Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


أمريكا وفلسطين: أما آن أوان تشييع الأوهام إلى مدافنها؟

Posted: 10 Sep 2018 02:35 PM PDT

اختار جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي أن تكون «المؤسسة الفيدرالية»، وهي واحدة من أكثر مؤسسات الولايات المتحدة دفاعاً عن النزوعات والقوانين المحافظة، هي الجهة التي تحتضن أول خطاب متشدد يلقيه حول سياسة الولايات المتحدة تجاه المحكمة الجنائية الدولية. كما اغتنم الفرصة وخصص جزءاً من خطابه لإعلان قرار الإدارة بإغلاق بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وذلك لأن السلطة الوطنية الفلسطينية ما تزال ماضية قدماً في دعوة المحكمة للتحقيق في سياسة الاستيطان الإسرائيلية، وأعمال العنف التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة.
واعتبر بولتون أن المحكمة غير شرعية أصلاً، وأن الولايات المتحدة ودولة الاحتلال ليستا في عداد الموقعين على ميثاق روما الذي أنشأ المحكمة في سنة 2002، كما أن السلطة الفلسطينية ليست دولة رسمية بعد. وهدد مستشار الأمن القومي بمقاضاة المحكمة في المحاكم الأمريكية، وتجميد معاملاتها المالية، وحظر دخول قضاتها، وكذلك استصدار قرارات من مجلس الأمن الدولي تحدّ من صلاحياتها. كل هذا، وسواه، بسبب اعتزام المحكمة التحقيق في قضايا منسوبة إلى أمريكا في أفغانستان، وإلى إسرائيل في فلسطين المحتلة، تتصل بجرائم الحرب والإبادة وانتهاك حقوق الإنسان.
ومن المعروف أن هذا الموقف الأمريكي السلبي تجاه المحكمة الجنائية ليس جديداً، بل يعود إلى زمن تأسيسها وإلى الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، وبالتالي لا جديد فيه عملياً سوى أن بولتون يعلن اليوم سياسة أكثر وعيداً وتهديداً، وعلى نحو يليق حقاً بذهنية فريق الصقور الذي انتمى إليه على الدوام. ولا جديد، أيضاً، في أحدث خطوة عدائية تجاه الشعب الفلسطيني، والتي لا تستهدف مؤسسة السلطة الوطنية وحدها في الواقع، بل تسعى إلى الإجهاز على ما تبقى من قيمة رمزية اكتسبتها منظمة التحرير الفلسطينية في تمثيل الشعب الفلسطيني على النطاق المحلي والعربي والدولي.
ومن الواضح أن إغلاق مكتب المنظمة يقطع شوطاً إضافياً في النهج الذي اختطته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي ابتدأ من تشجيع حكومة الاحتلال أكثر فأكثر على الاستهانة بالقانون الدولي وتوسيع الاستيطان ومصادرة الأراضي والتنكيل اليومي بالمواطن الفلسطيني، وانتقلت إلى الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال خلافاً للقرارات الأممية التي سبق أن التزمت بها الولايات المتحدة ذاتها. وكان طبيعياً أن تتمثل الخطوات اللاحقة بوقف المساهمة الأمريكية في تمويل الوكالة الدولية لغوث اللاجئين، ثم قطع المساعدات حتى عن مشافي القدس المحتلة، في غمرة تلويح جاء على لسان ترامب نفسه يربط هذه الإجراءات الزجرية بموافقة الفلسطينيين على «صفقة القرن» التي يواصل المقايضة بها جاريد كوشنر، مستشار الرئيس وصهره.
ولعل أبرز الدروس، التي يتوجب أن تستمدها السلطة الفلسطينية من هذه العدائية الفاضحة لدى ترامب وفريقه، سوف يكون إعادة النظر جذرياً في الاجتهادات الفلسطينية التي ارتأت وضع كل البيض في سلال البيت الأبيض وحده، والمراجعة الجذرية لكل ما اقترن بها من خيارات قاصرة وخاطئة، والانتقال إلى أشكال أرقى من المقاومة والصمود والوحدة الوطنية، وعلى نحو أكثر جدية وإخلاصاً وفاعلية. لقد سقطت الأوهام مراراً، وآن أوان تشييعها نحو مدافنها، مرة وإلى الأبد.

أمريكا وفلسطين: أما آن أوان تشييع الأوهام إلى مدافنها؟

رأي القدس

فتات الأخبار وعيون الغزلان

Posted: 10 Sep 2018 02:34 PM PDT

كانت الساعة تشير إلى الثامنة مساء، وهو موعد نشرة الأخبار على الشاشة الصغيرة، حين سألتني ابنتي لماذا لا أفتح التلفزيون من أجل أن نستمع إلى نشرة الأخبار. وسمعت نفسي أجيبها بشكل عفوي بأن لا لزوم لذلك، فقد استمعنا إلى الأخبار البارحة!
وضحكنا من المفارقة العجيبة التي خرجت كزلة لسان، لكنها زلة تكشف حقيقة واقعنا اللبناني، وهو أن لا وجود للخبر الجديد، كل أخبارنا صارت قديمة ومكررة، ولا تثير سوى السأم.
الجديد في الأخبار له مصدران:
الأول هو فضيحة جديدة تضاف إلى سجل النهب والاستهتار، وهي فضائح متوقعة في كل يوم، وصارت تثير الملل، بعدما استنفد الغضب جميع أغراضه.
لم تعد طبقة المافيا الحاكمة تشعر بأي حرج، فهي تسبح في شاطئ ملوث بالمجاري، ولا مانع لديها من تحويل المدن اللبنانية إلى مزبلة، حتى المطار «الدولي» صار أشبه بمحطة باصات مكتظة بالاختناق والحر والأعطال.
والثاني هو عمل إضافي تقوم به القوى المسيطرة على المنطقة: إسرائيل أو روسيا أو إيران أو تركـــــيا، وهي أعمال لم تعد تثير سوى اللامبالاة، لأنها تشـــكل مجموعة من المحاولات التراكمية لتحطيم إرادة شعوب المنطقة. لا جديد هنا سوى الموت، حتى الموت صار صورة قديمة ومعتادة.
يستطيع المواطن اللبناني أن يعيش من دون الاستماع إلى الأخبار أو قراءة الصحف. ما الفرق بين تشكيل حكومة وعدمه؟ وما الفرق بين رئيس قوي ورئيس يستقوي بالخارج؟ ومن سيحارب الفساد في جمهورية الفساد؟
نجح النظام الرأسمالي الطائفي في تحويل السياسة إلى فراغ، فصارت نشرات الأخبار عنوانا للتصحّر السياسي والخمول الفكري، فلا نجد سوى مجموعات من المعتوهين وقد تحولوا إلى زعماء وقادة رأي، وهم يرصفون كلمات فقدت دلالاتها، معتقدين بذلك أنهم يصنعون رأيا عاما مؤيدا لهم.
أخبار اليوم سمعناها البارحة، وأخبار البارحة نعرفها من أخبار اليوم الذي سبقها، وإلى آخره…
لا جديد ولا قديم، فالزمن في عصور الانحطاط يتحلل ويصير جثة لا تجد من يدفنها.
الخبر الجديد يبدأ حين نقرر دفن جثة زمن الانحطاط، وهذه مسألة تحتاج إلى تغيير كبير في المنطقة، شرطه الأول وصول الثورة المضادة إلى نهاياتها المنطقية، أي إلى تسليم المشرق العربي لقوى الاحتلال الأجنبي، بشكل معلن لا التباس فيه.
من الخليج إلى بلاد الشام، ومن فلسطين إلى فلسطين، لا نجد سوى عربدة قوى الاحتلال، وهنا تتخذ الأمور شكل الهمجية الهادئة، فالصخب الذي رافق بدايات انتفاضات الربيع العربي الشعبية، وهجمة الأصوليات الجهادية التي شكلت الوجه الآخر للاستبداد، كلها هدأت اليوم أمام ما يمكن أن نسميه بالمتوقع المأساوي. لن يفاجأ أحد بسقوط إدلب الوشيك في أيدي النظام السوري وأسياده، كما لم نفاجأ بأحكام الإعدام في قضية رابعة، ولم نفاجأ بالفوضى العراقية التي تتفاقم، ولا بانبطاح الأنظمة أمام إسرائيل.
المفاجأة هي في بعض التفاصيل الصغيرة التي لن تثير أي ردود فعل، فبعدما شربنا مرارات المآسي ومشاهد القتل والتهجير والمذابح، لن تضيف هذه التفاصيل جديدا، ولن تحوّل الأحداث المتوقعة إلى أخبار مثيرة، فالمآسي دخلت في العادي المكرر، وفقدنا القدرة على الإحساس بها.
أما في فلسطين، فإن العربدة تصل إلى ذروتها، من قانون القومية إلى هدم الخان الأحمر، ومن لعبة دولة غزة إلى لعبة الفدرالية أو الكونفدرالية، كلها ألعاب لفظية تؤكد قرارا معلنا له اسم واحد هو إنهاء المسألة الفلسطينية وإلغاء الشعب الفلسطيني واحتلال الأرض الفلسطينية، ومحو القدس كي تعلو على أنقاضها أورشليم الصهيونية.
لا شيء يفاجئ، فالمستحيل صار جزءا من واقع الحياة اليومية، لذا لا تأتينا الأخبار بالأخبار، بل تأتينا بنسخة مكررة ومملة لموتنا المعلن.
الموت في كل ثقافات الشعوب هو الحدث الكبير الذي لا يتقادم بالزمن، هذا ما تعلمناه من الحضارة المصرية القديمة التي بدأت في المقابر والأهرامات، وهذا ما يشير إليه التراث الأدبي العالمي الذي جعل من المراثي أحد المحاور الرئيسية في الثقافة.
المشرق العربي اليوم يعيش في بلادة الموت، لقد حطمت حقول القتل معنى الموت، وحولته من حدث إنساني وفردي فريد إلى حدث جماعي فقد كل دلالاته.
لقد جردنا الانحطاط السياسي والأخلاقي من معاني الموت، وأعادنا إلى أيام حائـــــط الرؤوس المقطوعة الذي بناه تيمورلنك في دمشق، وسلب الموتى أسماءهم، فصار كل موتانا مجرد أرقام، وصارت بلادنا مقبرة أرقام شاسعة.
الإسرائيليون الصهاينة هم أول من اخترع مقابر الأرقام، عروا الفلسطينيين الشهداء من أسمائهم، وحولوهم إلى أرقام ضائعة في مقابر ضائعة.
أما المستبد العربي، فلم يكلف نفسه عناء بناء مقابر للأرقام، رمى الأرقام في العراء، أو حوّل السجون إلى مقابر.
أمس وأول أمس، قررت بشكل غير واع ألا أستمع إلى الأخبار التي لم يعد الاستماع إليها أو قراءتها يأتي بالجديد، وذهبت باحثا عن الجديد في عيون الضحايا.
هنا في العيون نصف المغمضة، وفي الألم الذي صار بلا صوت، نبحث عن معاني الأشياء، ونجد ما تبقى من صورتنا وهي تتمرى في عيون الغزلان.

فتات الأخبار وعيون الغزلان

إلياس خوري

جزائريون وعراقيون على أرض الملعب: لحظة الحقيقة… حقبة الدراما الروسية بدأت… وسرّ استقبال السيسي على موسيقى رأفت الهجان

Posted: 10 Sep 2018 02:33 PM PDT

في الأربع والعشرين ساعة الماضية سادت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات الردح المتبادل بين جزائريين وعراقيين، بخصوص ما حدث في مباراة أول أمس لكرة القدم بين فريقي البلدين على أرض الجزائر، عندما هتف بعض الجمهور الجزائري بحياة صدام حسين، فانسحب الفريق العراقي مع ردود فعل وفيديوهات غاضبة وطائفية لم تترك مقدساً عند الجزائريين إلا وتناولته. وقد تحوّل الأمر أخيراً إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين.
في مشاجرات صاخبة من هذا النوع غالباً ما تختلط الأمور، وقد يتحول صاحب الحق إلى مخطئ عندما يقرر الرد بالمثل، لذلك لا جدوى، ربما، من السؤال عن المسؤول مباشرة عن الأزمة، ولا ندري من الذي عليه أن يعتذر ويطيّب الخواطر.
أيام، أو أسابيع، وتنتهي فيديوهات الردح، غير أن ذلك لا يعني أن المشكلة انتهت، فما حدث بدا وكأنه لحظة الحقيقة، فرصة لاكتشاف ما استقر في الوجدان من كراهية وكراهية مضادة، من عنصرية وطائفية وحرب مضمرة يمكنها أن تشتعل مجدداً في أي لحظة.

المسلسل الروسي السوري

أعلن أخيراً أن المسلسل الروسي «تائهات» المدبلج إلى المحكية السورية سيبدأ عرضه مع بديات الشهر الجاري. التجربة، على ما يبدو، ستفتتح عهداً جديداً في سلسلة من الأعمال الروسية المدبلة بالعامية السورية، بعد حقبة المسلسلات التركية المدبلجة وباتت في وقت مضى اختصاصاً سورياً.
لسنا في حاجة لإثبات جديد على أن الصناعة الدرامية السورية، بكل أصنافها، كانت موظفة دائماً في خدمة التوجهات السياسية للنظام الشمولي. ففي فترة الشدّ والجذب مع الأتراك كانت مسلسلات استعادة الحقبة الاحتلال العثماني الرهيب لبلادنا على أشدها: دلقت شاشة التلفزيون دماً أكثر بكثير مما يحتمل هذا الجهاز المنزلي العائلي، إعدامات ومشانق وسفر برلك وخوازيق، قبل أن يتحول كل ذلك في عهود الصفاء إلى مسلسلات تركية معاصرة ولا أعذب.
كذلك يجري توظيف المسلسلات مرة للتأكيد على فظاعة الاحتلال الفرنسي، ومرة إلى تجنب تلك الحقبة، أو على الأقل تجنب إظهارها بتلك الدموية، عندما تصفو المشارب.
اليوم قد نجد أنفسنا أمام حقبة درامية جديدة، لا ندري كم ستطول مع الدراما الروسية، بل إن البعض يقول لقد تأخروا كثيراً في ذلك، حيث إن نظرة لتاريخ العلاقة بين هذا البلد وروسيا، وخصوصاً في سنوات الحرب الأخيرة، تكشف عن أنه مع الدراما الروسية المدبلجة يكون قد اكتمل النقل بالزعرور.

رسالة «مخللاتي» للأسد

معجبو الفنان السوري أويس مخللاتي عاتبون ويشعرون بخيبة أمل إزاء تغريدته التي يبحث فيها عن طريقة للاطمئنان عن صحة بشار الأسد وزوجته عندما غرّد يقول: «كنت أتمنى أن يكون الاطمئنان بشكل شخصي، ولكن لا أدري ما الطريقة لذلك، ولست متأكداً من صحة الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام عن مرض الدكتور بشار الأسد وعقيلته السيدة أسماء الأسد مع التمنيات بالشفاء القريب والعاجل».
وهو اضطر للتوضيح عبر فيديو: «إلى كل متابعيني وغير متابعيني الذين تفاعلوا مع تساؤلاتي عن رغبتي إلى الاطمئنان عن صحة الدكتور بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد، لا تزعلوا أو تنزعجوا. أنا أكيد متضايق وحزين جداً على الأطفال الذين رحلوا، وأتمنى لو أستطيع أن أفعل شيئاً حيال ذلك حتى يعودوا… من حقي كإنسان وكفرد فعال في المجتمع والكوكب أن أعبّر عن رأيي وشكراً».
اللافت أنه أبدى حزنه على قتل الأطفال، كما لو أنه متأكد أن بشار الأسد وراء مقتلهم، فهو «متضايق» و«حزين»، لكن ذلك لا يغيّر من رأيه شيئاً. يبدو أنه يكتفي بإرسالهم إلى الجنة «هم طيور في الجنة».
يذكر أن مخللاتي أجاب ذات مرة عندما سئل في برنامج تلفزيوني لبناني عمّن يثير إعجابه من الزعماء والقادة، فقال: «هتلر». موضحاً «بغض النظر عن البطش، فقد كان صاحب قومية، يا ليتها كانت عربية»!
في ضوء العبارة النازية الأخيرة يمكننا صياغة رسالة الفنان الصاعد على نحو أدق: «أود الاطمئنان عن الدكتور بشار الأسد والسيدة عقيلته بغض النظر عن الأطفال الذين رحلوا».

عندما يمرّ السيسي

ارتدادات كوميدية واسعة حظي بها استقبال الرئيسي المصري عبدالفتاح السيسي في البحرين على أنغام موسيقى مسلسل «رأفت الهجان» من قبل فرقة الموسيقى العسكرية البحرينية. معظم ردود الفعل راح يضع افتراضات موسيقية من مسلسلات أخرى، بعضها كوميدي، واشتعل الضحك.
ما من محاولات عند الناس لتفسير إمكانية مواءمة الموسيقى لحدث رسمي على هذا المستوى، حيث غالباً ما يتطلب الأمر موسيقى المارش العسكري، فقد كان كافياً ارتباط الموسيقى بمسلسل تلفزيوني كي تنشط الذاكرة بتحليل الرسائل، ويبدو أن الجميع قد عجز بالفعل عن بلوغ المغزى من استعادة موسيقى الهجان، إلا رئيس تحرير وكالة أنباء «الشرق الأوسط»، الذي قال لبرنامج «90 دقيقة»، على فضائية «المحور»، إن استقبال الرئيس على موسيقى مسلسل رأفت الهجان «جاء للتعبير عن عظمة مصر، والدور القوي لمصر»، منوهاً بأن «موسيقى رأفت الهجان، تحرك شجوناً لدى كل العرب». وتابع يقول «عندما عرض المسلسل كانت الدول العربية كلها تقف على قدم وساق، وكل الشوراع العربية تخلو من المارة عند عرض المسلسل». هذا بالإضافة إلى التذكير بـ «دور عظيم كدور جهاز المخابرات العامة المصرية».
هذا هو إذاً، إنه نوع من الاستثمار في فنون علم النفس. كان المطلوب أن تقف الدول العربية كلها على قدم وساق حين يمرّ السيسي في البحرين.

كاتب فلسطيني سوري

جزائريون وعراقيون على أرض الملعب: لحظة الحقيقة… حقبة الدراما الروسية بدأت… وسرّ استقبال السيسي على موسيقى رأفت الهجان

راشد عيسى

عن مواجهة فاشية القرن الحادي والعشرين

Posted: 10 Sep 2018 02:33 PM PDT

لم يترك اليمين المتطرف مكانا في أوروبا إلا وطرقه وسجل به صعودا لافتا تارة من خلال صناديق الاقتراع وتارة ثانية عبر الحراك الاحتجاجي ضد قضايا الهجرة واللجوء. وفي مواجهة اليمين المتطرف بامتداداته العنصرية يقف سياسيا من جهة اليسار التقليدي الممثل في الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية واليسار التقدمي الذي تجسده أحزاب الخضر وأحزاب يسارية شبابية حديثة التأسيس، ومن جهة أخرى اليمين المحافظ الذي تحمل رايته الأحزاب المسيحية الديمقراطية وتتداخل معها أحزاب ليبرالية صغيرة.
أما الحراك الاحتجاجي لليمين المتطرف فيقارعه فقط باحتجاجات سلمية ترفض العنصرية وخطابات الكراهية ضد الأجانب واللاجئين اليسار التقليدي والتقدمي، بينما تسجل أحزاب اليمين المحافظ والأحزاب الليبرالية غيابا واضحا عن الشارع.
وقد دللت الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السويد قبل أيام على طرق اليمين المتطرف كافة بقاع القارة الأوروبية موظفا لقضايا الهجرة واللجوء ومستخدما لمفردات سياسية تشبه المفردات العنصرية والشعبوية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. في السويد، وهي معقل تاريخي للاشتراكية الديمقراطية، حصد اليمين المتطرف (حزب ديمقراطيي السويد) ما يقرب من 18 بالمئة (17.6٪؜) من أصوات الناخبين المشاركين في الانتخابات البرلمانية مسجلا نتيجته الأفضل منذ استقرت في القرن العشرين الملكية الدستورية والحكم البرلماني ودولة الرفاهة الاجتماعية. في المقابل، توزعت بالتساوي أصوات 80 بالمئة من الناخبين بين تحالف اليسار التقليدي والتقدمي وتحالف اليمين المحافظ والليبراليين على نحو سيصعب كثيرا من تشكيل حكومة ائتلافية جديدة ما لم يقرر القائمون على أحزاب اليسار واليمين التعاون. وسبق انتخابات السويد تنافس على الحراك الاحتجاجي في الشارع حاول من خلاله اليمين المتطرف نشر مشاعر الخوف من المهاجرين واللاجئين والإفادة منها انتخابيا، وقارع اليسار ذلك بحراك رافض للعنصرية وبتذكير الناخبين بقيمة الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات والحفاظ على الطبيعة المتسامحة والمنفتحة على الآخر للمجتمع السويدي.
لم يعد صعود اليمين المتطرف بقاصر على الديمقراطيات حديثة العهد نسبيا في وسط وشرق أوروبا (المجر مثالا)، ولا على الديمقراطيات المأزومة اقتصاديا في جنوبها (إيطاليا مثالا). ولم يعد بمجد اختزال صعود المتطرفين والعنصريين في إشكاليات ذات طبيعة خاصة في بلدان أوروبية كبيرة كصعوبات اندماج ذوي الهوية الإسلامية في فرنسا وتحديات دمج الولايات الشرقية في ألمانيا الموحدة ونشر ثقافة التسامح مع الأجانب واللاجئين في مدن الشرق. فقد صار صعود اليمين المتطرف ظاهرة عامة ومرشحة للبقاء في الحياة السياسية الأوروبية لفترة ليست بالقصيرة (بمعزل عن أسماء الكيانات الحزبية التي تمثل اليمين المتطرف والتي قد تتبدل مستقبلا).
بنجاحات انتخابية متتالية وبنسب تصويتية تقترب من 20 بالمئة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في ألمانيا وإيطاليا والسويد وغيرها وبنسب تصويتية أعلى في الانتخابات الرئاسية الفرنسية خلال السنوات الماضية وبإخراج لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء شعبي، بات اليمين المتطرف بامتداداته العنصرية والشعبوية إلى كتلة سياسية مؤثرة في أوروبا. وأغلب الظن أن ما ستشهده البلدان الأوروبية من صراعات خلال السنوات القادمة سيكثف، انتخابيا واحتجاجيا، حول الموقف من اليمين المتطرف وقضايا الهجرة واللجوء التي يوظفها بينما سيتواصل تراجع الأهمية السياسية لقضايا كبرى كمستقبل نظم الرفاهة الاجتماعية وتوزيع الثروة وحظوظ محدودي الدخل من خدمات التعليم والرعاية الصحية ورعاية كبار السن ودور الدولة ودور القطاع الخاص في كل ذلك.
وإذا ما استثنيا الضوضاء المحيطة بدونالد ترامب، لا تختلف الملامح العامة للمشهد السياسي الأمريكي عن ملامح المشهد الأوروبي. فصعود اليمين المتطرف بشعارات عنصرية وشعبوية وبخطاب كراهية ضد الأجانب ومواقف رافضة للهجرة واللجوء يقابله تلاقي إرادة القوى اليسارية والمحافظة على مواجهته وتنامي حظوظ اليسار التقدمي والشبابي في تصدر ساحات مقارعة اليمين المتطرف (نتائج مرشحي اليسار التقدمي والشبابي، خاصة النساء، في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي). لذا، لا يجافي الصواب الدفع بتشابه موجه اليمين المتطرف الراهنة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية مع موجه الفاشية التي اجتاحت الحواضر الغربية في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين ورتبت صراعات سياسية حادة وحروبا أهلية دامية وحربا عالمية شهدت غير المسبوق من الفظائع. ومثلما تصدر اليسار وتبعه اليمين المحافظ والليبراليين مواجهة الفاشية، من إسبانيا الجنرال فرانكو إلى ألمانيا الهنلرية، يعود اليسار بزي تقدمي وشبابي للاضطلاع بمهمة مواجهة اليمين المتطرف وحماية الديمقراطيات الغربية من الانزلاق إلى فاشية جديدة وقودها رفض الأجانب واللاجئين.
ومثلما يواجه اليسار التقليدي والتقدمي متبوعا باليمين المحافظ والليبرالي أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا والولايات المتحدة، سيتعين عليه أيضا فكريا وحركيا مواجهة الحكومات الشمولية والسلطوية في بلدان كروسيا والصين وفنزويلا وممالك وجمهوريات بلاد العرب موظفا مفردات خطابه الإنساني القائم على المساواة والتسامح ومستغلا قربه من الفئات العمرية الشابة وثقافتها التي أضحت ذات طبيعة عالمية صريحة في رفضها للظلم والتهميش. أما المحافظون والليبراليون في مواطن الشمولية والسلطوية، فلن يقدموا لليسار غير بعض المفردات الإضافية عن ضرورات الحفاظ على التقدم الاقتصادي وأهمية الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات التي لن تفلح في مواجهة الاستبداد ما لم يتحرك الناس بداية لإيقاف الظلم والتهميش.

٭ كاتب من مصر

عن مواجهة فاشية القرن الحادي والعشرين

عمرو حمزاوي

الأردن: حكومة الرزاز أمام «ثلاثية شبه مستحيلة»: «طمأنة» مراكز القوى وتخدير الشارع وملاعبة «الصندوق»

Posted: 10 Sep 2018 02:33 PM PDT

عمان- «القدس العربي» : لا يعفي الانشغال الرسمي والأمني الأردني بالتحوط لمنع دورة جديدة من «حراك الدوار الرابع» حكومة الرئيس الدكتور عمر الرزاز من تلك الاستحقاقات التي بدأت تحيط بالتجربة برمتها خصوصاً بعدما زاد منسوب ضغط ملف الضريبة على العصب الحيوي لدوائر القرار. وعلى نحو أو آخر يبدو الرزاز «واثقاً أكثر» من خطواته المنهجية ويتحرك ضمن رؤية إستراتيجية يقول حتى انصاره المتحمسون لها انها لأسباب مفهومة لا تزال»زاحفة».
الأحد كان واضحاً ان الرزاز يحاول وهو يتحدث للجمهور مباشرة في مقر الجامعة الأردنية تحديداً رداً على الأرجح على ما حصل في جامعة آل البيت السير في اتجاه طريق «ملغوم» قوامه «طمأنة» مراكز القوى في الدولة والقرار والشارع الشعبي في الوقت نفسه. وتبدو مهمة مستحيلة عملياً وإن كان الرجل نفسه يصفها بأنها «صعبة» فقط خصوصاً وان خمسة من طاقمه الوزاري على رأسهم نائبه رجائي المعشر وبينهم وزير الحقيبتين وليد المصري ووزير التنمية السياسية موسى المعايطة يدفعون في اتجاه نقل «أزمة ملف الضريبة» وبأسرع وقت ممكن لأحضان البرلمان.
الفكرة التي يبدو ان الرزاز يؤمن بها عملياً تحاول إنتاج مشهد متوازن بين «متطلبات الوظيفة» وحسابات الدولة وبين احتياجات الشارع. والرجل يخوض المغامرة الأكبر عملياً وهو يحاول إثبات نظرية تقول بأنه يستطيع «الظفر في الحسنيين» بمعنى إقناع الدولة ومركز القرار بتوفير فرصة لعامين على الاقل حتى يثبت نجاح أو فشل برنامجه بالخصوص وملاعبة الشارع الشعبي وتخديره بجرعات تنفيذية من الأمل.
ورغم صعوبة مثل هذه المهمة المجازفة إلا ان الرزاز يمتلك ورقة رابحة لا يمتلكها من سبقوه في موقع الرئاسة فهو ينظر له وسط المقربين منه بصفته رئيس الوزراء الذي لا يتمسك أصلاً بالبقاء في منصبه ومن الصنف الذي يستطيع ببساطة مغادرة الموقع وبدون أي لحظة ندم. وبمعنى آخر الرزاز رجل متحرر من عقدة البقاء في الموقع وعقدة ضرورة «إرضاء الدولة والشارع» معاً أو منفردين وليس من النوع الذي تغريه النجومية فهو «كاسب» بكل الأحوال على الاساس التالي: إذا أقنع مركز القرار بالبقاء سيكسب ويقدم للجميع منتجاً جديداً وإذا أخفق وأرضى الشارع سيتحول إلى «شهيد وبطل».
الكاتب المسيس محمد ابو رمان قال بأن الرزاز «رجل دولة» وليس من النوع الذي يستسهل التلويح بـ»إستقالة»رابطاً بين المتحدثين عن الاستقالة وخصوم الرجل فيما الوقائع على الارض تشير إلى ان خصوم الرزاز الكثر في النخبة والأروقة الكلاسيكية حريصون بشدة على ان لا يسمحوا له بإستقالة تكرسه رمزاً في البعد الشعبي. تشخيص ابو رمان قد تعوزه بعض القناعة في محيط الرزاز بأن خيار «الإنسحاب «ممكن وهو ما قاله الرئيس علناً عندما اعلن: «لا أنسحب ببساطة والتلويح بالإستقالة شائعة». لكن الوقت مبكر لأن السؤال هو: عن اي نوع من الإنسحاب ومتى يتحدث القوم؟
وبالتالي يمكن القول بأن المغامرة تتمثل في تهيئة ظروف تسمح أو تمنع إنجاز الأجندة التي اختير الرزاز أصلاً من أجلها. هنا يبدو واضحاً ان خيار رئيس الوزراء المثير للجدل طبعاً عدم الإنسحاب ومبكراً بصفة خاصة لكن في لحظة الصدام وتخلي المؤسسة عن التجربة لا يعود الأمر «فارقاً» بل بمعنى أدق «لن يخسر الرجل شيئاً».
تنتقل المسألة من مستوى المغامرة إلى المقامرة المسيسة شرعاً عندما يتعلق الأمر بما يرشح من أضيق الدوائر المقربة من رئيس الوزراء الذي لم يكمل بعده يومه الـ100. هنا حصرياً ورغم نقد الخصوم والأنصار لتكتيك المواجهة والعمل اليومي ثمة أولويات في ذهن الرزاز خبير «الإكتواريات» العلمي المنظم أولها وأهمها بعد الحظوة الواضحة بـ»ثقة القيادة» تحصيل الغطاء المرجعي لثقة مرجعية في البرنامج وليس في شخص رئيس الوزراء فقط. تلك طبعاً مسألة تتأثر بظروف إقليمية وسياسية مفتوحة الاحتمالات. لكن الرزاز لا يزال يشعر بأن «طمأنة» المرجعيات مهمة غير ممكنة باللغو والكلام فقط بل بالعمل والإنجاز الميداني، الأمر الذي يفسر الابتعاد مرحلياً عن الملفات التي يمكن أن تثير الغبار المبكر والانشغال بتوسيع مساحة «الفرصة والوقت والصلاحيات».
ذلك ينقل التكتيك للخطوة التالية وهي «الاستثمار» في الصورة الشعبوية لإبقاء الحكومة «متصلة ومتواصلة» مع الرأي والعمل هنا مكثف عبر تقنية فريدة ابتكرها الرزاز وتمثلت في بناء صورة «رئيس الحكومة المتواضع» الذي يسأل الناس مباشرة في الحافلة وعلى الرصيف وعند كشك الكتب وقرب حظائر الأغنام. لاحقاً يصبح التمكن من تثبيت الخطوتين مركزاً لإنطلاق خطبة ود «الدولة العميقة» وتبديد هواجسها وعلى أساس ان حكومة مدنية ميدانية لن تقود إلى «إنقلابات» بقدر ما ستجدد الروح في دماء المؤسسات. وقد لا يقتنع التيار المحافظ او المرتاب والمتحفظ بنظرية الرزاز .
لكن الحاجة الملحة لمنع نسخة ثانية من حراك الدوار الرابع والظرف الاقتصادي العام مع الإقليمي وصعوبة الخوض بتعيين رئيس جديد عناصر في المشهد العام تدفع رموز التيار المشار إليه للصمت او الترصد فقط إلى ان يتعثر الرزاز تلقائياً، الأمر الذي قد لا يحصل ببساطة لأن الرجل لا يتميز بأي «نزق» ولا يتمسك اصلاً بالموقع ويؤمن بمنهجية «الخدمة العامة».
تلقائياً تبرز هنا أهمية حرص الرزازعلى تجنب «خوض صدامات وصراعات» مع مراكز قوى يمكن ان تضعف حكومته وتسمح بإلتهامها ببساطة. ولذلك يشعر المتحمسون للرزاز بانه «بطيء جداً إلى حد الزحف» في الملفات الاصلاحية الكبيرة والمهمة أو على الاقل «لا يستغل» كما ينبغي الفرصة التي توفرت. والرجل يريد أن يسارع في الإيقاع على الارجح بعد»التمكين» الذي بدأه بالشارع ويحاول تحويله إلى إرادة سياسية شاملة الآن بناء على قناعة داخل مؤسسة القرار…ذلك على الأرجح منطوق وجوهر خطابه المثير مساء الاحد في الجامعة الأردنية.

الأردن: حكومة الرزاز أمام «ثلاثية شبه مستحيلة»: «طمأنة» مراكز القوى وتخدير الشارع وملاعبة «الصندوق»
ألقى محاضرة مثيرة للجدل… ويؤسس للمغامرة: «لا أنسحب ببساطة»
بسام البدارين

هل تستطيع تركيا منع الهجوم على إدلب في ظل وجود تشكيلين عسكريين كبيرين فيها؟

Posted: 10 Sep 2018 02:32 PM PDT

أنطاكيا – «القدس العربي»: بين من يرى أن معركة إدلب على الأبواب، وأن الهجوم على المدينة قد بدأ في واقع الأمر، هناك آخرون يرون أن أي معركة سوف تبدأ على اطراف المحافظة ومناطق من محافظات مجاورة مشمولة باتفاقات استانة لخفض التصعيد، وهي القطاع الرابع والأخير الذي لا يزال تحت سيطرة الفصائل المسلحة بعد ان خسروا القطاعات الثلاثة الأخرى في الفترة بين شهري مارس/آذار وتموز/يوليو الماضيين.
الناشط في الثورة السورية والأكاديمي عمار المصري قال لـ «القدس العربي»، ان معركة ادلب «ليست كغيرها من المعارك السابقة» التي خسرت فيها فصائل الثورة معظم مناطق سيطرتها دون ان يلتفت إليها المجتمع الدولي فهذه المعركة «يأتي توقيتها في ظل صراع دولي وإقليمي على الساحة السورية».
وفي وقت تستعد فيه قوات النظام لبدء الحرب البرية باستعدادات غير مسبوقة على خطوط التماس مع الفصائل المسلحة فإن «هذه الفصائل اعادت تنظيم صفوفها وقطعت اشواطاً لا بأس بها على طريق الاندماج، أو على الأقل العمل والتنسيق ضمن غرفة عمليات مشتركة واحدة»، يقول المصري.
ويرتبط توقيت الهجوم المحتمل على إدلب، وفق تصورات المصري، بالتفاهمات الإقليمية والدولية والموقف التركي بشكل خاص الذي ظهر في تصريحات «الرئيس رجب طيب اردوغان بأن مستقبل العلاقة مع روسيا مرتبطة بالخطوات الروسية في ادلب».
وهناك ثمة إيحاءات إلى «ان معركة ادلب ستظل معلقة دون تطورات غير محسوبة حتى موعد اللقاء المحتمل في ألمانيا بين الرئيسين التركي والروسي»، لكن هذا وفقاً للمصري سوف «لن يمنع القصف الجوي أو الاشتباكات رداً على انتهاكات قوات النظام في قصف المناطق المدنية والمستشفيات».
ويحدد المصري بعض أهداف روسيا وقوات النظام من الهجوم المحتمل على إدلـب «لاستعـادة السـيطرة على الطـريق الـدولـي الواصـل بين حماة وحلبـ»؛ لكـن الهـدف الأهم، حسـب الناشط في الثـورة الـسورية عمـار المصري، «هو القضاء على العدد الأكـبر من مـقاتلي الفصـائل».
ولا يتوقع الخبير العسكري العقيد المنشق عن الجيش السوري احمد حمادة «هجوماً قريباً وشاملاً على ادلب»، لكنه يؤكد «استمرار القصف الجوي وتكثيفه في الأيام المقبلة للتأثير على القرار التركي من جهة، والتأثير على صمود أبناء المناطق المحررة الذين قالوا كلمتهم يوم الجمعة الماضي من خلال شعار (خيارنا المقاومة)».
ويعزز صمود أبناء المناطق المحررة بشكل أكبر، وفقاً لما قاله «حمادة»، في ذات الوقت الذي «تتخذ الفصائل ما يكفي من إجراءات تحصين الخطوط الدفاعية على طول خطوط التماس بإشراف غرف عمليات مشتركة في مختلف القطاعات ما يعكس تلاحم الفصائل المدعومين من حاضنتهم الشعبية».
ووصف حمادة روسيا بأنها «مأزومة دولياً» وتسعى لبناء «شراكة مع تركيا في مجال التسليح كخطوة ترى روسيا أنها تساهم في إبعاد تركيا عن حلف الناتو»، لذلك فان روسيا «لا تريد الاصطدام بالموقف التركي في ادلب ما يعني ان هناك مساحة أوسع للتفاهم من خلال جولات أخرى من التفاوض الثنائي».
طبيعة العلاقات التركية – الروسية، وحرص موسكو على تقويتها وتعميقها قد يؤديان في نهاية المطاف إلى عدم وقوع معركة مفتوحة على كل الاحتمالات في إدلب لان «أي هجوم على ادلب»، وفقاً للخبير العسكري العقيد المنشق عن الجيش السوري احمد حمادة «سينعكس سلباً على العلاقات التركية الروسية، وهذا ما لا تريده روسيا في المقام الأول، كما هي تركيا».
ويؤكد الأكاديمي السوري ياسر النجار على «حرص كل من روسيا وتركيا على استمرار الشراكة بينهما في ما يتعلق بالملف السوري وملفات أخرى». وقال النجار إنه رغم ان قمة طهران لم تخرج بنتائج واضحة متفق عليها حول معركة ادلب، «لكنها على الأقل أفصحت عن تأجيل عملية عسكرية شاملة في حين لا توجد ضمانات لتأجيل عملية عسكرية محدودة في مناطق محددة»، ويعتقد النجار ان هذا «قد يكون خيار روسيا لأنها تدرك ان قوات النظام غير قادرة على خوض معركة عسكرية مفتوحة في عمق محافظة إدلب».
وتحدث عن ان الشمال السوري اليوم «أفرز تشكيلين عسكريين كبيرين هما هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير، وهناك غرف عمليات مشتركة بينهما في مناطق خطوط التماس».
وأوضـح النجـار ان التشــكيلين لـيسـا «في وارد تــبني خيار الاستسلام لانه يعطيهما خياراً صـفرياً، ولــيس امامهما سـوى المواجهة»، وهناك تحـشيد واســع بيــن الـسكان «يـشدد على خيـار المواجـهة وعـدم الاسـتسلام وان خيار أبناء المناطق يجسده شعار خيارنا المـقاومـة».
«فإدلب لن تموت حتى وان كانت الدول قد قررت موتها فلا يزال أمام أبناء المحرر خيار عدم الاستسلام واستمرار الثورة»، حسب الباحث السياسي والأكاديمي السوري ياسر النجار.

هل تستطيع تركيا منع الهجوم على إدلب في ظل وجود تشكيلين عسكريين كبيرين فيها؟
محلل سوري: موسكو مأزومة دولياً وتسعى لإبعاد أنقرة عن «الناتو»

العبادي يعلن عدم مغادرته البصرة لحين تنفيذ المشاريع الخدمية… وتحالف الصدر يحذر من اعتقال المتظاهرين

Posted: 10 Sep 2018 02:32 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: وصل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على رأس وفدٍ حكوميٍ رفيع، أمس الاثنين، إلى محافظة البصرة، جنوب البلاد، في محاولة لاحتواء الأزمة التي تصاعدت حدتها مؤخراً، وأسفرت عن سقوط المئات من الضحاياً، إضافة إلى إحراق دوائر رسمية ومقار حزبية ودبلوماسية.
وتأتي الزيارة، تزامناً مع وصول قوة عسكرية كبيرة من الجيش و«الحشد الشعبي» إلى المحافظة، بهدف السيطرة على الوضع الأمني في هذه المحافظة الغنيّة بالنفط، وفقاً لمصادر صحافية وشهود عيان.
وحسب مصادر العبادي توجه فور وصوله إلى مقر قيادة عمليات البصرة، ولم يتجه كما المعتاد، إلى مبنى الحكومة المحلية، بسبب تضرره واحتراق أجزاء منه، جراء الحراك الاحتجاجي.
ووفق شهود عيان، تم قطع جسر الزبير أمام مرور العجلات والأشخاص، لتأمين انتقال العبادي إلى مقر قيادة العمليات، الأمر الذي تسبب بازدحام مروري «خانق».
وأعلن العبادي عقب وصوله، الى محافظة البصرة «رفضه الاعتداء على القنصليات والبعثات الدبلوماسية في البلاد».
وقال في مؤتمر صحافي: «جئنا للمحافظة لتنفيذ قرارات مجلس الوزراء بشأن البصرة، ولا يمكن أن يكون هناك خدمات دون وجود أمن»، مبيناً أن «الاعتداء على القنصليات والبعثات الدبلوماسية مرفوض».
وأشار إلى أن «الوضع الأمني في البصرة مستتب»، مؤكداً أن «إرسال قوات إضافية إلى المحافظة جاء تلبية لطلب المحافظة».
كذلك، قال العبادي في تصريحات للتلفزيون الرسمي: «جئنا إلى البصرة للتعاون مع مواطنيها ووجهائها لتوفير ما يحتاجونه من خدمات».
وأضاف: «البصرة خلال الفترة الماضية لم تحظ بإدارة مناسبة تنهض بواقعها»، مؤكداً: «لن نغادر البصرة حتى أضمن إنجاز مشاريعها الخدمية».
وعقد العبادي وفريقه الوزاري اجتماعاً مع محافظ البصرة ورئيس مجلس المحافظة وعدد من المسؤولين المحليين، لبحث واقع الخدمات، وبالأخص توفير المياه الصالحة للشرب، حسب بيان لمكتب رئيس الوزراء.
ونقل البيان عن العبادي قوله، إن «زيارتنا لمحافظة البصرة اليوم (أمس) هدفها الوقوف ميدانياً على الاوضاع الخدمية والاطمئنان على استقرار المحافظة وسير الحياة الطبيعية فيها، ولمتابعة تنفيذ القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء الخاصة في المحافظة».
وأضاف: «لقد جئنا للبصرة اليوم (أمس) برفقة فريق وزاري واستشاري بصلاحيات كافية لوضع الحلول اللازمة وتلبية احتياجات المواطنين، ونتطلع لتعاون الجميع من اجل خدمة ابناء البصرة وانجاز المشاريع الخدمية الضرورية».
كما أشاد بـ«تعاون المواطنين وأفراد القوات الأمنية واستتباب الأمن في المحافظة الذي سيساعد في تقديم الخدمات لأهالي البصرة والاستجابة لمطالبهم المشروعة».

«قوة الشعب»

وبالتزامن مع وصول العبادي حذر النائب عن تحالف «سائرون» حسن الجحيشي، الحكومة من اعتقال أي متظاهر بحجة أنه «مندس»، مؤكدا رفض تحالفه «اتخاذ اي إجراءات تعسفية أو اعتقالات تطال المتظاهرين العزل المطالبين بأسط الحقوق».
وقال في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي، إن تحالفه الذي يدعمه الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر «لن يسمح المساس بالمتظاهرين مطلقا بحجة أنهم مندسون».
وأشار إلى «أننا نحذر الحكومة من اتخاذ أي إجراءات من شأنها اعتقال الأبرياء للتغطية على فشلها في تقديم أبسط الخدمات».
وأضاف أن «ما حدث داخل البصرة ردات فعل غاضبة نتيجة عدم استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين»، معتبراً أن «قوة الشعب لابد أن تكون أقوى من قوة الحكومة لمنع أي دكتاتورية من شانها قمع الشعب العراقي».
أما النائب عواد العوادي عن كتلة «صادقون» بزعامة قيس الخزعلي، فأعتبر زيارة العبادي للبصرة «خطوة جيدة» لكنها متأخرة، مطالباً رئيس الوزراء بـ«البقاء لفترة طويلة» لوضع الحلول السريعة.
وأضاف في بيان إن «زيارة العبادي وبعض الوزراء والمدراء العامين خطوة جيدة لكنها جاءت متاخرة»، مطالباً بضرورة «بقاء العبادي وكابينته الوزارية لفترة أطول في البصرة للاستمرار بالبحث عن وضع الحلول».
وطالب النائب عن كتلة «صادقون» المنضوية في تحالف «الفتح»، رئيس الوزراء العراقي بـ«زيارة مختلف مناطق البصرة والمستشفيات ليعرف حجم الكارثة التي يعانيها المواطن»، مشدداً على أهمية «قيام رئيس الوزراء حيدر العبادي بالاستجابة لمطالب أبناء البصرة باقالة قائد عمليات البصرة وبعض القادة الأمنيين، وفتح تحقيق بما حصل اثناء التظاهرات، ومحاسبة كل عنصر أمني قام بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين المطالبين بتوفير الخدمات».

محطات تحلية

في الأثناء، أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، عن موافقة مجلس الوزراء على إنشاء 8 محطات لتحلية المياه في محافظة البصرة.
وذكرت الأمانة في بيان، أن «محافظ البصرة سيتولى مسؤولية تنفيذ ذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة، على أن تقدم الدراسة الفنية الى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي خلال شهر واحد من تاريخ إصدار هذا القرار».
وأضاف أن «القرار تضمن تقدم محافظة البصرة مقترحا متكاملا حول مد خطوط نقل جديدة للمياه الى مدينه البصرة خلال أسبوعين، وتتولى محافظه البصرة تأهيل شبكات النقل والتوزيع لمناطق المحافظة بموجب أولويات ترتبط بوضع الشبكات، وتلتزم وزارة الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة ببدء التشغيل التجريبي لمشروع ماء الهارثة خلال شهر تشرين الأول/اكتوبر المقبل، وأن يبدأ العمل الفعلي للمشروع في موعد اقصاه شهر شباط/فبراير من العام 2019». ولفت إلى أن «لجنة برئاسة محافظ البصرة تشكلت لمتابعة ذلك ورفع التقارير الى لجنة اعمار وخدمات المحافظات، وتتولى محافظة البصرة متابعة محطات التحلية (أر أو) مع ضمان عملها وفقاً للضوابط الصحية، إضافة إلى غلق المحطات المخالفة للشروط الصحية وحوضيات نقل المياه، وتتولى المحافظة ايقاف التجاوزات على نهر دجله وقناه البدعة والخطوط الناقلة فوراً بالاستعانة بقيادتي عمليات البصرة والرافدين، وتنظيم عمليات الدعم المقدم من الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني بإشراف الحكومة المحلية في محافظة البصرة وفريق المتابعة التابع الى لجنة اعمار وخدمات المحافظات».
وخوّل مجلس الوزراء، وفقاً للبيان، «وكيل وزارة المالية وكالة ماهر حماد جوهان صلاحية تبادل المذكرات المكتوبة بين وزارة المالية والسفارة اليابانية في بغداد، وتوقيع تعديل الاتفاقية لقرض مشروع تحسين ماء البصرة المرحلة الاولى، لصالح وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والإشغال العامة المتعلقة بتمديد مدة الصرف للمشروع المذكور».

العبادي يعلن عدم مغادرته البصرة لحين تنفيذ المشاريع الخدمية… وتحالف الصدر يحذر من اعتقال المتظاهرين
قوة من الجيش و«الحشد» تصل المحافظة… و8 مشاريع جديدة لتحلية المياه

«نيويورك تايمز»: المخابرات الأمريكية تستعد لشن غارات ضد «القاعدة» و«داعش» في جنوب ليبيا

Posted: 10 Sep 2018 02:31 PM PDT

لندن -« القدس العربي»: قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» تستعد لتنفيذ غارات جوية سرية باستخدام طائرات دون طيار، في جنوب ليبيا، تستهدف عناصر تنظيمي «القاعدة» و»داعش».
وكشفت الصحيفة، في تقرير وفق موقع «بوابة الوسط»، أن وكالة «سي آي إيه» قررت توسيع نطاق عمليات الطائرات دون طيار ونقلها إلى شمال شرق النيجر، لتعقب وتنفيذ غارات ضد مسلحين إسلاميين في جنوب ليبيا، انطلاقًا من قاعدة سرية في مطار تجاري صغير في مدينة دركو في إقليم أغاديز شمال شرق النيجر.
ونقل التقرير عن مسؤولين من أمريكا والنيجر أن وكالة «سي آي إيه» أجرت بالفعل عدة طلعات استكشافية باستخدام الطائرات المسيرة خلال الأشهر الماضية، مستخدمة مطار مدينة دركو. وأظهرت صور من الأقمار الصناعية توسعات جرت بالفعل في المطار منذ شهر فبراير الماضي، تضمنت إنشاء مهبط جديد للطائرات، وحوائط، ونقاط وبوابات أمنية جديدة. وتم إنشاء خمسة مواقع دفاعية حول المطار.
وقال مسؤول أمني أمريكي، تحدث إلى الصحيفة شرط عدم ذكر اسمه، إن الطائرات المسيرة لم تستخدم بعد لتنفيذ غارات قاتلة، لكنها ستقوم بذلك بالتأكيد في المستقبل القريب، نظرًا للتهديد المتنامي في جنوب ليبيا.
ورفض الناطق باسم وكالة المخابرات الأمريكية، تيموثي باريت، التعليق على تقرير الصحيفة، فيما قالت الناطقة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، شيريل كلينكل إن الجيش الأمريكي استخدم قاعدة في مطار مدينة دركو لعدة أشهر، لكن دون القيام بمهام من هناك.
وقالت «نيويورك تايمز» إن مراسلها في النيجر شاهد انطلاق طائرات دون طيار خلال الليل من مطار دركو، بحجم طائرة «بريداتور» ويبلغ طولها 27 قدمًا، وذكرت أن الطائرة أقلعت حوالي ثلاث مرات في ستة أيام خلال شهر آب/ أغسطس الماضي.
وقال وزير الداخلية النيجري، محمد بازوم، لـ«نيويورك تايمز»: «كل ما أعرفه أنهم أمريكيون»، فيما قال عميد مدينة دركو، بوبكر جيروم، إن الطائرات دون طيار ساعدت في تحسين الوضع الأمني في المدينة. فمن الجيد أن يشاهد المواطنون تلك الطائرات، فهم يهابونها.
وقالت «نيويورك تايمز» إن المطار الذي تستخدمه المخابرات المركزية يبعد مئات الأميال فقط من منطقة جنوب غرب ليبيا، التي تعرف بكونها ملاذًا آمنًا لتنظيم «القاعدة» وغيره من المجموعات المتشددة التي تعمل في منطقة الساحل الأفريقي، في النيجر وتشاد ومالي والجزائر.
وسبق وأعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا «أفريكوم» تنفيذ خمس غارات جوية في ليبيا خلال العام الجاري ضد عناصر تنظيم «داعش» باستخدام طائرات دون طيار.
وقال مسؤول أمريكي آخر، لم تذكر الصحيفة اسمه، إن المخابرات المركزية (سي آي إيه) بدأت في تجهيز القاعدة العسكرية في شهر يناير الماضي، لتعزيز عمليات المراقبة في المنطقة، وذلك ردًا على كمين استهدف قوات أمريكية في النيجر وتسبب في مقتل أربعة جنود.
وبينما تحدث مسؤولون أمريكيون عن حساسيات سياسية عدة تواجه عمل الجيش الأمريكي في المنطقة، تساءل محللون أمنيون عن الأمر، وقالوا إنه من غير الواضح لماذا تحتاج الولايات المتحدة إلى الجيش والمخابرات المركزية لتنفيذ عمليات بطائرات دون طيار لمحاربة الجهاديين في ليبيا.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤول أمني في النيجر، طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن «سي آي إيه» أطلقت طائرة مسيرة عسكرية من قاعدة دركو نفذت غارة جوية في مدينة أوباري، في 25 تموز/ يوليو الماضي، وهو ما نفاه الناطق باسم «أفريكوم» كارل ويست.
غير أن مسؤولاً نيجريًا آخر قال إن نحو عشرة عناصر من القوات الخاصة الأمريكية تمركزوا في المدينة النيجرية منذ بداية العام، في قاعدة منفصلة عن القاعدة التابعة لـ«سي آي إيه»، لتدريب عناصر محلية لعمليات مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أنهم تركوا النيجر منذ حوالي ثلاثة أشهر.
يشار إلى أن مدينة دركو مدينة صغيرة تقع في شمال شرق النيجر، وتضم بضعة آلاف من السكان، تحدها سلسلة جبال، وهي نقطة عبور رئيسة للمسافرين عبر منطقة الصحراء، وتعتمد أسواقها على بيع البضائع المستوردة من ليبيا، حسب ما أوردت «نيويورك تايمز»، التي ذكرت أن أصوات الطائرات المسيرة في المدينة يمكن سماعها بوضوح، وصوت طنينها يغطي على الأصوات الأخرى.

«نيويورك تايمز»: المخابرات الأمريكية تستعد لشن غارات ضد «القاعدة» و«داعش» في جنوب ليبيا
باستخدام طائرات بدون طيار انطلاقا من قاعدة عسكرية سرية في النيجر

أنباء عن استقالات جديدة داخل «نداء تونس» ومراقبون يتساءلون عن مصيره

Posted: 10 Sep 2018 02:31 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: أثارت الاستقالة الجماعة لنواب عدة من حزب «نداء تونس» جدلاً كبيرًا وقراءات عدة لبعض المراقبين، حيث اعتبر البعض أن الحزب يتجه إلى الاندثار في ظل الحديث عن موجة استقالات جديدة داخل البرلمان، فيما اعتبر آخرون أن إعادة ترميم الحزب ما زالت ممكنة، في وقت تواصل فيه التراشق بين قيادات داخل الحزب وأخرى مستقيلة، حيث أثار وزير سابق وقيادي في «نداء تونس» جدلًا بعدما وصف المنسحبين من الحزب بـ»الجرذان».
وكان ثمانية نواب أعلنوا انسحابهم من حزب «نداء تونس»، في أحدث موجة استقالات جماعية يتعرض لها الحزب الحاكم الذي سارع لاتهام رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالوقوف وراء هذا الأمر، فيما برر النواب المستقيلون قرارهم بـ«خيبة الأمل» من طريقة تسيير الحزب.
واعتبر بعض المراقبين أن موجة الاستقالات الأخيرة، قد تؤشر إلى أن الحزب الحاكم دخل في نفق طويل قد يؤدي إلى اندثار الحزب بشكله الحالي، وخاصة في ظل الحديث عن وجود نية لدى عدد آخر من نواب «النداء» لتقديم استقالتهم والتحاقهم بكتلة «الائتلاف الوطني» الداعمة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، الذي يخوض صراعًا مستمرًا مع المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي (نجل الرئيس التونسي).
ودوّن النائب الصحبي بن فرج على صفحته في موقع «فيسبوك»: «أقولها بصراحة وبدون مواربة وبدون نفاق: كل ما حدث وما يحدث وما سيحدث في نداء تونس وذلك منذ 1 نوفمبر 2015 إلى اليوم والغد وبعد الغد، هو مسؤولية السيد الباجي قائد السبسي. كان صرحًا فهوى وحلمًا عظيمًا فتلاشى»، في إشارة إلى اقتراب نهاية الحزب على أرض الواقع.
إلا أن المؤرخ والباحث السياسي د. عبد اللطيف الحناشي اعتبر، في تصريح لـ«القدس العربي»، أنه «من الصعب القول إننا دخلها في مرحلة بداية النهاية لحزب نداء تونس. ورغم أن الحزب يشهد عملية واسعة من الانشقاقات داخل البرلمان وقد تتجاوز البرلمان إلى الحزب ككل، وخاصة في الجهات والقيادة المركزية، ويمكن أن تشهد الأيام القادمة بعض التغييرات بانتظار الجلسة العامة للبرلمان، ومن المتوقع انسحاب خمسة نواب آخرين من الحزب. ولكن هناك العديد من العوامل التي قد تساعد في تماسك ما تبقى من نداء تونس وخاصة في البرلمان، ومن الصعب الحسم بنهاية الحزب أو بداية نهايته، وإنما يجب الانتظار لبعض الوقت، لنتبين نتيجة ما يحدث في الوقت الحالي داخل الحزب».
من جانب آخر، تسببت موجة الاستقالات الأخيرة في موجة من التراشق بين قياديين حاليين وسابقين في حزب «نداء تونس»، حيث وصف الوزير السابق والقيادي في الحزب، خالد شوكات، النواب المستقيلين بـ»الجرذان».
ودوّن شوكان على صفحته في موقع «فيسبوك»: «الجرذان فقط تفرّ من السفينة ظَنًّا منها أنها تغرق، لأنَّ علاقتهم بالسفينة كانت قائمة أصلاً على المصلحة والارتزاق. أمّا الشرفاء من طاقم السفينة والرفاق الحقيقيون لربّانها، أولئك الذين واجهوا معه مصاعب بنائها وأعاصير إطلاقها، فإنهم لا يغادرونها أبدًا مهما كان حجم العاصفة وخطورتها، بل إنهم يفضلون شرف الموت غرقًا معها على عار التخلّي عنها حتى، وإن كان فيه حياة لهم. السياسة مواقف شرف ووفاء ورجولة».
تدوينة شوكات أثارت جدلاً على موقع «فيسبوك»، حيث خاطبه مستخدم يُدعى عبد اللطيف الخضر بقوله: «هربت من سفينة النهضة زمن المحنة، وهربت من العريضة الشعبية بعد الانتخابات، وهربت من الوطني الحر بعد ذلك، والآن لو وجدت من يناديك لهربت إليه ولكن لا أحد يلتفت إليك، لذلك فأنت متروك ولست باقيًا». وأضاف آخر يدعى إدريس فريد: «فعلاً الجرذان فقط تفر من السفينة. ولقد تذكرت فرارك من الوطني الحر. سبحان الله الجرذان على أشكالها تقع. وإن شاء الله ربي يمن علينا بفرار جماعي للجرذان خارج أسوار الوطن».
فيما شن القيادي السابق، عبد الستار المسعودي، هجومًا كبيرًا على المدير التنفيذي لـ»نداء تونس»، حافظ قائد السبسي، حيث دوّن: «هناك قاعدة أصولية تقول: عندما تستولي على حزب ليس لك وأكبر منك، سيأتي غريم ينتصر عليك»، وأضاف في تدوينة أخرى: «استوليت على الحزب وساهمت في تقسيمه، والآن جاءك من سيخرجك منه».
كما وجه لزهر العكرمي، القيادي السابق في «النداء»، انتقادات لاذعة للقيادي العائد إلى الحزب أخيرًا، رضا بلحاج، بقوله: «السيد رضا بلحاج للصبر حدود: طردوك من الحزب، وأسست وحدك حزبًا صغيرًا سميته «تونس أولًا»، فشلت وأغلته، ورجعت تقول: عائلة السيد الباجي أولًا»!.

أنباء عن استقالات جديدة داخل «نداء تونس» ومراقبون يتساءلون عن مصيره
انتقادات لقيادي وصف المنسحبين من الحزب بـ«الجرذان»
حسن سلمان:

الخارجية العراقية تستدعي السفير الجزائري بسبب هتافات مؤيدة لصدام حسين أثناء مبارة كروية بين نادي القوة الجوية واتحاد الجزائر

Posted: 10 Sep 2018 02:30 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: قالت وزارة الخارجية العراقية، إنها ستستدعي السفير الجزائري لديها لإبلاغه رفض واستياء العراق من سلوك بعض المتواجدين ضمن الجماهير الرياضية الجزائرية خلال مباراة نادي القوة الجوية واتحاد الجزائر.
وانسحب فريق القوة الجوية قبل نهاية مباراته أمام مضيفه فريق اتحاد الجزائر بربع ساعة، مساء أول أمس الأحد، وذلك ضمن دور الـ32 من مسابقة كأس العرب للأندية الأبطال لكرة القدم، بعد هتاف المشجعين الجزائريين «الله أكبر.. صدام حسين»، حسب صحيفة «النهار الجديد» الجزائرية (خاصة). وقالت الخارجية العراقية، في بيان أمس الإثنين، إنها «تعرب عن استنكارها لسلوك بعض المغرضين من المتواجدين ضمن الجماهير الرياضية الجزائرية، في مباراة نادي القوة الجوية العراقي، المشارك في البطولة العربية، والتي أساءت بدورها الى عمق العلاقة الاخوية بين البلدين».
وطالبت الوزارة بـ«توضيح من الجهات ذات العلاقة عن هذا التصرف المدان».
ولفتت إلى أنها «ستستدعي سفير الجمهورية الجزائرية لدى بغداد (عبد القادر بن شاعة)، لإبلاغه ومن خلاله إلى الحكومة الجزائرية برفض واستياء العراق حكومة وشعبا، وتذكّره بمسؤولية حماية المواطنين العراقيين المتواجدين في الجزائر، والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة شعبنا العزيز في تلميع الوجه القبيح للنظام الدكتاتوري الصدامي البائد».
وأضافت أن «الشعب العراقي المحب لأشقائه كان ومازال مثالا ونموذجا في التعامل الأخوي بعيدا عن اي لغة طائفية تمنح الأعداء فرصة تفكيك مجتمعاتنا المتآخية».
كذلك، هدد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عبد الخالق مسعود، بالاستقالة من منصبه كنائب لرئيس الاتحاد العربي، في حال لم يتخذ الاتحاد العربي قرارا يعيد احترام الكرة العراقية.
وقال الاتحاد العراقي في بيان : إنه «تابع الأحداث التي رافقت مباراة نادي القوة الجوية العراقي واتحاد العاصمة الجزائري والتي استضافتها العاصمة الجزائرية، وما شابها من إساءات من الجمهور الجزائري تجاه العراق وشعبه، أدت إلى انسحاب الفريق العراقي من المباراة».
مسعود بين أن «في حال عدم اتخاذ الاتحاد العربي قرارا منصفا يعيد للكرة العراقية وجودها واحترامها، فإنه سيقدم استقالته كنائب لرئيس الاتحاد العربي، مع انسحاب الفرق العراقية من المشاركة فيه».
إلى ذلك، أعلنت قناة «العراقية»، عن مقاطعتها أخبار الأندية الجزائرية، «لحين اعتذار جمهورها عن الإساءة لوحدة العراق».
وأوردت خبرا عاجلا قالت فيه: «ستقاطع شبكة الإعلام العراقي أخبار الأندية الرياضية الجزائرية لحين اعتذار جمهورها عن الإساءة لوحدة العراق».

الخارجية العراقية تستدعي السفير الجزائري بسبب هتافات مؤيدة لصدام حسين أثناء مبارة كروية بين نادي القوة الجوية واتحاد الجزائر

مع قرب افتتاحه… جدل حاد يتجدد بقوة في تركيا حول تسمية مطار إسطنبول الجديد

Posted: 10 Sep 2018 02:30 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع وضع اللمسات الأخيرة على أعمال بناء مطار إسطنبول الجديد وما يعرف حتى الآن بـ«مطار إسطنبول الثالث» وقرب افتتاحه رسمياً، تجدد الجدل المتواصل في تركيا منذ أشهر مجدداً وبقوة حول الاسم النهائي الذي سيطلق على المطار الجديد.
ويتركز الخلاف بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأنصاره وبين المعارضة العلمانية بشكل خاص التي تخشى إزالة اسم مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك من أبرز معالم البلاد، ضمن ما تقول المعارضة إنها خطوات متتالية لأردوغان تهدف إلى تقليل مكانة مؤسس الجمهورية عند الشعب التركي والأجيال الجديدة.
وحتى الآن لم تعلن الحكومة أو الرئاسة التركية أي اسم لمطار اسطنبول الجديد والذي اصطلح على تسميته حتى الآن بـ«مطار إسطنبول الثالث»، وذلك كونه ثالث مطار في المدينة التي يوجد بها مطارا أتاتورك في الجانب الأوروبي، و«صبيحه غوكتشين» في الجانب الآسيوي.
وتفجرت الخلافات من جديد، الأحد، عندما قال صحافي مقرب من الحكومة إن مصادر خاصة من شخصيات مقربة في الدولة أكدت له أن المطار الجديد سوف يحمل اسم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وسيكون اسمه «مطار عبد الحميد خان» ما يعني فعلياً اسقاط اسم أتاتورك.
وعلى الرغم من عدم تأكيد هذه المعلومات حتى الآن، إلا أنها تتوافق إلى درجة كبيرة من التسريبات السابقة التي تقول إن أردوغان لن يبقي اسم أتاتورك للمطار الجديد، ويفكر في إطلاق اسم عثماني عليه، كما فعل عندما أطلق اسم السلطان يافوز سلطان سليم على الجسر الثالث المحاذي للمطار الجديد.
ومنذ أشهر، ينظم أنصار المعارضة لا سيما حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المقربة من الحزب يطالبون فيها بـ«حتمية» تسمية المطار الجديد بـ«مطار أتاتورك»، الذي ما زال يحظى بمكانة راسخة وكبير جداً لدى شريحة واسعة من الشعب التركي.
الكاتب التركي المقرب من الحكومة أحمد هاكان طالب في مقال له بصحيفة حرييت التركية، الاثنين، الرئيس التركي بالتدخل والإبقاء على اسم أتاتورك للمطار الجديد، مقترحاً أن يكون الاسم «مطار مصطفى كمال» في حال الإصرار على تغيير الاسم حتى لا يكون مكرراً من الاسم السابق.
ومن المقرر أن يتم افتتاح المرحلة الأولى من المطار الجديد في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، حيث أعلنت الجهات القائمة عليه اكتمال قرابة 95٪من أعمال بناء المطار الذي يتسع في مرحلته الأولى لـ90مليون مسافر، وقدرة استيعاب إجمالية تصل إلى 200مليون مسافر سنوياً عقب اكتمال بناء جميع أقسامه.
ويقول المسؤولين الأتراك إنه سيكون واحداً من أكبر وأحدث وأرقى المطارات حول العالم، ويعتبر أبرز المشاريع الضخمة التي عمل عليها أردوغان خلال فترة حكمه. وعلى الرغم من وجود مخاوف سابقة لدى المعارضة العلمانية في البلاد، إلا أن هذه المخاوف تعاظمت وظهرت بشكل غير مسبوق عقب إعلان أردوغان بشكل قطعي أن المطار الجديد سوف يلغي مطار أتاتورك بشكل نهائي الذي سيتم هدمه وتحويله إلى حديقة وطنية ضخمة على غرار «سنترال بارك» في نيويورك، و«هايد بارك» في لندن، على حد تعبير الرئيس التركي.
هذا الإعلان كان بمثابة إسقاط رسمي للمطار واسمه الذي ظل راسخاً لعقود في عقول الأتراك ومئات ملايين السياح الأجانب الذين زاروا تركيا من خلاله، لتتحول كل الأنظار حالياً إلى الاسم الذي سيطلق على المطار الجديد وما إن كان سوف يحمل اسم «أتاتورك» أم لا؟
وطالب أنصار أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم بإطلاق اسم آخر على المطار الجديد، مقترحين اسم «أردوغان» بشكل أساسي، فيما اقترح آخرون اسم «محمد الفاتح» الذي طرد البيزنطيين من إسطنبول، أو «السلطان عبد الحميد»، واسماء عثمانية أخرى.
وعلى الرغم من أن شريحة واسعة من الشعب التركي إلى جانب مقربين من أردوغان يستبعدون بشكل كبير جداً قبول أردوغان بتسمية المطار الجديد باسمه، إلا انهم يجمعون أيضاً على أن المطار الجديد لن يحمل اسم «أتاتورك مجدداً»، ويتوقع البعض أن يكتفي أردوغان بإطلاق اسم «مطار إسطنبول» عليه، تجنباً لمزيد من الانقسام في الرأي العام التركي.
وبشكل عام، تتهم المعارضة التركية الرئيس والحزب الحاكم بالعمل منذ سنوات طويلة على تغيير هوية البلاد العلمانية وإعطائها الطابع الإسلامي المحافظ وذلك من خلال سلسلة طويلة من الإجراءات كان أبرزها تقليل المواد التي تتحدث عن أتاتورك في المناهج التعليمية وتغيير أسماء الكثير من المناطق والمعالم في البلاد.

مع قرب افتتاحه… جدل حاد يتجدد بقوة في تركيا حول تسمية مطار إسطنبول الجديد
أنباء عن نية اردوغان إطلاق اسم «السلطان عبد الحميد» عليه
إسماعيل جمال

السلطات الجزائرية تقول إن نظيرتها الليبية اعتذرت عن تصريحات حفتر!

Posted: 10 Sep 2018 02:30 PM PDT

الجزائر- « القدس العربي »:قال التلفزيون الحكومي الجزائري أمس الاثنين إن « السلطات الليبية في طرابلس اعتذرت عن التصريحات التي أطلقها الجنرال المتقاعد خليفة حفتر والتي هاجم فيها الجزائر »، مؤكدة أن تلك التصريحات غير مسؤولة، فيما طمأن وزير الخارجية الجزائري نظيره الليبي بأن العلاقات بين البلدين لا يمكن أن تتأثر بمثل هذه التصريحات.
وأضاف التلفزيون الجزائري أن وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة اتصل هاتفيا بنظيره الجزائري عبد القادر مساهل، وأنه تبرأ خلال هذه المكالمة مما وصفه بـ"التصريحات غير المسؤولة لحفتر"، مؤكدا تمسك السلطات الليبية بمواصلة العمل على تقوية العلاقات التاريخية والقوية التي تجمع الشعبين الشقيقين.
وأشاد بدور الجزائر ومساهمتها الرزينة في اطار المسار الأممي لحل الأزمة الليبية، وهو دور معترف به من قبل المجتمع الدولي منذ بداية الازمة.
وطمأن وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل نظيره الليبي، مشددا على أنه ليس بإمكان أي تصريح كان، ومن أي نوع المساس بالعلاقات القوية والاخوية بين البلدين، وأن الجزائر تواصل جهودها من أجل حل سياسي للأزمة الليبية، من خلال عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها.
وعلى جانب آخر قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي سليم حمادي ل « القدس العربي » إنها ليست المرة الأولى التي يجاهر فيها خليفة حفتر بعدائه للجزائر، إذ كان يوجه اتهامات بطريقة مبطنة، موضحا أن حفتر هو شخص غير مرغوب فيه، والحسابات السياسية والمصلحة العامة، اقتضت أن يكون مقبول من الجزائر، التي غضت الطرف على تصريحاته السابقة، وقبلت به واستقبلته بعد وساطات عديدة وخاصة المصرية.
وأضاف أن حفتر ليس محسوبا على معسكر واحد، بل هو محسوب على مصر والسعودية وفرنسا والولايات المتحدةمشيرا إلى أن الجميع يتساءل عن خلفية هذه التصريحات وتوقيتها، وأن ذلك لأن المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى ليبيا قال إن هناك تطابق نظر بين الفرقاء السياسيين، وتحديد مناطق النفوذ في طرابلس، والتحضير للانتخابات المقبلة، وأن حكومة السراج استطاعت أن تحصل على قبول من أغلبية الليبيين، وهذا لا يخدم حفتر، لأنه كلما تقدمت حكومة الوفاق الوطني، كلما تقصلت طموحات ونفوذ حفتر، الذي يريد الانفراد بالجيش واستغلاله.
وشدد سليم حمادي أن حفتر رجل فاشل عسكريا، وأنه كان سبب خسارة الجيش الليبي في معركة تشاد، وأن العقيد معمر القذافي كان سيشنفه، لولا أن تدخلت الجزائر التي أنقذت رأسه.
واعتبر أن الحكومة الإيطالية اتهمت فرنسا مباشرة، بأنها وراء انهيار الدولة الليبية، و أن تصريحات رئيس الوزراء الإيطالي كانت واضحة وشديدة اللهجة، إذ حمل فرنسا وسياساتها غير الحكيمة المسؤولية في الانهيار الليبي، مؤكدا أن هناك تطابق كبير في وجهات النظر بين إيطاليا والجزائر، وأن هذا أحد الأسباب وراء تصريحات حفتر، وأن أحداث طرابلس الأخيرة، جاءت كمحاولة للسيطرة على مواقع استراتيجية، وأن الميليشيات تتحرك بدعم من جهات أجنبية و إقليمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والسعودية ومصر والإمارات.
وذكر أن الولايت المتحدة لديها طموح في إقامة طوق أمني في منطقة الساحل، وتبحث عن إقامة قاعدة عسكرية أمريكية فوق التراب الليبي، وهو ما يمثل تهديدا للامن القومي للجزائر، مشددا على أن حفتر ورغم كرهه للجزائر لم يكن ليدلي بتلك التصريحات لولا أن يكون قد تلقى إيعازا من بعض الجهات، والتي لا يمكن إلا أن تكون إماراتية وفرنسية ومصرية بدرجة أقل، وأنه لما يقول إن هناك قوات عسكرية جزائرية فوق التراب الليبي، هذا لم ولن يحدث، لأنه مناقض لعقيدة الجيش الجزائري والدستور.
قالت صحيفة « الشروق » (خاصة) إن العسكري الليبي الذي منح نفسه رتبة المشير، خليفة حفتر هدد الجزائر بالدخول معها في حرب بسبب "استغلالها الأوضاع الأمنية في ليبيا" و"تجاوز جنود جزائريين الحدود الليبية" على حد زعمه، معتبرة أن تصريحات حفتر الاستفزازية، تعتبر تحديا لجهود الوساطة التي تقوم بها الجزائر بين فرقاء الأزمة الليبية التي طال أمدها، حيث سعت الجزائر منذ اندلاع الأزمة في ليبيا إلى بذل جهود لحلها، كما استقبلت العاصمة الجزائر وفودا ليبية من جميع الأطياف للوصول إلى حل يرضي الجميع.
وأضافت الصحيفة أنها استفسرت أحد السياسيين الليبيين الكبار بخصوص تصريحات حفتر، فقال إن هذا الأخير يريد أن يُظهر نفسه أن الزعيم القوي الذي يحمي جميع التراب الليبي في شرقه وغربه"، مشيرة إلى أن السياسي الليبي الذي تحفظ على ذكر اسمه اعتبر أن ما تفوه به حفتر مجرد مزايدات في حق الجزائر لا غير، وأن الجزائر لم تدخل أبدا ليبيا، طيلة 7 سنوات الماضية، وكان لها أن تدخل في ظل الأزمة التي نعيشها"، وأن كل ما نعلمه، يقول المتحدث ذاته أن هناك انتشارا لأفراد الجيش الجزائري على طول الحدود الليبية، لحماية الداخل الجزائري وهذا حق تتولاه المؤسسة العسكرية الجزائرية.
وأشار السياسي الليبي إلى أن "حفتر فتح الشرق الليبي للمخابرات المصرية والإماراتية وهذا ظاهر، وأن هذا « لا يحتاج إلى كثير من الفطنة لكشفه، لهذا يحاول تغطية سوءاته بالحديث عن وجود عسكري جزائري في ليبيا، وهو كلام عار عن الصحة".
وذكر أن "حفتر موجود في الشرق الليبي، ومتمركز في بنغازي الذي تسيطر عليه قواته، التي تسيطر كذلك على أجزاء من المنطقة الشرقية، باستثناء مدينة درنة التي لم يضع يده عليها بالكامل"، موضحا أن "حفتر يحظى بدعم مصري إماراتي فرنسي، وأنه لولا هذا الدعم، لما كان له أن يبسط سيطرته على حي واحد في مدينة بن غازي".
ونشرت بيانا لعلي الصلابي عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي اعتبر أن "تصريحات اللواء خليفة حفتر ضد الجزائر، لا تمثل الشعب الليبي العريق بجميع مكوناته الاجتماعية والفكرية".
واتهم الصلابي خلفية حفتر بحمله "نزعة إرهابية دموية تواقة لسفك الدماء داخل ليبيا، ولو أتيحت له الفرصة نقلها إلى خارجها"، مؤكدا أن « حفتر أصبح عائقاً حقيقياً أمام المصالحة الوطنية في بلادنا ومهدداً لأمنها.

السلطات الجزائرية تقول إن نظيرتها الليبية اعتذرت عن تصريحات حفتر!
فيما اتهم مراقبون « الماريشال » بأنه دمية بيد المخابرات الفرنسية والإماراتية والمصرية

المغرب: وزارة التعليم ترد على «هستيريا» وسائل التواصل الاجتماعي وتنفي ورود عبارة «القدس عاصمة إسرائيل» في مقرر رسمي

Posted: 10 Sep 2018 02:29 PM PDT

الرباط –« القدس العربي» : أثارت عبارة «القدس عاصمة إسرائيل» موجة غضب على وسائل التواصل الاجتماعي التي زعم نشطاؤها أنها وردت في مقرر تعليمي يلقن للنشء في المغرب، وذلك قبل أن تخرج الوزارة الوصية على قطاع التعليم ببلاغ تنفي فيه جملة وتفصيلًا أن تكون العبارة قد وردت في مقرر مغربي، وقالت إن ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص ورود العبارة المذكورة في مقرر لوزارة التربية الوطنية للمستوى الثالث إعدادي لا يمت بصلة للمقررات المغربية. وأوضح البلاغ أن وزارة التربية الوطنية و»تنويرًا للرأي العام الوطني، تنفي نفيًا قاطعًا أن يكون ما تم تداوله له صلة بالمنظومة التربوية المغربية، وتؤكد أن الأمر لا يتعلق بالكتب المدرسية المغربية» .
وقالت الوزارة في البلاغ المنشور على صفحتها الرسمية بخصوص العديد من العبارات وصور منسوبة لمقررات دراسية انتشرت كالنار في الهشيم في مواقع التواصل الاجتماعي، بأن لا علاقة لها بالمناهج التي أشرت عليها الوزارة الوصية على قطاع التعليم، موضحة أنه: «يتم حاليًا بمواقع التواصل الاجتماعي تداول عدد من الصور والتعليقات بشأن الكتب المدرسية الجديدة لسلك التعليم الابتدائي الصادرة هذه السنة. والملاحظ من خلال تفحص ما يتم نشره أن عددًا من هذه الصور والصفحات إما أنها مفبركة ومزورة، أو لا علاقة لها مطلقًا بالكتب المدرسية المغربية الجديدة، بل تعود لكتب مدرسية لدول أخرى، لذا وجب تحري الحقيقة قبل النشر».
وليست هذه المرة الأولى التي تبرئ فيها الوزارة مقررات التعليم المغربية من عبارة «القدس عاصمة إسرائيل»، بل سبق لها في عهد الوزير السابق المعفى، محمد حصاد، أن نفت أن تكون العبارة في مقرر رسمي للتدريس بالمغرب، بعد أن كان الفضاء الأزرق قد عرف حملة غضب مماثلة السنة الماضية تستنكر العبارة وتعتبرها مسًا بمكانة القضية الفلسطينية لدى المغاربة.
وتوالت في الفترة الأخيرة بلاغات وزارة التربية والتعليم المغربية وهي تتفاعل مع النقاش الذي تحبل به وسائل التواصل الاجتماعي هذا الموسم الدراسي حول المقررات المدرسية، وكل مرة تخرج الوزارة لتنفي أمرًا أو توضح آخر بشأن ورود عبارة أو ما أثارته أخرى من جدل، وما زال النقاش على أشده بخصوص إدراج كلمات من العامية في مقررات التدريس، وانتقل من الفضاء الأزرق ليخلق تكتلًا من الأحزاب التي أدانت إقحام كلمات من الدارجة المغربية في كتب مدرسية، تكتلاً جمع اليساري بالإسلامي بـ»المحافظ» و»الحداثي»، وهكذا وجدت كل من الأحزاب: حزب التقدم والاشتراكية وحزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة، أنفسها في موقف واحد يعتبر إدارج الدارجة تشويشًا على الدخول المدرسي وانزياحًا عما نص عليه دستور المغرب لسنة 2011 بخصوص اللغات الرسمية للدولة، وهي العربية والأمازيغية، داعين إلى انعقاد اجتماع عاجل للجنة التعليم بالبرلمان .هذا فيما تعالت أصوات رواد الفضاء الأزرق لتجعل من الموضوع مادة دسمة للسخرية من تدني مستوى التعليم بالمغرب عبر ابتداع مستملحات ورسوم كاريكاتير وأغان هزلية .
وحول تداعيات ما يثيره الفضاء الأزرق من نقاش بخصوص الدخول المدرسي، دعا رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، المواطنين والمواطنات للتأكد من صحة ما يتم نشره والامتناع عن ترويج كل ما يتم تداوله بهذا الخصوص، مشيرًا أن كثيرًا من الصفحات التي يتم ترويجها وتتضمن عبارات أو جملًا بالدراجة هي لسيت من مقررات مغربية، وأغلبها لم يتم طبعه في المغرب، مؤكدًا في تصريح لوكالة أنباء المغرب العربي، أول أمس الأحد، الاستعداد لـ«تصحيح كل الأخطاء لكن بعد التأكد منها»، معتبرًا أن ترويج هذه الأمور يؤدي إلى تغليط الآباء والأمهات والرأي العام، ويخلق حالة من السلبية قائلاً: «هناك جهود نقوم بها لا ينبغي التشويش عليها عبر أمور غير صحيحة».
وفي الوقت الذي صارت فيه وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب منصة مفتوحة تبادر لطرح العديد من القضايا التي تخلق رأيًا عامًا وتفرض نفسها على الساسة والمؤسسات الرسمية وتجبرهم على التفاعل، بل وصارت وسيلة ضغط واحتجاج تزايدت في السنوات الأخيرة وأظهرت نجاعتها بشكل أكبر خلال حملة المقاطعة الأخيرة التي انطلقت من الفضاء الأزرق.. فإن النقاش حول مدى تأثير الترويج لصور مغلوطة ومعلومات غير مدققة تهيج الرأي العام صار مطروحًا وصار يهدد بأن تفقد هذه الوسيلة التي اكتسبها المغاربة كإعلام بديل مصداقيتها ومن ثمة قوة تأثيرها، خاصة بعد ثبوت بعض حالات قضايا مثارة أنها كانت بناء على تداول معلومات أو نصوص أو صور غير مدققة أو في عداد الأخبار الزائفة. وحول هذا الإشكال، يقول عبد الرحيم العلام، المتخصص في العلوم السياسية، أنه «في الوقت الذي كانت فيه الصورة أبلغ من ألف كلمة، اليوم صارت الصورة أسوأ من مليون كلمة حينما نرى مدى التأثير السلبي الذي تخلقه صور زائفة يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي»، موضحاً في تصريحه لـ«القدس العربي» أن «اليوم مثلاً قالت الوزارة إن ما تم تداوله هو كذب وبهتان، لكن كم من شخص رأى صورة «القدس عاصمة إسرائيل» وكم من من هؤلاء سيقرأ بلاغ الوزارة؟ لأن الإشاعة يسهل ترويجها أكثر من الحقيقة»، مضيفًا: «يجب على مؤسسات الدولة التي تقوم بالتعقيبات أن لا تلجأ للبلاغات، لأن الكذب تم إشاعته عبر صور، ومن المفروض أن تلجأ هذه المؤسسة الرسمية، وهي وزارة التعليم، إلى فيديو تنشره على صفحتها الرسمية أو أن يتم استضافة الوزير في وقت الذروة، ويحمل بيده المقرر ليوضح للناس ويتم الحسم في هذه الأخبار»، قائلًا إن «الجهات التي تبتكر هذه الصور ربما تتعمد أن تفقد مواقع التواصل الاجتماعي مصداقيتها، وهذا الأمر كما ينطبق على الجهات المعارضة للحكومة ينطبق أيضًا على الحكومة التي سبق أن أتت بصور لشغب كروي ونسبتها لأحداث الريف»، يردف العلام معتبرًا أن من ضمن وسائل التواصل الاجتماعي أصبح تطبيق «الواتساب» هو «الأكثر شعبوية ونشرًا للنمائم والكذب بدل العلم، لأنه يعتمد على الصور أكثر من الكتابة، في حين تحرص الصفحات المؤثرة في «فيسبوك» و»تويتر» على مصداقيتها بشكل أكبر وإن كان الأمر لا يعفي من الوقوع في الخطأ حتى في هذين الفضائين الأكثر نخوبية من «الواتساب» .

المغرب: وزارة التعليم ترد على «هستيريا» وسائل التواصل الاجتماعي وتنفي ورود عبارة «القدس عاصمة إسرائيل» في مقرر رسمي

سعيدة الكامل

تواصل الإدانات لأحكام الإعدام الجماعية في قضية «فض اعتصام رابعة»

Posted: 10 Sep 2018 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تواصلت، أمس الإثنين، الإدانات، لأحكام الإعدام التي صدرت بحق 75 شخصاً من محكمة الجنايات المصرية، السبت الماضي، في القضية المعروفة إعلاميا «فض اعتصام ميدان رابعة العدوية في القاهرة».
وكانت محكمة جنايات جنوب القاهرة، قد أصدرت، السبت، أحكاما ضد 739 مواطنا مصريا (300 محبوسون و439 غيابيا)، وقضت بإعدام 75 شخصا (44 حضوريا و31 غيابيا من بينهم طارق الزمر، بينما قضت بالسجن المؤبد 25 سنة على المرشد العام لجماعة الإخوان، محمد بديع، و46 آخرين، والسجن 10 سنوات على أسامة نجل الرئيس محمد مرسي و22 حدثا، والسجن 15 سنة لـ374 متهما آخر، فيما قضت بالسجن المشدد 5 سنوات لـ215 متهما.
وانتقدت، كل من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، والمفوضية المصرية للحقوق والحريات، ومركز عدالة للحقوق والحريات، الأحكام، معتبرة في بيان مشترك أن «القضية شابها العديد من الانتهاكات، وكانت أقرب إلى المحاكمة الجماعية التي لا تحقق الحد الأدنى من معايير التقاضي الجنائي والحمايات والحقوق التي يضمنها القانون».
وأضافت: «عند قيام المحكوم عليهم بالطعن بالنقض على الحكم، سيصبح الحكم الذي تصدره محكمة النقض حكما باتا نهائيا لا يجوز الطعن عليه مرة أخرى وفقًا للتعديلات الأخيرة على قانون الإجراءات الجنائية».
وحسب البيان «سبق للمبادرة المصرية أن وثقت وقائع القتل خارج إطار القانون عند فض اعتصامي رابعة والنهضة، وما سبق الفض كذلك من اقتتال أهلي وعنف طائفي وعنف من قِبَل الدولة طوال شهر يوليو/ تموز 2013 وصولا إلى وقائع فض الاعتصامين، في تقريرها (أسابيع القتل) الصادر في يونيو/حزيران 2014».
وتابعت: «قامت حكومة الرئيس السابق عدلي منصور بتشكيل اللجنة القومية لتقصي حقائق أحداث العنف التي واكبت ثورة 30 يونيو/حزيران، وعلى الرغم من تعهد الحكومة الرسمي بالالتزام بمخرجات تقريرها وتوصياته، فإن الحكومة لم تفِ بوعدها بضمان تحقيق كامل ومستقل ومحايد في جميع أحداث العنف بما فيها وقائع القتل أثناء فض اعتصام رابعة العدوية».
وزادت: «يعتبر هذا الحكم هو الأول في قضية بهذا الحجم الذي يصدر بقرارات إدانة كل المتهمين في القضية (739 شخصًا إجماليًّا) بلا استثناء واحد، ما يدعو إلى الشك في تحديد المسؤولية الجنائية الفردية لكل من قامت المحكمة بإدانتهم ومن بينهم 22 حَدَثًا وصحافيون كانوا يقومون بمهام عملهم الصحافي، مثل، المصور محمود أبو زيد (شوكان) والذي عوقب بالسجن خمس سنوات قضاها في فترة الحبس الاحتياطي».
وأوضحت أن «الحكم بوضع جميع المدانين المعاقبين بالسجن لفترات مختلفة تحت المراقبة الشرطية لمدة 5 سنوات (وهو الحد الأقصى الذي يسمح به القانون) بعد خروجهم من السجن استنادًا إلى نص المادة 28 من قانون العقوبات، يعد عقوبة إضافية طبقت على كل المدانين بدون تفريق رغم أن المادة نفسها تجيز للقاضي تخفيض مدة المراقبة أو أن يقضي بعدمها جملة».
وأكدت على أن «الاستمرار في إصدار أحكام إعدام لا يضمن تحقيق العدالة، وبخاصة في ظل تصاعد وتيرة أحكام الإعدام في القضايا المختلفة منذ بداية هذا العام، إذ صدرت أحكام بإعدام 102 شخص في شهر أغسطس/آب فقط».
في السياق، طالبت، 68 شخصية مصرية معارضة، المجتمع الدولي وكل المنظمات والحكومات والبرلمانات الدولية بوقف «تنفيذ أحكام الإعدام، باستخدام أدواتها لدى السلطات المصرية بقيادة الجنرال السيسي الذي أغلق كل الأفق في وجه المصريين، حتى لا تعم الفوضى ما يؤثر على النظام العالمي ويفجر المنطقة تحت واقع الاستبداد العسكري الفاشي الذي تعاني منه مصر».

«القتلة مطلقو السراح»

وقالت الشخصيات، في بيان مشترك: «بأحكام الإعدام الجماعية التي أصدرها قضاة السيسي ضد أحرار مصر تحول المقتول إلى قاتل، والضحايا إلى جناة، وظل القتلة والجناة مطلقي السراح دون عقاب».
وأكدوا أن «هذا الحكم الجائر الجديد بحق هؤلاء القادة والنشطاء مضافا إلى أحكام جائرة سابقة يمثل وصمة عار جديدة في جبين من أصدروه، ومن يقف وراءهم، كما يمثل جريمة جديدة تضاف لجرائم سابقة ارتكبتها سلطة الانقلاب منذ 3 تموز/ يوليو وحتى الآن، كان أكبرها مذبحة رابعة التي وهي جرائم ضد الإنسانية».
وشدّدوا على «رفضهم المطلق لكل أحكام الإعدامات التي صدرت بحق 75 مصريا كانت جريمتهم هي ممارسة حقهم الدستوري في الاعتصام السلمي دفاعا عن إرادتهم»، مؤكدين أن «الأحكام الجائرة، ومعتقلات الموت البطيء، وسياسة الإفقار، والتفريط في مقدرات الوطن لن تجلب لهذه الفاشية العسكرية سوى الإسراع بنهايتها كما أنها لن تمر بدون عقاب».
ودعوا «المصريين على اختلاف مشاربهم للاصطفاف تحت مظلة يناير/كانون الثاني الجامعة، لإنقاذ مصر وشعبها وأرضها وثرواتها التي لم تتعرض يوما لخطرا وجوديا كما الحال اليوم».
وتابعوا: «إننا إذ نقف اليوم تضامنا مع المحكوم عليهم بالإعدام والمنتهكة حقوقهم في مصر فإننا لا نقف دفاعا عن أشخاص، بل نقف دفاعا عن الإنسانية وحقوق الإنسان المهدرة في مصر». ومن أبرز الموقعين على البيان: أيمن نور، ومحمد محسوب، وسيف عبد الفتاح، وطارق الزمر.
في الموازاة، رصد جمال عيد، مدير «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، أبرز الأحكام التي جرت منذ ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، معلنا رفضه مبدأ عقوبة الإعدام.
وأشار في تغريدة له على موقع «تويتر» إلى أن «قضايا ثورة يناير/كانون الثاني، التي شهدت 841 قتيلاً، وجرى اتهام 191 بقتلهم في 37 قضية، جاءت الأحكام بها بدون إعدام واحد على أي من المتهمين إضافة إلى الحكم ببراءة أغلبهم». وبين أن «قضية سيارة الترحيلات الشهيرة، التي قتل فيها 37 مواطنا، وجاء أقصى حكم بالسجن 5 سنوات على ضابط واحد».
وتحدث أيضا عن قضية قطع الاتصالات قائلا : «تسبب صاحب القرار في مقتل نحو 60 شخصا، والقضية مجمدة منذ مارس/ أذار 2011، لأن المتهم فيها عسكري».
وتابع : «أمام البراءات التي طالت الضباط والمسؤولين السابقين جاء حكم رابعة وأحكام قتل الضباط لتشهد أكبر عدد من الإعدامات».
وزاد: «في قضية فض رابعة، التي طبقا للأرقام الرسمية، قتل 632 شخصا، بينهم 624 معتصما، و8 من رجال الشرطة، حسب أقل تقدير لمجلسهم القومي لحقوق الإنسان، فقد جرت المحاكمة للمعتصمين فقط، وصدرت أحكام بإعدام 75 شخصا، وأحكام بالسجن بدون براءة، وبدون متهم شرطي واحد».

لا فرصة للتصحيح

أما، مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الإشتراكي، فأوضح أن «صدور أحكام إعدام بالجملة في أي قضية سياسية، مسألة حساسة لأنه بعد الإعدام لا يوجد فرصة لتصحيح خطأ القاضي إن حدث».
وأضاف: «أعتقد أن هذا الاعتبار كان في نظر دوائر محكمة النقض التي نقضت أحكاما سابقة بالإعدام الجماعي وحتى الفردي وأمرت بإعادة المحاكمة».
وعدد «الشروط التي يجب استيفاؤها لصدور أحكام الإعدام» قائلاً: «من منظور العدالة وفي أحكام الإعدام، ينبغي توفر للمحاكمات شروط في مقدمتها استقلال القضاء، وعدم خضوعه لأهواء السلطة، وسلامة الإجراءات، وأن تشمل المحاكمة كل الأطراف ذات الصلة بالجريمة».
وأضاف «تلتزم المحكمة بقاعدة أن الجريمة شخصية والعقوبة شخصية ولا تأخذ بتقارير قائمة على الاشتباه، فضلا عن توفر حقوق الدفاع للمتهم وتحفظ له كرامته في محبسه وألا تكون أحكام القضاء أوراقا للمساومات السياسية، وأن تكون العدالة شاملة وناجزة فلا تسمح لمتهمين وحتى محكومين بمغادرة البلاد آمنين بينما تغلب الهوى السياسي في حق آخرين».
وكانت الأمم المتحدة اعتبرت أن تأكيد المحكمة المصرية 75 حكماً بالإعدام لم يكن قائماً على محاكمة عادلة ويجب أن يلغى.
ورأت الرئيسة الجديدة للمفوضية ميشيل باشليه في بيان لها أن تأكيد 75 حكماً بالإعدام أصدرتها محكمة جنايات القاهرة السبت كان نتيجة «محاكمة غير عادلة»، محذرة من أن تنفيذها للأحكام «قد يشكل إخفاقاً فادحاً لا رجعة فيها للعدالة».
وأضافت: «آمل أن تعيد محكمة النقض المصرية النظر في هذا الحكم وتكفل احترام المعايير الدولية للعدالة».
الموقف الأممي، استدعى رداً من وزارة الخارجية المصرية، التي أكدت، في بيان أن كلام باشليه «مرفوض وبداية غير موفقة لمهامها».
ورأت أن «المفوضة حادت عن معايير الموضوعية والمهنية وصلاحيات منصبها الأممي».
وأشارت إلى أن «المفوضة مستمرة بإصدار أحكام خارج صلاحيات المنصب الوظيفي من دون امتلاك الولاية أو التخصص».

تواصل الإدانات لأحكام الإعدام الجماعية في قضية «فض اعتصام رابعة»
مصر ترد على دعوة الأمم المتحدة لإلغائها: كلام مرفوض وغير موضوعي

الولايات المتحدة تعلن إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن وتتوعد بمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية إذا لاحقت اسرائيل

Posted: 10 Sep 2018 02:28 PM PDT

رام الله ـ الناصرة ـ نيويورك «القدس العربي»:أعلنت الولايات المتحدة أمس الإثنين إغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن متهمة القادة الفلسطينيين برفض التحدث مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبعدم اجراء مفاوضات سلام مع إسرائيل.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في بيان «منظمة التحرير الفلسطينية لم تتخذ أي خطوة تسمح ببدء مفاوضات مباشرة ومهمّة مع إسرائيل» مؤكدة أن واشنطن سمحت حتى الآن للفلسطينيين بإبقاء بعثتهم الدبلوماسية فقط كي يبذلوا جهوداً للسلام.
وأضافت «على العكس، انتقد قادة منظمة التحرير الفلسطينية الخطة الأمريكية للسلام حتى قبل الاطلاع عليها ورفضوا التحدث مع الحكومة الأمريكية بشأن جهودها من أجل السلام». وتابعت «قررت الإدارة أن مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن سيُغلق في الوقت الراهن»، مؤكدة بذلك القرار الذي سبق أن أعلن عنه القادة الفلسطينيون الإثنين.
من الناحية القانونية، يُبرر إغلاق هذه البعثة، التي تعمل كسفارة للسلطة الفلسطينية في الولايات المتحدة، بطلب السلطة الفلسطينية أكثر من مرة من المحكمة الجنائية الدولية ملاحقة اسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين خلال السنوات الماضية، ومنها حربها على قطاع غزة وزيادة الاستيطان.
ويسعى ترامب الى دفع القيادة الفلسطينية إلى العودة إلى المفاوضات، في وقت يعد البيت الأبيض خطة سلام للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، يؤيد بها المطالب الإسرائيلية ويرفض الحقوق الفلسطينية مما دعا السلطة الفلسطينية لقطع اتصالاتها مع الأمريكيين بعد نقل سفارتهم من تل أبيب الى القدس.

عريقات يحذر من عواقب وخيمة

وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أعلن الاثنين أن الإدارة الأمريكية أبلغت الفلسطينيين «رسميا» بأنها ستغلق بعثتهم الدبلوماسية في واشنطن، معتبرا أنها «صفعة جديدة من إدارة الرئيس ترامب ضد السلام والعدالة».
وقال إن السبب الذي أعطي لذلك هو مواصلة الفلسطينيين «العمل مع المحكمة الجنائية الدولية» ضد إسرائيل.
وطلبت السلطة الفلسطينية أكثر من مرة من المحكمة الجنائية الدولية ملاحقة إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين خلال السنوات الماضية، ومنها حربها على قطاع غزة وزيادة الاستيطان.
وقال عريقات إن هذه الخطوة «هجمة تصعيدية مدروسة ستكون لها عواقب سياسية وخيمة في تخريب النظام الدولي برمته من أجل حماية منظومة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه».
ويتم تجديد الإذن لبعثة منظمة التحرير الفلسطينية الموجودة في واشنطن، للبقاء، كل ستة أشهر.
وكانت الولايات المتحدة هددت في تشرين الثاني/نوفمبر بإغلاق مكتب البعثة.

أبو ردينة: القدس وثوابتنا الوطنية
أهم من العلاقة مع واشنطن

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، مساء أمس الاثنين، إن التمسك بالقدس والحفاظ عليها وعلى ثوابت شعبنا الفلسطيني، وعلى رأسها بالإضافة للقدس، قضية اللاجئين، وبقية الثوابت التي أجمع عليها شعبنا وقيادته، أهم من العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أبو ردينة أن قرار الولايات المتحدة الأخير المتمثل بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن لن يغير من موقفنا تجاه الحفاظ على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، والتزامنا بقرارات الشرعية الدولية وقرارات القمم العربية والإسلامية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وسعينا الدائم لتطبيق هذه القرارات.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود إن الحكومة تعبر عن أسفها ازاء اتخاذ إدارة الرئيس ترامب مثل هذا القرار، الذي تعتبره اعلان حرب على جهود إرساء أسس السلام في بلادنا والمنطقة، وإعطاء ضوء اخضر للاحتلال في الاستمرار بتنفيذ سياساته الدموية والتهجيرية والاستيطانية ضد شعبنا وأرضنا .
وأوضح المتحدث الرسمي أن إسرائيل التي يتحدث عنها البيان الأمريكي ويصفها بالحليف والصديق تعرف اليوم في كل أنحاء العالم على انها آخر احتلال في التاريخ، وعليه فإن إدارة الرئيس الامريكي ترامب تعلن باسم أمريكا بأنها حليف وصديق لآخر احتلال في التاريخ، وهي تدعم كافة سياساته السوداء التي يمارسها ضد شعبنا وأرضنا الفلسطينية المحتلة، في تحد سافر لكافة الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية.
وجدد المتحدث الرسمي التأكيد على ان مثل هذا النهج في السياسة الأمريكية هو نهج خاطئ ومعادٍ لشعبنا العربي الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، ولن يستطيع إجبار شعبنا وقيادته على القبول بمثل هذه الصيغ التصفوية التي تحلم بها وتلهث وراء سراب تطبيقها إدارة الرئيس الامريكي ترامب، وبالتالي فإن الجهد الأمريكي في هذا الإطار لن يخلف سوى مزيد من التوتر والقلق في كل أرجاء المنطقة.
ويتزامن القرار الأمريكي مع الذكرى الـ 25 لاتفاقات أوسلو التي كان يفترض أن تقود إلى حلّ دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويأتي الإعلان بعد اتخاذ الإدارة الأمريكية إجراءات عدّة تقول إنها تستهدف السلطة الفلسطينيّة، وآخرها اقتطاع حوالي 25 مليون دولار مخصّصة لمستشفيات القدس المحتلة، وقبلها إلغاء الدعم الأمريكي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ووقف كل الدعم المالي للسلطة الفلسطينيّة، وذلك بعد أشهر من نقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل. من جانبها قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الإجراءات الأمريكية لن تقتصر على الشعب الفلسطيني إذ يخطّط وزير الخارجية جون بولتون إلى التهديد بفرض عقوبات ضد المحكمة الجنائية الدولية إذا ما استجابت للمطالب الفلسطينيّة وبدأت تحقيقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل. وورد تهديد صريح في مسودّة البيان «إن لاحقتنا المحكمة، نحن وإسرائيل أو حلفاء آخرين، فإننا لن نجلس صامتين».
ومن بين الإجراءات غير الديمقراطية والعدوانية التي تدرس الولايات المتحدة إجراءَها ضد الجنائيّة الدوليّة هي منع قضاتها ومدّعيها العامّين من دخول الولايات المتحدة، بالإضافة إلى «فرض عقوبات على أموالهم في البنوك الأمريكية، وسنقاضيهم في المحاكم الأمريكية». وحسب مسودة بيان بولتون، تتسع دائرة التهديد والوعيد لتطال جهات محتملة أخرى «سنفعل الشيء نفسه بالنسبة لأي شركة أو دولة تساعد في تحقيق المحكمة الجنائية الدولية ضد الأمريكيين. وليست هذه المرّة الأولى التي يكون فيها مكتب منظمة التحرير في واشنطن محط تهديد فقد حذّرت إدارة ترامب، في العام الماضي، من أنها ستغلقه، بعد إعلان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، نيته التوجه للجنائيّة الدولية وغيرها من الهيئات الدوليّة لمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين.

عشراوي: قرار الإدارة الأمريكية إبتزاز لاأخلاقي

واعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. حنان عشراوي في بيان باسم اللجنة التنفيذية قرار الإدارة الأمريكية إبتزاز لاأخلاقي «عبر عنه بوضوح المسؤولون في الإدارة الأمريكية بما فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان والمستشار الأول للرئيس جاريد كوشنر ومستشار الأمن القومي جون بولتون يهدف إلى معاقبة الشعب الفلسطيني الذي هو ضحية الاحتلال العسكري الإسرائيلي الوحشي».
وأضافت «من السخرية بمكان أن تعاقب الولايات المتحدة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وأعلى هيئة سياسية التزمت بالتوصل إلى تسوية سياسية وقانونية للقضية الفلسطينية، وشاركت في مفاوضات مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ عقود، كما أنه من المجحف الاستمرار في معاقبة الشعب الفلسطيني عمدا عبر حرمانه من حقوقه وتهجيره وسرقة أراضيه ومقدراته واستهداف الشريحة الأضعف فيه والمتمثلة باللاجئين والانتقام من المؤسسات الدولية بما في ذلك الأونروا ومحكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان، والمؤسسات الفلسطينية بما فيها مستشفيات القدس الشرقية». وقالت إن هذه التحركات الخطيرة وغير المسؤولة دليل واضح على التواطؤ الفعلي الأمريكي مع الاحتلال الإسرائيلي وبرهان على الاستهتار التام بمتطلبات السلام العادل والقائم على القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان، كما أنها تأتي في سياق مشاركة ودعم الاحتلال العسكري وتمكينه وتوفير الغطاء القانوني والسياسي له وتأمين إفلاته من العقاب.
وتابعت: «آن الأوان للولايات المتحدة أن تفهم أن الفلسطينيين لن يستسلموا وأن الابتزاز والعقوبات الجماعية لن تُخضع الشعب والقيادة الفلسطينية للإملاءات والقرارات الأحادية المجحفة والهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية».
وأشارت إلى أن القيادة الفلسطينية التزمت بالقانون الدولي وبما عليها من التزامات ولا تزال تخضع للمراقبة وللتعامل غير العادل، فيما تواصل إسرائيل انتهاكها لقرارات وقوانين الشرعية الدولية وللاتفاقيات الثنائية دون أي مساءلة او محاسبة وتتمتع بمعاملة تفضيلية وترخيص وحصانة لاستهداف الشعب الفلسطيني برمته.
وختمت عشراوي البيان بمطالبة المجتمع الدولي بالتخلي عن سياسة الصمت والقيام بمسؤولياته في حماية القانون الدولي والمؤسسة الكونية التي من مسؤولياتها حماية الضعفاء في هذا العالم والسلم والأمن الدوليين، ومساءلة المعتدين وضمان تنفيذ القانون الدولي، مؤكدة أن عدوان الولايات المتحدة على الكل الفلسطيني «لن يثنينا عن التوجه لطلب الحماية لشعبنا والمساءلة لإسرائيل والولايات المتحدة وخاصة في محكمة الجنايات الدولية وسنواصل الانضمام للمؤسسات الدولية كعضو ملتزم بحقوقه وواجباته».

تيسير خالد: لعبة سياسية سخيفة وسمجة

ووصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد قرار إغلاق مكتب المنظمة في واشنطن، بأنها «لعبة سياسية سخيفة وسمجة»، وقال «هذا العمل يجري تبريره بتوفير الحماية لحكام تل أبيب من المساءلة والمحاسبة على الجرائم التي يرتكبونها.
ودعا خالد، وهو عضو في المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، إلى الرد على الخطوة الأمريكية تجاه المنظمة بـ «التحرر من جميع التفاهمات القائمة مع الإدارة الأمريكية بدءًا بإعلان الانضمام لجميع الوكالات والمنظمات الدولية التي تضع واشنطن «فيتو» على انضمام فلسطين لعضويتها، وانتهاءً باستمرار الضغط على المحكمة الجنائية الدولية ودفعها لفتح تحقيق قضائي فوري بجرائم الاحتلال والاستيطان وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة الدولية.
كذلك اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، القرار بمثابة استمرار لـ «حماية ورعاية إرهاب الدولة المنظم».

غرينبلات: أمن إسرائيل أولا

إلى ذلك نقل موقع «أرض إسرائيل» الصهيوني عن مبعوث ترامب الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، قوله إنه لن يتم تقديم خطة أمريكية لا تلبي جميع جوانب أمن إسرائيل. وتابع مسجلا انحيازه للاحتلال «لن ندعم أي خطة من هذا القبيل لأن للأمن الإسرائيلي أهمية كبيرة بالنسبة لنا». كما قال غرينبلات إن الإدارة «ملتزمة تمامًا بأمن إسرائيل وإن الخطة ستعكس ذلك بشكل واضح، وفي النهاية سيشعر كلا الطرفين بالارتياح للخطة». وأضاف «نريد أن يسأل الناس أنفسهم بعد كشف الخطة: هل سيتحسن وضعنا مع أو بدون الخطة؟ نعتقد أن الجانبين سيستفيدان أكثر بكثير مما سيقدمان». وكرر غرينبلات في اللقاء ما كان قد صرح به قبل أسبوع وهو أن الإدارة مهتمة بالنظر إلى الصراع من زاوية مختلفة ولا تخجل من النقد.
وقال محاولا تبرير السياسات العدوانية التي يعتبرها معلقون أمريكيون أيضا حمقاء إن توجه الرئيس ترامب للصراع مختلف عن أسلافه لأنه «يعرف تاريخ النزاع ولا يعتمد على الأفكار البالية حول ما يجب أن يكون، لكنه يركز على ما يمكن أن يكون». وألمح غرينبلات إلى أن الترتيب في قطاع غزة يعتبر مهمًا أيضًا لنجاح خطة السلام وتابع محرضا على حماس أيضا «في النهاية، إذا لم نحل الوضع في غزة، فسيكون ذلك عائقا أمام السلام. حماس هي عقبة في طريق السلام، وليس سرا أن الفلسطينيين في غزة هم رهائن».وقال إن الخطة ستكون «وثيقة شاملة» من شأنها أن تقدم حلولاً «واضحة» تسمح للطرفين بالنظر فيما إذا كانا على استعداد للتعايش معها، زاعما أن الخطة ستكون «نتاج مشاورات طويلة مع الفلسطينيين والإسرائيليين والقادة الإقليميين» وستكون «واقعية، وعادلة، وقابلة للتطبيق». وفي محاولة جديدة لإلقاء الكرة داخل الملعب الفلسطيني قال متحفظا، إن المشاورات مع الفلسطينيين توقفت بسبب المقاطعة التي فرضتها السلطة الفلسطينية على الاتصالات مع الإدارة بعد اعتراف ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل: «القيادة الفلسطينية لا تتحدث إلينا – وهذا يضر بها «، موضحا أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة لم تكن أبدا أقوى مما هي الآن. ويعتقد أنه لم يكن هناك رئيس يدعم إسرائيل أكثر من ترامب، وهذا واضح تماما من مستوى الدعم الذي يتلقاه في المقابل من الإسرائيليين الذين يعبرون بوضوح عن تقديرهم له.» وقال غرينبلات بصراحة إن الرئيس «فعل شيئًا لم يملك أي رئيس شجاعة للقيام به – الاعتراف بحقيقة أن القدس هي عاصمة إسرائيل وستظل دائمًا عاصمة لإسرائيل.» وعندما سئل عن تخفيض الدعم الأمريكي للأونروا، قال غرينبلات إن هذه خطوة ضرورية في ضوء سلوك الوكالة الخاطئ، وبناء على توجيه ترامب بإعادة النظر في المساعدات للفلسطينيين لضمان أن الأموال تخدم المصالح الأمريكية. وخلص غرينبلات للقول إنه لا يوجد منطق في استمرار النموذج الحالي الذي يديم فقط اللجوء، من خلال إعطاء صفة اللاجئ لأحفاد اللاجئين الأصليين. وأضاف محاولا تبرير المخطط الذي يعتبره الجانب الفلسطيني كيديا: «حان الوقت لكي يدرك الجميع أن السلوك فشل، وأنه مقيد بمجتمع المستفيدين الذي ينمو إلى أجل غير مسمى وبشكل كبير.» وقال إن النموذج الحالي للأونروا «معيب ولا يمكن إصلاحه».

الولايات المتحدة تعلن إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن وتتوعد بمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية إذا لاحقت اسرائيل
بررته برفض القادة الفلسطينيين التحدث مع إدارة ترامب وعدم إجراء مفاوضات مع إسرائيل
وديع عواودة وعبد الحميد صيام:

متى وصل 50 من قادة العالم إلى واشنطن عن طيب خاطر وغادروا دون ضغينة؟

Posted: 10 Sep 2018 02:28 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: تعيد الصين صياغة الشؤون الدولية بهدوء بطريقة تناسب مصالحها وسط انشغال الولايات المتحدة بقضايا صاخبة غير مهمة على المدى البعيد، بما في ذلك مقال نيويورك تايمز، تحقيقات التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، تجربة شركة نايكى التجارية الجديدة وجلسة تأكيد مرشح المحكمة العليا.
هناك نظام عالمي جديد يتشكل بعيدا عن تغريدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وأوضح دليل على ذلك على هذا النظام الذى تقوده خفية الصين ما حدث في منتدى التعاون الصيني ـ الأفريقي الذى عقد في بكين، الأسبوع الماضي، اذ شارك حوال 50 رئيس دولة أو حكومة افريقية في المنتدى في مناسبة واحدة، وعلى حد تعبير العديد من المعلقين الأمريكين، متى كانت اخر مرة وصل فيها 50 من قادة العالم الى واشنطن عن طيب خاطر، وغادروا دون ضغينة؟
يقول البروفيسور سانديب غوبالان، استاذ القانون في جامعة ديكين في ملبورن (أستراليا) ونائب نقابة المحاميين الأمريكيين للمعاملات الدولية، أن المنتدى لم يكن مناسبة للأحاديث الرخيصة اذ تعهدت الصين باستثمار 60 مليارفي افريقيا في السنوات المقبلة مشيرا الى ان الاستثمار لا يقتصر على مشاريع البنية التحتية، بل يشمل برامج بناء القدرات للعمال الأفارقة مع منح دراسة لمتابعة التعليم في الصين.
الاستثمارات الأمريكية في آسيا بدوها ضئيلة جدا مقارنة مع الاستثمارات الصينية، وبالنسبة لأفريقيا فالاستراتيجية الأمريكية شاذة للغاية، وليس من الملائم، والحديث هنا لغوبالان، توجيه الاتهامات للصين او تكرار الاتهامات السابقة بان الصين تسعى الى توريط افريقيا في فخ من الديوناو توجيه اتهامات أخرى جادة من قبل وزارة الدفاع الأمريكية تفيد ان الصين تستخدم مبادرة الحزام لتطوير علاقاتها الاقتصادية مع الدول الأخرى لكى تشكل محورا يتناسب مع صالحها أو لردع النقد في نهج الصين تجاه القضايا الحساسة.
واستخدم الرئيس الصيني، شي جين بينغ، كلمته الافتتاحي في المنتدى للتعبير عن هذه الانتقادات بالقول ان الصين ستتبع نهج ( خمسة ـ لا) في العلاقات مع افريقيا، وهي نهج يعنى ان الصين لن تتدخل في سعى الدول الافريقية الى مسارات التنمية التى تناسب ظروفها الوطنية، وهو يعنى، ايضا، عدم التدخل في الشؤون الأفريقية الداخلية وعدم فرض إرادة الصين على هذه الدول وعدم وجود قيود سياسية على تقديم المساعدات لافريقيا وعدم تحقيق مكاسب سياسية انية في مجال الاسثمار والتعاون مع افريقيا.
هذا النهج الحديث، يشكل بطريقة ما، انتقادات للاستراتيجية الأمريكية والغربية بشكل عام عن تقديم المساعدات للدول النامية، وهو يمثل، ايضا، مقاربة قد تنطبق على الدول الاخرى في المستقبل.

متى وصل 50 من قادة العالم إلى واشنطن عن طيب خاطر وغادروا دون ضغينة؟
سياسات بكين بداية لنظام عالمي جديد

قنوات التعبير الحرة مغلقة والوضع الصحي متدهور وأسرِّة المستشفيات تتناقص وسلسال الفساد لم ينقطع

Posted: 10 Sep 2018 02:28 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»الموضوع الرئيسي في الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 10 سبتمبر/أيلول كان عن افتتاح الرئيس السيسي عددا كبيرا من مشروعات الطرق والكباري في القاهرة والإسكندرية وعدد من المحافظات، التي ستقضي على جانب كبير من أزمة المرور في هذه المنطقة، وتسهل عمليات الاستثمار فيها. وتعهد للشعب بأنه سيقدم بعد عامين مصر مختلفة عما هي عليه الآن، بعد استكمال سلسلة المشروعات الأخرى، وكان لافتا مطالبته المحافظين بحل مشكلة المرور في الشوارع وعدم التحجج بنقص الإمكانيات.
وأبرزت الصحف بشك واضح جدا حكم محكمة جنايات القاهرة بسجن صفوت الشريف وزير الإعلام ورئيس مجلس الشورى الأسبق بتهمة الكسب غير المشروع، ولا تزال أمامه مرحلتان لنقض الحكم، ليصبح نهائيا. كما أبرزت الصحف احتجاج وزارة الخارجية على تصريحات ميشيل باشيه مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، التي أيدت فيها انزعاجها من أحكام محكمة جنايات القاهرة ضد المئات من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين في قضية فض اعتصام رابعة العدوية. والغريب في الأمر أن بعض الزملاء اتهموها بالعمل لحساب الإخوان، رغم أن هذه البيانات تصدر عن منظمات الأمم المتحدة.
وفي الوقت نفسه لا تزال الحكومة تواصل الرد على الإشاعات وتنقيتها، وكلها تتعلق بأخبار غير حقيقية عن فرض ضرائب جديدة، وانتشار أمراض، بينما أكدت وزارة الصحة نقص الأنسولين وأنها تتخذ اجراءات سريعة لتوفيره. ولوحظ اهتمام الصحف بالأوضاع في سوريا والاستعدادات السورية والروسية للهجوم على الإرهابيين في محافظة إدلب، مع إظهار التعاطف الشديد مع النظام السوري. لدرجة أن قنوات التلفزيون الرسمي لها مراسلون سوريون وتتواصل مع مسؤولين ومحللين سياسيين من سوريا. واهتم آخرون بالتطورات في العراق خاصة مدينة البصرة، وبدء تمرد الشيعة على النفوذ الإيراني وأنصار إيران، والعودة لتمسكهم بعروبتهم. ولا يزال اهتمام الأغلبية كما هو بدون تغير وهو المدارس والأسعار ومباريات كرة القدم في الدوري العام. وإلي ما عندنا من أخبار اليوم..

حالة من «الارتباك العقلي»

«الحكم بإعدام 75 قياديا من جماعة «الإخوان»، وعدد قليل من إسلاميين متعاطفين معها، صحيح أنه صدم قطاعا ليس بالقليل من الناشطين والعامة والحقوقيين.. ولكنه أيضا خلف حالة من «الارتباك العقلي» عند المهتمين باستشراف مستقبل البلد، وطرح تحديا هو الأصعب أمام صناع القرار السياسي، وماذا بعد؟ يتساءل محمود سلطان في «المصريون»، صحيح أيضا، أن الرهان بات معقودا على محكمة النقض، ويتوقع كثيرون أن تأمر بإعادة المحاكمة مجددا، ولكن هذا التفاؤل، لا يمنع تدفق الأسئلة بشأن ما إذا كان النظام السياسي، مستعدا أو لديه حلول للتغلب على تكلفة الفواتير سياسيا وأمنيا. المكاشفة هنا، مهمة، فالمزايدات وامتطاء صهوة ادعاء الوطنية، لن يحول دون المضي قدما صوب «الصدمة». وارتطام صناع السياسات، بحزمة قرارات قد تكون مخيبة لآمال من وثقوا في وعودهم بالصمود أمام الضغوط السياسية والحقوقية والإنسانية إلى النهاية.
السؤال الذي يتجنب الجميع الإجابة عليه: ماذا سنفعل حال أيدت محكمة النقض حكم الإعدام على الـ75، أو على جزء منهم.. أيا كان عددهم؟ فالعبرة ليست في العدد، ولكن في رمزية الأسماء التي وردت في قائمة الإعدام؟ هذا ما قصدته من قولي إننا الآن وضعنا أمام حالة من «الارتباك العقلي»: ماذا سنفعل حيال حكم نهائي وبات، بإعدام العشرات من السياسيين؟ من يستطيع أن يجيب على هذا السؤال الصعب والضاغط على من بيده قرار وقف تنفيذ العقوبة (رئيس الجمهورية)؟ ولكي نقرب الصورة، لمعنى التحدي، الذي نقصده، فإن رئيس الجمهورية، وحده هو من له حق «العفو» أو «استبدال العقوبة» خلال 24 ساعة من تاريخ عرض الحكم عليه.. فما عساه يقرر الرئيس؟ القرار هنا ليس محض «جرة قلم»، وإنما سيخضع لحسابات شديدة الدقة والحساسية، لما سيحمله من دلالات على نوايا الدولة إزاء التسوية النهائية لملف جماعة الإخوان المسلمين، وما سيترتب على تلك التسوية أيا كان مضمونها، من استحقاقات داخليا وخارجيا. محكمة النقض ستقول كلمتها، وهي لا تعنيها رمزية أسماء المحكوم عليهم، ولا يعنيها أيضا جدل السياسيين خارج قاعاتها، ومع ذلك يبقى حكمها المنتظر ـ أو يفترض أن يبقى ـ منعشا لخيال القيادة السياسية، في إبداع رؤية لما ستفعله في اليوم التالي من إلقاء الكرة إلى ملعبها».

أحكام شعبية

«هي معضلة بدون شك، وأزمة لا تكتفي بآثارها المدمرة في لحظتها، كما تؤكد ذلك أمينة خيري في «المصري اليوم»، لكنها تمتد لتزرع الشك والبلبلة في دوائر أكثر اتساعا وعمقا. عمق ما يتداوله الناس من «أحكام شعبية» حاسمة وصارمة، مخيف ويستحق التوقف للبحث عن الأسباب. وحين تؤكد العامة أن «المتهم بالقتل» في الحقيقة بريء، وأن «المتهم بالرشوة» في الحقيقة طاهر، وأن «المتهم بالإرهاب» مهندس ابن ناس، وأن «المتحرش» ما هو إلا كتلة هرمونات مسلوبة الإرادة، وغيرهم كثيرون ممن وُجِّهَت إليهم اتهامات بأفعال بعينها، فإن هذا لا يعني أننا أمام ظاهرة محاكم شعبية تستند إلى مواقع تواصل اجتماعي، ضلت الطريق حينا، ومشاعر شعبية أطلقت لهواجسها وتراكماتها الكثيرة العنان حينا، ومنتج إعلام ما أنزل الله به من سلطان أحيانا. أحيانا يتوقف البعض ليسأل: ما الذي يدفع البعض لتصديق ما يتم ترويجه في شأن قضية محمود نظمي، المتهم بقتل ولديه في «ميت سلسيل»، بمن في ذلك من لا يعرفون محمود من الأصل؟ وما الذي يشجع آخرين على تصديق رواية إحدى زميلات رئيس مصلحة الجمارك، الذي ألقي القبض عليه قبل نحو شهرين والتي كتبت فيها على صفحتها على «فيسبوك» ما معناه أنه رجل صادق أمين طيب القلب، ولا يمكن أن يرتشي أبدا؟ وما الذي يدفع كثيرين إلى تحويل دفة الاتهام من الضحية إلى الجاني في واقعة التجمع الخاصة بـ«أون ذا ران»؟ وما الذي دار في أدمغة البعض ممن وجدوا أنفسهم ينبذون بيان وزارة الداخلية، الذي يشير إلى القبض على شاب كان يحمل مواد متفجرة في محيط السفارة الأمريكية وجار التحقيق معه، ويتعاملون مع «بوست» كتبه أحدهم على «فيسبوك»، يشير إلى أن الداخلية أصدرت بيانا آخر يفيد بأن الشاب بريء، وأن بطارية اللاب توب في حقيبته انفجرت أثناء سيره، رغم أن الداخلية لم تصدر بيانا في هذا المعنى؟ وما الذي يجعل مجموعة من القاعدين على قهوة يشككون في ضلوع زوجة قاتل خطيب ابنته في الرحاب بعد ما شاهدوا صورتها وهي ترتدي الحجاب وأمارات الإيمان على وجهها، رغم أن التحقيقات أثبتت ضلوعها ووجودها أثناء تنفيذ الجريمة؟ جرائم ووقائع عدة حدثت على مدار الأشهر القليلة الماضية كشفت عن عوار كبير في المجتمع. الواقعة يجري تكذيبها من قبل مواطنين عاديين، وتؤكدها السلطات، ويتم ترك المسألة لـ«قلب الأم» عفوا «قلب الشعب» ليحكم أيهما أصدق؟ هل يصدق الشعب اعترافات المتهم بقتل ولديه؟ أم يصدق فيديو صوره أحد أبناء قريته وحمله على «يوتيوب» تحت عنوان «دليل براءة محمود نظمي»، ليحتوى على أدلة براءة تتراوح – حسب صاحب الفيديو- بين «لغة الجسد بتاعة محمود مش بتاعة واحد قاتل ولاده أبدا» و«يعلم الله أن الكلام إللي باقوله ده طالع من قلبي»؟ يبدو المنطق هزليا؟ نعم، ولكن صدق أو لا تصدق، كثيرون يتأثرون بهذا النوع من المنطق وقبل أن توجه سهام النقد ورصاصات الاتهام بالجهل والسطحية والتفاهة إلخ، علينا أن ننظر قليلا في الأسباب، لكن رجاء ألا نتعجل مواجهة الأسباب بالوأد والخنق. تراث طويل من عدم الثقة بين كل ما هو «حكومي» أو «رسمي» من جهة والشعب من جهة أخرى. فعلى مدة عقود تحولت جملة «لا نية لرفع الأسعار» إلى نية لرفعها، و«لا مساس بالدعم» إلى كل المساس به، و«لن يقصف قلم أو تُحجب وجهة نظر» إلى دهس الأقلام وهرس وجهات النظر. ومع هذا التراث ضبابية المشهد الإعلامي على مر العصور، بين إعلام هو بوق للأنظمة، وآخر هو معاول للهدم، وثالث متأرجح طالع نازل آكل على كل الموائد، وهو ما يعني عدم اعتباره من قبل المتلقي سلطة رابعة أو لسان حاله، أو حتى وسيلة لإخباره. ونضيف إلى ما سبق تفجر عصر الإنترنت وتوغل مواقع التواصل الاجتماعي لتسيطر على حياتنا، فلم تعد للتواصل الاجتماعي، بل للإفتاء السياسي والترهيب الديني وزرع الكراهية الاجتماعية والنبش في كل ما يصلح وما لا يصلح للنبش فيه. وحيث أن قنوات التعبير الحقيقية مغلقة، ومدارس التعليم متحولة هياكل، ومنابع الثقافة ميتة إكلينيكيا، وألف باء التنشئة ملغى كليا وذلك منذ عقود، وهي العقود نفسها التي تُرِك فيها الشعب يسير ببركة دعاء الوالدين وأموال جماعات تجار الدين، فكان من الطبيعي أن يرى مواطنون أن من حقهم أن يتحولوا إلى قضاة يبرئون متهما، ويدينون بريئا، ويتجاهلون إعلاما، ويصنعون إعلاما خاصا بهم لننتهي إلى الوضع الحالي. وللعلم فإن الغلق والمنع والحجب والسيطرة والهيمنة ليست الحلول المثالية، قد تكون ناجزة اليوم، لكنها حتما ستنفجر في وجوهنا غدا».

مشاكل صحية

تعتبر المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها المواطن المصري أكبر بكثير من نظيرتها الاقتصادية والسياسية، في رأي عمرو هاشم ربيع في «المصري اليوم»، يقول، حال المريض والطاقم الطبي والمنشأة الطبية والأجهزة والعلاج هي تقريبا كل عناصر العملية الطبية في مصر. مشكلات كثيرة تحيط بكل هذه الأمور، ومن خلالها يمكن ترجمة الحالة الطبية، وكيف أصبحت. الحالة الاقتصادية الرثة التي يمر بها المريض، ومستوى التعليم الطبي للطبيب وللفني على السواء، ورواتب هؤلاء التي تجعلهم يركضون من مبنى إلى آخر ومن قطاع صحي لآخر، وشأن أو حال الاستثمارات الطبية التي خرجت من طور العدالة الاجتماعية إلى طور الخلل غير المسبوق بين المرضى، في تلقي العلاج، الذي ما فتئ يتوقف على الطبقة والشريحة الاجتماعية التي ينتمي إليها. واحدة من الإحصاءات التي تثيرالارتباك والإرباك ما جاء به الجهاز المركزي للتعبئة العامة الإحصاء، فعدد المؤسسات العلاجية الحكومية عام 2003 على اختلاف أنواعها 1314 مؤسسة، انخفض عام 2015 إلى 660 مقابل 1307 و1002 على الترتيب بالنسبة للمؤسسات العلاجية الخاصة. أما عدد الأسرّة فتطور بالسالب في القطاع الحكومي في العامين المذكورين من 122225 سريرا عام 2003 إلى 93267 عام 2015، وفي القطاع الخاص كان 25614 وأصبح 31094 سريرا. الأرقام السابقة تشير لحالة من التدهور العددي في المستشفيات الحكومية والخاصة، ما ينبئ بتدهور الوضع الصحى، خاصة مع تزايد عدد السكان في مصر من نحو 70 مليون نسمة إلى أكثر من 90 مليونا خلال تلك الفترة. وإذا علمنا نسبة المنشآت الصحية الخاصة إلى إجمالي المنشآت، خاصة في المحافظات الأكثر ازدحاما بالسكان، يتبين حجم المشكلة. ففي القاهرة نسبة المنشآت الصحية الخاصة لإجمالي المنشآت الصحية 73٪، وفي الشرقية 51٪ وفي القليوبية 55٪ وفي الغربية 64٪ وفي الجيزة 75٪. ما سبق يدل على الإمعان في إنهاك المريض ماديا. إذن نحن أمام مشكلة مشابهة لمشكلة التعليم، فكل ما هو خاص أفضل مما هو عام، والعام يقع في أزمة. والخاص رغم ارتفاع ثمنه لديه مشكلة في التشخيص والطاقم الفني والإداري. لكن رغم ذلك هناك بارقة أمل في الصحة، على الأقل بعد نجاح تجربة القضاء على التهاب الكبد الفيروسى C، ومن قبل ذلك بعدة سنوات النجاح في القضاء على شلل الأطفال. وقد لعبت وزارة الصحة المصرية، وعلى الأخص اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية دورا بارزا في التصدي لفيروس سي، بالتعاون مع صندوق تحيا مصر. لذلك فإن التوسع في تصنيع الأدوية وألبان الأطفال مازال يشكل واحدة من أهم أدوات النجاح المتوقع للقضاء على أزمة الدواء في مصر. رغم أن مسألة تصنيع واستيراد وبيع الأدوية وألبان الرضع يظل واحدا من أبرز المشكلات التي يتداخل فيها كثير من المستثمرين والصيادلة، وبالطبع تقف وزارة الصحة حجر زاوية لحلحلة تلك المشكلات».

فوضى الأسعار

«حوار جميل جدا استمعت له ميرفت السيد في «الوفد»، من داخل سوق العبور «تجار الفاكهة يستنكرون ما يسمعون من أسعار الفاكهة الغريبة، وأيضا الخضراوات، يستنكرون تلك المبادرة التي أطلقها الناس على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيسـبوك» من مقاطعة الفاكهة وعدم شرائها، تاركين عنوان مبادرتهم «خليها تحمض» وحدث بالفعل. هجر المواطنون أسواق الفاكهة أياما متتالية، وحدث ركود في أسواق القطاعي، ما انعكس أثره أيضا على أسواق الجملة، وأهمها أسواق العبور التي تأثرت بشكل مباشر. وهجرها أيضا تجار التجزئة «فلم يقبلوا على الشراء والأسواق في الخارج راكدة والفاكهة بلا «زبون واحد» تكدس في أسواق العبور الكبرى، حيث تجار الجملة الذين استنكروا بالفعل الأسعار في الخارج وأقروا بحقائق تعد غريبة نسمعها لأول مرة، على سبيل المثال أكدوا أن كيلو المانجو لديهم يبدأ من 8 جنيهات، في حين أنه لدى تجار القطاعي 30 جنيها «لماذا كل هذه المغالاة ومن المسؤول عنها؟». وبالطبع ما ذكره تجار الجملة هو نموذج لأشياء كثيرة ومغالاة في كل شيء، وهذا ما تسبب في خسائر وتكدس لبضائعهم لأسواق العبور باعتبارها كبرى الأسواق. هذا يعني أن هناك أيادي خفية تعبث في قوت الشعب «سلسال الفساد لا يريد أن ينقطع » أصحاب المصالح لايزالون يسيطرون على الأسواق بمختلف منتجاتها، وليست فقط أسواق الفاكهة، فالنظرية تكمن في إطار الأداء وليس في توافر السلع أو تراجع أسعارها إلى حد معقول يتناسب مع الدخول الضعيفة لطبقة كبيرة من الناس. ويؤدي هذا السلوك من أصحاب القرار والمهيمنين على الأسواق من رجال أعمال وغيرهم إلى ضياع حق الغلبان وعدم مقدرته على الإنفاق وعجزه في مناح أخرى من متطلبات أبنائه، وينعكس ذلك كله بأثاره السيئة على البيت المصري وتدب فيه الخلافات والكوارث. لماذا تناسينا الرحمة وأصبحنا ننهش في بعضنا بعضا، والأمر لا يقف عند حد الفاكهة، فالأزمة ايضا طالت أسعار الخضار، فمن يصدق أن في بلد النيل كيلو الفاصوليا الخضراء يصل لخمسين جنيها، والكوسة خمسة عشر، والخيار اثني عشر جنيها، والحليب الذي وصل سعره خمسة عشر جنيها؟ ماذا يحدث «لاضابط ولا رابط لتلك الفوضى» ما هو المطلوب من البيت المصري في ظل هذا الجشع. لماذا حالة الاكتئاب والتذمر التي تقرؤها على الوجوه؟ أظن أن الإجابة بين السطور وبين النفوس الضعيفة التي لم ترقب الله ولا أحوال الملايين من أصحاب الدخول الضعيفة، والتي أصبحت لا شيء بسبب جشعهم وبحثهم عن الثراء فوق جثث أبرياء «لا يطمعون إلا في توافر لقمة العيش بدون ذل أو هوان». وأخيرا فإن مبادرة مقاطعة الفاكهة لن تكون الأخيرة فهناك مبادرة مقبلة في الطريق «مقاطعة اللحوم، وغيرها طالما أن الجشع أصبح عنوانا، وطالما أن الأجهزة الرقابية سعيدة بدورها الهزلي»، أو اللامسؤولية تجاه المجتمع» فانتظروا المزيد».

كيفية التعامل مع السيول

أكرم القصاص في «اليوم السابع» يقول: «مع انتهاء الصيف وقدوم الخريف، هناك توقعات بسقوط أمطار غزيرة وسيول على محافظات البحر الأحمر وجنوب الصعيد ومرسى مطروح وجنوب سيناء، والإسكندرية، وعلى الرغم من أن مصر تعتبر من البلاد شحيحة الأمطار بشكل عام، فإن السيول كانت دائما مصدر تهديد، وأيضا لم يكن هناك اهتمام بالاستفادة من المياه، لكن مع التغيرات المناخية في العالم، تضاعفت احتمالات سقوط أمطار غزيرة في الخريف والشتاء والربيع، وبالتالي يفترض تطوير سبل مواجهتها وأيضا الاستفادة من المياه التي تتوفر. ومن المفارقات أننا ونحن نناقش مشكلات نقص المياه وزيادة السكان والاستهلاك، نستقبل ملايين الأمتار من مياه الأمطار والسيول ولا نستفيد منها، وتتحول إلى أزمة، بينما يمكن استثمارها كجزء من ثروة مائية حقيقية. آخر تجربة مع الأمطار والسيول في شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين لم تكن على مستوى الحدث، وعلى الرغم من تقارير الأرصاد التي توقعت السيول، لكن الخسائر كانت كبيرة، ووصلت إلى العين السخنة والقاهرة الجديدة، واكتشفنا غياب الاستعدادات، ولا ننسى أزمة السيول في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2016 في محافظات البحر الأحمر وقنا وسوهاج، التي تسببت في أضرار بالغة أدت إلى تهدم منازل وتدمير طرق، والأمر نفسه في الثمانينيات والتسعينيات، عندما تسببت السيول في كوارث وحرائق. ربما لهذا أعلنت الحكومة استعداداتها مبكرا لفصل الخريف والشتاء، وعقدت اجتماعا الأسبوع الماضي، برئاسة المهندس مصطفى مدبولي، وأعلنت اتخاذ الاستعدادات لمواجهة تقلبات الأحوال الجوية والتعامل مع السيول، وفي الوقت نفسه تم الإعلان عن عدة مشروعات لاستقبال وتخزين المياه. تقارير الأرصاد الجوية تتوقع أمطارا أكثر غزارة مع فرص أكبر للسيول هذا العام عن سابقيه، المحافظات المرشحة أعلنت أنها استعدت، خاصة وزارة الري، فقد رفعت حالة الطوارئ وقالت إنها تعمل بالتنسيق والتعاون مع المحافظين ووحدات الإدارة المحلية وأجهزة الدولة المعنية لتوحيد الجهود والتعامل برؤية متكاملة للحد من آثار السيول المتوقعة. تجاربنا في الثمانينيات والتسعينيات مع السيول لم تكن موفقة، وتعرضت بعض المحافظات لكوارث وضحايا، على الرغم من أن مناطق السيول معروفة، ومع وجود تغيرات في بعض مسارات مياه السيل، فإن أهم ما نكتشفه أن الاهتمام ينصب على تصريف مياه السيول في مخرات أغلبها تصب في المصارف أو البحر وبعضها يوجه إلى النيل، أي أن أغلب مياه الأمطار والسيول تذهب إلى المجهول ولا يتم الاستفادة منها، وعلى الرغم من أننا نناقش مشكلاتنا مع نقص المياه وارتفاع الاستهلاك، فإن التفكير لم يتجه إلى الاستفادة من مياه السيول والأمطار وتخزينها للزراعة والأغراض المختلفة، وهو أمر بحاجة إلى إعادة نظر، ويفترض أن تتجه خطط مواجهة السيول إلى كيفية تخزينها والاستفادة منها بشكل اقتصادي لتتحول السيول من مشكلة إلى حل». وبالتالي يفترض أن تشمل الإجراءات تطهير مخرات السيول وإنشاء آبار وسدود لتخزين المياه، وترميم الترع والمصارف، وكانت هذه النقاط من ضمن التوصيات البرلمانية للحكومة استعدادا لموسم الأمطار. وكل هذه الخطوات يمكن أن تحول السيول إلى مصدر للمياه بشكل دائم يعوض أى نقص في المياه، ويساهم في مضاعفة الإنتاج الزراعى، خاصة في المحافظات والمناطق التي تعتمد على الأمطار في الزراعة مثل مطروح والبحر الأحمر وجنوب وشمال سيناء، التي تمثل الأمطار لها أحد المصادر الطبيعية المهمة للزراعة وباقى الأغراض، وبالتالى فإن المشروعات المائية تصبح ذات أولوية قصوى بالنسبة لهذه المناطق».

الاعتداء على الأقباط

وإلي أبرز ما نشر عن أحداث الاعتداء على الأقباط في محافظة المنيا، وكان أوله للكاتب وجيه وهبة، الذي اتهم المسؤولين جميعا صغارهم وكبارهم بأن اياديهم مرتعشة في الضرب على ايدي المتطرفين الذين يهاجمون المسيحيين ويسقطون هيبة الدولة، والصمت عن مكبرات الصوت في المساجد التي تزعج السكان، رغم أنهم منعوها بأمر الحكومة وقال: «لكأنما كُتب على المسيحيين المصريين أن تتواصل معاناتهم عبر مئات السنين، ليس فقط لما يلاقونه من عسف وعنف مقيت من المتطرفين الجهلاء، ساكني الماضي البغيض، ولكن أيضا من «أولي الأمر» المرتعشة أياديهم، أو من ذوي العقول الضعيفة والاعتقادات الفاسدة منهم، ونقصد بـ«أولي الأمر» في هذا المقام كل أنواع الولاية كبيرها وصغيرها. عموم المسيحيين المصريين كانوا دائما ومازالوا شركاء الوطن، ولكن يبدو أنها شراكة في الجهل والفقر والمرض فقط، يتقاسمونها مع عموم إخوتهم من المصريين المسلمين، وإن بعدت عنهم شراكة الأمن والأمان في ممارسة أدنى حقوقهم الدينية إقامة الصلاة في أمان داخل دورهم، خاصة إذا كانت صلاة بدون تصريح. أما الضجيج الصاخب لمئات الألوف من مكبرات الصوت التي يتداخل نشازها عاليا عبر ساعات الليل والنهار. لقد أصبحت مشاهد التطرف متكررة إلى حد المأساة وأصبحت مشاهد ردود الأفعال وطرق وأساليب المواجهة الهزيلة متكررة إلى حد الملهاة، إذا كانت إقامة الصلاة في غير المكان الذي يحدده القانون خروجا عليه فإن ذلك لا يبرر إطلاقا أن يسلب العوام من الناس سلطة الدولة ودورها في مواجهة ذلك، ففي هذا إسقاط لهيبة الدولة وتآكل لأركانها. تُرى هل هناك علاقة بين استمرار تمدد مؤسسات «الأزهر» التعليمية في طول البلاد وعرضها وازدياد تمدد وتعمق جذور التطرف والتخلف في عقول الملايين؟ أم أنها مجرد صدفة تعيسة؟».

فعل القانون

وفي جريدة «البوابة» شن خالد حريب هجوما عنيفا ضد سياسات الدولة في عدم التطبيق الحازم للقانون، وقال تحت عنوان «لن يحيا الهلال مع الصليب الا بتطبيق القانون» شبه فيه الهجوم على الأقباط بالهجوم الذي شنه الصهاينة على الفلسطينيين لطرهم من أراضيهم عام 1948 إذ قال: «ما شهدته دمشاو في المنيا قبل أيام عقب صلاة الجمعة، حدث تهتز له أركان الدولة، هذا الحدث جريمة بربرية مكتملة الأركان وإذا كان البعض ما زال يرى غير ذلك فعليه أن يتخيل تحطيم باب بيته، ويرى نفسه مذعورا يضم أطفاله الصارخين بين ذراعيه في زاوية الصالة، بينما المعتدون يهتكون ستره ويدمرون كل ما تطوله أياديهم، بل يحرقون ما يمكن حرقه. هذا الذعر لم نقرأ عنه إلا عند قدوم العصابات الصهيونية إلى أرض فلسطين في أربعينيات القرن الماضي، وبسببها ضاعت فلسطين فهل ننتظر حتى تضيع مصر على يد الجهلة المتخلفين، شاربي التطرف المعجونين بالعنصرية، فاقدي الحس بمعنى الوطن؟ هل ننتظر حتى يشتد ساعد العنف المجتمعي المبني على التطرف، ونراه من جديد حارقا لمؤسسات الدولة بعد تفريغ الدولة من أبنائها، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، رافضين لسلوك هؤلاء الهمج؟ نتذكر تعرية الأم المسيحية في المنيا، ونتذكر عشرات الحوادث المؤلمة في مختلف أنحاء مصر، من الكشح إلى نجع حمادي إلى العامرية في الإسكندرية إلى قرى الجيزة إلى كل موقع تطوله يد الجهل. الوصفة بسيطة شيخ مسجد يصرخ في ميكروفون في صلاة الجمعة فيخرج المصلون بعد صرخته ليحرقوا الأخضر واليابس! لن نناشد وزير الأوقاف أو شيخ الأزهر ولن نقول هذه المرة أن التطرف كامن في مناهج التعليم، لن نقول هذه المرة أوقفوا زحف الوهابية وكونوا واضحين معنا في ملف السلفية التي تتربص بالجميع، ولكننا سنقول أين الدولة في جريمة جنائية مركبة ومعقدة، جريمة لا يدفع ثمنها ضحاياها فقط ولكنها جريمة يدفع ثمنها مستقبل هذه البلاد؟ لم أكن أبدا من المتشائمين أو الداعين إلى الإحباط دائما أرى الضوء في نهاية النفق، ولكن هذه القضية تحديدا قضية المواطنة في مصر لم أجد فيها سببا واحدا للتفاؤل، تكمن النار تحت الرماد لتقوم بين وقت وآخر لتحرق أحلامنا في وطن حر وشعب سعيد، لذلك هذه المرة أقول إن جريمة دمشاو هي امتحان صعب لدولة 30 يونيو/حزيران التي دعمناها وما زلنا ندعمها ليبتعد العقلاء هذه المرة عن مجالس الصلح العرفية لنرى بوضوح فعل القانون في دولة القانون في مصر المدنية».

استنفار أمني

كما نشرت «الدستور» خبرا لندى حمدي جاء فيه: «قالت مصادر أمنية إن محافظة المنيا تشهد حالة من الاستنفار الأمني في أعقاب الأحداث التي شهدتها قريتا «عزبة سلطان» و«دمشاو هاشم» اعتراضا على بناء كنيسة، بدون ترخيص‏وأشارت المصادر لـ«الدستور» إلى الاستعانة بفرق من التدخل السريع والأمن المركزي من معسكرات الأمن في المحافظة والدفع بها في خدمات وتمركزات أمنية في عدد من القرى التي يقطنها أقباط، منعا لنشوب أي اشتباكات مشابهة. وأضافت المصادر أنه عقب فرض السيطرة الأمنية على القريتين اللتين شهدتا الأحداث تسلمت مديرية الأمن عدة تقارير متتالية من الخدمات المتمركزة فيها أكدت وجود حالة من الهدوء والاستقرار».

كاريكاتير

ومن حوادث الفتنة الطائفية إلى التحذير من انفجار المشاكل الاجتماعية وهو ما شاهده الرسام في «الأهرام» فرج حسن عندما كان يسير في أحد الشوارع فوجد تجمعا من الناس وأحدهم يصرخ وهو يشير إلى قنابل من نوع الحقد والحسد والجهل والكسل وبقول القنابل دي لازم تتفكك وإلا هتضيعنا كلنا.

أخلاق المجتمع

ونشرت «الأخبار» حديثا مع أستاذ الطب النفسي الدكتور محمد المهدي أجراه معه حازم نصر قال فيه عن أسباب ظاهرة تزايد عدد الجرائم والانفلات الأخلاقي في المجتمع: «من أهم هذه الأسباب العامل الاقتصادي، خاصة مع غلاء الأسعار الأمر الذي يجعل الأبناء يشكلون عبئا يضع الآباء والأمهات في حالة تناقض وجداني بين محبتهم لأبنائهم ومعاناتهم من ضغوط رعايتهم التي تفوق قدراتهم على التكيف مع الظروف الصعبة، كما أن العامل الاقتصادي لا يكون وحده السبب، بل هو أحد الأسباب الضاغطة ويتزايد أثره مع اضطراب العلاقات داخل الأسرة، فلم تعد الأسرة متناغمة ومتحابة كما كانت، فالزوجان في خلافات وصراعات دائمة وهما في حالة طلاق عاطفي في كثير من الأحيان، ويكملان حياتهما الزوجية فقط بسبب وجود الأطفال بينهما. المخدرات بنوعيها التقليدية والتخليقية أصبحت تنتشر بين الكثير من الناس بشكل وبائي أدى إلى تغيير في المشاعر والانفعالات والأفكار، وشوهت الخريطة المخية بما يسمح بصدور تصرفات شاذة وغير متوقعة من البشر في أحوالهم العادية، فكثيرون ممن يتعاطون المخدرات يصابون بحالات من الشك المرضي في زوجاتهم وفي نسب أبنائهم ويتصرفون باندفاعات انفعالية أشبه بالانفجارات الخارجة عن السيطرة».

الأزمة اقتصادية

أما جريدة «الأسبوع» فنشرت تحقيقا لمنتصر الشاطبي جاء فيه: «أكد الدكتور عبد المقصود باشا الأستاذ في جامعة الأزهر عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على أن الأزمة أزمة اقتصادية، فرب الأسرة منهك من أجل توفير لقمة العيش، والأم مشغولة بتدبير أمور المنزل والأولاد لا يجلسون مع الآباء، وبالتالي فهناك انعدام للحوار. والأبناء يذهبون لتلقي ثقافتهم من المسلسلات التي تعرض القتل والذبح والتطرف وتناول المخدرات، وكلها تنعكس على نفسية النشء الذي يتشبع بها وتكون منهجا لحياته، وسط غياب الوعي، تضاف إلى ذلك الاعلانات عن الشقق الفارهة والمساحات الخضراء وهناك أسر لا تجد مأوى لها، كلها عوامل تسهم في نشر الفساد وضرب استقرار المجتمع».

الحد من الاقتراض

وأخيرا إلى الحكومة حيث حذر رئيس تحرير «الشروق» عماد الدين حسين الحكومة من خطورة تزايد الديون، واعتبرها أخطر على مصر من الإرهاب: «نحن نتحدث منذ عامين وربما أكثر عن الحد من الاقتراض، خصوصا الخارجي، لكن للأسف لم تتم ترجمة ذلك عمليا. الأرقام الرسمية تقول إن الديون الداخلية بلغت 35 تريليون جنيه، في حين بلغت الديون الخارجية حوالى 8816 مليار دولار، في نهاية مارس/آذار الماضي، والرقم الأخير لا يشمل قرض محطة الضبعة النووية «25 مليار دولار من روسيا» ولا الديون الخارجية على الهيئات الاقتصادية والبنوك المصرية، وعندما يتم تجميع كل ذلك في مبلغ واحد، فالصورة قد تكون شديدة القتامة. سألت أكثر من مسؤول رفيع في الشهور الماضية عما تنوى الحكومة فعله لمواجهة أزمة الديون خصوصا الخارجية، معظمهم قالوا إن الديون ما تزال في الحدود الآمنة، كما أن نوعيتها ليست خطيرة، بمعنى أن الجزء الأكبر منها ديون طويلة الأجل، ونسبتها إلى الناتج القومي والاستثمارات معقولة. ويقول المسؤولون أيضا إنها قروض كانت حتمية لتمويل مشروعات تنموية. أتمنى أن تكون تأكيدات هؤلاء المسؤولين صحيحة، رغم أن بعض الخبراء الموضوعيين لديهم تخوفات حقيقية. أحد هؤلاء هو مستثمر بارز ومثقف اقتصادي من طراز رفيع قال لي قبل شهور، إن أخطر ما يواجه مصر ليس فقط الإرهاب أو التآمر الخارجي لكن الديون الخارجية».

قنوات التعبير الحرة مغلقة والوضع الصحي متدهور وأسرِّة المستشفيات تتناقص وسلسال الفساد لم ينقطع

حسنين كروم:

خبراء: قطع المساعدات الأمريكية عن الأونروا نهاية لاتفاقيات أوسلو

Posted: 10 Sep 2018 02:27 PM PDT

واشنطن – «القدس العربي»: تحاول إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هدم جميع المبادئ التى تم الإعلان عنها للبدء في عملية سلام اوسلو، قبل 25 سنة تقريبا. ووفقا لما قاله العديد من المعلقين الأمريكيين فإن البيت الأبيض لا يسعى صراحة إلى إنهاء عملية السلام بشكل صارخ ولكنه يريد نموذجا للسلام يتفق تماما مع الأفكار الإسرائيلية التي تهدف في نهاية المطاف إلى عدم مبادلة الأراضي بالسلام أو اإامة دولة فلسطينية وإنما تكثيف التطبيع مع الدول العربية والإسلامية مقابل مساعدات اقتصادية للفلسطينيين.
وزعمت إدارة ترامب أنها تريد مسارا أكثر ديمومة نحو مستقبل مشرق، ولا أحد يعلم تحديدا هذا المستقبل المشرق الذى يتحدث عنه ترامب لأن القرارات التى اتخذتها الإدارة الأمريكية حتى الآن ستزيد من معاناة الناس في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة كما أنها تبتعد تاما عن الاتفاقيات الدولية التي تم الاتفاق عليها كخارطة طريق نحو حل مشكلة الشرق الأوسط. وحسب ما قاله سيث فرانزمان من مركز دراسات الشرق الأوسط فإن إجراءات ترامب، بما في ذلك قطع المساعدات عن الأونروا، تنسجم مع رغبة العديد من قادة اليمين الإسرائيلي في تفكيك السلطة الوطنية الفلسطينية .
ولاحظ فرانزمان إلى جانب العديد من المراقبين أن إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية تريد بالفعل مفاوضات ولكنها تريد محادثات سلام، وهذا ما يفسر التصريحات المستمرة المتناقضة من الجانب الإسرائيلي، مثل تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليربرمان في عام 2014 بأن إسرائيل تريد مفاوضات، ولكننا بحاجة إلى الاستعداد من الجانب الآخر، وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تؤكد النوايا الإسرائيلية الحقيقية بقوله «الأقوياء فقط يحظون بالاحترام».
وقال محللون أمريكيون إن تخفيض أو إلغاء المساعدات الأمريكية المقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين هو عمل من شأنه إلغاء اتفاقيات أوسلو ضمن سياسة تهدف إلى الابتعاد عن السياسات الأمريكية السابقة في الشرق الأوسط .
وتريد إدارة ترامب إلغاء جميع برامج المساعدات المقدمة للفلسطينيين ولكنها ستحافظ على تمويل واحد فقط يخدم المصالح الأمنية الإسرائيلية هو تمويل الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمبلغ لا يتجاوز 50 مليون دولار.

خبراء: قطع المساعدات الأمريكية عن الأونروا نهاية لاتفاقيات أوسلو

رائد صالحة:

تظاهرات في غزة والضفة احتجاجا على قرارات واشنطن ضد «الأونروا» ودعوات للعرب بـ «التحرك العاجل» لرفع قيمة التبرعات

Posted: 10 Sep 2018 02:27 PM PDT

غزة – رام الله – «القدس العربي»: رفضا للسياسات الأمريكية القاضية بوقف الدعم والتمويل المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، نظمت في مدينتي غزة ورام الله وقفات احتجاجية، شاركت فيها دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، واللجان الشعبية في المخيمات وقيادة الفصائل، رفع المشاركون خلالها لافتات تنتقد بشدة سياسة واشنطن تجاه القضية الفلسطينية، وتعهدوا بعدم إنجاح الخطط التي تريد واشنطن إقرارها، على حساب الحقوق الفلسطينية.
وأمام بوابة رئاسة «الأونروا» في مدينة غزة احتشد العشرات من الناشطين في اللجان الشعبية للاجئين، وقادة الفصائل، بالتزامن مع وقفة أخرى وسط مدينة رام الله، في الوقت الذي كان يعقد فيه اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث تداعيات قرارات واشنطن الأخيرة، لتصفية قضية اللاجئين.
ورفع المشاركون في غزة لافتات كتب عليها «لا للمؤامرة الأمريكية ضد الأونروا». وقال زياد الصرفندي، عضو المكتب التنفيذي للجان الشعبية في كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحافي «رغم ما نمر به من حصار ومن تآمر ومعاناة إلا أن شعبنا ما زال متمسكا ويتمسك بحقه في العودة»، مؤكدا على رفض اللاجئين لمخططات «صفقة القرن».
ودعا وزراء الخارجية العرب إلى بذل كل جهد ممكن والوقوف إلى جانب «الأونروا»، ومضاعفة تمويلها والوقوف في وجه كل المحاولات التي تهدف إلى إنهاء تفويضها الممنوح من الأمم المتحدة.
وكان مخططا لفعالية غزة أن تشهد حشدا جماهيريا كبيرا، من خلال وصول لاجئين فلسطينيين من كل مخيمات غزة، عبر حافلات لمقر الاعتصام، لكن الناطق باسم حركة فتح عاطف أبو سيف، قال إن أجهزة الأمن في غزة، التابعة لحماس، استدعت مسؤلين من الحركة ومن لجان اللاجئين، وأبلغتهم بأن الفعالية غير مسموح بها، لعدم حصولها على الترخيص.
وخلال الفعالية قالت آمال حمد، مسؤولة اتحاد المرأة في غزة إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب «تبتز» الشعب والقيادة الفلسطينية، من خلال قرارتها الأخيرة، ومنها وقف تمويل «الأونروا»، ودعت الدول العربية والأجنبية للتدخل وسد العجز المالي التي تعاني منه هذه المنظمة، ودعت كذلك المجتمع الدولي إلى «تصحيح الخطأ التاريخي» الذي ارتكب بحق الفلسطينيين.
وأكدت أن قرارات واشنطن لن تنجح في غلق «الأونروا»، كونها لا تحمل الصلاحية بذلك، مشيرة إلى أن «الأونروا» هي من تحدد عدد اللاجئين الفلسطينيين وليست إدارة ترمب.
وفي الضفة الغربية نظمت قيادة القوى الوطنية والإسلامية، وقفة احتجاجية ضد قرارات واشنطن على دوار المنارة وسط مدينة رام الله.
وطالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين الدكتور أحمد أبو هولي، الدول العربية بتوظيف علاقاتها مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لدعم طلب فلسطين في رفع نسبة مساهمة الأمم المتحدة في ميزانية «الأونروا»، وتوفير «شبكة أمان مالي» تحول دون تكرار هذه الأزمات المالية مستقبلاً، والعمل على إحباط المسعى الأمريكي الإسرائيلي إلى تغيير التفويض الممنوح لـ «الأونروا» الذي ينتهي في ايلول/سبتمبر 2019.
كما أكد على ضرورة العمل للتأكيد على أن أعداد اللاجئين الفلسطينيين يشمل الأبناء والأحفاد والذين يصل عددهم اليوم إلى 5.9 مليون لاجئ مسجلين في سجلات «الأونروا».
وشدد على أهمية التحضير الجيد لإنجاح المؤتمر الدولي الذي سيعقد في نيويورك نهاية الشهر الجاري، والذي يقام على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة برعاية الأردن والسويد والاتحاد الأوروبي واليابان وتركيا، بصفتها رئيس اللجنة الاستشارية لـ «الأونروا»، لتحشيد الدعم المالي والسياسي لهذه المنظمة ردا على القرار الأمريكي.
وطالب الدول العربية بإعادة التأكيد على قرار مجلس جامعة الدول العربية بمساهمة الدول العربية ما قيمته 8.7 % من موازنة «الأونروا» وحثها للتبرع بتمويل إضافي، يمكّن «الأونروا» من تغطية عجزها المالي، الذي يضمن لها الاستمرار في عملها وخدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين.
وأكد أن «الأونروا» تشكل المصدر الأهم لتأمين الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، إلى جانب كونها «عنصراً حيوياً» مرافقاً لقضية اللاجئين وعاملاً أساسياً لأمن واستقرار المنطقة، وعاملا وثيق الارتباط بحقوقهم المحددة بموجب القرار 194، مشيرا إلى أن المرجعية القانونية والسياسية التي تحدد عمل «الأونروا» هي قرارات الأمم المتحدة.
يشار إلى أن الفصائل الفلسطينية دعت الدول العربية لتوفير «مظلة مالية» تعويضا لنقص تمويل «الأونروا»، وحملت الإدارة الأمريكية مسؤولية ما قد يترتب على «قراراتها الجائرة» من «آثار كارثية» على الواقع المعيشي لملايين اللاجئين الفلسطينيين، وأيضاً المرضى الفلسطينيين بعد تقليص دعم مستشفيات القدس، داعيةً دول العالم الحر إلى «تحمل مسؤولياتها لمواجهة القرارات الظالمة».

تظاهرات في غزة والضفة احتجاجا على قرارات واشنطن ضد «الأونروا» ودعوات للعرب بـ «التحرك العاجل» لرفع قيمة التبرعات
لجان اللاجئين أكدت على الموقف الفلسطيني الرافض لتمرير «صفقة القرن»

فلتان أمني أم خطة مدروسة في السويداء؟

Posted: 10 Sep 2018 02:26 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : يتصدر الخطف والقتل أخبار محافظة السويداء، حيث أثارت حادثة العثور على جثة يافع مقتول بطلق نارس وسط المدينة غضباً اهلياً عارماً، لما تعيشه المحافظة من حالة انفلات أمني أرادها النظام السوري، بسبب خروج المحافظة جزئياً عن سيطرته الأمنية. وفي التفاصيل، عثر، أمس الاثنين على جثة يافع مقتول وسط ظروف غامضة، في مدينة السويداء، حيث نقلت جثته إلى مستشفى السويداء الوطني، دون معرفة مرتكب الجريمة.
وقال مصدر محلي من المدينة أن المواطن «محمد رفاعة رضوان» 16 عاماً، عثر عليه مصاباً بطلق ناري غرب المؤسسة العسكرية دون معرفة الأسباب، مؤكداً أن الشاب كان مفارقاً للحياة عند العثور عليه. وتأتي هذه الحادثة بعد 12 يوماً على عثور سكان في مدينة السويداء على رأس شخص بدون جثته، مقطوعاً ومرمياً في المدينة، وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن مواطنين عثروا على رأس شخص مقطوع ومفصول عن الجسد، دون العثور على الجسد، وذلك صباح يوم الأربعاء التاسع والعشرين من الشهر الفائت، وأكدت المصادر الأهلية، أن الرأس الموضوع في باحة مسجد بحي المقوس في مدينة السويداء، يعتقد أنه عائد لأحد المختطفين من أبناء العشائر القاطنة في ريف السويداء، جرى اختطافه قبل فترة، في القطاع الغربي من ريف السويداء، الأمر الذي أثار توتراً في مدينة السويداء، من هذه الحادثة التي تعد الأولى من نوعها في المحافظة، وما زاد الاستياء هو تعمد من وضع الرأس في باحة المسجد كتابة عبارات حضت على «الكراهية والاقتتال» وفقاً للمصادر الأهلية.
الباحث السياسي د.فايز قنطار علق على الحادثة بالقول إنه ومنذ انطلاق الثورة السورية، أطلق النظام سراح المجرمين مقابل ان يقوموا بأدوار تحددها لهم الأجهزة الأمنية في قمع المظاهرات والاحتجاجات السلمية. كما استعمل الكثير من الرعاع لنفس الغرض، فافترشوا الاسواق والطرقات لبيع كل ما يمكن بيعه. ومع مرور سنوات على هذه الفوضى، تحول الكثير من هؤلاء إلى عصابات منظمة للتهريب والاتجار بالمخدرات والخطف وكانت أجهزة الأمن توجه عمل هذه العصابات، بهدف تهديد المجتمع وخلق الفتن وتقاسم الأموال. الامر الذي تسبب حسب المتحدث إلى دخول مجتمع السويداء في فوضى غير مسبوقة، وظهرت ظواهر جديدة وغريبة وبعيدة كل البعد عن تقاليد المجتمع في الجنوب السوري.

فلتان أمني أم خطة مدروسة في السويداء؟

هبة محمد

الداخلية القطرية: قانون الإقامة يدخل حيز التنفيذ قريبا ويمنح المقيم امتيازات مقاربة للمواطنين

Posted: 10 Sep 2018 02:26 PM PDT

الدوحة «القدس العربي»: اكد العميد سالم صقر المريخي، مدير الشؤون القانونية بوزارة الداخلية أن مجلس الوزراء سيصدر قريبا قرارات لتنفيذ قانون الإقامة الدائمة في قطر، وشروط الخروج من الدولة والعودة إليها خلال مدة سريانها، دون الحصول على إذن أو تصريح بذلك؛ لافتا إلى أن حامل البطاقة الدائمة سيتمتع بامتيازات تقترب من امتيازات المواطن القطري بشكل كبير.
وخلال مؤتمر صحافي أمس الاثنين، سلطت وزارة الداخلية القطرية الضوء على قانون الإقامة الدائمة رقم 10 لسنة 2018 وإجراءات منح البطاقة الدائمة وشروطها وآلياتها والامتيازات المرتبطة بها والضوابط المنظمة لذلك، وغيرها من الأمور التي حددها القانون.
وأكد مدير إدارة الشؤون القانونية والعميد محمد أحمد العتيق المدير العام للإدارة العامة للجوازات، أن قانون الإقامة الدائمة يأتي في إطار حرص دولة قطر وقيادتها الرشيدة لتقديم أفضل الخدمات للمقيمين على هذه الأرض من مواطنين ومقيمين، وتقدير وتكريم من قدموا خدمات جليلة لسنوات طويلة، وغيرهم من الفئات الذين نص عليهم القانون.

القانون يخدم أبناء القطرية

ونوه العميد المريخي بأن دولة قطر تعد سباقة في المنطقة فيما يتعلق بمنح البطاقة الدائمة.. مضيفا «تمثل هذه البطاقة امتدادا لمفاهيم دستورية جوهرية وترجمة لخطابات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التي دائما ما تقرن المواطن بالمقيم في جميع المناسبات، فالجميع يخدمون الوطن ويساهمون في تقدمه وتطوره».
وأضاف «يخدم هذا القانون بشكل أساسي أبناء القطريات الذين يحظون باهتمام الدولة، وذوي الكفاءات في مختلف التخصصات، ورجال الأعمال، وكل من يقدم خدمات جليلة لهذا الوطن».
وأشار إلى أن فكرة الإقامة الدائمة طرحت منذ سنوات وليست وليدة هذه السنة وغير مرتبطة بحدث معين، وجوهرها تقديم خدمات متميزة لبعض الفئات من المقيمين على هذه الأرض.
كما تطرق إلى الشروط والضوابط العامة التي حددها القانون لمنح الإقامة الدائمة، وكذلك الفئات المستثناة من تلك الشروط، مثل أولاد القطرية المتزوجة من غير القطري، وزوج القطرية غير القطري، وزوجة القطري غير القطرية، وأولاد القطريين بالتجنس، والذين أدوا خدمات جليلة للدولة، وذوي الكفاءات الخاصة التي تحتاج إليها الدولة.
وأشار المريخي إلى أهم المميزات التي يحظى بها حامل البطاقة الدائمة، والتي نص عليها القانون في الصحة والتعليم والتملك والاستثمار، وفقا للضوابط والشروط التي ستصدر لاحقا من قبل مجلس الوزراء، وكذلك ميزة الخروج من الدولة والعودة إليها خلال مدة سريانها، دون الحصول على إذن أو تصريح بذلك، وغيرها من المميزات.
وأفاد أنه تم تشكيل فريق عمل قبل صدور القانون، لإعداد القرارات اللازمة لتنفيذه، مؤكدا حرص وزارة الداخلية على تنفيذ القانون في أقرب وقت..منوها بتعاون كافة الوزارات والجهات في الدولة المعنية بهذا القانون.
وأضاف» تتعاون معنا الكثير من الوزارات والجهات في الدولة مثل وزارة التعليم والتعليم العالي ووزارة الصحة العامة ووزارة الاقتصاد والتجارة ووزارة البلدية والبيئة، والتنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وغيرها من الجهات ذات الصلة لوضع الضوابط التي ستصدر قريبا، بشأن بعض الضوابط والخدمات التي سيتمتع بها حامل البطاقة الدائمة».
كما أشار إلى قرارات ستصدر قريبا لتنفيذ القانون مثل رسوم البطاقة، وصلاحيتها، وكذلك إجراءات سحبها في حال إخلال حاملها بالشروط التي حددها القانون.
وأكد مدير الشؤون القانونية في وزارة الداخلية أن حامل البطاقة الدائمة سيتمتع بامتيازات تقترب من امتيازات المواطن القطري بشكل كبير.
وأشار إلى أن تقديم طلبات الإقامة الدائمة سيكون إلكترونيا، مبينا أن كل فئة من الفئات التي حددها القانون سيكون لها منفذ إلكتروني خاص لتقديم الطلب. كما أوضح أن الطلبات ستعرض على فريق من المدققين القانونيين، الذي سيتولى التأكد من استيفاء الشروط للمتقدمين قبل عرضها على اللجنة المعنية بالبت في الطلبات، وإحالة المقبولين للإدارة العامة للجوازات لإصدار البطاقات الدائمة.

معايير منح الإقامة الدائمة

وقال العميد محمد أحمد العتيق المدير العام للإدارة العامة للجوازات، إنه تم بناء الشبكة الإلكترونية الخاصة باستقبال طلبات الإقامة الدائمة للفئات المنصوص عليها في القانون، وذلك تماشيا مع جهود وزارة الداخلية في تحويل جميع خدماتها إلى خدمات الكترونية.
وفي رده على سؤال حول الترخيص بالإقامة الدائمة لعدد لا يزيد عن مئة شخص في السنة، أوضح مدير إدارة الشؤون القانونية بوزارة الداخلية أن هذا التحديد مرتبط بالكثير من الأمور أهمها حجم السكان في دولة قطر.. وقال «قطر مجتمع صغير جدا قياسا بدول أخرى، لذلك كان التحديد مهم جدا، وتمت دراسته بعمق خلال إعداد القانون وأيضا عند مناقشته في مجلس الشورى».
وأضاف «العدد المحدد بمئة شخص سنويا لمنح الإقامة الدائمة يشمل جميع الفئات التي نص عليها القانون، وهذا الحصر يتناغم تماما مع حجم المجتمع القطري، بحيث تكون هناك مراعاة لحجم السكان» وأكد أنه مع ذلك أتاح القانون إمكانية الزيادة عن المئة بموافقة سمو أمير البلاد، بناء على عرض معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية.
وحول معايير الكفاءة والخدمات الجليلة التي نص عليها القانون، قال العميد المريخي «اللجنة المعنية بالإقامة الدائمة هي التي ستحدد ذلك، ونحن الآن نقوم بوضع معايير موضوعية تستند عليها اللجنة لمنح الإقامة الدائمة، وذلك بمساعدة الجهات المختصة التي تستفيد من هذه الكفاءات والخدمات».

الداخلية القطرية: قانون الإقامة يدخل حيز التنفيذ قريبا ويمنح المقيم امتيازات مقاربة للمواطنين
الداخلية تصدر قريباً شروط الحصول عليها
إسماعيل طلاي

مشكلة إسرائيل الحقيقية هي أنها قوية جدا

Posted: 10 Sep 2018 02:25 PM PDT

أخيرا، وبعد تخفيض كل الأمراض، نكتشف أن المرض الأساسي، أساس كل الكوارث، هو فائض القوة لدى إسرائيل. لو لم تكن قوية جدًا لكانت أكثر عدلًا. لو لم تكن قادرة على القيام بكل ما يخطر ببالها لكان سلوكها أخلاقيًا وكانت ستهتم وتراعي أكثر. جزء كبير من الجرائم والأخطاء ينبع من ثمل قوتها، وجزء كبير مما تفعله ينبع من أنها ـ ببساطة ـ تستطيع. هي تستطيع أن تستخف بكل العالم وأحيانًا بالقانون الدولي، وأن تسيطر وتحكم شعبًا آخر بالقوة لأجيال، وأن تخرق سيادة جيرانها، وأن تتصرف وكأنها هي الواحدة والوحيدة وليس هناك سواها، فقط بفضل قوتها.
مثل أي دولة، إسرائيل تحتاج إلى القوة، فضعفها ربما حقًا كان سيؤدي إلى فنائها، كما يعلّمون الإسرائيليين منذ الولادة، لكن فائض القوة أفسدها وسبب لها أضرارًا من نوع آخر. ليس ضعفها ـ كما اعتادت أن تصف نفسها محاطة بأعداء يريدون تدميرها، داوود الصغير أمام جوليات ـ هو ما رسم صورتها. فالقوة الزائدة التي راكمتها شكلتها أكثر من أي شيء آخر، ولو كانت أكثر ضعفًا لكانت ستحاول أكثر أن تكون مقبولة في المنطقة، ولو كانت أقل قوة حينئذ ستضطر إلى وضع حد لمرض الاحتلال.
حتى لو كانت ولادتها اقترنت بخطيئة، فإن إسرائيل ليست أرض أشخاص سيئين بشكل خاص، وإن التعالي الذي يظهره الإسرائيليون على كل العالم ليس صفة منذ الولادة. مشكوك في أن إسرائيل تنوي أن تكون ما هي عليه الآن: دولة عظمى إقليمية، تملي بدرجة كبيرة على أكبر دولة في العالم، الولايات المتحدة، سلوكها، التي دول كثيرة تسعى إلى أعتابها، وفي الوقت نفسه تعدّ دولة مجذومة في نظر كل صاحب ضمير. تحولت إسرائيل إلى هذا بفضل مرض القوة الزائدة، لقد راكمته بالتدريج، والآن وصل إلى الذروة، وهي لم تكن في أي يوم قوية بهذه الدرجة. وليس صدفة أن صورتها الآن بالذات في الدرك الأسفل في تاريخها، هذا هو ثمن فائض القوة.
انتصرت إسرائيل على كل العالم، ليس بواسطة الاحتلال فقط الذي تواصله دون عائق رغم معارضة معظم العالم؛ وليس بالحصار الفظيع فقط الذي تفرضه على القطاع والهجمات الوحشية ضده، التي تشمل جرائم حرب لم تعاقب عليها إسرائيل في أي يوم، وليس فقط بالمستوطنات التي لا يعترف معظم العالم بشرعيتها ـ سياستها الخارجية والأمنية الدالة على الغطرسة. قصف يومي في سوريا وفي دول أخرى وطلعات معتادة في سماء لبنان وكأنه لا توجد حدود، ولا يوجد غد، تصفيات دولية وقحة وجنائية لا حدود لها، ثم جر العالم إلى صراع ضد السلاح النووي الإيراني، وحملة تجريم دولية مدهشة ضد بي.دي.اس، وعدم الانضمام لمواثيق دولية التي كل الدول الديمقراطية وقعت عليها، وتجاهل عدد لا يحصى من قرارات المؤسسات الدولية، ومحاولة التدخل في الشؤون الداخلية لجاراتها، والتدخل في حروب ليست لها، وحتى محاولة إثارة الخلافات في الاتحاد الأوروبي وتقويض وحدته، ونشاطات تآمرية ضد الرئيس الأمريكي السابق، وإغلاق السفارة في بورغواي لأنها اتخذت خطوة لم تعجب إسرائيل ـ كل ذلك لأنها دولة عظمى. يصعب التفكير بأن دولة أخرى غير الولايات المتحدة، روسيا أو الصين مثلاً، كانت ستتجرأ على التصرف بهذا الشكل، لكن إسرائيل تستطيع.
نجاح كبير جدًا للمشروع الصهيوني، من كان يحلم بأننا سنكون بهذه الصورة؟! وفعليًا إن التهديد الأخطر هو تهديد مصداقيتنا. وباستثناء بعض العثرات مثلما في 1973، فإن ثمن هذه القوة انتهى حتى الآن دون الطلب من إسرائيل أن تدفع مقابله أي ثمن مهم، باستثناء صورتها التي تعلمت تجاهلها أيضًا. في بداية عام 2019 لم تقف إسرائيل أمام تحديات تهدد مكانة قوتها الزائدة، ويبدو أنها تستطيع المواصلة كما هي ـ في مناطق الاحتلال، في الشرق الأوسط وفي كل العالم.
وزير للتاريخ يصر على أن يذكر في كل مرة أن هذه هي عروض ثمن القوة وستنتهي بشكل عام بصورة سيئة، وسيئة جدًا.

جدعون ليفي
هآرتس 9/9/2018

مشكلة إسرائيل الحقيقية هي أنها قوية جدا
لو أنها كانت أقل قوة فإن سلوكها سيكون عقلانيا ومتزنا بشكل أكثر
صحف عبرية

علاوي يرحب بالحوار بين تحالفي الصدر والعامري: إنطلاقة إيجابية

Posted: 10 Sep 2018 02:25 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي» : يتواصل الحراك السياسي في العراق، لتشكيل تحالف جديد يضم «سائرون» بزعامة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، و«الفتح» بزعامة هادي العامري، الأمر الذي وصفه زعيم ائتلاف «الوطنية» إياد علاوي بـ«الانطلاقة الإيجابية للغاية».
وبعد لقائه السفير الروسي في العراق ماكسيم ماكسيموف، شدد علاوي طبقاً لبيان صحافي لمكتبه على «تكثيف الحوارات الجارية بين القوى السياسية الفاعلة لأجل الوصول الى تفاهمات تفضي لتشكيل الحكومة المقبلة».
وأضاف أن «رؤيتنا للحل تكمن في حوار حقيقي ينتج توافقا وطنيا شاملاً حول شكل البرنامج الحكومي المقبل، وقد سبق أن اقترحنا البدء بحوارٍ بين تحالفي الاصلاح والبناء بهذا الصدد»، مشيراً إلى أن «الأنباء التي تحدثت عن بدء الحوار بين تحالفي سائرون والفتح تشكل انطلاقة إيجابية للغاية للوصول إلى تلك الرؤية».
وأوضح أن «التدخلات الخارجية ساهمت في تأزيم الموقف وزيادة حالة الاستقطاب في البلد»، مبيناً أن «ائتلاف الوطنية يرفض بشكل قاطع محاولات جعل العراق ساحة صراع إقليمي دولي خدمة لأجندات ومصالح خارجية».
وحسب البيان «اللقاء بحث مجمل الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة للوصول إلى حل توافقي يقود لتحقيق التهدئة في سوريا».
وفي موازاة الحراك السياسي الشيعي لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، يستمر الحزبان الكرديان الرئيسيان، في مساعي توحيد البيت الكردي، وتنظيم مطالبهم بورقة تفاوضية موحدة، تمثل القوى السياسية الكردية الستة في التفاوض مع بغداد.

توحيد الورقتين

الحزب «الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، اتخذ سلسلة خطوات تهدف إلى توحيد «ورقتي المطالب الكردية» المقدمة من الحزبين الكرديين (الاتحاد الوطني، والديمقراطي الكردستاني) من جهة، والأحزاب الكردية الأربعة المعارضة (حركة التغيير، وتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة، والاتحاد الإسلامي، والجماعة الإسلامية) من جهة ثانية.
أشواق الجاف، القيادية في حزب بارزاني، قالت لـ«القدس العربي»، إن «الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبعد اليوم الأول لإعلان نتائج الانتخابات، طلب من الأحزاب السياسية الكردية تشكيل التحالف الكردستاني، لكن كانت هناك اعتراضات على النتائج الانتخابات قدمت بطريقة قانونية».
وزادت: «بعد الإعلان النهائي لنتائج الانتخابات طالبناهم أيضاً بتشكيل التحالف، لكن لم يصدر رد أو قرار موحد باستثناء التصريحات الإعلامية».
واعتبرت أن «الخطوة الإيجابية» جاءت بزيارة نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني للأحزاب الكردستانية، «لطرح أهمية أن يكون هناك موقف كردي موحد في بغداد».
وأضافت: هناك ورقة (مطالب) للحزبين الكرديين، وورقة أخرى للأحزاب الكردية الأربعة المعارضة. نسعى لتوحيد النقاط التي تتضمنها الورقتان بورقة واحدة، للتباحث مع الكتلة الأكبر بشأنها في بغداد»، مؤكدة استمرار «المباحثات المكثّفة» بهذا الشأن.
وأكدت أن حزبها يرى أهمية في «توحيد الصف عند الذهاب إلى بغداد»، لافتة إلى أن «طلب حركة التغيير تأجيل الحملة الدعائية لانتخابات إقليم كردستان لمدة أسبوع واحد، وموافقة رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني ومفوضية الانتخابات على ذلك، والمفوضية، تعدّ بادرة لتقريب وجهات النظر. نحاول تذليل الصعوبات بين الأحزاب الكردستانية».
وكشفت عن «خطوة لتوحيد البيت الكردي»، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى إنه «حتى لو مضت الأحزاب الكردية بفريقين إلى بغداد، فأن كليهما يصر على تطبيق الدستور بروح القانون ومن دون انتقائية».
ورداً على سؤال بشأن تأخر الأكراد عن الالتحاق بالكتلة الأكبر حتى الآن، قالت: «نحن لا نريد أن نكون تكملة عدد. مع الأسف الشديد، كنا نتمنى أن يكون الحكم في العراق بعد عام 2003 ديمقراطيا حقيقيا وليس ديمقراطيا مقنّعا. لا نريد الحصول على مناصب من دون تطبيق الدستور».
ومضت قائلة: «عدم إنضمامنا لأي كتلة أفضل من الانضمام كتكملة عدد وتشكيل حكومة لا تعترف بالدستور وتطبيقه. هذه كارثة لجميع العراقيين»، مبينةً «نشعر بالأسف عند سماعنا من بعض النواب في بغداد، بأن الأكراد يسعون للحصول على تنازلات من الكتل في بغداد. نحن لا نطالب بتنازلات، واذا استمرت هذه النظرة من قبل السياسيين فلن نرجو خيرا من القادم، بل سيكون أسوأ من السابق».
وأضافت: «لدينا دستور عراقي أتى بالنواب إلى الحكم في السابق، وإلى قبة البرلمان الآن، وهو الدستور نفسه الذي سيوصلهم الى تشكيل الحكومة الجديدة»، منوهةً إلى أن «الالتزام بالدستور لا يتعلق بالوصول للحكم فقط، بل يجب الالتزام به في البرنامج الحكومي. أما الالتزام بالدستور جملة وتفصيلاً أو نستغني عنه. لا يمكن أن نلتزم بالدستور للوصول إلى كرسي الحكم ومن ثم نضربه عرض الحائط».
وأكدت أن مطلب الأكراد الرئيسي هو «الالتزام بتطبيق الدستور من دون انتقائية، وليس بالمزاجية السياسية والانتقائية التي شهدناها في الفترة السابقة»، معربة في الوقت ذاته عن سعي الأكراد إلى «علاقات أفضل وتذليل معاناة المواطنين. عدم تطبيق الدستور لا يضر أبناء اقليم كردستان فقط، بل يضر كل العراق، وما يحدث في البصرة اليوم خير دليل على ذلك، فلو طبق الدستور لحصل المواطن البصري على حقه».
وحسب ما أوضحت فإن القوى السياسية الكردستاني «لم تقرر بشكل نهائي إلى أي جهة سننضم».
وزادت: «نحاول أن نكوّن كتلة كردية موحدة، وننضم بعد ذلك إلى أي من الكتلتين اللتين يتضمن برنامجها الحكومي الالتزام بالدستور».

خطوط حمّر

وعن موقف الأحزاب الكردية من الزعيمين الشيعيين حيدر العابدي ونوري المالكي، ومدى اقترابهم أو ابتعادهم من أيٍ من المحورين، لفتت إلى أن «العبادي لم يفرض القانون في خطته (خطة فرض القانون) التي نفذها في المناطق المختلف عليها بين بغداد وأربيل»، مبينةً أن «خطة فرض القانون تسمية خاطئة. إنها (العملية الأمنية) جاءت من منظور القوة ومحاولة كسر إرادة أبناء كردستان».
كذلك، أشارت إلى أن «المالكي قطع قوت شعب إقليم كردستان بدون أي سند قانوني، أو قرار من مجلس الوزراء»، ورغم اعتبارها أن «الاثنين (العبادي والمالكي) خرقا الدستور في الوقت السابق»، أكدت قائلة: «نحن الآن في مرحلة جديدة. ليس لدينا خط أحمر على أي شخصية سياسية».
وأضافت: «لدينا تجربة مريرة مع الحكومات السابقة لا نريد تكرارها»، لافتةً إلى أن القوى السياسية الكردستانية «لا تركز على الأشخاص، وكما قالها زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ليس لدينا خطوط حمراء، لكن نحن مع حقوق الشعب».
وختمت الجاف حديثها بالقول: «نحن بانتظار القرار النهائي للانضمام إلى الكتلة الأكبر، بعد دراسة سلسلة المباحثات التي أجريت في الفترة السابقة. الانضمام لأي كتلة معينة ليس شرطاً».
وفي مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، والمعقل الأبرز لحزب بارزاني، أعلن «الديمقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الوطني» أمس، وحدة موقفهما والعمل المشترك في بغداد وكردستان، واستمرار عمل اللجنة المشكلة بهذا الغرض.
وجاء في بيان مشترك صدر بعد انتهاء اجتماع المكتبين السياسيين للحزبين، إن «المكتبين السياسيين للاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني اجتمعا اليوم (أمس)، في مصيف صلاح الدين برئاسة الرئيس مسعود بارزاني والرفيق كوسرت رسول، وناقشا عدة مسائل ذات أهمية واتخذا القرارات اللازمة حيالها».
وتابع البيان أن «المكتبين السياسيين اتفقا على ثلاث نقاط»، أولها التأكيد على «وحدة الموقف وعملها المشترك في بغداد وكردستان من منطلق حماية مصالح شعبنا، وبالأخذ بنظر الاعتبار حساسية الأوضاع، وبهذا الغرض تواصل اللجنة المشتركة اتخاذ الإجراءات والاستعدادات اللازمة».
أما النقطة الثانية فتضمّنت «الدعوة لعقد اجتماع مشترك بين جميع الأطراف، بغية تحقيق وحدة صف البيت الكردستاني ومشاركة جميع الأطراف في العملية السياسية، وبهذا الهدف تم تكليف لجنة بإجراء ما يلزم لهذا الاجتماع».
وحسب البيان «نظراً لحساسية الوضع في كركوك ولزوم معالجتها، تقرر مباشرة اللجنة التي شكلت في الاجتماع السابق عملها لدراسة الوضع والمضي باتجاه اتخاذ الخطوات اللازمة».

علاوي يرحب بالحوار بين تحالفي الصدر والعامري: إنطلاقة إيجابية
«الالتزام بالدستور» شرط حزب بارزاني للانضمام للكتلة الأكبر
مشرق ريسان

سيناء: الإعلان عن مقتل 11مسلحاً في اشتباكات مع الأمن المصري

Posted: 10 Sep 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: قالت مصادر أمنية مصرية إن «11 مسلحا قتلوا في مدينة العريش في سيناء شرق مصر، بينهم اثنان من أخطر العناصر القيادية الإرهابية في مواجهات مع قوات الأمن».
وأضافت أن «معلومات وردت لقطاع الأمن الوطني باتخاذ مجموعة من العناصر المسلحة لمحطة وقود مهجورة في منطقة جسر الوادي دائرة قسم شرطة أول العريش، وكرا لهم استعدادا لتنفيذ عمليات إرهابية ضد القوات».
وتابعت أن «قوات الأمن استهدفت وكر المسلحين، وفوجئت بإطلاق الأعيرة النارية من قبلهم، وتعاملت القوات معهم، ما أسفر عن مقتل 11 عنصرا بينهم اثنان من أخطر العناصر القيادية المسلحة، هما: محمد إبراهيم جبر شاهين وجمعة عياد مرشود»..
وحسب المصادر «عثر بحوزة المسلحين على 5 بنادق آلية وكميات كبيرة من الطلقات، وبندقية خرطوش، وعبوتين ناسفتين واتخذت الإجراءات القانونية حيال الواقعة».
ولم يتسن التأكد من الرواية الأمنية من مصادر مستقلة، غير أن مراكز حقوقية محلية ودولية عادة ما تتهم الأجهزة الأمنية باعتيادها «تصفية عزل» حال القبض عليهم، وهو ما تنفيه تلك الأجهزة عادة وتعتبره «أكاذيب».
وتشهد مناطق متفرقة في شبه جزيرة سيناء هجمات ضد الجيش والشرطة والمدنيين، خفت وتيرتها مؤخرا، تبنت معظمها جماعة «أنصار بيت المقدس» التي أعلنت مبايعتها لتنظيم «الدولة الإسلامية» أواخر عام 2014، وغيرت اسمها لـ«ولاية سيناء».
ومنذ فبراير/ شباط الماضي، تستمر عملية عسكرية أعلنها الجيش المصري بتكليف رئاسي، وتستهدف العملية عبر تدخل جوي وبحري وبري وشرطي، «مواجهة عناصر مسلحة شمالي ووسط سيناء (شمال شرق) ومناطق أخرى في دلتا مصر (شمال) والظهير الصحراوي غرب وادي النيل».
كذلك، قالت مصادر أمنية إن «ضابطا في الجيش ومجنداً، قتلا وأصيب أربعة آخرون، عندما انفجرت مركبة مدرعة في وقت متأخر مساء أول أمس الأحد في مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء».
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه محافظ شمال سيناء، اتخاذ عدد من القرارات لتسهيل حياة المواطنين المتضررين من العمليات العسكرية التي يشنها الجيش في سيناء لمواجهة المسلحين.
وقال اللواء عبد الفضيل شوشة، في مؤتمر جماهيري عقده في القرية الشبابية وسط العريش أمس الاثنين : «تقرر فتح باب السفر من وإلى شمال سيناء، طوال أيام الأسبوع بدون تنسيقات بداية من السبت المقبل، وليس كما كان في السابق 3 أيام فقط».
وأضاف: «سيجري السماح للسيارات بتعبئة الوقود من محطات العريش وبئر العبد 15 لترا للسيارة الملاكي ومثلها للأجرة، على أن يكون أسبوعيا، وترتيب عملية الدخول والخروج للسيارات بالأرقام، وتخصيص يومًا لسيارات الرقم الفردي وآخر لسيارات الرقم الزوجي».
كما أعلن المحافظ بدء الدراسة في موعدها المقرر 22 من سبتمبر / أيلول الجاري بدون تأجيل، وافتتاح جامعة العريش في الموعد المحدد نفسه أيضا، وعودة الدراسة في جامعة سيناء، في 13 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وزاد: «سيجري تسليم التعويضات في أسرع مدة ممكنة للمنقولين من نطاق مطار العريش ومنطقة حرم المطار، وتعويضات المنقولين من مدينتي الشيخ زويد ورفح، وأن جميع التعويضات ستحول إلى مديرية الزراعة في شمال سيناء للبدء الفوري في عملية الصرف والتعويضات».
وكانت سيناء شهدت تهجيرا واسعا للأهالي من الشريط والمدن الحدودية، في إطار خطة النظام المصري لإقامة منطقة عازلة مع الحدود الفلسطينية، وإقامة حرم آمن لمطار العريش.

سيناء: الإعلان عن مقتل 11مسلحاً في اشتباكات مع الأمن المصري
وعود رسمية بتسهيل حياة المواطنين… ومقتل ضابط ومجند بانفجار مدرعة

القيادة الفلسطينية تتجه لتسريع الخطوات السياسية لردع الاحتلال ردا على قرارات أمريكا… وتنديد واسع بإغلاق مكتب المنظمة

Posted: 10 Sep 2018 02:24 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: أكدت مصادر سياسية فلسطينية لـ «القدس العربي» أن تصعيد أفعال الإدارة الأمريكية ضد الفلسطينيين خلال الأيام الماضية، وآخرها القرار الرسمي بإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، من شأنه أن يدفع القيادة الفلسطينية لتسريع اتخاذ قرارات سياسية هامة، تجاه الاحتلال ومن بينها خطوات على الصعيد الدولي، في وقت تصاعدت فيه الانتقادات من جميع المستويات لقرار غلق مكتب التمثيل، حيث اعتبرته منظمة التحرير «هجمة جديدة على العدالة الدولية».
وأشارت المصادر إلى أن القيادة الفلسطينية توقعت استمرار التصعيد الأمريكي بسبب استمرار المواقف الرسمية بمقاطعة واشنطن، ومبعوثيها إلى المنطقة، ورفض مقترحات السلام التي ستقدم تحت اسم «صفقة القرن»، مشيرة إلى أن رسائل بهذا الشأن وصلت القيادة من أطراف دولية عدة.
وتدرس القيادة الفلسطينية حاليا تسريع عملية تطبيق بعض «الخطط السياسية» التي أعدت سابقا، لمواجهة قرارات من واشنطن أو حكومة تل أبيب ضد الفلسطينيين، بالتعاون مع أطراف عربية وأجنبية، ومؤسسات دولية، من أبرزها الطلب برفع مستوى التمثيل والاعتراف الدولي بمكانة «دولة فلسطين»، التي تحظى حاليا على صفة «دولة مراقب» في الأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الخطط الفلسطينية هذه في غضون الأيام المقبلة حيث سيتم تضمينها في خطاب الرئيس الفلسطيني الذي سيلقيه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الجاري، على أن يبدأ تطبيق الخطط الفلسطينية في وقت قريب، ومنها ما يستند إلى قرارات المجلسين الوطني والمركزي الأخيرين، والتي تتحدث عن «تحديد» العلاقة مع إسرائيل، ووقف العمل بالاتفاق الأمني والاقتصادي.
يشار إلى أن الإدارة الأمريكية لجأت خلال الأيام الماضية إلى وقف دعمها المقدم لـ «الأونروا» بشكل كامل، وتلا ذلك أن أعلنت وقف تمويل المشافي العربية في مدينة القدس، قبل قرار إغلاق مكتب المنظمة، في إطار ضغطها السياسي على الفلسطينيين، لتقديم «تنازلات سياسية»، تشمل عودتهم لطاولة المفاوضات، وفق الرؤية التي تقدمها، والتي تستثني ملفي القدس واللاجئين.
وكانت السلطة الفلسطينية سلمت يوم 22 مايو/ايار الماضي طلب إحالة إلى المدعية العامة للمحكمة الجنائية في لاهاي، حول الجرائم، التي ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، التي وقعت في الماضي والحاضر، وأي من الجرائم التي تقع في المستقبل.
وفي السياق قال رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج إن المحاولات الأمريكية والإسرائيلية للنيل من الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة «ستفشل أمام صمود شعبنا بقيادة الرئيس محمود عباس».
وأضاف في تصريح صحافي، خلال استقباله لدى وصوله معبر الكرامة في مدينة أريحا، عائدا من رحلة علاج، «حقنا ثابت وأرضنا ثابتة، ونحن شعب ثابت، رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدنا عبر كل السنوات الطويلة».
وأكد أن الرئيس عباس «يخوض أعنف وأصعب المراحل خطورة منذ عام 1948 إلى اليوم»، مشددا على أهمية وضرورة وقوف الجميع خلف الرئيس.
وأكدت حركة فتح، أن الإجراءات المتعاقبة التي تتخذها الإدارة الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية، وضد منظمة التحرير الفلسطينية «لن تؤدي سوى إلى مزيد من العزلة على الإدارة الأمريكية، التي يفرضها الموقف الفلسطيني».

القيادة الفلسطينية تتجه لتسريع الخطوات السياسية لردع الاحتلال ردا على قرارات أمريكا… وتنديد واسع بإغلاق مكتب المنظمة

إدلب: نزوح كثيف ومقتل 17 شخصًا في غارات نفذها النظام السوري وروسيا

Posted: 10 Sep 2018 02:24 PM PDT

عواصم – «القدس العربي» – وكالات: قتل 17 شخصًا في غارات جوية نفذها نظام بشار الأسد وروسيا، أمس، على مناطق في إدلب وريف حماة شمالي سوريا. وأضاف مراسل وكالة الأناضول، أن طائرات حربية تابعة لنظام الأسد وروسيا، ومروحيات تابعة للنظام، شنت صباح أمس غارات جوية على بلدات الهبيط وجرجناز وحيش والتمانعة في إدلب وبلدة اللطامنة في ريف حماة. وأضاف أن الغارات الجوية أدت لمقتل 17 مدنياً، بينهم طفلان أصيبا في جرجناز.
وقال مصطفى حاج يوسف، مسؤول في الدفاع المدني في إدلب (الخوذ البيضاء)، إن معظم القتلى الـ 17 كانوا من النساء والأطفال. وأضاف أن الطائرات الروسية المهاجمة أقلعت من قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا، وأن القصف استهدف المناطق التابعة للمعارضة في ريفي إدلب وحماة. ومنذ مطلع سبتمبر/أيلول الجاري، بلغ عدد ضحايا هجمات وغارات النظام السوري 29 قتيلاً و58 مصاباً في عموم محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

أسوأ كارثة إنسانية

«أممياً» ذكر مارك لوكوك منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة لوكالة رويترز أمس إن أكثر من 30 ألف شخص نزحوا من ديارهم في شمال غربي سوريا بعدما استأنفت الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها القصف هناك الأسبوع الماضي. وتستعد دمشق، بدعم من روسيا وإيران، لهجوم كبير لاستعادة إدلب ومناطق مجاورة في شمال غرب سوريا من أيدي مقاتلي المعارضة. والمنطقة هي آخر معقل كبير بحوزة معارضي حكم الرئيس بشار الأسد. وقال لوكوك أمس أيضاً إن هجوماً شاملاً على إدلب قد يؤدي إلى أسوأ كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين، وهو ما يجب تجنبه.
وذكر ديفيد سوانسون المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «حتى التاسع من سبتمبر نزح 30 ألفاً و542 شخصا من شمال غرب سوريا صوب مناطق مختلفة في أنحاء إدلب». ويعيش قرابة 2.9 مليون شخص في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة والتي تضم معظم محافظة إدلب ومناطق صغيرة مجاورة من محافظات اللاذقية وحماة وحلب. وذكر لوكوك أن نحو 800 ألف من هؤلاء قد يفرون من ديارهم بفعل أي معركة كبرى. وقال إن الهجمات بقذائف المورتر والصواريخ زادت منذ يوم الجمعة لا سيما في ريف حماة الشمالي والمناطق الريفية في جنوب إدلب. وأضاف أن 47 في المئة من النازحين تحركوا صوب مخيمات و29 في المئة منهم يقيمون مع عائلاتهم و14 في المئة استقروا في مخيمات غير رسمية و10 في المئة استأجروا منازل ليعيشوا فيها.
وقال أبو البراء الحموي القيادي بالمعارضة المسلحة في شمال حماة إن نحو 95 في المئة من السكان غادروا عدداً من القرى في شمال وغرب محافظة حماة وفي جنوب محافظة إدلب في الأيام الثلاثة الماضية بسبب الضربات الجوية الكثيفة. وخلال إفادة صحافية في جنيف، قال لوكوك «نستعد بنشاط كبير لإمكانية تحرك المدنيين بأعداد كبيرة في اتجاهات متعددة». وأضاف «ثمة حاجة إلى سبل للتصدي لهذه المشكلة كي لا تتحول الأشهر القليلة المقبلة في إدلب إلى أسوأ كارثة إنسانية يسقط خلالها أكبر عدد من الخسائر البشرية في القرن الحادي والعشرين».

صعوبة في المواكبة

وقالت كريستي ديلافيلد من مؤسسة ميرسي كوربس، إحدى أكبر المؤسسات التي تقوم بإيصال المساعدات في سوريا، إن من الصعب على عمال الإغاثة والمجتمعات المحلية مواكبة النزوح. ورغم إعلان إدلب ومحيطها «منطقة خفض توتر» في مايو/ أيار 2017، بموجب اتفاق أستانة، بين الأطراف الضامنة؛ أنقرة وموسكو وطهران، إلا أن النظام والقوات الروسية يواصلان قصفهما لها بين الفينة والأخرى.‎
وحذّر الاتحاد الأوروبي، أمس، من مغبة عواقب مدمّرة للغارات الجوية التي يشنها النظام السوري وروسيا في محافظتي إدلب (شمال) وحماة (وسط) السوريتين. جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، مايا كوسيانسيتش، في معرض إجابتها على أسئلة الأناضول، حول المستجدات في سوريا. وأشارت كوسيانسيتش إلى أن الاتحاد الأوروبي، سبق له وأن دعا إلى وضع حد للعمليات العسكرية في محافظة إدلب (الواقعة تحت سيطرة المعارضة).
وأضافت: «سيؤدي الهجوم إلى عواقب مدمرة ومعاناة إنسانية، ولدينا محادثات مع الأطراف المعنية حول هذا الموضوع». وأوضحت المتحدثة أن الاتحاد الأوروبي يواصل دعم المبادرات التي ترعاها الأمم المتحدة، الرامية لإيجاد حل للأزمة السورية.

«الخوذ البيضاء» تنفي

واستنكر رائد الصالح رئيس منظمة الخوذ البيضاء في سوريا ما رددته بعض وسائل الإعلام الروسية حول قيام منظمته بالتنسيق مع هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني بنقل شحنات من غاز الكلور وغاز السارين إلى مناطق في ريفي إدلب وحماة الشمالي لتنفيذ هجوم كيميائي بدعم من أجهزة مخابرات أجنبية؛ بهدف اتهام الجيش السوري بتنفيذ هذا الهجوم واستدعاء التدخل الخارجي والعدوان الغربي على سورية.
ووصف الصالح، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس هذه التقارير بأنها» كذب وتلفيق» وقال إن»إثارة تلك الشائعات هي محاولة للتغطية على جرائم وانتهاكات النظام بإدلب، إذا ما انطلقت صافرة المعركة المرتقبة هناك، وتحديدا إذا ما نفذ النظام السوري أي هجوم كيميائي بتلك المحافظة، وحينئذ يربطون هذا الهجوم من قبلهم بالشائعات التي يطلقونها الآن حولنا». تجدر الإشارة إلى أن منظمة الخوذ البيضاء تنشط في مناطق المعارضة السورية.
وتوقع الصالح، تكرار سيناريو القبض والاعتقال الذي تم التعامل به مع نازحي الغوطة مع نازحي إدلب، موضحا»تم اعتقال المدنيين في الممرات الآمنة التي دعوهم للسير والخروج منها… الروس والنظام اعتقلوا البعض، والبعض الآخر وقع ضحية هجمات المليشيات الموالية للنظام… ولايزال البعض من هؤلاء بمراكز الاحتجاز المؤقتة منذ شباط/فبراير الماضي … للأسف لا يوجد في سوريا كلها أي تطبيق حقيقي لمصطلح الممرات الآمنة…تلك التي يختار المدنيون العبور من خلالها دون أي ضغوط ويكون خروجهم إليها برعاية ورقابة أممية».

إدلب: نزوح كثيف ومقتل 17 شخصًا في غارات نفذها النظام السوري وروسيا
الأمم المتحدة تحذر من أسوأ كارثة إنسانية… والاتحاد الأوروبي: سيكون للغارات عواقب مدمّرة

المعارضة الموريتانية تنتقد تنظيم الانتخابات وتتحدث عن انتهاكات

Posted: 10 Sep 2018 02:23 PM PDT

نواكشوط -« القدس العربي»: انتقدت المعارضة الموريتانية بشدة، أمس، سير الشوط الأول من الانتخابات البلدية والجهوية والنيابية، مؤكدة «أن الانتخابات التي نظمت أول أيلول/ سبتمبر الجاري شهدت خروقًا وانتهاكات عديدة وخطيرة، سواء على مستوى الإعداد أو على مستوى الحملة الانتخابية أو على مستوى عمليات الاقتراع وفرز النتائج».
وشددت المعارضة التأكيد، في بيان تلاه قادتها في مؤتمر صحافي أمس، على أن «الاستحقاق النيابي والجهوي والبلدي نظم في ظروف لا يمكن أن تضمن أدنى حد من الجدية والنظام والمصداقية، وأصرت السلطة، تضيف المعارضة، على تنظيم خمسة اقتراعات متزامنة بصورة مرتجلة وفي ظرف زمني ضاغط وغير ملائم».
وأضافت: «لقد أسند تسيير هذه العملية المعقدة أصلاً إلى لجنة انتخابية فاقدة للشرعية، تم تعيين أعضائها على أسس بعيدة من معايير الاستقلالية والمهنية والخبرة، كما تم تعيين فروعها على نفس الاعتبارات المتمثلة في القرابة والولاء والمحسوبية، وبالطبع لم يكن ينتظر من انتخابات تم إعدادها في هذه الظروف ومن طرف لجنة كهذه سوى ما حدث فعلًا من فوضى عارمة وارتباك للناخبين وتصرفات غير مقبولة ولا مسؤولة من طرف اللجنة وفروعها، ما فتح الباب واسعًا أمام كل أشكال التزوير والتحريف والانتهاكات، مضافة إلى اختطاف بعض المرشحين مع انطلاق الحملة الانتخابية واعتقالهم».
وانتقدت المعارضة بشدة مجريات الحملة الممهدة للانتخابات، حيث أكدت في بيانها «أنه في خرق سافر للقانون ولقواعد المنافسة الديمقراطية، ألقت السلطة بكل ثقلها في المعركة لصالح حزبها، وتولى رئيس الدولة بنفسه، وبدون حياء، إدارة حملته وجند لها الدولة بوزرائها وإدارتها ووسائلها وسلطتها، مستخدمًا لغة التهديد والوعيد تجاه كل من لم يصوت لحزبه. وفي خرق سافر للقوانين المنظمة للحملة وأدبياتها، تضيف المعارضة، شن رأس السلطة بصورة فجة هجومًا على مكونات محترمة من المعارضة الديمقراطية وأطلق بحقها خطابًا مشحونًا بالحقد والقذف والتجريح والاتهامات الخطيرة بدون أي دليل أو برهان، كل ذلك دون أن يبدر من لجنة الانتخابات أي موقف، وهي المسؤولة عن مراقبة الحملة لضمان حياد الإدارة واحترام القانون وأدبيات الحملة».
وعلى مستوى الاقتراع وفرز الأصوات، تضيف المعارضة، شاهد الجميع ما حدث من محاباة لحزب السلطة في تعيين رؤساء وأعضاء مكاتب الاقتراع، ومن عزْل بعض ممثلي اللجنة ورؤساء المكاتب بناء على رغبة المتنفذين المحليين، ومنْع حضور ممثلي أحزاب المعارضة داخل المكاتب، ومن تلاعب ببطاقات الناخب واستخدام واسع للبطاقات الانتخابية المؤشرة مسبقًا، ورفض تسليم محاضر الفرز لمن حضروا من ممثلي اللوائح المترشحة».
«لقد وضعنا لجنة الانتخابات مرارًا أمام مسؤولياتها خلال كل مرحلة من هذه المراحل، تضيف المعارضة، وذلك أثناء لقاءات مباشرة جمعتنا بها وعبر مذكرات مكتوبة سلمناها لها، كما طالبناها بالتحقيق في العديد من الانتهاكات والمخالفات الموثقة والثابتة، إلا أننا لم نجد أي تجاوب من طرفها، حيث اكتفت في تعاطيها معنا بالوعود والتسويف والتهرب من المسؤولية».
«إننا في الحلف الانتخابي للمعارضة الديمقراطية، يضيف البيان، ندين بقوة ما أقدمت عليه السلطة من تجنيد للدولة لصالح حزبها وما أقدم عليه رأسها من اتهامات خطيرة وجزافية ومن قذف وتجريح في حق مكونات أساسية من المعارضة، ما يشكل تهديدًا للسلم الاجتماعي والانسجام الوطني».
وأكد البيان «أن المعارضة الموريتانية تعتبر هذه الانتخابات اختطافًا لإرادة الناخبين؛ لما شابها من تزوير فاحش وخروقات فاضحة وتلاعب شامل بالنتائج، وتحمل السلطة مسؤولية تفويت فرصة كانت ستسهم في حل الأزمة السياسية التي تعاني منها موريتانيا في هذا الظرف الدقيق من تاريخها، كما تحملها مسؤولية العواقب التي قد تنجم عن إصرارها على الاستمرار في ارتهان الدولة من أجل تنفيذ مشروعها الأحادي، هذا المشروع المدمر الذي يشكل مغامرة وخيمة العواقب على استقرار البلد ووحدته، الذي ستتصدى له المعارضة بقوة كما سيتصدى له جميع الموريتانيين الغيورين على مستقبل موريتانيا».
ودعت المعارضة الموريتانية «جميع الأحزاب والفاعلين السياسيين والمدنيين وكل الموريتانيين المتعلقين بالتغيير للتعبئة والتصويت بكثافة للوائح المعارضة الديمقراطية في الشوط الثاني، ولجميع اللوائح التي تنافس حزب السلطة، والتصدي بكل يقظة وقوة وحزم لكافة محاولات الغش والتزوير، كما دانت الاعتقال التحكمي الذي يقع ضحيته برام الداه عبيد»، وهو أحد قادتها، وقد تم انتخابه نائبًا في الجمعية الوطنية، وهو رهن الاعتقال منذ أكثر من شهر في قضية شكوى تقدم بها ضده أحد الإعلاميين.
وكان رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد فال ولد بلال، قد أعرب في بيان إعلانه عن نتائج الشوط الأول «عن ارتياح لجنة تسيير اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لمشاركة الشعب الموريتاني في الانتخابات النيابية والبلدية والجهوية، التي جرى شوطها الأول في أول سبتمبر/أيلول الجاري بهدوء وانضباط، مبرهنًا بذلك على نضجه السياسي وتعلقه بالديمقراطية»، حسب تعبيره.
وأكد «أن اللجنة المستقلة للانتخابات تتقاسم مع الجميع الإرادة الصادقة والطموح القوي في تنظيم انتخابات دون أية شوائب رغم الصعوبات الجمة التي اكتنفت هذا الاقتراع لضيق الوقت المتاح لتحضيره، ومشاركة الطيف السياسي على نحو غير مسبوق، وتزامن خمسة اقتراعات في اقتراع واحد، وموسم الأمطار الذي منع التنقل في عدد كبير من المناطق، وغير ذلك من الإكراهات والعراقيل الموضوعية التي تجعل من المستحيل عدم حدوث نواقص إجرائية ولوجستية هنا وهناك».
يذكر أن الانتخابات المتعلقة بالنواب قد نظمت في 49 دائرة انتخابية، حيث شارك فيها 96 حزبًا سياسيًا، و16 ائتلافًا بين الأحزاب، وتنافست فيها 540 لائحة انتخابية على 157 مقعدًا نيابيًا؛ ففي دوائر على مستوى المقاطعات 99 مقعدًا، وفي الدائرة الموحدة لولاية نواكشوط 18 مقعدًا، وفي اللائحة الوطنية 20 مقعدًا، وفي اللائحة الوطنية للنساء 20 مقعدًا.
أما ما يتعلق بانتخاب المستشارين في المجالس الجهوية، فقد تم تنظيم الاقتراع في 13 ولاية في عموم التراب الوطني، وقد شارك فيها 52 حزبًا سياسيًا، و16 ائتلافًا حزبيًا، وتنافست فيها 160 لائحة انتخابية على 285 مقعدًا.
وفيما يتعلق بالانتخابات البلدية، فقد تم تنظيم هذا الاقتراع في 219 بلدية موزعة على امتداد التراب الوطني، وشارك فيه 84 حزبًا سياسيًا و32 ائتلافًا حزبيًا وتنافست في هذا الاقتراع 1552 لائحة انتخابية على 3831 مقعدًا.
وأظهرت المحصلة النهائية للشوط الأول نسبة مشاركة 44ر73٪، كما أظهرت بالنسبة للنيابيات، وحسم 37 دائرة انتخابية وانتقال 12 دائرة نيابية إلى الشوط الثاني، وبالنسبة للانتخابات الجهوية فقد حسمت نتائج 4 دوائر انتخابية وذهبت إلى الشوط الثاني 9 دوائر، أما الانتخابات البلدية فحسمت نتائج 111 بلدية وذهبت 108 إلى الشوط الثاني.

المعارضة الموريتانية تنتقد تنظيم الانتخابات وتتحدث عن انتهاكات
أدانت خروقات اختطاف لإرادة الناخبين

«الائتلاف» السوري يبحث مع المبعوث الفرنسي خطورة أوضاع إدلب ومستجدات العملية السياسية

Posted: 10 Sep 2018 02:23 PM PDT

أنقرة – «القدس العربي»: التقى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عبد الرحمن مصطفى، المبعوث الفرنسي الخاص إلى سوريا، فرانسوا سينيمو، وبحث معه القصف العنيف الذي تقوم قوات النظام والطائرات الروسية ضد المدنيين في إدلب، إضافة إلى الملف السياسي، وفي مقدمته العودة إلى مفاوضات جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأكد مصطفى أن روسيا تستهدف في قصفها المدنيين والمشافي والمرافق الخدمية، في حين أنها تتجاهل مناطق سيطرة داعش وتنظيم القاعدة، معتبراً أن تلك الاستراتيجية تم اتباعها منذ البداية بهدف تقوية الإرهاب والقضاء على الثورة السورية. وشدد على أنه «لا يوجد إدلب أخرى يلجأ إليها السوريون»، لافتاً إلى أن العمليات العسكرية التي أطلقها النظام وروسيا في السابق هجرت قسراً ملايين المدنيين من حلب والغوطة ودرايا وحمص والقلمون ودرعا بحجة وجود منظمات إرهابية فيها، مضيفاً أن «نفس الحجة يرددها الروس الآن ولكن وضع إدلب يختلف عن باقي المناطق وخاصة بوجود أكثر من ثلاثة ملايين نسمة».
وأشار إلى أننا «أول من عانى من الإرهاب»، متابعاً القول: «لكن يجب ألا يكون هذا الشيء ذريعة لقتل السكان والتغيير الديمغرافي»، معبراً عن أمله بأن تتخذ فرنسا إجراءات كافية لحماية المدنيين في إدلب، والعمل على منع أي عملية عسكرية ضد المدنيين فيها.وتابع قائلاً: «نحن كائتلاف ننظر إلى تهديدات النظام وروسيا وإيران بكل جدية. والخطر قائم. واليوم يوجد قصف. ويوجد مأساة غير مسبوقة في حال استمرار ذلك».
وحول العملية السياسية والملف التفاوضي، نوّه إلى ضرورة أن تكون تلك العملية متكاملة وليس عملية دستورية فقط، معتبراً أن ذلك هي الطريقة التي تفكر فيها موسكو لتعويم النظام ومنع حدوث انتقال سياسي كامل في سوريا كما جاء في بيان جنيف والقرار 2254.
وأضاف أننا «متمسكين بالحل السياسي ابتدأ من جنيف واحد والقرار 2254، بينما النظام اختار بدعم روسي إيراني الحل العسكري الدموي الذي لا زالوا يطبقونه وفق مخططاتهم لمحاولة السيطرة على كامل الأراضي السورية».وقال رئيس الائتلاف خلال اللقاء إننا «نؤمن أنه لا حل إلا باتفاق سياسي تشرف عليه الأمم المتحدة»، معتبراً أن عودة اللاجئين يجب أن يكون جزء غير مجزأ عن مسار الحل السياسي.مشيرا إلى أنه على الجانب الآخر لم يعمل النظام على إطلاق سراح المعتقلين وإنما التقارير تكشف عن وجود عمليات اعتقال جديدة بحق المدنيين، مضيفاً أن الفترة الأخيرة شهدت إصدار لوائح تضم أسماء الضحايا في معتقلات النظام وهو ما أطلق عليها «قوائم الموت»، وضمت آلاف الأسماء ممن تعرضوا للتعذيب حتى وفاتهم.
من جهته أكد فرانسوا سينيمو أن فرنسا لا ترى في سوريا توافر الشروط المناسبة لتهيئة البيئة الآمنة المحايدة والمستقلة، وجدد على موقف بلاده بعدم المشاركة في عملية إعادة الإعمار أو إعادة اللاجئين إلا في حال حدوث تقدم حقيقي في العملية السياسية، مشيراً إلى أنهم أخبروا روسيا والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بذلك.

«الائتلاف» السوري يبحث مع المبعوث الفرنسي خطورة أوضاع إدلب ومستجدات العملية السياسية

غيوم في علاقات الرباط وباريس وراء تأجيل زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى المغرب

Posted: 10 Sep 2018 02:23 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: تتلبد سماء العلاقات المغربية الفرنسية بغيوم، وإن كانت خفيفة إلا أنها تؤشر إلى توتر نتيجة تراكمات من الانزعاجات، عبرت عنها الرباط تجاه مواقف وإجراءات فرنسية اعتبرتها الرباط مسًا بسيادتها.
وأدت هذه الغيوم إلى الإعلان عن تأجيل لقاء كان مرتقبًا عقده أمس الإثنين، بين رئيسي دبلوماسية البلدين، لكنه وبما أعلن عنه بشكل غير رسمي وتسريبات صحفية، أعلن عن تأجيله بالطريقة نفسها، عبر وسائل الإعلام غير الرسمية.
وقالت صحف محلية مغربية نقلاً عن مصادر دبلوماسية إنه تم تأجيل اللقاء الذي كان مقررًا يوم أمس الإثنين بالرباط، بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ووزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان.
وقالت المصادر إن هذا التأجيل جاء بعد مكالمة جرت يوم الأحد بين الطرفين، حيت تم الاتفاق على تأجيل الزيارة لـ»أسباب مرتبطة بالأجندة» دون أن تكشف المصادر عن الطرف الذي طلب التأجيل، كما لم يكشف عن موعد جديد للقاء رئيس دبلوماسية البلدين. وتمر العلاقات المغربية الفرنسية بفترة صامتة من التوتر المستمر منذ إعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن تعهده بالتدخل لصالحح معتقل فرنسي بالمغرب على خلفية نشاطات إرهابية وتأكد هذا التوتر إثر استدعاء القضاء الفرنسي عدة شخصيات مغربية، رئيس مجلس النواب وأربعة صحافيين معروفين، من دون المرور عبر القنوات القضائية المتفق عليها منذ 2015، وذلك للمثول أمامه بشبهة التشهير التي وجهها لهم ضابط سابق في الجيش المغربي، إلا أن هذا التوتر الصامت لا ينفي قوة العلاقات وفي مختلف الميادين بين الرباط وباريس.
واستقبل الرئيس إيمانويل ماكرون في 11 آب/ أغسطس الجاري، أم المهندس الفرنسي توماس غالي، المدان في المغرب بالإرهاب، حيث تعهد الرئيس الفرنسي بالتدخل «شخصيًا» في هذه القضية.
وطالبت السيدة الفرنسية، بياتريس غالي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالتدخل في قضية ابنها توماس البالغ من العمر 37 سنة والمعتقل في المغرب بتهم تتعلق بالإرهاب، ووعدها ماكرون بالتدخل «شخصيًا» في قضيته.
واعتقل «توماس غالي» في مدينة الصويرة في شباط/ فبراير 2016 ، ووجهت له تهم دفع أموال ومساعدات لوجستية إلى ملاينين ليسير، وهو أمير خلية جهادية، وأعلن الفرنسي المذكور ولاءه لتنظيم «الدولة الإسلامية»، كما أظهر حاسوبه أنه زار عدة مواقع جهادية.
وحكم على توماس غالي بالسجن النافذ لمدة 6 سنوات بتهمة تقديم الدعم المالي لأشخاص يريدون ارتكاب أفعال إرهابية، وتم تخفيض العقوبة السجنية في حقه في مرحلة الاستئناف إلى 4 سنوات، وسعت باريس من أجل نقله إلى فرنسا لاستكمال عقوبته بالسجن، لكن مساعيها فشلت.
وتوقفت الأوساط المغربية، الأسبوع الماضي، بقلق أمام استدعاء وكيل الجمهورية الفرنسية/ النائب العام وبشكل مباشر، أربعة صحافيين ورئيس مجلس النواب، حبيب المالكي، بصفته مديرًا لجريدة «ليبيراسيون» المغربية الناطقة باسم حزبه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حين نشرت مع مواقع اإكترونية أخرى ضد ضابط مغربي اعتبر ما كتب ضده قذفًا وتشهيرًا.
وكشف الضابط مصطفى أديب في فيديو نشره على حسابه في «فيسبوك»، أن عايدة تراوري، قاضية التحقيق ونائبة رئيس محكمة باريس، أخبرته أمس الإثنين أن وكيل الجمهورية الفرنسية قرر إلغاء الاستدعاءات التي أرسلتها إلى صحفيين ومسؤولين مغاربة في قضية سب وقذف في حق الضابط المغربي السابق بسبب التقادم، ولم يعد لها أساس.
وقال أديب إن السبب الذي برر به القضاء الفرنسي إسقاط الدعوى القضائية ضد المالكي والصحافيين غير مقنع، لأن الإسقاط بالتقادم يكون في فرنسا بعد مرور ثلاثة أشهر، والقضية تعود إلى سنة 2014، ورغم ذلك رفعت الدعوى، متسائلًا عن «ما تغير قبل إسقاط الدعوى وبعدها».
ووجه القضاء الفرنسي لحد الآن استدعاء لكل من مدير نشر صحيفة «شالانج.ما» عادل لحلو، وللصحافي جمال براوي، ولمدير الصحيفة الإلكترونية «كويد.ما» نعيم كمال، وللصحافية نرجس الرغاي، بالإضافة إلى الحبيب المالكي.
وحددت اتفاقية التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا في صيغتها الجديدة أن أي استدعاء قضائي يتم عن طريق وزارتي العدل في البلدين وليس بشكل مباشر.

غيوم في علاقات الرباط وباريس وراء تأجيل زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى المغرب

محمود معروف

تنظيم «الدولة» يذبح أربعة مدنيين في ديالى ويشن هجمات على قضاء هيت

Posted: 10 Sep 2018 02:22 PM PDT

الأنبار ـ «القدس العربي»: لايزال تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي خسر مساحات واسعة من الأراضي التي كان يسيطر عليها شمالي وغربي العراق، يواصل شن هجمات عسكرية تستهدف مدينة هيت.
وقال ضابط في الجيش العراقي، فضل عدم ذكر اسمه، في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، إنّ «عناصر التنظيم يقومون بين وقت وآخر، بمهاجمة مواقع وثكنات القوّات النظامية العسكرية العراقية في عمق الصحراء وسط القضاء، وكذلك القيام بتفجير العبوات الناسفة والعجلات المفخخة وإرسال الأشخاص الانتحاريين، وغالباً، ما يكون ذلك عبر المناطق الصحراوية والممتدة إلى الحدود السورية».
وأشار إلى أن «قوّات الأمن المشتركة في قيادة عمليات الجزيرة والبادية تستمر بشن عمليات استباقية لملاحقة خلايا التنظيم المتبقية والمختبئة داخل المحافظة، إذ تتمكن من إلقاء القبض على العشرات منهم، فضلا عن ضبطها للعديد من المضافات والأنفاق السرية ومخابئ أسلحة».
وحسب المصدر «الخلل الأمني المربك، وعدم ضبط الحدود من قبل الجانب السوري والسيطرة على الصحاري الشاسعة، سمح لبقايا مقاتلي التنظيم بالتنقل بحرية ما بين الأراضي العراقية والأراضي السورية».
النقيب مصطفى الدليمي، أوضح، في تصريحات إعلامية أن «القوّات الأمنية المشتركة متمثلة بقوّات جيش عراقي الفرقة السابعة اللواء الثامن وشرطة الحدود وبمساندة الحشد العشائري، انتشرت في صحراء هيت بشكل مكثف، بعد رصد تحركات وعجلات تابعة لعناصر تنظيم الدولة، غرب المدينة».
وأضاف أنّ «القوّات الأمنية قامت بعمليات تمشيط في الصحراء وبعض الأحياء في قضاء هيت، وأسفرت عن اعتقال ثلاثة عناصر من تنظيم الدولة كان أحدهم يرتدي حزاما ناسفا بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة دلت عن أماكن تواجدهم». ورجح أنهم «كانوا ينوون استهداف مقار وتجمعات الجيش العراقي».
في الموازاة، قال مصدر أمني عراقي، إن تنظيم «الدولة» ذبح 4 مدنيين في قضاء خانقين في محافظة ديالى شرقي العراق.
وقال النقيب حبيب الشمري، يف تصريحات صحافية إن «مسلحي تنظيم الدولة اختطفوا منتصف الليلة الماضية (ليلة الأحد ـ الإثنين) 4 مدنيين في مركز قضاء خانقين (100 كم شمال شرق ب‍عقوبة مركز محافظة ديالى)».
وأضاف أن «القوات الأمنية عثرت على جثث المدنيين الأربعة مقطوعة الرأس فجر اليوم (أمس) وقد نحرهم مسلحو التنظيم وألقوا بها على طرف المدينة».
وأعلنت قيادة شرطة ديالى، أنها نفذت عملية أمنية في قاطع جلولاء شمال شرقي المحافظة لملاحقة فلول تنظيم «الدولة».
وقالت في بيان إن «قوة أمنية مشتركة من شرطة محافظة ديالى نفذت عملية إستباقية في قاطع ناحية جلولاء شمال شرق المحافظة وشملت تفتيش مناطق وقرى جسر حلوان وقرية المعدان الزور، مضيفة أن هذه العملية تأتي ضمن العمليات الأمنية التي وضعتها قيادة العمليات لملاحقة فلول ونشاط تنظيم الدولة لتأمين هذه المناطق».
وصّعد تنظيم «الدولة» على مدى الأشهر الماضية هجماته التي تستهدف في غالبيتها قوات الأمن في مناطق شمالي وشرقي البلاد وخاصة محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين.
وبعد أكثر من 3 سنوات، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أعلن العراق في ديسمبر/كانون الأول الماضي استعادة كامل أراضيه من قبضة «داعش»، الذي كان يسيطر على ثلث مساحة البلاد.
ولا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجيًا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل عام 2014.

تنظيم «الدولة» يذبح أربعة مدنيين في ديالى ويشن هجمات على قضاء هيت

زيارة نواب القائمة المشتركة للاتحاد الأوروبي تثير جدلاً في مناطق 48

Posted: 10 Sep 2018 02:22 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: اقترح نائب إسرائيلي في « الليكود « الحزب الحاكم على حكومته إرسال وفد من نواب الإئتلاف الحاكم إلى الاتحاد الأوروبي في بروكسل للدفاع عن قانون القومية وذلك ردا على زيارة نواب القائمة المشتركة وتقديمهم شكوى ضد القانون الذي يعتبرونه أخطر قرار عنصري حتى الآن. ودعا عضو كنيست أمير أوحانا رئيس الكنيست، يولي ادلشتين، إرسال وفد برلماني إلى بروكسل للاجتماع مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني ووزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن، «لتفنيد حملة الأكاذيب والقذف بإسرائيل التي تقوم بها القائمة المشتركة». وجاء اقتراح أوحانا هذا، في أعقاب الاجتماعات التي عقدها نواب القائمة المشتركة، مع موغريني وأسيلبورن، في الأسبوع الماضي، في بروكسل، لإقناعهما بإدانة قانون القومية. وكان أوحانا قد ترأس لجنة الكنيست الخاصة التي صاغت ووافقت على قانون القومية، وكتب إلى إدلشتين أنه سيشرفه رئاسة وفد برلماني كهذا. ويدعي أوحانا أن أعضاء القائمة المشتركة عقدوا اجتماعات مع وزراء من الاتحاد الأوروبي «من أجل المس باسم إسرائيل وتقويض طبيعتها الديمقراطية بواسطة أكاذيب فاضحة وتشويه الواقع في كل ما يتعلق بقانون القومية»، مضيفا: «يجب علينا ألا ننتظر حتى تصل أكاذيب القائمة المشتركة إلى العالم، وبالتالي هناك حاجة إلى إجراء مضاد سريع وفعال في شكل وفد برلماني رسمي يعمل على المستوى نفسه ويلتقي بالعناصر نفسها».
واعتبر رئيس « المشتركة» النائب أيمن عودة زيارتها لبروكسل سابقة عملية في مجال تدويل قضايا فلسطينيي الداخل. وردا على سؤال «القدس العربي» حول تحريض أوحانا قال عودة « نحن عائدون إلى الوطن كي نعزز بناء تحالف عربي- يهودي عريض ضد قانون القومية، لأننا نؤمن بأن النضال داخل الوطن هو الأكثر تأثيرًا، وإلى جانب ذلك فأمامنا محطات دولية إضافية سنوجع بها حكام إسرائيل وسنواصل أوجاعهم حتى إلغاء قانون القومية»، موضحا أن زيارة «المشتركة» للاتحاد الأوروبي تعتبر خطوة نوعية لتطوير آلية نضال من شأنها ان تفضح سياسات إسرائيل الممنهجة ضد فلسطينيي الداخل، معتبرا ذلك الإنجاز الأكبر للزيارة وفي الوقت ذاته يخيف إسرائيل دوليًّا. وخلص عودة للقول «مواقف حكومة إسرائيل واقتراح عضو الكنيست اوحانا تعبّر عن النهج ذاته الذي ينبغي أن ينزع الشرعية عن المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل واعتبارهم عدوا من الداخل. في المقابل يكون ردنا أننا نريد أن ننزع الثقة عن العنصرية المتجذرة وقانون القومية الأبرتهايدي «. يشار إلى أن مفوضية العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فديريكا موغريني قد أصدرت بيانا عقب اللقاء قالت فيه إنه من حق إسرائيل تعريف ذاتها كما يجب وأنه ليس من أحد التدخل في شؤونها الداخلية، مبدية قلقها على القيم الديموقراطية فيها. وقد أثارت تصريحات موغريني ردود فعل واسعة داخل أراضي 48 وعبرت أوساط من السياسيين والمثقفين عن خيبة أملها مما وصفوه برضوخ موغريني للضغوط الإسرائيلية ولتفضيل الاتحاد الأوروبي مصالحه على قيمه.

خارج قيم الحضارة

وحمل محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا داخل أراضي 48 على تصريح موغريني واعتبره خارجا عن قيم الحضارة والإنسانية والديموقراطية. وتساءل بركة في بيانه هل باتت قضية العنصرية والأبرتهايد والتمييز في أي مكان في العالم قضية داخلية ؟ ثم كيف أصبحت إسرائيل دولة ذات أكثرية يهودية ؟ موضحا أن ذلك تم بفعل تهجير أغلبية الشعب الفلسطيني من وطنه واستقدام مهاجرين جدد يهود وإحلالهم مكان اللاجئين داخل الأرض المنهوبة والمصادرة.
كما تساءل هل هذه مسألة داخلية بين إسرائيل وبين ضحاياها ؟ وهل اضطهاد اليهود في أوروبا بالماضي كان مسألة داخلية بين أوروبا وبين ضحاياها من اليهود ؟ وخلص بركة للقول «لاحظنا كيف حل الغرب عقدة الذنب بسبب اضطهاد اليهود داخليا : من وعد بلفور إلى وعد ترامب».

الكثير من الفشل

وقال أستاذ الفلسفة في جامعة تل أبيب دكتور رائف زريق لـ «القدس العربي» أمس إنه «إذا كان بيان موغريني مخيبا للآمال، وهو ليس كذالك، فهذا مدعاة لخيبة الأمل والحزن». وإزاء حملات النقد التي وجهت للمشتركة لعدم خبرتها وتحضيرها للزيارة قال زريق إنه يستغرب من الذين دعوا لسنوات إلى التوجه للمحافل الدولية وإنه لا يمكن التعويل على الشارع الإسرائيلي والآن يصوبون اسهمهم للمشتركة وللاتحاد الأوروبي بعد صدور بيان موغريني المذكور. وتابع «لكن العداء للمشتركة لا يبرر رد الفعل هذا إلا إذا كان هناك من يعتقد إثبات نظريته بأن المشتركة هي جسم فاشل هو أهم من تحقيق إنجازات لشعبه. هناك الكثير من الفشل في عمل المشتركة بحيث إنه لا حاجه لافتعال فشل حيث لا يوجد فشل».
وأوضح أنه في القانون الدولي وفِي العلاقات الدولية هناك مبدآن وليس مبدأ واحد وكثير من الأحيان يدخلان في توتر بينهما، لافتا إلى أن المبدأ الأول هو مبدأ حق تقرير المصير للشعوب والذي يعني أن كل شعب في أي دوله هو المسؤول عن اتخاذ القوانين والقرارات التي تخص دولته. ويشير زريق إلى أن هذا هو مبدأ سيادة الدولة وأن الوجه الخارجي لهذا المبدأ في منظومة العلاقات الدولية هو مبدأ عدم التدخل من قبل دوله في شؤون دوله أخرى. وتابع «هذا هو المبدأ الأساس». أما المبدأ الثاني برأي زريق فيقوم على منظومة حقوق الإنسان وعلى مجموعه القوانين التي تحرم جرائم ضد الإنسانية. وتابع «هذا المبدأ يجيز التدخل في حالات قصوى لكنه الاستثناء وليس القاعدة. والدول توظف طبعا هذه المبادىء بموجب مصالحها وعندما ترغب في التدخل تشدد على حقوق الإنسان وعندما تريد إداره ظهرها لآلام البشر تعلل ذلك بمبدأ سيادة الدولة وعدم التدخل وحق تقرير المصير. هذه هي الثنائية التي من خلالها يجب فهم بيان موغريني».
وأشار إلى أنه عندما تقول موغريني أن القانون يندرج في إطار تعريف إسرائيل لذاتها فإنها تكرر مبدأ أساسي في القانون الدولي، معتبرا أن المهم ما جاء بعد ذلك: موغريني تكتب إنها «تحترم النقاش الداخلي حول القانون» وليس بمعنى أن معارضته هو موضوع شرعي أو أن القانون هو شرعي. ومن هذا الباب إصرارها على الاجتماع مع قياده القائمة المشتركة رغم الضغط الإسرائيلي الهائل لمنع اللقاء». واعتبر مجرد عقد اللقاء هو نوع من التدخل في الشأن الإسرائيلي وهام بحد ذاته. ويضيف «نعم بحد ذاته. لأنه اجتماع مع قيادة منتخبة لجزء أساسي من الشعب الفلسطيني بصفته مجموعة قومية، وليس مجرد اجتماع لعضو كنيست كفرد بذاته يجتمع مع رؤساء الدول لالتقاط الصور وكتابه سيرته الذاتية».
ولفت زريق لأمر إضافي ورد في البيان الأوروبي مفاده أن «لا نريد رؤية قيم الديموقراطية أو حقوق الإنسان موضع تساؤل أو معرضة للتهديد. احترام حقوق الإنسان سيبقى جزءا مركزيا من شراكتنا مع إسرائيل». وتابع «سوف نستمر في المراقبة عن كثب تبعات وتنفيذ القانون على أرض الواقع». وخلص زريق للقول «هذا ليس بالكثير. لكن من يتوقع أكثر من ذالك من موغريني عليه أن يتذكر الاتحاد الأوروبي هو اتحاد لدول ذات مصالح وليس جمعيه حقوق إنسان، وأن موغريني ليست أمه ولا حتى حماته «.

زيارة نواب القائمة المشتركة للاتحاد الأوروبي تثير جدلاً في مناطق 48

قيادي في حماس يؤكد استمرار جهود «التهدئة» ويشير إلى «تلكؤ وتباطؤ» لدى الوسطاء

Posted: 10 Sep 2018 02:21 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: أعلن مسؤول سياسي في حركة حماس أن جهود التهدئة التي ترعاها مصر والأمم المتحدة في غزة «مستمرة ولم تتوقف»، وذلك عقب الأنباء التي تحدثت عن وقف المخابرات المصرية الوساطة، وتحويلها لصالح التوصل إلى تفاهمات تفضي لتطبيق اتفاق المصالحة. وقال عصام الدعاليس، نائب رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في غزة، في تغريدة كتبها على صحفته في موقع «تويتر» «جهود التهدئة مستمرةٌ ولم تتوقف»، لكنه اتهم الرئيس محمود عباس وفريقه بأنهم «يعملون جاهدين لعرقلتها وإفشالها».
وأشار المسؤول في حركة حماس إلى وجود «تلكؤٌ وتباطؤٌ من الوسطاء»، مؤكدا استمرار الفلسطينيين في مسيرات كسر الحصار ، وداعيا أطرافا لم بسمها بإدراك أن «الوقت ليس في صالحهم».
وخلال الأيام الماضية، شهدت فعاليات «مسيرات العودة» تصعيدا، يتوقع أن يستمر في الأيام المقبلة، إذا ما بقيت جهود التهدئة تراوح مكانها، وذلك وفق خطة وضعتها الفصائل الفلسطينية في غزة.
وشهدت الأيام الماضية وتحديدا منذ يوم الجمعة الماضية، عودة لإطلاق «البالونات الحارقة»، وعمليات قص واجتياز السياج الحدودي الفاصل عن إسرائيل قرب «مخيمات العودة»، وذلك بعد فترة الهدوء التي عاشتها مناطق الحدود خلال الأسابيع الماضية، بناء على طلب الوسيط المصري.
وكانت مصر أوقفت عقد الجلسة الثانية من مباحثات التهدئة، التي كانت مقررة قبل ثلاثة أسابيع، وتحديدا بعد انتهاء إجازة العيد، بعد أن قطعت في الجولة الأولى شوطا طويلا في الوساطة. وكان من المتوقع أن يتم الإعلان عن دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ بعد الجولة الثانية، غير أن إرجاء مصر بحث الملف، وتقديم ملف المصالحة عليه حال دون ذلك. يشار إلى أن حركة فتح طالبت بأن يتم تقديم ملف المصالحة على التهدئة، وأن يوقع أي اتفاق للتهدئة باسم منظمة التحرير، وليس باسم فصيل معين، حيث تساندها في هذا التوجه فصائل منظمة التحرير.
ومن المقرر، حسب ما أعلن أول أمس، أن يصل وفد قيادي من حركة حماس خلال الأيام المقبلة، إلى العاصمة المصرية القاهرة، للبحث في ملفي «التهدئة والمصالحة». وغادر قطاع غزة يوم أمس وفدان قياديان من الجبهتين الشعبية والديمقراطية، إلى العاصمة المصرية القاهرة، لعقد لقاءات مع المسؤولين المصريين، تتناول سبل إنهاء الخلاف الفلسطيني حول ملف المصالحة، وكذلك مناقشة آخر الجهود المبذولة لإنهاء حصار غزة، بما في ذلك ملف التهدئة. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة للشعبية كايد الغول، إنه سيتخلل زيارة القاهرة لقاء مع المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية العامة، لافتا إلى أن اللقاء سيناقش آخر المستجدات فيما يتعلق بالشأن السياسي الفلسطيني.
وأكد أن اللقاء سيتطرق لملفي التهدئة مع الاحتلال في قطاع غزة، وملف المصالحة الفلسطينية، مشددا على أن وفد الجبهة سيجدد التأكيد على موقفه الرافض للتركيز على ملف التهدئة في غزة بمعزل عن المصالحة الوطنية، التي تعتبر «الأولوية التي يجب أن يعمل عليها».
وكانت الجبهة الشعبية نفت رفضها عقد أي لقاءات مع حركة فتح، خلال تواجد وفدها في العاصمة المصرية، وجاء في بيان لها «إذا ما توفرت فرصة للقاء مع وفد حركة فتح أثناء تواجد وفد الجبهة الشعبية في القاهرة، فإنه من الطبيعي أن يتم السعي للقاء بين الطرفيْن، من أجل بحث كل ما يتصل بالوضع الداخلي وبشكل خاص، ما يتعلق بإنهاء الانقسام والمصالحة، وفق الاتفاقيات الوطنية الموقعة».

قيادي في حماس يؤكد استمرار جهود «التهدئة» ويشير إلى «تلكؤ وتباطؤ» لدى الوسطاء

أشرف الهور:

حماس: اتفاق أوسلو حقق للاحتلال كل أهدافه

Posted: 10 Sep 2018 02:21 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: قال القيادي في حركة حماس رأفت مرة إن «اتفاق أوسلو» منح إسرائيل كل ما تحتاج إليه، وحقق لها الأهداف الاستراتيجية التي كان تسعى إلى تحقيقها، وأهمها الاعتراف بوجودها وحمايتها أمنيا.
وأشار مرة في تصريح صحافي، في الذكرى الـ 25 لتوقيع «اتفاق أوسلو» بين منظمة التحرير وإسرائيل، إلى أن هذا الاتفاق «وفر للاحتلال عناصر قوة كبيرة دفعته للإطاحة بكل التعهدات وأهمها مفاوضات المرحلة الانتقالية والمرحلة النهائية».
وأوضح أن الاحتلال استغل الاعتراف به من أجل مزيد من تحقيق المكاسب، وصادر الأراضي وأقام المستوطنات وأعاد احتلال المناطق التي خرج منها، ووسع عدوانه.
وأضاف «أبقى الاحتلال فقط على التنسيق الأمني الذي يخدم مصلحته، وبالتالي تحولت السلطة الفلسطينية إلى خادم عند الاحتلال تعمل ضد مصالح الشعب الفلسطيني وأهدافه»
وشدد القيادي في حركة حماس على أن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج والغالبية العظمى من قواه ومؤسساته «تقف اليوم ضد اتفاق أوسلو، رافضة له ولنتائجه الكارثية»، مضيفا «اتفاق أوسلو ونهج المفاوضات، شجع الاحتلال على المضي قدما في تكريس احتلاله وسيطرته، وهو الذي أفرز صفقة القرن وما لحقها من قرارات أمريكية استهدفت القدس واللاجئين».
ورأى أن الرد الفلسطيني العملي على الاتفاق يكون من خلال «دعم المقاومة وتعزيز الصمود، ووقف التنسيق الأمني مع العدو»، داعيًا إلى بناء «جبهة وطنية داخلية قوية على قاعدة الصمود والمقاومة، ووقف العقوبات الظالمة على قطاع غزة، والتمسك بقضية اللاجئين الفلسطينيين وبحق العودة». وتعارض حركة حماس ومعها حركة الجهاد الإسلامي، وفصائل أخرى من منظمة التحرير الفلسطينية، «اتفاق أوسلو» الذي وقع يوم 13 سبتمبر/ايلول من العام 1993، وشمل اعترافا بين المنظمة وإسرائيل، ومهد لقيام السلطة الفلسطينية.

حماس: اتفاق أوسلو حقق للاحتلال كل أهدافه

 تنافس»العلماء» على امتلاك المعنى

Posted: 10 Sep 2018 02:20 PM PDT

«مجالس العلماء» تسمية لبعض الكتب التي تنقل مجالس كانت تجمع بالصدفة أو بالميعاد علماء العربيّة في العصر القديم، ونذكر في هذا السياق كتاب «مجالس العلماء» لأبي القاسم الزجاجي، وفيه آراء خلافية وبعض مناظرات بين النحاة القدامى، ولا سيّما نحاة المذهبين البصري والكوفي في مسائل نحويّة مختلفة.
في بعض كتب «الأمالي» وهي في الأصل كلام أملاه عالم في اللغة على طلابه وجمعها بعضهم في كتاب تنسب إلى ممليها شأن أمالي الزجاجي وأبي علي القالي و«مجالس» ثعلب وغيرها. ما يعنينا في مقالنا هذا من تلك الكتب أنّه يمكن أن نؤرّخ فيها لما يمكن اعتباره طُرقا في تناول المسائل العلميّة، وهذه الطرق التي عادة ما لا يلتفت إليها الدارسون، تخبرنا ببعض آليّات التفكير التي كانت لأجدادنا من «العلماء»؛ طرق ربّما ظلت إلى اليوم منقوشة في عقلنا العالم.
هناك ميل مرضيّ لدى العلماء إلى الإيحاء بأنّهم يمتلكون المعنى الصحيح، وأنّ غيرهم هائمون بين المعاني تائهون، ميل مرضيّ لأنّه يظلّ يكبر حتى يشعروا أو يشعرهم غيرهم بأنّهم يتحوّزون العلم. العلماء بمعنى الشعر مثلا تسمية هلاميّة لا وجود لمسمّاها في الواقع؛ هم في الحقيقة صنّاع تأويل وللتأويل بما هو صناعة قواعد معلومة لا يمكن أن يحتكرها واحد.
جاء في أمالي الزجّاجي (56-58) خبر أورده أبو الحسن الأخفش (ت 830 م) وهو نحوي معروف عن خلاف بين رئيسي المدرسة البصريّة والكوفية في عصريْهما وهما محمّد بن يزيد المبرّد (ت 899 م) المكنّى في النصّ بالخُلديّ (نسبة إلى محلّة ببغداد تسمّى الخُلد) وأبو العبّاس ثعلب (ت 904 م) يقول نصّ الخبر: «كنت يوما في حضرة ثعلب فأسْرَعْتُ القيامَ قبل انقضاء المجلس فقال لي: إلى أين؟ ما أراك تصبر عن مجلس الخُلْديّ. فقلت له: لي حاجةٌ، فقال لي: إنّي أراه يقدِّم البحتريّ على أبي تمّام، فإذا أتيْتَه فقل له ما معنى قول أبي تمّام: أَ آلِفَةَ النّحيبِ كم افتراقٍ * أظلَّ فكانَ داعِيَةَ اجتماعِ . قال أبو الحسن: فلمّا صرت إلى أبي العبّاس المبرّد سألته عنه فقال: معنى هذا أنّ المتحابّيْن والعاشقيْن قد يتصارمان ويتهاجران إدلالا، لا عَزْما على القطيعة ـ وإذا حان الرّحيل وأحَسّا بالفِراق تراجعا إلى الودّ وتلاقيا خوف الفراق وأن يطول العهد بالالتقاء بعده فيكون الفراق حينئذ سببا للاجتماع كما قال الآخر: مُتِّعا بالفراق يوم الفراق * مستجيرين بالبُكا والعناق). قال: فلمّا عُدت إلى ثعلب في المجلس الآخر سألني عنه فأعدت عليه الجواب والأبيات، فقال: ما أشَدَّ تمويهه، ما صنع شيئاǃ إنّما معنى البيت أنّ الإنسان قد يفارق محبوبه رجاءَ أن يغنم في سفره فيعود مستغنيا عن التصرّف فيطول اجتماعه معه. ألا تراه يقول في البيت الثاني: وليستْ فرْحة الأوْبَات إلاّ * لموقوف على تَرَح الوداع. وهذا نظير قول الآخر، بل منه أخذ أبو تمّام: وأطلبُ بُعْدَ الدّار منكم لتقربوا * وتسكب عيناي الدموعَ لتجمُدا. هذا هو ذلك بعينه».
ما يلاحظ في هذا الخبر أنّ الاختلاف بين عالمي النحو لم يكن في مسألة نحويّة، أي لم يكن في الاختصاص الدّقيق للعالمين، بل كان الخلاف في تأويل معنى بيت شعريّ قاد إلى إيهام العالم بأنّ تأويله هو الصحيح وتأويل غيره تمويه وحكم من ثمّ على الدلالة بالأحادية وجعل المعنى يتيما لا يمتلكه إلا عالم حقيقي.
كان الشعر عند النّحاة شاهدا وهذا أهم وجه له، لكنه يمكن أن يكون موضوعا لذاته يشرح شرحا نحويّا، الشعر موضوعا إذا ما شرح شرحا نحويّا أو لغويّا، كما هو الأمر في شرح الأنباري للمعلقات، وهذه الشروح اللغوية تظهر أكثر في تفاسير القرآن ذات المداخل اللغوية مثل كتاب «معاني القرآن» للفرّاء أستاذ ثعلب.
ما يلاحظ أيضا في هذا الخبر أنّ التّمذهب النحوي قد يوازيه تمذهب شعري: إذ ينتصر المبرّد البصري للبحتري الذي يمثّل التيار المحافظ في الشعر ويكرس نهج الأوئل فيه وينتصر ثعلب الكوفي، لأبي تمّام الذي يمثل تيار الشعر المحدث في وقته. وهذا الانتصار للفريقين يمكن أن يقوّي التنافس بين المذهبين؛ المهمّ أنّ امتحان ثعلب للمبرّد هو امتحان في فهم الشّعر يراد به أن يوصلنا إلى أنّ التّعصّب للبحتري على أبي تمام نابع من سوء فهم له، وأنّ الموقف المسبق من شاعر يمكن أن يضرّ بفهمه. هذا وجه الفكرة أمّا قفاها فيتمثّل في أنّ التعصّب لشاعر يعني امتلاك مفاتيح فهمه وهذا هو ما يعنينا في الموضوع. فمهما كان جواب أبي العباس المبرّد عن معنى بيت أبي تمام موفّقا، فإنّ موقف ثعلب سيكون رافضا له طالما أنّه يعتقد سلفا أنّ معاني شعره حكر فهمها عليه. حين يسأل عالم عن بيت، عليه أن يعرف بقيّة الأبيات في ذلك النصّ ويعرف الأبيات المشابهة في أشعار أخرى؛ وهذا يعني أمرين: أنّ العلم ليس علما بالمعنى المباشر، بل إحاطة – عبر الحفظ طبعا- بتقلّب المعنى في القصيد وفي غيره من الأشعار ذات المعنى الواحد وأنّ للمعاني تاريخا وتصرّفا ومناسباتٍ. السّؤال عن معنى بيت عند العلماء هو سؤال لا عن معنى وحيد مفرد بل عن معنى في شبكة من النّصوص؛ وهذا يشبه من سألك عن منزل ما فتجيبه بذكر موقعها ومجاوراتها و دور مشابهة لها في المدينة.. لهذا أجاب المبرّد عن المعنى بربطه بغيره من الشعر فربطه بالصَّرم والتّلاقي في العشق. هذا المعنى يتلاءم مع طالع القصيد (خُذي عبراتِ عينك عن زماعي * وصوني ما أزلت من القناع).
رأيُ ثعلب في معنى المبرّد أنّه «تمويه» أي إخفاء – عن جهل طبعا- للمعنى الحقيقيّ وإظهار ما لا قيمة له: أي أنّ المعنى الذي ذهب إليه العالم الثاني ليس هو المعنى، وأنّ المعنى الحقيقي ليس إغراء بالوصل المتين بعد الفراق القليل، بل هو إغراء بالنعمة التي يكون أوّلها فراق للحبيب من أجل أن يضرب في الأرض بحثا عن الكسب (بالشعر) وآخرها لقاء لا فراق بعده؛ فالمدح سيجلب مالاً لا يفنى وكسبا يريح من وَعْثَاءِ السّفر.عين ثعلب في هذا على أنّ القصيدة مدحيّة وأنّ المعاني في هذا مألوفة. هكذا أبدى ثعلب وثوقيّة لا قيمة لها في هذا السياق لأنّ التأويل يفتح النصّ على الممكن بحجة؛ والوثوقية لا تُقبل في مثل هذه المعاني النسبيّة، كان للعلمي في الأذهان استبداد والعالم العاجز من لا يستبدّ. ماذا سيكون موقف الأخفش الذي استمع للرأيين؟ أنا لا يعنيني ما يكون، لأنّي أعرف من البداية أنّ الأخفش كان ابن خمسٍ حين توفي ثعلب: فهل كان وهو في هذا السنّ وعاء يقبل هذه المعاني ويقدر على التردّد بين مجالس العلماء؟ هذا لا يسقط شيئا ممّا قلناه في وثوقية المعنى، ربّما أسقط وثوقية الخبر؛ وهذه قضيّة أخرى.

٭ أستاذ اللسانيّات في الجامعة التونسية

 تنافس»العلماء» على امتلاك المعنى

توفيق قريرة

البصرة: تدخل أمريكي أم صراع شيعي ـ شيعي؟

Posted: 10 Sep 2018 02:19 PM PDT

انتفاضة البصرة هي الحدث الاول الذي يشغل بال العراقيين الآن. فهي المركز الذي تقع على هامشه بقية الاحداث، منذ اندلاعها في 11 تموز/ يوليو للمطالبة بتوفير الخدمات وأهمها الماء الصالح للشرب والكهرباء، وتمثلت الاستجابة الاولية باطلاق النار على المتظاهرين مما ادى الى مقتل 12 متظاهرا واصابة العشرات.
غطت الانتفاضة، مع ازدياد عدد شهدائها وجرحاها، ومع انتشار الاصابة بالتسمم جراء تلوث مياه الشرب، على العديد من الامور المهمة التي تمكن الساسة من تمريرها، في غفلة من الناس المنشغلين بالمطالبة بايجاد حل آني، سريع، لانقاذ حياتهم وحياة عوائلهم. وبينما كان المتظاهرون والمعتصمون يواصلون الاحتجاجات، ويشعلون فتيل الغضب العارم، بمدينة البصرة وضواحيها، تمكنت الاحزاب وميليشياتها من تمرير نتائج الانتخابات المزورة ومأسسة هيكلية غريبة لنمط الحكومة المقبلة. فالمعروف، عادة، ان الاحزاب تؤسس منظمات وميليشيات كأذرع وملحقات تابعة لها، مهمتها تنفيذ سياستها، بشكل غير مباشر. الا ان الوضع الحالي، بالعراق، يشهد تغييرا جوهريا في هيكلية الاحزاب والميليشيات، انقلبت فيه الآية فأصبح الحزب ذراعا للميليشيا، يأتمر بأمرها، ويسير وفق ولائها لمن يزودها بالمال والسلاح.
ان التكهن بما ستقود اليه انتفاضة البصرة صعب، خاصة، ونحن نستعيد كيف تعاملت حكومة حزب الدعوة الإسلامي، برئاسة نوري المالكي، مع متظاهري الفلوجة والرمادي وعموم الانبار والموصل، حين تم قصفهم بالبراميل الحارقة. كما نستعيد التعامل الوحشي مع متظاهري ساحة التحرير، ببغداد حين تم اعتقال وتعذيب وقتل العديد منهم. وكانت النتيجة، أينما خرج المواطنون للمطالبة بحقوقهم، استغلال دماء الشهداء من قبل جهات في العملية السياسية تتبنى إعلاميا هذا الحراك الشعبي كالتيار الصدري وعشائر المحافظات الغربية، للمقايضة بمناصب ومحاصصة سياسية وعقود نفط وسلاح.
الا ان صعوبة التكهن بما سيحدث لا يمنع من رؤية ما حققته الانتفاضة حتى اليوم. وهي انجازات بالغة الاهمية. الانجاز الاول هو التخلص من «المقدس» والتبعية له، سواء كان رمزا دينيا طائفيا عراقيا او إيرانيا، حيث مزق المتظاهرون غشاء القدسية وحرقوا صور وهياكل التبعية الطائفية. الانجاز الثاني هو كسر حاجز الخوف من الاحزاب والميليشيات التي تتخذ من طائفية الدين عباءة ترتديها وعمامة تمنحها «العصمة» لارتكاب ما تشاء ضد بقية البشر. فأحرقت مقرات ميليشيات «منظمة بدر» و«حركة إرادة» و«عصائب أهل الحق»، و«حركة النجباء» و«انصار الله الأوفياء» و«كتائب حزب الله» و«سرايا الخرساني» بالاضافة الى مقرات «حزب الدعوة» و«حزب الفضيلة» و«المجلس الأعلى».
الانجاز الثالث هو اجبارها كافة قادة الميليشيات والأحزاب ورجال الأعمال على الهرولة الى استديوهاتهم (فلكل ميليشيا قناتها التلفزيونية ولكل رجل اعمال قناته) اولا لادانة الفساد، وان كانوا هم أنفسهم أجنة رحم الفساد وثانيا لتقديم أنفسهم كشخصيات نزيهة، غير طائفية، تبذل جهدها لخدمة المواطنين. هنا اكتسبت الانتفاضة خواص الكلور المعقم ولو الى حين. ولها يعود الفضل في تغيير الخطاب والمواقف. وهنا يأتي دور الانجاز الرابع للانتفاضة الذي أجبر المرجعية، التي كانت سعيدة بالقاء موعظة اسبوعية على الملأ عبر وكلائها، ان تسارع، بعد حرق صورها، الى ارسال وكيلها السيد الصافي، يوم الجمعة الماضي، مؤكداً أن «السيد السيستاني أمرنا بشراء مضخات المياه من أموال المرجعية الدينية العليا». مع العلم ان «اموال المرجعية الدينية» مستخلصة من ابناء الطائفة ومنهم المتظاهرون انفسهم، وكان من الواجب صرفها عليهم، بدون منية، وقبل ان يدفعوا حياة ابنائهم ثمنا لها.
الانجاز الخامس هو إبلاغ الميليشيات واحزابها الفاسدة بان استخدامها السلاح الطائفي الذي طوق رقاب الشباب بنير الدولارات الشهرية المغموسة بقدسية الطائفة والترهيب من «الآخر» لم يعد بذات الفاعلية السابقة. مما جعلها تعمق اتهاماتها بالإرهاب والاندساس من قبل قوى خارجية، وتلويث صورة المتظاهرين اعلاميا. صارت النبرة الاعلى هي تخويف اهل البصرة من «المندسين» وما سيجلبونه على اهل البصرة «المعروفين بطيبتهم». محاولين بذلك عزل المتظاهرين عن بقية السكان وترسيخ صورتهم كغرباء. وهو اسلوب استعماري قديم، غالبا ما يستخدم لاشاعة التفرقة واضعاف الحركات الثورية والانتفاضات الشعبية. هكذا، فجأة، وبعد 15 عاما، من حكم الاحزاب الطائفية التي تدعي تمثيل أهل البصرة، ومع عدم تنفيذ أي انجاز يضع حدا للذل اليومي لاهل مدينة النفط، أصبح كل الساسة والميليشيات يتسارعون للتباهي بانتمائهم الى أهل البصرة ووجوب مساعدتهم.
مقابل هذه الانجازات تصاعدت، حملة الساسة وقادة الميليشيات باضفاء طابع الوطنية على انفسهم، وربط المتظاهرين بأجندات خارجية غير وطنية. فكثر المحذرون من التدخل الأمريكي على الرغم من الوجود الأمريكي الدائم المتمثل بما يزيد على 7000 «استشاري ومدرب»، باستثناء المتعاقدين الأمنيين والمرتزقة، حسب اعلان البنتاغون في الأسبوع الماضي، بانهم سيبقون الى ان «يستقر الأمن»، ولا يحتاج قرار بقائهم موافقة البرلمان لأنه ينفذ وفق المعاهدة الاستراتيجية.
هناك، أيضا، متبرعون بالتخويف من الاحتلال الإيراني، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع ان العراق محتل إيرانيا وانه ورقة تستخدمها إيران لتسوية نزاعها مع أمريكا. وتنبري جهة ثالثة للتخويف من التدخل التركي واقامتها معسكرات تدريب بعثية لقلب النظام «الديمقراطي». في ذات الوقت الذي تقصف فيه تركيا شمال العراق وتتدخل، متى شاءت، بحجة حماية أمنها من « الإرهابيين» الاكراد.
وأصدرت قيادة مليشيا الحشد الشعبي بيانا باسم «حركة النجباء»، يوم 9 سبتمبر، وصفت فيه ما جرى بانه «ليلة فتنة سوداء هدفها حل الحشد» متهمة القنصلية الأمريكية، بالبصرة، بادارة الاحداث وسقوط القتلى والجرحى. وان المليشيا لديها «الادلة القطعية بان القنصلية تدير الاحداث منذ عام 2013» وان ما تريده «هو اظهار صراع شيعي شيعي»، وهددت المليشيا بانها ستعمل «بحزم لإيقاف أي تآمر».
وبطبيعة الحال، ليس من المستبعد وجود تدخل أمريكي ضمن صراعها القائم مع إيران، لا في البصرة فقط بل في جميع ارجاء العراق، الا ان هلوسة الحشد تثير تساؤلات عديدة، اهمها لماذا لم يثر الحشد مسألة التدخل الأمريكي قبل الآن خاصة وانه يدعي قيامها بذلك منذ خمسة أعوام؟ هل سكت الحشد لأنه كان متعاونا مع أمريكا تحت مظلة «التحرير»؟
ان مظاهرات واعتصامات اهل البصرة ومن قبلهم الفلوجة وبغداد وكربلاء، وكل المدن العراقية، على مر سنوات الاحتلال، ودفعهم الثمن غاليا، هي وجه آخر من أوجه المقاومة والتغيير العضوي المنبثق من داخل البلد نفسه، في مسيرة تحقيق الاستقلال الوطني ـ الاقتصادي، الشامل لكل المواطنين، بعيدا عن التقسيم الديني والطائفي والعرقي. ومع ادراكنا انها، قد لا تؤدي الى تحقيق ذلك كله في المستقبل القريب، الا انها، بالتأكيد، سببت من التغيير ما يعيق عودة الاوضاع الى سابق عهدها.

٭ كاتبة من العراق

البصرة: تدخل أمريكي أم صراع شيعي ـ شيعي؟

هيفاء زنكنة

هذا العطل الذهني الذي أصاب الجزائريين!

Posted: 10 Sep 2018 02:19 PM PDT

مقالي الأسبوع الماضي في هذه المساحة عن فقدان الجزائريين الإيمان ببلدهم وانعدام ثقتهم في حكامه، استفز عدداً من الأصدقاء والزملاء، فكانت ثمرته نقاشا طويلا.
أكتب عن هذا الموضوع بلا ملل لأنه يدميني. لا أعتبر نفسي معنيا بمحاولات البعض من أصحاب «تعالوا إلى الجزائر وشاركونا العيش فيها بدل الانتقاد من الخارج»، انتزاع هذا الحق من أمثالي. هذه طرق لن تنفع معي. عزائي (وثقتي) أنني لست وحيداً في الألم المرفوق بشعور بالعجز.
مرة أخرى: حالة الجزائر لا تسرُّ صديقا ولا عدوا. وحالة الجزائريين، على كل الأصعدة، مثيرة للشفقة. من السهل أن تقول أنهم ضحايا ومذنبون في الآن ذاته. إذا كان لهم من عذر، فهو أنهم يسيرون في الطريق من دون قادة فكر، لا نماذج اجتماعية، من دون معالم، بلا إضاءة، غير واثقين من وجهتهم وممن في المقدمة ـ الذين يُفترض أنهم قادة البلاد والمسؤولين عن خط سيرها.
منذ الاستقلال، بُذل جهد كبير في كل مستويات إدارة الشأن العام، واجتمعت الكثير من الأسباب والأدوات لتعليم الجزائريين عدم الثقة في أنفسهم وفي الآخر والتشكيك في كل شيء. وبُذل جهد كبير أيضا لجعل الجزائريين شعبا متردداً عاجزا عن الحسم مهما كان الموضوع المطلوب حسمه. تعلّم الجزائريون الكسل الذهني فسكنهم جُبنٌ فكري منَعَهم من مناقشة وحسم ما يتطلب الحسم.
من نافلة القول ان ترك القضايا معلقة والتهرب من حسمها يعرقل إقلاع الأمم. هذه نظرية فيزيائية ليست حكرا على الجزائر: من لا يتقدم يتأخر. والشيء المهجور يتعفن.
اليوم، الجزائر من الدول القليلة في العالم التي لم تحسم في أيٍّ من قضاياها الكبرى: الهوية، مكانة الدين، التاريخ، اللغة، النموذج الاقتصادي، طريقة الحكم، المستقبل.. إلخ. كل الملفات مفتوحة، لكن بعبثية ومن دون جدية ورغبة في طرقها.
أستطيع أن أسرد عشرات الأمثلة، من الماضي ومن الحاضر، عن ثقافة التشكيك المستشرية من دون رغبة مقابلة في نقاش يملأ الفراغ.
هل نحن أمازيغ أم عرب أم مسلمون؟ أو كل هذا؟ مَن سيحسم مع هذا الغياب الفادح لأدوات النقاش، ومع الغياب (التغييب المتعمد) لأي رغبة في النقاش؟
حرب الاستقلال (1954 ـ 1962) ثورة ملائكية مطهرة، أم عمل بشري فيه الكثير من الأخطاء والصواب؟ مظاهرات أكتوبر 1988 الدامية، ثورة خبز وكرامة أم مؤامرة؟
قبل عقدين عاشت الجزائر حربا أهلية دامية. بدأت وانتهت ولا ندري كيف ولماذا. لا أحد جاهز للحقيقة والمصارحة. لا أحد يريد استخلاص العبر كي لا تتكرر تلك المأساة مع أبنائنا وأحفادنا.
مصالي الحاج، الذي يوصف بأب الحركة الوطنية، مَن هو وما تصنيفه؟ الجزائر كلها تتهرب من مناقشة أخطائه ونجاحاته وكأنه لا يعنيها.
عبان رمضان، أحد أبرز قادة الثورة الجزائرية (قُتل على يد قادة أمثاله في المغرب في ذروة حرب الاستقلال) بطل أم خائن؟ لا أحد يستطيع أن يجزم. والأخطر، لا أحد جاهز للنقاش في هذا الأمر.
الرئيس الراحل هواري بومدين، بطل قومي أم طاغية زرع بذور الفشل الذي نحن فيه اليوم؟ لا أحد بإمكانه أن يجزم. والأسوأ من ذلك، لا أحد يهتم بالموضوع.
عبد العزيز بوتفليقة، لص اختلس أموال وزارة الخارجية في سبعينيات القرن الماضي، فتطلب الأمر إهانته وفصله ليعيش سنوات طويلة من التيه والعزلة، أم ابن بار لهذه الجزائر المستقلة حديثا الباحثة، بفضله، عن دور ريادي في العالم؟
لاحقا، كان عبد المؤمن خليفة نموذج رجل الأعمال الشاب الناجح الفذ، طيلة سنوات. ثم بين عشية وضحاها تحوّل إلى لص ومجرم مطلوب دوليا. هو اليوم في السجن. الذين استفادوا من ريعه المبعثر هم ذاتهم من نهشوا لحمه عندما سقط، ولا غرابة!
مثله، شكيب خليل وزير النفط في رئاسة عبد العزيز بوتفليقة، من مطلوب بمذكرة توقيف دولية بتهمة تبديد أموال الشعب والتلاعب بممتلكات عمومية، إلى نجم لا يخفي طموحاته السياسية، حتى دون أن يُحاكم وينال براءة رسمية.
ليس القصد من سرد هذه الأمثلة توزيع لوائح اتهام أو صكوك براءة، بل توضيح كيف يمكن أن تكون بطلا ثم، بسرعة عجيبة، تُهان وتُسحق. والعكس صحيح. كل هذا بمعزل عن أي دور للقضاء وبعيدا عن أي نقاش نضج وجاد، ومن دون أدنى عناء لتنوير المجتمع ومرافقته نحو الفهم واستخلاص العبر.
وسط هذه «الغابة»، وبسببها، لا غرابة أن يفقد المجتمع الثقة في ما ومَن عليه الوثوق فيهم ويتوقف عن السير. ولا غرابة أن نرى هذا الانسحاب الجماعي من الشأن العام، وهذه الاستباحة المطلقة للفضاء العام.
لا يستقيم الادعاء أن هذا النوع من النقاش في مجتمع أحوج إلى الخبز والحليب والوظائف، نوع من الترف الفكري. ببساطة لأن مثل هذه الأعذار أصابت عقول الجزائريين بالشلل. وهذا الشلل يسجن المجتمع في حلقة مفرغة من الجهل والغرور الخاطئ والنقاشات الهامشية والعقيمة.

٭ كاتب صحافي جزائري

هذا العطل الذهني الذي أصاب الجزائريين!

توفيق رباحي

الاستثمار في دماء أهل البصرة

Posted: 10 Sep 2018 02:18 PM PDT

كما كان متوقعا لم تسفر الجلسة الاستثنائية للبرلمان العراقي، التي عقدت يوم السبت الماضي لمناقشة أوضاع البصرة عن شي، سوى تبادل للاتهامات بين رئيس الحكومة ومحافظ البصرة وزعماء كتل سياسية. فمنذ الغزو والاحتلال في عام 2003 وحتى اليوم، يستمر مسلسل الاستثمار السياسي في كل شيء في العراق حتى في دماء الابرياء.
لا وازع ديني ولا أخلاقي ولا إنساني يمكنه أن يوقف هذا الفعل، لأن القوى المتسلطة تجد نفسها أنها أكبر من كل هذه القيم، بل هي تُعرّف نفسها بأنها حاملة لواء هذه القيم وممثلها الشرعي والوحيد. وأنهم يمنّون علينا بأنهم كانوا محررين، وهم الذين أعادوا السيادة والاستقلال، ومن جلبوا حكم الشعب وسيادة القانون.
في حين يعرف العالم كله أي لصوص هم، وأي نفق مظلم وضعوا فيه حاضر ومستقبل العراقيين. فهل بعد كل ذلك يمكن أن نأمل من دعيّ بارقة أمل؟ ومن لص إعادة ما سرق؟ ومن مدمن على القتل العودة إلى رشده؟
إنه هراء ما بعده هراء ذلك الذي يسيل من أفواه كل المسؤولين في العراق، ونحن نرى فوهات البنادق تعود مجددا لتصوّب نحو صدور العراقيين في البصرة، فحتى يوم السبت الماضي بلغ عدد الضحايا من بين صفوف المتظاهرين اثني عشر شخصا، وفاق عدد الجرحى المئة. ومع ذلك يقول رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، إنه لم يعطِ الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين في البصرة. والقائد الأعلى للقوات في المحافظة ينفي إعطاءه الأوامر بذلك، إذن من أين صدرت الأوامر لهذه القوات؟ ولو بحثنا في التصريحات والتبريرات التي ساقها رئيس الوزراء وزعماء الكتل والأحزاب، والحكومتان المركزية والمحلية، لوجدنا أن العراقيين لا يعيشون في كنف دولة ولا سلطات مسؤولة، بل في القرون الوسطى. فهو رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، ومع ذلك يتحدث عن من قام بقتل المتظاهرين وكأنهم أشباح، محاولا إلقاء التهمة على جهات وفاعلين لا يمكن لأحد أن يتعرف عليهم حتى بعد ألف عام.
إنه يقول بأن الفاعل هو «من يحاول الإيقاع بين المواطنين والقوات الأمنية»، وإنه أمر بفتح تحقيق في الأمر. وهذا يعطي تصورا كامل الوضوح عن دور رئيس الوزراء وإمكانياته في المساحة السياسية التي يشغلها. ففي كل أسبوع يظهر في مؤتمر صحافي لتغطية الأحداث، يتحدث فيه بالصيغة نفسها عمن يعرقلون سير عمل الحكومة ويخرقون القانون، من دون أن ينبس ببنت شفة عن من هم وعن الجهات التي تدعمهم. وهذا نموذج لمن يحكمون العراق اليوم، حيث لا ينفكون عن اتهام جهات مجهولة بتحريك الناس ضدهم، وكأنّ المواطن في هذا البلد مجرد لعبة بيد كل من يريد تحريكه لمصالحه، أو كأنّ العراقيين فقدوا الإحساس بإنسانيتهم وبات فقدان الخدمات والجوع والأمراض والأمية والبطالة، كلها لا تثير فيهم أي غضب أو اعتراض أو تحرك بالضد من الوضع الذي يعيشون فيه. ومرد كل هذا هو أن الذين في المشهد السياسي مازالوا يعتقدون بأنهم هم المنقذ للعراق والعراقيين، وأن من يخرج عليهم حاملا غضبه في صدره إما متآمر أو جاحد. وبالتالي ليس من علاج لمواجهة هذا الحراك غير القتل .
إن استمرار المظاهرات من دون حل يُذكر سوى اجتماعات ولجان ولقاءات غير مفيدة، يعطي المواطن شعورا بأن صوته لا يُسمع، وأن القائمين على أموره قد جردوه من إنسانيته بعد أن منعوا عنه حق الحياة الكريمة. وعندما يتم اختزال الوضع في البصرة بأنه ناجم عن خلافات بين الحكومة المركزية ومجلس المحافظة حول أمور مالية وإجرائية، فإن ذلك يعطي انطباعا بضياع حقوق المواطنين بين الجهتين. وهنا سنكون أمام عامل اليأس الذي سيدخل بقوة في المشهد، ما يدفع المتظاهرين لتغيير صورة التظاهر السلمي الذي استمروا عليه في الفترة الماضية، عندها سوف لن يكون المواطن مسؤولا عما سيحصل، بل السلطات التي تعمّدت الصمم، ولعل ما حصل مؤخرا من حرق لمقرات الاحزاب والميليشيات والعصابات المسلحة والقنصلية الايرانية، دليل واضح على أن المواطن يعرف تماما أن ما يمر به من ضنك العيش وصعوبة الحياة، إنما مرده التلاعب القذر الذي يدور بين هذه القوة الخارجية وأذرعها في الداخل وبين الاخرين. لكن ذلك لن يمر من دون استثمار سياسي من قبل الاحزاب التي فازت في الانتخابات، وتلك التي خسرت فيها. والهدف منه تحسين شروط التفاوض لكلا الطرفين بغية تشكيل الكتلة الأكبر التي سيكون من حقها تشكيل الحكومة. فالتلكؤ في معالجة الأزمة وعدم تقديم حلول آنية سريعة تُرضي الناس، يعود إلى رغبة أطراف في حلبة الصراع السياسي، منهم رئيس الوزراء الحالي والمتحالفون معه، في إطالة زمن الحراك ودفعه باتجاه العنف لتحقيق مكاسب سياسية، حيث أن تجحفل المتظاهرين ضد الرموز الايرانية المباشرة كالقنصلية، وغير المباشرة كمقرات أذرعها في البصرة، سوف يجعل الشارع العراقي وبعض أحزاب الاسلام السياسي السني والاكراد، ممن ما زالوا مترددين في الانضمام إلى أي الطرفين لتشكيل الكتلة الاكبر، يلتفون حول رئيس الوزراء، على اعتبار أنه ليس مصنفا في خانة إيران. بينما الفريق الآخر الذي يمثل أذرع إيران، يسعى حثيثا لعرقلة أي اتجاه لإيجاد حلول تحقق مطالب المحتجين، كي يُجيّش الشارع على رئيس الوزراء الحالي، ما يجعل حلفاءه ينفضون من حوله، ويفقد فرصة الحصول على ولاية ثانية، لذلك وجدنا زعماء هذا الفريق ذهبوا مبكرين لدعوته لتقديم استقالته.
وفي خضم هذا الحراك الجماهيري الشرعي والقانوني، وبينما تتصارع أطراف كثيرة داخلية وخارجية لتجييره لصالحها، تبقى المرجعيات الدينية تُغلف مواقفها بالغموض، وتحرص على عدم الإعلان الصريح عن موقف حاسم في هذا الحدث الكبير. لقد آن الأوان لها لأن تتوقف عن الركون إلى إبداء النصح وحده، فخمسة عشر عاما من الجوع والتعذيب والقتل والتغييب والإقصاء والتهميش والسرقات الكبرى، كافية تماما لأن تنحاز وبشكل علني وواضح إلى المتظاهرين، وأن تشد على أيديهم بأن يواصلوا حراكهم ويطوروه إلى اعتصامات تعم البلاد جميعا حتى سقوط هذه الطغمة الفاسدة. ففي هذا الظرف يجب أن يبرز موقف الزعامات المعنوية إلى الوجود، كما برز في مواقف كثيرة في تاريخ العراق الحديث. وعكس ذلك فسينالها الكثير من التشكيك والطعن في مواقفها والانفضاض من حولها، خاصة عندما يركب اليأس والغضب رؤوس المتظاهرين، الذين يواجهون الرصاص الحي بصدورهم.
باحث سياسي عراقي

الاستثمار في دماء أهل البصرة

د. مثنى عبدالله

احتفال على ضوء «في انتظار البرابرة»

Posted: 10 Sep 2018 02:18 PM PDT

أشياء كثيرة تسببت في الابتعاد غير المخطط والعودة التي صادفت ما يفترض أن يكون احتفالا بعيد الميلاد. حدث من العادة أن يكون عابرا، عندما يتعلق الأمر بالذات، ويكون مهما عندما يتعلق بالآخرين. ولأن الحدث ذاتي كان من الطبيعي أن يطرح الكثير من الأفكار الفلسفية التي تبدأ من كلمات محمود درويش «هل في وسعك أن تكون طبيعيا في واقع غير طبيعي»، وصولا لفانوس أو مصباح القاضي في المدينة الحدودية، التي كتب عنها الكاتب الجنوب إفريقي جون ماكسويل كوينزي، والتي تتحول فجأة إلى قلب معركة خلق البرابرة والاستعداد لهم ومواجهتهم والانتصار عليهم.
هي ليست الزيارة الأولى لرواية «في انتظار البرابرة»، ولكن الحدث مختلف، والربط بين الاحتفال بأعياد الميلاد والشموع يعيد للواجهة إضاءة شمعة القاضي التي لم تنر الطريق أمام الرؤية المادية فقط، بقدر ما أنارت الطريق أمام الرؤية بمعناها الأعمق، حين يكون الباب الذي يفتح طريقا للحقيقة ومخالفة للتصورات المفروضة من مؤسسات السلطة والإعلام الموجه، ووسيلة للمصالحة مع الذات وتقليص فجوة الشك القائمة بين ما يتصور أنه الحقيقة وما يقال له بأنه الحقيقة.
كان مصباح القاضي في تلك الليلة فارقا بين حياته قبلها وبعدها، وكأن الضوء كان بوابة إلى ميلاد جديد، حين استطاع القاضي أن يرى الحقيقة واضحة على جسد من فارق الحياة من التعذيب، ومن مازال يحمل علامات التعذيب على جسده، من «البرابرة»التي تتعامل معهم السلطة في وقت الأزمات بوصفهم العدو الواجب حشد جميع القدرات والإمكانيات من أجل مواجهته، والتضحية بكل الحقوق والحريات من أجل الحرب ضده، وفي المنتصف معركة يتم فيها تعريف العدو ومفهوم الانتصار من قبل طرف واحد هو السلطة، في حين يدفع الجميع الثمن بصور مختلفة من أجل تلك المعركة بدون أن يحاسب أحد.
كانت الشمعة وسيلة لرؤية حررت القاضي بالمعنى المعنوي، وأدت إلى معاناته وسجنه بالمعنى المادي، ليطرح التساؤلات الأكثر عمقا وأهمية عن السجن والسجان، ومخاطر السجن حين يتم تقليص الأحلام والشعور بالقيمة الإنسانية، وتصبح الأمنيات هوامش بقايا بشرية تماما، مثل الحديث عن تقليص عقوبة سجين من الحبس الانفرادي إلى الحبس في زنزانة عادية لا يتصور أنها إنسانية بالمعنى المفترض للكلمة، حتى في حالة السجون، والإفراج المشروط بعد سنوات من الحبس بدون سبب، وغيرها من الأحلام والإنجازات التي يتم تقليصها بحكم إعادة تعريف المعركة ومفهوم الانتصار، وتتحول في جزء منها إلى تحسين ظروف السجن، وفي القلب أحلام الوطن ومفهوم الثورة والتغيير.
قد يفترض بشموع الاحتفالات أن تؤدي هذا الدور أيضا، وأن تتجاوز معنى إضاءة الظلام المخطط، إلى إضاءة سنة أو حياة أو فرص أخرى مقبلة، وطرح رؤى مختلفة عن الحياة والذات، حينها تتشابه شموع الاحتفالات مع شمعة القاضي. وفي الحياة يفترض أن يحمل كل قاض شمعة تتجاوز الخطاب السائد وتحكم باسم القانون وروحه عندما تغيب آليات تفعيله، بغض النظر عن خطاب السلطة وحسابات اللحظة الضيقة في مواجهة فكرة العدالة ومكانتها ومخاطر غيابها. 
كما تحمل عملية استخدام الشموع عندما يغيب الضوء وتنقطع الكهرباء بسبب أخطاء الإدارة أو سوء توزيع الموارد، معنى رمزيا مشابها يعيد وسط الظلام تركيز الضوء على الأسباب التي تقف خلف الظلام وتعمقه أو تدعم استمراره. وحيث يتصور أن تكون تلك الشموع قادرة على إنارة اللحظة من دون انتظار غياب الضوء المادي، وأن تكون قادرة على الفرز، وتوضيح أسباب استمرار التدهور في قطاعات عديدة، ما دام من يتولى الأمر يتصور أن ليس في الإمكان أسوأ مما هو كائن، وأن التواجد في مؤشرات متدنية في قطاعات دولية معينة مثل التعليم، يسمح بتحويل هذا القطاع إلى ساحة للتجريب، لأننا لن نتدهور أكثر مما نحن عليه، ولن نخسر أكثر مما خسرنا؟ من دون أن يسأل السؤال العكسي عن الموارد والوقت ومن يدفع الثمن في هذا التجريب، وإمكانية الاستفادة بكل تلك الموارد للتحرك للأمام وليس الاستمرار في تلك الأوضاع المتدهورة، ودور المسؤول المفترض في تقديم حلول تساهم في التقدم من الوضع القائم وليس التجريب، من دون التأكد من توفر أسباب التقدم والتحسن، أو على الأقل استهداف الابتعاد عن الأسوأ.
عندما تغيب الشموع يمتد الظلام بمعناه الشامل، وخاصة الظلام الأكثر عمقا الذي تتراكم آثاره من اللحظة للمستقبل، ومن المظهر للروح، ومن الشكل للتفاصيل. الظلام الشامل قد يكون معلبا في بدايته، على طريقه ظلام ما قبل إشعال شموع الاحتفالات، وقد يكون مخططا وممتدا تشارك فيه شخصيات ومؤسسات على مدار سنوات ممتدة، يتم فيها التضحية بالكثير من الموارد والحقوق والحريات باسم محاربة «برابرة» ما، أو تجريب نظام جديد لن يؤدي إلى تدهور أكثر من الوضع القائم، وفقا لخطاب المسؤول.
ما يتم التجاوز عنه، أن آثار هذا الظلام تظل عميقة ومحاولة تجاوزه تحتاج جهودا مستمرة للكشف عن وجوده ومحاربة انعكاساته على الروح بمفهمومها الشخصي- الفردي، والعام- الوطني والجمعي. يتحول التحدي في مواجهة شموع الحقيقة في التحول من القبول بمبدأ الأسوأ إلى التأكيد على استحقاق الأفضل، والتحول من مبدأ «انتو فقرا قوي» إلى أن الوطن صاحب موارد يفترض - وإن قلت- أن تفرض درجة أعلى من الرشادة في تخصيصها، ويفترض إلا تكون تلك الرشادة في عدد المشروعات التي يعلن عنها من قبيل المباني الأكبر والأضخم والأعلى، والمدن الأحدث والعمارات الأعلى سعرا، وأن يتم التخلي عن عقلية الأرقام الجامدة في التقييم، حين يكون الإنجاز ممثلا في عدد الطرق والمباني والمؤتمرات والرحلات الخارجية، من دون حساب ما يترتب عنها وما ينفق عليها، في وقت تعاني نسبية غير قليلة من مشاكل أساسية، وتزداد تأثيرات الصعوبات الاقتصادية وتظهر بصور مختلفة في الممارسات الاجتماعية، التي لا تعرف كيف يمكن أن يحل مشكلتها افتتاح أعلى مبنى أو عاصمة جديدة أو عقد مؤتمرات شهرية وسنوية على مستوى الدولة وربما المحافظات، وهي تستقطع من موارد الوطن والمواطن دافع الضرائب ودافع الديون وفوائدها.
يصبح السؤال كيف يمكن أن يدور كل هذا القدر من التعليقات على الكرسي الذي ظهر في صورة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، من دون أن يثير مبارك ومن حوله تساؤلات أكثر عمقا عما حدث لمصر خلال عقود، وكيف يمكن ان يتقلص الإحساس بالمحاسبة إلى عدة آلاف من الجنيهات، هي سعر الكرسي المشار إليه، من دون أن يطرح تقبل تواجد مبارك ومن حوله تساؤلات أخرى عن مفهوم المسؤولية والمحاسبة؟ تقف أمام المشهد لتدرك كيف يمكن إعادة رسم الصور، وتحويل الظالم إلى مظلوم والعكس، وتحويل الاهتمام من فساد عقود إلى كرسي وعدة آلاف من الجنيهات، تهمش مصر في مواجهة الكرسي، والمحاسبة في مواجهة «رجل مريض»، والمواطن في مواجهة ساعات ممتدة من البث وتفريغ الاهتمام في قضايا بعضها شديد الهامشية وتساهم في تقليص ضوء الحقيقة.
تدرك كيف أن اللحظة كاشفة مثلها مثل مصباح القاضي، إن أردت أن تشعل الشمعة وأن ترى الحقيقة، وأن تعيد قراءة كتاب الحريات وتدرك كيف تقلص الحريات وتقلص قيمة الإنسان والوطن وأنت تكرر خطاب الفقر وعدم القدرة، وتحيط الوطن بالمزيد من الضغوط والديون، من أجل انتصارات رقمية كبرى في عالم لا يعرف العديد من مواطني المحروسة علاقتهم به، وهم الفقراء الذين يدفعون الثمن.
نعم من الصعب أن تنفصل عن الواقع، وإن حاولت سوف تجد شمعة تعيد للذاكرة تصورات القاضي عن العدل والظلم، وسؤاله عن الحقيقة وتعريف الألم، وسوف تعيد أخبار السجون وفرحة الإنجازات الصغرى تصوراتك عن حدود التعايش مع الواقع وصعوبة الخروج من حقيقة أن الواقع نفسه غير طبيعي، وأن هذا الوصف نفسه يدمغ كل الأشياء الأخرى، ويحيط بكل تفاصيل الحياة اليومية في سبيل الحياة الكريمة وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية. وبهذا تصل إلى جزء كبير من الإجابة حيث يظل من المهم الاعتراف بأن الواقع غير طبيعي، وأهمية استمرار طرح السؤال ربما نصل إلى واقع نراه طبيعيا يوما ما، ولا نحتاج إلى إعادة تعريف الإنسان وحقوقه الأساسية. 
كاتبة مصرية

احتفال على ضوء «في انتظار البرابرة»

عبير ياسين

المغاربة حائرون وبدون بوصلة بشأن التعليم

Posted: 10 Sep 2018 02:18 PM PDT

«المغاربة حائرون» هو الوصف الأمثل للجدل الدائر وسط المغاربة حول إقحام مصطلحات من الدارجة «العامية» إلى مقررات التعليم التي هي رسميا باللغة العربية التي تعتبر اللغة الرسمية للتعليم رفقة الفرنسية. وهذا الجدل رغم ما يرافقه من تشنج واتهامات وتعاليق تكون أحيانا عنيفة، فهو ينم عموما عن غيرة حقيقية للكثير من المغاربة بشأن مستقبل التعليم الذي هو مستقبل البلاد.
ويعتبر المغرب من الدول التي فشلت في إرساء نموذج للتعليم، ليس فقط مثاليا، بل مقبولا نسبيا، لتطوير المجتمع المغربي. وهذا الفشل الذي يعترف به الجميع، ملك البلاد محمد السادس والحكومة والمغاربة والتقارير الدولية، وجعل البلاد في المركز 123 في التنمية البشرية عالميا، يتجلى في ثلاثة مظاهر، تختلف في أهميتها وثقلها وهي: تحقيق لغة التعليم الأمثل للتواصل المعرفي، مضمون البرامج الدراسية، وفي ارتباط بهذه النقطة الثانية عدم مواكبة التعليم لسوق الشغل.
المغرب يعتبر بشريا وثقافيا فسيفساء من مختلف الإثنيات بين العربية والأندلسية والأمازيغية بشتى فروعها من ريفية وسوسية ومنطقة الأطلس. وهو في هذا لا يختلف كثيرا عن باقي شعوب المنطقة، بحكم أنه يقع جغرافيا في منطقة تعد معبرا للتيارات التاريخية، إثنيا وثقافيا. ويتمظهر هذا الغنى الإثني في تعدد اللغات واللهجات المنتشرة في مناطق البلاد. وقليلة هي الشعوب التي جعلت من تعدد اللغات رافعة للتقدم، بينما الأخرى فشلت في هذا الشأن، بل وتحول هذا الغنى اللغوي واللهجات إلى نقمة سياسية مثل الانفصال. ويحصل أن تكون نقمة ونعمة، كما هو الحال في إسبانيا، إذ تعتبر اللغة الكتالانية نعمة لمساهمتها في تطوير منطقة كتالونيا، وتعد نقمة لتحولها إلى ركيزة أساسية للانفصال.
ولم ينجح المغرب منذ عقود في تطوير وبلورة نموذج لغوي مقنع للتعليم. في هذا الصدد، تعد الدارجة (العامية) هي لغة التواصل وسط المجتمع، وتبقى العربية هي لغة التعليم الرسمية في معظم الأسلاك التربوية، والفرنسية هي لغة التدريس الثانية، خاصة العلوم، علاوة على أنها لغة الطبقة المهيمنة اقتصاديا، وانضافت مؤخرا وبشكل محتشم الأمازيغية. وهناك فرق بين الدارجة والعربية، رغم أن الأولى استوحت كثيرا من العربية بتوابل محلية. كل هذا يزيد من صعوبة التلقين عكس دول أخرى، إذ أن لغة التدريس في حالة إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، بل حتى دول من آسيا مثل الصين وكوريا الجنوبية، هي نفسها تقريبا اللغة المستعملة في الحياة اليومية، ما يسهل التلقين واكتساب المعرفة. والسر في ذلك مراكمة هذه اللغات للمعرفة المتمثلة في وجود مئات الآلاف من الكتب في معظم التخصصات، بفضل الإنتاج الفكري والعلمي وبفضل دينامية الترجمة الممتدة منذ قرون.
ورغم قدمها كلغة، فقد عجزت العربية عن أن تكون لغة المعرفة خلال القرون الأربعة الأخيرة، بسبب قلة المؤلفات والانغلاق. والتساؤل: هل ستساعد الدارجة أو الأمازيغية على تجاوز هذا الحاجز؟ بطبيعة الحال، إذ لا يستحسن التدريس بلغات لا تتوفر على أرشيف معرفي ممتد تاريخيا، إلا في حالة فرض إجبارية هذه اللغة رفقة عملية ترجمة جبارة، مع انتظار النتائج بعد مرور جيل كامل.
في غضون ذلك، لم يأخذ المغرب الرسمي قضية التعليم بجدية حتى العقد الأخير، بعدما تبيّن له مدى ارتباط تردي الوضع الاجتماعي والسياسي، نتيجة لتردي التعليم، وما قد يجلبه من مشاكل بنيوية على النظام الحاكم واستقرار البلاد. إذ لفظت المدرسة العمومية خلال العقد الأخير قرابة ثلاثة ملايين شاب بدون تعليم وتكوين يساعدهم على الاندماج، ويعدون قنبلة اجتماعية بدأت تنفجر تدريجيا. ويحصل هذا في وقت ينتقل فيه العالم إلى ما هو رقمي بمفهومه الواسع في التعليم والتواصل، لكن الدولة المغربية فقدت بوصلة إصلاح هذا الحقل لسببين، الأول وهو متشعب ويتعلق بسوء اختيار أعضاء اللجان المكلفة بإصلاح التعليم: فقد عينت الدولة أشخاصا لا علاقة لهم بالتعليم، وعينت آخرين لم يسبق لهم الدراسة في المدارس العمومية ولا يدرس أبناؤهم في هذه المدارس، بل في المدارس الأجنبية، ولاسيما الفرنسية. لقد استغرب الرأي العام المغربي استبعاد أسماء وازنة في الحقل الثقافي المغربي من لجنة إصلاح التعليم، مثل المفكر عبد الله العروي وحضور أسماء أخرى باهتة معرفيا. ويبقى ترموميتر الاختيار هو درجة الولاء الأعمى للسلطة، هذا الولاء بدون روح النقد الذي أوصل البلاد إلى الهاوية. يضاف إلى هذا، لم تكلف الدولة نفسها الاطلاع على نماذج الدول التي كانت في مصاف المغرب في السبعينيات، مثل كوريا الجنوبية والآن تتوفر على أنجع البرامج التعليمية، ما بوأها مكانة محترمة وسط المنتظم الدولي.
والسبب الثاني يتمثل في تطبيق سياسة التقشف على التعليم، تطبيقا لتوصيات صندوق النقد الدولي. ولعل من الجرائم التي ارتكبتها الدولة بكل مكوناتها هو تبني سياسة التعاقد المؤقت مع الأساتذة، حيث تم خلق جيش من المربين غير المستقرين بأجور زهيدة، وهذا يدفع الى الإضرابات والاحتجاجات المتتالية، كما يحصل الآن، ليكون الضحية هو التلميذ وفي آخر مستقبل المطاف الوطن.
إن مأساة التعليم في المغرب هو انغماس الأغلبية في نقاش عقيم بشأن وجود مصطلحات من العامية المغربية في المقررات الدراسية. طرف يعتبر ذلك مؤامرة لضرب هوية البلاد، وطرف ثان يرى في إدماج مصطلحات من العامية عين العقل لتسهيل التلقين المعرفي. يحدث هذا في وقت تناقش فيه بعض الأمم الرقي بالتعليم الى مستوى الإبداع وليس التلقين فقط، بعدما اتضح لها أن الكثير من المبدعين في المجالات الحيوية للعالم اليوم مثل المعلوميات، لم يكونوا نتاج برامج تعليمية صارمة، بل نتيجة حرية الإبداع مثل حالة بيل غيتس الذي منح العالم برامج ويندوز. كما تناقش كيفية المحافظة على التعليم قاطرة الإدماج الاجتماعي واستمراره قطارا للرقي الطبقي.
مأساة المغرب في التعليم هو افتقاره لمخطط طويل المدى يأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات المعرفية للبلاد، التي تدفع به نحو التقدم، مخطط يغطي جيلا كاملا ويتم بين الحين والآخر تقويمه وليس تغييره جذريا، كما يحدث حيث تحول قطاع التعليم الى مختبر تجارب بدون بوصلة. مأساة المغرب هي غياب النظرة الاستراتيجية البعيدة المدى وهيمنة نظرة «المياوم» على قرارات الدولة.
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

المغاربة حائرون وبدون بوصلة بشأن التعليم

د. حسين مجدوبي

الذباب الإلكتروني

Posted: 10 Sep 2018 02:17 PM PDT

ظاهرة الذباب الإلكتروني، أو التشبيح الإلكتروني، أو الجيوش الإلكترونية، هي أسوأ ما أنتجت الثورات المضادة في العالم العربي، وأسوأ ما نتج أيضاً عن الأزمة الخليجية، وحالة الاستقطاب السياسي التي نتجت عنها.
بسبب جيوش الذباب الإلكتروني أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي مسرحاً لرأي عام وهمي، وعمليات وهمية وجدل وهمي، وبات المغردون أو الناشطون الحقيقيون يسيرون في حقول ألغام، ويكتبون بحذر شديد لأن «الذباب» لهم بالمرصاد، ولأن الردود المدعومة بالشتائم والسب والقذف بانتظارهم، لمجرد أنهم عبروا عن آرائهم وعبروا عن أنفسهم. لكن ثمة ما هو أسوأ من السباب والشتائم التي لا يمكن أن تغير في الرأي العام شيئاً، ولا تفيد أصحابها سوى أنها تعريهم وتُظهر حقيقتهم، وهذا الأسوأ والأخطر، هو المنطق الذي يقوم الذباب والشبيحة الإلكترونيون بترويجه والذي يقوم على نظرية «شو دخلك؟»، والطلب من صاحب التعليق على الفور أن لا يتدخل في ما لا يعنيه، وأن ينشغل في مشاكل بلده قبل إبداء الرأي في مشاكل غيره.
والخطورة في هذا المنطق الغبي تكمن في أنه يُروج لإلغاء الفكرة الأساس التي تربينا عليها، والتي تقول بأن «الأمة عربية واحدة لا تتجزأ»، وأن المسلمين كالجسد الواحد في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، كما أنه منطق يقوم على إلغاء وتجاهل الآية الكريمة: «وأنَّ هذه أمتُكم أمةٌ واحدة وأنا ربكم فاعبدون».
كما أن غباء هذا المنطق يأتي أيضاً من أن المشاكل العربية تتداخل مع بعضها بعضا، ففي اليمن صراع إقليمي وتدخل دولي، يدفع ثمنه المواطنون الغلابة، وكذا الحال في سوريا التي لم يعد ثمة دولة أو نظام أو حتى حزب سياسي إلا وعبث في أزمتها، والحال كذلك في ليبيا ومصر وتونس والعراق، وغيرها من دول العرب التي تدفع ثمن تدخلات لدول عربية أخرى، يطلب منك مواطنوها أن لا تتدخل في شؤونهم.. لماذا؟ هل أوقفتم أنتم التدخل في شؤون الآخرين قبل أن تطلبوا من الآخرين عدم التدخل في شؤونكم؟ أم يجوز لكم ما لا يجوز لغيركم؟
ثمة كارثة أخرى مرعبة في هذه الظاهرة، وهي أنها أنتجت جيوشاً من المرتزقة والأشخاص المبتذلين، وهؤلاء كان يمكن أن يكونوا مفيدين لبلدانهم وشعوبهم، بدلاً من أن يتم استخدامهم كعبيد إلكترونيين يمتهنون التطبيل لحكام وأنظمة باستخدام أسماء وهمية على الإنترنت.. لإيهام الناس بشيء غير موجود، ولإظهار رأي عام مصطنع غير الرأي العام الحقيقي. إضافة الى كل ما ذكرنا من كوارث، فثمة أمر آخر بالغ الأهمية، قد لا ينتبه له الكثيرون، وهو التكلفة المالية لعمليات «التشبيح الإلكتروني»، أو الكلفة التشغيلية لجيوش «الذباب الإلكتروني» في العالم العربي، وهنا يدور الحديث عن مئات الملايين من الدولارات وليس عشرات الملايين، وسبب تقدير هذه التكلفة المرتفعة يعود الى أن هذا «الذباب» لا يكتفي بالتطبيل على الإنترنت لحاكم أو زعيم أو لنظام سياسي أو لحدث ما، بل ترافق ذلك إعلانات مدفوعة الثمن لشبكات التواصل الاجتماعي، وهي إعلانات ذات تكلفة عالية جداً.. وإلا كيف نفهم القدرة الهائلة على جعل أي «هاشتاغ» في المرتبة الأولى من حيث كمية التداول بين المستخدمين، وخلال ساعات معدودة؟ أو كيف نفهم بأن حسابا وهميا على «تويتر» باسم وهمي ليس له أي معنى استطاع أن يجمع في فترة وجيزة عشرات الآلاف من المتابعين؟ كلمة السر هنا هي: الإعلان مدفوع الثمن، ما يعني في نهاية المطاف أن تكلفة «الذبابة الواحدة» أو «الشبيح الواحد» ليس راتبه الشهري فحسب، وإنما الإعلانات المدفوعة للحسابات التي يقوم بتشغيلها والتغريدات التي يقوم بنشرها والتدوينات التي يرغب في ترويج أكاذيبها.
لو أنَّ الدول العربية خصصت كل هذه الملايين، وربما المليارات، في التنمية البشرية وتطوير البلاد والعباد وتنمية مهارات هؤلاء الغلابة المتمترسين خلف شاشات الكمبيوتر ليكونوا عناصر مبدعة ومفيدة لمجتمعاتها، بدلاً من تحويلهم الى مرتزقة أغبياء يتصدون لكل مغرد بالشتائم والسباب.. لو أن هذه الدول فعلت ذلك لما احتاجت أصلاً لتمويل «ثورات مضادة» ولما احتاجت لصناعة رأي عام وهمي.. لكن طمسَ اللهُ على قلوبهم فهم لا يعقلون.
كاتب فلسطيني

الذباب الإلكتروني

محمد عايش

خمس عقبات تحول دون وراثة محمد بن سلمان مُلك جدّه

Posted: 10 Sep 2018 02:17 PM PDT

بدأت فصول محاكمات صورية لعلماء ودعاة كانت السلطات السعودية قد اعتقلتهم في أوقات مختلفة من دون أسباب معروفة وواضحة، غير أن توجهاتهم الدينية والفكرية المخالفة لهوى النظام السعودي تكون خلف ذلك.
و إذا كانت النيابة السعودية قد أوصت بإعدام سلمان العودة مكيلة له جملة من التّهم الفضفاضة والمضحكة في الآن ذاته فإنّه من السذاجة التصديق أنّ سبب اعتقال العودة يعود إلى تغريدته البريئة التي دعا فيها إلى تأليف القلوب لما فيه خير الشعوب، فوراء الأكمة ما وراءها.
و لإدراك في أي سياق تأتي هذه المحاكمات وحرب بن سلمان على العلماء والدّعاة والمفكرين، و علاقة ذلك بمساعيه لتوطيد حكمه ينبغي تكبير الصّورة حتى نتمكن من تفحص المشهد العام ونعرف عندها في أي موقع توجد تفاصيل قضية العودة ورفاقه القابعين في السّجن.

اختطاف السلطة

بالعودة إلى خلفيات حكم بن سلمان فإنّنا سنقف على حجم صعوبة الأمر وتعقيداته، فسلمان هو آخر أبناء عبد العزيز يؤول له الحكم بعدما تبيّن مرور ولاية العهد إلى حفيد عبد العزيز محمد بن نايف قبل أن يتنازل أو يُجبر على التّخلي عنها لصالح بن سلمان، وقد بات من المؤكد أنّ الحكم سيخرج من سلسلة الأبناء إلى سلسلة الأحفاد، فبالنّسبة لسلمان وابنه بعد اكتمال دائرة الملك وولاية العهد لصالحهما فإنّ الأمر سيزداد تعقيدا وهما يسعيان لنقل الحكم من آل سعود بالجملة وتحويله لآل سلمان حصرا.
إنّ ما قاما به يمثل عملية اختطاف للسّلطة واستئثار بها دون باقي أفراد الأسرة السعودية، غير أنّ الأمر لم يستتب لبن سلمان فقد وجد نفسه أمام معضلة شرعية حكمه في ظل عدم وجود آليات اتفاقية محددة تسند السّلطة له فسعى إلى توفير شرعية واقعية بديلة قائمة على فرض وجوده وهو ما يفسر لجوءه إلى استعمال أساليب عنفية وإقصائية مع مناوئيه وخصومه المحليين والإقليميين.
وبغية تحصيل هذه الشرعية البديلة وجد بن سلمان نفسه في مجابهة خمس عقبات تحول دون استتباب ملكه فسعى جاهدا لتخطّيها، هذه العقبات ليست منفصلة أو معزولة عن بعضها البعض فهناك تداخل فيما بينها، كما أننا نجد المذهب الوهابي يخدم طموحه في الحكم، وفي الوقت ذاته يُحرجه مع الأمريكان في علاقته بالتّطرف والإرهاب، كما يسبب له متاعب في مسألة الإنفتاح ونزع تهمة التّشدد والإنغلاق عن المجتمع السعودي.

العقبة الأمريكية

لن تنقطع بأي حال أواصر علاقة الولايات المتحدة التاريخية بالنظام السعودي وتأثيرها على الحكم وموقفها في من يحكم السعودية بحكم أنّها على رأس هرم المجتمع الدولي تتيح لها قوتها التدخل في سيادة أي دولة من دول العالم والهيمنة عليها واستخلاص مصالحها منها، ومع صعود ترامب الذي كان واضحا منذ حملته الانتخابية في سلوكه المستقبلي مع السعودية والذي بناه على الابتزاز ونهب مقدرات المملكة كان الحل بالنسبة لآل سلمان في مؤتمر الرياض وما بعده، وكان الغرض منه التأكيد لترامب أنّهم وحدهم من دون باقي آل سعود الأقدر على تحقيق مصالح أمريكا في المنطقة وتنفيذها وحمايتها وهذا ما جعل بن سلمان يكبّل نفسه بذلك الحجم المهول من الصفقات والاستثمارات، كما قام بفتح علاقة مع إسرائيل وقبل بكل سرور بصفقة القرن ووضع حماس على لائحة الإرهاب.

العقبة الإقليمية

مثّل حرص بن سلمان على اجتياز هذه العقبة امتدادا لما بدأه الملك عبد الله بن عبد العزيز من عداء مستحكم لمخرجات ثورات الرّبيع العربي التي غيّرت معالم الخريطة الإقليمية، وقد بدت لآل سعود مهدّدة لوجودهم خصوصا عندما أفرزت الإسلاميين في مقدمة المشهد السياسي للمنطقة، ظهر معه تعاطف قطري – تركي واضح، ونوعا ما إيراني في اتجاه ما يخدم ولاءاتها السياسية والطائفية وأجندتها في المنطقة.
ومع تزايد الدّعم الإعلامي ممثلا في قناة الجزيرة والمادي والمعنوي الذي جاء من قطر وتركيا للأنظمة الجديدة وحتى بعد الإنقلاب على الرئيس مرسي، احتدم العداء وارتفعت وتيرة إيذاء قطر عبر حصارها وتركيا باعتبارها ندّا مذهبيا بدأ دوره يتوسع في العالم الإسلامي على حساب مكانة السعودية وذلك عبر المحاولة الإنقلابية الفاشلة وتأزيم الوضع الاقتصادي لها وإذكاء صراعها مع الولايات المتحدة.

العقبة السعودية

يدرك آل سلمان باعتبارهم العائلة المالكة الجديدة جيّدا أنّ ضمان استتباب الأمر لهم ليس بالأمر الهيّن وأنّه إلى الآن لم يتم بشكل كامل، في البداية جاء إبعاد محمد بن نايف وعزل بعض الأمراء والمسؤولين المشكوك في ولائهم من مناصبهم الحساسة، وبالتالي بداية حل معضلة نقل الحكم من آل عبد العزيز إلى آل سلمان لكن يبدو أنّ هذا غير كاف أيضا؛ فقد تطلب الأمر ردع المعارضين من العائلة المالكة وتخويف جميع أفرادها حتى لا يطالبوا بحقهم في عرش آل سعود، فكانت واقعة فندق الريتز كارلتون بهدف تأديب ونهب آل سعود لتكتمل صورة الهيمنة والسيطرة على الحكم، فالعقبة لم تكن فقط في محمد بن نايف، العقبة هي في تجاوز آل سلمان لعائلة آل سعود واستئثارهم بالحكم دونهم، وهو ما لم يثبت أنّه تمّ إلى الآن فالأيام حبلى بكل جديد ما دام لم يحدث إجماع وسط آل سعود على حكم آل سلمان وأنّ الأمر لا يعدو أن يكون التّسليم لواقع فرضه بن سلمان ولكن على مضض خصوصا بعدما صرّح به الأمير أحمد بن عبد العزيز في لندن أمام جمع من المعارضين ارتفعت عقائرهم بسقوط آل سعود، موضحا أنّ آل سعود لا دخل لهم بالطريقة التي تدار بها شؤون البلاد.

العقبة الدينية

استفاد آل سلمان من المذهب الوهابي كمذهب وحيد يفسر السّياسة والسّلطة من خلال الفتوى المسهّلة لحكمهم «عدم جواز الخروج على الحاكم»، وأصبحت كل فكرة تتصادم مع الفكر السّياسي الوهابي تعتبر معادية يشكّل حاملها خطرا على حكم آل سلمان وجب التّخلص منه، وقد ارتفع السّقف بعد إسقاط مرسي وإفشال حركة الإصلاح من أن تتصدّر المشهد اليمني.
وباتت إيران ومذهبها الشيعي البعبع الذي سوّق له بن سلمان من أجل التّخلص منهم، فكان العداء مع إيران وسيلة لهذا الغرض، ويقع مخطط احتواء العودة وزملائه المعتقلين في هذه الجزئية من المشهد، وهي ضربة استباقية طاولت العديد من الدعاة والعلماء والمفكرين، رافقها استجابة لضغوط أمريكية بتغيير البرامج التعليمية والدّينية وتنقيتها من الفكر الوهابي الذي تعتبره أمريكا صانعا للإرهاب، والتّخلص من جميع مظاهر الحياة المستندة للفهم المحلّي للدّين والتي تفرض قالبا منغلقا ونمطا يعادي الإنفتاح والليبرالية المعولَمة.

العقبة الشعبية

شنّ آل سلمان مع بداية إقصائهم لآل سعود وتيئيسهم من أيّ إمكانية للتّداول على حكم المملكة حملة ترهيبية استهدفت الشّعب السّعودي برمته بغرض إخضاعه وإحكام السّيطرة عليه، وظهر ذلك مع موجة غلاء الأسعار المفتعلة والاعتقالات التّي مست المخالفين، والسّعي لوضع الشّعب السعودي في جبهة موحدة لمواجهة أعداء وهميين ومصطنعين على غرار إيران والحوثيين، وسياسات ترغيبية عبر الإلهاء والترفيه وحرْف الشعب عن الاهتمام بشؤون الحكم والسياسة، ومحاولة فرض فهم جديد للدّين بإزاحة المذهب الوهابي تدريجيا بوصفه إيديولوجيا اجتماعية ينبغي القطيعة معها فقد جلب لهم المتاعب المتعلقة بالإرهاب مع أمريكا، وفرضِ فهمٍ وممارسات جديدة أكثر انفتاحا في الوقت نفسه تعمل على إلهاء الشّعب وتساهم في تدجين المنطق القبلي المنغلق والعمل على تمييعه، وفي هذه العقبة توجد خطورة الفكر الإصلاحي الذي يحمله سلمان العودة ورفاقه فبن سلمان لا يريد تأثيرا فكريا على المجتمع السعودي في عكس الاتجاه الذي يأخذ البلاد نحوه.
هناك أمور سترتد بعكس ما يتمنّاه آل سلمان فهم يحاولون تحقيق أهدافهم بوسائل وأدوات تعمل كالمسكّنات وسرعان ما ينتهي مفعولها ليطفو إلى السطح عكس ما كانوا يريدونه، فقد كلفتهم ترضية ترامب أضعاف ما كانوا يسعون لتحصيله منه وإلى الآن لا يوجد ما يقطع بوفائه لهم وهو المعهود عنه مزاجيته وزئبقيته، ولم تصل الحروب الإقليمية والعداء لإيران وقطر وتركيا ودعم السيسي في مقابل الإطاحة بالإخوان إلى أيّ نتيجة، كما أنّ محاولات سلخ المجتمع السعودي عن تقاليده وعاداته والتّحول الإيديولوجي – المذهبي الجذري ستكون له انعكاساته الاجتماعية الخطيرة على المدى المتوسط خصوصا، وقد بيّن خطاب الأمير أحمد الذي فصل بين آل سعود وآل سلمان وجود معارضة لنظام آل سلمان داخل العائلة السّعودية.

كاتب جزائري

خمس عقبات تحول دون وراثة محمد بن سلمان مُلك جدّه

فريد بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق