الأزمة بين تركيا وأمريكا: خلاصة تصدّعات العالم؟ Posted: 03 Aug 2018 02:28 PM PDT تشير بوصلة العلاقات بين تركيا وأمريكا إلى حالة من التوتّر غير المسبوق. العنصر المستجد البارز في الأزمة بين البلدين كان إعلان وزارة الخزانة الأمريكية قبل أيام فرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل في تركيا على خلفية احتجاز القس أندرو برانسون، الذي تتهمه تركيا بارتكاب جرائم دعم لمنظمة «خدمة» التابعة للداعية المقيم في أمريكا فتح الله غولن، وحزب العمال الكردستاني، وهما تنظيمان تعتبرهما أنقرة حركتين إرهابيتين. قائمة الخلافات بين أمريكا وتركيا طويلة، فهي تتعلق بمجمل العلاقات السياسية الخارجية للبلدين، كما أنها تتعلق، إلى حد كبير، بالشؤون الداخلية التركية، التي جعلها التحالف الطويل بين البلدين، على مدى سبعين عاما، شديدة التداخل والتأثير، ولكن من طرف واحد هو واشنطن. ورغم أن نشوء الجمهورية التركية الحديثة، بقيادة مصطفى كمال (أتاتورك)، عام 1922 جاء على شكل اشتباك عسكريّ وسياسيّ هائل مع الغرب الذي كان يسعى بقوة كبيرة لاحتلال البلاد وتقسيمها، فإن خيار النخبة التركية لاحقا كان الاتجاه بقوّة نحو أوروبا والابتعاد عن آسيا، وقد تمثّل ذلك، على مستوى النظام السياسي، في تبن متطرّف للنظام العلماني الديمقراطي (ولكن تحت حراسة الجيش)، وفي عضوية منظمات مثل مجلس أوروبا وحلف شمال الأطلسي، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومجموعة العشرين، والسوق الأوروبية المشتركة، بل إنها حاولت منذ 2005 الانضمام الكامل للاتحاد الأوروبي. أدّت محاولة الانقلاب العسكري الأخير في تركيا عام 2016 إلى تحوّل كبير في الوضع الداخلي، فلأول مرة في تاريخ تركيا الحديث يستطيع الشعب التركي وقواه السياسية منع المؤسسة العسكرية من كسر الإرادة الشعبية التي يعكسها التصويت الديمقراطي، وأدى توجيه السلطات أصابع الاتهام إلى منظمة الداعية غولن المقيم في أمريكا، وإثارة الشكّ في سكوت واشنطن، وقوى غربية، عن هذا الانقلاب إلى صدع كبير بين البلدين، انضافت إليه تبعات الحدث السوري ودعم واشنطن للأكراد المعادين لأنقرة، واضطرار تركيا للتقارب مع روسيا، ولم تقصّر النخب الإعلامية والسياسية الأوروبية في صب الزيت على الحريق المتصاعد وفي الضغط الكبير على أنقرة بأشكال شتى. تعتبر بعض التحليلات تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه مايكل بنس ضد تركيا في خصوص القسّ المحتجز محاولة للحصول على أصوات ولايات «الحزام الإنجيلي» في أمريكا خلال الانتخابات النصفية المقبلة في تشرين الثاني/نوفمبر، ففي هذه القصة بعض عناصر الدراما الدينية اللازمة لذلك الجمهور الأمريكي حيث تحتجز دولة يحكمها حزب ورئيس إسلاميان قسا إنجيليا، وذلك لتعويض الخسائر المتوقعة لترامب على خلفيّة الفضيحة المستمرة للتدخل الروسي المستمر في الانتخابات، وهجمة الديمقراطيين والليبراليين الكبيرة لكسب مقاعد جديدة في الكونغرس، وانفضاض بعض اتجاهات اليمين العنصري عن ترامب. لكن هذا الاستعمال الآني للخلاف في السياق الأمريكي لا ينفي الأسباب العميقة له بين البلدين، والذي يعود إلى عقود من النفوذ الأمريكي القويّ في المؤسسة العسكرية التركية، وإلى التغيّرات الكبرى التي شهدها العالم بعد انفراط الاتحاد السوفييتي، وحدث الهجوم على برجي التجارة في نيويورك وما تبعه من اجتياح لأفغانستان والعراق، ودخول حقبة العداء للمسلمين والإسلام في العالم كبديل عن النزاع مع المنظومة الشيوعية السابقة. هذه التصدّعات الكبيرة في العالم تكاد تصل إلى نتائجها الأخيرة مع عودة النفوذ الروسيّ بطرق أخرى، وظهور التأثير الصيني، وصعود الفاشيات والاتجاهات العنصرية في أمريكا وأوروبا، وقراءة الخلاف التركي ـ الأمريكي يجب أن تتم ضمن هذه السياقات كلها. الأزمة بين تركيا وأمريكا: خلاصة تصدّعات العالم؟ رأي القدس |
النجمة العربية تصمت وتتستر والغربية تفضح التحرش والاغتصاب! Posted: 03 Aug 2018 02:27 PM PDT منذ أشهر انفجرت الفضيحة الهوليوودية، حين شهدت بعض النجمات على إرغامهن القيام بصلة جنسية (أو اغتصابهن) من قبل القطب الهوليوودي الكبير المساهم في عشرات الفعاليات، التي تقود النجوم إلى الشهرة (كجائزة الأوسكار)، هارفي واينستين المتزوج، والأب. وبعدها بدأت الفضائح تتوالى في الأوساط الفنية الغربية وحتى السياسية البريطانية (استقالة وزير الدفاع مايكل فالون بعد الإعلان عن اتهامات جنسية تناولته). وفي فرنسا تم مؤخراً اتهام المخرج الفرنسي العالمي لوك بيسون بممارسة الأمر ذاته مع بعض نجماته ليقوم بدعمهن!.. ونفى بيسون التهمة. يصرخن: «أنا ايضاً» تم اغتصابي! وتوالت الأسماء والاتهامات في تحرك نسائي عنوانه «أنا أيضا» حيث تبوح النجمات والممثلات الغربيات باستغلالهن في الحقل الجنسي مقابل العمل في الأفــــلام والشهرة. وفوجئ القارئ والمتفرج بأسماء نجمات كبيرات قلن إنهن تعرضن لأمور كهذه! أي علاقة جنسية عابرة مقابل دور في أحد الأفلام. وربما جائزة عالمية! هيمنة «قضايا المرأة» في المهرجانات الحكايا متشابهة. ويمكن إضافة بعض المقبلات لها كما فعلت الممثلة التي تقدمت بشكوى بتهمة الاغتصاب ضد لوك بيسون وهي تقيم علاقة حميمة معه منذ سنتين تقريباً وتقول إنها (ملزمة بها!) نظراً إلى علاقتها المهنية به!؟ لوك بيسون صاحب أفلام فازت بجوائز سينمائية ورشح 12 مرة لجوائز سيزار وهو أكثر المخرجين الفرنسيين شهرة في الخارج. وتزعم أنه دس لها المخدر في الشاي واغتصبها ولا تقول لماذا استمرت علاقتها به بعد ذلك! ومحصلة هذه الحكايا هيمنة قضايا النساء في المهرجانات السينمائية كما في مهرجان «كان» الفرنسي الشهير الأخير، وتوزيع المناشير للتذكير بالعقوبات التي يواجهها المتحرشون حتى لو كانوا أقطاباً سينمائيين مع رقم هاتفي مخصص لشكوى كل (ضحية). وقالت الوزيرة الفرنسية لشؤون المساواة بين الجنسين مارلين سكابا إنه من الضروري أن يكون مهرجان كان «مكاناً آمناً للنساء»، بعد ذلك كله بدأت الهجمة المضادة ضد نساء وجهن تهم التحرش والاغتصاب. يقمن بالتعري المغري ثم يقمن بالاحتجاج! السينمائي الفرنسي المعروف جان بيير كاستالدي يقول في هجوم مضاد على تهم نساء الفن: الممثلات يأتين إلى «مهرجان كان» شبه عاريات بأثداء تفيض عن ثياب رمزية بثقوب كشبكة الصيد ثم تدهشهن شهوات البعض. ويتساءل: لماذا يتعرين على هذا النحو ثم يقمن بالشكوى من الفضائح المترتبة على ذلك؟ لكن الممثلة آسيا ارجنتو قالت في الحفل: إن بين الحاضرين من تجب الإشارة إليهم بالأصابع بسبب سلوكهم نحو النساء مما لا يليق بصناعة السينما، وأنتم تعرفون من أنتم ولن ندعكم تعيشون بلا عقاب. الهجوم المضاد ليس ذكورياً فقط! على الرغم من الاتهامات الكثيرة للمخرجين في الأوساط الهوليوودية السينمائية بالتحرش والاعتداء (اتهام أدريان لافالييه إلى جانب أربعين ممثلة أخرى للمخرج جيمس توباك بذلك مثلاً) نجد بعض النساء المدافعات عن ذكور التحرش ضد (نساء الغواية)، و(حق التحرش) كما في قول الصحافية في مجلة (باري ماتش) الفرنسية التي كانت عشيقة لرئيس الجمهورية السابق اولاند الشهيرة فاليري تيرفيلر (أقامت معه طويلاً في قصر الإليزيه) وتصرفت كما لو كانت السيدة الفرنسية الأولى حتى خانها مع (جولي غايات) عشيقته الحالية فهجرته. تقول فاليري تعليقاً على النجمات اللواتي لم تعد مزاعمهن حول اضطهادهن جنسيا فوق الشبهات: «أنا آسفة للتعميم والخلط في تلك الحالات وأميز بين امرأة لديها عمل صغير مع رب عمل صغير يضطهدها جنسياً وبين ممثلة تذهب إلى جناح قطب هوليوودي وهي تعرف ما يريد، وترضى بالصفقة..»، أي أنها ببساطة تقوم بتعرية تلك الصفقة مع «الشيطان» التي ترضى بها بعض الطامعات بالمزيد من الشهرة أملاً في دعم القطب لنجوميتهن، والقائمة تطول… علاقتنا الوثيقة كعرب بما تقدم! قد يتساءل القارئ: هل كتبت ما تقدم لتسليته أو لإطلاعه على ما يدور في العالم ومعظمنا يعرفه؟ بل كتبته لأن ما يشبهه يدور حولنا في عالمنا العربي السينمائي والتلفزيوني والإعلامي عامة باستثناء أن طالبة النجومية العربية ترفض غالباً تلك الصفقة مع (الشيطان) بحكم تربيتنا وتقاليدنا الاجتماعية. ومن ترضى بذلك لا تجرؤ على (الفضح) فالفضيحة تطالها وحدها والرجل (لا يعيبه)، ومن حقه محاولة الغواية وعليها الرفض وإذا استسلمت فعليها أن تدفع الثمن بصمت. وأظن أنه سيمر وقت طويل قبل أن تجرؤ نجمة عربية على القول: هذا المخرج اضطرني لممارسة الجنس معه كي أحصل على ذلك الدور في فيلم أو على جائزة ما.. واقترفتُ خطيئة القبول بالصفقة! هل الصمت أفضل من الفضح طلباً لراحة البال؟ ليس في رأيي. وذلك حماية لسواها.. واتفهم عدم الاستماع لآرائي فأنا عربية وأعرف جيداً ما تعانيه طالبات النجومية وأعي (واقعهن) ولا أطالبهن بما ليس في وسعهن. لكنني فقط أنحاز إلى رفضهن لتلك العروض (التحرشية)، وليكن ما يكون! في المقابل، لا اعتقد أن أي نجمة عربية يمكن أن تدافع عن مغتصب كما فعلت الفرنسية كاترين دونوف تأييداً للمخرج رومان بولانسكي الذي كان قد حكم عليه بالسجن منذ عشرات السنين لاغتصابه طفلة (13 سنة) وكانت تريده رئيساً للجنة «مهرجان كان» بحجة مرور الزمن على جريمته. دونوف هي إحدى نجمات الهجوم المضاد على تهم الاغتصاب والسؤال هو: لو اغتصب بولانسكي ابنتها كيارا هل كانت ستدافع عنه أم أنها سخية ببنات الآخرين فقط؟ النجمة العربية تصمت وتتستر والغربية تفضح التحرش والاغتصاب! غادة السمان |
اغلاق القنوات التلفزيونية… سعيكم مشكور! Posted: 03 Aug 2018 02:27 PM PDT هذا أغرب استثمار في التاريخ، اهتدت إليه سلطة، وهو الاستثمار بالغلق! فمثلي يفهم أن يكون هدف الجهة التي استحوذت على الإعلام في مصر، هو الاستثمار المالي أو السياسي. فلا يمكن أن يكون شراء قناة تلفزيونية بهدف إغلاقها وليس الاستحواذ عليها، له علاقة إلا بحكم العسكر في مصر! فقد فوجئ الرأى العام بالاعلان عن إغلاق قناة «أون لايف»، بعد أن قامت شركة إعلام المصريين لصاحبها «أحمد أبو هشيمة» بشراء قناة «أون تي في» من مالكها رجل الأعمال «نجيب سايروس»، قبل أن يبيعها «أبو هشيمة» لشركة «ايجيل كابيتال» قبل عدة شهور، والتي قامت باغلاقها فجأة، والمقرر إغلاق عدة قنوات أخرى مملوكة للشركة ذاتها، التي تديرها الوزيرة السابقة «داليا خورشيد»، حرم محافظ البنك المركزي! وإذا مثلت عملية الإغلاق مفاجأة لكثيرين، فقد توقعتها، وكتبت توقعاتي، وربما لم ينتبه لما كتبت أحد، فمن هو العاقل الذي يتصور أن أحداً يمكنه أن يشتري محطة تلفزيونية بملايين الجنيهات من أجل إغلاقها؟! كان واضحاً في عملية البيع الأولى، أن الهدف من الصفقة هو تجريد «نجيب ساويرس» من مصادر قوته، فتم حمله على بيع «أون تي في»، في اللحظة ذاتها التي فيها تم تدمير حزبه «المصريون الأحرار»، فضابط شرطة سابق، وبرلماني الآن، قاد انشقاقاً، وكان «ساويرس» يتعامل على أنه شريك في الانقلاب، وإذا كان أحد الشركاء أصبح رئيساً للدولة، فمن الطبيعي أن يشكل هو الحكومة، وكانت كل خططه تقوم على حصول حزبه على الأغلبية في انتخابات البرلمان، وكان هذا من ضمن الأسباب التي جعلت عبد الفتاح السيسي يتردد كثيراً في إجرائها، وقد تم تأجيلها لأكثر من مرة، قبل أن تحتشد الأجهزة الأمنية، فترعى هذه الانتخابات، وتدفع بحزب غير معروف هو «مستقبل وطن» لينافس على الأغلبية في حمايتها، وكان لا بد من تجريد «ساويرس» من «أون تي في»، ليدفع ثمن خيالاته التي أوحت له أنه يستطيع أن يستثمر في السيسي، كما استثمر من قبل في «إبراهيم عيسى»! فلم يتعلم من الدرس السابق للعائلة، حيث صادرت حركة ضباط الجيش في سنة 1952، أموال والده، بيد أنه ظن أن هذا ليس من ذاك، وأنه ليس والده، فيمكنه أن يستغل هو العسكر لتحقيق أمنيته العزيزة في أن يكون رئيساً للحكومة، والظن لا يغني عن الحق شيئاً، والحق يتمثل في أن العسكر «قوة غاشمة»، والعسكري الحاكم هو كالفريك لا يقبل شريكا… الآن يتحدى الملل على «تويتر»، وإن بقيت له بعض «البوتيكات الإعلامية» فاقدة التأثير مثل «مصراوي»، لكن قانون الإعلام الجديد، يلزم المواقع الإلكترونية بالحصول على الترخيص القانوني، فهل سيتقدم بذلك باسمه، أم عبر أسماء آخرين، وهل يضمن أن يحصل على الترخيص، والسلطة تملك «عقدة النكاح» في ذلك! عندما قامت شركة «إعلام المصريين» بتغيير اسم «أون تي في» إلى «أون» قلت: «الآن حصحص الحق»، فالهدف ليس شراء الاسم التجاري للمحطة التلفزيونية، وإلا تم الإبقاء على اسمها، وكان الأفضل للشركة الجديدة، والحال كذلك، أن توفر المدفوع لنجيب ساويرس وتؤسس قناة جديدة، ليس مفروضاً عليها عاملين لم تختارهم، لولا أن الهدف هو تجريد «ساويرس» من «أون تي في» قوة واقتداراً، ومن المعروف أنه لا توجد قناة تلفزيونية في مصر تحقق أرباحاً، أو حتى تنفق على نفسها، فالأمر هنا من أوله لآخره له علاقة بالاستثمار السياسي، لكن صاحب «إعلام المصريين» انسحب فجأة من المجال الإعلامي بعد أن اشترى أكثر من قناة وأكثر من صحيفة، وباع هذه المؤسسات لشركة أنشئت حديثاً هي «ايجيل كابيتال»، برئاسة الوزيرة حرم محافظ البنك المركزي السيدة «داليا خورشيد»! الاقطاعيات الاعلامية المذكورة، ليست أكثر من موظفة سابقة، فقبل اختيارها لهذا المنصب، كانت تعمل في وظيفة متواضعة لدى «نجيب ساويرس»، وهو تاريخ وظيفي لا يمكنها من امتلاك الأموال التي بها تشتري الاقطاعيات الإعلامية وتنفق عليها، ولم يسمع عن والداها أنه من أصحاب رأس المال، فيبدد أمواله بهذا السفه، فيكفيه محطة تلفزيونية أو صحيفة، إن كان غاوياً، وكما قالت «الشحرورة»: «الغاوي ينقط بطاقيته». وعدد قليل من رجال الأعمال المصريين الذين دخلوا في هذا المجال، ومنهم من دخل وهرب سريعاً، بعد أن وجد أنه سيخسر «الجلد والسقط»! وكان من الواضح، أن شراء «الاقطاعيات الإعلامية» تم لصالح السلطة الحاكمة، وليس «أبو هشيمة» و»داليا خورشيد» سوى واجهات للأجهزة الأمنية، وإلا أصبح من حقنا أن نسأل عن حجم الأموال التي أنفقت على هذه «الاقطاعيات الإعلامية»، وعلى قاعدة: «من أين لك هذا؟»، ومن المفترض أن «داليا خورشيد» عندما تم اختيارها وزيرة، تقدمت باقرار للذمة المالية، فهل كان في إقرارها كل هذه الملايين المهدرة على صفقة خاسرة؟! لا يوجد أحد في السلطة مهتم بنفي امتلاك الأجهزة الأمنية لهذه «الترسانة الإعلامية»، فمن يعملون في الفاشلة «دي أم سي»، هم من يقولون إنهم يعملون في قناة «المخابرات»، فليس الأمر بحاجة لأن يجهد المرء نفسه في البحث عن قرائن أخرى، وإن كانت القرينة التي ترتقي إلى مرتبة الدليل، هي أن شركة «إعلام المصريين» وقد باعت قناة «أون تي في» بعد تغيير اسمها إلى «أون» لشركة «ايجيل كابيتال»، فقد قامت الأخيرة بعد دفع ملايين الجنيهات ثمناً لها لتغلقها، فأي استثمار هذا؟! في البداية قلت إن الاستثمار بالغلق له علاقة بدولة العسكر، ولم يكن هذا رجماً بالغيب، فما قلته مرتبط بسوابق القوم، فبعد الثورة، أطلق رجل أعمال حزمة من القنوات، باسم «مودرن»، أو شيء من هذا القبيل، وتقريباً كانت قناة واحدة فقط هى التي تعمل، وكان برنامجها «الرئيس» يقدمه «معتز مطر»، ولأن معتز دأب على التحرش بالمجلس العسكري الحاكم، فقد فوجئنا برجل أعمال آخر، يشتري هذه الحزمة وقد دفع فيها مبلغاً خرافياً، ليقوم باغلاقها تماماً، وكان واضحاً أن عملية الشراء تمت من أجل وقف برنامج واحد، وهو اتجاه يتفق مع عقلية العسكري، الذي يدير «القوة الغاشمة» فيمكن أن يطلق صاروخاً عابراً للقارات من أجل اصطياد ناموسة، فمن يملك الشيء يبالغ في تبديده، تماماً كما نسمع أن رجل أعمال قد دفع الملايين مهراً لفنانة، يكفي أن يراها بدون مكياج حتى يغمى عليه، ولهذا تنتهي قصص الزواج من هذا النوع سريعاً. قنوات أخرى في الطريق «أون» ليست القناة الوحيدة التي سيتوقف عندها الاستثمار بالغلق، فهناك قنوات أخرى ستغلق في المرحلة المقبلة، وكان واضحاً أن الجنرال قد ضاق ذرعاً بهذا الزحام الإعلامي، وإن كان يندفع أحيانا للابقاء عليه من باب الضرورة، التي تقدر بقدرها! في مقابلته التلفزيونية مع المخرجة «ساندرا نشأت» أبدى عبد الفتاح السيسي تبرمه في فكرة المذيع اليومي الذي يتكلم ساعتين، ثلاثة، «كل يوم.. كل يوم» فمن أين يأتي بالكلام؟! ولأن هذا الفاصل بدا مقحماً على السياق، فقد أيقنت ساعتها أنه حديث له ما بعده! الضرورة، هي أن هناك ثلاث قنوات في اسطنبول تربك السيسي فعلا، بجانب «الجزيرة» و»الجزيرة مباشر»، ولا بد من وجود من يرد عليها، لكن تكمن المشكلة أن المشاهد مل من الأداء الهمجي لقنوات الانقلاب، فهرب إلى القنوات الأخرى، وقد كانت خطة السيسي تقوم على أنه يمكنه أن يوقف حالة «الهياج الإعلامي» في مصر، فينام المواطن مبكراً، لكن فاته أن هناك متوسطا يوميا ما بين ساعتين إلى ثلاث يجلس فيها المواطن أمام التلفزيون، فكانت الخطة بعودة «الخيل القديم»، فعاد إبراهيم عيسى، ومحمود سعد، وتوفيق عكاشة، لكن مزاج المصريين، حتى الذين كانوا يؤيدون الانقلاب، تغير، فتقرر الاستغناء عنهم، فهل لا يزال أحد يشاهد القنوات المصرية؟! عندما علمت بخبر إغلاق «أون» أدهشني أن يكون «يوسف الحسيني» لا يزال إلى الآن يقدم برنامجه، ويقولون إن «أماني الخياط» لا تزال تعمل مذيعة حتى الآن، فألم يمت هؤلاء الإعلاميون من قبل؟! الإعلام لا ينجح إلا في جو الحرية، وإذا غابت الحرية، فأنصاف المواهب لا مكان لهم، لكن يكون البديل، في أصحاب العقول الكبيرة، وقد قامت حركة ضباط الجيش في السابق بتكميم الأفواه، لكن كان الكتاب في الصحف: «يوسف ادريس»، و«زكي نجيب محمود»، و«مصطفى محمود» و«توفيق الحكيم»، وغيرهم، فمن يكتب للصحافة المصرية الآن؟! وكانت الإذاعة والتلفزيون تملكهما السلطة ملكية كاملة، وليس مسموحاً فيهما بالرأي المعارض، لكن عندما تشاهد قناة «ماسبيرو زمان» الآن والتي تعرض ما كان يذاع في التلفزيون المصري قديماً ستجذبك إليها، فأنت أمام حوار راق ومفيد، والضيوف قامات كبرى، وإن كانت المناقشات في قضايا بعيدة عن السياسة، فمن هم ضيوف المحطات التلفزيونية المصرية الآن؟ حيث لا مذيع ولا ضيف ولا فكرة! والغريب أنه في مرحلة تغلق فيها الفضائيات، ويضيق فيها على الإعلام، أننا نفاجأ بأوائل الثانوية العامة، وقد قرروا التزاحم على الالتحاق بكليات الإعلام لينضموا مبكراً إلى صفوف المتعطلين من الآن، في دولة تعد فيها كلية الإعلام من كليات القمة، وكلية الحقوق من كليات السفح! لا بأس، فقد كانوا يخافون على الإعلام من الإخواني «محمد مرسي»، ولم يدركوا أن الخطر في حكم العسكر. لا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم… سعيكم مشكور! صحافي من مصر 7gaz اغلاق القنوات التلفزيونية… سعيكم مشكور! سليم عزوز |
الإعلام العربي في مهمة استعمارية Posted: 03 Aug 2018 02:26 PM PDT لو كنت مكان الغرب عموماً والأمريكيين خصوصاً لما أنفقت دولاراً واحداً على وسائل إعلام موجهة للعالم العربي للترويج للثقافة والأفكار والسياسات الأمريكية، وفرضها على العرب، واختراق صفوفهم، وتوجيههم بالاتجاه المطلوب أمريكياً، ومن ثم استعمارهم. لماذا؟ لأن الكثير من وسائل الإعلام العربية تقوم بذلك نيابة عن الأمريكيين، وبنجاح كبير، هذا فيما فشلت الوسائل الأمريكية في اختراق الشارع العربي. ولا داعي لذكر القناة الأمريكية التي تراوح مكانها منذ انطلاقها قبل أكثر منذ أعوام وأعوام، ناهيك عن إغلاق مجلات أطلقتها وزارة الخارجية الأمريكية للتعريف بالحياة الأمريكية بعد أن بارت أعدادها في الأكشاك. لا أدري فعلاً لماذا يبذر الأمريكيون أموال دافعي الضرائب على إذاعات وتلفزيونات وصحف ومجلات ناطقة بالعربية إذا كان العديد من وسائل إعلامنا الفنية والسياسية والثقافية تتهافت على إطلاق القنوات الفضائية وإنفاق الملايين عليها لنشر القيم والنماذج الأمريكية بلسان عربي، ووجوه وأقلام عربية «بالأرطال» على حد وصف نزار قباني. يعترف كاتب عربي بارز بأن وسائل الإعلام الأمريكية فشلت في التأثير على الرأي العام العربي سياسياً وفنياً وثقافياً، وينصح الأمريكيين بطريقة غير مباشرة بأن يحتفظوا بنقودهم، فنحن لها، سنقوم بالمهمة نيابة عنكم، إذ «هناك مئات المجلات والصحف العربية التي تقدم الجديد من تطورات الفن والموسيقى والحياة الجديدة الأمريكية من أجل تعريف العرب بها، وعلى حسابها، وتبيعه للقارئ العربي منذ أكثر من نصف قرن». ويضيف الكاتب أن «في العالم العربي عشرات المحطات التلفزيونية والإذاعية والمجلات والصحف تقدم جرعة ثقيلة من الثقافة الأمريكية، وأن محاولة بيع الثقافة الأمريكية ليست بالقضية، فالعرب مستلبون بالافلام والموسيقى الأمريكية ربما أكثر من غيرهم». قد نتفق مع الكاتب حول غباء آلة الدعاية الإعلامية الأمريكية في التعامل مع العرب، لكننا نختلف معه حول كون الإنسان العربي «مستلباً» بالثقافة الأمريكية. كما يختلف معه الكثيرون حول قيام العرب بالترويج للثقافة الأمريكية حباً وهياماً بها. فالمعروف أن الذي يروج للقيم الأمريكية وإحلالها محل القيم العربية والإسلامية في الفن والسينما والرياضة والثقافة والموضة وحتى السياسة وفرضها على الناشئة هم ليسوا فقراء العالم العربي، وهم السواد الأعظم من سكان هذه المنطقة، بل وكلاء أمريكا في المنطقة من أصحاب رؤوس الأموال العرب الذين راحوا في السنوات القليلة الماضية يمطروننا بوابل من القنوات العربية اسماً والأمريكية قلباً وقالباً، بعد أن تغيرت الأجندة الأمريكية في العالم العربي في أعقاب سقوط الاتحاد السوفياتي وأحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر. لقد باتت السماوات العربية تعج بالقنوات المخصصة للأفلام والبرامج الأمريكية تحديداً، وهي أفلام وبرامج بعيدة كل البعد عن ثقافتنا لما تحتويه من مشاهد عنف وجنس وسقوط أخلاقي وقيمي واستهلاكي فظيع. وحدث ولا حرج عن قنوات «الأكشن» التي تفوق قنوات الأفلام الأمريكية العربية عنفاً. ولا داعي للحديث عن القنوات العربية الفنية التي تقدم الفن العربي بروح وإيقاعات أمريكية لا تخطئها أذن ولا عين. قد يقول المروجون لتلك القنوات ذات الصبغة الأمريكية إن السوق مفتوح للجميع، والمسألة لا تعدو كونها عرضاً وطلباً. وقد يكون ذلك صحيحاً من الناحية النظرية، لكن أليس من حقنا أن نسأل لماذا تسيطر بضاعة واحدة دون غيرها على السوق الإعلامي العربي؟ هل لأن المشاهدين يقبلون عليها زرافات زرافات، أم لأن هناك جهات وقوى مالية وسياسية خطيرة تقف وراءها وتفرضها على السوق بشتى الطرق والوسائل خدمة لأغراضها ومشاريعها الخاصة ومشاريع أسيادها من اليانكي وغيرهم؟ إن الذين يحاولون إقناعنا بأن المشاهد العربي متيم بالأفلام والثقافة الأمريكية يتسترون على الجزء الأكبر من الحقيقة، وهو الجزء الأهم والأخطر. إنه الجزء الثقافي المطلوب الآن لإعادة تشكيل المجتمعات العربية على الطريقة الأمريكية، خاصة أن المجتمعات هي في النهاية نتاج سياسات إعلامية وثقافية واجتماعية مدروسة بدقة. إن هذا الغزو الفضائي الأمريكي للعالم العربي بأموال ووسائل عربية لهو نتيجة تحالف موضوعي بين الأمريكيين ووكلائهم وزبانيتهم في المنطقة العربية خدمة للمشاريع والمخططات الجديدة. فنحن في آخر النهار، على ما يبدو، لسنا أكثر من فئران تجارب، مطلوب منا أن نغير نمط حياتنا وثقافتنا وحتى معتقداتنا بين عقد وآخر كي تتماشى مع المتحكمين بنا خارجياً. قبل أقل من نصف قرن من الزمان، وهي فترة قصيرة جداً في عمر الشعوب، سنـّت أمريكا ومعها بعض القوى الغربية المتحكمة بمنطقتنا جغرافياً وديمغرافيا وثقافياً وإعلامياً ما يشبه الفرمانات والمراسيم الملزمة غير المعلنة لبعض دولنا كي تتبع نظاماً إسلامياً متزمتاً ومناهج تعليمية متحجرة، لأنها وجدت في مثل هذا النظام الوسيلة الأنجع للوقوف في وجه الخطر السوفييتي. بعبارة أخرى فإن المجتمعات العربية ذات التوجه الإسلامي كانت بمجملها ضرورات أملتها العوامل الخارجية أكثر منها المتطلبات الداخلية. وسيكشف لنا التاريخ أنه حتى بعض أنظمتنا الإسلامية كانت من صنع وتوجيه غربي. لقد دأبت بعض الأنظمة العربية منذ أكثر من خمسين عاماً مثلاً على بناء ما تزعم أنه مجتمعات إسلامية الطابع وجندت لها ميزانيات هائلة كي تكرسها وتقويها وتثبت أسسها من خلال وسائل إعلام ونظم تعليمية «متأسلمة». وقد كان الهدف من كل ذلك في واقع الأمر ليس إقامة مجتمعات إسلامية، بل من أجل صد التغول الشيوعي في المنطقة العربية الذي كان ينافس الهيمنة الأمريكية. وقد تطور هذا المجتمع الإسلامي المزعوم في ذروة الصراع السوفييتي الأمريكي في أفغانستان كي يزود من يسمون بالمجاهدين الأفغان بمزيد من المقاتلين العرب العقائديين من أجل طرد «الغازي السوفييتي». وقد تبين فيما بعد أن الاستخبارات الأمريكية ومعها بعض الأجهزة العربية كانت وراء هذه اللعبة القذرة التي راح ضحيتها الآلاف من المضحوك عليهم من السذج العرب الذين يتعذبون الآن في غوانتانامو وغيرها من المعتقلات العربية «الغراء»، بعد أن انتهت مهمتهم «الجهادية». وقد كان الهدف الأول والرئيسي من تلك الحملة «الإيمانية» الملعوبة جيداً طرد المحتل السوفييتي من أفغانستان كي يحل محله الأمريكيون فيما بعد بطريقة منظمة وملعوبة كالشطرنج في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر. لم يعد الإسلام الجهادي مطلوباً بعد أن تخلصت أمريكا من عدوها التقليدي، الشيوعية، وبالتالي لا بد من تفكيك المجتمعات التي عاشت على الأصولية الجهادية لعقود كي تتغير مائة وثمانين درجة لمواكبة سادتها الأمريكيين الجدد الذين لم تعد تناسبهم النظم الاجتماعية التي أمروا بقيامها ودعموها في النصف الثاني من القرن العشرين. من هو المخول والقادر إذن على القيام بهذه المهمة التفكيكية للمجتمعات العربية المطلوب إعادة تركيبها؟ إنه الإعلام، وليس أي إعلام، بل الإعلام الترفيهي التجهيلي الهابط المعتمد على إثارة الغرائز ومسح العقول وتغييب الوعي، خاصة أن المهمة أمامه شاقة للغاية، وتحديداً في البلدان التي حملت مشعل الإسلام الأصولي. فليس من السهل تحويل اتجاه المتزمتين دينياً باتجاه العولمة الأمريكية إلا بفضائيات مغرية ذات طابع ومحتوى غربيين مليئة بـ«الأكشن» والأفلام الفاقعة بعنفها وإبهارها. بعبارة أخرى كان ثمة خيار أمام بعض العرب ورعاتهم الأمريكان لخلخلة البنى المعرفية للمعتقدات الدينية والثقافية في المنطقة عن طريق الإعلام. كيف؟ بما أن المواطن العربي، في عصر العولمة، صار مثل أي مواطن عالمي آخر، يشكل الإعلام جزءاً هاماً للغاية من صياغة تفكيره ونمط حياته، وبما أن التليفزيون الذي أراد البعض منعه ذات يوم، صار حالياً كالماء والهواء بالنسبة للناس، كل الناس، بمن فيهم أبناء الأصوليين أنفسهم، فلا بد إذن من استغلال هذا الجهاز الهام لإعادة قولبة التفكير العقدي، لكن ليس من خلال محاربته بفكر مضاد بل من خلال تمييعه فنياً وغنائياً وتغريبه، إن لم نقل أمركته. ماذا يفعل إخوتنا المحاصرون بالاصوليين من جانب ومن الأمريكيين من جانب آخر؟ بما أن الحل المعرفي الآن غير ممكن، أقله لأن أدواته مفقودة، وربما أن ما من أحد من مصلحته تفشي الوعي في الشرق الأوسط الناطق بالعربية، حك البعض رأسه، وفكر: وجدتها! الإثارة هي الحل، فهي باستطاعتها جذب الشباب من براثن الأصولية واغتيال عقولهم بأفلام ومواد تلفزيونية أمريكية مبهرة. جدير بالذكر أيضاً أن القنوات العربية التي تروج للثقافة الأمريكية لا تستهدف الأصوليين فقط، بل تسعى إلى أمركة الشباب العربي بأكمله. طبعاً قد يتحجج البعض بأن التيار الثقافي والإعلامي الأمريكي تيار جارف، وهو يخترق الشرق والغرب على حد سواء. وهذا صحيح. لكن الفرق عندنا أن أمريكا تغزونا وتخترقنا بأموالنا ووسائلنا، تماماً كما تقتلنا في المنطقة بفلوس نفطنا، هذا في الوقت الذي ترفض رفضاً قاطعاً إعطاء إحدى القنوات الإخبارية العربية رخصة للبث داخل الولايات المتحدة عبر شبكة الكابل أو الستالايت الأمريكية. يا الله كم هي «متطورة وحداثية» قابليتنا للاستعمار، فلم نعد نقبل بالغزاة فقط، بل صرنا ندفع لهم فواتير استعمارنا. ٭ كاتب واعلامي سوري falkasim@gmail.com الإعلام العربي في مهمة استعمارية د. فيصل القاسم |
متظاهرو العراق يطالبون بنظام رئاسي… والسيستاني يدعو لـ«ضبط الغضب عند أخذ الحقوق» Posted: 03 Aug 2018 02:26 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: تظاهر آلاف العراقيين، أمس الجمعة، في محافظات الوسط والجنوب، ذات الغالبية الشيعية، احتجاجاً على عدم تلبية الحكومة لمطالبهم بتوفير فرص عمل وتحسين الخدمات العامة ومحاربة الفساد. واحتشد مئات المتظاهرين في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، رافعين شعارات تطالب بتعديل الدستور، من أجل إحلال النظام الرئاسي بدلًا من البرلماني. وأغلقت قوات الأمن الشوارع الرئيسية المحيطة بمكان الاحتجاج، وفرضت إجراءات مشددة باتجاه الجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء، حيث توجد مقار الحكومة والبعثات الدبلوماسية الأجنبية. وقال فتاح العبيدي، أحد المتظاهرين، ، إن «أحد أبرز مطالبنا هو اعتماد النظام الرئاسي لإدارة البلاد، بعد تجربة مريرة مع النظام البرلماني امتدت 15 عاما، لم نحصل منها سوى على الأزمات وتدهور وضع البلاد». وأضاف أن «تظاهراتنا تأتي للتأكيد على موقفنا بعدم التراجع حتى تحقيق المطالب، التي تقدمنا بها الشهر الماضي». وبين أن «الحكومة لم تنفذ أي مطلب، وما أعلنته مجرد وعود في محاولة لاحتواء الموقف». وخرجت احتجاجات مماثلة أيضاً في محافظات البصرة، كربلاء، ذي قار، الديوانية، المثنى، النجف، للمطالبة بتوفير الخدمات العامة وفرص عمل وملاحقة المسؤولين الفاسدين، وفق المحتجين. «وعود عائمة» وصف النائب عن محافظة البصرة، فالح الخزعلي، الوعود التي قدمتها اللجنة الحكومية للمحافظة خلال المظاهرات بـ«الوعود العائمة»، فيما دعا الحكومة إلى وضع سقوف زمنية لتلبية قراراتها المرتبطة بمطالب المتظاهرين. وقال في حديث صحافية إن «محافظة البصرة عانت الكثير ولم تلق أي رعاية من الحكومات المتعاقبة رغم أنها تمثل رئة العراق الاقتصادية»، مبيناً أن «التظاهرات السلمية التي خرجت بالمحافظة كانت للمطالبة بالخدمات والقضاء على البطالة وكان الأجدى بالحكومة إعطاء رسائل اطمئنان لأبنائها بتلبية مطالبهم». وحسب المصدر، «اللجنة الحكومية قدمت للمحافظة وعودا عائمة، ولم يتم وضع جداول زمنية ملزمة لتطبيقها، وبالتالي يصعب السيطرة عليها»، لافتا إلى أن «الحكومة ينبغي عليها وضع سقوف زمنية لتنفيذ ما ألزمت نفسها به لأبناء البصرة، وأن تعمل على وضع آلية لحل المشاكل وعلى رأسها مشكلة البطالة». وبين أن «البصرة فيها سبع شركات استثمارية كبرى اضافة إلى 800 شركة ثانوية في القطاع النفطي للدعم اللوجستي وغيرها من المنافذ الحدودية والموانئ، ورغم هذا فإن البطالة والفقر مازالا بوتيرة تصاعدية في المحافظة». تأخر تلبية الحكومة لمطالب المتظاهرين في البصرة، دفع البعض إلى المطالبة مجدداص بتحويل المحافظة إلى إقليم، لكن المرجع الديني، الشيخ بشير النجفي، أوضح أن قرار الإقليم يحتاج إلى استفتاء المواطنين، مضيفا أن المشكلة ليست في تطبيق قانون الأقاليم في العراق. وذكر بيان صادر عن مكتبه أن «خلال لقائه في مكتبه في النجف، وفوداً متنوعة من البصرة، شدد على أهمية أَن يبدأ الإنسان بنفسه بمشروع الإصلاح؛ لينطلق منه لإصلاح المجتمع». وفي سؤال حول مطالبة جماهير وبعض أَعضاء مجلس محافظة البصرة لإِعلان الأَقليم، أوضح أَن «الأمر يحتاج إلى استفتاء المواطنين وقيادات مخلصة وقوية، وفي ظل دولة في مركزية تتمتع بالقوة وتضمن عدم تقسيم العراق وانفصال هذه الأَقاليم إِذا ما قامت»، وفق البيان. واشار إلى أَن «المشكلة ليست في تطبيق قانون الأقاليم في العراق، ولكن المشكلة في القيادات المخلصة والقوية في إدارة هذه الأقاليم والمركز وهناك تجارب في الدول القريبة من العراق والبعيدة مطبقة لهذا القانون وفق معايير ونظم معينة»، مضيفاً أَن» المهم هو الحفاظ على وحدة العراق». «حالات الغضب» في السياق، شدد أحمد الصافي، ممثل المرجعية الدينية العليا، لدى الشيعة في العراق، علي السيستاني، في كربلاء، على أهمية ضبط حالات الغضب في أخذ الحقوق. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن «إذا تعرض الانسان لأمور تستوجب الغضب من مشكلة شخصية إجتماعية أو إقتصادية أو سياسية أو عسكرية وهو أخرجه من بيته لأن يواجه هذه المشكلة وكان الغضب تحت السيطرة فهو غضب ممدوح». وأضاف : «هناك آثار إيجابية للغضب والإنسان تمر به حالات ينفعل ويغضب وهذا الغضب الذي حافظ على نوع وشخص الانسان لأن بغضبه يحمي نفسه وهذا الغضب حفظ الأعراض والمقدسات ومنع تدنيسها وهو فعل يكون معلوم المنشأ والهدف». وأضاف: «لابد له أن يكون للغضب لسان ومطلب يعبر عنه بشكل ايجابي وله حق في ذلك لأن الحقوق تؤخذ ولا تعطى»، مبيناً أن «جزء من إرجاع الحق هو أن يغضب لسلبه وبشكل مسيطر عليه فعندها ستكون حجته دامغة ومطلبه مسموع والغضب أمر مهم ويجب أن يكون مسيطراً عليه». التظاهرات المطلبية المستمرة منذ ما يقارب الشهر، دفعت نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، إلى الدعوة إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطنية، ما ساتدعى رداً من «تيار الحكمة» الذي يرأسه عمار الحكيم. وأعتبر القيادي في «الحكمة»، حبيب الطرفي، علاوي ودعوته إلى تشكيل حكومة انقاذ وطنية، يعني العودة إلى ماقبل 2003، مؤكداً أن التوجه يجب أن يكون لتصحيح مسار العراق وخدمة شعبه والالتزام بتوجيهات المرجعية. وأوضح في تصريحات إعلامية أن «نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي ليس لديه غير موضوع تشكيل حكومة انقاذ وطنية، حيث يسعى لإعادة العراق إلى مابعد 2003». وأضاف أن «ماطرحه علاوي لن يجدي نفعا حيث سيبقى العراق على ماهو عليه بجميع مكوناته التي تطالب بحقوقها»، مبيناً أن «العراق بحاجة إلى من ينقذه من وضعه الخطر ويحل مشاكله». وشدد على ضرورة «الإيمان بنتائج الانتخابات واحترام العملية السياسية وتشكل الحكومة بعيداً عن المحاصصة"، لافتاً إلى أن «العملية السياسية لن تكون بعيدة عن المحاصصة بنسبة 100٪». متظاهرو العراق يطالبون بنظام رئاسي… والسيستاني يدعو لـ«ضبط الغضب عند أخذ الحقوق» تيار الحكيم ينتقد دعوة علاوي لحكومة إنقاذ ويحث على الالتزام بتوجيهات المرجعية الشيعية |
الأردن يرفض «تبديل اللهجة» حول فلسطين وبعد عودة الملك من واشنطن: صفقة ترامب «ولادتها عسيرة» Posted: 03 Aug 2018 02:26 PM PDT عمان- «القدس العربي»: لا يوجد أساس علني أو سياسي على الأقل مرحلياً يمكن الاستناد إليه في الحديث عن تنازلات «أردنية» لها علاقة بالملف الفلسطيني حصرياً. عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني تقصد إظهار بلاده وهو يستقبل وزير الخارجية الفرنسي في عمان أمس الاول بدون أي تغيير في «اللهجة». خلافاً للانطباع السائد غادر عاهل الأردن بلاده لنحو 45 يوماً وهو يعلن بأن المقبول فقط هو «حل الدولتين». وبعدما عاد الملك مباشرة وقبل مرور 24 ساعة على وجوده في بلاده استقبل الوزير الفرنسي جان إيف لودريان مؤكدا في رسالة للجميع في الداخل والخارج بأن الأردن كان ولا يزال مع خيار الدولتين ومع دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. هنا جرعة مقصودة من التكثيف تحاول الايحاء بان عمان لم تغير موقفها بالرغم من كل ما قيل ويقال في الاعلامين الإسرائيلي والسعودي عن مبايعة حصلت في واشنطن لما يسمى بـ«صفقة القرن». عاهل الأردن كان عملياً الوحيد الذي قابل الرئيس الامريكي دونالد ترامب الشهر الماضي وأثار الشكوك عندما صرح بوجود ملك الأردن بأن عملية السلام حققت تقدماً كبيراً. قبل ذلك وصلت تلك الرسالة بين عمان ورام الله والتي تقول بإمكانية مضايقة صفقة القرن قبل ولادتها وبالعمل على إسقاطها بدعم وإسناد من أوروبا وروسيا. لكن التأخر الشديد في إعلان تفاصيل الخطة الامريكية للسلام منح الأردن عملياً هامشاً حيوياً للانقضاض باتجاه التركيز على موقفه المعلن سابقاً بخصوص حل الدولتين وعاصمة فلسطينية في القدس الشرقية بمعنى آخر يستشعر الأردنيون بأن فرصة ما يسمى بصفقة القرن «تضعف» حتى داخل نطاق المؤسسات الامريكية. وبالتالي ليس بالضرورة معارضتها ما دامت ليست رسمية أصلاً ويمكن العمل على دفنها قدر الامكان وبدون مواجهة مباشرة تستفز ادارة رئيس بمواصفات ترامب. عبر عن ذلك وبوضوح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عندما صرح بأن بلاده لا علم لها بصفقة قرن وأنه لا معلومات لديها ولم تعرض عليها. وعبر عنه ايضاً رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد السلام المجالي عندما قدر بناء على استفسار من «القدس العربي» أن الحديث عن تكهنات وتوقعات ولا يوجد «مادة ملموسة» يمكن إبداء الرأي حولها مشيراً الى أنه لا يستطيع عندما ينطلق من تحديد وترسيم مصلحة الأردن التعليق على تفاصيل مجهولة. وجهة نظر المجالي ان رفض صفقة القرن او تأييدها سلوك غير منطقي لأنه لا أحد يعلم ماهيتها فقد تكون ضارة وقد تتضمن ما يفيد وفي كل الأحوال لا يوجد شيء محدد يحمل هذا الاسم الآن. ورغم ذلك وفي هوامش الاتصالات التي اجراها العاهل الأردني في واشنطن مؤخراً ثمة ما ينتج الإيحاء بأن صفقة القرن بالمضمون الذي اقترحه صهر الرئيس الامريكي جاريد كوشنر قد تعاني من «عسر ولادة» لأسباب موضوعية اولاً ولأسباب اسرائيلية وامريكية ثانياً. سابقاً لذلك كان الخبير البارز في الجانب السياسي وزير الاعلام الأردني الاسبق الدكتور محمد المومني قد قدر في نقاش مع «القدس العربي» بأن أحد إشكالات أي خطة سلام أمريكية بخصوص القضية الفلسطينية تتمثل في ان «الغباء السياسي» تحرك فجأة في ملف القدس عندما تم منح اليمين الإسرائيلي هبة كبيرة وبدون مقابل وكأن الادارة الامريكية تكافئ التشدد بدلاً من التقدم بمعالجات حيوية لأهم صراع يشغل منطقة الشرق الأوسط. وما يؤشر عليه المومني يلتقطه ايضاً وزير البلاط الأردني الأسبق الدكتور مروان المعشر وهو يشير الى ان إدارة مشروع سياسي لصراع معقد بطاقم «جاهل» بالتفاصيل لا يمكنه ان يشبه اي عمل سياسي منظم ولا يشبه حتى المؤسسات الامريكية. هذه تأشيرات تعزز قناعة عمان بعسر ولادة ترتيبات ترامب بخصوص القضية الفلسطينية والتي بدأت تتغذى بالمقابل على الحسابات الإنتخابية عند الولايات المتحدة واسرائيل معاً وفي الوقت تختلط الاوراق بعد مشروع القانون «القومي» الجديد الذي يعبر به الكنيست الاسرائيلي لصالح اليمين المتشدد والذي تصنفه الخارجية الأردنية اليوم في مستوى عرقلة أي خطة جديدة للسلام سواء سمت صفقة قرن ام صفعته. وفي الاثناء كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرسل للأردن ما يؤكد صمود موقفه بخصوص التواصل مع الادارة الامريكية ورفضه اي نقاش بخصوص خطة امريكية جديدة للسلام وعلى اساس أنه لن يقبل بأي خطة بعد قرار ترامب بخصوص القدس. وجهة نظر عباس التي وصلت للأردن فعلاً في الأيام الاخيرة تقول: «لو قبلت ترتيبات واشنطن لن أحصل على شيء ولو رفضتها لن احصل على شيء أيضاً… وبالتالي البقاء في الموقع الحالي هو خياري الاستراتيجي المرحلي». وهنا محطة أساسية في تقييم صلابة صمود الأردن عند عدم تغيير اللهجة لإن الأردن لن يقبل بديلا عن «دولة فلسطينية» مهما تطلب الامر حسب المومني بسبب المجازفة الخطرة على المصالح العليا للمملكة واسرائيل عليها ان تقول للعالم ما الذي تريد ان تفعله بالشعب الفلسطيني إذا حاولت تكريس الاحتلال في الضفة الغربية . بكل حال عودة الملك ومن أعماق المعادلة الامريكية وبعد فترة طويلة نسبيا ترافقت مع تأكيد ينفي أي تشكيك بخصوص بقاء الأردن بمعادلته القديمة ثلاثية المطالب: العودة للتفاوض بدون شروط وعلى أساس دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وحل الدولتين ..هذا ما سمعه الوزير الفرنسي. الأردن يرفض «تبديل اللهجة» حول فلسطين وبعد عودة الملك من واشنطن: صفقة ترامب «ولادتها عسيرة» بسام البدارين |
ترتيبات أمنية مشددة وتكتم على الحوارات الداخلية في حماس وقيادتها تبحث خطة «هدنة طويلة» ومقترحات المصالحة الجديدة Posted: 03 Aug 2018 02:25 PM PDT غزة – «القدس العربي» :وسط تكتم شديد واصلت قيادة المكتب السياسي العام لحركة حماس اجتماعاتها في قطاع غزة، بعد وصول وفد الحركة القيادي من الخارج ليل أول من أمس الخميس، بقيادة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، بحث ملفي «التهدئة الطويلة» مع إسرائيل، والمصالحة الداخلية مع حركة فتح، وفق الطرح المصري والأممي الخاص بهذين الملفين المهمين. وللمرة الأولى منذ انتخاب المكتب السياسي الجديد لحركة حماس العام الماضي، يجري عقد اجتماع له في قطاع غزة، حيث مركز ثقل الحركة ومكان حكمها، بعد أن أعطت إسرائيل لكل من مصر والمبعوث الدولي لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف ضمانات بعدم استهداف قادة الحركة القادمين من الخارج، خاصة العاروري. المكتب السياسي لحماس يجتمع بكامل أعضائه وتؤكد مصادر مطلعة أن قيادة حماس قررت الاجتماع في قطاع غزة، لبحث المطروح عليها في ملفي «التهدئة» والمصالحة، بدلا من إجراء الاجتماع عبر روابط الاتصالات بين غزة والخارج، لضمان عدم حدوث أي اختراق للمحادثات، من خلال التنصت على ما يدور في الاجتماعات، لأهمية المواضيع المطروحة للنقاش. وارتأت حماس من أجل ذلك أن تأتي بأعضاء مكتبها السياسي من الخارج إلى قطاع غزة، حيث وصل القاهرة يوم أمس عدد آخر من أعضاء المكتب السياسي الموجودين في الخارج، بخلاف الأعضاء الذين وصلوا مصر قبل أيام، من أجل المشاركة في هذه الاجتماعات. وانضم إلى وفد حماس الموجود في القاهرة، والذي يضم إلى جانب العاروري كلا من موسى أبو مرزوق وعزت الرشق وحسام بدوان، وعضوي المكتب السياسي من غزة خليل الحية وروحي مشتهى، قبل انطلاقه إلى غزة كل من رئيس حماس في الخارج ماهر صلاح، ومحمد نصر وموسى دودين. ودخل وفد حماس غزة وسط إجراءات أمنية مشددة شاركت فيها قوات الأمن منذ دخوله معبر رفح، حتى وصوله مقر إقامته في أحد الفنادق شمال مدينة غزة. وأحيط مكان إقامة قيادة حركة حماس من الخارج بترتيبات أمنية أخرى مشددة، شملت قاعة الاجتماعات التي شهدت استقبال الوفد ومداخل الفندق ومحيطه. وكان رأفت مرة القيادي في حماس، قد أكد فور وصول الوفد الى غزة أن حركته ملتزمة بكل مكوناتها بالحوار الفلسطيني وإتمام المصالحة بما يؤدي إلى تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني وإدارة الشأن الفلسطيني بشكل مشترك ومسؤول. وأضاف «دخول الوفد إلى غزة خطوة مهمة تدل على وحدة رؤية الحركة في الالتزام بنهج المقاومة والصمود وكسر الحصار المفروض على شعبنا في القطاع». ومن المقرر أن تضع حماس ردا على المقترحات التي وصلتها أخيرا من رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، وهو على تنسيق مباشر مع ميلادينوف، حول أفكار التهدئة التي تشمل تخفيف حصار غزة، وإقامة مشاريع اقتصادية، وإبرام صفقة تبادل أسرى، إلى جانب ما طرحه عليها مدير المخابرات المصرية، من حلول لإنهاء ملف الخلاف مع حركة فتح، واتمام المصالحة الداخلية بشكل كامل. وحسب ما يتردد فإن المخابرات المصرية، قدمت خلال اللقاء الأخير لوفد حماس، تفاصيل «أكثر دقة» لمقترحات التهدئة والمصالحة، بعد نضوج الأفكار بشكلها النهائي، وتقديمها لإسرائيل المعنية بملف التهدئة، ولحركة فتح المعنية بملف المصالحة. وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن المقترحات المقدمة بخصوص ملف «التهدئة الطويلة» تشمل السير في مسارين، الأول يبدأ بتحسين وضع غزة، قبل الدخول في محادثات حول إبرام صفقة تبادل أسرى، وهي مطالب قدمتها حماس في بداية الوساطات الحالية. وحسب الصحيفة فإن المخابرات المصريّة تضغط بشدّة على حماس والسلطة الفلسطينيّة من أجل التوصل لاتفاق مصالحة جديد بينهما، بدلا من الاتفاق الذي جرى توقيعه يوم 12 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ولم يجر تطبيقه.ولفت التقرير إلى أن الأولوية في قطاع غزّة هي تقديم مساعدات عاجلة لقطاعات المياه والكهرباء والصرف الصحي، والوقود والمعدات الطبية، في حين أن صفقة تبادل الأسرى، تبدأ بعد حدوث تقدم في ملف تخفيف الحصار على القطاع، وبعد التوقيع على اتفاق المصالحة. يشار إلى أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، سيجتمع غدا الأحد لمناقشة الوضع في غزة، خاصة عرض مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، ومصر لتهدئة الحدود. اسرائيل تسمح بإدخال معدات وفي عملية بدت أنها تتماشى مع المخططات الموضوعة لتخفيف أزمات غزة، سمحت سلطات الاحتلال خلال الأيام الماضية، بإدخال معدات من أجل استكمال بناء منشأة تحلية مياه وثمانية مجمعات مياه كبيرة، كان الاحتلال قد منع إدخالها منذ أشهر. وترافق ذلك مع إعلان الاتحاد الأوروبي عن أكبر حقل طاقة شمسية في قطاع غزة، لتشغيل محطة لتحلية مياه البحر، جنوب القطاع، التي تغذي حاليا 75 ألف مواطن في محافظتي خان يونس ورفح بمياه الشرب، والمتوقع أن يصل انتاجها بحلول عام 2020 إلى 250 ألف مواطن. ترتيبات أمنية مشددة وتكتم على الحوارات الداخلية في حماس وقيادتها تبحث خطة «هدنة طويلة» ومقترحات المصالحة الجديدة الحركة اختارت غزة لاجتماع مكتبها السياسي لمنع عمليات التنصت أشرف الهور: |
مصر: الصراعات تتكشف داخل الكنيسة القبطية بعد مقتل رئيس دير Posted: 03 Aug 2018 02:25 PM PDT القاهرة ـ « القدس العربي»: فتح مقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبو مقار، الباب للحديث عن خلافات مسكوت عنها داخل الكنيسة الأرثوذكسية المصرية. ورغم أن التحقيقات الجارية لتبيان ملابسات الواقعة، لم تكشف عن القاتل بعد، لكن كلاما بدأ يبرز عن سيناريو تصفيات داخلية بسبب خلافات عقائدية وفكرية داخل الأقباط أنفسهم. فالأنبا إبيفانيوس قتل داخل الدير، في الطريق بين القلاية (غرفة الراهب) والكنيسة الأثرية، ما يرجح فرضية أن يكون من نفذ الجريمة شخصا يمكنه دخول الدير بشكل طبيعي، خصوصاً أن من المعروف أن الأديرة يقتصر الدخول فيها على عدد معين من الرهبان والعاملين فيها بخلاف الزيارات التي يجري ترتيبها من وقت لآخر. وما يدعم سيناريو أن الخلافات القبطية ـ القبطية هي الدافع وراء القتل، وقوع الجريمة في دير أبو مقار، الذي يعد الأب الراحل متى المسكين، من أشهر رهبانه، وقد سبق وشهد هذا الدير هجوما من بعض التيارات داخل الكنيسة التي توصف بـ«المتشددة» بسبب كتابات المسكين. والأخير خاض صراعا فكريا، ترجم في الكتب، مع البابا شنودة الثالث والأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ والبراري. ومنعت الكنيسة 48 كتابا للمسكين، معتبرة أنها «تحتوي على خلافات فكرية»، فضلاً عن علاقات المسكين مع الرئيس الراحل أنور السادات، وتبريره قرار عزل البابا شنودة وتشكيل لجنة بابوية لإدارة شؤون الكنيسة، وقتها. البابا شنودة كان منذ وصوله للكرسي البابوي دائم الحرص على زيارة دير أبو مقار، إلا أن تلك الزيارات توقفت عند عام 1978، ولم يزر الدير إلا بعد 3 سنوات على وفاة الأب المسكين الذي فارق الحياة عام 2006. على أثر زيارة البابا شنودة إلى الدير والتي حدثت عام 2009، تقدم الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الراحل ورئيس الدير منذ عام 1946، باستقالته من رئاسة الدير. وقام البابا شنودة خلال تلك الزيارة بإلباس الرهبان «قلنسوة» (غطاء رأس للرهبان) معتمدة من المجمع المقدس. واللباس هذا كان موضع رفض من قبل المسكين، الذي أمضى حياته الرهبانية بدون أن يرتديه. انتخاب أبيفانيوس وشهد دير مقار انشقاقات بين رهبانه في الفترة بين وفاة المسكين ووفاة شنودة عام 2012، ما دفع إلى عودة الأنبا ميخائيل للإشراف عليه من جديد، قبل أن يطلب من البابا تواضروس فور توليه المسؤولية اختيار رئيس جديد للدير، وهو ما تم عبر الانتخابات التي شارك بها رهبان الدير، وأسفرت عن اختيار الراهب أبيفانيوس المقاري، والذي أوصاه البابا قبل رسامته في 10 مارس/ آذار 2013 بـ«لم شمل الدير». وتصاعدت خلال الفترة الماضية الصدامات والخلافات داخل الكنيسة حول التعليم الكنسي، وجرى التصويب على أتباع وتلاميذ المسكين، وانتهت بتشكيل المجمع المقدس في مايو/ أيار الماضي لجنة لمراجعة التعليم الكنسي. كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام من مقتل إبيفانيوس، جدلا وخلافات إثر تكريم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للأب متى المسكين، واعتباره أحد رواد مدارس الأحد خلال الاحتفال بمئوية مدارس الأحد التي أقيمت في مكتبة الإسكندرية، حيث قال نشطاء أقباط إن ما حدث «محاولة لتزييف التاريخ»، وأعتبروا أن الراهب الراحل «لم يكن خادما في المدارس بل وهاجمها»، فيما تمسكت الكنيسة بأن الأب الراحل كان بالفعل أحد رواد مدارس الأحد. وجاء رد فعل لجنة الرهبنة وشؤون الأديرة في المجمع المقدس على حادثة مقتل الراهب أبيفانيوس، ليبين عمق الأزمة التي تشهدها الكنيسة المصرية، حيث اتخذت عدة قرارات أهمها تعليق قبول الرهبان لمدة عام ومنع الرهبان من الظهور الإعلامي أو التواصل مع الأقباط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ منحت الرهبان مدة شهر لغلق أي صفحات أو حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي والتخلي الطوعي عن هذه السلوكيات والتصرفات التي وصفتها بأنها «لا تليق بالحياة الرهبانية». ويبدو أن هذا القرار هدفه منع حصول أي جدل بين الرهبان المنقسمين، ما يقافم من حجم الأزمة. وأعلن تواضروس الثاني، بابا أقباط مصر، أمس الجمعة، غلق صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، امتثالاً لقرارات اللجنة. وقال تواضروس في تدوينته الأخيرة عبر «فيسبوك»، وفق وكالة الأنباء الرسمية للبلاد: «لأن الطاعة من نذور الرهبانية التي يجب أن أصونها وأحفظها لذا أتوقف عن صفحة فيسبوك الخاصة بي وأغلقها». وأضاف «أحيي كل إخوتي وأبنائي الذين نهجوا طاعة لقرارات كنيستي المقدسة». وأيضاً أكد الراهب القمص بولس، سكرتير البابا شنودة الثالث الراحل، إغلاق صفحاته على موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» وقال بولس في آخر منشور له: «آبائي الموقرين، أخواتي الأحباء، طاعة لقرارات المجمع المقدس بخصوص عدم استخدام الآباء الرهبان حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، سأغلق حسابي عبر فيسبوك وتويتر»ولن يكون لي من اليوم أي علاقة بأي منها، وما سجلته عن قداسة البابا شنودة، موجود، وكتابي عنه موجود، فلن أسجل شيئًا بعد اليوم، وكل تراثه بالكامل الآن من عظات ومقالات وكتب بين أيديكم في تطبيق». «قرارات صائبة» وتابع: «أرجوكم عن تجربة أن تثقوا أن قرارات الكنيسة وقداسة البابا والمجمع المقدس دائمًا هي الصواب، صدقوني، فهم الأدرى بصالح الكنيسة، هم الأدري ببواطن الأمور التي لا تعرفونها، هم من يواجهون المشاكل ويتحملونها ولا يتحدثون، فليس كل ما يعرف يقال، فعلينا أن نعيش في طاعة الكنيسة ونخلص لها وليس لأشخاص ونصلي لها ونترك أمورها لرعاتها، لا تلتفتوا للشائعات، أطيعوا الكنيسة بحب وثقة، صلوا لسيدنا البابا تواضروس أن يعينه الله في كل أمر فهي مسؤولية كبيرة وأيام صعبة، ولكن الرب عن يمينها فلن تتزعزع». وكان قد عثر على جثة الأنبا إبيفانيوس، رئيس دير أبو مقار في وادي النطرون محافظة البحيرة الأحد الماضي، أمام مسكنه في الدير، في واقعة نادرة يشوبها الغموض. وتواصل النيابة تحقيقاتها لكشف غموض حادث مقتل الراهب البارز، الذي يعد نادرًا، وفق وسائل إعلام محلية. وكانت مديرية أمن محافظة البحيرة، قالت في بيان الأحد الماضي، إنها تكثف جهودها لكشف «لغز» الحادث وضبط مرتكبيه، بعد أن تلقت بلاغًا بالعثور على «إبيفانيوس غارقًا في بركة من الدماء أمام حجرته داخل الديرط. ووفق البيان ذاته، أوضحت أنه بمعاينة الجثة تبين وجود إصابة وتهشم بمؤخرة الرأس ووجود شبهة جنائية، فيما كشفت المعاينة الأولية استخدام مرتكب الجريمة أداة حادة لقتل المجني عليه أثناء خروجه من حجرته. ويقدر عدد الأقباط في مصر بنحو 15 مليون نسمة، وفق تقديرات كنسية، من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ قرابة 104 ملايين نسمة. مصر: الصراعات تتكشف داخل الكنيسة القبطية بعد مقتل رئيس دير خلافات بين أتباع متى المسكين وشنودة الثالث… والبابا تواضروس يغلق حساباته على مواقع التواصل تامر هنداوي |
وزير حقوق الإنسان المغربي يدافع عن المؤسسة الأمنية في بلاده Posted: 03 Aug 2018 02:25 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: دافع وزير حقوق الإنسان المغربي عن المؤسسة الأمنية في بلاده وأكد إنها من ترعى حماية المغاربة وإلا جاء من يأخذ منهم كل شيء إلا أنه أضاف أن «مؤسساتنا ليست ملائكية الطبع، ولكن حذار من شيطنة مؤسساتنا». وقال مصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان في لقاء مع شبيبة حزبه «العدالة والتنمية»، الخميس، في الدار البيضاء إن «المؤسسة الأمنية هي لي راعية حمايتكم وإلا غادي يجي شي واحد ويدي هادشي كلشي ويخليكم..» (وألا سوف يأتي أحدهم ويأخذ كل شي ويترككم) من دون أن يفسر ما كان يقصده، قبل أن يستدرك: «المؤسسة الأمنية عندها أخطاؤها وهفواتها، بل وحتى عندها خطاياها». وعاد الوزير إلى تهديد رفاقه في الحزب بمصير جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر ومآلها «تقول لي بأنه ليست في المغرب ديمقراطية، أقول لك أين أنت؟ لقد كان هناك أناس في رئاسة الدولة، وكانت عندهم الغرفة الأولى والغرفة الثانية، وأنتم تعرفون مصيرهم، فقد قتل منهم من قتل، ومن بقي منهم حتى الآن ينتظرون أن يحكم عليهم بالإعدام». ودافع الرميد عن الاعتقالات التي شهدتها منطقة الريف وجرادة وطالت المئات من النشطاء «لم يعتقل من اعتقل في الريف أو في جرادة إلا لأنه أخل بمبدأ التظاهر، وهذه مسؤوليتي أتحملها، لأنني كنت أراقب هذا». وأكد أن «جل من اعتقلوا في الحسيمة لم يعتقلوا بسبب خروجهم في مظاهرات في المدينة، ولا لأنهم طالبوا بحقوقهم الاجتماعية». الحراك انشق عن مساره وقال إن وزارته أعدت تقريرا مفصلا عن الأوضاع في مدينة الحسيمة والمناطق المجاورة لها، وعرضت التقرير أمام جمعيات حقوقية، ونشر في موقع الوزارة مع ملاحظات الحقوقيين، وتسلمته الحكومة وقال إن الحراك انشق عن المسار الذي سلكه في المرة الأولى، وحتى السبب الرئيسي وهو مقتل الشاب محسن فكري، الذي لم يعد يذكر في المظاهرات. وأضاف الرميد أنه «بعد يومين من صدور بلاغ ملكي أُعلن عن مظاهرة كبيرة في الحسيمة، والشرطة لم تعتد خلالها على المواطنين، بل كانت هناك مواجهات بين الطرفين، وفي جميع الدول الديمقراطية يمكن للشرطة ممارسة القوة بمشروعية عندما يكون هناك سبب». وأكد أن الشرطة لم تستعمل الرصاص الحي خلال مواجهات الحسيمة «أجزم لكم أن الشرطة لم تكن تحمل سلاحا فيه رصاص، ووزير الداخلية أكد لي الأمر آنذاك وقررت أن لا أخبر به أحدا حتى لا يتعرض رجال الأمن لاعتداءات». وقال إن المغرب يتطور حقوقيا وديمقراطيا، لكنه تطور بطيء، ومضطرب، و»البناء الديمقراطي في المغرب لم يكتمل بعد، ولم يصل إلى أن يكون دولة ديمقراطية كاملة» لأن «المغرب يقع في دائرة الانتقال الديمقراطي وما زالت تنتظره أشواط من العمل» وأن دستور المملكة «لا يدعي الكمال للدولة المغربية عندما أشار إلى أننا في طور بناء الدولة الديمقراطية» و»لا يمكن مقارنة المغرب بمفردات ترتبط بالدولة الديمقراطية في مستوياتها الكاملة» لأن «تجسيد حقوق الإنسان في أي دولة ينطلق من توفر مجموعة شروط أهمها الإرادة الراسخة للدولة التي تتجلى في المغرب بدستور العام 2011، والممارسة الاتفاقية والخطة الوطنية لحقوق الإنسان». وقال ردا على شعارات ومداخلات محرجة عن عدد من القضايا من بينها معتقلو الريف وجرادة وزاكورة «بكل مسؤولية إن بلدكم المغرب يتطور حقوقيا بشكل مضطرد ولكن مضطرب، لو لم يكن هنالك شيء من الديمقراطية واللهما تبركو هنا»، مضيفا و»اليوم تجتمعون ويجيو عندكم من أقصى الأرض ويتحدثون لكم، قول ليا كين شوية الديمقراطية قول كين شوية ديال الحرية أتفق معكم ولكن أن تقولو أنه ما كين والو أقول لكم كين شي حاجة ماشي هي هاديك» (قولوا هناك قليل من الديمقراطية، قليل من الحرية اتفق معكم، لكن أن تقولو ليس هناك شيء هذا غير صحيح). حزب الوسطية والاعتدال وقال الرميد «(حزب) العدالة والتنمية ليس هو حزب النهج الديمقراطي (يسار جذري) أو (جماعة) العدل والإحسان أقوى التيارات ذات المرجعية الإسلامية في المغرب وشبه محظورة، أولئك لديهم مواقعهم ونحترم مواقفهم ولكن نحن في موقع آخر، ونحن في موقع الوسطية والاعتدال للوسطية والاعتدال قوتها وقوتها أن تقول الحقيقة في مكانها». وخاطب الرميد شبيبة حزبه «أكثركم تحدث عن ثلاث قضايا معروضة على القضاء، إذا كنتم تريدون الديمقراطية لا يمكن أن تسألوا وزيرا في السلطة التنفيذية عن قضايا معروضة على القضاء فبذلك تتهمون الوزير بزج هؤلاء الناس في السجن وهذا غير صحيح» وأن «الحقوقي يتحدث بالمُثُلْ أما السياسي فيتحدث بالممكن»، وقال «مؤسساتنا ليست مؤسسات ملائكية الطبع من الفوق لتحت ولكن حذار من شيطنة مؤسساتنا، وخصوصا المؤسسة الأمنية، عندها تجاوزاتها وأخطاؤها، كل مؤسسة فيها اعوجاجات ولكن لا يمكن أن نجمعهم كلهم في كفة واحدة». وعرفت الندوة حالة من الفوضى بعد أن رفع المئات من شبيبة الحزب شعار «يا وزير يا وزير… الحرية لبوعشرين» في وجه الرميد واعتبر ذلك «يضرب في عمق الديمقراطية». ورد الرميد «فليتفضل أحد من الإخوة ويقول لي كيف لوزير في دولة ديمقراطية أن يفرض الحرية لمواطن ما، فليتفضل أحد الإخوة الذين يطالبون ويقول لي المدخل الديمقراطي ليستجيب الوزير لأحد من الناس يطالبونه بإطلاق سراح أحد المواطنين». وأضاف «إذا كنتم تريدون الديمقراطية مرحبا، وإذا كنتم تريدون أشياء أخرى فأنا أربأ بشبيبة العدالة والتنمية أن ترفع شعارات تضرب في عمق الديمقراطية». وسبق لتوفيق بوعشرين، مؤسس صحيفة «أخبار اليوم» المتابع في حالة اعتقال في سجن عين البرجة في الدار البيضاء، بتهم «ثقيلة من بينها الاتجار في البشر»، أن اتهم الرميد، على لسان شقيقه بخرق قرينة البراءة في ملفه، قائلا: «مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان خرق قرينة البراءة، وطاف على وزراء الحكومة بمحاضر الشرطة القضائية قبل أن أمثل أمام القاضي الجنائي». وقال الرميد «يوم اعتقال بوعشرين من أسوأ أيام حياتي»، وأنه أحس بأن الحياة عادت إليه بعد معرفته السبب وراء اعتقاله. وأوضح الرميد أنه تلقى خبر اعتقال الصحافي توفيق بوعشرين يوم الجمعة وهو في كلية الطب والصيدلة رفقة رئيس الحكومة «كان من أسوأ أيام حياتي ذلك اليوم الذي سمعت فيه أن توفيق اعتقل وتساءلت ما هذا ودخلني الشك ولم أنم تلك الليلة»، وأنه سارع بالاتصال بوزير الداخلية لاستفساره عن الأمر وأجابه بأنه سيرى الأمر، واتصل كذلك برئيس النيابة العامة غير أن هاتفه لم يكن مشغلا وبعدها اتضح لي أن القضية لا علاقة لها بقلم، وإنما شكايات شخصية رفعتها عليه مجموعة من النساء. وقلت له هل للأمر علاقة بمقال أو بموقع فقال لي لا بل له علاقة بنساء. وقلت له هل أنتم متأكدون، أجابني بنعم». و»أقسم بالله أنني بحال إلى حييت من جديد بغض النظر عن صحة ذلك من عدمه غير أنه لا علاقة له بتكسير قلم بسبب مقال». وأضاف وزير حقوق الإنسان المغربي «كنت المحامي الخاص ببوعشرين لمدة 10 سنوات، وحتى عندما تقلدت منصب وزير العدل كانت كل قضايا بوعشرين القانونية في مكتبي». وقال «من الممكن أن يكون هناك استغلال لوقائع معينة في قضيته، نحن لسنا في عالم الملائكة، ويمكن أن لا يكون هناك أي استغلال أيضا»، و»ليس من حقي التدخل في الموضوع، لأن القضاء هو من سيقول بأنه بريء، أما أنا فلا يمكنني ذلك، والأصل أنه بريء إلى أن تثبت إدانته». وكشف الرميد أن ندوة لجنة الحقيقة في قضية بوعشرين كانت ستلغى لولا أن تدخل واتصل بوزير الداخلية، ودافع عن حق أعضائها في عقد الندوة، مضيفا أنه «قبل ذلك تدخلت في موضوع تسريع صرف الأجور، وفي موضوع مدير النشر الجديد، وقمنا بالواجب لكن ما هو من اختصاص القضاء فهو من اختصاصه وأتمنى أن يظهر الحق». وزير حقوق الإنسان المغربي يدافع عن المؤسسة الأمنية في بلاده محمود معروف |
الأمم المتحدة: الغارات الجوية تستهدف أكبر مستشفيات اليمن وأفضل مراكز علاج للكوليرا Posted: 03 Aug 2018 02:24 PM PDT صنعاء ـ «القدس العربي»: أعربت الأمم المتحدة عن صدمتها من استهداف القصف الجوي الخميس لمستشفى الثورة في الحديدة/ غرب، وهو أكبر مستشفيات اليمن ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحي وفق التقارير الأولية من السلطات وعاملي الإغاثة نتيجة الغارات على المستشفى والمواقع القريبة منه. وقالت ليز غراندي منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن: «إنه أمر مروع» وأضافت:» إن مستشفى الثورة واحد من المنشآت الصحية القليلة التي ما زالت تعمل في المنطقة. ويوجد في المستشفى أحد أفضل مراكز علاج الكوليرا في مدينة الحديدة، مشيرة إلى أن مئات آلاف اليمنيين يعتمدون على هذا المستشفى للبقاء على قيد الحياة. «المستشفيات محمية بموجب القانون الإنساني الدولي، وليس من الممكن تبرير هذه الخسائر في الأروح» قالت غراندي. وأضافت في بيان، تلقت نسخة منه «القدس العربي»، أن الأسبوع الحالي شهد حالات إصابة جديدة بالكوليرا بشكل يومي في الحديدة، محذرة من أن كل الجهود المبذولة للتصدي لأسوأ وباء للكوليرا في العالم، معرضة للخطر. وقالت: إن الأثر من هذه الهجمات مروع، ويعرض للمخاطر كل ما نحاول القيام به لوقف أسوأ تفش للكوليرا في العالم. وشددت على أن أطراف الصراع ملزمة بفعل كل ما يمكن لحماية المدنيين وبنيتهم الأساسية. وقالت إن هذا الالتزام ليس طوعياً، ولكنه إلزامي على كل الأطراف المتقاتلة. « لقد فقد الكثير من الناس حياتهم في اليمن ويجب أن يتوقف هذا الصراع» أضافت. ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج 75٪ من سكانه إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة. ومنذ تصاعد الصراع عام 2015، قتل وأصيب أكثر من 28 ألف شخص في اليمن. وسجلت الأمم المتحدة مقتل 9500 مدني، غالبيتهم بسبب القصف الجوي. وفيما اتهم الحوثيون طيران التحالف بارتكاب مجزرة يوم الخميس في سوق السمك وبوابة مستشفى الثورة في الحديدة نفى الناطق باسم التحالف تركي المالكي ضلوع التحالف الجريمة. وجاءت الغارات الجوية على السوق والمستشفى في الحديدة الخميس بالتزامن مع انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن. إلى ذلك تحدث بيان عن منظمة الهجرة الدولية أمس الجمعة عما أسمته «تدهور أسوأ أزمة إنسانية في العالم في حزيران / يونيو 2018 عندما أدى الهجوم العسكري على الحديدة إلى نزوح قرابة نصف سكان المدينة البالغ عددهم 600000 نسمة. بعد مضي قرابة ثلاثة أشهر، ظل الوضع غير مستقر، وأصبحت مجتمعات النازحين في الحديدة وبالقرب منها في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية». وتقدم المنظمة الدولية للهجرة، حسب بيان لها، في الحديدة المساعدة للمجتمعات المشردة حيث يقيمون مؤقتاً منذ تاريخ 13 حزيران/ يونيو، حيث قدمت المنظمة 4680 استشارة طبية، ورعاية قبل الولادة إلى 337 امرأة حامل، واستشارات للصحة الإنجابية إلى 531 شخصًا، بالإضافة إلى دعم نفسي اجتماعي لـ 500 شخص، بالإضافة إلى القيام بأنشطة تعزيز الصحة التي وصلت إلى أكثر من 1600 شخص. كما قامت المنظمة بتوزيع المساعدات، بما في ذلك الحصص الغذائية ومواد النظافة الأساسية وغيرها من المواد الأساسية، على أكثر من 3.300 نازح ومواد لبناء الملاجئ ومواد الإغاثة الأساسية الأخرى إلى 1.400 عائلة، بالإضافة إلى توفير أكثر من 20.850 وجبة ساخنة في مختلف مناطق النزوح. ولضمان سلامتهم والحصول على الخدمات الإنسانية، ساعدت المنظمة الدولية للهجرة في نقل أكثر من 1000 نازح إلى مواقع مختلفة. ويشهد اليمن حرباً منذ أزيد من ثلاث سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مسنودة بتحالف تقوده السعودية من جهة وبين القوات الموالية لجماعة «أنصار الله» (الحوثيين) من جهة أخرى. الأمم المتحدة: الغارات الجوية تستهدف أكبر مستشفيات اليمن وأفضل مراكز علاج للكوليرا منظمة الهجرة الدولية: الحرب أدت إلى نزوح نصف سكان مدينة الحديدة أحمد الأغبري |
الفجوة بين الدولة والمجتمع تتضخم والنظام يستهلك الطبقة الوسطى حتى آخر قطرة Posted: 03 Aug 2018 02:24 PM PDT القاهرة – «القدس العربي»: حوار تقمصت فيه مذيعة في قناة محلية في مدينة بورسعيد دور محقق أمني أمام عدد من الصبية تم ضبطهم يعملون في تهريب السلع الرخيصة مقابل جنيهات قليلة أثار سخطاً واسعاً لأن كبار المهربين الذين يجنون ثروات طائلة يهربون غالباً من العقاب. المذيعة: الراجل المفروض يشتغل ويتعب بالحلال. الفتى الصعيدي: ودا بالحرام. إحنا بنتبهدل. المذيعة: حرام طبعا. أنت مش بتضر دولتك ولا معندكش فكرة؟ الفتى الصعيدي: مضرورة كده؟ المذيعة: آه طبعا. أنت مش بتهرب بضائع؟ الفتى الصعيدي: على كام لبسة. دا إحنا عيال كده. والتفت الفتى الصعيدي إلى زميله الأكبر سنا، وقال بحدة: أتكلم. فرد زميله: دا مش شغل بالنسبة للي بيطلع. المذيعة: اللي بيطلع إيه؟ الفتى الصعيدي بغضب: عربيات بتطلع مشحونة. المذيعة: مش دا خارج عن القانون وكل واحد بياخد جزاءه. زميل الفتى الصعيدي: مابيخدوش جزاءهم واللـه. بيطلعوا. سلامو عليكم. المذيعة: بيطلعوا من غير حاجة؟ الفتى الصعيدي بغضب: آه، يمسكوا الغلابة اللي زينا، يمسكوا الغلبان اللي طالع بمية وخمسين جنيه وما بيمسكوش اللي طالع بمليون. المذيعة بعد لحظة صمت طويلة، وبعد أن وجدت نفسها في منطقة شائكة لا تجرؤ أن تناقشها غيرت الموضوع وقالت: باباك ومامتك موافقين على اللي بتعمله ده؟ إنذار من القاع المنسي من أبرز من الذين تعاطوا مع شريط الفيديو الذي تم خلاله استجواب الأطفال في بورسعيد أنور الهواري رئيس التحرير الأسبق لـ «مصر اليوم»: فيديو بورسعيد نسف مؤتمرات الشباب من جذورها واقتلع الأكاذيب من ينابيعها، وجرد الحقيقة عارية من بهتان السلطة وزورها، وأرسل إنذاراً هادئاً لكنه حاسم وعاصف، إنذاراً من القاع الواسع العريض الذي يغلي بالنقمة والغضب والسخط والإحساس المريع بالإجحاف والظلم. هو إنذار من القاع المنسي المهمش المتروك للجوع والفقر والجهل والقمع والقهر، لمن يجلسون في القمة، وتتدلى أرجلهم في غرور وعنجهية ولامبالاة واستهانة. هذا إنذار من القاع الصلب النقي الطاهر النظيف الشريف المنتمي الأصيل النبيل الجميل، موجه بكل صدق ووضوح لأهل القمة الرثة الهشة غليظة الفؤاد وبليدة الضمير. هذا إنذار من قلوب لا تعرف تجارة الخداع ولايمكن خداعها، ولا تعرف لغة الخوف ولا يمكن تخويفها. هذا الانذار يكشف كم انفصل الحاكم عن المحكوم، وكم اتسعت الشقة بين القمة والقاع وكم تضخمت الفجوة بين الدولة والمجتمع، وكم زادت الهوة بين الحقيقة والزيف. هذا الانذار القادم من أسوار بورسعيد، ومن جمارك بورسعيد، ومن التماس الرزق القليل عبر تهريب البضائع من بورسعيد، هو صوت الواقع الصادق الذي لا يمكن إسكاته بما تملكه السلطة من قول الخداع الذي تحترفه، ولا يمكن للسلطة إسكاته ببطش الذراع الذي تجيده وتتقنه. الشريعة معيار العدل ظل المخلصون من أبناء هذه الأمة منذ قيام الكيان الصهيوني في فلسطين يحذرون من العنصرية اليهودية، داعين كما يؤكد عبد الآخر حماد في «المصريون» إلى عدم تناسي الأساس الديني الذي تقوم عليه تلك الدولة، وأنه لا يصح اختصار القضية في كونها قضية فلسطينية أو كونها قضية قومية تخص العرب وحدهم، بل لا بد أن يرتفع فيها اسم الإسلام والجهاد تحت رايته، وأن ذلك يقتضي أولاً أن يرجع المسلمون إلى دينهم فيحكموا كتاب ربهم وسنة نبيهم مثلما يجعل اليهود عقيدتهم الباطلة هي مرجعيتهم العليا، فهذا والله هو السبيل وإلا لن نجني إلا مزيداً من الخسائر والانتكاسات. أنا أعلم تماماً أننا حين ننادي بهذا سنتعرض لسخرية الساخرين ودعاة ما يسمى بالدولة الوطنية الذين يقدمون – بزعمهم – رابطة الوطنية على كل رابطة حتىى رابطة الدين والعقيدة. ونحن نرى أنه لا تعارض بين انتماء المسلم لوطنه الذي نشأ فيه وحبه له، وبين كونه يدعو للحفاظ على الهوية الإسلامية لبلاده وأن يكون الولاء للعقيدة مقدماً على كل ولاء. ولنتذكر أن الزعيم الوطني مصطفى كامل الذي كانت خطبه تفيض بحبه لمصر واستعداده لأن يفديها بنفسه وماله، حتى إن أصل نشيد (بلادي بلادي ) مأخوذ من جمل مشهورة لمصطفى كامل كان يتغنى فيها بحب مصر، هذا الرجل كان – مع كل ذلك – من أبرز الدعاة إلى الحفاظ على الهوية الإسلامية لمصر، بل كان يرى وجوب استمرار الخلافة العثمانية وأن تكون مصر ولاية تابعة لها. إن من أعجب ما تُواجَه به حين تنادي بأن تُعلي بلاد المسلمين من شأن الشريعة وأحكامها أن يقال لك: ولكن يا أخي إن بلادنا فيها نسبة غير قليلة من غير المسلمين فكيف تطالب بحكم الشريعة مع وجودهم؟ وكأن الشريعة الإسلامية ستظلم هؤلاء القوم، وهل هناك شريعة على مدى التاريخ البشري كله أعطت للأقليات من الحقوق مثلما أعطت شريعة المسلمين؟ ثم بأي منطق تتحكم الأقلية في الأكثرية وتمنعها من ممارسة ما أوجبه الله عليها من تحكيم شريعته؟ لا يوجد بديل وجهة نظر اقتصادي حول الازمة المصرية طرحها بالنيابة عنه عماد حسين في «الشروق»: «الوضع الاقتصادى فى مصر يشبه مجموعة أشخاص كانوا يجلسون في مقهى طوال سنوات بدون أن يدفعوا ثمن الطلبات الكثيرة التي يشربونها يوميا. الرئيس أو نظامه كان آخر من جلس في المقهى، ثم اكتشف أنه مطالب بسداد ثمن كل المشاريب التي تناولها الزبائن منذ عام 1981 أو ربما منذ عام 1970، ولدى البعض منذ عام 1952».الحل الأسهل والمريح جدا بالنسبة للسيسي من وجهة نظر هذا الخبير الاقتصادي أن يستمر في الجلوس في المقهى، ويطلب المزيد من المشاريب هو ومن معه من الزبائن، بدون أن يدفعوا الحساب، كما فعل كل من سبقوه. هذا الحل كان سيوفر للسيسي استمرار الرضا الشعبي الواسع جدا، لكنه في النهاية سوف يؤدي إلى إغلاق المقهى بأكمله خلال أسابيع أو شهور أو سنوات قليلة. في تقدير هذا الخبير الاقتصادي ــ الذي لف العالم شرقا وغربا ــ فإن ما فعله السيسي كان حتميا ولا بديل عنه. هو شرح لي الموضوع بمثال آخر مختلف. قال لى: الأمر يشبه أسرة دخلها الشامل الشهري ألفان من الجنيهات، لكنها تنفق أكثر من ثلاثة آلاف جنيه. في الفترة الماضية كانت هذه الأسرة تعوض الفارق بين الدخل والإنفاق، ببيع ذهب الزوجة، ثم بيع كل ما يمكن بيعه من ممتلكات، وعندما انتهت المدخرات بدأت الاسرة فى الاقتراض من بعض الأقارب الأغنياء، أو بعض الجيران الطيبين، أو من أصدقاء في العمل، وأخيرا بدأت تجرب الاقتراض من البنوك. الأسرة استنفدت كل الطرق والوسائل التي كانت توفر بها الألف جنيه، الفارق بين الدخل والإنفاق. ذات ليلة جلس الزوج والزوجة، وحولهما الأولاد وتناقشوا في كل الاقتراحات للاقتراض طرح الأب حلا يتمثل فى ضرورة أن تجرب الأسرة أن تتوقف عن الاستدانة، وتعيش بدخلها فقط. تململت الزوجة، واعترض الأولاد. لكنهم في النهاية لم يكن لديهم أي بديل حقيقي. حبة دواء سلف لم تصدق دينا ريان نفسها وهي تقف فى الصيدلية لتشتري أدوية البرد والنزلات الصدرية والرئوية والمسكنات والمخفضات والمضادات الحيوية والفيتامينات، حيث فوجئت بطفل صغير «بائس» يقول للصيدلي: ممكن تسلفني حبة علشان الصداع ويكون مستورد! تتابع دينا القصة في «الأهرام»: لم أتمالك نفسي وأنا أقف أراقب صاحب الصيدلية وهو يخرج العلبة الحمراء إياها المستوردة من دول الخليج، ويفتح قرصا ويعطيه للطفل ومعه كوب ماء ويقول له: خد من غير فلوس بس أشربه قدامي لو عندك صداع فعلا «حيروح». وبالفعل يأخذ الطفل حبة المسكن وكوب الماء، ثم جلس قليلا وارتاح. سألت الرجل؟ فقال: إنه يخصص علب دواء كنوع من أنواع التكافل الاجتماعي والتصدق وتطهير دخله وماله لصالح الفقراء! لم استخسر في الصيدلي النقود التي أخذها مني وزال حنقي من الطبيب الذي كتب لي أدوية بمئات الجنيهات على شوية إنفلونزا. وتذكرت خالي طبيب الأطفال في الجيش. كان يقول إن الدواء الحقيقي للإنفلونزا سواء عند الأطفال أو الكبار هو السوائل الساخنة. جلس الطفل يستريح على الرصيف وينتظر مفعول الدواء ولم أجد راحتي إلا بالجلوس بجانبه. وسألته إنت مستنى إيه؟ فقال إنه ينتظر مفعول الدواء وإلا سيعود للصيدلية مرة أخرى! بمنتهى البراءة همس لي أنه شك في حبة دواء مجانية يمكن تكون مضروبة. أردت أن أدفع ثمنها لتكون حقي أطالب به بفلوسي! لا أريد إحسانا من أحد فأنا أعمل صبي مكوجي ولدي يومية. الحكاية كلها أن الفلوس تتأجل لكن الوجع لا يؤجل. عجبتني حكمة الطفل وكم من حكيم بالفطرة ملقى على الرصيف. المطالبون بالتغيير ما هي أهم الأدوات المتاحة والمناسبة التي يتعين على المطالبين بالتغيير امتلاكها أو السعي إلى امتلاكها في حدود العمل السلمي الشرعي؟ يجيب عبد العظيم حماد في «الشروق»: نقتصر فى إجابتنا على هذا السؤال على الحالة المصرية لأنها المؤهلة أكثر من غيرها من البلدان العربية، بحكم مناعتها ضد الحروب الأهلية، والطائفية، وبحكم قوة دولتها العميقة، ووحدتها الوطنية، ووحدة قواتها المسلحة، وعراقة مفهوم الدولة الحديثة فيها بالمقارنة بشقيقاتها إلى الشرق، وإلى الغرب، وإلى الجنوب، والإجابة هى تقوية المجتمع السياسي والمدني أمام الدولة العميقة، ولا سبيل إلى ذلك سوى الانخراط بكثافة في الأحزاب السياسية الشرعية، جنبا إلى جنب مع العمل بأعلى درجة من التصميم على علاج السلبيات المتجذرة في الحركة الحزبية المصرية. والحقيقة أنني أعجب بصفة شخصية من الذين يتساءلون ما العمل؟ وينعون على الآخرين ــ وخاصة في الأحزاب ــ عجزهم، ولا يشاركون بأي صورة من الصور في العمل السياسي المنظم من خلال الأحزاب؟ فالسماء لا تمطر ديمقراطية، ولا مشاركة، ولا تمويلا. بالطبع فنحن ندرك ــ كما يدرك غيرنا ــ العقبات المفروضة على الأحزاب، والحصار المضروب عليها، والتشويه المتعمد لها ولقياداتها، كما ندرك ما يلحق بالنشطاء الحزبيين من تعنت ضد مصالحهم وأشخاصهم على المستويات المحلية، والوظيفية، والقومية، ولكن كل ذلك ليس إلا إحدى حقائق الحياة السياسية المصرية. ويرى الكاتب أن مسؤولية تاريخية ضخمة على الأجيال الجديدة، فهي في معظمها التي صنعت ثورة يناير/كانون الثاني، وكانت الطليعة والمحرك فى 30 يونيو/حزيران، وهي أيضا الكتلة الأكبر بين المقتنعين بإخفاق تجربة الحكم الوطني السابقة كلها قبل يوليو/تموز 1952، وبعدها، ومن ثم فهي الكتلة الأكبر بين المطالبين بالتغيير، فكيف تبقى هذه الأجيال خارج الحركة الحزبية؟ شوف حياتك يا مواطن الطبقة الوسطى تدفع وحدها ثمن الإصلاح الاقتصادي، هذه حقيقة لم تعد هناك مساحة للمراء فيها كما يصر محمود خليل في «الوطن: أغلب أفراد هذه الطبقة لا يستفيدون من أي خدمة مجانية تقدمها الدولة، في التعليم تلحق أبناءها بالمدارس الخاصة، وفي الصحة تعتمد على التمويل الذاتي في رعاية أفرادها، فتدفع ثمن الكشف وثمن العلاج، تدفع فواتيرها كاملة، كهرباء ومياه وغاز، لم تعد هذه الطبقة تأخذ شيئاً من الحكومة، بل على العكس الحكومة هي التي تمتصها حتى آخر قطرة، على سبيل المثال: سعر الكهرباء يرتفع فلا تجد الحكومة أمامها إلا الطبقة الوسطى، فالواضح أن الوزارة تحدد السعر في ضوء التكلفة، بدون أن تأخذ في الاعتبار مسألة سرقة التيار وما يترتب عليها من إهدار، مواطن الطبقة الوسطى يدفع الكهرباء له ولغيره، وغيره هذا يمكن أن يشمل بعض الوزارات التي لا تدفع ثمن استهلاك الكهرباء! الطبقة الوسطى تدفع ضرائبها كاملة، لأنها في أغلب الأحيان تستقطع من المنبع، ولكي تعظم الحكومة حصيلتها من الضرائب لا تجد أمامها إلا هذه الطبقة لتزيد عليها، في وقت لا تلتفت فيه إلى المتهربين! الفقراء في مصر لا يعانون مثلما يعاني أفراد الطبقة الوسطى، الفقير لا يهتم بتعليم أبنائه، فيلقى بهم فى أقرب مدرسة حكومية رافعاً شعار: «اللي بيفلح بيفلح لنفسه»، إذا غلت عليهم فاتورة اجتهدوا في «تصريف نفسهم» رافعين شعار «شوف مصلحتك يا مواطن»، ترتفع الأسعار فيرفع سعر الخدمة التي يقدمها إذا كان عاملاً أو حرفياً، إنه غير الموظف المربوط على مرتب يزيد وينقص بإرادة الحكومة، أما الأغنياء فيستفيدون أكثر من غيرهم من الواقع الاقتصادي الذي نعيشه. لا تهنوا ولا تحزنوا الحرب على المحتل الغاصب هو الشغل الشاعل لمحمد سيف الدولة في «الشعب» حيث يقول: دأب الكيان الصهيوني الارهابي المسمى (بإسرائيل) على اتهامنا زورا وبهتانا بأننا نريد أن نلقي اليهود في البحر، وحذت حذوه ماكينات الإعلام الجهنمية المعادية في أمريكا والغرب على امتداد 70 عاما. ثم جاء اليوم الذي نرى فيه الذين كانوا يوجهون لنا هذه الاتهامات الكاذبة، يعلنون صراحة أمام العالم كله بأنهم هم الذين ينوون إلقاء الفلسطينيين في البحر، حقيقة لا مجازا، يريدون إفراغ أرض فلسطين من نهرها غلى بحرها منهم تماما، وتجريدهم من أي حق أو شرعية للوجود والحياة عليها. إنها عملية اقتلاع وإبادة جماعية مشابهة لما فعله الغزاة الِأوروبيون للأرض الجديدة مع الهنود الحمر ولكنها تتم في القرن الواحد والعشرين. كل ذلك بدون أن ينبس أحد من أشرار الخواجات في أمريكا وأوروبا من بناة وحماة ورعاة الكيان الصهيوني ببنت شفة. وفي ظل صمت وجبن وتواطؤ رسمي عربي منقطع النظير. لسنا في حاجة للتأكيد على اننا لن نكون أبدا مثل قبائل الهنود الحمر؛ فلقد كانوا يعيشون في المراحل العشائرية والقبلية من مراحل تطور المجتمعات البشرية ولم يكونوا قد وصلوا بعد إلى مرحلة التشكيلات القومية، على عكسنا تماما كعرب وفلسطينيين، فلقد دخلنا مرحلة التكوين القومي التي من أهم مقوماتها الاستقرار على الأرض والقدرة على الدفاع عنها والاحتفاظ بها عشرات القرون مما يؤدي في النهاية إلى الاختصاص بها دون باقي شعوب العالم، وهي المرحلة التي دخلناها مع الفتح الاسلامي واختُبِرنا فيها مع الحروب الصليبية ونجحنا في الاختبار حين استطعنا تحرير كامل الأرض المحتلة عام 1291، ليعترف لنا العالم كله منذ ذلك الحين بأن هذه الأرض هي أرض عربية تخص الشعوب العربية. شعب مدلل قال الدكتور مصطفى الفقي إنه لم يتم توثيق ثورتي 25 يناير/كانون الثاني و30 يونيو/حزيران إلى الآن في مكتبة الإسكندرية، لأن الوثائق لم تكتمل فى قضايا ما تزال تنظر أمام المحاكم، مثل ماسبيرو ومحمد محمود، ومجلس الوزراء. وأضاف في حوار نشر في «المصري اليوم» بعدد الجمعة: «لا أحد يعلم ماذا تم فيها، التاريخ لا يمكن الكشف عنه في الفترات المعاصرة القريبة، لكنه يحتاج إلى فترة زمنية كبيرة لكي تتضح جميع الحقائق». وتابع: «أنا أرى أن الاستقطاب لا مبرر له، لأنه لا يوجد تعارض بين ثورتي 25 يناير/كانون الثاني و30 يونيو/حزيران، كلتا الثورتين كانت محاولة للتعبير عن الإرادة المصرية، مرة في مواجهة نظام طال وامتد وانتهى عمره الافتراضي، ومرة أخرى في مواجهة جماعة تريد أن تغير هوية مصر وشخصيتها». وتابع: «أنا أذكر عبارة للرئيس الانتقالي عدلي منصور، قال فيها، لقد تحمل المصريون عشرات القرون من القهر السياسي، وعشرات القرون من القهر الاقتصادي، ولكن لم يتحملوا عامًا واحدًا من العبث بهويتهم الثقافية، لأن فعلًا مصر دولة عصية على السقوط، وهذه حقيقة تاريخية». وفي رده على الانتقادات التي وجهها له البعض بعد وصفه للشعب بـ «المدلل»، قال الفقي: «أنا تحدثت تاريخيًا أنه إن ظللت عقودا عدة تتلقى الدعم، وفجأة تم رفع هذا الدعم، فهذه هي المعاناة وأنا لم أقل إن الأوضاع وردية. بالعكس أنا مشفق على الناس من هذه المعاناة، التي سببها تأجيل الإصلاح لسنوات طويلة، مريض وأجلت علاجه لسنوات، فبالتالي ما كان يمكن علاجه ببساطة أصبح يريد عملية جراحية صعبة». الصبر ليس حلاً علينا أن ننتظر حتى يونيو/حزيران 2020 حتى نرى مصر «في موضع آخر». وبدوره لا يتوقع مجدي سرحان في «الوفد» أن تزيد المرتبات وتنخفض الأسعار وتتحسن الأحوال المعيشية فى هذا التاريخ. فالهدف الآن هو الإصلاح والبناء. وعلى المواطن أن يدفع الثمن ويتحمل المزيد من التضحيات. هذه كانت الرسالة. لكن من حقنا أن نسأل ونعيد تكرار السؤال: ومتى سيجني المواطن ثمار إجراءات برامج الإصلاح «الصعبة». أو حتى يشعر ببصيص نور لتخفيف التأثيرات السلبية لهذه الإجراءات؟. إلى أين ستذهب بنا «سفينة التضحيات»؟ ومتى ستصل إلى بر الأمان؟. ومتى سنبدأ بجني الثمار؟! بالتأكيد لا تبنى الدولة حساباتها على أن يظل المواطن يتألم ويتجرع مرارة «خيارات الإصلاح» إلى ما لا نهاية. والمؤكد أن أي إجراءات تُقْدم عليها الدولة، أي دولة، لا معنى ولا جدوى لها، إن لم تنعكس على أحوال المواطن، وتوفر له حياة أفضل وأكرم وأكثر أمانا بكل ما تحمله كلمة الأمان من أبعاد اجتماعية واقتصادية وسياسية. فهذه هي مهمة الدولة الأولى، ومن أجلها تختار الشعوب حكامها. كلنا نتحمل ثمن الإصلاح صاغرين. تحملنا «تعويم الجنيه»، وفقدنا معه نحو 70٪ من دخولنا أو بالأصح من القوة الشرائية لما نملكه أو نجنيه من أموال، وتحملنا زيادات أسعار الوقود والكهرباء والماء، وحتى الهواء، وما تبع ذلك من زيادات عشوائية وظالمة في أسعار كل شيء لكن لا يمكن ابدا تَصوُّر أن الأمور ستُتْرَك لتسير هكذامن دون تغيير، ومن دون نهاية! محنة التعليم تستعد مصر لإطلاق النظام التعليمي الجديد في سبتمبر/ايلول المقبل والذي سيتضمن تعديل نظام الثانوية العامة بإلغاء الامتحان القومي الموحد واستبداله بـ12 امتحانا خلال المرحلة. تأتي تلك الاستعدادات متزامنة مع المؤشر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي للعام «2017-2018 «، حيث حصلت مصر على واحد من المراكز المتأخرة في جودة وكفاءة التعليم وهو المركز 134 من إجمالي 139 في مؤشر جودة التعليم الابتدائي خلال عام 2017-2016. من جانبه علق الدكتور محمد فتح الله عضو المكتب السياسي في حزب الاستقلال والخبير في المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي حول توصيات المؤتمر السادس للشباب، معتبرا وفق ما نقلت صحيفة «الشعب» أن الحديث عن تطوير التعليم هو انفصال عن الواقع. وأوضح فتح الله أن الحديث عن أي تطوير التعليم بدون زيادة في الميزانية ووضع خطط مدروسة قصيرة وطويلة الأجل والوقوف على آليات تنفيذها، سيكون بدون طائل. كما أكد على ضرورة أن تكون الخطط الموضوعة ممولة تمويلاً ذاتيا وليست من جهات أجنبية تُملي شروطها على المنظومة التعليمية في مصر. وكان مجلس النواب قد وافق، في منتصف يوليو/تموز الماضي على اقتراض وزارة التربية والتعليم 500 مليون دولار من البنك الدولي لتطوير التعليم. وأضاف الخبير التربوي «إن ميزانية التعليم رغم محدوديتها لم ترتفع منذ سنوات، في الوقت الذي اضطرت فيه وزارة التربية والتعليم لعمل نظام الدراسة المسائي بسبب قلة المدارس والفصول، وتكدس الطلاب. وأشار إلى أن هناك مدرسة في القاهرة يبلغ عدد الطلبة فيها داخل الفصل الواحد 76 طالبا، وتساءل مستنكرا: عن أي تطوير نتحدث أمام هذا التكدس الطلابي؟ لهذا خسرنا السودان لماذا قال مصطفى النحاس تقطع يدي ولا أفصل السودان عن مصر. الإجابة على لسان عبد الرحمن فهمي في «المصري اليوم»: كانت العلاقة بين الدولتين علاقة غريبة، علاقة «اندماج»، كل من الدولتين لا غنى لأى منهما عن الأخرى، علاقة حياة أو موت. كانت السودان هي مزرعة مصر الكبرى، خير ربنا كله في السودان. أرض شاسعة بلا حدود، صالحة للزراعة، الماء موجود بلا حدود، والماء يحمل الطين الأسود الذي سموه يوماً «الذهب الأسود» الذى يحول الأرض البور إلى أخصب أرض فإذا كانت السودان هي مزرعة مصر الكبرى العظمى فقد كانت مصر كل شيء بالنسبة للسودان، مدارس ومستشفيات وبضائع من كل نوع وبناء بيوت ومساجد. كنا نرسل للسودان كل شيء حتى الموظفين لإدارة بعض شؤون الحكومة. كل هذا على نفقة حكومة مصر. وظل فاروق «ملك مصر والسودان» إلى أن جاءت ثورة يوليو/تموز 1952 وكثر الكلام عن هذه الوحدة بين البلدين. في هذه الفترة بدأ موضوع السودان موضوع مجلس قيادة الثورة. يسافر بعض أعضاء مجلس الثورة برئاسة محمد نجيب القريب من السودانيين ولكن صراع السلطة كان قد بدأ، وتأجل السفر أكثر من مرة. ثم اختاروا صلاح سالم للسفر وحده باعتبار أن السودانيين أفارقة ساذجون معظم حياتهم في الغابات، وصلاح سالم رجل «مناظر» يسمونه «شووي» سيأكل عقل شعب على طبيعته الطيبة. وبالفعل قضى صلاح سالم وقتاً في الغابات يقفز هنا وهناك ورقص مع من رقص من الشباب. ولم يقابل أو يتفاهم مع المثقفين ورؤساء الأحزاب. عاد صلاح سالم وهو يظن أنه أدى مهمته على أكمل وجه وسيكسب الرأي العام. وكانت المفاجأة أنه حتى أحزاب الوحدة فى السودان بدأت تفكر في أن هؤلاء حكام مصر الجدد لا يصلحون لاستمرار الوحدة مع مصر. العراق ضحية الجميع الحرب على ترامب لاتنتهي ومن المشاركين فيها عماد أديب في «الوطن»: صادر الرئيس الأمريكى 597 مليار دولار في البنوك الأمريكية لحسابات خاصة بمسؤولين عراقيين سابقين وحاليين، وفاجأ ترامب العالم بالإعلان عن أن أموال المسؤولين العراقيين في المصارف الأمريكية سوف تصبح حصة للشعب الأمريكي، لأنها ملك لهذا الشعب باعتبارها ضريبة دم الجنود الأمريكيين التي أُزهقت دفاعاً عن السارقين العراقيين. ونشر موقع الخزينة الأمريكية أسماء وأرقام حسابات كبار المسؤولين العراقيين الذين أودعوا الأموال المنهوبة من الخزانة العراقية ومن قبَل المساعدات الأمريكية. وجاء في هذه اللائحة أرقام مخيفة وفلكية لكبار المسؤولين العراقيين، مثل نوري المالكي الذي بلغت ودائعه في البنوك الأمريكية 66 مليار دولار، وعدنان الأسدي 25 ملياراً، وباقر الزبيدي 30 ملياراً، وهوشيار زيبارى 21 ملياراً، ومسعود بارزاني 59 ملياراً، وحيدر العبادي 17 ملياراً، وأحمد نوري المالكي 14 ملياراً (بالإضافة لحساب والده!) وآخرين. المذهل في القائمة أنها تضم أقطاباً شيعية وأقطاباً سُنية وأقطاباً من الأكراد، وأن كل النخبة السياسية والطبقة الحاكمة بلا استثناء شريكة – رغم خلافاتها الشديدة وانتماءاتها المتعددة – فى حزب واحد، وهو حزب الفساد الضخم المخيف. والمذهل أيضاً أن الرئيس الأمريكي الذى صادر هذه الأموال عليه أن يدرك أن صناعة هؤلاء الفاسدين تمت في عهد إدارة الموفد الأمريكي «بريمر»، وتحت سمع وبصر ومشاركة بعض أقطاب الإدارة الأمريكية. وإذا أراد الرئيس الأمريكي حقاً أن يفتح أبواب جهنم فإن عليه أن يفتح تحقيقاً حول أسماء الشركات الأمريكية العملاقة التي قامت بإعادة إعمار العراق بعد الغزو، والتي باعت الأسلحة، وقامت ببيع النفط العراقي، ومدى مساهمتها في تسهيل سرقة قسط كبير من هذه الأموال الفاسدة. إيران تخنق العرب اتضحت الصورة كما رصدها عباس الطرابيلي في «الوفد» وبات بترول العرب فى قبضة يد إيران. هي الآن حرب اقتصادية تعلنها إيران.. ظاهرها ضد أمريكا ولكن حقيقتها أن العرب هم الهدف الأول والأساسي، هدفها الإيراني «خنق» العرب من خلال منع تصديره وليس العرب فقط، بل ومصر أيضًا. ولكن كيف؟! بل هو فعلًا حصار اقتصادي يستهدف إنهاك العرب ـ و مصر من بينهم ـ من خلال هذا البترول. فإيران بتهديدها بمنع خروج البترول العربي من مضيق هرمز شرقًا تكمل حلقة الحصار بمنع تصدير هذا البترول من مضيق باب المندب غربًا. وإذا كانت السعودية قد منعت ناقلات بترولها من الخروج، بعد الإنذار الإيرانى الذي نفذته بالفعل فإن ذلك يضرب مصر إذ إن جانبًا كبيرًا من البترول السعودي ـ ومعه ـ البترول الكويتي يأخذ طريقه عبر باب المندب ليصل إلى قناة السويس فلا تحصل مصر على رسوم المرور. والأهم: لا يصل هذا البترول إلى خط سوميد جنوب السويس وهناك تجرى عملية تكرير بعضه في معامل تكرير السويس وينطلق بعضه ـ عبر خط الأنابيب هذا ـ إلى سيدى كرير حيث يجرى تكرير بعضه ـ أيضًا ـ والباقي يتم تصديره إلى أوروبا. وفي كل هذه الأحوال تخسر مصر كثيرًا، أي مصر تخسر تمامًا كما تخسر أي دولة يمكن أن تستخدم هذا الخط، وكله بسبب مستنقع اليمن ومخطط إيران للسيطرة عليه لتكمل حصارها على السعودية: من أقصى الشرق عند قمة دول الخليج ثم من ناحية مضيق هرمز في أقصى الجنوب الشرقي، والآن تلعب في الجنوب من ناحية باب المندب. الفجوة بين الدولة والمجتمع تتضخم والنظام يستهلك الطبقة الوسطى حتى آخر قطرة حسام عبد البصير |
السويداء على خط النار والنظام السوري يُسخِّن باديتها مع تنظيم «الدولة» Posted: 03 Aug 2018 02:24 PM PDT دمشق – «القدس العربي»:لاتزال محافظة السويداء جنوبي سوريا، الملف الأسخن ميدانياً، في ظل إصرار النظام السوري على جرها الى مزيد من التوتر في اعقاب مجزرة مروعة راح ضحيتها نحو 150 مدنياً وجرح العشرات، ونحو 35 مخطوفاً، في هجوم لتنظيم الدولة على المنطقة التي اتهم فيها النظام السوري بتسهيل تلك المجزرة بعد نقل نحو 1200 من مقاتلي التنظيم الى البادية السورية، فيما تتعاظم المخاوف من عمليات عسكرية وشيكة بعد إرسال قوات النظام امس الجمعة تعزيزات عسكرية هي الأكبر من نوعها إلى ريف السويداء الشرقي تمهيداً لهجوم محتمل على البادية، وسط مطالبته لأهالي قرية الشبكي تسليمها الأسلحة التي استحوذوا عليها من تنظيم «الدولة» ابان الهجوم الأخير. مدير شبكة اخبار «السويداء 24» نور رضوان اكد لـ«القدس العربي» وصول تعزيزات عسكرية غير مسبوقة الى العديد من قرى المحافظة الشرقية، تضم مئات العناصر من الفرقة 15 وعشرات الآليات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والسيارات العسكرية، ومئات عناصر «الدفاع الوطني» من مركزي جرمانا والسويداء، موضحاً أن تلك التعزيزات انتشرت في القرى المتاخمة لبادية السويداء، والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة اذ يتوقع ان تتخذ تلك لقرى منطلقاً للعمليات العسكرية في ريف المحافظة. وأشار إلى أن وصول قوات النظام ترافق مع حركة نزوح المدنيين من القرى الشرقية باتجاه عمق المحافظة، لافتاً إلى أن معظم هذه القرى أخليت من النساء والأطفال على وجه الخصوص بشكل تدريجي منذ هجوم تنظيم الدولة في الخامس والعشرين من شهر تموز الفائت. وأضاف ان «التعزيزات العسكرية للجيش قدم معظمها من محافظة درعا ومن الفرقة الخامسة عشرة في السويداء، تزامناً مع وصول تعزيزات لفصائل رديفة من مدينة «السلمية» في ريف حماة، ومدينة جرمانا وصحنايا في ريف دمشق». لافتاً الى ان «قوات النظام نشرت نقاطاً عسكرية في الريف الشرقي على مدار أيام هذا الأسبوع، تزامناً مع ضربات جوية ومدفعية بشكل مكثف استهدفت مناطق سيطرة تنظيم الدولة في البادية، وتركزت على منطقة «الكراع». وكانت قوات النظام لسوري قد هاجمت تنظيم الدولة في بادية السويداء في حزيران الفائت، وتمكنت من السيطرة على مساحات واسعة ومحاصرة التنظيم في جيوب عدة ، خلال معارك خلفت خسائر بشرية فادحة في صفوف الطرفين، إلا أن قوات النظام انسحبت نهاية حزيران من المناطق التي سيطر عليها باتجاه درعا، وأعاد تنظيم الدولة سيطرته عليها». وقال مصدر اهلي لـ«القدس العربي» إن قوى عسكرية تابعة لفرع الأمن دخلت امس الجمعة الى قرية الشبكي وطالبت المسحلين فيها بتسليم جميع الأسلحة والذخائر التي استحوذوا عليها من تنظيم الدولة خلال الهجوم الأخير، ما دفع الأهالي لطرد الوفد العسكري واعطائهم دقائق عدة لمغادرة القرية. وأوضح المتحدث ان حالة من الغليان تسيطر على أهالي القرية ممن يسعون الى فتح قنوات تواصل من اجل فك أسر قرابة 40 شخصاً بينهم نساء وأطفال لدى تنظيم الدولة. مشيراً الى ان عناصر التنظيم تواصلوا مع احد أقارب المخطوفين، في السادس والعشرين من الشهر الفائت أي بعد يوم واحد من المجزرة، وأرسل له صور 14 مخطوفة، ومقطعاً مصوراً لاحدى النساء التي ذكرت في شريط مصور شروط التنظيم لإطلاق الأسرى، مبيناً الى ان المحاولات لم تتوقف في سبيل فك أسر الأهالي منذ ذلك الحين. وشملت شروط التنظيم، إطلاق سراح معتقليه لدى النظام، ووقف الحملة على حوض اليرموك، وعدم استخدام قوات النظام لأراضي السويداء في أي عملية عسكرية ضد التنظيم، وابتعادها مسافة 25 كيلومتراً عن مواقع التنظيم في البادية. السويداء على خط النار والنظام السوري يُسخِّن باديتها مع تنظيم «الدولة» هبة محمد |
غضب في مصر بعد تصوير أطفال اتهموا بالتهريب وساويرس يعمل على توظيفهم Posted: 03 Aug 2018 02:23 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: أثار مقطع فيديو نشرته الصفحة الرسمية لمحافظة بور سعيد تحت عنوان «عدد من الوافدين من المحافظات الأخرى الذي تم ضبطهم أثناء قيامهم بأعمال التهريب»، غضباً واسعاً من قبل المصريين، إذ ظهرت فيه مذيعة تتحدث مع بعض الأطفال المتهمين بالتهريب من الجمرك، وتلومهم بأسلوب حاد. رواد مواقع التواصل انتقدوا تصوير أطفال اضطروا للعمل بتهريب البضائع الأجنبية غير خالصة الرسوم، عبر المنافذ الجمركية في المحافظة، بسبب الفقر، في وقت تهمل فيه مئات الشخصيات المتهمة بالفساد، والمقربة من السلطة. وأخلت نيابة بورسعيد أول أمس الخميس، سبيل الأطفال الأربعة الذين ظهروا في الفيديو بعد دفع غرامة مالية. لكن المجلس القومي للأمومة والطفولة أصدر بيانا قال فيه إنه «خاطب النائب العام لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال واقعة القبض على أطفال لقيامهم بعمليات تهريب جمركي، وتصويرهم من خلال أحد الإعلاميين أثناء عرضهم على جهة التحقيق، بالمخالفة لقانون الطفل». وأوضحت الأمينة العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، عزة العشماوي، أن «خط نجدة الطفل استقبل بلاغاً حول هذا الفيديو المخالف للاتفاقيات الدولية وقانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008». وأشارت إلى أن «المادة رقم 116 مكرر (ب) في القانون المشار إليه، تنص على أن (يعاقب بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تتجاوز خمسين ألف جنيه كل من نشر أو أذاع بأحد أجهزة الإعلام أي معلومات أو بيانات، أو أي رسوم أو صور تتعلق بهوية الطفل حال عرض أمره على الجهات المعنية بالأطفال المعرضين للخطر أو المخالفين للقانون)». وطالب المجلس الإعلاميين بـ«ضرورة الالتزام بقانون الطفل الذي يحظر تصوير أو استضافة الأطفال المعرضين للخطر، أو الأطفال المخالفين للقانون». البيان أوضح أن «محافظ بور سعيد وجه لجنة الحماية في المحافظة لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، حيث تم تشكيل لجنة من الدفاع الاجتماعي لبحث حالة الأطفال وتقديم الدعم اللازم لهم، ونجحت اللجنة فى إخلاء سبيلهم بعد دفع الغرامة المالية الموقعة». نجيب ساويرس، رجل الأعمال المعروف دخل على خط القضية، معلناً أنه يعمل على توظيف الأطفال الذين ظهروا في الفيديو، مشيرا إلى إرسال محاميه للتصالح مع الجمارك في الواقعة لإنهاء الأمر. وفي تدوينة على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» رد ساويرس على أحد متابعيه الذي طالبه بتوظيف الأطفال: «بالضبط كده! بيحصل دلوقتي وبعتلهم محامي للتصالح مع الجمارك والإفراج إن أمكن علشان نوظفهم». غضب في مصر بعد تصوير أطفال اتهموا بالتهريب وساويرس يعمل على توظيفهم |
مدريد تعلن اعتقال مغربيين خططا لاغتيال شخصيات يهودية في اسبانيا Posted: 03 Aug 2018 02:23 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: كشفت التحقيقات الأمنية الاسبانية أن المغربيين اللذين تم اعتقالهما الأربعاء بتهمة تشكيل كيان لتجنيد عناصر جهادية جديدة والترويج للأفكار المتطرفة في مقاطعتي برشلونة وتاراغونا شمال شرق اسبانيا كانا يُخططان لاغتيال شخصيات يهودية رفيعة المستوى في اسبانيا. وكانت قوات الحرس المدني داهمت منزلين في بلدة ماتارو في برشلونة، وألقت القبض على المشتبه بهما، وتم تحديد هويتيهما، وهما «ب.م» (46 عاماً)، من مواليد مدينة تطوان، و»و.ك» (36 عاماً)، من مواليد طنجة. وأكدت السلطات الاسبانية أن «التطواني» و«الطنجاوي» يُفترض أنهما شاركا في التجنيد ونشر الأفكار المتطرفة بين أشخاص أبدوا استعدادهم للسفر إلى مناطق الصراع والانضمام إلى الجماعات الإرهابية، موردة أن عناصر الأمن حصلت على معطيات أكثر حول نشاطهما، بينت أن هدفهما كان يتمثل في «قتل جميع اليهود» المتواجدين في الديار الاسبانية. ووجد الحرس المدني منشورات على الإنترنت و»تدوينات فيسبوكية» في وسائل التواصل الاجتماعي تُشير إلى أن الرجلين يدعيان أن هدفهما هو «قتل شخصيات يهودية»، و»تجنيد أعضاء جدد من مقاتلي داعش»، تمهيداً لإرسالهم إلى مناطق الصراع والانخراط في صفوف الجماعات الإرهابية. وأوردت المصادر الاسبانية وفق موقع «هسبريس» أن الإطاحة بالمشتبه بهما تأتي في إطار مخطط أمني كبير أطلقته مدريد سنة 2015 لكشف الأفراد الذين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية والإنترنت لتجنيد الإرهابيين والمتطرفين الجدد. وقال وزير الداخلية الاسباني إن فقدان تنظيم «الدولة» للأراضي والعناصر البشرية والمادية على حد سواء، في سوريا والعراق، تسبب في زيادة النشاط الإرهابي على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي. وتعول الأجهزة الأمنية الاسبانية على المعلومات التي توفرها نظيرتها المغربية قصد فك شفرات خريطة الإرهاب في اسبانيا. كما قام البلدان بعمليات مشتركة لمكافحة الإرهاب، خصوصا في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. ومنذ أن رفعت اسبانيا في حزيران / يونيو 2015 من مستوى الإنذار ضد الإرهاب إلى الدرجة 4، مكنت العمليات الأمنية المشتركة بين الرباط ومدريد من توقيف 175 شخصاً لهم توجه عنيف ومتطرف. ويُرتقب أن يكون ملف الرفع من وتيرة التعاون الأمني حاضراً بقوة خلال الزيارة المزمع أن يقوم بها الاشتراكي بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الاسبانية، إلى المغرب خلال الشهر الجاري. مدريد تعلن اعتقال مغربيين خططا لاغتيال شخصيات يهودية في اسبانيا |
خبراء أمريكيون يعتقدون أن مبادرة ترامب بالحديث مع إيران مخادعة وغير جدية Posted: 03 Aug 2018 02:23 PM PDT واشنطن ـ «القدس العربي» ووكالات: قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في وقت سابق هذا الأسبوع، إنه على استعداد للحديث مع إيران دون أى شروط مسبقة، في تعليق انتشر في صدارة الصحف ولكن العديد من المعلقين الأمريكيين يرون أن المبادرة، التى تبدو وكانها لفتة سخية هي، في الواقع، غير جدية ولا تتناقض مع محالاوت تسخين الأمور مع إيران إلى درجة التهديد بالقيام بعمل عسكري. الرئيس الأمريكي انتهك اتفاقية دولية عبر انسحابه من خطة العمل المشتركة التى وقعتها الولايات المتحدة مع إيران وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين والمانيا، وانتهك اتفاقية متعددة الأطراف منحت إيران فرصة لتخفيف العقوبات مقابل فرض رقابة صارمة على برنامجها النووي من قبل وكالة المراقبة الدولية التابعة للامم المتحدة، مما يثير تساؤلات حول سبب الادلاء بهذه التصريحات غير البرئية. المعلقون الأمريكيون درسوا بعناية تعليقات ترامب ليخرجوا بعدة استنتاجات ملفتة للنظر، إذ قال ترامب في تصريحه بأنه لا يعرف ما إذا كان قادة ايرن على استعداد بعد لهذه المحادثات، وهو بالتاكيد يعلم الإجابة مسبقا لان إيران قالت انها لن تعيد التفاوض بشأن شروط صفقة وقعتها بالفعل وامتثلت لها بالكامل، وعلاوة على ذلك، فإن العقوبات التى سيعيدها، في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، ستبدأ في الحاق الضرر بالاقتصاد الإيراني المتعثر بالفعل، ودفع ترامب من خلال ترك الصفقة وتهديد شركاء الولايات لمتحدة المتبقين في الاتفاق اقتصاد إيران الهش إلى حالة من الضعف. وقال ترامب «في نهاية المطاف، سيرغبون في الاجتماع»، هذا التصريح، وفقا لما قاله العديد من المحللين، جاء من وحى سياسة الادارة الأمريكية السابقة التى فرضت المزيد من العقوبات لجب إيران إلى طاولة المفاوضات، ولكن واشنطن نجحت ذلك لأنها نسقت مع الدول الأخرى، وأكد ترامب بأنه على استعداد للالتقاء في أى وقت يريدون، وهذا تصريح يحمل دلالات ذات مغزى، فترامب غير معجب بالصفقات المتعددة الأطراف، وقد جاء شركاء الولايات المتحدة في أوروبا بإصلاحات طلبها ترامب، ولكنه انسحب على أي حال، لأن ما يريده صفقة ثنائية، وبالتاكيد يمكن ملاحظة الإصرار على استخدام تعبير أنا بدلا من نحن في لغة ترامب. واستخدم ترامب لمئات المرات تعبير «انا لا افعل ذلك من قوة أو ضعف»، واستخدمه ثانية مع إيران، لذلك من الصعب الاعتقاد بأنه يسعى للتفاوض على اتفاق نووي آخر، وقال ترامب بأنه لا يضع شروطا مسبقة ولكن وزير خارجيته، مايك بومبيو، وضع على الفور الشروط في أى اجتماع مستقبلي، وفي الواقع، فقد وضع بومبيو الشروط ال 12 في شهر ايار/ مايو، والتي يريد ترامب من إيران أن تقبلها. ويترقب الإيرانيون موعد عودة العقوبات الأمريكية الاثنين إذ إنها تهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار الذي أضعفه أساسا الفساد والإدارة السيئة. مظاهرات واحتجاجات وذكرت الوكالات الحكومية الإيرانية في وقت متأخر من مساء الخميس ان «تظاهرات متفرقة» ضمت بضع مئات من الأشخاص جرت في عدد من مدن البلاد مثل شيراز (جنوب) والأحواز (جنوب غرب) ومشهد (شمال شرق) وكرج قرب طهران. واظهرت تسجيلات فيديو وضعت على شبكات التواصل الاجتماعي ولم يعرف مصدرها تظاهرات في مدن سياحية مثل أصفهان (وسط) وكذلك في طهران الخميس. أكد عدنان طبطبائي مدير المعهد الفكري الألماني «كاربو» الذي يتابع القضايا الإيرانية من كثب أن «هذه التظاهرات ستتواصل». وأضاف إن «السلطة تعرف أنها شرعية لكن الخطر يكمن في أن تخترقها مجموعات من داخل البلاد ومن خارجها وأن تصبح عنيفة». والمؤشر الرئيسي للأزمة الاقتصادية هو التراجع الكبير في سعر صرف العملة الوطنية الريال الذي خسر ثلثي قيمته منذ بداية العام الحالي. وحاولت الحكومة الحد من انخفاضه في نيسان/أبريل عبر تحديد سعر رسمي ثابت وتوقيف عدد من الصرافين في السوق السوداء، وهي إجراءات لم تؤد سوى إلى تعزيز السوق الموازية. وفضل الكثير من الإيرانيين الميسورين مغادرة البلاد بينما نزل آخرون، أكثر فقرا على ما يبدو، إلى الشوارع للتعبير عن قلقهم. وكانت الولايات المتحدة انسحبت في أيار/مايو من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015 وأعلنت في الوقت نفسه أنها تريد ممارسة «اقصى حد من الضغوط» على إيران عبر فرض عقوبات جديدة تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 06 آب/اغسطس وفي تشرين الثاني/نوفمبر. وتستعد شركات متعددة الجنسيات كانت قد توجهت إلى إيران قبل ثلاث سنوات، مثل المجموعات الفرنسية بيجو ورينو وتوتال، لمغادرة البلاد. وتحاول شركات أخرى أصغر حجما، الاستفادة من الغموض السائد وتعول على حماية الحكومات الغربية المصممة على إنقاذ الاتفاق النووي. مبادرات متأخرة قال رجل أعمال غربي يعمل في قطاع المحروقات في طهران «لا أحد يعرف الشكل الذي ستتخذه هذه العقوبات. إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب تتعمد فعل ذلك ليشعر الجميع بانهم مهددون». وأضاف «سمعت عن أربع شركات ألمانية للمنتجات الصيدلانية تسعى للتمركز في إيران من أجل التصدي للولايات المتحدة». وتابع أن التهديدات الأمريكية تثير استياء الأوروبيين أكثر مما تخيفهم. ويرى محللون إنه يمكن لإيران أن تتوقع تراجعا كبيرا في صادراتها النفطية مع بيعها 700 ألف برميل يوميا بحلول نهاية هذا العام مقابل 2,4 مليون برميل حاليا. وقالت دول بينها الهند والصين وتركيا إنها تعتمد على النفط الإيراني إلى درجة كبيرة، وأن ذلك لا يسمح لها بالامتثال للعقوبات الأمريكية، لكن عددا من مكرري النفط الأوروبيين خصوصا، يقومون بالانسحاب من السوق الإيرانية. ويرى كثيرون أن المبادرات الأخيرة لطهران التي استبدلت مؤخرا حاكم البنك المركزي وأوقفت أكثر من عشرة مضاربين بالعملة، تأتي متأخرة. واكد محمد رضا بهزديان المسؤول السابق في غرفة تجارة طهران ان «الحكومة لم تنجح في الاستفادة من الوضع عندما كانت الظروف تسمح بذلك» عبر تبنيها خطة اقتصادية مقنعة. وأضاف «سيكون من الأصعب عليها التحرك في وقت الأزمة». خبراء أمريكيون يعتقدون أن مبادرة ترامب بالحديث مع إيران مخادعة وغير جدية ترقب في طهران لإعادة فرض العقوبات مع تدهور العملة رائد صالحة |
الضفة الغربية تشهد تظاهرات ضد الاستيطان وقيادة القوى تدعو لتطوير المقاومة في كل المناطق Posted: 03 Aug 2018 02:22 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية مسيرات شعبية، رفضا للاستيطان ومخططات الإدارة الأمريكية لتمرير «صفقة القرن»، فيما واصلت قوات الاحتلال عمليات المداهمة والتفتيش التي انتهت باعتقال عدد من المواطنين بينهم فتية، علاوة على مصادرة مبالغ مالية كبيرة. وشارك عشرات الفلسطينيين في مسيرة قرية نعلين غرب مدينة رام الله، الأسبوعية، التي انطلقت عقب أداء صلاة الجمعة باتجاه جدار الفصل العنصري والأراضي المصادرة جنوب القرية، حيث أشعل الشبان الإطارات واعتلوا الجدار ورفعوا عليه العلم الفلسطيني. وقامت قوات الاحتلال بمهاجمة المشاركين في المسيرة بقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في صفوفهم. كذلك نظم أهالي بلدة بيت ريما شمال غرب مدينة رام الله أمس الجمعة، وقفة تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام، شارك فيها أسرى سابقون خاضوا تجربة الإضراب. وأصيب شاب بعيار معدني مغلف بالمطاط والعشرات بحالات اختناق، جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرة كفر قدوم شمال الضفة، الأسبوعية المناهضة للاستيطان، التي خرجت تنديدا بـ «صفقة القرن» الأمريكية، وللمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 15 عاما من قبل الاحتلال. العشرات يؤدن الجمعة في الخان الأحمر وأدى عشرات المواطنين صلاة الجمعة في قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، المهددة بالهدم من قبل سلطات الاحتلال، وذلك ضمن برنامج الفعاليات التضامنية مع سكان القرية. وقال خطيب الجمعة «إن الادارة الأمريكية تسعى من خلال قراراتها باقتصار عدد اللاجئين الفلسطينيين على 40 ألف لاجئ، وتصفية قضية القدس باعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال، وتصفية القضية الفلسطينية، وإعطاء غطاء قانوني وشرعي لدولة الاحتلال لتوغل استيطانها في كافة أراضي الضفة الغربية». وشدد الخطيب على ضرورة «ازدياد حجم المساندة ونصرة الخان الأحمر، وتوسيع نطاق المقاومة الشعبية أمام قرارات الاحتلال، ورفض كافة المخططات الاسرائيلية، حتى يعلم المحتل أننا لا نستسلم أبدًا». يشار إلى أن قيادة القوى الفلسطينية في الضفة الغربية، شددت على ضرورة تفعيل وتطوير وتعميق المقاومة الشعبية في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى ضرورة تكامل الدور مع «مسيرات العودة» في قطاع غزة. القوى تجدد طلب توفير الحماية وجددت في بيان لها طلبها بضرورة تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والضغط على الاحتلال لإلزامه بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي «في ظل تصعيد عدوان وجرائم الاحتلال وخاصة البناء والتوسع الاستعماري الاستيطاني وهدم البيوت والتصعيد الخطير في القدس والاقتحامات اليومية للمسجد الاقصى». وشددت على ضرورة فرض مقاطعة جادة وحقيقية على الاحتلال على كل الاصعدة والتخلص من كل الاتفاقيات معه سواء السياسية والاقتصادية أو الأمنية، ودعم حركة المقاطعة الدولية BDS، واتخاذ المواقف الجادة والكفيلة بوقف هذه «السياسات الإجرامية». ودعت الدول العربية لقطع العلاقات مع كل الدول التي تنقل سفارتها الى مدينة القدس، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذا لقرارات القمم العربية دهم واعتقالات وقبل انطلاق تلك الفعاليات، شنت قوات الاحتلال حملات مداهمة انتهت باعتقال عدد من المواطنين، ومصادرة أموال خاصة من المنازل، وكذلك زعمت العثور على أسلحة. واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين من بلدة دورا جنوب الخليل، بعد أن أجرت عملية تفتيش دقيق لمنازلهم، كما قاما بتسليم مواطن آخر بلاغا لمقابلة مخابراتها، وزعمت قوات الاحتلال أنها عثرت على أسلحة خلال مداهمة منزل في المدينة، كما قامت بمصادرة مبالغ مالية خلال تلك الحملة. وفي عملية دهم أخرى اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا آخر من مدينة قلقيلية، بعد محاصرة منزل عائلته، واخضاعه للتفتيش، كما قام مواطن آخر من المدينة بتسليم نفسه، بعد مطاردة من قبل الاحتلال دامت طوال الأشهر الماضية. وقامت قوات الاحتلال فجر أمس بحملة اعتقالات لشبان من مدينة القدس المحتلة، وتحديدا من البلدة القديمة، وبلدة سلوان، كما اعتقلت الفتيين محمد وهبة ومهدي أبو عصب والشاب مهيب القطب أثناء خروجهم من المسجد الأقصى. وكانت سلطات الاحتلال قد جددت الاعتقال الإداري للأسير المريض معتز محمد عبيدو (38 عاما) من مدينة الخليل، لمدة ستة أشهر. وأفادت هيئة الأسرى والمحررين أن سلطات الاحتلال كانت قد أصدرت في وقت سابق أمر اعتقال إداري بحق الأسير عبيدو بالمدة ذاتها ، رغم أن حالته الصحية صعبة وخطيرة، حيث يعاني من إصابات في منطقة الحوض، جعلته يتنقل على كرسي متحرك. وفي سياق قريب اعتبرت حكومة الوفاق الوطني، تدشين سلطات الاحتلال الاسرائيلي «كنيساً» وإقامة «بؤرة استيطانية» جديدة في حي سلوان جنوب المسجد الأقصى، «تصعيداً جديداً ضمن الهجمة الاحتلالية الإسرائيلية التي تدعمها الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب». وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، في بيان أصدره أمس «إن تدشين الكنيس وإقامة البؤرة الاستيطانية في حي سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك وبمشاركة وزراء في حكومة نتنياهو يعتبر واحداً من محاولات هذه الحكومة المتطرفة لإشعال نيران حرب دينية غريبة عنا وعن بلادنا وعن ثقافتنا»، وأكد أن ما جرى يعتبر أيضا «تحدياً سافراً للأمتين العربية والإسلامية وللمجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية». وقال إن تلفيق إقامة هذه «البؤرة الاستيطانية» تحت اسم «مركز تراث يهود اليمن» يهدف إلى «التغطية على العنصرية التي بلغت الحناجر لدى المسؤولين الإسرائيليين»، لافتا إلى أن قصة يهود اليمن تتمثل في أنهم فروا من اضطهاد الغربيين من معتنقي اليهودية إلى سلوان حيث أغاثهم الأهالي وأوجدوا لهم ملجأً آمناً بينهم لسنوات. وطالب المتحدث الرسمي الحكومات العربية والإسلامية بـ «العمل على تقديم الدعم اللازم لصمود الأهل في مدينة القدس العربية المحتلة والذين يتعرضون لمخاطر التهجير والترحيل عن ديارهم ومدينتهم»، كما طالب المجتمع الدولي بـ «التحرك العاجل» لوقف الإجراءات الاحتلالية والتصعيد الاستيطاني الاحتلالي الخطير. الضفة الغربية تشهد تظاهرات ضد الاستيطان وقيادة القوى تدعو لتطوير المقاومة في كل المناطق الاحتلال داهم منازل واعتقل عددا من الفلسطينيين بينهم فتية في القدس المحتلة |
وزارة الشؤون الدينية الجزائرية تأمر بسحب أحد المصاحف بسبب «تضمنه أخطاء»! Posted: 03 Aug 2018 02:22 PM PDT الجزائر – «القدس العربي»: أمرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بسحب النسخ المتداولة من المصحف الشريف الموسوم «مصحف الحاذق الصغير» الذي ضبطه ونسقه عبد الحميد رياش، بسبب أخطاء تضمنها المصحف، داعية أئمة المساجد إلى سحبه من الرفوف ومنع الطلاب من تداوله، علما أن رياش نفسه سبق أن تحدث عن أخطاء عديدة في مصاحف أشرفت عليها وزارة الشؤون والأوقاف. وأشار بيان صدر عن الوزارة إلى ورود أخطاء في المصحف المسمى «مصحف الحاذق الصغير» الذي ضبطه ونسقه عبد المجيد رياش، وصدر عن دار ابن الحفصي للطباعة والنشر. وطلبت وزارة الشؤون الدينية من جميع أئمة المساجد، سحبه من رفوف المصاحف، كما دعت أساتذة القرآن الكريم إلى منع تداوله بين الطلاب، سواء كان ذلك في الزوايا الطرقية أو في المدارس القرآنية. وأوضح البيان أن الوزارة اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لدى الجهات المخولة للتدخل من أجل منع تداول هذا المصحف، وسحبه من المساجد والمكتبات والغاء رخصة طبعه. الغريب أن قرار وزارة الشؤون الدينية يأتي بعد أقل من أسبوع من تأكيد صاحب «مصحف الحاذق الصغير أن هناك مصاحف عدة تشرف عليها وزارة الشؤون الدينية توجد فيها العديد من الأخطاء، وخاصة طبعة «ردوسي»، الذي قال إنه خلال أكثر من عشرين سنة قضاها في هذا المجال لم يرى مصحفًا تضمن هذا العدد من الأخطاء. وأضاف في مقال نشره على صحيفة «الشروق» (خاصة) أن كل المصاحف التي أصدرتها وزارة الشؤون الدينية منذ الاستقلال، ليس فيها مصحف سليم من الأخطاء العلمية، أو المنهجية، متحدثا عن المصحف العتيق الموسوم بـ «وجه الجزائر»، مؤكدا أن هذا المصحف « لم ينل أي احترام، لا من حيث الإخراج الفني، ولا من حيث صحة رسمه وضبطه»! وشدد على أنه حتى بعد طباعة هذا المصحف لم يُراجَع كليا، بل هناك إطارات من الوزارة المعنية طالبت بإدراجه ضمن صفقة 2018». ويأتي قرار وزارة الشؤون الدينية بسحب «مصحف الحاذق الصغير» ليفتح الباب للتساؤل عما إذا كان الأمر له علاقة بانتقادات رياش لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بخصوص المصاحف التي تنشرها، لأنه لما يقول إنه لا يوجد أي مصحف خالٍ من الأخطاء طوال أكثر من نصف قرن من الزمن يضرب مصداقية الوزارة التي يشرف عليها محمد عيسى. وزارة الشؤون الدينية الجزائرية تأمر بسحب أحد المصاحف بسبب «تضمنه أخطاء»! |
المخرب الذي قتلتموه طفل في الخامسة عشرة! Posted: 03 Aug 2018 02:22 PM PDT في عيد الميلاد الـ 15 لـ أركان مزهر الذي سيصادف في 20 آب/اغسطس، خطط الأب ثائر لأن يشتري له هاتف محمول. «بلفون» قال بالعبرية. ولكن قبل أربعة أسابيع من عيد ميلاده وأثناء اقتحام الجيش لمخيم الدهيشة للاجئين في يوم الاثنين فجرا في 23 تموز/يوليو أطلق جندي النار على أركان، وقد أصابه «بالضبط في الجانب الأيمن من قلبه». هكذا لخص الأب في إاشارته إلى صورة ابنه الميت، قميصه مفتوح ويظهر صدر ابنه. لدينا 180 صورة لأركان، أعطني واحدة منها تظهره وهو لا يبتسم، قال باشتياق الأب في بداية هذا الاسبوع وهو جالس في الديوان الواقع في زقاق ضيق والذي يوجد فيه بيت العائلة. أيام العزاء الثلاثة الرسمية مرت ولكن شباب المخيم استمروا في القدوم إلى الديوان والتعبير عن عزائهم. والجلوس على أحد الكراسي في الغرفة والاستماع للأب وهو يتحدث عن ابنه الذي أصبح غير موجود، وإضافة ذكرياتهم ـ بالطبع الانتقال إلى حادثة سياسية. «الولد سجل للدراسة في السنة المقبلة في مدرسة مهنية»، قال الأب، «أراد تعلم كهرباء السيارات أو ميكانيكا السيارات. كل أصدقائه ومعلميه وأخواته يقولون كم كان لطيفا، محبا للناس ومستعد للمساعدة. قبل سنة ونصف تقريبا انتقل الولد للنوم مع جدته نظمية، المريضة، كي يكون بجانبها إذا احتاجت للمساعدة في الليل. في شهر رمضان قام بملء زجاجات عصير الخروب والليمون وباع 25 زجاجة ووزع 25 أخرى. في الأشهر الخمسة الأخيرة أكثر من مكوثه مع قريبه حسن مزهر ابن الـ 17 الذي تحول إلى مقعد بعد أن استقرت رصاصة أطلقها جندي في عموده الفقري. فقط مرة واحدة في حياته خرج من حدود الضفة الغربية عندما رافق والده في السفر إلى عمان. لم ير البحر ولا الجليل ولا يافا وعكا. «هناك شيء ما يجب أن تعرفيه عن أركان»، قال الأب ونحن نجلس في الشقة الصغيرة جدا التي تتناثر فيها أغراض العائلة المكونة من 9 أفراد وأصبحوا الآن 8. وأشار إلى الأريكة المريحة التي جلس عليها مع الأم اصفهان والابنة البكر كيان، وقال «هذه صنعها أركان بيديه». وهو صغير جدا كان يعمل بالنجارة لمساعدة العائلة، عندها اشترى له والده عدة قطع واستأجر له غرفة في المخيم لصنع الأثاث بنفسه. قطعة الأثاث الأولى هي الأريكة. وقال الأب، هناك أمور يجب أن تعرفيها عن أركان. «النقود التي كسبها اشترى لي بها ملابس. قلت له هذا غير ضروري، لكنه صمم». «أركان تحمل مسؤولية أكبر من عمره»، قالت أمه ابنة الـ 22 سنة. في بداية الحديث كانت أعينها جافة، فقط أنفها الأحمر دل على بكائها. بعد ذلك انفجرت بالبكاء ومسحت دموعها وواصلت الحديث. «لقد نمت في ليلة الاحد ـ الاثنين ورأيت أركان في الساعة 11 ليلا عندما عاد وذهب إلى جدته التي تسكن في المقابل. فجأة في الساعة الرابعة فجرا جاءت جدته تدق الباب وتسأل إذا كان أركان عندي. لقد قال لي إنه سيذهب ليأكل شيء ما لكنه لم يعد. والآن أنا أسمع صوت رصاص ويوجد جيش في الخارج». قالت الأم التي قطعت الحديث لتشرح «أحيانا يخرج لشراء توست أو شيء ما في الليل. لدينا في المخيم وخاصة في الصيف يبقون مستيقظين في الليل حتى ساعات متأخرة. الوالدة سألت الجدة إلى أين ذهب أركان وأجابتها بأنه قال لها إنه جائع والساعة كانت الثالثة والنصف فجرا. الأم قالت «أردت معرفة إلى أين ذهب عندها اتصلوا هاتفيا بالبيت وقالوا إنه أصيب، لبست وخرجت مسرعة، الشارع كان مليئا بالجيش، لم استطع الاقتراب من الشارع، أنا أغلي من الداخل ولكنني انتظر بصبر خروج الجيش. وصلت إلى المستشفى، ما أعرفه أنه مصاب. في الخارج رأيت ناسا كثيرين وبدأت أركض. دخلت إلى الغرفة ورأيت أنه سقط شهيد. الرصاصة كانت في صدره. لم أصدق. فقدت الوعي، استيقظت ووجدت نفسي في البيت. أردت العودة إلى المستشفى ورؤيته، سمحوا لي بالدخول إلى الثلاجة لكي أودعه. رأيته وقبلته، هو طفل ماذا فعل؟. أركان كان من الشباب الذين نزلوا إلى الشارع الرئيسي في المخيم ورشقوا الحجارة على 10 ـ 15 سيارة عسكرية التي بدأت بمغادرة المخيم. شهود تحدثوا مع موسى أبو هشهش من بتسيلم قدروا أن أركان كان على بعد 2 ـ 40 مترا من السيارات، وهم يقدرون أنه أطلقت عليه النار من جندي من بين جنديين لم يدخلا بعد إلى الجيب. قبل بضع ساعات من ذلك اقتحم 25 جنديا تقريبا البيوت في حي الجعافرة القريب من الشارع الرئيسي. كان معهم كلاب وسلالم. عشرات الجنود الآخرين بقوا في الجيبات وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في كل الاتجاهات. في حين كان عشرات الشباب والفتيان يرشقون الحجارة عليهم من الأسطح والأزقة المجاورة. الجنود اقتحموا أيضا بقالتين ومحلا صغيرا لبيع الألعاب والقرطاسية. أحد الشهود، الذي تحدث مع باحث بتسيلم، قال إنه شاهد الشباب الذين رشقوا الحجارة على الجيبات التي أخذت تبتعد. عندها سمع صوت رصاصتين للنار الحية. ورأى أحد الشباب الذي ركض في وسط الشارع وهو يضع يده على صدره عندها ركض في الاتجاه المقابل بضع خطوات وسقط على الأرض. الشاهد وآخرون ركضوا نحو الشاب الذي لم يتحرك. ممرض متطوع رفع القميص واكتشف إصابة في الصدر التي كانت تنزف. بعد ذلك نقلوا أركان إلى المستشفى في سيارة خاصة لصاحب بسطة فلافل. من المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي جاء أنه «في إطار نشاط اعتقالي في مخيم الدهيشة في ليل 22 تموز/يوليو تطور خرق للنظام عنيف وخلاله قام فلسطينيون برشق الحجارة وإلقاء زجاجات حارقة على الجنود. القوات ردت بوسائل تفريق المظاهرات بإطلاق النار. بعد ذلك تلقينا معلومات عن قتيل فلسطيني. الحادث يتم التحقيق فيه من قبل الضباط. في موازاة ذلك فتح تحقيق شرطة لفحص ظروف الحادث. التحقيق ما زال مستمرا. عند انتهائه سيتم نقل النتائج لتقوم النيابة العسكرية بفحصها. خلال النشاط تم اعتقال متهمين. لا يرون الحقيقة نبأ موت أركان وصل إلى الأب من خلال مكالمة هاتفية في الساعة الرابعة والنصف فجرا، وهو موجود في بئر السبع. قبل ذلك بساعات تحدث مع ابنه أركان ورآه في «الواتس أب»، وهذا أيضا أرسل له تسجيل له ولشقيقه غسان ابن السنتين. بعد أن اشترى له البوظة. «قالوا لي إنه أصيب. تعلقت بقشة وأردت أن أصدق أنه جرح حقا. إذا كان رشق حجر ألم يكن بإمكانكم إطلاق النار على رجله؟» سأل بغضب. أفلام قصيرة تظهر الوالد وهو ينحني فوق ابنه الملفوف بالعلم الأحمر القاني للجبهة الشعبية وعلم فلسطين، يقبل جبهته وأعينه دامعة وهو يقول أنا أحبك. في الديوان في يوم الاحد الماضي مساء قال له أحد الحضور على سبيل العزاء: الآن يوجد لديك مئة ولد. الأب أجابه: أنا أعرف، أنا لست غاضب. لقد سمحت لنفسي أن اقول إنني لا أصدق. وعلى هذا أجاب الأب بسيل كلمات مندفع: ماذا يوجد للجيش في الدهيشة ليفعله. يرى طفل ابن 15 ويطلق عليه النار. ابني لم يذهب إليك، إلى تل ابيب وحيفا وعصيون، هو لم يعرضك للخطر. أنت جئت مقنعا ومسلحا وتدهن وجهك بالأسود ولم يكن يهددك أي خطر. «أنتم في المجتمع الإسرائيلي تقوم وسائل الإعلام بتدليلكم حتى لا تروا الحقيقة». وأضاف: «أنا فقدت ابني، أجمل شيء في حياتي. أردت أن أكون مسرورا به وأن أزوجه. ربما لا أعيش حتى يكبر ابني الصغير. في نهاية المطاف أنتم قمتم بإعدام ابني بدم بارد. من أطلق النار عليه أخذ مني كل حياتي. الضابط، الجندي أو رجل الشباك الذي قتله عاد إلى بيته، خلع زيه العسكري وأطعم ابنه وأعطاه الحليب قبل ذهابه للنوم. في نهاية الأمر كل واحد منكم هو جندي ورجل أمن. أنت جئت من معسكر عصيون لتقتل ولد وتقول إنك قتلت مخربا؟ أهذا هو المخرب الذي قتلتموه؟». وكي يشرح الأب قصده قام شخص ما وقدم لي تقريرا في موقع 0404 بعنوان «مخرب تم تصفيته وآخر أصيب بعد مهاجمة قواتنا خلال نشاط في الدهيشة»، كتبته نوعا مغيد. والأب واصل «لديكم في المجتمع الإسرائيلي يربون طفلا وكلبا، وأحيانا بنتين وكلبا. وإذا اختفى الكلب الشرطة تبحث عنه، أنا ربيت أولادا في بيتي، أركان طفل. لديكم يقولون عن ابن 22 طفل. في أوروبا عن أبناء 30. بناء على ذلك أركان هو طفل صغير. لن أتعامل مع قتله كمجرد حادثة دهس». الوالد قصد ما يتحدثون عنه في الدهيشة ـ ضابط إسرائيلي طلب أن يتعاملوا مع قتل أركان مثل «حادثة دهس»، ليس واضحا من هو الضابط: محقق الشباك الذي حقق مع معتقل عاد في هذه الأثناء إلى بيته. رجل الشباك الذي اتصل وقال هذا لأحد سكان المخيم أو ضابط اتصال إسرائيلي تحدث مع ضابط اتصال فلسطيني. ولكنهم على قناعة بأن هذه الأقوال قيلت، والاستهزاء الذي فيها يرتبط بالحملة التي يديرها الجيش ضدهم، وجدت تعبيرها في الاقتحامات العنيفة للمخيم وبيوته وإطلاق النار الحية والاعتقالات. هم يقولون إن المخيم هو بيت أحفاد عشرات القرى الفلسطينية المدمرة في 1948. قوي ومصمم ويتمسك بالمبادئ الفلسطينية. لذلك الجيش يحاول كسره ولإخضاعه مثل المخيمات الأخرى ومثل قطاع غزة. خلافا لعدد من مخيمات اللاجئين الأخرى التنظيمات الفلسطينية في الدهيشة وخاصة الجبهة الشعبية وفتح التي ما زال يوجد لها نفوذ اجتماعي، قررت عدم حيازة السلاح واستخدامه. «لا نريد لإعطاء الجيش ذرائع لتدمير المخيم لنا ويعرضوننا للخطر أكثر»، شرحوا لي هناك في هذا الاسبوع، «لكن حقنا أن نعارض الاقتحامات والعنف له بالحجارة». في بيتها على الأريكة التي صنعها ابنها قالت الأم: «أركان عند الله، لكن كيف سنستمر بالعيش بدونه؟ كيف سأصمد؟ هو في الجنة وأنا أريد الطيران إلى هناك، إلى المكان الذي يوجد فيه. أنا لا استطيع تحمل ذلك. وليعاقبهم الله». عميره هاس هآرتس 3/8/2018 المخرب الذي قتلتموه طفل في الخامسة عشرة! الفتى أركان مزهر رشق الحجارة على الجيبات العسكرية وتم إطلاق النار عليه صحف عبرية |
في ذكرى هجوم لـ«الدولة» على سنجار… بارزاني يطالب بتسهيل عودة اللاجئين Posted: 03 Aug 2018 02:22 PM PDT أربيل ـ «القدس العربي»: طالب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، أمس الجمعة، الحكومة العراقية بالإسراع في تحسين الأوضاع في سنجار والوفاء بواجبها في إعادة إعمار المنطقة لتسهيل عودة النازحين اليها. وأضاف، في بيان صحافي بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لفاجعة الإيزيديين واختطاف الآلاف منهم من قبل تنظيم «الدولة»: «تمر اليوم ( أمس) ذكرى إبادة جماعية للإيزيديين ارتكبها تنظيم الدولة، ودخلت هذه الإبادة الجماعية كواحدة من أشرس عمليات الإبادة الجماعية خلال القرن الحادي والعشرين في تاريخ الإنسانية». وبين أن «خلال تلك الحملة على منطقة سنجار، استشهد 1293 مدنياً من منطقة سنجار، كما تعرض للخطف 6417 أيزيدياً أغلبهم بنات قاصرات ونساء، كما فقد خلالها 2745 طفلاً والديهم، ودمرت العشرات من معابد الإيزيديين، وتم إلى الآن العثور على 69 مقبرة جماعية، هذه والعديد من الإحصائيات والأدلة الأخرى كافية لإصدار قرار خاص من البرلمان والحكومة العراقيين والمجتمع الدولي يقر بالإبادة الجماعية للأيزيديين». وتابع، وفق البيان أن «حكومة اقليم كردستان ستستمر في أداء واجبها في حماية الإيزيديين وتقديم المزيد من المساعدة للنازحين من منطقة سنجار، كما سيواصل مكتبنا الخاص العمل على تحرير المختطفين، وقد تم إلى الآن تحرير نصف العدد، ولن تتوقف جهودنا حتى تحرير جميع الأخوات والأخوة الإيزيديين المختطفين». وأوضح أن «حكومة إقليم كردستان، ومن خلال إمكانياتها، تسعى لتحسين الحالة المعاشية للنازحين من منطقة سنجار، الذين يعيشون منذ سنوات ظروفاً قاسية بسبب نزوحهم عن ديارهم». وزاد : «في هذا اليوم الحزين، نرى أن من الضروري أن تبدأ الحكومة الاتحادية العراقية بتطبيع أوضاع منطقة سنجار وأداء واجبها في إعادة إعمار منطقة سنجار وتوفير الخدمات لها ليتمكن النازحون من العودة بصورة طبيعية إلى ديارهم وموطن آبائهم وأجدادهم». ودعا، الدول الأعضاء في التحالف ضد تنظيم «الدولة»، والمجتمع الدولي عموماً، إلى المشاركة في إعادة إعمار منطقة سنجار وتحسين الحالة المعاشية لأبناء تلك المنطقة التي جعلت الإبادة الجماعية وإفرازاتها والحالة المعاشية الصعبة، حياتهم صعبة للغاية، مضيفا أن إعادة الإعمار وتحسين الأوضاع المعاشية لأبناء منطقة سنجار مهمة مشتركة وشاملة ومتعددة الجوانب. في السياق، طالب مسؤول وكالة الحماية والمعلومات وقائد قوات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، لاهور شيخ جنكي، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لكشف ملابسات تسليم قضاء سنجار إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» في شهر آب/أغسطس عام 2014. وقال، في بيان إن «تجار النفط سلموا المدينة إلى التنظيم المتطرف من أجل مصالحهم». وأعتبر أن «ما حدث بحق الإيزيديين على يد تنظيم داعش الإرهابي لم يكن عرضياً، وانما سُبق بتخطيط وتكتيكٍ عال المستوى خُطط له خارج الحدود، وشاركت فيه دول عظمى ولها تأثيرها في المنطقة من خلال أجهزتها المخابراتية». وحسب المصدر «المتهمين بتسليم سنجار إلى داعش مازالوا يتنعمون بالخير، وبأموال الفقراء والمساكين ويتاجرون بهذه القضية في أربيل وبغداد». وشدد جنكي على ضرورة أن يتدخل المجتمع الدولي لـ«كشف ملابسات تسليم المدينة إلى التنظيم الإرهابي ومحاسبة الجناة وتقديمهم إلى المحاكم الدولية لينالوا جزاءهم العادل»، محذراً في الوقت نفسه من أن «بقاء هذا الملف كما هو، فمن المحتمل أن تتكرر ظاهرة اجتياح المدينة مرةً أخرى لكن تحت غطاء آخر». إلى ذلك، دعا وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف، أمانة بغداد بإنشاء نصب تذكاري يجسد الجريمة «البشعة» التي تعرض لها الإيزيديين. وأشار في بيان إلى أن «ما تعرض له الإخوة الإيزيديون على يد عصابات داعش الإرهابية من قتل وتشريد وإغتصاب وتهجير ليست المرة الأولى فقد تعرض هذا المكون الأصيل على أرضه وأرض أجداده إلى القتل والتشريد والإبادة الممنهجة مرات عديدة على مر الأزمان»، موضحاً أن «ما تعرض له الإيزيديون من قبل عصابات داعش الإرهابية لم يحصل في التاريخ الحديث وفِي العراق إلا في حملات الأنفال التي شنها النظام الصدامي البائد ضد الكرد في الثمانينيات». كما بين أن «حجم الدمار المادي والبشري والنفسي الذي خلفه الاٍرهاب من الصعب أن يمحى خلال شهور بل يحتاج إلى سنوات عديدة وجهود حثيثة مشتركة مع الجميع» ، مشيراً إلى أن «أهم ردع لفكر داعش الإرهابي على الأرض يتمثل بإعادة الاستقرار للمناطق المحررة سيما قضاء سنجار الذي يعاني من تعقيدات كبيرة أهمها الأمنية و الإجراءات التي تحول دون عودة الاستقرار للقضاء «. وأضاف أن «الحكومة ومنذ بداية أزمة النزوح شرعت بتقديم مستلزمات الاغاثة والايواء فضلا عن بناء اكثر من 22 ألف وحدة سكنية على شكل مخيمات وكرفانات وتقديم الخدمات الضرورية لهم»، منوهاً إلى أن «كل هذه الإجراءات والخدمات لم ولن تنهي معاناة الأسر النازحة بسبب الأعداد الكبيرة والمشاكل الخدمية». ولفت إلى أن «اللجنة العليا لإغاثة وايواء النازحين خصصت خمسة مليارات دينار لإعادة الاستقرار لقضاء سنجار وإعادة الأسر الإيزيدية إلى مناطقهم المحررة». وفي آب/أغسطس 2014، شنّ تنظيم «الدولة» هجوماً واسعاً على منطقة سنجار في العراق خطف خلاله آلاف النساء والفتيات الإيزيديات. في ذكرى هجوم لـ«الدولة» على سنجار… بارزاني يطالب بتسهيل عودة اللاجئين مسؤول أمني يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لكشف ملابسات تسليم القضاء للتنظيم |
المطالبة بإلغاء التظاهرات الفنية في الجزائر شكل جديد للاحتجاج يثير قلق الحكومة ومخاوف الفاعلين Posted: 03 Aug 2018 02:21 PM PDT الجزائر ـ «القدس العربي»: تحوّلت مطالب بعض الجزائريين لإلغاء التظاهرات الفنية إلى أسلوب جديد للاحتجاج ضد ظروف العيش الصعبة المحيطة بهم خاصة في الولايات الداخلية والجنوبية. ورغم سلمية الاحتجاجات، التي رافقت إلغاء عدد من الحفلات، فإن النزعة الدينية التي ميزت تلك الاحتجاجات بإقامة الصلاة في ورقلة وسيدي بلعباس، فتحت نافذة واسعة على القراءات والتأويلات والمخاوف من تكرار سيناريو سنوات العشرية السوداء، والتي كانت ملامح بدايتها لا تختلف عن ملامح ما يحدث اليوم حسب تحليلات المختصين. بعد ورقلة وبجاية وقسنطينة، خرج سكان ولاية سيدي بلعباس، عشية الأربعاء في وقفة احتجاجية سليمة مطالبين بإلغاء الطبعة العاشرة لمهرجان أغنية الراي، وعلى الطريقة الاحتجاجية لسكان ورقلة، الذين أقاموا الصلاة العشاء أمام مسرح الهواء الطلق أقام سكان ولاية سيدي بلعباس صلاة المغرب أمام مقر دار الثقافة كاتب ياسين. في شكل سلمي هادئ، مثير للمخاوف والقلق، لدى الفاعلين في الشأن الثقافي، وبشكل أكبر لدى المسؤولين على الأمن في الدولة. شهدت ثلاث ولايات جزائرية احتجاجات كبيرة على إقامة الحفلات. بداية من بجاية يوم إلى سيدي بلعباس فيما كان الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة قد أعلن إلغاء الحفلين المبرمجين ليومي الخميس والجمعة في ولاية الوادي، خوفا من تكرر سيناريو الاحتجاجات في هذه الولاية الجنوبية. وللسبب نفسه غير المعلن من قبل رئيس بلدية بجاية حسين مرزوقي، قام هذا الأخير بداية الأسبوع الجاري بإلغاء الطبعة الـ16 لمهرجان الأغنية الأمازيغية بحجة تحويل ميزانية المهرجان إلى رفع النفايات من البلدية. ويبدو أن مبادرة تلك الجهات بإلغاء الحفلات بشكل مسبق يرتبط باستجابتهم لمطالب المواطن البسيط، الذي بات يرى في الثقافة «أمورا كمالية وهدرا للمال العام»، الذي يريده أن يستغل في توفير الشغل والرعاية الصحية والتهيئة المحلية من توفير للمياه والكهرباء وأمور أساسية أخرى. قراءة يختلف معها عدد من الأصوات الثقافية الجزائرية البارزة، على غرار الكاتب كمال داود، والإعلامية حدة حزام، والمخرج عبد القادر جريو، وإعلاميين ومثقفين كثيرين، ممن يبدون مخاوفهم من البعد الأصولي الإسلاماوي المعادي لكل ما هو ثقافي، حيث كتب هؤلاء محذرين من الطابع الديني لتلك الاحتجاجات (المتعلق بالصلاة في الشارع)، والذي لا يستبعد كمال دواد بان يكون بتنظيم وتدبير من جهات تريد أن تعبث بأمن الوطن واستقراره بإعادته إلى سنوات التسعينيات. رأي يؤيده عبد القادر جريو مخرج البرنامج الكوميدي (ناس السطح البرنامج السياسي الساخر من الأوضاع المعاشة في البلاد)، والذي حذّر من البعد المتطرف لتلك الاحتجاجات التي تستهدف الثقافة في الصميم، مؤكدا بأن الفنان والمثقف هو في الأصل ابن الشعب، وهو لم ولن يكون المسؤول عن هدر المال العام، مؤكدا بأن»ما يشهده الشارع الجزائري اليوم من حركات احتجاجية غير مؤطرة، يشبه ما عاشته الجزائر سنوات العشرية السوداء، حين تمت تصفية كل ما له علاقة بالفن والثقافة من مؤسسات وهيئات وحتى شخصيات». وشدّد جريو، على «غياب دور الدولة في الدفاع عن مهرجاناتها وبرامجها الثقافية التي ترعاها، مطالبا بالضرب بيد من حديد كل من يحاول المساس بتلك التظاهرات المرسمة من قبل الدولة». كما أكد ابن مدينة سيدي بلعباس أن المحتجين اليوم ضد الثقافة والفن لا يجيدون تصويب هدفهم نحو المسؤولين عن مشاكلهم الاجتماعية، متسائلا لماذا لم يثر الشعب ضد قضايا الفساد التي مست البلاد خلال السنوات الماضية؟ ويستبعد المختص في السياسات الثقافية عمار كساب في تصريحه لـعربي، البعد الإسلاماوي لتلك الاحتجاجات الشعبية، التي وإن كانت غير ناضجة، فهي لا تعطي الحق لأي كان في تصنيف هؤلاء المحتجين في خانة المتطرفين، مؤكدا بأن أي محاولة لإخراج الاحتجاج عن سياقه الاجتماعي، هو محاولة لتكميم الشارع، الذي «يعبر بوضوح بأنه لا يريد حفلاً موسيقياً بميزانيات عالية في حين أنه محروم من الكثير من الأساسيات في حياته». وفيما تظل تلك الاحتجاجات، حركات معزولة في عدد من الولايات، من دون أن تشهد أي انزلاقات أمنية أو أعمال عنف أبدى وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي صباح الخميس، موقف الحكومة من تلك الاحتجاجات، مؤكدا بأن «الدولة لن تتسامح مع من يريد العبث باستقرارها وأمنها «، مضيفا بأن «على أولئك الذين يريدون أن يقتاتوا من يوميات المواطن عشية كل استحقاق سياسي مغردين خارج السرب أن يعوا بأن المواطن الجزائري لا يختبر في حب وطنه ودعمه الكامل واللامشروط لأمن واستقرار بلده والتفافه حول جيشه». المطالبة بإلغاء التظاهرات الفنية في الجزائر شكل جديد للاحتجاج يثير قلق الحكومة ومخاوف الفاعلين |
انتهاء الفرز والعد اليدوي في الديوانية والمالكي يسعى لتشكيل الكتلة الأكبر Posted: 03 Aug 2018 02:21 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: أكد المتحدث باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، القاضي ليث جبر، أمس الجمعة، انتهاء عملية العد والفرز اليدوي للمحطات التي وردت بشأنها شكاوى في محافظة الديوانية، متوقعا الانتهاء من محطات الكرخ اليوم السبت. وأوضح، في بيان صحافي ، أن «مجلس مجلس المفوضين مستمر بالاشراف المباشر على عمليات الفرز لاستكمال المحطات التي وردت بشأنها طعون في جانب الكرخ من بغداد». وأضاف، أن «من المتوقع الانتهاء من محطات جانب الكرخ السبت، بحضور وكلاء الأحزاب السياسية والمراقبين الدوليين والمحليين». الخبير القانوني علي التيميمي، بين أن «الأيام المقبلة ستشهد الكثير من الطعون بنتائج الانتخابات فور اعلانها»، مبيناً أن «المحكمة الاتحادية ستعجل بموضوع الطعون من أجل الإسراع بتشكيل الحكومة». ولفت في تصريحات إلى أن «المحكمة الاتحادية ستتسلم الطعون بنتائج الانتخابات خلال 10 أيام من إعلان المفوضية لها، حيث ستقوم الهيئة القضائية الثلاثية بالبت بها بعد هذه المدة». وحسب المصدر «مجلس المفوضية سيقوم برفع الأمر إلى المحكمة الاتحادية بموجب المادة 93 من الدستور من أجل المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات وعضوية النواب». وبين أن «الدستور لم يحدد مدة لتشكيل الحكومة، إلا أن عملية تشكيل الكابينة الوزارية الجديدة ستسغرق 3 اشهر، بسبب الطعون في نتائج الانتخابات، والآلية التي ستشكل بها الحكومة». وأوضح أن «الايام المقبلة ستشهد طعون كثيرة بنتائج الانتخابات أمام المحكمة الاتحادية، وسيستغرق ذلك وقت كبير، ولكن المحكمة ستعجل بالموضوع من اجل تشكيل الحكومة». وطبقاً له «بعد انتهاء واجب مجلس المفوضية ستنتهي مهام القضاة المنتدبين، وينبغي على الحكومة أن تشكل مفوضية جديدة لإدارة العملية الانتخابية للانتخابات المحلية». في الاثناء، أكد عضو ائتلاف «دولة القانون»، محمد العكيلي، أن ائتلافه يسعى لتشكيل الكتلة الأكبر من كتل سياسية فائزة تمثل جميع المكونات، مشيراً إلى أن رؤية الاطراف الباقية لجمع الكتل تحت مسميات الشمولية أو الأبوية «ليست قوية وسينفرط عقدها». وأوضح أن «دولة القانون يسعى لتشكيل كتلة أكبر تضم جميع أطياف الشعب العراقي والكتل السياسية التي خرجت من صناديق الاقتراع بوجود أغلب الكتل السياسية الممثلة للمكونات العراقية»، مبيناً أن «هذه الكتل تعمل على وضع وصياغة برنامج سياسي يستمر لأربع سنوات إضافة إلى برنامج حكومي متفق عليه بين الكتل السياسية المشكلة للكتلة الأكبر». واضاف أن «منصب رئيس مجلس الوزراء سوف يأتي عبر السياقات الدستورية من خلال تفاهم وطني»، لافتا إلى أن «رؤية الاطراف الاخرى الساعية لتشكيل الكتلة الاكبر هو ارضاء الكتل تحت مسميات شمولية أو أبوية أو أي مسمى آخر». وأعتبر أن «رؤية الطرف الآخر بجمع وإرضاء الكل نشعر أنها لن تكون رؤية قوية، وسرعان ما سينفرط عقد المتحالفين وفق هذه الرؤية، لاننا نعتقد أن هناك ضرورة لوجود مبدئية بالعمل السياسي وفق المعيار الديمقراطي بوجود أغلبية حاكمة وأقلية معارضة تقويمية وبناءة وليست هدامة». وشدد على أن «رؤية دولة القانون قد لا تحل جميع المشاكل الموجودة حاليا بشكل جذري، لكنها ستكون أرضية صحيحة ومهمة وحجر الزاوية للمراحل المقبلة والدورات اللاحقة». انتهاء الفرز والعد اليدوي في الديوانية والمالكي يسعى لتشكيل الكتلة الأكبر |
الفرزلي: مجبورون على التواصل مع الدولة السورية Posted: 03 Aug 2018 02:20 PM PDT لندن – «القدس العربي»: يحتل ملف اللاجئين السوريين حيزا مهما من الاهتمام اللبناني، لكن ثمة من يسأل إن كان بالإمكان حل هذا الملف بدون وجود علاقات ما بين الحكومتين اللبنانية والسورية. ويقول في هذا الصدد نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي لموقع «سبوتنيك» الروسي الاخباري: «هؤلاء مواطنون سوريون واجب الدولة السورية عندما تستقر الأمور في البلد أن تكون مسؤولة عن شعبها وعن جمهورها وتطالب بعودتهم وتسأل عنهم، سواء اتصلت الحكومة اللبنانية بها أم لا، هذا واجب الدولة تجاه مواطنيها، وفي الوقت عينه في لبنان عندما نقول إنه يجب على لبنان أن يقدم على الاتصال بالدولة السورية لأن لبنان صاحب المصلحة المباشرة ليس المعنوية فحسب بل المادية أيضاً بمحاولة إنهاء مسيرة اللجوء وعودة السوريين إلى بلادهم لأسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية». وأضاف في حديث لـ«سبوتنيك»: «من هنا عندما نتحدث عن اتصال بين الدولة اللبنانية والدولة السورية نتحدث عن حاجة لبنان إلى ذلك لتسريع عودة اللاجئين». ولفت الفرزلي إلى أن لبنان لا يستطيع أن يستمر على هذه الحالة، مشيراً إلى أن الاتصال سيتم، وأنه يتم على مستويات عديدة أمنية واقتصادية وزراعية ومالية وأمنية وعسكرية، وهذا الاتصال سيكتسب مع الوقت قوة ديناميكية أكبر وأكبر بمقدار ما تستطيع الدولة السورية أن تربح المعركة الكبرى وهي معركة الانتصار على أعدائها في الداخل والخارج، في الوقت عينه لبنان مجبور أن يذهب باتجاه التواصل مع الدولة السورية». وحول رفض رئيس الحكومة المكلف سعد الدين الحريري التواصل مع الحكومة السورية قال الفرزلي: «هي وجهة نظر لا تتعلق بالمصلحة الوطنية، وهذا ما قاله بنفسه إنه حتى إذا المصلحة اللبنانية العليا اقتضت الاتصال بالسوريين أنا لا أريد الاتصال». وختم الفرزلي قائلاً: «نحن نعول تعويلاً كبيراً على المبادرة الروسية». الفرزلي: مجبورون على التواصل مع الدولة السورية |
موريتانيا: حركة «نستطيع» المعارضة تندد باعتقال مرشحها في القائمة الوطنية Posted: 03 Aug 2018 02:20 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: أعلنت حركة «نستطيع» المعارضة لنظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمس عن اعتقال مرشحها على رأس القائمة الوطنية في الانتخابات النيابية المنتظرة في اليوم الثاني لشهر سبتمبر/أيلول المقبل. وكتب ولد الشيخ في تدوينة نشرها دقائق بعد اعتقاله «يبدو أن الملف لايزال تحت الطبخ لمضايقة أبناء موريتانيا الصادقين وصدهم عن خدمتها، لكننا سائرون». وأكدت الحركة في بيان وزعته أمس «أن القيادي في الحركة الدكتور محمد ولد الشيخ (إعلامي مقيم في قطر) مرشحها على رأس القائمة الوطنية ضمن اتفاق سياسي مع حزب «الجيل الجديد» معتقل من طرف جهاز أمن الدولة في ظروف غامضة». «وتأكدت الحركة، يضيف البيان، من تفتيش منزل الدكتور الواقع في منطقة تفرغ زينة مساء الأربعاء دون مذكرة توقيف قضائية واقتياده إلى مكان مجهول.» وأوضحت «أن وضعية مرشحها الصحية تتطلب نظاما غذائيا وتتطلب استعمال الدواء، وقد تم قطع هذا النظام ولم تسهل السلطات الوصول للمرشح في مكان الاحتجاز، بل إن مفوضية شرطة تفرغ زينة التي تم التحقيق فيها معه تنفي اعتقاله أصلا». وأعلنت الحركة «أنها بدأت اعتصاما مفتوحا أمام مفوضية شرطة تفرغ زينة رقم واحد للضغط من أجل معرفة مصير المرشح والإفراج الفوري عنه». وأكدت حركة «نستطيع» الشبابية «أن اعتقال مرشحها يشكل إهانة للكرامة الإنسانية ومخالفة واضحة للقانون وانتكاسة للحريات السياسية في موريتانيا التي توجد على أبواب موسم سياسي للانتخابات البلدية والنيابية والجهوية.» وطالبت الحركة «القوى السياسية والحقوقية بتسجيل موقف الرفض إزاء هذا الاعتداء السافر على الحريات وعلى الكرامة الإنسانية». وفي موقف آخر، استنكرت حركة «محال تغيير الدستور» الشبابية المعارضة اختطاف الشرطة الوطنية للدكتور محمد ولد الشيخ مرشح «حراك نستطيع» المعارض للنيابيات ومنع ذويه من الزيارة وعدم توفير الأدوية التي تتطلبها صحته بشكل منتظم». «إننا في حراك «محال تغيير الدستور»، يضيف البيان، لنعلن تضامننا التام مع جميع أبناء الوطن الشرفاء وبخاصة من يتعرضون منهم للمحن في ظل عهد الجنرال الذي لا يقيم وزنا للحريات العامة». وأوضحت الحركة «أنه على البوليس السياسي أن يدرك أن المضايقات والاختطاف أسلوب قديم دأبت عليه الأنظمة القمعية وليس الوسيلة الأنجع لتركيع الشعوب «. «ونحن نتوجه إلى الرأي العام، يضيف البيان، للقيام بواجب استنكار هذ الحادث في فترة يتوجه فيها الشعب للانتخابات التي يفترض أن تكون أجواؤها تنعم بالحرية بدل التضييق والملاحقات بدون مذكرة قضائية». موريتانيا: حركة «نستطيع» المعارضة تندد باعتقال مرشحها في القائمة الوطنية |
انفلات أمني يسود قضاء الدجيل والشرطة العراقية تعثر على جثتي شيخين من قبيلة خزرج قتلتهما ميليشيا شيعية Posted: 03 Aug 2018 02:19 PM PDT صلاح الدين ـ «القدس العربي»: يسود قضاء بلدة الدجيل، جنوب محافظة صلاح الدين، لليوم الثاني على التوالي، حالة من الانفلات الأمني، وذلك بعد اختطاف اثنين من شيوخ قبيلة خزرج على يد ميليشيا «عصائب الحق» الشيعية، المنضوية ضمن فصائل «الحشد الشعبي» لتعثر الشرطة العراقية في ما بعد على جثثهم مرمية على قارعة الطرق وقد اعدموا رميا بالرصاص. ما استدعى رداً من أبناء عشيرة خزرج الذين هاجموا وأحرقوا مقار تابعة لميليشيا العصائب، وقطعوا الطريق الرابط ما بين بغداد وصلاح الدين ، لتندلع مواجهات مسلّحة عنيفة بين الطرفين استمرت لساعات، وتتجدد بين الوقت والآخر. مصدر أمني، طلب عدم الكشف عن اسمه، أكد لـ«القدس العربي»، «ازدياد حوادث الجريمة المنظمة وعمليات الخطف والقتل والسلب وفرض الأتاوات، تمارسها ميليشيا عصائب أهل الحق، وتستهدف أبناء قبيلة خزرج». هذه الميليشيات، وفق المصدر «تحولت في الأونة الأخيرة إلى قوة احتلال وعصابات فرضت هيمنتها وسيطرتها بشكل علني بقوة السلاح في البلدة عبر إنشاء العديد من المقارالمسلحة ومعسكرات التدريب، وباتت موازية للأجهزة الأمنية للدولة، وتهدد أمن واستقرار المواطنين في قضاء الدجيل وترتكب جرائمها تحت سقف القانون والحماية الحكومية بذريعة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية «. وبين أن «هناك صراعا مسلحا قائما منذ قرابة العام بين ميليشيا عصائب الحق وعشائر خزرج يتجدد بين الحين والآخر، سببه التجاوزات والخروقات الأمنية التي يرتكبها مسلحو العصائب باستمرار، منها التعدي على ممتلكات المدنيين والاستيلاء على الدور السكنية والأراضي الزراعية ومصادرة عدد منها بصفة غير شرعية بهدف حصول الميليشيات على المال، وفضلاً عن التصفيات الجسدية للأشخاص البارزين من أبناء عشيرة خزرج المنخرطين في صفوف القوّات النظامية الأمنية وميليشيا سرايا السلام «. عشائر خزرج، طالبت حكومة محافظة صلاح الدين المحلية، في مناسبات عديدة، بضرورة إخراج الميليشيات من الدجيل، وعلى وجه الخصوص ميليشيا العصائب، وإغلاق مقراتهم المنتشرة داخل المدن وحصر السلاح بيد الدولة وتجنيب الأهالي الصدام المسلح» حسب المصدر الذي استدرك أن «هذه الميليشيات أقوى من أجهزة الدولة، بما تمتلكه من نفوذ ودعم خارجي وحماية توفرها أحزابها السياسية والدينية التي باتت جزءا من منظومة العملية السياسية في العراق». وأوضح المصدر أن «رغم التوتر الحاصل بين الجانبين، إلاّ أن القوّات الأمنية وبمساندة العشائر في صلاح الدين يحاولان نزع فتيل الأزمة، وإعادة الهدوء إلى قضاء الدجيل الذي بدأ يشهد عمليات نزوح لعشرات الأسر المرعوبة من جرائم الانتهاكات التي تنفذها المليشيات». وأشار إلى أن «عشائر خزرج، وضعت عدة شروط لعدم تكرار الاشتباكات المسلحة، وأبزرها سحب ميليشيا العصائب من الدجيل وتسليم جميع عناصر السيطرة الوهمية الذين قاموا باغتيال الشيخ عناد محمود الهزاع الخزرجي والشيخ عباس عراك الخزرجي، بعد اختطافهما قرب سيطرة العبايجي بعد عودتهم من تشييع عقيد الشرطة حسين الفيصل الخزرجي، مساء الأربعاء». وكان رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، أحمد الكريم، قد دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى إخراج كافة فصائل ميليشيات «الحشد الشعبي» من المحافظة. وقال في بيان «الوضع الأمني لن يستتب بالدجيل طالما هناك من يتحدى الدولة بسلاحه». وأضاف أن «وجود الفصائل المسلحة داخل المدن يخلق أزمات متعاقبة من الصعب تجاوزها، ولابد من أن يتم حصر السلاح في محافظة صلاح الدين بيد الدولة بشكل كامل لتجنب تدهور الوضع الأمني». يشار إلى أن حركة «عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، وكتائب ميليشيا «حزب الله» تنظيم العراق، تعدان من أبرز الميليشيات سيطرة ونفوذا في محافظة صلاح الدين ذات الأغلبية العشائرية. وهاتان المجموعتان متهمتان بالوقوف وراء الكثير من أعمال الاختطاف والتهجير والتصفية على الهوية الطائفية وعمليات التغيير الديمغرافي التي تجري في المحافظة منذ أعوام. وينقسم أفراد قبيلة الخزرج، بين السنة والشيعة، فأفراد العشيرة في قضاء الدجيل من الشيعة، بينما أفرادها القاطنون في مدينة تكريت ومحيطها من السُنّة. انفلات أمني يسود قضاء الدجيل والشرطة العراقية تعثر على جثتي شيخين من قبيلة خزرج قتلتهما ميليشيا شيعية |
الغزّيون يحيون جمعة «شهداء القدس» بمسيرات شعبية كبيرة و«البالونات» تحدث حرائق جديدة والاحتلال متخوف من نيران «قناصة غزة» Posted: 03 Aug 2018 02:19 PM PDT غزة – «القدس العربي»: أصيب العشرات من الفلسطينيين خلال المواجهات التي اندلعت مع جنود الاحتلال قرب «مخيمات العودة الخمسة»، على حدود غزة الشرقية، ضمن إحياء جمعة «شهداء القدس» التي دعت لها الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، وأكدت على استمرار هذه الفعاليات، ودعت لمضاعفة المشاركة فيها، حتى تحقيق مطالبها، في الوقت الذي أعلنت فيه سلطات الاحتلال عن وقوع حرائق جديدة في منطقة «غلاف غزة» بفعل البالونات الحارقة. وعلى غرار أيام الجمع الماضية التي شهدت فعاليات «مسيرة العودة» التي انطلقت يوم 30 آذار/ مارس الماضي، وصل المشاركون في الفعاليات إلى مناطق الحدود القريبة من السياج الفاصل عن قوات الاحتلال في خمس مناطق شرق مدينة غزة، ورشقوا عن قرب جنود الاحتلال المتمركزين خلف ثكنات عسكرية وداخل الآليات العسكرية بالحجارة، بعد أن أشعلوا النيران في إطارات السيارات، للتشويش على جنود القناصة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أن المواجهات التي شهدتها الحدود أسفرت عن إصابة العديد من المواطنين بجراح وحالات اختناق، جراء إطلاق النار الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المتظاهرين. وقبل اندلاع فعاليات يوم أمس، أعلنت وزارة الصحة أن 155 فلسطينيا استشهدوا بنيران إسرائيلية منذ بدء فعاليات مسيرات العودة السلمية، من بينهم حسب ما أكد الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، 23 قاصرا، و3 من الإناث، ومسعفان، ولا يشمل العدد ثمانية شهداء تحتجزهم سلطات الاحتلال. وقال إن عدد الإصابات بلغ حوالى 17 ألفا و259 فلسطينيا، بينهم 3279 طفلا وقاصرا، ونحو 1553 سيدة، فيما بلغ عدد الإصابات الخطرة 404 إصابات، و61 حالة بتر في الأطراف. وبذلك يرتفع عدد المصابين الذين سقطوا منذ اندلاع فعاليات «مسيرة العودة» التي انطلقت يوم 30 مارس/ آذار الماضي، في إطار مطالبات سكان غزة بحقوقهم في رفع الحصار، وإحياء قضية اللاجئين التي تعمل الإدارة الأمريكية وإسرائيل على شطبها هي وملف القدس من الحل النهائي. يشار إلى أن جيش الاحتلال كان قد دفع قبل انطلاق فعاليات يوم أمس بمزيد من القوات، في المناطق الحدودية القريبة من مخيمات العودة، بهدف قمع المتظاهرين بالقوة المفرطة. وخلافا للجمع الماضية لم يشاهد في تلك المناطق جنود الاحتلال كعادتهم سابقا، وبقوا مختفين خلف الثكنات وداخل الآليات، خشية من تعرضهم لنيران قناصة من غزة. وجاءت فعاليات الأمس في ظل استمرار الخشية الإسرائيلية من تعرض جنود الجيش لعمليات قنص. ووفق تقرير لموقع «واللا» الإسرائيلي فإن قيادة جيش الاحتلال في المنطقة الجنوبية أعلنت استعدادها لـ»كافة السيناريوهات» والاحتمالات، وأصدرت تعليمات بمراقبة منطقة الحدود بشكل كثيف. وجاءت فعاليات الأمس في ظل تشديد إسرائيل حصارها لقطاع غزة، بمنع إدخال الوفود للسكان، كـ «عقاب جماعي»، على إطلاق «البالونات الحارقة»، غير أن ذلك لم يمنع مطلقيها من الاستمرار، ما أدى إلى اشتعال نحو 14 حريقا في العديد من مناطق «غلاف غزة»، وقامت طواقم الإطفاء الإسرائيلية بالسيطرة عليها. وأدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان القرارات الإسرائيلية المتلاحقة الخاصة بتشديد إجراءات الحصار على قطاع غزة، وإغلاق المعبر التجاري الوحيد «كرم أبو سالم» بشكل كامل، وحظر إدخال كافة أنواع الوقود والغاز والسلع والاحتياجات الأساسية لسكان القطاع. وحذر المركز في بيان له من «العواقب الكارثية» على حياة مليوني فلسطيني، يعانون من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية بفعل التأثيرات الخطيرة، الناجمة عن تلك الإجراءات. وتأتي فعاليات الأمس أيضا بعد وصول وفد حركة حماس القيادي الرفيع من الخارج، بقيادة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، لعقد لقاءات مع قيادة الحركة في غزة، لبحث ملفي «التهدئة الطويلة» مع إسرائيل حسب المقترحات المصرية والأممية، وكذلك ملف المصالحة مع حركة فتح. وتسعى مصر والمبعوث الأممي للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف لنزع فتيل الأزمة في غزة، ومنع اندلاع «حرب رابعة» من خلال التوصل إلى تهدئة طويلة يتم بموجبها التخفيف عن كاهل سكان غزة المحاصرين. ودعت الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار لـ «التحشيد وللمشاركة الواسعة» في الفعاليات الشعبية على الحدود، وأشادت بتضحيات الشهداء والجرحى. وقالت إنها «لن تتراجع وستواصل المسيرة بإصرار على استكمال درب النضال والكفاح الجماهيري السلمي حتى تحقيق أهداف هذه المسيرات بكسر الحصار، والعودة إلى الديار». وأشادت في الوقت ذاته بنضال أهالي القدس. وأكدت على فشل محاولات الاحتلال فرض معادلة التهدئة مقابل التهدئة في ظل الاحتلال والحصار، كونها تتجاهل حقوق الشعب الطبيعية في الحرية والحياة الكريمة، وطالبت الوسطاء بضرورة وقف الغطرسة الإسرائيلية. وأعلنت استمرار المسيرات السلمية، مؤكدة على رفضها لكل الحلول «التصفوية»، وعلى رأسها «صفقة القرن» الأمريكية بمختلف مخططاتها على الأرض. ومنذ يوم 30 آذار/ مارس الماضي، انطلقت فعاليات «مسيرات العودة» في خمس مناطق حدودية تقع إلى الشرق من القطاع، حيث تقام هناك العديد من الفعاليات الشعبية، ودفعت عمليات القتل واستهداف المتظاهرين المدنيين، جهات حقوقية دولية ومحلية إلى توجيه انتقادات حادة لإسرائيل، ونادت بفتح تحقيق عاجل في عمليات قتل الفلسطينيين. الغزّيون يحيون جمعة «شهداء القدس» بمسيرات شعبية كبيرة و«البالونات» تحدث حرائق جديدة والاحتلال متخوف من نيران «قناصة غزة» الهيئة الوطنية دعت لتفعيل المشاركات في «مسيرة العودة» |
ناشطون في حزب «العدالة والتنمية» المغربي يوجهون نقدا لاذعا للعثماني Posted: 03 Aug 2018 02:19 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: وجه ناشطون في حزب العدالة والتنمية المغربي نقدا لاذعا للحكومة التي يقودها سعد الدين العثماني الأمين العام للحزب وذلك في لقاء مفتوح بين العثماني مع شباب حزبه، امس الجمعة حيث لم يتوان المشاركون، في توجيه سهام النقد اللاذع والقوي. وتوجه أحد أعضاء الشبيبة بشكل مباشر للعثماني مخاطباً إياه «أنت خطابك لا القلب، وكذلك خطاب مجموعة من أعضاء الأمانة العامة ووزراء في حكومتك. وأضاف «بالأمس عندما رفع الإخوان الشعب يريد بنكيران من جديد، لم تتقبل هذا الشعار بشكل رياضي كما قلت لنا». وقال عضو آخر «تطلب منا أن نحب الوطن والوطن حكرنا…ونريد أن نرى وزراء يدخلون السجن إذا ارتكبوا اختلالات. لماذا هذا الصمت سي العثماني.. المواطنون يتساءلون علاش كتسكت بزاف» (لماذا تسكت كثيرا). وقال موقع الاول المغربي إن عضوا في الشبيبة طالب العثماني بتوضيح طرد ثلاثة صحافيين من موقع الحزب الرسمي »هل ضاق صدر الحزب من الآراء المختلف داخله» وأكد أحد الأعضاء «لا أحد يمكن أن ينكر وجود تيارين في الحزب تيار يتم إقصاؤه وهو تيار «الصمود»، وتيار أخر يطغى داخل الحزب وهو تيار الإستوزار». ولم يتردد أحد الأعضاء في الاعتراف أمام العثماني بكون أن «حزب العدالة والتنمية ليس لديه مشروع مجتمعي، ولا برنامج سياسي، وذلك يظهر من خلال التخبط الذي يعيشه في التدبير، خصوصاً عقب إعفاء عبد الإله بنكيران الأمين العام السابق للحزب». وحاول سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الرد على الانتقادات القوية لشبيبة حزبه وخاطبهم «أنصتوا قبل أن تتكلموا» وعاد إلى استعمال مصطلح «التحكم»، الذي ظل سلفه عبد الإله بنكيران يصف به من يعتبرهم خصوم حزبه وقال سوف يستمرون في مقاومه الحزب «بالمال والإدارة والتحكم والإعلام». ورد على أحد شباب حزبه الذي قال إن الحزب لا يملك رؤية سياسية ولا مشروعا مجتمعيا» «أقول لك أنك قتلتي الحزب وصافي ومنين جات هاد النجاحات ديال الحزب كاملة» (إنك قتلت الحزب ولا أعرف من أين أتت هذه النجاحات كاملة) و«الغريب أن يتحدث البعض عن تيار الاستوزار، وتيار آخر رغم أنكم من اختار وزراء الحزب من خلال مؤسسات الحزب». وعن خذلان حزب المصباح لأصوات الناخبين بقبوله دخول الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية «لم أفهم أن تقولوا بأننا خذلنا أصوات المواطنين بدخول الاتحاد الاشتراكي، هل تريدون أن نتحالف مع الأصالة والمعاصرة». وعاتب مناضلين من حزبه «هناك بعض الإخوة الذين صنعت لهم أراؤهم من قبل الصحافة التي تدق كل يوم وأحيي الصحافيين الشرفاء» . ناشطون في حزب «العدالة والتنمية» المغربي يوجهون نقدا لاذعا للعثماني |
تقرير حقوقي: إسرائيل تؤذي أهالي غزة بإطلاق النار ورش مبيدات من الجو Posted: 03 Aug 2018 02:18 PM PDT الناصرة – «القدس العربي» : يكشف تقرير جديد لجمعية «مسلك» الحقوقية الإسرائيلية، كيف تضر إسرائيل بسكان القطاع الذين يعيشون ويعملون في المنطقة المحاذية للسياج الفاصل ومنطقة الصيد. التقرير بعنوان «أين الحد؟»، تعرض «مسلك» ويحلل الأضرار الشخصية والاقتصادية، اللاحقة بسكان قطاع غزّة، نتيجة التقييدات الشاملة التي تفرضها إسرائيل على إمكانيات الوصول إلى الحيز البحري وإلى «المنطقة العازلة» داخل أراضي القطاع. كما يبين التقرير تأثير استخدام القوة من قبل إسرائيل لفرض تقييداتها داخل تلك المناطق على حياة السكان وعلى فرصهم في كسب الرزق. وحسب هذا التقرير أيضا تستخدم إسرائيل ممارسات مدمرة وغير قانونية، تتضمن إطلاق النار على السكان ـ الصيادين، ورعاة الأغنام والمزارعين ـ وكذلك رش مبيدات أعشاب بواسطة طائرات، الأمر الذي يلحق أضرارًا بآلاف الدونمات الزراعية والمراعي. وقد نشر التقرير في موقع إنترنت جديد، تم إطلاقه أمس، وهو نتاج عمليات بحث طويلة ارتكزت إلى مقابلات معمقة مع رجال ونساء فلسطينيين يعملون في الزراعة على امتداد السياج الفاصل، ومجموعات بؤرية بمشاركة راعيات أغنام في المنطقة. ويتضمن تحليلاً للمخاطر الناجمة عن الضبابية وعدم الوضوح بشأن «الأبعاد الآمنة» من السياج، وحدود المنطقة المسموحة للصيد قبالة شواطئ غزة. كما يتضمن مقاطع فيديو، وصورا وشهادات لأشخاص يعملون في الزراعة والصيد، كذلك معطيات بحثية ومحورا زمنيا وجغرافيا للتقييدات التي تفرضها إسرائيل في البر والبحر منذ اتفاقيات أوسلو. ويعرض أحد فصول التقرير المعلومات التي كشفتها جمعية «مسلك»، من خلال طلبات والتماسات قدمتها للمحكمة بموجب قانون حرية المعلومات، بخصوص الآثار المدمرة لعمليات رش مبديات الأعشاب باستخدام الطائرات في منطقة السياج، التي تنتهجها إسرائيل منذ أواخر عام 2014. وتؤدي عمليات الرش إلى تدمير محاصيل زراعية ومراع بمسافات تبعد حتى كيلومتر من السياج، داخل القطاع. كما وتلحق أضرارًا مادية هائلة، وتعرض للخطر صحة المزارعين، ورعاة الأغنام وجزء كبير منهم من النساء، وكذلك مجمل سكان المنطقة. ومنذ أن بدأت إسرائيل بممارسة عمليات الرش، تعرض للضرر قرابة 22 ألف دونم من الأراضي الزراعية، ومن ضمنها 8 آلاف دونم من المراعي، خلال النصف سنة الأخيرة. وللإغلاق الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة إسقاطات بالغة على الحياة اليومية للسكان، لكنها تتجاهل مسؤوليتها عن حماية الحقوق الأساسية للسكان، الذين تتحكم بمصائرهم. عمليًا، التقييدات التي تفرضها إسرائيل على المنطقة العازلة، إلى جانب القوة المستخدمة لفرض هذه التقييدات، أدت خلال العقد الأخير، قبل اندلاع موجة الاحتجاجات التي نشهدها في الفترة الأخيرة، إلى مقتل وإصابة الكثيرين وإلى أضرار بالغة بالممتلكات. كما تؤدي إلى انهيار اثنين من القطاعات الاقتصادية المهمة في قطاع غزة وإلى وقف النمو الاقتصادي. على إسرائيل التوقف عن ممارساتها المدمرة وغير المتناسبة، وتعويض المتضررين وإتاحة المجال لسكان القطاع لإقامة حياة سليمة، ومن ضمنهم الصيادون، المزارعون وراعيات المواشي. تقرير حقوقي: إسرائيل تؤذي أهالي غزة بإطلاق النار ورش مبيدات من الجو |
الرئيس عباس يشكل لجنة جديدة لإدارة شؤون الأسرى والمحررين برئاسة أبو بكر بدلا من قراقع Posted: 03 Aug 2018 02:18 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: استبدل الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس هيئة الأسرى والمحررين عيسى قراقع، بلجنة عليا لإدارة الهيئة، وسرت أنباء أن الأمر راجع لاعتراض قراقع على عمليات خصم رواتب أسرى غزة، وقطع مخصصات آخرين، حيث استبق الرجل القرار الرئاسي بمقال بعنوان «لن أعتذر». وأصدر الرئيس عباس قرارا رئاسيا جديدا بتشكيل هذه اللجنة برئاسة قدري عمر أبو بكر، وعضوية كل من جمال حويل، وعبد الفتاح دولة، وفدوى العباسي، ومحمد حسن جبارين، وسليم الزريعي، وشريف عطا الله، وعبد الله أبو سمهدانة، وأحمد الصباح. وجاء في نص القرار أن ذلك جاء «استنادا لأحكام النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولأحكام القانون الأساسي المعدل لسنة 2003م وتعديلاته، وبعد الاطلاع على القرار بقانون رقم (7) لسنة 2018م بشأن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وبناء على الصلاحيات المخولة لنا قانونا، وتحقيقا للمصلحة العامة». وبذلك ينهي قراقع وهو أسير محرر من سجون الاحتلال، مهامه على رأس الهيئة التي تولى مسؤوليتها منذ أكثر من أربع سنوات، ومن قبل كان وزيرا لشؤون الأسرى، قبل تحويلها إلى هيئة تابعة لمنظمة التحرير. وتردد في الشارع الفلسطيني أن أمر تشكيل الهيئة الجديد، راجع لخلافات مع قراقع، حول اعتراضه على شمول أسرى غزة وعوائلهم، بالقرار الذي تطبقه الحكومة الفلسطينية، والخاص باقتطاع أجزاء من رواتبهم على غرار موظفي السلطة، وكذلك لاعتراضه على وقف مخصصات بعض الأسرى الآخرين، الذين قرروا منذ أيام خوض إضراب عن الطعام. وكتب مقالا قبل نشر القرار الرئاسي الجديد، وبعد أن أبلغ على ما يبدو بالقرار، عنوانه «لن أعتذر إلا لفادي أبو عيطة»، وهو أسير محرر، أصيب بمرض بعد إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية. وجاء في المقال «الوحيد الذي سأعتذر له هو الاسير فادي ابو عطية، من سكان (مخيم) الأمعري (في رام الله ) الذي قضى 12 عاما في سجون الاحتلال وخاض إضرابا عن الطعام لمدة 41 يوما»، مشيرا إلى أن هذا الأسير أصبب بأضرار بالدماغ وفقدان الذاكرة. وكتب في إحدى فقرات المقال «اعتذر لفادي أبو عطية الذي لم استطع على مدار 41 يوما من إضرابه مع ما يقارب 1000 أسير فلسطيني من إنقاذه، ووقف آلة البطش القمعية غير المسبوقة التي مورست بحق المضربين، الى درجة أن بعضهم كاد ان يفقد الحياة». وتابع «اعتذر لفادي أبو عطية لأنه كاد ان يموت هناك، كنا هنا في الشوارع وداخل خيام التضامن نصرخ معه ونتعذب دون ان نستطيع أن نفعل شيئا، لم يأتنا أحد لمساندتنا». وكتب أيضا «أعتذر لفادي أبو عطية لأني لم استطع ان أقنع أي مسؤول بزيارته في البيت ورؤية أمه المقعدة المريضة، ولم استطع أن أقنع أحدا بأن ما يجري خلال الإضراب هو إطاحة رؤوس ورموز وطنية مناضلة وعظيمة». وختم المقال بعبارة «لن اعتذر إلا لفادي أبو عطية، ولابنتي الجميلة المعاقة اسيل، ربما أهملتها كثيرا وانشغلت عن كلامها المتعثر وهي تبحث عني وتناديني». وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى دودين، قد قال إن قرار إقالة قراقع يمثل «اعتداء صارخا على الأسرى»، معتبرا أن قرار إقالته راجع لـ «معارضته سياسة قطع رواتب الأسرى والمحررين». وأشار إلى أنه جرى استقبال الخبر باستغراب، شديد. ودعا دودين المسؤول الجديد عن الهيئة أبو بكر، لـ «الدفاع عن حقوق الأسرى، والعمل على وقف مجزرة قطع رواتبهم، والحذر من الوقوع في سياسة التمرير والتبرير للسياسات المشبوهة التي تستهدف أبطالنا في سجون الاحتلال». الرئيس عباس يشكل لجنة جديدة لإدارة شؤون الأسرى والمحررين برئاسة أبو بكر بدلا من قراقع المسؤول السابق كتب قبل القرار مقالا بعنوان «لن أعتذر» |
بعد سنة ونصف: البيت الأبيض لم يقرر بعد تعيين سفير في الرباط Posted: 03 Aug 2018 02:18 PM PDT مدريد – «القدس العربي»: مرت أكثر من سنة ونصف على تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض ولم يقرر بعد في تعيين سفراء في عدد من الدول ومنها المغرب الذي يفترض أنه شريك استراتيجي للولايات المتحدة، ولا يوجد أي اسم مقترح كسفير أمريكي في الرباط حتى الآن. وتحرص الدول على تعيين سفير لها في العواصم التي تعتبر استراتيجية لسياستها، وهذا ما تقوم به مثلا الولايات المتحدة مع عدد من الدول، حيث لا يبقى منصب السفير شاغرا سوى لشهور معدودة تتزامن مع فترة انتقالية مثل نهاية ولاية سفير والبحث عن آخر أو تغيير شامل في السفراء مع قدوم سفير جديد. وبينما قام بتعيين سفراء في معظم دول العالم لاسيما في السفارات التي كانت شاغرة، لم يقرر البيت الأبيض رفقة وزارة الخارجية في تعيين أي سفير حتى الآن في بعض الدول ومنها المغرب. وبحثا عن تطوير للعلاقات، قام الملك محمد السادس بتعيين ابنة عمه الأميرة جمانة سفيرة للرباط في واشنطن، واستقبلها دونالد ترامب رسميا في البيت الأبيض، وجرى الاعتقاد وقتها بقرب تعيين سفير أمريكي في المغرب، لكن هذا لم يحدث، والغريب أنه لا يوجد أي اسم مقترح لشغل سفارة الولايات المتحدة في الرباط. وتراجعت جودة ونوعية السفراء الأمريكيين المعينين في المغرب خلال العقدين الأخيرين، حيث لا يتم تعيين سفراء مخضرمين قادمين من الحقل السياسي والدبلوماسي بل سفراء عاديين من الذين يتبرعون في الحملات الانتخابية للرئاسيات الأمريكية وتتم مكافأتهم بمنصب سفير في دولة ما، وهو ما حدث مع المغرب سواء مع السفير المعين خلال فترة الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن أو الرئيس الديمقراطي باراك أوباما. وتجهل الأسباب التي لا تجعل البيت الأبيض يقترح اسما في منصب السفير. وهناك رواية تتحدث عن استمرار غضب الرئيس دونالد ترامب من الملك محمد السادس لأنه راهن على فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة. وفي رواية أخرى، فقد المغرب وزنه السياسي في السياسة الدولية وخاصة في الشرق الأوسط، وابتعد عن المحور الأمريكي كثيرا وضاعف ارتباطه بفرنسا لهذا تراجعت العلاقات الدبلوماسية ومن أبرز عناوينها عدم زيارة أي مسؤول أمريكي كبير مثل وزير الخارجية للمغرب أو زيارة الملك محمد السادس لواشنطن. ومقابل التراجع الدبلوماسي هناك مؤشرات حول احتمال استعادة المغرب لأهميته الاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة في ظل التطورات الحالية، وهو ما قد يعني احتمال عودة الاهتمام بالمغرب سياسيا. بعد سنة ونصف: البيت الأبيض لم يقرر بعد تعيين سفير في الرباط حسين مجدوبي |
تقرير لمنظمة التحرير: 26 شهيداً وألفا مصاب الشهر الماضي ومئات الوحدات الاستيطانية في الضفة Posted: 03 Aug 2018 02:17 PM PDT غزة – رام الله – «القدس العربي»: أظهر تقرير جديد أعدته منظمة التحرير الفلسطينية، أن شهر يوليو/ تموز الماضي شهد تزايدا في الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق الفلسطينية، التي أدت إلى ارتقاء 26 شهيدا برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينهم ثمانية أطفال وقاصرون. وحسب التقرير الشهري الذي يرصد الاعتداءات الإسرائيلية ويعده مركز عبد الله الحوراني التابع لمنظمة التحرير، فإن الشهر الماضي شهد ارتقاء 23 على حدود قطاع غزة خلال مسيرات العودة السلمية، بالإضافة الى ثلاثة شهداء ارتقوا في الضفة الغربية، فيما لا يزال الاحتلال يحتجز في ثلاجاتها جثامين 27 شهيداً. وأشار المركز إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت خلال يوليو الماضي نحو 450 فلسطينيا في كل من الضفة والقدس وقطاع غزة من بينهم عشرات الأطفال والقاصرون، بالإضافة الى خمس صحافيين. كما قامت بإطلاق النار وإصابة نحو 2000 فلسطيني بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط والغاز السام المسيل للدموع في كل من غزة والضفة والقدس. وذكر التقرير أن عمليات الاستيطان الإسرائيلية تواصلت حيت قام وزير جيش الاحتلال افيغدور ليبرمان، بالمصادقة على بناء 400 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة «آدم» شمال شرق مدينة القدس ردا على عملية قتل مستوطن وجرح ثلاثة آخرين على حد زعمه، وبإعلان ما تسمى اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في مدينة القدس بإيداع عدة خرائط هيكلية لبناء ما مجموعه 930 وحدة سكنية، بالإضافة الى إنشاء حدائق وبنايات عامة ومواقف سيارات في مستوطنة «بسغات زئيف» شمال مدينة القدس. ترافق ذلك مع كشف الخبير في شؤون الاستيطان خليل التفكجي عن توسيع عشرات البؤر الاستيطانية في جنوب وشمال مدينة القدس المحتلة بهدف تغيير ملامح المدينة حيث تعمل سلطات الاحتلال بوتيرة سريعة مستغلة الدعم الامريكي للاستيطان. وأشار التقرير إلى مصادقة حكومة الاحتلال على بناء 270 وحدة استيطانية جديدة على أراضي بلدة الخضر المحاذية لمستوطنة «دانيال» جنوب بيت لحم، وفي البؤرة الاستيطانية «كفار الداد» جنوب شرق بيت لحم، إضافة إلى الإعلان عن زيادة عدد الوحدات الاستيطانية في مستوطنة «افرات» قرب بلدة الخضر جنوب بيت لحم. وشمل الشهر الماضي أيضا المصادقة على مخطط لشق شارع استيطاني جديد يربط مستعمرتي «عوفريم» و»بيت أريه» شمال غرب رام الله لتقريب المسافات بين المستوطنتين، وعلى مخطط يقضي بإقامة مقبرة للمستوطنين على أراض مصادرة مساحتها 140 دونما بالقرب من مستوطنة «اورانيت» بين سلفيت وقلقيلية. كذلك أوضح التقرير أن سلطات الاحتلال استولت على نحو 200 دونم من أراضي بلدة الخضر في منطقة يطلق عليها «جبل زقندح»، كما صادرت أراضي في منطقة مسافر يطا، إضافة إلى مصادرة أخرى في منطقة خربة الرأس الأحمر لشق طريق عسكري. وأكد التقرير أن سلطات الاحتلال واصلت سياساتها التهويدة لمدينة القدس وضواحيها، وشهد الشهر الماضي اقتحام نحو 3800 مستوطن لباحات المسجد، إضافة إلى مخططات للاستيلاء على عقارات وأراضي السكان الفلسطينيين في المدينة، علاوة عن تركيب كاميرات مراقبه في البلدة القديمة بهدف تعزيز القبضة العسكرية. وفي قطاع غزة بين التقرير تواصل الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع، مع دخول مسيرات العودة شهرها الخامس، وأسفرت تلك الاعتداءات عن استشهاد 23 مواطناً بينهم ستة أطفال وقاصرون، وإصابة 1914مواطنا بجروح مختلفة، إضافة إلى إصابة أثنين من الصيادين ومصادرة مركب سفينة كسر الحصار الثانية، بالإضافة إلى إغلاق معبر كرم أبو سالم وهو المعبر الوحيد لإدخال البضائع للقطاع، بالإضافة إلى تقليص مساحة الصيد إلى ثلاثة أميال فقط. وبشأن عمليات هدم المنازل، أوضح التقرير أن قوات الاحتلال هدمت الشهر الماضي 63 بيتاً ومنشأة، كان نصيب محافظة القدس لوحدها 43 منها، كما أخطرت بهدم 33 بيتاً ومنشأة. وذكر أن اعتداءات المستوطنين خلال الشهر الماضي، أسفرت عن استشهاد الفتى محمد طارق دار يوسف (17 عاما) بعد إطلاق النار عليه من سلاح مستوطن بدعوى تنفيذه عملية طعن داخل مستوطنة «آدم» شمال شرق مدينة القدس، فيما أصيب سبعة مواطنين بجروح،. كما تطرق إلى اعتداءات المستوطنين الليلية على القرى والبلدات الفلسطينية، من خلال تخريب عرباتهم وخط شعارات عنصرية على جدران المنازل. تقرير لمنظمة التحرير: 26 شهيداً وألفا مصاب الشهر الماضي ومئات الوحدات الاستيطانية في الضفة |
«المشتركة» تعرض على اتحاد البرلمانيين الأوروبي مخاطر قانون القومية وتطالب بمعاقبة إسرائيل Posted: 03 Aug 2018 02:17 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي» : في خطوة غير مسبوقة على الصعيد الدولي، توجهت القائمة المشتركة داخل أراضي 48 بشكوى رسمية الى اتحاد البرلمانيين الدولي في جنيف ضد حكومة اليمين الإسرائيلية وضد الكنيست، وذلك في أعقاب تشريع قانون القومية العنصري قبل أسبوعين، الهادف الى تكريس التمييز والعنصرية ضد المواطنين العرب ويتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني. وتطرقت المشتركة في توجهها الى التضييقات المتواصلة على الحريات السياسية والحقوق الديمقراطية في البلاد، والى الملاحقات السياسية التي يعاني منها النواب العرب والقيادات السياسية والأهلية العربية. وشرح رئيس لجنة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة، النائب يوسف جبارين، في الشكوى التي تقدم بها باسم القائمة، الأبعاد الخطيرة التي يحملها قانون القومية والمسّ الصارخ بمبادىء ديمقراطية، وذلك كتشريع تمييزي عنصري من قبل البرلمان، يمس بمعايير أساسية بالقانون الدولي ويتيح لممارسة الابرتهايد. وتطرقت الشكوى الى الاستثناء العنصري الواضح للمواطنين في الدولة والتعامل معهم وكأنهم غرباء في وطنهم، بالإضافة الى المس الصارخ باللغة العربية وبمكانتها، وهي لغة أهل البلاد الأصليين. وكان النائب جبارين قد توجه في الأشهر الأخيرة الى الاتحاد الدولي حول التقييدات الإسرائيلية تجاه حرية العمل السياسي للنواب العرب وللأحزاب السياسية. وتطرقت الرسالة الى تشريع قانون طرد النواب العرب الذي صادقت عليه أخيرًا المحكمة العليا، والى منع النواب العرب من السفر للخارج بتمويل منظمات تدعو لمقاطعة اسرائيل بسبب نشاطها الاستيطاني والاحتلالي، وكذلك منع النواب العرب من زيارة الأسرى الفلسطينيين ومن دخول الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى، بالإضافة الى شطب مقترح قانون «دولة كل مواطنيها» ومنع تداوله في الكنيست. وأكّد جبارين في رسالته ان التشريعات العنصرية والاحتلالية في الكنيست الحالي، مثل قانون شرعنة الاستيطان وقانون طرد النواب وقانون القومية، تتناقض بشكل صارخ مع أسس القانون الدولي ومع الشرعية الدولية، خاصة في كل ما يتعلق بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره في دولته المستقلة على أساس حل الدولتين. كذلك حق المجتمع العربي الأصلاني في الدولة بالمساواة التامة والكاملة مدنيًا وقوميًا، وبالحماية المتساوية أمام القانون ومؤسسات الدولة. كما تتناقض هذه القوانين العنصرية مع التزامات وتعهدات اسرائيل الدولية، إذ انها طرف في المعاهدات الدولية الأساسية حول حقوق الإنسان والمعاهدة الدولية حول منع التمييز العنصري، بالإضافة الى معاهدة اتحاد البرلمانيين الدولي. وقال لـ «القدس العربي» إن «اتحاد البرلمانيين يقوم على أساس احترام الشرعية الدولية والحقوق الديمقراطية وحرية العمل السياسي للممثلين السياسيين، ومن هنا يأتي توجه المشتركة للاتحاد لفحص ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية من ممارسات وتشريعات غير ديمقراطية ومن تقييدات على حرية العمل السياسي ومن أجل اتخاذ إجراءات عقابية ضد المسؤولين الإسرائيليين»، مؤكدا ان التوجه الى اتحاد البرلمانيين الدولي هو جزء من حملة دوليّة واسعة ومكثفة تقوم بها القائمة المشتركة ولجنة المتابعة العليا داخل أراضي 48 للتصدي للتشريعات والممارسات العنصرية، وذلك الى جانب برنامج العمل القضائي والجماهيري الكفاحي الذي أعلنت عنه لجنة المتابعة العليا». في سياق متصل قال النائب العربي في حزب ميرتس اليساري الصهيوني عيساوي فريج إن على الطائفة الدرزية التمسك بالمساواة التامة، وعدم الوقوع بفخ نتنياهو الذي يسعى لمراضاتهم بوعود كاذبة. جاء ذلك ضمن تعقيب فريج على العرض الذي تقدم به نتنياهو لقادة الطائفة الدرزية من أجل إسكات صوتهم وإخماد مظاهراتهم الصادقة ضد قانون القومية، بالقول» من يقبل هذا العرض فقد وقع في فخ الملاطفة وشراء الذمم، عرض يطالب بإسكات التظاهر ضد قانون العنصرية عن طريق البسكويت والشراب الفاخر». وتابع فريج:» على الدروز ان يرفضوا ان يكونوا جزءا من فكر نتنياهو العنصري وألا يقبلوا هذه الصفقة التي تهدف الى تصنيف المواطنين بحسب درجات وأصناف عرقية وتصب في نهاية المطاف في خانة تثبيت قانون القومية المرفوض بشكل قاطع». مشددا على ان «المساواة التامة يجب ان تكون هي العنوان وبناء مجتمع عادل ومتساو لكل مواطن دون فرق قومي او ديني» واضاف النائب» كلي أمل أن يعي أبناء الطائفة الدرزية ويستوعبوا أنه لا يمكن الاتجار بالحق والنضال من أجل المساواة المدنية وبيعهما بحفنة عدس». واختتم النائب فريج يقول» لا تختلف هذه المهزلة عن مهزلة الصلحة التي عقدها نتنياهو مع من يحسبهم ممثلين عن الأقلية العربية بعد تصريحاته العنصرية حول زحف المواطنين العرب للتصويت، مطالبا من خلال خطابه آنذاك اليمين بالتجنيد وصد الصوت العربي في انتخابات 2015». يشار الى ان نتنياهو أوقف اللقاء مع وجهاء عن الطائفة المعروفية أول من أمس احتجاجا على قول الضابط أمل أسعد ان اسرائيل دولة ابرتهايد. نتنياهو كعادته سارع للنشر الى انه أوقف الاجتماع المذكور لأن أسعد أهان اسرائيل ورئيس حكومتها بوصفها دولة ابرتهايد. وعلى خلفية ذلك نشرت جهات يمينية في اسرائيل صورا للزعيم الروحي للدروز الشيخ موفق طريف بلباس نازي، وكتب تحتها كلمة خائن. كما قال النائب احمد الطيبي إن صورا بلباس نازي للشيخ موفق طريف من قبل متطرفين يهود وتهديدات مع هذه الصور وصلت مساء الى صفحته في الفيسبوك، وكتب أيضا «يا ابن العاهرة يا خون انت عربوش مثل إخوانك الدروز». و»تفو عليكو كلاب انتم ضد دولة يهودية وكل كلب بيجي يومه».وهذه أول مرة يتخطى فيها التحريض النواب العرب ويصل إلى قيادات الطائفه المعروفية الدرزية». «المشتركة» تعرض على اتحاد البرلمانيين الأوروبي مخاطر قانون القومية وتطالب بمعاقبة إسرائيل وديع عواودة: |
«الفهد الأسود» أول فيلم حول القوى الخارقة بطله أسود يغير الصورة النمطية لهوليوود Posted: 03 Aug 2018 02:16 PM PDT لوس أنجليس – «القدس العربي: في الأعوام الأخيرة، أطلقت هوليوود أفلاما عدة تسلط الضوء على قضايا السود في ماضي وحاضر الولايات المتحدة، من أجل تغيير الصور النمطية التي كانت تطرحها في القرن الماضي. عدد من تلك الأفلام ذهب ليحصد أهم جوائز الأوسكار على غرار «12 عاما عبدا» و «مونلايت» اللذين تُوّجا بأوسكار أفضل فيلم عام 2014 و2017 على التوالي. هذا العام، أطلقت استوديوهات «مارفيل» للكوميكس أول فيلم بطل قوى خارقة أسود وهو «الفهد الأسود»، الذي حطمت ايراداته أرقاما قياسية في شباك التذاكر الأمريكية والعالمية، مفنّدا الادعاءات بأن أفلام السود لا تدر الأرباح. لهذا نجاح تلك الأفلام نقديا وتجاريا فتح أبواب هوليوود على مصارعها لصناع الأفلام السود، الذين استغلوا هذه الفرصة لطرح قصصهم، التي كانت عادة تطرح بصورة نمطية من منظور مخرجين بيض. هذه الأيام ينطلق فيلم «بلايندسبوتينغ»، الذي يدور حول زميلين يعملان شريكين في نقل الاثاث، الأول أسود البشرة، وهو كولين، أُطلق سراحه من السجن بشكل مشروط ويعيش في خوف دائم من الشرطة، المعروفة بعدائها تجاه السود واطلاق النار عشوائيا عليهم، ويزيد رعبه عندما يشاهد مقتل شاب أسود على يد شرطي، والثاني أبيض، وهو مايلز، غوغائي متمرد على القانون والمجتمع ولا يعير اهتماما بالسلطة. أحداث بلايندسبوتيغ تدور في مدينة أوكلاند شمالي ولاية كاليفورنيا، التي كانت حتى تسعينيات القرن الماضي مرتعا لتجارة المخدرات، التي نبعت من الفقر المدقع في أوساط الأغلبية السوداء هناك، ومركز حزب «الفهود السود»، الذي مارس العنف المسلح ضد السلطات في الستينيات من أجل الدفاع عن وحماية أبناء شعبهم من الشرطة. لكن الفيلم يعكس واقعا جديدا من نظرتين مختلفتين من مؤلفيه وبطليه فناني «الهيب هوب» وهما الأسود دافيد غيدس والأبيض رافائيل كاسل، الذيّن وُلدا وترعرعا في المدينة. تجربة شخصين أبيض وأسود وفي حديث مع الشابين، أكدا لي أن غايتهما من صنع الفيلم كان ليس طرح قضايا السود وحسب، بل لحث الناس للنظر الى الآخر من كل الجهات «مايلز وكولين هما شخصيتان مركبتان ترعرعنا حولهما ونحن من المنطقة نفسها ومن المجتمع نفسه» يعلق كاسل، «لهذا بديهيا أن هناك الكثير من التجارب المشتركة. أنا أعرف مايلز لأنني أيضا ترعرعت الى جانب غالبية من السود. لذا فأنا أتفهم التجربة التي يعيشها مايلز». ولكن رغم أنهما ترعرعا في المجتمع نفسه، إلا أن تجربتهما مختلفة ولهذا يشعر المشاهد أكثر تماهيا مع كولين، الذي يواجه خطر الموت يوميا «الخطر الذي يواجهاه مختلف»، يقول غيدس «وذلك بسبب لون بشرتهم. لكن ظروفهما حتى قبل عام واحد، عندما ذهب كولين الى السجن، كانت متشابهة جدا، لانهما نشآ معا». المحفز لصنع فيلم بلايندسبوتيغ، كانت حادثة قتل شاب أسود يدعى أوسكار غرانت على يد شرطي عام الفين وثمانية بعد توقيفه اعتباطيا مع زملائه السود في محطة فروتفيل في أوكلاند عندما كانوا عائدين من احتفالات رأس السنة. ذلك الحدث كان يبعد بنايتين عن بيت غيدس «كل الحديث في أوكلاند كان حول تلك المأساة، لهذا أصبحت المحفز لصنع فيلمنا وأخذ عشرة أعوام لصنعه». الحادثة كانت أيضا محور فيلم رايان كوغلار «محطة فروتفيل» عام 2013. ويُذكر أن كوغلار وُلد وترعرع في أوكلاند «نحن ورايان كنا نرد على الشيء نفسه»، يضيف كاسل «نحن كنا نكتب فيلما يحتوي على شغب ومظاهرات وكل هذا الاحتجاج الضخم من المجتمع وعندما أدركنا في الأعوام العشرة الأخيرة أن ذلك لم يحرك شيئا وأن هناك تراكما وأسماء أخرى، لم نتمكن من تذكرها أثناء التصوير، وهناك الكثير من إطلاق النار من قبل الشرطة، حاولنا أن نصنع فيلما لنتحدث عن هذه التجربة». الاستسلام للواقع المثير في طرح الفيلم هو أن السود، وخاصة كولين، استسلموا لواقعهم ولا يحاولون مواجهة الشرطة والسلطات لكي يتفادوا تلفيقهم بتهمة ما وزجهم في السجن «أعتقد أن ذلك يحدث في المجتمع»، يقر غيدس «لكن أعتقد أن عدم رد فعل كولين ينبع من ظروف خاصة وهي إطلاق صراحه تحت رقابة، مدينته تتغير وخاصة بعد مشاهدة الحدث المرعب. لهذا اذا احتج يمكن أن يُعاد الى السجن، وبات أيضا يدرك أن قيمة حياتة أقل من قيمة حياة الآخرين». في مطلع الألفية، شهدت أوكلاند انتعاشا اقتصاديا هائلا، بفضل حضور شركات التكنولوجيا الضخمة في منطقة السيلوكون فالي المجاورة لها على غرار «غوغل»، «نيتفلكس»، و»ايبي» وغيرها، ما أسفر عن ارتفاع أسعار المنازل وغلاء المعيشة، التي أدّت الى نزوح ما يقارب أربعين بالمائة من السكان السود، ومن بقيَ منهم أصبح غريبا غير مرغوب فيه. هذا الموضوع سبره أيضا رايان كوغلار في فيلمه الأخير «الفهد الأسود»، حيث تعهد بطل القوى الخارقة الأسود بمبادرات من أجل حماية تراث السكان الأصليين في أوكلاند. غيدس ليس مناهضا لتحسين المدينة بل لعواقبه السلبية على سكانها الأصليين. «المشكلة ليست المطاعم الجديدة، وليست الأشياء الجديدة الأجمل المتاحة. المشكلة هي أحيانا أنك تشعر أن ذلك ليس لك. عندما يظهر مقهى «ستارباكس» في حارتك، يستدعون الشرطة عندما تدخله، فهذا يعني أن ستارباك ليس لك. لهذا لماذا إذاً هو موجود في حارتك؟ هذا طرد فعال للناس وأيضا محو حضارة. لجعل المكان ملائما للجميع يقومون بتعميم الأشياء: كل شخص يحب ستارباكس، دعنا نجلب 100 ستارباكس وهذا سوف يشجع الناس أن يأتوا إلى هنا وينفقون المال هنا وهذا ليس «لماذا كل شخص يريد أن يسكن في المدينة؟». هو يريد أن يسكن في المدينة لمميزاتها الخاصة. وهذا توازن مركب يتعلق بكم من الحضارة أننا مستعدون أن نمحى وأن نتظاهر بأن الناس الأصليين لم يكونوا موجودين لمصلحة التجارة؟» مايلز أيضا ليس راضيا عن التطوير ويرفضه بشدة ويرد بعنف تجاه السكان البيض الجدد، رغم أنه لا يواجه العقبات، التي يواجهها زملاؤه السود «هو الشخص الأبيض بين السود وداكني البشرة»، يقول كاسيل «لكن سياقه تغيّر. هناك مشهد عظيم، حيث نشاهد شخصا ما غريبا، يأتي وينتقي الحضارة. يأخذ من المنطقة شيئا عزيزا على مايلز بقوة وهو بمثابة جزء من جسده. لكن مايلز كان عليه أن يناضل من أجل حماية محيطه في كل لحظة من حياته، بداية من السود والآن من البيض». لكن لاحقا نكتشف أن الشرطة اعتقلت كولين وحُكم عليه بالسجن بدلا من مايلز، الذي ارتكب الجريمة، ما يعكس الفرق الشاسع بين تجربة الأبيض والأسود. معظم السود في الولايات المتحدة لم يرتكبوا جرائم كولين ليس حالة فريدة إذ أن عدة دراسات تشير إلى أن معظم السجناء السود في الولايات المتحدة لم يرتكبوا جرائم تستحقُ الحبس. لهذا تصل نسبتُهم في السجون الأمريكية الى ما يقارب أربعين بالمئة، رغم أنهم يمثلون أقل من اثني عشر بالمئة من مواطني الولايات المتحدة. وبعد إطلاق سراحهم، لا يستطيعون الحصول على وظائف عمل أو تسلقَ السلّمِ الاجتماعي. هذه الموضوع يعالجه الفيلم السريالي «آسف على ازعاجك»، الذي يعرض حاليا في دور السينما، والذي يسرد قصة بائع أسود، أيضا من أوكلاند، يغيّر نبرة صوته لنبرة صوت أبيض ليصبح أفضل موظف، ويترقى الى قمة شركته. لكن في حديث مع أبرز نجم هوليوودي أسود وهو دينزل واشنطن، العام الماضي، رفض أن يلوم العنصرية وحسب. «هذه واحدة من المشاكل التي يمكنك أن تجعلها المشكلة الوحيدة إذا أردت، لكنها ليست المشكلة الوحيدة مع أنها حقيقة». من المفارقات أن واشنطن طرح العام الماضي في فيلمه «أسوار» قصة رب عائلة حُرم من ممارسة البيسبول الاحترافي بسبب عرقه الأفريقي وأصبح جامع قمامة. «ماذا لو لم يكن جيدا إلى حد مقبول»، يرد واشنطن. «سهل جدا أن أقول: آه، السبب هو هذا، السبب هو العنصرية لم أحصل على الوظيفة». واشنطن، يعترف أن صور السود النمطية التي قدمتها أفلام هوليوود في القرن الماضي ساهمت في استمرارية وتبرير الممارسات العنصرية تجاه السود في الولايات المتحدة. لكنه يصرّ على أن الوضع تغير كليا وأنه شاهد تطورا ايجابيا ملحوظا منذ انخراطه في صناعة الأفلام قبل أربعين عاما «يعود فضل هذا التطور للمواظبة ولتضحيات قام بها أناس قبل وقتي»، يقول واشنطن «وهذا ما علينا أن نفعله وهذا ما علي أن أفعله. واجبنا جميعا أن نغير الخطاب». بلا شك أن العنصرية ما زالت متفشية في المجتمع الأمريكي تجاه السود. لكن مثابرة ونضال السود المثقفين ساهمت في حصولهم على مراكز مهمة في وسائل الاعلام وصناعة الأفلام، التي حوّلوها من منبر تنميط لهم الى منصة توعية وترويج لحضارتهم. 7AKH «الفهد الأسود» أول فيلم حول القوى الخارقة بطله أسود يغير الصورة النمطية لهوليوود حسام عاصي |
تيد هيوز وأيام بنغالية! Posted: 03 Aug 2018 02:16 PM PDT كان ذلك عام 1989 اثناء انعقاد مهرجان آسيا للشعر في العاصمة البنغالية دكّا، وكنت قبل شهر أو اقل قد قرأت دراسة ب . ر . كنج المعمقة عن شعر تيد هيوز الذي كان يحمل لقب شاعر البلاط البريطاني، وفوجئت في ردهة الفندق الذي اقمنا فيه بتلك القامة لشاعر نال حظا وافرا من الشهرة بقدر ما اثيرت حول قسوته الشكوك بحيث تسبب بانتحار زوجته سيلفا بلاث. كانت له ملامح انجلوساكسونية حادة وصوت جهوري، ولمجرد ان صافحته قلت له بأنني كنت قبل شهر اقرأ تلك الدراسة عن شعره وبالتحديد عن ديوانه الغراب، ودار بيننا حوار متقطع بسبب كثرة من جاؤوا للترحيب به، بدءا من تذكيره بقصيدة الغراب لادجار الن بو الغراب، وتشاء المصادفة ان نستأنف الحوار في المساء حيث شاهدت عددا من الغربان التي لا يتشاءم منها الناس، واحيانا تهبط على موائد المقهى التابع للفندق في الهواء الطلق. لم يكن يعرف الكثير عن الشعر العربي واشهر الشعراء العرب، رغم اشادته بالشعر العربي بشكل عام، ودفعه الفضول إلى المزيد من الأسئلة عن الشعر العربي الحديث وقال انه اذا توفرت له المادة الكافية في هذا المجال سينشر مختارات من الشعر العربي في مجلته شعر، ولأنه شاعر حقيقي لم يضف إليه لقب شاعر البلاط البريطاني ما يشعره بالتفوق، لأنه قال بأنه شاعر فقط، وان الشاعر في نهاية المطاف هو حاصل جمع قصائده. وحين تحدثنا عن قصيدة الغراب لإدجار ألن بو، قلت له ان اعمال بو قد ترجمت إلى العربية، وكان الراحل يوسف الخال قد ترجم قصيدة الغراب التي تتكرر فيها لازمة never never more وقد ترجمها يوسف الخال ما مضى لن يعود، وقلت له ان مترجم القصيدة إلى الفرنسية جان روسلو كتب عدة صفحات مثيرة عن تجربته في ترجمتها ولم يستطع ان يجــــد في الفرنســية تعبيرا دقيقا ومرادفا لـ never more فأبقاها كما هي، لأنها حين تنطق بالانجليزية تشبه إلى حد ما نعيق الغراب خصوصا في نهاية كلمة more واستمر الحوار حول ترجمة الشعر، ولاحظت أنه أحس بشيء من الغيرة من الشاعر ت . س . اليوت حين قلت له انه ترجم إلى لغتنا العربية خمس مرات على الأقل، وكانت ترجمات متفاوتة من حيث الدقة والامانة في نقل المعنى والمناخ الشعري. واذا كانت ترجمة الشعر كما يقول الفرنسيون خيانة فهي خيانة مشروعة، اذا كانت على غرار ترجمة فيتزجرالد لرباعيات الخيام أو ترجمة نيرفال لاشعار جيته إلى الفرنسية والتي قال بعد اطلاعه عليها انها تعبر عنه اكثر من الاصل الألماني. لقد اقترن اسم تيد هيوز باسم فيليب لاركن كأبرز ممثلين للشعر الانكليزي في السبعينيات والثمانينيات، وفي دراسة ب . ر . كينج عن هيوز ثمة ما يتجاوز الانحياز إلى الافتتان بالشعرية الثرية والخصبة لهيوز منذ اصدر ديوانه الاول الصقر في المطر عام 1957، وهناك بالفعل ما يمكن وصفه بالرؤية الصقرية للعالم، لأن الصقر بعينيه الحادتين يحاول الإحاطة بالمشهد بانوراميا وينهي الناقد كينج دراسته عن هيوز بقوله ان لديه مواهب كبيرة في الخيال واصالة التعبير واستطاع خلق أسطورته الشعرية في اواخر القرن العشرين. ان اطرف ما في سيرة هيوز تلك الصفعة التي تلقاها من فتاة أمريكية في حفل طلابي، بحيث سال الدم من انفه، وكان محاطا بعدد من الفتيات يروي لهن طرائف شاهدها في رحلاته، ولم يخطر ببال احد ممن شاهدوا تلك الصفعة ان الفتاة التي صفعت الشاعر ستصبح ذات يوم زوجته وهي الشاعرة الامركية سيلفيا بلايث التي عاشت معه ست سنوات وانهت حياتها بالإنتحار، وقد أشيع في تلك الأيام عن هيوز بأنه تسبب في انتحار زوجته خصوصا بعد الكشف عن رسائلها وثمة من وصفوا هيوز بالمتوحش غليظ القلب، لكن هذه الصفات لا تظهر على الشاعر أو على الأقل بالنسبة لي، حين عشت في صحبته أكثر من اسبوع في العاصمة البنغالية، فقد كان رقيقا في تعامله ولأنه كتب قصيدة عن النمر اذكر انه طلب من رئيس المهرجان وهو رئيس الجمهورية حسين أرشاد ان يتجول في حدائق الحيوان، وذات مساء كنا نتناول العشاء في صالون أرشاد وكان بالغ الأناقة ولا ينبىء عن مستوى الحياة الذي يصل حد الشظف في البلاد، ورأيت هيوز يتحول بعينيه وقد اتسعتا وهو يتأمل بكثير من الفضول والتركيز أثاث المكان مما جعل حسين أرشاد وكان شاعرا ان يحزر ما الذي كان يفكر فيه هيوز، فقال مبتسما ان هذا الصالون لقصر الرئاسة الذي سوف يغادره إلى منزله العادي بعد انتهاء فترته الرئاسية. لقد حاز هيوز العديد من الألقاب بدءا من أمير الشعر الانكليزي إلى شاعر البلاط، وفي الحفل التأبيني الذي اقامته ملكة بريطانيا بعد رحيله عام 1998 قالت في تقديم الحفل الآن تبكي انكلترا دموعا مريرة وتعلن الكلمات الحداد لفقد تيد هيوز، ولم يظفر شاعر آخر بهذا الرثاء الملكي. اسبوع أسيوي تحت شمس سليطة أتاحته لي العاصمة البنغالية لكي اكون في صحبة شاعر اشكالي في أطروحاته وفي سيرته الذاتية ايضا! ٭ كاتب أردني تيد هيوز وأيام بنغالية! خيري منصور |
بطولة عهد التميمي تؤكد أن الخنوع ليس حلا Posted: 03 Aug 2018 02:15 PM PDT هل من الممكن أن يكون بزوغ نجم الصبية «عهد التميمي» إيذانا بتغير أحوال «القارة العربية» ودخولها مرحلة جديدة؛ تفك فيها الارتباط بالمشروع الصهيوني، الذي هو قبلة الملوك والقادة العرب، وبوصلة سياساتهم العامة والخاصة.. وذلك قائم منذ ما قبل مسيرة العودة، التي بدأت في ذكرى مرور سبعين عاما على النكبة وسابق على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة. وظاهرة «عهد التميمي» جاءت كاشفة لركام التزييف لوقائع التاريخ وخلط أوراقه، وتماهي الغالبية العظمى من الملوك والحكام العرب مع المشروع الصهيوني والانخراط فيه. وعلى مدى أكثر من أربعة عقود تحول العدو إلى صديق وصار الأخ والشقيق عدوا، وجاءت هذه الأيقونة الفلسطينية فتجاوزت بتأثيرها النطاقين العربي والإسلامي إلى كل العالم، حتى اخترقت جدران العنصرية السميكة التي جمعت اليهود على هدف الاستيطان والعنصرية، وهذه واحدة منهم هي المحامية «جابي لاسكي»، التي صرحت بأن سجن موكلتها «عهد»، ثمانية أشهر لم يحطم معنوياتها. وفي مقالها بصحيفة «هآرتس» كتبت؛ كان الحكم عليها بالسجن نتيجة لجرأتها وتصديها لاقتحام منزلها من قِبَل الجنود الصهاينة. وقالت «بعد أن شَرُفت بتمثيل عهد التميمي أمام المحكمة العسكرية، أصبح من الواضح أنه لا صلة بين الصفعة الموجهة منها للجندي الصهيوني والعقوبة التي وقعت عليها. فالحبس لثمانية أشهر واعتقالها الليلي، الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة، كان عملا لتحطيم معنويات هذه الفتاة الصغيرة البالغة من العمر 16 عاماً». وأشارت المحامية (الإسرائيلية) إلى استمرار محاولات تحطيم معنويات «عهد» بعد القبض عليها، والتهديد باعتقال أقاربها، ومنهم أطفال، فوقفت الفتاة الشجاعة، ولم تستسلم للحظة. ولم تستطع السلطات منع تحولها لبطلة عالمية؛ تلقت دعما من كل مكان. وأضافت «وكل من اعتقد أنه سيحطم معنوياتها؛ بالعنف والتهديد والسجن، فوجئ بأنها أقوى، وهكذا تمكنت من تعرية جرائم وموبقات الاحتلال. واستعدت «عهد» فور إطلاق سراحها لزيارة قرية «خان الأحمر» البدوية، التي تنتظر الهدم. ولفتت بتضامنها مع أهل القرية النظر إلى التهجير القسري لهم، الذي يُقدم مثالا صارخا على تعنت سلطات الاحتلال والاستيطان لمنع التواصل الجغرافي بين أبناء الضفة الغربية، وتضيف المحامية: «إن ما حدث مع «عهد» قربنا من رؤية بشاعة الفصل العنصري بين النهر والبحر»، وكما يقال هذه «شهادة شاهد من أهلها»، وتقول: درس تعلمناه من «عهد»؛ هو أن الطائرات والغواصات، واعتقال الصبية والصبايا القُصَّر، وطرد العائلات؛ كل ذلك لم يثن الملايين عن طلب الاستقلال والحرية والحياة الكريمة، وتلك قيمة كبرى بما قامت به «عهد»؛ رغم المناخ الملبد بالتمييز والعنصرية والاستيطان، وقساوة الاحتلال. هذا الجانب المضيء، الذي عبرت عنه هذه البطلة؛ ترك صداه وتأثيره على الرأي العام العالمي؛ وكانت هناك صفحات أخرى سوداء؛ جسدتها «صفقة القرن»، وتداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، قانون القومية العنصري، الذي قصر المواطنة على معتنقي اليهودية، ووضع العرب؛ مسلمين ومسيحيين في المستويات الأدنى من الانتماء. واللافت هو تعمد التعتيم على ظاهرة «عهد» من السلطات الرسمية المصرية، وكان ذلك واضحا خلال المؤتمر السادس لـ«شباب البرنامج الرئاسي»، الذي لم يشر إليها، ولم تنجح مناوراته في حجب هذه الظاهرة العملاقة لصبية صغيرة؛ «لها من اسمها نصيب»، وكأن المؤتمر يهرب من شبح «عهد»، وتجنب التطرق لرد الفعل على خروجها من السجن وهي أكثر إصرارا وصلابة. وما دار في المؤتمر كان خلطة من «كوميديا» الفنان الراحل يونس شلبي، ومسابقات الكلمات المتقاطعة، فلا جمل مفيدة، من فعل وفاعل ومفعول به، ولا عبارات ذات معنى من مبتدأ وخبر؛ يبدأ الحديث عن الدين فتجده كلاما عن الحرب.. وانتهى الكلام: «يعني أمة (القصد مصر) لما يكون فكرها مبنيا على أن الحرب استثناء ولاَّ أصل، والحرب استثناء مش كده؟»، وبدا أنه سؤال هل الحرب استثناء أم أصل؟!. والقول: «معقول.. معقول فيه فهم خطاب ديني كده، فانتو خايفين من اصلاح الخطاب الديني ليضيع الدين، هو انتو اللي فيه ده فيه أكتر من كده؟». وبدأ الوعظ، وهو في هذه الأيام مهنة من لا مهنة له وقيل: «متصدقوش إن ممكن يكون الخالق العظيم منزل اديان تهد الدنيا»، متسائلَا: «انتو عايزين تعملو إصلاح لخطاب ديني ولا خايفين لنضَيَّع الدين؟». وتابع: «انتو عاوزين تتكلمو عن قيم أخلاقية؛ طَبْ انتو مستعدين تقبلو في السينما والتلفزيون والمسرح سلوكيات لا تليق وبعدين تقولوا ده إبداع وحرية إبداع؛ يعني ده خيط رفيع.. عايزين تصلحوها ولا مش عاوزين»؛ كلام متداخل وغير مفهوم عن الخطاب الديني والحرب والقيم الأخلاقية وما يعرض في السينما والتليفزيون والمسرح ورقصة «الكيكي»: «يقولك بنعمل كيكي.. طيب يا سيدي خلاص أعمل كيكي، وتم توجيه الحديث إلى وزير البترول طارق الملا: «زود البنزين (وقود السيارات) متقلقش (أي لا تقلق)». وفي رأينا أن الكلام غير الواضح عن الحرب والسلام لا يعني أباطرة المال ولصوص الأراضي ومضاربي الإسكان والعقارات و«أغنياء الكويز».. ولا المدان في قضايا قتل وفساد، ولا الذين خرجوا بعفو رئاسي؛ لا يُسقط الإدانة.. ومن المؤكد أنه أسقط الأهلية والجدارة؛ المانعة لممارسة أي نشاط سياسي ومالي وتجاري أو عمل أهلي، ومع ذلك يُدعَوْن لحضور الاجتماعات والمؤتمرات الرسمية، والباب الذهبي لدخول هؤلاء المجرمين بنص أحكام القضاء، وانضمامهم لجماعات الحكم والمال والتجارة والنشاط الأهلي هو بسبب الثراء وقدرة التبرع لـ«صندوق تحيا مصر»، ولبناء «العاصمة الجديدة»!!. وكان جيلنا قريبا من العسكريين العظام فيما قبل «صهينة» السياسة المصرية، وقرأنا مؤلفاتهم عن ماهية الحرب والسلام والمقاومة والصمود والردع والتحرير، والحروب النفسية والاقتصادية، وتعلمنا منهم أن الحرب بالمعنى العسكري في أدبيات الغرب التي شَبَّت عليها الإدارة المصرية الحالية، ومن وجهة النظر الشرقية، والأخرى غير المنحازة؛ تتفق كلها على أنها استمرار للسياسة بوسائل أخرى، وهي عمل عنيف لإكراه الخصم على الخضوع والإذعان. وأداة من أدوات السياسة؛ غايتها حماية مصالح المُحارِب وتعزيز مراكز نفوذه. وهي من وجهة النظر الغربية ظاهرة اجتماعية معقدة ومتعددة الجوانب؛ تتطلب حشدا دائما للموارد البشرية والمادية والعلمية والتكنولوجية والمعنوية. أما النمط الشرقي اعتبرها وجها من أوجه الصراع الاجتماعي (الطبقي)، وعن حروب التحرير فأساسها المقاومة والحشد ومعارك الكر والفر وحروب العصابات والاستنزاف. والحديث المرسل عن السلام هو الأصل والحرب استثناء فيه إغماض عين عما يجري في «القارة العربية»، المشتعلة والمتفجرة. واستمرار إهدار كرامة المواطن يقضي على أي اهتمام بالحرب أو السلام، ومع ذلك نقول أن السلام لا يعني قبول التبعية والعمل لحساب الحركة الصهيونية ولصالحها؛ كما هو الحال الآن. وما قامت به «عهد التميمي» نوع من المقاومة الواجبة التي يقوم بها الفرد أو المجموع، وتبدأ بالرفض، وتتعزز بالصلابة في الموقف، والقوة في العزيمة، والسلامة في البيئة الحاضنة. ٭ كاتب من مصر بطولة عهد التميمي تؤكد أن الخنوع ليس حلا محمد عبد الحكم دياب |
لا تغلق الباب فبقية الطغاة قادمون! Posted: 03 Aug 2018 02:15 PM PDT عندما شاهدت التصريحات التلفزيونية ذات اللغة الخشبية التي أدلى بها رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا قبل يومين لم أصدق أن الانفصال عن الواقع يمكن أن يصل بالحاكم إلى هذا المدى البعيد من العمى عن أبسط الحقائق. ولكن هذه التصريحات ذكرتني برسم الكاريكاتور الذي نشرته إحدى الصحف العالمية عام 1979 بعيد تمكن الثورة الشعبية في نيكاراغوا من الإطاحة بالطاغية أناستازيو سوموزا. يدخل سوموزا إلى غرفة في دار مهجورة، فيقول له شاه إيران، وهو مستلق فوق أريكة: «لا تغلق الباب خلفك، نحن في انتظار الآخرين». كان ذلك عام الثورة الإيرانية والثورة النيكاراغوية وعام الإطاحة بحكم عيدي أمين في أوغندا، فكان من المعقول أن تعتبر الصحيفة أن ساعة رحيل الطغاة في العالم الثالث قد أزفت. الغريب أن دانيال أورتيغا قد صار هو أيضا من أولئك «الآخرين» الذين أشار إليهم الشاه في الكاريكاتور. صار مجرد دكتاتور… بعد أن كان من قادة ثورة1979 التي أنهت 43 عاما من حكم آل سوموزا شبه الإقطاعي، وبشرت باحتمال الانتقال إلى حكم ديمقراطي متحرر من التهويمات الايديولوجية التي طالما زيفت الإرادة الشعبية وأجهضت الثورات وبددت الثروات في بلدان العالم الثالث. كانت الثورة في نيكاراغوا واعدة لأنها التزمت باحترام الملكية الخاصة والتعددية السياسية وحرية التعبير. والشائع أن قيادة جبهة التحرير الساندينستية قدمت أورتيغا للحكم لأنه كان يفتقر إلى الكاريزما وموهبة الخطابة. أما أقوى الاعتبارات التي رجحت كفته فهو أنه كان، على ما يبدو، أقل جميع أعضاء القيادة طموحا. وقد تكفلت الحرب الأهلية ضد قوات الكونترا طيلة الثمانينيات، ثم غياب أورتيغا عن الحكم بعد انهزامه في انتخابات عام 1990، بتعميق هذا الانطباع. ولكن معدن أورتيغا تبين بعد عودته للحكم عام 2007: فقد تخلص من جميع رفاق النضال ودخل في تحالفات حزبية ومالية مشبوهة ودارت به دورة الزمان السلطوي فأوغل بعيدا في نفق الحكم المظلم. وهكذا عم الفساد واستولى أقرباء أورتيغا والمقربون منه على معظم الثروة الوطنية وساءت أحوال عامة الناس. وعندما طفح الكيل فأخذ المواطنون يحتجون في الشوارع، بعد إعلان الحكومة تقليص خدمات الضمان الاجتماعي في نيسان (ابريل) الماضي، صدرت الأوامر لقوات الأمن بإطلاق النيران، فتجاوز عدد القتلى من المدنيين 450 قتيلا منذ بدء المظاهرات. كما أخذ النيكاراغويون في الفرار من البلاد، فبلغ عدد طالبي اللجوء المسجلين لدى سلطات كوستاريكا المجاورة ثمانية آلاف لاجىء، بينما ينتظر 15 ألفا آخرون النظر في طلباتهم. هذا إضافة إلى انتهاج الحزب الحاكم سياسة عقابية ضد الفلاحين المناوئين للحكومة تتمثل في الاستيلاء على أراضيهم ظلما وعدوانا. ولأن أورتيغا صار مجرد دكتاتور منبتّ عن الماضي النضالي، منقطع عن الواقع الوطني ومحروم من السند الشعبي، فإنه قد وصف مظاهرات أبناء بلاده السلمية بمثلما وصف حاكم دمشق مظاهرات أبناء بلاده السلمية:صنّفها أعمالا إرهابية! قال له الصحافي: كل الأدلة تشير إلى أن الشعب يريد منك الانصراف، فأجاب بأنه منتخب ديمقراطيا. قال له الصحافي: لقد غيرت الدستور مرة أخرى عام 2016 لتسمح لنفسك بالترشح لولاية رئاسية ثالثة، هل تريد الحكم إلى الأبد؟ فأجاب إجابة مفرطة في التذاكي. قال إن عدد المرات التي يمكن فيها للساسة في أوروبا الترشح لمنصب الرئيس أو رئيس الحكومة غير محدودة بحد أقصى، فلماذا لا يحق للأمريكيين اللاتينيين ما يحق للأوروبيين؟ أما قمة البراءة فقد ظهرت على أورتيغا عندما سأله الصحافي عن استئثار أقربائه بثروات البلاد واحتكارهم لأكبر المناصب، فأجاب بكل جد ودون أي رغبة في الضحك: أليس لهم الحق في العمل؟ أليسوا مثل بقية مواطنين؟ كل هذه الضجة لمجرد أنهم يظهرون على التلفزيون؟ تشخيص رفيقة النضال دورا ماريا تليز دقيق. قالت «إن أورتيغا قد صار هو سوموزا الجديد. لقد خضنا ثورة لنحرر بلادنا من عائلة حاكمة فاسدة، فإذا بنا نبتلي بعائلة أخرى». ٭ كاتب تونسي لا تغلق الباب فبقية الطغاة قادمون! مالك التريكي |
السعوديون الجدد يتلقون «صفعة القرن» Posted: 03 Aug 2018 02:14 PM PDT صمت السعوديون الجدد ودعاة التطبيع والتحالف مع إسرائيل، وصحافيو بلاط محمد بن سلمان… ولم نعد تسمع لهم صوتا منذ أمد بعد لن أسقط في أيديهم وسحب بساط القضية الفلسطينية من تحت أرجل ملهمهم وقائدهم… وتلقوا حقا صفعة قرن. صمت هؤلاء وصمتت معهم مدافعهم وهدأت، تلك الزوبعة التي عملوا على إثارتها. تلك الزوبعة التي تمادوا وتطاولوا فيها في تغريدات على «تويتر» وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، وفي مقالات صحافية وتصريحات تلفزيونية، على قدسية القضية الفلسطينية وموقع مدينة القدس في قلب هذه القضية التي هي أيضا في قلوب كل العرب باستثائهم ومن هم على شاكلتهم من العرب. وتطاولوا أيضا على الشعب الفلسطيني وتاريخه النضالي وتضحياته على مدن القرن الماضي والخمس الاول من القرن الواحد والعشرين والحبل على الجرار. وأطلقوا العنان لخيالاتهم في الترويج للعدو الصهيوني والدعوات للتطبيع معه بأي ثمن ما دام ذلك على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته. وحاولوا أن يبثوا في أوساط عامة الناس أن التحالف مع إسرائيل ضد خطر «الشيطان الإيراني الأكبر» أصبح قاب قوسين أو أدنى وأن فيه مصلحة لعامة الشعب. لقد ظن هؤلاء ومن يماثلهم بالرأي من العرب الجدد أيضا، أنهم حقا سيحققون الاختراق المطلوب في المجتمع السعودي وربما الخليجي، وأنهم سيملون عليهم مفاهيمهم المنحرفة في ما يخص السلام والعلاقة مع دولة الاحتلال… لقد عمى «نور» محمد بن سلمان، أعين هؤلاء فراحوا يتحركون تحت حمايته يمينا ويسارا على نطاق واسع دون رقيب أو حسيب، يبثون الأكاذيب وينفثون سمومهم ضد الشعب الفلسطيني الذي بقي صامدا شامخا رافضا «الفأر» الذي تمخضت عن أفكارهم. وأثبت هذا الشعب مجددا أنه هو صاحب القرار في قضيته ولا أحد غيره، رغم أنوفهم وأنوف ترامب و»الثالوث الصهيوني/ صهره ومستشاره الخاص جارد كوشنر ومبعوثه للشرق الاوسط جيسون غرينبلات، وسفيره المستوطن ديفيد فريدمان»… هذا الثالوث المسؤول عما يسمى عملية السلام في الشرق الاوسط، التي عجزوا بعد نحو عام عن إطلاقها والترويج لها حتى في أوساط النظام العربي الرسمي. ففشلوا في إيجاد ذاك النظام أو الطرف الفلسطيني، الذي يمكن أن يغامر ويقامر في موضوع القدس عاصمة للدولة الفلسطينية. وتشير الدلائل إلى فشل هذه الصفقة بعد تدخل مباشر من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. ليس هذا فحسب بل أن ولي العهد الذي كانوا يضرب السعوديون الجدد والمطبعون بسيفه، لم يعد ذاك الرجل الذي يمسك بكل خيوط السياسة السعودية ولا يمكن الاعتماد عليه على وجه الخصوص في القضية الفلسطينية، رغم أنه وبالتنسيق مع جارد كوشنر صهر ترامب وممثله الشخصي، من وضعا البنود العريضة لصفقة القرن في أواخر اكتوبر/تشرين الأول الماضي. وتعهد بإقناع الفلسطينيين بقبولها بالإغراءات المالية وبالتهديد والوعيد إذا استدعى الأمر. لكن ما لم يتوقعه هو الرفض القاطع من جميع أطياف الشعب الفلسطيني. ولم يحسب حساب أنه لم تلده أمه بعد ذاك الفلسطيني الذي يمكن أن يتجرأ على القبول بهذه الصفقة الحمقاء أو أي صفقات أخرى لا تأخذ الحقوق الفلسطينية بعين الاعتبار، مهما بلغت الإغراءات والتهديدات. وأقول حمقاء لأنها فعلا كذلك فهي تعكس جهل واضعيها بالفلسطينيين الذين لم يكلفوا خاطرهم بإلقاء نظرة ولو سريعة على تاريخه النضالي وتضحياته. ويقول المثل «إذا عرف سبب صمت الحملان بطل العجب». لم يعد محمد بن سلمان صاحب الكلمة الفصل في الملف الفلسطيني. ووفقا للإعلام الإسرائيلي «الحر» الذي بمعظمه ينسق مع أجهزة المخابرات ولا يسمح له بنشر خبر بدون مروره على الرقابة، فإن الملك سلمان وهو بالمناسبة كان قبل توليه العرش المسؤول عن اللجان الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني وحملات التبرع له في السعودية، جرد نجله بعد أن تجاوز الخطوط الحمراء للسياسة السعودية في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، من أي مسؤولية خاصة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ونشرت صحيفة «معاريف» العبرية: قبل أيام تقريرا قالت فيه إنه حتى قبل بضعة أشهر تعهد محمد بن سلمان بعد تلك الليلة الخريفية من ليالي الرياض من شهر تشرين الأول/اكتوبر 2017، التي قضاها حتى الفجر مع كوشنر «ولي عهد ترامب» وتمخض عنها الخطوط العريضة لصفقة القرن، تعهد بن سلمان بالضغط» على الفلسطينيين لقبول صفقة القرن، سواء بالإغراءات المالية (10 مليارات دولار) أو الوعيد الأمريكي الذي تطلب الأمر، على الرغم من أنها لم تمنح الفلسطينيين أكثر من حكم ذاتي بدون التواصل الجغرافي في الضفة الغربية وبدون القدس الشرقية، وبدون حق العودة، وعلى الرغم من تناقضها مع المبادرة العربية للسلام التي صاغتها السعودية، وبموجبها تقبل الدول العربية التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني مقابل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. وحسب الصحيفة العبرية فإن الملك سلمان جرد نجله من هذا الملف وقرر أن يديره بنفسه، بعدما ظن البعض، وأقصد السعوديين الجدد والمطبعين، أن الحظ بدأ يبتسم لهم وذلك خلال الفترة القصيرة التي بدا فيها محمد بن سلمان المسؤول الأول والأخير والآمر الناهي في كل الملفات في السعودية بما فيها الملف الفلسطيني، وأنه يقود بلاده لتغيير موقفها التاريخي والتقليدي من القضية الفلسطينية وعملية السلام، وسعى من خلال محاولة بيعه للقضية الفلسطينية بتشجيع من السعوديين الجدد، نقل المملكة إلى مربع دولة الاحتلال الإسرائيلي بذريعة أن عدو عدوي (إيران) صديقي، وأنها، أي دولة الاحتلال، ستكون الدرع الواقي والمدافع عن السعودية. ونقلت «معاريف» عن دبلوماسي عربي كبير في الرياض القول: إن الملك سلمان هو الذي يقرر في هذه المسألة الآن وليس ولي العهد، خطأ الولايات المتحدة اعتقادها بأن دولة واحدة يمكنها الضغط على الآخرين وجعلها تستسلم، لكن القضية ليست ضغوطا، بل الحقيقة أنه لا يمكن لأي زعيم عربي التخلي عن القدس أو فلسطين. وترى وسائل الإعلام الإسرائيلية بعودة الملك سلمان وغيره من الزعماء العرب لا سيما عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني إلى النهج والمصطلحات والتعابير السياسية العربية المعروفة، والتأكيد على رفض أي خطة سلام لا تشمل الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وعدم قبول أي مبادرات لا يقبل بها الفلسطينيون، وأدا لـ«صفقة القرن» التي لا تعالج ملفي القدس واللاجئين… وبذلك صدقت تحليلاتنا أن صفقة القرن ولدت ميته رغم التطبيل والتزمير لها من قبل السعوديين والعرب الجدد ومحاولات إنعاشها، ورغم الجولات المكوكية للثنائي كوشنر/غرينبلات في المنطقة والضغوط الأمريكية على كل الاطراف العربية بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية التي أعلنت رفضها القاطع ومقاومتها لهذه الصفقة التي لا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني… صدقت تحليلاتنا أن لا شيء يمر لا يقبل به الشعب الفلسطيني. وأخيرا ظن السعوديون والمطبعون الجدد ومعهم ملهمهم محمد بن سلمان أنهم وجدوا ضالتهم في ترامب وأنه سيكون السيف الذي يضربون به الأعداء… غير مدركين لحقيقة أن هذا رجل الأعمال/ الرئيس يحسبها بالورقة والقلم ووفق الربح والخسارة… فبعد أن «جرد العربان من مئات المليارات» يحاول أن «يحلبهم» أكثر بالإعلان عن استعداده للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني بدون أي شروط مسبقة!… وهو البعبع نفسه الذي يحاولون التخلص منه حتى ولو كان ذاك على حساب التحالف مع ألد أعداء العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص وعلى حساب إسقاط قضايا عربية مقدسة كقضية القدس وفلسطين. فترامب هو رجل الاعمال/ الرئيس نفسه الذي هدد إيران عمليا بضربها بالقنابل النووية قبل نحو إسبوعين إن هي تجرأت على تهديد أقوى قوة في العالم، يغير موقفه مجددا. واختم بالتساؤل: بالله عليكم من يمكن أن يعتمد على رئيس يغير مواقفه كما يبدل ثيابه؟… ومن يمكن أن يحتمي بدولة تخلت عن حلفائها ومواطنيها الدروز الذين يخدمون في جيشها، يدافعون عنها بدماء أولادهم واعتبرتهم مواطنين من الدرجة الثالثة بسن قانون عنصري يعرف بقانون القومية؟ كاتب فلسطيني من أسرة تحرير «القدس العربي» السعوديون الجدد يتلقون «صفعة القرن» علي الصالح |
أمريكا والأزمة السياسية مع تركيا Posted: 03 Aug 2018 02:14 PM PDT من المؤكد أن أمريكا ترامب تفتعل أزمة سياسية مع تركيا، ولكن السؤال الأهم هو لماذا؟ فقضية القس الأمريكي أندرو برانسون قضية قضائية بيد المحاكم التركية، وأمريكا تعلم أنها ليست قضية سياسية، فليس لدى الحكومة التركية مصلحة بافتعال أزمة سياسية مع أمريكا، ويكفيها ما لديها من مشاكلها مع الإدارة الأمريكية حول سوريا والأحزاب الكردية الإرهابية والعلاقات التركية الروسية والإيرانية وغيرها. ولدى أمريكا نفسها سابقة كبرى مع تركيا في الموضوع نفسه والحجج نفسها، فالأدلة التركية القضائية كثيرة جداً على زعيم التنظيم الموازي فتح الله غولن في الانقلاب الأخير 15 تموز/يوليو 2016، وقد طالبت تركيا أمريكا بتسليمه مراراً، حيث يقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، ولكن أمريكا تقول إن المسألة بيد القضاء الأمريكي، بالرغم من تقديم وزارة العدل التركية منذ سنتين لأكثر من مئة ألف وثيقة قانونية تدين غولن بالانقلاب السابق وأعمال إرهابية ومخالفة للقانون، فلماذا على تركيا أن تقبل الحجج الأمريكية بشأن غولن، بينما لا تلزم أمريكا نفسها بالحجج ذاتها بحق القس برانسون؟ إن الحجج التي تقدمها أمريكا تقوم على اتهام تركيا بأنها تحاكم القس برانسون ظلما وانه بريء وتطالب بالإفراج عنه بدون محاكمة، بل وتطالب كما صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت رفع الإقامة الجبرية عن أندرو برانسون واعادته إلى منزله، وهذا موقف غريب وغير مقبول بالقانون التركي ولا الدولي، فإذا كان بريئا كما تقول متحدثة الخارجية الأمريكية، فلا بد أن يثبت ذلك بقرار قضائي وليس بقرار سياسي، إلا إذا كانت أمريكا لا تعترف بالقانون ولا بالمحاكم في تركيا. ومن المصادفة أن يصدر الرئيس الأمريكي ترامب قراراً مشابها لوزير العدل الأمريكي بضرورة وقف التحقيق بقضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، فهذا القرار من ترامب ليس قرارا سياسيا حكيما أولاً، ويعتبر تدخلا مرفوضا من رئيس دولة لوزير العدل في حكومته، ويكشف عن طبيعة عقلية ترامب القانونية، التي لا تعترف بالقانون ولا بالقضاء، مما اضطر المتحدثة باسم البيت الأبيض أن تخفف من وطأة هذا التصريح الفج قائلة: «إن دعوة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء تحقيقات وزارة العدل الأمريكية بشأن التدخل الروسي في الانتخابات لم يكن أمرًا وإنما كان رأيًا فقط». وقد جاء ذلك في المؤتمر الصحافي اليومي للمتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، يوم الأربعاء الأول من أغسطس/آب الجاري، أي بالتزامن مع افتعال الأزمة السياسية مع تركيا، وهذا يكشف عن شخصية ترامب المضطربة في قراراتها داخل أمريكا وخارجها، بدليل تأكيد ساندرز الحرج من القرار بالتدخل في الشؤون القضائية بطريقة خاطئة، فقالت:» إن ما قاله الرئيس كان رأيًا وليس أمرًا لوزير العدل جيف سيشنز لوضع حد للتحقيقات، وأن الرئيس يريد أن ينتهي هذا التحقيق في أسرع وقت ممكن، ونحن نتطلع لذلك .»واضطرت ساندرز إلى نفي أن يكون الرئيس الأمريكي ترامب يعرقل العدالة، وقالت في هذا السياق «لا توجد أية عرقلة، والرئيس يعرف كيف تسير الأمور، لكنه عبر عن رأيه»، بينما هو تدخل صارخ بمجرى تحقيق يأخذ اهتماماً عالمياً. هذا يعني أن أمريكا والعالم أمام رئيس أمريكي يرى نفسه فوق القانون وفوق العدالة، وهذا ما يفسر مخالفته للقانون الدولي في العديد من القضايا الدولية، ومنها قضية القدس، حيث إن إسرائيل والفلسطينيين قد اتفقوا منذ توقيع اسلو 1993 بأنها قضية تفاوضية، تحل وفق القرارات الدولية ذات الشأن والمفاوضات بينهما، وليس بقرار أمريكي، وكذلك انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران بعد توقيعه من قبل أمريكا ومصادقة الكونغرس الأمريكي عليه. وليس بعيدا عن ذلك اختلافه مع ألمانيا ومهاجمته لسياستها واتهامها بخدمة روسيا، وتضخيم أزمته مع كوريا الشمالية ثم إجراء قمة مثيرة بينهما. وقد ظهر في الأيام الأخيرة أن ترامب يسعى ويخطط إلى إجراء قمة مثيرة أخرى مع الرئيس الإيراني روحاني، وقد جاءت تصريحات إيرانية مقربة من روحاني بأنه رفض ثمانية طلبات من ترامب للقاء به. ولعل آخر تلك الأزمات ما أظهره ترامب من ضعف أمام الرئيس الروسي بوتين في قمة هلسنكي الشهر الماضي، والتي فجرت انتقادات حادة من قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأمريكي وخارجه، فهذه المواقف تؤكد أن الشعب الأمريكي والعالم أمام شخصية متغطرسة وتميل إلى الدكتاتورية، أو أنها تحب الإثارة ولفت الأنظار إليها كثيراً، أو أن ترامب يسعى لإقامة إمبراطورية أمريكية في عهده، وقد يسعى لتغيير الدستور الأمريكي لاعتباره رئيسا أبدياً وخالداً للشعب الأمريكي، أو لتوريث ابنه أو ابنته من بعده، فهذه العقلية فريدة بين الزعماء الأمريكيين عبر التاريخ، فهو يؤمن بقدراته المالية أكثر من إيمانه بقدراته السياسية والعقلية ولا يحترم أحدا في العالم. إن تنفيذ أمريكا تهديداتها بفرض عقوبات على وزيرين تركيين هما وزير الداخلية ووزير العدل يوم الأول من أغسطس/آب الجاري يشير إلى رغبة أمريكية بافتعال هذه الأزمة أولاً، وإن السبب الأول في هذا الافتعال هو عقلية الرئيس الأمريكي نفسه، والدائرة الأمنية اليمينية المحيطة به، والتي وصفهم الرئيس التركي أردوغان بأصحاب العقلية الانجيلية الصهيونية، فحملة هذه العقلية هم من يفتعلون هذه الأزمات الدولية، بل إن الأزمات التي يفتعلونها داخل أمريكا هي ذات صلة بالأزمات الخارجية أيضاً، مثل قضايا الهجرة إلى أمريكا، وقضايا تغيير قوانين دخول مواطنين من عدد من الدول إلى أمريكا، وهي الدول التي تتصنع أمريكا الصراع معها، وقد حاولت أمريكا قبل أشهر وضع قوانين مشددة على دخول الأتراك إليها، واضطرت أمريكا للتراجع عنه بعد فرض تركيا قرارا مشابها على دخول المواطنين الأمريكيين إلى تركيا. إن من الغرابة أن تفرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوباتها على وزيرين تركيين هما وزير العدل عبد الحميد غول، ووزير الداخلية سليمان صويلو، ثم يصرح وزير الخارجية الأمريكي بومبيو أنه اتصل مع وزير الخارجية التركي جاويش اغلو للقاء به خلال الأسبوع الحالي، وكأن بومبيو يريد أن يوصل إلى تركيا رسالة أمريكية حول المطالب الأمريكية الحقيقية لتحسين العلاقات الأمريكية التركية، وفي مقدمتها عدم موافقة أمريكا على ابتعاد تركيا عن التحالف مع أمريكا، وليس هذا فحسب بل اشتراط أمريكا أن تكون هذه العلاقات خاضعة للإرادة الأمريكية وقراراتها، وبالأخص في العلاقات التركية الروسية أولاً، وفي العلاقات التركية الإيرانية ثانياً، وفي العلاقات التركية الأوروبية ثالثاً، وفي العلاقات التركية الصينية رابعاً، وفي العلاقات التركية الإسرائيلية خامساً، وهكذا، فأمريكا تريد أن تكون الحكومة التركية السياسية تحت الأوامر الأمريكية فقط، كما تريد إخراج الجيش التركي من قيادة الرئاسة التركية حسب التعديلات الدستورية الأخيرة التي أتت بالنظام السياسي الرئاسي التركي الجديد، وليس من المصادفة أن يكون قائد الجيش الأمريكي في أوروبا ضيفاً في أنقرة في يوم الأزمة نفسها مع الحكومة السياسية التركية، وكأنه يريد تحييد المؤسسة العسكرية عن هذا التصعيد مع الحكومة التركية. إن المواقف العدائية الأمريكية نحو تركيا لا أمل لها بالنجاح، مثل قضية التأشيرات السابقة، والتي سقطت خلال أيام، فالعقوبات ليست بسبب القس الأمريكي إطلاقاً، وإنما بهدف تغيير مسار السياسة التركية التي تنـزع نحو الاستقلال عن السياسة الأمريكية. وقد جاءت سياسة العقوبات الأمريكية بعد ان تأكدت أمريكا من عجزها عن اللعب التآمري داخل الأراضي التركية عسكريا واقتصاديا وسياسيا، فقد أملت أمريكا وبعض الدول الأوروبية أن تأتي الانتخابات الأخيرة برئاسة وحكومة تركية غير حزب العدالة والتنمية ورئيسه رجب طيب أردوغان، ولكن إرادة الشعب التركي ذهبت في غير ما تشتهي السفن الأمريكية والأوروبية، وبالأخص بالنسبة للعقوبات الأمريكية نحو إيران، فالإدارة الأمريكية تريد من تركيا أن تقف إلى جانب العقوبات الأمريكية نحو إيران، بينما كانت الحكومة التركية اول من أعلن رفضها الالتزام بهذه العقوبات المضرة بالاقتصاد التركي، وقد تبع ذلك مواقف مشابهة من عدد من الدول الأوروبية وغيرها، وهذا تحد لإرادة ترامب الذي يخطط لإقامة إمبراطورية أمريكية ترامبية تطاع ولا تعصى. من المرجح أن لا تذهب السياسة التركية مع هذا التصعيد الذي يخطط له ترامب وفريقه الأمني، بل قد تعمل على تنفيس هذا التصعيد، فترامب ظاهرة أو أزمة أمريكية بحد ذاته، ولا بد أنه ذاهب ومعه أخطاؤه. وقد كان من رأي وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين اولبرات أنه يجب تغييره قبل فوات الأوان، وهذه مسؤولية الشعب الأمريكي، وأمريكا لم تخرج من أزمات حروبها المدمرة لاقتصادها منذ عام 2001 على أفغانستان والعراق 2003 وغيرها، دون أن تغير شيئاً في أوضاع أفغانستان والعراق وغيرهما إلا الدمار والفساد والظلم، فأمريكا تمارس سياسة فاشلة من بداية هذا القرن، ومن الحكمة عدم مشاركتها في أخطائها أولاً، ولا مصادمتها أيضاً ثانياً. إن مصلحة الشعب التركي ليست في معاندة شخصية متغطرسة، وإنما مواصلة مطالبتها بالتراجع عن أخطائها، وسحب الذرائع الكاذبة من بين يديها، فالتسريع بإصدار حكم قضائي ينهي هذه القضية هو من مصلحة الشعب التركي أولاً، ويفرغ المكائد الخارجية من تحقيق أهدافها أيضا. كاتب تركي أمريكا والأزمة السياسية مع تركيا محمد زاهد جول |
اقتحامات الأقصى وخطورة الاعتياد Posted: 03 Aug 2018 02:13 PM PDT كثّفت جماعاتُ الهيكل المزعوم، خلال الأيام الماضية، من الدعوات لاقتحام المسجد الأقصى إحياءً لذكرى «خراب الهيكل»، قبل أن تقتحمه مجموعاتٌ كبيرة، من المستوطنين المتطرِّفين، صباح الأحد (22-7-2017) باحاتِ المسجد الأقصى، وتجوّلت فيها، تحت حراسة، وحماية جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، اللذين فرضا إجراءاتٍ عسكرية مشدَّدة. وبهذا تغدو خطّة الاحتلال في النَّيْل من المسجد الأقصى مكشوفة، وهي تكثيف الاقتحام، برفع الأعداد، (تجاوَزَ عدَدُهم، في حينه 1300 مستوطن) ورفْع وتيرة الانتهاكات المعلَنة، بتقريب فترات الاقتحام، وارتفعت الاقتحامات، بما يصل إلى نسبة 40%، ورفع مستوى الشخصيات المُقتحِمة، إذ كان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو قد سمَح باستئناف اقتحامات الوزراء وأعضاء الكنيست للمسجد الأقصى. والهدف، كما لا يَخفى، هو تكريس هذا الواقع الاعتدائي، ماديا، ونفسيا؛ تمهيدا لتكريسه سياسيا، وواقعيا، والهدف الأخير هو هدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل مكانه، وهو ما يطلقون عليه اسمَ «جبل الهيكل»، خلافا لقرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» في أبريل/ نيسان 2016 الذي منَع استخدام مصطلح «جبل الهيكل» في كلِّ ما يتعلق بالحرم المقدَّس في المدينة القديمة، في القدس، وإنما استخدام المسجد الأقصى، فقط، وهو الأمر الذي لم يفعله الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في إعلانه نقْلَ السفارة الأمريكية إلى القدس، في ديسمبر/ كانون أول، من عام 2017، حين قال:» في الوقت نفسه أدعو جميع الأطراف إلى الإبقاء على الوضع الراهن، في المواقع المقدَّسة في القدس، بما في ذلك جبل الهيكل، والمعروف أيضا، باسم الحرم الشريف.» فمع أنه دعا إلى الإبقاء على الوضع الراهن، لكن التسمية التي أطلقها (وليست بلا أهمية) هي «جبل الهيكل» فهي المعتبَرة عنده، ثم أردفها، بعبارة» والمعروف أيضا باسم الحرم الشريف»؛ ليدلَّ – في أقلِّ التوصيفات- على أنَّ الإقرار بأنه «المسجد الأقصى» هو أمرٌ محل خلاف وتنازع، حول طبيعة مكانه، وتابعيَّته، ومصيره. ولعل مِن أوضح القرائن على هذه التصوُّرات الأمريكية، ولا سيما في عهد ترامب، أننا لا نسمع أيَّ انتقادات لهذه الاقتحامات الاحتلاليَّة المتكرِّرة، والممنهجة. هذا التوجُّه الأمريكي ليس غريبا، في ظلِّ الإنجيليِّين الجُدُد الذين أيَّدوا قرار ترامب بشأن القدس، والذين يُعتقَد أنهم يرَوْنَ في إقامة الهيكل الثالث مكان المسجد الأقصى شرطا من شروط عودة المسيح، مع شروط أخرى، في مقدّمتها قيامُ دولة إسرائيل (وفي إدارة ترامب منهم، نائبه مايك بنس، وقريب منه، أيضا، القس الإنجيلي، جون مور الذي يُعَدُّ من أقرب الشخصيات إليه، وشارك في رئاسة الهيئة الاستشارية الإنجيلية لترامب، خلال حملته الانتخابية)؛ لينتقل الصراع، على نحو واضح، إلى المنطقة الدينية العقائدية، الحتمية المواجهة، والكليَّة التناقض، هكذا: «الهيكل» مكان «الأقصى». الأقصى بكلِّ حمولته الدينية الثابتة بالنص القرآني المقدّس، وبكل حمولته التاريخية، حيث الحروب التي سُمِّيت صليبية، بإضفاء طابع ديني، لهدف استعماري نفعيّ، ولرغبات سُلْطوية، ومرة أخرى، يُستخدَم اليهود من أجل مصالح، وفي خضمِّ صراعات دولية، حيث «إسرائيل» دولة وظيفية، للدول الغربية الكبرى، وعلى رأسها أمريكا، دون أن يمنع مَنْشَأ دولة الاحتلال هذا، من أنْ يتغوَّل الصوتُ الديني المتطرِّف، فعلا، في تقرير السياسات والأولويات، بعد أن أقرّ الكنيست «قانون القومية» الذي لا يعترف إلا باليهود مجموعةً بشريةً لها حقُّ تقرير المصير، ويقتصر اعترافُه بغيرهم، على الصفة الفردية، متطاولا ليس فقط على لغتهم، اللغة العربية التي خُفِّضت مكانتُها، نظريا، من لغة رسمية، إلى لغةٍ ذات مكانة خاصة»، ولا نعرف كيف ستتجلى تلك المكانة الخاصة، واقعيا، إذ تُرِك، للقوانين التفصيلية. وغير بعيد عن اللغة أيُّ رموز دينية، هُويَّاتيَّة، وفي مقدِّمتها المسجدُ الأقصى. قانون القومية هذا الذي يَعتبِر «إسرائيل» بحدودها غير المعروفة، أرضا للشعب اليهودي، ويعلن القدس «الموحَّدة» عاصمةً أبدية لدولة الاحتلال، وهو يُهيِن حتى أولئك الذين حاولوا التعايُش مع دولة الاحتلال، بجعلهم – في أخفّ التوصيفات- ثانويين، لأنهم ليسوا يهودا، إنه يتوِّج، في هذه المرحلة، الصعودَ نحو المواجهة الوجودية، ليس فقط، مع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 67، ولكن في البلدات والتجمُّعات العربية المحتلة عام 48. إذن تتزامن، هذه الاقتحامات، وتتساوق، مع تغيُّرات في البنية العميقة لدولة الاحتلال، لصالح الطابع العنصري الاستئصالي، على الأقل، لكلِّ بُعْد وطني جَمعي، ومع وتائر عالية، على مستوى السطح، في تكثيف الاستيطان، وهو الذي يدعمه قانون القومية، وفي تهجير الفلسطينيين، كما المحاولات الجارية في «الخان الأحمر»؛ خدمةً للمشروع الاستيطاني التفريغي، ولفصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها، بما يحول دون تواصلها الجغرافي الضروري لأيّ كيان فلسطيني سياسي سيادي، ولتهويد القدس، وفصلها عن محيطها الفلسطيني. هذا ما يحدث في المسجد الأقصى، وهذا ما يهدِّده، والمنافسة من السعودية للأردن، مثلا، لا تجري، أو تشتدّ، إلا في الوصاية، والإشراف الديني عليه، وهي التي جعلتها حكومة الاحتلال وصاية شكلية؛ (على أرضيَّة اعتراف وليِّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، بإسرائيل، ودعوته في مجلة «ذي أتلانتيك» إلى «ضرورة وجود دولة قوية لليهود في فلسطين») تنافُس ومزاحمة لا تكفُّ عن المسجد الأقصى والمقدسات الخطرَ الوجودي، ولا يَحُدُّ من وتيرة تهويد القدس والمقدَّسات. وأما إيران وفيلقها المُسمَّى بفيلق القدس، فليس التهديد الجِديّ للقدس والمسجد الأقصى مِن أولوياتها الفعلية. وأغلب الظن أنَّ الاعتياد على انتهاك هذا المكان المقدّس، ليس للفلسطينيين فقط، ولكن لكلِّ المسلمين في العالم، ليس بالأمر المَيْسور، وإنْ حصلت فترات فتور، ولكنها لا تلبث أن تنقلب مقاومةً، بعوامل في الوجدان الجمعي، وبعوامل خارجية، تتمثَّل في ممارسات الاحتلال الحادَّة في استفزازها، والمستهترة بردَّات الأفعال؛ اعتمادا على الأوضاع الفلسطينية الداخلية، والعربية العامة، واتكاءً على الصمت الدولي، ولا سيما الأمريكي، على الاعتداءات والخروقات للأعراف والقوانين الدولية التي تُحدِّد لإسرائيل، بوصفها دولةَ احتلال، حدودَ علاقتها بالمناطق التي تحتلُّها، وبالمقدَّسات التي تشتمل عليها. كاتب فلسطيني اقتحامات الأقصى وخطورة الاعتياد د. أسامة عثمان |
عندما يتحول «جيش الثورة» لـ «قوات رديفة للنظام» ! Posted: 03 Aug 2018 02:13 PM PDT عندما شن النظام السوري هجومه الأخير على درعا، أعلن عن تشكيل «جيش الثورة»، من خلال «اتحاد» أربعة فصائل كبيرة من الجيش الحر في درعا، وقال قادته حينئذ إن الهدف منه قتال النظام والإرهابيين، ولم يفوتوا هدفا آخر حفاظا على مشاعر الجماهير، وهو «نصرة الأمة» حسبما قالوا، كما سمعنا في إعلان التأسيس أسماء قادة فرق ووحدات عسكرية تشي بأنهم يحضرون لـ «ملحمة» عسكرية فريدة مع قوات النظام، كـ «الوحدات الخاصة»، وقوات «الإسناد الناري المتوسط» بحيث تشعر أن الأرض ستشتعل في درعا. وبعد أيام من بدء الهجوم على درعا، وبعد نحو 7 سنوات من المعارك بين مقاتلي هذا الجيش والنظام، وأسابيع من القصف الهمجي الذي تعرضت له قرى درعا، تبين أن «جيش الثورة» خاض أولى معاركه الكبيرة لكن إلى جانب قوات النظام السوري ضد «الارهابيين» في حوض اليرموك، ليكون جيش «الثورة» في درعا هو القوات الرديفة للنظام! وبالتأكيد هم لم يقاتلوا الإرهابيين لأنهم أرهابيون، فكما نسي أو تناسى مقاتلو الفصائل عدوهم الإرهابي الأكبر، الأسد، بل وقاتلوا في صفه، فإنهم شاركوا في المعارك ضد جيش خالد، تلبية لرغبات انتقام محلاوية ضيقة، بدليل حملة التعفيش الواسعة التي اختتمت بها «الوحدات الخاصة» في جيش الثورة، و»قوات الإسناد المدفعي» عمليتها في حوض اليرموك، إذ لم يبق بيت واحد لم يتعرض للنهب بعد المعركة التي أعلنوا أنهم خاضوها «نصرة للأمة» ، فمعظم مقاتلي جيش خالد كانوا زملاءهم في فصائل محلية في درعا، وسبق أن اشتبكوا معهم بمواجهات ثأرية قبلية الطابع، دار أكثرها بين الفصائل نفسها في مناطق المعارضة، كما حصل مع أكبر فصائل ريف دمشق، لواء الأمة وجيش الإسلام وفيلق الرحمن، وغيرها من الأسماء التي ترحم بعضها البعض، بوجود تنظيم «الدولة» أو بدونه. قد يكون من المفهوم والمقبول في مثل هكذا نزاعات فيها غلبة عسكرية لطرف دون آخر، أن يستلم المقاتل، أو يرفع الراية البيضاء، لكن كيف يمكن تصور أن يقاتل الثوار كقوات رديفة للنظام، مباشرة بعد هزيمتهم! فإذا كانوا قد اختاروا مواصلة القتال والموت وتناسوا الهزيمة فلماذا لم يفعلوا ذلك ضد النظام عدوهم الأول قبل أن يتحولوا من مشاريع شهداء في صفوف الثورة إلى قرابين موت تحت راية الأسد. هل لنا بمؤرخ يبحث لنا في ارشيف النزاعات عن حالة كهذه! قد لا يجد، وهي مثال صغير يفسر ربما كيف تماهى 80 في المئة من سكان سوريا السنة مع حكم طائفة صغيرة لنحو نصف قرن! طيب، ألا يحتاجون لاستراحة قبل تبديل وجهة البندقية، أو تخريجة ما تحفظ ماء الوجه على الأقل مثل إعلان تشكيل جديد يكرر اجترار إسطوانات مثل إن «الأسد وداعش وجهان لعملة واحدة» و»داعش صنيعة النظام»، فلذلك قررنا التحالف مع المصنع لقتال الصنيعة ! وبضمن المشهد الكبير كان لا بد من صور صغيرة، فهاهو القيادي في الجيش الحر أدهم الكرد، الذي اشتهر تصريحه « تسقط موسكو ولا تسقط درعا»، يظهر مع رفاقه في تشكيلات «إرفع علم ثورتك»، يمشي مع كنانه حويكة حليفة موسكو وبحانبه جنديان روسيان من موسكو بعد انضمامه للتسوية التي قادها الروس ! وهاهو جندي من النظام السوري يتحدث لأم أحد عناصر جيش خالد المأسورين بعد المعركة بغاية اللطف، طالبا منها أن تكف عن البكاء على ابنها واعدا إياها بحل ما، بينما كان صوت أحد مقاتلي «جيش الثورة» يصيح بها من بعيد « ألعن أبوج على أبو ابنج». في ادلب، تأسس قبل أيام تشكيل ثوري جديد تحت مسمى لم أعد قادرا على تذكره، لتداخله مع عشرات الأسماء المكررة الرنانة التي سبق أن أعلن أن اتحادها في كيانات خلبية، كما قيل أن عدد مقاتليها مئة ألف وهو رقم يمكن أن يصدقه أي شخص يعرف أي شي سوى أرقام أعداد المقاتلين الخلبية في الفصائل، التي تصمم للقتال في جبهات إعلامية أبعد من تكون من جبهة الحرب. ولا يستبعد أن يؤول التشكيل الجديد لما آل إليهم زملاؤهم في «جيش الثورة» بدرعا، خاصة أن حلفاءهم السابقين في «جيش الفتح»، أي جهاديي تحرير الشام، هم الهدف الأساسي للمعركة المقبلة في ادلب، والتي ورغم كل ما يدور حولها من تكهنات وتخيلات تسبق كل معركة، ستؤول ادلب لسيطرة النظام، سواء مرت بفترة انتقالية مع تركيا لتعيدها بدورها للنظام، أو بعمل عسكري مباشر للنظام وهو الأرجح، وسيكون حاضرا طبعا دور الـ «قوات الرديفة» ! كاتب فلسطيني من أسرة تحرير «القدس العربي» عندما يتحول «جيش الثورة» لـ «قوات رديفة للنظام» ! وائل عصام |
أسباب الهزيمة… الديمقراطية وعدم طاعة ولي الأمر Posted: 03 Aug 2018 02:13 PM PDT في نهاية حوار حول النكبة السورية بين سيدة أوروبية مثقفة وكاتب سوري لاجئ قالت السيدة إن على السوريين أن يتعلموا الديمقراطية . موضوع الحوار الهادئ والمتقطع الذي امتد بضعة أسابيع كان نقاشا لمقال نشره الكاتب عن سبل حل المسألة السورية . والحقيقة ان تعلم الديمقراطية أمر واجب لو كانت الديمقراطية تؤخذ على شكل دورات تعليمية، وهي أمر واجب لو كان سبب الكارثة السورية هو عدم ديمقراطية الشعب . لكن الكارثة الحقيقية هي أن يعتقد أوروبيون مثقفون أن النظام السوري نظام ديمقراطي … ذكرني كلام السيدة عن تعلم الديمقراطية بمنشور على صفحات الفيسبوك يقول إن سبب هزيمة الفريق المصري في كرة القدم ليس الحفلة الراقصة التي أقامتها فيفي عبدو – بتوجيه من جهة ما – للفريق المصري داخل الفندق قبل مباراة الفريق بيوم واحد ولكن سبب الهزيمة وكل هزيمة أننا نستمع لكلام المشايخ … سبب الهزيمة أننا نصغي لرجال الدين تقول منشورات ركيكة ينشرها موالون وممانعون ممتنعون وعناصر أمن سابقون وحزبيون تائبون. هؤلاء لا يعلمون أننا نعلم أنهم هم وسلالاتهم «الهبيلة» من نفخوا رجال الدين الموالين للرئيس والمخابرات حتى صاروا كناطقين باسم الله والرسول، وقتلوا رجال الدين المعارضين بالاتهامات الباطلة أو السخرية أو التهميش كما فعلوا ويفعلون مع أي معارض . يقول هؤلاء إن الإسلام السني سبب الهزيمة ونقول نحن إن الإسلام الشيعي سبب الانتصار، ويقولون إن العروبة سبب الهزيمة ونقول إن حزب البعث سبب الانتصار، يقولون إن رفيق الحريري وموسى الصدر وانطون سعادة وكمال جنبلاط ورياض الترك وأيمن نور ومحمد صلاح سبب الهزيمة ونقول إن الأسد والسيسي وصدام والمالكي سبب الانتصار … وهكذا على هذا المنوال ننتهي معا للقول الفصل وهو أن هزيمة العرب سببها أنهم ليسوا من بيت الأسد أو من عائلة صدام أبو عدي او من بيت السيسي أو من سلالة آل سعود. لكننا نزيد عليهم ونعترف بما يلي ونحن بكامل قوانا العقلية : إن من اسباب الهزيمة أننا لسنا بيض البشرة كفاية وعيوننا ليست ملونة ولا نتكلم لغات أوروبية ونحن نأكل بأيدينا دون استخدام الشوكة والسكين ولا نأكل الكافيار ولحم الخنزير … إن من أسباب هزيمتنا أننا لم نصفق كفاية لزعمائنا الذين جاؤونا على جناحي جبريل وليس على ظهور الدبابات، وأننا لا نفتأ نشكك فيهم وفي نزاهتهم وأننا لا نركع لهم حالما يظهرون بكامل جلالاتهم على شاشات التلفزيون وفي الصحف وعلى أعمدة الكهرباء. وأننا نحن العصاة لا نطيع توجيهات وسائل إعلامهم الرشيدة ولا نقرأ تقيؤات صحافتهم وصحافييهم العظيمة ولا نهز رؤوسنا لمخبريهم وأزلامهم. نعم نحن سبب الهزيمة تخبرنا خطب ورسائل الفيسبوك يكتبها هؤلاء الأبواق على شكل مواعظ ونكات وبوستات ناقدة ليقنعونا ويفحمونا أن كل شيء في حياتنا هو سبب للهزيمة إلا الزعيم القائد الرئيس الملهم الضابط الجامع المانع، فهو الجدار الواقف في وجه الانهيار والخراب وهو سبب الانتصارات والإنجازات والبركات وهو أبو العدالة الاجتماعية وأخو الاشتراكية وصهر التقدمية . أما بعد: فاسمعوا ايها العرب وعوا أيها الكرد والبربر، إن هزمتم في الكرة أو الحرب أو السرير فلأنكم مسلمون سمر أو لأنكم شيوعيون حمر، ولأنكم ليبراليون شقر أو لأنكم إسلاميون سود. فاتقوا الله وارضوا بنعمه واطيعوا زعيمكم ولي نعمتكم المرسل من الله ليهديكم وقبلوا رجليه لو منحتم هذا الشرف وقبلوا أيدي مخبريه فهم اولاده ودعاته ومريديه الذين لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم أو خلفهم. واياكم والشكوى من البلوى واستعيذوا بالله من الوسواس الخناس الذي يوسوس لكم غلاء الخبز والكوسا ونار الطماطم والبطاطا . فالأسعار ليست غالية لكن نفوسكم واطية فتعوذوا وحوقلوا وانتظموا في طوابير الشكر وانتظروا عفوا رحيما من جلالة الزعيم الديكتاتور ومرسوما ساميا بزيادة الأجور وحلحلة الأمور غير ذلك لا تحلموا ولا تأملوا فكفوا عن الثرثرة وصونوا ألسنتكم، واحمدوا الله كثيرا أن فوق أكتافكم مازالت رؤوسكم . كاتب سوري أسباب الهزيمة… الديمقراطية وعدم طاعة ولي الأمر فراس سعد |
حداثيون سعوديون مكتومون: مضاوي الرشيد تختبر تصنيفات لاكروا وآصف بيات داخل البلاد Posted: 03 Aug 2018 02:07 PM PDT شهدت المملكة العربية السعودية في العقدين السابع والثامن من القرن العشرين عدداً من الأحداث على صعيد الجماعات الجهادية وعلاقتها بالمحلي السعودي والإقليمي؛ وقد تمثل أولها بحادثة جهيمان العتيبي في عام 1979، إذ قاد بالاتفاق مع مجموعة صغيرة هجوماً على الحرم المكي في سعي منهم إلى إحراج النظام السعودي ومهاجمة سياساته. أما الحدث الثاني تشكل في ظل مشاركة عدد من السعوديين في ما عُرف بفترة الجهاد الأفغاني. وقد ساهم الحدثان السابقان في تكوين صورة نمطية حول الإسلاميين السعوديين وربما حول كل السعوديين في الغرب، بوصفهم إما متطرفين أو جهاديين، يتميزون بنزعتهم المحافظة وبغضهم للنساء. وجاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، ومشاركة خمسة عشر شاباً في هذه «الغزوات» لتزيد من قتامة هذا الصورة في الدوائر الإعلامية الغربية. وقد حاول عدد من الباحثين في السنوات الأخيرة، تغيير هذه الصورة، عبر إظهار مدى تنوع الوسط الإسلامي السعودي، أو من خلال الكشف عن نمط جديد من الإسلاموية يسميها ستيفان لاكروا في مقال منشور له سنة 2004 بـ«الإسلاموية اللبرالية الحديثة»؛ في المقابل هناك من حاول اعتماد تصنيفات آصف بيات، ليتحدث عن حركات «ما بعد إسلاموية» في السعودية تطالب بالحقوق أكثر من الواجبات، وتنخرط في الحياة اليومية من خلال رؤية جديدة للتراث الإسلامي. ومن بين الجهود الجديدة التي انشغلت بهذا الجانب، يمكن الإشارة مؤخراً إلى كتاب الأنثروبولوجية السعودية مضاوي الرشيد الاستاذة الزائرة في كلية لندن للاقتصاد والسياسة في كتابها المترجم حديثاً للعربية «حداثيون مكتومون: الصراع على السياسات الشرعية في المملكة العربية السعودية»/ الصادر بالإنكليزية سنة 2015. من هم؟ وتعني الرشيد بالمكتومين هنا، مجموعة صغيرة من الإسلاميين ممن سعوا لإيجاد مكان لهم في الحيز العام عبر الدعوة السلمية للديمقراطية والمجتمع المدني. وتتألف هذه المجموعة من إسلاميين مخضرمين ارتبطوا بالصحوة الإسلامية في تسعينيات القرن العشرين مثل الشيخ سلمان العودة وعبد الله الحامد ومحمد الأحمري، وبعضهم أكثر شباباً، أخذت كتاباتهم تحظى بالاهتمام بعيد عام 2010 كما في حال عبد الله المالكي ومحمد العبد الكريم ونواف القديمي. ورغم أن جهود مضاوي، كما أشرنا، تأتي في سياق مكمّل لجهود بعض الباحثين حيال تنوع الظاهرة الإسلامية في السعودية، مع ذلك فإن ما تلاحظه الرشيد في سياق مراجعتها لهذا الميراث الأكاديمي الذي سبق بحثها هو «أن اللجوء إلى اللغة الاصطلاحية الغربية لفهم الدوافع الإسلامية، قد شكّل بحد ذاته تحدياً للباحثين والأكاديميين، بسبب عجزهم عن تجاوز الأطر النظرية للآباء المؤسسين للعلوم الاجتماعية الغربية». ولذلك ترى الرشيد أنه من الضروري محاولة تجنب الربط بين الحداثيين الإسلاميين وتصنيفات مثل اللبرالية (ستيفان لاكروا) أو ما بعد إسلاموية (آصف بيات)، وذلك لأن الحداثيين المكتومين وفق تعبيرها قد تحولوا وتغيروا من جراء اصطدامهم بالسياقات التاريخية والتطورات المحلية. فقد تعايشت الإسلاموية وما بعد الإسلاموية في السعودية بدلاً من تكوين مراحل تاريخية متعاقبة بوضوح، كما أن التيار السعودي جاء بمثابة تحول في سياق سلفي وليس انتقالاً متعمداً ومقصوداً باتجاه الليبرالية، أو ما بعد الإسلاموية. كما يتجذر أنصار هذا التيار ومؤيدوه في سياق إسلامي، مع أنهم قد يسعون إلى عقد تحالفات مع الليبراليين وغيرهم لتوسيع دائرة أتباعهم. وبالعودة إلى هذه الشريحة الإسلامية، تحاول الرشيد دراسة الفضاء والنقاشات التي أحاطت بكتاباتهم، كما في مثال الشيخ سلمان العودة الذي تجاوز نطاق الخطاب السلفي التقليدي حول الخروج المكروه على ولي الأمر الظالم باتجاه تقييم حسنات الاحتجاج السلمي في سياق ثوري. وكان العودة بدأ حياته المهنية كعالم دين في بلدته بريدة، حيث درس في معهدها الديني، وتابع حلقات الدروس لعلماء السلفية المشهورين مثل عبد العزيز بن باز ومحمد العثيمين. بعد ذلك أصبح محاضراً في جامعة الإمام محمد بن سعود إلى أن أعفي من التدريس فيها عام 1993 بعدما ألقى سلسلة من المحاضرات السياسية انتقد فيها موقف السعودية حيال تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في ما اعتبر أزمة إسلامية داخلية، وقد أدى نشاطه السياسي إلى سجنه أربع سنوات. وبعد خروجه من السجن، أعاد النظام وفقاً للرشيد تأهيل دور العودة كجزء من استراتيجيته لاستخدام الإسلاميين في معركته ضد التيار الجهادي الأكثر عنفاً؛ وقد أدان العودة في برامج ومقابلات مع وسائل الإعلام بعد الحادي عشر من سبتمبر الجهاديين وفضح سوء فهمهم للنصوص الإسلامية المتعلقة بالجهاد الشرعي. مع قدوم الانتفاضات العربية وإطاحة اثنين من الزعماء العرب، عاد العودة لنشاطه السابق، وكان واحداً من أوائل الدعاة السعوديين الذين نشروا تأملاتهم عن الثورة من وجهة نظر إسلامية في كتابه «أسئلة الثورة» الذي صدر عام 2012 ، إذ أعاد فيه تأهيل مفهوم الثورة، بعد أن ارتبط طوال عقود بالاضطراب والفوضى، من خلال الدمج بين الفكر السياسي الغربي عن التغيير الثوري مع ميراثه الإسلامي. وقد نجح العودة عبر خطابه الهجين في استمالة جمهور عريض من الشباب السعوديين الباحثين عن الانخراط في جدالات عالمية حول الثورات والديمقراطية ضمن ميراثهم السلفي الخاص. فقه التحرير السعودي وتتطرق الرشيد لكتابات الجيل الجديد من الإسلاميين المكتوميين عبر قراءة تجربة أستاذ أصول الفقه في جامعة محمد بن سعود محمد العبد الكريم. وعلى غرار سلمان العودة وكثيرين غيره، وجد الجيل الجديد من المفكرين الإسلاميين في الماضي الأوروبي مصدراً للمعرفة التي ربما لا يصادقون عليها كلياً، لكنهم ينهلون منها على الأقل في محاولة لتفسير الاستبداد العنيد والركود السياسي؛ فمثلاً يشير محمد العبد الكريم في أحد كتبه إلى أن العصيان المدني ليس شكلاً من أشكال الفتنة، بل هو جزء لا يتجزأ من مطالب ومقاومة الاستبداد؛ كما ويرى الكريم في الحديث النبوي: «يكون آخر الزمان أمراء ظلمة ووزراء فسقة وقضاء خونة كذبة، فمن أدراك ذلك فلا يكن لهم جابياً ولا عريفاً ولا شرطياً» دلالة على العصيان المدني ودعوة إليه، ونصيحة للمسلمين بعدم خدمة الحكام الجائرين بل مقاطعتهم. وقد حظيت تجربة محمد حامد الأحمري وموقفه المدهش من الديمقراطية بقراءة مستفيضة من قبل الرشيد؛ إذ يرى أن الديمقراطية ليست اختراعاً لبرالياً غربياً بالضرورة، بل هي «النظام الطبيعي الفطري» الأصلي؛ وهنا يسـتشهد بأمثلة من اليونان القديمة وبلاد الرافدين وسكان امريكا الأصليين، والقبائل العربية في الجزيرة. وتقوم استراتيجية الأحمري، عبر ربط روح الممارسات الديمقراطية بمجتمعات متعددة في شتى أرجاء العالم، إلى المصالحة مع هذا المفهوم في مجتمعاتنا، ومن ثم القول إن الديمقراطية لا تعبر عن تفكير إثني معين أو جنسية غربية محددة، إذ تمثل الروح الديمقراطية في رأيه جزءاً من الميراث العالمي. بيد أن هذا الاعتراف كما تلاحظ الرشيد، لا يعني بالنسبة للأحمري وغيره ممن ذكرت أسماءهم نهاية الالتزام الديني، بل نهاية الامتيازات التي يتمتع بها أولئك الذين عاشوا وتكسبوا وارتزقوا على الزعم بأنهم الاوصياء على روح الأمة وحراس نقائها الديني. صدر كتاب الرشيد بالإنكليزية عام 2015، وهي الفترة التي سبقت موجة الاعتقالات والملاحقات التي تعرّض لها هؤلاء الحداثويون الإسلاميون خلال الأشهر القليلة الفائتة في السعودية؛ مع ذلك فإن كتابها بنسخته العربية يُعد اليوم مرجعاً مهماً، ليس على صعيد قراءة تجربة تيار من الحركة الإسلاموية السعودية في فترة معينة، وإنما في فهم وتفسير دوافع انتهاج النظام الحاكم في السعودية لسياسات قمعية تجاه هذا التيار؛ كما أن قراءة كتاب الرشيد قد تدفع القارىء لطرح تساؤلات حول ما إذا كانت السعودية مقبلة، في ظل هذا الانسداد وإجهاض أي مشروع إصلاحي، على حقبة أخرى من الاضطرابات والردكلة الجهادية المحلية. ٭ كاتب سوري حداثيون سعوديون مكتومون: مضاوي الرشيد تختبر تصنيفات لاكروا وآصف بيات داخل البلاد محمد تركي الربيعو |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق