Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

السبت، 4 نوفمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


إسرائيل والنظام السوري والتلاعب بقضية الدروز

Posted: 03 Nov 2017 03:32 PM PDT

قامت فصائل من المعارضة السورية المسلحة أمس الجمعة بفتح معركة «كسر القيود عن حرمون» والتي تواجه فيها قوات للنظام السوري و«حزب الله» اللبناني والميليشيات المحلّية المساندة للنظام في المنطقة. الهدف من المعركة، حسب الفصائل، هو فتح الطريق بين الغوطة الغربية وبلدات ريف القنيطرة، وخصوصاً بلدة بيت جن المحاصرة منذ عشرة أشهر.
لتحقيق الهدف المذكور هاجمت الفصائل المذكورة حاجزاً عسكريا على مدخل حضر، وهي بلدة سكانها من طائفة الموحدين (الدروز)، فقتل تسعة أشخاص وجرح 21 آخرون. تبع ذلك اشتباك مع قوّات النظام ومع عناصر ميليشيات محلّية مساندة له، كما انطلقت مؤازرات لفصائل محلية في محافظة السويداء لمساندة قوات النظام والميليشيات المساندة له، كما حاول متظاهرون دروز من أهالي الجولان المحتل اقتحام الشريط الفاصل من جهة مجدل شمس المقابل لبلدة حضر «فزعة» لمواطنيهم وأقاربهم في القرية المقابلة، متهمين إسرائيل بتسهيل مرور فصائل المعارضة السورية.
ردّت إسرائيل على الاتهام على لسان الناطق الرسمي العسكري، أفيخاي أدرعي، بأنها لم تساعد ولن تساند «أي جهة إرهابية للمس بسكان قرية حضر»، أما المتحدث باسم الجيش، الجنرال رونن مانيليس، فقال إن الجيش الإسرائيلي جاهز «لمنع تعرض حضر للأذى أو الاحتلال كجزء من التزامنا إزاء المجتمع الدرزي».
النظام السوري في المقابل، بدأ قصف بلدة بيت جن المحاصرة بصواريخ أرض أرض، وأعلن على لسان جيشه، قتل القائد العسكري لمعركة «كسر القيود عن حرمون»، وعن استعادة قواته السيطرة «على تل الوسيط غرب حضر وأن معارك عنيفة تشهدها التلال المحيطة بالبلدة».
«القدس العربي» كانت قد نشرت على صفحتها الأولى أمس خبر اغتيال مسلحين في محافظة السويداء للمساعد بدر سليمان أبو حبيب، مدير سجن فرع الأمن العسكري الذي يترأسه العميد وفيق ناصر، على خلفية الغضب الشعبي الكبير داخل السويداء من اختطاف ميليشيات تابعة للنظام لفتاة قاصر، ويمثّل هذا الاغتيال تطوّراً مهمّاً يؤشّر لتصاعد التوتّر داخل المحافظة مع إمكانية واضحة لمناوشات يقودها ناشطون معارضون دروز ضد القوى الأمنية المخضّبة بدماء أبناء البلدة والوالجة في قضايا التعذيب والاغتيالات والابتزاز المالي.
قيام الفصائل المعارضة السورية بمحاولة فكّ الحصار عن بلدات الغوطة الغربية هو جزء من حيثيّات الصراع المستمر منذ الثورة السورية عام 2011، ولكنّه (أرادت هذه الفصائل أم لم ترد) يفتح تعقيدات طائفيّة وإقليميّة هي جزء من عدتي اشتغال النظام السوري وإسرائيل وطرقهما لشقّ الاجتماع السوري والفلسطيني على خلفيّات طائفيّة ودعاوى عتيقة، استخدمتها المنظومة الكولونيالية التي كانت تحتل البلاد، وورثتها أنظمة الاستبداد والاحتلال والاستيطان بكامل تفاصيلها، بل وزادت عليها الاستثمار في تأليب البدو على الحضر، والريف على المدينة، والقوميّات والإثنيات والطوائف والمذاهب على بعضها البعض.
من جهة أخرى، فإن الاتجاه الذي اتجهته بعض فصائل المعارضة بعد فشل الحراك السلمي نحو السلفيّة الجهادية المتطرفة، جعل الأقلّيات، وبينها الدروز، في وضع صعب، وجاءت مجزرة قتل 24 مدنيا درزياً في قرية قلب لوزة في ريف إدلب، عام 2015، على يد «جبهة النصرة»، لتصنع شرخاً هائلاً لا يمكن تجاوزه، وبالنسبة لكثيرين من الدروز، لم يعد الفرق بين فصائل المعارضة و«النصرة» مهمّاً، كما لم يعد مهمّا أن «النصرة» نفسها، انشقت لاحقاً عن «القاعدة»، وبدأت اتخاذ مسار سياسي وعسكري مختلف، يحاول تجاوز كوارثها السابقة. لقد دخل سيناريو ثورة المظلومين على النظام، منذ وقت طويل، في مجموعة كبرى من السيناريوهات الداخليّة المعقّدة.
رغم كل ما قلناه إن اتهام بعض أهالي مجدل شمس لإسرائيل بمساعدة الفصائل السورية المسلحة على دخول بلدة حضر يصبّ في طاحونة ادعاء النظام السوري الدفاع عن الدروز، وهو خطاب خطير يضع الدروز في مواجهة مع باقي السوريين، ويستبطن في داخله فكرة أن الدروز أقليّة في خطر، على النظام (وإسرائيل) حمايتها من «الإرهابيين المسلمين».
الاستسلام لهذه الفرضية يغفل في داخله دور الدروز المهم في مقاومة الاستبداد على اشكاله، وتشكّل أسماء مثل سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى أيام الاحتلال الفرنسي، وشيخ الكرامة فهد البلعوس، وعشرات آخرين، منارات مضيئة، ليس للدروز فحسب، بل للسوريين أجمعين.

إسرائيل والنظام السوري والتلاعب بقضية الدروز

رأي القدس

ألا يحدث ذلك أيضا عندنا في بلاد «الهص… الهص»؟

Posted: 03 Nov 2017 03:31 PM PDT

الصحافة الحرة ملكة الجرأة وفضح الحقائق المسكوت عنها. يتهامس عنها العارفون بالفضيحة هم كثيرون، ويسكتون كتقليد اجتماعي تدعمه المصالح المادية.. والنجومية!
وهكذا قامت جريدة «نيويورك تايمز» في أكتوبر/تشرين الأول بالكتابة علنا عن تحرشات جنسية معروفة ومسكوت عنها مهينة للكثير من نجمات السينما الهوليودية والعالمية بطلها هارفي واينستين المنتج والقطب الكبير من أقطاب صناعة السينما والنجوم الذي كان وراء فوز عدد كبير منهم بجائزة الأوسكار الشهيرة وسواه في أفلام أحسن اختيارها وموّلها. والأمثلة لا تحصى على النجاح الذي يستطيع ذلك القطب الهوليوودي الشهير هارفي واينستين توفيره لمن يدعمهم، كالفرنسية ماريون كوتيار التي نشرت صورتها مجلة (بوبليك) الفرنسية على غلافها و(الرفيق) واينستين يضمها إليه (20 تشرين الأول/أكتوبر 2017)

هل أكلن الطعم وبصقن على الصنارة؟

سكتت نجمات الغرب طويلا على ممارساته: 30 عاما!..
هذا ريثما اشتهرن!! … ويقمن اليوم (بتصفية الحسابات) كما يقال.
النجوم (الذكور) الكبار ومنهم راسل كراو ومَث دامون، و«بن أفليك»، وحتى جورج كلوني كانوا يعلمون بما يدور ويتسترون عليه لمصالحهم.
النجمة روز ماكغوين مثلا اتهمت أفليك الذي استنكر أفعال المنتج الكبير بأنه كان على اطلاع على اغتصابه للعديد من النجمات كي يحافظن على دعمه لهن وسكتن على ذلك وأنها شخصيا شكت إلى افليك ما حدث لها وأن أفليك نصحها بالصمت.! وثمة صحافية كتبت حول ذلك منذ عام 2004 مستنكرة ممارسات واينستين في مجلة «هوليوود اليوم» وطالبت فيه بمحاكمة المتسترين على أفعاله من كبار النجوم الذكور أمثال دامون وافليك وراسل كراو بتهمة المشاركة في الجرم، ولكن تم إسكاتها وإحراق المقال… في المقابل يقال إن الكثيرات رضين بأكل الطعم الجنسي للمنتج المنهوم جنسيا مقابل الشهرة والنجاح وهن اليوم يبصقن على الصنارة الجنسية التي «شهرتهن»!؟

كرة الثلج الملتهبة بين هوليوود وباريس

وما كاد المقال حول التحرش الفضائحي لواينستين المسكوت عنه يصدر في جريدة «نيويورك تايمز» كرة صغيرة من الثلج حتى تدحرجت الكرة وكبرت وصارت تغطي هوليوود وفرنسا وسواها باستثناء أنها ليست كرة من ثلج بل من نار الفضائح والعلاقة المتواطئة بين (الضحية) و(الجلاد). وها هي شهادات الفضح تتوالى وتدين المتحرش سيد أهم ستوديوهات هوليوود والمدير لشركتي انتاج هما بمثابة مصنع لتعليب النجوم شرط مرور النجمات على سريره لإثبات مهارتهن (الإبداعية)! وأصداء تلك الفضيحة دوت في الصحافة الغربية، ولم أشتر في الأسبوعين الماضيين مجلة بالفرنسية أو بالإنكليزية إلا وفيها بعضا من الحكايا والشهادات ضد شراهته الجنسية وتغوله، ولا أعني مجلات الفضائح فحسب بل الجادة كمجلة (باري ماتش) الباريسية مثلا التي أفردت للحكاية عدة صفحات مع ألبوم لصوره على السجادة الحمراء في «مهرجان كان» وهو يخاصر النجمات المنتشيات بالشهرة اللواتي قلن فيما بعد إنهن كن (ضحايا) له!

نموذج للإزدواجية صالح لفيلم ولرواية!

الطريف أن واينستين كان زوجا «مثاليا» لممثلة جميلة هي جورجينا شايمان التي قررت طلب الطلاق!؟ وبالذات بعدما قرأت شهادات نجمات كبيرات أمثال انجلينا جولي، غوينث بالترو، آشلي جود. إيما دي كون، روز ماكغوين. والقائمة تطول والاتهامات لا تطاله وحده بل الذين نصحوهن بالصمت خوفا من نفوذه… وهو صمت دام ثلاثة عقود، وحبل الكذب طويل جدا فيما يبدو!
إحدى النجمات تروي أنه طلب منها الصعود إلى جناحه في الفندق الفخم مدعيا أنه يعقد فيه اللقاء الفني، وحين صعدت وجدته وحده وعاريا في (برنس) الحمام ولا أستطيع أن أذكر للقارئ بقية الحكاية ناهيك عن سواها مما لا يليق نشره.
وهكذا بعدما حوصر واينستين بالفضائح اعترف بها وأعلن ندمه وأنه مريض جنسيا وسيذهب للعلاج (!) تراه في حقيقة الأمر «د. جيكل ومستر هايد» باختياره وبكامل صحو شهواته.

في بلاد «شريعة الصمت»: العقاب للصدق

قد يتساءل القارئ، ما صلتنا كعرب بتلك الحكاية؟ صلتنا وثيقة، فذلك يحدث عندنا أيضا، أي الصمت على الفضائح باستثناء أن الصمت عندنا لا يطال فقط حقل النجومية والمطربات الكبيرات والصغيرات الطامحات والممثلات الراضيات بصنارة بعض المسؤولين الكبار عن صناعة النجوم بل يطال حياتنا السياسية والإنسانية والاجتماعية والمالية والجنسية أيضا. والشعار عندنا لخصه قول الشاعر:

يا ناس لا تتكلمــــوا إن الكلام محرم
ناموا ولا تستيقظوا مـا فاز إلا النُوّم

ما يدور عندنا ليس في حقل النجمات الصاعدات فحسب بل وأولا في مناحي حياتنا كافة، والذين يصمتون ولديهم من المعلومات والأسرار ما يمكن له أن يزلزل حكاما في حقل الديكتاتورية والقلائل يقومون بالفضح خوفا من الأذى الذي يمكن أن يطالهم أو يطال أُسرهم..
وفي بلادنا، بلاد (الهص الهص) نعرف أن المرأة لا تجرؤ على فضح مغتصبها خوفا من تزويجها به وشقيقها لا يجرؤ على فضح الحاكم خوفا من صمت الإعلام رغم أصداء الصراخ في زنازين السجون..
فمن يجرؤ عندنا على شهر لائحة الاتهام ضد قطب سياسي وإعلان الرفض لممارساته المشابهة لا مع النساء وحدهن بل مع وطن بأسره؟!
فنحن بلاد «الهص الهص» بامتياز ويا ناس لا تتكلموا لأن الكلام محرم!!

ألا يحدث ذلك أيضا عندنا في بلاد «الهص… الهص»؟

غادة السمان

وقطع الأمير قول كل خطيب: «لن نغلق الجزيرة»!

Posted: 03 Nov 2017 03:31 PM PDT

فلما كان العيد الواحد والعشرون لقناة «الجزيرة»، لم يساور أحد شك في أنها انتقلت من مجرد مشروع للأمير الوالد، لتحصل على شرعية الدولة القطرية، وبقول الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، «لن نغلق الجزيرة»، فإنه قطع قول كل خطيب. من المعروف أن الأب الروحي لـ«الجزيرة» هو صاحب فكرتها (الولد) الشيخ حمد بن خليفة، وكثيرون كانوا يردون أن استمرارها إلى الآن، رغم المشاكل التي تدور حولها، هو بفضل هذه الرعاية، وكان ما يتردد أن الأمير (الابن) ليس متحمساً لها إلا من خلال هذه الزاوية، وهناك من أرجعوا تقليص أعداد العمالة بها، وإغلاق بعض منصاتها إلى فتور السلطة الحالية تجاهها، لكن حدث أمران، جعل من هذه الكلام مجرد هواجس، وأن ضبط النفقات، يرجع إلى سياسة عامة أخذت بها السلطة القطرية، فجرى على الجزيرة ما جرى على غيرها من مؤسسات الدولة.
الأمر الأول: تمثل في هذا القول الفصل، الذي أعلنه الأمير في مقابلته مع قناة «سي. بي. أن» الأمريكية، والتي أجراها المذيع المعروف شارلي روز: «لن نغلق الجزيرة». أما الأمر الثاني، فقد تمثل في حضور الأمير احتفالية القناة على بساطتها في عيدها الواحد والعشرين.
وهناك ملاحظتان عابرتان هنا: الأولى، أنه رغم أن «شارلي» يبدو في عمر «هيكل»، إلا أنه لم تتم احالته للتقاعد، وفي عالمنا العربي، يجري التعامل مع المذيع على أنه فنان له عمر افتراضي، حيث تتم الإشادة بفنانات اعتزلن، ليحافظن على صورتهن في أذهان الجمهور، دون الانتباه إلى أن لكل مرحلة زمنية عطاؤها الخاص، وإن كانت القنوات الخاصة في مصر لم تهتم بجلب مذيعات التلفزيون الرسمي بعد إحالتهن للتقاعد، وإن ظلت نجوى إبراهيم تكافح، وتبدو أزمتها في أنها تريد أن تقنع المشاهدين بأنها لا تزال كما هي كما كانت قبل نصف قرن، ظنا منها أن عمليات التجميل يمكن أن تصلح ما أفسده الدهر، لتتحول إلى نسخة مقلدة من أصل ينتمي لزمن ولى!
أما الملاحظة الثانية، فهي أنه كلما ظهر أمير دولة قطر، عقد بظهوره مقارنة في الأذهان بينه وبين عبد الفتاح السيسي، الذي جرى استدعاؤه قسريا في مقارنة ظالمة، ليس فقط لأن الأمير يتحدث الإنكليزية بطلاقة، وأن الآخر لا يجيد حتى التعبير بالعربية، لكن لأن جماعة المنهج المقارن، لم ينتبهوا إلى أنها مقارنة بين جيلين، وبين عملية الإعداد، فالأمير تم إعداده في مرحلة النشأة والتكوين ليحكم ذات يوم، والآخر كان إعداده للترقي الوظيفي، في مرحلة تم الإعلان فيها عن أن «حرب أكتوبر» هي آخر الحروب، وحتى العقلية العسكرية مع التكوين العسكري الصارم، لا تعد أحداً للحكم.
وعموما لست مع هذه المقارنة، وإن كنت مدركاً أنه إذا تمت المقارنة بين حكمين عسكريين، وينتميان لجيل واحد، فسوف يفوز عند المقارنة الرئيس حسن البشير!

توسع ينفي نية الاغلاق

نحن في مواجهة ما وصفته العرب بـ«هم ما يتلم»، وأعتذر عن هذه المقاطعة، فقد صرت كشعراء الجاهلية، بذكري للسيسي في كل مناسبة، وهم الذين درجوا على أن تكون بداية قصائدهم بأبيات من الغزل، مهما كانت جدية المناسبة، فـ «بانت سعاد فقلبي اليوم متبول». وبعد قليل «نُبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول». ثكلت سعاد أمها! بيد أني لا أقول غزلا، ولكني من هواة النكد حتى في الأفراح، فما لنا والسيسي اليوم؟
الفرح مصدره هذا الإعلان الحاسم، الذي أنهى الجدل الدائر: «لن نغلق الجزيرة»، وهي العبارة التي كانت الخبر الأول ليوم كامل في نشرات «الجزيرة»، إلى أن جن الليل واعتلى جمال ريان المنصة، وتلى الخبر بصوته، فنبه الغافل، وأيقظ النائم: «لن نغلق الجزيرة». (جمال ريان مذيع حروب في الأصل في بعض المواقف ينفخ في خبر ما من روحه فيُشعر المشاهد أنه يقف على الجبهة).
في كل كلمات المتحدثين في احتفالية الجزيرة كان التأكيد على هذا القول الفصل (لن نغلق الجزيرة).. ذكرها الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، رئيس مجلس القناة، كما ذكرها مصطفى سواق، المدير العام للقناة، في يوم أسودت فيه وجوه وابيضت فيه وجوه. الشيخ حمد بن ثامر أكد أن منصات للبث الرقمي على الهواتف ستنطلق قريبا وبلغات عالمية ومنها الفرنسية، كما ستنطلق عبر موقع الجزيرة خدمة باللغتين الإندونيسية والصينية. فهناك توسع إذن ينفي أي نية في الإغلاق. والشيخ رئيس مجلس الإدارة أكد على الدعم المتواصل الذي يقدمه الأمير لـ»الجزيرة»، ووصفه بأنه أكبر داعم لها. فلم تعد إذن فكرة للأمير الوالد هو من يرعاها، لكنها صارت مشروع نظام.
وبعيداً عن هذا فحضور الأمير الاحتفال له رمزيته الخاصة، صحيح أنه حضر احتفال العام الماضي في الذكرى العشرين، لكن حضوره هذا العام، ومطلب إغلاق الجزيرة مرفوع من دول الحصار، أمر لا تخطئ العين دلالته. في احتفالية العام الماضي، حضر الأمير، مع والدته ومع الأمير الوالد (الأب الروحي للجزيرة)، وفكرة العيد العشرين هذه لها وقعها الخاص، مثل العيد الفضي والذهبي وما إلى ذلك، وقد يكون حضوره من باب (بر الوالدين) لكن الأمر مختلف مع العيد الواحد والعشرين، فلم يحضر (الوالدان) وحضر الأمير، وهذا الحضور المنفرد له دلالة أخرى فمنذ الحصار تأسست للأمير الشاب شرعية جديدة، قبل ذلك كنت تجد صورتهما معاً في المحلات التجارية والمصالح الحكومية، وهي شرعية الامتداد المطلوب التأكيد عليها في هذا الوقت، لكن بالحصار صار حضور الأمير منفردا له دلالته المهمة، لأن الانقلاب عليه ضمن مخطط دول الحصار. ولهذا انتشرت صوره في كل مكان من باب التأييد له لتتأسس شرعية جديدة، فكان قراره: «لن نغلق الجزيرة»، ومشاركته منفرداً في احتفالية القناة، انطلاقا لشرعية جديدة أيضا لها، ليست مقصورة فقط على حماية الأمير الوالد لها.

المدفعية الثقيلة

الحصار أكد على أهمية «الجزيرة» لدولة قطر، فقد مثلت مدفعية قطر الثقيلة مع مؤسسات أخرى، مثل وزارة الخارجية، ودبلوماسيتها النشطة، سريعة الحركة، القادرة على المواجهة والانجاز!
ولأننا في زمن حروب الإعلام، وقد احتشدت قنوات القوم في معركة «داحس والغبراء»، فإن الجزيرة جعلت من أداء هذه القنوات كهشيم تذروه الرياح، أو كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.
في برنامج «ما خفي أعظم»، الذي يتم التنويه عنه الآن وسيعرض غداً الأحد، تم طرح عدد من الأسئلة، أهمها هل الجزيرة مثلت عبئا على قطر؟ ولو طرح على السؤال لأجبت أنها ساهمت في الحفاظ على استقلال الدولة القطرية، الذي كان مقرراً لها أن تكون «البحرين» في علاقتها بالمملكة العربية السعودية، وحالة العداء الحالية لقطر هي امتداد، لعملية العداء التي بدأت مع تولي الشيخ «حمد» الحكم، وقبل إطلاق قناة الجزيرة أصلا، ولعل المحاولة الفاشلة للانقلاب كانت قبل الجزيرة ومطلب اغلاقها الآن لأنها جعلت من قطر دولة لها أهميتها في العالم، وهو مطلب مثله مثل المؤامرات الخليجية النشطة ضد استضافة قطر للمونديال!
لقد أغلقت قطر قناة «الجزيرة مباشر مصر»، وهي القناة التي اقتحمت البيوت، والمقاهي، والمصالح الحكومية، وأقسام البوليس والنيابات، واقتحمت القصر الجمهوري ذاته، كما أوقفت برامج مهمة مثل «حديث الثورة»، و»المشهد المصري» الذي كان المصريون يضبطون ساعتهم عليه، ولم يتم النظر إلى هذه القرارات المهمة على أنها تأتي في سياق محاولة إرضاء السعودية، التي تناست كل هذا لمجرد أن محمد بن زايد تمكن من السيطرة على قصر الحكم السعودي ليستمد نفوذه كما كان في عهد الملك عبد الله، فكان قرار الحصار، وكانت المطالب من بينها إغلاق قناة الجزيرة، لا تغيير رسالتها، أو ضبط محتواها، وقد بدت البغضاء من أفواههم. فالمستهدف هو «الجزيرة» من بابها، اسماً ورسماً، وقد قطع الأمير الطريق عليهم بقوله: «لن نغلق الجزيرة»، ليواصلوا الحصار على بينة، أو يرفعوه على بينة.

أرض – جو

كان «محمود حسين» المعتقل في سجون عبد الفتاح السيسي هو الحاضر الغائب في احتفال «الجزيرة» بعيدها الواحد والعشرين. والذي اقترب وجوده في السجن على العام حبساً احتياطياً، في قضية بلا معالم، ولم يتم تقديمه إلى الآن للمحاكمة، لأنه لا توجد اتهامات جدية يمكنهم اعلانها في محاكمته.
تألق فوزي بشرى في تقريره في الاحتفالية وهو التقرير الذي احتشد فيه ليكتب عن الجزيرة ومسيرتها، واستعان بعبارة وصوت أحمد الشيخ «نحن هنا وسنبقى» فمدمج بين لسان حال الجزيرة ولسان حال الفلسطينيين. زميلنا صبحي بحيري أطلق على فوزي بشرى: «الموسيقار الذي أسس لفقه التقرير الإخباري». فعلا موسيقار، يعزف بالكلمات أبلغ لحن.
صحافي من مصر

وقطع الأمير قول كل خطيب: «لن نغلق الجزيرة»!

سليم عزوز

رزق الهبل على المجانين

Posted: 03 Nov 2017 03:31 PM PDT

ما أن فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً على قطر حتى راحت تتسابق دول الخليج، وخاصة دول الحصار، على الاستعانة بوسائل الإعلام ووكالات الترويج والدعاية والعلاقات العامة ومراكز البحوث والدراسات الغربية في حربها على دولة قطر. وبما أن العرب عموماً لديهم عقدة الخواجة، ويعرفون جيداً أن لا أحد يصدق وسائل إعلامهم ودعايتهم مهما أنفقوا عليها وزخرفوها، فقد توجهت دول الحصار إلى الغرب لتوسيع الحملة الإعلامية والدعائية ضد قطر، ظناً منها أن كل ما سينشرونه عبر وكالات الدعاية والوسائل الإعلامية الغربية سيكون ذا مصداقية، على اعتبار أن وسائل الإعلام الغربية أكثر تأثيراً بكثير من وسائل الإعلام العربية. وهذا ما يجب أن ينتبه إليه المتابع العربي البسيط الذي يمكن أن يصدق ويؤمن بما تقوله المصادر والوكالات الغربية.
عزيزي المتابع العربي العادي أو الذي لا يعرف كيف تدار الوسائل الغربية: لا تصدق أي شيء فقط لأنه صادر من أوروبا أو أمريكا، خاصة إذا كان مدفوع الثمن كالدعايات التي تنفق عليها دول الحصار ملايين الدولارات في واشنطن ونيويورك وعموم العواصم الأوروبية. وكي لا تظن أنني أتكلم بدافع الدفاع عن جهة ضد جهة، دعني أسرد لك الحكاية البسيطة التالية حول نزاهة ومصداقية الإعلام الغربي. ذات يوم ألقيت محاضرة في إحدى الجامعات الغربية العريقة حول وضع الإعلام في العالم العربي، وطبعاً فضحت إعلامنا العربي السخيف الذي يكذب حتى في درجات الحرارة، وبعد المحاضرة دعاني عميد كلية الإعلام في الجامعة إلى مكتبه لتناول الغداء، وبدأنا نتحدث عن هموم الإعلام بشكل عام، فقلت له: « في بلادنا النفطية إذا أرادوا أن يشتروا صحافياً في الماضي كانوا يشترون له ساعة روليكس، فيكتب ما يحلو لهم،» ففتح البروفيسور فمه واسعاً قائلاً: «وااااااااااو»، ساعة روليكس ضربة واحدة. كم هم محظوظون الصحافيون العرب»، فقلت له: «لماذا تتعجب»، فقال: «يبدو أن الصحافيين في بلادكم أهم بكثير من بلادنا، فبإمكانك أن تشتري بعض الصحافيين في الغرب بساعة سواتش بلاستيكية». ولمن لا يعرف ساعات سواتش، فهي ساعات رخيصة الثمن ويمكن أن تشتريها في الكشكات العامة في الشوارع والطرقات أحياناً. بعبارة أخرى، فإن شراء الذمم والأصوات والآراء في الغرب سهل جداً، ولطالما سمعنا عن سياسيين وصحافيين كبار متورطين بالعمل كأبواق مدفوعة الثمن لدول عربية للترويج لسياساتها وتوجهاتها التجارية والسياسية في الغرب. إذاً، ليس كل ما يقوله الإعلام ومراكز البحوث ووكالات الدعاية والإعلان الغربية صحيح ومحق وموضوعي. لا أبداً، فهم يعملون على مبدأ هاتف العملة، ادفع واتكلم.
ولا ننسى أن النظام السوري مثلاً دفع ملايين الدولارات لبعض وكالات الدعاية والإعلان الغربية من أجل تلميع صورته في الغرب. وهذا ما فعلته تلك الوكالات فعلاً، فبينما كان النظام يدمر المدن والقرى فوق رؤوس السوريين ويشردهم بالملايين، كانت وكالات الدعاية الغربية المدفوعة الثمن تصور النظام على أنه رمز للحداثة والإنسانية والتقدم. وقس على ذلك.
طبعاً، نحن لا نتهم هنا كل الإعلام الغربي بمجمله على أنه كاذب ومأجور ومنحاز وبلا مصداقية. لا أبداً، معاذ الله، فنحن بحاجة إلى سنوات ضوئية كي نلحق بما وصل إليه الإعلام الغربي من مهنية وحرفية وموضوعية، لكن هذا لا يعني أن الإعلام الغربي كله مهني، فهو يمكن أن يتحول إلى بوق لهذه الجهة أو تلك حسب الدفع. وهناك مثل انكليزي شهير يقول: «من يدفع للزمار يطلب اللحن الذي يريد». ونحن نقول لمن يصدق الكذبة عندما تأتي على لسان غربي: انتبهوا جيداً، فما أكثر المرتزقة في الإعلام الغربي. وصدقوني أن بعض الغربيين أرخص بكثير من العرب ويمكن أن يكذبوا لك أي كذبة مقابل وجبة ساخنة. لاحظوا الآن كيف أصبح بعض المسؤولين والصحافيين والباحثين الغربيين من أصحاب الملايين فجأة بسبب الأزمة الخليجية حيث يشتري الخليجيون الأبواق والمرتزقة الغربيين لتلفيق الأكاذيب ونشر الإشاعات بشكل مفضوح.
صدق من قال: رزق الهُبل على المجانين.

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

رزق الهبل على المجانين

د. فيصل القاسم

النظام لم يتعلم من أخطاء مبارك وارتفاع نسبة المصريين تحت خط الفقر من 27.8٪ إلى 48.9٪

Posted: 03 Nov 2017 03:30 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : أمس الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني كانت المفارقات صارخة حول معالجات الصحف المصرية القومية والمستقلة للعديد من الأحداث.الأولى وصفت زيارة رئيس البرلمان للولايات المتحدة الأمريكية بالناجحة، في ما اعتبرتها الثانية فاشلة بامتياز.
الأولى أكدت على أن الدكتور علي عبد العال أقنع الأمريكيين بصواب معالجة مصر لملفات حقوق الإنسان، والقانون الخاص بالعمل الأهلي. فيما شددت الصحف المستقلة على أن رئيس البرلمان تعرض لانتقادات بالغة وهجوم مكثف.. هذا هو حال الصحف في كل القضايا التي تتعرض لها. القومية منها ومن تسير في ركابها تتحول لمصنع لإنتاج الأكاذيب، فيما الأغلبية الساحقة باتت تدرك عن يقين حجم المأساة التي تنتظرها. وقد كشف بحث لمؤتمر الاقتصاديين الزراعيين ارتفاع نسبة المصريين تحت خط الفقر من 27.8٪ في بداية حكم السيسي إلى 48.9٪ الآن، فيا له من إنجاز، حسب رموز معارضة للسلطة القائمة، يحرصون على إحصاء أخطاء السلطة، ومن بينهم جمال سلطان وأحمد النجار ونور فرحات وحازم حسني وغاده الشريف وسليمان الحكيم وممدوح حمزة ومحمد عصمت ومحمد محفوظ، وعشرات الكتاب والباحثين والمهتمين بالشأن العام وإلى التفاصيل:

الشعب لا يعرف ما يجري

البداية مع هجوم مزدوج ضد الإخوان والسلطة القائمة يطلقه عمار علي حسن في «المصري اليوم»: «من يتابع إعلام الإخوان يظن أن الثورة ستندلع غدا، ومن يتابع إعلام السلطة يظن أن السيسي سيحكم أبدا. وبين هذا وذاك هناك شعب كبير عريق لا يعرف حقيقة ما يجري، ويبتسم في صمت، وإن نطق يقُل: أرجوكم احترموا عقولنا، فنحن لسنا حميرا أو نعاجا. تظن السلطة الحالية أن الإعلام أسقط مبارك، وتنسى أن الرجل، الذي لم يكن يحلم يوما بأن يكون رئيسا لمصر، حكم هذا البلد ثلاثين عاما، ليس لأنه كان ينصت أحيانا إلى رجال دولة أكثر منه خبرة وأسبق في علاقتهم بالسلطة والإدارة، لكنه كان يسمح بهوامش للتعبير والتدبير، ينفّس بها الغضب المكبوت، فلا تنفجر الأوضاع في وجهه. وتظن السلطة أن القنوات الفضائية المعارضة لحكم جماعة الإخوان هي التي أسقطتها، بينما الحقيقة أن الذي ساهم أكثر في إسقاط حكم الجماعة هو إعلامها اللعّان السبّاب الشتّام، الذي كان يهين ذكاء المصريين على الدوام، ويقدم للفضائيات المناوئة للإخوان مادة طيعة تقتات عليها في هجومها على الجماعة. الخطأ الذي وقع فيه الإخوان تكرره السلطة الآن بإعلام كل ما يفعله هو أنه، وفي الاتجاه المضاد، يقدم مادة تقتات عليها قنوات الإخوان، لأنه إعلام موجه، وغير مهني، ويقوم على الدعاية السطحية الفجّة، ويعتمد على وجوه لفظها المصريون تماما. إن المخطئين في حادث الواحات لم ينالوا بعد عقابهم اللازم والعادل، فالسلطة التي تحترم الدستور والقانون وقبلهما الشعب تقدم المخطئ لقضاء مستقل عادل، واستعادة الحايس تقول بوضوح إن من عليه أن يواجه إرهابيين مدربين ومسلحين بهذا الشكل ليست قوات الشرطة مهما كانت خبرتها في التعامل مع قضايا الإرهاب، إنما القوات المسلحة بما لديها من قدرات».

العودة بخفي حنين

الحرب على رئيس البرلمان تتزايد وتيرتها وقد شنت عليه «الشعب» هجوماً ضارياً: «عاد رئيس مجلس النواب، علي عبدالعال، إلى مقر إقامته في واشنطن خالي الوفاض، بعد أن فشل في تلميع وجه الرئيس السيسي، أثناء زيارته للكونغرس. وكان مجلس النواب قد أعلن عن بدء زيارة لعلي عبدالعال رئيس المجلس إلى أمريكا، من أجل ما سموه إيضاح الصورة التي قام الكونغرس على إثرها بتقليص المعونة العسكرية والاقتصادية المخصصة للنظام، بجانب انتقادات واسعة في مجال حقوق الإنسان، وقانون الجمعيات الأهلية. والتقى عبدالعال في إحدى قاعات الفنادق في واشنطن عضو لجنة التسليح والخدمات العسكرية السناتور تيد كروز، وهو، في رأي محللين، من وجوه «المحافظين» المتكررة داخل الكونغرس، وعضو خاسر أمام ترامب للانتخابات الرئاسية، ودائم مهاجمة جماعة الإخوان. وفي العادة يتم اللقاء نظير مبلغ مالي تدفعه الإمارات للسناتور الأمريكي لتبييض وجه النظام، فضلا عن العداء التاريخي الذي يكنه تيد كروز للإسلام عوضا عن الإخوان المسلمين. كما التقى علي عبدالعال وبعض أعضاء الوفد بأيد رويس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، وهو مع موقفه الشائن بحق الإخوان وحماس وقطر على غرار موقف تيد كروز، يدعمه محمد بن زايد على الأقل معنويا، ومندوبه في الأمم المتحدة يوسف العتيبة، إلا أن رويس عضو الكونغرس، أبدى تحفظاً شديداً على قانون الجمعيات الأهلية الذي أقره السيسي مؤخرا. ولذلك صبت مناقشات رويس المزعومة، التي لا تتحدث إلا عن مصالح الصهيونية بوجه عام، على أربعة محاور وهي: وضع الأقباط في مصر وقانون الجمعيات الأهلية وكذلك حرب مصر على الإرهاب، ودور إيران في مساندة الإرهاب، وتحديدا من خلال حماس، ومحاولة قلب النظام الحاكم في الأردن والبحرين، وكذلك التدخل في القضية اليمنية، كما استفسر عن العلاقة المصرية مع شمال كوريا وتحديدا العسكرية».

الخير مقبل

«قال طارق عامر، محافظ البنك المركزي المصري، إن الأوضاع الاقتصادية المصرية تحسنت بشكل كبير خلال الشهور الـ11 الماضية، مشيرا إلى أن مصر لن تتعرض لصدمات اقتصادية مستقبلا، لأن النظام الاقتصادي المعمول به حاليا «مرن» وأضاف، وفق ما نشرته «البداية» بحضور طارق شوقي وزير التعليم، وداليا خورشيد وزيرة الاستثمار السابقة، أن سعر الصرف لم يعد هدفا، لكن التضخم من خلال أسعار السلع والخدمات هو الهدف. وأوضح أن مستويات التصخم ستنخفض 50٪ بداية العام المقبل، على أن تعود لمستوياتها الطبيعة خلال منتصف العام المقبل، مؤكدا أن الفضل يعود في نجاح هذه الخطة للمجتمع المصري الذي تحمل خلال الفترة الماضية. ولفت إلى أن عجز الموازنة يتحول من السلبي إلى الإيجابي، بالإضافة إلى زيادة الاحتياطي النقدي والإصلاح الهيكلي، من أجل انطلاق عجلة الاستثمار، موضحا أن ميزان المدفوعات انخفض من 20 مليار دولار إلى 8 مليارات والاستثمارات المباشرة 8 مليارات دولار، في ما بلغت استثمارات الصناديق الأجنبية من 18 إلى 19 مليار دولار».

أرفع رأسك

نتوجه نحو الإشادة بالجيش على يد علاء ثابت في «الأهرام»: «للمرة الثالثة تكسر القوات المسلحة المصرية عبر قواتها الجوية حالة الإحباط التي أراد لها الإرهاب أن تتملك المصريين. المرة الأولى كانت في منتصف فبراير/شباط عام 2015 حينما ثأرت القوات الجوية لجريمة ذبح 21 مواطنا مصريا على الأراضي الليبية من قبل «داعش». والمرة الثانية كانت في نهاية مايو/أيار من العام الحالي بالثأر لمقتل 29 مواطنا مصريا في الحادث الإرهابي في المنيا، والمرة الثالثة مساء الثلاثاء الماضي حينما دكت أحد معاقل أو أوكار الإرهابيين في منطقة الواحات، وحررت النقيب محمد الحايس. وفي تلك المرات الثلاث شعر المصريون بالصدمة وأسهم الإعلام بقصد أو بدون قصد في بث حالة من الإحباط لدى المصريين، وعملت الجماعات الإرهابية وأبواقها الإعلامية ومناصروها على زعزعة ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية وقدرتها على التصدي ودحر تلك الجماعات. لقد كانت عمليات منظمة في إطار الحرب النفسية التي تديرها تلك الجماعات على المصريين، وهو ما فرض التدخل السريع من قبل القوات المسلحة بعد ساعات من الحادثين الأولين بتوجيه ضربة لمعاقل داعش في ليبيا، وبعد أيام من الحادث الأخير جرى خلالها التجهيز لعملية ناجحة. والنجاح في العملية الأخيرة لم يكن فقط مرتبطا بالقدرة على مهاجمة وتدمير الإرهابيين بقدر ما ارتبط بالقدرة على تحرير النقيب محمد الحايس الذي احتجزه الإرهابيون في العملية الإرهابية في الواحات في العشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستشهد خلالها 16 بطلا من رجال الشرطة. وبالفعل تمكنت القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة من تصفية الإرهابيين وتحرير النقيب حيا».

عملية ناجحة

«عملية تحرير النقيب محمد الحايس من قبضة الإرهابيين، إنجاز كبير كما يشير كريم عبد السلام في «اليوم السابع» يرقى لمرتبة الإعجاز الأمني والعسكري، وحتى ندرك طبيعة الإنجاز علينا أن نعرف أولا لماذا احتفظ الإرهابيون بالنقيب محمد الحايس حيا طوال هذه المدة ولم يقتلوه؟ ولماذا كانوا حريصين على الهروب به خارج الحدود المصرية إلى ليبيا؟ وأيضا علينا أن نعرف كيف تكاملت جهود قوات الجيش والشرطة والتنسيق بين مختلف الأسلحة، بحيث يتم القضاء على المجموعة الإرهابية وتحرير الحايس حيا.
مجموعة الإرهابيين الذين كانوا يختبئون في منطقة الواحات كانوا يخططون لعمليات في أربع محافظات، هي الفيوم والجيزة والمنيا وبني سويف، وهدفهم الأساسي مهاجمة الكنائس والسائحين لإيصال رسالة إلى العالم بأن مصر تشهد اضطهادا دينياً وليست آمنة كبلد سياحي، وبالتالي تكبيدها خسائر اقتصادية كبيرة، وعندما انكشف أمر تمركز الإرهابيين واشتبكت معهم قوات الشرطة في 20 أكتوبر/تشرين الأول ووقعت خسائر من الجانبين، فروا من أماكن تمركزهم إلى دروب ومدقات الصحراء الغربية، وفشلت خطة الهجوم على المحافظات المشار إليها، فكان لا بد من عملية نوعية تنال من الروح المعنوية للمصريين، ومن هنا كان حرص الإرهابيين على أخذ النقيب الحايس معهم أسيرا.
كان المخطط أن يتم انسحاب مجموعة الإرهابيين إلى ليبيا ومعهم النقيب الحايس، لتصفـيته في عملـــية سينمائية كبرى على غرار العمليات التي صورها تنظيم «داعش» سابقا ومنها عملية إحراق الطيار الأردني حيا أو ذبح الأقباط. وكان الهدف الأول للأجهزة الأمنية في هذه العملية عدم السماح للإرهابيين بالفرار بالنقيب الحايس من مصر إلى ليبيا».

قصة متحول عن السيسي

أحمد النجار رئيس مجلس إدارة «الأهرام» السابق، أحد مؤيدي السيسي، بات من بين معارضيه، ونشرت له «البداية» خطاباً موجهاً للسيسي: «من المؤكد أنكم تعلمون بأنني منعت من الكتابة في «الأهرام» منذ عام ونصف العام وحتى الآن، لمجرد أن ما أكتبه يختلف مع توجهات وآراء سيادتك، خاصة في ما يتعلق بجزيرتي تيران وصنافير المصريتين، فهل لهذا علاقة بالديمقراطية من قريب أو بعيد؟ أم أنه إجراء ينتمي للنظم الاستبدادية التي لا ترغب في سماع أي صوت مختلف معها؟ وحتى تصريحات سيادتكم ومطالبتكم للشعب بألا يستمع لأي أحد سواكم، هو أمر يندرج في السياق غير الديمقراطي نفسه.
لقد اضطررت إزاء المنع غير الديمقراطي لنشر مقالاتي في «الأهرام» عن تيران وصنافير، وعما يسمى بالإصلاح الاقتصادي الذي هو عبارة عن كتلة من الإجراءات المتحيزة كليا للرأسمالية العالمية والمحلية، على حساب الفقراء والطبقة الوسطى وغيرها من القضايا، اضطررت لنشرها على صفحتي على الفيسبوك.
والخبر الجيد بالنسبة لي أنها أوسع انتشارا وتأثيرا من الصحف الورقية، خاصة إذا كانت مستندة للبيانات والمعلومات الموثقة وليست مجرد آراء. وللعلم فإنني إزاء ذلك المنع من النشر في المؤسسة التي كنت رئيسا لمجلس إدارتها آنذاك، قدمت استقالتي من رئاسة مجلس الإدارة في أبريل/نيسان 2016، لكن رئيس المجلس الأعلى للصحافة وقتها الرمز الوطني الأستاذ جلال عارف رفض قبولها، إلى أن قدمت استقالتي بلا رجعة في أبريل 2017.
وبالمناسبة في ظل حكم مبارك الذي أشرتم سيادتكم في أكثر من مناسبة إلى أن الشعب ثار على نظامه الاستبدادي، نشرت مقالات معارضة لمبارك وحكوماته في «الأهرام»، ونشرت كتابا كاملا بعنوان «الانهيار الاقتصادي في عصر مبارك» وفزت في عهده وأنا معارض لسياساته بجائزة الدولة التشجيعية في الاقتصاد، فبماذا نسمي نظام سيادتكم الذي يمنعني من نشر أي مقالات في جريدتي التي أفنيت عمري فيها؟».

خطة محكمة للإهانة

«لا يتخيل فاروق جويدة في «الأهرام» بعد رحلة المعاناة التي عاشها أحمد زويل أن نحرمه وهو في رحاب خالقه من أن نضع اسمه على مشروع حياته، ليبقى نموذجا وقدوة أمام أجيال قادمة، قد يخرج من بينها زويل آخر. إن حرمان أحمد زويل الاسم والتاريخ والحلم من مدينته شيء يتعارض تماما مع قيم الوفاء والعرفان.
إن كل حجر من أحجار هذه المدينة يحمل شيئا من أحلام احمد زويل الحاضر الغائب، لقد بحث عن الأساتذة الذين انضموا إلى هذا الصرح واستخدم علاقاته الدولية لكي يجمع كوكبة من الحاصلين على جائزة نوبل ليكونوا أعضاء في مجلس أمناء المدينة. إن قصة تعديل وتغيير اسم مدينة زويل يفتح أمامنا قضية أخرى حول امتهان الرموز في تاريخنا الماضي فيه والحاضر. نحن الآن نعيش حالة من التخبط أمام قراءات خاطئة للتاريخ، وآراء صادمة تشوه ذاكرة المصريين وثوابتهم في الأشخاص والأدوار والعقائد، وللأسف الشديد إننا نشاهد كل هذه الخطايا على الشاشات وفي البرامج، رغم أن مكانها الطبيعي أن تدور بين اهل الاختصاص من العلماء والمؤرخين. لقد انتشرت في الأيام الأخيرة ظاهرة غريبة وهي ليست جديدة علينا، فقد حدثت كثيرا في صفحات تاريخنا، أننا نشوه كل شيء حين سخر المغرضون من رموز الإسلام وتركناهم يعبثون في تراث الأمة وثوابتها تحت دعاوى البحث والاجتهاد، وحين أصبح صلاح الدين الأيوبي قاتلا ومخربا، وهو من أكثر رموز تاريخنا زهدا وترفعا وتجردا وإيمانا. وحين أصبح عرابي خائنا وهو الذي عاش في المنفى سنوات، عاد منه فاقدا نظره وكانت حياته هي الثمن. ما زلت أسأل عن قلادة النيل المضروبة التي قدمناها لعميد الرواية العربية في فضيحة إعلامية مدوية جاءت على لسان ابنته، وكيف خدعنا الرجل وهو يعيش خريف عمره».

الخيانة في دمها

اهتم عبد الرحمن فهمي في «المصري اليوم» بإلقاء الضوء على قصة جاسوسين تكشف ضعف السادات: «كان الثنائي (إبراهيم وزوجته الجميلة اللعوب انشراح) أنجح جاسوسين يساعدهما ابنهما الكبير، كانت الشقة الكبيرة الواسعة في مدينة نصر بعيدة بعض الشيء عن العمران، من أجل الاتصال اللاسلكي اليومى بالموساد. دعا هذا الثنائي الكثير من الوزراء وكبار الموظفين الذين يشغلون جهات مهمة لقضاء سهرات رائعة بعيدة عن السياسة في ظاهرها، ولكن بدون أن يدري أحد كان الولد الشاب يكتب في الخفاء في الداخل ما كان يريده الموساد.. كانت السهرة على عشاء فاخر ومشروبات روحية وكل شيء، حتى الحشيش، لذا كان سفر أي منهما كثيراً إلى أوروبا ليلتقيا بضابط الموساد، الذي يعطي أيا منهما جواز سفر إسرائيليا ليسافر إلى تل أبيب ومنها إلى بير سبع، حيث توجد الفيلا المخصصة لهما. اكتشف أمر إبراهيم أحد ضابط المخابرات المصرية الذي كان مجنداً للعمل في بير سبع بالذات لصالح المخابرات المصرية، وتم القبض عليهما ليلة 6 أكتوبر/تشرين الأول وبمحاكمة سريعة، فقد كانت الأدلة دامغة (صور وتسجيلات وأوراق وتذاكر سفر إلى تل أبيب) لذا صدر الحكم بإعدام الثنائي في أيام محدودة والابن 15 عاماً سجنا. قرر السادات بسرعة إيقاف إعدام انشراح، والإفراج عن الابن، وأن تستعيد شقتها في القاهرة وتأخذ أموال الأسرة المتحفظ عليها في البنوك. بعد عام أو بعض عام اختفت انشراح وأولادها عاماً. سافروا إلى بير سبع وأقاموا في الفيلا التي كانت مخصصة لهم من قبل حتى كتابتي لهذه السطور! كتبت القصة بتفاصيل أكثر تحت عنوان «آسفة.. الخيانة في دمي» لم تر النور رغم الطلب عليها لأسباب أخرى».
علمنا اليابانيين الفشل

نتحول بالمعارك وجهة وزير التعليم ويهاجمه حسام فتحي في «المصريون»: «نحن الذين أذقنا اليابانيين طعم الفشل، و«عَلِّمْنَا» على كوكب اليابان كله، ودحرنا أفكارهم وغيَّرنا مفاهيمهم عن التعليم، «مبقاش غير اليابانيين كمان اللي عايزين يطوروا التعليم عندنا!». معالي وزير التعليم الدكتور طارق شوقي الموقر أكد أنه «لا صحة لما يثار حول إلغاء الشراكة مع الجانب الياباني في مشروع المدارس اليابانية، أو العلاقة مع اليابان، وأرجو ألا «نسترسل» في هذا الجدل المبني على اجتهادات».
حاضر يا معالي الوزير لن «نسترسل»، ولكن ألا يستحق تلاميذك المساكين، وأولياء أمورهم الحالمون أن يخرج عليهم أحد كبار صغار موظفيك، أو صغار كبار مسؤوليك ليشرح لهم لماذا «وأدتم» حلم مشروع المدارس اليابانية، بإعلان تأجيل الدراسة في المدارس اليابانية إلى «أجل غير مسمى»؟ حاضر يا معالي الوزير لن «نسترسل»، ولكن بعد أن تم تحديد مواقع المدارس وبدء الدراسة وقيمة الرسوم، وتم قبول أبنائك التلاميذ بالفعل في المدارس، وعندما «يتجمد» ذلك «إذ فجأة» ألا نستحق أن تتم مكاشفتنا ومصارحتنا بما يجري، وهو يمس مستقبل أولادنا؟ حاضر يا معالي الوزير لن «نسترسل»، ولكن من حقنا أن نعرف المسؤول عن «إحباط» أحلام 1800 تلميذ وأسرهم؟».

لهم الله

«مؤكد أن المعاناة من الضغوط المعيشية مسألة مشتركة بين الجميع، لكن يبقى كما يرى محمود خليل في «الوطن» أن الموظفين المصريين هم الأكثر توجعاً هذه الأيام، جراء ما أصابهم نتيجة التضخم وانفجار الأسعار، وحالة الركود، أو التحرك البطيء في المرتبات. زمان كان للموظف وضعية خاصة، وكانت الوظيفة «الميري» أملاً ومنجى لصاحبها من العواصف والاضطرابات الاقتصادية، فالموظف له مرتب مضمون يقبضه آخر كل شهر، يستطيع أن يدير به حياته، ولو أنك تأملت بعضاً من روايات نجيب محفوظ – رحمه الله – فستجدها تعكس فضيلة الاستقرار التي يتمتع بها الموظف، وشغف الأسر المصرية بتزويج بناتها من موظفين.
نجيب محفوظ نفسه حرص على الاستمرار في الوظيفة والتمسك بها، رغم النجاح الذي أصابه في مجالي الأدب والسينما. فالوظيفة بالنسبة لهذا الجيل كانت «أمراً مقدساً» وقيمة عليا، وهي معانٍ استدعاها «صاحب نوبل» في رواية «حضرة المحترم». ماء كثير جرى في نهر الوظيفة والموظفين في مصر أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، بإمكانك أن تجد صداه في بعض الأعمال السينمائية التي طرحت أزمة الموظفين، مثل فيلم «انتبهوا أيها السادة»، الذي أثبت تراجع قيمة الأستاذ الجامعي أمام «عنتر الزبال»، وفيلم «الموظفون في الأرض»، الذي يحكى قصة مدير عام لم تثنه ظروفه المعيشية الصعبة عن التمسك بمبادئه، ولم تدفعه إلى السير في طريق التربح بالفساد، لكنها اضطرته إلى «التسول» حتى يتمكن من تزويج بنتيه وتعليم ابنه.
الوظيفة لم تعد «أملة» بل غدت «محنة». الـــدولة تتــــــهم قطاعاً من الموظفين بالفساد. وهو كلام صحيح، فلا يستــــطيع عاقل أن ينكر أن هناك فسدة صغاراً بين موظــفي بعض المؤسسات، لكن إغفال الظروف التي نشأت وترعرعت فيها عشش الفساد بين بعض الموظفين فيه ظلم كبير».

هل يستحقون الراتب؟

يسأل محمد حسن البنا في «الأخبار»: «هل ما يصرفه الموظف في الدولة من أعلى منصب إلى أقل شخص حلال؟ ليس معنى حلال هنا من الشرع أو الإفتاء أو الرأي الديني فقط، بل أقصد هل يحصل الموظف على مرتب مقابل عمل يؤديه، وهل ما يقوم به من عمل يوازي قيمة المرتب؟ أو هل يؤدي عملا يستحق عليه الرقم الذي يقبضه من النقود؟ أسئلة غريبة وإثارتها لم نتعود عليها، رغم أنها من صميم عمل أو دراسة أي مختص في الاقتصاد والمالية والعمل، لأن هذه الأسئلة لها توابع أخرى، بمعنى أنه هل يمكن حجب المرتب عن الموظف الذي لا يعمل؟ أنا مثلا عندي مصنع ولديّ عمال ومنهم المجتهد ومنهم البلطجي، فهل يتساويان في المرتب والحافز؟ فعلا أسئلة غريبة وعجيبة تتم إثارتها في وقت غريب، ويبدو أنني لم أفطر ما تعودت عليه، وربما شربت شيئا لم أعتده؟. الأغرب في القضية أنها لم تطرح مطلقا، وهذا إهدار لقيمة العمل، وأيضا لقيمة المال الذي رزقنا الله، ورفض لفكرة العمل التي نتشدق بها في خطبنا ومنتدياتنا عملا بقول الله سبحانه وتعالي «وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون »‬ صدق الله العظيم. الذي دفعني لطرح هذه الأفكار ما أراه يوميا من إهدار لقيمة العمل، مثلا إدارة المرور التي تفشل في تنظيم المرور، أو بمعنى أدق لا تؤدي عملها بدقة وأمانة، كما يجب لماذا تصرف مرتبات؟ ولماذا نبقي عليها طالما لم تفلح في أداء مهمتها، ولدينا المزيد من الأمثلة لو تم تطبيق هذا المبدأ لوفرنا على ميزانية الدولة 75٪ في بند المرتبات».

عصفور في اليد

«تسلمت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية معابر قطاع غزة، تنفيذاً لاتفاق المصالحة الوطنية بين حركتي «فتح»‬ و«‬حماس» الذي تم برعاية مصر. الخطوة مهمة، كما يشير جلال عارف في «الأخبار» وهي تفتح الباب للإجراءات المنتظرة للتعامل مع المشاكل التي يعاني منها أهلنا في قطاع غزة، وإعادة الحياة للنشاط الاقتصادي وتحسين ظروف المعيشة لمليوني فلسطيني قاسوا طويلاً من آثار الحصار الإسرائيلي والانقسام في الصف الوطني الفلسطيني. لكن الأهم يبقى أن تتواصل الخطوات للوصول إلى الوحدة الوطنية الكاملة. وهنا ينبغي التأكيد على ضرورة تعامل كل الأطراف بضمير وطني، يدرك أن المصالحة تعني أن يكون الفائز الوحيد هو الشعب الفلسطيني، وأن يكون المنتصر من تحقيق المصالحة هو القضية الوطنية الفلسطينية، وأن يترك الجميع خلافاتهم وصراعاتهم الماضية خلف ظهورهم، ويتوجهوا جميعاً إلى المستقبل، لقد حاولت هذه القوى تعطيل تنفيذ اتفاق المصالحة، لكنها فشلت حتى الآن. وبالتأكيد فإن هذه المحاولات لن تتوقف عند محاولة اغتيال مدير الأمن الوطني في غزة، ولا عند تهديدات المتطرفين أو العمليات العسكرية لإسرائيل، لكن الموقف الصلب للقيادات الفلسطينية، استطاع حتى الآن عبور هذه المواقف. وأعلنت حماس أنها ستستمر في تنفيذ إجراءات المصالحة تحت أي ظرف. قطار المصالحة ما زال في بداية الطريق. والمحطات المقبلة فيه هي الأصعب.. بدءا من قضايا الأمن وحتى التوافق على البرنامج السياسي للمرحلة المقبلة. لكن الرهان يبقى على أن الجميع قد استوعب الدرس».

تريثوا قليلاً من فضلكم

«هل تغيرت الموازين الدولية والإقليمية لتسمح بالضربة الإسرائيلية لإيران في عام 2017؟ أو هل يمكن أن تتغير فتسمح بهذه الضربة في الأعوام القليلة المقبلة؟ الإجابة لعبد العظيم حماد في «الشروق»، إن العكس تماما هو ما حدث.. صحيح أن ترامب يبدو أكثر تصميما من أوباما على مواجهة إيران، ولكن ليس إلى حد توجيه ضربة أمريكية مباشرة إلى منشآتها النووية، أو السماح لإسرائيل بتوجيه هذه الضربة، ثم إنه يلقى معارضة قوية جدا وجماعية للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران من بقية الشركاء الدوليين، كذلك فإن إيران اكتسبت مزيدا من النفوذ، ومن ثم التسهيلات، ومعها حزب الله، من جراء تحول ميزان الحرب والسياسة لصالحها في سوريا، حتى إن التقارير الإسرائيلية نفسها تتحدث عن إمداد إيران للحزب بمصانع لإنتاج الصواريخ، وليس فقط بصواريخ جاهزة الصنع، كما تتحدث هذه التقارير عن امتلاك حزب الله حاليا لما يقرب من 130 ألف صاروخ، لن تمنع القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ أعدادا كبيرة منها من الوصول إلى أهدافها. وبالطبع لا تزال الأخطار على المصالح الأمريكية والدولية في منطقة الخليج ماثلة، بل إنها تزايدت أيضا بحصول إيران على موطئ قدم قرب مضيق باب المندب. الخلاصة أن التحالف الخليجي الإسرائيلي ليس مجديا ولا فاعلا من الناحية العسكرية، وتقتصر جدواه على التعاون السياسي والتدريبات المشتركة والعمليات المخابراتية، خاصة تنشيط القوى المناوئة لإيران في الداخل الأمريكي. وما دامت المواجهة ستكون سياسية بالدرجة الأولى، فالأغلب على الظن إحياء سياسة الاحتواء الأمريكية، التي سبق أن جربت ضد إيران. عند هذه النقطة نظن أن على الأخوة في الخليج أن يتريثوا قليلا في الاندفاع نحو تل أبيب، وأن لا يتورطوا في ترتيبات اقتصادية وسياسية تجعل لإسرائيل اليد العليا».

كنوز بن لادن

«الوثائق التي أفرجت عنها واشنطن مؤخراً من مخبأ أسامة بن لادن هي، بوصف جمال سلطان في «المصريون» كنز معرفي حقيقي، ويكشف عن أن الولايات المتحدة كانت على علم كاف بالعلاقة بين إيران وتنظيم «القاعدة» منذ سنوات طويلة، بدليل أن كل تلك الوثائق السرية كانت بحوزتها، ولكنها كانت تتكتم على ذلك لأسباب لم يكشف عنها النقاب، ولم يتم الحديث عنها إلا مؤخرا، بعد أن «انقلب» الأمريكان على الإيرانيين، وبعد أن انتهت الحاجة لميليشيات إيران في العراق وسوريا غالبا. علاقة إيران بتنظيم «القاعدة» كانت معروفة لنا هنا في مصر بوضوح كاف، خاصة بعد الإفراج عن عدد كبير من قادة الجماعات الإسلامية من السجون في أعقاب ثورة يناير/كانون الثاني، بقرارات من المشير محمد حسين طنطاوي وقتها، وتحدث بعض هؤلاء القادة عن هذا الجانب «المظلم» من خبايا العمل الاستخباراتي مع التنظيمات المتشددة والعلاقات مع إيران وأيضا مع سوريا بشار الأسد، والمؤكد أن الجهات الأمنية المصرية كانت لديها تفاصيل كاملة، من التحقيق مع هؤلاء القادة المهمين، الذين حصلت عليهم من عدة جهات أجنبية قامت بتسليمهم، وأخضعوا للتحقيق، وقالوا كل شيء. وثائق بن لادن كشفت عن أن الإيرانيين كانوا يوظفون تنظيم «القاعدة» لملاعبة الأمريكيين في الخليج، وطلبوا منهم بوضوح تنفيذ عمليات إرهابية ضد المصالح الأمريكية في السعودية والخليج العربي، وبهذا تحصل إيران على فائدتين، الأولى تشويه الإسلام السني بصفته يمثل التنظيمات الإرهابية التي تفجر وتروع العالم، والثانية الضغط على الأمريكيين بورقة تلك التنظيمات للقبول بالتنسيق معهم في العراق وسوريا».

يسير نحو نهايته

«اقترب الخطر بشدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأصبح الرجل، كما يتنبأ عماد الدين أديب في «الوطن»، على حافة أن يوجه له اتهام رسمي بارتكاب أخطاء فادحة يعاقب عليها القانون الأمريكي أثناء فترة حملته الرئاسية. وفي الولايات المتحدة والدول الديمقراطية المحترمة لا يقال «لقد تم إغلاق ملف الأخطاء، لأن المسؤول أصبح في مقعد الرئاسة أو الوزارة وعفا الله عما سلف». في هذه الدول لا يضيع الحق بالتقادم ولا تسقط الخطيئة الأخلاقية أو السياسية بمرور الزمن أو تحت مظلة حماية المنصب.
الخطأ خطأ. والجريمة في حق الوطن أو المواطنــــين لا تهاون ولا تسامح فيــــها. ويبدو أن الخــــطر قد اقترب حينما بدأ الإعلان عن أولى نتائج تحقيقات اللجـــــنة المســتقلة، التي كونها المدعي العام منذ 10 أشهر برئاسة «موللين»، الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفدرالية الـ«إف بي آي»، وجاء في التقرير أن بول مانافورت، مدير الحملة الرئاسية لدونالد ترامب، ومساعده ريك غيتس، قاما بممارسة أخطاء مالية وإجراء اتصالات شخصية مع مسؤولين وأمنيين روس أثناء الحملة الانتخابية.
وقد مثل مانافورت وغيتس أمام محكمة استئناف اتحادية في واشنطن، بعدما استجابا لطلب لجنة التحقيق بتسليم نفسيهما للسلطات من أجل المثول للمحاكمة. وفي حالة ثبوت أي من الاتهامات الموجهة لهما يمكن أن يعاقبا بأحكام تصل غالباً إلى 20 عاماً من السجن. ويهدف روبرت موللين، رئيس لجنة التحقيق، إلى التعقب والتحري والتدقيق مع كل فريق عمل ترامب لكي يصل إلى الإجابة عن السؤال الخطير والكبير وهو: «هل كان دونالد ترامب شخصياً متورطاً بشكل مباشر وصريح في هذه الجرائم؟».

النظام لم يتعلم من أخطاء مبارك وارتفاع نسبة المصريين تحت خط الفقر من 27.8٪ إلى 48.9٪

حسام عبد البصير

الأمير المغربي هشام: أزمة قطر هي حلقة من مسلسل مغامرات الثورة المضادة ضد الربيع العربي  

Posted: 03 Nov 2017 03:30 PM PDT

لندن -« القدس العربي »: اعتبر الأمير المغربي هشام بن عبد الله بن عم ملك المغرب أنه بعد مرور قرابة سبع سنوات على الربيع العربي تعمل الثورة المضادة بقوة وفي كل مكان، ولكن برغم النجاحات التي تحققها لن تستطيع فرض النظام القديم. ويعتبر أزمة قطر خلقة من مسلسل مغامرات الثورة المضادة التي تقودها الإمارات والسعودية.
وفي مقال له في الجريدة الفرنسية الرقمية المتخصصة في القضايا العربية «أوريون 21» يكتب فيها صحافيون ودبلوماسيون سابقون أن الثورة المضادة لم تنتظر كثيرا بعد اندلاع الربيع العربي خاصة في مصر وليبيا وبعد قيام نظام علوي قريب من روح الشيعة بقمع الأغلبية السنّية في سوريا .
ويشير إلى ضعف الثورة المضادة التي لم تعد تمتلك زمام المبادرة ولكنها قادرة على التسبب في مزيد من الخسارات. ومن رهاناتها لتحقيق مكاسب هو خوف الشعوب من نتائج الثورات بعد الفوضى التي وقعت خاصة في سورية.
وفي تلميح إلى صعوبة تراجع المعسكر الشيعي في تطورات الشرق الأوسط وانعكاساتها على الثورة المضادة خاصة لمصلحة المعسكر السنّي، يستبعد الأمير شن الولايات المتحدة حربا على إيران. ويقول بارتكاب العربية السعودية خطأ عندما ربطت المستقبل بالتصريحات النارية للرئيس دونالد ترامب بدل المصالح العميقة لواشنطن وهي الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران. ويرى في المعسكر السنّي الذي تقوده العربية السعودية ضعفا في الرؤية الاستراتيجية، ما يجعل الثورة المضادة مآلها الفشل مستقبلا. فقد تخلى هذا المعسكر عن سنّة العراق، وقام بضرب الإخوان المسلمين الذين يشكلون دعامة للسنّة محدثين انقساما.
وفي ظل هذه الأجواء، يبرز الأمير زاوية من جيوبولتيك لم تسترعِ انتباه الكثيرين وهي صعود القومية السعودية والإماراتية مع جيل جديد من الحكام، ويتكهن بمحدودية وفشل هذا التوجه، وهو الذي اكتشفته دول مثل المغرب والجزائر بعد استقلالهما منتصف القرن الماضي.
وانخرطت الثورة المضادة في مسلسل من المغامرات، ولكن هذا لا يفيدها في تحقيق الانتصار في آخر المطاف بل تخسر من مغامرة إلى أخرى. فقد تورطت في الانقلاب العسكري في مصر،  وأسهمت في تشجيع الحرب الأهلية في ليبيا، والحلقة التالية كان التورط في حرب في اليمن، ويعلم التحالف العربي أنه لن يربحها نهائيا، ولهذا يحاول خلط الأوراق عبر السياسة الداخلية من خلال تشجيع انفصال الجنوب. ويصنف الأمير أزمة قطر مغامرة أخرى في مسلسل الثورة المضادة التي تقودها العربية السعودية والإمارات.
ويؤكد أن المغامرات العسكرية الخارجية لم تجعل هذه المجتمعات في مأمن من التغييرات وموجة الديمقراطية بل هي نتاج التضييق على مجتمعاتها داخليا، مستشهدا بما حدث في اليونان والأرجنتين، حيث انتهت المغامرات العسكرية بنهاية الحكم العسكري. ويركز كثيرا على العربية السعودية التي تقوم بمبادرات منها الترخيص للمرأة بالقيادة وتبني إجراءات ليبرالية، ولكن في آخر المطاف من دون تغيير في أرض الواقع بسبب غضب بعض الشرائح التقليدية المحافظة، كما أنها لم تكسب وفاء القوى الحية التي ترغب في تغيير حقيقي، ويضاف إلى هذا إجراءات التقشف الحالية وأخرى مستقبلا ستكون صعبة في ظل تراجع عائدات البترول، ثم إلغاء التوافق السياسي مثل التوافق داخل العائلة الملِكِية، كل هذا حوّل النظام السعودي إلى متصلب. في مثل هذه الأجواء وقعت الثورة الإيرانية بين سنتي 1978- 1979.
ويؤكد امتلاك السعودية كل مقومات الشرعية لاعتماد آليات لتغيير وجهتها نحو إرساء زعامة إقليمية لكن شريطة تقويم حقيقي للذات، وهذا يعني وقف تصدير أزماتها إلى الخارج وضرورة التركيز على الإصلاحات الداخلية قبل فوات الآوان.

الأمير المغربي هشام: أزمة قطر هي حلقة من مسلسل مغامرات الثورة المضادة ضد الربيع العربي  

معارضون مصريون: منتدى «شباب العالم» محاولة لغسل سمعة نظام السيسي

Posted: 03 Nov 2017 03:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تنطلق اليوم السبت، فاعليات منتدى شباب العالم الذي تنظمه السلطات المصرية برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مدينة شرم الشيخ، وسط غياب شباب المعارضة المصرية، التي اعتبر رموز فيها أن الخطوة تقدم «صورة غير حقيقية عن أوضاع الشباب في البلاد، الذين يعانون من القمع والسجن وغلق مجالات التعبير عن حقوقهم».
ويستمر المنتدى لمدة 4 أيام تحت شعار «نحتاج للحديث». وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة استخدمت شعار المنتدى للحديث عن المعتقلين.
وقال الصحافي جمال سلطان رئيس تحرير موقع «المصريون» على الفيسبوك:» حكومه تحجب اكثر من400 موقع إخباري، وتسببت في قطع عيش فوق الـ 1000 إعلامي وصحافي، وتسجن بما يقارب 50 ألف شاب خلال 4 سنوات وفي النهاية ترفع شعار نحن نحتاج للحديث».
سامي النهري الناشط السياسي، علّق على المنتدى بالقول: «شباب مصر محروم من حقه في العمل، ومن حقه في المسكن، لأن الحصول عليهما بات بالواسطة والمحسوبية أو الرشاوى».
وبين أن «الظروف الاقتصادية السيئة دفعت الشباب للهجرة، بسبب سياسات الإفقار التي تتبعها السلطة، إضافة إلى وجود آلاف الشباب في السجون في أوضاع غير أدمية وفي قضايا ملفقة لأنهم كانوا يحلمون بالحرية والديمقراطية والعدل في ثورة عظيمة تم التآمر عليها وعلى أهدافها».
وأما الصحافية إيمان عوف، فقالت: «عمال الترسانة البحرية يحاكمون عسكريا لأنهم طالبوا بحقهم في الحياة فأجبرتهم الحكومة على الاستقالة وحاكمتهم عسكريا وهي ترفع شعار نحن نحتاج للحديث».
وفي السياق، أصدر مكتب شباب حزب «تيار الكرامة»، بياناً قال فيه: «نحن أيضا نريد أن نتحدث عن الشباب الذي تقلصت أحلامه وأمانيه بفعل إدارة فاشلة عاجزة أساءت في كل الملفات وعلى جميع الأصعدة، فقد حولت حياة المصريين إلى جحيم بعد الزيادة الرهيبة في الأسعار نتيجة لسياسة أقتصادية سيئة وراضخة للمؤسسات الأجنبية، وقد بات حال الشباب كاشفا للجميع، فالنسبة الأكبر تهرع إلى الخارج وأخرى تسد أمامهم كل قنوات التنفيس والحرية بفعل البطش والاستبداد الذي تمارسه تلك السلطة».
وأضاف: «نريد أن نتحدث عن الشباب، وكيف له أن يكون حاضرا في المؤتمرات التي تحمل اسمه وقوائم الحبس الاحتياطي لا تخلو من شباب الجامعات والخريجين بغية التكبيل والتنكيل بهم، أو ليحدثنا النظام هنا عن أعداد المعتقلين بتهم ملفقة، والمحكوم عليهم، أو عن الشباب الذي يختفي قسريا واحدا تلو الآخر».
واعتبر أن المؤتمرات التي ينظمها النظام وآخرها منتدى شباب العالم، تمثل محاولات لغسيل السمعة من النظام بالتزييف والادعاء بغير حق بأنه يدعم الشباب وقضاياهم وهو على النقيض من ذلك».
وحسب البيان «آلاف الشباب في سجون النظام هم أولى بحوار السيسي، وتفهمه لخطورة هذا القمع، وضرورة الإفراج الفوري عنهم وهذا حقهم، وملايين في أشد الحاجه لأبسط حقوقهم في حياة كريمة، كحق العمل والسكن والعلاج وغيرها من الحقوق، بدلا من أن يجبر شباب الوطن للهروب من قسوة الظروف في مصر، مهاجرين إلى دول العالم الذي يريد الرئيس الحديث مع شبابها، حتى لو من خلال مغامرة يعلمون أن فرص بقائهم على قيد الحياة فيها هي الأضعف».

المشاركة في المؤتمر

وبدأ أمس الجمعة وصول الوفود المشاركة في منتدى شباب العالم الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ. وقالت مصادر إن المشاركين يمثلون 52 وفدا رسميا، و19 وزير شباب ورياضة، بالإضافة إلى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوث للاتحاد الأفريقي.
المشاركون، وفق المصادر «يمثلون 113 جنسية بإجمالي حضور المؤتمر 3203، إضافة إلى 309 من الشباب المصري المسجلين على الموقع الإلكتروني، بجانب 150 من شباب الجاليات المصرية في الخارج، و77 شابا في نموذج محاكاة الأمم المتحدة نصفهم أجانب».

إجراءات أمنية مشددة

وتشهد مدينة شرم الشيخ استعدادات أمنية مشددة تمثلت في تسلم الأجهزة الأمنية مقر انعقاد المؤتمر. وقامت العمليات الخاصة بتمشيط للمناطق المحيطة بقاعة المؤتمرات وداخلها، كما قامت بعمليات مسح واستطلاع لمقر بدء الفعاليات في منطقة نبق السياحية، إضافة إلى مقار الوفود المشاركة في فنادق ومنتجعات شرم الشيخ وعددها نحو 53 فندقا وقرية سياحية. وأصدر اللواء صبري الجمال، مدير أمن جنوب سيناء، تعليمات لكل الفنادق بضرورة تركيب أجهزة الكشف بالأشعة «إكس راي» أمام مدخل كل فندق مع التشديد على ضرورة اليقظة والحذر وعدم التهاون مع أي شخص وتطبيق القانون على الجميع والتعاون مع القوات المسلحة ومشايخ القبائل لتأمين المدقات والدروب الجبلية.
وعقد مدير الأمن لقاءات موسعة مع القوات المسلحة ومشايخ وعقلاء البدو لتنسيق العمل بينهم خلال فترة انعقاد المنتدى.

معارضون مصريون: منتدى «شباب العالم» محاولة لغسل سمعة نظام السيسي
نشطاء استخدموا هاشتاغ المؤتمر للحديث عن حجب المواقع والمعتقلين والفقر
تامر هنداوي

واشنطن بوست: إيران رفضت وساطة فرنسية بينها وبين أمريكا لاعتقادها أن ترامب يتحايل

Posted: 03 Nov 2017 03:29 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: كشفت صحيفة واشنطن بوست أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية رفضت الوساطة الفرنسية بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية بعد تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الحادة ضد طهران في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأن طهران تعلم أن أيام أوباما المعسولة قد انتهت، وأنها تعتقد أن واشنطن بهدف التحايل قدمت طلب الوساطة.
وقالت الصحيفة أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، رفض طلب نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، لإجراء مكالمة هاتفية.
وأوردت نقلاً عن مصادر مطلعة في البيت الأبيض وفي بلدان أخرى دون الكشف عن أسمائهم، أن الحكومة الأمريكية طلبت من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عقب ساعات من كلمة ترامب الحادة ضد النظام الإيراني في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي وصف طهران بأنها دولة مارقة تصرف أموال الشعب الإيراني على نشر العنف والكراهية بالمنطقة، التوسط لإجراء مكالمة هاتفية مباشرة بين روحاني وترامب.
وأوضحت أن وزير الخارجية الأمريكي، ركس تيلرسون، هو الذي نقل طلب إدارة ترامب إلى الرئيس الفرنسي. وقال مسؤول كبير في حكومة ترامب إن الجانب الإيراني رفض طلب الوساطة لأنه لا ير جدية في موقف الجانب الأمريكي، وأنه يعتقد أن البيت الأبيض تقدم بهذا الطلب من أجل التحايل.
وأضافت واشنطن بوست أن الجمهورية الإسلامية تعلم جيداً أنه في ظل إدارة ترامب واستراتيجيتها الجديدة انتهت أيام إدارة أوباما المعسولة.
وخلال زيارة حسن روحاني الأولى إلى الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر 2013، تلقى الأخير اتصالا هاتفياً من باراك أوباما، وتناقشا حينها حول الملف النووي الإيراني. وكان ذلك الاتصال الأول من نوعه منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن منذ عام 1979 بعد احتلال مبنى السفارة الأمريكية في طهران.

واشنطن بوست: إيران رفضت وساطة فرنسية بينها وبين أمريكا لاعتقادها أن ترامب يتحايل

محمد المذحجي

فيتو أمريكي يمنع استخدام الطيران ضد البيشمركه… وحشود عسكرية في زمار

Posted: 03 Nov 2017 03:29 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي»: عززت القوات العراقية مواقعها في محور زمار وربيعة شمال غرب الموصل تمهيداً لاقتحام منفذ فيشخابور المتنازع عليه مع حكومة كردستان.
وتأتي التعزيزات بعد تعثر المفاوضات العسكرية بين بغداد وأربيل، وكذلك قيام قوات البيشمركه بحشد مزيد من القطعات العسكرية في المنطقة.
أفاد مصدر عسكري عراقي لـ«القدس العربي» أنهم «تلقوا اشعاراً باحتمالية قيام البيشمركه بشن هجوم مضاد ضد القوات العراقية هناك لاستعادة ناحية زمار والمناطق المحيطة بها لأهميتها الاقتصادية والاستراتيجية».
وبين أن «القوات العراقية استقدمت عدداً من الأفواج والألوية العسكرية ونشرها في مناطق سهل نينوى شمال المدينة»..
ولفت المصدر إلى أن «البيشمركه باتت تستغل عدم إمكانية القوات العراقية الاستعانة بالطيران الحربي العراقي، وذلك لوجود فيتو أمريكي يمنع مشاركة الطيران ضدها».
وأضاف: «اصطدمنا بمعارك شديدة ضد البيشمركه بأكثر من مناسبة، وطلبنا تدخل الطيران الحربي لحسم المعركة غير أن الرد جاء سلبي، واعتذرت العمليات المشتركة عن إرسال الدعم الجوي، وقالوا إنهم ليست لديهم الأوامر بذلك».
وحسب المصدر «في إمكان الطيران الحربي حسم الكثير من المعارك ويجنب قواتنا الاصطدام ووقوع قتلى وجرحى»، لافتاً إلى أن «هناك فيتو أمريكي يمنع مشارك الطيران الحربي العراقي في معاركنا ضد البيشمركة». وأضاف: «علمت ذلك من خلال اتصالي مع طيران الجيش العراقي والقوة الجوية».
ورجح أن «المعارك ستزداد صعوبة وسيكون هناك مزيد من الضحايا بدون مشاركة الطيران الحربي العراقي الذي من شأنه حسم كثير من المعارك خصوصاً خارج المدن حيث يمكن رصد العدو بسهولة»، حسب قوله.
وتاتي هذه التحشيدات العسكرية بعد تعثر المفاوضات بين بغداد وأربيل الرامية إلى تسليم المطارات والمعابر الحدودية إلى الحكومة الاتحادي.
‎وقال النائب في البرلمان العراقي عبد الرحمن اللويزي، إن: «عمليات عسكرية من المتوقع انطلاقها ضد حكومة إقليم كردستان، خلال الساعات المقبلة، لفرض السلطة الاتحادية على المناطق المتنازع عليها وكذلك المعابر الحدودية».
‎وكشف في حديث لوسائل إعلام محلية، أن القوات المشتركة «ستطلق خلال الساعات المقبلة عملية مشابهة لعمليات فرض القانون والأمن في كركوك وستتصدى لأي معتد على تلك القوات».
وتشهد بلدة زمار النفطية، شمال غربي الموصل ومناطق أخرى من سهل نينوى مناوشات وقصف مدفعي بين القوات العراقية والبيشمركه بعد تعثر المفاوضات، ماينذر بتجدد الاشتباكات مرة أخرى، حيث تسعى القوات العراقية الوصول إلى منفذ فيشخابور على الحدود التركية العراقية.

فيتو أمريكي يمنع استخدام الطيران ضد البيشمركه… وحشود عسكرية في زمار

«زعامة» أم رئاسة للمطبخ التشريعي في الأردن؟ محاذير ونقاشات في الخط الساخن عشية دورة البرلمان الجديدة

Posted: 03 Nov 2017 03:28 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: تبدو الفرصة متسارعة لإعادة تقويم نقاط مفصلية في مشهد البرلمان الأردني قبل أسبوع فقط على انعقاد الدورة العادية الجديدة لمجلس الأمة في مطبخ التشريع، وسط تجاذب نقاشات تخص سلسلة من الملفات الشائكة والمعقدة. مسألتان مطروحتان بقوة على جدول الأعمال قبل انطلاق دورة البرلمان الجديدة تسللتا ضمن معطيات جديدة يفرضها الواقع الموضوعي.
المسألة الأولى تخص السؤال المتكرر حول إنتاجية وجدوى التعديل الذي منح من يشغل موقع «رئاسة مجلس النواب» الحق في الجلوس على مقعد رئاسة السلطة التشريعية عامين بدلاً من انتخابه كل دورة كما كان يحصل في الماضي. الغمز الأول في هذا السياق صدر من النائب أحمد الصفدي في لقاء تشاوري مرجعي، حينما ألمح الأخير إلى أن إنهاء تجربة العامين لرئيس النواب أصبح متطلباً منطقياً.
يُعتقد في السياق وعلى نطاق واسع أن أكثر من جهة تستهدف تقليص مستويات «نفوذ» رئيس المجلس الحالي المهندس عاطف الطراونة الذي تحول بحكم موقعه إلى مركز قوة عميق بالنسبة للكثير من المتربصين للرجل والتجربة. إذ يمثل الطراونة اليوم قوة فعّالة وجذرية ومستحكمة في مؤسسة البرلمان.. هذا وضع بحد ذاته مُربك لأطراف عدة، والشغب بدأ مبكراً على الأخير تحت ستار من الاجتهاد يقول بخطأ التعديل الذي خصص لأي رئيس عامين من دون انتخابات خلافاً لما كان يحصل في الماضي، حيث يُنتخب الرئيس دورة عادية واحدة فقط.
المناكفون للطراونة وهم كثيرون بحكم العديد من الاعتبارات وبعض مراكز القوة في الدولة يلمحون لإعادة الحسابات في هذا الصدد معتبرين أن «تمكين» أي برلماني من البقاء عامين مجانًا في موقع رئاسة المجلس سيمنحه «سلطة أكبر من المعتاد» ويحيله إلى رقم صعب في دائرة الاستحكام بسبب طول الفترة.
من الطبيعي الإشارة إلى أن مَن يقول بذلك اليوم يتحرك انطلاقاً من نمط خصومة شخصية أو سياسية مع الرئيس الحالي الذي كان الوحيد الذي تمتع بحصانة دستورية تمنع خضوعه للمعيار الانتخابي في كل دورة عادية وتبقيه بعيدًا عن المناورات السياسية والكتلوية عامين كاملين يمكنه خلالهما تعزيز موقعه التفاوضي ليس مع زملائه النواب فقط ولكن مع المؤسسات القوية في الدولة كلها، بحيث يحتفظ ببساطة ومن دون منافسة بعامين إضافيين.
ثمة من يتحدث في طبقة القرار اليوم عن «قوة كبيرة» مُنحت بتعديل اجتهادي متسرع لمن يتولى موقع رئيس مجلس النواب، وهي قوة تجعل مَن يجلس على كرسي الزعامة في مؤسسة التشريع «عَصيًا على التغيير والتبديل» وفي موقع عملياً أقوى من رئيس السلطة التنفيذية وأقوى أيضا من أي شخصية أخرى في مؤسسات القرار.
بعض المستشارين يظهرون اليوم الندم على دعم خيار من هذا النوع، لكنه بتقدير الطراونة نفسه، وكما لمست «القدس العربي» مباشرة منه في نقاشات عدة، وبعيداً عن اعتبارات الأشخاص الخيار الأصلح للعمل المؤسسي. ال طراونة كان قد تحدث مرات عدة عن العمل المؤسسي ومصلحة الدولة في توفير برامج لعمل مؤسسي في مطبخ التشريع. لكن هذا الرأي يتم ترويج نقيض له الآن ببطء على أساس أن تحصين من يتولى رئاسة المجلس النيابي سواء كان الطراونة أو غيره عامين ينتهيان تلقائيًا بمثلهما ويصبح العدد أربعة أعوام هو تحصين مجاني يُطبق معيار «السلطة المطلقة» والاستحكام خلافاً لكل أدبيات الحكم والإدارة في الأردن. ولكن بكل الأحوال تبقى تلك مجرد اجتهادات.
لكن المستجد تماماً هو نمو تلك الإشارات التي تتحدث عن ضرورة مراجعة هذه المسألة، وإن كان الستار هو «ملحوظات» تتكوم وتتراكم خلف الأقنية، على الرئيس الحالي الطراونة بحجة أنه يقيم مستويات نفوذ مستحكمة قد تتأهل للتغريد خارج السرب أو حتى للاستقلال في شرعية التمثيل والعمل بانفراد على مستوى «الزعامة البرلمانية». تلك كلها من المعطيات التي تعتبر في الحالة الأردنية تجاوزا للخطوط الحمر المألوفة مع عدم وجود أدلة وقرائن مقنعة يمكن ان تعزز تلك القناعات التي تحاول تشويه أو أحيانا اتهام مؤسسة رئاسة النواب الحالية.
في الحد الأدنى وإلى أن تتوقف حملات «النميمة» المعتادة وسط السياسيين والبرلمانيين أو إلى أن يقدم الطراونة نفسه مراجعة ذاتية تقيه شر التورط بالتكهنات والإشاعات التي تفتك بدوره وبمؤسسة النواب، وتحديداً عندما يتعلق الأمر بمقربين جدًا منه أو تعليقات وتصرفات محسوبين عليه. إلى أن يحصل ذلك يمكن القول إن قضية العودة لصيغة «الدورة الواحدة» أصبحت اليوم مطروحة بقوة عشية الدورة العادية الوشيكة.
المسألة الثانية لها علاقة باختبار حمّال أوجه أيضا فبعض الاعتبارات السياسية والإقليمية تحديدًا وبعد إنجاز مشروع «مجالس اللامركزية» قد تؤدي إلى وقفة مستجدة بقوة أمام سيناريوهات ملف قانون الانتخاب الجديد الذي ستجرى بموجبه الوجبة المقبلة من الانتخابات العامة حيث مقترحات من بينها العودة لصيغة الماضي بعدد 70 مقعدًا بدلًا من العدد الحالي.
وحيث – وهذا الأهم – تقويم مفصلي ودراسة مستفيضة للتأثير الذي ينبغي أن تقود إليه مجالس محافظات اللامركزية على البرلمان المركزي في عمّان العاصمة… هنا أيضاً مسألة عالقة لا يوجد متسع من الوقت لتأجيلها، قد تقفز بسرعة إلى سلّم الأولويات مع مناخات الدورة العادية الوشيكة لمجلس الأمة.

«زعامة» أم رئاسة للمطبخ التشريعي في الأردن؟ محاذير ونقاشات في الخط الساخن عشية دورة البرلمان الجديدة

بسام البدارين:

زعيم الحزب الحاكم في الجزائر يثير زوبعة ساخرة بعد قوله إنه درس مع ميركل!

Posted: 03 Nov 2017 03:28 PM PDT

الجزائر ــ «القدس العربي»: تحول جمال ولد عباس الوزير السابق وأمين عام جبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم) في الجزائر إلى موضوع للتندر والسخرية، بعد تصريح له قال فيه إنه درس في جامعة لايبزيغ مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وهو التصريح الذي لم يصدقه أحد، خاصة بسبب فارق العمر بين ولد عباس وميركل.
وجاء الكلام الذي صدر عن ولد عباس في لقاء مع أعضاء حزبه بمناسبة الحملة الانتخاببة، وكان ذلك أمام كاميرات التلفزة، ومن ضمن ما قاله جمال ولد عباس هو أنه درس مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في جامعة ليبزيغ بألمانيا، وهو المقطع الذي تحول إلى مادة دسمة للسخرية، وألهم الكثير من المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتساءل الذين أخذوا الأمر بجدية نوعا ما كيف لولد عباس الذي ولد عام 1934 أن يكون قد درس في الجامعة مع المستشارة أنغيلا ميركل التي ولدت سنة 1954، كما تساءلوا عن السبب الذي جعل ولد عباس، الذي يشكك الكثيرون في أنه غير حاصل على دكتوراه في الطب، يحتفظ بهذا السر الكبير حتى يومنا هذا؟
أما أغلبية رواد التواصل الاجتماعي فقد تعاملوا مع التصريح على أنه نكتة، إذ راح بعضهم يكتب منشورات من نوع:» أنا أيضا درست مع أنجيلينا جولي»، وبعضهم الآخر كتب إن ولد عباس يكون قد أخطأ لمّا قال إنه درس مع ميركل، لأن الأقرب إلى التصديق، حسبهم، هو أن يكون قد درس مع هتلر لكن اختلط عليه الأمر فقط، وقد قامت بعض الصفحات بنشر فيديو مفبرك يضم تصريح ولد عباس الحقيقي، وتصريحا آخر لميركل بترجمة غير صحيحة طبعا تكذب فيه كلام ولد عباس.
جدير بالذكر أن ولد عباس تعود على التصريحات المثيرة للدهشة والسخرية، فقد سبق أن قال إنه كان مجاهدا وحكم عليه بالإعدام، وكان قد وعد العام الماضي إن الرئيس بوتفليقة سيمشي على قدميه خلال أشهر، وأكد أنه يقول هذا الكلام كطبيب، مع أن الجميع شبه متأكد أنه غير مطلع على الملف الطبي للرئيس، بدليل مرور عام على هذا الكلام من دون أن يحدث شيء مما وعد به ولد عباس الذي عرف بالوعود التي لا يلتزم بها منذ أن كان وزيرا للتضامن.

زعيم الحزب الحاكم في الجزائر يثير زوبعة ساخرة بعد قوله إنه درس مع ميركل!

ما بعد دير الزور… محللون: تنظيم «الدولة» يتحول إلى «الذئاب المنفردة وحرب العصابات»

Posted: 03 Nov 2017 03:28 PM PDT

عواصم – «القدس العربي» ووكالات: بينما أعلن النظام السوري «النصر: على تنظيم الدولة في مدينة دير الزور شرقي البلاد قال خبراء ومحللون ان مقاتلي تنظيم «الدولة» ما بعد دير الزور سيتحولون الى»ذئاب منفردة وحرب العصابات» في وقت تستهدف روسيا محيط البوكمال بصواريخ استراتيجية مجنحة.
واعتبر العديد من الخبراء والمسؤولين الرسميين الجمعة ان هزيمة تنظيم الدولة في مدينة دير الزور بعد اتمام طرده منها الجمعة، ليست هزيمة كاملة له، ولا تعني بأي شكل من الاشكال استئصاله. ويؤكدون ان اعلان النظام السوري سيطرته الجمعة على هذه المدينة التي تعتبر آخر مدينة كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق، ستدفع التنظيم الجهادي الى التحول الى حركة جهادية سرية، بعد ان فشل في الاحتفاظ باراض واسعة في كل من سوريا والعراق كانت مساحتها توازي مساحة ايطاليا، ويعيش فيها نحو سبعة ملايين شخص. ومن المرجح ان ينتقل التنظيم الى حرب العصابات في المناطق السنية في كل من العراق وسوريا، والتي لن تتمكن سلطات هذين البلدين من السيطرة عليها بشكل كامل، كما ستكون له بؤر ناشطة في دول اخرى، من دون ان ننسى عمله الجهادي عبر الانترنت لدفع ذئاب منفردة الى الضرب في دول غربية عدة كما حصل الثلاثاء في نيويورك.
وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي الثلاثاء امام مجلس الشيوخ «داعش يتعرض للضغط الشديد وفقد عاصمتيه (الموصل والرقة)، والعمل جار للقضاء على ما يسمى الخلافة التي انشأها وعلى جنود هذه الخلافة» مضيفة «الا ان هذا لا يعني باننا انتهينا من الإرهاب (…) واعتداء نيويورك يذكرنا بذلك اذا كان من حاجة للتذكير». وتابعت الوزيرة الفرنسية «ان هزيمة داعش على الارض ستترافق مع سعيه لتوجيه ضربات إرهابية مروعة، كما ان قدراته الافتراضية عبر الانترنت تبقى بكامل قوتها» مشيرة الى نشاط التنظيم الجهادي في دول الساحل في افريقيا ونيجيريا واليمن وحتى الفيليبين. وقال الباحث جان بيار فيليو استاذ العلوم السياسية في باريس ان «الانتصار العسكري على داعش لا يترافق مع رؤية سياسية لما بعد داعش، بمعنى اعادة استيعاب السكان السنة في اللعبة السياسية».
واضاف فيليو «ان الاحتمالات اسوأ في سوريا، لان غياب الاستراتيجية البعيدة المدى، يعطي داعش مجالاً كبيراً لاعادة تكوين نفسه خلال مستقبل قريب، مع المضي في الوقت نفسه في تحريك شبكات المناصرين والناشطين» في العالم.
وولد تنظيم الدولة من رحم تنظيم القاعدة في العراق، الذي كان تأسس عام 2004 قبل ان يهزم بعد ثلاث سنوات، ثم ليعود الى الظهور بشكل جديد واسم جديدين، لينتهي به المطاف حاملا اسم تنظيم الدولة الإسلامية. وما يخشاه عدد كبير من الخبراء ان يتكرر هذا الامر مع تنظيم الدولة الإسلامية، وهم يحذرون من ظهور «داعش رقم 2» خلال اشهر او بضع سنوات، قد يكون اخطر واعنف.
من جهته يقول ريتشار باريت الخبير في مجموعة صوفان في نيويورك بعد ان كان مسؤولاً عن مكافحة الإرهاب داخل جهاز «ام اي 6» البريطاني، ثم في الامم المتحدة، «قلة هي الأمور التي يمكن توقعها في مجال الارهاب في عالم يتحرك بشكل دائم، باستثناء ان الأمر سيشكل بالتاكيد تحدياً للأمن العالمي لفترة طويلة». ويورد على سبيل المثال احد المخاطر المتمثل بالناجين من نحو 40 الف مقاتل أجنبي قدموا من 110 بلدان للانضمام الى صفوف التنظيم الجهادي، وهم حاليا اما سجناء في سوريا والعراق، او في طريق عودتهم الى بلدانهم الاصلية، او يبحثون عن «أرض جهاد» اخرى.
بالنسبة لكولن كلارك الذي يعمل في مجموعة راند كورب للتحليل فان الهزائم العسكرية «تجبر تنظيم الدولة الإسلامية على تغيير استراتيجياته وتكتيكاته، الإ انه اعتاد على هذه الامور. وبالمختصر المفيد فانه سيتحول من منظمة متمردة الى مجموعة إرهابية». وختم بالقول «ان العالم يشهد اليوم تحول تنظيم الدولة الاسلامية من منظمة لها مراكز قيادية على الارض، الى شبكة إرهابية سرية متوزعة في المنطقة والعالم».

قصف روسي

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، إطلاق 6 صواريخ مجنحة، على مواقع لتنظيم «داعش» الإرهابي، بمحيط مدينة «البوكمال» السورية، القريبة من الحدود العراقية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيغور كوناشينكوف، قوله، وجهت القاذفات الاستراتيجية «تو-22» والغواصة «كولبينو» ضربة صاروخية جوية مكثفة على البنية التحتية لمقاتلي «داعش» في محيط البوكمال.
وأوضح أن القوات الجوية الروسية وجهت ضربات باستخدام ست قاذفات استراتيجية وستة صواريخ مجنحة انطلقت من غواصة «كولبينو» إلى مواقع «إرهابيين» بالمنطقة المذكورة. وأشار إلى أن صواريخ «كاليبر» المجنحة أطلقتها الغواصة من تحت سطح الماء من على بعد أكثر من 650 كيلومترا. وأضاف المتحدث أن مجمل الغارات خلال الأيام الثلاثة الماضية، على مواقع تنظيم «داعش»، شرقي سوريا، بلغ 18 غارة لقاذفات «تو-22» و9 غارات بالصواريخ المجنحة «كاليبر» أطلقت من الغواصات. وطورت روسيا الصواريخ المجنحة «كاليبر» لتسليح أحدث الغواصات النووية المتعددة الأغراض من طراز 885 «ياسين»، ثم بدت بتسليح كل من الغواصات من طراز «636» والسفن السطحية. ويصل مدى صواريخ «كاليبر» إلى حوالي 2.5 ألف كيلومتر.

ما بعد دير الزور… محللون: تنظيم «الدولة» يتحول إلى «الذئاب المنفردة وحرب العصابات»
روسيا تستهدف محيط البوكمال بصواريخ مجنحة… وتحذيرات من «داعش رقم 2»

الصفقة السعودية: لا يوجد أي احتمالات للتطبيع من دون حل القضية الفلسطينية

Posted: 03 Nov 2017 03:27 PM PDT

في الخطاب الجماهيري الإسرائيلي تثبت الافتراض الذي يقول إنه يوجد تعاون غير مسبوق بين إسرائيل والدول العربية السنّية. وعند الحديث عن «العالم السنّي»، يكون المقصود أو الملمح إليه على نحو خاص هي السعودية. هذه الرسالة يدرسها أساسا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يسعى إلى خلق الانطباع بأن الوضع الدولي في إسرائيل لم يسبق أن كان أفضل. ويستهدف شعار نتنياهو ورجاله بالطبع رفع مستوى حكومته والتباهي بإنجازاتها، الحقيقية والوهمية.
وراء الرسالة العلنية عن العلاقات الخارجية المحسنة، تختبئ رسالة خفية. فهو يسعى إلى أن يقول للجمهور إنه برغم النزاع مع الفلسطينيين، برغم الاحتلال والمستوطنات، تتمتع إسرائيل بعلاقات ممتازة في العالم، وبالتالي لا حاجة إلى التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين ولا حاجة إلى السعي إلى اتفاق سلام. وعلى حد نهج نتنياهو، رفاقه في الليكود، وزير التعليم نفتالي بينيت ورجال البيت اليهودي وكذا وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، يمكن مواصلة الوضع الراهن إلى الأبد بل وبين الحين والآخر التآكل فيه وتغييره من خلال ضم أجزاء من الضفة.
هذا أيضا هو موقف وزير الدفاع السابق موشيه بوغي يعلون، الذي برغم الهُوّة الايديولوجية القائمة بينهما، يغازله رئيس حزب العمل آفي غباي. فقد روى يعلون أنه منذ نحو عشر سنوات، بعد أن انضم إلى الليكود قال لا أمل في الوصول إلى تسوية مع الفلسطينيين، وبالتالي من غير المجدي بذل الجهود في هذا الشأن. وبدلا من ذلك يجب إسكان مليون مستوطن آخر في الضفة و«إدارة وصيانة» النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.

علاقات إسرائيل مع العالم العربي

ولكن حتى من دون أن نكون «مخللين» فإن مواقع علاقات إسرائيل مع العالم العربي أكثر تعقيدا مما يعرضه نتنياهو. صحيح أنه لا يوجد «تسونامي سياسي» ضد إسرائيل كما توقع رئيس الوزراء الأسبق ايهود باراك، ولكن احتمال الاختراق الدراماتيكي في العلاقات مع العالم السنّي وإقامة علاقات دبلوماسية علنية وعلاقات تجارية شاملة، هو احتمال طفيف أيضًا.
أقوال بهذه الروح أطلقها صراحة قبل أسبوعين الأمير تركي الفيصل، الذي كان على مدى 22 سنة، حتى عام 2001، رئيس المخابرات في السعودية وبعد ذلك سفير بلاده في الولايات المتحدة وفي بريطانيا. وظهر الفيصل إلى جانب نظيره، رئيس الموساد الأسبق افرايم هليفي، في النقاش الذي جرى في كنيس «عمينو ـ ايل» في نيويورك. الفيصل، الذي سبق أن التقى في الماضي كبار سابقين في جهاز الأمن أشار في النقاش إلى أنه منذ اعتزاله لا يتحدث مع مندوبين مقيمين ورسميين لحكومة إسرائيل.
وعلى حد قوله، برغم المصلحة المشتركة بين السعودية وإسرائيل في منع البرنامج النووي لإيران ومساعيها للهيمنة في المنطقة، فإن التعاون الحقيقي بين الدولتين لن يُتاح إلّا عندما تتحقق تسوية سلمية بين إسرائيل والفلسطينيين. ودعا قائلًا إن «إيران هي هدف مشترك لإسرائيل ولنا، وبالتالي تعالوا نشطب المسألة الفلسطينية عن جدول الأعمال».
قال لي هليفي هذا الأسبوع إنه يتفق وتقدير محاوره السعودي. «لا يوجد أي احتمال لعلاقات مع السعوديين من دون حل للمشكلة الفلسطينية»، أشار رئيس الموساد الأسبق، وذكر مبادرات السلام للرياض في هذا الشأن كلها ـ المبادرات التي رفضتها حكومات إسرائيل المرة تلو الأخرى.
وبالمناسبة، فقد ظهرت بين الفيصل وهليفي خلافات في الرأي بالنسبة للبرنامج النووي الإيراني. وبينما يؤيد الأمير السعودي، مثل نتنياهو، إلغاء الاتفاق فإن هليفي، مثل معظم قادة جهاز الأمن في إسرائيل يعتقد أن لا مجال لإلغائه لأنه «أهون الشرور». كما تناول الفيصل موجة الإشاعات التي اجتاحت مؤخرا وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية في العالم العربي، التي قالت إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، زار إسرائيل مؤخرا. وعلى حد قوله فإن مصدر الإشاعات هو «الانطباع المغلوط الذي تبناه رئيس الوزراء نتنياهو بنفسه»، وأضاف ـ «أعتقد أن السيد نتنياهو رسم لنفسه صورة توجد فيها تفاهمات من تحت الطاولة، بين الدولتين بسبب إيران ويحاول أن يعرض على العالم وكأن لديه تأييدا في العالم العربي من دون أن يتعهد بحل المسألة الفلسطينية».
واضاف مدعيًا أن السعودية لا تجري اتصالات مع مندوبين إسرائيليين، ولا حتى من خلف الكواليس. وفي هذا الموضوع، وفقا لما نشر فإنه غير دقيق، على أقل تقدير. أما هليفي، الذي يعرف الحقيقة، فلم يرد. في حديثه معي رفض هليفي الإجابة عن السؤال إذا كانت له حين تولى مناصب مختلفة في الموساد، سواء رئيس القسم العالمي أم رئيس الموساد، لقاءات مع نظرائه من السعودية. ولكن يمكن التقدير، استنادا إلى منشورات في الماضي أيضا أن مثل هذه اللقاءات كانت تجرى بالفعل منذ الثمانينيات. وبين الحين والآخر تحظى بالنشر في وسائل إعلام أجنبية. هكذا على الأقل كان في حالتين، عندما قيل إن رئيس الوزراء في حينه ايهود اولمرت ورئيس الموساد مئير داغان التقيا كلا على حدة رئيس المخابرات السعودي الأمير بندر بن سلطان. ولكن هذه المنشورات وغيرها بالذات، وكذا أيضا الحقيقة التاريخية، تدحض موقف نتنياهو وتعزز الفرضية أنه من دون تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين، فإن العلاقات مع العالم السنّي لن تنضج وستبقى فجة أبدا.

اتفاقات اوسلو

بعد اتفاقات أوسلو في 1994، رفع مستوى مكانة إسرائيل الدُّولية. فقد أقامت عشرات الدول في آسيا وأفريقيا أو استأنفت معها العلاقات الدبلوماسية، بما فيها قوى عظمى كبرى كالصين والهند.
وعلى خلفية المسيرة السلمية أقيمت علاقات رسمية ودبلوماسية على مستويات مختلفة مع قَطر، المغرب وموريتانيا، بينما وقع الأردن اتفاق سلام مع إسرائيل. زعماء دول عربية من عُمان، قطر، اتحاد الإمارات، ملك المغرب وبالطبع ملك الأردن ورئيس مصر، لم يترددوا في اللقاء علنا مع زعماء إسرائيليين. كما أدت اتفاقات أوسلو أيضا إلى ثمار سلام في شكل ارتفاع التجارة مع دول العالم بما في ذلك العالم العربي أيضا. ولكن عندما اندلعت الانتفاضة الثانية في 2000 قطعت بعض من الدول السنّية علاقاتها مع إسرائيل، وزعماؤها لا يسارعون منذئذ إلى التقاط الصور لهم مع زعماء إسرائيل. ما يفيد أن الدول السنّية لا يمكنها أن تتجاهل المسألة الفلسطينية. لإسرائيل، من خلال الموساد لم تكن مصاعب في عقد اتصالات مع جهات رسمية في العالم العربي. فمنذ الستينيات التقى الحسين ملك الأردن سرا زعماء إسرائيل.
وقبل بضع سنوات، في لقاء علني في وارسو، روى هليفي أنه زار عمّان منذ السبعينيات. وعن العلاقات بين الموساد والأجهزة السرية المغربية سبق أن كتب كثيرا حسب وثائق ويكيليكس، اعترف حاكم البحرين في 2005 على مسمع من السفير الأمريكي أن بلاده تعاونت مع الموساد.
ولكن حسب منشورات في العالم كانت هذه دوما علاقات سرية، تركزت في مجال ضيق من المصالح: مكافحة الإرهاب، بيع السلاح (اليوم أيضا توجد تقارير لوسائل إعلام أجنبية عن تجارة أمنية متفرعة مع أبو ظبي وعن تأجير طائرات للأردن)، أو مساعدات استخبارية ضد معارضي النظام. ومن أجل رفعها إلى السطح على إسرائيل أن تغير الاتجاه وتستأنف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
مشكوك جدا أن تفتح حكومة نتنياهو ذلك، الا إذا أجبرها الرئيس دونالد ترامب.
الآن بالذات يقول هليفي توجد لإسرائيل فرصة، فرصة أخرى، لعمل ذلك. «لقد نشأ ائتلاف نادر حول المصالحة المتبلورة بين حماس والسلطة. هذه المصالحة تقودها مصر. السعودية هي الأخرى تؤيدها، مثلما حاولت في 2008 دفعها إلى الأمام. ومن خلف المصالحة وقفت كل دول الخليج، وحتى إيران، روسيا وتركيا تؤيدها. يوجد هنا وضع غير مسبوق يتفق عليه الخصمان اللدودان إيران والسعودية الواحدة مع الأخرى، وإسرائيل هي فقط تعارض.
عندما نقول إنه قبل كل اتفاق مصالحة على حماس أن تعترف بشروط الرباعية، فإننا في واقع الأمر نعرض شروطا مسبقة. ومن هذه الرباعية؟ الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة وروسيا. روسيا تتحدث مع حماس وتلتقي ممثليها. والحديث عن شروط الرباعية هو إهانة للذكاء».

يوسي ميلمان
معاريف ـ 3/11/2017

الصفقة السعودية: لا يوجد أي احتمالات للتطبيع من دون حل القضية الفلسطينية

صحف عبرية

تركيا: مقتل 55 مسلحاً كردياً و9 جنود أتراك في مواجهات وأردوغان يهدد بسحق «بي كا كا» في العراق وسوريا

Posted: 03 Nov 2017 03:27 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: صعد الجيش التركي من عملياته بشكل غير مسبوق ضد مسلحي تنظيم العمال الكردستاني داخل وخارج الحدود التركية عقب مقتل 9 جنود أتراك في هجمات للتنظيم قال الجيش إنه أعقبها قتل 55 مسلحاً، فيما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ«سحق» مسلحي تنظيم بي كا كا داخل الأراضي العراقية إذا لم تقم بغداد بذلك.
وبدأ التصعيد صباح الخميس عندما قتل 8 جنود من الجيش التركي وأصيب آخرون في اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش ومسلحين من العمال الكردستاني في منطقة «شيمدانلي» في ولاية هكاري على الحدود مع العراق. وعقب الهجوم مباشرة أطلق الجيش التركي عمليات واسعة ضد المسلحين في الجبال الحدودية بين تركيا والعراق.
العملية التي أكد الرئيس التركي أن طائرات حربية من طراز إف 16 ومروحيات وعربات عسكرية تشارك بها أسفرت حتى مساء الجمعة عن قتل 55 مسلحاً من العمال الكردستاني حسب تأكيد الرئيس التركي وبيانات متعاقبة أصدرها الجيش التركي ووزارة الداخلية.
ويتابع رئيس أركان الجيش خلوصي أكار ووزير الداخلية سليمان صويلو العمليات من مناطق بالقرب من الاشتباكا شرقي البلاد، في إشارة للأهمية التي توليها القيادة التركية للتطورات المتصاعدة على الحدود مع العراق.
في سياق متصل، قتل شرطي تركي وأصيب 9 آخرون بجروح، صباح الجمعة، خلال عملية أمنية ضد التنظيم في ولاية «دياربكر» جنوب شرقي البلاد، حيث ألقى أحد مسلحي التنظيم قنبلة اتجاه عناصر الأمن الذين حاولوا اعتقاله وذلك قبيل قتله برصاص الشرطة.
وأعلنت رئاسة هيئة الأركان العامة التركية، الجمعة، تحييد 72 «إرهابياً» خلال عمليات أمنية داخل البلاد وخارجها في الأسبوع الأخير، وقالت رئاسة الأركان إن العمليات المتواصلة تهدف إلى تطهير مناطق في ولايات هكاري وشرناق وسعيرت وديار بكر وأرضروم، ومناطق شمالي العراق من الإرهابيين، لأهميتها الكبيرة بسبب استخدامها كمراكز إيواء وعبور لعناصر منظمة «بي كا كا» الإرهابية.
ويومي الخميس والجمعة، شهدت قاعدة ديار بكر الجوية التابعة للجيش التركي طلعات غير مسبوقة، حيث شنت على مدار الساعة الطائرات الحربية غارات متتالية على مواقع التنظيم داخل الأراضي التركية وفي منطقتي «زاب»، و«أفشين ـ باسيان» شمالي العراق.
وفي خطاب له مساء الجمعة، هدد أردوغان بـ«سحق الإرهاب» في منطقتي سنجار وقنديل في العراق إذا لم تقم بذلك الجهات المسؤلة في إشارة إلى الحكومة العراقية، مؤكداً أن بلاده لن تكون بحاجة لإذن من أحد للقيام بذلك استناداً لقواعد الاشتباك. وقال أردوغان: «سندمر كافة المعسكرات الإرهابية التي حددناها في سوريا والعراق»، مضيفاً: «قد نوسّع عملياتنا العسكرية في جرابلس وإدلب بسوريا إلى مناطق أخرى في أية لحظة». محذراً من أن الجيش التركي سوف يتحرك ضد باقي «التجمعات الإرهابية في سوريا التي تشكل تهديداً على الأمن التركي».
ومنذ الشهر الماضي أطلق الجيش التركي عملية عسكرية برية ضد مواقع العمال الكردستاني في منطقة زاب شمالي العراق، وذلك دون إعلان رسمي عن ذلك، لكن بيانات الجيش كشفت عن مقتل 4 جنود وعشرات المسلحين في اشتباكات داخل الأراضي العراقية.
وعقب التقارب الأخير مع العراق وإيران عقب استفتاء انفصال إقليم شمالي العراق، تسعى أنقرة للضغط على بغداد من أجل القيام بعمليات عسكرية ضد مسحلي العمال الكردستاني في العراق، أو التنسيق للقيام بعملية عسكرية مشتركة بين الدول الثلاث.
وخلال زيارة رئيس الوزراء العراقي الأخيرة لأنقرة نهاية الشهر الماضي، أكدت مصادر من الجانبين التركي والعراقي أن أنقرة أبدت للعبادي استعدادها لتقديم كل الدعم اللازم من أجل مواصلة الحكومة العراقية الحرب على الإرهاب ليشمل بي كا كا في شمالي العراق، فيما أكد العبادي حرصه على أمن تركيا.

تركيا: مقتل 55 مسلحاً كردياً و9 جنود أتراك في مواجهات وأردوغان يهدد بسحق «بي كا كا» في العراق وسوريا
أنقرة تضغط على بغداد لتنسيق تحرك ضد العمال الكردستاني
إسماعيل جمال

قوات النظام السوري تقوم بحملة إعدامات ميدانية لمدنيين في دير الزور بدعوى ارتباطهم بـ«الدولة»

Posted: 03 Nov 2017 03:27 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: أكد ناشطون في محافظة دير الزور شمال شرقي سوريا لـ»القدس العربي» ، وقوع إعدامات ميدانية بحق المدنيين داخل أحياء المدينة على يد قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها، بعد تقدمها على حساب تنظيم الدولة «داعش» في المدينة.
ووفق ما قال ناشطون لـ«القدس العربي» فإن قوات النظام والميليشيات الموالية لها، أعدمت نحو 35 مدنياً في حيي الصناعة والعمال بتهمة الانتماء لتنظيم «داعش» وتأمين حاضنة شعبية ومده بالمال والسلاح ودعمه لوجستياً، إضافة لارتكاب أعمال إرهابية بحق عناصر النظام.
كما أوضح الناشطون انهم وثقوا إقدام ميليشيات النظام على قتل ثلاثة اخوة من عائلة واحدة ذبحاً وهم قاسم حمود العنزي، عكاب حمود العنزي، حجاب حمود العنزي، واعتقال والدتهم وأخواتهم في حي الحميدية، مؤكدين أن الإخوة الثلاثة الذين تم إعدامهم معروفون في دير الزور ببيت حبس، وهم من اصحاب الاحتياجات الخاصة، اثنان لا يستطيعون الرؤية والثالث معاق.
وفي السياق ذاته أكد ناشطون لـ«القدس العربي»، إن عشرات العائلات لا يزالون ينتظرون مصيرا مجهولا بعد تقدم قوات النظام والمليشيات الموالية لها، حيث تتجمع هذه العائلات في معظمها في منطقة حويجة كاطع بانتظار موافقة قسد على خروجهم باتجاه الحسينية مع تخوف هذه العائلات من وصول قوات النظام اليهم وبالتالي حدوث مجازر بحقهم.
ووجه ناشطون نداءات استغاثة لإنقاذ المدنيين الذين حاولوا عبور النهر باتجاه قرية الحسينية على الطرف المقابل من النهر، والتي تسيطر عليها قوات قسد دون جدوى في ظل مواصلة قوات النظام تقدمها في الحي، حيث تقوم بإعدامات ميدانية للمدنيين في المناطق التي وصلت إليها. وأكدوا على أن قوات قسد ترفض إرسال زوارق من الشاطئ المقابل لهم لإنقاذهم، حيث طالبوا قسد بالسماح للمدنيين بالعبور وارسال زوارق لإنقاذ أرواح المدنيين العالقين.
وقالت الصحافي السوري في شبكة فرات بوست صهيب إن قوات النظام والميليشيات الموالية لها استطاعت في فترة قياسية (خلال أسبوعين تقريباً) من السيطرة على نحو 60 بالمئة من مدينة دير الزور، وهي التي عجزت منذ ما يزيد على 5 سنوات عن السيطرة على حارة واحدة من هذه الأحياء.
وأضاف، إن قوات النظام والميليشيات الموالية لها تقدمت في الساعات الماضية في حيي العرضي والحويقة، وما تبقى من الشيخ ياسين، لتعلن في بيان رسمي بسط سيطرتها على كامل المدينة، بينما لا تزال هناك جيوب مقاومة شمال المدينة من بعض المقاتلين المحليين المبايعين للتنظيم. وأشار إلى أن قوات النظام استهدفت دير الزور خلال اليومين الماضيين بعشرات الغارات الجوية، كما شاركت المدفعية وصواريخ أرض أرض في قصف أجزاء من المدينة، ما أدى إلى إلحاق دمار كبير في أبنيتها واستشهاد وإصابة عدد من المدنيين المحاصرين فيها.
ولفت جابر إلى أن أغلب المدنيين نزحوا من الأحياء التي كانت خاضعة لسيطرة داعش في الأشهر الماضية بسبب شدة القصف الجوي الذي استهدف مناطقهم، وبقي عدد يقدر بنحو 900، لم يتمكنوا من الخروج، ليحاصرهم النظام والميليشيات بعد سد جميع منافذ المدينة. وأوضح أن آخر المعلومات التي حصلت عليها، تفيد بأن من تبقى من المدنيين تجمعوا في حويجة كاطع بعضهم جرحى، وكانت تجري محاولات للسماح لعبورهم إلى مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيا «سوريا الديمقراطية» من دون معرفة مصيرهم بعد ذلك.
وكان الجيش السوري الحر التابع للمعارضة السورية المسلحة قد تمكن من طرد قوات النظام من عدد من أحياء مدينة دير الزور في حزيران/ يونيو 2012، واستمر في التقدم إلى أحياء أخرى خلال عامين ونيف وتقليص سيطرة النظام، قبل أن يهاجم عناصر داعش دير الزور ريفاً ومدينةً، ليطردوا فصائل المعارضة منها، وتنفصل مدينة دير الزور بين أحياء غرب المدينة وأخرى في شرقها بقيت خاضغة لسيطرة قوات النظام عمدت داعش إلى محاصرتها في بداية عام 2015، بدون التمكن من اقتحامها والسيطرة عليها.
من جهتها حذرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان من ارتكاب القوات الحكومية مجزرة بحق المدنيين الذين هربوا من أحياء مدينة دير الزور. وقالت الشبكة في تقرير لها حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه الجمعة، إن « 750 مدنيًا محاصرين في مساحة جغرافية ضيقة لا تتجاوز مساحتها 1.5 كيلومتر مربع داخل حويجة كاطع شمال مدينة دير الزور بعد هروبهم من أحياء مدينة دير الزور التي سيطرت عليها القوات الحكومية السورية «. وطالبت الشبكة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالتوقف عن استهداف المدنيين وتسهيل حركة مرورهم من منطقة حويجة كاطع باتجاه قرية الحسنية الواقعة تحت سيطرتها». ودعت المنظمة الحقوقية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل استجابة لنداءات الاستغاثة لـ «ردع تكرار ما حصل من مجازر في صيف عام 2012 عند دخول قوات النظام إلى أحياء مدينة دير الزور هو يتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عما وقع».

قوات النظام السوري تقوم بحملة إعدامات ميدانية لمدنيين في دير الزور بدعوى ارتباطهم بـ«الدولة»
«الشبكة السورية» تحذر من مجزرة مقبلة بحق نازحي المدينة

قيس سعيّد لـ«القدس العربي»: قانون المصالحة الإدارية تسبب في «أيلول أسود» للدستور التونسي

Posted: 03 Nov 2017 03:26 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قال قيس سعيّد الخبير الدستوري والمحلل السياسي إن الدستور التونسي يعيش «أيلولا أسود» نتيجة الخروقات الكبيرة التي يتضمنها قانون «المصالحة الإدارية»، وأكد أن الدستور تم وضعه على مقاس الطبقة السياسية التي جاءت بعد الثورة، مشيرا إلى أن من يطالبون اليوم بتعديله «يحنّون» إلى الوضع الذي كان سائدا قبل الثورة.
وتحدث أيضا عن وجود «نظام خفي» يحكم البلاد بشكل غير مباشر و «يحدد الدوائر التي يدور فيها النظام الظاهر والمؤسسات التي وضعها الدستور»، معتبرا أن هيئة الانتخابات وغيرها من الهيئات الدستوية المستقلة لا تتمتع بالاستقلالية. كما اعتبر أن الانتخابات البلدية ستفضي إلى انتخاب هيئات لا مركزية تشكل «امتدادا مقنّعا» للحكم المركزي.
وقال سعيد في حوار خاص مع «القدس العربي»: «من بين الأطوار الغريبة التي شهدها قانون العفو الذي يُوصف بأنه قانون المصالحة هو أن رئيس الجمهورية تقدم بمشروع أول في 20 تموز/يوليو 2015 تحت عنوان «المصالحة في المجال الاقتصادي والإداري والمالي»، وجاءت ردود الفعل عنيفة في تلك الفترة وبقي المشروع سنتين تقريبا على رفوف البرلمان، وتغير لاحقا إلى قانون المصالحة في المجال الإداري، بل إن رئيس الجمهورية صرح في حوار تلفزي بأن المشروع الذي تمت المصادقة عليه ليس هو الذي بادر بتقديمه، وكان هذا يكفي للهيئة المُكلفة بمراقبة دستورية مشروعات القوانين كي تُعلن أنه غير دستوري لهذا السبب فقط، خاصة وأنها قالت عند نظرها بالمشروع المتعلق بالمجلس الأعلى للقضاء أنه لا يجوز للجنة البرلمانية ذات النظر أن تغيّر في المشروع الذي تتولى النظر فيه، هذا فضلا عن عديد الإخلالات الأخرى».
وأضاف «بعد المصادقة على هذا المشروع وملازمة هيئة مراقبة دستورية مشروعات القوانين الصمت تجاه الطعون التي رُفعت إليها، كان بعضهم ينتظر من رئيس الجمهورية أن يلجأ إلى رفض الختم أو حق الفيتو (الذي يمكن أن يلجأ له الرئيس لمعارضة أحد القوانين)، ولكن من استمات في الدفاع عن هذا المشروع لا يمكن أن يُنتظر منه أن يرده (للبرلمان) لقراءة جديدة، فهو (رئيس الجمهورية) فيه الخصام وهو الخصم والحكم في الوقت نفسه (كما يقول المتنبي) فكيف يمكن أن يلجأ إلى حق الفيتو؟».
واعتبر، في السياق، أن الخروقات القانونية الكثيرة التي يتضمنها قانون «المصالحة الإدارية» وظروف المصادقة عليه تشكل «أيلولا أسود» (نسبة إلى الصدام بين الحكومة الأردنية ومنظمات فلسطينية عام 1970) للدستور التونسي.
وأضاف «المجلس (البرلمان) اجتمع في دورة استثنائية كما قيل، في حين أن البلاد تعيش في ظل حالة الطوارئ، وما دامت تعيش في ظل تدابير استثنائية (بقطع النظر عن النظام القانوني لهذه التدابير)، فإن المجلس النيابي – كما ينص على ذلك الفصل الثمانون من الدستور- يُعتبر في حالة انعقاد دائم، فكيف تتم الدعوة إلى الانعقاد في حين أن المجلس منعقد بحكم صريح وارد في نص الدستور؟، يعني كمن يدعو الجالس إلى الجلوس»
وتابع «من ناحية أخرى، فإن المبادرة (قانون المصالحة الإدارية) التي صادق عليها المجلس لا يُعرف مصدرها على وجه التحديد، فمن الذي بادر بتقديم المشروع الجديد المختلف عن المشروع الذي تقدم به رئيس الجمهورية في 2015؟ ثم هذا النص الذي تمت المصادقة عليه وختمه، أحدث هيئة قضائية استثنائية، في حين أن الفصل 110 من الدستور يمنع صراحة إحداث محاكم استثنائية، كما يمنع أيضا سن إجراءات استثنائية من شأنها المساس بمبادئ المحاكمة العادلة، ويترتب عن هذا الخرق خرق آخر هو أن الدستور ينص في فصله 108، على أن القانون (الدستور) يضمن التقاضي على درجتين، في حين أن القانون الذي تم ختمه نص على أنه لا يمكن الطعن بأي وجه من الوجوه في قرارات الهيئة القضائية الاستثنائية التي أحدثها».
ويطالب عدد كبير من السياسيين مؤخرا بتعديل الدستور لتجاوز بعض النقائص التي أكدتها الممارسة السياسية، فضلا عن دعوة بعضهم إلى العودة لنظام الحكم الرئاسي على اعتبار «الخلل» الذي تسبب فيه نام الحكم شبه البرلماني الحالي.
وعلّق سعيد على ذلك بقوله «للأسف، في جميع البلاد العربية توضع نصوص الدساتير على المقاس دائما، بناء على التوازنات الموجودة عند وضعها، فبعد انتخابات 2014 في تونس تغيّر الجسد (السياسي) وبدأ التفكير في إدخال رتق وتعديل على هذا الرداء الدستوري حتى يكون ملائما للجسد الجديد، فالقضية لا تتعلق بفراغ أو بأخطاء في نص الدستور (علما أنه لا يوجد نص دستوري يخلو من النقائص)، ولكن القضية أعمق بكثير فهي في الفكر السياسي السائد في تونس وفي العديد من البلدان العربية الأخرى، عموما يمكن إدخال تعديلات على الدستور كمسائل تقنية ولكن هم (الداعون لتعديل الدستور) لا يهتمون بالمسائل التقنية بل كيف يعود مركز الثقل داخل السلطة إلى قصر قرطاج، مع العلم أن الذين يتحدثون بهذا الشكل يعاودهم الحنين إلى الماضي إلى نفس الوضع الذي كان سائدا لمدة عقود».
وأضاف «من ناحية أخرى، فإن تونس تعيش حاليا في ظل نظامين، نظام ظاهر وآخر خفي، فالظاهر يتحرك في الدائرة التي يحددها له النظام الخفي الذي يتحكم في كل شيء فهو الذي يحدد الدوائر التي تتحرك فيه المؤسسات التي وضعها الدستور، وهو صاحب القرار النهائي وهو الذي يحسم في كل المسائل المصيرية، فهناك حكومة يفترض أنها مستقلة عن رئيس الدولة وهناك مؤسسات دستورية كهيئة الانتخابات وغيرها، تتحرك جميعها في الدوائر التي يحددها هذا النظام الخفي، لا تلك التي يحددها الدستور أو القانون بوجه عام».
وكان البرلمان التونسي فشل للمرة الرابعة في انتخاب رئيس جديد لهيئة الانتخابات، حيث لم يتمكن المرشحان لهذا المنصب على العدد المطلوب من الأصوات (109)، وهو ما دعا بعضهم لمطالبة الأحزاب بتجاوز خلافاتها لحسم هذا الأمر.
وقال سعيد «هذه الهيئة التي توصف بأنها مستقلة، يحاول كل طرف من الأطراف الفاعلة داخل البرلمان أن يكون له موقع فيها ودور فاعل في اتخاذ القرار داخلها، وهذا دليل على أن استقلاليتها محدودة وهي ضمن في الإطار الذي تحدده الأطراف السياسية الفاعلة. قد يتجاوز البرلمان التونسي اليوم مسألة اختيار رئيس الهيئة في عملية برلمانية قادمة، ولكن الآثار التي ستترتب على هذه الوضعية مستقبلا ستطال التشكيك في أي عمل نقوم به هذه الهيئة وأي نتائج تتولى الإعلان عنها (في إشارة إلى الانتخابات البلدية المقبلة)».
وحول التأخير المستمر في موعد الانتخابات البلدية والحديث عن تخوّف بعضهم من الحكم المركزي، تساءل سعيد «هل هذه الانتخابات ستؤدي إلى نظام لا مركزي حقيقي؟ وهل هذه الجماعات المحلية التي سيتم إنشاؤها، بناء على الباب السابع من الدستور، ستكون بالفعل مستقلة ومُعبّرة عن إرادة المواطنين المعنيين؟».
وأجاب بقوله «سيتم استخدام طريقة الاقتراع نفسها التي تم اعتمادها لاختيار أعضاء المجلس النيابي وهي طريقة الاقتراع على القائمات مع اعتماد التمثيل النسبي وأكبر البقايا، وهذه الطريقة ستؤدي إلى الانحراف بالوكالة المفترضة بين النائب والناخب، فالنائب سواء في المستوى المحلي أو المركزي يشعر بأنه مدين في انتخابه لا لمن انتخبه ولكن لمن رشحه في القائمة الانتخابية ولمن وضعه على رأس هذه القائمة أو في المراتب الأولى، ولا أدل على هذا الانحراف من هذا الظعن والترحال الذي يشهده المجلس النيابي كل أسبوع تقريبا من كتلة إلى أخرى، فليس هناك شعور بالمسؤولية أمام الناخبين على الإطلاق».
وأضاف «سوف تكون الهيئات المنتخبة في المستوى المحلي صورة مصغرة من قصر باردو (البرلمان)، وسيشعر المنتخبون أيضا بهذه الطريقة بأنهم مدينون في انتخابهم لمن رشحهم لا لمن انتخبهم، أي أنها في الظاهر لا مركزية ولكنها في الواقع هي امتداد مقنع للمركزية».

قيس سعيّد لـ«القدس العربي»: قانون المصالحة الإدارية تسبب في «أيلول أسود» للدستور التونسي

حسن سلمان:

«الجهاد الإسلامي» تعلن استشهاد خمسة نشطاء جدد في «نفق المقاومة» وتتوعد

Posted: 03 Nov 2017 03:26 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي» : لا يزال صدى الاستهداف الإسرائيلي لـ «نفق المقاومة» الذي دمر على حدود غزة، يدوي في أروقة حكومة تل أبيب، بعد إعلان حركة الجهاد الإسلامي رسميا استشهاد خمسة من ناشطيها ما زالوا عالقين داخل النفق، إضافة إلى السبعة الذين قضوا الأسبوع الماضي، خاصة مع نشوب خلافات بين المسؤولين الإسرائيليين، حول الشروط التي وضعها الجيش للسماح لفرق الإنقاذ الفلسطينية من أجل انتشال المفقودين، بعد أن أعلنت حركة حماس رفضها، كونها تطالبها بإعادة الجنود الإسرائيليين الموجودين بقبضة جناحها المسلح.
وبعد خمسة أيام من البحث، ولعدم إعطاء إسرائيل إذنا لفرق الإنقاذ الفلسطينية بالوصول إلى مناطق قريبة من الحدود، للبحث عن عدد من ناشطي الجهاد الإسلامي، الذين علقوا في «نفق المقاومة» أعلن الجناح المسلح للحركة يوم أمس، أن هؤلاء النشطاء الخمسة استشهدوا في تلك العملية، ليرتفع عدد الشهداء إلى 12 شهيدا، 10 منهم ينتمون لسرايا القدس الجناح المسلح للجهاد، واثنان ينتميان لكتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس.
وأعلنت سرايا القدس في بيان عسكري رسميا استشهاد كل من بدر كمال مصبح، وأحمد حسن السباخي، وشادي سامي الحمري، ومحمد خير الدين البحيصي، وعلاء سامي أبو غراب.
وقالت إنهم يعملون في «وحدة الإعداد والتجهيز»، وقضوا «جراء القصف الصهيوني الغادر لنفق السرايا مساء الإثنين الماضي»، لافتا إلى أن النفق المستهدف «ليس الوحيد» الذي أقامته أسفل الحدود الفاصلة، وأنه بالرغم من الإجراءات الأمنية المعقدة واستخدام إسرائيل للتكنولوجيا في حربها ضد الأنفاق، تمكن ناشطوها من الدخول في النفق لمسافة مئات الأمتار إلى داخل الحدود.
وأكدت أن «الاستهداف الصهيوني الغادر، لن يثنينا عن مواصلة دربنا، وسيكون دافعاً لاستمرار الإعداد في هذا السلاح الرادع، الذي يمثل مفتاح فكاك الأسرى من داخل سجون الاحتلال».
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، خلال حفل تأبين للشهداء السبعة الذين انتشلوا الإثنين «رد الجهاد الإسلامي على جريمة اغتيال شهداء النفق قادم لا محالة»، مضيفا «العدو لن يعرف متى وأين وكيف ستضربه الجهاد».
ورغم الكشف قبل أيام عن نجاح الاتصالات المصرية في تهدئة الموقف ومنع نشوب «مواجهة كبرى» بعد عملية قصف النفق، من خلال تواصل المسؤولين المصريين مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي، إلا أن إسرائيل لا تزال ترفع حالة «التأهب القصوى» في صفوف قواتها الموجودة على طول الحدود مع قطاع غزة، تحسبا لرد المقاومة، في ظل استمرار تهديدات قادة الحركة. ولا يزال الجيش الإسرائيلي ينشر المزيد من قواته الخاصة التي دفع بها مع بداية الأزمة على طول الحدود، إضافة إلى استمرار نشر بطاريات «القبة الحديدية»، المضادة لصواريخ المقاومة، وذكرت تقارير إسرائيلية أن هذا الأمر مرده الخشية من رد فعل غاضب للمقاومة، ردا على حادثة استهداف النفق.
وفي ظل بقاء حالة التوتر، وزع الجناح المسلح للجهاد شريطا مصورا مدته أقل من دقيقة، بعنوان «الوقت ينفد وصبرنا لا يطول»، اشتمل على لقطات للنفق الذي تعرض للقضف، وصور للنشطاء الذين قضوا وأعمال البحث عنهم، تلاه لقطات لعمليات تجهيز صواريخ من تلك التي كانت تطلقها صوب إسرائيل في الحرب الأخيرة، وأخرى لمقاومين يراقبون آليات إسرائيلية على الحدود.
وفي تطورات الموقف على الصعيد الإسرائيلي، وخلافا لرأي جيش الاحتلال، أعلن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت، أن على إسرائيل السماح لحركتي حماس والجهاد الإسلامي بإخراج «جثامين مقاتليهما من النفق»، الذي استهدف الإثنين الماضي، وأدى إلى استشهاد سبعة نشطاء.
ونقلت صحيفة «معاريف» أمس أن المسؤول الإسرائيلي الكبير قدم وجهة نظر تقول «إن على إسرائيل السماح بإخراج جثامين المقاتلين من النفق»، وذلك خلافا للموقف الذي أعلنه الجيش يوم الخميس، واشترط فيه إعادة الجثامين فقط بعد حدوث تقدم في مفاوضات غير مباشرة حول إعادة جثتي جنديين إسرائيليين تحتجزهما حماس منذ الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014.
وذكرت الصحيفة أن نائب المستشار القضائي للحكومة بلور موقفًا بموافقة وزارة العدل والذي يقضي بالسماح لفرق الإنقاذ الفلسطينية بالبحث عن مفقودي النفق داخل المنطقة الفاصلة على الحدود مع القطاع.
وحسب ما ورد في التقرير الإسرائيلي فإن وجهة نظر المستشار القضائي، أدت إلى «نشوء مواجهة» بينه وبين وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، الذي قاد القرار الإسرائيلي باشتراط إعادة جثامين الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في قصف النفق، باستعادة جثتي الجنديين الإسرائيليين.
وقد عبر عن رأي وزير الجيش منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية الجنرال يواف مردخاي، حين أعلن أن إسرائيل لن تسمح للفلسطينيين بالبحث عن جثامين المفقودين، لحين إعادة جثتي الجنديين الإسرائيليين المحتجزتين في غزة، والتوصل إلى اتفاق لاستعادة إسرائيل مواطنين اثنين محتجزين في غزة، بعد أن دخلا إلى القطاع طوعا.
وردت حركة حماس برفض شروط جيش الاحتلال، وأكد عضو المكتب السياسي للحركة محمود الزهار، في تصريح أورده المركز الفلسطيني للإعلام التابع لحماس أنه لن يتم إعطاء أي معلومات مقابل إكمال البحث عن المفقودين، مضيفا «أي معلومات ستعطى ستكون مقابل إطلاق سراح المعتقلين في سجون الاحتلال»، ووصف شروط الاحتلال بأنها «ابتزاز حقير».
وكان الدفاع المدني في غزة أكد أن اشتراطات الاحتلال للبحث عن مفقودي نفق المقاومة الواقع إلى الشرق من مدينة خانيونس، تعد «عملا مخالفا لكل القوانين والاتفاقات الدولية»، واعتبرها «ابتزازا في قضية إنسانية».
وكان كل من مركز عدالة ومركز الميزان لحقوق الإنسان، قدما مساء الخميس، التماسًا للمحكمة العليا الإسرائيلية، طالبوا فيه بإجبار الجيش على إتاحة الدخول الفوري لطواقم الإنقاذ الفلسطينيّة، إلى «المنطقة العازلة» من أجل البحث عن المفقودين.
وتشير التقديرات إلى أن النشطاء الخمسة موجودون داخل النفق، وتحديدا في منطقة تقع على مقربة جدا من الحدود الفاصلة عن إسرائيل، حيث رفضت الأخيرة طلبا تقدمت به فرق الإنقاذ الفلسطينية عبر الصليب الأحمر للتقدم إلى تلك المنطقة من أجل انتشالهم.
وعلى الرغم من الرفض الإسرائيلي لفرق الإنقاذ الفلسطينية، دفعت قوات الاحتلال بآليات عسكرية وجرافات وحفارات، إلى منطقة النفق المستهدف، بعد أن كانت قد سحبتها خلال الأيام الماضية، خشية من استهدافها في ذروة التصعيد والغضب الفلسطيني.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال شرعت بأعمال حفر داخل الحدود الإسرائيلية على النفق المستهدف، بعد أن أقامت تلك القوات «تلالا رملية» للتغطية على عملية الحفر، يتردد أن قوات الاحتلال تسعى للوصول إلى المقاومين الموجودين في النفق.
يشار إلى أن وزارة الصحة في غزة، أعلنت أن قوات الاحتلال استخدمت أسلحة «محرمة دوليا» في استهداف النفق، احتوت على «غازات سامة»، أدت إلى استشهاد عدد من الذين حاولوا منذ اللحظة الأولى إنقاذ الشبان الذين انهار عليهم النفق.
وفي هذا السياق قال مدير مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة، الطبيب كمال خطاب، إن بعض المنقذين الذين أصيبوا خلال عملية قصف النفق، وغادروا المستشفيات بعد علاجهم، عادوا إليها بعد تدهور حالتهم الصحية بشكل مفاجئ، لافتا إلى أن هذا يدلل على أن الغازات المستخدمة في الهجوم «تحدث مضاعفات بشكل تدريجي».
وأكد وجود توجس من أن الاحتلال يضخ كميات غاز جديدة من نوع شديد السمية لـ «عرقلة البحث عن المفقودين» لافتا إلى ان الشهداء السبعة الذين وصلوا المستشفى كانوا ينزفون من الأنف والأذن لعدة ساعات بعد استشهادهم. وقال «هذا يؤكد وجود مواد سامة تؤدي إلى تهتك في الأنسجة»، مضيفا «الغازات التي استخدمها الاحتلال في جريمة قصف النفق غير معروفة وأكبر من قدراتنا».

«الجهاد الإسلامي» تعلن استشهاد خمسة نشطاء جدد في «نفق المقاومة» وتتوعد

أشرف الهور:

«هيومن رايتس ووتش»: عناصر من «الحشد» طعنوا ناشطا كرديا حتى الموت في كركوك

Posted: 03 Nov 2017 03:25 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: حثّت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، الحكومة العراقية على التحقيق في مقتل الناشط الكردي، أركان شريف، الذي قتل طعنا في منزله بقضاء داقوق جنوب كركوك نهاية الشهر الماضي.
وذكرت في تقرير لها، نُشر أمس الجمعة، أن «6 رجال ملثمين على الأقل يرتدون ملابس عسكرية اقتحموا منزل عضو ناشط في الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، في قضاء داقوق (التابع لمحافظة كركوك) في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2017 وطعنوه حتى الموت». وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، إن «على الحكومة العراقية تقديم أدلة وإجابات حقيقية إلى الرأي العام عن المسؤول عن قتل هذا الناشط الكردي، نظرا، على ما يبدو، لوجود القوات العراقية فقط في المدينة».
وأضافت أن «تحديد حقيقة ما حدث والمساءلة عن مقتله سيكون خطوة هامة للمصالحة العراقية ـ الكردية».
وجاء في تقرير المنظمة أن «سلطات حكومة إقليم كردستان أكدت أن أفرادا من قوات الحشد الشعبي العراقي قتلوا أركان شريف، مع اندلاع أعمال قتالية مع قوات الحكومة العراقية في ما يسمى بالأراضي المتنازع عليها، ولم تتواجد قوات لحكومة إقليم كردستان في داقوق منذ 16 أكتوبر/تشرين الأول».
وكان شريف يعمل مديراً في مدرسة «افتخار» الثانوية، ومصورا غير متفرغ في «تلفزيون كردستان» المرتبط بالحزب الديمقراطي الكردستاني.
كذلك، نشر المقاتل المتطوع بصفوف قوات البيشمركه، عاصي القوالي مجموعة صور لركام منزله في طوز خورماتو، قال إن الحشد الشعبي قام بتدميره بعد اجتياحهم للقضاء.
وكتب القوالي تعليقا على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» مرفق بالصور جاء فيه إن «هذا منزلي قد تم تفجيره، لا زلت امتلك سنده».
وتابع: «سوف يبق الكرد في خرماتو مرفوعي الرؤوس على العكس من اعدائهم سيبقون مطأطئي الرؤوس»
وعلى الرغم من فرض القوات الاتحادية سلطتها في قضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين، والمحاذي للحدود الإدارية لمحافظة كركوك من جهة الجنوب، غير أن أنباءً ترد بين الحين والآخر تتحدث عن ارتكاب القوات الاتحادية والحشد الشعبي انتهاكات بحق المدنيين الأكراد وممتلكاتهم.
وأغلب سكان القضاء هم من المكون التركماني.
وفي أوآسط كانون الأول/ أكتوبر الماضي، خرجت العائلات الكردية من المدينة بالتزامن مع انطلاق عملية «فرض القانون»، ولم يسجل القضاء حتى وقت إعداد التقرير سوى عودة محدودة لتلك العائلات، بعد انتهاء العملية.
في هذا الشأن، قال عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان علي البياتي لـ«القدس العربي»، «منذ اليوم الأول لتوجه القوات الاتحادية بكافة تشكيلاتها إلى محافظة كركوك وبقية المناطق المختلطة لضبط الأمن والاستقرار، ونحن نراقب الوضع الإنساني في جميع هذه المناطق وبالأخص مدينة طوزخورماتو، لكثرة ما ورد من ادعاءات بوقوع انتهاكات فيها»، مشيراً إلى أنه «ثبتت أنها محاولة لتشويه الحقائق وخلط الأوراق لوضع القوات الاتحادية في موضع الإجرام والخارجين عن القانون».
وأضاف: «مدينة طوزخورماتو ومنذ دخول القوات الاتحادية إليها باتت مؤمنة بالكامل، ومستقرة أفضل من أي وقت مضى».
ووفقاً لمصادر المفوضية فإن المدينة لم تشهد أي تجاوزات أو انتهاكات سوى التي نفذتها «مجاميع خارجة عن القانون ومندسة قد فقدت نفوذها السابق في المدينة».
وتؤكد المصادر الرسمية في المدينة، وفقاً للبياتي، أن «الآلاف ممن هربوا من المدينة هم ليسوا من سكان المدينة الأصلاء، وإنما غرباء تم جلبهم من خارج المدينة أو من خارج العراق من قبل جهات كانت متنفذة في المدينة»، مبيناً لأن «المئات من هؤلاء مطلوبون للقضاء لارتكابهم جرائم القتل والخطف والتفخيخ والترهيب في المدينة على مدى 14 عاماً». وعدّ عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان ما يثار حالياً من وجود انتهاكات في طوزخورماتو بأنها «محاولة لإرجاع نفوذ هؤلاء إلى المدينة لمعاودة ارتكاب جرائمهم بحق الأبرياء، من أجل تكرار المآسي التي تعرض لها سكان المدينة خلال فترة غياب حكم المركز عنها».
وأعرب عن استغرابه لما وصفه «صمت المنظمات الدولية طيلة 14 عاماً عندما كانت تتعرض المناطق التركمانية في مدينة طوزخورماتو إلى استهداف بشتى الوسائل الإجرامية والتي كان أشرسها ما حصل نهاية عام 2016 ومطلع عام 2017»، مطالباً «المنظمات التي نشطت هذه الأيام، بتقديم تقارير واقعية عن المدينة وأن تلتزم بالمهنية والحيادية وأن تلتقي جميع الأطراف وتزور جميع مناطق المدينة لمعرفة الحقائق قبل إعلان تقاريرها».

«هيومن رايتس ووتش»: عناصر من «الحشد» طعنوا ناشطا كرديا حتى الموت في كركوك
مفوضية حقوق الإنسان تنفي وقوع انتهاكات في طوزخورماتو

البروفسور إيلان بابه: إسرائيل اليوم دولة أبرتهايد «واحدة» والحل بتغيير نظامها

Posted: 03 Nov 2017 03:24 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: يرى المؤرخ الإسرائيلي المعادي للصهيونية البروفسور إيلان بابه أن بريطانيا اليوم لا تختلف عن بقية الدول الأوروبية من ناحية ازدياد التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية، واستمرار النخب السياسية بتأييد إسرائيل لاعتبارات شتى منها الخوف من اللوبيات اليهودية وعقدة الذنب.
بابه الذي اضطر لمغادرة عمله في جامعة إسرائيلية وانتقل منذ عشر سنوات للعمل محاضرا لجامعة اكستير البريطانية يرى أن المجتمع المدني في بريطانيا مؤيد أكثر فأكثر للفلسطينيين. ويشير في حديث لمجلة قضايا إسرائيلية الصادرة عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) أنه عشية ذكرى 100 عام على وعد بلفور نشأت حركة داخل المملكة المتحدة تطالب باعتذار بريطانيا وتحمل مسؤولية سياسية أكبر على مصير الفلسطينيين. منوها أن النخبة السياسية في بريطانيا مقابل هذه الحركة أرادت الاحتفال بذكرى هذا التصريح من منطلق الخنوع للوبي المؤيد لإسرائيل في انجلترا.
وينفي بابه ازدياد الدعم الدولي لإسرائيل على أرض الواقع، ويقول إن هناك تغييرا واضحا وكبيرا في علاقة المجتمع المدني في العالم للقضية الفلسطينية. ويؤكد أن دعم النضال الفلسطيني لم يكن بهذا الاتساع كما هو اليوم. متسائلا من كان يحلم بأن يخشى الدبلوماسيون الإسرائيليون زيارة حرم جامعي أمريكي وان يتم تهريب نتنياهو الى داخل حرم جامعي كهذا في كندا؟
ويضيف « الذي لم يتغير هو علاقة النخبة السياسية بإسرائيل، وهذه لا تزال، لأسباب تاريخية وبسبب المحرقة والخوف واللوبي الصهيوني القوي والناجح ومصالح الليبراليين الجدد، ترى في إسرائيل ثروة ولا تهتم كثيرًا بسياستها الداخلية. لكن هنا ايضًا توجد ثغرات في الجدار: بيرني ساندرس في الولايات المتحدة وجيرمي كوربين زعيم حزب العمال في انكلترا رجلا سياسة مؤيدان للفلسطينيين، وهما صاحبا مراكز مهمة في حزبيهما». ويشير لوجود حالة فوضى سياسية في الغرب منذ عام 2008 الأمر الذي يستقطب قوى من اليمين مؤيدة لإسرائيل إلى المركز السياسيّ، وقوى مضادة من اليسار معروفة بدعمها للجانب الفلسطيني من حيث الموقف.
وبشأن مستقبل الصراع وآفاق تسويته يرى بابه أن الواقع الحاليّ يشير إلى وجود دولة واحدة مهيمنة، تسيطر بوسائل مختلفة على مجموعات فلسطينية مختلفة. معتبرا أن هذه السيطرة ممكنة فقط بالتنازل الذي لا يمكن منعه عن الديمقراطية، ولذلك ما يرتسم اليوم هو دولة تمييز عنصري (أبارتهايد) واحدة والحل هو تغيير نظامها. وبنظره فإن تغيير كهذا هو سيرورة طويلة يُبنى من الأسفل بواسطة تشبيك العلاقات بين اليهود والعرب وتحدي التمييز العنصري الاسرائيلي. حتى تنجح هكذا سيرورة نحتاج إلى وحدة فلسطينية، وقيادة فلسطينية مُمثلة واستمرار الضغط المجدي من قوى خارجيّة، وهو العمل الذي بدأته حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل.

تدويل الصراع

كما يرى أن إسرائيل اصبحت دولة عنصرية منذ أعوام عديدة، ويرى أن موت حل الدولتين ينقل من وضع الأبارتهايد بحكم الأمر الواقع لأبارتهايد بحكم القانون. ومضى جازما « في وضع كهذا وعلى ضوء اختلال موازين القوى نحن ملزمون بتدويل الصراع. تجنيد المجتمع المدني في العالم هو خطوة مهمة لكننا لم ننجح بعد في الوصول الى أروقة القوة السياسية والاقتصادية في الغرب. من المهم وخلال تدويل القضية الفلسطينية أن نبرز الفوارق العلميّة بين الاستعمار العادي وبين الاستعمار الاستيطاني والتذكير بأمثلة تاريخية كالفرنسيين في الجزائر والبيض في جنوب أفريقيا. وبهذا المضمار يخلص بابه للقول إن الحركة الوطنية الفلسطينية نظرت إلى المشروع الصهيونيّ في فلسطين في الخمسينيات والستينيات كمشروع استعماري عادي، وبالتالي كان مطلبها إجلاء المستوطنين. بينما في جنوب أفريقيا ناضل المؤتمر الوطني الأفريقي من أجل إسقاط نظام الأبارتهايد واستبداله بنظام ديمقراطي للسود والبيض على حدٍ سواء. وفي موضوع اللغة والخطاب الفلسطيني ومدى إصغاء العالم له يقترح بابه لتجاوز هذه « اللغة الخشبية « استعمال ثلاثة مصطلحات تسمح بتكريس وجود القضية الفلسطينية على خارطة السياسة العالمية، وهي: مصطلح الاستعمار الاستيطاني ومصطلح الفصل العنصري ( الابرتهايد) ومصطلح التطهير العرقي. برأيه من المهم في هذا السياق جعل هذه المصطلحات لغة شائعة بين الأكاديميين الذين يدرسون الصراع العربي الإسرائيلي، والمحركات الأساسية للغة الناشطين من أجل فلسطين، ما قد يسمح بتسللها تدريجيًا إلى لغة أصحاب القرار المعنيين بالقضية الفلسطينية.

لماذا غادرت إسرائيل

وردا على سؤال لماذا غادر إسرائيل الى بريطانيا بدلا من العمل من داخلها قال بابه إن مهمة التغيير ليست سهلة. وتابع « فأنت تعمل مقابل جيل يتعرض لمساعي تلقين وتدجين بصورة يوميّة، من الولادة حتى الممات، هذا الجيل لا يسمح له أنّ يرى الفلسطينيين كبني آدم، متساوين، إنما فقط كتهديد دائم على حياتهم. من المؤسف القول إنك تعمل أمام جهاز تربية مشوه، جهاز سياسي لا يتوقف عن التحريض، ومثقفين جبناء. لكن، نعم يوجد جيل مُكمل لمسيرة التغيير، وانا ايضا عائد كي أستمر بهذا العمل. ويشير لولادة جيل إسرائيلي جديد، واعٍ أكثر، عدده قليل لكن إصراره كبير، وهذا دافع للتغيير. ويضيف « التقيت هذا الجيل في عدةِ مناسبات وعندي قناعة أنه مستمر في الإنجازات نحو التغيير، الذي قد لا نلمسه اليوم، لكن من المؤكد أننا سنلمسه مستقبلا.

إسرائيل اليوم دولة أبرتهايد «واحدة» والحل بتغيير نظامها

وديع عواودة:

حادث إطلاق نار في مراكش راح ضحيته ابن مسؤول قضائي

Posted: 03 Nov 2017 03:24 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : اهتزت مدينة مراكش مساء أمس الأول على وقع جريمة بعدما أطلق شخصان مجهولان النار على رواد أحد المقاهي، قبل أن يلوذا بالفرار، ما أدى إلى مقتل شاب وجرح اثنين آخرين.
وكشفت السلطات المحلية لمحافظة مراكش عن أن عملية إطلاق النار التي شهدها المقهى، نفذها شخصان ملثمان كانا يمتطيان دراجة نارية، مؤكدة سقوط قتيل وإصابة اثنين آخرين بشظايا أعيرة نارية.
وأفادت مصادر أن الشاب الذي قتل يدعى حمزة الشايب، كان يدرس بكلية الطب في مراكش، وهو ابن رئيس محكمة الاستئناف في بني ملال. وقالت السلطات إن التحريات الأولية تشير إلى أن الشخص المتوفى كان مستهدفا، ما يرجح فرضية تصفية حسابات شخصية. فيما ذكرت معطيات أخرى غير رسمية أن المستهدف لم يكن الشاب الضحية، بل كان صاحب المقهى، وهو أحد المهاجرين المقيمين في هولندا، وكان يجلس في المكان نفسه قبل أن ينصرف ويحل مكانه الضحية حمزة الشايب.
وفي تعليق له على ما حدث، قال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني: «بعد اتصال مع المسؤولين الأمنيين تبين أن البحث مازال جاريا عن منفذي الهجوم. وكتب في تدوينة له على حسابه الرسمي على موقع فيسة بوك: «ننتظر التأكيد النهائي من ولاية الأمن، أيا كان فإنها أكدت أن الدلائل تشير إلى أن الأمر على الراجح تصفية حسابات». وأكد مصدر أمني بولاية أمن مراكش، في اتصال مع «القدس العربي» أنه تم تكثيف الأبحاث والتحريات، من طرف المصالح الأمنية بإشراف النيابة العامة المختصة، لمعرفة فصول الجريمة بكاملها، وبأن من تم القبض عليهم  ليلة أمس الأول تبين أنهم لا علاقة لهم بالجريمة.»

حادث إطلاق نار في مراكش راح ضحيته ابن مسؤول قضائي

فاطمة الزهراء كريم الله

برلمانيون أمريكيون وبريطانيون يدعون بغداد للقبول بالحوار مع أربيل

Posted: 03 Nov 2017 03:23 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: تدفع جهات سياسية عراقية ودولية طرفي النزاع في بغداد وأربيل إلى إجراء «حوار» يفضي إلى نهاية «التصعيد» الذي تفاقم عقب إجراء استفتاء الإقليم في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، وما تبعه من إقدام القوات الاتحادية على تنفيذ عملية «فرض القانون» في المناطق المتنازع عليها.
وطالب ثمانية من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، أمس الجمعة، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بـ«العمل مع حكومة كردستان للقضاء نهائياً على المخاوف من اندلاع الحرب»، فيما وجه ثمانية أعضاء في مجلس العموم البريطاني رسالة إلى رئيسة الوزراء تيريزا ماي بشأن احداث الإقليم.
وأشار أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، في رسالتهم إلى أن «بدء المعارك بين القوات العراقية وقوات البيشمركه لن يصب في مصلحة أي طرف، لذلك نطالب الحكومة العراقية بالعمل مع حكومة إقليم كردستان للقضاء نهائيا على المخاوف من اندلاع هذه الحرب».
وأضافوا، «نتمنى بدء الحوار عاجلاً مع حكومة إقليم كردستان لحل المشكلات العالقة، إلا أن تواجد قوات الحشد الشعبي في المناطق المتنازع عليها يسبب لدينا مخاوف عدة، لذلك نطالب، بشدة، بإخراجهم من هذه المناطق».
وجددوا لرئيس الوزراء العراقي، التزامهم بـ«دعم حكومة عراقية قوية، وحكم ذاتي لإقليم كردستان، وحماية شعب كردستان بجميع مكوناته هو أمر مهم بالنسبة إلينا»، مطالبين بـ«قبول تجميد نتائج الاستفتاء والبدء بالحوار مع أربيل».
وعبرت الرسالة، عن امتعاض أعضاء مجلس الشيوخ من «استعمال الأسلحة الأمريكية ضد الكرد والأقليات الأخرى».
وعلى الصعيد نفسه، وجه ثمانية أعضاء في مجلس العموم البريطاني رسالة إلى رئيس الوزراء تيريزا ماي بشأن أحداث اقليم كردستان.
ووصف الأعضاء الثمانية، في رسالتهم لماي، ردود فعل بغداد على الاستفتاء أنها «عنيفة ومخالفة للدستور»، مؤكدين أن «حكومة أربيل أعلنت مراراً ان هدف الاستفتاء كان التفاوض وحسم مصير المناطق المتنازع عليها ثم طلب الاستقلال من بغداد».
ورحّب النواب البريطانيون بمقترح حكومة اقليم كردستان بتجميد الاستفتاء، مطالبين بإيقاف جميع الأنشطة العسكرية والبدء بحوار مفتوح بين بغداد واربيل.
وطالب النواب، رئيسةَ الوزراء بتشجيع انهاء الصراع بين شركاء المملكة المتحدة في العراق واقليم كردستان بأسرع وقت ممكن.

«الكردستاني» يدعو لتطبيق الكونفدرالية

في الأثناء، أكد حزب العمال الكردستاني، أن الكرد في الاقليم ليسوا لوحدهم، مشددا على أن «الكونفيدرالية الديمقراطية» أفضل نظام لتنظيم العلاقة بين المركز وأربيل بعد فشل مشروع الدولة القومية.
وقالت اللجنة المركزية لحزب «العمال»، في بيان أصدرته بعد أكثر من أسبوع من الاجتماعات والمراجعات السنوية، أن «الشعب الكردي ـ في كردستان العراق، ليس لوحده»، مؤكداً أن «أفضل حل لتنظيم العلاقة بين بغداد واربيل يكمن في الكونفدرالية اللامركزية الديمقراطية الذي يدعو إليه حزب العمال منذ فترة».
وقال البيان: «الحزب وفي اجتماعه السنوي الذي عقد نهاية الشهر الماضي، سلط الضوء على الوضع الحالي في كردستان العراق وتركيا، وانتهاء حرب الرقة وخلص إلى نتيجة مفادها أن تآمر الدول المحيطة يتفق كل مرة ضد الكرد»، مشيرة إلى أن «الحزب بحث مستوى الأضرار التي تسببت بها علاقة حزب الديمقراطي الكردستاني مع حزب العدالة والتنمية التركي».
وحسب رؤية الحزب فإن «الدولة القومية التي تبناها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني فشلت ووصلت إلى طريق مسدود»، الأمر الذي يدفع نحو «ضرورة تثبيت النظام الكونفدرالي الديمقراطي بين العراق واقليم كردستان وفق رؤية العمال الكُردستاني».
وشدد البيان على أن «الأكراد في العراق، وبالأخص الإيزديين ليسوا لوحدهم». وأعرب في الوقت عيّنه عن «دعمه للإدارة الذاتية لسنجار (قضاء في نينوى أغلب سكانه إيزيديين)».
وختم الحزب بيانه بالتأكيد بأن «الحرب لم تنته في العراق»، محذرا من أنه «اذا استمر الوضع على هذا الحال، فأن إيران ستتورط في الحرب ايضا (…) الفكر الثوري باستطاعته، احراز النصر النهائي».

العامري يستبعد الهجوم على الأكراد

استبعد الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري، قيام القوات الاتحادية بالهجوم على قوات البيشمركه، فيما تبقى من المناطق المتنازع عليها في نينوى وكركوك.
وقال للصحافيين من سهل نينوى إن «الأجهزة الأمنية العراقية ليس لديها نية الهجوم على الاخوة الكرد».
وأضاف أن «كل ما نتمنها على الاخوة البيشمركه الانسحاب من الحدود الإدارية لمحافظة نينوى وصلاح الدين وتسليم هذه المناطق للقوات الاتحادية».
وتابع: «لا نريد قتالاً مع الكرد فهؤلاء أهلنا وشعبنا ولا نريد الاصطدام معهم».
وزاد «نتمنى أن يحدث بسط الأمن في تلك المناطق بطريقة سلسلة مثلما حدث في كركوك».

الحوار الطريق الأجدى

رأى توفيق الكعبي، النائب عن التحالف الوطني العراقي، أن «الحوار هو الطريق الأجدى نفعاً في حل الأزمة بين بغداد وأربيل»، مؤكداً رفضه «اللجوء إلى الخيار أو الطريق العسكري» في حسم الخلاف بين الجانبين.
وأضاف لـ«القدس العربي»، إن «عودة النواب الأكراد إلى بغداد ينذر بأن الحوار هو الطريق الأمثل إلى الحل».
وطبقاً للنائب عن التحالف الوطني، الكتلة السياسية الممثلة للشيعة في البرلمان، فإن «إقليم كردستان لا يمكنه الانفصال عن العراق وإنشاء دولة (كردية)»، عازياً ذلك إلى «حاجته إلى منافذ حدودية بين الدول المجاورة، التي ترفض الانفصال، وستغلق حدودها مع الإقليم في حال قرر أن يكون دولة».
كذلك دعا المرجع الديني الشيعي محمد تقي المدرسي، بغداد وأربيل التي التوقف عن ما وصفه بـ«التصريحات النارية»، فيما دعا إلى تأسيس تيارات عابرة للطائفية ودمج اقتصاد الإقليم مع العراق.
وقال في بيانه الأسبوعي، أمس الجمعة، إن «التصريحات النارية المتبادلة لا تخدم السلم الأهلي»، مؤكداً على «ضرورة إقامة العدل».
وحث البيان، على «بث روح المحبة والألفة بين أبناء الشعب العراقي واستلهام دروس التعايش والإصلاح من الكتاب الحكيم»، مبينا أن «مرحلة ما بعد الصراع اشد من مرحلة الصراع نفسه أي إننا يجب أن نكبح جماح الفتن التي قد تنجم هنا وهناك بسبب ذيولها وذيول ذلك الصراع».
وشدد على «ضرورة إقامة القسط بعد الاقتتال الداخلي»، مؤكدا أن «بناء الوطن على أسس المحبة أصعب بكثير من إثارة الفتن والمطالبات التي لا تؤدي إلى أي خير».
وبشأن تطبيق ما تبقى من فقرات الدستور العراقي، رأى المدرسي أن ذلك «يجب أن يتم عبر توافقات جانبية من دون إثارة المشكلات».
وقال: «إننا نرجو لأن يكون الإخوة في الإقليم قد اعتبروا بما جرى بعد الاستفتاء ولا يتكلون على غيرهم وغير العراق»، داعياً إياهم إلى «الاندماج أكثر فأكثر مع الشعب العراقي».
وتابع: «لهم في تجربة دولة جنوب السودان التي ما تزال تعيش المآسي بعد المآسي بسبب الانفصال المشؤوم وكذلك ما جرى على شعب كتالونيا الذي يعيش اليوم قلقلاً بالغاً من محاولة الانفصال الفاشلة؛ خير أمثلة معاصرة».
ودعا المدرسي إلى العمل على «تأسيس تيارات عابرة للطائفية والإثنية، وربط اقتصاد الإقليم باقتصاد العراق وتوفير كل الظروف المناسبة لتنمية الشمال كما سائر المناطق، وبالذات المناطق المتضررة من الحرب على داعش الإرهابي»، معربا عن أمله بأن «يكون النصر في هذه المعارك نهاية مرحلة العنف وبداية مرحلة البناء تحت راية العدل وراية قيم الدين الإلهي».

برلمانيون أمريكيون وبريطانيون يدعون بغداد للقبول بالحوار مع أربيل
«الكردستاني» يحذّر إيران… ويطالب بتطبيق الكونفدرالية الديمقراطية
مشرق ريسان

الجزائر.. حملة انتخابية باهتة في أسبوعها الأول ومرشحون يبحثون عن ناخبين!

Posted: 03 Nov 2017 03:23 PM PDT

الجزائر ـ «القدس العربي»: يمر اليوم الأسبوع الأول على حملة الانتخابات المحلية في الجزائر، التي من المقرر إجراؤها في الـ 23 من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، التي تميزت بنوع من الفتور في الأسبوع الأول منها، وهو أمر كان متوقعا، بسبب عدة عوامل أدت إلى عزوف المواطنين عموما عن الحملة الانتخابية.
وحاولت الأحزاب خلال الأسبوع الأول من الحملة استقطاب الاهتمام، لكنها بدل الخوض في المشاكل اليومية للمواطن، خاصة بالنسبة لقيادات هذه الأحزاب، دخلت في صراعات سياسية وحسابات انتخابية أكبر من موضوع تجديد المجالس المحلية، وفي مقدمة أولئك زعيم حزب جبهة التحرير الوطني الذي راح يتحدث عن الانتخابات الرئاسية سنة 2019، مؤكدا أن الرئيس المقبل سيكون من حزب جبهة التحرير الوطني، بل ذهب إلى القول إنه يعرف من سيكون الرئيس القادم، ولم يخف ولد عباس ميله إلى إقحام موضوع الانتخابات الرئاسية التي مازال يفصلنا عنها نحو سنتين، مؤكدا أن الحزب الذي يفرض نفسه في الانتخابات المحلية سيكون في أريحية عند إجراء الانتخابات الرئاسية، ولا أحد يمكنه زحزحته.
كما لم يفوت أمين عام حزب جبهة التحرير الفرصة لمهاجمة غريمه زعيم التجمع الوطني الديمقراطي ورئيس الوزراء أحمد أويحيى، عندما انتقد بعض سياساته، خاصة على المستوى الاقتصادي، وهو الأمر الذي رد عليه حزب رئيس الوزراء الذي يجد نفسه في أحسن رواق خلال هذه الانتخابات، مستفيدا من اعتلاء أمينه العام سدة الحكومة، ومن النتائج الإيجابية التي حققها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وبعد أسبوع من الانتظار دخل أمس الجمعة أحمد أويحيى في الحملة الانتخابية، إذ سيقوم بالإشراف على عدة مهرجانات انتخابية في شرق البلاد ثم غربها، وبعد ذلك الوسط.
أحزاب المعارضة أيضا لم تجد الخطاب المناسب لإقناع المواطنين بجدوى التصويت في هذه الانتخابات، حتى وإن حاولت أن تلعب ورقة الأهمية التي تمثلها المجالس المحلية، باعتبارها الجهة الرسمية الأولى التي يتعامل معها المواطن، وهي التي تشرف على تسيير شؤونه اليومية، وهو الأمر الذي ألحت عليه الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون ( تروتسكية) خلال تصريحاتها في الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية، لكنها تتناقض بذلك مع نفسها، فهي ظلت لسنوات تقاطع الانتخابات المحلية، وتكتفي بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
الانتخابات المحلية تجري في ظرف صعب، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، والتي بدأ المواطن يستشعر انعكاساتها السلبية على حياته اليومية، وبالتالي أي وعود بحياة أفضل سيكون من الصعب تصديقها، خاصة أن الخطاب الرسمي يتحدث عن سنوات عجاف ستعرفها الجزائر، كما أن التجارب السابقة والمجالس المنتخبة المنتهية ولايتها زادت الهوة بين المواطن والحاكم، فالمواطن يعرف غالبا أن الذين يطرقون بابه في المواعيد الانتخابية، لن يظهر لهم أثر إلا بعد مرور خمس سنوات وانتهاء ولايتهم، عدا بعض الاستثناءات، لذا فإن مهمة الأحزاب والمرشحين والسلطة فيما تبقى من أيام الحملة الانتخابية لن تكون سهلة.

الجزائر.. حملة انتخابية باهتة في أسبوعها الأول ومرشحون يبحثون عن ناخبين!

السفير الإيطالي رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر لـ«القدس العربي»: لا تعليق على وعد بلفور وحل الدولتين مازال قائما

Posted: 03 Nov 2017 03:23 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: في مؤتمره الأول بمناسبة توليه رئاسة مجلس الأمن الدولي للشهر الجاري، قال السفير الإيطالي سيبستياني كاردي، ردا على سؤال لـ«القدس العربي» حول رأيه في الذكرى المئوية لوعد بلفور والذكرى السبعين لقرار التقسيم، وكلتا المناسبتين تقعان ضمن رئاسته للمجلس، وما إذا كان يعتقد أن حل الدولتين ما زال «قائما وممكنا وقابلا للتحقيق»، قال «بصفتي الوطنية كممثل لإيطاليا وكذلك كعضو في الاتحاد الأوروبي، نحن نعتقد أن حل الدولين هو الحل».
وأضاف هل هو حل قابل للتحقيق؟ علينا أن نشجع الأطراف على المفاوضات بما في ذلك المفاوضات المباشرة. صحيح أن الأطراف بعيدة عن ذلك إلى الآن. إننا نعتقد أن مجلس الأمن يجب أن يلعب دورا في تشجيع الأطراف ودعم أي تطورات إيجابية تتجه في الاتجاه الصحيح، فهناك عدد من المبادرات المطروحة الآن بما فيها المبادرة الأمريكية والتي نؤيدها، وسنعقد جلسة حول هذه المسألة يوم 20 من هذا الشهر حول الوضع في الشرق الأوسط، بما فيها القضية الفلسطينية. وسنكون سعداء جدا إذا كان هناك تقدم في إطار لحل الدولتين.
وحول سؤال وعد بلفور والذي تكرر من أكثر من صحافي، اختار السفير عدم الحديث في الموضوع. وقال في متابعة، إن المجلس يعقد جلسة شهرية لمراجعة التطورات في المنطقة «ومن جهتنا فنحن نشجع كافة الجهود على طريق حل الدولتين». وقال إن «إيطاليا ستعمل على أن يكون الاجتماع الشهري يوم 20 من هذا الشهر بناء ويبحث موضوع حل هذه المسألة».
وردا على سؤال لـ«القدس العربي» حول ليبيا وتدخل دول الجوار في الشأن الداخلي الليبي ووجود شرعيتين في ليبيا، واحدة يمثلها برلمان طبرق، وأخرى يمثلها المجلس الرئاسي في طرابلس، وكيف يمكن التعامل مع هذا الوضع المعقد، قال السفير كادري إن مجلس الأمن يدعم جهود المبعوث الدولي غسان سلامة والذي بدأ يحقق إنجازات. وقال إن مسؤولية مجلس الأمن هي دعم العملية السياسية ودعم جهود الوسيط الدولي. المبعوث من مسؤولياته أن يتحدث مع جميع الأطراف بلا استثناء وهو ما يقوم به حاليا، فالهدف إعادة الاستقرار لهذا البلد الغني، والذي يعتبر الاستقرار فيه ليس مصلحة ليبية فحسب، بل مصلحة إقليمية وخاصة لدول البحر المتوسط. نعتقد أن غسان سلامة بدأ يحقق إنجازات ونحن سعداء بذلك وسنستمر في دعمه.

السفير الإيطالي رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر لـ«القدس العربي»: لا تعليق على وعد بلفور وحل الدولتين مازال قائما

عبد الحميد صيام:

المغرب يستعد للمصادقة على آلية للوقاية من التعذيب وسط مزاعم بتعنيف المعتقلين وإيذائهم

Posted: 03 Nov 2017 03:22 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي» : أسهم الحراك الاجتماعي في إقليم الريف إلى جانب حالة الاحتقان التي تشهدها عدة مدن مغربية في إعادة طرح قضية التعذيب، ولاسيما مع تنامي الجدل الحقوقي بشأن مزاعم تعذيب نشطاء من المجتمع المدني وصحافيين معتقلين على خلفية أحداث الحسيمة. ما جعل مراقبين يطالبون بالإسراع في إخراج آلية وطنية للوقاية من التعذيب.
وبهذا الخصوص، أعلن وزير مغربي أن برلمان بلاده سيصادق قريبا على الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، التي سيتم تفعيلها من طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وشكل هذا الموضوع محورا لندوة إقليمية احتضنتها مدينة فاس قبل يومين في موضوع «مبادرة اتفاقية مناهضة التعذيب»، حيث أعلن محمد أوجار، وزير العدل المغربي، أن السنة الجارية ستشهد المصادقة على قانون جديد للمسطرة الجنائية، مشيرا إلى أن التعديلات التي تهم مشروع القانون الجنائي توجد أمام البرلمان، وهي متضمنة كل ما نسعى إليه جميعا من أجل تجريم التعذيب، على حد قوله. وأفاد المصطفى الرميد، الوزير المكلف بحقوق الإنسان، أن المغرب وضع خططا استراتيجية تضمنت محاور تهم مناهضة التعذيب، سعيا منها لتعزيز حقوق الإنسان، موضحا أن من هذه المحاور الخطة الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان الجاري تحيينها في أفق اعتمادها قبل نهاية السنة الحالية، والأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان، وخطة العمل لمتابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن الآليات الأممية لحقوق الإنسان.
وذكر المسؤول المغربي أن بلاده استقبلت 12 آلية للمراقبة الأممية في المجال الحقوقي ما بين سنتي 2000 و2017.
وأكد الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، محمد الصبار أن المجلس مؤمن تماما بأن التعذيب ظاهرة ينبغي القضاء عليها. وأضاف في كلمة خلال الندوة أن القضاء على هذه الظاهرة «هدف ننشده داخل المجلس ويكتسي أهمية بالغة في سبيل تعزيز دولة الحق والقانون والمؤسسات ». وذكر بالسياق الذي تأتي فيه هذه الندوة والمتمثل في سيادة اضطرابات أمنية كبيرة في أفريقيا نجم عنها، إلى حدود اليوم، مآس إنسانية كانت لها تداعيات خطيرة على جميع أجيال حقوق الإنسان.
وفي تعليق أدلى به لـ «القدس العربي» اعتبر أحمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أنه برغم مصادقة المغرب على اتفاقية مناهضة التعذيب، والبروتوكول الملحق بها، فإن التعذيب مازال مستشريا، خاصة في المؤسسات المعنية بالاعتقال والسجن في البلاد.
ويرى أرام عبد الجليل، الباحث في الشؤون القانونية أنه برغم أن المغرب صادق سنة 1993 على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، كما صادق في شباط/ فبراير 2013، فقد سجلت اللجنة الدولية لمناهضة التعذيب في أول زيارة لها إلى البلد مؤخرا بعد مصادقة الحكومة السابقة على البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب، أن المغرب لم يلتزم بالآجال المحددة لإخراج هذه الآلية الوطنية، ما قد يُعرض المغرب للمساءلة القانونية أمام اللجنة الدولية.

المغرب يستعد للمصادقة على آلية للوقاية من التعذيب وسط مزاعم بتعنيف المعتقلين وإيذائهم

حكومة محلية للمعارضة السورية في إدلب… و«المؤقتة» تؤكد عدم شرعيتها

Posted: 03 Nov 2017 03:21 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: شهد شمال سوريا المحرر والخاضع لسيطرة كتائب المعارضة المسلحة، أمس، ولادة جديد لجسم سياسي عرف نفسه على انه «حكومة انقاذ» برئاسة الدكتور محمد الشيخ، تهدف لبسط نفوذها على كل من محافظة ادلب وريفها، والريف الغربي لمحافظة حلب، وريف حماه الشمالي والشرقي، والاجزاء الشرقية من ريف اللاذقية.
وتباينت الآراء حول القبول بحكومة ثانية للمعارضة السورية والاقدام على هذه الخطوة في ظل توقيت تتضارب فيه المصالح الدولية على الأرض السورية، وما بين الرفض والصمت ازاء تشكيل «حكومة إنقاذ» رأى فيها الكثيرون وجهاً مدنياً آخر «لهيئة تحرير الشام – النصرة» التي آثرت على تعيين بعض مؤيديها في الحكومة وتسليمهم حقائب وزارية، فيما فضل الكثيرون الصمت، أملاً من البعض ان ترمم حكومة الإنقاذ الجديدة الخيبات المتوالية التي منيّ بها السوريون من أدء ممثليهم من المعارضة السياسية في جولات التفاوض.
وبالرغم من رفض الائتلاف السوري المعارض لهذه الحكومة، فإنه لم يصدر عنه اي موقف رسمي حولها، فيما رأى «محمد يحيى مكتبي» عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان تشكيل حكومة ثانية، تدير المناطق المحررة في ظل وجود حكومة مؤقتة ما هو الا بسبب «ضحالة في التفكير وقصر في النظر» بحسب رأيه.

حكومة محلية

الدكتور أكرم طعمة نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة قال في تصريح خاص لـ«القدس العربي»، ان حكومة الانقاذ ستكون حكومة محلية بامتياز متواجدة ضمن منطقة واحدة، في ادلب وبعض الأرياف التي يسيطر عليها فصيل عسكري محدد، نافيا رفض الحكومة المؤقتة التجاوب مع الجسم السياسي الجديد ومحاولة استيعابه، حيث قال «تشكلت لجنة خلال احد اجتماعات مجلس الوزراء، كانت مهمتها التواصل مع الكوادر التي كانت تعمل على تشكيل حكومة الإنقاذ»، حيث تم التواصل بين الدكتور عبد العزيز الدغيم والدكتور فراس الجندي، كما تواصل الدكتور تواصل اكرم طعمة نائب رئيس الحكومة المؤقتة، مع الدكتور محمد الشيخ رئيس حكومة الانقاذ، بيد ان المفاوضات على ضم الاخيرة للحكومة المؤقتة فشلت بسبب ما وصفه «طعمة» بالشروط التعجيزية، وهو ما اسفر عن اغلاق الطرق امام اي اتفاق بين «الحكومتين المعارضتين».
واكد الدكتور أكرم طعمة ان الحكومة المؤقتة حاولت مراراً استيعاب الاكاديميين الموجودين في ادلب لمشاركتهم في الحكومة المؤقتة، والعمل على تفادي الملاحظات على الائتلاف والحكومة على حد سواء، بيد ان صد هذه المحاولات وتقييدها بشروط صعبة للغاية، أسفرت عن فشل الخروج بعمل مشترك من شأنه خلاص الشعب السوري، مضيفاً ان «حكومة الإنقاذ ستبقى حكومة محلية، ولن تستطيع الحصول على الشرعية، وستكون مقيدة غير قابلة للتوسع بسبب هيمنة تحرير الشام عليها وملاحقتها من قبل النصرة لضمان تبعيتة رئيس الحكومة ووزرائها للفصيل».
وانتهى بالقول: نحن كسوريين متميزين من الناحية الفردية، لم ننجح بالعمل بشكل جماعي، ولو تم التعاون مع الحكومة المؤقتة وتوسيع الحكومة بكوادر جديدة من ادلب، دون اللجوء الى الاعلان عن «حكومة محلية» لكان هو الحل الافضل، بما فيه إصلاح أيضاً للحكومة والائتلاف على حد سواء، ولكن ما حصل دليل على فشلنا بالعمل المشترك».
الهيئة التأسيسية المنبثقة عن المؤتمر السوري العام، حضّرت للإعلان عن تشكيلة حكومة الإنقاذ في الداخل بعد قرابة عشرين يوماً على تكليف الدكتور «محمد الشيخ» بإجراء مشاورات لتشكيل الحكومة، ودعت الهيئة التأسيسية الفعاليات المدنية والنشطاء للمشاركة في المؤتمر الذي عقد في معبر باب الهوى الحدودي للإعلان عن الشخصيات التي تم اختيارها لتتولى 11 حقيبة وزارية، تبدأ فور الإعلان عنها مرحلة تأسيس الوزارات، من المتوقع أن تكون مدينة إدلب مركزاً لها.

11 وزيراً

وحصلت «القدس العربي» على وثيقة تعريفية عن وزارء الحكومة الجديدة، التي ترأسها الدكتور محمد الشيخ، الحائز دكتوراه في الرياضيات من جامعة مرسيليا في فرنسا، ومؤسس مديرية التربية الحرة في الساحل، وتضم الحكومة 11 وزيراً، وتتألف من اربعة هيئات مدنية وهي «هيئة شؤون الأسرى، وهيئة الرقابة والتفتيش، وهيئة التخطيط والإحصاء، وهيئة اتحاد نقابات العمال»، فيما تم تكليف العقيد رياض الأسعد بمنصب نائب رئيس الحكومة للشؤون العسكرية.
الدكتور «جمعة العمر» وزير التعليم العالي في حكومة الانقاذ قال في تصريح لـ«القدس العربي» ان حقيقة الحكومة جاءت نتيجة ضرورة مرحلية لقيادة العمل الثوري في ادلب، واضاف ان «حكومة الانقاذ اليوم تعني ان المثقفين واصحاب الاختصاص الذين كانوا طوال سنوات الثورة بصوت ضعيف هم من يقود المرحلة». واضاف» لقد حاول السيد رئيس الحكومة والمؤتمر التأسيسي منذ بداية الدعوة للمؤتمر جاهداً اقناع الحكومة المؤقتة بضرورة الدخول والعمل مع الشعب والنظر في حاجات المجتمع لكن كل محاولات التقارب فشلت، لكن خارجياً فنحن لن ندخر جهدًا للعمل مع كل المناصرين للقضية السورية، وننظر لجميع من يعمل في المنصات انهم ابناء سوريا وجزء من الحراك الثوري فيها ما داموا من الملتزمين بمبادئ الثورة وما بذل الشعب من اجله الدم والمال».
وعن الاعتراف الدولي بحكومة الإنقاذ قال الدكتور جمعة العمر «ان الاعتراف جزء مهم في القضية وعندما نحظى بثقة الشعب عندها سننال الاعتراف، ولا شك ان حكومة الإنقاذ تتواصل مع الجهات الدولية، فنحن لم نأت لنعطي شرعية لأحد غير الشعب السوري».

«عودة القرار»

وقبيل الإعلان عن تشكيلة «حكومة الإنقاذ» اعلن الدكتور محمد الشيخ «أن الحكومة تمثل عودة القرار للشعب السوري، وستكون المرجعية الوحيدة للشعب، وستحاول إنقاذ الثورة بكافة ملفاتها وأهمها المعتقلين والمغيبين، والمُهجّرين قسراً من مناطقهم، ممن خرجوا باتفاقيات المصالحة التي كانت لطرد السكان الأصليين من بيوتهم. وهدفنا إنقاذ الثورة من المؤامرات التي تحيكها دول العالم عبر الاجتماعات والمؤتمرات في جنيف وأستانة تحت رعاية المحتل الروسي المسبب في بقاء النظام وقتل الشعب السوري». وأضاف: «ينتظر منا الشعب السوري تخفيف معاناته بسبب الوضع الأمني السيئ والقضاء المشتت والخدمات المتردية».
وذهب العميد عمر الاصفر، والمعارض للنظام السوري، في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، الى انه لا يتم تشكيل حكومة إنقاذ الإ إذا كان لها ارض، وتملك من المقدرات بين يديها ما يمكنها، في ظل اعتراف دولي، على عكس الارضية التي بنيت عليها حكومة الانقاذ المعلنة مؤخراً، مضيفاً «يبدو انه ستتشكل عدد من الحكومات لتشتيت الثورة وإعادة الفوضى، وكل حكومة تتبع لاجندات دولية معينة».

حكومة محلية للمعارضة السورية في إدلب… و«المؤقتة» تؤكد عدم شرعيتها

هبة محمد:

تبني جماعة «أنصار الإسلام» لعملية الواحات: هل يُبرز عمليات لـ«القاعدة» في مصر؟

Posted: 03 Nov 2017 03:21 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم تزل أصداء عملية طريق الواحات في مصر تتردد حتى أمس الجمعة، الذي أعلنت فيه جماعة جديدة تدعى «أنصار الإسلام» تبنيها للحادث الذي راح ضحيته عدد من ضباط وجنود الشرطة.
الجماعة التي تبنت الحادث تبدو حديثة التشكيل، إذ أوضح بيان منسوب لها على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، أن عملية الواحات التي أطلقت عليها «عرين الأسود» أولى عملياتها «الجهادية» في مصر.
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت مقتل 16 شرطيا في هجوم نفذه مسلحون في طريق الواحات في محافظة الجيزة في 20 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فيما فقد ضابط، لكن وكالات إخبارية نقلت عن ثلاثة مصادر أمنية آنذاك قولها إن ما لا يقل عن 52 ضابطا ومجندا قتلوا في العملية.
وفي عملية عسكرية لم تكشف المصادر الرسمية الكثير عن تفاصيلها، أعلنت السلطات المصرية، الثلاثاء الماضي، قتل منفذي هجوم الواحات، وتحرير الضابط محمد الحايس الذي اختطف خلال الحادث. وقالت «أنصار الإسلام» في بيانها إنها تعلن جهادها من معركة «عرين الأسود» في منطقة الواحات البحرية على حدود القاهرة، لافتة إلى أنها انتصرت على حملة العدو «الشرطة» المكونة من ثلاث مدرعات وخمس سيارات صغيرة.
وفصّلت العملية قائلة إنه «رغم قلة العدد والعدة لديها، إلا أن عناصرها انتشروا بشكل سريع جدا ونصبوا كمينا محكما»، وبدأوا بتدمير إحدى مدرعات الشرطة بقذيفة «آر بي جي»، أتبعوها بوابل من الرصاص، ما جعل عناصر الشرطة يختبئون ويستغيثون بالطائرات بعد فرار سيارة ومدرعتين حاملين بعض القتلى والجرحى من الشرطة.
وأوضحت أن أحد الضباط استسلم فتم أسره، وهو الضابط محمد الحايس، الذي أعلن الجيش تحريره أخيرا في عملية عسكرية قضى خلالها على عناصر العملية الإرهابية، كما تمكنت من بقية القتلى والجرحى من عناصر الشرطة، ودعتهم لـ«التوبة إلى الله» قبل إطلاق سراحهم.
واعترفت الجماعة بمقتل بعض عناصرها في يوم العملية، بينهم أحد قادتها «أبو حاتم عماد الدين عبدالحميد» بعد العملية بأحد عشر يوما في قصف جوي لطائرات الجيش المصري، وهو ما أعلنته السلطات المصرية قبل أيام في بيان رسمي بتصفية باقي عناصر عملية الواحات الإرهابية في عملية مشتركة مع الشرطة في الصحراء الغربية قرب مدينة الفيوم.
وبررت «أنصار الإسلام» عمليتها متهمة النظام المصري بـ«الطغيان ومحاربة الشريعة الإسلامية وانتهاك العرض وسفك الدماء المعصومة ونهب ثروات البلاد وفتح حدودها لليهود وتسليم مقاليدها للمفسدين»، معتبرة أن عناصرها ينطلقون «لنصرة دين الله وحفظ حرمات المسلمين».
كما دعت مسلمي مصر للانضمام إليها أو الجهاد بـ«الكلمة والمال»، موجهة دعوة للتوبة إلى الله لكل من «غره الشيطان وزين له سوء عمله، فقاتل في سبيل الطاغوت وجعل من دمائه حربا على الله ورسوله، متحملا ضيق المعيشة ليعيش سادته وكبراؤه منعمين في الدنيا».

3 مجموعات تنشط

الباحث المصري في شؤون الجماعات الإسلامية والجهادية، أحمد بان، قال إن من المعروف أن هناك 3 مجموعات هي التي تنشط في منطقة الصحراء الغربية في مصر، أولها تنظيم «الدولة الإسلامية»، وكذلك «حركة حسم» إضافة إلى «تنظيم المرابطون».
وأوضح أن «الدولة» يمثلها في الوادي والدلتا في مصر «جند الخلافة» التي حاولت تنفيذ عدد من العمليات منها الهجوم على بئر في محافظة المنيا، جنوب مصر في شهور سابقة وحاولت التمركز في تلك المنطقة وتأسيس فرع للتنظيم في الصعيد، لكن نجحت الأجهزة الأمنية في التصدي وضبط عدد من تلك العناصر وإجهاض محاولاتها.
وأشار إلى أن المجموعة الثانية هي «حركة حسم» التي وصف قدراتها بـ«المحدودة» وتتركز في اغتيال بعض الشخصيات الأمنية ومهاجمة بعض الأكمنة الصغيرة، لكنها لا تشتبك في مناطق كبيرة مفتوحة ولا تمتلك سلاحا ثقيلا.
وأوضح أن المجموعة الثالثة هي «تنظيم المرابطون» القريبة من تنظيم القاعدة، ويقودها في مصر «العقيد السابق في القوات المسلحة المصرية هشام عشماوي»، لافتا إلى هذا التنظيم هو الأقرب لتنفيذ عملية الواحات الأخيرة وقتل عدد من عناصره منهم «عماد عبد الحميد».

ترجيحات بانشقاق داخل الجماعات المسلحة

لكنه أوضح أن اسم «جماعة أنصار الإسلام» غير المطروق في الساحة المصرية، رغم بروزه في تونس وليبيا والعراق، وإعلان تبنيها عملية الواحات، يقع بين احتمالين؛ أولهما هو أن «تنظيم المرابطون» يحاول إرباك المشهد المصري وأجهزته الأمنية بالحديث عن تنظيمات عدة نشأت في هذا الموقع من أجل خلط الأوراق، وثانيهما أن يكون حدث انشقاق بعد مقتـل قيـادات التنظيم فـي هـذه العملية بين مجموعتين، ولذلك ستكون مصــر أمام مجموعة جديـدة تحـاول تسويق نفسها انطـلاقا من هـذه العملية.
وأكد أنه لا توجد عمليات محددة «يمكن البناء عليها أننا أمام تنظيم جديد ينطلق من الساحة المصرية»، لأنه غير معروف في حالة العنف في مصر.
وحسب الباحث في شؤون الجماعات الجهادية والمتحدث باسم حزب «الشعب» المنبثق عن الجبهة السلفية المصرية، أحمد فريد مولانا، فإن «انصار الإسلام اسم برز أولا في العراق لإحدى الجماعات الجهادية الكردية التي تزعمها الملا كريكار، ثم ظهرت جماعة باسم (أنصار الإسلام والمسلمين) التابعة لتنظيم القاعدة منتصف العام الجاري، عبر اندماج عدة جماعات وكتائب كجماعة المرابطين وأنصار الدين وكتائب ماسينا»، مبينا أن «نطاق عمل تلك الجماعات يشمل الساحل الأفريقي ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وغيرها».
وأوضح أن «تبني جماعة باسم أنصار الإسلام لأحداث الواحات في مصر يؤشر لامتداد عمليات القاعدة والمحسوبين عليها إلى الصحراء الغربية بحيث يمتد وجودهم الجغرافي في أفريقيا من مالي إلى غرب مصر».
ولفت إلى أن بيان تبني عملية الواحات يكشف صحة ما ورد في شهادة طبيب الشرطة التي أذاعها الإعلامي أحمد موسى عن «عفو العناصر المنفذة للعملية عن الجنود المصريين عقب القبض عليهم وقلة عدد المهاجمين واستهدافهم للمدرعات بقذائف أر بي جي»، كما يؤكد اختطاف الضابط محمد الحايس في العملية دون الكشف عن ملابسات نجاته.

تبني جماعة «أنصار الإسلام» لعملية الواحات: هل يُبرز عمليات لـ«القاعدة» في مصر؟
اتهمت نظام السيسي بـ«الطغيان ومحاربة الشريعة الإسلامية وانتهاك العرض»
مؤمن الكامل

«التقدم والاشتراكية» المغربي يرفض استقالة أمينه العام ويحسم اليوم بين البقاء في الحكومة أو الخروج إلى المعارضة

Posted: 03 Nov 2017 03:21 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي» : تبت اللجنة المركزية لحزب «التقدم والاشتراكية» (باعتبارها أعلى هيئة تقريرية في الحزب) اليوم السبت في موضوع مواصلة المشاركة في الحكومة الحالية أو الخروج إلى المعارضة، وذلك في إثر إقالة وزيرين من الحزب نفسه من طرف العاهل المغربي، ويتعلق الأمر بأمينه العام نبيل بن عبد الله الذي كان يشغل حقيبة وزارة الإسكان، والحسين الوردي الذي كان على رأس وزارة الصحة.
وأعلن المكتب السياسي للحزب، في اجتماعه أمس الأول، تشبثه بنبيل عبد الله أمينا عاما، بعدما أعلن هذا الأخير استقالته من الحزب، على خلفية التطورات الأخيرة التي جاءت نتيجة تقرير «للمجلس الأعلى للحسابات» (مؤسسة رقابية) حول تأخر مشروعات التنمية في إقليم الريف، وكان من انعكاسات ذلك التقرير أيضا إعلان العاهل المغربي عدم رضاه عن عدد من المسؤولين السابقين ومن ضمنهم أحد قياديي الحزب المذكور، محمد أمين الصبيحي الذي كان يتولى حقيبة الثقافة.
ومن بين الأصوات الداعية إلى الخروج من حكومة سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق لحزب «التقدم والاشتراكية» إسماعيل العلوي الذي تقلد سابقا مناصب وزارية، ويرأس حاليا مجلس رئاسة الحزب (هيئة استشارية)، حيث وجه رسالة إلى المكتب السياسي حثّ فيها قيادة الحزب على اتخاذ قرار الخروج إلى المعارضة.
وبينما تحدثت مصادر عن احتمال انسحاب الحزب المذكور وتعويضه بحزب «الاستقلال» الذي تخلص من أمينه العام حميد شباط (الموصوف بالعنيد والمشاكس) وعوّضه بنزار بركة شخصية مهادنة، فـنّـد سعد الدين العثماني هذه الفرضية بشروعه في إجراء مشاورات داخل الأحزاب المشاركة في الحكومة من أجل تعويض المناصب الوزارية الشاغرة.
ويرى مراقبون أن «التقدم والاشتراكية» (الذي كان يسمى سابقا «الحزب الشيوعي المغربي») خسر أكثر مما ربح من اصطفافه إلى جانب حزب «العدالة والتنمية» ذي المرجعية الإسلامية، الذي لا تنظر إليه الكثير من الدوائر السياسية والاقتصادية بعين الرضا، برغم تصدره نتائج الاستحقاقات الانتخابية في دورتين متتاليتين (2011 و2016).
وكان المكتب السياسي لـ «التقدم والاشتراكية» أصدر بلاغا يرد فيه على تقرير المجلس الأعلى للحسابات بشأن مدى مسؤولية الوزراء المنتمين له في تأخر مشروعات التنمية في الحسيمة، حيث أكد أن «الأمين العام للحزب والرفيقين اللذين تحملا المسؤولية الوزارية (الحسين الوردي ومحمد أمين الصبيحي) ســــــــواء في الحكومة السابقة أو في الحكومة  الحالية، والمعنيِّين بهذه القرارات، أدوا مهامهم العمومية بحرص شديد على الامتثال لما تستلزمه المصالح العليا للوطن والشعب.

«التقدم والاشتراكية» المغربي يرفض استقالة أمينه العام ويحسم اليوم بين البقاء في الحكومة أو الخروج إلى المعارضة

الطاهر الطويل

العاهل المغربي يدعو إلى ابتكار حلول لتطوير النموذج التنموي لبلدان افريقيا

Posted: 03 Nov 2017 03:20 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: انطلقت أمس الجمعة في مدينة مراكش أعمال الاجتماع السنوي لمؤتمر السياسة العالمية في دورته العاشرة بمشاركة العديد من الخبراء. ويتيح المؤتمر فرصة للنقاش والتداول بشأن الرهانات الإقليمية والدُّولية الكبرى، بهدف الإسهام في تحسين الحكم الرشيد والخروج بأفكار جديدة وابتكار حلول ناجعة كفيلة بتحسين وتطوير النموذج التنموي لبلدان العالم.
ووجه العاهل المغربي محمد السادس رسالة إلى المشاركين في هذا الاجتماع تلاها المستشار الملِكِي، ياسر الزناكي، وشكلت أفريقيا أهم محاورها، حيث تم تأكيد أن التقدم الملاحظ الذي تشهده هذه القارة يحظى باهتمام متزايد من طرف المجتمع الدولي. وأوضحت الرسالة أن «التطلع إلى الازدهار والرخاء يعد عملية معقدة تتطلب النَّفَس الطويل. غير أن تحقيق التطلعات الكبرى للمواطنين، لا سيما المواطنين الأفارقة، لن يتم إلا عبر برامج التنمية البشرية والاقتصادية الشاملة على الصعيدين الإقليمي والقاري».
وجدد العاهل المغربي الدعوة إلى مواكبة نهضة القارة الأفريقية التي استطاعت أن تحدد مصيرها ومستقبلها بنفسها، معتمدة في ذلك على اتخاذ مجموعة من الإصلاحات الجريئة التي تم إطلاقها على المديين المتوسط والبعيد، لتشمل القطاعات. جميعها
وشدد على ضرورة بلورة استراتيجيات مبتكرة، ونهج سياسات طموحة تقوم على استثمار المنجزات التي تم تحقيقها حتى الآن، فضلا عن الاستفادة من المبادرات العالمية الناجحة التي تتلاءم وتنوع الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
وفي الموازاة مع ذلك، دعا العاهل المغربي إلى تعزيز أداء المؤسسات، ودعم الحكم الرشيد، وتحسين طرق استخدام الأموال العامة بصورة جوهرية، موضحا أن اعتماد سياسات ناجعة وتنفيذها في مجالات التربية والتدريب المهني والصحة سيسهم من دون شك في تحقيق اندماج أفضل للشباب داخل النسيج الاقتصادي والاجتماعي. كما ستمكن هذه المبادرات من تحقيق نمو متزايد وشامل ومستدام سيتيح خلق فرص عمل جديدة، وبالتالي الزيادة في الإنتاج.
وقال الملك محمد السادس في رسالته: « لقد آن الأوان لإعادة رسم الأولويات الاستراتيجية للمجتمع الدُّولي على ضوء ما أصبحت تقدمه القارة الأفريقية. فاعتبارا للتطورات الحديثة، وللخطوات التي خطتها القارة الأفريقية نحو الأمام، والمعترف بها، أصبح من الضروري أن يسمع صوت قارتنا، وأن تصبح متمركزة في خريطة سياسية دولية بعد إعادة تصميم معالمها»، مضيفا : «لقد انفتحت أفريقيا على شراكات متعددة الأبعاد، شملت المجالات المؤسساتية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية والبيئية، وكذا المجالات المتعلقة بالتصدي للتطرف، ومكافحة الإرهاب.»
وخاطب محمد السادس المشاركين في المؤتمر قائلًا: «لقد ولى الزمن الذي كانت فيه أفريقيا قارة موصومة بالسلبية، معقدة من محيطها، لتظهر كقارة أفريقية واعدة متحفزة تلتزم وتتعهد بالتزاماتها، لتحل محل قارة خاضعة ومستكينة. وإن الاستغلال الأمثل للإمكانات، والموارد التي تزخر بها هذه القارة، سيمكنها من النمو السريع الذي سيكون له وقع على الساكنة بأكملها. إن قارتنا تتوجه بخطى ثابتة نحو الازدهار والرخاء، كما أنها تعيش تحولات حثيثة وفق نموذج خاص بها، وتفتح أبوابها أمام شراكات جد متنوعة. وبذلك، تتبلور معالم جديدة لأفريقيا باعتبارها قارة الخيارات، لا قارة الإكراهات.»
وسيعرف هذا المؤتمر الذي يمتد على مدى ثلاثة أيام عدة ورشات لنقاش مجموعة من المواضيع تهم «مستقبل جنوب شرق أوروبا»، و»الاستثمار في أفريقيا»، و»الثقة والحقيقة في العهد الرقمي»، و»الاقتصاد العالمي»، و»مستقبل وسائل النقل ..الربط والحكامة»، و»أمريكا والعالم سنة بعد انتخاب ترامب»، والذكاء الاصطناعي ومستقبل العمل البشري»، و»مستقبل التجارة والاستثمارات العالمية»، و»المالية والاقتصاد» و«الطاقة والمناخ» و»الاتحاد الأوروبي والعالم» و»التنمية بأفريقيا» و«الأمن بآسيا « و«الشباب الرواد» و« وضعية العالم».
ويشار إلى أن مؤتمر السياسة العالمية، الذي تأسس سنة 2008، يعتبر منظمة مستقلة تهدف إلى الإسهام في تحسين الحكم الرشيد في كل تجلياتها بهدف النهوض بعالم أكثر انفتاحا وازدهارا وعدلا ويحترم تنوع الدول والأمم.

العاهل المغربي يدعو إلى ابتكار حلول لتطوير النموذج التنموي لبلدان افريقيا

بطريرك الموارنة يؤكد حق المسيحيين في زيارة القدس والأراضي المقدسة

Posted: 03 Nov 2017 03:20 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: في موقف هو الأول من نوعه، طرح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل توجّهه الى المملكة العربية السعودية بعد اسبوعين موضوع السماح للبنانيين بزيارة الحج الى مدينة القدس، وقال: «القدس تعني لنا كمسيحيين كثيراً وأكيد سنتناولها بكلامنا مع السلطات السعودية، فلا يجب حرمان الناس من حقهم الطبيعي».
وقال في حديث الى برنامج «كلام الناس» مع الاعلامي مارسيل غانم «في اليوم الذي ذهبت فيه الى القدس ذهبت للقاء البابا الذي يزور رعيّتي التي أنا مسؤول عنها في القدس، ذهبت الى القدس وعدت ولم ألتق بأي أحد ولم أقم بأي نشاط سياسي بل كانت زيارتي لرعيتي». ورأى «ان زيارة الأماكن المقدسة هي حق من حقوق الإنسان، والقدس تعني المسيحيين ولكن لا يمكننا زيارتها للاعتبارات السياسية التي تغلب في هذا الملف».
ومن المعلوم ان شريحة واسعة من مسيحيي لبنان تنتظر الفرصة المؤاتية لزيارة القدس التي وردت في الإنجيل تحت إسم «أورشليم» التي زارها السيد المسيح على ظهر حمار في أحد الشعانين، كما يرغب المسيحيون بزيارة بيت لحم التي ولد فيها يسوع اضافة الى بيت ساحور التي ظهرت فيها النجمة للرعاة وأرشدتهم الى مغارة بيت لحم.
وطرح البطريرك الراعي قضية اللبنانيين الذين لجأوا الى إسرائيل بعد التحرير عام 2000 ورأى أنه «لو بقي السلاح في الجنوب لحصل ما حصل في الشوف بعد الانسحاب الاسرائيلي، لقد ذهب اللبنانيون الى إسرائيل فحمى الله المنطقة من مجازر». وطالب «بعدم توقيف من يرغب من اللبنانيين في إسرائيل بالمجيء الى هنا مع دراسة ملفاتهم مسبقاً»، متسائلاً «أليس من حقّ اللبنانيين المبعدين قسراً الى إسرائيل أن يعودوا الى ديارهم؟ أليس أشرف من أن يربى أبناء الوطن في إسرائيل؟».
وشدد على ان «آخر بلد نسمح له الاتفاق مع إسرائيل هو لبنان لأنه يحمل وزر وثقل كل الدول العربية، وآخر بلد يوقّع سلاماً مع إسرائيل هو لبنان».
وقد أثار موقف بطريرك الموارنة من الحج الى الأراضي المقدسة حفيظة حزب الله الذي عبّرت اوساط قريبة منه عن قلقها من أن تكون هذه الخطوة مقدمة للتطبيع مع إسرائيل. وألقت مصادر إعلامية قريبة من الحزب الضوء على زيارات حج بدأت تتم من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 الى لبنان من دون معارضة السلطات المعنية.
ولفتت المصادر الى «أن مئات من مسيحيي الأرض المحتلة عام 1948 (يحملون جوازات سفر إسرائيليّة) زاروا لبنان أخيراً. وأن الرحلات الدينية المنظمة سراً لم تعد خفيّة على أحد اليوم وتشمل زيارة حريصا ودير مار شربل في عنايا ومغدوشة وبعلبك. ويبدو أن السلطات اللبنانية والفلسطينية والإسرائيلية والأردنية اتفقت على مبدأ غضّ الطرف عنها».
وذكرت صحيفة «الأخبار» أن «الجديد هو فتح الملف في الإعلام الإسرائيلي، طبعاً ليس من باب البحث في الزيارات المشروعة التي يقوم بها فلسطينيّو الـ48 إلى دول عربية، بل لـ « الغمز « من أن في لبنان أيضاً من يرغب في التطبيع مع العدو. وبالتأكيد، يجد الغمز الإسرائيلي صدىً له عند من يساوون بين رحلات فلسطينيين تحت الاحتلال إلى أراضٍ محررة، وبين انتقال لبنانيين وعرب إلى أراضٍ محتلة، ومنح المحتل اعترافاً يسعى للحصول عليه».
وتتحدث الأنباء عن أن الزوار من الأراضي المحتلة يستقلون حافلات من معبر الشيخ حسين الحدودي بين الأردن وفلسطين المحتلة إلى عمان، حيث يبيتون ليلتين في العاصمة الأردنية، ثم يسافرون بواسطة تذكرة سفر ذهاباً وإياباً من مطار الملكة علياء إلى بيروت، وبالعكس.

بطريرك الموارنة يؤكد حق المسيحيين في زيارة القدس والأراضي المقدسة

سعد الياس:

أحزاب معارضة تطالب بحظر استخدام المؤسسات الحكومية ودور العبادة في حملات الدعاية للسيسي

Posted: 03 Nov 2017 03:19 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلنت أحزاب التيار الديمقراطي المعارض في مصر، أمس الجمعة، رفضها لاستخدام المؤسسات الحكومية ودور العبادة لحملات الدعاية الانتخابية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المتوقع ترشحه لولاية رئاسية جديدة.
وأكدت أنها «لن تدعم أي مرشح ينتمي لنظام المصري الأسبق الذي أطاحت به ثورة 25 يناير في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2018»، في إشارة للفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق المقيم في دولة الإمارات.
وقال مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وعضو المجلس الرئاسي للتيار الديمقراطي، إن «اجتماع أحزاب الدستور وتيار الكرامة ومصر الحرية والتحالف الشعبي اتفقت على ضرورة فتح المجال السياسي وتوفير فرص التنافسية للانتخابات الرئاسية وحظر استخدام المؤسسات الحكومية ودور العبادة لحملات المبايعة والدعاية الانتخابية ومنح المرشحين فرص متكافئة وتحقيق كل الضمانات اللازمة».
من هذه الضمانات، وفق المصدر «الإفراج عن سجناء الرأي بقانون بعفو عام شامل ومنح جميع المرشحين وقوى المعارضة مساحة مستحقة فى الصحف ومحطات الإذاعة والتليفزيون المملوكة للدولة وضمان حرية الدعاية وحيدة ونزاهة الانتخابات وأمن وسلامة المرشحين». وأضاف أن «أحزاب التيار ستخوض معركة الضمانات لتحقيق فرص التنافسية قبل تحديد شكل مشاركتها في الانتخابات الرئاسية المقبلة».
ونفى ما تردد عن تأييد التيار الديمقراطي لمرشحين ينتمون للنظام القديم، وأكد أن أحزاب التيار «موقفها وعلاقاتها بمختلف القوى تستبعد المنتمين للنظامين السابق وتنطلق من الشعارات التي رددتها حناجر الملايين من أجل الحرية والعدالة والكرامة وضد الاستبداد والطائفية».
كما أعلنت أحزاب التيار الديمقراطي رفضها للمشروع الحكومي للتنظيم النقابي الذي يستهدف تصفية النقابات المستقلة ومصادرة الحق في التعددية النقابية والحملة على منظمات المجتمع المدني والأحزاب.
وأبدت تضامنها مع إضراب السجناء ورفضها لتحويل الحبس الاحتياطي من إجراء احترازي إلى سجن متهمين لسنوات دون حكم قضائي.
وحذرت من أن «تفريغ المجال السياسي، وتمديد الحكم بالطوارئ وتحويل كل القضايا إلى ملفات أمنية، وإغلاق المجال العام يعيد نفس المشاهد التي سبقت ثورة الشعب ويتجاهل دروسها الكبرى».
وأضافت : «عندما يجد الشعب قنوات التعبير السلمي القانوي مسدودة يصنع مسارات جديدة من خارج مظلة الإقصاء ويندفع إلى الميادين، وأن كل إغلاق للمجال العام هو في حقيقة الأمر هدايا مجانية للإرهاب».
يأتي ذلك في وقت دشن فيه مؤيدو المحامي الحقوقي والمرشح الرئاسي السابق خالد علي، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالبه بالترشح في الانتخابات.
وكانت محكمة جنح مصرية أصدرت حكما بحبس علي لمدة 3 شهور وكفالة مالية تقدر بألف جنيه مصري، في اتهامه برفع يده بإشارة بذيئة في مكان عام عقب صدور حكم من محكمة القضاء الإداري بمصرية جزيرتي تيران وصنافير اللتين تنازلت عنهما السلطة المصرية للسعودية في اتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين البلدين
وقد يتسبب الحكم في حرمان علي من الترشح للرئاسة حال تأييده من محكمة جنح مستأنف.

أحزاب معارضة تطالب بحظر استخدام المؤسسات الحكومية ودور العبادة في حملات الدعاية للسيسي

تامر هنداوي

موريتانيا: الحكومة تجيز ميزانية 2018 وسط ظرف اقتصادي ضاغط

Posted: 03 Nov 2017 03:18 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: أعلنت أمس في نواكشوط مصادقة الحكومة الموريتانية على ميزانية الدولة لعام 2018، وذلك وسط ظرف اقتصادي ضاغط وفي ظل انتقاد متواصل من المعارضة لانعكاس السياسات الاقتصادية الحكومية على حياة السكان.
وبلغ توازن الميزانية العامة لعام 2018، من حيث الموارد والنفقات 518.4 مليار أوقية موريتانية (نحو 1.480.000.000 دولار).
وأكد بيان للأمانة العامة للحكومة «أن الميزانية الجديدة سجلت زيادة 31.1 مليار أوقية بالقيمة المطلقة و 6.4 % بالقيم بالموازنة مع قانون المالية الأصلي لعام 2017، أي زيادة قدرها 57 مليار أوقية بالقيمة المطلقة و12.3% بالقيمة النسبية».
ودافع المختار ولد أجاي وزير الاقتصاد والمالية الموريتاني في شرح قدمه عن الميزانية الجديدة، عن رشد سياسات الحكومة المتبعة في المجال الاقتصادي والاجتماعي. وقال: «إن حالة الاقتصاد العالمي هذا العام تؤكد أن موريتانيا لاتزال تسير في التعافي من انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية عليها».
وتوقع الوزير في تصريحاته أن تسير أسعار المواد الأولية في الاتجاه عينه الذي كانت عليه السنة الماضية مع زيادة قليلة لسعر الوقود، فيما توقع ثبات أسعار المعادن وخاصة الحديد، كما توقع ثبات أسعار المواد الغذائية وغيرها من المواد الأولية الأخرى في حدودها التي كانت عليها سنة 2017.
وتوقع كذلك أن يسجل الاقتصاد الموريتاني في سنة 2017 معدل نمو يتراوح بين 3.5 ب من مئة و4 من مئة، فيما توقع أن يصل معدل النمو الاقتصادي لسنة 2018 إلى ثلاثة من مئة وذلك عائد، حسب الوزير، لحدث اقتصادي سيؤثر في الاقتصاد الموريتاني وهو غلق بئر شنقيط النفطية التي كانت تنتج كميات من البترول، وكانت مساهمتها في معدل النمو الاقتصادي أزيد من 5ر2 % في السنة الحالية وهو ما سيكون له تأثير في معدل النمو لسنة 2018.
وتوقع الوزير ولد أجاي في شروحه أمس أن يبقى معدل التضخم في حدود 2ر2 أو 5ر2 من مئة خلال السنة الجارية، والعام المقبل كذلك.
وقال «إن الوضعية الاقتصادية المتوقعة لسنة 2018، تسمح بتقدير الموارد المالية لسنة 2018 بـ 527 مليار أوقية أي بزيادة 28 مليارا عن السنة الماضية، فيما ستنتقل النفقات لتصل سنة 2018 لحدود 518 مليارا و426 مليونا و394 ألف أوقية، بفائض قدره 8 مليارات و651 مليون أوقية».
وفيما يتعلق بميزانية الاستثمار، أكد «أن الاستثمارات الممولة على موارد خارجية ستصل لحدود 145 مليار أوقية أي بزيادة 3 مليارات أوقية عن السنة الحالية وهو ما يؤكد ثقة شركاء موريتانيا فيها»، حسب قوله.
وتحدث الوزير عن تخصيص أموال لمحو الآثار الناجمة عن نقص الأمطار هذا العام قدرها 41 مليار أوقية مخصصة في ميزانية 2018 لبرنامج التدخل السريع وتوفير أعلاف المواشي.
وعن انعكاس الإصلاحات الاقتصادية على حياة المواطن، أكد «أن الحديث عن الانعكاس يتضمن مغالطة كبرى حيث أن الوظيفة العمومية لا يمكن أن توظف الجميع وبالتالي فإن تحسين وضع المواطن لا يمكن إلا من خلال بروز قطاع خاص قوي قادر على تأمين الوظائف ومراكز الشغل وهذا ما تعمل الحكومة على تحقيقه عبر ترقية القطاع الخاص وتوفير الضمانات التي تمكن هذا القطاع من القيام بدوره لخلق قيمة مضافة قادرة على استيعاب اليد العاملة الوطنية».
«وللمساعدة في إرساء قطاع خاص قوي، يصيف الوزير، تعمل الحكومة جاهدة لتوفير بنى تحتية طرقية ومينائية ولتوفير كهرباء بما يمكن هذا القطاع من النهوض».
وأعلن الوزير ثماني وحدات صناعية ستنطلق في الثلث الأول من العام المقبل.
وتأتي المصادقة على الميزانية الجديدة بينما تستعد موريتانيا ثاني أكبر مصدر للحديد في أفريقيا، والغنية بمناجم النحاس والذهب وباحتياطها الضخم من المنتوجات البحرية، لتسويق المواد النفطية عام 2021.
كما تتزامن مع احتفال موريتانيا قبل يومين بتسجيلها عشر نقاط في سلم مؤشر مناخ الأعمال (داوونغ بيزنس) لعام 2018، حيث انتقلت من الرتبة 160 إلى الرتبة 150.
إلا أن هذه المصادقة تتزامن مع ظرف تتحدث فيه المعارضة الموريتانية عن فساد كبير يطال عددا من مؤسسات الدولة.
وتعاضد ذلك مع نشر منظمة «شربا» الفرنسية قبل أسابيع قليلة لتقرير انتقدت فيه ما سمته «انتشارا وبائيا للرشوة والفساد في موريتانيا، يعرقل ويعوق تنمية هذا البلد ذي الخيرات الوفيرة».
ولاحظت في تقريرها أن انتشار الفساد والرشوة لايزال مستمرا في موريتانيا بوتيرة متصاعدة، ما جعل موريتانيا تمر بوضع شديد الصعوبة منذ انهيار أسعار مناجم الحديد.
وأكدت «شربا» «أن هناك أكثر من سبب للجزم بأن التمويلات الضخمة التي قدمتها مؤسسات التمويل الدولية لموريتانيا إنما تغذي في مجموعها نظاما مغلقا للرشوة وتبديد الثروات، وهي بذلك تسهم في تبذير الموارد العمومية لهذه الدولة».
«برغم هذه الثروات الهائلة وبرغم أن سكانها قليلون، لا يتجاوزون أربعة ملايين نسمة، يضيف التقرير، توجد موريتانيا ضمن قائمة الدول الأقل تقدما، بل إن صندوق النقد الدولي يدرجها في موقع مخيب للأمل في مؤشراته الخاصة بانتشار الرشوة».
وعرض تقرير رابطة «شربا» أمثلة للفضائح السياسية والاقتصادية ولسوء تسيير الموارد في موريتانيا معتبرا «أن كل هذه الممارسات ستشل اقتصاد هذا البلد في وقت قريب إذا لم يُتدارك الموقف».
ونفت الحكومة الموريتانية عدة مرات، اتهامات الفساد التي تضمنتها تقارير الهيئات الدولية الناشطة في مجال مراقبة الشفافية، والاتهامات الواردة أيضا في بيانات المعارضة، مشددة على «التزام الرئيس محمد ولد عبد العزيز المبدئي بمحاربة الفساد منذ وصوله للسلطة حيث جعل من مكافحة هذا الوباء محورا أساسيا في برنامجه الانتخابي، الذي زكاه الموريتانيون خلال مأموريته الأولى والثانية».

موريتانيا: الحكومة تجيز ميزانية 2018 وسط ظرف اقتصادي ضاغط

دعوات دولية لمصر للإفراج عن محامي ريجيني

Posted: 03 Nov 2017 03:17 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أصدرت كندا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة، بيانا مشتركا، أمس الجمعة، أعربوا فيه عن بالغ قلقهم إزاء الاحتجاز المستمر للمحامي إبراهيم متولي حجازي منسق رابطة أُسر المختفين قسرياً في مصر، ومحامي أسرة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عثر على جثته وعليها آثار تعذيب في القاهرة في فبراير/شباط عام 2016.
ونشرت موقع السفارة الألمانية لدى القاهرة البيان الذي أشار، إلى «اعتقال ابراهيم متولي حجازي أثناء تواجده في مطار القاهرة يوم العاشر من سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما كان في طريقه إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي التابع للأمم المتحدة».
وعبر البيان عن قلق الموقعين «إزاء ظروف الاحتجاز التي قيل إن إبراهيم متولي حجازي يتعرض إليها، وأنهم مستمرون في الدعوة إلى تطبيق الشفافية فيما يتعلق بأحوال السجون في مصر».
وطالب الموقعون السلطات المصرية، أن «تكفل حرية المجتمع المدني والحماية من التعذيب المنصوص عليهما في الدستورالمصري».
وكانت سلطات مطار القاهرة الدولي أوقفت حجازي، أثناء سفره إلى جنيف في سويسرا، تلبية للدعوة التي وجهت إليه من الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري في الأمم المتحدة، لحضور وقائع دورته رقم 113 التي عقدت في الفترة من 11 إلى 15 سبتمبر/ أيلول الجاري، في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في مدينة جنيف.

دعوات دولية لمصر للإفراج عن محامي ريجيني

العشرات يمشون لمدة 21 يوما ويقطعون 330 كيلومترا من رمانة شمال غرب جنين إلى بيت مرسم جنوب غرب الخليل

Posted: 03 Nov 2017 03:17 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: ينطلق اليوم مشروع «مشي بلا توقف» عبر مسار إبراهيم الخليل للمشي داخل المدن والقرى الفلسطينية. وسيقطع العشرات من الفلسطينيين والأجانب 330 كيلومترا تستغرق 21 يومًا انطلاقًا من قرية رمانة شمال غرب جنين شمال الضفة الغربية وصولاً إلى قرية بيت مرسم جنوب غرب الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقال جورج رشماوي المدير التنفيذي لاتحاد مسار ابراهيم الخليل، إن الفكرة هي للترويج للمسارات الفلسطينية خاصة وأنها تخلق الكثير من فرص العمل للسكان المحليين، والأهم في الفكرة هو تثبيت فكرة المسار على أنه «درب له خرائط» ومتوفرة على نظام GPS، مع وجود خدمات على طول المسار المتوفر طوال العام.
وأكد لـ«القدس العربي» أن فكرة المسار هي التنمية، من البعد الاقتصادي عبر خلق العديد من فرص العمل، وأيضًا إظهار الصورة الإنسانية الحقيقية للشعب الفلسطيني بعيدًا عن الاحتلال الإسرائيلي والصورة النمطية التي زرعها عن الفلسطينيين.
ويوفر المسار تجربة فريدة يختبر السائر فيها العديد من الأمور، فهو يدخل البيوت الفلسطينية خلال النهار ويتناول الطعام ويجرب المأكولات الشعبية الفلسطينية ويخلق صداقات، وزيارة أماكن تاريخية وأثرية ودينية لا تصلها السياحة التقليدية في فلسطين. كما يتم التعرف على التقاليد الشعبية المتوارثة من جيل إلى آخر.
ويتعرف السائر عبر هذه المسارات على حقب مختلفة تاريخيا في فلسطين، وكيف يمتلك الشعب الفلسطيني كل هذا الموروث الثقافي، من الحقبة الكنعانية إلى العثمانية واليونانية وكذلك البيزنطية، وغيرها من الحقب التي مرت عبر التاريخ الفلسطيني.
وتتميز فلسطين بتنوع مشهدها الطبيعي، فيمكن للسائر عبر المسارات وخلال ساعتين من المشي أن يختبر تجربة رؤية السهل والجبل والمناخ شبه الصحراوي وغور الأردن، كما تتنوع النباتات والحيوانات ما يوفر فرصة لمراقبة الطيور المهاجرة والمقيمة في فلسطين، فيما يقدم الدليل السياحي المرافق شرحا كاملا عن النباتات الطبية والبرية المستخدمة في الموروث الفلسطيني.
والمعروف أن السائح التلقيدي أو السياحة الدينية في فلسطين تقتصر على الوصول وزيارة أماكن دينية محددة في القدس وبيت لحم على وجه التحديد، والعودة إلى بلاده دون معرفة شيء عن فلسطين، لكن عبر مسار ابراهيم الخليل يمكن أن تبنى صداقات جديدة وتدخل إلى عمق التراث الفلسطيني والأهم ترفع من درجة انتماء الشباب على وجه الخصوص لأرضهم الفلسطينية لأنهم عبر هذه التجربة سيعرفونها أكثر.
وتعتبر تجربة مسار ابراهيم الخليل تجربة جديدة لشكل من أشكال المقاومة الفلسطينية، فهي تتبنى المقاومة الثقافية من خلال تثبيت الهوية الفلسطينية التي تجري محاولات عديدة لطمسها بشتى الطرق، كما أنها محاولة لإعادة امتلاك الرواية الفلسطينية التاريخية والدينية التي شوهتها إسرائيل ويعاد تقديمها إلى العالم بطريقة مختلفة تؤكد امتداد الفلسطينيين التاريخي في أرضهم.
ويرى رشماوي أن المقاومة هي التمكين، والتمكين يتم عبر خلق فرص عمل وتطوير مهارات الفلسطينيين، وكذلك إعطاء الشخص العادي الفرصة ليقول روايته بنفسه، وبالتالي كسر الصور النمطية للمقاومة ولتقديم فلسطين للعالم على حد سواء.
وعلمت «القدس العربي» أن القنصل الأمريكي في القدس يمشي في مسار ابراهيم الخليل بشكل أسبوعي من مكان إلى آخر في أرجاء الضفة الغربية، كما وصل إلى فلسطين مواطن برازيلي قرر الانضمام إلى مشروع «مشي بلا توقف» ليمشي في فلسطين مدة 21 يومًا ويعود بتجربته إلى بلاده ويشارك العالم بها.
ومن خلال السير عبر مسارات ابراهيم الخليل فإن أي شخص محلي أو دولي سيختبر الكثير من الأمور دينياً أو تاريخياً أو ثقافيًا، أو حتى أمور الحياة الفلسطينية البسيطة واليومية، وهذه التجربة ستوفر ما يلي:
رؤية الفن المعماري: ويعد الفن المعماري في فلسطين إرثا لكثير من الحضارات والثّقافات والديانات. حيث تأثرت فلسطين بالعديد من الثقافات التي سكنت الأرض منذ القدم. وتحافظ فلسطين على الغنى الثّقافي والحضاري الموجود فيها. ويضم الفن المعماري: الفن المعماري المملوكي، القصور الأمويّة، الحمّامات، الخانات- الفنادق، القرى التقليدية.
تذوق مأكولات المطبخ الفلسطيني الذي يُعرف الفلسطينيون أن لهم أسلوبهم الخاص في الطبخ كشوي الّلحوم والخَبز وطهي لبن الماعز الكثيف. ومن الأطباق الرئيسة: المسخّن، المقلوبة، المجدّرة، المنسف.
الحلويات: وتشمل البقلاوة، كنافة، هريسة، حلاوة، كعك بالسمسم، معمول وغيرها من المعجّنات المصنوعة من القمح والسّميد.
الوجبات الخفيفة:
وقد اعتاد المستضيفون الفلسطينيون على تقديم المكسرات، والبذور والتمر، والفواكه المجففة للضيوف باعتبارها مهمة وضرورية، وتعتبر بذور البطيخ والقرع وبذور عبّاد الشمس، وكذلك الفستق والكاجو هي الأكثر شيوعًا بينها .
الموسيقى:
وبالرغم من الانتشار الواسع للموسيقى الحديثة والشعبية، إلا أن الأغاني الشعبية التقليدية مثل على دلعونة وظريف الطّول لا تزال جزءًا مهما من الحياة في فلسطين. وتُغنّى وتُعزف الألحان و الأغاني الشعبيّة غالبا في المهرجانات الكبيرة، والرّقصات الشّعبيّة، وحفلات الزّفاف.
الدّبكة:
وهي عبارة عن رقصة شعبيّة تقليديّة لشعب فلسطين تبلورت مع توالي الأجيال ، وهي تتكوّن من خطوات وايقاعات موسيقيّة جميلة يؤدّيها الرّجال أو النساء أو كلاهما معًا. وغالبًا ما تكون في الأعراس وغيرها من المناسبات السّعيدة والاحتفالات الرّسميّة والشّعبيّة.
الحرف اليدويّة:
التّطريز: تستخدم النساء التّطريز كوسيلة لتعبّر عن اعتزازهِنَّ بتراثِهنّ و لتعكس هويّة المنطقة التي يسكنّها، وذلك من خلال التّصاميم وألوان التّطريز المستخدمة في صنع الأثواب حيث تختلف أنماط التّطريز من منطقةٍ إلى أخرى.
الفخّار والسيراميك: تشتهر التّصاميم البسيطة للفخّار الفلسطيني عالميًّا لاحتوائها على التّفاصيل المعقّدة وأنماط الزخرفة العربيّة.
خشب الزّيتون: يرجع أصل حِرفة خشب الزّيتون وأيضًا الصّدف، إلى الرّهبان الفرنسيسكان منذ زمن بناء كنيسة المهد (القرن الرّابع تقريبا).الذين علّموا السّكان المحليّين حرفة النّحت والتّرصيع.
الصّدف: انتشرت فكرة حرفة الصدف منذ بداية القرن السّابع حين قدم الرّهبان الفرنسيسكان من إيطاليا إلى فلسطين.
الزّجاج: من المعروف في فلسطين أنّ الخليل فيها أشهر صانعي ومصمّمي الزّجاج ووصلت شهرة الخليل إلى العالم أجمع حيث يقوم صانعو الزّجاج بصياغته بمختلف الألوان الرّائعة.

العشرات يمشون لمدة 21 يوما ويقطعون 330 كيلومترا من رمانة شمال غرب جنين إلى بيت مرسم جنوب غرب الخليل

فادي أبو سعدى:

ثقافة منزوعة النوى

Posted: 03 Nov 2017 03:16 PM PDT

رغم اقتران جدلية السلطة والثقافة في العصر الحديث بوقائع تاريخية، منها قضية المجند اليهودي درايفوس في فرنسا، إلا أن هذه الجدلية بدأت منذ أقدم الأزمنة، وهي في أقصى تجلياتها ومفاعليها تعبير عن صراع بين المعطى والممكن، وبالتالي بين الواقع المهيمن والحلم بتجاوزه، وقد ساهم المثقفون في صياغة صورتهم لدى السلطة، لأنهم منذ أول احتكاك بها يتعرضون لأعسر اختبار معرفي وأخلاقي في حياتهم، فإما الرسوب أو النجاة التي قد تكون في مثل هذا السجال أعز من كل النجاحات.
وقدر تعلق هذه الظاهرة بالمثقفين العرب فإن أول احتراز ينبغي تسجيله، هو عدم الحكم بالجملة عليهم، لأنهم غير متجانسين، سواء في منسوب الوعي أو في الانتماء لشريحة، أو طبقة في المجتمع، خصوصا أن لدينا في تاريخنا استثناءات تصلح أمصالا للقاحات تعزز المناعة ضد الإصابة بفيروس القطعنة والامتثال والتأقلم مع الاستبداد!
وسأكتفي في هذا المقام بثلاثة أمثلة تجسّد ثلاثة مستويات من تعامل المثقف مع السلطة، وأول هذه الأمثلة هو عباس العقاد الذي انتخب في العهد الملكي نائبا في البرلمان، وقال عبارته الشهيرة، إنه لن يتردد في أن يدوس على أي رأس يتلاعب بالدستور، وحين حاول الوشاة من محترفي التزلف للسلطة إحراج العقاد، كتب أحدهم إنه يقصد الملك فؤاد الأول، وحين سئل العقاد عن ذلك، أجاب بأن عبارته واضحة ودقيقة ولا تقبل أي تأويل.
وحين منح الرئيس عبد الناصر جائزة الدولة للعقاد بحضور شوين لاي، قال أيضا إنه يقدّر من يقدره وبذلك كان يعبر عن سلطة المثقف بلا مواربة، وحين سُجن العقاد في عهد فؤاد الأول، كان باعة الصحف في شوارع القاهرة ينادون على المارة بصوت عال قائلين إقرأوا ما كتبه العقاد اليوم، رغم أن العمود الذي كان يكتبه العقاد مساحة بيضاء لكنها موقعة باسمه!
والواقعة الثانية رواها لي الصديق الراحل السيناريست محفوظ عبد الرحمن، عن مثقف كان يعمل إلى جوار عبد الناصر في بدايات ثورة يوليو/تموز، وكان اسمه فاروق، وحين غاب بضعة أيام سأل عنه عبد الناصر فقيل له إن زوجته دخلت المستشفى للولادة، وحين التقاه بعد ذلك هنأه على المولود الجديد، فأجاب المثقف إنه ذكر وقد سماه جمال، وصمت عبد الناصر قليلا لكنه فاجأ الرجل قائلا له أنت مصرّ إذن أن تكون منافقا كأبيك فالأب سمى فاروق في عهد فاروق والابن سمى جمال في عهد عبد الناصر.
والواقعة الثالثة كانت في إحدى العواصم العربية العريقة، وكان رئيس الجمهورية معجبا منذ صباه بممثل مسرحي، وحين استدعاه ليكــــرم المســــرح من خلاله سأله، ما الذي يحتاجه المسرحيون في بلاده ولم يتردد الممثل في أن يطلب بيتا شخصيا لأسرته، فقال الرئيس بعد أن شعر بالإحباط لأحد مساعديه أعطوا لفلان بيتا لكن لا أريد أن أراه مرة أخرى.
إن صورة المثقف العربي أمام السلطة، أو ذاكرتها تستدعي تأملات لا آخر لها، فما أن يتاح لمثقف الاقتراب من السلطة حتى يسيل لعابه، ويتحول إلى شاهد زور ورقيب مقابل ما يطمح إليه من مكاسب، سواء كانت معنوية كالمناصب أو مادية! وربما لهذا السبب تصاب السلطة في العالم العربي بصدمة حين تجد نماذج مضادة، ويضيق صدرها وتختنق لمجرد أن هناك من يقول ما يفكر به ولا يتزلف استرضاء وتقربا وتطلعا إلى مكسب.
إن الثقافة شأن كل الأنشطة والحراكات عرضة للإصابة بعدوى تلوث الضمير، وكم من مثقفين وشوا بزملاء لهم وكانت أدسم وجباتهم من لحمهم ودمهم ودموعهم! وصدق المثل الشعبي القائل سوس الخشب منه وفيه، لأن الخشب قابل لأن يصبح قيثارة أو كعب بندقية أو مهدا أو تابوتا أو قبقابا، وهكذا حال الثقافة وغاباتها.
والمثقف العربي الذي يتذمر ولا يكف عن الشكوى من التجاهل واللامبالاة، وأحيانا الازدراء، عليه أن يبحث عن السبب لكي يبطل العجب، فمن سبقوه نسجوا صورة شملته رغما عنه، وسوف تشمل السلالة كلها، ولأن المثقف الحقيقي القابض على الجمر بأصابعه ولسانه معا بلا قاعدة شعبية، فهو ملقى على القارعة، ويحتاج إلى قدر من الإرادة والبسالة والمناعة الفذّة، كي يبقى على قيد ذاكرته ووعيه، وبمقدور أي باحث عربي غير مرتهن أن يقدم قائمة طويلة من أسماء مثقفين خضعوا للتسعيرة، فمن يتمنع لاعتقاده بأنه يستحق سعرا أعلى، يبحث عن أقرب فضائية أو مذياع ليعلن التوبة.
وهنا أتذكر ما سمعته ذات يوم من مثقف عربي وهو أنه بلغ سن الرشد عندما أدرك أنه كان طوال حياته يغمس خارج الصحن، وكانت القطفة الأولى لبلوغه سن الرشد حصوله على وظيفة في إحدى سفارات بلاده، لكنه لم يصبح دبلوماسيا ذا قيمة، وتوقف عن الكتابة وأصبح المنبتّ الذي لا سلطة قطع ولا ثقافة أبقى!
إن من سبقونا من المثقفين مع الاعتذار للاستثناءات هم المسؤولون عن هذه الصورة الشائهة وعن تسعيرة المثقف في كمبيوتر السلطة!

٭ كاتب أردني

ثقافة منزوعة النوى

خيري منصور

ذكرى وعد بلفور ومئة عام من الإكراه والإرغام!

Posted: 03 Nov 2017 03:15 PM PDT

في العام الماضي مرت الذكرى المئة على اتفاقية سايكس بيكو؛ لتقسيم المشرق العربي، وحلت أول أمس ذكرى مرور مئة عام على صدور وعد بلفور.. ومثل تطورا سلبيا وعدوانيا طَبَع السياسات الأوروبية تجاه «القارة العربية» ومحيطها، واتضح ذلك مع نهاية القرن التاسع عشر؛ حيث سعت أوروبا لإرضاء اليهود وجذبهم؛ لحاجتها لأموالهم في تمويل حروبها التي اتسع نطاقها. ومنذ إجهاض آمال نابليون في فلسطين ومصر؛ سواء كان ذلك على أسوار عكا الفلسطينية أو في مواجهة ثورتي القاهرة الأولى والثانية؛ منذ ذلك الوقت بدأ نابليون يخطب ود اليهود طمعا في تمويل حملاته العسكرية، وأعلن إن فرنسا تمد يدها لليهود «حاملةً إرث إسرائيل، فسارعوا للمطالبة باستعادة مكانتكم بين شعوب العالم».
كانت بريطانيا مستعدة لخدمة اليهود، ولم تكن ظروفها مواتية، إلى أن دخل وزارتها أول صهيوني (يهودي) بريطاني هو «هربرت صمويل»؛ حرر مذكرة سرية لمجلس الوزراء عن «مستقبل فلسطين» وذلك عام 1915 أثناء الحرب العظمى (1914 ـ 1918) جاء فيها: «الوقت الحاضر ليس مناسبا لإنشاء دوله يهودية مستقلة لذا وجب وضع فلسطين بعد الحرب تحت السيطرة البريطانية، فنعطي تسهيلات للمنظمات اليهودية لشراء الأراضي، وإقامة المستعمرات، وتنظيم الهجرة، ونزرع فيها بين ثلاثة إلى أربعة ملايين يهودي أوروبي». وأفصح التواطؤ البريطاني الفرنسي عن نفسه؛ حين تم الأخذ بتوصية «هربرت صمويل» بعقد اتفاق سري بين الدولتين لتقسيم المشرق؛ حمل اسم البريطاني مارك سايكس والفرنسي جورج بيكو، وعُرف بـ«اتفاق سايكس ـ بيكو».
ومن ثَم وُضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني عام 1920، وتوالت الأحداث حتى قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين اليهود والعرب في 1947، وبعدها بشهور، وفي 15 أيار/مايو 1948 وقعت «النكبة» وقامت الدولة الصهيونية، واندلعت الحرب الصهيونية العربية الأولى، ولم تنقطع الحروب ولا توقف التطهير العرقي أو التهجير القسري الممنهج. وكانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين تتم تحت سمع وبصر وبمساعدة السلطات البريطانية وحماية قواتها؛ وحدث العكس في مذابح دير ياسين، وكفر قاسم، وغزة، والعدوان الثلاثي، ومعارك 1967 وغزو بيروت 1982، ومذابح صابرا وشاتيلا وقانا، وحروب غزة 2009 و2012 و2014!!.
وتطابقت خلال هذه المئة عام الماضبة السياسة البريطانية، وتماهت مع المشروع الصهيوني وأصبحت أكبر روافده.. ووصل التطابق حد التواطؤ مع حكومته ومع فرنسا في العدوان الثلاثي عام 1956. والحركة الصهيونية بدأت جنينا من «نطفة شيطانية» تهيأت لها بيئة تكوين وتربية ورعاية بشكل دمغ السياسة الغربية؛ خاصة البريطانية، فخرجت كمكون سرطاني؛ دمر الخلايا الحية التي اعترضته، وأضفت عليه السياسات الغربية غلالة عقائدية (أيديولوجية)؛ منحته حقوقا زائفة شرعنت بالإكراه للاغتصاب والاستيطان والتهجير والاحتلال، ولم يتوقف «الوعد التوراتي» عند حدود فلسطين، واصطبغ ذلك الوعد بقدسية زائفة، فأضفى قدسية على مصادرة الأراضي الواقعة والتطهير العرقي والتهجير القسري فيما بين الفرات والنيل، وجاء «وعد بلفور» أكثر بطلانا وزيفا؛ لكنه جاء إيذِانا بالتنفيذ والتوسع والاستيطان.
والحق في فلسطين ليس حقا قانونيا فحسب، بل هو «حق شامل»؛ لا يجدي معه نقض ولا إبرام، وإذا أقر فقهاء القانون «أن ‪ما بني على باطل فهو باطل»، فهذا صحيح؛ لكنه غير كاف أمام الحقوق الإنسانية والحضارية والتاريخية والدينية، لأصحاب الأرض الأصليين (مسلمين ومسيحيين ويهود)، وعليه لا يحق لطائفة وافدة، أو لجماعة غريبة، أو لمجموعة مهاجرة؛ أن تقوم بدور «وظيفي» لحساب مشروع عنصري، وتتماهى فيه، والأدوار الوظيفية لا ترتب حقوقا؛ ينتفي ‬ فيها العدل؛ الثابت والمطلق.. والعدالة في فلسطين وإن كانت مهدرة إلا أنها تحمل معنى أوسع ومغاير للمعاني المراد ترسيخها في أذهان الأجيال الشابة.
ومن يطلع على نصوص «التوراة» سوف يكتشف أن «الصهيونية السياسية»؛ بمعنى العودة إلى فلسطين ، ليست فكرة جديدة، ولها وجودها فيما وضعه الأحبار والحاخامات؛ غيروا.. وبدلوا.. وحوروا.. وأضافوا عليها.. وحذفوا منها، وفيما دونوه في «التلمود» وتوارثته أجيال متعاقبة؛ تارة بسرية كاملة، وأخرى بعلنية سافرة. واليهود يشكلون أقلية دينية وعرقية كـمـا ذكر المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري في موسوعته؛ هم ـ في نظره ـ أقلية اقتصادية أيضا؛ لهم وظيفة محددة في المجتمع. ورأى أن الأساس الاقتصادي لأقلية من ذلك النوع فَاقَم الإحساس بالوحدة والعزلة، وجاء الانتماء الاجتماعي (الطبقي) فوجد الدعم من الانتماء العرقي والدينـي. وكـانت الطـبقات الاقتصادية في العالم القديم ذات مدلول عرقي وحضاري، وضرب المسيري مثلا بإنكلترا، وكيف جعلت من الغزاة النورمانديين ‫(‬ذوي الأصل اللاتيني‫)‬ ممثلين للأرستقراطية الانجليزية، بينما سكان انكلترا الأصليين ‫من ‬الإنجليز الساكسون استمروا في الفلاحة والزارعة والأعمال اليدوية.
وتـخـيـل مجتمع أوروبي ـ مع شيء من التبسيط ـ ‪كما يقول المسيري؛ ‬ كمجتمع زراعي مسيحي، يوجد على هامشه مجتمع آخر تجاري يهودي، واليهود فيه يمثلون «البورجوازية البدائية المتجمدة» أو يمارسون نشاطا تجاريا ثانويا؛ يقف على حافة البنية الأساسية الزراعية المسيحية، وظلت كذلك بينما كان الجنين الرأسمالي ينمو في رحم المجتمع الإقطاعي، وانتهى نظاما رأسماليا، وصل حاليا لمرحلة التوحش، وتحوله لمخلوق ديناصوري عجز عن التطور وفقد القدرة على التكيف مع الحياة من حوله، ودخل طور الانقراض، فأشعل الحرائق في كل مكان، وأغرق العالم في الفوضى والعنف وبحور الدم‫.‬
وها هي تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا بدلا من أن تعتذر عن الجرائم البريطانية؛ أحيت عنصرية أسلافها وآبائها الأوائل، ووجهت الدعوة لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني ليشاركها الاحتفال بمرور قرن على «وعد أعطى به من لا يملك حقا لمن لا يستحق»؛ وأكدت بذلك أن السياسة الصهيونية والبريطانية وجهان لعملة واحدة.
اعترفت تريزا بلا حرج أو إحساس بذنب بجريمة اقتلاع شعب من أرضه وإحلال مهاجرين آخرين محله. والاعتراف سيد الأدلة في عرف القانون، وسيأتي اليوم الذي يؤخذ فيه هذا الاعتراف مأخذ الجد لإحقاق الحق ومحاسبة من ساهم وشارك ونفذ تلك الجريمة ضد الإنسانية. ومسؤولية ضياع فلسطين وسقوط آلاف الشهداء والضحايا مسئولية بريطانية بالدرجة الأولى، وإذا كان قانون القوة قد سوغ لتريزا ماي أن تفخر بذلك العار، فإن قوة القانون العادل يعيد الحق إلى أصحابه؛ حين يستعيدون جدارتهم، ويستأنفون دورهم وكفاحهم بكل السبل المشروعة، خاصة أن العالم يمر بمرحلة وصلت فيها قوة الرأي العام مستوى لم يكن بهذه القوة من قبل، وذلك في تناقض واضح مع وضع «المجتمع الدولي»، الذي ما زال أعجز من أن يُراهَن عليه في مثل هذه القضايا المعقدة، وهذا ما يجب أن يستوعبه الشباب، وما زال الأقوياء أصحاب الكلمة والقرار فيما يقع على الشعوب من مظالم وتجاوزات.. وإذا كان لـ«المجتمع الدولي» دور فيلعبه اضطرارا؛ حين يجد مكاسب الأقوياء تتحول إلى خسائر وتنقلب انتصاراتهم إلى هزائم، وحينها تستمد الدعوة لتحرير فلسطين مشروعيتها، وذلك برد الاعتبار لصمودها ومقاومتها؛ استعدادا ليوم التحرير والعودة وإعلان الدولة.

٭ كاتب من مصر

ذكرى وعد بلفور ومئة عام من الإكراه والإرغام!

محمد عبد الحكم دياب

من بونابرت إلى بلفور: جنيالوجيا الوعد المنجز

Posted: 03 Nov 2017 03:15 PM PDT

في ظرف أيام قليلة فقط تتزامن مئوية وعد بلفور مع مئوية الثورة الروسية، فالمئوية الخامسة لحركة الإصلاح الديني المسيحي. أحداث مفصلية دشن كل منها مسارا تاريخيا استثنائيا، ولكن كلا منها ارتبط بتصورات شاعت عن وقائع أو وثائق تسمى بالاسم حتى صارت من مكونات الوعي العام، إلا أنها وثائق لا توجد ووقائع لم تقع!
من أرسخ هذه التصورات، التي لا أساس لها من الصحة، ما شاع في أدبيات الحركة الصهيونية، وبعض التيارات البروتستانتية، من أن أول مشروع لإقامة دولة يهودية في فلسطين، في العصر الحديث، قد كان من وضع نابليون. زعم باطل، ولكنه عنصر أساسي في جنيالوجيا الأساطير التأسيسية للقومية الصهيونية، وما يتعلق بها من «تحييز» لهذه القومية، أي إفرادها بحيز جغرافي محدد.
ظهرت الفكرة منذ عام 1799، أثناء حملة نابليون على مصر، عندما نشرت جريدة المونيتور اونينفرسال الفرنسية خبرا عن دعوة قالت إن بونابرت وجهها إلى «جميع يهود آسيا وإفريقيا للانضواء تحت لوائه من أجل إعادة (أو إحياء) أورشليم القديمة». ولكن الفكرة سرعان ما اختفت في القرن 19، رغم أن الكاتب جي بيشنو أثارها عام1807 في كتابه «إحياء أمة اليهود»، في إطار صيغة باكرة عن برنامج صهيوني خادم للمصالح الامبراطورية الفرنسية. إلا أنها عادت للظهور في المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897. على أن الاستخدام الدعائي المكثف لهذا الزعم التاريخي قد بدأ أثناء الحرب العالمية الأولى، وكان كتاب هربرت سايدبوثام «انكلترا وفلسطين»، الذي نشر في لندن عام 1918، من أبرز هذه الأعمال الدعائية. وكان سايدبوثام على صلة بجريدة «مانشستر غارديان» (الاسم الأصلي لجريدة الغارديان) التي كانت معروفة بحماسها للمشروع الصهيوني. وهو ممن كانوا يسمون «الليبراليين الامبرياليين» الذين كان الزعيم الصهيوني حاييم فايتسمان ذاته يتحرج منهم ويعدّهم متطرفين في صهيونيتهم! من ذلك أن سايدبوثام يزعم أن الإسكندر الأكبر ويوليوس قيصر ونابليون جميعهم أيدوا القومية اليهودية، ليس من منطلق العاطفة فقط، بل ومن منطلق الواقعية السياسية باعتبار أن وجود اليهود في فسلطين يمثل مفتاح أي مسعى امبراطوري غربي في الشرق.
وفي كتاب «تاريخ الصهيونية»، الصادرفي لندن عام 1919، قدم ناحوم سوكولوف أطروحة كاملة عن «مشروع بونابرت لبناء دولة يهودية في فلسطين»، وخلص إلى أنه قد شاعت في فرنسا وبريطانيا في أواخر القرن 18 فكرة تحبيذ حل المشكلة اليهودية على أساس قومي. وقد أصبحت أطروحة سوكولوف هذه رائجة في العشرينيات والثلاثينيات. ولعل أقوى التعبيرات عنها ظهر في الندوة التي نظمتها الجمعية التاريخية اليهودية في لندن عام 1925، وكان المحاضر الرئيسي فيها هو الكاتب فيليب غواديلا الذي نادى منذ عام 1915، أي قبل عامين من وعد بلفور، بوجوب أن تقتدي بريطانيا بنابليون. وفي ختام الندوة عقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج (الذي كان آرثر بلفور وزير خارجيته) مقارنة بين الأوضاع عام 1799 والأوضاع أثناء الحرب العالمية الأولى في إطار شرحه للملابسات التي حفت باستئناف الحلفاء عام 1917 لفكرة نابليون، وذلك بإصدار وعد بلفور، فقال في توضيح صريح إن موقف البريطانيين لم يكن منطلقه الوحيد هو شدة التعاطف مع الشعب اليهودي بحكم قوة تأثير العهد القديم الذي «يعرفه البريطانيون أفضل من معرفتهم بتاريخهم الوطني».
بل إن الدافع الأول يكمن في امتنان حكومة جلالته لحاييم فايتسمان على مساهمته الفعالة في المجهود الحربي البريطاني. ذلك أن الزعيم الصهيوني الروسي الأصل قد تمكن، في إطار عمله أستاذا وباحثا في الكيمياء في جامعة مانشستر، من التوصل إلى حل لمشكلة تزويد الجيش البريطاني بالمتفجرات بفضل اكتشافه طريقة سهلة لتصنيع مادة الآستون. وقد أوجز لويد جورج الموقف في قولة تشرح كل شىء: «لقد جعلني الآستون أعتنق الصهيونية». وهذا هو الدليل القاطع، مثلما بينت قناة الجزيرة في سلسلتها الوثائقية «الحرب العالمية الأولى في عيون العرب»، على أن سياقات الحرب وإرغاماتها هي العامل التفسيري الأول لوعد بلفور. أما نابليون، فإن التمحيص التاريخي أثبت أنه لم يكن لديه أي مشروع لتجميع اليهود في فلسطين، ناهيك عن بناء دولة لهم هناك.

٭ كاتب تونسي

من بونابرت إلى بلفور: جنيالوجيا الوعد المنجز

مالك التريكي

معركة «بلفور» يجب ألا تتوقف

Posted: 03 Nov 2017 03:14 PM PDT

ضربت الحكومة البريطانية عرض الحائط بكل الدعوات والمطالبات والتهديدات الفلسطينية والعربية، واحتفلت بحضور رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في مئوية وعد بلفور الأسود، وهو وعد من لا يملك إلى من لاحق له، وهو الوعد الذي تنكر للحقوق الوطنية والإنسانية للشعب الفلسطيني، وتجاهل أحلامه في التحرر والاستقلال والعيش بسلام، أسوة ببقية شعوب المنطقة والعالم. وهو الوعد الذي لا يزال الشعب الفلسطيني يعيش تبعاته ويدفع ثمنه من تشرد ودماء ابنائه التي لا تزال تنزف بعد مرور قرن.
وليس ثمة ما يشير إلى إمكانية أن تذعن رئيسة حكومة المحافظين البريطانية تريزا ماي، على الأقل في المستقبل القريب للضغوط الفلسطينية والعربية، والضغوط البريطانية الداخلية المتصاعدة، بتلبية بقية المطالب الفلسطينية، وهي الاعتراف بخطيئتها والاعتذار عنها وتعويض الشعب الفلسطيني عن كل ما ألحقته به أجيالا بعد أجيال، من ضيم وقتل وتشريد وتهجير ومعاناة ونكبات، بالاعتراف بدولة فلسطينية فوق جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وبدلا من أن تعد بريطانيا في الذكرى المئوية للوعد المشؤوم، بالتكفير عن ذنوبها وجرائمها، فإنها تمعن في تنصلها من مسؤولياتها التاريخية اتجاه الشعب الفلسطيني، ولا تتخذ الخطوات العملية للاعتراف، على الأقل، بحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بل أعربت رئيسة وزرائها، وهي ترد على أسئلة، وجهها إليها عدد من النواب في مجلس العموم البريطاني، عن فخرها واعتزازها بدور بريطانيا في إيجاد دولة إسرائيل، من دون الإشارة، باي شكل من الأشكال، إلى أنها جاءت على حساب تهجير وتشريد وتشتيت وقتل شعب آخر.
وأظهرت استخفافها بمعاناة ومظالم ونكبات الشعب الفلسطيني، الذي يعيش نصفه في المنفى منذ سبعين عاما، والنصف الثاني تحت رحمة الاحتلال الإسرائيلي المقيت منذ خمسين عاما «بإعلانها أنها وبكل فخر ستحتفل بالذكرى المئوية لوعد بلفور»، وأعربت عن «امتنانها لإقامة بلادها علاقات مع إسرائيل، وتطور تلك العلاقات في المجال التجاري والمجالات الأخرى».
وأدلى بدلوه وزير خارجيتها بوريس جونسون المعروف بشدة تأييده لإسرائيل، في مقال نشره في صحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية الأسبوعية يوم الأحد الماضي وكتبه في الغرفة نفسها التي كتب فيها بلفور وعده قبل مئة عام.. فدافع بشدة عن الوعد الأسود وعبّر هو الآخر عن فخره واعتزازه بدور بريطانيا في تأسيس إسرائيل، «والهدف السامي غير القابل للجدل من وراء هذا الوعد، وهو منح شعب مضطهد وطنا أمينا وآمنا وخلق أمة عظيمة»، ولكنه خلافا لرئيسة وزرائه قال إن الوعد مربوط بشرط لم ينفذ وهو «عدم فعل أي شيء من شأنه أن يخل بالحقوق المدنية والدينية للجاليات غير اليهودية في فلسطين».
وأكد جونسون على التزام بريطانيا بحل الدولتين، وقال إنه «لا يساوره شك في أن الحل الوحيد القابل للحياة لهذه المشكلة يشبه الحل الذي كتبه اللورد بيل في تقرير اللجنة الملكية لفلسطين عام 1937 الذي تحدث عن حل الدولتين، لشعبين». وقال «وبعد قرن فإن بريطانيا ستقدم كل دعم ممكن، لإكمال الحلقة وإكمال جزء لم يكتمل في وعد بلفور». وأضاف أنه يجب أن تكون هناك دولتان مستقلتان وذاتا سيادة: إسرائيل آمنة كوطن للشعب اليهودي، جنبا إلى جنب دولة فلسطينية قادرة على البقاء ومترابطة الأراضي كوطن للشعب الفلسطيني، وفقاً لما جاء في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181. وتابع أنه يجب أن ترتكز الحدود إلى الخطوط التي كانت قائمة في يوم 4 يونيو/ حزيران 1967، مع تبادل متساوٍ للأراضي، بما يراعي المصالح الوطنية والأمنية والدينية للشعبين اليهودي والفلسطيني. ويتابع أنه بالنسبة لإسرائيل، فإن مولد دولة فلسطينية يعتبر السبيل الوحيد لتأمين مستقبلها الديمغرافي كدولة يهودية وديمقراطية. وبالنسبة للفلسطينيين، فإن قيام دولة خاصة بهم سوف يتيح لهم تحقيق تطلعاتهم بتقرير المصير وحكم أنفسهم بأنفسهم.
ورغم ديباجته وتفاخره بما تحقق من الوعد المشؤوم، إلا أن هناك مؤشرات إلى إمكانية أن تتخذ الحكومة البريطانية ذات الأغلبية القليلة في مجلس العموم، إذا ما تصاعدت وتواصلت الضغوط الداخلية والفلسطينية والعربية إن أمكن، أن تتخذ خطوات عملية في الاتجاه الصحيح، وألا يبقى هذا الكلام مجرد حبر على ورق، وإن كانت لن تعترف بخطيئتها ومسؤولياتها القانونية لما ينطوي عليه هذا الاعتراف، من تداعيات ومساءلات قانونية كبيرة.
وهذا يتطلب من الفلسطينيين، أن يتوقفوا عن التهديد بأنهم سيفعلون وسيعملون وسيقاضون، وأن يباشروا بمساندة الخطوات التي وعدت باتخاذها وزارة الخارجية والمغتربين ولا تزال.. وهذا يدفعنا إلى التساؤل لماذا لم ترفع القضايا أمام المحاكم البريطانية منذ زمن، وكان من شأنها أن تكون عملا ضاغطا على الحكومة البريطانية للتراجع حتى عن قرار إحياء الذكرى المشؤومة والاعتراف بخطيئتها، أو على الأقل تنفيذ الجزء الذي يخص الفلسطينيين المتمثل بالاعتراف بدولة فلسطينية.
ولكي لا تضيع سدى، الجهود التي بذلت حتى الآن وهي كبيرة، ولكي نؤكد لبريطانيا أن ما نقوم به ليس مجرد انفعالات آنية، كما هو الانطباع الذي نعطيه دوما للآخرين، والبريطانيون أعرف منا بأنفسنا، فإن المطلوب هو مواصلة الحملات الشعبية والرسمية الضاغطة، داخل فلسطين التاريخية (مناطق48 والضفة الغربية وغزة)، وإعطاء الدعم غير المشروط والزخم اللازم للحملة الكبيرة التي تشهدها بريطانيا، بدعم من جزء كبير من الجالية اليهودية، وتنسيق الجهود مع المنظمات والحركات البريطانية المناصرة للقضية الفلسطينية، والبناء على تأييد المئات من أعضاء البرلمان البريطاني من جميع الأحزاب، واستغلال وضع الحكومة الضعيف داخل المجلس، والعمل من أجل إثارة موضوع قرار الاعتراف بدولة فلسطين غير الملزم، الذي صادق عليه البرلمان بأغلبية ساحقة في أكتوبر 2014، مجددا، وتطوير هذا القرار ليصبح ملزما للحكومة.
ليس بالأمر المستهان، أن يرفض جيرمي كوربين زعيم حزب العمال، الذي كان الحزب قبل وصوله لزعامته، من أكثر الأحزاب تشددا في تأييده لإسرائيل، أكثر حتى من حزب المحافظين بزعامة تريزا ماي، وربما لأول مرة في التاريخ البريطاني، يرفض الدعوة للمشاركة في الحفل الذي أقامته تريزا ماي بذكرى الوعد الأسود.. كما رفض المشاركة في حفل لأصدقاء إسرائيل، وأثار كوربين بموقفه هذا غضب اللوبي الصهيوني ومن ورائه إسرائيل.
وليس بالامر المستهان أن يجتمع حوالي ألف من الشخصيات السياسية والعامة البريطانية السابقة والحالية في سابقة هي الأخرى، تحت سقف واحد في القاعة الرئيسية من قصر ويستمنستر، مقر مجلس العموم وتحت عنوان «الوعد البريطاني المكسور، حان الوقت لأسلوب جديد»، ردا على احتفال تريزا ماي.
والأمر الذي لا يستهان به أيضا أن تكون وزيرة خارجية الظل أيملي ثورنبري المتحدثة الرئيسية في هذا التجمع، إلى جانب لفيف من اللوردات والبارونات والأكاديميين والسياسيين سابقين وحاضرين، ورجال دين من الكنيسة الانجليكانية والكاثوليكية إلى جانب حاخامات وغيرهم.
وليس بالأمر المستهان أيضا، أن تقول ثورنبري إنه يجب أن لا تحتفل المملكة المتحدة بالوعد، الذي تعهد بدعم بريطانيا لقيام وطن قومي يهودي، لغياب الدولة الفلسطينية.
وأخيرا لا بد من التشديد على أن «معركة وعد بلفور» لا بد أن تتواصل بزخم. والمطلوب فلسطينيا هو قرن الأقوال بالأفعال، والتحرك سريعا نحو تنفيذ التهديدات برفع قضايا أمام المحاكم البريطانية لدفع هذه الحكومة للاعتذار إلى الشعب الفلسطيني عن الظلم والإجحاف الذي تسبب به هذا الوعد، والتوقف عن الاختباء وراء الدعوة فقط لتحقيق ذلك عبر التفاوض بين الطرفين. فقد أخذت المفاوضات مداها ووصلت إلى طريق مسدود ولم تؤت أكلها، بسبب الرفض الإسرائيلي لمبدأ حل الدولتين، وان تمارس الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية ضمن فترة زمنية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وإن فشلت هذه القضايا في تحقيق المراد منها أمام المحاكم البريطانية، فلتتواصل أمام المحاكم الدولية.
يجب أن تتواصل الاحتجاجات والضغوط وألا تتوقف بمرور الذكرى المئوية ولنجعل شعار المرحلة المقبلة «معركة بلفور مستمرة حتى الاعتذار والتعويض والاعتراف الرسمي البريطاني بدولة فلسطين».
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

معركة «بلفور» يجب ألا تتوقف

علي الصالح

مؤتمر موسكو دلالة أزمة أم سيطرة روسية في سوريا؟

Posted: 03 Nov 2017 03:14 PM PDT

من المؤكد أن الدعوة إلى أي مؤتمر دولي يسبقه إعداد كبير مع الأطراف المدعوة والمشاركة فيه، ويعتبر التفكير بعقد مؤتمر ما رؤية جماعية للأطراف الأساسية المشاركة، باعتبار أنها توصلت إلى تفاهمات أولية جانبية وتحتاج إلى المؤتمر العام لجمع كافة الأطراف في مجلس واحد اولاً، بحيث يكون اجتماعها خاتمة لتلك المشاورات والمفاوضات الجانبية ثانياً، ولإعلان نتائج تلك التفاهمات السابقة في مؤتمر عام يصدر عنه بيان ختامي يمثل خلاصة النقاط التي تم الاتفاق عليها بين جميع الأطراف.
ولكن هذه الأسس العامة لم تنطبق على كل المؤتمرات الدولية التي تناولت المسألة السورية، وبالأخص الدعوة الأخيرة من روسيا لعقد مؤتمر دولي لكل الأطراف المتنازعة في سوريا في مدينة سوتشي الروسية، وقد دعت روسيا ثلاثة وثلاثين حزبا أو جماعة سورية إليه، في الثامن عشر من شهر نوفمبر الحالي.
لقد جاءت أولى الردود من المعارضة السورية تقول بأنها لن تحضر المؤتمر تحت رعاية روسيا فقط، ولا تقبل بأي مؤتمر دولي بديل عن جنيف، لا يحظى برعاية أممية، وقالت إن مؤتمر سوتشي المقبل سيكون مؤتمر النظام السوري وأتباعه فقط ليتفاوض مع نفسه، فهل هذه مناورة من المعارضة السورية؟ أم روسيا خطت خطوة غير محسوبة العواقب؟ أم أن روسيا في أزمة حقيقة في سوريا؟ وتسعى لعمل أي شيء للخلاص من هذه الورطة، التي لم ينفع معها قصف الطائرات الحربية الروسية فوق رؤوس السوريين منذ سنوات، ولم تنفع معها الصواريخ البالستية العابرة لآلاف الأمتار وهي تقصف المواقع السورية من الأراضي الروسية أو من البحار الدولية؟ وما هي مشكلة روسيا مع مؤتمر جنيف؟ فقد حاولت روسيا التحايل عليه من خلال مؤتمر أستانة، بعد خضوعها لمفاوضة المعارضة السورية بوساطة تركية لعام كامل، ولكنها فشلت بعد أن حولته أمريكا لمؤتمر وقف إطلاق نار، أو خفض التصعيد وغير ذلك.
وما حاجة روسيا لهذا المؤتمر في سوتشي الروسية، وهي تعلم أن مؤتمر جنيف وبعد خمس سنوات من انعقاده المتكرر لم يصدر عنه أي شيء ينهي الأزمة، فقد كان مؤتمر جنيف المؤتمر الدولي الأول لإيجاد حل للأزمة السورية، وعلى الرغم من توافق جميع الأطراف على حضوره، وتعلق كافة الآمال الدولية عليه، إلا أنه تم إفشاله بعد أيام من صدور بيانه الأول في منتصف يونيو 2012، بعد أن حظي المؤتمر بتحضير كبير برعاية وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في ذلك الوقت، وبقي مؤتمر جنيف بدوراته السابقة كلها يراوح مكانه، وكأنه ملهاة للشعب السوري، وكذلك كان حال مؤتمرات دول أصدقاء سوريا، ومؤتمرات أستانة السبعة، التي انتهى آخرها قبل أيام بفشل ذريع في التوصل لحل بشأن المعتقلين، أو إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين، وهي مسائل ينبغي أن تكون من أسهل المسائل في حالة التوصل لحل سياسي حقيقي، ولكن الضغوط الإيرانية أفشلت المؤتمر، بحسب مصادر عديدة.
من هنا قد تكون دعوة روسيا لمؤتمر سوتشي قبل زيارة الرئيس الروسي بوتين لإيران بيوم واحد، محاولة روسية للضغط على إيران لتخفيف موقفها الممانع لإيجاد حل في سوريا، بحسب شروطها التعجيزية، فإيران لا تستطيع أن تنتصر ولا تستطيع أن تعترف بالهزيمة، وبالتالي فهي أمام أزمة إيرانية اسمها أزمة الملف السوري، وإيران في الوقت نفسه مدينة لروسيا بوعود كاذبة أو فاشلة، بأنها تستطيع إنهاء موضوع الفصائل السورية المعارضة المسلحة خلال أسابيع، إذا تدخلت روسيا بطائراتها لقصف مواقع الفصائل السورية المسلحة، بحسب وعود الجنرال قاسم سليماني لبوتين في يوليو 2015، وقد أدى بوتين ما عليه، وبقي يقصف الفصائل السورية المعارضة من تاريخ 30 سبتمبر 2015 وحتى اليوم، ومن دون إمكانية القضاء على تلك الفصائل، التي تمثل الثقل الأكبر من الشعب السوري، وبالتالي فإن لبوتين حقا على قاسم سليماني وقائده خامنئي، فالنصر العسكري مستحيل ولو أتى بوتين بكل الجيش الروسي لاحتلال سوريا، وبالتالي فإن زيارة بوتين لإيران لا بد أن تضع حلا لعناد إيران.
أما رد خامنئي فهو يفيد بمزيد من العناد والتحريض لبوتين على الحرب الخاسرة، بقوله له: إن معركتهم المشتركة في سوريا هي لوضع حد لأطماع أمريكا في المنطقة، بل إخراجها منها أيضاً، وهذا أمر مضحك لبوتين بالتأكيد، لأن اتفاقياته الاستراتيجية مع أمريكا وإسرائيل أولى له من عناد خامنئي وحرسه الثوري، ولذلك جاء بوتين يحمل أطماع المساعدة لإيران اقتصاديا وافتخارا فارغاً، ببناء مفاعلين نووين جديدين مقابل أن تقبل إيران وجهة النظر الروسية لحل الأزمة السورية، التي تفاهم عليها بوتين مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزير قبل أسبوع في موسكو، في أول زيارة تاريخية لملك سعودي لروسيا الاتحادية.
لذلك جاء الرد الروسي على رفض المعارضة السورية لحضور المؤتمر المقبل في روسيا بأنه رد أولي وليس نهائيا، أي أن لدى القيادة الروسية علما بأن المعارضة السورية سوف تحضر مؤتمر سوتشي المقبل، إما بضغوط سعودية أو ضغوط تركية أو ضغوط قطرية أو كويتية أو غيرها، وعليه فإن مؤتمر سوتشي المقبل سوف يعقد، بدليل التهديدات التي أطلقتها روسيا للمدعوين الثلاثة والثلاثين، بأن من لا يحضر المؤتمر فلن يجد له مكانا في الحل السياسي المقبل، أي لن يجد له حصة في تقاسم المناصب في الحكومة السورية المقبلة، ولا في المشاركة بوضع حقوقه وحقوق طائفته على طاولة المفاوضات للدستور السوري المقبل.
لا شك في أن هذا التهديد الروسي له خلفيته السياسية مع أكثر الدول الإقليمية المعنية بالأزمة السورية، وهي ايران والسعودية وتركيا، بدليل أن الرئيس الروسي التقى جميع زعماء هذه الدول في الأسابيع القليلة الماضية، وهذا يؤكد جدية روسيا لحل الأزمة، بإيجاد أرضية مشتركة للحل، فلا يكون هناك منتصر ولا مهزوم، وإنما تقاسم سوريا بأي طريقة ترضي جميع الأطراف كرها لا طوعا، سواء بسوريا فيدرالية، أو سوريا برئاسات جمهورية متعددة، أو حكم ذاتي لكل الكيانات الطائفية والقومية والإثنية والعرقية، مع بقاء ضمانات لهذه الدول الثلاث على الأرض السورية، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، فدخول الجيش التركي إلى سوريا أولاً في عملية «درع الفرات»، ثم دخوله إلى أدلب وما بعدها، من دون قتال هو دليل على أن روسيا تفرض أو تقايض على الحل السياسي والعسكري الذي تريده مع الأطراف الإقليمية الكبرى، وما على هذه الأطراف إلا أن تجري مقارباتها الإقليمية مع بعضها بعضاً، لتسهيل إبرام هذا الحل، وحيث أن الاتصالات التركية قوية مع إيران والسعودية، فما بقي هو تقوية الاتصالات السعودية الإيرانية، وهي التي سوف تؤثر على تفاهمات سعودية لبنانية أيضاً.
بقي أن يقال إن إنشغال أمريكا بوضعها الداخلي وأزمتها مع رئيسها الجديد رونالد ترامب، هو ظرف مناسب وذهبي بالنسبة للرئيس الروسي بوتين، لإنهاء أزمته في سوريا بأقل الخسائر أولاً، وبأقل الأرباح ثانياً، وقد ثبت عملياً أنه لا يمكن إلغاء مصالح الدول الإقليمية الثلاث، ولكن لا بد من تحرير مواقفها من الضغوط الأمريكية التي تعمل لإطالة عمر الأزمة، وبالأخص أن الأطراف الثلاثة تعارض المشاريع الأمريكية مع الأكراد في سوريا والعراق، بل في تركيا وإيران أيضاً، وما يهم الدولة الإسرائيلية هو إنهاء الصراع في سوريا بما يضمن أمنها وحدودها كالسابق، وهو ما سوف تضمنه الدول الأربع الضامنة، بعد أن تصبح السعودية طرفا ضامنا مثل تركيا وإيران، وستكون مباركة مصر لهذا الاتفاق تحصيلا ضروريا وغير مستحيل، مع ضعف إمكانياتها على عرقلته في ما لو طلب منها عرقلته من إحدى الدول الكبرى.
كاتب تركي

مؤتمر موسكو دلالة أزمة أم سيطرة روسية في سوريا؟

محمد زاهد غول

إلى متى ستنجح «النصرة» بكسب الوقت في أدلب؟

Posted: 03 Nov 2017 03:13 PM PDT

آخر مناورات «تحرير الشام» في أدلب كانت تشكيل حكومة وطنية، تشرف على القطاعات المدنية وتندمج ضمنها القوة العسكرية التابعه للجهاديين، ولو شكليا، تطور يرى المراقبون أنه خطوة جديدة من الجولاني، لكسب أكبر قدر ممكن من القطاعات الثورية لجانبه، خصوصا تلك التي تملك علاقات جيدة مع الاتراك، علها تسهم، ولو إلى حد ما، في إعادة إنتاج صورة جديدة عن أدلب بعيدة عن أدبيات القاعدة التي حكمتها لسنوات.
والهدف الأهم من ذلك ليس الصورة بحد ذاتها، بل تجنيب أدلب هجوما بات وشيكا من النظام وروسيا، خصوصا مع وصول معارك ريف دير الزور لمراحلها النهائية، وتفرغ عدد كبير من الوحدات العسكرية لهذه المعركة، التي لن تكون سهلة .
النظام بدأ بالفعل شن هجمات على المناطق التي تسيطر عليها «النصرة» في أرياف حماة وأدلب، لكنها ما زالت هجمات محدودة، بلا زخم كبير، ومن الواضح أن مطار ابو الظهور سيكون هدفا محتملا في هذه المرحلة.
ومع كثرة السيناريوهات التي طرحت حول أدلب، سواء تلك المتعلقة، بالخطط التركية للهجوم على المدينة برفقة الروس، أو غيرها من سيناريوهات تحدثت عن انسحاب النصرة وتسليم أدلب لفصائل موالية لتركيا، لتجنب هجوم من قبل النظام، تبين أن كل هذه الطروحات، التي تداولها الإعلام وكأنها أمر واقع، تبين أنها مجرد تكهنات، بل هي تكهنات لا تستند إلى قراءة سليمة للتطورات الميدانية والسياسية، فالاتراك دخلوا بالفعل إلى أدلب، لكن برفقة وحماية «النصرة» وليس ضمن عمل عسكري بالاشتراك مع الروس. وكما تبين، فإن هدفهم، في المرحلة الحالية على الأقل، يتمحور حول بناء حزام امني عازل حول عفرين الكردية وريفها، كما أن الدخول التركي كان فنيا، أكثر منه سيطرة على الأراضي، كما في مناطق درع الفرات، فالأراضي ما زالت تحت هيمنة النصرة وحلفائها.
أما الحديث عن الفائدة بتسليم أدلب للأتراك لحمايتها من هجوم النظام، فهو حديث ينطوي على الكثير من التجاهل لموازين القوى في سوريا، ويقفز فوق الوقائع الماثلة، فلقد تبين أن الأتراك أنفسهم ليس من أولوياتهم دخول أدلب، بقدر ما كان يتصور بعض الناشطين، الذين تحدثوا بغزارة قبل أشهر عن وجوب إنقاذ أدلب بتسليمها للأتراك، وكما يكررون الآن الحديث نفسه عن عندان في ريف حلب الشمالي، فالتحركات التركية داخل سوريا، كانت منذ درع الفرات، وما زالت، محكومة بموافقة صريحة، من أهم حلفاء وداعمي النظام السوري، روسيا، وتطور الأمر لتصبح هذه التحركات جزءا من الترتيبات والتفاهمات في أستانة، برعاية إيران وروسيا، وهي تفاهمات تراعي دائما مصالح النظام، أو لا تتعارض معها على الأقل، وما هي إلا مكمل سياسي لما ينجزه النظام والروس وإيران عسكريا، الهدف الأساسي منها، تأهيل ممثلين طيعين عن المعارضة للتحدث باسم ثورة لا يمثلون أيا من قواها على الأرض. 
ما حصل في الدخول التركي حول عفرين، أنه لم يكن دخولا في أراض تابعة للنظام السوري، وهو في الوقت نفسه حقق مصلحة مشتركة لإيران والنظام وبالطبع لتركيا بالدرجة الأولى، بمنع تمدد الجيب الكردي في عفرين شمال سوريا ، وإن نجح الأتراك هذه المرة بتجنيب الدول معركة لا تمثل هاجسا في أولويات أمنهم القومي، المنصب على التهديد الكردي، كما حصل في معركة درع الفرات، فإن «النصرة» أيضا استفادت، من هذا الدخول المحدود، بفرض نفسها كرقم صعب في مناطق المعارضة، يضع تركيا أمام حقيقة اضطرارها للتفاهم معها، دون الفصائل المدعومة تركيا، التي اشترطت «النصرة» عدم إدخالها، ويريح «النصرة» من تهديد الأكراد، ليخفف عنهم عبء جبهة شمالية. وكما أعلنت تركيا، أكثر من مرة، أنها لن تستهدف الجيش النظامي، وأنها ترحب بسيطرته على الأراضي السورية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالاكراد شمال سوريا، فإن المتأملين بتواجد تركي يحمي مناطق المعارضة من سيطرة النظام، لم يقرأوا جيدا التوازنات في مرحلة ما بعد أستانة، فالمظلة التي اتفق عليها الجميع، واصداؤها العملية ما زالت تظهر يوما بعد يوم، وهي أن النظام يجب أن يستعيد السيطرة على كل أراضيه، عدا مناطق الحكم الذاتي الكردية، ولذلك فإن مناطق درع الفرات ستشهد على الأغلب، انسحابا تركيا خلال العام المقبل، لصالح القوات الحكومية التي بات يراها الأتراك، كما قوات حكومة حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، أقل ضررا عليهم من القوى الكردية المسلحة.
وعندما يكمل النظام معظم المعارك الكبرى وتحين معركة أدلب، لن تسعف «النصرة» حينها، أي محاولات جديدة، للظهور بوجه معتدل أو مدني، وسيكون على الجهاديين مواصلة الاستماع لبعض الناشطين، الذين لن يتوقفوا عن ربط خسارة مناطق المعارضة بتواجد الجهاديين، رغم أن معظم المدن والأرياف الكبرى في دمشق وحمص وحلب ودرعا، دمرها واستعادها النظام، بوجود فصائل الجيش الحر فيها، فكل من يخرج على سلطة النظام هو إرهابي بتعريف سلطة دمشق. ولهذا، فإن التعويل على أي دور تركي، أو بناء حكومة ثانية، أو ثالثة في أدلب، لا يشكل أي معطى جوهري في التوازنات القائمة، ولعل الكثير من عناصر «تحرير الشام»، يدركون ذلك، ويقولون في أحاديثهم الجانبية، إن بناء الخنادق على الجبهة، هو الشي الوحيد الذي يضيف لقوتهم، أما بناء حكومات وغيرها فليس سوى حملة علاقات عامة لن تضيف الكثير.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

إلى متى ستنجح «النصرة» بكسب الوقت في أدلب؟

وائل عصام

المنطقة العربية وحاجتها لعقد جديد

Posted: 03 Nov 2017 03:13 PM PDT

أصبح من الواضح أن ما تمر به المنطقة العربية في الوقت الراهن هو عملية تغيير عميق للمسلمات العتيقة الخاصة بالمكونات المذهبية والإثنية للمجتمعات العربية، وعلاقاتها ببعضها وبأنظمتها السياسية والاجتماعية، وبمثيلاتها في دول الجوار. وفي خضم ذلك كله، يجب أن لا نتجاهل الأدوار الإقليمية والدولية النشيطة وتنافسها في تحفيز وادارة وتوجيه هذه التغييرات، بما يحقق مصالحها.
ولا شك أن نتائج هذه العملية ستحدد شكل وملامح المنطقة لفترة طويلة مقبلة، بما في ذلك من تغيرات سياسية وجغرافية وديموغرافية، ولن تكون نتيجة هذا التغيير في صالح الدول أو الشعوب العربية، إذا استمر الفعل الداخلي هزيلا مرتبكا أو مرتبطا بأطراف إقليمية نشيطة ذات دعاوى تاريخية أو مذهبية.
والذي يهمنا في هذه المقالة هو كيفية التعامل مع مخاض التغيير الذي تمر به المنطقة، وهل يمكن ان يؤدي الأسلوب الراهن في مواجهة التغيير بالاستقطاب الإقليمي أو محاولة إيقاف عملية التغيير، بل والعمل على إعادة إنتاج الأنظمة والأوضاع السابقة على الربيع العربي، الى النجاح في صنع الاستقرار في المنطقة وحماية انظمتها، وتأهيلها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية؟ أم ان ذلك سيؤدي الى مزيد من الاحتقان والتناحر والارتهان لقوى إقليمية ودولية، وإحباط أي جهد للتنمية والاستقرار في المنطقة؟ وللاسف فإن هذا هو مآل المنطقة اذا استمرت مجابهة – أو معالجة كما يراها البعض- نتائج ثورات الربيع العربي وأزمات المنطقة، من دون الالتفات إلى الأسباب والتعامل معها.
وتحتاج الأنظمة العربية الى الرؤية والروية والتضحية لكي تصل بدولها وشعوبها الى بر الأمان. فأما الرؤية فهي خطة مفصلة تضع الدول العربية موقع الفاعل في صياغة المستقبل، أو على الأقل في مضاهاة دول مثل ايران وتركيا اللتين اصبح لهما باع اكبر في صياغة مستقبل المنطقة العربية من دول المنطقة ذاتها. وهذا لا يعني تجاهل المصالح الإقليمية والدولية في المنطقة، ولكن يعني ان يكون دور دول المنطقة العربية فاعلا في رسم هذه المصالح وإدارتها، لا خاضعا لأفعال الآخرين مقتصرا على ردود الأفعال.
ولعل أهم ما تتضمنه هذه الخطة هو تحصين الأنظمة والدول العربية داخليا وخارجيا من الانزلاق في متاهات الحروب المذهبية أو الإثنية، أو الحدودية، أو الانقلابية أو الاضطرابات المدنية. وأجزم بأن عملية التحصين هذه على قدر أهميتها لسلامة واستقرار الأنظمة والحكومات العربية ولتطور شعوبها، هي أقسى ما في الأمر، لما فيها من تضحيات يعتبرها البعض شخصية، ولما فيها من نبذ لكثير من الموروث الذي يعتبره البعض استحقاقا.
ويبدأ تحصين أي نظام داخليا، من خلال إعادة صياغة العلاقات بين النظام وشعبه من خلال دساتير أو عهود أو مواثيق مكتوبة، تتيح المزيد من المشاركة الشعبية في إدارة الدولة ومقدراتها وإعمال مبادئ العدالة والمساواة والنزاهة والشفافية. يستوي في هذا الأنظمة الملكية والجمهورية، وانما هي مبادئ توافق عليها العالم المتحضر، وتمثل قبل ذلك وبعده مبادئ دينية وأخلاقية لا يختلف عليها عاقلان. وذلك هو السبيل الى التحصين الداخلي الذي يقي النظام والدولة والشعب من الاحتقانات الداخلية بين مكوناته أو بينها وبين النظام.
أما خارجيا، فمن الغريب أن تكون علاقات الدول العربية في تباعد وانزواء عن بعضها، فتبادلاتها الاقتصادية ضئيلة، وعلاقاتها السياسية مسمومة، واشتراكها في أي مصلحة محدودة، في الوقت الذي تمد كل دولة عربية يدها، وتفتح أسواقها لدول بعيدة لا يربطها بها الا منظومة من الأوهام، تبتدئ بوهم طمع القريب في ثروة أو أرض ولا تنتهي بوهم تأمين البعيد للنظام.
وأدت هذه الأوهام المتوارية خلف مجاملات الاخوّة الظاهرية، الى اختلالات اقتصادية وديموغرافية خطيرة تهدد وجود وطبيعة واستقرار المنطقة العربية عامة ومنطقة الخليج خاصة، أكثر من أي أمر آخر. ولو نظرنا الى العالم حولنا، سواء في اوروبا أو آسيا لوجدنا الامثلة واضحة بأن تحصين نظام أي دولة والحفاظ على حدودها واستقرارها ومصلحة شعبها لا يكون إلا بالتكامل اولا مع محيطها، ثم جوارها الاقليمي، وأن احترام اختيارات الشعوب لأنظمتها، واحترام الحدود بين الدول هو المدخل الرئيس للتكامل الاقليمي، وان تسهيل وتنظيم اسواق السلع والاستثمار والعمل، ومنح المزايا النسبية لدول الاقليم، يجب ان يتزامن مع تنسيق السياسات والخطط في مختلف المجالات. وذلك كله لا يتم بالنوايا الطيبة المعلنة، ولا البيانات المنمقة، ولكن بالاتفاقات الموقعة والمحددة، وبالإجراءات والقوانين والأنظمة المطبقة.
ان ما سيحدد مستقبل المنطقة العربية هو مدى استيعاب الأنظمة العربية لما يحدث من تفاعلات في المنطقة، وقدرتها على لعب دور فاعل وايجابي في احتضان ورعاية عملية التغيير. فاستعدادها للتوائم مع متغيرات العصر، وملامستها لمطالب شعوبها، ونزولها عند مقتضيات النزعات الانسانية للعدالة، وبعدها عن الاستئثار بالسلطة أو الثروة، والعمل نحو التكامل الاقليمي القائم على اساس المصالح المشتركة بعيدا عن علاقة المانح والمتلقي، أو الغني والفقير، أو القوي والضعيف، كفيل بتهيئة الميدان الداخلي والخارجي لتغيير مثمر وآمن. وقبل ذلك كله إدراك أن التغيير أمر لا بد منه كسنة من سنن الله في الأرض، وأن بأيدي الأنظمة الكثير في أن تجعل منه كارثة على رؤوسها ورؤوس شعوبها، أو أن تجعل منه فرصة تاريخية لولادة جديدة بعقد جديد.
كاتب يمني

المنطقة العربية وحاجتها لعقد جديد

عبدالملك عبدالرحمن الإرياني

استِعّباد السورييّن… من البعث إلى «السلطان»

Posted: 03 Nov 2017 03:13 PM PDT

يلوح مشهد سوريا عامة من الداخل والخارج انعكاسات عدّة، فيما تجذبنا لوحة الشمال السوري على وجه الخصوص. صورتان، بين خيارات متعددة مرّة، لا نستطيع الهروب من واقعيتها، ولا الفرار من مواجهتها.
فلو طرحنا أحد التساؤلين التاليين أمام من آمن بمفهوم الثورة السورية بالقول: هل الثورة خرجت بالفعل لإنتاج حكم ديمقراطي؟ أم أنها خرجت لغاية إسقاط شخص بشار الأسد؟ أم الاثنان معًا؟
سيترآى للبعض أنهما تساؤلان غريبان، ربما وذلك بمفهوم الإيمان بالخلاص من الاستبداد، لكن لو ربطناهما بما يدور في الشمال السوري حاليًا، لن تعود الغرابة قائمة، فنحن شهود على غزوةٍ تركيةٍ لمناطق ريفي حلب وإدلب، مصحوبة ببعض الفصائل السورية، وموافقة قوى سياسية سورية معارضة، وبتوافق مع روسيا الداعمة للنظام السوري، تحت شعار «محاربة الإرهاب».
لقد تم اختيار تجمع بفكر جهادي قاعدي، لدفع الثمن، فهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) ستكون «كبش الفداء» كطرف إرهابي يجب محاربته، وهنا بحكم أن النصرة عندما قامت بتغيير اسمها لم تغير عقيدتها وارتباطها بالقاعدة ألا يحق لنا التساؤل، هل إرهاب النصرة أمرٌ جديد؟
سنقف عند النصرة قليلًا، قبل إكمال الحديث عن غزوة «خليفة العثمانيين الجديد». فبالعودة لبداية تأسيس جبهة النصرة، لا يستطيع أحد نكران أنهم بالأساس انبثقوا عن فصائل تبنت الثورة في محاربة النظام، لكن بالطبع كان هناك توافق بين القوى السورية الفاعلة من تنشئتها، فالنصرة التي تشكلت في مناطق شمال شرق سوريا (روج أفا)، ليس على سبيل الحصر، بدأت قوتها تظهر أواخر عام 2012 وبداية عام 2013، بعد أن سقطت فصائل مثل «غرباء الشام» وغيرها في منطقة الجزيرة/ روج أفا، وفي مدينة «سري كانيه» تحديدًا، حيث دخلت تلك القوى إلى المناطق الكردية أواخر عام 2012 بإيعاز وبدعم من تركيا، وعبر حدودها من (معبر جيلان بينار) يقابلها مدينة (سري كانيه/ رأس العين) في الطرف السوري، كما يدرك القاصي والداني أن المجاهدين القادمين إلى سوريا سلكوا في الوصول الطريق عبر تركيا.
مذ ذاك الوقت بدأ نجم النصرة يظهر في مناطق عدة خارجة عن سيطرة النظام السوري أيضًا، وليس بخافٍ أن الكثيرين من قادة الجبهة هم من تلاميذ القاعدة، كما أن غالبيتهم عفى عنهم النظام السوري من سجونه مع بداية الثورة السورية 2011.
تلا مرحلة سقوط النصرة في المناطق الكردية بداية 2014 وطردها، انقسام في الصفوف، فمنهم من قتل ومنهم من فرّ، وبقية انضموا لتنظيم الدولة الإسلامية.
لقد حاول ناشطون من أبناء المنطقة إطلاق ناقوس الحذر من هذه القوى المتشددة (خاصة أنها انبثقت من بين قوى عسكرية سورية «الجيش الحر»)، عبر تحذيرات للقوى السياسية ومؤسسات الثورة والمجتمع المدني الفاعل، بضرورة عدم تبنيها، وصدها من أجل مصلحة الثورة طالما أن الهدف هو الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية. لكن نشوة الانتصار بالسيطرة على بعض المدن، والإيمان بالعسكرة، هاجسٌ طغى على المشهد السوري آنذاك، دون إدراك مخاطره.
بالعودة لصلب موضوعنا وهو التوغل التركي للشمال السوري، لدينا كسوريين تجربة قريبة مع تركيا عندما قامت بتشكيل (فصائل درع الفرات) التي استعادت السيطرة على بلدات جرابلس والباب والراعي ومناطق أخرى من داعش. الوصاية التركية في الحالتين جاءت بمسمى محاربة الإرهاب (ليس إنقاذ السوريين بالقضاء على النظام السوري كما اعتقد المؤيدون) فيما الواقع يقول غير ذلك. فالتجربة الأولى لم يأخذ التحرير فيها طابعًا سوريًا بقدر حجم الاستحكام والهيمنة التركية الواضحة، فالصور القادمة تظهر في تلك المناطق «المحررة» رفع الأعلام والرموز التركية، وصور السلطان التركي (رجب طيب أردوغان) المعلقة في الساحات وداخل المراكز بدل صور بشار وحافظ الأسد في وقت سابق. في المؤسسات والمراكز الفاعلة ترى اللافتات باللغتين العربية والتركية، مع وضوح تام لطغي الطابع التركي وانعدام الشخصية والسيادة السورية، حتى نظام المدارس والحدائق يظهران أنك تعيش في أراضٍ تركية لا سورية، عدا الحديث عن تجهيز والٍ تركي لإدارة جرابلس، كل هذا فيما القوى السياسية السورية المعارضة ممنوعة من التواجد في المنطقة، مع منع أي عمل فعلي لمنظمات المجتمع المدني السورية، وإدارة تتم عبر منظمات حكومية تركية يشوب أغلبها الطابع الإسلامي مثل الـ (IHH)، فيما القلة الموجودة من السوريين هؤلاء واجهة دعائية للأتراك هناك، فهل ستكون التجربة الثانية بأفضل من الأولى لحق السوريين!
إن القوى الفاعلة في الثورة السورية اعتادت عدم السكوت عن أي خطأ عبر الحملات والمناصرة وتحريك الإعلام والمجتمع المدني، لكن في حالة تركيا لم نشهد ذاك الحراك، عدا إدانة بعض المثقفين والناشطين، إضافة لتنديد الفاعلين الكرد السوريين، في حين أن الغالبية العظمى اتخذت من الصمت موقفًا، بل وصل الحال بالبعض من إجهار شرعية التدخل التركي. حال قوى الثورة السورية منقسمة بين قوى سياسية لديها مصالحها في تركيا فلن تحرك ساكنًا. وفاعلين من ناشطين وعاملين في مؤسسات المجتمع المدني منقسمون بين طرف يمنح المشروعية للأتراك من باب «المجاكرة»، وطرف آخر يخشى على مصالحه في تركيا بحكم أن مؤسساتهم تعمل من تركيا، وبالطبع هذا يدخل في إطار المصلحة الشخصية التي يزيح كل الاعتبارات الأخلاقية المتعلقة بالثورة.
حالة الغرابة الأخرى تأتي من «الثوار» الذين يعيشون خارج تركيا، ناشطون سوريون يقومون بنشاطات في أوروبا عادة، شاهدنا تحركاتهم ضد النظام وموقفي روسيا وإيران، لكنهم يعيشون الصمت مع التدخل التركي الأخير!. هنا تأخذنا الحيرة لتساؤلات بينها: هل بالفعل استسلم السوريون للواقع، أم هناك قناعة فعلية بأن تركيا ستكون المنقذ لهم!. ماذا لو كانت القوى المتواجدة في الشمال اليوم قوى عربية أو إقليمية أو دولية، ألن يكون الموقف مغايرًا خاصةً إن أعدنا شريط الحراك السوري الواسع تجاه الدعم الموجه من قبل الولايات المتحدة والتحالف الدولي للكرد فهم يعتبرون هذا الدعم «شروع في تقسيم البلاد»! إذا كانت نظرة غالبية الشارع السوري لموضوع التدخل التركي هو من باب ردة فعل ضد النظام فقط، فنحن أمام كارثة في المفاهيم والقيم. خاصة إذا تمعنا بالصور القادمة من ريفي حلب وإدلب التي تظهر التبشير والترحيب بالتدخل التركي. هذه الصورة ألن توحي بالمستقبل البعيد أن السوريين كانوا جسرًا وشركاء في عبور قوى أجنبية لبلدهم. هنا سيكون الفاعلون في مجالات المجتمع المدني والسياسي والإعلامي، أمام مسؤولية تاريخية، وشركاء بصمتهم في اثبات مرحلة جديدة من استعباد السوريين، بطلها السلطان التركي وذلك أثناء محاولتهم الخلاص من مرحلة استعباد البعث.
٭ كاتب كردي سوري

استِعّباد السورييّن… من البعث إلى «السلطان»

سردار ملا درويش

مهرجان «ما بقى إلاّ نوصل» يضيء على معاناة اللاجئين أثناء عبورهم الحدود

Posted: 03 Nov 2017 03:00 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : مسألة الهجرة واللاجئين وكيفية تعامل السياسات العالمية والأوروبية معها حضرت في حلقة نقاشية في «دار النمر» في بيروت بالتزامن مع انطلاق الدورة الثانية من مهرجان «ما بقى إلا نوصل» السينمائي في سينما «متروبوليس أمبير صوفيل» في الاشرفية التي ستشهد عرض 16 فيلماً روائياً ووثائقياً قصيراً وطويلاً، من فرنسا والسويد ولبنان وسوريا وأمريكا وفنلندا وتركيا وبلدان أخرى، وتتمحور كلها حول مسألة اللجوء ولا سيما منها مآسي أفريقيا المعاصرة ومعاناة اللاجئين السوريين ورحلاتهم اليومية. والمهرجان من تنظيم «منظمة هينريش بل ــ الشرق الأوسط» بالتعاون مع السفارة السويسرية في لبنان اللتين اختارتا تسمية «ما بقى إلاّ نوصل « للكشف عن الدوافع المباشرة وغير المباشرة للناس اللاجئين الذين تضطّرهم النزاعات والخلافات في بلادهم الى الهرب منها وهم يرددّون عبارة «ما بقى إلا نوصل» أثناء عبورهم الحدود في محاولة منهم لايجاد بيئة وبلد آمن لهم ولعيالهم.
وسيّتم التعرّف من خلال الدورة الثانية للمهرجان بشكل خاص على المعاناة الفردية والجماعية للاجئين السوريين ولرحلاتهم اليومية من خلال فيلم «أحلام تائهة « للمخرج شادي زيدان الذي يصوّر تجارب اللاجئين السوريين والأفغان والفلسطينيين في ألمانيا. في وقت يبّين «مفتاح غرفة الغسيل» لفيديريك فلوراي وفلوريان دوفيين بطريقة كوميدية الاصطدام الثقافي بين الشعب السويسري والسكان الجدد في قسم الخدمات الاجتماعية. ومن الأفلام القصيرة فيلم بعنوان «سلامات من ألمانيا» الذي يجسّد الواقع اللبناني السوري والذي يدفع بشاب لبناني إلى شراء جواز سفر سوري مزوّر للهرب إلى أوروبا. والى جانب هذه الأفلام التي تلقي الضوء على معاناة اللاجئين السوريين ترّكز أفلام أخرى على الآفات التي تفتك بسكان القارة الأفريقية والتي تدفعهم الى الهجرة واللجوء، وأبرزها على الاطلاق قضية الإتجار بالبشر والتغير المناخي والكولونيالية الجديدة التي تصادر أراضي السكان الأصليين اضافة الى جانب مآسي أفريقيا المعاصرة.

مهرجان «ما بقى إلاّ نوصل» يضيء على معاناة اللاجئين أثناء عبورهم الحدود
«دار النمر» تستعرض 16 فيلماً روائياً ووثائقياً في «أمبير» بيروت
ناديا الياس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق