها العالم من حولنا والتي تؤثر على حياتنا بكافة جوانبها ومجالاتها، فالثورة التي تقودها التطورات المتسارعة لتكنولوجيا المعلومات والاتصال كسرت الحدود التقليدية للدول وجعلت من العالم قرية صغيرة يستطيع أي منا التجوال فيها والدخول في أزقتها والاطلاع على مجريات الأمور فيها بسهولة ويسر ودون حسيب أو رقيب.

انفجار معرفي

وما يشهده العالم من انفجار معرفي في مختلف الحقول والعلوم عقد هذه التحولات والتغيرات وجعل ضرورة الاستعداد لمواجهتها والتعامل معها أولوية كل فرد من أفراد المجتمع بمن فيهم خريجو الجامعات الذين من المفترض أن يتبوأوا مراكز أمامية في عصر أصبح يعرف اقتصاده باقتصاد المعرفة.
هناك العديد من الجهات العالمية والمحلية التي قامت بلفت الأنظار، ولا زالت، نحو ما يجب أن يكتسبه خريجو الجامعات من مهارات ومعارف أساسية تمكنهم من الإنخراط في عالم العمل بعد تخرجهم بصورة مثمرة ومنتجة. فبرزت مسميات عديدة لتلك المهارات كان أكثرها شيوعا «مهارات القرن الحادي والعشرين»، إلا أنها جميعا تشترك في مجموعة من المهارات الفرعية الأساسية مثل مهارات الاتصال والتواصل والوعي المعلوماتي والوعي الإعلامي ومهارات الإبداع والتميز ومهارات حل المشكلات ومهارات المرونة والقدرة على التكيف والمهارات الحياتية وغيرها. واللافت للنظر في هذه المهارات أنها في أغلب الحالات لا يتم اكتسابها بصورة مدروسة ومنظمة وبأسس وقواعد سليمة في الجامعات العربية.
وهناك العديد من الجهات العالمية كذلك المهتمة بدراسة وتحديد وتحديث المهارات المطلوبة لعالم الأعمال اليوم. فنجدها تخرج بين الفترة والأخرى بقوائم لأهم المهارات وتقارير حول ما يجب أن يكتسبه الفرد من هذه المهارات كي يتمكن من دخول العمل بصورة مثمرة ومنتجة وفاعلة. فقد أشارت إحدى تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي في 2016، إلى أن 35% من مهارات القرن الحادي والعشرين التي تعتبر مهمة ستتغير النظرة إلى أهميتها وسيتبدل ترتيب هذه الأهمية. فالإبداع الذي كان يحتل المرتبة العاشرة في 2015 سيحتل المرتبة الثالثة في 2020، بينما مهارة الإصغاء الفعال، التي تعتبر مهارة أساسية اليوم، ستختفي تماما من قائمة أهم عشر مهارات وسيصبح الذكاء العاطفي، الذي لا يظهر في القائمة، أحد أهم المهارات التي يحتاج إليها الجميع حسب التقرير.
تتضمن البرامج التعليمية التي تقدمها الجامعات مساقات أو مواد متنوعة تغطي جوانب عديدة، وقد جرت العادة إلى تقسيم هذه المواد إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي متطلبات الجامعة الاجبارية والإختيارية ويكون لزاما على كل طالب أن يدرس هذه المتطلبات بغض النظر عن الكلية أو القسم الذي ينتمي إليه في الجامعة. وهناك متطلبات الكلية ومتطلبات القسم أو التخصص، وهذه أيضا تشمل ماهو إجباري وما هو اختياري من المواد. وتختلف نسبة المواد التي تقع ضمن متطلبات الجامعة الاجبارية والاختيارية بين جامعة وأخرى، فتتراوح ما بين 18% و25% من مجموع المواد التي على الطالب دراستها في برنامجه الدراسي.
تشترك الجامعات في مجموعة من الأهداف الخاصة بمواد متطلباتها الجامعية، ويتم الاجتهاد في العمل على تحقيقها بصورة متفاوتة. ومن بين هذه الأهداف الاسهام في تطوير وصقل شخصية الطالب وتنميتها بصورة شاملة متكاملة، وإكسابه مجموعة من القدرات كالقدرات العقلية والفكرية والثقافية واللغوية والقدرة على التواصل والتعبير وتعزيز هويته الوطنية وتقبل الآخر وغيرها من الأهداف. وكون هذه الأهداف مشتركة بين الجامعات العربية تقريبا فلا غرابة أن نجد مسميات هذه المواد متطابقة إلى حد كبير. وتشترك أغلب الجامعات كذلك في آلية تدريس هذه المواد، حيث أنه في الغالب ما يتم تدريسها لأعداد كبيرة من الطلبة وعادة ما تخصص مدرجات هذه الجامعات كقاعات تدريسية لهذه المواد. ومن الجدير ذكره أن النظرة لهذه المواد تختلف عن النظرة للمواد الأخرى التي يدرسها الطالب في برنامجه الدراسي. فنظرة الطالب لهذه المواد لا تؤخذ محمل الجد من قِبله، فهي مجرد مواد عادية مفروضة عليه وبالتالي يدرسها بهدف النجاح من أجل التقدم في برنامجه الدراسي. ونظرة المدرس لهذه المواد عادة ما تكون نظرة سطحية لا يعير أهمية للمادة التي يدرسها كما هو الحال في المواد الأخرى، فأعداد الطلبة كبيرة يصعب عليه متابعتهم وتلبية احتياجاتهم والقيام بما يجب عليه القيام بها كتنويع أساليب تدريسه وتوفير مصادر تعلم إضافية وتصميم أنشطة تعليمية تساعد في تحقيق أهداف المادة. أضف إلى ذلك أن طرائق التقييم لهذه المواد تكون موحدة فالاختبارات موحدة وحتى أسئلة هذه الاختبارات عادة ما تكون مكررة في كل فصل. ناهيك عن أن مقررات هذه المواد ربما لم يجر عليها أي تعديل أو تغيير أو تحديث منذ سنين، فالمادة التعليمية لكل من اللغة العربية واللغة الإنكليزية كمتطلبين إجباريين مثلا هي امتداد لما درسه الطالب في المدرسة علما أن الهدف المعلن من تدريسهما هو زيادة قدرة الطالب في التعبير والتواصل والانفتاح على الآخر.

المهارات التكنولوجية

المادة التعليمية لمساق يعني بتطوير المهارات التكنولوجية لدى الطالب ويأخذ مسميات مختلفة كمقدمة في الحاسوب أو مهارات حاسوبية لا زالت بعض الجامعات تتناول وحدات الإدخال ووحدات الإخراج في الحاسوب الشخصي والفرق بينهما مثلا، علما أن الأجهزة المحمولة والهواتف الذكية والأجهزة الأخرى المتنقلة قد حلت محل هذا الجهاز «التقليدي»، علاوة على أنه أصبح هناك منحى تعليمي أخذ اسم هذه الأجهزة وهو التعلم المتنقل. أما نظرة معظم الجامعات لهذه المواد فتتمثل بكونها موردا ماليا هاما، فعلى العكس من المواد الأخرى فهي لا تتطلب بنى تحتية كالمختبرات وورش العمل والتجهيزات الأخرى ولا تتحدد شُعبها بأعداد قليلة كما هو الحال في مواد التخصص مثلا.
نجد من خلال هذه الاطلالة العامة على مواد متطلبات الجامعة أنها تأخذ طابع التقليد في أغلب الأحيان مما يجعل اسهامها في تحقيق الأهداف التي تم ذكرها وصُمِمت أصلا من أجلها ضعيف جدا. فالمهارات التي من المفترض أن يكتسبها الطالب من خلال المواد الدراسية لهذه المتطلبات دائمة التطور، فمهارات الاتصال والتواصل التي كانت تعتمد على الوجاهية قبل ظهور الإنترنت تختلف عن تلك التي سادت فترة ظهور الجيل الأول من الشبكة العنكبوتية وما زامنها من تطوير لنظم الاتصال والتواصل، وهذه المهارات تختلف عن المهارات المطلوبة في هذه الفترة حيث الجيل الثاني للشبكة العنكبوتية وما يرافقه من تطور متسارع للتكنولوجيا. وها هو اليوم يتم الحديث عن الجيل الثالث لهذه الشبكة.
ونؤكد في هذا المقام أن مواد متطلبات الجامعة الإجبارية والاختيارية تشكل فرصة عظيمة لخريجي الجامعات من إكتساب المهارات التي تمكنهم من الدخول إلى الحياة العملية إذا تم التعامل معها بصورة علمية وموضوعية ومنظمة. ولكي نحقق ذلك لابد من إعادة النظر في كل من أهداف ومحتويات وآليات تدريس هذه المواد. وهنا تلعب قناعة القيادات العليا في الجامعات بأهمية هذه المواد ومدى اسهامها في إعداد خريجيها الإعداد اللازم لمتطلبات العصر الذي يعيشون. فالتنظير واستعراض ما قيل وما يقال في الاستراتيجيات والخطط وسرد نتائج الدراسات والأبحاث غير كاف. فلابد من بلورة كل ذلك وترجمته إلى خطط تنفيذية يتم مباشرة العمل من خلالها وتهيئة جميع الظروف المناسبة لعملية التنفيذ.
لابد أن تشكل إدارات الجامعات لجان متخصصة من مدرسيها تعنى بمواد متطلبات الجامعة. وأن يتم تنسيب أعضاء هذه اللجان بناء على ما يمتلكه هؤلاء الأعضاء من قدرات وإمكانات تؤهلهم لمتابعة وتقييم وتحديث هذه المتطلبات واقتراح الآليات المناسبة لتنفيذ تدريسها. ويكون من ضمن صلاحيات هذه اللجان اختيار مدرسي المواد ومتابعة أدائهم ورفع تقرير فصلي لإدارة الجامعة حول مجريات الأمور في تلك المواد. كما يجب أن يناط بهذه اللجنة توزيع هذه المواد حسب موضوعاتها وطبيعتها وأهميتها على فصول البرنامج الدراسي للطالب. وتكون من ضمن مسؤوليات هذه اللجان اختيار مدرسي هذه المواد وعقد ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة ومنتظمة لمدرسي المواد من أجل الاستمرار في تطورهم المهني والاطلاع على مستجدات الأمور في مجالات المهارات المختلفة.

مدير إدارة التربية في المنظمة العربية للثقافة والعلوم سابقا
جامعة النجاح الوطنية/ نابلس، فلسطين

خريجو الجامعات وإعدادهم للعمل والحياة

علي زهدي شقور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق